آخر 10 مشاركات
علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          236 - سيد الجزيرة - مارى ويبرلى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-20, 12:33 PM   #11

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
الف مبرووك على روايتك
بداية مشوقة ...
نورا تعانى بعد وفاة زوجها ...لكن وجود ابنها هو ما يهون
عليها صعوبة الحياة....
عامر تخلت عنة حبيبتة فى السابق ...فأصبح
عازف عن الزواج ...
يحاول إسعاد والدية والاهتمام بطفل شقيقة
الراحل....
شهامة مرت بتجربة زواج فاشلة...تشعر باليأس وتريد
السفر والبحث عن فرص افضل فى الخارج
والدتها وافقت اخيرا على سفرها....
تسلم ايدك
بإنتظار القادم


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:35 PM   #12

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل الثانى
بالتوفيق ان شاء الله ❤❤




زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 04:51 PM   #13

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
بداية موفقة ان شاء الله ومتزعليش نفسك على ضياع المشاركة الأولى للرواية

ياترى نورا هتوافق على العريس وتقدر تتجاوز ذكرياتها مع زوجها

عذاب المعتقلين فى السجون حاجه تقهر

بالتوفيق ان شاء الله ياجميل
تسلمي حبيبتي وشكرا للتشجيع❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 04:54 PM   #14

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليليا سهام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 04:56 PM   #15

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
الف مبرووك على روايتك
بداية مشوقة ...
نورا تعانى بعد وفاة زوجها ...لكن وجود ابنها هو ما يهون
عليها صعوبة الحياة....
عامر تخلت عنة حبيبتة فى السابق ...فأصبح
عازف عن الزواج ...
يحاول إسعاد والدية والاهتمام بطفل شقيقة
الراحل....
شهامة مرت بتجربة زواج فاشلة...تشعر باليأس وتريد
السفر والبحث عن فرص افضل فى الخارج
والدتها وافقت اخيرا على سفرها....
تسلم ايدك
بإنتظار القادم
إن شاء لله القادم يكون على قدر التوقعات


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 04:58 PM   #16

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة رحيمي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
حبيبتي بداية موافقة ان شاء الله ومبارك لكِ على روايتكِ اولى اتمنى لكِ اتمامها بالتوفيق والخير

رواية حلوة
تحجي عن عدة اشخاص في حياتنا والاحلى سلطت الضوء على جوانب
الوضع في البلد
الظلم
وسجن المظلومين
الى عدة اشخاص
نورا وشهامة والتؤامتين

قصة المسجونين ظلما ماهي؟؟
نورا تقبل تزوج اكرم
وهل مدح ام ميساء اخوها صحيح
الشهادة للاهل مشكوكة

رواية مليئة بالاحداث

انتظر جديدج
ألف شكر لمتابعتك بس تنويه مدام ميساء طلبت نورا لشقيق زوجها مش أخوها لتكون الأحداث أوضح لك .
وشكرا ثانية لمتابعتك حبيبتي❤❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 05:21 PM   #17

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بداية مشوقه و موفقه قدرتي فعلا تاخذي عقلي للتفكير في القادم و ما مضى من حياة الأبطال ...
رغم الوجع العائلات هنا تحاول الشفاء ببعضها بحبها وتكاتفها رغم الخيبات والفقد المحاوط لهم
نورا خسرت السند الزوج حب الشباب تاركا لها طفله كذكرى خالد تسمح لها بالاستمرار ومكافحة الضياع ..
نسرين ياسمين التوأم المختلف عانو كتير من ويلات الحرب و ممكن انحرمو من كتير من ملذات الحياة لكن وجودهم في كنف أسرة محبة لا يعوضه مال في زمن فقد فيه الأمان
عامر خذل ممن اختارها قلبه لكنه يعيش لأسرته ويحاول ان يبقي على سعادتهم ..
شهامة تعاني بسبب اختلافها ربما وفشل زواجها .. أتمنى ان تثبت ان المرأة قوية بذاتها عندما تخذل...
حبيت السرد عامة والقصة جميلة وتعد بجو مختلف
مستنيه القادم❤


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 08:40 PM   #18

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي ظلال الياسمين

الفصل الثاني

إنها الساعة الخامسة فقط، ولكن كأنه منتصف الليل إلى اليوم لم يعتد هذا الاختلاف الغريب بالطبيعة أوالمناخ،بالصيف تجد الشمس تغرب عند العاشرة مساءً لتشرق عند الثالثة،وفي الشتاء تغرب عند الثالثة عصراً وتشرق عند الثامنة صباحاً،هذا لو صح قول الثالثة عصراً فنحن
معتادون صيفاً شتاءً أن نقول عن هذا التوقيت عصراً.

يحدّث نفسه مثل المجانين،هذا الذي ينقصه.ولكن المارة بقربه يعتقدون إنهُ يتكلم بالهاتف.إنها فكرة تريحه،ليسترسل بكلامه.
يصل أمام البناء القديم الذي يسكن فيه مع شقيقه منذ سنتين،يتسلق السلالم كل سلمتين معاً،ليصل إلى باب الشقة فيشتَم رائحة طعام، ترتسم بسمة على وجهه وشوق لتلك الذكريات،
يفتح باب الشقة ليدخل بعجالة يرمي مفاتيحه على منضدة قرب الباب ويخلع سترته وحذاءه يضعهم بالخزانة ويخرج خف المنزل يرتديه،
ثم يتجه إلى المطبخ حيث الرائحة هي من تحركه وتحرك مشاعره بحنين لمن كانت تعدها له،ويتأفف منها لو فقط كان يعلم مقدار ما تقدمه له من حب بهذا الطعام.
يشاهد أخيه يقف أمام الموقد يقلب أقراص العجة وبقربه على طاولة صغيرة معدة لتناول الطعام يوجدxطبق السلطة وبعض المقبلات،يقترب من شقيقه ويضربه على كتفه ثم يحتضنه،

"عصام أخي وحبيبي هل أعددت لنا هذه الوليمة بمفردك؟ لا تعلم مقدار سعادتي بك وأنت تقوم بالطهي مثل أي سيدة محترفة"

ينظر له عصام من هذا القرب وكم يسعد برؤيته فرحا،هو سعيد بما يقدمه له من مشاركة حتى لو كانت قرص عجة،

"بما أنني السيدة هنا يا أستاذ سامر اذهب واغسل يديك وتعال قبل تناول الطعام،ثم ليكن بمعلومك أنا أطبخ ولكن غسل الأطباق عليك أنت فأنا سيدة تحب المساواة بالعمل"

يضحك سامر من كلام أخيه فنادرا ما بات يجد عصام بهذا المزاج ما يفعله الآن يدل على أنه يخفي أمراً جيداً عنه، وسيحاول معرفته،يدع عصام أمام الموقد ليأخذ قطعة مخلل خيار كما يحبه حارا جدا يضعها بفمه ويرفع إصبعه أمام وجهه منبهاً عصام قبل خروجه

"ستخبرني ما عندك من أخبار جيدة عند عودتي فلا تحاول المراوغة"

يتابعه عصام قليلا لحين اختفائه بالغرفة المجاورة للمطبخ لتبديل ملابسه وغسل يديه،
ثم ينظر أمامه متابعاً عمله بقلب العجة إلى طبق نظيف يضعه على المائدة يمسك بهاتفه الذي نبهه بوصول رسائل يشاهد رسائل أختيه التوأم ومشاغبتهما التي لا تنتهي وقد أرسلتا له صورا مضحكة تجمعهما مع حمزة،كم يشتاق لهما ولكلامهما الذي لا يتوقف خصوصاً نسرين كانت تشاغب أثناء محاولته استذكار الدروس لهما أو مساعدتهما بحل الواجبات المدرسية،هل سيبقى هكذا يشاهدهم من خلف الهاتف! يكلمهم عن أيامهم كيف تمر من غير مشاركة لهم!
يأتي سامر ليجلس أمامه و يبدأ بتناول الطعام ثم ينظر لعصام ليجده ينظر للهاتف و على وجهه ابتسامة هادئة يمازحه قليلا:

"يا ليت عندي من تراسلني وأبتسم لرسالتها مثل ابتسامتك هذه"
ويغمز له بشقاوة

ينظر له عصام لتكبر على وجهه الإبتسامة ويدير شاشة الهاتف يريه صور شقيقاته مع حمزة

"هذه الابتسامة لهم،لا يذهب تفكيرك لمكان آخر،ثم الذي مثلنا لا وقت له لهذه الأمور"

يبدأ بتناول الطعام وهو يراقب سامر كيف يأكل مستمتعا بما صنعه له

"هل أعجبك الطعام يا سامر؟"

"أجل إنه رائع
سلمت يداك أخي"

يكمل عصام بمزاح:
"اذاً لم كنت تقلب الدنيا صياحا عندما تجدها على طاولة الطعام على الغداء،وتصر على عدم تناولها"

يجيبه سامر بسرعة بأسلوبه المرحxوهو يرفع يديه ليهتف:
"كنت أبلها والله،كنت مثل الثور أعاند وفقط،لم أعلم مقدار النعم التي كنا ننعم بها من أول طبق العجة هذا...لطابور فرن الخبز.... ولّا عمك أبو مصطفى بائع الخضار كنت أكره الذهاب إليه والآن أنا مستعد لعناقه لو رأيته أمامي"

يتنهد عصام حيث لا كلام يزيد عليه أو يخفف من غربته سوى وجودهما معاً ومعرفتهما أن أهلهما بألف خير،

"هيا انهِ طعامك واغسل الأطباق،أنا سأصلي العشاء وبعدها نشرب الشاي معاً"

أنهى سامر تنظيف المطبخ وصنع كوبين من الشاي بالقرفة كما يحبه هو وعصام في بعض الأحيان،وحملهما لغرفة المعيشة حيث أنهى عصام صلاته ويجلس على سجادة الصلاة يقرأ الأذكار،

"تقبل الله شيخي،أتمنى أن تكون قد دعوت لي بصلاتك"

ينهض عصام وهو يحمل السجادة يطويها يضعها مكانها ناظراً لسامر
"منا ومنكم جميعاً،
أنا أدعو لك في كل صلاة لعل الله يهديك وتلتزم بصلاتك، أنهي ما بيدك ولا تنسى صلاتك"

يجلس على الكنبة بعد ترتيب المخدات الصغيرة خلف ظهره ويرفع قدميه يضعها على كرسي صغير منخفض أمامه اشتراه خصيصاً ليريح عليه قدميه بعد يوم طويل،
يأخذ كوب الشاي من سامر ويشكره،

"سلمت يداك أجمل شاي بالقرفة"

كم يحب هذه الرائحة،تعيده لسنين كان لا همّ لهم فيها سوى أين يقضون الإجازة وأكبرها هماً الامتحانات و الدراسة،

"أما زلت تحب الشاي بالقرفة؟ اعتقدت أن عقدة ما أصابتك منها"

ليضحك له سامر
"كنا نشرب شاي عادي كل يوم ولكن عندما يكون بالقرفة يحدث شيئ ما وينقلب الفنجان من يدي أو عن الطاولة وتقوم الحرب ساعتها من والدتك"

ليضحكا هما الاثنان يتذكران صياح والدتهما بهما وتبدأ مرحلة التنظيف وهروبهما منها قبل أن تمسك بهما،

"لكنك أنت يا عصام كنت تفعل ذلك بي متعمدا لو كان الشاي بالقرفة تأتي وتحرك يدي لينقلب وبعدها أصبح عندي عقدة منه ومنك"

يرد عليه عصام بصوت متقطع من الضحك وكأن الذكريات أصبحت كل حديثهما وحياتهما يتكلمان عن الماضي أكثر من الواقع وكأنهما نسيا شيئا اسمه مستقبل:
"حسنا لم يصبك شيئ وها أنت أمامي تشرب شايا وبالقرفة ومن غير مشاكل،لا ترم بعقدك علي أنا لا ينقصني عقد ومشاكل"

يضع سامر الكوب من يده ويسأله مباشرة:

"حسناً أكلنا وضحكنا وشربنا،هات ما عندك من أخبار جيدة جعلتك بهذا المزاج الرائع؟

ينظر له عصام قليلا قبل أن يتكلم :
"أخذت بنصيحتك وهددت صاحب العمل إن لم يزد لي الأجر سأترك العمل عنده"

يتحمس هنا سامر ويرفع حاجبيه منتظراً النتيجة يخشى أن يكون سبب لأخيه مشكلة بالعمل ويضطر للبحث عن عمل آخر، ولكن هو كان يريد مساعدته في أخذ حقه من صاحب العمل المستغل.


"وماذا حدث؟ قل لي بسرعة لا تلعب بأعصابي"
يقول سامر كلامه بتوتر جعله يجلس على طرف الكرسي وكأنه يتابع لمبارة كرة قدم منتظراً دخول الهدف

يرفع عصام يده ويشير لسامر
"لولا كلامك وتشجيعك لي ما حصل ما حصل.....
لقد وافق"

يقولها عصام مع ضحكة تملأ وجهه من سعادة أخيه الذي قفز من مكانه وأخذ يتحرك بانفعال و هو يشير بيديه ثم يمسك رأسه بحماس

"قلت لك سوف يقبل،إنه طماع ولن يستغن عنك أنت كنز بالنسبة له"
يعود لصياحه
"أجل أجل كنت أعلم وراهنت
عليك وعلى قدراتك"

يهدئه عصام قليلا:
"أخفض صوتك قبل أن تأت شكوى علينا من الجيران أننا نسبب لهم الإزعاج"

"تباً لهم ولشكواهم ماهذا ألا نستطيع أن نفرح قليلاً،
حسناً أخبرني بكل شيء، كيف وافق ذلك(المستر سلطع)

يضحك عصام عند ذكر صاحب العمل باسم هذه الشخصية الكرتونية المحبة للمال،إنه فعلا يستحقه،

"قلت له أن أجري قليل ولم أعد أريد العمل عنده إما أن يزيد لي الأجر أو أدعه،وأنني بحثت عن عمل و وجدت عرضاً أفضل بكثير مع ضمان تأمين عقد عمل دائم و موثّق أقدمه لدائرة الهجرة بعد ستة أشهر"

يقبض سامر على يديه يضربهما ببعض:
"أحسنت أحسنت هذا هو أخي، ذكي وقوي ولا يهاب أحد"

يقل حماس عصام قليلا بعد كلام سامر :
"أنا لم أخف منه ولا من ترك العمل نحن لن نموت من الجوع أو ننام مشردين،ولكن هذا العمل الإضافي يأمن لنا مبلغا جيدا نرسله لأبيك أول كل شهر"

ليقاطعه شامر قائلا:
"أعلم ذلك، لقد ضحيت بتعديل شهادتك الجامعية والعمل بها من أجل استمراري بالدراسة وتأمين مبلغ إضافي من المال لأهلنا، ولكن لم يتبق سوى عام واحد وأبدأ أنا بالعمل وأنت عليك متابعة موضوع شهادتك والعمل بها كمهندس ميكانيكي كما كنت تتمنى،
وحينها راتبك سيتضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف،
هانت أخي لم يبق سوى القليل ونبدأ بجني نتاج غربتنا"

يرن هاتف عصام ليقطع عنهما الحديث فيعتدل عصام ويحمل الهاتف ينظر له لتعود الابتسامة
والاطمئنان يرتسم على وجهه،

"مرحباً أمي كيف حالك؟

"أهلاً بني نحن بألف خير كيف كانت العجة
هل أعجبت سامر؟"

ليسمعها سامر من مكبر الصوت
"أمي حبيبتي كيف حالك؟ وبالنسبة للعجة كانت شهية بفضل إرشادك لعصام وإلا كنت أكلت بيضا مقليا فقط"

"ألف هناء وشفاء يا حبيبي"
تسكت الأم قليلا لينظر عصام وسامر لبعضهما البعض هما يفهمان والدتهما من صوتها يسألها عصام:

"أمي ماذا هناك؟ هل جميعكم بخير،لا أسمع صوت أحد قربك هل أنت بمفردك!!"

"أجل أنا بمفردي،شقيقتيك ياسمين ونسرين يذهبان لزوج خالتك أحمد ليساعدهما بشرح مادة لهما،ونورا تجلس مع خالتك ومعها حمزة"
ثم تعود للسكوت قليلاً قبل إكمال الحديث،
"هناك أمر ما أريد رأيكما به قبل كلامنا به مع نورا"

ليتدخل سامر ويسألها بقلق:
"أمي ماذا حدث هل لنورا!

أجل بني لا تقلقا هكذا كل الأمر أن هناك من تقدم لخطبة لنورا"

xلتعلو وجهي الأخين نظرة صدمة لا يعلمان ما يقولان فقط ينظران للهاتف بانتظار تكلمة الحديث،

"والدك قد سأل عنه والجميع يشكر منه،إنه قريب السيدة ميساء أنتما تعرفانها،
ولكن !!"
تعود الأم لحيرتها لا تعلم ما يفعلون هل هو صحيح أم خاطئ!!

"لا أعلم هل أخبر نورا ونأخذ رأيها أم تجدان أنها خطوة متسرعة يجب أن ندعها لبعض الوقت،

وكأن الأم هنا تكلم نفسها
"لا أريد الضغط عليها ولكن الرجل المناسب لا يأتي بكل الأوقات،هي مرة واحدة بالعمر،ونورا ما زالت صغيرة لن تبق هكذا طوال عمرها والدكم سأل عنه وكان الجميع يشكر به وبحسن خلقه"

يمسح عصام وجهه بكفه يتنهد قليلا ليسأل والدته:
"الأمر أمي مفاجئ قليلا ليس أكثر،المشكلة هنا ليست نورا فقط"

"أعلم ما تقصد يا بنَي،إنها خالتك وعائلتها كيف سيتقبلون الأمر،
لذلك قررت سؤالكما قبل أي تصرف، لا يعلم بهذا الموضوع سوى أنا و والدك"

يقف سامر متوترا من الحديث فيذهب لشرب بعض الماء ، هذا الكلام أفاقه للواقع الذي تناساه فقدتعامل مع وفاة زوج نورا وكأنه فقط شخص غريب عنهم مثله مثل الباقين في حياتهم. شعر بالحر وكأن الخبر يحمل خبر وفاة،
قلبه يعتصر ألما على ابن خالتهم،هل فعلا نسوه وقرروا المضي بحياتهم هكذا؟إن الحياة علمتهم التعايش مع الألم والفراق هل أصبح بهذه القسوة؟

ينهي عصام حديثه مع والدته ووعدها بالتفكير معهم بالموضوع،
ثم يتجه إلى أخيه الذي انزوى بعيدا عنه،هو يعلم مدى ضعفه تجاه عائلته وموطنه،سامر كان شابا بمقتبل العمر أول عام له بالجامعة يبني أحلامه لتتحطم فجأة على أرض الواقع،

وخلال أسبوع يبدأ معه مشوار الغربة مبكراً خوفا عليه من الحرب ومع طبيعته العاطفية وتعلقه بأصحابه وعائلته،عانى كثيراً في بادئ الأمر،
الغربة شيئ لا يناسب الجميع هناك من يتعايش معها وهناك من تأكل كل يوم جزء من روحه وهذا هو سامر،
لكن الذي ساعده وجودهما معاً ومساندة بعضهما البعض عصام اهتم بأخيه مثل أب حنون يعوضه عن ما فقد،يسترسل معه بالحديث عن الأهل والذكريات حتى بالطعام تعلم بعض الوصفات من والدته من أجل سامر الذي بدأ يطلب أصنافاً لم يكن ليقبل بذكر اسمها أمامه،

يقترب منه يقف بجانبه يشاهدان الشوارع الخالية من خلف النافذة،ينظر له عصام قليلا قبل أن يتكلم

"نحن نسينا أن نورا ما زالت صغيرة وأن من حقها الزواج وبناء أسرة وأن تجد رجل تحظى معه بالأمان،
وطوال عمرنا نعلم أن نورا لابن خالتها وبعد وفاته أيضا نورا له وكأنه الشيئ الطبيعي أن لا تتزوج وتبقى على اسمه"

يتكلم سامر بصوت به شيئ من الغضب:
"هذا ما يزعجني،لقد ابتعدنا لدرجة نسينا أن هناك من مات وهناك من هي صغيرة أرملة تعاني من الوحدة وتعاملنا معها وكأنها لا مشاعر لها ولا مستقبل، نحن أصبحنا كالغرباء عنهم نكذب نفسنا أن هذا الهاتف اللعين يجعلنا على تواصل من حديث وصور وحتى فيديوهات و لكن الواقع ليس إلا مسكّن لمشاعر لا يستطيع إيصالها"

يسكت سامر ويبتلع هذه الأشواك بحلقه،ليعود عصام ينظر إلى الظلام أمامه،ما عليه أن يفعل الآن؟ يوافق أم يرفض؟ هل له حق بأي قرار ينصح به نورا أو والدته؟
أم أنه أصبح على الهامش فقط؟ عليه أن يعلم من بعيد ماذا يحدث ويكون بالصورة لا أكثر
مهما اعتدنا على مرار الغربة
لكن ألم الفراق،
لا يمكن أن نعتاده......
.................................

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 09:01 PM   #19

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

لا أعلم متى سوف تقومين أنت وهي بترتيب خزائنكما بشكل منظم،ليس كل مرة آتي لوضع الملابس أجدها على هذا الشكل"

تنهي نورا ترتيب الملابس المبعثرة وتضع كل شيئ مكانه لتلتفت لشقيقتيها وعلى وجهها بعض الضيق منهما ومن إهمالهما،
بسب السنة الأخيرة بالثانوية أصبحتا مهملتين،
وهي تكره عدم التنظيم لتراهما تحاولان كتم ضحكاتهما بالكتب التي بأيديهما،

"حسناً تضحكان أليس كذلك!مثل كل مرة تعلمان أني سآتي وأرتبها لكما ولكن ألن ينتهي هذا العام! سوف يكون هذا الصيف عبارة عن دروس لكما بالتنظيف والمطبخ بكل ما يحتويه"

تجلس أمامهما تأخذ كتاب نسرين المقلوب لتديره وتعيده لها حيث كانت تمثل دور الغارقة بالدرس لتنهي نورا ما تفعل مثل كل أسبوع،
تعترض نسرين عليها لعلها تداري موقفها الغبي كما أشارت لها ياسمين

"لما تقولين هذا!!
ألم نتبرع من وقت دراستنا بثلاث ساعات كل يوم جمعة لنساعدك بها بتنظيف المنزل؟"

ترفع نورا حاجبها وتضيف بنبرة ساخرة
"كل أسبوع و لاتنسي المدة قرب الثلاث ساعات"

تضحك ياسمين من كلامهما مثل كل مرة لتحاول نسرين ضربها بالكتاب
"اخرسي أنت على ماذا تضحكين؟ على خيبتنا؟"
ثم تعود لنورا وتشير بإصبعها نحو صدرها
"ولكن لا تنكري أنني بثلاث ساعات أقلب لك الشقة كلها وكأن إعصارا من النظافة يدور بالمنزل"

لتوافقها نورا الكلام
"من ناحية إعصار فهو إعصار،
لدرجة أن خالتك تعلم أن نسرين تعمل اليوم في المنزل"

ثم تلتفت لياسمين تسألها باهتمام
"ماذا حدث بالفتاة التي انقطعت عن المدرسة فجأة ألم تظهر؟"

تتغير ملامح ياسمين من الضحك للحزن على فتاة هادئة وجميلة كانت تشاهدها أوقات كثيرة بمفردها من غير أصدقاء مقربين، كل الذي تعلمه عنها أنها يتيمة
"لا يانورا لم تظهر،وحين حاولت خالتي الاتصال بولي أمرها أجابها أنه لا يعلم أين اختفت، هل تم خطفها أم أصيبت بحادث، ولكن خالتي تقول لو أن فتاة أخرى اختفت مثل الفتاتين ستبلغ الشرطة"

تتكلم نسرين مع نورا لتكمل القصة

"ولكن خالتي تكلمت مع الشرطة عند اختفائهما وقد قام أهل الفتيات بتقديم بلاغ عن اختفائهما أيضا"

تضرب نسرين قليلا بيدها على الكتاب وهي غاضبة من غباء رجال الأمن أو عدم اهتمامهم لا نعلم"
كيف أنهم لم يربطوا بين الحادثتين، فالاثنتان يتيمتان ووحيدتان لا صديقات لهما"

ترتعب نورا من فكرة أن هناك من يتصيد الفتيات وأن الأمن لم يعد بالكفاءة المطلوبة،
"حسناً من كلامكما هذا يعني أن الخطر محيط بنا أرجوكما لا تكلما الغرباء وخذا حذركما من كل كلمة أو حركة غريبة،لا تأمنا لأحد غير خالتكما"

تمسك يديهما وتطلب منهما بخوف أكثر من حب،
"هل تعداني أن تلتزما بكل كلمة قلتها؟لو شعرتما أن هناك ما يقلق من أي أحد تعاليا وأخبراني حتى لو كنتما على خطأ فقط كلمني،لا تتصرفا بمفردكما،هل تعداني؟"

"نعدك أختي لا تخافي علينا"
تقولها ياسمين ونسرين وهما يمسكان بيد نورا يبثانها الأمان والثقة،

ولكن نسرين تفكر،هي متأكدة أن المجرم بالمدرسة وهو يعلم من يختار،وقد قررت
أن تراقب الفتيات الوحيدات داخل المدرسة فقد تصل لطرف خيط ينقذ باقي الفتيات، حتى خالتها قالت إنها تشك بأن أحدا من داخل المدرسة وراء اختفاء الفتاتين وطلبت من بنتي اختها الابتعاد عن أي شخص جديد بالمدرسة،

تنظر نورا إلى الساعة لتقول لهما :
"هيا حان موعد الدرس مع عمكما أحمد،وأرجو منكما الانتباه له، إنه مستمتع معكما وأتمنى أن تفرحاه بدرجات عالية،ليشعر أنه قدم مساعدة لأحد يحتاجها"

تبدأ الفتاتان بوضع حجابهما،وترتيب الكتب والكراسات من أجل الدرس،
تبتسم.لها ياسمين وتقول:
"لا تقلقي نحن مستمتعتان بالدرس معه أيضاً فهو له أسلوب سلس،لقد فهمنا كل شيئ وكأنه بعصا سحرية أزاح الغشاوة عن تفكيرنا،لم أعتقد أن الفيزياء شيئ سهل ولكن بحاجة للفهم وبعض التركيز"

تدخل الأم عليهن الغرفة تنظر لهن وبعينيها كلام أو شيء لا تعلمه نورا ما هو، فمنذ أسبوع وهي تشعر بتغير بين والديها حيث يكونان يتهامسان فتدخل عليهما فجأة لتجدهما يسكتا أو يحاولا تغير الحديث،لكنها لا تحب التدخل بينهما أو إحراجهما،قد يكون أمرا يخص العمل أو المال،هي حاولت مساعدتهم ببعض المال من ميراثهاxوالمبلغ الذي يدفعونه لها كإيجار،لكنهما رفضا بشدة وطلب منها والدها أن تنس هذا الموضوع أو يغادروا المنزل ليجدوا منزلا آخر لهم،

"حبيبتاي هل أنتما ذاهبتان إلى الدرس"

"أجل أمي إنه موعدنا مع عمي أحمد"
تجيبها نسرين وتتجه مع ياسمين خارج الغرفة لتبقى الأم ونورا،التي تنظر لأمها بحب وابتسامة تريحها بعض الشئ، تقترب الأم من نورا تربت على خدها بعاطفة،
"ما رأيك أن تصنعي لنا القهوة وتأتي لتجلسي معنا أناووالدك"

"حسناً أمي لكم أجمل قهوة"
................. ........................

تضع نورا فنجان القهوة أمامها بعد أن قدمت لوالديها قهوتهما
وتنتظر والدها ليبدأ الكلام،هي تشعر أن هناك ما يريد قوله، والدتها تراقب بهدوء وكأنه اتفاق بينهما أن يبدأ هو بالكلام،تعود تنظر لوالدها تتشابك النظرات قليلاً شعرت برهبة، هناك أمر ما، هي متأكدة، والدها عيناه لاتكذب ولاتخفي ما بداخله،

يبتسم بلطف و يمد لها يده يطلب منها الجلوس قربه،x
تشعر أنها على بعد خطوات من شيئ مخيف يخصها و والدها يريد أن يقوله بأقل ضرر،

تسير إليه تجلس قربه ومازالت تنظر لعينيه لم تبعدهم عنه لعلها تفهم،
يشعر والدها بخوفها فيوجعه قلبه عليها،لقد أخذت نصيبها من الأخبار المحزنة في بضع سنين، يربت قليلا على كتفها يبثها شيئاً من الأمان،

"نورا ابنتي مابك لما أنت خائفة؟
لا يوجد خبر سيئ اطمئني"

تتنفس نورا قليلا وتبتسم لوالدها بتوتر ظاهر وتنتظر أن يكمل كلامه،

"أنت تعلمين جيداً أن هذه الحياة غدارة،أخذت منا كل فرحة رسمناها،وأنت مؤمنة بأن أعمارنا بيد الله،وأنا أريد أن أراك سعيدة و اطمئن عليكِ وعلى شقيقتيك"

تمسك نورا يد والدها مقتربة منه،تفكر هل والدها مريض و يكتم خبر مرضه؟هل هناك خطر على حياته؟

"أبي أطال الله عمرك و حفظك لنا ، لما تقول هذا الكلام ماذا تخفي عنا؟

تنظر لوالدتها تحاول فهم شيئ منها،لكنها لا تتكلم بل تبتسم لها بود مأكدة على كلام والدها وعيناها بهما بعض الحزن،

يعود والدها لحديثه:
"أنا بألف خير وصحتي الحمد لله جيدة لا أشكو من مرض، ولكن هل الموت يأتي للمريض فقط؟أصبحنا نودع الشباب والأطفال أكثر من العجائز ومن هم بعمري"

تتكلم والدتها هنا لتدعو له بالصحة وطولة العمر
يرفع الأب يده يشير لهاx بالسكوت ويعود بنظره لنورا و قد تبدل صوته قليلاً ليصبح أكثر ثباتاً،

"أرجوكما دعاني أنهي كلامي،
نورا أنت الكبيرة بين اخواتك ولك محبة بقلبي خاصة وأنت تعلمين ذلك،

تومئ له نورا برأسها أنها تعلم ذلك، ولا تريد قطع حديثه كما طلب منها ومن والدتها

"أنت عانيتي كثيراً وتحملتي أكثر مما تستحقين وأنا أرى أنه قد آن أوان جبر قلبك وخاطرك من الله و قد أرسل لنا من يسعدك ويسعد حمزة معك،ويجعلني مرتاح البال ومطمئنا عليك"

هي إلى الآن لم تستوعب أو تفهم ما يقوله والدها،كيف تسعد هي وطفلها وكيف يجبر قلبها ومازال مهشم ينزف كل يوم؟لا أحد يشعر به سواها حيث تؤلمها ضلوعها من شظايا القلب وما سببه من جراح بجسدها،
يرى والدها حيرتها بعينيها ويعلم أن عقلها يحاول حجب المعنى ولكن لابد من المواجهة، لقد طالت فترة النكران بأن زوجها لم يعد معتقلا بل متوفي
وتم استلام شهادة الوفاة وعليها التعامل مع الواقع،


"أنت تعلمين أن السيدة ميساء إنسانة صادقة ومحبة وتتمنى الخير لوالدتك ولنا،هل تثقين بها و برأيها بشخص ما"

"أجل أبي أثق بها كوالدتي تماماً"

تعود لتحدث نفسها
يا إلهي سأجن ما دخل السيدة ميساء الآن لم أبي يلف ويدور كثيراً،

"شقيق زوجها أكرم يبحث عن زوجة،والسيدة ميساء شكرت به وبأخلاقه كثيراً وأنا سألت عنه وكل الذين سألتهم كانت إجابتهم واحدة،رجل أصيل على خلق"

هنا بدأت نورا تشعر بالخطر وظلال الصورة تتضح بعض الشيئ لكنها تعود للنكران،قد تكون ياسمين أونسرين،مستحيل ليست هي،

لم تشعر وهي تبتعد عن والدها هو لاحظ شحوب وجهها بعض الشيئ وتباعدها تماسك قليلاً ليكمل ما بدأه لعله يكون الخير ولا يعلم،

"لقد طلبت يدكِ لأكرم،وأنا أجده شخصا مناسبا"

هي لاتعلم هل ما سمعته صحيح يطلب يدها كيف!!
أم من خوفها سمعت صوت تفكيرها بأذنيها،لما تشعر ببرودة أطرافها تتجمد وكأنها تمسك الثلج بهما،وجهها وكأن هواء الشتاء يلسعه،
هل هذا والدها الذي يقترب منها ويكلمها بخوف ولكنه غير واضح لها،هل والدتها هذه التي تمسك بيدها تبكي وتمسح على شعرها،لكن لم لاتسمع أصواتهما وكأنهما يحدثانها من مكان بعيد جداً،ولاتراهما جيداً،هي لم تعد ترى أي شيء إلا وقد تلون باللون الأصفر أمامها ماذا حدث؟

يشاهد والداها شحوب وجهها وشفتيها أصبح لونهما أبيضا، ماجعلوالديها يقتربان منها يحاولان مساعدتها،لكن العرق ينزل من جبينها بغزارة ويداها مثل قطعتي ثلج،زاد خوفهما مع غيابها عن الوعي ،بدأت والدتها تصرخ وتحاول إيقاظها،

"اذهب بسرعة وأطلب من سلوى مساعدتنا،أو إحضار جهاز الضغط،
نورا ابنتي افتحي عينيك أرجوك هيا أرجوك سوف أفعل ما تريدين لن يجبرك أحد على شيئ فقط كوني بخير"x

صوت الجرس يرن بسرعة مع قرع على الباب أفزع الجميع ما جعل سلوى تأخذ حجابها وتسرع لفتح الباب وعند مشاهدة زوج أختها بحالة فزع زاد خوفها هل حصل شيئ لشقيقتها،

"ماذا هناك يا أبو عصام هل منال بخير؟"

"نورا أغمي عليها ولا تستجيب لنا"

لم يكمل كلامه حتى كانت سلوى بمنزلهم تتبع صوت بكاء أم عصام لتعلم أين هما،
تقترب منهما بسرعة وترفع قدمي نورا طالبة من أختها مساعدتها،تقترب من وجه نورا
لتراها شاحبة لدرجة مخيفة، للحظة نسيت قدرتها على التصرف السريع ولكن هذه نورا يجب إنقاذها،تبعد عنها الخوف وتبدأ تسيطر على الوضع،

"ماذا هناك نورا ابنتي !!
هات أي كولونيا أو عطر يا أبو عصام لا تقف هكذا"

تطلب منه كأمر عسكري فهي متعودة على إلقاء الأوامر والتصرف بسرعة بمواقف مماثلة،يعود أبو عصام بسرعة يحمل زجاجة عطر،أخذتها منه وبدأت ترش على يدها وتقربها من أنف نورا،بدأت نورا تحرك رأسها قليلاً ما دل على عودة الوعي لها ولكن لا تفتح عينيها مازالت لا تستجيب جيداً،

"إن ضغطها منخفض جداً ماذا حدث لها؟
كانت منذ قليل بأفضل حال"

ينظر الوالدان لبعضهما البعض لا يعلمان ماذا يقولان،هل ذنبهما أنهما أرادا لها السعادة،
تمسك نورا بيد خالتها وتقول بصوت منخفض جداً،

"خذيني إلى غرفتي"

"هذا جيد أنها تتكلم أحضروا بعض العصير ليعطيها بعض الطاقة ، حبيبتي نورا اشربي العصير أولاً ثم اذهبي وارتاحي بغرفتك"

كانت ياسيمين ونسرين قد حضرتا هذا الموقف ولكنهما تقفان عند باب الغرفة ممسكتان أيادي بعضهما البعض وتبكيان بصمت،تخافان لحظة فراق جديدة،تخافان الوحدة والحزن.

لا تعلم كيف جلست تشربت العصير وخالتها تقيس لها الضغط للمرة الثالثة،حتى تطمئن عليها ولكن لو تعلم أن مشكلتها ليست إرهاقا ولا قياس ضغط دم،مشكلتها ضغط حياة وقدر، هل هناك علاج للقدر،
تكلم خالتها وتُشعرها بتحسنها قليلاً،
لكيِ تهرب منهمx لغرفتها حصنها وأمانها،هناك حيث رائحته وذكرياتها معه،لا تريد النظر لوالديها،تتحاشا لقاء الأعين، تخشى عليهما من نظرة لوم منها تجرح بها مشاعرهم،
تسير معهم تدخل السرير ترفع عليها خالتها الغطاء تربت على شعرها بحب،تخبرها أن حمزة سيبيت معها الليلة لترتاح هي قليلاً، تقبلها وتخرج هل تعتقد خالتها أن حالها من تعب تنظيف أو قلة اهتمام بصحتها؟

آه لو علمت يا خالتي سبب وجعي!
تنهض من السرير تتجه إلى درج صغير تفتحه،و تخرج منه قميصا رجاليا مطويا بعناية، لونه لون السماء المشرقة،زرقة صافية لا يعكر صفوها غيمة سوداء كالتي على قلبها الآن تحضنه،تغمض عينيها،تَشمُ رائحته،تحمله كطفل صغير تخاف عليه من قوة يديها تعود لسريرها لتشكو له حالها من بعدهx
. ......................... ....................


تنظر لها بحب خالة وأم تحزن على ابنتها،يبدو عليها التعب والإرهاق يجب أن ترتاح قليلاً و أن يهمتوا بها أكثر من ذلك.
تغلق الباب على نورا وتلتفت لترى شقيقتها ما تزال تبكيx ويظهر على وجهها القلق على إبنتها،
تقترب منها

"يكفي بكاءً يا أم عصام إنها بخير لا تقلقي،تعالي معي استريحي واخبريني ماذا حدث، لقد سمعت نورا تقول كلاما لم أفهمه!

ترتبك أم عصام ماذا ستقول؟ هل سلوى ستقدّر موقفها؟ ،هي لا تريد إغضاب أحد منها ولا خسارة شقيقتها ولكن شباب نورا يضيع أمامها وهي غارقة بالحزن ،تريدها سعيدة آمنة مع رجل يصونها ويعوضها عن كل ما مرت به من أحزان،

يجلسون بغرفة المعيشة تشعر سلوى بأن هناك أمراً ما ،شقيقتها منال لاتنظر لها مباشرة تهرب بعينيها منها

"ياسمين أرجو منك البقاء أنت ونسرين مع عمك أحمد إلى أن آتي بعد قليل،أريد التحدث مع والدتك"

تخرج الفتاتان من المنزل تفكران بالقادم،هل سيحدث مشكلة بينهم وبين خالتهم لو وافقت نورا؟

تبدأ أم عصام الكلام بدموع تجتمع بعينها، تقترب من أختها وتمسك يديها وتنظر لأيديهما المتشابكة،

"سلوى أنت أختي وصديقتي وبيت أسراري، أنت القوية بيننا أنت سندي وقت ضعفي،ورائحة أمي وأبي،أرجوك لا تحزني لم أرد هذا الأمر ولكن ابنتي"

يزداد بكاء أم عصام لتربت سلوى على كتفها وتبكي معها.
"تكلمي حبيبتي أنا أسمعك، أخرجي ما بقلبك،دعيني أساعدك لوكانت هناك مشكلة ما كما قلت نحن أخوة وما يجمعنا لايفرقه شيئ؛دمنا واحد وهمنا واحد"

تنظر لها أم عصام مبتسمة بحزن مع انهمار دموعها وتسرح في عيني سلوى،ما أكبر قلبها..هي محظوظة بهذه الأخت..تدعو الله أن يجعل حب أبنائها لبعضهم مثل حبهما لبعض.

"أنت تعلمين كيف كانت نورا قبل سنوات وكيف أصبحت
كانت نوارة المنزل وحياتنا"

يعود لها البكاء فلا يخرج الكلام من فمها واضحا،تهدئ نفسها قليلاً لتتماسك من أجل أختها أيضاً.

"نورا تضيع منا،ويضيع شبابها... إنها تنطفئ أمامنا كل يوم..... ونحن نقنع أنفسنا أنها بخير ولا يوجد مشكلة بها،ولكنها وحيدة سيأتي يوم تتزوج الفتاتان وتبقى هي وحيدة،نحن لا نعلم هل سنكون بجانبها أم أن الله يأخذ أمانته قبلها"

تتوتر سلوى قليلاً مع شعورها بحقيقة كلام أم عصام هم يتغافلون عن وضع نورا ويتعاملون معها كالمسلمات بحياتهم،كأن ليس لها حياة تضيع من يديها.....
ولا تشعر هي بها....
"أريد رأيك كأخت وخالة لنورا عديني بذلك"

"أعدك حبيبتي"

"نورا تقدم لها شخص مناسب"
لم تكمل أم عصام جملتها حتى تشاهد الدهشة بعيني سلوى وشهقة صغيرة خرجت من فمها سحبت يديها تشبكهما ببعضهما تعتصرهما كما يعتصرقلبها الأن،تتماسك قليلاً لتكمل أم عصام حديثها:

"أعلم أن الأمر موجع لك ولكن صدقيني قلبي يوجعني أكثر منك،لقد كان ابني أيضاً ونور عيني،ولكن الأمر لله،قدر له عمره رحمه الله،هل ننتظر لتلحق به ندفنها بالحياة؟
أرجوك ساعديني عندما علمت نورا منا الأمر لم تحتمل و...و" تصمت قليلا لتتابع
"نحن الأمهات الشوكة بقدم أولادنا سكين في قلوبنا،فكيف أرى ابنتي بكل هذا الوجع ولا أحاول إسعادها"

لم تعد أم عصام تحتمل،لتعود إلى البكاء لعله يريح حرقة قلبها شهقاتها تخرج متقطعة تصيب سلوى بألم آخر،
تفرك سلوى يديها بشدة،تمسك ثوبها وكأنها تقطعه كي تخفي من وجعها أمام شقيقتها يكفي ما تعانيه من هموم،
إنها أم أيضاً وتشعر بها خسارة الولد وجع ما بعده وجع،
تمسح دموعها و تتنفس بهدوء ثم تعيد سحب الهواء الذي أصبح ثقيلا جداً...

"أنت لم تخطئي يا أم عصام،
لك كل الحق بالخوف عليها وأن تطالبي بسعادتها،ولكن دعيها تأخذ وقتها لتستعيد عافيتها اولاً"x

تنهض سلوى تعدل من ملابسها وحجابها بيدين مرتجفتين لاحظتهما أم عصام وهي تعلم صعوبة الأمر عليها
نورا تخصهم ولها مكانة بقلبهم مثلهم وأكثر هي من رائحة الغالي وجودها بينهم يعني استمرارا له وتخفيفا من مصابهم،
وزواج نورا يعني قطع هذه الصلة وبدء حياة جديدة لاتحمل سوى الذكرياتx لأسرة ولدهم و بقاءها بجانبهم ومعهم تشاركهم أيامهم بحلوها ومرها هو ما يريحهم.
. ...........................................

يدخل أحمد على زوجته وهو يجر كرسيه المتحرك بصعوبة بعد ذهاب أبي عصام والفتاتين لمنزلهم لاحظ وجه زوجته محمرا من البكاء عند دخولها البيت من عند أختها،ألقت السلام واتجهت الى الداخل مسرعة وكأنها تهرب منهم،
يدفع الباب ليراها جالسة على السرير تنظر أمامها للمرآة تتجمع الدموع بعينيها،تمد يدها ببطئ وتسحب حجابها عن رأسها تنظر له تشعر بوجوده،
تبدأ الدموع رحلة مسيرتها المعتادة حفظت طريقها من القلب للعين ثم تختفي لتبدأ الرحلة من جديد عند أول ضربة حزن وشوق تخرج من القلب،

"لقد مات حقاً أعلم ذلك ولكن وجودها ما يخفف مصابي بخسارته"
تضع يدها على قلبها وتكمل كلامها بحرقة لا يشعر بها سواه

"إنها منا ولنا كيف أستطيع رؤيتها بمنزل آخر ومع أناس غريبين أخاف عليها أقسم بالله أخاف عليها وأخاف على نفسي أن تبعد عني فتقل قدرتي على الاحتمال هي سندي وحمزة نور عيناي التي أرى بهما هذه الدنيا"

تقترب منه وتجلس على الأرض بقربه تضع رأسها على قدمه
"قل لي ماذا أفعل
لاأريد ظلمها وقتل شبابها كما مات ابني...ولا أقدر على بعدها....
لا أستطيع أن أكون أنانية معها، لو كانت ابنتي لتصرفت مثل والدتها وأردتها أن تتزوج وتكمل حياتها"

يمسح أحمد على رأسها ويحاول منع دموعه ولكن عند فقد الولد لا فرق بين أب وأم في البكاء وعند ذكرهما له الألم واحد والوجع واحد،

"اهدئي سوف يرشدك الله الطريق الصحيح أنت أم صالحة وزوجة رائعة مؤكد أن ربنا سيجبر كسر قلبك،دعي الأمور تسير بمشيئة الله إنه يعلم الخير ونحن لا نعلم،ادعي لها بالخير فهي تستحقه وإن وجدت سعادتها نحن لن نقف أمامها"

يقف قرب الباب يستمع لوالديه يحمر وجهه وتلمع عيناه بالدموع حزناً عليهما وعلى أخيه هل يستطيع جبر قلبهما وإدخال السعادة لهما......
يقبض يديه بقوة هل نورا قد تتزوج وتبتعد عنهم وتأخذ حمزة منهم......
هل ما بقي من رائحة أخيه سيذهب ايضاً.....
يبتعد إلى غرفته لا يستطيع مواجهة أحد الآن لم يقدر على رؤية والديه بهذا الموقف يخسران ولدهما مرة أخرة يواسيان بعضهما،
دموعهما وكلمة آه منهما خنجر بقلبه
يجلس بغرفته في الظلمة،ينظر لسرير أخيه قربه ينهض ليتمدد على سرير أخيه ينظر إلى سقف الفرفة يسمح لدموعه بالنزول،
يتذكر شقاوتهما

"أنت يا أبله كم مرة قلت لك لا ترمِ ملابسك على سريري،

يبتسم من بين دموعه عد وأعدك لن أفعلها ثانية.....

"عامر أين زجاجة عطري هل تضع منها كل يوم
أنا أسمح لك ولكن أعدها مكانها لو تكرمت"
ينظر إلى جانبه ليشاهد زجاجة العطر التي اشتراها جديدة فقط ليراها كل يوم أمامه تذكره به وبأيامهما معاً،

"عد وسأحضر لك منها الكثير....

يعتصر المخدة بيده
"أخي ماذا أفعل كيف أساعدهم جميعاً كيف أسعدهم،جميعهم حزينون مهما حاولوا التماسك، أرى ذلك بعيونهم،جميعنا نكذب على بعضنا أننا بخير،

نحن لسنا بخير......
لسنا بخير........

........................................

يفتح باب الزنزانة ويظهر ذلك الكريه،كأنه أحد زبانية جهنم يأتي
ليسوقهم للعذاب ومع اختلاف الحال ،فهم لم يكونوا من الكافرين ولا المنافقين،هم فقط من وقع عليهم الابتلاء قبل دخول الجنة،
ينظر لهم واحدا تلو الآخر،يبث في قلوبهم الرعب هو يعلم ذلك ويستمتع بسطوته هنا على من لاحول لهم ولاقوة،يخرج عقده عليهم هم في الخارج أفضل منه شأنا وأعلى مرتبة،يفكر كيف يذلهم ويمتهن كرامتهم،ليخرج صوته كفحيح أفعى تلف جسدها على الفريسة لتبدأ مرحلة الخنق وكسر الأضلع قبل الالتهام، مع أنها تمتلك السم لتميت فريستها ولكنها تستمتع بتعذيب هذه الفريسة
والسم تحتفظ به للأعداء الأقوى منها تحتفظ به للدفاع عن خبثها لتلدغ به من تخاف منه بكل خسة ودناءة،
يتكلم ليسألهم سؤالا اعتقد أنه سيبث بهم الرعب
يحمل مسدسه ويقف أمامهم متحدثا:

"اليوم قررت أن أطلق رصاصة الرحمة على أحدكم،من منكم يريد الموت الآن؟"

ينظر إلى وجوههم بانتظار نظرات الرعب والتوسل له وتقبيل قدميه ولكن كانت المفاجأة من نصيبه،

جميعهم يصرخون
(أنا)
جميعهم يتمنون الموت،
جميعهم يتقاتلون لهذا الخلاص جميعهم يثقون برحمة الله بهم بعد موتهم،
(بهت الذي كفر )

هذه الآية أول ما أتى بباله عند رؤية وجه هذا الشيطان ارتد جسده للخلف وانقلبت سحنته لسواد وكأن عقربا لدغه في جحره،

"هل تتمنون الموت على البقاء أحياء؟

سؤال خرج منه من غير تفكير،
ليجيبه أحدهم لعله يستفزه ويقتله هو:

لما لا نتمنى الموت وموعدنا بعده الجنة ورحمة من رب العالمين.....
حيث لا ظلم ولا ظالم،

ليعاجله بضربة على رأسه بمسدسه تسيل بها دماؤه على وجهه ويرتمي بين قدميه شبه مغمى عليه،

ليهدر الظالم بهم،
"سأجعلكم تتمنون الموت ولن تنالوه،ما دمتم تفضلون الموت لن أدعكم تصلون إليه....

يخرج ليغلق السجانون الباب خلفه كأنهم أغلقوا باب جهنم، يشعرون بعد غلق باب الزنزانة بالأمان،

يقترب من زميله ليطمئن عليه ويحاول زملاؤه إيقاف الدماءx
ولكن يطلب منهم المصاب أن يدعوه لعل النزيف يوصله للموت ليرتاح من هذا العذاب ولكنه لا يهتم بكلام زميله ويبدأ بتجفيف الدماء وهو يكلمه:


"أنت لن تموت من جرح في رأسك وبعض الدماء ولكن الجرح سيلتهب وتتعذب قبلها كثيرا أرحم نفسك وارحمنا من رؤيتك تتعذب ودعنا نحاول على الأقل مساعدتك قليلاً لا تزد عذاب ضميرنا بك....

يستسلم له الآخر ليفعل به ما يريد به،
و يدعو ربه بلقاء وجه كريم حيث يشكو له تجبر البشر والظلم الذي طغى


x......................................x

نهاية الفصل الثاني
❤دمتم بخير❤

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 09:22 PM   #20

maram alsaeed

? العضوٌ??? » 440728
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » maram alsaeed is on a distinguished road
افتراضي ظلال الياسمين

تسلم ايدك... فصل راااااائع... متشوقين للبقية

maram alsaeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.