آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          232 - سيدة اللعبة - اليزابيث دوك (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          عودة من الجحيم - ج2 ندبات الشيطان - قلوب زائرة - للكاتبة::سارة عاصم *كاملة & الرابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-20, 11:29 PM   #251

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مارينا جمال مشاهدة المشاركة
تسلميلى حبيبتى الفصل هينزل بس متأخر معلش أنا الايام اللى فاتت كنت مشغولة بفرح بنت عمى ... الفصل هينزل تقدرى تقرأيه بكره
الف مليون مبروك يارب تتهنى وعقبال كل احبابك ويارب تسعد بحياتها يارب وان شاءالله راح اكون من متابعينك ولا يهمك انت بتستاهلي كل خير ربي يسعدك ويوفقك يا قمر


شمس الصحراء متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 12:28 AM   #252

SELEN200

? العضوٌ??? » 141282
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 762
?  نُقآطِيْ » SELEN200 is on a distinguished road
افتراضي

روايتك جميلة ورائعة خلصتها مرا واحده اتمنى من كل قلبي تستمري 💕
مستنيه بفارغ الصبر التكملة


SELEN200 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:00 AM   #253

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

جارى تنزيل الجزء الثانى من الفصل الثانى عشر

مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:01 AM   #254

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى عشر الجزء الثانى
_________________________
لتهمس ليلى بتهديد " ولو عرفت أنك قربت منها ...هخليها ترجع فرنسا و أنا هسافر معاها ...أنت وكارمن مستحيل تتلاقوا " ، قالتها وصدرت قرارها ...ببتر قصتهما ، وخرجت ...ليخرج صوت صراخ قلبه قهراً عن حب لا يريدوا له اكتمال،
اغلقت الباب وراءها ....لتستند بظهرها عليه ....تضم شفتيها معاً بقوة تمنع رعشتهما ، بينما تقبض على كفيها بشدة ربما توقف رجفة نالت جسدها من قسوة انتهجت دربها لأول مرة مع ابن أخيها و سبقته ابنة أخيها الأصغر ...قسوتها أرحم من قسوة القدر عليهما ....هى تحميهما من طيش القلوب ...ألم تذق مرارة اليتم قبل الأوان بسبب طيش قلب أبيها بالماضى.....لتغمض عينيها بأسى و وهن كوهن دقات قلبها الذى قسى رغماً عنه....،
فتحت عينيها ....حينما سمعت خطوات أقدام تقترب منها ....لتفتحهما سريعاً ...تمسح وجنتيها ...لربما خانتها عيناها و مررت دموعها فوقهما ....لتجد أنجى و أبنها من ستكسر قلبه بيدها هى يظهران أمام عينيها ....لينوح قلبها على وحيد رحمها ....لترسم بسمة مزيفة فوق رغم حزن الروح والفؤاد على ثلاثة ...قررت أن تكون شريرة قصتهم ...، لتهمس أنجى بهدوء رغم حزن عينيها " طنط ليلى ..." ،لتبتسم ليلى لها بينما تلمح سؤال ابنها القلق داخل عينيه ، فتربت على ذراع تلك الجميلة ....تتمنى أن ينجا قلبها من هلاك قريب ....لتسأل كليهما بمزاح مصطنع " كنتوا فين يا خونة على الصبح كدة " ،
ابتسمت أنجى بسمة واهية " كنت مضايقة شوية الصبح و يوسف قرر أننا نتجنن شوية " ...، اتجهت أنظار ليلى ناحية وحيدها ...تنظر له بعينين تنبض بحنان و ....حزن ، لطالما كان ابنها صانع السعادة كأبيه ....يكره حزن ووجع الغير ،
شعرت ليلى بأختناق أنفاسها و اختلاج نبضات قلبها ...لتزفر ببطء بينما تسأل أنجى عن حالها وعقلها و فؤادها شارد مع ثلاثة أخرين " أتمنى تكونى بقيتى كويسة دلوقتى " ، اومأت أنجى رأسها بالأيجاب رغم الحزن الساكن بمقلتيها " الحمدالله ....أحسن كتير " قالتها لتستأذن تصعد لأعلى ...لتوقفها ليلى " عمر جوه بالمكتب ...مش هتدخلى ليه؟! " ، اهتزت حدقتا عينيها بأرتباك وهى تسمع جملة عمته ...هى تريد الفرار من عينيه ...الفرار من سطوته على قلبها ...قلبها العاشق له بينما قلبه تحت سطوة عشق أخر ، اومأت بضعف ...وهى تشعر بجفاف حلقها وعلو نبضات الكامن بين ضلوعها لتقول بصوت متحشرج خافت ضعيف " هادخله ..." ،
شعرت ليلى بأرتباكها لكنها أرادتها تكون نصب عينيه ...ليرى حبها له الساكن على الدوام داخل دجنة عينيها ...ربما ....ربما !!!!!.
أغمضت أنجى عينيها ويدها تقبض على مقبض الباب ...وقبل أن تديره ، التفتت ليوسف لتشكره بأمتنان حقيقى " شكراً يا يوسف...أنا حقيقى انبسط" ،
أحنى يوسف رأسه لها فى حركة مسرحية وهو يقول " أحنا تحت أمر جلالتك" ، ابتسمت له وهى تعرف أن قلبه يعانى مثلها تماماً ...فغرامه لا يخفى عن العيون ، لتلتفت مرة أخرى ناحية الباب وتفتحه.
" ماما ...أنت كويسة ؟!" سألها يوسف الذى أقترب منها ، بحيرة وقلق وهو لا يفهم نظرات والدته له وعينيها التى تلمع بالدموع ، لتبتسم له بحنو وهى تحتضن وجهه بين كفيها ...لتقول له بكلمات صادقة " أنا كويسة ...طول ما أنت كويس " ، لتبلع ريقها الجاف بصعوبة ، لتضع يدها اليمنى فوق موضع قلبه ...تشعر بخفقاته تحت يديها ...ويدها الأخرى تربت على وجنته ...لتهمس بخفوت و قلب موجوع " كنت عايزة أتكلم معاك ...." ، أنعقد حاجبى يوسف بحيرة ....وشعور مقلق يتسرب إليه بأن ما تريد الحديث والدته بشأنه لن يعجبه ....ولا يعلم بأن الألم هو سوف ما يناله.
كانت تسير ناحيته بخطوات بطيئة ...تعرف أن المسافة التى تقربها منه الأن ...هى ذاتها ما ستبعده عنها للأبد ...، كان يجلس فوق كرسى مكتبه مطأطأ الرأس ...يسند مرفقيه على المكتب ...و رأسه تسند على كفيه ...ملامحه تنبض ألماً ...ليشعر قلبها بالجزع و الخوف عليه ...ليحثها هذا الضعيف أن تهرول ناحيته ،
جثت على ركبتيها أمامه ...تلمس وجنته برفق ...وقلبها النازف بسببه يخاف عليه لتهمس أسمه بخفوت و جزع " عمر ...." ،
رفع أنظاره لها بضياع و تشتت ، وكل مافيه يصرخ بصمت ....وهناك دمعة تسللت خلسة من سجن عينيه ..لتفر على طول وجنته ...لتلامس كفها ...لينقبض خافقها لأجله ...لتسأله بقلب موجع ...قلب على حافة الأنتحار ...لعل بموت قلبها...يحيا قلبه هو ويسعد ..وبنبرة متلعثمة تخاف ...وبنبرة تعلم أجابتها يقيناً سألت " أنت كويس؟!" ، هز رأسه بنفى وعيناه ضائعة ..شاردة ليقول بصوت متعب كمن عافر الحياة دهراً " لأ ...." ليرفع يده ناحية رأسة أشارة عن عقله ويقول بذات الصوت المتحشرج " ده تعبنى ..." ، لينزلها ناحية صدره وعها عينيه ويشير إلى صدره ...قلبه المكبل بحب ملعون ...ليتهدج صوته بينما يخبط بأنامله بقوة فوق صدره " وده واجعنى " ، ليرفع يده مرة أخرى ناحية رأسه ويشير بسبابته يسار جبينه بأنفاس محتدمة قال " لا ده راضى يريح قلبى " ، ويشير لقلبه و صوته يعلو بنفاذ صبر ...بنفاذ قوة " ولا ده راضى يسمع كلام عقلى "، ليفرد كفيه أمامها وهو ينظر لهما بحيرة وصوته يشرد " و أنا واقف محتار مش عارف أختار مين " ليرفع أنظاره إليها ويميل برأسه قليلاً ناحية اليسار ...يراقب ذاك العشق النقى الذى خيل له يوماً ...أنه يسكن فى مقلتى من المروج والعسل ، ليعلم أنه كان محض الخيال أومحض.... التمثيل ولكن لازال قلبه يكذبه ...يخبره بأن ما رأى كانت هى الحقيقة ، حاول أن يمد يده ...يحتضن وجهها العاشق له ولكن يداه خذلتاه فى منتصف الطريق ...ليقبض على كفيه و يسحبهما ..وينكس رأسه بخزى من نفسه " مش قادر أكسر قلب غيرى ...ولا قادر على وجع قلبى "،
شفتاها مذمومتان .....عيناها مختناقتان بالدموع ...، وقلبها...صار حطام ...فأى نصيب تملك هى !!!!، تجلس أمام زوجها حبيبها ...يشكو لها وجع القلب من حب لأخرى ...حبيبها يشفق عليها من وجع قلبها ولا يعلم أن الوجع والألم صابا قلبها المولع بعشقه ...أى نصيب تملك فى تلك الحياة ؟! ...أى نصيب ...،
همست بصوت مسموع متحشرج " أنا حاسة بيك" ...قالتها بقلب ينازع ....بقلب وحده هو الحائر مابين سعادته وسعادتها ...، مابين أن ينعم بقربه وتقف حائل بينه وبين سعادته ...أو يمنع عن عشقه ويحصل هو عن سعاده تمنتها له ...وكلا الخيارين مؤلم وكليهما مؤلم لقلبها ...أغمضت عينيها ...تبتلع دموعهما ..لتذرفهما بعيداً عنه ...حتى لا تثير فى قلبه شفقة لها ...لتبتسم بوهن ..تغالب دموع قلبها الباكى " أنا كمان محتارة مابين قلبى وعقلى ...بس الفرق أن عقلى وقلبى عندهم حاجة مشتركة " ...نعم فالعقل يأمر بالبعاد والقلب يوافقه لأجل من أحب يحصل على حبه ، رفع عمر عينيه إليها بحيرة ...لتحتضن هى وجهه بين كفيها ... تنظر له .....عيناها تطوف فوق ملامحه ...ترسمها فوق قلبها ...توشمها فوق ثنايا جدرانه ...وبشفاة مضمومة باغتته بقبله فوق شفتيه ...قبلة تحكى له عشقها ...تشكو إليه قلبه ...قبلة أخيرة تودعه بحبها ...قبلة ..لم يبادلها إياها ...لتدرك الأن أن قبلاته لها كانت قبلات فارغة ...قبلات خالية ...باهتة ...أغمضت عينيها ...تسند جبينها فوق جبينه ...لم ترا الحيرة والخوف اللذان يسكنان نظراته ...لتفتح عينيها و تنظر داخل عينيه ...بينما يدها كانت تمررها فوق فكه ...لتقول بأبتسامة متسعة " خلينى أقرر عنك " ، ليهز رأسه برفض ...كان يرفض ...يستنكر ...يداه تنقبض فوق ذراعيها ...يفتح فمه ويغلقه عدة مرات ولسانه لا يسعفه حتى يرفض ...، كان رفضه يسعدها ولكن يثقل مهمتها ...لتضع كفها فوق قلبه ...تفردها " ماتقلقشى ....هاختار اللى يسعد ده ..." ليزداد رفضه أصراراً ...، لتهمس بخفوت وهى تنزع نفسها من بين يديه قسراً " بس أدينى مهلة ...مهلة صغيرة " لتستقيم وترحل مبتعده عنه وهو ينظر لأثرها برفض لتضحيتها .

يتبع ...


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:03 AM   #255

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

كان فى الرابعة عشر حينما ضبطته يكتب جواب غرام ملئ بقلوب حمراء منتشرة على صفح الورقة والكثير من كلمة ( بحبك) لصديقته فى المدرسة ...وحينما سألته عن فعلته ، قال أنه يعترف بحبه لصديقته ورغم دهشتها و استنكارها من فعلته وأجابته إلا أن قلبها فرح فوحيدها كبر ويريد الأعتراف بالحب ، لتنهره ...فيسألها لماذا أنه يحبها وسيتزوجان حينما يكبرا ...لتجيبه بأن مشاعره تلك ليست حقيقية و أنه فى يوم سيجد فتاة أخرى سيحبها الحب المنشود ولكن فقط حينما ينضج ...والأن نضج ...وجد فتاته التى أراد منح قلبه لها ...ليحبها ...فتاة ينظر لها بنظرات عاشقاً متيماً ...ولا تعرف لكم من الوقت كانت غافلة عن نظرات وحيدها ومشاعره التى تضج بداخله .....و الأن عليها أن تجيبه ذات الأجابة ...أنه فى يوم سيجد فتاة أخرى سيحبها ...فتاة أخرى ستبادله حبه ومشاعره .... ،
كانت تجلس أمامه ...عيناها تطوف فوق صفح وجهه بحب ...وحنان ....وحزن ، نظرات تثير به الحيرة والخوف بأن واحد ليسألها بمزاح رغم القلق الرابض بقلبه " أيه يا لولا مش هتقوليلى عايزانى فى أيه ؟!" ليغمز لها ويقول بشقاوة " و لا أنا وحشتك ...و أنت مكسوفة تقوليلى ...قولى قولى ...أنا زى ابنك برده " ،
لم تبتسم لمزحته ....لازالت نظراها تركز عليه ...تتنهد ببطء بينما تحرك رأسها فى حركات بسيطة ...لتشيح نظراتها وتسأله بصوت متحشرج " بتحبها من أمتى ؟!" ، تجهمت ملامحه للحظات يعرف عمن تسأل ...ليحك مؤخرة عنقه و يتصنع الدهشة والحيرة " بحب ؟!...بحب مين ؟!" ،
لتنهره ليلى بلطف " يوسف ...." ، ليتنهد بتعب قلب عاشق حان الوقت البوح بغرامه ...غرام ظل حبيس لسنوات عديدة ....، ليرجع بظهره للوراء ويمد ساقيه الطويلتيين للأمام ...وبسمة خفيفه تعلو ثغره الأيسر...ليهز كتفيه لأعلى لها ويجيب بصدق " ماعرفش...." لتتسع بسمته قليلاً وعيناه تشرد ....تشرد بعيد للغاية ...تشرد فيها هى ...تلك المراهقة الصغيرة التى رأها لأول مرة هنا ......تعرفه أمه عليها وهى تحتضن كتفيها و تضمها إليها بأنها ابنة خاله الحبيب وحيد ...فتاة قصيرة ...قصيرة للغاية بالمقارنة به ترتدى فستان أصفر قصير ممتلئ بالزهور الخضراء...بوجه دائرى ووجنتى ورديتين ممتلئتين وشعر بنى فاتح ...ناعم للغاية ...وطويل للغاية أيضاً ...لن ينكر أنه شعر بالأنبهار ...فهو لديه قريبة أجنبية ...لتفاجأه بتحدثها بالعامية المصرية كما لو كانت تربت فيها ، فتاة رغم مشاكسته الدائمة لها إلا أنها شغلت جزء من قلبه حينها ... ،
ليقول ولازالت عيناه شاردة وبسمته تشمل وجهه كله" يمكن لما شفتها أول مرة ...لما جت مع خالو ....ولا لما كنت بحب أغلس عليها عشان تضايق فصالحها ، ولا لما كنت بغصب صحابى نخرج الأماكن اللى عايزاها وهى معايا ...عشان مالهاش صحاب ..." ليضحك بخفوت وهو يقضم شفته " أو لما أفرح لما أعرف أنها ضربت اسفين مع أى بنت أتعرفت عليها ...أو لما كنت بحس أنى مارد لما كنت بسمعها بتشجعنى وأنا فى الملعب و أنى عايز ابهرها هى بالذات ..." لتتجهم ملامحه بسخط وغضب وهو يدير عينيه لأمه التى كانت تقبض كفها فوق فمها وعيناها تتلألأ بالدموع وهى تسمع كلمات وحيدها ليقول بحنق " أو يمكن لما كنت لما سمعت أن سليم عايزه يخطبها ....كنت عايز أهرب بيها و اخبيها بعيد عن عينيه ..." ليضحك بسخرية وتهكم أسود ليغمغم " الغريبة أنى أنا اللى أقنعتك توافقى عليه ...عشان حسيت أنها عايزاه ...و أنا كنت واخد عهد على نفسى أنى أعملها اللى هى عايزاه ...زى ما أخدت عهد أنه عمرى ما خليه يأذيها وأنا موجود ...ورغم وجع قلبى اللى ماكنتش فاهمه وقتها ...سلمتها بأيدى ليه " ،
أغمض عينيه وهو يهز رأسه يميناً ويساراً بينما يزفر بحرارة " ماعرفش حبيتها أمتى " ....ليفتح عينيه على والدته التى تحاول كتم آهات قلبها وهى تعلم أن بيدها عليها أغتيال قلبه ...من أجله ...فهى لا تحبه وهو يستحق امرأة تعشقه ...و لأجل ابن خاله الذى حرمت حبها عليه ....ورغم وجع القلب وضناه عليها أن تقسو ...سمعته يبوح بالمزيد من مشاعر ...كيف لها هى أمه لم تراها!!!! ..." كل اللى أعرفه أنى أكتشفت أنى بحبها لما سافرت بعد التخرج ...كل مكان أروحه ...أقول لو كارمن كانت معايا ؟! ....رغم جنونى بسفرية ده إلا أنى كنت عايز أرجع عشان أشوفها ...." صمت للحظات وعيناه تغوص وتشرد بذاك المشهد الذى علم حينها أنه يحب ابنة خاله القصيرة لتلمع عيناه ويبوح بالمزيد " كنت فى فرنسا ...عند برج أيفل وواحد كان بيتقدم لحبيبته ...زى ما كارمن بتتمنى ....فى الوقت ده تخيلتها هى ...لكن عقلى مارضيش أى حد راكع أمامها غيرى أنا" لتتسع عيناه من فرحة التخيل وتلمع ببريق خاص " فى الوقت ده قلبى اتنطط من الفرحة " ليضحك وهو ينظر لأمه حدقتاه تلمع بدموعه ورغم بهجة أعترافه غامت عيناه بحزن وشجن " عرفت أنى بحبها ...بس عرفت متأخر" ....،
" بس ده ماينفعش ..." نطقتها ليلى ببطء وهى تستجمع كل قوتها لنطقها ، لتتسع عينا يوسف وتهتز حدقتاه بصدمة واستنكار ليسألها باستنكار وتلعثم " ليه ؟! ...ليه ماينفعش ؟! " ، وضعت كلتا كفيها فوق وجهها ....تخفى وجع ...نحت فوق صفح وجهها ...لما ألزمها الزمان أن تكون حاملة المشرط لبتر حب من ابناء قلبها ...انزلت يديها من فوق وجهها لتسأله بنبرة مهزوزة ...سؤال كان كصفعة على قلب ابنها " كارمن بتحبك يا يوسف ؟! " ....
تصلب جسده رغم رعشة الفؤاد قهراً داخل محبسه ...أشاح نظراته بعيداً عن والدته ليجيب بعدم ثقة ومرارة تغلف نبرته " هتحبنى ...." ،
اغمض ليلى عينيها وهى تهز رأسها ...تبكى بلا دموع على حال ابنها والحالة التى وصل إليها ولدا أخويها لتغمغم بصوت مرتعش وهى تقضم شفتيها " كارمن بتحب واحد تانى ..." ، لينهض من فوره ويجيب بغضب أهوج وهو يميل بجسده لوالدته " كارمن كانت بتحبه ...كارمن كانت بتحب عمر " ، لتستقيم هى الأخرى أمامه بوجه محتقن وصدر منقبض وتصيح بوجهه ونظراتها مثبته داخل عينيه " كارمن لسه بتحب عمر ..." لتحتضن وجهه وهى ترى ذاك الألم الغشيم الذى ظلل عينيه وتهمس بصوت متهدج يحمل بأثارة نوبة بكاء أتيه " وعمر كمان بيحبها " ، ليتشنج جسده بينما يهز رأسه برفض وعيناه تستنكر كلمات والدته ...ليقبض على شفتاه بأسنانه يخفى رعشة فكه ...عقله يدرك حقيقة كلماتها لكن قلبه يرفض ...هو يحبها ...هو من يستحقها ...هو لم يبك عيناها يوماً ...حين الأخر لم يتوانى عن جلب الدموع لقلبها ....لتحتقن عيناه بدموعه ...ويجيب والدته بنبرة ساخطة وهو يضغط على فكيه " مايستحقهاش ...هو اللى رفض حبها زمان " ...، تغضن جبين ليلى بعدم فهم لتسأله " هو اللى رفض حبها ؟! " ،
" أيوة ...أعترفت له بحبها وهو رفضها وراح أتجوز أنجى ....ودلوقتى عايز كارمن " قالها يوسف بحنق وغل ...، لتشرد عينا ليلى وهى تشعر بأن هناك أحجية منقوصة فى قصة عمر و كارمن ...كارمن قالت هى رفضته وابنها كلامه يحمل ثقة أن عمر هو من رفضها ولا تعلم أى الكلامات تصدق لتشعر بحيرة تكتنفها وتسبب لها الصداع ...لتنفض رأسها وبنبرة قوية ثابتة رغم حيرة عقلها " أى كان مين رفض التانى الأتنين بيحبوا بعض " ،لينكر ويصيح " كارمن مش بتحبه " ، لتجيبه بثقة " كارمن بتحبه ...حتى لو أنكرت ده ..." هى متأكدة رغم أنكار كارمن الدائم لكن هى لازالت تحبه هروب عيناها الدائم من عينيه ...العتاب الذى تراه دوماً فى عينيها له وبكاءها اليوم داخل صدره ...كارمن لو أنكرت مليون عاماً هى لازالت تحبه أو قلبها لازال يحمل عشقاً قديماً وهى لن تجعل ابنها ضحية لذاك العشق أذا أفاق من سباته،
شعر بأن قلبه تكسر تحول لشظايا ستنثر مع الهواء ليسألها بضعف كلله " هتجمعيهم ببعض ؟!.." ، " لأ ...." كلمة نافية ثابتة ...قاسية لقلبها فى نطقها ، لينعقد حاجبا يوسف ويسألها بحيرة " مش فاهم ...يعنى لا عايزاهم يكونوا مع بعض ...ولا أنا أكون مع كارمن ...مش شايفة ده ظلم لينا كلنا!!!!" ، أنزلت يديها ليتهدل أكتافها ...ظلم ...نعم تعلم أنه ظلم ولكنها تظلمهم من أجل أن تحميهم ...لن يفهما يوسف ...لن يفهم سر الماضى وقسوته ...هى من الأن تسمع صوت الناس وهى تلك فى سيرة ابنة أخيها أنها سرقت رجل من زوجته ....كارمن ضعيفة لن تتحمل تلك الكلمات ...تحمى ابن أخيها من ظلمه لزوجته تلك الشبيهه بالملائكة ...لن تنكر أن كانت مثل إلهام لربما هى من طلبت أن يطلقها ولكن أنجى امرأة فريدة من نوعها ، أما ابنها هى تحمى قلبه و كرامته من جرح غائر ....فكارمن تحب أخر ...تحميها هى من كرامته كرجل أذا لمح كارمن تنظر ببراء لابن عمها ...هى تظلمهم جميعاً وتحميهم كلهم ...سمعت صوت ابنها وهو يسألها " طيب عمر وكارمن ...أنا فاهم أن السبب أنجى ...لكن أنا وهى ليه مانتجمعش؟! "، رفعت أنظارها إليه لتجيبه بكلمات تعلم كم هى قاسية على قلبه البض " عشان هى مابتحبكش " قالتها لتوليه ظهرها ...ليمسك بذراعها بتشبث ليسألها بأصرار " ولو حبتنى ؟! " ، أدارت رأسها ناحيته ...لتهز رأسها بنفى ةتجيبه بصوت خافت ...ترغب به أن يريح نفسه ويريح قلبها من العذاب الذى ستسببه لها كلماتها " مش هتحبك ...." ، لم يعتد كلماتها بالجواب الذى يريده ...ليقترب منها خطوة ينظر لها بعينين دامعتين يرجوها بهما أن تعطى قلبه الجواب الذى يريد " لو حبتنى ...لو كارمن حبتنى " ،
" عمر ابن خالك بيحبها ..." لازالت ترفض ...لازالت تتعذب وتعذبه ، ليمسك بكتفيها يهزها برفق ...يرجوها وهو يصر ويسأل بصوت عالى النبرة " وكارمن لو حبتنى يا ليلى ...لو حبتنى يا ماما " ، هزت رأسها بعنف ..تغمض عينيها من رجاء وتوسل عينيه لها ...و لأول مرة لن تمنحه ما يبتغيه و لأول مرة تقسو عليه من أجل نجاته من هلاك الحب المدمر لتجيبه بفك مرتعش و رأس منكس " مش هقدر أديك خنجر تتطعن بيه ابن ...." ليقاطعها بصياح باكى الهب طيات قلبها وهو لا يزال يهز جسدها " كارمن لو حبتنى ياماما " ، لتجيبه بصوت باكى وقلبها هى من يرجوه أن يرحمها و يرأف بنفسه " عمر طول عمره هيفضل حاجز ما بينكم " ، " كارمن لو حبتنى يا ماما " سألها بضياع ...بأمل ...بتشبث ...بأصرار ...بلهفة عاشق يريد لقلبه أن يحصل على مبتغاه ...لتجيبه هى بنفاذ قوة وبصوت عالى نافذ الصبر " هسلمهالك بأيدى أنا عروسة " ...ليستقيم بجسده بأنفاس عاليه وصدره يعلو ويهبط كمرجال فوق النيران ...ليمد يده لوالدتها ويسألها عن وعد " أوعدينى ..." ، نظرت له ليلى بحزن ووجع و أعين باكية ليكرر طلبه مرة أخرى يحثها على تلبية طلبه " أوعدينى يا ماما ...أوعدينى" ...نظرت لكف ولدها الممدودة لتشعر هى بأنها من تخون ابن أخيها ...بأنها هى من تطعنه بظهره ...ترددت ...بل كادت ترفض ...ليمسك يوسف يدها و يضعها فوق صدره ...قلبه ...لتسمع خفقاته ...ليكرر طلبه بصوت باكياً ...زاد من فيض دموعها " أوعدينى ..." لتجيبه بضعف " أوعدك ...." ، ليحتضنها فجأة ولازالت يدها فوق موضع نبضه تشعر بتعالى دقاته ...تسمعه يهمس لها " أنا بحبها ...وعمرى ما هأذيها او أجرحها ...، لينطق لسان حالها يا ليتها هى من لا تأذى قلبك ، لتبعد عنه وتصبغ كلماتها بقوة لا تملكها " الدور عليك أنك توعدنى ..." ، ضيق يوسف عينيه وهو يشعر بأنقباض قلبه " كارمن لو ماحبتكش ...تنساها ...تبقى ليك بنت خال وبس و أنت تكمل حياتك وتنسى حبها " .
يتبع..


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:04 AM   #256

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت تجلس فى حوض الأستحمام بملابسها ...تترك المياة تنساب فوق رأسها وجسدها...دموعها تختلط بالمياة النازل فوق رأسها....تضم ركبتيها ناحية صدرها وتحيط بهما بذراعيها ...بينما تسند رأسها على الحائط وترفعه لأعلى تترك قطرات المياة الباردة تلسعها ببرودتها ...لترفع عيناها لسقف كما لو كانت ترفعها لسماء لتنطق بالفرنسية " يا الله ...ألم تسامحنى بعد ....ألم تغفر لى تلك الليلة " كانت تشير ليلتها مع عمر ...تلك الليلة التى لازالت تدفع ثمنها ...تلك الليلة التى أغواها شيطان العشق فيها و أعمى عينيها لتستسلم لرجل رغم حبه الرابض بقلبها حينها إلا أنه لا يحل لها ....وهاهى منذ تلك الليلة تدفع ثمن خطأها هى تعلم أنها تستحق العقاب ولكن ألم يأت بعد موعد رحمته ...لتصيح ببكاء " الرحمة يا الله ...أنى بحاجة ماسة لرحمتك " ...أأخطأت هى بالرجوع إلى هنا ...يبدو أنها أخطأت فالماضى لم يتركها ...أعتقدت بأنها قادرة على دثره فى قبره ...تجاهله ولكنه لا يزال يظهر لها فى كل دقيقة ...ويريها كم هو قبيح الوجه ....وتلك المرة يبدو أنها ستجلب الأذى على من تحب ....ليتها لم تعد ...وليتها تعود ...، شعرت بنوبة صداع شديد سيهاجمها ...لتصرخ بألم ورأس متشنجة حين أنزل السوط فوق رأسها ...لتكرر بعدها فى أقل من ثانية وهاجمات متتالية ...لتخرج من حوض الأستحمام وهى تمسك صدغيها ربما تحمى رأسها من صداع رأسها الذى بات فتاكاً ....لتخرج بملابس تقطر مياهاً ....وبخطوات متعثرة ...وصلت أخيراً أمام خزانتها ...ترمى ملابسها يميناً ويساراً ...تبحث بتعجل عن علبة دواءها المختبأة بين ملابسها ...لتجيدها أخيراً يمين الرف بالداخل ...لتمسك بها بيد مرتعشة ...وتفتحها بتعجل ...لتسقط أقراصه فوق أرضية الغرفة ...لتصرخ هى ألماً والصداع بات مؤلماً بطريقة مزعجة...لتسقط هى الأخرى أرضاً تلتقط واحدة وتبلعها سريعاً ...بدون ماء ...لتستلقى على ظهرها وعيناها مفتوحة وخط رفيع من الدموع يسيل فوق وجنتها ليحفرها ....لتنبثق من عقلها أحدى ذكرياتها المؤلمة ..... .
كانت تمسك حافة الحوض بألم ...تنظر لوجها الذى يتفصد عرقاً بارداً ....غسلته وجهها مرة أخرى ...ويدها تمسد فوق بطنها ...فلا تعلم ما أصابها فتلك هى المرة الثالثة لليوم الخامس التى تتقيأ فيها ...غير ذلك الشعور بالوهن الذى بات ملازماً لها ...والنوم معظم اليوم ...يبدو أنها أكلت ماهو فاسد ...جففت وجهها ...بتعب ...وتدعو أن تكون تلك المرة الأخيرة لليوم و أن اليوم هو الأخير ...فتحت خزانة تصف بها أدوية مختلفة ...تبحث بينهما عن دواء يريح معدتها من القئ المتكرر و الغثيان المستمر منذ ماعادت لفرنسا ....ليسقط على الأرض كيس أبيض شفاف يحتوى على بودرة بيضاء ناعمة ....وعلبة مكتوب فوقها بالفرنسية واقى ذكرى ...لتضم شفتيها بحنق وهى تعلم أن تلك الأشياء تعود لصوفيا ...تلك المرأة التى يجب أن تدعوها أمها ...أنتشلتها من أحدى الحانات ...لتعيش معها وتتكفل هى بها حتى لا تعود لدور الساقطة ...، لتخرج من الحمام وقد غادرها التعب فجأة بخطوات غاضبة لتقف أمام صوفيا وهى تصبغ أظافر أصابع رجلها بلون فاقع ..وهى تردد أغنية بها الكثير من السباب و ألفاظ خادشة للحياء ...لترفع كارمن أشياءها أمام وجهها وهى تصيح بحنق " هل من الممكن أن أعلم كيف لتلك الأشياء المقززة تتواجد داخل خزانة أدويتى ...داخل حمامى أو بالأحرى منزلى " ، نظرت صوفيا لها بلا مبالاة ومالبثت أن أتسعت عيناها بصدمة وهى تقفز من فوق الأريكة وتمسك بكيسها بعدما سكب أكثر من نصفه وتسب كارمن " ياللك من فتاة حمقاء ماذا فعلت ببودرتى العزيزة ... أين باقيه ...هل أسقطته" لتشهر سبابتها أمام كارمن وهى تحذرها بأعين زرقاء مشتعلة " إياك ...إياك ...أن تكون سكبتيه بالمرحاض أيتها اللعينة " ، برقت عينا كارمن بغضب ولا تعلم هل تلوم نفسها بأن جاءت بوالدتها لتسكن معها أم ذلك حماقة من قلبها اللعين لتسأل صوفيا بغضب وهى تشير إلى الكيس " هل تلك مخدرات..." ،
لتجيبها صوفيا بزهو وهى تتك على حروفها " نعم ...مخدرات ...كوكايين " لتتنهد " أنه ما يجعلنى أستطيع التعامل مع زبائنى من الرجال وطلباتهم الغريبة "،
" لقد تكفلت بك.....لذا لا داع لتلك الأشياء ....فأنت لن تتعاملى مع زبائنك وطلباتهم المقرفة مرة أخرى " ، رفعت صوفيا حاجبيها الأشقريين لها وعيناها تكذبها " حقاً ...عزيزيتى ...فوالدك ...عاهدنى مرة وما أن حصل على كنزه ...نكس بوعده " ،
" أنا لن أنكس وعدى معك صوفيا " قالتها كارمن بتمهل وصدق شديد ...تأثرت به صوفيا لثانية واحدة ولكن امرأة مثلها لن تقع فى الشرك مرتيين أو تثق فى أحدهم حتى لو كانت فتاة كبرت داخل أحشائها لتجيبها صوفيا بلا مبالاة " لا ...أصدقك " ، لتهددها كارمن " أذا عدت لعملك كبائعة هوى ....حينها سأطردك منزلى وحياتى للأبد " ، لترفع صوفيا كتفيها فهذا هو المتوقع ، لتستدير كارمن وتوليها ظهرها لتوقفها صوفيا وهى تسألها بخبث " ألا تريدى أن تعرفى ماهو الشئ الأخر " قالتها صوفيا وهى ترفع علبة الواقى الذكرى ...لتستدير كارمن لها و تجيبها بقرف " أعلم ماهو ..." ،
" حقاً؟!....لا أعتقد ذلك ...فأذا كنت تعلمين لم يكن سيصيبك ما أصابك الأن !!!" قالتها صوفيا بتشفى واضح ...ليتغضن جبين كارمن وتهتز حدقتاها بسؤال ...لتبلع ريقها الذى جف وتسأل بقلب خائف " ماذا تعنين ؟! " ، أبتسمت صوفيا بخبث ...لتتمايل وهى تمشى ناحيتها لتقف بالقرب من كارمن وتمسك ذقنها وتهمس أما شفتيها بخفوت بكلمات أثارت غثيان أبنتها " أعنى أن فتاتى لم تكن فتاة صالحة بالأخير ...و أنها تركت أحد الرجال يعبث معها ....و أن هناك شئ صغير الأن ينمو داخل أحشائها " ...ترنحت كارمن فى وقفتها بينما تشعر بالأرض تميد بها لتغمغم بالعربية " مستحيل ...مش ممكن ده يحصل " ،
لتتسع عيناها بصدمة ...عادتها الشهرية غائبة منذ ثلاث شهور ...لم تكن تهتم بها فالأحداث بمصر كانت صاخبة ...كما أن عمر .....ترنحت أكثر ولسعت الدموع عينيها ...عمر لا يستطيع الأنجاب ...يا الهى ...هزت رأسها ربما غياب عادتها الشهرية هو نتيجة لأضطراب هرموناتها بسبب ماحدث لها من ضغوط وهذا سبب لشعورها بالغثيان والقئ ...هذا هو السبب نعم ...لتضع يدها فوق بطنها ...هل هى حامل بطفل عمر ؟!...سمعت هتاف والدتها التى تقول بشماتة وسعادة لا تفهم سببهما "أأأأه ...يبدو أن أبيك سيحصل على أمنيته أخيراً ...طفل يوصم عائلته بالعار ...وصغيرته حققت له هذا " ...رفعت كارمن عينيها لها باستغراب لكلماتها السامة لتسألها بحنق " ماذا تعنين بكلماتك تلك؟! " ،
" أقصد أن تلك كانت خطة أباكى منذ البداية أن يولد له طفل بلا أوراق شرعية ...ليوصم عائلته بالعار ....بعدما دفع لى أجر كامل " لتتنهد بقنوط " ولكن فى الأخر تبدلت خطته حينما رأك ...ليدفع لى ما أكثر ويطلب منى الزواج ليكتبك بأسمى و أسمه وفى الأخير أشتراكى منى ...ولكنك حققت له مبتغاه بالأخير "
كانت عيناها تتسع بشدة بصدمة من هول كلمات أمها السامة ...لتختنق أنفاسها ....وتشعر بأن هناك من يريد أن يحصد روحها ....لتنظر لصوفيل بغل وحقد شديد " أنت كاذبة ...أبى لم يفعل ذلك " ، حركت صوفيا رأسها بقنوط وهى تجيبها " نعم ...نعم ....نعم فأنا الشيطان و أباك هو الملاك ...أتعلمين لا يهم ...فتلك هى الحقيقة...حقيقة حملى بك "
" لمى أغراضك ...و أخرجى من منزلى الأن ....فوراً " قالتها كارمن بغضب و سخط شديدين ...لتزف صوفيا بقنوط وهى تجيبها بلا مبالاة " كنت أعلم ....".
كانت تحرك رجليها بعصبية وهى تجلس أمام مكتب الطبيبة النسائية الفارغ التى ذهبت لجلب تحاليلها ...كانت تريد المغادرة ....هذا فوق التحمل ...رغم صعوبة ماتفوهت به صوفيا من حقيقة لكنه منطقى للغاية ويتماشى مع حقيقة أبيها وجدتها الحقيقية .....زفرت للمرة العاشرة ...لتقرر أنها وجب عليها الرحيل وربما الذهاب لصوفيا و الأعتذار لها و أن تعود بها للمنزل ...حملت حقيبتها وهى تققر الرحيل ...لتفتح الطبيبة الغرفة بوجه بشوش " حسناً أنسة منصورى ...مبارك ...فأنت حامل " قالتها الطبيبة وهى تجلس على مقعدها ...لتترنح كارمن فى وقفتها لتسقط على كرسيها بصدمة ....لتقلق الطبيبة عليها و تسألها بأهتمام " هل أنت بخير عزيزتى ...هل قلت شئ خاطئ؟! " ، نظرت كارمن لها التى أجابتها بصدمة واضحة على محياها " هذا مستحيل ...مستحيل تماماً ...أنها مرة واحدة فقط " ...دارت عينا الطبيبة لتجيبها متفكها " الحمل يحدث من مرة واحدة ...ولكن فى الوقت المناسب ...ويبدو أنه كانت مرتك " ،لتقفز كارمن من على كرسيها وتدور داخل الغرفة " أنت لا تفهمين ...أنه مستحيل أن يحدث حمل ...مستحيل " ، هزت الطبيبة الأربعينية رأسها وهى تبتسم لها فهى ترى الكثير من النساء وتلك الحالة الهسيترية التى تصيبهن عند معرفتهن بحملهن كتلك الشابة الأن التى أصابتها بصدمة الأن " هو ...لا يستطيع الأنجاب ...." لتتحدث كارمن بصوت عالى كمن يحدث تفسه وهى تدور بالغرفة " هو يعانى من ضعف و ندرة الحيوانات المنوية ....لذلك لا يستطيع الأنجاب بالطريقة الطبيعية ...فزوجته ..." توقفت كارمن عن الكلام وهى ترا حاجبا الطبيبة ارتفعا بصدمة لأعلى ...لتصحح كارمن لفظ زوجته " أقصد طليقته ....لقد أتجها للحمل بأطفال الأنابيب ولكن الحمل فى ثلاث مرات لم يكتمل ...و أنا حدث لى من مرة واحدة " لتتوقف الكلمات وهى تنظر لطبيبتها التى تنظر لها كأنها أحدى المجنونات " يا الهى ..." وضعت كارمن كفها فوق فمها " لقد قبلنى العديد من المرات " ...لتصيح بغضب " لقد قالوا لنا أن القبل لا تسبب الحمل ...ولكن يبدو أنها معى يمكن حدوث ذلك " ، لتستقيم الطبيبة وتمسكها من كتفيها وتجلسها على مقعدها وتجلس هى أمامها حين شعرت بأنفلات أعصابها لتشير لها بكفها أن تهدأ " أهدأى ...أهدأى عزيزتى " لتسألها الطبيبة بخجل وتردد " هل من الممكن ...أنك أقمت علاقة مع رجلين فى نفس الوقت " ...لتتسع عينا كارمن بصدمة وتجيبها بصوت عالى" لا ...لا ...هو ...الرجل الوحيد الذى لمسنى ...." ليتهدج صوتها بالبكاء وشعور بالخزى يحتل أحاسيسها " تلك كانت مرتنا الأولى ...مرتى الأولى ...لم يلمسنى رجل غيره " ، أشفقت عليها الطبيبة وهى تراها تخفى وجهها خلف كفيها وتبكى وتسأل حالها " ماذا فعلت بنفسى ؟! " ،
تنهدت الطبيبة بهدوء وتركتها تفرغ من بكاءها ...وبعدما هدأت فتحت الطبيبة فمها لتقول " أعتقد إذ كانت كلماتك صحيحة حول حالته الطبية ...فأعتقد أننا أمام معجزة ألهية " ، لتسألها كارمن بتذمر " ولم المعجزة تحصل لى.... لما لم تحصل عليها زوجته الأولى "
" الله لديه بعض الطرق ...ربما لا نفهمها ...ولكن أنها تحدث " ،
حركت كارمن رأسها برفض لتقول بصوت متحشرج " أنا لا أريد تلك المعجزة ..." لتنظر إلى الطبيبة بتصميم و إصرار " أنا أريد هذا الجنين " ،
زمت الطبيبة شفتيها لتقول بضيق خفيف " إلا تريدى أن تبلغى حبيبك ...أنك حامل منه ...ربما تلك معجزته هو "
" لا ....هو لم يعد حبيبى منذ وقت ...ولا ...أنا لن أحمل معجزته " قالتها كارمن بقوة وقسوة وقلباً جريحاً منه ...فهو لم يعد حبيبها حتى إذا صار زوجها وهى لن تحمل معجزته أبداً ، أومأت الطبيبة رأسها لتقول " حسناً ...عزيزتى ...نحن فى بلاد تسمح لك بالأجهاض وتعطيك تلك الحرية من التخلص من جنين ضعيف ولكن أنا امرأة مؤمنة و أعتقد أن تلك جريمة ...لذا ربما عليك البحث عن طبيب أخر يقوم بأجهاضك ...أعتذر منك "
كانت نائمة فوق السرير داخل المشفى بغرفة العمليات محقونة ببنج نصفى ...ترتدى ملابس زرقاء وغطاء أزرق لرأسها ....حولها ممرضتين ...يجهزونها للعملية ....والطبيب يقف أمامها عند قدميها المنفرجتين ويمسك أداة طويلة لا تعلم ماهيته وقبل أن يمد يده ...صاحت رغم عدم شعورها بقدميها ...تصيح رافضة " لا ...لا ...لا ...أنا أريد الأحتفاظ به ...أنا أريد الأحتفاظ بطفلى ...أرجوك لا تأذيه " قالتها بصوت باكى ....ليرفع الطبيب يديه لأعلى مستسلماً " حسناً ...لن نؤذى طفلك ..مادمت لا تريدى " ...هدأت مقاومتها وحل عنها ذاك الشعور الرابض فوق صدرها ...هى لن تؤذى طفلها ...لن تتنازل عنه ...هى تريده أكثر من أى شئ أخر ...هى ستحافظ على معجزته بأحشائها .
" أنا لم أجهضه ..." قالتها كارمن بخزى وخجل لطبيبتها التى زارتها سابقاً ...لتبتسم الطبيبة لها وتقول بحماس لها " أذاً ...هل تريدين أن نسمع نبضاته الأن " ..لتسألها كارمن بلهفة " هل نستطيع ؟! " ، أومأت الطبيبة لها بسعادة " بالطبع "
لتستلقى كارمن على السرير ...لتكشف عن بطنها المسطح حتى الأن وتضع الطبيبة فوق جلدها سائل لزج بارد ...وشتان مابين أحاسيسها وهنا ...وهناك على ذاك السرير التى قررت أن تقتل فوقه طفلها ...لتسمع صوت يشبه صوت القطار ..لتلتفت إلى الطبيبة ...لتسألها بصوت متعجب به لهفة واضحة " هل هذا صوت نبضاته " ،
" نعم أنه هو ...صوتاً جميل يطرب قلوب الأمهات " قالتها الطبيبة وهى تحرك السونار فوق بطنها وعينيها ترتكز فوق الشاشة ...لتجيبها كارمن بحالمية أنثى عاشقة بل أم " أنه جميل للغاية حقاً " ، " هل نستطيع معرفة نوعه ؟!"
ضحكت الطبيبة لها " لا ...عزيزتى ...ليس اليوم ربما الشهر القادم سنعرف جنس الجنين ...ولكن ماعرفناه اليوم ..أنه يملك قلب ممتاز و مقياس رائع ...وبيتك يبدو ممتاز له ...ونحن فى نهايات الشهر الثالث "
لم تمر الشهور عليها بسلاسة ولكنها حتمت كانت سعيدة ....تتصور بأستمرار ببروز بطنها الذى أضحى واضح ...تقرأ الكثير عن الأجنة ..تأكا أكلات الغنية بأوميجا 3 ...حتى سمك السردين الذى لا تطيقه باتت تغصب حالها على أكله من أجل ذكاء أبنها أدم ....تنتهز فرصة الذهاب لطبيبة لتأكل الكثير من الشيكولاتة الداكنة حتى يلعب داخل بطنها ...تستمع للأغانى الهادئة ...تشترى كل مايقع عيناها عليه من أجله وحده ...حتى أتى اليوم وعرفت أن أمها ماتت بجرعة زائدة من المخدرات لتنتقل من المنزل لمنزل أخر وتغير لقبها إلى لقب أمها ...ورغم أنها أضحت وحيدة كلياً الأن إلى أن طفلها هو من يشاركها لحظاتها .
وقفت أمام المرأة ...تربت على بطنها المنتفخة " أعتذر منك عزيزى أعلم أنى أرهقتك أثناء النقل لمنزل جديد ولكنى لم أستطع العيش فيه وأنا أملك به بعض الذكريات مع صوفيا " لتغيم عيناها حزناً وهى تتذكر صورة صوفيا وهى ميتة ...لتتنهد بحزن ...فرغم كل شئ ومشاجراتهم الدائمة وخروجها لعملها المقزز ...إلا أنها أشتاقت لها حقاً ....وتمنت لو كانوا كباقى الأمهات و بناتهم ...ربتت مرة أخرى على بروز بطنها لتشعر بحركته الشقية كما لو كان يخفف عليها أحزانها ويخبرها بأنه هنا لأجلها ....لتنظر لبطنها داخل المرأة وتحدثه " لا تقلق عزيزى ...سأخبر أباك عنك بكل تأكيد ...أعلم أنه سيسعد بك تماماً ...وسيحبك يكل تأكيد ولكن لن نخبره الأن عنك إلا بعد مولدك ...حتى أستطيع أن أثيت له أنك ابنه ...فأنا أخاف أن يشكك بنسبك ...وهذا ماسوف يقتلنى " قالت أخر كلماتها بحزن شديد ...ليتحرك هو مرة أخرى وتتضحك " حسناً ...حسناً ...أمك التى تحبك ليست حزينة" .
شعرت ليلاً بألم سافر أسفل بطنها ...كسياط حامية تجلده ....ألام كانت معها منذ الصباح ولكن الأن باتت لا تطاق ...لتحاول النهوض لتتصل بطبيبتها فيبدو أن موعدها قد حان قهى أقتربت من نهاية شهرها التاسع ....لتشعر بالكثير من المياة تتدفق من بين قدميها لتعلم أن كيس الجنين قد فتح ...لتتحامل على نفسها وتتصل بطبيبتها لتخبرها بوجوب ذهابها للمشفى وهى ستلاقيها هناك ...لتمسك كارمن مفاتيح سيارتها والألم يعاود الكرة ومياة كثيرة تلوث أرضية الغرفة مياة مخالطة بدماء .....لتأخذ شهيق زفير عدة مرات ...وتحضن بطنها وتهمس بألم " أرجوك تحمل معى " ،
كان الطريق مزدحم ...تضغط على زمار سيارتها وتصرخ من ألامها الشديدة ...لتبكى ....وكم كانت تلك اللحظة قاسية عليها ، لتصل بعد ساعة أخيراً إلى المشفى لتستقبلها طبيبتها ومعها ممرضة جلبت لها كرسى المتحرك ليدخلوا بها سريعاً حتى تولد ...،
نظرت الطبيبة للممرضة بضيق ...لتنظر بعدها لكارمن لتقول لها " كارمن عزيزتى ...يبدو أن كيس الجنين فتح ...ولكن الرحم لم يفتح بعد ...كما أن طفلك نبضاته قد أبطأت ...لذا علينا القيام بعملية قيصرية " ، هزت كارمن رأسها بشدة و سريعاً لتجيب " لا يهم ...أفعل ما بوسعك لأنقاذ طفلى ..." ، أومأت الطبيبة برأسها .
بعد أكثر من ساعة أفاقت كارمن من أثار المخدر وتشعر بألم شديد أسفل بطنها ...لتسأل ممرضة كانت تضيف xxxx لمحلولها المعلق بصوت ناعس و متألم " أين أدم ...أين طفلى " ...نظرت لها الممرضة بشفقة لم تفهم كارمن سببها ..لتربت الممرضة فوق كتفها وترد عليها بوجه مبتسم حزين " ستأتى طبيبتك الأن "
جاءت الطبيبة بعد نصف ساعة ...بملامح حزينة ومشفقة ...لتسألها كارمن بلهفة وشوق لرؤية وليدها " أين أدم ...طبيبة موكلى " ، أقتربت الطبيبة منها بخطوات مترددة والحزن الشديد بادى عليها ...لتمسك بكف كارمن بمؤازرة " أعتذر منك ولكن ....الطفل قد مات ...لقد ولد ميتاً ...فعلنا ما بوسعنا ولكن ..." ،
سحبت كارمن يدها من بين يديها وهى تنظر لها يصدمة واستنكار لتقول لها بصوت قوى صارم " هذا مزاح سخيف ...لم أحبه بتاتاً ...أين ولدى ؟! " ، نكست الطبيبة رأسها ...ليرتجف جسدها كله ويرتعش فمها وشعور بالبرودة بل الصقيع يزحف على طول ظهرها ...لتضع يديها فوق بطنها الفارغة من جنينها لتقول بعدم تصديق " لقد مات ...ابنى أنا مات ...أنت قلتى لى أنه معجزة " ...لتهز رأسها بصدمة " لا ...لا لا لا ..." لتشد المحلول من يدها بعنف حتى جرحت نفسها ...لتستقيم فجأة ليداهما ألم شديد من جرح بطنها ....لتشعر بأن الأرض تميد بها وتسقط ...ليحل الظلام داخل عقلها .
بعد أسبوع خرجت من المشفى ...بعد أسبوع كانت فيه بمفردها ...أسبوع فقدت شريكها الأخير فى حياتها ...لتنعيه وتبكيه بمفردها ...لم يكن هناك أحد بجوارها إلا طبيبتها و بعض الممرضات المشفقات على حالها ....دخلت منزلها الجديد بروح خاوية ...كذراعيها و بطنها من ابنها ...لتصعد إلى الغرفة بالأعلى ...تتعكز على السلم لتصعد ...تفتح غرفة لازالت رائحة طلائها جديدة ....غرفة بها سرير هزاز صغير ...وبجانبه سرير على شكل سيارة لونه أحمر ...وفوقها لوحة رسمتها بأسمه ...وما أن رأت حروفها حتى سقطت على الأرض وبكت ...لتضم قدميها لصدرها وتأخذ وضع جنينها فى بطنها ...وتنوح " كم أنت غادر وخائن كأبيك أدم ...كم أنت خائن مثله ....فبعدما منحتك قلبى خذلتنى ....بعدما وعدتنى بحياة دائمة معك ...رحلت بعيداً عنى وهجرتنى ...كأبيك تماماً ....أخرجت هاتفها من جيب بنطالها لتتطلب رقم تحفظه داخل قلبها ....تريد أن تبكى تصرخ فيه وتقوا ابنك مات عمر ابنك مات ...حتى ولو لم يصدقها يكفيها قولها ...لربما الحزن القابع بقلبها يقل ...سمعت صوت الرنين ...فتح الخط لتسمع صوته الأجش " ألو ...ألو ..." ليتضاعف الألم لأجله ولم تستطع نطقها .....فهو فقد ثلاث مرات ...فيكفيه هو الأخر ألمه ...فلتلعق هى ألمها بمفردها ...ورغم كل مافعله بها ...لا يستحق ذاك الألم العظيم ....، لم تعلم أنه كان يركز فى أوراق صفقة مهمة كثيرة له ...لذا لم ينظر على الرقم الظاهر لهاتفه ولكن حين لم يأتيه رداً ...رفع الهاتف من فوق أذنه ليغلق الخط لتتسمر يده وعيناه فوق الرقم الظاهر ...فهو رقم يحمل كود الهاتف بفرنسا ...ليضعه على أذنه سريعاً ويهمس بشوق جارف ولهفة " كارمن ...." ...ولكنها لم تستمع لندائة بأسمها لأنها أغلقت هى الخط وتهمس بصوت ضعيف " أعتذر عمر ...لم أستطع حماية معجزتك ...أعتذر ..." قالتها لتغيب عن الوعى ودماء غزيرة تسيل من بين قدميها ...مع رنين متواصل لهاتفها لرقمه .
يتبع..


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:05 AM   #257

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

كان لازال جالساً بمكتبه ...لا يستطبع الصعود لأعلى ...جبان هو ومتردد ...لا يستطيع مواجهتها ...ولا يستطيع الأستغناء عن رغبة قلبه ...كارمن ، ولكن أليس هو بمجنون كيف يضحى بامرأة تحبه لأخرى خدعته ويعلم أنه لا شئ بالنسبة لقلبها ...تعالى رنين هاتفه للمرة الخامسة ...ليجد أن محاميه مصر للوصول إليه ...ليرد عليه بصوت أجش " ألو يا متر ..."
ليسمع صوت من الجهة الأخرى يقول " بعتذر يا باشمهندس عمر ...لكن كنت محتاجك تيجى النهاردة أنت و أنسة كارمن لمكتبى عشان نفتح وصية المرحوم الخاصة بيها " ،
دعك غمر جبهته بأرهاق ليسأل بدهشة " وصية؟! ..."
" أإيوة يا باشمهندس ...وصية بقالها ست سنين ...ولولا سفرى ومش عارف هارجع أمتى الفترة اللى جاية ...محتاجك ضرورى تيجى ...المرحوم الله يرخمه كان مصر أن كارمن تحصل عليها "
" تمام يا متر ...ساعة وهاكون عندك ...فى حد تانى تحب يكون موجود ساغة فتح الوصية ؟! "
" لأ...يا باشمهندس حضرتك والأنسة كارمن وبس "
" تمام يا متر ...هاكون عندك بعد ساعة " قالها عمر بأرهاق وقلق وقلب متوجس فأى شئ يجمع والده .....وزوجته ابنة أخيه ... .
صعد عمر لأعلى يقف أمام بابها بقلب وجل ...ليطرق طرقات ضعيفة ...ورغم حنقه منها لموافقتها على قرار عمتهما على الرحيل من هنا إلا أن بكاءها صباحاً داخل حضنه وتشبسها به ...يثير القلق بقلبه من أجلها وها الأن وصية أبيه ، فتح بابها ...ليشعر بالصدمة من منظرها ...ملامحها كانت مريضة للغاية ...عيناها منتفخة من فرط بكاءها يحيط بيهما سواد عظيم ...ووجهها شاحب اللون ...وملابسها مبللة!!!، ليسألها يصوت جزع وهو يتلمس وجهها التى أشاحته بعيداً عنه " كارمن أنت كويسة ؟! " ، أجابته بوهن وبجسد مترنح " أنا كويسة ...كنت محتاج حاجة " ،
لم يصدقها ليسألها مجدداً وملابسها المبتلة تثير دهشته وغيظه " كويسة فين ...وبعدين هدومك مبلولة ...كارمن أحنا فى شهر عشرة والجو بدأ يبرد " ،
أجابته بنفاذ صبر فالمسكن لم يصل مفعوله للحد المطلوب " أنا كويسة يا عمر ..." ، تجهم وجهه ...لتشعر بسخافتها فهو قلق عليها " أنا أسفة ...عمر ...لا تغضب منى أرجوك " قالتها بطريقتها القديمة حينما كانت تعتذر منه ...ليشعر بنبضات قلبه تتعالى ...ليرفع عينيه لها ...لتبتسم بوهن ...لينهش القلق قلبه فهى تبدو مريضة للغاية ...ففكر الغاء موعدهما مع المحامى لتسأله يصوت هادى " كنت عايز حاجة ؟!" ، زفر بعنف " لأ ....المحامى كان عايزنا ...بس أنا هلغى الميعاد...شكلك تعبانة "
رغم أرهاقها إلا أنها رفضت " لأ ...مافيش داعى ، بس المحامى عايزنا فى أيه "
رفع عمر كتفيه لها وشعور بالسعادة يغمره ...ياله من أحمق ...يشعر بالسعادة من أجل الحديث مع زوجته أمام باب غرفتها ، رد عليها وهو يكبح زمام أموره " بيقول وصية كان سايبها بابا ليكى "،
عقدت كارمن حاجبيها بأستغراب ...ليبتسم عمر عليها فكم تبدو ظريفة وهى تعقدهما هكذا ...لترفع أنظارها الدهشة له ...لتزداد دهشتها حينما لمحت بسمة عمر التى أنمحت سريعاً من فوق ثغره " أنا ...وعزيز ووصية ...غريب "
" عارف ...لو مش حابه ..." ، قاطعته " لأ ...خلينا نروح "
أومأ رأسه لها " تمام ..أجهزى و أنا مستنيكى " قالها وهو يشعر بالسعادة كما لو كان سيخرج معها بموعد ....وينظر لباب غرفتها الذى أغلقته الأن ...بحنق يريد قلعه من مكانه ...فيشعره أنه يبعده عنها ....ولم يعلم بأن ليلى تقف خلفه تنظر لهما بضيق لتسأله بصوت حانق " ممكن أعرف أنت واخدها ورايحين على فين " ،
تنهد عمر بقنوط ...فعمته أحد الأبواب أو بالأحرى جدران فاصلة بينه وبينها أستدار عمر لها ...ليجيبها بهدوء رغم وجع قلبه منها " المحامى عايزنى أنا وهى فى أمر مهم بخصوص بابا " ، وبالطبع أصابت الدهشة ليلى ...ليستأذنها عمر " أنا هاروح أجهز أنا كمان " ...لم يمش إلا خطوتين حتى أوقفه نداء ليلى له " عمر ...."
توقف عمر ليجيبها من فوق كتفه " ماتقلقيش يا عمتو مش هاكلها " ،
" لأ ...كنت هأقولك خلى بالك منها ...عزيز وكارمن...." توقفت كلماتها الجزعة ...ليفهم ما تقصده ...أباه مع كارمن يعنى قنبلة هيدروجينية .
كانت تجلس بجواره متوتره ....لم تفتح فمها معه طوال الطريق ...كانت عيناها شاردتان أمامها ...ليستغل هو الفرصة طول الطريق ليرقبها عن قرب ...ليلاحظ أخفائها بمهارة علامات التعب و الأرهاق ....لم يستطع مد يده ليمسك يدها التى تطرق بأناملها فوف الأريكة بجوارها بتوتر ....ليحتضن كفها ...كمراهق خجول يحتضن كف زميلته لأول مرة ....لتسحب يدها من تحت يديه وهى تنظر له بأستغراب ولا يعلم أن الدهشة كانت من نصيبها من أجل تلك الرعشة التى أصابت جسدها من جراء لمسته ...لتنهر قلبها الذى توترت نبضاته وتعالت بحزم ....ليسحب يده ويعقد ذراعيه ....،
دخل المحامى غرفة مكتبه " بعتذر عن التأخير ...لكن الأوراق ده أنا كنت شايلها فى أوراق الأرشيف " قالها ليمد يده لكل منهما ...ليجلس أمامهما ...ليتنفس بعمق وهو يمد يده بصندوق صغير لكارمن " الصندوق ده كان عزيز بيه الله يرحموا طلب منى أنى أسلمه ليكى يداً بيد " ...ترددت كارمن كثيراً قبل أن تمد يدها و تأخذ العلبة منه وهى تنظر لما فى يدها باستغراب ليقول المحامى " كان عزيز بيه حابب أنك تفتحيه ..لوحدك " ، لم ينهى كلماته ليجد كارمن ترفعه لأعلى وتسأله بالفرنسية " هل تعتقد أن به قنبلة؟! " ، زم المحامى شفتيه وهو يجدها تفتح الصندوق وترفع مابه بدهشة " سى دى وجواب " لتزيد من تهكمها" لسه فكرة القنبلة موجودة ...أحط السى دى ...الكمبيوتر يفرقع فى وشى " ، رغم دهشة عمر هو الأخر لكنه لم يعجبه تهكم كارمن لينهرها بلطف " كارمن ...لو سمحتى " ، زفرت بحرارة وهى تعلم أن عمها قد مات وليس من اللائق السخرية منه " أسفة ..." ، فتح المحامى بعض الأوراق أمامه ليسلم كل ورقة بعد قراءتها لعمر الذى زاد أندهاشه " ده كل الأورق تخص الممتلكات اللى ماتقسمتش عليكم ...المرحوم كان اشتراها قبل موته " ،
أندهش عمر الممتلكات كانت بمليارات الجنيهات ....ممتلكات لم يعلم بها إلا الأن ، ليتنحنح المحامى " دلوقتى ممكن أقرأوصية المرحوم " ، أومأ عمر رأسه له وكارمن تجلس بتحفز لا تعلم سببه أو تعلم ، ليتنحنح المحامى حرجاً وهو يقرأ وصية موكله الأخيرةفى وجود ابنه الوحيد وابنة أخيه كما أراد عزيز تماماً...ليرفع المحامى أنظاره لهما بترقب ويدعو بالستر ويبدأ بالقراءة " أنا عزيز محمود عزيز المنصورى أقر أنا و بكامل قواى العقلية أن جميع الممتلكات والثروة التى ذكرت أعلاه ..." ليشير المحامى بيده للأوراق بيد عمر ، ويكمل " تؤول إلى ابنة أخى الوحيدة كارمن وحيد محمزد عزيز المنصورى فى حالة زواجها من ابنى الوحيد عمر عزيز محمود عزيز المنصورى و ..." توقف المحامى عن القراءة وهو يسمع ضحكات كارمن العالية ...تضحك ضحكات هستيريه وعيناها تدمع " لم أكن أعلم أن عزيز يستطيع المزاح ...ولكن فى الحقيقة مزحته سخيفة للغاية مثله ...أعتذر عمر " ...قالتها لعمر الذى تصلب جسده ونالت الدهشة منه ...وليس من وصية أبيه فربما عزيز أخيراً علم بمقدار حبها داخل قلبه ولكن رد فعلها كان زائد عن الحد ومتطرف ...ليجدها تشير إلى المحامى وهى تحاول كتم ضحكاتها " أسفة ...تقدر تكمل " ، مسد المحامى جبينه وهو يستعد لأى رد فعل عند إكمال الوصية " و إنجاب وريث شرعى ذكر ...يحمل شعلة ما بدأ به أجداده " وكانت تلك الصدمة له حقاً ...ليصدمه أكثر ردها .
أنتهى الفصل .


قراءة سعيدة


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:14 AM   #258

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الصحراء مشاهدة المشاركة
الف مليون مبروك يارب تتهنى وعقبال كل احبابك ويارب تسعد بحياتها يارب وان شاءالله راح اكون من متابعينك ولا يهمك انت بتستاهلي كل خير ربي يسعدك ويوفقك يا قمر
تسلميلى يا حبيبتي 😘...الفصل نزل اتمنى أنه يعجبك


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 06:16 AM   #259

مارينا جمال

? العضوٌ??? » 416796
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » مارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond reputeمارينا جمال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة selen200 مشاهدة المشاركة
روايتك جميلة ورائعة خلصتها مرا واحده اتمنى من كل قلبي تستمري 💕
مستنيه بفارغ الصبر التكملة
تسلميلى ...مبسوطة كتير أنها عجبتك ...انشاء الله وان كان لينا عمر هكملها


مارينا جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 07:09 AM   #260

SELEN200

? العضوٌ??? » 141282
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 762
?  نُقآطِيْ » SELEN200 is on a distinguished road
افتراضي

القفلة نار مين يصبرني للفصل جاي متحمسة للرد فعلهم على الحقيقة 😫
بس فصل رائع كالعادة يمكن اعرف جدولك في التنزيل 💕


SELEN200 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.