آخر 10 مشاركات
❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree53Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-20, 07:44 PM   #291

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي عفوا صغيرتي


الفصل العشرون ♥♥
عينيها تنظر لأزواج العيون الثلاثة المقابلة لها , تذهب لرأفت ثم ساهر وتعود لتلك المتوسطة بينهما التي لم تكن أقل منها ذهول .. بل كانت صامته بطريقة توحي بأنها ليست بهذا العالم , هذه اللحظة التي تأتي حين دهشة وتقف الكلمات وحتى حركة الأجساد !.
نظرة شهد الغير مستوعبة لما يحدث , هل حقا بعدما ذهبت أفراحها واحد تلو الآخر سيعودون لها معا , يوم جاءت لخاطر كانت فاقدة لكل شيء , أمها , خالتها التي ذهبت لدبي .. وصديقتها التي سافرت هي الأخرى بعد الامتحانات حتى لم تسنح لهما فرصة للسلام أو أن تتقابلا , صداقة الطفولة والضحكات التي كانت تجمعهما ترن الآن بأذنها وهي تنظر لسلمي ! .
صوتها المطمئن لها بالمقهى وهي تخبرها بأنها ستلتحق بالجامعة وبأن غدا أفضل ! ويدها التي تفركها الآن بحركة لا إرادية هي نفس اليد التي كانت تطبطب عليها حين خوفها .
تساءل رأفت وهو ينظر لأخيه ثم يعود لهما " يا فتيات هل تعرفان بعضكما ؟"
بينما ساهر كان يحدق بشهد بدهشة ثم سألها " يا شهد مذ سألتِ سلمي هل هي خطيبة رأفت ولم تتحدثي أأنتِ بخير؟ " .
سلمي .. سلمي .. يتردد اسمها بأذنها , أضاءت ذكرياتهما معا بقلبها .. نعم هي سلمي صديقتها حقيقة الآن أمامها , طالت لحظات صمتهما , ولم ترد كلتاهما , بل بحركة واحدة وخطوات ثابتة كانتا تجريان لعناق بعضهما , عناق شوق طال سنتين أو يزيد.
دمعات تهطل على وجنتيهما وهما يتشبثان ببعضهما , صوت بكاء ثم تعودان للهدوء , لتقول سلمي وهي تتمسك أكثر بعناق صديقتها " كم اشتقت لكي يا شهد كان كل شيء بحياتي دونك ناقص " , وترد شهد وسط شهقاتها " آه لو تعلمين كم كنتُ أحتاجك ".
إنه القدر .. حينما يأتينا محملا بالسعادة بعد طول انتظار ..
عين ساهر لا تصدق ما يحدث أمامه , بينما تلوح على وجه رأفت ابتسامة ثم يهز رأسه غير مصدق لما يرى , عيناه تتساءل , هل حقا ما يراه صحيح !؟.
هدأت الفتاتان أخيرا وابتعدتا خطوة عن بعضهما دون أن تفترقا يداهما , ثم التفتت كلتاهما لساهر ورأفت وعلي وجههما ابتسامة رائقة وتنطقان بنفس اللحظة ( أقدم لك شهد صديقتي ) ( أقدم لك سلمي صديقتي ) .
ضحكة عالية من رأفت وساهر , بينما الأخير قال بوجه مبتسم " لم أعلم بأن يوم زفافي سيكون يوما للمفاجئات " , بينما سلمي رفعت يدها الأخرى وهي تشير لساهر وعينيها تحدق وفغرت فاها , ثم تتذكر كلام رأفت ليلا وتتذكر حديثها مع صديقتها يوم ما بالمقهى لتعود مبحلقة بساهر وتتحدث بدون ترتيب لكلماتها " عيون زرقاء .. السيارة ,, يا إلهي …. أنت _ أنت ) , أما شهد فقد صدمت من صديقتها وهي تتحدث أمام ساهر وأخيه تتذكر ما حدث ذاك اليوم مع أول لقاء لها بساهر .. عيون ساهر تعلقت بشهد مبتسما محبا وهي تنظر لسلمي وتضغط علي كفه يدها قائله " لا زال لسانك منطلق يحكي دون صمت , اصمتي ! " زادت ابتسامته فصغيرته منذ أول لحظة تعلقت به ,بينما شهد توردت خجلا وعينيها تلتقي بعينيه فتسبل جفنيها .
هدر صوت رأفت بغيره واضحة لم يستطع منعها وقال " سلمي ! أي عيون زرقاء ؟ ما بكِ ؟ "
ضحكة رائقة منها وهي تضع راحة يدها علي فمها مانعه ضحكتها وتعود تنظر لشهد ترفع راحة كفها لها وتقول " أعتذر شهد لم أستطع منع نفسي من الدهشة " , ردت شهد حانقة " لا يا سلمي ! لا زال لسانك لا يتوصي " , ثم تعود نظرات سلمي إلي رأفت الذي توهج وجهه غضبا لتبتسم وهي تراه هكذا لتعتذر له بابتسامه بريئة ! .
ربت ساهر على كتف أخيه الذي يضع يديه بجيب سرواله ووجهه لاح عليه غضب لا يُفسر , شيء داخله يأكله ربما دون سبب ليخرجه ساهر من غضبه وقال متفهما أخيه وما يجول بخاطرة " رأفت , سلمى تحكى عن موقف حدث بيني وبين شهد منذ سنتين " , رفع رأفت حاجبه ولا زال ينظر لسلمي التي تضحك كالبلهاء وقال متفهما " حسنا أخي , ربما وقع كلانا بمجنونتين " , ضحكه مكتومة من ساهر وقال ناظرا لسلمي وشهد" أنصحك أن لا تسمعك خطيبتك "
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 07:46 PM   #292

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

تجلس أمام المرآة تطالع نفسها أخيرا بالفستان الأبيض .. بل وأصبحت بالفعل زوجة ساهر , لن يكون لأحد بعد الآن حق تفرقتهم , لاحت علي وجهها ابتسامة وهي تتذكر صباحها الذي لن تنساه طيلة حياتها , صباح بطعم الأمل منذ لقاءها بسلمي حتى تلك اللحظات بالمحكمة أثناء عقد قرانها .
رجل كساهر كان دعوة أمها بأن تقابل ملاكها الحارس يكمل باقي الحياة معها , كيف له أن يكون بتلك الوسامة والرجولة والأخلاق ..عقد قرانها لم تتخيله هكذا , ظنت أنه سيتم بلحظات وتعود , لكنه لم يكن كذلك , بل اتفق ساهر مع خاله وزوج خالتها ليحضروا عقد قرانها باتصال مرئي , لم يرد لها أن تشعر بالوحدة , أو تشعر بأنها لست كأي فتاة بهذا اليوم المميز حيث يحضر الأهل وتُبارك الأحباب كيف له أن يحرمها من تلك الفرحة ؟ , .
صوت خالتها كان يضوي بالهاتف الذي تحمله سلمي موجَها لهم حيث عقد القران , ولأول مرة تسمع خالتها تزغرد ... نعم تزغرد لأجلها , بكاء فرحتها يصلها وضحكتها وقت أصبحت شهد رسميا زوجه ساهر قائله بصوت مخنوق من الفرحة " يا سعاد ابنتك أصبحت زوجه رجل يحبها فاطمئني " .
ترقرقت الدموع بعين شهد ولكنها لن تبكي, لن تهدم تلك الزينة , صوت أبيها خاطر يعيدها لمراسم عقد القران وهو يتحدث عبر الهاتف بصوته الرخيم ووجهه البشوش " ساهر , ابنتي في أمانتك , إياك ثم إياك أن تحزن قلبها " , وصوت مادلين يدنو لأذنها بلكنتها الفرنسية (مبروك حبيبتي ) .
كانت تشعر بأنها في حلم , تنظر إلي رأفت الشاهد علي عقد قرانها كما وعدها يوم ما وصدق , وسلمي التي لم تتوقع أن تتقابل معها مرة أخري , عادت لقربها بل ستكون أقرب مما كانت ,ستصبح عروس رأفت وستساعد بعرسها أيضا كما فعلت لها .
لاحت علي وجهها ابتسامة وهي تضع يدها علي جبينها حيث قَبله ساهر بعد عقد القران ممسكا وجهها بين راحتي يده هامسا لها " مبروك زوجتي الحبيبة " , ربتت براحة يدها علي دقات قلبها تحاول تهدئتها وهي تعلن فرحتها داخلها ,.
صوت سلمي المشاكس وهي تضع يديها علي كتفي شهد من الخلف وتنظر لها بالمرآة " بماذا تفكرين يا عروس ؟ " ثم غمزت لها وتابعت " هل تظنين العريس سينبهر من جمالك أم سينبهر ؟ " , ضحكة رائقة من شهد وقالت " ما أكثر الاختيارات أليس هناك اختيار ثالث ؟" ضحكت سلمي برواق وهي تترك كتفها وتلف الكرسي الذي تجلس عليه شهد وتنحني واضعه يديها علي جانبيه وقالت بمرح " نعم لدي اختيار أخر وهو الانبهار أيضا , صديقتي العزيزة حقيقة أنا أرئف بحال الرجل , أنا كفتاة جُننت بك ما بالك به ؟" .
ابتسمت شهد وقالت " ترينني بعين صداقتك " , ردت سلمي وهي تعتدل بوقفتها " وهو سيراكِ بعين محب " صمتت لحظة وتابعت " كنت قبل أراكِ جميله أما اليوم أنتِ أجمل أهذا بفعل الحب والزواج ؟" .
وقفت شهد قبالتها وقالت " ما رأيك لو ازددتِ جمالا أنتِ الأخرى وتتزوجين من رأفت ؟ " .
تلعثمت سلمي قليلا وهي تتلاعب بأناملها علي جبينها ثم قالت " دعك مني الآن فالمذاكرة والجامعة تأخذ كل وقتي وأنا أريد أن أتفرغ له ... ! " , ردت شهد وهي تهز رأسها بيأس من صديقتها " لكن هذا لا يمنع يا سلمي صدقيني وجود رأفت جانب سيعينك وكثيرا وستكون الأمور أجمل لكي " , ردت سلمي غامزة وابتسامة واسعة تملئ محياها " أراكِ الحب يملئ عينيك وأنتِ تتحدثين ! يا فتاة أتحدثينني أم تتكلمين مع نفسك " , هزت شهد كتفيها ورفعت حاجبيها ثم ألقت بنظرها علي المرآة وقالت بتأكيد " أخبرك ما يفعله الحب صديقتي العزيزة " , ردت سلمي وصوتها المرح المشاكس يصدح بالغرفة " يا سلام , يا سلام , شهد بالقريب ستصبح شاعرة وستكتب أشعار ".
صوت رأفت أخرجهما من حديثهما وقال " يا فتيات , العريس يقف منتظرا ولا تختبرا صبره أكثر .
فتحت سلمي لهما الباب , وسيمان بطريقة ملفتة , ساهر بسترته السمراء وقميصه الأبيض , ورأفت ببزته الرمادية .
مدت راحة يدها باتجاه الباب كعلامة لدخول الغرفة وقالت " تفضل سيد ساهر عروسك بانتظارك ومبارك لكما " , ابتسم ساهر لها بود , تلك الفتاة المرحة التي أضافت بهجة بالفعل بوجودها ليرد عليها " العقبى عندكما سلمي " ثم يتخطاها خطوة , بينما هي تقدمت تجاه رأفت بعدما أغلقت الباب ووضعت راحتي يدها علي صدره قائلة " شقيق العريس عليه التراجع حيث مكان الاحتفال " , نظر رأفت لراحتي يدها التي وضعتها بعفويه علي صدره ووضع يديه بجيب بنطاله وقال وهو ينظر لها " إن كان التراجع يجني هكذا انتصار فيا مرحي به ".
رفعت حاجبيها وتنبهت لوقفتها حيث لا يفصلها عن رأفت سوي أقل من خطوة , ويدها التي ارتاحت علي صدره , أسدلت وجهها عن وجهه وهي تسحب يدها , وتحمر وجنتيها وهي تشعر بتلك الرعشة التي لم تقابلها قبل ذلك إثر قربه , هي بالأصل دائما ما تقيس المسافات بينهما , اليوم لم تفعل ولم تنتبه لذالك القرب الذي أجفلها وأنفاسه التي ألهبتها وهو يحدثها .
عينيه ابتسمت وهو يري تلك الحُمرة وهذا الخجل في سابقه لم تحدث قبل , دوما قويه , اليوم أنثي بطعم الشيكولاته , شهية , وذنبها , عليها تحمله ! , قال وهو ينحني قليلا لتلتقي عينيهما " ألم أقل لكي بأن هذا نصرا ! " .
يتبع

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 07:47 PM   #293

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

كل لحظة بقربه الآن تشعر بأنها مكافأة جزاء صبرها علي بعدهما , كانت دائما لديها يقين بأن كل تلك المسافات ستمحى , رغم كل المخاوف والأوجاع كان هناك أملا داخل قلبها يشجعها علي الحياة , يخبرها بأن القادم أفضل .
تشعر بدقات قلبها تصدر نغمات هادئة , صوت معزوفة موسيقيه نادرة داخلها , كل نغمة تنطق بحرف من اسمه , وكأن كل دقة تعلن حبها بطريقتها ! , الأمان الذي يبثه دائما لها , ازداد داخلها وهو يقترب الآن منها بنظرته المفتونة بها , أسبلت جفنيها , واحمرت وجنتيها , وصدرها يعلو ويهبط فرحا وحبا وعشقا ! .
عينيه يطوقونها , ويحتضناها , همس وهو علي بُعد سنتيمترات منها " مبارك شهد لي " ..
تأوهت بخفوت لترفع عينيها من تحت وشاحها الأبيض وترخيهما مرة آخري ويديها تفركهما بارتباك وتتوقف الكلمات ..
ليرفع وشاحها الأبيض بيديه وعينيه تزداد فتنه بها .. همس قائلا " كوردة أنتِ تفتحت لتوها , تُري هل كان الربيع ينتظرك ليزهر ؟ "
ابتلعت ريقها بصعوبة وأنفاسها المضطربة تخذلها , كانت تريد وشوشته بحبها له لكن شفتيها هي الأخرى لم تساعدها .
انحني قليلا وهو يمسك زراعيها وقبل جبينها وهمس " أهلا بك سندريلا بقلب الأمير وحياته .. مبارك لنا زوجتي الحبيبة " .
قلبها يكاد يتوقف .. زوجته , نعم هي الآن زوجته , أصبحت حلاله , ولن تعيش مخاوفها السابقة , ستكون بأمان قربه ..
ابتسم وهو يراها صامته لا تنطق بكلمه وكأن القط أكل لسانها كم هي جميلة بخجلها ليقول بود " ألن تتحدثي شهد ؟ .." .
همست بخفوت " سأتحدث .. "
قال بوجه بشوش " أسمعك .. أريد أن أسمع نغمه صوتك تسعد قلبي " .
رفعت عينيها له فكأن الشمس جاءت تدفئ قلبه بعد أيام طوال باردة , لتقول بخفوت " مبارك لي وجودك بحياتي ساهر .. "
أخذ يديها بين راحتي يده قابضا عليهما بخفة وقال بدفء" أري أحلامي الآن واقع ألمسه وأراه " واقترب قليلا بوجهه من جانب وجهها يسحب نفسا عميقا مستنشقا عبير عطرها , ثم عاد ينظر لها وقال بصوت يعانقها " واستنشق عبير حلمي " .
أسبلت جفنيها ثم رفعت عينيها له وهي تطبق علي شفتيها بعدم قدرة علي الكلام .. ساهر لطالما كان واضعا حدود لحديثه معها .. كان لا يقترب إلا بحساب , بل هو من كان ينبهها دوما إن لم تنتبه لذلك , تتذكر ذاك اليوم حين عانقته وهي بالمشفي وكيف تغيرت ملامحه وأخبرها بود بأن هذا ليس حقهم , بينما هي كانت تري عناقه لحظتها كعناق خالتها وأمها يطبطب علي قلبها الخائف , الآن ساهر بنفسه يقترب وكثيرا أصبح قربه خطر .. همساته الدافئة التي يشعل بها قلبها , رفعت راحة يدها تربت علي قلبها ليبتسم بخفه , ثم يتملي بها بتمعن بذاك الفستان الذي اختاره بعناية , يشبهها برقتها وبراءتها وجمالها , بتطريزه بهذا اللؤلؤ الناعم علي صدره , ضيقا من الأعلى دون أكمام لينزل واسعا بتلك الطبقات , لامعا بهذا اللؤلؤ الذي يضوي به كأحد خامات القماش .. فستان يشبه سندريلا بنعومتها ,وشعرها الذي تركته خلفها ينساب كغروب الشمس وعليه تألق تاج رقيق مثلها , وزينتها الخفيفة كما طلبت من سلمي ألا تزيد من أدوات التجميل لا تريد لشيء أن يطغي علي وجهها .
تنهد براحة وقال ولا زالت عينيه تعانقاها " هذا الفستان ازداد جمالا , ظننته حينها جميل , الآن أراه أجمل بكثير " ورفع يده يداعب بأنامله جانب وجهها فارتجفت قليلا كأن كهرباء تسري بها , بينما ابتسامه داعبت وجهه وقال " وجهك ينير كالشمس "..ثم أدخل احدي يديه بجيب سترته الداخلي وأخرج منه علبة قطيفة صغيرة , بينما شهد تحدق ليده التي تفتح العلبة بتمهل ليضوي بداخلها خاتم , رفع نظره لها وهو يأخذ يدها المرتبكة وقال مبتسما وهو يضعه بإصبعها مبتسما " اخترته علي ذوقي الخاص أتمني أن يروق لكي شهد "
رمشت متوترة ثم قالت وهي تنظر للخاتم الذي كان كأنه يحلق بإصبعها كفراشه صغيرة ناعمة , التقت عينيهما لتقول " هذا كثير ساهر ..كان يكفي ... "
قاطعها وهو يضع إصبعه السبابة علي شفتيها , فترتعش قليلا بينما يقول لها وهو يرخي إصبعه عنها ويرفع ذقنها بيده " شهد , تلك حقوقك وأنا لا أعطيكِ شيء من عندي .. أنتِ زوجتي كلي ملكك , ومن الآن لا أريد أن أراكي متنازلة عن أي حق لكي .. "
كانت تنظر له بحب وهو يعطيها ثقة لم تكن لديها يوم , ساهر هو استثناءها وقد راهنت علي ذلك وهو لم يخذلها ..
صوت سلمي أتاهما من الخارج بمرح " هل سنحتفل وحدنا ؟ ... "
لتضع شهد احدي يديها علي وجنتها تتحسس وجهها الذي تخضب حُمرة وتقول " لقد تأخرنا عليهما .. "
غمز لها وضحكته التي تأسرها ترافق كلماته بينما يده تمسك يدها وقال " هذا يومك فتدللي .. "
******************
أثني زراعه لتتأبطه وهي تنظر له بابتسامتها التي لم تفارق وجهها منذ الصباح , تخطو جانبه بفرحه وبثقة , ولأول مرة منذ طفولتها تشعر بخطواتها واثقة هكذا , هل هو الحب أم الأمان أم كلاهما اجتمع بشخص واحد ( ساهر ) , يده الأخرى أمسكت بيدها المتأبطة زراعه ,يلتفت بنظره لها فتتلاقي عينهما فتشعر بأمان ودفء يملئها .
صوت الموسيقي الهادئة يصدح بالمكان والزينة البراقة تلمع بالممر ,و وتلك الزهور التي نثرت حولهما برائحة تعبق المكان , لكن عجبا عطرة هو الفائز دائما ولو أتي بكل زهور الأرض يبقي هو ربيعها بأزهاره ووروده وعطرة !.
ربما القصر لم يكن بحاجة لزينه فالديكورات التي توجد به كانت كافيه , فكل شيء يوحي بالفخامة , لكن ساهر أراد أن تشعر بأنها كأي عروس تجهز لزفافها ولو بأشياء بسيطة لكنها تبهج القلب .
********
رأفت الشاهد علي أكثر أوقاتها انكسار وأكثرها فرح , هو من كان جانبها حين وقعت , كان داعما وسندا لم يميل بها , حتى بعد سفرها لم ينقطع اتصاله الداعم لها , كان ولا زال لديه المقدرة علي أن ينتزعها من أي شيء يزعجها , وعدها ووفي بوعده أنه سيظل جانبها حتى تصبح زوجه أخيه ويكون شاهدا علي زواجهما ويسلمها بنفسه لساهر وها هو فعل .
(مبارك لنا وجودك بيننا زوجه أخي ) , قالها رأفت بوجهه البشوش , يشعر بقلبه يضحك منشرحا سعيدا , وكل كلمات السعادة لن تكفيه بتلك اللحظة وهو يري صديقته جانب حلمها وسعادتها , رفعت وجهها له وملامحها التي أشرقت أجابته قبل لسانها وردت وعلي شفتيها ابتسامه واسعة " شكرا لك رأفت " وصمتت برهة وتابعت وهي تنظر لساهر ثم تعود ناظرة له " شكرا لك علي كل شيء " , ابتسم رأفت ورد بصوت مرح " علي الرحب والسعه زوجه أخي نحن بالخدمة ".
كانت ملامح ساهر سعيدة لتلك الألفة بين رأفت وشهد وكم شعر الآن أنه في وقت بُعدة ترك حارسا أمينا عليها , حارسا يؤتمن ولا يخون .
التفت رأفت لأخيه ببهجة وهو يراه أخيرا سعيدا بعد طول حزن , اقترب منه يحتضنه ليتلقفه ساهر بين زراعيه , يربت كلاهما علي ظهر الأخر مهنئا إياه .
شدد ساهر بعناق أخيه وأردف " العقبى عندك رأفت " .
أما سلمي التي تمسكت بيد صديقتها وهي لا زالت تشعر كأنها بحلم , لم تتوقع للحظه أن تتقابل مع شهد هنا ولكن الأقدار تفعل , احتضنت صديقتها , تشعر كلتيهما أنها جزء من الأخرى , ثم ابتعدت سلمي خطوة وهي تقول بمرح " وها قد حان وقت الاحتفال " . , وقامت بالتصفيق فرفع رأفت حاجبه وهو يري عنيدتة هكذا كالأطفال بفرحها, لم تدري سلمي وهي بتلك الطفولة أن هناك عينان يحتضناها وهي ترتدي فستانها الوردي الذي انسدل علي جسدها بنعومة بحمالته الرفيعة وحزامه الذي يتوسطه وذاك التطريز الناعم علي صدره وشعرها الذي رفعته للأعلي, فكانت أنثي قابلة للأكل بشهية ! .
*********
يتبع

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 07:48 PM   #294

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

يدها ترتاح علي صدره ويديه تلتف حول خصرها , خطواتهما متناغمة كما تناغمت قلوبهما , صوت الأغنية يدندن بنعومة بأذنيهما (مش قادرة لسه أصدق إنك أنت بقيت معايا ,وخلاص كل ال حلمت بيه بقا بين ايديا ,), دقات قلوبهما تعلن تعانقها , بكل خطوة وهمسه منهما تتعانق دقة بدقة ! .
" سعيدة يا شهد ؟ " , قالها ساهر مقتربا من جانب وجهها , فردت بصوت خافت تسحب نفسا مضطرب خجلا " نعم سعيدة ساهر بل لا تجد كلمات تصف سعادتي ".
عاد صوت الأغنية يداعب أذنيهما (مش عايزة حاجه تاني خلاص حبك كفاية , ربنا يخليك لقلبي) ليصمت ساهر برهة وهو يراقصها ويتأمل ملامحها ثم عاد هامسا " أحبك " , فأطرقت وجهها ,ليعاود كلمته " أحبك " وصمت لحظة وقال وسأظل أكررها لأري حُمرة وجهك وأسمع دقات قلبك تعانقني هكذا يا شهد " .
تشعر وكأن رجليها لا تخطو علي الأرض بل تحلق بسماء السعادة وهي تسمع كلمات ساهر معلنه حبه لها , همست بصوت مرتجف وأنفاسا أكثر اضطرابا " وأنا أحبك أنا أكثر نساء الأرض سعادة اليوم" .
عينيه ازدادت بريقا وحبا وهو يسمع ( أحبك ) منها . كم تمني تلك اللحظة وها هو يسمعها منها تملئه فرحا وتروي قلبه الذي ظل عطشا لتأتي وهي وترويه .
همس بشيء بأذنها ! لترفع بوجهها بابتسامه ماكرة وهي تنظر إلي رأفت الذي يجلس علي الأريكة , بينما صديقتها تقف علي بُعد خطوات منه , ضحكة خفيفة من ساهر وهو يعاود همسه لها " أشعر بأن كلاهما يحتاج لدفعه قويه " , ابتسمت شهد وهي تضع رأسها علي كتفه وقالت براحه " دائما ما تنتبه للجميع زوجي الحبيب " , ليهمس ساهر لها بصوت دافئ حبا " زوجي الحبيب تلك سأنسي الجميع , وأحملك بين زراعي واتركهم ... !" , رفعت رأسها من علي كتفه وهي تحدق به قائلة " لا _ لن تفعلها .. !" , قال غامزا " لما لا ؟ فالفكرة حقيقة بدت لي رائعة " .
صوت الأغنية اختفي .. جعل كلاهما يتوقف لتقول شهد بمكر وضحكة رائقة وهي تري لحظته الرومانسية قطعت " لا زال لدينا وقت حتى وقت انتهاء الحفل " , لف يده حول خصرها وقال " كنت أعرض خدماتي فقط .. أنتِ الخاسرة " وتابع وهو ينظر لأخيه ثم سلمي قائلا بصوت واضح موجها حديثة لهما " حقيقة لم أحضر حفلات زفاف كثيرة لكن كل تلك الحفلات التي حضرتها كانت الرقصة الثانية يشارك بها المعازيم " صمت برهة وهو ينظر لأخيه بنظرة متفهمة وتابع " وحقيقة ليس لدينا معازيم غيركم لذا عليكم مشاركتنا " .
اتسعت عين سلمي وهي تتلعثم بردها " سيد ساهر ... أنا .. " ثم تعود تنظر إلي رأفت تنتظر منه دعمها بالرفض , وبالفعل جاء ردة مباشرة مع نظرتها وهو يقف من مكانه مقتربا منها بمهل ليقف أمامها مباشرة بينما هي لا زالت تتأرجح نظراتها بين ثلاثتهم ليعود انتباه نظراتها لرأفت وهو يقول " سلمي .. لا أستطيع رفض طلب العريس "ثم التفت لساهر وشهد وقال " صحيح أخي ؟ " لتهتف شهد بمرح " نعم سلمي كيف تردين طلب ساهر ؟ " وقبل أن ترد سلمي كانت يد رأفت تحاوط خصرها وهو يقول بابتسامه ماكرة " رقصة واحدة يا عنيدة لن تقتلك , أسبلت جفنيها وهي تشعر بنفسها هالكة لا محالة , ابتلعت ريقها بصعوبة وهي ترفع نظرها له ثم تعود تنظر ليده الملتفة حول خصرها , هو يري الأمر ليس قتلا ولا يدري بأنه يدفعها للجنون , طالما حاولت أن تتفادى قربهما بتلك الطريقة ليصبح التعامل أمن لكلاهما لكن الآن الأمور تسري بطريق لم تحسبه قالت وهي لا زالت بأفكارها التائهة " أنت ماكر رأفت " , ضحك بخفه وهو يراقصها وقال " لو كان المكر هكذا سأكون ماكرا دائما يا عنيدة ".
كانت عين ساهر تتابعهما باستمتاع ليقول لشهد وهي تتحرك بخفة برقصها معه "أين وقفت لحظتنا الرومانسية شهد " , ابتسمت بخجل وقالت " يبدو أنك لم تنسي ؟" قال مرحا وهو يضمها بدفء " أي لحظة بيننا لا أنساها زوجتي الحبيبة ".
***********
بعد وقت ( حجرة شهد )
عينيه تتفرس ملامحها بتمهل , وجهها البريء الشهي , عينيها العسليتان اللتان تنظران له ببراءة فتحمل داخلهما ألف سهم غواية , كيف لها أن تكون أنثي بريئة ومغوية .. هادئة لكن تشعل داخله نارا لا تنطفئ ! ,تدفعه بسهام صمتها الآن للكثير ! ماذا لو أطاع شيطانه ؟.. همس داخله أي شيطان يا ساهر ؟ هي حلالك , والغرق فيها حلال ! .
أسبلت جفنيها وهي تراه يتمعن فيها بتلك الدقة , لم تراه هكذا قبل , تشعر به تغير كثيرا , نظراته غير التي اعتادتها منه! , أنفاسه التي تلفحها الآن ساخنة تشعل وجهها بل كل أوردتها , تبعد خطوة فيقترب خطوتين , سماء عينيه تعانقها فتطرق وجهها خجلا , وقلبها ينتفض داخلها حرجا وفرحا ! , رفعت عينيها له مرة آخري ولا زال صامتا ولا زالت هي علي صمتها , عضت علي شفتها السفلي ووجهها يزداد حُمرة , أما شفتيها فأصبحت كفراولة ناضجة ولا تدري أي فكرة تتراقص في قلبه الآن ؟! , هو يحاول كبت كل مشاعره لأجلها ولأجل أن تكون بخير خائف عليها , لكن شفتين بطعم الشهد يطلقون سهام نحوه , لعق شفته وهو يشعر بمذاق تلك القبلة اليتيمة التي لا زال طعمها علي شفتيه وانتهي أمرة حينها بملوحة دموعها .. كان يظن نفسه صابرا والآن يتمني لو لديه القليل فقط من الصبر !.
أنفاسها ازدادت اضطرابا وهي ترفع بصرها له وتراه صامتا بينما عيناه تحدثانها بلغة لن تكذب نفسها بعدم فهمها !.
ازدرد ريقه بصعوبة وهو يقترب خطوة آخري ليصبح قربها ولا يفصل بينهما شيء ! .. كادت ترتد خطوة فلف احدي يديه حول خصرها ويده الأخرى تداعب بأنامله علي طول يدها وقال بصوت مبحوح " لا تبتعدي شهد .. كوني قربي فقط ".
رفعت عينيها محدقة بعينيه التي غامت زرقتها وهي تشعر بدقات قلبه الصاخبة تخبط بصدرها , لتعض علي شفتها مرة أخري فترميه بسهام لا يفلت منها ! , اقترب هامسا بأذنها بصوت أبح " سامحيني .. دون إرادتي " , وقبل أن تفهم مقصده كان يقتطف قُبله دافئة خاطفة ! .
دقات قلبها النابضة , عينيها المغمضة , جسدها المرتعش , تكاد تقع لولا يده التي تلتف حولها كحزام أمان , فتحت عينيها بتمهل لتقابل عينيه فتعض علي شفتيها وتطرق وجهها بسرعة والورد الأحمر يتراقص علي وجنتيها , فرفع ذقنها بيده الحرة بينما يده الأخرى لا زالت تلتف حولها وقال بدفء" فقط أردت أخذ ما يعطيني صبرا سندريلا .. شكرا لقبله بطعم الشهد ! .. "’ تأوهت بخفوت فابتعد خطوة وهو يهمس داخله " ترمينني بسهام حبك ولا تدرين " ثم قال لها " شهد " ردت بخفوت " نعم " رد بصوت متحشرج وهو يشير للباب " سأبيت بالغرفة المجاورة سأتركك علي راحتك " فغرت فاها وهي تراه بالفعل يخطو لتمسكه من معصمه , أجفل إثر تمسكها به ليلتفت لها وقال مندهشا " ماذا ؟ " , تلعثمت بحروفها وهي تنطق " سا ... ساهر " قال ناظرا لها بقلق " هناك شيء ؟ تحدثي شهد " , ردت بكلمات خاطفه " لا تخرج كن معي حتى أعتاد الأمر وأعتاد وجودك قربي " .
يا إلهي .. هذا كثير صغيرتي , كيف لي أن أتحمل قربك ؟) همس بها داخله.ثم عاد قائلا لها " متأكدة ؟" تركت يدها الممسكة يده وأسبلت عينها ثم عادت تنظر له علها تجد أمانا يتلقفها وقالت " نعم " , قال وهو يقف قبالتها ويرفع وجهها بيده " حسنا .. سأبدل ملابسي بالغرفة المجاورة حتى تنتهين أنت " , همست بخفوت وابتسامه تداعب ثغرها " حسنا ساهر " .
(هل عليه أن يخبرها أنه كان يتمني أن يخلع بنفسه هذا الفستان .. همس داخله " لا – لا ساهر ! هل كنت تحلم بعد كل ما علمته أنك تستطيع أن تبيت بنفس الغرفة وتشعر بدفء أنفاسها قربك , اصمت يا رجل فأنت في أول الحلم قريبا يكتمل الحلم لا تقلق ! "
.

يتبع

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-08-20 الساعة 12:02 AM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 07:50 PM   #295

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

( سيارة رأفت )
منذ خروجهما من حفل زفاف أخيه وكلاهما لم ينطق ببنت شفه , الصمت هو السائد بينهما ولا يقطعه سوي تلك الأفكار التي تتزاحم بقلبيهما وروحهما ! كلاهما كان غارق بشيء ما ! .
استندت سلمي علي ظهر الكرسي الأمامي تنظر للطريق ولا تري شيء تتخبط بأفكارها , تحاول ترتيب دقات قلبها التي أعلنت تمردها عليها والتي بعثرها لها رأفت الليلة , وربما كل محاولاتها بترتيب أمرها عبث لكن لا بأس هي محاولة لن تخسر شيء , هي لم تتوقع أن يومها سيكون كذلك ولا بذاك التغير الذي لاحظته علي رأفت , هو دائما مشاكس , مرح يقابل عنادها بمشاكسته ومرحه , أما اليوم غير ! , مشاكسته كانت بشكل آخر , أكثر دفء وحب , اتسعت حدقة عينها السوداء وهي تتأكد الآن بـأن رأفت بات يرفض فكرة وجود حواجز بينهما , كل حركه وكلمه بتلك الليلة أعلن لها ذلك ! .
بينما رأفت كان بعالم آخر ربما أفكاره تلك ستساعد قلبها أكثر علي تمرده عليها .
فجأة أوقف رأفت السيارة بجانب الطريق بمكان هادئ ليلتفت لها وقد عادت من شرودها إثر وقوفه المفاجأ متسائلة بقلق " لماذا توقفت رأفت ؟ هناك شيء ؟ " وضع احدي يديه علي رأس الكرسي ونظر لها للحظه كأنه يرتب أفكاره ويده الأخرى يفرك جبهته ثم وضعها علي عجله القيادة , لتتنبه ملامح سلمي أكثر وتقول " ماذا رأفت ؟ " رد بهدوء يناقض ملامحه القلقة "سلمي .. سأنتظر منك أن تتحدثي مع والدتك كي أأتي مع عائلتي لطلبك للزواج ".
هتفت وعينيها تتسع من المفاجأة " ماذا ؟ "
قال ولا زال راسما ملامح باردة "كما سمعتِ " , قالت وهي تتلعثم بحروفها " لماذا هذا التغير المفاجأ رأفت ؟" .
رد بكل هدوء وكأنه لم يسمعها " سلمي سأنتظر ميعاد قريب مع والدتك ".
قالت وأنفاسها تضطرب أكثر " أنت صبرت الفترة السابقة لما ... ؟"
قاطع كلامها قائلا وهو يعتدل بجلسته ناظرا للطريق " ها قد قلتيها بنفسك _صبرت _ وها قد نفذ صبري ".
نظرت له وهي تراه بملامح غاضبه لكن رغم ذلك لم تغطي علي حبه ثم قالت " حسنا رأفت لتكن خطبه رسميه " .
قال وهو يخبط بخفة علي مقود السيارة " حين أأتي لبيتكم سيكون عرض خطبة وزواج وحناء وكل ما تريدينه لكن بوقت واحد " .
كلامه كان واضحا لا يحتمل الجدال لكنها قالت بصوت مترجيا أن يتفهمها وبعينها دمعه تتلألأ " رأفت ! " .
عيناه تلاقت بعينيها ليلتفت عنها بسرعة وهم بقيادة السيارة وقد ارتعشت عضله بفكه تأثرا بدمعتها التي تعلن هطولها فحاول التماسك وقال" انتهي الحديث سلمي "
وساد الصمت مرة آخري وهي تعود لتستند علي كرسيها ووجدت الأمر منتهيا علي الأقل من جانبه , تنظر له مرة وتعود للطريق مرة , ملامحه الصامتة تقلقها , صمته المتعب لها يحرك شيء ما داخلها , هي لم تعتاده صامتا هادئا هكذا ! . لم تدري متى وصلا لبيتها إلا حين توقف أمام بيتهم دون حديث منه !
قالت وهي تترجل من السيارة " ألن تأتي لتسلم علي أمي رأفت ؟ "
قال دون أن يلتفت لها " أبلغيها سلامي ! وسأأتي بحاله واحدة ! قرري وتعلمين كيف تجدينني سلمي "
ثم انطلق بالسيارة دون أن يسمع ردها وهو يتابعها من مرآة سيارته قائلا
" لا أقسو عليكِ بل أريدك أن تستفيقي أن لا نخسر حبنا في زحمه الحياة , أنت تبعدينني عنك دون أن تدري , دعينا نبدأ حياتنا ونستكمل العمر معا حبيبتي "
********
صف سيارته بمكانها المخصص لها بأحد أركان الحديقة الخاصة بالفيلا وترجل منها يخطو بمهل هائم مع أفكاره التي تتلاطم بعقلة تكاد تطيح به .
لم يتخيل اليوم ينتهي هكذا , كانت بدايته كالحلم المبهج منذ لقاء سلمي بشهد وذالك الوقت الذي جمعهم كلهم , كان كأنه صلح عما حدث كل الشهور السابقة , لم يكن بنيته أبدا هذا الحوار الذي دار بينه وبين سلمي بالسيارة ولم يعد يدري إن كان ما فعله صحيح أم لا ؟ فردت فعل سلمي كسرت شيء بقلبه لكنها يتفهمها وكان يريد منها أن تتفهمه هو الآخر , تلك الدمعة التي لمعت بعين سلمي وقت حديثهما , صوتها المترجي باسمه كي يتنحي عن رأيه , هل صبره الفترة السابقة ليس كافيا ؟ لما لم تأخذ بيده وتقول حسنا رأفت كفانا صبرا لنبدأ حياتنا معا .
سحب نفسا عميقا وهو يفتح باب الفيلا , يشعر بنفسه يحتاج لحمام منعش يزيح به بعض الأفكار المتلاطمة بداخله , أو ربما نسي تلك الدمعة التي تلألأت بعين العنيدة .
شعر بحرارة تجتاح جسده إثر تذكرة لتلك الدمعة أراد أن يحتضنها لحظتها ويقول انسي ما قلت ولا أري دمعتك ولكنه لم يفعل فكلاهما يحتاج لأن يستفيق ويرتب أموره , كفي عناد ومشاكسة , هما يحتاجا مع هذا حبا ,خلع سترته من عليه وحملها علي كتفه , يصعد السلم ويخبط بخفة علي الدرابزين , يتذكر فرحه أخيه وشهد فيبتسم , ثم تجتاحه داخله مشاعر لم يستطع إخمادها وهو يتذكر عنيدته تلك الطفلة البريئة والأنثى الشهية وتختفي ابتسامته حين تذكر دمعتها .
صوت أمه انتزعه من شروده وهي تقف أمام باب غرفتها قائله " لما تأخرت رأفت ؟" ضيق حاجبيه قليلا متعجبا لتساءل أمه فهي لم تعد تهتم بمواعيده ما الجديد بل كيف تنتظره إلي الآن فهي إما بأحد حفلاتها أو بغرفتها نائمة .
رد وهو يحاول رسم ابتسامه " لم أتأخر أمي " ثم نظر لساعته وهو يتيقن أن هذا بالفعل ميعاد متأخر ليتابع بهدوء " كنت بعشاء عمل لذا تأخرت "
ردت بتفهم " حسنا ابني كنت انتظرك كي أجهز عشاءك لأن نعمات نامت "
كاد يضحك لما سمعه لكنه حاول التماسك فمنذ زمن لم تعد تنتظره وتركت الأمر لنعمات وقليلا ما تجمعهم طاوله طعام , ليرد عليها بمحاوله لعدم مضايقتها بحديث يختلج قلبه " لا بأس أمي لا تحملي هم فأنا بالفعل تناولت طعامي " .
كل ما يريده الآن سريرة وحماما منعش كاد يقول لها هذا لكنها قاطعت ما انتوي قولة وأردفت " رأفت ... "
تنبهت حواسه وهو يشعر بأن ما تريد قوله سيصدمه وقال باهتمام " ماذا هناك أمي ؟ "
قالت وعلي وجهها ابتسامه واسعة توجي بفرحتها التي لم تستطع تخبئتها " خالك طلق شهد لذا سافرت لخالتها "
رد بهدوء "ومتى علمت أمي؟ "
ردت ولا زالت ابتسامتها تملئ وجهها "اتصلت بخالك اليوم واخبرني " صمتت برهة وتنهدت براحه وقالت " أخيرا لم يعد لشهد علاقة بعائلتي ! "
ابتسم وهو يرفع حاجبه وقال " نعم أمي انتهت علاقتها معنا ! الآن فهمت لما وجهك بشوشا مرتاحا هكذا "
قالت وهي تربع يدها علي صدرها " كلامك سخريه أم ماذا ابني ؟ "
اقترب منها بابتسامه لم يدعيها وهو يقبل جبينها وقال ناظرا لوجهها " لم يخلق بعد من يسخر منك أماه " وهمس داخلة " فقط تمنيت بشاشتك تلك بوقت زفاف أخي اليوم , كم كنت أفتقد وجودك وكنت أري فقدان طلتك البشوشة تلك بعين أخي ولكن ليس باليد حيله "
قالت وهي تضيق عيناها " أين شردت ؟ " ,
ابتسم وهو يعاود قبله علي جبينها وقال " أنا هنا ! لكني بحاجه للنوم تأذني لي "
ربتت علي كتفه بحنان وقالت " بالطبع ابني وأنا أيضا سأخلد للنوم "

فتح باب غرفته ينظر بأرجائها وأغلق الباب خلفه وألقي سترته علي السرير وقال كأن غرفته سترد عليه " متى سأجدها هنا بعنادها ومشاكستها ودفئها الذي أحتاجه كثيرا ولا استطع الشرح لها متى تتحول برودة غرفتي إلي حضن دافئ بك يا سلمي ؟"
انتهي الفصل العشرون ♥♥♥يسعدني رأيكم ♥♥♥

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 08:21 PM   #296

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,265
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

فعلا مافيش كلام بيعبر عن الاحساس تبع الفصل دا
رغم انو امل عكرت شوي الاجواء بس عادي يختي مادام شهد مع ساهر كل شي بيهون 💃💃💃💃💃


سيلينان غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية : أغلى من الياقوت .
الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة .









رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 08:21 PM   #297

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك أمولة
الفصل روووووووووووووووعة
وأخيراً شهد وسامر ⁦♥️⁩⁦♥️⁩
رأفت وسلمي كمان حلوين اوي مع بعض
حبيت الاتصال المرئي وقت كتب الكتاب
وكلام خاطر ومادلين وخالة شهد
الفصل اليوم كان جميل
أمتي امل تفوق وتجمع ولادها من تاني
تسلم ايدك امل


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 08:22 PM   #298

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,265
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 5 والزوار 12)
‏سيلينان, ‏أمل يسري+, ‏فاتن عبدالعظيم, ‏rere87, ‏noha 3


سيلينان غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية : أغلى من الياقوت .
الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة .









رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 08:44 PM   #299

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

حبيبة قلبي بعتذر عن التأخير 🙈
تسلم إيدك حبيبتي من توفيق لتوفيق 💗


Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 08:50 PM   #300

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 9 والزوار 16)
‏فاتن عبدالعظيم, ‏ahlem ahlem, ‏Miush, ‏أمل يسري, ‏رانيا محمد19, ‏عبير سعد ام احمد, ‏asmaaasma, ‏سمني هجران, ‏Aya Slieman


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.