آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-20, 02:01 AM   #491

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
عامر كان بطلاً فعلاً .. كم مرة وضع نفسه بموقف كان ليسجن به وهو يعارك للحصول على طعام أو ماء او حتى قطرة وقود لتدفئتنا .. عامر كان بطلا ً وهو يخرج حمزة من تحت أنقاض المدرسة ولم يخش على نفسه ..
عامر رجال وبطل❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 01:06 PM   #492

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور
بإنتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 03:27 PM   #493

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور انتظارا للفصل


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 08:15 PM   #494

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضوررررررررر
بالانتظار


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 08:39 PM   #495

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


دقائق ويتم نشر الفصل
❤❤❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 08:41 PM   #496

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر


تجلس ديانا بجانب والدها في السيارة متجهين إلى العمل، تمسك هاتفها تشاهد ما الجديد في أخبار اصدقائها .. لكنها لم تجد ما يلفت انتباهها .. أعادت الهاتف إلى حقيبتها ونظرت من خلف الزجاج إلى السماء :

" يبدو انها ستمطر اليوم .. لم أحضر معي المظلة "

يلتفت لها والدها و يسألها :

"ولمَ تحتاجين المظلة ألست أنت المصرة أن تأتي وتعودي معي بسيارتي حتى لا اقود بمفردي؟"

تنظر له بحب وابتسامتها الشقية تعلو وجهها ..

"أنه اليوم الأول لك بالعودة إلى العمل ولن افارقك ليطمئن قلبي فلا تحاول ابعادي "


يرفع يده ليمسح على شعرها ويقربها منه يقبلها بحب فهي كل ما يملك في الحياة تملئ عليه دنياه .. لا يريد التفكير بيوم زواجها وابتعادها عنه .. ستنطفئ عندها شمس صباحه التي تشرق كل يوم لتعطيه سبب للاستمرار ..

تعود لمكانها وترفع شعرها بيديها لتعقده على شكل ذيل حصان وتسأل والدها :

" لو ذهبت لعصام واطمأننت عليه .. بعد أن علمت ما حدث مع أسرته .. هل هذا يعتبر تدخل في خصوصياته ؟! لقد كان حزين جداً بالأمس وهو يتحدث عن ما أصابهم .."

يلتفت والدها وينظر لها طويلاً .. منذ الأمس وهي لم تنفك تتحدث عن عصام وما حدث لشقيقته .. لم تفهم الأمر بشكل جيداً إلى أن شرحه لها هو .. عندها بكت تأثراً على حال نورا وكأنها تعرفها .. لم تكن تعلم أن هناك من يعاني بهذا القدر في هذه الدنيا !!

سعيد إنها بدأت ترى عالم غير عالمها وتصادق أناس جيدون مثل عصام هو يعلم أن معدن هذا الشاب أصيل .. يجيبها بكل بساطة :

" لا على العكس .. من الجيد أن نساند اصدقائنا في الأزمات "

تهز رأسها موافقة والدها وهي تفكر بعصام، سامر وشهامة و كيف كانوا يتحدثون ويتشاركون أحداث لم تفهم أغلبها رغم انصاتها لحديثهم ولكن كان يظهر على عصام الحزن والتأثر الشديد وقد ضايقها هذا الأمر فهي لا تحب رؤيته بذلك الحزن ...




" أبي ما رأيك أن ندعوا عصام وشقيقه إلى الغداء عند نهاية الأسبوع ".

ينظر لها والدها ويعود لينظر إلى الطريق أمامه يفكر .. إذا وافق على دعوتهم ستصبح علاقتهم أسرية أكثر و ستتخطى حدود العمل والرسمية فهل يريد ذلك؟! هل يرغب في اقترابهم أكثر؟! لقد سمع كثيراً عن استغلال بعض الشباب اللاجئين لفتيات مثل ديانا طمعاً في المال والجنسية،
لكن عصام مختلف .. أنه يشعر بذلك :

" وأنت لماذا ترغبين بدعوتهم ؟ "

ترفع اكتافها ببساطة :

"أنها مسألة عادية .. لقد دعاني بالأمس على الغداء وقام بزيارتنا في المشفى قبلها .. أردت أن أشكره ليس إلا ..."

يبتسم لها والدها :

"وأنتِ من ستحضر الطعام "

تضحك وفي عينيها فرحة اسعده رؤيتها ..

" لا .. سوف أعتمد عليك بذلك وعلى خبراتك بالشواء "

" حسناً .. ومن الذي سوف يدعوهم ؟ أنا أم أنتِ ؟! "

" أنا ..."

تقولها بسرعة ثم تهدئ قليلاً من تسرعها وتبرر لوالدها ..

" سبق وقلت لك سأمر عليه حتى اطمئن على شقيقته "

يرمقها بطرف عينيه ويكمل قيادته .. سيحاول معرفة عصام عن قرب قد تكون هذه الخطوة مفيدة .. أما أن يبعده بعدها ويضع حواجز بينهم .. أو أن يقربه ويبدأ ببناء جسور متينة تحمي أبنته من الوقوع في خطأ الاختيار ...


................................


يسند رأسه على زجاج السيارة وهي تمر على طرقات لطالما تميزت بالجمال والأصالة ليراها اليوم وشبح الموت يخيم عليها وأثار الدمار واضحة على معالمها .. لم يتخيل يوماً أن يراها سوى شامخة .. بهية .. باعثة للفرح .. السلام والحب ..
و لكن مع دخولهم لحدود القرية .. بدأ الربيع بفرض نفسه على الأرض الطيبة يذكرهم أن بعد كل فصل قاسي ترتجف داخله الاجساد .. يأتي الربيع ليعيد لهذه الاجساد دفئها .. يأتي الربيع لتتزين الأشجار بالزهور الملونة الصغيرة مبشرة بخير قادم ..
الشيء الوحيد الذي يقف الإنسان عاجز أمامه هي الطبيعة .. لا يد لهم عليها .. ستزهر .. وتنبت .. وتعطي .. لأنها بيد الله وحده ولا سلطان لهم عليها .

يوقظه السائق من شروده ..

" هذه هي القرية التي اخبرتني بأسمها .. هل تحفظ العنوان ؟ "

يجيبه باسل وهو ينظر حوله يبحث عن شخص يسأله ..

" لا أملك عنوان المنزل .. ولكني أحفظ أسم العائلة "

" حسناً سأتجه إلى منتصف القرية .. مؤكد سوف نجد هناك من يساعدنا "

يصل إلى سوق القرية ويجد دكان صغير ورجل كبير في السن جالس بداخله يبيع بعض الحلويات للأطفال .. يطلب باسل من السائق التوقف أمامه .. ينزل من السيارة و يقترب منه :

" السلام عليكم يا عم "

يرفع الرجل رأسه ويرد السلام :

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "

" هل تعلم أين أجد منزل السيد ( ظافر الحسن )؟ "

ينظر الرجل له طويلاً ثم يسأله :

" ماذا تريد منه ؟ "

يتردد باسل قليلاً ولكنه يخبره :

" أحمل له أمانة من أبنه وليد "

يقف الرجل وقد ظهر على وجهه الاندهاش ..

" وليد .....!! هل تعلم عنه شيئاً ؟ أين هو ؟"

يهز باسل رأسه بنعم ..

يحمد الرجل الله ثم يرشده للعنوان ..

يركب باسل السيارة لتسير به بين شوارع القرية الضيقة .. إلى أن وصلوا لأطرافها حيث ظهرت البساتين الواسعة امامهم .. يتوقفون على مقربة من منزل كبير يتكون من طابقين .. سوره حجري بسيط وبابه خشبي صغير .. و أمامه أشجار كبيرة وشجرة عنب تظل الفسحة الكبيرة ..
يترجل باسل من السيارة و هو يشعر بنسمات الهواء الناعمة التي تحمل روائح الأزهار تملئ صدره ..
اما الشمس فكانت تتخلل من بين الأوراق لترسم لوحة بهية على الأرض .. كم يحب الطبيعة وجمالها وكم اشتاق لها ..

أول مرة منذ ان خرج من السجن يشعر بنفسه مرتاحاً وقادراً على أخذ الهواء بسهولة ..
يراقب السائق يبتعد بالسيارة حيث أخبره أنه ذاهب إلى مسجد القرية لبعض الوقت إلى أن ينتهي هو من مهمته ..

ينظر إلى الباب ويفكر .. هل سيفرحهم أم سيحزنهم بهذا الخبر ؟! هل سيحدث معهم مثل ما حدث مع عائلته هو ؟!! ما الذي ينتظره خلف هذا الباب ؟!!

يطرق الباب وينتظر ليسمع صوت نسائي :

" قادمة "

يدير ظهره للباب .. يسمعه يفتح وصوت أمرأة تسأله :

" من انت ؟!"

" هل السيد ظافر الحسن موجود ؟ "

" عمي ظافر ذهب إلى الحقل .. هل اتصل به ؟! "

يبقى مستديراً كما هو ويخبرها بهدوء :

" أجل أذا تكرمتِ اخبريه أن هناك من يحمل له أمانة "

تغلق الباب لبضع دقائق ثم تفتحه وتخرج كرسي صغير مصنوع من القش ..

" تفضل أجلس ريثما يأتي .. لن يتأخر "

يشكرها ويعود للنظر إلى الأراضي الخضراء أمامه وصوت الطبيعة يغطي على صخب روحه وافكاره .. يرفع رأسه إلى السماء ويغلق عينيه يريد الإنفصال عن نفسه ليحلق بعيداً عن هذا الجسد ... كل خلية بداخله تنغزه ألماً ..
يفكر بهذا الوشاح البديع الذي يغطي الأرض .. ويستمع لأصوات تلك المخلوقات التي تسبح الله بلغتها الخاصة .. و يظل يملأ رئتيه من هذا النسيم العطر الذي يتنازعه قرّ الشتاء وحرّ الصيف فلله ما أجمل الربيع في هذه البلاد .

ليعود كلام والدته يصدح برأسه ..

(( عامر كان بطلاً فعلاً .. كم مرة وضع نفسه في موقف كان ليسجن به وهو يعارك لنا على طعام أو ماء او حتى قطرة وقود للتدفئة ...))

(( عامر كان بطلاً وهو يخرج حمزة من تحت انقاض المدرسة ولم يخشى على نفسه ))

ينفض تلك الكلمات عنه على سلام رجل وجده واقفاً فوق رأسه غزى الشيب شعره وتجاوز عمره الستون عاماً وقربه يقف شاب جاد الملامح يقاربه في السن ينظران له بحيرة وقلق !

يقف باسل ويسأل الرجل الكبير بإحترام :

" هل أنت السيد ظافر الحسن ؟ "

ينظر الرجل لباسل بريبة ويؤكد له :

" أجل .. أنا هو .."

ويشير للشاب الذي يقف قربه وهذا ولدي محمود ..

" أحمل أمانة لكم من وليد .. وليد ظافر الحسن "


يصعق الرجل المسن ويرتد للخلف ولكن الشاب يقترب من باسل ويمسكه بعنف :

" من أنت ؟ و ماذا تعرف عن وليد ؟"

يمسك باسل يديه بهدوء .. يدرك مدى خوفهم وصدمتهم ..

" أنا باسل .. كنت زميلاً له في السجن "

" السجن !!! "

يرددها محمود وهو يفلت باسل ويعود خطوة للخلف بينما يجلس الرجل الكبير القرفصاء و يضع يده على رأسه ..

" السجن !!... كل تلك السنين وهو في السجن !!... لم نترك مكاناً لم نسأل عنه فيه .. كيف لم نعلم ؟! "

يمسكه ولده ليسنده وهو يطمئنه ..

" أبي .. الحمد لله .. عرفنا أين هو الآن دعنا ندخل الرجل ونجلس لنتكلم ونفهم منه كل شيء"

يقف الرجل مستنداً على ولده ويوجه حديثه لباسل بأعتذار :

" أسف يا ولدي لم نضايفك .. تفضل معنا إلى الداخل .. لقد انرتنا واسعدتنا اليوم بهذا الخبر" .

يتبع......
..........................................

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 08:44 PM   #497

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

تقف ياسمين تحمل كتابها بيدها تحاول حفظ هذه الأبيات الشعرية :

( وطني ما زلت أدعوك أبي

وجراح اليتم في قلب الولد )

( ما رضيت البين لولا شدة

وجدتني ساعة البين أشد )


ترفع رأسها عن الكتاب لتراقب نسرين التي كعادتها تقف مع صديقاتها وصوت ضحكاتهن العالية تصلها، تتأفف منها ومن إهمالها لدروسها وقد اقتربت الامتحانات ..

وما ان أدارت وجهها حتى وقع نظرها على ( ورد ) الفتاة التي كانت هي ونسرين قد بدأتا ملاحظتها فدائماً ما كانت تجلس بمفردها، لا صديقات لها .. هادئة .. منطوية على نفسها لكن اليوم كانت تقف مع المعلمة ( سناء ) بل تتحدث معها وتبتسم أيضاً .. تشعر ياسمين بغرابة الموقف ..
تسرع لنسرين .. تسحبها من يدها وسط اعتراضات صديقاتها، تسحب نسرين يدها منها بعنف :

" ما بك ؟! كم مرة أخبرتكِ أن تتركيني مع صديقاتي"

لم تهتم ياسمين لها وهي تشير لها برأسها إلى جهة اليمين ..

" انظري من يقف مع ( ورد ) "

تنظر نسرين للحظات وهي لا تفهم قصد ياسمين، لكنها قطبت ما بين حاجبيها لتعود لياسمين وهي تنظر لها بأستغراب :

" منذ متى المعلمة ( سناء ) تنزل إلى الفسحة ! بل وتقف مع أحدى الفتيات !!! "

تنظر ياسمين لها بحيرة :

" لم تفعلها من قبل .. أصلاً لم أرها تبتسم لأحد قبل الان "

تعود بنظرها لورد وقد ابتعدت عنها المعلمة وعادت إلى المبنى وكأنها قد قدمت لها خصيصاً ..

تراقب الفتاتان المشهد وقد اشتعل قلبهما بالوساوس ..
لتسألها ياسمين :

" هل نخبر خالتكِ ؟ "

تجيبها نسرين بتأكيد :

" طبعاً لا .. خالتكِ الان لا تنقصها مشاكلنا .. دعينا نرى أولاً .. لكن لو تكرر هذا الموضوع مرة أخرى .. من الواجب أن نعلمها "


..........................................


تصنع لنفسها كوب من القهوة سريعة التحضير إلى أن تنتهي شقيقتها ( هيا ) من تجهيز نفسها للذهاب معاً إلى المركز الذي أخبرها عنه السيد إياد، هي تستطيع الذهاب بمفردها ورؤيته ولكنها تريد لهيا الخروج معها .. تريد أن تحدثها بعيداً عن مصعب الملازم لها طول الوقت ..
تخرج من المطبخ لتجد مصعب يجلس أمام التلفاز وبيده جهاز التحكم، تشعر بأنه غاضب ولكنه لا يستطيع منعها .. فلا حجة لديه .. تبادر بسؤاله :

” هل أصنع لك القهوة ؟ “

يلتفت لها قائلاً :

” لا .. شكراً لك “

يصمت للحظات ثم يوجه لها سؤالاً :

” لا أعلم لمَ تبحثين عن عمل وأنت لست بحاجة للمال !! “

ترفع شهامة حاجبيها وهي تنزل الكوب من فمها :

” و من قال أن هذا العمل يدر مالاً ...! إنه عمل تطوعي “

يظهر على مصعب الامتعاض والاعتراض ..

” ستعملين بعمل تطوعي ...!! وما الذي يجبرك على ذلك ؟! “

” يجبرني إني لا أريد الجلوس في المنزل اتابع التلفاز واخبار الناس فقط .. ما هذه الحياة ! أنا لم اتعود على الفراغ في حياتي “

يعتدل مصعب بجلسته ويظهر عليه الضيق ..

” هل تعتقدين أن العمل هنا سهل !! خاصة في هذه المراكز ستقابلين جنسيات مختلفة وأناس لا تعلمين كيف تتعاملين معهم “

تسمع صوت هيا قادمة من خلفها تضع الكوب من يدها و تقول :

” لا تقلق عليّ أنا أعلم كيف اتعامل مع الغرباء .. وافرق بين الإنسان الجيد و السيء “

تتقدم هيا وهي تحاول إغلاق حقيبتها ويظهر عليها الحماس والسعادة ككل مشوار تقضيه مع شهامة .. يتمنى مصعب أن يمنعها لكن ليس بإمكانه ذلك بوجود شهامة فهي سوف تتدخل في كل شيء .. وقد لاحظ أن هيا لا تتقبل منه أي كلمة عن شقيقتها ..

” هل ستعودين عند عودة الأطفال من الحضانة ؟ “

تقترب منه بكل عفوية وتطبع على خده قبلة سريعة :

” لا .. أنت من سيحضرهم .. أنا وشهامة لا نعرف متى نعود “

تبتعد عنه و مع نظرة شهامة الماكرة له يكاد ينفجر غيظاً وهو يراهم يخرجون أمامه بكل بساطة .. يضرب بيده على الوسادة الصغيرة قربه .. هيا تبدلت كثيراً .. بدأت تبعد عنه وعن الأولاد وتتأثر بشهامة وإذا قررت الطلاق يوماً ما .. من المؤكد أن شهامة ستكون خير معين لها .. يجب أن يجد حلاً لتلك المشكلة .. لن يدع زوجته تبتعد .. هو يحبها وهي تعلم ذلك .. ولكن هل يبقيها الحب معه أم أن مشاعرها تبدلت !!!

تقف شهامة وهيا بانتظار الحافلة .. لقد اعتادت على ركوب الحافلات حتى أنها لم تفكر بشراء سيارة .. احبت هذا التغير في حياتها :

” هيا لم لا تقودين سيارة ؟ “

ترفع هيا اكتافها و تجيب ببساطة :

” لم أحتاج لها لذلك لم افكر في الأمر“

” هل مصعب من يرفض ذلك ؟ “

تبتسم لها هيا مع اقتراب الحافلة تمسك يد شهامة لتصعدا ثم ابتدأت هيا الحديث :

” مصعب ليس سيئاً يا شهامة .. عندما وصلنا إلى هنا لم يفكر سوى ببناء مستقبلنا .. و لكن لم يمضي على وجودنا بضعة أشهر حتى بدأت بعض السيدات من جاليتنا هنا الإنفصال عن ازواجهن بعد أن وجدن أن الحكومة هنا تساند المرأة والرجل لا يستطيع الاعتراض ...

ترد شهامة :

” مكانهم لو كان زوجي يستحق ذلك .. لتركته في الحال “

تكمل هيا كلامها :

" ولكن هناك رجال لا يستحقون ذلك وكانت الزوجة هي المخطئة اغرتها الحرية والانفتاح وقررت الاستقلال والطلاق .. وبلحظة واحدة يخسر الرجل زوجته وأولاده "

تلتفت لها شهامة و مازالت غير مقتنعة :

" وما دخل ذلك بسماحك لمصعب بالتسلط عليكِ هكذا ؟!"

" لا دخل لذلك بي .... بل به هو ..
أصبح يغلق علي أي باب قد يوصلني لفكرة الاستقلال وأنا أفهم مقصده لذلك لست غاضبة منه "

" لستِ غاضبة منه الآن .. ولكن سيأتي يوم لن تحتملي ذلك الضغط منه وستنفجرين بشكل يضر بك اولاً وبه ثانياً .. عليه الوثوق بك أكثر .. وانت مخطئة يا هيا بطريقة تفكيرك ... فكري بكلامي أنت بحاجة لزرع الثقة بينكم والبدأ بحياتكِ بطريقة صحيحة "

وصلت الحافلة إلى محطتهم لتقف هيا وتنزل أمامها وهي سارحة بكلام شهامة .. هي فعلاً بحاجة لزرع الثقة بداخل مصعب .. تشعر أنها بدأت تختنق من حصاره لها ولكنها لا تريد جرحه أو خسارته ....
يتبع........
...................................

...........

أجتمع شقيقا وليد مع والدهم أمام باسل مرحبين به و مستفسرين .. كل الأعين تناظره .. منها الغاضبة ومنها الحزينة .. ومنها المتابعة والمركزة على كل حرف ينطق به ..
يبحثون عن كل تفصيل صغير قد يفيدهم به باسل، وعند انتهائه من الإجابة عن جميع الأسئلة وسرده لكل ما مروا به هو وصديقه وليد .. وأين هو الأن .. وأسم المدينة التي يقع فيها السجن .. حتى إنه قد حفظ أسم المسؤول عن المكان هناك ..
يلتفت كبيرهم محمود لأبيه :

" لا تحزن يا ابي سوف نخرجه من هناك بإذن الله .. يكفي أننا علمنا أنه على قيد الحياة "

يقف اصغرهم ويبدو عليه أنه اكثرهم اندفاعاً ..

" لن أبقى هنا .. سأذهب اليه الأن "

يدخل إلى الغرفة طفل صغير يقطع حديثهم :

" هناك رجل في الخارج يسأل عن الضيف "

يقف باسل وهو يخبرهم :

" إنه السائق ينتظرني ليعيدني الى مدينتي .. لقد أوصلت الأمانة إلى أهلها ".

يرفع الأب يده بوجه باسل ويمتلئ صوته بالحزم :

" أنت ضيفي .. لن أسمح لك بالعودة اليوم .. ستبقى ضيفنا، فقد أتيت لنا بالبشرى وأصبحت من اليوم ولداً من أولادي "

يشعر باسل بالحرج منه ويسعد في ذات الوقت لإنه زرع فرحة وسعادة في قلوبهم ..

" هذا شرف لي يا عم .. و لكن لا أريد أن أثقل عليكم و عند عودة وليد بإذن الله سأعود لأزوركم ثانية "

يقترب منه محمود و يمسك باسل من كتفه يشد عليه بأبتسامة امتنان :

" لا ترفض كلمة أبي .. بقائك اليوم معنا سعادة لنا "

يبتسم له باسل موافقاً :

" حسناً سأخرج لأطلب من السائق الانصراف الآن على أن يعود غداً "

يعود الأب للتحدث ويشير بيده :

" يعود بعد ثلاثة أيام "

يقترب منه باسل ويقبل رأسه ..

" كلمتك أمر .. بعد ثلاثة أيام "

يخرج باسل وينقد السائق المال ويخبره إنه سيعود بنفسه بعد ثلاثة أيام ..
يأخذ الرجل المال و يقود السيارة مبتعداً .. يراقب باسل الغبار الصادر عنها ثم يلتفت للخلف حيث الطبيعة تفرض نفسها ببهائها خاصة لمن عانى خمسة أعوام من الحبس تحت الأرض .. وكأن قدومه إلى هنا هو منحة من الله له ..
يشعر بنفسه افضل حالاً .. هل لوجوده هنا اليوم ؟ أم لأنه بالأمس قد أخرج ما في قلبه لوالدته و نام بين يديها ؟...
يسمع زغاريد آتية من المنزل ليفهم أن النساء علمن بوجود وليد حياً يرزق ..

يعتصر قلبه خوفاً من أن لا يلحقوا به أو أن يكون مكروهاً قد اصابه فيصبح مصابهم أقوى بعد الفرح ..
يفكر مع نفسه هل يصبح مصابهم أصعب ؟ أم يبقى مصابه هو الأصعب !!

..........................................


يعود السائق لمنزل عامر بعد اتصاله به واخباره ببقاء باسل هناك ، يشعر عامر بالغضب والخوف .. كيف لم يفكر بأمر كهذا !! كيف سيعرف الآن أخبار باسل وموعد عودته ؟
يأخذ عامر مفتاح السيارة من السائق ويسأله :

" هل سيبقى في منزلهم ؟ هل طلب منك العودة ؟"

" قال لي سيعود بمفرده !"

يعيد عامر شعره للخلف بعيداً عن وجهه ويفتح هاتفه ويطلب من الرجل قائلاً :

" أخبرني أسم القرية وأسم الشخص الذي ذهب إليه "

يملي عليه الرجل كل ما طلب ويغادر .. ليبقى عامر واقفاً في الشارع يفكر .. كيف يطمئن عليه من غير هاتف ؟! وماذا سيخبر والديه ؟! أنهم قلقون عليه رغم طمأنته لهم بإنه أرسله مع سائق خاص ليذهب و يعود معه ..
يلتفت ليدخل إلى العمارة ولكن عيناه ترتفع لتلك الشرفة المقابلة لهم يخفض رأسه ويهرب من افكاره صاعداً السلالم بسرعة لتتشتت ضربات قلبه فهو لا يعلم لتسارعها سبب !!

يدخل المنزل فيجد والدته تنتظره .. تأتي له مسرعة :

" هل عاد باسل لمنزل ريم ؟"

ينظر لها .. يتمنى أن يطمئنها :

" لا .. قال السائق أنهم قد طلبوا منه البقاء هناك لثلاثة أيام وهو .. وافق"

تسير سلوى أمامه تدخل غرفة المعيشة يلحقها عامر .. يجد والده جالس كعادته ولكن وكأنه كبر عشرة أعوام كاملة خلال هذين اليومين فقط !!

يقترب منه عامر .. يجلس بقربه :

" أبي هل تأخذ دوائك يومياً "

ينظر له أحمد بحنان يرفع يده ويربت على يد عامر :

" أجل .. لا تقلق عليّ أنا بخير "

يلتفت لسلوى التي تبكي أبتعاد ولدها ..

" اهدئي يا سلوى .. لم اعتدكِ هكذا !"

تفرك يديها على فخذيها :

" أي هدوء هذا الذي تتحدث عنه و ولدي يتألم ؟!... باسل لن يعود .. قلبي يخبرني أنه لن يعود "

ينقبض قلب عامر لكلامها .. هو يشعر بذلك أيضاً ، لكن أحمد رأيه مختلف :

" لن يبتعد .. لطالما كان باسل هادئ في تفكيره .. هو يريد الابتعاد حتى لا يجرح أحداً آخر بكلامه .. سيهدأ ويستعيد نفسه ثم يعود ... ولدنا مؤمن وسيجد نقطة توازنه ، هو غاضب الأن والغضب يذهب العقل .. صدقيني هذا أفضل له .. دعيه يستريح لبعض الوقت ..."

يعود ويمسك يد عامر وينظر له بأمتنان وعاطفة :

" وأنت يا ولدي .. لقد اثقلنا عليك وتغاضينا عن ألمك ولم نقف بجانبك ، ولكن أكمل معروفك وانتظر عودة باسل .. لعل الله يخرجنا مما نحن فيه ولا نعود للوم أنفسنا مرة ثانية "

يربت عامر على يد والده يبادله نظرة تحمل قوة وطاعة :

" لا تشغل بالك بيّ أبي .. صدقني أنا أيضاً أفكر مثلك .. لا أريد التسرع بأي قرار .. سندع وقتاً كافياً للنفوس حتى تهدأ، ثم نرى ما كتبه الله لنا ".

تقف سلوى وتحاول إعادة بعض الروح إلى المنزل :

" منذ يومين لم نجلس على مائدة الطعام .. سأحضر الغداء لنا وأنت يا عامر ستشاركنا الطعام "

يقف ويقترب منها يقبل رأسها وابتسامة جميلة تنير وجهه :

" اشتقت لطعامك وكنت سأطلبه منك "

تربت على صدره بعاطفة أم ...

" رضي الله عنك يا بني واسعدك و أرضاك"

يترك والدته ويتجه إلى غرفته وقد زالت الابتسامة وعلا وجهه الألم وبكل خطوة يخطوها كأن سهاماً تطلق على صدره إلى أن مسك بيده المقبض وفتح الباب بهدوء ...

لتغمر رئتيه رائحة عطرها حتى قبل أن يخطو خطوة واحدة للداخل .. يقبض بيده بقوة وهو ينظر إلى الظلام .. الشباك مغلق لا شمس ولا هواء .. لقد اظلمت وأصبح هو السجين الأن .. ينتظر الحكم .. أما بنفيه أو ببرائته !!..
يتبع.....
....................................

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 13-07-20 الساعة 11:08 PM
ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 08:49 PM   #498

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

يجلسون حول مائدة الغذاء .. يراقبون بعضهم البعض .. لا يعلمون ما الذي يجب أن يقال .. كل شخص منهم غارق بأفكاره، نورا تجلس بهدوء تراقب حمزة وتحاول أن تظهر لهم أنها أفضل حالاً وتتناول بضع لقيمات تخدعهم بها .. تنظر لحمزة وهي تطعمه وتقول فيخرج كلامها وكأنه أمر واقع وليس سؤال :

" لقد قررت استكمال دراستي الجامعية .. سأبحث عن الإجراءات اللازمة لأستكمالها "

يصمت الجميع ويوجهون أنظارهم لأبي عصام :

يتنهد ويضع الملعقة من يده ويبقي نظره على طبقه لثواني ثم ينظر لها :

" ومن منعكِ من استكمالها قبلاً .. ليمنعك الأن !!"

ترتبك نورا وتوقع الملعقة من يدها ..

"لم أقصد ذلك يا ابي .. كنت أسأل رأيك ...! "

" افعلي ما تشائين و ما تجديه مناسب لك .. الدراسة شيء مهم ولن أقف في طريقك "

ينظر الى جميع العيون المعلقة به .. يعلم أن ما سيقوله الآن سوف يصدمهم ولكنه مجبر .. لا خيار آخر لديه .. خاصة بعد عودة باسل وطلاقه لنورا ..

" أريد أن أخبركم بقراري .. سوف ننفذه بعد انتهاء الامتحانات،
نحن كنا نقيم في منزل نورا وحمزة .. ولكن بعد عودة باسل .. هذا منزله وهو أحق به وخاصة بعد ...... "

لم يكمل كلامه وقد وضح المعنى .. تتحول الأنظار لنورا وكأنها المعنية بالأمر ، تشعر بصدمة وكأنها نسيت فعلاً أنه لم يعد منزلها ولا يحق لها البقاء فيه .. تحرقها عيناها و تعض على ضروسها لتتماسك .. لن تعود لضعفها لن ترضخ ثانية لأي أحد .. تحت أي ضغط ..
تهز رأسها لأبيها وتخفض عيناها لتقول بكل ما تملك من تماسك :

" كلامك صحيح لا يجوز لنا البقاء هنا "

تشعر بنسرين وهي تدفع الكرسي إلى الخلف وتسرع في الذهاب لغرفتها فتنهض ياسمين خلفها ، ترفع نظراتها لوالدتها لتجد عينا والدتها تفيض بدموع حبيسة لكنها لا تلومها بل تشعر بها .. تفهمها ولن تعارض ..

تمسك أم عصام يد زوجها تؤازره :

" كل ما تراه في صالحنا سنفعله لا تهتم بالفتيات .. هن صغيرات و لا يقدرن هذه الأمور .."

تقف نورا وتبدأ بجمع الأطباق اثناء كلامها :

" أنا سوف أتحدث معهن ... لا تقلق يا ابي وخلال هذه المدة سنجد منزل جيد إن شاء لله"

ما إن خرجت نورا من غرفة الطعام حتى همس والدها :

" لطالما كنتِ فاشلة بالكذب يا ابنتي"

تتحدث أم عصام بصوت منخفض كي لا تسمعها نورا :

" المنزل من حق باسل أنا معك بهذا .. لكن هل ستوافق على طلاقها من عامر أيضا ؟ "

ينظر لها أبو عصام بعد أن وقف لمغادرة المائدة ..

" لن اجبرها على شيء .. ولكن لن يحدث بهذه السرعة .. لتأخذ وقتها لحين مغادرتنا من هنا .. لنرى هل ستأتي معنا أم تبقى مع زوجها ؟!"

يخرج أبو عصام من غرفة الطعام فلم يبقى سوى هي وحمزة .. تنظر له بحب وتقول :

" لم يفكر أحد بنا .. هي تفكر بنفسها .. وجدك يفكر بكرامته ..

وأنا اخسر اختي وأولادها من أجل معاندة والدتك لنفسها "

تدخل نورا على نسرين وياسمين فتجدهما جالستين على السرير تتحدثان .. وما إن دخلت حتى توقفتا عن الكلام .. عينا ياسمين مشفقتان حزينتان وعينا نسرين تصرخان بغضب .. تقف نورا أمامهم تتكلم بحزم لا تعلم من اين أتت به الأن :

" ما هذا الذي فعلته ..؟ كيف تتصرفين هكذا أمام والدك ..؟ إنه محق"

تقف نسرين بسرعة مندفعة أمام نورا حتى جعلتها تعود خطوة للخلف ..

" أنا لم أغضب من أبي ولا من رأيه .. إنه محق .. أنا غاضبة منك أنت .."

وتشير بأصبعها لنورا في منتصف صدرها .. تستغرب نورا هذا الهجوم وتسقط دفاعتها ويختفي الحزم من صوتها ..

" أنا ...!! ماذا فعلت لم كل هذا الغضب ؟! "

تستهزء بها نسرين بحركة فمها :

" ماذا فعلتِ !! انت لا تفكرين سوى بنفسك .. يوم لا أريد باسل ... اليوم الذي يليه أنا أكره عامر ...ترمين بالاثنين وتأتين اليوم لتقولين سأكمل حياتي ..!! لم تهتمي بنا ولا حتى بوالدتك وأنت تسحبينها من شقيقتها !.. لم تهتمي بحمزة وأنت تحرمينه من كلا والديه "

تصفعها نورا بقوة وغضبها يظهر جلياً على وجهها .. تمسك نسرين خدها و تحمر عيناها و تمتلئ بدموع حبيسة لا تريد لهم الخروج امام نورا ..
تنتفض ياسمين لتقف بجانب نسرين .. تنظر لنورا لا تعلم أياً منهما يجب عليها أن تساند ..

تشير نورا بيدها لصدرها وتقول :

" أنا لا أفكر سوى بنفسي ..!! لن تفهمي ما أمر به مهما شرحت لك .. لذلك لا تعودي لمثل ذلك الكلام ثانية "

تلتفت نورا لتخرج لكن نسرين مصرة على إكمال جرحها :

" و ما هو ذنب عامر كي ترميه خلف ظهرك ؟.. هل تعتقدين أنك هكذا سترضين باسل ؟! "

تعود لها نورا مندفعة تمسكها من ساعدها لكن ياسمين تحاول التدخل وتترجى نورا ..

" نورا أرجوك أنها لا تقصد .. تعلمين كيف تفقد عقلها عندما تغضب ..."

تنظر نورا لياسمين ثم لنسرين وترى علامات أصابعها على خدها تخفف من ضغطها على يدها ..

" اسمعي ... هذا الأمر يخصني وحدي ... و أنت لأزلت صغيرة و بحاجة لإعادة تلقينك بعض دروس الأدب و الاحترام لشقيقتك الكبرى .. واليوم أول درس لكِ ....
(( لا تتدخلي بشؤون الكبار )) ....."

تنفض يدها عنها وتخرج قبل أن تنهار أمامهم فهي لم تشفى بعد وجراحها ما زالت مفتوحة .. روحها لا تحتمل حتى المسة الناعمة فكيف بتلك الكلمات الجارحة ومِن مَن !! شقيقتها الصغرى !! .


تبعد نسرين شقيقتها عنها بعنف لكن ياسمين لم تسكت لها :

" لقد تماديت كثيراً .. هي لا تستحق منك ذلك .. ألا ترين حالتها ؟"

" لقد رأيت حالتها و حالة والدينا وعامر هل رأيته ؟! لكن هي لم ترى سوى نفسها .."

" من حقها أنا لا أستطيع تخيل ما تعانيه ..! علينا أن نقف معها أنها نورا يا نسرين هل نسيتي اهتمامها بنا "

تجلس نسرين على السرير وتشعر ببعض الندم :

" لم أقصد ذلك .. لكننا أيضاً جميعاً نعاني .. نتألم .. هي تعتقد أنها الوحيدة التي تتألم بل تحمل الجميع الذنب وكأنهم اجبروها ..! "

تقترب منها ياسمين وتمسك يدها

" مع ذلك لا يجب أن نتدخل في حياتها .. نورا عاقلة وتعلم ما تفعل .. دعي شؤون الكبار لهم .. ودعينا لدروسنا لقد اقتربت الامتحانات ".
يتبع....

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 08:52 PM   #499

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

يركض حمزة مسرعاً عند دخوله لمنزل أحمد ليرتمي بحضن جده يصعد على قدميه ويحضنه بشوق ..

يربت أحمد على رأسه يسأله :

" أين كنت منذ يومين؟ لمَ لم تأتي وتسأل عن جدك ؟ "

" كنت أريد القدوم لكن جدتي اخبرتني أنك مريض وبحاجة للراحة "

يهز أحمد رأسه وابتسامته لا تفارق وجهه ... حمزة بأحضانه و مجرد شعوره أنه لم يعد يتيماً يريحه .. شعوره أن حمزة له والد يمده بالسعادة وكأنه قد نسي كل ما مر بهم و لم يبقى سوى الشيء الجميل ... أن باسل حي وهذا يكفي ... كل شيء في الحياة يهون إلا مصيبة الموت لا حل لها ...

" ما رأيك أن أحدثك عن صديق لي وما حدث معه ؟"

يجلس حمزة بحماس فهو يحب قصص جده كثيراً ..

" موافق أحكي لي يا جدي"

يحاول أحمد تجميع افكاره لا يريد للطفل أن يصدم أو أن تتغير فكرته عن الحياة والموت .. سيحاول تبسيط الأمر بما يناسب سنه ..

" كان لصديقي أبن شاب ويوماً ما وهو عائد من عمله اختفى .. بحثوا عنه كثيراً ولم يعثروا عليه إلى أن قال لهم أحدهم أنه مات "

يظهر الحزن على وجه حمزة ..

" تشبه قصة بابا باسل"

يمسح أحمد على شعره و يكمل :

" أجل تشبهها لذلك سأكملها لك .. واخبرني ما رأيك بما أفكر فيه ؟ "

يهز حمزة رأسه موافقاً جده ويظهر عليه التركيز الشديد على فم أحمد منتظراً باقي الحكاية :

" وفي يوم عاد ذلك الشاب إلى المنزل وأخبرهم إنه كان مريضاً جداً في مكان بعيد ولم يعرف كيف يعود لهم ومن اخبرهم بموته كان يظنه شخصاً آخر !! "

يبدو التأثر على وجه حمزة ..

" يبدو إنه كان في مكان بعيد وليس لديه هاتف !! مسكين ..."

يقبله جده ويقربه منه :

" هذا صحيح .. و لكن .. المهم أنهم الآن سعداء بعودته "

يبتسم حمزة و يشعر بسعادة :

" من المؤكد أن جميعهم سعداء .. لقد عاد و لن يذهب إلى ذلك المكان مجدداً "

يأخذ أحمد وقته وهو يراقب سعادة حفيده :

" وأنت يا حمزة لو عاد والدك .. باسل .. هل ستسعد بذلك ؟"

يفكر حمزة قليلاً .. ثم يقول بتأكيد :

" بالطبع .. جميعنا سنصبح سعداء مثل صديقك .. أنت ستفرح به وامي وجدتي .. كلنا "

يكمل أحمد حديثه يريد التمهيد لحمزة بطريقته :

" من أجل ذلك قررت إرسال شخص إلى ذلك المكان البعيد ليبحث عنه .. قد نجده هناك .. "

يفتح حمزة فمه مندهشاً ..

" حقاً ..!! هل من الممكن أن نجده هناك ؟!! "

" أجل حقاً ... ولكن لا تخبر أحداً بذلك إلى أن نتأكد "

يشير له حمزة بأبهامه إشارة التأكيد :

" لن أخبر أحداً وستبقى مفاجأة لهم .. أعدك "


..........................................


تنظر إلى ساعتها للمرة المائة .. على ما تعتقد .. تنتظر وقت الاستراحة لتذهب إلى عصام وقد حان الوقت الآن .. ترتب الأوراق أمامها وتخرج مسرعة إلى ركن المشروبات .. و كما توقعت وجدته يقف يعد لنفسه القهوة ارادت الاقتراب منه لكنها سمعت أحداً من خلفها يحدثها .. تلتفت لتجده ميلر أحد الموظفين يسألها عن بعض الأمور في العمل ..

كان عصام قد أنتهى من تحضير القهوة وعندها لاحظ وجود ديانا تبعد عنه قليلاً .. تتحدث مع ميلر على ما يذكر إسمه ..
يحب مراقبتها من بعيد يراها مثل فراشة مبهجة .. بها شيء يجعله يبتسم لرؤيتها .. ناعمة .. بسيطة وعفوية .. تبدأ افكاره تأخده نحوها أكثر .. عيناها .. هل ذلك الذي تقف معه الآن يراهم بذات الجمال الذي يراه هو !!
شعرها .. لأول مرة يراه مرفوعاً بهذا الشكل مظهراً له فتنة مخبئة أسفله .. يقطب ما بين حاجبيه وينظر لقهوته ببعض الغضب .. كيف سمح لنفسه بهذا التجاوز معها ذلك لا يجوز !!

" عصام كيف حالك ؟"

ليأتي صوتها يزيد من شعوره بالفتنة .. يستغفر الله بسره ويرفع أنظاره لتقع على عينيها وهي تنظر له بكل براءة قد يضيع بها أكثر مما لو كانتا مغريتين ... ينفض عنه تلك الافكار ما الذي يحدث معه الأن !!

" أنا بخير شكراً لكِ .. كيف حالكِ أنتِ ؟"

تبتسم له ببساطة قاتلة :

" بخير .. لقد أردت الاطمئنان عليك وعلى سامر .. كيف حالكم اليوم؟"

" سامر ...! لمَ تسأل عن سامر ؟!!"

سؤال كاد يخرج من فمه ... لكنه استطاع كبحه قائلاً :

" نحن أفضل حالاً الحمدلله "

" هذا جيد .. لقد تحدثت مع والدي ونرغب باستضافتكما على الغداء في يوم الإجازة .. ما رأيك ؟ "

يشعر عصام بالحرج منها ويقف معتدلاً يرفع يده يحك ذقنه مع ابتسامة :

" هذا يشرفنا طبعاً لكن لا نريد ازعاجكم .. شكراً لكم حقاً .. لا داعي لذلك "

ترفع ديانا يدها أمامه و تشير بسبابتها :

" لن أقبل اعتذاراً .. ستأتي انت وسامر وهذا أمر من والدي "

"وهل أنتِ من رأي والدك ؟! تريدين منا القدوم ؟ "

لا يعلم من اين خرج هذا السؤال ... ما به اليوم ؟؟ يكاد يجزم أن القهوة بها سر ما !!

ترجع ديانا خطوتين للخلف وهي تجيبه بصوتها الناعم و باللغة العربية :

" أنا من اقترحت عليه الفكرة "

تخرج لتدع عصام يقف مكانه يفكر بكل ما حدث خلال الدقائق الماضية وكانت النتيجة إنه ذاهب بقدميه منساقاً خلف عيون تتسع لها الدنيا وتبتسم ...!!!


..........................................


بعد آذان المغرب ...اشتدّ بالطقس الصراع بين دفء الربيع ورطوبة الشتاء ...

يسند جسده إلى جذع شجرة كبيرة يستمع لحديث أخوة وليد و كيف يتصلون ويحادثون أناس كثر من أجل مساعدة شقيقهم والوصول له بأسرع وقت ..

يصغي بتركيز لخالد وهو يقول :

" غداً مساءاً هناك مجموعة سأوصلها للحدود واستلم مبلغاً جيداً من المال .. سيوفر لنا بعض السيولة إذا طُلب منا دفع أي مبلغ لأخراج وليد"

يوافقه محمود :

" هذا جيد إلى الأن .. من المؤكد أننا سوف نحتاج إلى المال "

لم يفهم باسل ماذا يقصد :

" لم أفهم ماذا تقصد ..؟ من الذين توصلهم للحدود ..؟! "

يشعل خالد سيجارة جديدة وينظر لباسل بجدية :

" هناك أناس كثيرون بدأوا بالهجرة من هذه البلاد منذ سنين عن طريق البحر .. وأنا أساعدهم بأيصالهم للدولة المجاورة وبأجتياز الحدود ومن هناك يكملون طريق هجرتهم "

اعتلى الذهول وجه باسل ...

" هجرة غير شرعية ... هذا قصدك !!! "

" أجل .. لم يدعوا لنا مجال للشرعية بإغلاقهم جميع الأبواب من حولنا وتخليهم عنا .... "

يصمت باسل لا يعرف ما يقول .. لقد سمع عن ذلك قبل اعتقاله وكان الناس قد بدأوا بالهجرة من البلاد ..

يفاجئه خالد بسؤال يخرجه من جموده ..

" ما رأيك أن تهاجر .. لن آخذ منك مالاً .. نحن ندين لك بالكثير "

ينظر له باسل مطولاً وكأن افكاره عادت للعمل .. وينتفض جسده حيرة .. يهاجر .. لكنه لم يفكر بذلك ولا حتى أيام شبابه ..

" لا .. أنا لم افكر بالهجرة يوماً "

" كما علمت .. أنت خرجت من السجن من يومين أو ثلاثة .. البلد تغيرت كثيراً .. أنت لم تلاحظ ذلك إلى الأن ! من يهاجر هذه الأيام ليس حباً في الهجرة بل هروباً وخوفاً من الموت والحاجة "

يكمل محمود تشتت أفكاره ..

" هل هناك ما يبقيك هنا ...؟؟ عمل .. أسرة .. تستطيع أن تأمن حياتك هناك ثم ترسل لهم لتحضرهم معك "

جالت بخاطره عدّة أسئلة عجز عن ايجاد أجوبة لها ...
هل له أسرة ...؟ أو حتى عمل يعود له ...؟ أم هل سينتظر من يعطيه المال ...؟! أو من يسكنه معه ...؟ لم يبقى له شيء يستند عليه .... لم يبقى له سوى حمزة ....

" لا .. ليس لدي عمل .. و لكن لدي طفل صغير لن أدعه و أرحل .."

يراقب وجه خالد وهو يحدثه من خلف دخان سيجارته وكأنه يعرف ما يدور بداخله فيواجهه به ..

" أنت ليس عندك عمل وبرقبتك طفل .. من أين ستنفق عليه ... ؟! أكثر الناس هاجروا من أجل مستقبل أطفالهم وأسرهم .. إن لم يقدروا على أخذهم معهم يرسلون لهم المال لحين تمكنهم من أستقدامهم لتلك البلاد ..."

يتذكر باسل حديث والدته ... عن هجرة عصام و سامر وكيف أن المال الذي يرسلونه لهم يساعد بمعيشتهم، يضع يده على صدره يشعر بتصدع في داخله وكأن هناك اشياء تريد الخروج .. أفكار تتصارع بداخل رأسه .. ما هو الأفضل ؟؟ هل أن يبقى ويبحث عن عمل ويبدأ من جديد ؟؟ أم أن يهاجر ويبتعد ليقف على قدميه ويستعيد قوته ليأخذ دوره كأب وأبن كما اعتاد أن يكون ...
بقائه هنا و وجودهم حوله وأخبارهم التي مؤكد ستصله .. لن يستطيع تحملها .. هو كان يفكر بترك المدينة والابتعاد أفضل له ولهم ... لكن الهجرة !!! كلمة كبيرة جداً ...

وقف باسل وسار خطوتين ينظر للظلام أمامه ..
انقبضت انفاسه واحتار ثم فكر .. أن ابتعاده إذا لم يكن الأفضل له فهو الأفضل لهم لتعود حياتهم كما اعتادوها من غيره .. وعندها قال :

" و أبني كيف أتركه في هذه البلاد وأرحل؟! "

يسأله خالد بكل بساطة ولكن سؤاله كان كتيار كهرباء ضربه بطول جسده ..

" أليس لديك من تأمنه معهم ؟!! "


لم تتجسد أمامه سوى صورة (( عامر )) يغلق عينيه ألماً .. لن يكذب نفسه هو مع كل هذا الغضب لكنه لازال يثق به .. فنحن لا نعاتب أو نشعر بالألم إلّا من الذين هم قريبون منا ، ويعنون لنا الكثير ، يمسد على صدره يشعر بالحرقة داخله .. يحاول نطق الأحرف لعلها تريحه .. يتخيل وجه والدته أمامه وهي تخبره كيف أنقذ عامر حمزة وكيف تكفل بالجميع ...

" أجل لدي أخي ... أثق به "

" هذا جيد .. تعال معنا غداً .. أنا أثق بالمجموعة ومن يصحبهم في الطرف الآخر صديقي وسأوصيه عليك .. هذه الأيام لا نضمن شيء .. كل يوم يتغير الوضع .. قد لا تتكرر هذه الفرصة ثانية ..."

يلتفت له باسل ويبدأ بالتفاعل قليلاً :

" ليس لدي أوراق أو حتى بطاقة ، مازلت في الأوراق الرسمية ميت ! "

يضحك خالد بصوت عالي فاجئه :

" يا اخي لو كان معك أي ورقة لطلبت منك رميها قبل الرحيل .. الأمر لا يتطلب أي أوراق "

يؤكد محمود كلام خالد :

" فعلاً دع أوراقك كما هي أفضل .. ثم ألم تقل أن لديك شقيق .. هل هو في سن التجنيد ؟ "

يهز باسل رأسه بنعم ..

يكمل محمود :

" إذن ذلك أفضل له .. لو استكملت اوراقك حينها سيطلب هو للتجنيد .. "

يقطب عينيه العبوستين من الضيق والحزن .. كيف لتضارب المشاعر أن يفعل به كل هذا .. وكأن يد كبيرة تحمله وترميه تارة على الأرض و تارة ترفعه للسماء .. هل بيده هو الأن مصير شقيقه !! هل سيختار الانتقام أم الانسحاب ....
هل يستحق عامر أن يذوق من مر الظلم الذي يبتلعه هو مرغماً ....
أم يشفع له الدم والثقة بأنه كبر أمامه ليصبح رجل يعتمد عليه .. رغم سوء الظروف لم يجبن ولم يهرب ..

يرفع أذان العشاء ليقطع صخب افكاره يسرح بنظره إلى السماء و يغلق عينيه يحاول الثبات واتخاذ القرار وقطع حبل يشده إلى اتجاه لا يريده ....


انتهى الفصل الخامس عشر
أتمنى أن ينال رضاكم
❤️
بأنتظار تعليقاتكم وآرائكم



noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 09:52 PM   #500

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل رائع يا ميس تسلم ايدك
حبيته جدا


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.