آخر 10 مشاركات
رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          561 - تأثير العرس - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : عيون المها - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          أسيرة عشق(25) من لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة::*strawberry*كاملة&روابط (الكاتـب : *strawberry* - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بالوقت الضائع (18) من لا تعشقي أسمراً للكاتبة المُبدعة: سمانور1 *كاملة & مميزة* (الكاتـب : سما نور 1 - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree43Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-18, 12:53 PM   #1

Hader Elsayed

? العضوٌ??? » 410916
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » Hader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 سبايا بلا أغلال (3) *مكتملة*.. سلسلة ألحان حوائية





المقدمة

أنا الملاذ ، أنا الأمان ، أنا ابنة حواء
أنا البارة ، أنا الأبية ، أنا قصيدة بلا عنوان
رنة خلخالي أطاحت بعقلك
وحين ألقيت النرد تلاعبت بقلبك
لكنك لم تكن يوماً وحدك معضلتي
لم تكن وحدك عنوان مأساتي
أنا الحرة السبية بيد القرباء
أنا أنثي بعزوة جوفاء
أنا مجرد سبية بلا أغلال !!




المواعيد الاثنين والجمعة مساءا بأمر الله




روابط الفصول

المقدمة .... اعلاه
الفصل الأول والثاني .... المشاركات التالية

الفصل الثالث
الفصل الرابع ج1
الفصل الرابع ج2
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون و الاخير
الخاتمة






التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-04-18 الساعة 08:24 PM
Hader Elsayed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 12:56 PM   #2

Hader Elsayed

? العضوٌ??? » 410916
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » Hader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول



لفصل الأول

الأب ، السند ، الأمان ، الفارس الأول في حياة كل فتاة .. ولكن إحذري !! .. فعندما تسقطين عن صهوة أحلامك .. وتستجدين الأمان من ذاك الفارس .. لا تبتئسي ، وابتسمي .. لصفعة مدوية علي جبين أحلامك .. صفعة تسلبك أمنك وأمانك .. عندما يستحيل فارسك المغوار الي جلاد يسلب روحك بدم بارد .. فليس كل فارسٍ بنبيل وليس كل جلادٍ بغريب .. فلتخفضي سقف أحلامك قبل أن تصبحين مجرد سبية تلتجئ طواعية لسابيها ،،،

بحجرة مظلمة , موحشة تماماً كوحشة أفكارها .. خاوية علي ساكنيها الا من صوت انفاسها المتقطعة وشهقات البكاء .. تجلس علي فراشها محتضنة لركبتيها الي صدرها .. وعيناها تذرفان دموع القهر .. هل هناك من يبكي فراق شخصاً يكره ! .. بالطبع لا , هي لا تبكيه .. ولكنها تبكي سنوات عمرها الضائعة .. تبكي حالاً آلت اليه رغماً عنها .. كانت تعلم ان مثله لا وعود له .. ابتعدت وابتعدت وطالبت بالانفصال .. ولكنه كان متشبثاً بها كعلقة .. متعللاً بمشاعر كاذبة .. أتاحت له تدمير ما تبقي بداخلها منها .. وما أقساه من شعور عندما يتخلي عنك من ظننتهم يوماً سندك وأمانك الوحيد .. ليتركوك وحيداً في مواجهه المجهول .. وكم كانت حياتها معه مجهولة المعالم .. مطموسة الهوية .. زوجة قسراً لرجل طالما وأد كل أحلام انثوية بداخلها .. البيت الهادىء , والزوج الوفي , المتفهم المحب , ابتسمت بسخرية .. فحدائق الورود التي زرعتها أحلامها الطفولية بداخلها .. أحرقتها بشاعة الواقع .. فمن زوج محب لآخر تفنن في قتل أنوثتها .. من وفي لخائن , من أَسِرّة دافئة .. لأخري تراكمت عليها الثلوج لتحيل أيامها صقيعاً وبرودة .. مسحت عيناها بعصبية وهي تلتفت نحو باب الغرفة الذي فتح للتو .. لتطالع وجه امها المشفق هامسة ,,,,

- " باباكي عاوزك برة "

وبدون انتظار الرد تركتها وحيدة وانصرفت .. التفتت لتحكم الغطاء علي وحيدها .. ثم مالت لتطبع قبلة حانية علي وجنته قبل ان تتحرك لتلحق بالأخيرة ,,,,,

كالمحكوم الذي يساق الي مصيره المجهول وقفت تنظر لتعبيرات وجه والدها الغاضبة .. هل سيعيدها اليه من جديد ؟ .. لم يمهلها الكثير وهتف بحدة ,,

- " ارتحتي دلوقتي لما بقيتي مطلقة ورجعالي بعيل "

ابتلعت ريقها وهي تحمد الله سراً أنه لن يعيدها .. فالمدعو طليقها عندما وجد أخيراً بديلاً يرضيه .. رماها كخرقة بالية لا حاجة له بها .. ظل والدها يطالع صمتها بغضب قبل أن يقف قبالتها ويهوي بصفعة مدوية علي وجهها شقت سكون الاجواء .. تأوهت بخفوت وهي تضع يدها علي وجنتها وترمق والدتها بعتاب صامت تجاهلته الاخيرة وهي تترك الغرفة لتنذوي بداخل حجرتها .. هاربة من عتاب امومتها المقهورة .. فالزوجة خلقت لتطيع زوجها لا لتجادله .. هكذا تعلمت وهكذا اعتادت .. وما عليها الآن سوي السمع والطاعة ,,,,

جذبها من شعرها عندما طال صمتها هاتفاً أمام وجهها بانفعال ,,,

- " ورقة طلاقك وصلت النهاردة .. طليقك المحترم بعتهالي علي الشركة .. من بكرة ابنك يروح لابوه .. أنا مش هصرف عليكي وعليه .. أبوه اولي بيه "

شهقت باكية وهي تحاول تقبيل يده هاتفة برجاء ,,,,

- " أرجوك يا بابا أبوس ايدك ابني لأ .. اعمل فيا الي انت عاوزه بس بلاش تديله أبني هموت لو بعدته عني "

دفعها عنه بعنف فسقطت أرضاً متابعة وهي تزحف نحوه ,,,,

- " ابوس ايدك يا بابا أنا بشتغل وهصرف عليا وعلي ابني مش هطلب منك اي مصاريف ليه "

- " ومين قالك انك هتشتغلي ؟ "

اتسعت عيناها بصدمة .. فهتف وهو يميل بجسده الممتليء نحوها محركاً سبابته أمام وجهها بتحذير ,,,,

- " مفيش خروج من البيت .. انتي بقيتي مطلقة يا هانم .. وأنا مش هستني أسمع لكلام الي يسوي والي ميسواش عنك .. خروج من باب البيت ممنوع .. وبعدين هو أنا محتاج لشغلك ؟"

هتفت بقهر وهي ترفع نحوه عيناها المتورمتان ,,,,

-" واشمعنا باسم ,, خلاص خلاص مش عاوزة اشتغل ولا حتي اخرج بس خلي ابني معايا "

ابتسم والدها بسخرية قبل أن يهتف بها ,,,,

- " ومين ان شاء الله الي هياخدك بعيل .. ولا انتي فاكرة اني هسيبك تقعديلي مطلقة كدة علطول ؟"

شهقت لاطمة صدرها -" أيه ! " .. ابتعد عنها نافضاً يدها المتشبثة ببنطاله .. ثم نظر لها بجانب وجهه .. هاتفاً من فوق كتفه ،،،،،
- " بكرة هاخده معايا أوصله لأبوه .. وخلص الكلام في الموضوع ده "
لم يأتيه رداً فقد كانت كمن سلبت أنفاسه وهي ترمق ظهره المنصرف باضطراب .. التفتت لها فجأة عندما طال صمتها وهتف بازدراء ،،،،
- " انتي الي عملتي في نفسك كدة يا ست هند "
وبدون كلمة إخري تركها وانصرف .. تركها متكومة علي الأرض بيأس .. تتوسل أبوته الغائبة بصمت .. تلعن حظها الذي جعلها ابنة لأب لم يرحم حتي أمومتها ،،،
***
زيارة مفاجئة في وقت متأخر من الليل لأخته الحبيبة وزوجها .. لم يتعب نفسه في التفسير فقد اشتاقهما معاً .. وأشتاق أكثر لمدللته وابنة أخته التي أكملت عامها الأول ( تاليا ) .. حملها عن والدها مستنشقاً عبقها الحبيب بحب وهو يفسح لهما المجال للدخول .. القت حلا بنفسها في أحضان والدها وحبيبها الأول هاتفة بسعادة ،،،،
- " يااا يا بابا وحشتني أوي "
قبل والدها قمة رأسها وهو يمد يده لمصافحة زوجها هاتفاً ،،،،
- " نورتونا ، ده ايه المفاجأة الجميلة دي يا ولاد " ثم زجر كريم بعتاب مازح ،،،
- " وانت يا أستاذ هات حبيبة جدها الي وحشتني دي "
حرك كريم كتفيه نفياً وهو يتحرك موجهاً حديثه للصغيرة ،،،
- " مش انتي عاوزة تبقي مع خالو يا قلب خالو "
ضحكت حلا بانطلاق وهي تجلس بأريحية علي مقعد الصالون ،،،،
- " ده علي أساس أنها هتفهمك مثلاً "
كريم مقبلاً الصغيرة من جبهتها ،،،
- " ملكيش دعوة انتي احنا بنفهم بعض "
ضحك كل من يوسف ووالد حلا الذي دعاه للجلوس بمحبة بينما يسألها باهتمام ،،،
- " عاملة ايه يا حلا ، والعسل بتاعنا عاملة معاكي ايه ! "
زفرت حلا بإرهاق هاتفة ،،،
- " تعباني والله يا بابا مبنامش خالص لولا ماما كتر خيرها بتاخدها مني مكنتش عرفت أنام حتي "
ربت والد حلا علي كتف يوسف بمودة هاتفاً ،،،
- " ربنا يخليهالك ويباركلكوا في عمرها "
أمن الجميع علي دعائه .. فتبادلت حلا ويوسف النظرات .. قبل أن يومئ الأخير برأسه .. وقفت متناولة الصغيرة من يد أخيها لتضعها بأحضان جدها وقالت موجهه حديثها لكريم ،،،،
- " تعالا نعمل حاجة نشربها يا كيمو "
نقل نظره بينها وبين زوجها بحيرة قبل أن يتحرك سابقاً لها للمطبخ .. بمجرد أن وصل للمطبخ التف ليواجهها قائلاً ،،،
- " شكلك عاوزة تقولي حاجة .. خير يا لولو انتي كويسة ! "
ظهر التردد علي ملامحها قبل أن تومئ ايجاباً وتبدأ في الحديث ،،،
- " بص يا حبيبي ، دلوقتي انت عارف ان محمد رجع الشركة "
أومأ ايجاباً فتابعت ،،،
- " ندي مطلعة عينه .. ورافضة ترجع .. و و هو بصراحة يعني هممم ااااا "
قاطع كريم حديثها المتلعثم بتفهم ،،،
- " بيغير مني عليها ... عارف "
زفرت بارتياح عندما شعرت بتجاوبه في الحديث وتابعت ،،،،
- " دلوقتي سيف كان عندنا النهاردة .. وكلم يوسف يشوفله محامي ثقة يمسك الشئون القانونية في شركته .. بعد ما عرف ان المحامي بتاعه بيبلغ كل أخباره و أخبار شغله لطليقته .. فبصراحة كدة أنا شايفة إن ده أفضل لينا كلنا .. من ناحية ترتاح من مشاكل محمد وغيرته .. ومن ناحية تانية سيف بردو واحد من العيلة "
كريم بابتسامة متهكمة ،،،،
- " وسيف بقي هيمشيني امتي هو كمان "
رمقته حلا بعتاب قبل أن تقول ،،
- " كريم انت أخويا .. وكرامتك من كرامتي .. انا فرحت بطلب سيف وخصوصاً انه لمح لاحتياجه ليك شخصياً .. اوعا تفكر للحظة ان حد طلب انسحابك من الشركة بالعكس .. انا مرعوبة من رد فعل الحاج بلال .. بس عارفة اني هقدر أقنعه بوجهه نظري .. مش ناقصني غير موافقتك "
يعرف أخته كراحة يده .. لا تكذب ولا تجامل .. صريحة ومباشرة في حديثها .. وبينه وبين نفسه يعلم علم اليقين .. أن ذلك هو التصرف الأفضل للجميع .. خاصة ندي التي بدأت تعتمد عليه بشكل كبير أثار حنق محمد .. لذا ابتسم بمودة وأومأ برأسه ايجاباً وهو يقول ،،،،،
- " خلاص يا حلا انا موافق "
ثم رفع سبابته محذراً وتابع بمزاح ،،،،
- " بس لو قولتيلي بلاها نادية خد سوسو تاني هزعلك "
ضحكت بانطلاق قبل أن تحتضنه بحب هاتفة ،،،
- " ربنا يخليك ليا يا حبيبي وأفرح بيك عن قريب "
قبل قمة رأسها وابتسامة ساخرة ترتسم علي محياه ،،،
- " ان شاء الله "
***
جلست تصفف شعرها بعد ان حظت بحماماً دافئاً جعلها تحظي ببعض الاسترخاء .. لقد اعتادت العمل بل وألفته .. ولكن لكل متعه ضريبة كما يقولون .. فقد اشتاقت لاَسرها كعادتها اليومية .. أنهت ما تفعله سريعاً وخرجت من غرفتها ليصطدم بها فارس أفكارها الأوحد (اسر) .. ابتسمت بحنان وهي تجثو علي قدميها أمام ذلك اللاهث الذي يتطلع خلفه بوجه ضاحك هاتفاً ,,,

- " ( مامي .. سينب (زينب "

قرصت وجنته وهي تطالع وجه زينب المحمر ولهاث صدرها لتسألها ,,,

-" ماله يا زينب عمل ايه ؟ "

زينب بلهاث " بيجري مني يا ست ندي معاوزش يخلص وكله والحاج بلال موصيني عليه "

ضحكت ندي وهي تقرص وجنة اَسر هامسة بتأنيب أمام ملامحمه الطفولية المشاكسة ,,,

-" كدة يا اَسر مش اتفقنا تسمع الكلام علشان يوم الجمعة أفسحك "

تقوس ثغره لأسفل بطفولية محببة وهو ينقل بصره بينها وبين مربيته هاتفاً ,,,

- " سوري "

احتضنته ندي بحب وهي تشير لزينب ,,,

- " هاتي أكله يا زينب أنا هاكله بنفسي "

أومأت لها المربية ايجاباً قبل أن تتركهما وتعود لغرفته ,,,,,,,

عادت لغرفتها بعد أن دثرت طفلها في فراشه .. ألقت بجسدها المنهك علي الفراش زافرة بارهاق قبل أن تلتقط عيناها الضوء الأرجواني الذي يضىء هاتفها علامة عن وجود رسالة واردة غير مقروئة .. تنهدت بخفوت وهي تلتقط هاتفها لتقرأ ,,,,

( وبعدين يا ندي لحد امتي هنفضل في الوضع ده .. بقالنا أكتر من سنة ... متعبتيش من البعد ده .. أنا تعبت )

وضعت الهاتف جانباً بشرود .. لن تكذب لقد اشتاقته .. محاولاته المستميتة معها وتغيره الملحوظ يحثانها علي الرجوع .. ولكنها خائفة .. خائفة من العودة بشكل أصبح مرضي .. لقد اعتادت حياتها الخالية منه .. الا أن قلبها لازال يعلن احتجاجه .. زائراً بين أضلعها يرجو الوصال .. زفرت بخفوت وهي تحاول اثناء نفسها عن التفكير به بلا فائدة .. حتي أجهدها التفكير وغفت رغماً عنها ,,,,,

***

أنهت تنظيف المنزل رغم ألم أضلعها وارهاق يومها .. الا انها لن تنام كعادتها قبل أن تنهي تلك الأعمال المفروضة عليها والا نالت ما لا يحمد عقباه .. فمنذ وفاة والدها وبعد ان تبعته والدتها وهي علي تلك الحالة .. تعيش وحيدة مع من أطلق عليه قسراً بأخ .. ابتسمت ساخرة وهي تفكر ( رجل البيت ) .. لقد رباه والدهما علي تلك الكلمة .. التي أتاحت له التحكم في أخته الاكبر سناً ومعاملتها باسوأ معاملة .. بل ونعتها بأبشع الألفاظ .. لن تنسي يوماً والدها وهو يشجعه كلما طلبت أمراً هاتفاً ( اسألي أخوكي هو راجل البيت من بعدي ) .. أتاح له العبث بحياتها .. الابن الوحيد المدلل لكونه فقط يحمل صفة الذكورة ولا يعلم شيئاً عن الرجولة .. الأخ الفاشل دراسياً .. الذي حصل علي الدبلوم بشق الأنفس وبعد سنوات متلاحقة من الرسوب .. الذي يترك أخته وحيدة حتي الساعات الأولي من الصباح .. يرفض كل عمل تجده له متعللاً بأنه لا يناسبه .. حتي أصبح مجرد عاطلاً يرفض زواج أخته الوحيدة بحجة العريس المناسب .. الا انها تعلم سبب رفضه الحقيقي .. راتبها !! .. حصيلة عملها التي ينفقها علي سهراته مع رفاق السوء كما تسميهم .. ويترك لها القليل مضافاً لمعاش والدها الضئيل .. ويجب أن تمتن هي لذلك كما يقول .. مسحت دمعة طفرت رغماً عنها وهي تتوجه نحو غرفتها لتحظي أخيراً بقسط من الراحة .. وقبل أن تصل لغرفتها .. فتح باب الشقة ليدلف أخاها وهو يطلق صفيراً منغماً .. لم تبالي وتابعت طريقها الا انه استوقفها هاتفاً ,,,

- " علي فين يا ست ماهي هي ان حضرت الشياطين ولا ايه "

زفرت بحنق وهي تلتفت له هاتفة بنفاذ صبر ,,,,

-" عاوز ايه يا وليد ؟ "

حرك كتفيه بلا مبالاة قبل أن يتحرك بحذائه المتسخ علي سجادة المنزل التي كنستها للتو ويجلس بأريحية واضعاً ساق فوق الأخري ,,,,

-" سخنيلي الأكل "

كتمت دموع القهر وهي تتحرك بلا حول ولا قوة متجنبة الجدال الذي لا فائدة ترجي منه معه لتختفي بداخل المطبخ ,,,,,

وضعت الطعام علي طاولة السفرة وهمت بالعودة لغرفتها الا انه استوقفها هاتفاً ,,,

- " فين المرتب ؟ "

- " حاضر "

عادت من غرفتها بعد أن أحضرت جزئاً ليس بيسير من راتبها لتضعه أمامه علي الطاولة .. اعتدل في جلسته وهو يتناول المبلغ ليحصيه قبل أن يرفع وجهه بحده نحوها هاتفاً من بين أسنانه وهو يلقي بالنقود علي الأرض ,,,,

- " ايه ده ؟ "

- " المرتب "

وقف بسرعة جعلت المقعد الجالس عليه يسقط أرضاً متوجهاً نحوها بأعين تقدحان شرراً .. ارتدت للخلف مجفلة وهي تحمي وجهها بيدها .. قبل أن يهتف بها ,,,,

- " فين باقي الفلوس ؟ "

هتفت بتلعثم من بين دموعها التي انسابت علي وجنتيها ,,,

- " أصل مصروف البيت مبيكفيش و عاوزة اشتري لبس كمان .. انت عارف الشغل في الشركة لازم الاهتمام بالمظهر "

صرخ بها " خشي هاتي الفلوس مش كل 3 شهور تجيبيلك طقم هنصرف منين .. يلا انجزي "

تحركت نحو غرفتها بوهن واستسلام لتعود بعد قليل ممسكة بباقي النقود .. جذب النقود من يدها بحدة هاتفاً بتحذير ,,,

-" وبعد كدة الفلوس تجيلي وتطلبي مني الي انتي عاوزاه فاهمة "

أومأت برأسها ايجاباً قبل أن تركض مسرعة لتحتمي بجدران غرفتها .. فلن تحتمل تشوهاً جديداً في وجهها يثير فضول زملائها في العمل .. أغلقت باب الغرفة خلفها وتكورت علي نفسها كالجنين خلفه تجهش بالبكاء .. لقد أنهكت , استنزفت حرفياً ولم تعد تستطيع الاحتمال أكثر .. دعت الله سراً أن يقبض روحها ويريحها من معاناتها .. فأخاها أبداً لن يرق قلبه لها .. لقد زرع والده به الدلال .. وحصدت هي الاهانة ,,,,

( أقف حافيةً علي حافة الهاوية .. أنتظر سقوطاً لا قيام بعده .. فعندما تنتهي بك السبل .. وينقطع بداخلك الأمل .. تناجي عزوة وهمية بصوت لا يسمع .. وترفع يديك مناشداً منقذاً لا ينفع .. لتعود لوحدتك متسائلاً وهل الدم يشفع ! )

***

انهي اتصاله مع يوسف وعاد لمجلس العائلة .. يطالع زوجته الحبيبة تجلس محتضنة ابنته التي غفت للتو علي ما يبدو علي صدرها .. كم كان قلبه صادقاً عندما اختارها من بين الكثيرات .. فقد كانت له نعم الزوجة ولابنته نعم الام .. وكم اثلج صدره التقارب الحميمي بينها وبين ابنته .. بل وكل عائلته .. فهل هناك من يعرف الأميرة ولا يعشقها .. ابتسم لها بحب عندما رفعت نظرها نحوه .. كم كان الله رحيماً بها .. أهداها رجلاً بكل الرجال .. لقد أنساها زواجها السابق .. ومحنة ترملها .. أعاد لها ثقتها بذاتها .. وحبها للحياة .. بادلته الابتسامه وهي تقول ,,,,

- " ايه الاخبار كلموا كريم خلاص ؟ "

نظر لها بعتاب مصطنع قبل ان يقترب جالساً بجوارها يحتويها وابنته بجانب قلبه .. ثم مال عليها هامساً ,,,,

- " متخلينيش أقلب علي كريم من اولها "

نظرت له بتساؤل فقرص وجنتها بخفة متابعاً ,,,

- " بغير يا أميرة قلبي "

احمرت خجلاً وهي تحاول اخفاء خجلها عن الجميع .. الا أن عينا شادي الثاقبتان التقطتا خجلها فهتف بمزاح ,,,

- " الله يسهلك يا ريس وبلاش احنا "

ثم لكز زوجته المنهمكة في طبق الحلوي الذي بيدها متابعاً ,,,

- " شايفة الناس الي بتتكسف وبتحمر وانتي قاعدة تحشري ومحدش هامك "

لوت ثغرها بطفوليه وهي تهتف بينما تلوك الطعام الذي امتلأ فمها به ,,,

- " الله بحب البسبوسة يا شادي سيبني أستمتع "

قبل شادي قمة رأسها وهتف بغيظ ,,,

- " استمتعي يا حبيبتي وأنا أتفرس هنا متشغليش بالك .. أملي التانك انتي بس "

ضحكت والدتهما وهي تنادي الخادمة هاتفة ,,,

- " تعالي خدي جوري علشان نامت "

ثم نظرت لأبناءها وكناتها بسعادة وتابعت ,,,

- " وانا كمان هقوم انام بقي تصبحوا علي خير يا ولاد "

بعد ان غادرت حماتها التفتت لسيف مجدداً ,,,

- " بجد يا سيف ايه الاخبار .. انت عارف ان كريم زي يوسف متهزرش "

ضحك سيف وهو يشدد من احتضانها مقبلاً وجنتها ,,,

- " يوسف وحلا كلموه وهيجي الشركة من اول الأسبوع "

أومأت برأسها باسمة فهتف شادي مازحاً ,,,

- " يا عم الحاج ليك اوضة مقفولة حس بالغلابه "

ثم نظر لزوجته الغافلة وتابع ,,,

-" والناس المتطنشين "

سحب سيف زوجته من يدها وهو يقف قائلاً ,,,

- " علي رأيك يلا تصبحوا علي خير "

- " وانت من اهله "

ثم عاد بنظره لزوجته التي ترمقه بتساؤل هاتفاً ,,,

- " يمهل ولا يهمل "

***
وقفت تطالع هيئتها الأنثوية بخيلاء .. بقميص نومها الجديد زهري اللون .. لقد اشتاقته .. ذلك الجلف الحنون .. اشتاقت مداعباته وكلماته التحببية بينما تنعم بدفء صدره الرحب .. فيومها المزدحم بمذاكرة حمزة و بكاء وشقاوة بلال الصغير .. جعلها تفتقده بشكل أوجع قلبها .. وهو رغم جلافته وتظاهره باللامبالاه .. الا انها تعرفه كراحة يدها .. تري شوقه ولهفته في عيناه .. في لمساته التي يتظاهر بعفويتها أمام أبناؤه لها .. ابتسمت بأشراق .. لقد تأخر اليوم في عمله .. مما اتاح لها فرصة السيطرة علي بلال ووضعه في فراشه بعد أن نام أخيراً .. سمعت باب الغرفة يفتح بهدوء .. فابتسمت بمشاكسة وهي تعي سبب تأخره .. فعندما يأتي مبكراً لا يفارقه حيدر .. حتي بلال ينتظر مداعبته له حتي يغفي رغماً عنه بسبب ارهاق يومه .. أغلق الباب خلفه بهدوء وهو يستند عليه بينما عيناه لا تفارقا أسر عينيها .. فتح ذراعاها في دعوة صريحة سرعان ما لبتها وهي تسرع لترتمي بأحضانه هامسة وهي تستنشق عبقه الرجولي الذي تعشق ،،،،
- " ياااااه ليك شوقة يابو السباع "
كتم ضحكته بشق الأنفس وهو يرفع ذقنها لتواجهه وقبل أن تنطق .. التقم شفتيها في قبلة مشتاقة جائعة كجوعها اليه .. طالت وطالت حتي ابتعدت شاهقة وهي تهمس بأعين مغمضة و أنفاس متقطعة ،،،،،
- " كمان "
لم يكن لينتظر دعوتها فلولا حاجتهما للهواء ما ابتعد .. انقض علي شفتيها يقبلها بشراسة جعلتها تترنح فقدماها اللاتي أصبحتا هلاميتان لم تسعفانها .. احتضن خصرها مقرباً لها منه وهو يعمق في قبلته .. ابتعد بعد فترة دافعاً لها نحو الفراش وهو يخلع جلبابه ،،،،،
- " همي يا ليلة آني ما صدجت ملعون أبو الي يجول عاوز اعيال "
- " فتحت ذراعاها علي اتساعهما هاتفة ،،،،
- " يا أهلاً بالمعارك "
لم تفت دقيقتان واستمعا لصوت بكاء صادراً عن غرفة الصغير .. شتم حمزة بصوت خفيض وهو يبتعد بوجهه عنها .. جذبته مجدداً نحوها بتيه ،،،،،
- " لا لا لا رايح فين يا ابو لبدة عليا وعلي أعدائي "
- " لهو انتي فاكرة اني ههملك الليلادي توبجي بتحلمي .. نيميه وعاودي هستنظرك "
رمقته بشك فأومأ لها مشجعاً .. حركت كتفيها باستسلام وعدلت من هيئتها لتهرع لغرفة الصغير ،،،
عادت بعد قليل محتضنة لبلال .. لتغلق الباب خلفها وتبدأ في التربيت علي ظهره حتي تساعده علي معاودة النوم .. حرك الصغير رأسه للخلف فتظاهر حمزة بالنوم بسرعة .. كتمت ضحكتها وهي تعيد وجه الصغير للجانب الآخر فهتف بانزعاج " نيلة "
- " دي ستين نيلة مش نيلة واحدة .. نام يابني .. نام يا ضنايا "
كتم حمزة ضحكته وهو يتكئ بظهره علي الفراس مكتفاً ذراعاه أمام صدره .. يتفحص انحناءات جسدها بجوع لم تغفله عيناها .. ابتسمت بثقة وأخذت تحرك الصغير حتي انتظمت أنفاسه .. اشارت له بيدها علامة الصمت وفتحت باب الغرفة لتعود بالصغير الي فراشة ،،،
عادت بعد قليل لتغلق باب غرفتها بالمفتاح هامسة بلهاث ،،،،
- " بببببس ،، لو البيت ولع مش طالعة تاني "
ثم قفزت بجواره علي الفراش هامسة بغنج ،،،
- " كنت عاوز ايه بقي يا عشوائي يا بتاع الزرايب "
جذبها حمزةبعنف لتسقط علي صدره هامساً ،،،،،
- " تعالي أما أجولك "



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 19-03-18 الساعة 06:37 PM
Hader Elsayed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 12:58 PM   #3

Hader Elsayed

? العضوٌ??? » 410916
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » Hader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني


الفصل الثاني

أغلق الهاتف بعد محادثة طالت وجدالات كثيرة لم تثمر كالعادة .. فحلا العنيدة أقنعته كعادتها بوجهه نظرها التي لم تعد تفاجئه .. تلك الصغيرة المليئة بالحياة تمتلك من الحكمة ورجاحة العقل ما لا يمتلكه الكثيرين .. ابتسم وهو يحرك رأسه بمعني لا فائدة عندما لاحظ نظرات زوجته الفضولية له .. كعادتها تهتم بكل من حولها .. أمرأة بقلب من ذهب .. أم بالفطرة .. أحياناً يشعر بأنها تهادنه كطفل لا ككبير عائلة ورجل رأي الكثير وعلمته الحياة والتجارب ما هو أكثر .. اختيار صائب لمن يثق بأنها ستحتوي عائلته وتكون نعم العون والسكن .. ابتسم لها بمودة وهو يقترب مقبلاً جبهتها بامتنان صامت قبل ان تساله ,,,

- " خير يا حاج مالها حلا بقالكوا كتير بتتكلموا .. في حاجة , هي وجوزها كويسين ؟ "

أومأ لها ايجاباً قبل أن يتمدد علي الفراش متكئاً برأسه علي ظهر سريره ,,,

- " مفيش يا حاجة كلاتهم بخير .. كانت بتكلمني علي كريم أخوها "

ضيقت بين عينيها بتساؤل صامت فتابع ,,

- " كريم هيسيب الشغل في الشركة عندينا "

شهقت واضعة يدها علي صدرها وهي تهتف بجزع ,,,

- " محمد عمل حاجة تاني ؟ "

حرك رأسه نفياً ثم زفر بخفوت ,,

- " لا محمد معملش حاجة المره دي بس هي عاوزة تبعد اخوها عنيه وعن ندي علشان غيرة محمد "

رفعت فاطمة حاجبيها باعجاب لم تخطئه عيناه وهتفت ,,

- " ست الستات بصحيح عقلها يوزن بلد .. ربنا يكملها بعقلها ويخليلها بنتها "

أمن الحاج بلال عليها وشرد بعينيه في الفراغ .. لقد طال عقاب ندي لمحمد اكثر مما كان يتوقع .. رغم فخره بقدرتها علي اثبات نفسها بعيداً عن كنفه .. الا انه يخشي من طول الهجر .. ومحمد رغم حبه الواضح لندي الا انه في الأخير رجلاً .. يحتاج لزوجة ترعاه .. فبرغم عودة جمالات بعد شفائها وبقائها برفقته .. الا ان فراشه البارد يحتاج لدفء أنثي .. ويخشي أن تدفعه ندي رغماً عنه لما لا يحمد عقباه .. زفر بخفوت عندما اتته نبرة زوجته القلقة ,,,

- " مالك يا حاج سرحت في ايه ؟ "

حرك رأسه نفياً وهو ينزلق ليفترش سريره بينما يميل بجزعه ليطفيء نور الغرفة الجانبي ,,,

- " ولا حاجة يا حاجة .. تصبحي علي خير يا ست الستات "

لم تريحها نبرة صوته والقلق الذي استشعرته بها .. ولكنها اثرت الصمت وتمددت بدورها وهي تهمهم بخفوت ,,,,

- " وانت من اهل الخير "

***

في الصباح بمنزل عائلة باسم ,,,

وقفت مها تعدل من رابطة عنقه وهي تتشيح ببصرها عن عيناه والاحمرار يغزو وجنتيها من نظراته المتفحصة لها .. ابتسم بثقة واضعاً يديه في جيوب بنطاله وهو يرفع احدي حاجبيه بمكر هامساً وهو يميل عليها بوجهه ,,,

- " مالك ,, هو انتي لسة بتتكسفي مني ؟ "

عضت شفتها السفلي بحرج ولم تجيب فتابع بنفس النبرة ,,,

- " متخافيش عادي يعني ما نادر ساعات بيسيبلك حور .. مفيهاش حاجة يعني يوم من نفسنا نسيبلهم يزن "

اشتعلت وجنتاها وهي ترفع عيناها نحوه هامسة ,,,

- " ازاي بس يا باسم هقول لرحمة خدي ابني يبات في جناحك النهاردة .. موقف محرج "

قرص وجنتها ثم مال عليها مقبلاً لها وهو يهمس في أذنها ,,,

- " خلاص أنا هسيبه لنادر ,, ملكيش حجة أهو "

أطرقت برأسها ولم تجيبه .. فامتدت أنامله لتمسك بذقنها لتواجهه وهمس برجاء ,,,

- " علشان خاطري .. وحشتيني يا مها متستعبطيش بقي "

ابتسمت ولم تجيبه فتصنع الحزن وهو يترك ذقنها ليبتعد عنها ,,,

-" خلاص يا مها مش هقوله حاجة واضح ان انا موحشتكيش "

اتسعت عيناها بصدمة من مسار أفكاره وبدون وعي اسرعت لتقترب منه عاقدة ذراعيها خلف رأسه وهمست بشوق واضح ,,

- " والله وحشتني اوي .. خلاص متزعلش بس بردو انت الي هتقول لنادر "

ضحك بصوت مرتفع وهو يلف ذراعيه حول خصرها ليشدد من احتضانها وهمس امام شفتيها ,,,

-" هتوحشيني لحد بليل "

ثم قبلها قبلة سريعة و خرج مسرعاً ليلحق بنادر ,,,,

في نفس الوقت في جناح نادر ورحمة ,,,,

- " يلا يا نادر هتتأخر علي الشركة "

خرج من الحمام يلف المنشفة حول خصره وترك صدره عارياً .. بينما بمنشفة أخري يجفف رأسه .. أبعد المنشفه عن احدي عينيه وهتف ممازحاً ,,

- " حلاوتك يا واد يا صعيدي انت وانت متدبلج بالعامية "

تناولت منه المنشفة وبدأت تساعده في تجفيف شعره هاتفة بحنق ,,,

- " بلا عمتك بلا خالتك بقي "

ضحك بشدة وهو يقبض بيديه علي معصميها ليجذبها فتسقط علي صدره قبل أن يهمس باغواء ,,,

- " نيمي البت قبل ما اجي أنا بقولك أهو بدال ما ارتكب فيكي جناية "

ضحكت بغنج وهي تقترب منه هامسة ,,,

- " ولو منيمتهاش هتعمل أيه يا سبعي "

اعتصر خصرها فتأوهت بخفوت قبل أن يهمس بمكر أمام عينيها ,,,

- " لو قولتلك دلوقتي هعمل ايه مش هلحق أروح الشركة .. وعن نفسي شايفها فكرة ممتازة "

تململت بين ذراعيه وهي تهتف بتحذير و تبرق بعينيها ,,

- " بعد عني يا نادر أني بجولك أها "

ضحك بانطلاق وهو يبتعد عنها ليتناول وملابسه الموضوعه علي الفراش وهتف من بين ضحكاته ,,,

- " واضح أن المدبلج بتاعك بيتخلي عنك لما بتتوتري .. لازم أشوفلك واحد مستورد أنا عارف النوع الصيني ده عمره قصير زي طوله "

رن هاتفه فأسرعت لتنظر لرقم المتصل الذي ما كان سوي باسم ففتحت الخط وقالت ,,,

- " صباح الخير يا أبو يزن "

- " صباح الخير يا رحمة .. جوزك فين "

- " بيلبس أهو ونازل علطول "

صرخ بها نادر بسرعة ,,,

- " قوليله ميمشيش عربيتي لسه عند الميكانيكي "

سمعت صوت ضحكة باسم الذي وصلته كلمات أخيه هاتفاً ,,,

- " قوليله هستناه علي السفرة ميتأخرش "

- " حاضر "

***

بعد ان استقلا السيارة هتف باسم ونادر في نفس الوقت ,,,

- " بقولك يا ندور " - " بقولك يا باسم "

ضحك نادر بانطلاق وهو يهتف ,,,

- " استر يارب طالما فيها ندور تبقي فيه مصيبة "

باسم ضاحكاً ,,

- " عيب عليك ده أنت حبيبي ورجولة "

- " أيوة أيوة قسم وسمعني عاوز ايه يا كبير "

- " عاوزك تعمل مع اخوك حركة جدعنة وتاخد يزن يبات في جناحك النهاردة "

ضحك نادر حتي أدمعت عيناه وهو يضرب كف بكف ,,,

- " هار أسوووح انضربت الليلة "

- " ها "

- " ولا ها ولا با بقي .. أنا النهاردة هشوف حد من الفراشين يكون عنده مربية ثقة .. الوضع ده مينفعش هنحرف الله يحرقكوا "

أيده باسم وقال ,,,

- " صح وعلي الله واحده فيهم تعترض .. الوضع معادش ينفع يتسكت عليه "

***

كان يتحرك في مكتبه كالليث الحبيس .. لم ينم ليلته وعقله لا يستوعب تصرفات ندي .. لقد امتن حقاً لتصرف حلا عندما أخبره جده قبل أن يخرج من البيت باستقالة كريم .. يعترف بأن كريم كان مكسباً للشركة .. لقد أنبه ضميره الا أن فكرة عمله في شركة سيف كانت فكرة سديدة .. ستريح ضميره من ناحيتة علي الأقل .. رغم عدم اتفاقه معه بسبب التصاق ندي به واعتمادها عليه .. الا انه يعترف بكفاءته وجديته واخلاصه في العمل .. نظر في ساعة معصمة .. لماذا تاخر باسم اليوم وهو يحتاجه .. زفر بخفوت وهو يستمع لطرقات باب مكتبه التي قطعها دلوف باسم للمكتب ,,,

- " صباح الخير "

نظر له محمد بتأنيب قائلاً ,,,

- " كل ده تأخير "

ضحك باسم وهو يقترب منه واضعاً يده علي كتفه وقال ,,

- " ايه هتعملي لفت نظر ولا ايه ؟ "

دفع يده عن كتفه بحنق وهتف بحدة ,,,

- " مش وقت هزارك أنا علي أخري أصلاً "

ضيق باسم بين عينيه متسائلا ,,

- " خير حصل حاجة ولا ايه ندي كويسة هي واسر ؟ "

- " كويسين يا سيدي أنا الي مش كويس "

رمقه باسم بتساؤل صامت سرعان ما أجاب عنه ,,,

- " كريم قدم استقالته وجدي وافق "

ظهر الضيق علي ملامح باسم وهو يحدثه مؤنباً ,,,

- " يا شيخ ملعون أبو الغيرة .. الراجل ذنبه ايه في مشاكلك أنت ومراتك يا محمد .. وهتقول ايه ليوسف وحلا أكبر بقي بلاش شغل المراهقين ده "

تأفف محمد وهو يعود ليجلس خلف مكتبه قبل أن يعقد كفيه علي سطحه ,,,

- " هيشتغل في شركة سيف الشاذلي يا حبيبي متقلقش .. ده حتي الاستقالة دي كانت اقتراح حلا ويوسف وهو وافق "

رفع حاجبيه باعجاب وهو يتجه ليجلس بدوره علي المقعد أمام المكتب ,,

- " بصراحة حلا ويوسف دول زي المثل الي بيقول حلة ولقت غطاها .. نفس الدماغ .. ربنا يباركلهم "

ثم زفر بارتياح وهو يتابع بتساؤل ,,

- " طيب ولما الحكاية كدة انت متعصب ليه ؟ "

عاد بظهره ليستند برأسه علي ظهر كرسيه وهتف بضيق ,,,

- " ندي مش مدياني وش خالص يا باسم .. أنا تعبت والله ومش عارف أعمل ايه تاني علشان ترضي وترجعلي "

حرك باسم رأسه بتفهم قبل أن يتكلم بموضوعية ,,

- " بص يا محمد ,, المثل بتاع البعيد عن العين بعيد عن القلب ده مثل فاشل .. البعيد عن العين بيعشش في القلب أكتر .. الواحد مبيعرفش قيمة الي كان بيملكه الا بعد ما بيخسره .. ندي مسألة وقت وهترجعلك متخافش .. حب زي حب ندي الكبير ليك مبيموتش بالساهل ومش سنه بعد الي هتموته وحته منك رايحة جاية قدامها .. الفكرة هنا انت لازم تكون مستعد لخطوة رجوعكوا أكتر منها .. لان المرة دي غلطة كمان وتاكد ان ندي مش هترجع تاني لو السما انطبقت علي الأرض ,, فاهمني ؟ "

اومأ محمد برأسه ايجاباً بحركة بطيئة وعيناه ثابتتان علي باسم بشرود .. يعلم أن ما يقوله حق .. يعلم أن ندي الجديدة ان عادت لن تتحمل أخطاء جديدة .. يعلم أن طريقه معها سيصبح كالركض فوق صفيح ساخن وهو الأن يعلم أنه أهلاً لها فهل ترضي !!

***

بعد انتهاء يوم العمل في شركة الشاذلي ,,,

دلفت أميرة لمكتب زوجها كعادتها في نهاية اليوم لتعود برفقته للمنزل .. ابتسمت لها ماهي باشراق رغم علامات الارهاق والخطوط السوداء التي زينت اسفل عيناها .. لن تنكر انها رغبت في يوم أن تكون مكانها .. لقد غارت منها في أول أيام عملها .. سيف الشاذلي برجولته وقوته كان املاً لها في الخلاص .. نداً قوياً لأخاها .. لم تحبه يوماً ولم تتخيله اميراً وسيماً يشاركها أحلامها الوردية .. هي لا تمتلك تلك الرفاهية .. لقد كان الاحترام المتبادل هو محور علاقتها برئيسها في العمل .. الا أن اليأس كان اقوي من اي مشاعر أخري بداخلها .. بعد أن علمت بمعاناة أميرة .. رقت لحالها بل حمدت الله علي حالها هي .. والمثل الشهير يتردد بداخلها ( الي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته ) .. لذا عندما علمت بخبر زواجهما كانت فرحتها لا توصف .. فمن عايش الظلم يشعر بألم المظلوم .. وكم ظلمهما القدر .. تطلعت أميرة بوجل لملامحها المرهقه وهي تلتف حول المكتب لترمقها باشفاق ,,,

- " انتي مبتناميش ولا ايه يا ماهي شكلك مرهق أوي "

ابتسمت لها ماهي بارهاق وهي تجيب بتعب عجزت عن اخفاؤه رغم محاولاتها ,,,

- " لا انا كويسة هو بس شوية ارهاق من الشغل مع قلة نوم "

أومأت لها أميرة بتفهم قبل أن تبتسم لها مشجعة ,,,

- " طيب يلا علشان تروحي واهو فرصه بكرة الجمعة تنامي براحتك "

أخفت ماهي ابتسامة متهكمة بشق الأنفس .. وهل لمثلها راحة او خلاص .. قبل أن تتكلم كان باب مكتب سيف يفتح ويخرج سيف منه باسماً يحمل حقيبته السوداء قبل ان يقترب ليحتوي زوجته وهو يطبع قبلة حانيه علي جبهتها ,,,

- " سمعت صوتك فقولت متأخرش عليكي "

ابتسمت له اميرة بحب ظهر جلياً في مقلتيها العسليتان بينما كانا غافلان عن نظرة التمني التي كانت ترمقهما بها ماهي .. تماماً كيتيم يتابع حنان أبوان علي طفلهما .. يتابع الثمرة المحرمة التي تاقت نفسه لها .. اغتصبت ابتسامة دبلوماسية عندما نظر لها سيف .. قبل أن يتحدث بعملية أصبغ عليها رقته المعهوده ,,,

- " يوم السبت أن شاء الله هيجي أستاذ كريم العمري يا ماهي .. سجلي ده في دفتر المواعيد متنسيش "

أومات له بطاعة قبل أن يجذب زوجته من يدها ويغادرا المكتب ,,,

جلست علي مقعدها متناولة مفكرة المواعيد الخاصة برئيسها وخطت

( يوم السبت .. معاد الأستاذ كريم العمري )

شردت بعقلها لفترة وهي تعبث بالقلم في يدها لا تعلم لكم طالت .. قبل ان تنتبه لتنظر في ساعتها وتجدها قد تجاوزت ساعات العمل الرسمية .. ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهم بالوقوف قبل أن تتجمد كل حواسها وهي تلاحظ الدوائر التي رسمها القلم فوق جملة واحدة فقط ( كريم العمري )

***

( أمومة مطعونة بنصل الخذلان .. مشاعر مبتورة يغلفها الحرمان .. نبات يابس تبعثر فوق أراضي الوديان .. وأحلاماً وأدت وأبحرت في عالم النسيان .. لتعود الوحيدة لوحدتها تلعق جراحاً خلفها سوط السجان .. تنشد خلاصاً عزيزاً رغم رخص الانسان )

جسدها يؤلمها دون أن تجد مصدر الألم .. رأسها يكان ينفجر من الصداع المؤلم الملازم لها منذ ليلتها الفائتة .. ذاهلة تتلفت حولها كمن أصابها مس .. تتمسك بمنامنته كطوق نجاة انبثق من قلب اعماقها الثائرة .. عيناها المتورمتان تغشاهما سحابة من الدموع تحجب الرؤية عنها .. تشعر بجدران الغرفة تكاد تطبق علي أنفاسها .. الهواء ! تشهق مناشدة الهواء بلا فائدة ترجي .. تحركت بتثاقل عاجزة عن التقاط انفاسها .. تتملمس الدعم من كل ما هو حولها علها تصل لوجهتها .. فتحت الباب بعد عناء .. ليظلم فجأة كل ما هو حولها .. ووعيها يرأف بها فيمنحها راحة مؤقتة ويتخلي عنها .. فتسقط علي الأرض فاقدة للوعي ,,,,

أنت بصوت خرج وهناً ورأسها يكاد يتمزق من الألم .. رفعت يدها لتمسد راسها ولكن شيئاً ما اعاقها .. فتحت عيناها علي مهل لتطالع السقف الأبيض للغرفة .. رائحة المعقمات تكاد تزكم انفاسها .. أنفاسها !!! للتو تنبهت للقناع المتشبث بوجهها .. يبثها انفاساً اصطناعية عجزت عن التقاطها بنفسها .. سمعت صوت والدتها الباكية يقترب .. بينما والدتها تهتف بصوت خرج مبحوحاً من البكاء ,,,,

- " هند ,, انتي كويسة يا بنتي ؟ "

حركت رأسها نفياً بحركة عنيفة وهي تشعر بصدرها يتضخم .. أخذت تلهث بشدة وهي تهمس بصوت متقطع ,,,

- " ش ش شيلي الماسك "

أسرعت والدتها لتزيح القناع عن وجهها .. لتشهق الأخيرة شهقة مرتفعة ثم تخرجها علي شكل زفير متقطع .. ربتت والدتها علي كتفها باشفاق وعندها .. أتاها صوت جلادها .. يتشدق بانزعاج واضح وهو يتحرك بخيلاء نحو فراشها هاتفاً ,,,,

- " ايه الدلع الماسخ ده .. قولتلك مفيهاش حاجة .. جبتينا بس علي ملا وشنا "

حركت رأسها للجانب الاخر .. لا تريد رؤيته .. صوته يزعجها .. وجوده حولها تمقته .. تبلد مشاعره وصلافة حديثه تشعرانها بالغثيان .. وصلها صوت والدتها المتوتر وهي تجيبه ,,,,

- " فين بس الدلع ده .. دى كانت قاطعة النفس .. لولا أمينة ( الخادمة ) أخدت بالها كانت راحت مننا "

لوح بيده بنفاذ صبر وهو يتأفف قائلاً ,,,

- " كانت ريحت ,, ادي خلفة البنات وقرفها "

لم تجيبه وهي تشعر بالخزي من عدم قدرتها علي الانجاب بعد هند .. لقد امتنت سابقاً لعدم زواجه لينجب ذكراً يحمل اسمه .. ولكنها الان ودت لو تزوج بأخري وأنجب .. لكانت ارتاحت وابنتها مما تعانيانه علي يديه .. لما تشدق بتضحيته الكبيرة كل لحظة .. أعادت وجهها نحو ابنتها التي تصرخ أمومتها بداخلها .. ترثي بنوتها وانتمائها لذلك الصلد فاقد الرحمة .. سمعت صوته المنزعج يهتف ,,,

- " أنا هروح أشوف الدكتور خلينا نمشي عاوز أنام "

بعد أن سمعت صوت انغلاق باب الغرفة .. التفتت لتواجه والدتها قبل أن تهمس برجاء تقطع له نياط قلب الاخيرة ,,,

- " هتخليني أشوفه تاني يا ماما صح .. مش هتحرميني من ابني "

بكت الأم بصمت وعجزها يكبلها .. عجز حتي عن مواساة وحيدتها وهي ترمقها بأعين يملؤها الرجاء .. فهتفت هند بعصبية وهي تتشبث بذراع والدتها ,,,

- " بالله عليكي قوليلي أنك هتتصرفي وتخليني أشوفه .. هموت يا ماما والله هموت لو مشوفتهوش تاني .. مش كفاية أخده من حضني واداه لواحدة غريبة تربيه .. فيه أب يعمل في بنته كده ! "

- " اهدي بس يا بنتي "

- " متقوليليش اهدي .. انتي مش حاسة بالنار الي جوايا .. انا مفرحتش في حياتي كلها .. هو فرحتي وعوضي عن عمري الي راح مع كلب استنزفني .. لولاه كنت انتحرت من زمان وخلصت .. لو مشوفتش ابني هموتلكوا نفسي واخلص من العذاب ده "

صرخت بها والدتها بجزع ,,

- " تنتحري ! عاوزة تموتي كافرة "

أشاحت هند بوجهها وهي تهمهم بجملة تعلم عدم صحتها ,,,

- " ربنا هيسامحني "

همت الأم بالحديث الذي قاطعه دلوف والدها للغرفة بصحبة الممرضة يهتف بنفاذ صبر ,,,

- " أنا هنزل أحاسب المستشفي وانتي لما الممرضة تشيل عنها المحلول هاتيها وحصليني علي الباركينج "

***

نظرت بجانب عينها لحيدر بينما تطعم بلال الصغير وهتفت ,,,

- " انت يابني الخط نازل يشرب من البحر ارحم امي بقي .. الأبلة بتاعتك ليها الجنة "

رفع حيدر حاجبه وهو يلوي شفتيه باستنكار واضح قبل أن يقول ,,

- " الأبلة جالتلي خطك زين .. انتي الي خطك عفش "

ضحكت بتهكم وهي تضع اللقمة بفم الصغير الذي ينقل بصره بينهما باستغراب واضح وكأنه يشاهد عرضاً لأحد أفلام الكائنات الفضائية وهتفت ,,,

- " ده زين .. ده نيلة علي رأي بلال .. الواد متعلمش يقول غيرها"

ضحك حيدر بانطلاق وهو يشير نحوها باصبعه ,,,

- " ده جصده عليكي "

ضيقت ليلي بين عينيها بتساؤل قبل أن تقول ,,

- " مش فاهمة "

تأفف حيدر وهو يغلق كراسته ليضعها جانباً ,,,

- " يابووووي .. مخك تاخين جوي بس أني هفهمك "

وضعت ليلي يدها أسفل ذقنها بينما ترفع حاجبيها باستهانة واضحة لتقول ,,,

- " فهمني يابو المفهومية .. مهي ظاطت "

تجاهل حيدر تهكمها الواضح وهو يجيبها بجدية مضحكة ,,,

- " بلال ازغير معيعرفش يتكلم واصل .. ومبيجولش غير نيلة ومبيجولهاش غير ليكي انتي .. نيلة جصده ليلة .. كيف ما بوي بينادم عليكي "

شهقت ليلي لاطمة صدرها وهي تنقل بصرها بينهما بينما الصغير يضحك من حركتها هاتفاً بسعادة ,,,

- " نيلة "

تخصرت ليلي وهي تقف بعد أن أجلست الصغير مكانها ,,,

- " نعم ناااعم يا ولاد حمزة .. واحد يقولي مرة والتاني يقولي نيلة .. لهو أنا ملطشة في البيت ده ولا ايه لاااااا أنا اتهزقت أووووي "

شعرت بكف حط علي قفاها فالتفتت شاهقة لتطالع حمزة الضاحك قبل أن تهمس من بين أسنانها ,,,

- " برستيجي راح ,, لما ندخل أوضتنا نضرب بعض بالروس كمان عادي بس هنا قدام العيال .. احترمني الشوية .. ده الي مطلعش من البيضة بيقولي نيلة "

ضحك حمزة وهو يغمز حيدر ويحمل الصغير مقبلاً وجنته هاتفاً ,,,

- " انتي عرفتي ؟ "

اتسعت حدقتاها بصدمة وهي تسأله باستنكار ,,,

- " انت كنت عارف ومقولتليش ؟ "

حمزة ضاحكاً ,,

- " لجيتك فرحانة جوي وكل ما تشوفيني وتجوليله جول أيوتها حاجة ,, الواد يضحك ويجول لامه الهبله يا نيلة .. جولت خليها علي عماها أحسن "

كتمت ضحكتها وهي تهتف بغضب مصطنع بينما تترك الغرفة ,,

- " كده يا حمزة تخلي عيالك يهزأوني .. أنا رايحة لجدي بلال ومش قاعدالك "

كتم حمزة ضحكته ووقف مكانه بينما حيدر ينقل نظره بينهما بترقب .. قبل أن يلتفت لوالده هاتفاً ,,,

- " انت هتهملها تروح يابوي ؟ "

نظر حمزة لليلي التي وقفت خلف الجدار تتوسله بعيناها ألا يخرب خطتها وهتف ,,,

- " بشوجها "

زفر حيدر بانزعاج وعندها خرجت ليلي تحاول احكام وشاحها حول رأسها .. لم يجد بداً من الانتظار ووالده لا يحرك ساكناً فأسرع نحوها ,,,

- " علشان خاطري يا أمي متهمليناش "

نظرت لحمزة الذي يرمقهما بحنان .. لقد كان يعلم سبب فعلتها .. يعلم بأنها لم تغضب من مزاحه الذي اعتادته .. ولكنها اشتاقت كلمة أمي من بين شفتي حيدر .. التفتت له قبل أن تفتح ذراعيها فيرتمي بهما .. احتضنته بحنان قبل أن تبتعد قليلاً ضاربة لرأسه بخفة ,,,

- " وهو أنا لازم علشان أسمع منك أمي أعملي مصيبة .. يعني شايفني غلبانة وبلال بيقولي يا نيلة مصعبتش عليك "

نظر لها ببلاهه لوهلة قبل أن يهمس بادراك متأخر ,,,

- " يعني أنتي مكنتيش هتهملينا "

حركت رأسها نفياً باسمة ,,,

- " وأنا أقدر اعيش من غير مناكفتك ولسان أبوك و كلمة يا نيلة من لسان الأوزعة الصغير "

ثم قرصت وجنته وتابعت ,,,

- " أنا بعيد عن السيرك القومي ده أموت "

احتضنها حيدر فهتف حمزة بملل من خلفهم ,,,

- " طيب يلا يا ست ليلي الحلو جهزيلنا الوكل "

أومأت ايجاباً وخلعت وشاح رأسها لتدخل المطبخ قبل أن تعود وهي تغمز حمزة خفية عن اعين حيدر الذي اولاها ظهره ليداعب أخاه ,,,,

- " وبعد كدة نشرب شاي بالياسمين "



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 19-03-18 الساعة 06:40 PM
Hader Elsayed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 02:06 PM   #4

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

المره ديه يا تري هتعمل ايه يا نيله 🙊قصدي يا ليله 😂😂😂
ندي بصراحه زودتها طاقه الراجل مش زي طاقه الستات
نادر ده مصيبه وباسم مصيبه أكبر
واضح ان العيال هيبقوا سبب مشاكل المره ديه بس بديارب يكونوا سبب في حلها بردوا


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 02:30 PM   #5

Hader Elsayed

? العضوٌ??? » 410916
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » Hader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
المره ديه يا تري هتعمل ايه يا نيله 🙊قصدي يا ليله 😂😂😂
ندي بصراحه زودتها طاقه الراجل مش زي طاقه الستات
نادر ده مصيبه وباسم مصيبه أكبر
واضح ان العيال هيبقوا سبب مشاكل المره ديه بس بديارب يكونوا سبب في حلها بردوا
ههههههههههههههههه حبيبتي يا ام زياد ربنا يستر


Hader Elsayed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 05:58 PM   #6

منو6

? العضوٌ??? » 404248
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » منو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا هدير في روايتك الجديده
هدير رواياتك جميله وخفيفة الظل ولكن واعذريني ع الصراحه ولولا اعجابي بك وبماتكتبين ورجائي ان يصل للقمه ماكنت كتبت لك
عزيزتي رواياتك تتسم بالجرأه عن العلاقات الخاصه بين الازواج وكثرة الوصف لهاوكذلك وجرأة ليلى بخصوص هذا الموضوع في الجزء الثاني احسستها اوفر بدرجه كبيره خاصة انها كانت تتحدث امام رجال غرباء عنها
ارجو الا يضايقك رايي وبالتوفيق


منو6 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 06:12 PM   #7

Hader Elsayed

? العضوٌ??? » 410916
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » Hader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منو6 مشاهدة المشاركة
مرحبا هدير في روايتك الجديده
هدير رواياتك جميله وخفيفة الظل ولكن واعذريني ع الصراحه ولولا اعجابي بك وبماتكتبين ورجائي ان يصل للقمه ماكنت كتبت لك
عزيزتي رواياتك تتسم بالجرأه عن العلاقات الخاصه بين الازواج وكثرة الوصف لهاوكذلك وجرأة ليلى بخصوص هذا الموضوع في الجزء الثاني احسستها اوفر بدرجه كبيره خاصة انها كانت تتحدث امام رجال غرباء عنها
ارجو الا يضايقك رايي وبالتوفيق
لا لا يا قلبي انا متفهمة وجهة نظرك هفهمك وجهه نظري بالنسبة للوصف في العلاقات انا بحاول اوصل مشاعر الأبطال للقارئ وده مش عندي بس ده موجود كتير جدا في روايات حبيناها وتفاعلنا معاها كلنا صدقيني مش غرضي أبداً اثارة الغرائز وخلافه . بالنسبة لنقطة ليلي . ليلي بنت بسيطة تعليمها علي أدها طالعة من عشوائيات تخيلي معايا الشخصية بتكون عفوية وبتتكلم في اي حاجة عادى وده موجود بالفعل علي فكرة في المناطق دي ده غير ان الهدف من جرأة ليلي بجانب واقعيته فهو للفكاهة لا أكثر واتمني تكون وصلتلك وجهة نظري وشكرا لنقدك يا قلبي


Hader Elsayed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 06:21 PM   #8

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,035
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبروك نزول الجزء الجديد هدير

ابو هند ربي ياخذه ان شاء الله .. فوق ما الّي صار لبنته كله بسببه يجي يحرمها من ابنها بعد ما طلقها الحقير زوجها

ابو ماهي الله لا يرحمه وعسى ابنه يلحقه باسرع وقت

منى ما اريدها ترجع لمحمد

كريم نصيبه جابه لحد ماهي

حبيبتي ربي يعطيچ العافية .. وان شاء الله يعجبچ هالغلاف الهدية ↓






Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 07:30 PM   #9

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروك على نزول الجزء الثالث
بالتوفيق 💜💖💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-18, 08:21 PM   #10

*جارة القمر*

نجم روايتي وبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية *جارة القمر*

? العضوٌ??? » 354051
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,394
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » *جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute*جارة القمر* has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
.لا تطلـبي حُريّـةً أيّتها الرّعيـّةْلا تطلُبي حُريّـــةً ..بلْ مارسـي الحُريّـةْ.إنْ رضـيَ الرّاعـي .. فألفُ مرحَبـاوإنْ أبـىفحاولي إقناعَـهُ باللُطفِ والرّويّـةْ ..❗❗❗❗
افتراضي


الف مبرووووك روايتك عزيزتي هدير
العنوان كثير حلووو و يعبر عن رواية جميلة ...بأنتظارك ان شاء الله


لي عوده بعد القراءة


*جارة القمر* غير متواجد حالياً  
التوقيع
سبحان الله و بحمده
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.