آخر 10 مشاركات
مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          ملك الظلام (14)الجزء الأول- للكاتبة ندى حسين*مميزة*كاملة&الروابط (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          رواية/ و ان خان الزمن بقول وافي.. ماني بتركي ولا اظنك سعود ! (الكاتـب : غيـاهـب - )           »          لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          467 - أريد قلبك ـ ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-20, 07:47 AM   #151

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي


أنا بعتذر عن تنزيل الفصل لعدم انتهائى منه و سوف يتم تنزيله الاسبوع القادم انشاء الله اتمنى منكم قبول اعتذارى

مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 10:20 PM   #152

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس طويل من الفصل التاسع
__________________________
كانت ليلى تجئ وتذهب أمام غرفة المكتب بتوتر بلغ أقصاه ...لا تعلم كيف سمحت لهما أن يجلسا معاً بمفردهما ، هى حاولت منعهما ولكن نظرات الشك منعتها من التصميم على موقفها ...كادت عدة مرات تقتحم المكت وجلستهما ، لتتردد ، هى تخاف نظرات العشق التى فضحت ابن أخيها ...نظرات عاشق مخبول ...وغيرة مجنونة على محبوبته، ذلك القصر شهد فى الماضى عن قصة حب أطرافها ثلاثة كلا من الثلاثة نهايتهم كانت دمار ... أباها الذى مات منبوذاً بعيداً عنهم وهو فى سن صغير ، كاريمان التى جنت بعدما أخد أبنها الرضيع من بين أحضانها وكتب على أسم امرأة أخرى لتموت بالجنون والقهرة والحزن ...و أمها التى ذبل قلبها بل تيبس وأمتلأ بالقسوة من حماها الذى أجبرها أن ترضع ابن عشيقة زوجها من صدرها بالمشاركة مع ابن رحمها ابن العام الذى هجره والده قبل مولده ، أجبرها بعدما وضع أسمها فى خانة الأم ، أرضعته حتى بعد وفاة وليدها ...أرضعته وهى تصب عليه اللعنات صغيراً كان أو كبيراً ، أرضعته من ثديي لم يشعر بهما رحمة ، أرضعته و أرضعت أخيهما الكبير عزيز قسوة وحنق وكره لهذا الصبى ، ربما هى فقط من نجت بأعجوبة من مثلث عشقهم ...صغر سنها وقلب لم تعرف تقسوه الأيام جعلها تحب أخيها الصغيروتشفق عل شقيقها الكبير أحتقنت الدموع فى عينيها و أصاب قلبها الوجل هى تخاف عليهم من عشق سام يصيب ثلاثتهم " عمر ...كارمن و أنجى ، مدت يدها لمقبض الباب ليوقفها نداء أبنه الذى أندهش من ترقبها ووقوفها أمام باب المكتب " ماما ...أنت واقفة كدة ليه " ،
أجلت صوتها وهى تمسح دموع عينيها ...لتستدير له وهى تبتسم له بتوتر لم تجيد أخفاءه " أبداً ...كنت بشوفهم أتأخروا كدة ليه " ، ضيق يوسف عينيه بشك فهما لم يطلا بالداخل ...ليحاول أن يهدأها معتقداً أنها تخاف تفاقم المشاكل بينهما " ماتقلقيش ....هيتصالحوا " ، قالها وهو الذى يخاف أن يميل قلبها لعمر مرة أخرى ...يخاف أن تجرح مجدداً ...وهناك أنانى قابع بقلبه يخبره أنت تخاف من اضاعة فرصة أخرى إتاحت إليك لتخبرها بحب ملك قلبك .
فتحت كارمن الباب لتتفاجأ بعمتها ويوسف أمامها " ليلى ....يوسف " ، ليلتفتا إليها ، ويظهر عمر من خلفها ...ليسير ناحيتهم هو الأخر ويقف خلف كارمن يفصلهم عن بعضيهما بعض الأنشات ...لترمقهما ليلى بتشتت لتسألهما بصوت غريب كما لو هى من أصرت على الصلح بينهما " أتصلحتوا ..." ، روقت كارمن عمر من فوق كتفها ...ليقف بجانبها وهو يحاوط كتفيها بذراعه ويضمها إليه ولايعرف هل شعر برجفتها أم خيل إليها ...ليجيب عمته ضاحكاً " أتصالحنا يا ليلى ...ماتقلقيش ..." ، ليرمق كارمن بنظرة خاصة وصوته يحمل عاطفه أشعلت غيرة أخر ، والخوف والغضب فى عمته " كارمن غالية عليا " ،
سحبتها ليلى من تحت ذراعيه ...بل انتزعتها منه نزعاً ...حتى تأوهت كارمن ألماً من قبضة عمتها لترمقه بنظرات أحتار فى أمرها لتهتف بصوت غاضب غصباً عنها تذكره بأخرى ...أخرى أخبرها صباحاً بأنه يريدها أن تملك قلبه " كويس ...أطلع فوق ترتاح وخلى أنجى ...مراتك ...تعملك كدمات على وشك " قالتها وهى تضغط على أحرف كلمة ( مراتك) ...فهم عمر تلميحها ليومأ رأسه لها فى حيرة من تغيير عمته ...ليستأذن عمر منهم ...ولكن ليس قبل أن يرمق كارمن بنظرة توق طويلة ...ويصعد لأعلى ، ألتفتت ليلى ليوسف الذى كان فى حيرة من أمر أمه التى لا زالت تقبض على يد كارمن بنوعا ما من القسوة ...حتى لاحظ أحمرار يد الأخيرة التى ترمق يد أمه القابضة على ذراعها بألم وحيرة ، لتأمره ليلى بصوت حازم " سيبنى أنا وكارمن لوحدنا يا يوسف " ،
لم يتزحزح يوسف من مكانه فصوت أمه وليد القسوة جعله يخاف على ابنة خاله التى رمقته باستجداء وخوف بألا يتركهما بمفردهما ...ليفتعل مزاح و دهشة مصطنعة" أيه يا لولا ...جو الأسرار ده" ليمط شفتيه " وبعدين كارمن هتحكى كل حاجة " ، كان يفتعل المرح بينما عيناه تحاول بث الطمأنينة فى تلك الخائفة ، لتنظر أمه إليه بنفاذ صبر وترمق بعدها ابنة أخيها التى كانت تشبه ورقة خريفية تخاف هبوب الرياح حتى لا تسقط أرضاً ...وتشعر بذعر عينيها ...لم تلين ملامحها لتقول بصوت بارد جامد يحمل أشارات تحذيرية لابنة أخيها " اللى أنا عايزة أحكيه مع كارمن ...أنا متأكدة أنها مش هتحب تعرف عنه " ، ليقطب حاجبيه وهو يسمع نبرة التهديد تلك من والدته لأول مرة ...ومما زاده قلق هو أتساع عينى كارمن بذعر لتجتاحه حمية الحماية التى يكنها لأبنة خاله ، ويكتف ذراعيه أمام صدره وهو يبلغ أمه بنبرة جادة " و ده يخلينى أصمم أنى مامشيش ..." ، مطت ليلى شفتيها بقنوط ، لتسحب كارمن خلفها وتدفعها دفعاً لداخل المكتب ، وتغلق الباب ورائهما بالمفتاح فى وجهه ابنها حامى الحمى المذهول من فعلة أمه ، ليطرق الباب بقوة ويهتف بحنق وخوف أصابه على من بالداخل " ماما ...أفتحى الباب " ، كانت ليلى تسند ظهرها على الباب الذى يهتز بفعل طرقات ابنها العنيفة فوقه ....ترمق ابنة أخيها التى تدلك معصمها بعدم تصديق وهى تثبت أنظارها عليه ...لتهتف بأبنها " شوف وراك أيه يا يوسف ....ماتخفشى على كارمن ...أنا أكتر واحة أخاف عليها فى البيت ده " ....ورغم قسوة نبرتها إلا أنها كانت تعنيها بحق ...فهى تخاف على ابنة أخيها ولكنها تخاف الماضى ...تخاف أن تكون كاريمان أخرى تسرق رجل من امرأته ....وتموت بجنون أصاب عقلها بعدما فقدت حبيبها ووليدها ، خبط يوسف مرة أخرى وهو يسند كلا ذراعيه فوق الباب ، لتزعق به ليلى من الداخل " ماتحاولش يا يوسف ...أمشى " ،
زفر يوسف باستياء بعدما أنزل ذراعيه بجانبه ...وفقد الأمل فى أن يفتح الباب له ، ليجلس بالقرب من المكتب ...والحيرة والقلق يعاصفان بقلبه .
حينما توقفت الطرقات فوق الباب ...رفعت عينيها لابنة أخيها ...التى مازالت تدلك معصمها وهى تضمه لصدرها ...منظرها هذا أصاب قلبها بضعف قتلته فى مهده ، لتشد ليلى قامتها وتسير ناحيتها ببطء وتسألها بصوت صارم وقاسى " أتصالحتوا ؟!" ،ارتعش بدنها من قسوة النبرة ....وشعور باليتم يجتاحها الأن وهى ابنة الثلاثون ...لم تكن عمتها فى يوم قاسية فظة معها مثل الأن ...وفى تلك اللحظة كل ما تريده الأن هو ذراعى أبيها!!!...أطبقت شفتيها بقوة لتخفى رجفتهما ...ترفع عينيها لعمتها التى شعرت بأن روح عزيز التى تسكن ذاك المكتب تتلبسها لتجيبها بصوت مهزوز" أيوة ..." ،
لترفع ليلى أحدى حاجبيها وتسألها بصوت جامد " كأولاد عم ...." ،
أومأت كارمن رأسها لها فى استغراب وتخبط " أيوة كأولاد عم ..." ،
وقفت ليلى أمامها ترمقها من رأسها لأخمص قدمها ...تقسو عليها ...وتقسو على قلبها قبلها ...هى تريد وضع مساراً لا تحيد عنه كارمن ، فكارمن وحدها هى التى تستطيع وضع حداً لعشق عمر وتصرفاته نحوها ...لذا وجب معها القسوة
" كلمة واحدة يا كارمن تحطيها فى عقلك ...أنجى مش ألهام " ...كانت حادة ...قاسية ...باردة ، كانت تنظر كارمن لها بعدم تصديق ...تهز رأسها بغير استيعاب كلمات عمتها التى كررتها مرة أخرى بصوت أكثر صرامة " أنجى مش ألهام يا كارمن ...و لا أنت بنت ال18 ...اللى ماتقدرش تسيطر على أفتتان مراهقة ، أنت واحدة كبيرة وعاقلة تقدر تسيطر على عواطفها وماتبنيش أحلامها فوق أنقاض واحدة تانية " ،
كانت كلمات عمتها طعنات تسدد لها بلا هوادة فى منتصف القلب....كما لو كتب عليها النزف على يدى أقرب الناس لها ...كلماتها كوابل رصاص تخترق صدرها ولا تهديها راحة الموت ...هى أحبت عمر بالماضى تعترف ...ولكنها لم تحاول يوماً أن تحل بديلاً عن زوجته ...هى أبتعدت ...هربت ...حاولت أخفاء مشاعرها ويعلم الله كم حاولت ...لكنها لم تظهر له عن قصد حقيقة مشاعرها ...
يد باردة قبضت على قلبها ...تخنقه ...تسحقه بلا هوادة لتجيبها كارمن باستنكار بعدما شمخت برأسها تحاول بلع دموعها مع غصة تخنق الحلق " أنا قولتلك نسيت عمر ..."،
لتومأ ليلى رأسها لها وهى لا تزال على قسوتها حديثة العهد " أتمنى ....و أتمنى كمان ده يكون رأيك حتى لو عمر حاول يقرب منك " ...نعم سيحاول القرب منها ...هى رأت تلك الراحة التى أجتاحت عينيه عندما أحاطها وضمها إليه ...لا يوجد رجل يرفض تلك الراحة وبالأخص من امرأة تسكن تحت ذات السقف ، امرأة يعلم أنها تحبه أو كما تقول فى السابق تحبه ، ضحكت كارمن بقهر ...بألم ...بسخرية سوداء " عمر ...مابيحبنيش ..." ، لم تهتم ليلى بتصحيح خطأ تفكيرها ...هى لا تريد ...عمر يحبها ...بل يعشقها بجنون ....وأاااااه من جنون العاشق يطيح بكل ما أمامه حتى يحصل على حبيبته ، وقفتهما أمام الباب وهو يقف خلف ظهرها ...ذكرتها بمشهد قديم قابع فى ذاكرة فتاة كانت تملك خمس سنوات فى الماضى لرجل كانت تدعوه بابا...تعلم أنه يحبها ولكن حبه لها ليس كهوس عشقه بعشيقته كاريمان ...امرأة اختار اخيها حروف اسم ابنته من حروفها بعدما فى لحظة غدر أو كشف الحقيقة قررها عزيز بكشف الماضى لأخيهم الصغير وحيد ، امرأة جن بها والدها ...كان يقف فى ظهرها ...يعرف أباه عليها ...يخبره برغبته المجنونة بالزواج منها ...مازالت تسمع ثورة جدها عليه ...بكاء أمها الحامل فى طفل لم يكتب له حياة بعد عام من عمره فى أحضان ابنها الصبى الصغير صاحب العشر سنوات عزيز ،وهى تسمع اعتراف زوجها ...مالك قلبها بأنه لم يعرف الحب إلا مع كاريمان معشوقته الغجرية ...و أنها هى نجاة زوجته ليس زواج أجبر عليه من أبيه ...مازالت صدى كلمات جدها وهى تخير أباها بينهم وبين غجريته ...ليختار غجريته ويموت بعدها بعام وهو فى أحضانها ....تاركاً خلفه أربع صغار وجنين لم يولد بعد من غجريته ، أندلاع الماضى أمام عينيها جعلت عيناها تصبح أكثر قسوة ...أعماها عن رؤية ابنة اخاها ...وترى بدلاً عنها كاريمان ...تلك المرأة التى لم يسعفها صغر سنها حينها وعدم فهم الأمور بعاتبها.... بلومها
وكما كانت شعرت بها كارمن التى صرخت بقهر ومرارة ظلم الأيام لها " أنا مش كاريمان ليلى " ...، شحبت ملامح عمتها وهى تسمع اسم كاريمان الخارج من كارمن ...لترتد إلى الوراء بصدمة ، لتضحك كارمن بمرارة ودموع عينيها تذرف بلا هوادة لصح ظنها" أنا مش كاريمان يا ليلى ...." لترفع أنظارها لفوق وتصرخ بقهر بغضب " أنا مش كاريمان يا عزيز ...." عادت بأنظارها لعمتها تلومها وبصوت جريح " متحاسبنيش أنت كمان يا ليلى على غلطة مش بتاعتى "
همست ليلى بذهول " أنت عارفة؟! " ،
أومأت كارمن برأسها ...ودموع عيناها لا تنضب ولا تجف " عارفة ...بابا قايلى الحقيقة من زمان ....وعشان مابقاش كاريمان التانية ....كاريمان جدتى ...بعدت عن عمر لما أتجوز و أنا بنت ال 16 ...يا ليلى ...وقررت أهرب من حبه و أنا بنت ال 19 و أتجوز واحد مابحبهوش ...عشان مابقاش كاريمان التانية ...وماقربتش منه غير لما طلق ألهام "
" كارمن ...." نطقتها ليلى بذهول بشبه أعتذار ...لتوقفها كف كارمن الصغيرة ...لتنطق كلماتها بقوة ...بقسوة عانت منها فى عشر سنوات " ولو بحب عمر والبعد عنه موت يا ليلى ...هأختار الموت ومش هختاره هو سواء كانت معاه أنجى أو لأ " كانت تردد كلماتها لها قبل عمتها ...ماحدث اليوم من لقاء كان صفعة مؤلمة ...ندبة جديدة فوق قلبها ...ممتنة لها رغم الثورة ضدها ...حتى لا يغفل قلبها عنها ...لا تنكر أنه أصابها الحنين ولكن قسوة عمتها صفعتها لتفيق ، هى وعمر طرقهما لن يتقابلا معاً ...أبداً ...فلو نسى قلبها خديعته ...لن ينسى ذاك الجرح الرطب الندى، مسحت كارمن بظهر يدها دموعها بعنف وهى تقول بأسى وحزن " كنت فاكرة أنى مش هبكى تانى لما أرجع هنا ...لكن شكل نصيبى من الدموع كتير " ،
أنشطر قلب ليلى نصفين ...هى كل ما أردته إلا تكون ابنة أخيها سبباً فى جرح امرأة أخرى ...امرأة كأنجى ...امرأة لم يعرف السواد والخبث نقاء قلبها ، لتكتشف أن ابنة أخيها تعرف ماضى مدفون بين أواصر الماضى...أحتضنت ليلى وجه كارمن بين كفيها تعتذر منها " أنا أسفة ..."
" كنت بتبصيلى على أنها هى ..." تلومها ،
" كان غصب عنى ....بس أنا خايفة عليكى ...حب أطرافه تلاته ....زى مثلث برمودة اللى جواه مفقود " قالتها وهناك غصة بحلقها ، لتسحبها داخل أحضانها تضمها لصدرها وهى تعتذر بحرارة ودموع " أنا أسفة حقك عليا ..." ،
" لا عمتى بل أنا متشكرة لك على إفاقة جاءت بوقتها " كلمات نطقها عقلها ولم ينطقها لسانها .


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 12:47 AM   #153

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي

أعتقد كدا كل الماضى وضح .
انا ما مبحبش الروايات الى فيها ثلاثى بتوترنى 😂😂😂وبتخلينى مشدودة
اما نشوف حتحليها ازاى بعد ما شبكتيهم فى بعض ١٢😂
انا كنت فاكرة الثلاثى حيكون كارمن وعمر ويوسف١🤔🤔


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 12:53 AM   #154

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء حسانى مشاهدة المشاركة
أعتقد كدا كل الماضى وضح .
انا ما مبحبش الروايات الى فيها ثلاثى بتوترنى 😂😂😂وبتخلينى مشدودة
اما نشوف حتحليها ازاى بعد ما شبكتيهم فى بعض ١٢😂
انا كنت فاكرة الثلاثى حيكون كارمن وعمر ويوسف١🤔🤔

هو جزء كبير من الماضى وضح ....لسه فى العشر سنين 😁😁
هما رباعى يا فندم واتشبكوا شبكة سودا فعلاً...كارمن عمر يوسف وانچى ...اتمنى حلى يعجبك


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-20, 08:11 PM   #155

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

التصبيرة حزينة😢 ماعرفنا ايش حصل بين عمر وكارمن وهل قالها انها لسة مراته وعمتها قست عليها بكلامها انا فاهمة قصدها ايه بس هي طالما متأكدة من ان عمر وكارمن بيحبوا بعض عاوزة تبعدهم ليه زي ماعمل عزيز وهم كانوا ضحية الاتنين بدل ماتصلح تقوم تحاول تبعدهم حتى يوسف برغم اني بحبه بس الي بيعمله غلط هو عارف ومتأكد ان كارمن لسة بتحب عمر لكن مصر انه يدخل بينهم وحتى لو حصل فرضا انها وافقت واتجوزته في يوم بعد ماتتطلق من عمر هل حيكون مرتاح مااظنش حيفضل الشك في قلبه هل لسة بتحبه وحتبوظ العلاقة مع ابن خاله انا زعلانه على عمر وكارمن الظاهر هي حتعيش تعيسة ومظلومة زي جدتها وابوها منبوذين بذنب مالهمش فيه ..منتظرينك ياقمر ودمتي بخير 💞💞

زهرورة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-20, 09:08 PM   #156

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
التصبيرة حزينة😢 ماعرفنا ايش حصل بين عمر وكارمن وهل قالها انها لسة مراته وعمتها قست عليها بكلامها انا فاهمة قصدها ايه بس هي طالما متأكدة من ان عمر وكارمن بيحبوا بعض عاوزة تبعدهم ليه زي ماعمل عزيز وهم كانوا ضحية الاتنين بدل ماتصلح تقوم تحاول تبعدهم حتى يوسف برغم اني بحبه بس الي بيعمله غلط هو عارف ومتأكد ان كارمن لسة بتحب عمر لكن مصر انه يدخل بينهم وحتى لو حصل فرضا انها وافقت واتجوزته في يوم بعد ماتتطلق من عمر هل حيكون مرتاح مااظنش حيفضل الشك في قلبه هل لسة بتحبه وحتبوظ العلاقة مع ابن خاله انا زعلانه على عمر وكارمن الظاهر هي حتعيش تعيسة ومظلومة زي جدتها وابوها منبوذين بذنب مالهمش فيه ..منتظرينك ياقمر ودمتي بخير 💞💞
الفصل اللى جاى هيبقى حزين شوية ....بس خاينة ااتكلم فى كام نقطة معاكى اتمنى أن لو فى حد بيتابع الرواية يقرأهم
أولا بعيد عن يوسف خالص فى طرف تالت اسمه انچى ...طرف طيب وهيفضل كدة طيب انجى مش هتتحول للزوجة الشريرة ....عمر اتسرع ودخل انجى وهو لسه بيحب كارمن وهى مالهاش ذنب ....مش عايزين ننساها، ليلى مش عايزة الماضى يتكرر مع أولاد اخوها ...ليلى قست ع كارمن لأنها شايفة أنها الطرف اللى يقدر ينهى القصة ، وقست اكتر لما فى لحظة الماضى طغى عليها وشافت كاريمان اللى بسببها اتحرمت من باباها ، لكنها فاقت بسرعة، زمان ليلى كانت ممكن تبارك العلاقة دة ، لكن دلوقتى بدخول انجى لأ ...انجى مش زى الهام ، هى مش عايزة طرف مسكين يتظلم ، الاتنين قدروا ع البعد فيكملوا ،ليلى بتحب كارمن جداً ووكانت بتحب وحيد،
نيجى بقى ليوسف ...يوسف حتى لو مش بيحب كارمن هيتصرف برده كدة معاها ،لأن ده تصرفاته من زمان معاها ، يوسف كان أقرب لكارمن من عمر لما كانت فى مصر وهو مابينش أنه بيحبها لحد دلوقتى اوقات بيفلت منه غصب عنه نظرة أو كلمة مش اكتر من كدة ومش عن قصد ، يوسف هيوضح اكتر الفصول اللى جاية
وهنعرف شخصيته وهأكد تانى يوسف هيتصرف كدة بحميته ع كارمن سواء بيحبها أو لأ،
أول الفصل مشهد بين عمر و كارمن 🤫
شكراً لمرورك يا زهرورة


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-20, 01:05 AM   #157

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

جارى مراجعة الفصل وتنزيله حالا

مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-20, 02:14 AM   #158

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

جارى تنزيل الفصل التاسع يا قطاقيط

مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-20, 02:17 AM   #159

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
_____________
"قمة العشق هو أن تقضى الليل و أنت تبكى ، وتموت قهراً على غيابه ، وتتوعد بنسيانه ، وحين تجتمع عينك بعينه تنسى كل شئ وتبتسم له"
تجلس أمامه بقلب واجم وفكر شارد .....لا تصدق أنها تجلس أمامه الأن بمفردهما ، الشاب الذى فتنت به قديماً والرجل الذى سلمت له نفسها فى لحظة عشق وسهوة ...لتأتى السقطة ....ويرفع الستار أمامها عن مسرحية هزيلة ...رخيصة عن الخداع والمكر .....كانت فيها البطلة المخدوعة .....والكومبارس المتحرك تحت سطوة مخرج برجوازى ذو أفكار دكتاتورية وراوى مخبول سادى ....والمشاهدة الوحيدة ....التى دفعت أثماناً باهظة من أجل تلك المسرحية أثناءها وبعدها ....مسرحية أسدلت الستار عن قصة حبها....قصة حب كانت سقطتها ولعنتها ....قبضت كفى يدها القابعان بحضنها بشدة حتى جرحت باطنهما ....تغمض عينيها تحاول طرد شبح من الماضى تشعر به يحوم فوقها ....شبح له صوت منفر ....يقبض القلب، شبح صوت عزيز ...ينفث سمه فى أذنها كحية ...حية تمكنت من الألتفاف حول جسدها ببطء....لتقبض عليه بشده وتفتك به ....كلمات خلقت جرحاً غائراً بصدرها ، لازالت ندوبه محفورة حفراً فوق القلب، كلمات يرن صداها الأن ...ليتمكن الشبح منها...و قشعريرة باردة تسير على طول جسدها،

"عمر عمل اللى كان طول عمرى نفسى أعمله ....أكسرك ...."،
" قولتلك أحترسى من عدوك مرة ....وحبيبك ألف ....وحبيبك ده كان أبنى"،
" ماصدقتش لما قالى أنك سلمت ليه بسهولة كدة ....مش ثقة فيكى لا سمح الله ...بس ماتخيلتش أنك بالرخص والسهولة ده ...من كلمة بحبك تسلميله كدة على طول "
" برافو عليه عمر قالى هكسرها ....و أديه كسرك "

كانت الكلمات كسياط من نيران تجلد روحها وتشعل بها نيراناً حارقة ....يتلظى بها القلب عذاباً...... نيراناً أكلت عشقها حتى أصبح مع الأيام رماداً ...حان الوقت أن يذرى مع الرياح ،فتحت عينيها بغتة كمن تخلص أخيراً من جاثوم كان يقبع فوق أنفاسه ....تتماوج داخل أعينها نظرات خوف ...ألم ...خزى ....وغضب.
كان يجلس بالمقابل لها ....على كرسى مكتبه ، هادئ الملامح ...صاخب القلب ورغم قرار عقله بنسيانها بانتزاع حبها من قلبه ....قلبه الذى كان له رأى أخر....قلبه الذى أنتفض حين لمحها ، ثار حين نادته ....سيطر حين أعتذرت منه ليكمم صوت عقله ...ويصم أذنيه عن همهماته عن وعد ....رغبة التخلص من عشقها ، ليغلف عقله بسحابة داكنة تحجب أفكاره ، وكل مايراه الأن هى من يجلس الأن أمامها يسبح فى بحر عشقها ...بحر يعلم بأنه لا هناك نجاة منه ، ولا هناك سبيل إحتى ....أستغل شرودها إذما دخلت الغرفة وهى شاردة،ليراقبها ...يتأمل كل ما فاته من تغيرات مرت فوق ملامحها الشاردة ...تمر عيناه فوق صفح وجهها ببطء و هدوء شديدين ...يحفر ملامحها بين ثنايا عقله وطيات قلبه ...قلبه الذى يرتج داخل صدره وهويتأمل ملامح امرأته ....امرأته هو، تمر فوق خصلات شعرها القصيرة ...التى كانت تنسدل على جانبى وجهها ، دون شعور منه أعتلت بسمة صغيرة ثغره....فخصلاتها القصيرة زادتها جمالاً ورقة ، ليمر على عقدة حاجبيها الكثيفيين المنمقيين و المنعقديين بتفكير جاد ...لأهدابها المنسدلة فوق عسلى عينيها المطعمين بخضار المروج ، لثغر ممتلئ بأغواء طبيعى ....أغواء يغريك لتقبيلها ... وعند تلك الفكرة أزدرى ريقه بصعوبة ...ليتململ بجلسته ....وتتقلص أمعائه بالداخل ....يا الله أنها أمامه ...بعد عشر سنوات من الشوق و الأشتياق تجلس أمامه ....مال برأسه للخلف يسند على ظهر كرسيه ...ولازالت عيناه مثبته عليها بتوق ...بشوق وشغف و...رغبة ....شحبت ملامحه بحزن و ألم ...ألم أنتشر بين طيات القلب ، فزوجته تجلس أمامه ...لا يستطيع أن يقترب منها ...يلمسها ...يحتضنها ....يسحقها فوق صدره وهو يبثها أشواقه ....يطوف بقبلاته فوق وجهها ، ينثرها بلا توقف أو هوادة ...يخبرها بقبلاته عن قصة شوق زاد الحد يتلوها فوق شفتيها بتمهل ...بتروى...ولكن للسماء كانت لها كلمتها ، أخذها وهى لا تحل له ....فحرمت عليه وهى حلاله ....فها هى تجلس أمامه بعد أنشين ولايستطيع أخبارها بشوقه .
لاحظ تغضن جبينيها بألم ...كما لو كانت تحارب شبح غير مرئى ...،
هو لاحظ ترددها منذ البداية دخولها للمكتب ...تسمرها أمام الباب حين دعاها للدخول ....أرتفاع وتيرة تنفسها ....تخضب وجهها بحمرة غضب لا يفهمها وشئ أخر لا يفهم كنهه....تحرك عيناها داخل الغرفة و ذاك التيه الذى أصابهما ...كما لو كانت تستعيد ذكرى ما ...ذكرى تسكن الأن خلايا عقلها ...لتدمى قلبها مجدداً ...قطب جبينه بحيرة وهى يرى ذمة شفتيها بحنق ...انقباض كفيها بجانب كرسيها ، تقلص وجهها بألم ...لم يعرف أنه نادى على أسمها إلا حينما سمع صوته يهمس به بخوف وقلق " كارمن " ، فتحت عينيها بغتة ليتفاجأ بكم المشاعر بهما ...كما لو كانت شاهدت كابوس فى تلك اللحظات التى أغمضت عينيها فيها ، ناداها مرة أخرى وهو يستعذب أسمها الخارج من بين شفتيه " كارمن ..." ،
أستدارت له كما لو كانت تفاجأت بوجوده معها ...ليستعر نار الغضب فجأة داخل عينيها ... لتغمض عينيها بشدة ...تنفض رأسها ..تطفئ جذوة غضبها وتفتح عينيها مرة أخرى ليطل منهما عتاب ....وشوق ،شوق أختلج له قلبه ....لا يعلم أى سلطان تملكه عليه ... بنظرة تجذبه ...تفصله عما حوله ، بهمسة تربك عالمه ودواخله .
نظرة الشوق تدارت سريعاً ....وراء غيمة الماضى والأمس ....نغزة وجع صغيرة أصابت قلبها ....وهى تسمع تلك اللهفة فى صوته ....رغماً عنها ...عاتبته عيناها ...لما كسر قلبها ....ذل كرامتها ....وحطم روحها ، بعدما تمكن عشقه من الفؤاد ... ،بعدما ملك الجسد... هى أحبته بصدق بأفتتان مراهقة ، وحب الصبا وعشق الأنثى .... تشتت نظراتها ، ارتبكت وأختلت ، نهضت عن مقعدها ...توليه ظهرها ..تسير ناحية النافذة ...لعلها تنجح فى حجب أفكارها عنه ...لطالما أعتقدت طوال السنوات الماضية أنها كرهته ...مقتته ، لتعود وتكتشف أنه فكرة أخترعها عقلها ليحجب ذكراه عن قلبها ....ولكنها أيضاً فتشت عن حبه داخل طياته ....لم تجد حتى بقاياه ....لم تجد إلا حنين لماضى بعيد ...لرجل أعتقدته أنها فارسه ....حاميها من طغيان عم ظالم ....رغم كل شئ سواء حقيقة أو كذباً ...ذاك الرجل كان بجانبها فى أحلك أوقاتها ...ربما هناك ضغينة تشعر بها كلما رأت حب زوجته له ، فهو ملك الحب وحرم قلبها منه ، تجمعت غصة بقلبها ...ورعشة تمكنت من قتلها فى مهدها ...ودموع لم تسمح لها بالخروج من حيز أجفانها ...أبتلعت ريقها ...تتنهد بعمق أوجع صدرها ...تخفى لهيب القلب ...، قبضت على الستارالمنسدل للنافذة ...تغمض عينيها بقرار ...عمر من عشقت بالماضى ... صفحة وحان طيها...بل تمزيقها أرباً أرباً ...فتحت عينيها بعدما أخمدت الصراع بين حنين الماضى و ألم الحاضر ، فتحتهما وداخلهما إصرار وعزيمة ، لتستدير وتتفاجأ به خلفها ...يمد يده للأمام ..بالقرب من كتفها
رمقته باستغراب ...ليشعر هو بحرج ...فيضطر إنزال يده بجانبه ويتنحنح بأحراج وهو يبعد أنظاره عنها، حاولت رسم بسمة هادئة فوق شفتيها ...لتتنهد بخفوت وتعتذر مجدداً " أنا أسفة ...." ،
زفرت بيأس حين لم يرد عليها أو يلتف إليها " أنا عارفة أن كلمة أعتذار مش هتمحى اللى حصل بالماضى بسهولة ..." ، ألتفت لها وعيناه تسألها
لتسترسل فى كلماتها ومرارة تزين بسمتها ككلماتها " عشر سنين ضاعوا من عمرى عشان خاطر الماضى ...وماعنديش أستعداد أنى أضيع عشر سنين تانى زيهم .." لتشرد عيناها فى الفراغ وتقول بخفوت " أنا ماعرفش فى عمرى فيه كام عشر سنين " ، أنقبض قلبه عندما ذكرت مايشبه الموت فى كلماتها ، ففقدها الدائم كلمة لن ينتهجها قاموس قلبه ، ثبتت أنظارها ناحيته ...داخل عينيه التى ترمقها بنظرات لم تهتم بتفسيرها ...أو ربما هى التى لا تريد معرفة معناها ...،
" أنا عارفة أنى غلطت زمان فى حقك ....." كانت تتلعثم بكلماتها ، كانت تريد أن تقول له أنها لم تشهر سيفها أمامه إلا حين علمت أى خديعة قد سقطت بها ،
" أنا كمان غلطت فيكى ......" قالها وهو مغمض العينين بصوت أجش مشبع بالحسرة والألم ، ليزدرى ريقه بصعوبة فائقة ليهمس بأعتذار حقيقى " أنا أسف " ، فتح عينيه ببطء ليجدها تنظر له بدهشة ...كمن بغتت بأعتذاره ...كل مافيها جامداً إلا عينيها التى تراقصت الدموع داخل حدقتيها ، لينظر داخل عينيها بثبات ويعتذر بصوت قوى " أنا كمان .... أسف يا كارمن "،
إختلج قلبها و رعشة نالت من جسدها لتومأ رأسها له بهدوء ...فهى تستحق هذا الأعتذار ، هى الأن تعرف كم كانت تريده ، ربما لن يمحو ماحدث بالماضى لها من خداع ...لن يعوضها عن مافقدت من عمر وهى وحيدة بلا أحضان، كانت لم تتوقع أعتذاره ...لم تنتظره ، ولكن حين نطق كلماته أدركت كم كانت بحاجة لأعتذاره ...ربما لن يضمد جراح قلبها الذى كبر على عشقه ولكنها ربما...ربما ...تستطيع السماح ...لتنال راحة قلبها يبتغيها ، أجفلتها دمعة لسعت وجنتها ، لتزيح عينيها بعيداً عنه ، وسؤال يتردد داخل طيات عقلها " لما ...لما ...لقد أحببتك بحق ...لما خذلتنى ...طعنتنى وسحقت قلبى الفتى بعشق أعتقد أنه وجد صداه داخل قلبك ؟! " ،
لم يستطع منع يديه من التقاط تلك الدمعة ... يمسحها بأبهامه برفق ... يتأوه بصمت وهو يستشعر نعومة بشرتها تحت أنامله ...وقلبه يهتز ...يرتج داخل صدره حتى كاد يدمى عظامه لقد ظن أنه وشيك على أن يصاب بذبحة سترديه قتيلاً ،
أبعدت وجهها بعيداً عن يده بأستنكار ودهشة فائقة، ليقبض على يده كما لو كان يضم دمعتها يحتفظ بها بداخل كفه كما لو كان يقبض على كنز ثمين ، لتقول بارتباك وهى تحاول السيطرة على انتفاضة القلب بين أضلعها كما لو كان صعقه تيار كهربائى من جراء لمسته ...تستنكر لمسته لها ورجفة القلب له... تنحنحت لتجلى صوتها ...قائلة بخفوت " عمتو عايزانا ...." ،
قاطعها بصوت قوى رغم هدوئة " عارف ...." ،
لتهز رأسها له تجيبه بصوت متحشرج " مش هينفع نرجع زى زمان " ...كانت تقولها لنفسها قبل منه ، تدخلها بعقلها قبلاً ...فهو لن تسمح له أن ينال من قلبها من جديد .
" ليه لأ ...." ليجيبها بصوت متخم بعشق فاض الحد بتوسل ...بصوت يملؤه الأمل ...بصوت قلب تمكن عشقها منه ،
لتزداد حركة رأسها رفضاً و استنكار ملأ عينيها من كلماته لتقول له بإصرار " أنا مش هقدر " ، كانت تريد تقول له العودة كما كنا أن تكون أنت الحبيب الذى أردت ، وهى لن تستطيع منح قلبها له مجدداً ...لن تقع بفخ عشقه مرة ثانية ...لن تسمح بذاك الوهن الذى نال من قلبها حين لمسها أن يتكرر ، هى امرأة أخرى ...لم تعد تلك الفتاة بالماضى ...لقد فقدتها كما فقدت الكثير والكثير بسببه ...توحشت عيناها ...لتهتف بقسوة " مش هقدر ...." لفظتها بقسوة بوجع من ماضى سحيق ...لازالت تعانى من أثاره ...بغضب من قلب أختلجت نبضاته...عاد خطوتين للخلف يستغرب تلك القسوة التى فاضت منها ...فهى من مدت يدها بغصن الزيتون ...وحين كرر أن يأخذه منها ويرفع رايه استسلامه لعله ينال سلام عشقها ...ثارت..!!! فأى لعبة تلعبها معه الأن؟! ،
لاحظت الوجوم الذى حل عليه ، الشك والحيرة اللذان سكنا عينيه ...لتهدأ من نفسها ...ومن تلك الثورة التى أندلعت بداخلها ....تعيد بعضاً من خصلات شعرها للخلف وهى تقضم شفاها السفلى بأسنانها ،
هى من أرادت الأعتذار، ببدء هدنة ...تنعم بسلام غاب عنها لسنوات ...ولكن حين لمسها سارت فى جسدها رعشة أخافتها ... ،نبض القلب فى مكمنه ... وهن أصابه كوهن عضلاتها، ثورتها لم تكن ضده بل ضدها لتهمس بصوت متحشرج متلعثم " أنا أسفة...سيبها بظروفها يا عمر " قالتها سريعاً لتهرب من محيطه وحين همت بالخروج و تخطته مسك رسغها يوقفها ، لتسحب يدها من بين كفه سريعاً كما لو كانت لمسته أحرقتها ، لتضم يدها إلى صدرها ، وتمسدها بيده الأخرى ،لكمة أصابت معدته ....تقهقر قلبه من حركتها تلك ...إلى تلك الدرجة لا تحتمل لمسته ، تجمعت غصة بحلقه ، ليغرس أصابعه بعنف داخل خصلات شعره حتى كاد يقتلعها من جذورها ليزفر بحرارة ويتحدث بنبرة خشنة جامدة " كارمن ...لو عمتو جبراكى على الأعتذار ...يبقى مش لازم تعتذرى ، ....." رجفة أصابت صوته وهو يهمس بباقى كلماته " أنت بنت عمى ....و كنت تحت وصايتى ....و مر..." أختنقت بقايا كلمة (مراتى) داخل حلقه وكم كان يريد الصراخ بها ، كانت تلاحظ تشنج وجهه لتعرف ما يدور بخلده و أى كلمة يريد نطقها ، لتضع كفها فوق شفتيه تمنعه من نطقها تنهره بعينيها ...تأمره بلسانها بأنفاس متهدجة " إياك ...إياك تقولها يا عمر " ، تلك الذكرى أكثرهم قسوة على قلبها ....خالقه جرح لم يندمل بعض ...ففى ذلك اليوم البعيد رأت قسوته فى هذا اليوم سحق قلبها...اليوم التى كانت تحلم به على الدوام بعد أعترافه بعشقه المزيف ...ليصبح كابوس عاشت تفاصيله فى واقعها ، سحبت يدها من فوق شفتيه حين شعرت برعشتيهما تحتها ، لتقول بتوسل واستجداء " أنا مش جاية أفتح الماضى ....خليه مقفول يا عمر ...متفتحهوش "،
تسمر فى وقفته كتمثال من الصلد ...وقلبه يتباطأت نبضاته ، لتحتل البرودة أطرافه ، تخاف أن يُفتح الماضى ...وهو لازال فى الماضى يعيش.


يتبع..


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-20, 02:18 AM   #160

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت ليلى تجئ وتذهب أمام غرفة المكتب بتوتر بلغ أقصاه ...لا تعلم كيف سمحت لهما أن يجلسا معاً بمفردهما ، هى حاولت منعهما ولكن نظرات الشك منعتها من التصميم على موقفها ...كادت عدة مرات تقتحم المكت وجلستهما ، لتتردد ، هى تخاف نظرات العشق التى فضحت ابن أخيها ...نظرات عاشق مخبول ...وغيرة مجنونة على محبوبته، ذلك القصر شهد فى الماضى عن قصة حب أطرافها ثلاثة كلا من الثلاثة نهايتهم كانت دمار ... أباها الذى مات منبوذاً بعيداً عنهم وهو فى سن صغير ، كاريمان التى جنت بعدما أخد أبنها الرضيع من بين أحضانها وكتب على أسم امرأة أخرى لتموت بالجنون والقهرة والحزن ...و أمها التى ذبل قلبها بل تيبس وأمتلأ بالقسوة من حماها الذى أجبرها أن ترضع ابن عشيقة زوجها من صدرها بالمشاركة مع ابن رحمها ابن العام الذى هجره والده قبل مولده ، أجبرها بعدما وضع أسمها فى خانة الأم ، أرضعته حتى بعد وفاة وليدها ...أرضعته وهى تصب عليه اللعنات صغيراً كان أو كبيراً ، أرضعته من ثديي لم يشعر بهما رحمة ، أرضعته و أرضعت أخيهما الكبير عزيز قسوة وحنق وكره لهذا الصبى ، ربما هى فقط من نجت بأعجوبة من مثلث عشقهم ...صغر سنها وقلب لم تعرف تقسوه الأيام جعلها تحب أخيها الصغيروتشفق عل شقيقها الكبير أحتقنت الدموع فى عينيها و أصاب قلبها الوجل هى تخاف عليهم من عشق سام يصيب ثلاثتهم " عمر ...كارمن و أنجى ، مدت يدها لمقبض الباب ليوقفها نداء أبنه الذى أندهش من ترقبها ووقوفها أمام باب المكتب " ماما ...أنت واقفة كدة ليه " ،
أجلت صوتها وهى تمسح دموع عينيها ...لتستدير له وهى تبتسم له بتوتر لم تجيد أخفاءه " أبداً ...كنت بشوفهم أتأخروا كدة ليه " ، ضيق يوسف عينيه بشك فهما لم يطلا بالداخل ...ليحاول أن يهدأها معتقداً أنها تخاف تفاقم المشاكل بينهما " ماتقلقيش ....هيتصالحوا " ، قالها وهو الذى يخاف أن يميل قلبها لعمر مرة أخرى ...يخاف أن تجرح مجدداً ...وهناك أنانى قابع بقلبه يخبره أنت تخاف من اضاعة فرصة أخرى إتاحت إليك لتخبرها بحب ملك قلبك .
فتحت كارمن الباب لتتفاجأ بعمتها ويوسف أمامها " ليلى ....يوسف " ، ليلتفتا إليها ، ويظهر عمر من خلفها ...ليسير ناحيتهم هو الأخر ويقف خلف كارمن يفصلهم عن بعضيهما بعض الأنشات ...لترمقهما ليلى بتشتت لتسألهما بصوت غريب كما لو هى من أصرت على الصلح بينهما " أتصلحتوا ..." ، روقت كارمن عمر من فوق كتفها ...ليقف بجانبها وهو يحاوط كتفيها بذراعه ويضمها إليه ولايعرف هل شعر برجفتها أم خيل إليها ...ليجيب عمته ضاحكاً " أتصالحنا يا ليلى ...ماتقلقيش ..." ، ليرمق كارمن بنظرة خاصة وصوته يحمل عاطفه أشعلت غيرة أخر ، والخوف والغضب فى عمته " كارمن غالية عليا " ،
سحبتها ليلى من تحت ذراعيه ...بل انتزعتها منه نزعاً ...حتى تأوهت كارمن ألماً من قبضة عمتها لترمقه بنظرات أحتار فى أمرها لتهتف بصوت غاضب غصباً عنها تذكره بأخرى ...أخرى أخبرها صباحاً بأنه يريدها أن تملك قلبه " كويس ...أطلع فوق ترتاح وخلى أنجى ...مراتك ...تعملك كدمات على وشك " قالتها وهى تضغط على أحرف كلمة ( مراتك) ...فهم عمر تلميحها ليومأ رأسه لها فى حيرة من تغيير عمته ...ليستأذن عمر منهم ...ولكن ليس قبل أن يرمق كارمن بنظرة توق طويلة ...ويصعد لأعلى ، ألتفتت ليلى ليوسف الذى كان فى حيرة من أمر أمه التى لا زالت تقبض على يد كارمن بنوعا ما من القسوة ...حتى لاحظ أحمرار يد الأخيرة التى ترمق يد أمه القابضة على ذراعها بألم وحيرة ، لتأمره ليلى بصوت حازم " سيبنى أنا وكارمن لوحدنا يا يوسف " ،
لم يتزحزح يوسف من مكانه فصوت أمه وليد القسوة جعله يخاف على ابنة خاله التى رمقته باستجداء وخوف بألا يتركهما بمفردهما ...ليفتعل مزاح و دهشة مصطنعة" أيه يا لولا ...جو الأسرار ده" ليمط شفتيه " وبعدين كارمن هتحكى كل حاجة " ، كان يفتعل المرح بينما عيناه تحاول بث الطمأنينة فى تلك الخائفة ، لتنظر أمه إليه بنفاذ صبر وترمق بعدها ابنة أخيها التى كانت تشبه ورقة خريفية تخاف هبوب الرياح حتى لا تسقط أرضاً ...وتشعر بذعر عينيها ...لم تلين ملامحها لتقول بصوت بارد جامد يحمل أشارات تحذيرية لابنة أخيها " اللى أنا عايزة أحكيه مع كارمن ...أنا متأكدة أنها مش هتحب تعرف عنه " ، ليقطب حاجبيه وهو يسمع نبرة التهديد تلك من والدته لأول مرة ...ومما زاده قلق هو أتساع عينى كارمن بذعر لتجتاحه حمأة الحماية التى يكنها لأبنة خاله ، ويكتف ذراعيه أمام صدره وهو يبلغ أمه بنبرة جادة " و ده يخلينى أصمم أنى مامشيش ..." ، مطت ليلى شفتيها بقنوط ، لتسحب كارمن خلفها وتدفعها دفعاً لداخل المكتب ، وتغلق الباب ورائهما بالمفتاح فى وجهه ابنها حامى الحمى المذهول من فعلة أمه ، ليطرق الباب بقوة ويهتف بحنق وخوف أصابه على من بالداخل " ماما ...أفتحى الباب " ، كانت ليلى تسند ظهرها على الباب الذى يهتز بفعل طرقات ابنها العنيفة فوقه ....ترمق ابنة أخيها التى تدلك معصمها بعدم تصديق وهى تثبت أنظارها عليه ...لتهتف بأبنها " شوف وراك أيه يا يوسف ....ماتخفشى على كارمن ...أنا أكتر واحة أخاف عليها فى البيت ده " ....ورغم قسوة نبرتها إلا أنها كانت تعنيها بحق ...فهى تخاف على ابنة أخيها ولكنها تخاف الماضى ...تخاف أن تكون كاريمان أخرى تسرق رجل من امرأته ....وتموت بجنون أصاب عقلها بعدما فقدت حبيبها ووليدها ، خبط يوسف مرة أخرى وهو يسند كلا ذراعيه فوق الباب ، لتزعق به ليلى من الداخل " ماتحاولش يا يوسف ...أمشى " ،
زفر يوسف باستياء بعدما أنزل ذراعيه بجانبه ...وفقد الأمل فى أن يفتح الباب له ، ليجلس بالقرب من المكتب ...والحيرة والقلق يعاصفان بقلبه .
حينما توقفت الطرقات فوق الباب ...رفعت عينيها لابنة أخيها ...التى مازالت تدلك معصمها وهى تضمه لصدرها ...منظرها هذا أصاب قلبها بضعف قتلته فى مهده ، لتشد ليلى قامتها وتسير ناحيتها ببطء وتسألها بصوت صارم وقاسى " أتصالحتوا ؟!" ،ارتعش بدنها من قسوة النبرة ....وشعور باليتم يجتاحها الأن وهى ابنة الثلاثون ...لم تكن عمتها فى يوم قاسية فظة معها مثل الأن ...وفى تلك اللحظة كل ما تريده الأن هو ذراعى أبيها!!!...أطبقت شفتيها بقوة لتخفى رجفتهما ...ترفع عينيها لعمتها التى شعرت بأن روح عزيز التى تسكن ذاك المكتب تتلبسها لتجيبها بصوت مهزوز" أيوة ..." ،
لترفع ليلى أحدى حاجبيها وتسألها بصوت جامد " كأولاد عم ...." ،
أومأت كارمن رأسها لها فى استغراب وتخبط " أيوة كأولاد عم ..." ،
وقفت ليلى أمامها ترمقها من رأسها لأخمص قدمها ...تقسو عليها ...وتقسو على قلبها قبلها ...هى تريد وضع مساراً لا تحيد عنه كارمن ، فكارمن وحدها هى التى تستطيع وضع حداً لعشق عمر وتصرفاته نحوها ...لذا وجب معها القسوة
" كلمة واحدة يا كارمن تحطيها فى عقلك ...أنجى مش ألهام " ...كانت حادة ...قاسية ...باردة ، كانت تنظر كارمن لها بعدم تصديق ...تهز رأسها بغير استيعاب كلمات عمتها التى كررتها مرة أخرى بصوت أكثر صرامة " أنجى مش ألهام يا كارمن ...و لا أنت بنت ال18 ...اللى ماتقدرش تسيطر على أفتتان مراهقة ، أنت واحدة كبيرة وعاقلة تقدر تسيطر على عواطفها وماتبنيش أحلامها فوق أنقاض واحدة تانية " ،
كانت كلمات عمتها طعنات تسدد لها بلا هوادة فى منتصف القلب....كما لو كتب عليها النزف على يدى أقرب الناس لها ...كلماتها كوابل رصاص تخترق صدرها ولا تهديها راحة الموت ...هى أحبت عمر بالماضى تعترف ...ولكنها لم تحاول يوماً أن تحل بديلاً عن زوجته ...هى أبتعدت ...هربت ...حاولت أخفاء مشاعرها ويعلم الله كم حاولت ...لكنها لم تظهر له عن قصد حقيقة مشاعرها ...
يد باردة قبضت على قلبها ...تخنقه ...تسحقه بلا هوادة لتجيبها كارمن باستنكار بعدما شمخت برأسها تحاول بلع دموعها مع غصة تخنق الحلق " أنا قولتلك نسيت عمر ..."،
لتومأ ليلى رأسها لها وهى لا تزال على قسوتها حديثة العهد " أتمنى ....و أتمنى كمان ده يكون رأيك حتى لو عمر حاول يقرب منك " ...نعم سيحاول القرب منها ...هى رأت تلك الراحة التى أجتاحت عينيه عندما أحاطها وضمها إليه ...لا يوجد رجل يرفض تلك الراحة وبالأخص من امرأة تسكن تحت ذات السقف ، امرأة يعلم أنها تحبه أو كما تقول فى السابق تحبه ، ضحكت كارمن بقهر ...بألم ...بسخرية سوداء " عمر ...مابيحبنيش ..." ، لم تهتم ليلى بتصحيح خطأ تفكيرها ...هى لا تريد ...عمر يحبها ...بل يعشقها بجنون ....وأاااااه من جنون العاشق يطيح بكل ما أمامه حتى يحصل على حبيبته ، وقفتهما أمام الباب وهو يقف خلف ظهرها ...ذكرتها بمشهد قديم قابع فى ذاكرة فتاة كانت تملك خمس سنوات فى الماضى لرجل كانت تدعوه بابا...تعلم أنه يحبها ولكن حبه لها ليس كهوس عشقه بعشيقته كاريمان ...امرأة اختار اخيها حروف اسم ابنته من حروفها بعدما فى لحظة غدر أو كشف الحقيقة قررها عزيز بكشف الماضى لأخيهم الصغير وحيد ، امرأة جن بها والدها ...كان يقف فى ظهرها ...يعرف أباه عليها ...يخبره برغبته المجنونة بالزواج منها ...مازالت تسمع ثورة جدها عليه ...بكاء أمها الحامل فى طفل لم يكتب له حياة بعد عام من عمره فى أحضان ابنها الصبى الصغير صاحب العشر سنوات عزيز ،وهى تسمع اعتراف زوجها ...مالك قلبها بأنه لم يعرف الحب إلا مع كاريمان معشوقته الغجرية ...و أنها هى نجاة زوجته ليس زواج أجبر عليه من أبيه ...مازالت صدى كلمات جدها وهى تخير أباها بينهم وبين غجريته ...ليختار غجريته ويموت بعدها بعام وهو فى أحضانها ....تاركاً خلفه أربع صغار وجنين لم يولد بعد من غجريته ، أندلاع الماضى أمام عينيها جعلت عيناها تصبح أكثر قسوة ...أعماها عن رؤية ابنة اخاها ...وترى بدلاً عنها كاريمان ...تلك المرأة التى لم يسعفها صغر سنها حينها وعدم فهم الأمور بعاتبها.... بلومها
وكما كانت شعرت بها كارمن التى صرخت بقهر ومرارة ظلم الأيام لها " أنا مش كاريمان ليلى " ...، شحبت ملامح عمتها وهى تسمع اسم كاريمان الخارج من كارمن ...لترتد إلى الوراء بصدمة ، لتضحك كارمن بمرارة ودموع عينيها تذرف بلا هوادة لصح ظنها" أنا مش كاريمان يا ليلى ...." لترفع أنظارها لفوق وتصرخ بقهر بغضب " أنا مش كاريمان يا عزيز ...." عادت بأنظارها لعمتها تلومها وبصوت جريح " متحاسبنيش أنت كمان يا ليلى على غلطة مش بتاعتى "
همست ليلى بذهول " أنت عارفة؟! " ،
أومأت كارمن برأسها ...ودموع عيناها لا تنضب ولا تجف " عارفة ...بابا قايلى الحقيقة من زمان ....وعشان مابقاش كاريمان التانية ....كاريمان جدتى ...بعدت عن عمر لما أتجوز و أنا بنت ال 16 ...يا ليلى ...وقررت أهرب من حبه و أنا بنت ال 19 و أتجوز واحد مابحبهوش ...عشان مابقاش كاريمان التانية ...وماقربتش منه غير لما طلق ألهام "
" كارمن ...." نطقتها ليلى بذهول بشبه أعتذار ...لتوقفها كف كارمن الصغيرة ...لتنطق كلماتها بقوة ...بقسوة عانت منها فى عشر سنوات " ولو بحب عمر والبعد عنه موت يا ليلى ...هأختار الموت ومش هختاره هو سواء كانت معاه أنجى أو لأ " كانت تردد كلماتها لها قبل عمتها ...ماحدث اليوم من لقاء كان صفعة مؤلمة ...ندبة جديدة فوق قلبها ...ممتنة لها رغم الثورة ضدها ...حتى لا يغفل قلبها عنها ...لا تنكر أنه أصابها الحنين ولكن قسوة عمتها صفعتها لتفيق ، هى وعمر طرقهما لن يتقابلا معاً ...أبداً ...فلو نسى قلبها خديعته ...لن ينسى ذاك الجرح الرطب الندى، مسحت كارمن بظهر يدها دموعها بعنف وهى تقول بأسى وحزن " كنت فاكرة أنى مش هبكى تانى لما أرجع هنا ...لكن شكل نصيبى من الدموع كتير " ،
أنشطر قلب ليلى نصفين ...هى كل ما أردته إلا تكون ابنة أخيها سبباً فى جرح امرأة أخرى ...امرأة كأنجى ...امرأة لم يعرف السواد والخبث نقاء قلبها ، لتكتشف أن ابنة أخيها تعرف ماضى مدفون بين أواصر الماضى...أحتضنت ليلى وجه كارمن بين كفيها تعتذر منها " أنا أسفة ..."
" كنت بتبصيلى على أنها هى ..." تلومها ،
" كان غصب عنى ....بس أنا خايفة عليكى ...حب أطرافه تلاته ....زى مثلث برمودة اللى جواه مفقود " قالتها وهناك غصة بحلقها ، لتسحبها داخل أحضانها تضمها لصدرها وهى تعتذر بحرارة ودموع " أنا أسفة حقك عليا ..." ،
" لا عمتى بل أنا متشكرة لك على إفاقة جاءت بوقتها " كلمات نطقها عقلها ولم ينطقها لسانها .
أنتفض من مجلسه حينما سمع صوت فتح الباب ...ليجد كلاً من أمه وكارمن ...منتفخى العينين ومحمرى الأنف ....ليقف مذهولاً من منظرهما ...لتقف أمامه والدته وهى تهمس بوهن " خليك معاها ...هى محتاجة حد جنبها "
" ماما ..." قالها بتوجس وهو يرى ذاك الألم يطوف داخل عينيها ...لتربت على كتفه " أنا كويسة ...روح لها ...أنا جرحتها وهى محتاجة ليك " ، لترمق كارمن بأسف وتصعد لغرفتها بأعلى ، ليرمق هو الأخر بدوره ابنة خاله بحزن ولهفة لضمها وتخفيف أحزانها ...سار ناحيتها ...ليمد يده لذقنها ويرفع رأسها المنكسة لأعلى ...ليقلدها وهو يجهم وجهه ...ضاماً شفتيه للأمام ..ليظهر بصورة مضحكة لم تستطع معها إلا أن تضحك ...ليبتسم هو لها ...فترتمى هى بأحضانه وتحيط خصره بذراعيها وتبكى ....تبكى أباها الذى ظلم ومات وهو صغير ...لتعانى من يتم يشبه يتمه ...وعقاب على جرم لم يرتكباه ...تبكى على قلبها الذى خدع على يد من أحبت ...تبكى على خطيئة لا زالت تدفع ثمنها ....تبكى على مرارة أيامها ...تبكى على قلب حفرت أخاديده بالقلب ....تبكى كما لو كان لعنتها البكاء .
ولم يكن بمقدوره إلا أن يشد ذراعيه حولها ...يجعلها تفرغ مكنونات قلبها فوق صدره ...لعلها تنشد للراحة التى تريدها ....ولا يعلم أنه هو واحتها و راحتها المنشودة..!!

يتبع..


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.