آخر 10 مشاركات
حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )           »          جميع مؤلفات الكاتب الكبير/ نجيب محفوظ جاهزة للتحميل (الكاتـب : بندر - )           »          شيفون أحمر: رمزٌ للأناقة والجاذبية (الكاتـب : منصة سدره - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          ترويض التنين (22) للكاتبة: Kendra Leigh Castle .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          33 - طائر غريب - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          أثر تغزله النچمات (الكاتـب : Lamees othman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-20, 09:10 PM   #4331

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الحب مشاهدة المشاركة
تنزيل الفصل الساعة التاسعة كونوا على الموعد
بالانتظار ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️




Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 09:30 PM   #4332

ميرا لين

? العضوٌ??? » 472049
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » ميرا لين is on a distinguished road
افتراضي

نورتي ننتظرك على احر من الجمر اتمن. تكوني و عيلتك بخير

ميرا لين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 09:50 PM   #4333

emily yong

? العضوٌ??? » 352044
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 291
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » emily yong is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

emily yong غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 10:08 PM   #4334

rinamcidra
 
الصورة الرمزية rinamcidra

? العضوٌ??? » 427084
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 208
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » rinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
افتراضي

ناطرينك يا قمر 😍😍😍😍😍😍😍😍

rinamcidra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 10:36 PM   #4335

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

الفصل التاسع و العشرين



قصص الحب الحقيقية و الناجحة ما يمثله الثنائي المكون من وريث عائلة ثرية و حفيدة سائس تملك اعاقة واضحة، لا يدو اليكس أو أحد غيره في العائلة مهتم لـتأتأة ايزابيلا أو كما يناديها الكل بيلا.
هذه الاخيرة تتمتع بتقدير الجميع، حتى الأطفال منهم، لسيما توأمي مارك و لينيتا، انها شبه مقدسة لهما و بالكاد يفارقانها، قد تفهم بيانكا هذا القرب الشديد و التواطئ بينما تكتشف بأن بيلا... نوعا ما كانت تشبه الأم البديلة لهما.
" رغبا بشدة أن تتزوج والدهما"
شرحت لها فلور ردا على سؤالها" حاكا كل أنواع الخطط ليوقعاه بحبها، حتى أنه وضع خاتم في اصبعها قبل أن يكتشف بأن لينيتا حية"
" مارك أنطونيو خطب بيلا؟؟" لم تتمكن بيانكا من اخفاء دهشتها.
" خطوبة يومين ثلاثة لأن الموضوع انتهى قبل أن يبدأ... مارك لا يمزح عندما يسعى لتعليم درس لأحدهم..."
" تقصدين اليكس؟؟"
" لا تغريك المظاهر كارا... ابن عمي الصغير و المدلل كان خارج السيطرة و لم يكن ملاكا معها " ردت فلور وهي تشرب من كأسها الفوار" كان سافل و حقير تماما مثل دافيد ..."
تجمد دمها في عروقها وبقيت صامتة للحظات مفكرة، ما بينها و بين دافيد مختلف، لقد ارتكب جرم بحقها و لا يمكن غسل الاهانة الا بالدماء... صارت كراهيته طبيعة ثانية لها و لا تتجزأ من شخصيتها... وهي هنا لتضع الأمور في نصابها الصحيح.
اليخاندرو مختلف... انه رجل على قدر عالي من الفخامة والآدب ... لقد منحها الامان العاطفي و الحب العظيم، انه قيّم جدا بالنسبة اليها و تفضل الموت على ايلامه أو التسبب له بالمعاناة.
غاصت بنظراتها في الحشود المتفرقة في الحديقة... حيث الاضواء و الموسيقى و الصخب وقف دافيد مع جوشوا، نيكولاي بين ذراعيه، بمعجزة يبقى فيها الصغير هادئا ... في الاوقات العادية... اخيها الصغير يعادي الهدوء تماما.
" اريد الزواج من اليخاندرو الا انه يرفض و يفضل الانتظار ريثما اكبر و اتمم دراستي"
" عين العقل"
جاء رد فلور في ادنها ناشف جدا، ابعدت عيناها عن دافيد كي تحطهما عليها:
" و انا التي أملت مساعدتك بالضغط على ابي للموافقة! "
" لا تقحميني في رحلة هروبك بيانكا ..." مدت اصابعها نحو وجهها لتلامس خدها" اليخاندرو محق في الانتظار... أعرف ما حدث بينك و بين دافيد في زفاف العراب... "
شعرت بالاذلال امام هذا التصريح المباشر، وماذا توقعت في النهاية؟؟ دافيد وجد فرصة لفضحها أمام الكل، لم تكن تتوقع أن يحتفظ بقبلتهما سرا، هو الذي يبحث عن فرصة للتسبب بالدمار في علاقتها.
" خطأ لن يتكرر!"
" المشكلة ليس بالقبلة في حد ذاتها... "
قاطعتها مقطبة:
" أجهل لما ترمين ؟؟ فمنذ وصولي الى هنا و أنت تتعاملين معي بغرابة..."
يبدو أن عدوانتيها فاجئت زوجة والدها التي زمت قليلا شفاهها الجميلة، هي لا تتوهم، فلورانس غريبة الأطوار منذ وصولها، صحيح أنها رفضت كل مناوراتها لمرافقتها الى قصر الدوقية، اليكس اتصل بها شخصيا لدعوتها، بينهما صداقة منذ بعض الوقت و يكن لها الكثير من المودة، لم تأتي من أجله كي تكون صادقة مع نفسها، بل أدركت أن تخلفها سيشعر دافيد بالانتصار، بأنها تهرب منه بسبب لقاءهما الأخير، أتت كي تضع الحروف على النقاط... أتت كي تريح ضميرها الذي يمزقها.
"لن أتنازع مع ذاتي مجددا من أجل سافل مثل أخيك... انه يتقرب مني لهذف معين، كلانا يعرف الا حب في تصرفاته، انه شخص مزيف و سطحي و لا يستحق حتى مقارنته اليخاندرو"
"جيد جدا هذا التقرير..." قاطعتها فلور بهدوء " اتمنى أنك مقتنعة به "
" بالتأكيد أنا مقتنعة به ولا أستبعد أبدا بأن لك نفس الرؤية.."
" رؤيتي أنا لا أهمية لها بيانكا انما رؤيتك أنت..." ثم وضعت كأسها الفارغة على صحن احد النوادل الذي مر بجانبهما " أرى بأن نيكي نعسان سآخذه للغرفة كي أجهزه للنوم..."
لم تكن تبالغ، نيكولاي وضع رأسه على كتف خاله و قد أغمض عينيه:
" يمكنني التكفل به أن رغبتي" اقترحت بيانكا.
بسبب دراستها لم تعد ترى كثيرا أخاها الصغير و تفتقده على الدوام:
" كلا 'كارا'... ان لم يمسك بشعري فهو لا ينام أبدا..."
هذا صحيح... أقرت ذهنيا و راقبتها تتقدم بجسمها الأهيف الجميل نحو أخويّها لتاخد ابنها بين ذراعيها، هذا الأخير لم يستسلم بسهولة، كان يفضل حضن خاله على ما يبدو و بدأ يتلوى في كل الاتجاهات.
بعد عدة مناورات نجحت فلورانس بتهدئة الوحش الذي وضع رأسه على كتفها و غرق فورا في النوم، لم تمنع نفسها من الابتسام لقوة شخصيته، لا أحد يفرض عليه شيء، هو فقط من يقرر...
كانت ما تزال تبتسم لأخيها عندما ادار دافيد عيناه الزرقاوان نحوها فجأة، شعرت بالرعب من فكرة ظنه أنها تقصده بابتسامتها، استردت فورا جديتها و لمعت عيناها بجليدية قبل أن تفر بهما بعيدا.
الشيء الذي لم يمنعه من الاقتراب منها، شعرت بأن شعر قفاها ينتصب متأهبا، عموما فقد اتت لرؤيته بهدف حسم الأمر مرة الى الأبد
" من كان يتوقع ان تطلي بانفك الجميل بينما امضيت وقتك في تجاهل اتصالاتي الاخيرة!! "
" من كان يتوقع الا كرامة لك !!؟ ... تستمر في الاصرار بينما تعرف جيدا بأنني لم أعد أريدك"
أدلف يديه في جيوب بنطاله، جميل الطلعة لا يبدو متأثرا بالمرة بإهانتها و لا لهجتها الاذعة :" ربما كل هذا ليس سوى لعبة بالنسبة اليك دافيد، الا أنني لا أتسلى، عليك أن تعرف بأنني لا أخد الأمور بتسلية مثلك، بأن علاقتي اليخاندرو جدية و أكبر مما تتخيل، لهذا اطلب منك ان تحترم موقعك في حياتي و أن تتركني و شأني"
رأته يتجول بنظراته الشفافة على وجهها، وعندما استقرتا على شفاهها تراجعت الى الخلف و كأن قوة دفعتها بعيدا،أدى هذا الوحي إلى تأجيج مخاوفها... انه يؤثر عليها و هو... بهذه الابتسامة المتهكمة على وجهه واع تماما بردودها، هل كانت تبالغ في رد فعلها؟ على الاغلب لا...
رفع حاجبيه في تقليد مسرحي.
" لم يكن هذا الانطباع الذي تركته لي في صقلية "
رباه... كم تكرهه...كان بداخلها وحش جريح مستعد للقفز خارجا كي ينهش وسامته بمخالبه و أنيابه. " سيكون من الجنون المساومة كارا... كلانا يعرف بأنني محق..."
سنتين من صقل فن ضبط النفس أمامه أفادتها جيدًا في إخفاء ارتباكها ، لكن تلك الأفكار المحرمة عادت إلى الظهور في ذهنها عندما فتحت شفتيها لتقول :
" كلانا يعرف أيضا بأنك لا تستحق العناء، جمعتنا مغامرة سخيفة و أنتهت قبل أن يعود كل منا لحياته الطبيعية، اليوم... علينا أن نعمل على تهدئة التوتر بيننا لصالح أختك و أبي... ان نسيت ؟ فزواجهما مرّ بالكثير من الاهتزازات و المحنات، و اليوم نحن عائلة ، أجد من السخيف جدا الاستمرار في لعب هذه اللعبة التي فقدت معناها بالكامل... "
هز حاجبيه السوداوين،أخفت رموشه الكثيفة تعابير عينيه:
" انا لا ألعب ايتها الأميرة ... "
" ولا أنا..." ردت مباشرة و دون ان ترمش، عندما حطم قلبها الى اجزاء صغيرة لم يرثى لحالها و لم يخفي ازدراءه لبوسها و عذابها، تصرف معها و كأنها لا شيء، بلا أهمية، لقد أذلها كما لن يجرؤ أحد على ذلك : " أتيت الليلة خصيصا لأخبرك بأنني ضقت ذرعا بالوضع، في المرة القادمة لن أتردد بوضعك في مكانك و لن يهمني ان كنت أخ فلورانس أو خال نيكولاي... ان كنت ترفض ضبط تصرفاتك بسبب الرابط بيننا، فسأبدأ بالتصرف بالمثل... أنا مخطوبة، و مغرمة... أخرج من حياتي دافيد ولا تعد اليها مجددا"
التقط ذراعها ببعض الحزم مانعا اياها من الابتعاد، شعرت بضيق في حلقها لهذا التواصل، تتذكر ملامح وجهه التي تجردت من اي وسامة عندما قبلت بعرض كيفن غراي امام اعين و مسامع الكل، تعمدت القبول لجرحه، ممثل رائع الصيت مثله يهتم لامرها، بدت لها فكرة جيدة للانتقام لكرامتها انذاك، لكن اذلالها زاد فحسب عندما سمعت الحقيقة من فم هذا الاخير في المستشفى، و دافيد الذي يؤكد بأنها صيد سهل للغاية... الاثنان سخرا منها و استعملاها لغرض معين، دافيد همه والدها و كيفن همته حبيبة الطفولة التي لم ينجح يوما بكسب قلبها.
" لاتظني بأنني استمتعت بما فعلته بك بيانكا، لان هذا ما افكر به كلما استيقظت صباحا و قبل ان انام ليلا، انت تتوهمين ان اعتقدت بأنه يمكنك نسيان ما بيننا بالزواج من رجل آخر، فلنقل بأنني حطمت الرقم القياسي في عقد الخطوبات السريعة و الغير مجدية، كل هذا لم ينسيني اياك"
" انت تكذب دافيد... لم اهمك يوما " افلتت ذراعها من قبضته" اجهل دوافعك و ما يعيدك للصيد مرة اخرى، الا انني واثقة من شيء، انت لا تحب سوى نفسك ولا يهمك في هذه الدنيا سوى شخصك البائس"
بدا هادئًا بشكل غريب ، جسده مثل التمثال. نظر إليها بعيون مهددة مثل سماء عاصفة.
"انفجري 'كارا' الا ان هذا لا يغير شيء مما تشعرينه نحوي، أعرف بأنك تفكرين بي بينما تنامين بجانب خطيبك اللطيف..."
اصابته للحقيقة أشعرتها بالغثيان، وهذه المناقشة غير مجدية، أتت من أجل لا شيء في النهاية، كان يتطلع اليها بتحد، و كأنه مستعد للقفز عليها ان انكرت الحقيقة، هي نفسها تجهل ما يجعلها متعلقة به حتى ألان بينما امضت السنتين الماضيتين في المعاناة بسببه، اليوم تغيرت الأمور، اليخاندرو متيم بحبها و هي أيضا... كيف يُعقل الا تنساه رغم حقارته...؟؟
" تمهلي" عاد يستوقفها مجددا، لم تعد قادرة على تحمل قربه منها، عليها المغادرة فورا " لما لا تتشجعي و تمنحيني فرصة أخيرة..؟؟ "
هزت رأسها بلا تصديق:
" أنت مريض دافيد..."
" من الناحية العلمية ربما أنت على صواب... لكنني أحاول أن أكون صادق مع نفسي... عكسك... تهربين من الحقيقة و تختبئين و راء جبنك"
" من يتكلم عن الجبن بحق السماء؟؟ ما فعلته لم يجعل منك رجلا و الان تعود لتعث الدمار بحياتي العاطفية... عد الى نساءك دافيد و تأكد بأن الزمن لن يغير نظرتي اليك مهما حاولت... ستبقى للأبد المسخ و العابث المتفتقد للمبادئ و المشاعر... أنت تقرفني "
بالكاد تصدق جرأته، فجأة لم يعودا بمفردهما، عطر فرجينيا لفها حتى قبل أن تنتبه الى أنها كانت شاهدة تقريبا على كل كلامهما، لقد تدخلت لأنهما نجحا بإثارة الانتباه على ما يبدو و أغلب من حولهم يراقبهما.
" دافيد..."
تجاهل دافيد تدخل والدته، يبدو انها نجحت حقا بجرحه اذ انه بدى مثل حيوان مسعور:
" فلنرى الى متى ستهربين من أشباحك سموك...، هناك عدة سبل لإنهاء سخافاتك ... أتحرق لرؤية وجهه عندما يرى المشهد الصغير الذي دار على مقربة منه..."
شعرت بالدم ينسحب من وجهها:
" أنت لن تجرؤ"
" تُريدين المراهنة؟؟"
ثم دون اضافة كلمة أخرى تركها متجمدة مكانها بالقرب من فرجينيا التي حاولت تهدئتها بلا جدوى، كانت تهتز من الغضب و ايضا الرعب، ان عرف اليخاندرو من خلاله فستحدث الكارثة، لن يغفر لها ابدا هذا الاخير بينما سنحت لهما الفرصة مرارا كي تصارحه بنفسها، تركت الجميع خلفها و قصدت الاتجاه الذي سلكه دافيد، استوقفته في المرآب حيث كان بصدد فتح سيارة فضية عن بعد.
تجهل ان كانت في كل حياتها قد وصلت الى هذا المستوى من الهيجان النفسي، شعرت بأن كل خلية منها تحترق من الغيض و الكراهية، دون تفكير انحنت على قدمها و انتزعت كعبها العالي و دون أي تردد وجهت سلاحها نحو رأسه المتعجرف، هذا الأخير أمسك بمؤخرة رأسه و استدار لمواجهتها، هزت أصبعها نحوه في حركة مهددة:
" ان تجرأت و تواصلت مع اليخاندرو سأجعل حياتك جحيما"
ربما هي تحترق من الغضب وهذا ليس حاله هو بالتأكيد... التسلية في نظراته زادتها فقط هيجانا، تعرف في هذه اللحظة بأنها مستعدة لقتله لو كان في يدها سلاح.
" فلنرى كيف ستَمنعيني..!!"
انحنى ليلتقط حذائها من الأرض و دنى منها بخطوات بطيئة استفزازية: " يبدو أنك فقدت فردة الحذاء ساندريلا..."
التقطتها منه بعنف و تمتمت من بين أسنانها:
" أنت من سيفقد اعضائه التناسلية ان لم تتركني و شأني... أحذرك... ان اقتربت من اليخاندرو ... سأدفعك الثمن... أقسم لك"
ثم انحنت بقامتها كي ترتدي فردة حذائها و تمنحه ظهرها، وحدها الملامة... هي من منحته فرصة التمادي الشنيع، ووحدها الخاسرة ان أفلتت زمام الامور بين بين يديها... عليها ايقاف دافيد عند حده قبل فوات الاوان.
* * *
الجو اليوم في روما جليدي للغاية و سمائه رمادية، السياسين خضعوا ونظموا أموره وفقا لشريعته هو فقط، أو بالأحرى على شريعة والده، من فينة لأخرى يتوجب عليه تنظيف علاقاته من الشوائب لضمان سيطرته على الوضع، لا ضر في تذكيرهم من فترة لأخرى من القائد ...
قاده سانتياغو عبر الطرق الرئيسية نحو الجنوب، الإيميليانو يملكون أملاك لا منتهية في براري روما، رغم جمالها الخلاب الا أن قلبه في صقلية، تاورمينا ... حيث ترعرع و تعلم أن يكون رجل و يتحمل لقب يانيس على كتفيه.
أخرج هاتفه ما ان رن رنته الأولى، مثل المعتاد زوجته لا تهنأ سوى بالتأكد بأنه بخير... وهذا يكون كل ساعة تقريبا... الشيء الذي لا يزعجه حقا... حتى أنه يتلهف لاتصالاتها و يقلق عندما تتأخر في الدق.
" نعم كارا؟"
" هل تفضل النبيذ الأحمر أم الأبيض لهذا المساء؟؟"
كل شيء متوفر، لكنها في كل مرة تلتجئ لأي ذريعة كي تطمئن عليه..
" الأبيض مع المأكولات البحرية... أضيفي طبق ... سنستقبل زائرا..."
كلامه دفع سانتياغو للنظر في المرآة الداخلية، التقت نظراتهما الا انه سرعان ما أعاد تركيزه على الطريق.
" طيب... لا تتأخر هذا المساء...أحبك..."
ما ان دخلوا في الطريق المنحرفة نحو أراضي لامنتهية من الكروم حتى قطع كليا كل وسائل الاتصال الخاصة،
بعد عدة أميال توقفت السيارة قرب مبنى رمادي، قبل أن يفتح له مساعده الباب خرج دون ان يلقي نظرة خلفه، البناية الاسمنتية مؤمنة جيدا، اغلب صفقات يانيس المريعة اتمها في اروقتها السرية، اليوم لم يأتي ليعقد صفقة غير مشروعة بل ليذكر احدهم بأنه القائد الوحيد و لا يقبل تقاسم هذا الدور.
في الطابق الارضي استقبلته الرطوبة اولا، تردد صدى خطواته على الارضية الرمادية المصقولة كي يعلو في المكان المهجور، بعد عدة غرف استعملها يانيس للتعذيب او كما يقول آنداك غرف الاعتراف، وجد ضالته في غرفه صغيرة بآخر الرواق، هذا الاخير بدى متأهبا عندما سمع صوت الاقدام، كان مقيد على كرسيه ببدلة رجل الأعمال ، عصبة على عينيه:
" من هنا؟؟ " ارتفع صوته عاليا " مهما تكن... انت تجهل تمام من اكون "
اقترب روكو منه بخطوات بطيئة و ابعد العصبة عن عينيه كي تستقبله نظرات زرقاء متحدية:
" بل اعرف من تكون اخي الصغير... احمق غبي و يظن نفسه كبر كفاية ليلعب وراء ظهري.."
المفاجأة التي ارتسمت على وجه اليساندرو زادته فحسب امتعاضا،ماذا كان يتوقع بحق الجحيم؟؟ ترك له المجال ليعتاد على الحقيقة ثم انفجر في وجهه بغضب:
" انت من امر باختطافي؟؟؟ لكن كيف تجرؤ؟؟"
" هل تعرف على الاقل اين انت؟؟ " سأله روكو بهدوء وهو ينتصب أمامه و يضع يديه في جيوب بنطاله.
هز اليساندرو عينيه المتفجرتين غضبا من حوله:
" بما انك تكره امريكا فانا من اتى اليك و ليس العكس..."
" هذا بالضبط... " ثم دار حوله ليفك وثاقه " بدون حمايتي انت لا شيء اليساندرو "
هجر شقيقه كرسيه فورا وهو يفرك معصميه:
" مالذي تريده مني؟؟"
" لا تلعب مجددا وراء ظهري لأنني سأعاديك في المرة القادمة و انسى بأنك أخي، انا هو الرئيس... انا وحدي من يقرر .. من يخطط.. من يتصرف... أنت لاشيء هل هذا مفهوم؟"
" هل يؤلمك ان املك نفس قدراتك للتحرك؟"
" بل يؤلمني ان تعرض نفسك للخطر و الا تتقاسم معي ما قد يؤذيك..." رد روكو بهدوء " ملف اليونور غير قابل للتفاوض، اخطأت بالاحتفاظ به لنفسك"
" امنعك من التدخل في هذه المسألة"
" انت تمنعني؟؟" سأله وهو يهز حاجبيه " انت كبرت و استقليت و اصبحت رجلا لكن على نفسك فقط, لن تكون رجلا عليّ... ستتعرض للاختفاء كليا من سطح الكرة الارضية ان ازلت حصانتي... ابناء الايميليانو اعداء للجميع... الانتربول، السياسين، القساوسة المافيا، و القائمة طويلة... لاحق لك باللعب وراء ظهري لأن هذا سيخلق ثغر بيننا قد يستغلها الجميع لإيذاء مصالحنا... بالمقابل، أنت لا تجهل قيمة خوسيه بالنسبة لي و تتجرأ بإخفاء أمر اليونور علي..."
زم اليساندرو شفاهه بغل، كان غاضب لدرجة انه لا يتمكن من التكلم حتى، اقترب روكو منه لينظر مباشرة في عينيه:
" اسمعني جيدا اخي الصغير... هناك قواعد و قوانين عليك الالتزام بها، تلعب دور العميل السري كي تحصل على اعجاب خطيبتك؟؟ جيد... كنت لاسعد بمد يد العون لتحصول على مجمل امتنانها، ففي النهاية لا أريد سوى سعادتك...لكنك تستهين بالموضوع و لا ترى سوى القمة الظاهرة لجبل الثلج و ما خفي أعظم.. لهذا لا أنصحك بأن تلعب معي المرة القادمة... فكما رأيت بنفسك... اتيت بك الى ايطاليا و بلا مجهود و طرت خارج الحدود الامريكية دون ان ينتبه لك احد... ان كنت اليوم في آمان ... ناجح و صاحب امبراطورية محترمة، فهذا على حساب راحتي انا... اليساندرو... بدوني لن يتبقى لك اي أثر"
هل بدأ يستوعب اخيرا خطورة ما قام به؟ خفت نظرته الجليدية لحد ما، هل فهم المغزى من كل كلامه كل هذه السنوات؟؟ :
" لا علاقة لي بك روكو"
" لنسمي الامور باسمها الصحيح... لك علاقة بيانيس ايميليانو... الرجل الذي يجري دمه في شرايينك ترأس المافيا لسنوات.. انه مجرم خارج عن القانون،... والدك كان رجل سيء و ترك خلفه اعداء متعطشون للانتقام ... نحن نمثل اللحم الطازج لمجموعة ذئاب بشرية تبقى بعيدة بفضلي انا... تناسيك للامر لا يمحيه ابدا... انت ابنه شئت ام ابيت و الان... سنعود الى صقلية و تتناول طعام العشاء مع عائلتك قبل ان تعود الى حبيبتك فور قيامك بواجبك نحو والدتك و شقيقتك الصغرى"
" ابنتك" علق اليساندرو ببعض الاشمئزاز قبل ان يضرب على سترته كي يعدلها " روكو العظيم قاهر الصعوبات و صاحب النفوذ العظيمة عاجز عن فك مشكلة خاصة ... انت مثير للشفقة"
" هذا لا يخصك" قال روكو مباشرة " ركز فحسب عن تصرفاتك كي لا تجلب لنا مشاكل نحن بغنى عنها...أما فيما يخص فهي اليوم اليونور تحت وصايتي ... و ستظهر في حياة خوسيه عندما اقرر انا ذلك"
" كلا... لن تكون الأمور كما تقررها أنت " هز رأسه متحديا " لن أغفر لك ما فعلته معي روكو، و أستغل الفرصة لأخبرك بأنه من اللحظة أنت خارج حياتي... اليونور تحت مسؤوليتي أنا.. أنا من وجدها و أنوي حمايتها لأنها فرد مهم جدا في حياتي المرأة التي آنوي الزواج بها قريبا جدا... أترك لك اسم الايميليانو بتاريخه الدامي و أتركك مع أشباحك... انسى أمري روكو... من اليوم أنت ميت بالنسبة لي"
عندما ابتعد بإتجاه الباب ظهر سانتياغو مستعدا لإيقافه، الا أن روكو أشار له بالابتعاد و تركه يرحل، تركت كلمات شقيقه مرارة لا مثيل لها بداخله، مرت لحظات يحاول التفوق على الوجع الذي يغزوه رويدا و هز نظراته نحو مساعده الذي ينتظر أوامره:
" أوصله للمطار أرجوك... وعزز الحراسة عليه الى أن يغادر ايطاليا بأمان... "


* * *

تغير خوسيه نجح بخلق نوع من الألفة بينهما، آيا تمسك بالحبل من الوسط و لا تترك حذرها جانبا، لن تنقاد و راء ما يمنحه لها دون ان تنسى بأن هنائهما الحالي هش للغاية و معرض للخطر، انها سعيدة نوعا ما و ايضا مكتفية، زوجها لا يطالبها بأكثر مما تقدمه له جسديا، لايُبدي فضولا كبيرا نحو تحفظها و يحترم بشدة رغبتها بالاختباء خلف الظلمة كلما أحرقتهما الرغبة.
منذ ذلك المساء تغيرت أشياء كثيرة، أصبحت زوجته أخيرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم يقتصر فحسب على جرّها الى سريره، بل يقحم نفسه في كل تفصيل في حياتها، يأخد رأيها بجدية كل الوقت، حتى انها قبلت فكرة تعليمه التركية بنفسها، يقول انها تملك طريقة 'مثيرة' في التعليم و نطق الكلمات.
انها تشك فحسب برغبته الجامحة في التملك، ينوي ابقاءها جانبه كل الوقت، لا يشبع من تواجدهما معا، وهي أيضا.
بعد ان نام التوأمين وقت القيلولة وجدت خوسيه في المكتب، النظارة الطبية تنزلق فوق انفه الفخور بينما يبدي كل اهتمامه على شاشة حاسوبه.... مشكلة مرضى الوسواس القهري أنهم يعيدون الشيء الف مرة، لابد ان كل الارقام أمامه قد حفظها عن ظهر قلب... لا يمكن أن يكون هناك ثمة خلل مع رجل مثلك.
" انها المرة الأولى التى اراك فيه بنظارة !! ..." ابتسم دون أن يبتعد بنظراته على الشاشة:" هل هذه حصتك؟؟"
" حققنا مكاسب لما يقرب الاربعة أضعاف... هذا مؤشر جيد..." ثم أمسكها فجأة من خصرها و أجلسها فوق ركبتيه، مثل المعتاد، يكفي ان يلمسها كي تشتعل مثل أعواد الكبريت، لايوجد رجل يمكنه الاستحواذ على غرائزها مثله، لحسن حظها انها واعية كفاية كي لا يؤثر هذا على مشاعرها... " عليك أن تعرفي كل شيء عن الأعمال..."
أبعدت خصلات شعرها الى الوراء كي تخفي تأثرها بقربه و غرقت نظراتها في الشاشة، متلهفة مثل المعتاد لتعلم المزيد منه:
" لما تريد أن أعرف كل شيء عن أعمالك؟؟"
" انت والدة المادو مارتينيز المالك المستقبلي لثروة العائلة... عليك أن تكوني على معرفة تامة بكل استثماراتنا"
تصلبت قليلا:
" اراك تستثني أوزلام... أم أنك لا تؤمن بالتسوية؟؟"
شعرت بأنفاسه تلفح بشرة عنقها، قبل أن تقبلها شفاهه ببعض النهم:
" ستتقاسم أوزلام كل شيء مع شقيقها و ان كانت بذكائك فلن أستبعد أن تهتم بالادارة..." عاد ليحتّك بها :" لن تكون اي فوارق 'كوراسون'... "
تجاهلت الاحساس بالاثارة و عادت عيناها تتعلقان بالأرقام الضخمة التي تقوم عليها أعمال المارتينيز، ان كانت تملك فقط عشرة بالمئة مما هو أمامها فستصبح بليونيرة، خوسيه فاحش الثراء، و هذا اليقين يزيدها فحسب حذرا، بللت شفاهها الجافة بطرف لسانها و سألته كي تخفي قلقها: " ما هي أسس النجاح؟؟"
" أن تحصل على زوجة جميلة تحفزك كل يوم" أجابها قبل أن يحط مجددا شفاهها على رقبتها و يقبلها بنفس الطريقة التي تحرك كل خلية في كيانها، ابتسمت و ابعدت عنه عنقها قبل أن تشير الى سهم أخضر على الشاشة:
" استثماراتك متنوعة"
"لتحقيق الأهدافك المالية ، من المهم العثور على أفضل الاستراتيجيات لحماية رأس المال الخاص وتنميته. يعد تنويع الاستثمارات طريقة رائعة"
و بسلاسة انطلق في الشرح تماما كما فعل يوم زيارتها للشركة، وهي كانت متعطشة لدرجة انها فهمت بسرعة قواعد مجالاته المتعددة، كرجل أعمال خوسيه مارتينيز لا يضاهيه أحد، من الغريب ان يكون مثاليا في هذا المجال و فاشلا في حياته الخاصة...
" ما افهمه.. انك بهذه الطريقة تتيح الاستثمار في العقــارات دون شرائها بالكامل ، ولكن من خلال شراء الأسهم.... تستثمر ايضا في دور المسنين؟"
" تماما" نقر على بعض الازرار كي تتغير الصفحة لأخرى أكثر غموضا و بأرقام مغايرة: " في العشر السنوات القادمة ستتضاعف نسبة المسنين و من الحكمة الاستثمار في دور الرعاية ..."
" تتقدم على منهج روكو إيميليانو، هو الاخر يستثمر في كل شيء ... إسميكما مرتبطين ببعضهما البعض "
" كل ما يلمسه روكو يتحول لذهب...انه على رأس إمبراطورية متنوعة تزن أكثر من ثلث سوق الأسهم الإيطالية"
عندما يتكلم خوسيه عن رفيق دربه فان صوته يرق و يصبح ناعما:
" كما صنع اجدادك ثروتهم من العقـــارات و تحولت في عهد المادو الذي اهتم بالسياسة ايضا "
" ارى بأنك اجريت بحوثاتك جيدا" علق بتهكم ناعم قبل أن يستأنف كلامه:" إعتمد والدي على استراتجية التنويع و استثمر في العديد من القطاعات مثل التجارة والصناعة والبناء و المطاعم ...تأثر أبي بشدة بيانيس ايميليانو الذي كان صديقه الروحي و في الوقت نفسه شريكه، و خلال الازمة الاقتصادية الاروبية استغل انهيار السوق للحصول على حصص بأسعار مناسبة، قائمة الاستحواذات والمساهمات التي تمت خلال مسيرته المهنية طويلة بشكل خاص."
استمعت آيا اليه بفضول:
" شيء مثير الاعجاب، اتمنى ان يرث المادو حنكة جده ووالده"
" جيناته مزيج من المتفجرات و المفرقعات... يكفي انك والدته كوراسون... كسيدة اعمال اراك بارعة"
تصلبت بقوة أمام هذه الاشارة المباشرة، الهدنة بينهما لا تشمل مطلقا تقاسم اسرارها معه و تجهل ان كان يلمح الى شركتها المبتدئة التي تنتظر بشدة ممولين جدد.
" سيدة أعمال؟؟ " تركت مكانها بين احضانه و وقفت فوقه تسلط عليه نظراتها الهادئة " أظنك تضعني في مرتبة أكبر مني..."
النظارة اللعينة لا تزيده سوى هبة و... تنمر... انه لا يتوقف عن ارباكها.
الاحساس بالضآلة لا يفارقها عندما تكون في مواجهته، ستظل شخصيته القوية تؤثر عليها رغم أنفها. انه يضج بالسلطة... بالثقة بالنفس ...بالقوة.
" و لما لا؟؟"
ترك بدوره مكانه، هذه المرة تخلص من النظارة الوقائية لهجمات أشعة الحاسوب ووقف أمامها، التقت نظراتهما فاهتز قلبها في صدرها،
" ابدعتي في سهرتنا الوحيدة في باريس و أبهرت الجميع بأفكارك و ذكائك... لم تتنازلي أيضا أمامي و تقاتلتِ بشراسة ثم تفاوضتِ بمهارة سيدة أعمال"
بلعت ريقها بصعوبة، سماعه يمدحها بعد اهانته القوية منذ معرفتهما ببعضهما البعض شيء لا يتقبله عقل:
" تمنيت الا أبدي مقاومة؟؟"
"أكره النساء الضعيفات ... تزوجتك لأنك تملكين كل ما اريده في شريكة العمر"
هذا التصريح نزل عليها مثل الأمطار الدافئة بالرغم من معرفتها الأكيدة بالعكس، تزوجها لأنه لم يكن أمامه خيار للحصول على شرعية أطفاله... انطلقت أجنحة فراشات غير مرئية في معدتها، خوسيه مغو متمرس، و يعرف كيفية استمالة النساء، ورغم الابتسامة اللعوبة في زاوية شفاهه الا انها التقطت بعض الترقب في عينيه، انه يتوقع منها امرا محددا، تأكدت من نوعيته عندما قال:
" أريد ان نكون صادقين اتجاه بعضنا البعض"
" تطلب مني الكثير دفعة واحدة خوسيه..." اندفعت الكلمات خارج شفاهها دون التحكم فيها.
" هذرنا ما يكفي من الوقت... " اندفعت اصابعه نحو وجنتها " حان الوقت لتأسيس قوائم صلبة بيننا... اريدك ان تثقي بي لان التراجع ليس واردا... من الافضل ان يعتاد الامر كلينا... نحن مرتبطين ببعضنا البعض الى الابد ... لا أنوي تركك ترحلين"
انها تتأرجح بين الشك و اليقين فيما يتعلق بمعرفته أمر مؤسستها الصغيرة، الثقة في خوسيه تشبه المشي فوق رمال متحركة، عاجلا ام آجلا سيخدلها و يكسر فؤادها.
فضلت تجاهل أمر سرها الذي تنوي الاحتفاظ به بعيدا، ان لم يباشرها هو فلن تتكلم مطلقا عما تحتفظ به بكل غيرة بعيدا عن الجميع... لسيما هو.
" توقفي" سمعته يقول وهو يمسك بدقنها ليحدّق مباشرة في عينيها.
" ماذا؟"
" التقاتل مع نفسك... اتركي حذرك جانبا آيا... أعدك الا أخذلك"
" وماذا ان فعلت؟؟" سألته بصوت منخفض.
" يمكنك الرحيل عندها... لن أقف في وجهك مجددا، أعدك"
لم يكن يتكلم من فراغ، نظراته الذهبية جادة، تكوين روابط مبنية على الثقة والاحترام ضروريًا لنجاح زواجهما" وبما أنني أنوي كسبك فلا أمل في حدوث ذلك... "
رأته يقطع المسافة الضئيلة بينهما ليحط شفاهه الدافئة عليها و يقبلها كما يفعل في الاونة الاخيرة، بكل رقة ... تجاوب جسدها تلقائيا الا ان عقلها فضل التحفظ كما هي عادته، انها لا تؤمن بالوعود، عليها التيقن قبل أن تجري وراء الأوهام، خوسيه ليس انسانا طبيعيا كي يسعى لاحترام كلمته، انه مصاب بالوسواس القهري، انه مثل محارب أعزل أمام ثنين بسبع رؤوس، عاجلا أم آجلا سيخسر المعركة، و هي ستستعمل خسارته لتؤمن نفسها مما هو قادم.
لا مكان للعواطف أو الحب في حياتها.
الحمقاء وحدها من تكرر الخطأ مرتين... وهي ليست خرقاء و لا غبية، خوسيه يثيرها بشدة جسديا فهو رجل وسيم جدا و مثير، لكنها لن تراهن أبدا بقلبها... لن تراهن على مصالح توأميها.
فتح باب المكتب بعد طرقتين و ظهرت سيسيليا، ابتعد عنها خوسيه ليدعها تلتقط أنفاسها، رؤيتهما ملتصقين و في وضع حميمي دفع الابتسامة الى وجهها، خوسيه يعني الكثير لوالدته، انها مستعدة لبيع روحها الى الشيطان مقابل رؤيته سعيدا:
" يجب أن نتكلم..." بادرته والدته بهدوء و قد استعادت جديتها.
" سأترككما بمفردكما... "
" لحظة"
لم يمنع نفسه من لمس وجنتها و تقبيلها للمرة الأخيرة قبل أن يسمح لها بإخلاء المكان، بينما عيناه كلها وعود، لن تتعود مطلقا على هذا الرجل الجديد، انه مثير للحيرة و الاهتمام... مثير للقلق ايضا.
أغلقت على نفسها في جناحها لتعمل قليلا على شركتها، كانت منغمسة لدرجة أنها استقبلت المكالمة الهاتفية في رنتها الأخيرة، الرقم الغريب لم يمنعها من الاستجابة:
" آيا مارتينيز؟؟"
" هذه أنا..." أجابت لمحاورتها الانجليزية.
" أدعى مارغاريتا بيث المساعدة الأولى لجوشوا ديكاتريس، أريد أن أرتب معك موعدا هاتفيا..."
جوشوا ديكاتريس الأخ الغير شقيق لفلورانس ريتشي؟؟ أهملت فورا شاشة الحاسوب التي كانت تقتص منها و تمنحها كل تركيزها بينما شعرت بأن قلبها سينفجر في صدرها... فلورانس وفت بوعدها و كلمت ابن الكونت الذي تلقبه لندن بـــ 'العبقري '.
" نعم... بالتأكيد..." أتى صوتها أجشا من شدة الحماسة.
" سيتواصل معك الرئيس التنفيذي غدا عند التاسعة صباحا فهل ستكونين حرة؟؟"
في الحقيقة ستكون في الجامعة، و هذا أفضل اذ يمكنها التركيز على موعدها الهاتفي، قد لا تجد الفرصة في القلعة حيث تشعر بنفسها مراقبة كل الوقت.
" سأنتظر اتصاله..."
" رائع اذن... موعدنا غدا، أتمنى لك يوما سعيد سيدة مارتينيز"
احتاجت آيا لعدة دقائق كي تفهم بأن أضخم شركة فنادق في العالم قامت بالتواصل معها لأخد موعد هاتفي مع مدير تنفيذي ليس متفرغا بالمرة للمبتدئين مثلها، كان قلبها يخفق بشدة لدرجة أنها وضعت يدها على صدرها لتخفف الضغط الذي يجعل أنفاسها ثائرة، انها أمام تحدي ضخم... غدا ستحدد مصير مستقبل شركتها.
ان تمكنت من اقناع جوشوا ديكاتريس العبقري فستحصل على أهم عقد في كل حياتها.
فلورانس وفت بوعدها... و أحلامها بصدد التحقق.
لاشيء سيقف بينها و بين طموحها... لاشيء سيقف في وجه الانتصار الذي تنوي الحصول عليه.


* * *

" ألم تدرك حتى الآن أن لدى أمي ميل جاد للمبالغة ومفهوم شخصي للغاية للحقيقة؟"
تمتمت فيرنا و هي تحملق للسماء البرتقالية الخالية من الغيوم مبتعدة كليا عن نظرات سانتو التي تربكها بشدة، ليست المرة الاولى التي يلمح لها برغبته في أخدها الى أمريكا لرؤية صديقه الطبيب.
" اجهل لما تقحمين والدتك في الموضوع؟؟"
" هي من تدمر بشأن عاهتي "
" فيرنا انظري الي" أمسك بيدها مما اجبرها على العودة الى عينيه الرائعتين، كل البانوراما الخلابة لهذه الجزيرة الفريدة من نوعها انعكست من خلال زرقتهما الشفافة، اعجابها بوسامته تزداد في كل مرة تحط نظراتها عليه " ستأتين معي، ستكون خطوتك الاولى لدراسة حالتك، هذا لا يقيدك بأي التزام يا ملاكي، عاهتك لا تزعجني بقدر ما ترهقك جسديا و انا ارفض رؤيتك تعانين كل الوقت"
بلعت ريقها ببعض الصعوبة، سنوات من المحاولات الطبية الفاشلة، لاترى نفسها مجددا فوق طاولة العمليات، تحت تأثير المخدر.
" متى تنوي الرحيل؟؟" سألته بصوت مبحوح.
" غدا باكرا " شد اكثر على يدها " و لا أنوي الرحيل بمفردي... "
عندما التحق بها الى هنا و ضع دنياها على أعقابها، و ألان تشعر بأنها ستموت بمجرد رؤيته يرحل... شعرت بالدم ينسحب من شرايينها أمام زوبعة العواطف التي تسحق قلبها.
" أنا هنا في مهمة انسانية ولا يمكنني الرحيل و هجر كل شيء"
" أنت بحاجة للمساعدة أكثر من أي شخص آخر هنا فيرنا... ان لم تعالجي نفسك بسرعة فلن تتمكني من الاستمرار في مد يد العون طويلا... ذات يوم... ستنهارين "
هذا صحيح، كلامه يصيب الهدف تماما، قواها تضعف يوما بعد يوم و ركبتها تعذبها كل مساء كي تمنع عنها النوم، لكن هذا الطبيب كم سيكلف؟؟ هل يمكنها استعمال بطاقتها الطبية في الولايات المتحدة؟
" لا أظنني حاليا مستعدة ماديا لخوض التجربة..."
" هل تمزحين؟؟" شدت أصابعه على دقنها يتفرس في وجهها " أنا من سيدفع... اعتبريه هدية بدايتنا معا... هدية السعادة التي أدخلتها لقلبي"
هي ليست ساندريلا وهو ليس الأمير و النهايات السعيدة لا توجد، سانتو مازال عالقا في زواج فاشل، بينما هي لها أخطائها الكثيرة و ليست كاملة، علاقتهما بدأت منذ ان بادلته القبلة في مقطورته و وعدته بالمحاولة، لكنها تتقاتل مع شياطينها كل ليلة، عذاب الضمير يكاد يقتلها.
" قولي بأنك تحبينني" سمعته يطلب منها بصوت غير واثق فجأة و كأنه يقرأ فيها.
" أنا أحبك بالتأكيد... كل شيء يمر بسرعة فائقة، سأكون أفضل عندما تتحرر كليا.. وجود زوجتك بيننا يربكني"
" زوجتي السابقة..." صحح لها وهو يأخد نفسا قبل أن يقف فجأة و يمسك بيدها ليوقفها على ساقيها،امضيا بداية المساء الملون في البحيرة الغير بعيدة عن المخيم، الطبيعة الصامتة تهيمن عليهما، انها ترفض اطلاقا أن يشعر أحدهم بما ينمو بخجل بينها و بين سانتو... انها خائفة من نفسها أكثر من خوفها من انتقاداتهم او نظراتهم لعلاقتهما. " لدي اجتماع بعد نصف ساعة مع مدرائي"
قطبت و ليس هي فحسب من التقط المعلومة ببعض التشنج، سانتو سارع بتغيير الموضوع لكنها استوقفته:
" مدراء؟؟ هل تملك مدراء؟؟ " بعد تردد رأته يهز رأسه." كم؟؟"
" من أنوي الاجتماع بهم خمسة مدراء..."
Wow
أبقت فاهها فاغرا، تعرف بأن سانتو رجل أعمال لكن أن يكون له مدراء يعني بأنه على راس امبراطورية حقيقية.
" فيما تعمل؟؟"
" سبق و أخبرتك لكنك لا تصدقين... أنا ميكانيكي"
" الميكانيكي الوحيد الذي أعرفه يملك محل قذر في أطراف القرية و يستغل مدربين مبتدئين منهم أخي الصغير... لكنه لا يرأس خمس مدراء"
" مارسيلو يهتم بالميكانيك؟؟" سألها مهتما بالموضوع فجأة.
" انه يعشق كل ما له علاقة بالمحركات... لكنه يكره المدرسة و هذا لن يساعده"
" ان اصبحت حبيبتي بكل ما للكلمة من معنى فسأخده تحت جناحي و اساعده..."
انحنى فجأة عليها ليحملها بين ذراعيه و كأنها لا تزن شيئا، شعرت بعضلاته تحتها و اندفع الدم الى خديها بينما تلتقي نظراتهما
" سارافقك الى الشاليه كي تقومي بحزم اغراضك ريثما انهي اجتماعاتي و بعدها يمكننا استعمال المروحية لجلب speranza الى البيت... لا انوي تركه وراءنا"
انتفخ قلبها سرورا و برقت عيناها امام هذا الاهتمام للكلب الصغير، لكن سانتو مخطئ ان ظن بأنها ستتبعه وتترك مهامها العالقة.
"انزلني أرضا..."
" و احرم نفسي من هذه المتعة؟؟"
انفجرت في الضحك بينما يهزها في الهواء مما دغدغ كيانها، تعلقت بعنقه كي تحمي نفسها من السقوط، بالرغم من أنها تعرف بأنها في أمان تام.
في الطريق الغابوي ، شممت هواء الليل القريب المحمّل برائحة جديدة .. رائعة السعادة... كان ماء البحيرة يتلألأ بقدر ما يمكن للعين أن تراه تحت ضوء القمر الخجول ، وعلى يسار البحيرة برز مقابل السماء الشبه مظلمة الشاليه الذي تسكنه منذ وصولها الى هذا المكان، لم يضعها سانتو على قدميها الا وهي امام باب بيتها، كانت تتفجر من العواطف فيما عيناها تتعلقان بوجهه الحبيب، لم تعد تقاوم رغبتها الساحقة فوقفت على أصابع رجليها و استولت على شفاهه الرائعة وقد أغلقت ذراعيها حوله ، جعلتها الرغبة تنسى كل المشاعر المتضاربة التي حركها منذ أيام... انها تدمن هذا الرجل يوما بعد يوم.
عندما ابتعدت عنه كانت أنفاسه عالية مثلها تماما، لامست فكه المربعة و همست له:
" أشكرك على كل ما تفعله من أجلي سانتو، الا أنني لن أهجر واجباتي فجأة و أرحل معك... "
" فيرنا لن..."
وضعت أصبعها على شفاهه كي تمنعه من الكلام :
" سوف الحق بك... عندما أنظم أموري و ليس هكذا..فجأة... أنا مدينة للأطفال بتفسير..."
بقي متجمدا أمامها ويبدو في حيرة شديدة، بدى و كأنه يصارع مجددا نفسه يحاول بالتأكيد فهم موقفها، من البديهي أن النساء لا تقول لا له، راقبته يدفع أصابعه بين خصلات شعره:
" متى تفين بوعدك..؟؟"
" عندما افي بوعودي للأطفال و أنهي مهمتي"
" كلا... " اعترض فورا.
" سانتو..."
" سمعتك و ألان عليك سماعي..." هو من وضع أصبعه على شفاهها هذه المرة، كانت مفتونة بالشرارة التي تتراقص في عينيه ونبرته الهادئة وضبط نفسه." أسبوع فيرنا و سأرسل لك الطائرة لتقلك الىّ ... لن أتحمل بعدك لفترة أطول... "
" تملك طائرة خاصة؟؟" سألته بينما بدات تشعر جديا بالقلق " الى أي مدى أعمالك ناجحة سانتو؟؟"
" هذا ليس مهما..."
" بل مهم بالنسبة لي... أرتعب بشدة من اصحاب النفوذ"
حان دوره ليقطب، لا يبدو سعيدا بهذه الملاحظة، ما لا يفهمه أن اصحاب النفوذ يتركون خلفهم الكثير من الخيبات العاطفية:
" لا أحسب كل شيء بالمال... توقفي عن التشكيك في كل ما يخصني فيرنا و اقبلي ما امنحك اياه بصدق.. أنا أحبك... و أنت اول امرأة اقول لها هذه الكلمة"
وهذا بالضبط ما يخيفها و يقلقها، لماذا هي؟؟ ربما تكون جميلة لكن توجد آلاف الجميلات المتوفرات - بلا عاهة - لرجل مثله، تجهل سبب هذا الهوس بها شخصيا، فلم تفعل ما قد يتهمها باغرائه بل فرت منه مثل الطاعون مؤخرا و قبل سفرهما معا للجزيرة الجميلة لم تكلف نفسها عناء اثارة اهتمامه.
هل يجب عليها عدم طرح الأسئلة و القبول الأمر ببساطة كما نصحتها جورجينا...؟؟
تسائلت لمرات لم تعد تعرف عددها في الساعات التي أعقبت رحيل سانتو الى مقطورته، منذ متى تعمل بنصائح والدتها؟؟ تلك المرأة لا تمنح نصائحها مجانا، انها استغلالية عاشقة للمال ووصولية، بالتأكيد شمت في سانتو رائحة الثراء لذا فعلت ما بجهدها لاقناعها بمنحه فرصة رغم معرفتها بزواجه بأخرى، حتى انها لا تتردد بسؤالها عن أحوالها العاطفية كل يوم هاتفيا.
أصبح سانتو هو جورجينا الحالي... مازالت كلماتها تتردد في عقلها مثل التعويذة:
{ انه ابن يانيس العظيم ... استغلي الفرصة و لا تلتفتي الى الوراء}
وضعت يدها على صدرها من الخوف عندما ترددت طرقات حازمة على الباب، لم تسنح لها الفرصة للرد اذ ان هذا الاخير فتح على مصراعيه و ظهر الرجل الذي استولى على عقلها وقلبها مؤخرا... و أيضا على اهتمام أمها... لكنه لا يبدو بخير، عكس الوجه الباسم الذي تركها ليلاقي مدرائه في اجتماع هاتفي، كانت ملامحه مكفهرة ومسودة، قفز قلبها الى حلقها من القلق و سارعت بالقول:
" ما الأمر؟"
" يجب أن أعود فورا الى أمريكا"
" ما الذي حدث؟؟" سألت بجزع.
" ابنتي في العناية المركزة "


* * *

" كيف كان يومك في الجامعة؟؟"
سؤال بريانا دفع الإبتسامة لشفاه صوفي التي حطت نظراتها على روكو الذي يترأس طاولة العشاء دون أن يرفع رأسه عن صحنه، لاحظت بأنه استهلك الشراب أكثر من استهلاكه الطعام، منذ عودته من روما وهو بعيد الأفكار، منغلق على نفسه، عندما سألته عن الضيف الذي يُفترض أنه سيتقاسم معهم الليلة وجبة العشاء، أخبرها ببساطة بأن حبه لها هو الضيف...
يعرف كيفية التملص من المآزق بكل دبلوماسية، وهي تنوي معرفة أكثر لاحقا... عندما يقفلان باب غرفة نومهما عليهما... ستعمل على الحصول على الحقيقة و على طفل أيضا.
" رائع..." ردت صوفي و قد دفعت صحنها الفارغ من أمامها مما دفع الخادمة للانحناء و سحبه لوضع آخر نظيف للتحلية " مع دزينة حراس شقيقي الغالي لا حظ لي في العثور أصدقاء... لسيما على حبيب"
أمام تهكمها رفع نظراته القاتمة نحوها، تجهل لما تستمر صوفي بابتزازه رغم كل جهوده في التقرب منها، حبست انفاسها أمام تواجههما الصامت، أملت أن تمر وجبة الليلة بلا مواجهات لعينة:
" هناك من يريد التقرب منك ان كنت متلهفة لهذه الدرجة للحصول على حبيب"
كل الأعين انصبت عليه... ملامحه هادئة لكن نظراته القاتمة عاصفة، روكو يغلي... انها تخشى الانفجار الذي سيحدث في هذه اللحظة:
" قبل موته، قرر يانيس مكانك، فعمل على أن تصبحي فردا من عائلة طورينزي النابولية... زيارة اورسو الوسيم لمكتبي كان من احترام الاتفاقيات القديمة و طلب لقاء رسمي بينكما... ان كنت تنوين الحصول على رجل فليكن الرجل المناسب إذن... "
سقط الصمت بعد كلماته، تهيأ لبريانا أن الخدم الواقفين في غرفة المعيشة يشدون أنفاسهم أيضا أمام ما سيعقب هذا الاعتراف:
" أمام كل الاجلال الذي تكنينه لوالدك فلا أظنك سترفضين هذا الترتيب الذي وضعه لك قبل موته... رغبته الغالية الأخيرة... خذي ابن الفريد و غادري ظل هذا الوحش الذي يسمم كيانك "
ثم وقف من مكانه و القى بمحرمته ببعض الحدة على الطاولة ، الكل احتفظ بالصمت أمام هجومه الشرس، صوفي تعرف حدودها لذا لم ترد و لم تتمكن حتى من التنفس أمامه بينما يلقي عليها نظرة سيئة أخيرة متحديا اياها بإضافة كلمة اعتراض واحدة، ثم غادر المكان كالعاصفة.
تحول شحوب صوفي الى اللون الرمادي، بدت فجأة و كأنه سيُغمى عليها من الصدمة، شعرت بريانا بالقلق و الشفقة عليها و قبل أن تقطع الصمت الثاقب و المكهرب، وجهت هذه الأخيرة اهتمامها لسابرينا و سألتها بصوت فارغ:
" هل ... هل ما يقوله صحيح؟؟ هل تجرأ أبي بتدبير زواجي من 'أورسو طورينزي'؟؟"
اعتادت بريانا رؤية سابرينا في عدة مآزق، المرأة تسير على آبار لا منتهية من الاسرار، في كل مرة تخرج نفسها منها بكل سلاسة، تتطلع لكيفية ردها على سؤال صوفي، ما تعرفه أن روكو لن يؤدي مطلقا ابنته، لا بد أنه ضد هذا النوع من الزيجات.
" هذا صحيح..." أجابت سابرينا دون أن ترمش.
زداد شحوب صوفي و غرقت عيناها بالدموع فيما حطت قبضتيها على الطاولة" هذا مستحيل... أبي لن يفعل بي هذا... لقد كان يحبني بشدة"
ثم وجهت نظراتها الزرقاء الغارقة بالدموع نحوها قبل أن تنفجر غاضبة في وجهها و كان الذنب ذنبها " و روكو بالتأكيد قبل بالموضوع... لهذا منعني كل عمري من الحصول على حبيب !! "

" روكو رفض عدة مرّات طلب عائلة طورينزي متعذّرا بالألف الأعذار ليحميك من زواج مدبر و لا يُكسر قلبك " قاطعتها سابرينا بلهجة قاطعة و كأنها لا تتحمل أن تتمادى هذه الأخيرة بالإساءة لابنها " و لعلمك صوفي، ان كان يرفض حصولك على صديق فلأنك قيمة جدا بالنسبة اليه و يخاف عليك... لكن أظن أن عقلك الصغير يرفض استعاب عمق مشاعره و قد تمكنت من جرحه أخيرا... هنيئا لغبائك"
هزت رآسها غير متقبلة هذه الخلاصة، سيبقى برأيها الوحش الذي لا قلب له،صرخت بها فيما عيناها تتطايران شرّا:
" أقول فحسب الحقيقة، لقد ألصق وراء ظهري دزينة حراس مما تسبب لي باحراج شديد في الجامعة ... لا أحد تجرأ بالاقتراب مني..."
" ناقشي هذا مع رئيس الحرس و ليس معه" ردت سابرينا وهي تقف من مكانها قبل أن تغادر المكان بدورها.
قررت بريانا مغادرة طاولة الطعام بعد أن يئست بدفع صوفي للتجاوب، انغلقت على نفسها كالمحارة و رفضت تماما اي نوع من الأحاذيث ،انها صعبة و جارحة عندما تكون بمزاج سيء، انها ابنة ابيها في اصرارها.
دفعت باب المكتب بهدوء و انفجر قلبها حنانا بينما تلتقط نظراتها جسد روكو الملقاة على كنبته المفضلة أمام المدفئة فيما السنة النار تنعكس على ملامح وجهه المسترخية اللحظة، استعاد هدوئه على مايبدو، والفضل لكأس الشراب الفراغ على الأرض.
أغلقت الباب خلفها و تقدمت نحوه بهدوء دون ان تفارق عيناها وجهه الحبيب:
" بدأت أشعر بالغيرة من تلك الكنبة..."
فتح عينيه القاتمتين و ابتسم لها ابتسامة صغيرة قبل أن يدفع بجسده الضخم جانبا ليترك لها مكان بجانبه:
" يوجد دوما مكان لك بقربي"
" أعرف..." أمسكت باليد التي مدها نحوها و انغلقت على راحتها الأصابع الطويلة و القوية، التقت نظراتهما و شعرت بأنها تحبه أكثر من أي وقت مضى.
جلست بجانبه و اندفعت أصابع يدها الأخرى الى كثلة شعره التي شعثها في خلوته لتبعدها عن جبينه " ما الأمر حبيبي؟؟ منذ عودتك لا تطيق التطلع الى أحد؟؟"
" آسف ان كان هذا هو الاحساس الذي منحته لك...فالتطلع اليك ما يمنحني القوة و العزيمة، تعرفين أنك مهمة بالنسبة لي و أنك آخر شخص يمكنه التأثير بي سلبيا... انت الحياة و الامل بريانتي الجميلة "
عندما دعاها للاستلقاء برأسها على صدره فعلت، وضعت اذنها فوق قلبه تماما، كانت نبضاته منتظمة، قوية، صادحة... شعرت بالأمان لوجوده الذي يذكرها دوما بأنه بشر و ليس روبورت كما تعتبره صوفي.
ثم أغمضت عينيها و تعمقت فيه و كأنها روحه الثانية...
تجهل كم مر من الوقت وهي على هذا الوضع، دفئه و حرارة السنة اللهب المحترقة في كبد المدفئة و السلام الدائر سرق منها كل تفكير، لاشيء يهم سواه، بدأت أصابعه بتدليك فروة رأسها مما دفعها للاسترخاء التام.
" روكو؟؟"
"أممم..."
" هل ستتزوج صوفي حقا من رجل لا تعرفه فقط لتحقق رغبة والدك؟؟"
توقفت أصابعه على صنع المعجزات برأسها:
" أظنها بحاجة لإعادة النظر في شخصية أبي"
هزت رأسها نحوه و التقت نظراتهما، هل هي طريقته الصغيرة للانتقام من يانيس؟؟ كشف وجهه الحقيقي لأبنته؟
" أنت لن تسمح بهذا هيه؟؟ هل ترى حقا صوفي في دور زوجة لرجل بأهمية وريث الطورينزي؟؟ انها طفلة ترفض ان تكبر"
" تتمادى في تحديها لي ، أفسح لها المجال للفرار بجلدها أخيرا لأن كلينا يعرف بأنني لن أرضى برؤيتها مع رجل أقل مستوى منها ، من الأفضل وضع الأمور في نصابها الصحيح ... أورسو يطالب بما يعود له... يانيس لم يترك لأحد الخيار كما هي عادته "
قاطعته بريانا غير موافقة على كلامه:
" تعرف مثلي بسخافة هذا الترتيب فصوفي صعبة جدا و هي خارج سيطرة رجل ..."
" هذا بالضبط المطلوب كي انتهي من ضغط الفريد و ابنه بطريقة لبقة... لست وراء هذا الترتيب و لا انوي خلق الثغرات في علاقتي بالطورينزي سأترك صوفي تتكفل بالموضوع... أورسو سيفر من جحيمها فور احتكاكه بها..."
" انت لا تخشى أحد لسيما الطورينزي و أعرف أن ضغطهم لا يؤثر بك ..."
" ليس هم من أخشى بريانا... انما صوفي... ابنتي تثير رعبي... أنا خائف عليها"

* * *
" على الأرجح لن يترك هذا الصغير مكانه..." علقت أنجلا مختنقة بالضحك "انه يمضي لحظات مشبوبة بالعواطف".
ابتسمت ديامانتي بنعومة وهي تغير ملابس ابنتها كي تجهزها للنوم.
" انه يحملق لها بإصرار ..."
لم يكن نيكولاي يحملق فحسب للصغيرة بل أنه يرفض قطعا الابتعاد عنها، بينما تأتمن فلور قريبتها على ابنها، استسلمت أنجلا لمطالب هذا الأخير بالبقاء بجانب ليم، الشيء الذي تتحاشاه فلور...
تعرف ديامانتي بأن ابنتها ليست سبب المسافة التي تضعها الأميرة بينهما، بل هي نفسها... فلور لا تنوي أن تغفرها لها زواجها من داركو.
" نيكولاي يملك ذوق رفيع... ليم جميلة جدا"
اتسعت ابتسامة ديامانتي و تطلعت الى ابنتها بحنان:
" ليم تثير اهتمام كل من تحت سقف هذا البيت، انها تبتسم كل الوقت و هذا يجعلها محبوبة للغاية"
أخدت مواد التنظيف كي تمسح بقطن مبللة وجه ابنتها و عنقها قبل أن تحضنها الى قلبها و تتطلع الى نظراتها الشاسعة الملونة.
" حان وقت النوم ايتها الصغيرة"
" لا يبدو أن نيكي يرحب بفكرة ابعادها..." تدخلت أنجلا وهي تلتقط ابن قريبتها بين ذراعيها كي تمنعه من الوصول الى الصغيرة " اهدأ ايها الوسيم... علي وضعك في السرير أيضا..."
أمام الأزمة التي دخلها رافضا قطعا اي مناورة من الراشدين قررت ديامانتي تركه ليلعب قليلا مع ابنتها، نيكولاي يتصرف بحذر، و كأنه يعرف بأنها صغيرة و عليه أن يكون رقيق، جلست على الصوفا بالقرب من أنجلا و بقيتا تراقبان المعجزات التي يحدثها وريث الفالكوني بالرضيعة التي لا تنفك عن الضحك و الرد بلغة الرضع التي يبدو و كأنه يفهمها.
شعرت ديامانتي ببعض الحزن يتسلل لقلبها، من المستحيل تجاهل التفكير في نيوس كلما سقطت عيناها على ليم أو آريوس، الأيام تمر، لا جديد في موضوع اختفاءه، مازالت التحريات جارية، لا أثر لركاب المروحية حتى اليوم.
رأت نيكولاي يلامس بحذر شديد خصلات شعر ابنتها الرمادية، خصلات ستتفجر باللون الذهبي قريبا و تبهر العين، هل سيكون نيوس هنا عندما تتحول الرضيعة الى طفلة مشعة و رائعة ثم الى مراهقة استثنائية؟؟ هل سيكون هنا عندما تخرج في موعدها الغرامي الأول و تحتاج لنصيحة أبيها؟؟ عندما تتخرج؟؟ عندما تتزوج..؟؟ عندما تحصل له على أحفاد؟؟
شعرت بالدموع تسرع الى عينيها، الوضع برمته موجع و لا يُحتمل، تجهل الى متى ستبقى قوية و متماسكة، الضغط عليها يكبر كل يوم... لا تتقبل فكرة أن يكبر آريوس وليم دون والدهما... يعيشان الحرمان الذي لا يستحقانه... مهما حدث بينها و بينه في الماضي، الا انها أحبته من قلبها، و رحيله بهذه الصورة المفاجئة من حياتهم دمرها.
لم يعيشا قط كزوجين طبيعين... لم يهنآ يوما بحياة عادية.
" خذي..."
دست أنجلا منديلا في يدها، زوبعة المشاعر تركت دموع الآلام و العذاب على وجنتيها.
" أنا آسفة"
" لا يوجد عما تتأسفين... يكون الضغط احيانا اكبر من الاحتفاض به داخليا" تمتمت أنجلا وهي تمسك بيدها كي تمنحها بعض الدعم، و كأنها تفقه أفكارها " عندما سقطت طائرة جوشوا في الاسكا كنت حامل بطفلنا الثاني... الخبر تسبب لي بمخاض مبكر و عشت أسوأ ولادة على الاطلاق، أدركت حينها... بأن الدموع لن تفيد فقررت التحلي بالقوة و التشبث بالأمل... قد تبدو القصة اليوم بسيطة، الا أنني... عشت الجحيم وقتها... الكونت اندريس ساندني بقوة و أمضينا الأشهر الاحقة بالبحث و البحث عنه في كل بقاع الاسكا الى أن وجدناه.. حيا لحسن الحظ..."
كانت أنجلا تملك صوتا جميلا، ايطاليتها صحيحة و نبرتها الانجليزية حُلوة، راقبت نظراتها الزرقاء تبتسم لها بعطف " تعلمت من تجربتي الا نفقد الأمل أبدا... لدي احساس أن الأمور لن تنتهي بهذه الطريقة... بما أنه للان لم يظهر لهم اثرا فربما تم انقاذهم ، و ربما هم آمنون في مكان ما... تحلي بالصبر و الايمان ديام... اعلمي بأنك لست بمفردك... نحن معك "
من خلال دموعها ابتسمت لها ديامانتي ممنونة، أنجلا و ميا تفعلان كل ما بوسعهما لإشعارها بالراحة و التخفيف عنها، فيما يمكنها أن تجزم بأن كاثرين هي الأم التي لم تحصل عليها يوما، فرجينيا أيضا رائعة الا انها متأثرة أكثر بتصرفات ابنتها و تميل بشدة لها، هل من المنطقي ان تستمر فلور بإعلان الحرب عليها حتى اليوم؟؟ متى ستتغير الأحوال و تفهم بأنهم عائلة و أقدارهما متشابكة؟؟ ليس ذنبها ان تزوجت داركو قبلها.
" شكرا لكلماتك الرقيقة أنجلا..."
" على الرحب و السعة..." سمعتها تضحك بخفث و تشير للصغيرين" نجح نيكولاي بجعلها تنام"
كان منظرهما رائع لدرجة أن أنجلا لم تقاوم باخد هاتفها لتخليد اللحظة،
نيكولاي ينام على ظهره، قبضته تشد على أصابع ليم التي تتمدد بالقرب منه، عيناها مغمضتين بينما ظلال رموشها تنعكس على وجنتيها الدورتين و الورديتين، كان صدرها يعلو و ينزل بهدوء فيما حاميها يسهر عليها بحذر شخص بالغ.
" في النهاية... نيكولاي يعرف تماما الفرق... انه ناعم عندما يشاء، ووحش كاسر وقتما يشاء ايضا.. "
انحنت ديامانتي لتاخد بكل كياسة ابنتها:
" سلالة داركو فالكوني لن تكون أقل شئنا منه ... نيكولاي يملك شخصية قوية جدا مثل والده "
" قصدك شخصية مناورة و محتالة... "
هذه المرة لم يعاند عندما رفعته بدوره من الأرض، و تقدمت به نحو المهد ليلقي نظرة اخيرة على محبوبته النائمة، بصوت خافت وجهت اليه أنجلا الكلام:
" انتهى دورك ألان... هل يمكنني وضعك في السرير أنت أيضا؟؟ ان عادت فلور من الخارج ووجدت بأنك ما تزال صاحيا فستسلخ جلدتك"

* * *
روكو لا يضع سانتياغو في أجنحة الحراس و موظفي القلعة، السافل يملك بيتا صغيرا في الجهة الأخرى من القلعة بالقرب من ملعب الغولف، المراقبة الالكترونية شديدة في المكان و لابد أن الجميع يعرف بأنها في هذه اللحظة تطرق بعنف باب البناية البيضاء الأنيقة الخاصة برجل روكو الأمين.
عندما فتح الباب كان متجهم الملامح، من خلال ترتيبه لتي-شرت على صدره أدرك أنها أخرجته من خلوة ناعمة.
" مالذي تريدينه...؟؟ "
" يجب أن نتكلم...."
وضع رجله على كرسيها المتحرك كي يمنعها من اقتحام بيته.
" ممنوع عليك الدخول الى هنا..."
" لائحة المحرمات طويلة نعم و ليس هذا ما سيوقفني سانتياغو ... أريد مكالمتك و يمكنك أن تحترق مع البرتوكولات اللعينة في الجحيم..."
هز رأسه ببعض الخشونة و أغلق الباب خلفه كي يقمع نهائيا محاولاتها لاقتحام خصوصيته.
انتبهت الى أن قدميه حافيين.. كان يرتدي بنطال رياضي و كنزة تحمل علامة رياضية معروفة، انها المرة الاولى التي تراه بلا بدلة القاتل المحترف الذي يرتديها كل يوما ليلعب دوره بجانب العرّاب كما يجب.
و الحقيقة... انه رائع بهذه الملابس المسترخية.
" الم تجدي من تزعجي في هذا الوقت؟؟"
" بعد مادار بيني و بين شقيقي أتيت لأخبرك رأيي الصريح ... أنت حقا سافل... "
هز حاجبه، راقبته يكثف ذراعيه فوق قمم العضلات التي يتكون عليها جدعه، انه يطغى عليها و من المستحسن أن تترك كرسيها المتحرك كي لا تشعر بالضآلة أمامه... ضغطت على الفرامل ووقفت، هذا لم يغير شيئا... انها قصيرة القامة... يمكنه سحقها بأصبع واحد... هذا شيء محبط.
" منذ خروجي من المستشفى و انا أتحايل على روكو ليمنحني فرصة للعودة الى الجامعة... و ماذا تفعل انت؟؟ تلصق بظهري دزينة حراس بدل مساندتي... أنت تعرف جيدا كم أثوق لحريتي"
" أنت من الايميليانو... حمايتك واجبي" أجاب بنبرة جليدية " ان حدث لك مكروه، رؤوسنا كلنا ستطير... "
" رأسك سيطير فعلا ان لم تتوقف عن حشر أنفك في حياتي... "
" لا أتلقى الأوامر منك..."
زمت شفاهها ببعض الغيض بينما شعرت بأن صدرها سينفجر من الغضب.
" هل كنت تعرف بأن أبي قام بترتيب زواجي من اورسو طورينزي؟؟ ما رأيك بأن هذه الترتيبات تروقني كما يروقني ذلك الشاب، أظنني اليوم حرة بالخروج معه دون الحاجة لأخد اذنك أو تحمل حراستك... من اليوم فصاعدا... أنا تحت مسؤولية شخص غيرك و هذا... مرييييييييح جدا لي... أنا سعيدة جدا للتخلص منك"
لم تصدر منه أي ردة فعل، بقي فحسب يتطلع اليها بنظراته الخضراء الجليدية، لسبب ما غياب رد منه لسعها بشدة، اذن فهو يعرف، الوحيدة التي تجهل بأمر خطوبتها من غريب... هي.
عادت لتجلس على كرسيها المتحرك و تفك الفرامل و تعود بكرسيها الى الخلف، لايوجد ما يمكنها اضافته أمامه.
" أنت أكبر عدو لنفسك صوفي"
سمعته يقول في ظهرها بينما تبتعد عن الباب في الاتجاه المعاكس، الليل لم يخفي روعة ملعب الغولف أمامها، الأضواء عززت فحسب اللون الأخضر المنتشر في كل مكان، يمكنهم اللعب حتى ليلا، والدها اهتم شخصيا بالمكان و كان يتردد عليه كثيرا...والدها... والدها الذي اتى على كسر قلبها للمرة الأولى في حياتها... ظنته أكثر نبلا من أن يحدد مصيرها بهذه الطريقة التي عفا عنها الزمن.
عادت لتواجه سانتياغو ببطئ، كان قد ترك مكانه لتغرق قدميه الحافيتين في نعومة الحشيش الطري و يتقدم منها، لوح بيديه في الهواء.
" الى أين تريدين الوصول أخبريني؟؟"
" لا أدين لك بأي شرح..." تمتمت من بين أسنانها و هي تشعر بأنها على حافة البكاء...انها تشعر بخيبة أمل كبيرة جدا في والدها... كيف له أن يسلمها كبضاعة للطورينزي؟؟ هي التي تحلم بزواج حب، وقبل الحب تحلم بالمغامرة مع رجل يسايرها روحها قبل قلبها؟؟ أورسو وسيم جدا و من عائلة نبيلة و يناسب نسبها العريق نعم، لكنها ضد الزواج المدبر... لن تقبل مطلقا بخطط والدها حتى و ان كانت هذه هي رغبته الأخيرة.
"أنت عنيدة، خرقاء، مستفزة... بعبارة أصح، انت ممتلئة بالأخطاء من رأسك الى أخمص قديمك... و رغم كل هذه الاعاقات صوفي لن أسمح لك بتدمير كل شيء... "
لن يمكنها أبدا الغضب من كلامه، ان كان هناك من يُشعرها بالسلام الداخلي رغم مباشرته و صراحته الاذعة فهو سانتياغو، لم تعتبره يوما موظفا، عندما بدأت تعي من حولها وجدته في حياتها، كان الطفل المفضل لوالدها، عندما أصبح مراهقا لم يقصد الحانات ولا سعي وراء هرموناته ككل مراهق في عمره، بل تعمقت أكثر علاقته بيانيس و اخترق أجهزته العديدة الى أن اصبح أفضل عضو فيها، خدم بوفاء شديد والدها، و بعد موته لم يتردد بالبقاء لجانب شقيقها... تجهل ما يبقيه في هذه القلعة بينما يُعتبر أكثر الموظفين ثراءا... ان كان للجميع راتب شهري فهو الوحيد الذي يحصل على عمولات من الايميليانو.
" كيف له أن يفعل هذا بي؟؟" سألته بوهن.
لم تشعر بدموعها الا بعد أن انزلقت على خديها، تشعر بأن حياتها برمتها كانت لعبة للجميع يتحكموا فيها كما يشائون، متى ستعيش حلمها دون مراقبة أو ضغط؟؟
رأته ينزل أمامها و يجلس على ركبته قبل أن يبحث عن يدها ليضغط عليها برقة، هذا التواصل... رباه.... انها تعشق أن يكون قريبا جدا منها:
" روكو كان واضحا مع تلك العائلة... أخبرهم بأنك غير قابلة للتفاوض.."
قطبت:
" هو الذي اتى على رمي هذا في وجهي خلال العشاء ..."
" يمكنني تخيل الاسباب...أنت مستفزة عزيزتي " مد يده ليمسح الدموع من وجنتها " استعملي مهاراتك السيئة في شخصي أنا و اتركيه و شأنه..."
رغما عنها ارتجفت ابتسامة في زاوية شفتها:
" لماذا؟؟ لأنك محصّن ضدي؟؟"
ابتسم بدوره و شعرت بأن كل الغضب بداخلها يتلاشى مثل السحر، ان كان هناك شخص في العالم يفهمها و يسعدها فهو سانتياغو.
" تريدين بعض الشكولا لصرف خيبتك؟؟"
تحت النظرة البراقة للعيون الزمردية ، تغلبت عليها حرارة شديدة. الرسالة لا يمكن أن تكون أوضح ... انهم الأهم في حياتها...أخذت نفسا عميقا.
" نعم..."
" سأعود فورا"
بقيت مكانها كالطفلة المطيعة تنتظر بلهفة هديتها الموعودة، لوحة الشكولا صارت من ضمن طقوسهم المجيدة تماما كما كان الحال مع والدها... تحولت ابتسامتها لرجفة حزينة،وعادت الخيبة تتآكلها... لم تتوقع مطلقا أن يلعب بمصيرها بهذه الطريقة، لحسن حظها أن روكو ليس من رأيه... وهذا يحيرها في الحقيقة... شقيقها الذي طالما تدخل في حياة اليساندرو العاطفية و خطط له على الدوام لتزويجه من وريثة معروفة يعارض خطط يانيس بشأنها... اورسو حلم كل وريثة ايطاليه، كما أن الفريد والده كان شريك والدها في شتى ميادين، انهما مناسبين لبعضهما البعض...وبدل أن يحطها أمام الواقع و يزوجها بالقوة، أقرّ سانتياغو بأنه ضد الفكرة ليؤكد كلام والدتها على طاولة العشاء.

عندما عاد سانتياغو كان قد ارتدى سترة و حداء رياضي، بين يديه بطانية صغيرة، وضعها من حول كتفيها ليحميها من الهواء البارد قبل أن يمد لها لوحة الشكولا:
" ما رأيك بنزهة .. ؟؟ يٌقال أن الهواء الليلي يساعد على النوم "
" سأقبل شريطة أن تخفف من الحراسة..." أمام ملامحه تمتمت متوسلة " أشعر بالاختناق... تلك الجامعة الأشد أمان في المنطقة و انت تعرف هذا جيدا..."
شدت أنفاسها وهي تراه يفكر، ثم قال فجأة:
" سنعزز اذن طاقم حراسة الجامعة..."
تنهدت بارتياح و منحته ابتسامة شاسعة:
" لن أنسى لك هذا... شكرا لك سانتياغو"
" خدمة مقابل أخرى صغيرتي..." استولى على انتباهها بينما يستحوذ عليها بنظراته الرائعة و يهيمن عليها بجسده الضخم وهو ينزل عليها لينظر مباشرة في عينيها " اعتذري من روكو واظهري له بعض الولاء .. ذات يوم، ستعرفين بأنه يستحق اكثر مما تقدمينه له"


* * *
Bangkok ( thailand )
.
.

عادة... اليخاندرو شديد الدقة في مواعيده، ومنذ عشرين دقيقة ينتظر داركو مع مساعديه و رجل الأعمال الآسيوي في هذا المطعم المطل على بهجة بانكوك الليلية، انه مسائه الأخير قبل أن يعود الديار لملاقاة زوجته و ابنه، هذه الأيام كانت طويلة بدون الضوضاء التي يجلبها كليهما، ورباه... كم يعشق جلبتهما و ضجيجهما... نسي تماما ما كانت عليه حياته قبلهما.
بدأت بوادر قلة الصبر تظهر على رجل الأعمال فيما القى داركو نظرة على ساعة يده و قرر ارسال رسالة الى نصية الى صديقه:
{ أين أنت بحق السماء؟؟ هل فقدت الطريق الى المطعم؟؟}
أمضى اليخاندرو وقته في البحث عن هدية مميزة لبيانكا بين محلات بانكوك بينما فضل داركو امضاء وقت استراحته في مراجعة النقاط المهمة لاجتماعه الاخير في جناحه بالفندق، عاد ليتفقد هاتفه، لا من جواب، يستحسن أن يبدأ اجتماعه دون صهره.
مرّ الوقت في التفاوض الحامي دون أن يظهر اليخاندرو، تحاشى داركو قلقه و استمر في اجتماعه الذي انتهى بصفقة مربحة، عندما عاد ليتفقد هاتفه لم يكن اليخاندرو قد استلم رسالته بعد، ترك معاونيه ليرافقوا رجل الأعمال الى الباب و يدفعوا الحساب و اتصل برقم صديقه الذي اسقطه فورا في علبته الصوتية.
في الليموزين التي تشق شوارع العاصمة المكتظة بالسياح و السكان المحليون لم يعد داركو يطيق أزرار قميصه التي تخنق رقبته، فك الأزرار الثلاثة العلوية و حاول التركيز على جمال ما تمر به السيارة العائدة الى الفندق حيث ينزل هو و صهره و الطاقم برمته، تضم بانكوك الكثير من المواقع والأوابد الأثرية التي تعتبر مركز جذب كبير للسياح،و لأنه يومهما الأخير تسلل اليخاندرو من الفندق لينخرط مع الناس بدون حراسة كما هي عادته... في هذه اللحظة... يندم أشد الندم على تركه وحيدا بلا حماية.
بعد ساعتين من عودته الى الفندق، لم يعد يطيق حدة القلق الذي يذبحه، اليخاندرو مختفي، و طاقم حراسته انتشر في المدينة للبحث عنه، كان جناح هذا الأخير مرتبا تماما كما تركه هذا الصباح، ان كان هناك من لا يعتمد على خادمة فهو اليخاندرو، انه يقوم بكل شيء بنفسه ولا يعتمد على غيره في شيء، وهذا بالضبط ما جعله قيما في نظره و نظر جميع أصدقائه، رغم اختلاف العمر و الطبقة الاجتماعية الا ان المكسيكي الطموح تمكن من الحصول على ولائهم بأخلاقه و تواضعه و شخصيته المحبوبة، وهو ممتن لأن هذا الرجل القيّم... دخل حياة ابنته.
كأس ويسكي ثم كأسين، ثم نصف الزجاجة في غرفة المفقود الذي لا أثر له حتى ألان، كان على تواصل دائم بحراسه، أعاد مراقبة كامرات المراقبة الخاصة بالفندق... اليخاندرو غادر في التاسعة... أي في الوقت الذي وعده أن يكون في المطعم عند الثانية بعد الظهر.
امتلئ بار الفندق بالزبائن بعد العشاء الذي لم يتمكن داركو من بلعه، كان يشبه الثعبان الذي تم قطع رأسه... هذا النوع من العصبية عاشها مرة واحدة خلال عمليات بيانكا الامنتهية...كان يكره الانتظار... يكره المجهول من المستقبل.
بدأ رجاله بتفقد المستشفيات و حتى مخافر الشرطة، أصبح متأكد الان بأن ثمة شيء مريع حدث له، اليخاندرو ليس من النوع الذي يختفي دون ان يترك رسالة خلفه، تعد التايلاند واحدة من أكثر البلدان أمانًا في العالم، السكان المحليون مرحبون، و الاحتيالات والسرقات نادرة للغاية.

لا يراه ضحية محتالين بقدر ما يخشى أنه تعرض لحادثة طريق، الانتظار الطويل جعله يحبك مئات السيناريوهات المريعة و لا يتوقف في الوقت نفسه عن الاتصال برقم صديقه.
ثم حذثت المعجزة و رن الجهاز أخيرا، بعد ساعات من التعذيب النفسي شعر داركو بأن ركبتيه لم تعودا قادرتين على حمله بينما ينتظر بقلب مقتضب أن يرد صديقه من الجهة الأخرى:
" أين أنت اليخاندرو؟؟..." أسرع بالقول ما ان تم الرد...
" الامير داركو فالكوني... لديك مهمة حساسة ان رغبت برؤية صهرك مرة أخرى"
لم يكن صوت اليخاندرو بالتأكيد انما امرأة، المكان المكتظ بالزبائن اختفى تماما بينما التقطت حواسه الخطر المحدق وراء هذه النبرة القوية... حدسه لم يخنه... شيء مريع بصدد الحصول:
" من أنت؟؟ أين اليخاندرو؟"
" خارج الحدود التايلاندية فلا تتكبد معاناة تعقب هاتفه... " أجابه الصوت الأنثوي بنفس النبرة القوية " أخبر اجناسيو بأن يكون فجر الاثنين في 'كيتو' بالاكوادور ... زوجته تشتاق اليه بشدة "

ملك جاسم likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 25-12-20 الساعة 01:45 AM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-20, 12:48 AM   #4336

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قراءة ممتعة ......

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-20, 01:05 AM   #4337

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قريبا.... راح يدور نيكولاي على شيء ثاني ههههههههههههه



أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-20, 01:08 AM   #4338

بشـــرى

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بشـــرى

? العضوٌ??? » 62740
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,647
?  نُقآطِيْ » بشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond repute
افتراضي

صايره بعشق سانتياغو وصوفي كثري مشاهدهم كثير هالثنائي يعجبوني💙💙💙💙💙💙

بشـــرى غير متواجد حالياً  
التوقيع




|| أندرياس&فيرجينا || دراكو&فلور || أتمنى لكم السعادة روجي خفي عليهم من شاني
رد مع اقتباس
قديم 25-12-20, 01:12 AM   #4339

بشـــرى

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بشـــرى

? العضوٌ??? » 62740
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,647
?  نُقآطِيْ » بشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond repute
افتراضي

عندي احساس يقول فيه صراع مستقبلي بين التؤأم ونيك على البنوته وبيفوز بها رافائيل وبموت قهر لان رغم اني اكره ام واب البنوته بس الاهم اني بصف نيك للابد وراح اذكرك روجي بكلامي مستقبلا في الجزء الجاي

بشـــرى غير متواجد حالياً  
التوقيع




|| أندرياس&فيرجينا || دراكو&فلور || أتمنى لكم السعادة روجي خفي عليهم من شاني
رد مع اقتباس
قديم 25-12-20, 01:31 AM   #4340

rinamcidra
 
الصورة الرمزية rinamcidra

? العضوٌ??? » 427084
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 208
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » rinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
افتراضي

Waw اليخاندرو المسكين دايما الانسان الصالح هو اللي يأكلها...يا ترى شو رح يصير فيه ما عندي اي توقع ننتظر تدخل روكو و خافيير اللي رح يكون في موقف جد صعب و اشك في يد للانتربول في الموضوع ،و كمان اختلطت عندي الأمور بشأن الثلاثي بيانكا دافيد و اليخاندرو بصراحة برافو ما قدرت احدد اي نهاية لهل الثلاثي او شو رح يصير بالمستقبل.
اخخخخخ قلبي نيكولاي انسحر من اول لقاء هههههههههه، بس انه نيكولاي الطفل المجنون يصير هادي اخخ قوية و الله هالليم ، هالحب رح يكون غير حمسوني و هما لسا صغار .
اشفقت على روكو اليوم و اثر فيي جرحه من اليساندرو ، اذا نقول انه علاقته مع صوفي فهمنا سبب اظطرابها بس اليساندرو ما اعرف ليش علاقتهم دائما متوترة كان لازم يكون سند لاخوه و يتفهمه يا خيبة روكو في اهله دايما تحز في خاطري.
يا ترى شو صار لابنة سانتو هادي أفعال ايموجن الحيوانة و تخطيطاتها المسمومة مثلها عندي شك انه فيرنا ما رح تروح لامريكا و لا رح تلحق سانتو في شيء رح يصير يعرقل علاقتهم الوليدة.


rinamcidra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.