31-01-20, 07:53 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مقتطفات من الأعداد الخاصة - ولكن أخبرنى: لماذا رفضت قيادة المعتقلين ، فى ثورتهم ضد طغاة معتقل (سيبيريا) ؟ أجابه (أدهم) فى شرود : - كان الأمر سيتحول إلى مذبحة رهيبة ، فالقواعد فى (سيبيريا) تحتم إطلاق النار على الجميع بلا رحمة أو هوادة ، فى حالة التمرد أو الثورة ، والمعتقلين كانوا منهكين متهالكين ، ولم يكن باستطاعتهم قط التصدى لكتيبة مسلحة شرسة . أومأ برأسه متفهما ، وهو يغمغم : - هذا صحيح ثم عاد يربت على كتف (أدهم) ، مستطردا : - لقد انتهى الكابوس على أية حال ، وحققت انتصارا كالمعتاد يا رجل ، وهزمت الموت نفسه هذه المرة . ابتسم (أدهم) ، وهو يقول : - لا أحد يهزم الموت يا رجل .. إنه المنتصر حتما فى كل معاركه ، مهما طال الزمن . ضحك زميله قائلا : - ولكنك فعلتها مرتين يا صديقى .. ألم يعدمك (فينوفيتشى) فى (سيبيريا) ، ويقتلك (شالوم) فى فيلته فى (هلسنكى) ؟ هز (أدهم) رأسه ، وتنهد فى عمق ، قبل أن يقول : - إنه موت في الأوراق الرسمية وحدها يا رجل ، و هذا أمر يسهل تزييفه والعبث به ، أما الموت الحقيقي فلا يفشل أو ينهزم . ثم شرد بصره ثانية ، و هو يعاود التطلع إلى الامطار المنهمرة ، و ذهنه يستعيد كل ما حدث ، قبل أن يضيف يصوت عميق خاشع : - ولا يأتي أبداً مرتين . د.نبيل فاروق من رواية الموت لا يأتي مرتين | |||||||||||
26-06-20, 03:38 PM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| - الواقع أننى أعرف (ن - 1) ، قبل أى ضابط هنا ثم عاد يعتدل فى مجلسه ، متاابعا فى حزم : - لقد كنت قائد كتيبة الصاعقة ، التى كان هو أحد ضباطها ، عندما اشتعلت حرب السادس من أكتوبر ، عام 1973 م هتف (قدرى) بدهشة : - حقا ؟! لم يبد أن المدير قد سمعه ، وهو يواصل حديثه ، وقد شردت عيناه ، وكأنما يستعيد ذكرى تلك الأيام : - كان أيامها أيضا ضابطا متميزا للغاية ، لا مثيل له بين أقرانه .. يمتلك قلبا كالأسود ، ونبلا كالجياد ، وجموحا كالنسور .. باختصار كان أفضل ضابط صاعقة ، على طول الجبهة ازدرد (قدرى) لعابه فى صعوبة ، من شدة الانفعال ، وهو يشير بيده إشارة غير ذات معنى ، قائلا : - لقد قرأت بالفعل ملف العملية ، التى قام بها ، قببل حرب أكتوبر مباشرة .. هز المدر رأسه ، وهو يستعيد ابتسامته ، قائلا : - هناك عملية أخرى ، لم تقرأ عنها شيئا حتما ، بدأت قبيل اشتعال الحرب ببضع ساعات ، وامتدت إلى يومها الثانى و اتسعت ابتسامته ، وهو يضيف : - فى قلب (سيناء) لهث (قدرى) فى انفعال ، هاتقا : - يا إلهى ! يا إلهى نهض المدير فى انفعال ، قائلا : - لأن (سيناء) ذات طبيعة صحراوية جبلية ، كنا نعلم أن الوسيلة الوحيدة لمرور الإمدادت الإسرائيلية ، من القيادة فى الشرق ، إلى خط (بارليف) فى الغرب ، هى عبر ممراتها الجبلية ، وأن السيطرة على تلك الممرات ، تعنى السيطرة التانة على الإمداد والتموين ، وعلى حركة القوات فى الاتجاهين .. أو بمعنى أدق .. السيطرة الكاملة على خط سير القتال كله وصمت لحظة أخرى ، شرد خلالها بصره أكثر ، وتضاعفت بعدها حيويته ، وهو يكمل : - ولكن العدو كان يسيطر على تلك الممرات بالفعل ، ويدرك أهميتها وخطورتها ، مما يعنى أن يبذل أقصى ما لديه من مال وعتاد ورجال لحمايتها ، واستمرار سيطرته عليها ، ويعنى أيضا أننا سنخسر تفوقنا القتالى والعسكرى خلال يومين فحسب ، من بدء القتال ، مما سيؤدى إلى انقلاب الموازين ، وخسارتنا لعدد مخيف من الرجال و الأسلحة ، قد يفوق ما خسرناه فى نكسة يونيو 1967 م والتقط نفسا عميقا طويلا ، وتألقت عيناه بشدة ، مع استطرادته : - وهنا جاء دور أسود (مصر) .. رجال فرق الصاعقة هتف (قدرى) ، وقد شمله حماس مباغت : - بالتأكيد .. بالتأكيد تابع المدير : - كانت عملية بالغة الأهمية الخطورة .. أطلقنا عليها اسم (عنق الزجاجة) ، إشارة إلى الممرات ، وصعوبة اجتيازها والسيطرة عليها وهز رأسه ، و عيناه تشردان أكثر وأكثر ، وهو يقول : - عملية تألق فيها رجال الصاعقة المصريون ، كما لم يحدث من قبل .. و أزهقت خلالها أرواح أفضل الرجال والشباب ، من خيرة شهدائنا ، وأريقت معها أنهار من الدماء العطرة الزكية ، وسجل التاريخ مع لحظاتها أعظم وأقوى البطولات والتضحيات ، التى لم تعرف الحروب مثيلا لها قط وصمت لحظة ، قبل أن يدير عينيه إلى (قدرى) ، قائلا : - ولكن ما فعله (أدهم) ، آنذاك كان مذهلا بكل المقاييس سأله (قدرى) بكل لهفة الدنيا : - وما الذى فعله ؟ التقط المدير نفسا آخرا عميقا للغاية ، وتمتم : - سأخبرك ما الذى فعله عملية عنق الزجاجة | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|