شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   كارمن (لعنة أم عشق) (1) .. سلسلة أغلال الماضى * مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t468648.html)

مارينا جمال 28-03-20 09:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار (المشاركة 14762363)
🌸🌸🌸فصل جميل جدا وراوية قوية متابع معك اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم 💮


شكرا كتير وانا هستنى تعليقات حضرتك

مارينا جمال 30-03-20 11:57 PM

الفصل الثانى
______________
"الماضى الذى يعود حاملاً سوطه،سيضرب فى رأسك مسماراً ذهبياً ، مسماراً قصيراً لا يكفى قتلك ."
__________________________________________
كان يتكأ للأمام ،يراقب شرود صديقه عن عالمهما، حركات يديه الرتيبه على سطح المكتب التى تدل على استغراقه فى التفكير،عاقداً لحاجبيه ، و شفتيه مزمومتين ،وعيناه ..........كانت كما لو كان يشاهد عرضاً سينمائياً .
كان لا يزال عالقاً فى لقاء الصباح_ ألايزال عالقاً فى زمانها حتى تلك اللحظة؟!_ متذكراً ملمس يدها البارد على جلده ، لمسه تعالت لها نبضات قلبه ،قلبه الذى طالب بأكثر من لمسه ، ربما مزيد من القرب ، وكأنهما سمعت لتوسل قلبه فسحبت يدها سريعاً لتشيح وجهها ، ولكن ليس قبل أن يلاحظ نظرات اللوم والعتاب بعينيها لينسدل عليهما ستار حاجب ، نظرات أربكت دواخله أكثر من نظراتها الجليدية.
إراح رأسه للخلف لتغمض عيناه سارحة فى تفاصيلها الجديدة، ليرتخى فمه المشدود ،راسماً ما يشبه البسمة.
ملامح أصبحت أكثر نضجاً ونعومةً ، خصلات قصيرة تحيط بوجهها الصغير لتعطيه هالة ملائكية ،هالة هو وحده يعرف ما يختفى خلفها، نيران حارقة أشتعلت بصدره مجدداً عندما تذكر تململ جسدها لتلتصق بأخر ,كأنها تحتمى منه،لكمة فى منتصف معدته بل طعنه سددتها لقلبه مباشرة، ألم تكتفى من طعنى يا فتاة ،لطالما كنت تحتمى بى؟! أم ترانى كنت أتوهم هذا أيضاً!!!!.
"عمر......." قالها خالد ليخرج صديقه من حالته الغير مألوفة، ليذهل من كم الغضب بعينيه.
"ممكن أفهم فيه ايه.....؟" قالها خالد قلقاً.
هب عمر واقفاً ، راخياً رابطة عنقه بعنف ليفتح أول زر بقميصه ويأخذ أكبر كمية من الهواء لعل نيران صدره المشتعله تهدئ .
كان يجئ الغرفة ذهاباً و إياباً إمام عيني صديقه الذى كاد يجن من حركة صديقه حوله.
"ممكن تقعد عشان أنت خايلتنى" قالها خالد زاعقاً
شد خصلات شعره للخلف بقوة، لا يعرف كيف يبوح لصديقه بما داخله ولكنه يريد لذلك الضجيج بعقله أن يهدأ.
"كارمن....." لفظها سريعاً كمن يبصقها
"كارمن" ضم حاجبيه بتفكير وقال " كارمن بنت عمك "
هز عمر رأسه بيأس ، فسأله خالد مستفسراً "مالها....!!!"
"رجعت ...." قالها من بين أسنانه
ارخى جسده للوراء متنهداً " و أيه المشكلة ؟!"
استشاط غاضباً من إ جابة صديقه " أيه المشكلة ........أنت بتسأل ايه المشكلة" قالها عمر ذاهلاً
دارت عينيه داخل محجريهما مجيباً بهدوء مغيظاً للأخر "ايوة ايه المشكلة ......بنت عمك اللى مسافرة من عشر سنين .....رجعت ، زيارة _فأهلاً و سهلاً _ و إن كانت هتقعد ...........فياريت" قال كلمته الأخيرة بنبرة ممطوطة.
كان يحاول أن يكتم غيظه و إلا يلكم صديقه على وجهه " أنت مش فاهم حاجه" قالها بحنق ،ليقاطعه صديقه "عمر .......اللى أنا فاهمه أنك أنت و كارمن موضوع وانتهى .... أنت و كارمن ماضى مش لازم يرجع " قالها بصرامة حتى يقمح كلامه داخل رأسه.
رمى جسده على الأريكة ،ليميل كله الى الخلف ، رافعاً وجهه إالى السقف ، أشفق علي صديقه رغم لومه عما حدث فى الماضى..ولكن.......من هو ليلقى عليه بالحجارة.
اقترب منه ،ليجلس بجانبه يميل بجسده للأمام "أنت خايف من أيه."قالها حتى يفهم ما بعقل صديقه "انت خايف أن كارمن راجعة تأذيك؟"
ضحكة ساخرة خرجت من جحيم يأسه صداها يحمل قهراً و غلاً ، أنتفض من مجلسه وهو يضحك كمخبول شرس " تأذيه حقاً .......ألم تنتهى منه حتى الأن !!.
"ممكن أفهم أنت بتضحك على ايه" قالها ذاهلاً من صديقه
" تأذينى ........" قالها وهو يضحك بيأس ،
" تأذينى .......ااااه ليتك تعلم يا صديقى بأنى لم أنل الأذى الا على يديها ،"بهتت ملامحه " لقد كان تسليتها ، نعم تسلية لفتاة تصغره بعشرة أعوام ،فتاة كانت فى درب مكر النساء الأولى وهو...وهو كان كعازف صغير مازال يتعلم قراءة النوتة ، يحاول عزف سيمفونية عشق لخاطر عينيها ،و كانت هى كراقصة فلامنكو مخضرمة بارعة، رقصت على أوتار قلبه ببراعة منقطعة النظير ،وحين رأت الأنبهار وسمعت التصفيق ملت وتركته بنوتة ممزقة ، وحين حاول مرة أخرى مع غيرها وجد انه لم يتعلم العزف ألاعلى خطواتها هى ....هى دون غيرها.
كان صديقه ينظر اليه كمخبول ،هارب من مستشفى المجانين فتكلم كأحدهما "تفتكر بقى هتأذينى المرة دة أزاى؟؟؟؟؟" سأله وهو يبتسم بسمة شرير فكان شبيه بالجوكر وعروق وجهه كلها بارزة ، نظر لصديقه داخل عينيه بعمق " ما أنت كمان أذتها يا عمر"
أرتد جسده كله للوراء كمن أطلق عليه رصاصة " أذيتها " قالها و كأنه يبصقها " أزاى بقى"
" انت عارف ......... الموضوع مش محتاج ذكاء خارق " قالها خالد باستياء
" أصبحت دلوقتى أنا الخسيس ....."قالها وهو يهز رأسه بلا توقف هو أصبح الأن المذنب بالطبع، هو من وقع فى حبال امرأة اسمها على اسم غجرية متمردة فى قصة كاتب مختل ،فأضحى هو الضابط خوزيه فى ملحمتها، .......أضحى هو..... قاتلها .
هو أكتفى من رثاء صديقه لنفسه " عمر ..عمر..عمر ......"قالها وهو يقف أمامه يواجهه، "أنا ماقلتش أنك خسيس....،أنت وكارمن غلطوا وانتوا الأتنين ارتضيتوا بالنهاية اللى انت حطتها....وبكدة انتم اقفلتوا باب الماضى " كان يضغط على ذراعى صديقه ،ينظر داخل عينيه بقوة، محاولاً إقحام كل كلمه داخل عقله الذى لا يبدو عليه إقتناع .
تنهد ،طالبا العون من السماء حتى يفهم صديقه كلماته،ليبلل شفاهه متحدثاً "عمر ماتحاولش تنبش فى قبر الماضى ......لأن اللى مدفون جواه هيبقى أبشع بكتير من اللى حصل .........عشان لو خرج اللى جواه هيخرج بعفونته "قالها لتصيب الرهبة قلب الأخر.ثم قال ممازحاً " وبعدين ماتتبنى نظرية تيمون وبومبا ......" مدندناً الأغنية الشهيرة "هاكونا ماطاطا ، أرمى الماضى اللى يغيظ...."
ضحكة قاتمة هو كل ما حصل على مزحته ، ربت على كتفه قائلاً "هسيبك وهاروح على المكتب"
"و أنت يا خالد........" قالها عمر ليتسمر خالد أمام الباب ،
نظر الى ظهر صديقه " وانت نسيت الماضى ولا لسه غرقان فيه"
تجمدت أطرافه ، شاعراً بصقيع يصيب قلبه وفكرة واحدة تدور بذهنه " هو غارق فى وحل ذنبه وليس ببحر الماضى"
رمق صديقه من فوق كتفه ليرد بصوت بعيد يائس " أنا واحد الدنيا مادتهوش رفاهية الفرصة التانية" ليدير مقبض الباب ويخرج تاركاً خلفه من يلعن نفسه ويلعن سبب بلاءه.

يتبع

مارينا جمال 30-03-20 11:59 PM

" جملة سحرية رددتها دورثى جال حتى تعودNo place like home"
لبيت عمتها أيم ،جملة رددتها كثيراً مغمضة العينين فى أحلك أوقاتها ،لربما تستيقظ من كابوس واقعها وتفتح عيناها هنا ....... داخل غرفتها.
"كنت بخليهم ينضفوها على طول .....كنت واثقة أنك هترجعى فى يوم ."قالتها ليلى بصوت متهدج رغماً عنها
"يا ليت يا عماه كان لدى تلك الثقة لعدت من زمن " كلمات لم ينطق بها لسانها ، كانت شاكرة لعمتها ،لثقتها بعودتها ،لتقبلها وأحتضانها مجدداً، كانت تشعر بنمو برعم سعادة داخل قلبها ،
التفتت الى عمتها التى تنظر اليها بحنان لا ينضب قط
قالتها بصوت متحشرج " merci beacoup"
"دة بيتك يا كارمن ......وأبوابه هتفضل مفتوحة مهما بعدتى وغبتى" قالتها ليلى بصوت متخم من عاطفة صادقة تحاول حبس دموعها،مربتة على وجنتيها.
قالتها لترمى كارمن نفسها داخل أحضان عمتها شاعرة بتضخم فى قلبها من السعادة ، كلمات ليلى كانت لها يدا حانية ربتت على موضع قلبها فمسحت أوجاعها، لم تتأخر عمتها فى ضمها بشدة إليها "وحشتينى كتير يا كارمن ..........وحشتينى كتير "قالتها وهى تغالب دموع عينيها ،لائمة نفسها لترك تلك الصغيرة فريسة لعزيز.
"وانا اشتقت اليك كثيرا" قالتها بأنفاس متحشرجة ودموع عينيها تحفر وجنتيها ،ثم قالت بلكنة مصرية "وانت كمان ليلى .........وانت كمان "
أبتعدت عنها قليلاً لتمسح دموع صغيرتها أولاً ،ثم دموعها هى الأخرى قائلة ببسمة تشع صدقاً " هسيبك ترتاحى دلوقتى "
خرجت وهى تغلق الباب ورائها وشعور بالذنب يتفاقم ناحية الصغيرة أمانة أخيها الصغير.
كانت تنظر بحنين واشتياق لجدران غرفتها ، هل تبالغ لو قالت أنها تشعر بأن تلك الغفران أصدقائها ،ففى تلك الغرفة كان هناك الكثير والكثير من السعادة ،أسرارها السخيفة .......والدفينة أيضاً،للأمان وللخوف أيضاً ،فهنا كان أكثر مخاوفها أن يقضم أحداً قدميها العارية من أسفل الغطاء.
كانت تشتاق لألوانها الصاخبة ، دارت بعينيها الغرفة كلها ،مازال سريرها بموضعه ،سرير معدنى صغير أبيض اللون مغطى بمفرش يبدو جديد ،مفرش يليق بمراهقة صغيرة برسوماته و ألوانه ليست بامرأة فى الثلاثين من عمرها ولكنها فى الحقيقة احبته وبشدة، يرتكن السرير أمام جدار كبير رسمت عليه بنفسها ،رسمت برج أيفل فهى رغم كل شئ تحمل جينات فرنسية ، وخزانة ملابس كبيرة لا تستطع تمييز لونها الأبيض فكانت مليئة برسومات وألوان ربيعية ،حسناً يبدو ان فراشاة الوانها طالت كل شبر بغرفتها إلا جدار وحيد ......جدار زكريات ، وقفت أمام الجدار الأبيض الفارغ تمام ، هو لم يكن فارغ هكذا بالماضى لكنه كان ملئ بصور ......الكثير من الصور ، صور لا تزال تحتفظ بها ، صور كانت يومياً تفتش بداخلها عن قوة تتشبث بها.
ابتسامة كبيرة احتلت وجهها ،وهى تدور حول نفسها ،بغرفتها ،غرفة تليق بمراهقة تحمل فراشاة و ألوان.
وقعت عيناها على منضدة الزينة و مرآة تتوسط الغرفة،سارت ببطء شديد عكس نبضات قلبها التى تتقافز بسرعة ، وقفت أمام المرآة و أطالت النظر فيها ،بتأمل ، بترقب ،تكاثفت أنفاسها الساخنة على سطح المرآة نتيجة لأنفاسها المتوترة ،مسحت بيدها السطح اللامع .....تنتظر .....تبحث عنها،داخل المرآة ،لربما تطل فتاة الماضى ....فتاة عيناها صاخبتان كألوان لوحاتها .ضحكتها تنافش فراشاة ألوانها فى نشر السعادة ، فتاة قوية ....متمردة ، تتمنى لو طلت الأن و لو تلبستها روحهها.
طرقات الباب قطعت تحديقها
" قالتها وهى تستعيد رتابة تنفسها Entrez"
فتح الباب ببطء شديد حتى فتح على مصرعه ليطل بقامته الطويلة داخل الغرفة، كانت عيناه بهما حنين لغرفتها كعيناها .
لم يعلم أنه أشتاق لتلك الغرفة إلا الأن ، يبدو انه أشتاق لكل مايتعلق بها ،كانت عيناه تتأمل الغرفة كلها حتى ثبتت على الجدار الفارغ، فراغ أحبط قلبه ، جدار لطالما كان مزدحماً بصور كانت أغلبها لهما.......
نظر اليها وجدها تراقبه بدورها وأبتسامة تعلو ثغرها ،أخذ نفس عميق ليقول " كانت واحشانى"
سألته بعيناها بمن يقصد
"أوضتك........"

عقدت يديها أمام صدرها " وماكنتش بتخلها ليه؟" سألته ،التفت بجسده كلياً لينظر لها بنظرة غامضة لم تفهمها لكن أربكتها كلياً، نظرة جعلتها تتسمر أمام عيناه ، حتى تفهم مابهم من معنى ولكن يبدوا فى سنين البعد فقدت قاموسه
قطع الصمت الذى طال بينهما ،رغم عدم فك حصارعينيه لعينيها .....همسه الأجش " عشان كنت بخاف أدخلها ومالكيش فيها"
ربكة........هرج ومرج ........وفوضى هى ماتسببت بها كلماته لنبضات قلبها ،ولم تشعر بأنها كانت كاتمة لأنفاسها إلا عندما طلب صدرها بعض الهواء ، كانت تبحث عن صوتها فخرج مهزوزاً بكلمة واحدة " اوه"
أشاحت بوجهها بعيداً عنه وعن نظراته المختلفة كلياً عن يوسفها القديم ، تبحث فى قاموسها عن كلمات ترد بها ،ورغم إتقانها لثلاث لغات لم تسعفها إحداها فى الرد عليه.
قرص وجنتيها كعادة كان يفعلها معها فى الماضى ..........عادة قد تكون يومية ،بحركته تلك أخرج الشيطانة الصغيرة بها فحاولت قضم يديه ليسحبها سريعاً وهو يضمها الى صدره " عضاضه ".
كان يضحك وهى تضربه بكلتا يداها وهى تسبه بالفرنسية ..........فمرحباً بعودتك يا صغيرة.
نظرت له بحنق وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وما لبث أن تحول ذلك الحنق الى إبتسامة فضحكة لم تستطع كبتها وهى تراه يحرك حاجبيه نزولاً و صعوداً ..........يا الهى لكم أشتاقت لذلك الأحمق .
قالتها بحنق مصطنع "idiot"
"هتنامى......."
حركت رأسها نافية " لأ .......مش حاسة أنا عايزة أنام"
" تمام" قالها وهو يرمى جسده على السرير عاقداً يديه خلف رأسه "أحكى"
" قالتها ذاهلة للممدد أمامها pardon"
مط شفتيه " أحكى ......حابب أعرف عاملتى أيه فى كل السنين اللى فاتت" نظر إلى ساعته و أكمل " هنكتفى النهاردة بأول سنة لحد ميعاد الغدا"
كانت تنظر له وعينيها متسعتيين ، هى تعلم أن هناك الكثير من الأسئلة تدور فى عقولهم حول العشر سنوات وإنقطاع إخبارها عنهم ،لكن هى غير مستعدة على الإجابة الأن أو غداً....هما فى كل الحال سيعرفون لكن ......فى الوقت المناسب.
كان يدقق النظر فى ملامحها التى بهتت والتفكير بادى عليها ......يعلم أنه باغتها بطلبه لكن هو يريد المعرفة .........يريد أن يطمئن قلبه الذى يخبره أن هناك سراً عظيماً خلف إختفائها.
تظاهرت بالتثاؤوب و نعاس لا تشعربه " مش عارفة عليه فجأة كدة حسيت أنى عايزة أنام"
لم يتحرك ، مازال على وضعه ، ينظر لها كما لو كان سيخترق عقلها ..... مقتحماً لذكرياتها ......عالماً بكل ما مرت به.
مطت شفتيها بيأس " طيارة ........سفر .......أنام"
لا حياة لمن تنادى " هنام .........." ، لا .....كان ينظر لها بملل عالماً بأنها مصطنعة وعيناه تخبرها بذلك ولكن لا مفر هى لن تحكى الأن ..........
سحبته من يده ليقف على قدميه وتخرجه من الغرفة ولكنه كان متسمراً على الأرض ولا يريد أن يتزحزح قيد أنمله ، تهدلت أكتافها " هو أنا لازم أحكى....."قالتها بيأس
أوماء رأسه بإيماءه بسيطة،
نظرت داخل عينيه تترجاه أن يفهمها " بس أنا مش عايزة أحكى...."
عقد ذراعيه أمام صدره ساحباً أكبر قدر من الهواء ليزفره ببطء " ليه ........."قالها بنبره قوية
"عشان مش عايزة أفتكرهم...."
"ليه......." كان يحاول سبر أغوارها
اهتز صوتها "عشان كان فيهم كتير من الألم ......"
خلع قلبه من مطرحه "ألم أيه ........." سألها ونبرته تلين
"قلت مش عايزة أفتكر ........" كما لو كانت ناسية
غصة إصابت قلبه "ومارجعتيش من بدرى ليه " قالها بصوت متحشرج
"عشان كان فى رجوعى وجع......" قالتها بنبرة ساهمة خافتة لترفع عيونها الدامعة إليه.
أبتلع ريقه وهو يحاول يصطنع بسمة ليمط شفتيه " ورجعتى دلوقتى ليه" لتخرج كلماته متحشرجه كأنفاسه .
صمتت دقيقة وهى تغالب دموع عينيها ليخرج صوتها باكياً " عشان كنت غبية....." لتشرد عيناها فى الفراغ لتقول بصوت بعيد" عرفت أن الألم فى قربكم أحسن كتير ...."

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:00 AM

صف سيارته بجانب سيارة صديقه الذى دعاه على الغداء بمنزله بعد طلب من زوجته ، العودة مبكراً من العمل ترحيباً بعودة أبنة عمه .
"أنا مش عارف أيه اللى خلانى أجى معاك؟!" قالها خالد للمتكئ على أطار سيارته ، ليرد عليه ساخراً "ده على أساس أنى الحيت عليك كتير ...."
دعك خالد مؤخرة عنقه ليمط شفتيه " بصراحة أكل أنجى لا يقاوم " حسناً هو لم يقاوم فضوله نحو معرفة ما أصبحت عليه الصغيرة ، لقد فرح بخبر عودتها لطالما كان يتسأل أين هى الأن وكيف صارت بها الحياة ......فهى تملك ركن خاص بقلبه لها وكان يشعر انه شارك بذبحها دون قصد منه بحجز تذاكر الطيران .......تذاكر ذهاب بلا عودة.
دخلا لتستقبلهما أنجى بحفاوة ببسمة عشق وقبلة على وجنة زوجها ......وبسمة صادقة وترحاب لخالد
"خالد ......عامل أيه"
"تمام .....ماشى الحال، معلش جيت من غير دعوة"
" خالد أنت تيجى فى أى وقت ....ومن غير دعوة." قالتها بتأنيب وصدق نابع من صفاء قلبها.
انتبهت للواجمة على درج السلم وعيناها مثبته على خالد " كارمن ....." نادتها ليتسمر زوجها بجوارها والأخر يدير لها وجهه لتشيح وجهها سريعاً متحاشيه النظر اليه ، نزلت درجات السلم القليلة المتبقية بخطوات مترددة ، وكلما نزلت درج تزداد كفا يدها تعرقاً ،
اقتربت منهم وهى تحاول جاهدة راسمة بسمة ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ،مدت يدها متجاهلة صديقه متحاشية النظر الى عينيه خوفاً من نظرة إزدراء قد تجدها بهما " خاليد ......." خرج صوتها متحشرجاً رغما عنها ،ليمد يده اليها ويشعر بتعرق كفها ، وما أن سلم عليها حتى سحبت يديها سريعا من كفه .
" مش عايزة تبطلى تحطى "ي" فى أسمى " قالها ممازحاً عل يخف توترها المحيط بها ،بسمة سمجة متوترة كل ما حصل عليه.
"حمدالله على سلامتك "قالها بصدق
تنحنحت قليلا " ميرسى"
عطرها كان يتغلغل داخل حواسه ، يتسلل خلسة ليذوبه رويداً رويداً ،لتتملكه بدون أى مقاومة، يده كانت تضغط على خصر زوجته بدون أن يشعر محاولاً الا يسحبها داخل حضنه مستحوذا على عبير عطرها كله لوحده .

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:01 AM

كان يجلس على مائدة الطعام شارداً فى كلماتها ينهش القلق قلبه وعقله يدور فى دوامات من الأسئلة ، هو سوف يتركها حتى تأتى وتحكى له ، هو لن يضغط عليها ،وأن لم تأتى سيعرف..... هو بطريقته .
دخلت محتلة تفكيره ووجهها مرتبك أرجع سببه ....لعمر .....الأتى خلف زوجته وصديقه .
" خالد ......عاش من شافك " قالتها ليلى لخالد الذى مال على يديها يقبلها "انت عارفة انه الشديد القوى هو اللى يمنعنى عنك يا ليلاه" ليغمز عينيه لها بشقاوة ، ضربته على كتفه " طول عمرك بكاش .....يا ابن إيمان"
"و ابن إيمان بيحبك.......يا لولا " قالها خالد ليضحك جمعيهن
" طيب مش واخد بالك من ابن .....لولا " قالها يوسف مصطنع الغضب ، لطالما كان خالد يشاكس أمه ، فهو صديق عمر منذ طفولتهما وكان يأتى كثيراً، غير صداقة أمه بأم خالد.
احتضنا بعضهما ليتنهد خالد قائلا بيأس مصطنع " أيه يابنى .....انت مش هتبطل تتطول "
رغم طول قامة خالد و عمر لكن يوسف كان اكثر طولاً منهما، فطوله يبلغ ال 193 سنتيمتراً، كاد يرد على مشاكسة خالد إلا انه سمع ضحكات من خلف ظهره ليدير رأسه لها ، فيرقص قلبه طرباً وهى تحاول أن تكبت ضحكاتها ، لم يستطع منع نفسه من مراقبتها، كانت ترتدى " جيمبسوت" سوداء بلا أكمام وحذاء أسود مسطح كعادتها " فهى لا تستغيث الكعب العالى رغم قامتها الصغيرة" ، مال على أذنها ليهمس " عجبتك صح " قالها بصوت أجش
هزت رأسها..... مشاكسة " بصراحة .......أه"
ليرفع لها أحدى حاجبيه مهدداً لتنسحب من أمامه لتجلس على المائدة ليسحب لها الكرسى المجاور له لتجلس بجانبه وقد كان ولكن ليس قبا أن يهمس " العود الفرنساوى لايق عليكى كتير" ليغمز عينيه بشقاوة وهو مستمتعاً بأنفعالات وجهها ، هل غازلها يوسف الأن !!!!
مالت هى الأخرى عليه لتهمس " هو انت بتعاكس يا أخينا "
" أكيد" ليهمس أمام وجهها " يعنى يرديكى يبقى ادامى واحدة حلوة زيك ومعاكسهاش ....يبقى غلط فى حق ابن عمتك " ،رغم علمها بمشاكسته إلا أن إحمرار طفيف غزا وجهها.
"يوسف .....كارمن مافيش كلام على الأكل " قالتها ليلى بحزم رغم سعادة قلبها بعودة كارمن وبعودة يوسف من أشتاقت له كثيراً، تنحنح كلاهما ليشرعا فى الأكل ، إلا إن عيناها أصطدمت بعيناه ، عيناه التى كانت كحمم بركانية لو استرقت النظر بهما قليلاً لرأت خلف حممهما عشق لا ينضب ، إزاحت عيناها سريعا لترى صديقه الذي يمرر النظر بينهما فأشاحت وجهها وغصة حارقة تتجمع فى حلقها و يدها تزداد إرتعاشا ،أسفل المنضدة، " هل جلب صديقه معه حتى يذكرها بماضيهما المخزى، ماضى لم تنساه يوماً"
" ممكن تشيل عينيك من عليها " قالها خالد لعمر الذى كان يراقبهما ونيران تضرم داخل قلبه ، نيران تحرق أحشائه .
أكمل خالد همساً له حين لم تتزحزح عيناه عنها " يوسف أخد باله وبيبصلك"
تحركت عيناه إلى عيناه غريمه .......كانت بهما قسوة تشابه قسوة عيناه الأن كانت حرب عيون الأخر يحذر وهو لا يهتم ، لطالما كانت بينهما حرباً باردة ،لكن يبدو أن زمانها قد ولى فحان اشتعال شرارة البداية.
انتبها كلا منهما على الذعر فى صوت ليلى " كارمن أنت بتاكلى أيه"
لتتسع عينا يوسف ذعرً وهلعاً ليرى قطع المشروم بطبقها ليلقيه أرضاً صارخا بها " أنت مجنونة ........ عايزة تموتى ...مش عارفة أنك عندك حساسية من المشروم "قالها بغضب وهو يمسك ذقنها بقسوة ويمسح بيده الأخرى فمها حتى لسعته دمعة على يده ، ليتوقف قلبه وهو يرى أرتعاشات فمها ، أراح ضغط يده " كارمن ............"
لتهب من مقعدها جرياً على غرفتها ،
"كارمن ......" قالتها ليلى لتلحق بها ، أمسك يوسف يدها ليقول بصوت متحشرج شاعراً بالذنب " سيبيها .......أنا هاروح أشوفها"
لامته ليلى " ماكنش لازم تزعقلها كدة يا يوسف"
اومأ رأسه بموافقة" أنا هاروح اعتذر لها "
أما هو كان مثبتاً عن الكرسى مانعاً نفسه بصعوبه إلا يلحق بها.

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:03 AM

كان يلوم نفسه على قسوته الغير مقصودة معها ،هو كان يشعر بأرتباكها جنبه وتوترها ، نظرات عمر المثبته عليها ونظراتها الهاربة منه ، تحذيرات عينيه له ونظراته لا مبالية وحرب غير معلونة بينهما حان اشتعالها .........وأكلها لطبق تعلم أنه مميت لها ،أعلمه لكم هى متوترة، وذلك زاد غليانه ........هل مازالت عاشقة لها رغم مرور تلك السنوات ....سخر من نفسه "وانت أيضاً مازال قلبك لها عاشقاً .......انت تناسيت عشقها فقط فى تلك السنوات الفائتة حتى الحياة تستمر"
ضغط يده على مقبض باب غرفتها ........ليفتح عقله نافذة الذكريات.
__________________________________________________ ______
كان يصقف مذهولاً من قبله ابن خاله الجامحة لعروسة التى يكاد يجزم أنها منقعة الأنفس الأن ، مثل جميع الحاضرين بالفرح......فعمر ليس من حبى المشاهد الأستعراضية.....نظر بجانيه ليرى ردة فعل الصغيرة .....ليجد المكان فارغ .....وصاحبته كانت تهرول إلى داخل الفيلا.
لحق بها مسرعا ليفتح باب غرفتها ،ليجدها ممددة على سريرها بفستانها الأحمر الذى سرق لبه عندما رأها تتهادى به أعلى السلم.....كانت تبكى منهارة ......أنهيار لم يراه حتى يوم وفاة والدها.
هرع إلى الداخل وصوت بكاؤها يمزق طيات قلبه .......لا يفهم مابها .......جلس بجانبها ليهمس بأسمها قلقاً " كارمن" ، أندفعت داخل حضنه فجأة لتدفن نفسها به حتى كاد يسقط بها على السرير خلفه ......حاول إبعادها قليلاً عنه ،فمنذ استكشافه لعشقها الوليد بقلبه .....أصبح جسده يتجاوب معها بطريقة غريبة......نظر لوجهها الملطخ بسواد كحلها وهى تبكى بأنهيار "مالك يا كارمن ........."
"ليه يوسف ......ليه يوسف " قالتها ودمع عينيها لا تتوقف، رمت رأسها على صدره وقلبها يتمزق بداخلها .......تشعر كأن عالمها كله ينهار ، " أنا بحبه يوسف ، أنا بحب عمر..........أنا قلتله أنى بحبه " تسمرت يداه فى الفراغ ، كلماتها كانت كرصاصة طائشة رشقت بقلبه ليبكى قصة حبه التى لن تشاهد النور ......فحبيبته تبكى على صدره حبها لرجل أخر .........ولكم أنت محظوظ يا يوسف" .
دخل الغرفة لتبحث عيناه عنها داخل غرفتها ، ليصل إلى أذنيه أنين مكتوم ..........ليجدها تجلس على الأرض خلف سريرها تبكى ..... تخفى رأسها بين قدميها،كان يخطو ببطء كنبضات قلبه ......جلس مقابل لها ليحاول قول جملة إعتذار يبرر بها قسوته" أنا أسف ..........أنا خفت عليكى ........
"أنا أريد أبى .....لقد اشتقت له كثيرا." قاطعته بصوت متحشرج من البكاء وهى لا تزال على وضعها، جلس بجانبها أرضاً ليريح ظهره وقلبه يأن عجزاً ،جالبه دموع لعينيه
" أيه رأيك نروح نزوره النهارده "قالها بانفاس متحشرجة ،يحاول طرد دموع عينيه
"هزت رأسها بلا " هو غاضب منى" قالتها بإسى ......كانت تتحدث بالفرنسية ..كعادتها عند الغضب و الحزن الشديد.
"هبقى معاكى ، هو مابيرفضليش طلب" ، رفعت أخيراً رأسها له وهى تهز رأسها بالموافقة .

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:04 AM

"لو كنت أعلم أننى سأحصل على بعض الليالى فقط بصحبته ، كنت أخذت تلك الليالى وابقيتها بمخيلتى تبقينى دافئة طيلة حياتى "
أباها مريض ، بل فى المراحل الأخيرة فى المرض ، وعلاجه كان دون جدوى ، تلك هى كلمات الطبيب لعمتها و أبن عمها عمر الواصى عليها كما وصى أبيها فى حال وفاته.
عمتها تبكى ، ترفض و عمر يطلب من الطبيب أن يبحث عن علاج أو عملية جراحية ولكن للأسف المرض انتشر وانتصر .
لتشعر بكف كبيرة تمسك بيدها وتضغط عليها برفق " هيبقى كويس" نظرت إلى ابن عمتها متشبسة بكلماته حاول أن يطمئن الصغيرة فهو عرف مرارة فقدان الأب مسبقاً، جاء عمر إليهما مشفقاًعلى تلك الصغيرة التى أصبحت تحت وصايته " كارمن ....بابا عايزك جوه "
دخلت إلى أبيها فخطوات صغيرة ، تنظر إلى أبيها على سرير المشفى ، مغمض العينين ، متعب الوجه و........أصلع الرأس ، أنين مكتوم كان يخرج منه.
"بابا.." قالتها بصوت مهزوز ينذر بالبكاء
فتح عينيه بضعف ينظر إلى قطعة قلبه التى حان وقت تركها وحيده بدونه ، " تعالى يا كارمن " نداها بصوت ضعيف ، أقتربت لتمسك يده الممدودة لها وتجلس بجانبه ..........
رغم إلمه الشديد إلا أن فراقه لها هو أكثر إيلاما لقلبه ، لكنه حان وقت الوداع ولا هناك من مفر ، يخاف عليها من عزيز ولكنه يثق بعمر و الأحمق كما تلقبه ابنته ......يوسف .
" كارمن قوية صح " قالها وهو يغالب الألام التى تفتك برأسه ، كانت تنكس رأسها ، وجهها محجوب بشعرها الطويل المنسدل .......هزت رأسها بنعم ثم هزت نافية بقوة "بابا ........." قالتها وهى تبكى
" كارمن .....كارمن " ناداها بصرامة رغم ضعف صوته
"بصيلى .."حازمة ..........نظرت إليه وعيناه تحتضن ملامح وجهها الصغير
" كارمن .......اوعدينى أنك هتبقى قوية ، أوعدينى يا كارمن "
" أوعدك ...........بس انت أوعدنى الأول أنك هتفضل معايا على طول" قالتها وسط شهقات بكاؤها
"بابا تعب يا كارمن ومحتاج يرتاح " صوته الضعيف يضعف من قلبها الصغير ، هل سيرتاح إذا رحل وتركها وحيدة هنا.
أصوات مفزعة خلعت قلبها لتجد أبيها نائماً ويده الممسكة بيدها باردة ،ليدخل الأطباء بسرعة ، عمتها تنهار داخل حضن أبن أخيها ، وعمر ينظر لها بشفقة و،هو هناك يرتكن على الحائط نظراته معلقه عليها ، لتسير نحوه ،تقف بجانبه ،تمسك بيده التى احتضنت يدها بحنو وركنت رأسها على كتفه ......تشاهد المنظر المفزع أمامها كأنها خارجه وتبكى بصمت . وكما الحال الأن تمسك بيده وهى أمام شاهد قبر أبيها تعتذرعن خذلانها له تطلب السماح عن خطأها الذى مازالت تدفع ثمنه .
ثم نظرت إليه وهو لايزال ممسك بيديها ، هو يوسف ماسح الدمعة ، راسم البسمة ،وخالق أعاصير من بأرجاء قلبها.

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:05 AM

كان يدخن سيجاره فى شرفة البلكونة ، تحترق أنفاسه مثلها ، لا ينفث دخان سيجاره بل نيران صدره المحتدمة بغضب أهوج ، أعاصير تطوف بداخله تترك خراباً ورائها. لمح زوجته بالداخل وهى ترطب يداها وقدميها وسؤال وحيد يدور فى رأسه الأن لما لم يقع فى عشقها الأن ، امرأة تحبه بصدق فى عيناها يرى عشقا لا ينضب ، جميلة كجميلات الفرس ، رقيقة كنسمة باردة فى شهر أغسطس الحار ، وجهاً جميل وقلباً أجمل كانت مثاليه لأبيه فهى إبنة إحدى ملك الصلب بمصر وامرأة بلا رحم .........لن تعاير أبنه ..........ابنه العقيم . والإجابة كلمة واحدة لعنته .......كارمن .
كانت ترى نظراته داخل المرآة ......نظرات غامضة يشوبها نظرات ذكر يقيم أنثاه ، كان يقترب منها كصياد ماهر يقترب من فريسته ،أبتلعت ريقها وهى ترى نظراته ، لا تعلم لما أنقبض قلبها ، أمسكها من ذراعيها لتقف أمامه ، كانت عيناه تجوب على وجهها شعرها ...عيناها....شفتاها ، قربها منه فجأة لتلتصق بجسده وعيناه كانت ترتكز على شفتيها فهمس أمامهما " بتحبينى......." سألها ليرفع عيناه لها ، أرتبكت نبضاتها وهى تهمس له بعشق " أنت عارف"
" قوليها ...." توسلها فلم تتأخر عنه بشفتاة مرتعشة " أنا بحبك " ليقتنص شفتاها فقبلة طويلة قطعها بتوسله الغريب لعيناها " قوليها بكل اللغات لتعرفيه ليعد يقبلها مجدداً وهى تستجيب لطلبه بين قبلاته " بحبك عمر ، ........نطقتها بكل لغة تعرفها عربية ،إنجليزية ، إيطالية و........فرنسية " أنا أحبك عمر ....." لينفضها مبتعداً عنها.......يصم أذنيه وهو يدور حول نفسه ......." وتعويذة من غجرية تتلو داخل أذنيه مازال يسمعها بصوتها داخل عقله ، ينظر لها بتصميم عجيب وهى مازالت ذاهلة من حالته ليأخذها بين ذراعيه معتذراً لها ليقبلها بغضب ومازال صوتها داخل عقله " je t'aime omar " يحاول أن يطرده يبحث بين أحضان امرأة عاشقه له عن سحر لأبطال تعويذتها، تقسو قبلاته غضباً من نفسه ، منها ، لأجلها ، غضباً لبحثه عنه داخل أحضان امرأة أخرى ..........ولا يجدها.
كانت تسند رأسها على صدره العارى ، مازالت لا تعرف كيف نجت من هذا الأعصار الذى أجتاحهها كان يقبلها رقة حيناً ليقسو أخرى فيعتذر منها ،يدللها ،يعتصرها .....يجتاحها ليعتذر عن قسوته كانت تشعر أنها مع رجلين مختلفين ليس بواحد لتغمض عيناها عند تلك الفكرة ودمعة تهرب من عينيها لا تعلم لها سبباً، ولا تعلم انه كان هناك رجلاً واحداً يعاشر امرأتين واحدة فى إحضانه والأخرى تحتل عقله وقلبه.

يتبع

مارينا جمال 31-03-20 12:07 AM

تسمرت مكانها عندما شعرت بوجود أحد معها داخل الغرفة ، لتتفاجأ بوجوده هو
"أيه اللى دخلك !!!"
"أيه اللى رجعك يا كارمن " نطقها الأثنان معاً هى بغضب ، وهو بقسوة .
نظرت له بيأس " ماكفاكش عشر سنين "
" أنت اللى أخترتى وحكمتى على نفسك " قالها بصوت أجوف بارد
" ورجعت فى كلامى ........" قالتها بحنق ليختنق صوتها " رجعت وتعبت يا عمر"
اهتزت حدقتى عيناه وهو يراها تقترب منه لتقف أمامه لا يفصلها عنه إلا خطوة واحدة، لتلومه بعينيها" تعبت يا عمر ...........وأيا كان عقابك هستحمله وأنا هنا ......."
لقد فاض به الكيل ولم يعد بأستطاعته أن يتحمل ، سحب رأسها سريعاً ليميل برأسه لها أخذاً شفتاها فى قبلة طال الأشتياق لها ، معتصراً جسدها الضئيل مقابل صدره الصلب ، كان يقبلها بجوع ، بنهم ، يلصقها بجسدها لعلها تخترقه فيأسرها له للأبد ، دفعته عنها لتهز رأسها بضعف لم يقفه فى إستكمال قبلاته وهى تئن بخضوع لسطو قبلاته.
هو الموبوء بعشقها ، مستوطن من قبلها ، قلبه موشوم بإسمها ، وأسير لفخ عشق لا خلاص منه ولا يريد منها الخلاص.
انتهى الفصل

قراءة ممتعة

طائر البان 31-03-20 12:59 AM

الفصل روعة سلمت يداكِ 💚
بانتظار التكملة


الساعة الآن 07:17 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.