آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree627Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-21, 11:38 PM   #4891

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث و الثلاثين.

ريف لندن..

بعد عدة أسابيع
.
.
.
انها تمطر بشدة، و كأن السماء الكئيبة ترفض قطعا التوقف عن درف الدموع، القلعة المعمّدة بإسم ( نيكولاي )، تمنح رؤية شاملة على المروج الخضراء و الغابات اللامنتهية و البحيرات الجميلة.
كانت اعمال البناء و التجديد قد انتهت منذ زمن، و كما وعدها الأمير حصلت على القلعة كهدية عيد ميلاد زواجهما الأول تم جلب الموبيليا عتيقة و الجميلة التي احتفظت على النكهة الفكتورية للمكان، المكان رائع جدا ليكون الاقامة الثانوية لهما في لندن، و تعرف فلورانس بأن سحر المكان و روعته ليسا سبب بقاء زوجها هنا.
بُعده عن صقلية يشبه إبقاء سمكة لرأسها خارج سطح المياه، انه ابن وطنه بحق، و يعشق ثرابها و هوائها و لا يبقيه في لندن و تحمل جوها الكئيب سوى حداده ..
منذ الجنازة و هو هادئ و يتصرف ببعض المثالية التي باتت تثير حفيظتها، تمنت لو ينفجر في البكاء أو حتى يستسلم لغضبه و يحطم كل ما حوله، وبدل اظهار جروح قلبه الممزق أغرق نفسه في العمل المضني و لم يكن يترك نيكولاي لحظة واحدة، كان يحتفظ به في حظنه حتى عندما يعقد اجتماعاته الهاتفية.
" ماهذه الرائحة اللذيذة؟؟"
ابتسمت فلور فيما يقتحم داركو المطبخ الشاسع، ابنهما الصغير فوق خاصرته، يثبته بحزم بذراعه القوية.
تجهل ان كان قد عاد الى ملابسه السوداء بسبب حزنه الا انه منذ أسابيع ،لا ينتزعها على الاطلاق ولا يستبدلها بلون آخر رغم مرور الأيام... عاد الأمير الى سواده... ولا تنكر أن اللون يليق به.
" الفطائر المفضلة للأمير الصغير..."
قلبت الفطيرة في المقلاة أمام نظرات ابنها المنبهرة... تعرف جيدا هذه النظرات!! ان سنحت له الفرصة، فسيبدأ بقلب كل ما على الطاولة الرخامية و زرع الفوضى، و لما لا تدوق العجين قبل طهوه.؟؟ انه مهووس بالاكتشافات و يريد لمس كل شيء حتى و ان كانت نار حمراء مشتعلة.
انحنى زوجها عليها ليقبل بشرة كتفها المكشوف، ثم يلتقط فطيرة جاهزة و يقضم فيها:
" لذيذة..."
" هل انهيت اعمالك؟؟" سألته وهي تقلب الفطيرة في المقلاة لتطهوها من الجهة الأخرى.
" الأعمال لا تنتهي.. تماما مثل هذه الأمطار..."
بدأ نيكولاي بفقدان صبره، و يبدو بأنه يُعاني من صعوبة التخلص من ذراع والده.
" يمكننا العودة الى صقلية ان مللت أمطار لندن..." راقبت ملامح وجهه تتغير، كمية العذاب التي أطلت من نظراته مزقت روحها، قضمت على لسانها، لا تُخفى عليها ظروف مجيئهم الى هنا، انه بصدد عيش حداده وهي بالتأكيد تسانده، يمزقها رؤيته يعاني بصمت: " نملك طائرة خاصة و يمكننا الذهاب الى مكان أخر... جزيرة استوائية... آه... ولما لا جزيرتنا؟؟ هدية زواجنا من الكونت اندريس و الأمير سيليو؟؟!! ..."
لايبدو أن الفكرة تغريه، بقيت نظراته مشوشة فيما يغير وضعية نيكولاي على خاصرته كي يضعه على كتفه هذه المرة، لكن الوحش الصغير لا يستسلم و يستمر في التلوي و التلوي و التذمر:
" ليست هناك تغطية و أنا بحاجة للعمل... "
انها أيام صعبة، أيام تحتاج لصبرها و تفهمها، رؤية داركو غارقا في اكتئابه و سواده يؤلمها، و ابتعاده عن أصدقائه بدل عيش حداده معهم يثير حيرتها، ففي النهاية، الفقدان يعمهم أيضا، أخبرتها روبي بأن سيزار يعيش حالة فقدان صعبة جدا، بأنه يلتجأ للأدوية كي يتمكن من النوم ليلا.
نجح نيكولاي - بإصراره المعتاد - بالتخلص من سجنه العضلي، استسلم والده أخيرا ووضعه أرضا كي ينطلق هذا الأخير نحو الجدران الزجاجية التي تطل على الحديقة حيث الأمطار تغسل خضرتها البراقة... المكان الوحيد في القلعة الذي يملك واجهة زجاجية.
تركت فلور المغرفة من يدها أغلقت النار ثم لفت خصر زوجها بذراعيها و تطلعت اليه بإبتسامة بشوشة:
" هنا أو هناك أيها الأمير... ما يهم أننا مع بعضنا...أنت مع عائلتك..."
" أنا مع عائلتي..." كرر و كأنه يتعلق بكل كلمة ثم لامس وجنتها بإبهامه" لحسن حظي أنك هنا فلورانس... أنت تملئين حياتي!!"
انسابت هذه الكلمات على أحزانها مثل المياه العذبة، رغم قصر مدة معرفتها الايخاندرو الا انها أحبته أيضا، من المستحيل عدم التعلق بشخصيته الطيبة و اللطيفة، أمسكت بوجهه بين يديها و همست له برقة:
" أنت أيضا تملئ حياتي حبيبي... فأنت كل ما أملك"
و كانت الحقيقة، لقد وهبها الله عائلة كبيرة نعم لكنها تعتبر داركو موطنها، منذ ان التقت طريقيهما ادركت بأنها وجدت الحلقة الفارغة بداخلها، انه رجل استثنائي و مميز و تحبه كما لم تحب يوما في حياتها، لكن كمية الولاء بداخله تجعله اكثر قيمة في نظرها، لا حدود للعشق الذي تحمله له.
قرأت الامتنان في عينيه القائمتين، كلامها يروقه، يحتاج الأمان في هذه اللحظات الهشة، ولم تكن مبالغة من جانبها، انها تقصدها بقلبها و بروحها و قد اخدت عهدا على نفسها - منذ خروجها من الغيبوبة بسبب العيار الناري-- بأن تعمل المستحيل للحفاظ على اسرتها من اناس مثل 'ديل ماريا ' و 'كيفن غراي' الذي اعتبرته أخاها قبل ان يكون صديقها ثم خذلها بأسوا الطرق... المثير للسخرية أنه لا يستسلم حتى اليوم و مازال مصرا على استعادتها بكل الطرق الممكنة، لو علم داركو بهذا لفصل رأسه عن جسده.
بدأ نيكولاي بالضرب على الزجاج بقبضتيه ببعض العنف مما اجبرهما على ترك احضان بعضهما، هذه المرة هي من اهتم بحماسة ابنها الزائدة، جلست بجانبه على ركبتيها و أحاطته بذراعها كي تحميه من السقوط و ايذاء نفسه:
" ان استمريت بالضرب هكذا على الزجاج فستتأذى حبيبي !! "
" أظن أن ثمة شيء أثار انتباهه في الخارج " شرح داركو وهو يقترب بدوره من ابنهما.
قطبت فلور وهي تنظر بدورها الى السيول الماطرة بالخارج، من هذا الجزء من المنزل يمكننا رؤية الأشجار الباسقة، الحشائش المستوية و جزء صغير من بركة السباحة، عاد نيكولاي ليتكلم مجددا بلغته الخاصة و يضرب على الزجاج، تحت شجيرة صغيرة يقبع قط صغير يحتمي من الأمطار، يبدو أنها انتبهت لأمره مع داركو في الوقت نفسه:
" اهذا ما تراه نيكي؟؟ القط الصغير؟؟"
أشار الصغير نحو مخبأ الحيوان الصغير و ردد:
" قط... قط"
في هذا العمر يتمكن ابنهما من توصيل بعض مشاعره ورغباته بالإضافة إلى اهتمامه بأشياء معينة من خلال الكلمات والإيماءات.
" نعم صغيري انه قط صغير و هو مبلل حتى النخاع..." أخدت نيكولاي بين ذراعيها و هزت عينيها نحو زوجها " هل يمكننا جلبه للداخل؟"
" لماذا؟؟ " سألها داركو بنبرة تتأرجح بين التسلية و التهكم " كي يقوم ابننا بالتهامه؟؟"
انفجرت فلور في الضحك رغما عنها،نيكولاي لا يتقن مفهوم المشاركة بعد ، ولكن يمكنها مساعدته في فهم فكرة "التناوب" عندما يجب التشارك في الشيء نفسه، ان وضعت هذا القط بين يديه فسيرفض تقاسمه معها أو مع أبيه، انه طفل أناني جدا و ممتلئ بالحماسة.
فتح داركو الباب الزجاجي و بين يديه منشفة، راقبته يناور ليضع يده على القط الخائف، هذا الأخير لم يبدي اي مقاومة و استسلم له، رؤية الانبهار على وجه ابنها انتزع منها ابتسامة أخرى، ما ان عاد والده الى الداخل - القط في يده - حتى انفجرت حماسته كموجة زلزال حقيقية، كان يريد الحصول عليه بمفرده تماما كما توقعا.
" يحتاج القط الى طعام و حمام و من غير المسموح لمسه و هو في هذه الحالة " شرحت لأبنها الذي لا يهتم كليا بأوامرها و لم يتأخر بإبداء رئيه بالموضوع، ربما يتمتع ألان بتحكم أفضل في الجسم ، انه شديد الحركة لدرجة مهولة، يحب الجري، وركل الكرة ، والقفز ، والتسلق ، والصعود والنزول عن الكراسي ، والوقوف والمشي جانبياً ، صعوداً ونزولاً على السلم ، ودفع وسحب الدمى والألعاب ،ومع ذلك ، لا يزال بحاجة إلى إشراف وحضور شخص بالغ لضمان سلامته ، لأنه لا يدرك تمامًا المخاطر التي يمكن أن تشكلها مبادراته... انه خطر محدق على نفسه كل الوقت.
" ما رأيك أن نعطيه حمام و نجففه بُنيّ؟؟" سأل داركو وهو يمد يده اليه كي يتبعه " يجب أن تكون فخور بنفسك فأنت من رآه و أنقذه ..."
أمسكت أصابعه الصغيرة بيد والده و تبعه ممتلئ بالفضول و الترقب، في لحظات مماثلة، يملئها الفخر برؤية رجُلي حياتها معا، تعرف بأن الجميع يعيش ظروف سيئة، لكنها تدرك بأن السحابة السوداء فوق رؤوسهم لن تدوم، و قريبا ستسطع شمس تنير الأركان المظلمة.
* * *
كاتانيا.
(صقلية)
.
.
.

" دونا جورجينا؟..."
دفعت جورجينا الخادمة كي تتمكن من دخول الشقة التي يتقاسمها ابنها مع زوجته منذ بعض الوقت:
" ابني هنا؟؟" سألتها و هي تنظر من حولها.
" السيد و السيدة لم يعودا بعد من الخارج.." شرحت الخادمة و هي تغلق الباب خلفهما.
" سأنتظرهما... اذهبي و حضّري لي فنجان من القهوة" أمام تردد الخادمة انفجرت فيها " فورا"
" أمرك سيدتي"
" خادمة الشؤم"
لكن جاسوسة روبي فضلت عدم الرد و توجهت نحو المطبخ، ترى جيدا الطريقة الحذرة التي يتعامل بها موظفي كنّتها معها، الم تفعل الشيء نفسه عندما وضعت رجلها في عائلة الكوستانسو؟؟ جعلت من الكل جواسيسها كي تعرف ما يدور حولها و لسيما فيما يفكر و ما يخطط العجوز كوستانسو الذي لم يتقبلها يوما زوجة ابنه، ولو لم تكن حاملا حينها كان ليتخلص منها في أول فرصة.
تجولت في الرواق قبل أن تدفع باب مكتب سيزار، كان أنجلو سيفيرانو جالسا تماما في مكان ابنها وراء المكتب الأنيق، منكب على كومة كتب ، ما ان هز نحوها نظراته القاتمة حتى تصلبت ملامح وجهه، لا يبدو ابدا كطفل في السادسة و النصف من عمره، انه يحمل مرارة رجل بالغ، و عيناه تلمعان بنفس البريق النبيل للسيفيرانو، اين كان عقل ابنها بتبني هذا اللقيط المشؤوم.؟؟ لم يكن أبدا ابنها بهذا الضعف من قبل... عليها إنقاذه من سيطرة جميع من في هذا البيت.
" أنجلو... مالذي تفعله في مكتب الكبار؟؟ لا يحق لك العبث بأوراق سيزار المهمة!! "
القى نظرة من حوله قبل أن يقول:
" لم المس شيئا..."
ابتسمت له ابتسامة سيئة و اقتربت من ملفات سيزار قبل ان تلتقط حزمة أوراق و تمزقها:
" ألان فعلت أيها الصغير..." أمام الدهشة المرتسمة على وجه الصبي استطردت " من الأفضل لك الذهاب للعيش مع جدك و جدتك سيفيرانو، لأن زواج عمتك روبي لن يدوم من ابني سيزار... أخطأوا تماما بتبنيك"
انه يملك نظرات عمته، تلك النظرات الممتلئة بالدهاء، الا انه لم يناقشها أبدا، التقط كراساته و ابتعد عن مقعده كي يشق طريقه نحو الباب، لكنها لم تقاوم نفسها من ايقافه مجددا، أمسكت بذراعه الصغيرة:
" ان لم ترحل من بيت ابني فساجد طريقة لإبعادك... هل أنا واضحة؟؟؟ لا تظن بأنك ستصبح حفيدي يوما...أنت لا شيء في حياة سيزار، انه يحاول فقط ارضاء عمتك الغبية التي انوي قريبا انهاء طموحاتها و طردها من عائلتي..."
لم يجبها، بقيت فحسب نظراته تتطلع اليها بنفس طريقة روبي عندما تتمالك نفسها كي لا تنفجر عليها بسلسلة اهانات لا منقطعة، فتح باب المكتب و ظهرت الخادمة وهي تحمل صينية فضية بها فنجان قهوة، استغل أنجلو المقاطعة كي يهرب من المكان.
انها هنا للتأكد من شيء و لن ترحل قبل الحصول على أجوبة، و بما ان روبي تلعب معها لعبة الغميضة فهي تجهل بأنها امرأة عنيدة جدا و لا تستسلم بهذه السهولة، انها تولي أهمية شديدة للمهمة التي أوكلتها لنفسها.
غرفة النوم كانت مرتبة، لامست الأغطية الحريرية بيدها قبل أن تجلس على حافة السرير و تفتح جوارير طاولة البوفيه، كان هناك كتاب لمؤلف أمريكي، المفضل لسيزار، اخدته و قلبت الأوراق، منذ الطفولة شغفت المطالعة ابنها، للاسف أنه لم يرث شيئا من طباعها ويبترك امرأة مثل روبي تتحكم به مثل لعبة خيوط.
عادت بإغلاق جارور الشوفيه و فعلت الشيء نفسه مع الجارور الخاص بكنتها، بغض النظر عن كتابها و نظارة قراءة لم يكن هناك شيء آخر،
جالت بنظراتها بين الصور الخاصة بالزوجين السعيدين في الكثير من المناسبات، سيزار يلتصق بشدة بزوجته في كل صورة، برهان آخر على سيطرتها و هيمنتها عليه.
حان الوقت لتضع الأمور في نصابها الصحيح، مع الوقت ستضع روبي يدها على سيادة الكوستانسو و ليس فقط على سيزار، لن يتبقى لها و لبناتها شيء... ان لم تتخلص منها فستودع كل النجاح الذي ضحت بالكثير من أجله.
قصدت الحمام عندما يأست كليا من ايجاد شيء في غرفة النوم، ما ان فتحت جارور خزانة الأدوية الحائطية حتى قطبت فيما تصتدم نظراتها بعلب المكملات الغدائية، أخدت واحدة في يدها و بدأت بقراءة المحتوى:
{ مضاد للغثيان}
أخدت قنينة أخرى:
{ مكمل لتجنب فقر الدم و نقص الفيتامينات ، من الضروري الالتزام بالجرعات المحددة...}
المفاجأة الجمت لسانها:
" اللعنة... اللعنة"
شتمت قبل أن تعيد العلب الى الخزانة و تغلق بابها بعنف الى أن ارتجت تحت أصابعها صفحتها الشفافة، لا يمكن لشكوكها أن تكون في محلها، خلال جنازة اليخاندرو لاحظت ان كنتها تلامس كثيرا بطنها، لابد انها اعتادت هذه الحركة لدرجة أنها لم تعد تعيرها انتباها، و يبدو أن تخمينها في محله... روبي حامل بحق بجهنم.
" مالذي تفعلينه هنا؟؟"
استدارت لتواجه كنتها التي كانت تتطلع اليها بنظرات ضيقة من الحذر.
سارعت جورجينا باخد الصابون لغسل يديها بمياه الحنفية.
" استعملت حمامك ان كان هذا لا يزعجك..."
" بالتأكيد لا يزعجني..." جاء جواب روبي بعد لحظة صمت " سيزار في مكتبه ان اتيت لرؤيته..."
" بضع مسائل بيننا علينا انهائها... اتمنى انه توقف عن إذراف دموعه لذلك الدخيل..."
" لا تتكلمي عن اليخاندرو بهذا التنازل..." حذرتها روبي بجليدية.
" سعي ذلك الشخص لإرضاء أصحاب النفوذ لاستمالتهم.. بفضل رجال هذه الجزيرة اصبح رجل أعمال ذو مكانة... "
" وقد حصل على احترامهم جورجينا و أذرفوا الدموع لفراقه.." قالت روبي من بين أسنانها " عكسك... رغم زواجك من الكوستانسو فهذا لم يجعلك سيدة محترمة... و اشك في أن يذرف عليك أحدهم الدموع أو يأسف لموتك...أنت أشد النساء كرها في هذه الجزيرة حماتي... "
دنت منها جورجينا تتطلع الى عينيها مباشرة:
" هذا اللسان السليط سوف أقطعه لك روبي... أنت و ابن شقيقك ذاك سأبعدكما عن حياة ابني... تذكري جيدا ما أقول و لا تستهيني به... سوف أجعلك تندمين على وقوفك المستمر في وجهي ..."

* * *
روما
. مقر شركات الايميليانو
.
.
" الشرطة الدولية تجاوزت حدودها و لا ننوي التراجع عن رفع قضية ضد مديرها، ليست المرة الأولى التي تجد الانتربول نفسها مصدر مشاكل فقد سبق ووجهت لبعض اعضائها تهمة تلقي الرشاوي و أيضا اخفاء معلومات... لقد تصرفوا دون اخد اذن دولي ..."
'ارتورو ميدزيني' وزير خارجية ايطالي سابق وهو من ضمن اوفياء والده، كانا ينتميان للحزب السياسي نفسه و يسعون للأهداف نفسها، ; و يتقاسمان الاشباح نفسها أيضا، و هذا لم يمنع والده من جمع أمور مريبة عليه و الاحتفاض بها لحماية مؤخرة مصالحه، يانيس لم يكن صديق أحد الا لنفسه، التصريحات الكاذبة تحت القسم، التهرب الضريبي، تزوير الميزانية، لم يترك ارتورو فضيحة الا و ارتكبها في حق البلد بفضل حماية يانيس لم يتمكنوا من اثبات شيء عنه يوما، الا انه مازال يملك كل فضائحه...
"بالانسحاب من اللعبة ، حرمونا من القتال والنصر... اريد ان اعرف ما حدث كي يتراجعو في اللحظة الاخيرة... اعرف بأن دوافعهم ليست سياسية، ثمة امر غريب في الامر و انوي كشف الغموض ارتورو... صديقي دفع حياته ثمن هذه الخيانة و يستحق مني الفداء و سأفديه بالدم".
ترك روكو مقعده و خطا نحو النوافد العالية لمكتبه الذي يطل على المعالم الشهيرة لروما.
" يلعب الانتربول دور الوسيط بين قوات الشرطة في الدول الأعضاء .. من له مصلحة بي؟ لما غرسوا جاسوسهم في بيتي لأشهر و رموا بصديقي في جهنم قبل ان يغيروا رأيهم و يتراجعوا؟ الأمور لا تسير على هذا المنهج... اتخدوا قرارات خاطئة و لعبوا بحياة فرد اعتبره من عائلتي، و اليوم... هو مدفون هناك... على أرضي كي يذكرني في كل يوم يمر بأن حياته دفعها ثمن خطأ شخص ما و أنوي العثور عليه... و ان تطلب الأمر العمر كله... "
" في الماضي..." بدأ ارتورو بعد بضع ثوان من صمت ثقيل " أستخدمت بضع بلدان الانتربول للتحقيق مع والدك، كان لديه الكثير من النزاعات القانونية، و رغم ذلك لم يتم ادانته يوما او الحكم عليه، أثناء ترؤسه القمة الدولية لمكافحة الجريمة في نابولي تمت دعوته للمثول فيما يتعلق بقضية فساد و تمت تبرئته بعد بضع أشهر، والدك كان مهيمنا روكو و لم يتمكن احد بالاطاحة به، و على ما يبدو حتى بعد موته مازال الجميع يرغب بفك اللغز... ربما تلقت الانتربول أمرا من أحد البلدان الا انها تصرفت بشكل غير شرعي و بدون علم الشرطة الايطالية مما سيضعها في مأزق أمام المحكمة العليا الدولية ان سعينا الى متابعتها قضائيا..."
ابتعد روكو على النافدة ليواجه مجددا الرجل:
" هذا سهل جدا و أرفض اللعب قانونيا معهم... فلا دليل أملكه لأقدمه أمام القضاة سوى وضع رأس خافيير... و أنا أرفض قطعا استعماله... أعرف كم أحبه اليخاندرو، و اعرف بأنه لو كان حيا، فسيرفض حتما استعمال شقيقه و تعريضه للخطر... تصرف الانتربول بهذه الطريقة يعني بأن أهدافهم ليست سليمة، و يعمل مديرهم لمجموعة خارجة عن القانون، نتاليا مجرد ضحية بائسة ملأها الكره و الحقد للطريقة التي تم استعمالها بها، و لم تكن يوما هي العدو... أريد أن أعرف لمن عمل مدير الانتربول وأيضا ممن تلقى الامر كي يسحب قواته في اللحظة الاخيرة؟؟ أريد العثور على من يمسك بالخيوط و يدير اللعبة"
" سوف أفعل كل ما في جهدي لمساعدتك ... أعدائك هم أعدائي، لم أفرق يوما مصالحي عن مصالحكم، حتى عندما اتهمت acat العراب بجرائم ضد الانسانية وقفت معه لأثبت كذبة الادعاءات... أقطع يدي ان كانت لتوضع في يد أخرى غير يدك، و المتسبب بموت اليخاندرو مندوزا سيدفع قريبا الثمن "
طرق باب المكتب و ظهر سانتياغو تعرف روكو على قامة اشيل خلفه، كلف هذا الأخير بمهمة و يبدو أنه عاد قبل أوانه:
" تقدم اشيل...."
القى العجوز تحية مقتضبة على ارتورو الذي وقف من مكانه قائلا:
" اعذرني ايها العراب لكن علي الرحيل، سأتواصل معك قريبا"
بعد ان اغلق الباب خلفه و بقي روكو وحيدا مع صديق والده العجوز، استعجله:
" أتمنى ان لديك ما تقوله اشيل..."
" اي حرب تنوي دخولها بُني؟؟ " سأله العجوز دون أن يرمش " والدك كان صديق الروس و اشترك الدماء معهم، كيليان ارشيبالد خير برهان..."
" تعرف بأن حياة ذلك الرجل لا تهمني... ان اضع يدي في يد يوليا لا يعني مطلقا بأنني خائف على مصالحها بقدر ما يخدم هذا مصالحي الشخصية، أريد السلام أشيل، لا مزيد من الدماء ولا مزيد من الأخطار... أريد فقط معلومات عن الأمير المفقود لأن سره يقلب جميع الموازين، الروس يبحثون عنه، الانتربول تهاجمني لأسباب غير مفهومة حقا و يبدو ان الجميع يسير على نفس الطريق و تشده نفس الأهداف... كان لعم يوليا المخلوع ابن ... أريده "
طرق الباب مجددا و ظهر سانتياغو، هذه المرة لم يكن هنا للسماح بأحد بالدخول انما ليحضر اجتماعه بأشيل، عاد روكو ليركز على الرجل العجوز:
" انت صادقت أبي لأكثر من أربعين سنة، مالذي تعرفه أيضا عن هذه القصة..؟؟ "
عم الصمت، علاقة يانيس طالما كانت قوية مع الروس، كان تحالفهما عظيما للغاية ووقف في وجه العديد من النزاعات الداخلية و الخارجية، هذا ما ضمن ليوليا أمانها الى أن قررت أرملة بائع اسلحة بالسيطرة على السوق و كسر الاتفاق، يهمه ابعادها عن الطريق و ازاحتها، ايمانويلا تشبه القنبلة الموقوتة، ستنفجر في وجه داركو ذات يوم، انها تحمل ضغينة الكونت اندريس و ادواردو ريتشي و لا يبدو ان هناك من سيوقف هوسها بانتقامها غيره، وليس هذا ما يقلقه، التخلص من ازعاج المرأة سهل للغاية، المخيف في الموضوع هو ما حدث مؤخرا، و الاجابات التي ينوي الحصول عليها، انه مهوس بالحقيقة... مهووس بفك اللغز.
" تبقى قصة عيش الصبي خيالية أيها العرّاب و لا برهان عليها... تم ابادة العائلة في الماضي... أجهل الأسباب التي تجعل هذا الموضوع يعود الى السطح..."
" لا دخان بلا نار أشيل" قال روكو وهو يعود ليجلس في مكانه " ان تم العثور على الأمير فسينهار عرش بافيل سيدوروف و سيتم استعماله سياسيا للاطاحة برؤوس عدة، انه مصدر شجع و طمع الكثيرين، و انوي العثور عليه قبلهم جميعهم... انه السباق مع الزمن و من يصل اولا يفوز... ذلك الطفل الذي أصبح رجلا بالغا اليوم هو الوحيد الذي بيده حل اللغز و هذا يجعله فريسة الجميع، انه في خطر شديد"
وضع سانتياغو أمامه شرابه المفضل تماما مثلما يحبه فيما رفض ضيفه شرب شيء:
" مالذي تعرفه بالضبط عن ماكسويل ليونيد كوزنيتشوف؟؟"
" انه مجرد أسطورة يا بُني..." قال اشيل " لا أدلة على اتهامات الكل لسيدوروف بحرق كل عائلة كوزنيتشوف من أجل السلطة... ولو كان الأمر صحيحا لما ترك والدك الأمر بلا عقاب، فقد كان مقربا بشدة لفلاديمير كوزنيتشوف فهو من عرّفه على أوكتافيا و توطدت علاقتهما مع الوقت... لو كان وريث كوزنيتشوف حيا فلما لم يظهر حتى ألان للمطالبة بإرثه و لقطع الرؤوس؟؟ "
" لهذا يظنون انني على معرفة بمكان ابن فلاديمير؟؟ لأن يانيس كان على صداقة بهذا الأخير؟؟ الانتربول لا تهتم سوى للكشف عن مكانه و ظنت بأنني على معرفة بالأمر لهذا تراجعوا في آخر لحظة عندما ادركو بألا علاقة لي به"
تدخل سانتياغو فجأة " انقادت الانتربول وراء مطامع سياسية"
" ليتراجعوا في آخر لحظة؟؟ لا تسير الامور بهذه الطريقة سانتياغو... "
بعد رحيل اشيل الذي وعد بالعودة قريبا بمعلومات تفيد بحثه عن ابن صديق والده و خلال رحلة العودة الى صقلية، فضل سانتياغو خوض الموضوع مجددا في الطائرة:
" أريدك أن تعيش حدادك و تتركني أتكفل بكل شيء... سوف آتيك بماكسويل ليونيد كوزنيتشوف..."
تطلع روكو الى الشاب الوسيم الجالس في المقعد أمامه، خلافا لبقية الموظفين فإنه يتمتع بهالة متفردة و استثنائية، منذ أن أتى به يانيس للقلعة و اعتبره واحدا منهم، أخد هذا الأخير المسؤولية التي أوكلها العراب اليه بكل جدية، لم يكن سوى طفلا في عمر اليساندرو و رغم ذلك كان من اشد موظفي يانيس حنكة و دهاء و أيضا وفاءا.
" لن اعيش حدادي ما لم أفك اللغز سانتياغو... "
رآه يهز رأسه بالايجاب و يلتزم الصمت، لم يمنع نفسه من القول:
" كم كان عمرك عندما اتى بك والدي الى صقلية؟؟"
مرت سحابة في نظراته الخضراء قبل أن يقول بهدوء:
"كنت في سن صغيرة سيدي..."
" لا ياخدك الحنين أحيانا للعودة الى وطنك؟؟"
" وطني هو صقلية، و انتم عائلتي..."
" الم يُتعبك كل هذا؟؟" سأله مجددا " خضت معارك دامية مع يانيس، اعرف بأن الحياة معه لم تكن بنفس السهولة، فقد كان قائدا جبارا و بلا رحمة.. مالذي يبقيك بعد موته سانتياغو؟؟ "
" لا أحد يترك عائلته و يرحل سيدي... "
كلامه ذكره بآخر.
{ أعرف موقعك في الجزيرة، أعرف من أنت و من هو والدك، و كوني غريبا لم يمنعك من المخاطرة و استثمار أموالك ...}
كلام اليخاندرو عاد بقوة الى رأسه، مازال يذكر وجه الشاب المبتدأ. الطموح الذي اتى به سيزار اليهم، روكو يملك موهبة معرفة خبايا الناس و حقيقتهم، انها موهبة ورثها عن والده، لم يخب ظنه فيه أبدا، وقع تحت سحر شخصيته كالبقية.
{ الحياة كلها مخاطرة اليخاندرو و قد نصحني سيزار بالثقة بك... أصدقائه هم اصدقائي ايضا، و امنحك الفرصة لتثبت لي بأني كنت على صواب... أساليبك العملية تعجبني، انت متمكن جدا و طموح و ان لم اجرب حظي معك فسأكون غبيا}
{ لن أخيب ظنك بي أعدك... انتم عائلتي...}
في النهاية هو من خيب ظنه به، معميا بإخلاصه حماه بروحه، يجهل كيف انفلتت زمام الأمور من بين يديه، هو الذي لم يكن قادرا حتى على حماية من يحب... لو كان والده حيا لاتهمه بالضعف كما كانت عادته.
في هذا العالم المفترس تهاون كثيرا و أرخى قبضته، و قد دفع الثمن بأسوا الطرق... عذاب الضمير سيقضي عليه، صورة اليخاندرو - مضرجا بدمائه - في مخيلته ليل نهار.
" ليس ذنبك ما حدث لأليخاندرو... " سمع سانتياغو يقول فجأة و كأنه يشاركه في أفكاره و يقرأ فيه ككتاب مفتوح " خططنا و توخينا الحذر جيدا و كان كل شيء في قبضتنا... "
قاطعه روكو بهدوء:
" نعم... و لهذا فقدت صديقي و شريكي!!... لو أطلقت النار على نتاليا لما كان اليخاندرو مدفونا في حديقة بيتي اليوم، لو كان ابي مكاني لما تردد بقطع الرؤوس ذلك اليوم سانتياغو... لم يكن ليترك الحياة نتاليا كما فعلت أنا..."
اعترض سانتياغو:
" أنت لست والدك..."
قهقه روكو بمرارة:
" هذه هي المشكلة... انا عاجز عن حماية من أحب... لهذا لا اريد أطفالا و لا التزامات عاطفية جديدة... كما انني ارفض ترك هذا العبئ لأحد آخر... سيادة الإيميليانو فخ من حرير... لا أحد يحصل عليها دون ان يتم لدغه بشوكتها المسمومة... لا أرى ابنائي يأخدون على عاتقهم ارث يانيس و يعيشون نفس المعاناة فيضطرون للقتال مثلي... من المستحسن حد النسل هنا"
" أظن أن مرارتك تدفع لسانك للتفوه بالحماقات"
قست نظرات روكو:
" من تظن نفسك؟؟"
" يانيس ايميليانو قائد قوي و حاد الذكاء وقد صنع مجدا وهذه حقيقة من المستحيل نكرانها... على طول الأزمنة و مند بدء تاريخ البشرية، كان للنجاح ثمن، و للأبطال أعداءا، عليك ان تدرك بأنك تدفع ثمن نجاحك أيها القائد، و بأنه من الانانية ان تقرر بدل أبنائك القادمين لا محالة، هذا النوع من الحماية لن يستهويهم، انهم من الايميليانو، سيعرفون كيفية التعايش مع وطاة هذا الاسم الذي يخيف الكل... سيحترفون لبس الاقنعة للتأقلم مع المواقف كما فعل جدهم و أبوهم و سيكونون فخورين بمعتقداتهم و انتماءاتهم... لم تعش أبوتك لصوفي كما يجب و أجد من الظلم حرمان نفسك من متعة مماثلة مع امرأة تحبك بصدق فقط لأن عمر اليخاندرو انتهى و لم يكن الذنب ذنبك... الايميليانو هم تاريخ صقلية... ليس من حقك حده... العراب قتل أعداء كثر نعم، لأنه اضطر لتطهير محيطه من الجواسيس، لكنه خلق لنفسه سمعة فولاذية، الكل يتهاتف لفهم شخصيته التي حيرت الأجيال، انها ضريبة الشهرة و النجاح سيدي... و برئي.. اسم الايميليانو مزيج مشوش للسلطة والقوة والإكراه...وفي حياة أخرى، كنت اتمنى حقا لو احمل دم العراب و جيناته."
رغما عنه، ملأت التسلية ملامح وجه روكو الداكنة:
" يمكنك استبدال الادوار مع اليساندرو فهو يكره انتمائه لكل... هذا المجد"
رد سانتياغو بجدية:
" انه مرير فقط، الا انه ابن والده عن جدارة..."
فرك روكو جبينه و تمتم بسأم:
" مالذي فعله لك يانيس كي تدافع عنه في كل مرة بهذه الضراوة؟؟"
" أنا مدين له بالرجل الذي أنا عليه اليوم... لقد كان ابي بالتبني و معلمي...ولن انسى فضله ما حييت ، وفي غيابه أفدي عائلته بحياتي.."
* * *
كابري.
( ايطاليا)
.
.
" أنا سعيدة لأن وضعكم جيد "
كما وعدها سانتو، عائلة عيسى و فاطمة في أمان تام، الأطفال في المدرسة و هما يعملان بشكل قانوني في معصرة الايميليانو التي كان قسم كبير منها قد تم بنائه و قد شارف على الانتهاء، بفضل سانتو يحيون حياة كريمة اليوم و لم يعودوا في خطر الترحيل مجددا.
قبلت القهوة من فاطمة التي لا تخفي فرحتها برؤيتها:
" كل هذا بفضلك انت آنسة فيرنا، لولاك لرحلنا من ايطاليا مع اطفالنا..."
" الحمد لله الذي وضع 'دون سانتو' في طريقكم" قالت فيرنا مبتسمة ابتسامة عريضة" أرى جيدا بأنه وفي بوعده و ينعش قلبي رؤيتكما سعيدين..."
" الحمد لله آنستي" تدخل عيسى مبتسما " لقد استلمنا اوراق الاقامة قبل اسبوعين و نحن سعيدين للغاية... ليحميك الله انسة فيرنا و ليمنحك السعادة لقلبك الطيب و الطاهر"
شعرت فيرنا بالدم يندفع الى وجنتيها، عضت على شفتها ببعض الاحراج:
" أظنكما تبالغان... من يستحق الشكر هو 'دون سانتو'... عموما فقد اتيت لأطمئن على أحوالكم و لاخبركم بأنني عدت من مهمتي و سأبقى في كابري لبعض الوقت، لهذا، سأكون متاحة لمساعدة ابنيكما في واجباتهما الدراسية و تعزيز اللغة الايطالية اذا كانا بحاجة للمساعدة..." مدت فاطمة يدها تحطها على أصابعها و تعصر عليها بكل امتنان:
" أنت ملاك حقيقي آنسة فيرنا... شكرا لك، سيُسعد ابنينا هذا فهما يحبانك كثيرا..."
" و أنا أحبهما... عموما استعدت عملي في فندق القرية و بعد الظهر أقتني الأغراض للعجزة، ان احتجتما لأي شيء يمكنكما العروج على بيت عمي فأنا أنزل هناك"
" لن ننسى هذا بالتأكيد..." أكد عيسى بامتنان.
انهت فيرنا كوب قهوتها ووقفت متأهبة للرحيل رغم اعتراضهما، التقطت الاكياس التي جلبتها معها ووضعتها فوق الطاولة:
" جلبت بعض الاغراض للصغيرين ..."
شعرت بالراحة لرؤية الفرحة في وجهيهما امام ما اقتنته، صحيح أن الملابس ليست جديدة الا انها نظيفة و شبه مستعملة، حصلت عليها أمس عندما عرجت على مقر الجمعية الذين لم يخبروها متى يمكنها الرحيل مجددا من كابري في مهمة انسانية. و لتكن صريحة مع نفسها، هذا أحبطها بشدة، تشعر و كأن الكل يتخلى عليها بينما هي بحاجة لشغل نفسها و الشعور بأهميتها.
بعد أن عرجت على السوبرماركت و اشترت جميع الأغراض التي طلبها منها بعض العجزة بدأت بتفرقتها قبل ان تقرر العروج على 'دونا فلبينا" لكن لا يبدو انها عادت من عند ابنتها في المدينة المجاوزة، شعرت بالخيبة الشديدة لهذا... منذ عودتها الى كابري و هي تهيم على وجهها، لاشيء يسير كما تريد و كم تتألم لهذه الوحدة... لسيما وقد عادت للعبة الغميضة مع سانتو... عادت علاقتهما لنقطة الصفر.
انتهى يومها بانتهاء قواها، عندما اركنت شاحنتها المتهالكة امام بيت عمها اكتشفت سيارة زائر في الجهة الأخرى، أحيانا يستقبل عمها المالكين الذين يتركون اراضيهم تحت اشرافه.
دفعت الباب و استقبلها منظر أخيها الصغير الحافي القدمين مثل المعتاد، وضعت اكياس المشتريات من بين ذراعيها و امرته بصوت جاف:
" الأرض باردة مارسيلو و ستمرض..."
" أبي ينتظرك في الصالون .." رد الصبي وهو يشير بدقنه في الاتجاه المعاكس" مع أحدهم..."
قطبت بعدم فهم:
" من..؟؟"
" لم أره من قبل..." أكد مارسيلو قبل أن يستأنف ما كان يقوم به قبل وصولها دون أن يهتم حقا بارتداء خفيه، بلعت غيضها من عناده و توجهت صوب الصالون حيث استقبلها عمها بابتسامة فيما يدفعها الفضول نحو الضيف الذي وقف بدوره عند وصولها، انشرحت أساريرها بسرور.
" فيتو!!!... يالها من مفاجأة عظيمة!!..."
" أخبروني في الجمعية بأنك عدت منذ أسابيع... " رد عليها الطبيب الشاب وهو يصافحها بحرارة " كيف حالك فيرنا؟؟!..."
" كما ترى فقد عدت قبل انتهاء البعثة..." القت نظرة حذرة نحو عمها " هل ترغب بشرب شيء!!؟"
" عمك قام بالواجب شكرا لك..." عاد ليمنحها ابتسامة عريضة " في الحقيقة مررت للاطمئنان عليك و أيضا... دعوتك لتناول شيء و الدردشة قليلا... "
فتحت فمها لترد، ليس من عادتها تلقي زيارات رجالية في البيت ولا تلقي الدعوات بصفة عامة، شعرت بالدماء تسرع الى خديها بينما نظرات عمها تنساب عليها بتسلية، يعجبه رؤيتها محرجة:
" هيا فيرنا... أخرجي مع صديقك قليلا سأهتم الليلة بواجبات مارسيلو..."
إنتقلت بنظراتها بين الرجلين، فيتو عضو في الجمعية منذ سنوات و يعالج أسنان المقيمين غير الشرعيين مجانا، تربطها معه صداقة ودية للغاية ، ومنذ عودتها الى هنا و هي تعيش بشكل ميكانيكي و تشعر بأنها ستنفجر، الخروج قليلا سيفيدها بالرغم من انها ليست فتاة مطاعم ولا فتاة حانات، لسيما بإعاقتها تخشى ان تسبب الاحراج لرفيقها.
" سأغير ملابسي..." قالت دون التعمق في التفكير بالأمر، لأنها ان فعلت، فسترفض العرض و تختبئ في غرفتها مثل الفأرة...
" سأنتظرك..." وعدها فيتو برقة دفعت مجددا الدماء الى خديها... إنفعال غبي لفتاة في عمرها.
* * *
اسبانيا
( مدريد)
.
.
.
" أراك مبكرة..."
ابتسمت آيا لخوسيه الذي انضمت اليه على طاولة الافطار في غرفة المعيشة الارجوانية التي يستعملونها في فصل الشتاء عندما يتعذر على الكل أكل الطعام في الحديقة، لم تكن سيسيليا قد وصلت بعد لتناول طعام الفطور.
" شكرا لك" شكرت الخادمة التي صبت لها الشاي في فنجانها قبل أن تجيب خوسيه الذي مازال ينتظر جوابها.
" مبكرة؟ انه وقت استيقاظي الاعتيادي .."
رأته يهز حاجبه الكث:
" أنت أنيقة جدا..."
" أنيقة؟؟.." أجبرت نفسها على الإبتسام وهي تلتقط الخبز المحمص وتضعه فوق صحنها " أرى بأن طاقمي يروقك!!.."
" انه جميل عليك... كذلك التسريحة، الزينة... تبدين سيدة اعمال متأهبة لاجتماع عمل"
توقفت يدها عن دهن خبزها بالزبدة و هزت عينيها اليه، هناك شيء غير مطمئن في هذا الكلام،التقت نظراتها برجل الأعمال القوي والوسيم والرجولي المتفجر سحرا في طاقم عمل رمادي، منذ عودتهم من صقلية و الأمور بينهما ميكانيكية، خوسيه يعيش حداده بطريقته الخاصة، انه يكتم حزنه في أعماقه كما هي عادته ولا يشترك بها مع أحد، كان يقوم مثل المعتاد بدوره كأب مثالي للتوأمين، يقضي فترة من كل يوم معهما، يطعمهما بنفسه و يقضي وقته بقراءة القصص التي لا تظن ان التوأمين يفهمان كلمة منها، الا انها طريقته في التخفيف عنه من وطأة الحزن الذي الم به لفراق صديقه الحميم و شريكه المقرب.
عليها أن تحافظ على هدوئها وتتذكر أن ما بينهما مجرد كوميديا، قريبا سينتهي كل شيء، ما ان يعرف خوسيه حقيقة وجود حبيبة القلب حتى يفقد رشده و يهتز هناء هذا الزواج.
أمامها هذف و عليها السير على خططها كي تنجح...
" أنا زوجة خوسيه مارتينيز... من الطبيعي أن أعكس صورة ايجابية في الجامعة..."
ظهرت ابتسامة بلا معنى على زاوية شفاهه دون ان تتوقف نظراته الذهبية في تفحص وجهها و كأنه ينوي سبر غورها، رغم شعورها بالعصبية الا انها سمرت ابتسامة محايد على وجهها و استمرت بتناول طعامها بكل طبيعية.
" هل انت على تواصل مع دانييلا؟؟"
شعرت بالراحة لابتعاده عن الموضوع لأخر أقل خطرا.
" انها على اطلاع دائم بأحوال التوأمين و تطالب بالصور كل الوقت..."
" لم تخبرك متى ستأتي للزيارة؟؟" سألها باهتمام.
قضمت في خبزها المحمص:
" لم تقل شيئا... لما لا تسألها مباشرة؟؟"
" ثمة أمر يحدث، و صارت تصرفاتها غريبة للغاية... انها تتجاهل اغلب الاوقات التكلم الي فيقتصر تواصلي مع اليساندرو... أظنها غاضبة و لكن لا اعرف ما يثير هذا الغضب..."
" صباح الخير يا أولاد..."
مثل المعتاد، حماتها متألقة و مثقلة بمجوهرات قيمة توارثتها من عائلتها و عائلة زوجها، كانت شفاهها مزمومة، تتطلع الى خوسيه و كأنها قد سمعت كلامه عند وصولها:
" هل ستسافر اليوم بُني؟؟"
" لدي يوم حافل بالاجتماعات في المكتب..." عاد ليحط نظراته الذهبية عليها و يدرسها مجددا " اجلت اسفاري كلها للاسبوع القادم... ستتوافق مع العطل المدرسية و يمكنني اخد زوجتي الجميلة و طفلاي معي مارايك عزيزتي؟؟"
" انها فكرة رائعة" تدخلت سيسيليا مبتسمة " بعد الأحزان الأخيرة تستحقون الترفيه قليلا على أنفسكم... "
حماتها لا تترك لها مجالا للرفض، انها المساندة الاولى لخوسيه و كل قرار يصدر منه يتلقى ترحيب فوري منها، لا الوقت و الا المكان مناسبين لمناقشة العرض، الوقت يمر و عليها الرحيل من هنا.
" تبدو فكرة رائعة ..."
" رائع..." ثم وقف من مكانه و ضرب بخفة على سترته الانيقة ليعّدلها و قطع المسافة القصيرة نحوها ثم انحنى عليها كي يلفها عطره المسكي المألوف ، فحط شفاهه الدافئة على وجنتها " يومك سعيد كوراسون... "
انتظرت حماتها رحيل ابنها كي تعود للموضوع، رغبت بمعرفة كل التفاصيل عن المحادثة التي دارت بينهما.
" دانييلا ناكرة للجميل هذا كل ما في الأمر" قالت سيسيليا ببعض الاشمئزاز بعد ان اخبرتها عن قلق خوسيه ازاء برود هذه الاخيرة " عندما اتت الى هذه القلعة كانت تشبه القط المتشرد، و قد آويناها و اهتممنا بها و بإرثها الى أن كسبت ارباحا لم تكن لتحلم به و تضخمت ثروتها، اليوم و قد أصبحت حبيبة اليساندرو و خطيبته تدير ظهرها للوصي الذي احتواها... "
" دانييلا تحب التوأمين و لم تخفي رغبتها في أن تكون عرّابتهما، خوسيه محق، ثمة أمر غريب يحدث كي تنقلب تصرفاتها بهذه الطريقة"
جعّدت حماتها جبينها:
" و ما قصدك أنت الأخرى؟؟"
" لا شيء حماتي" القت نظرة على ساعة يدها ووقفت من مكانها معتذرة" لن أعود قبل المساء، لدي الكثير لأقوم به اليوم حماتي، اهتمي جيدا بالتوأمين..."
"أصبح اهتمامك بواجباتك قليلا مؤخرا" قذفت سيسيليا في ظهرها " تنشغلين أكثر بدراستك و تهملين بيتك... "
" هذا ليس صحيحا 'دونيا سيسيليا' فأنا أهتم بطفلاي و بزوجي كما يجب و أحاول التوفيق بينهم و بين دراستي... لا تنسي انني طالبة و لدي هذف الحصول على الدكتوراه و زوجي يساندني لاحقق حلمي لدى اجد ملاحظتك في غير محلها "
منحتها ابتسامة سيئة:
" احذري يا صغيرة لأن سعادة خوسيه بين يديك و ان اتعسته فلن اكون رحيمة معك... لا تظنينني غبية، اعرف تماما ما يجري و سأعرف متى علي ايقافك ان تجاوزت حدودك..."
بقيت هذه التهديدات تتردد في رأس آيا بينما تأخد الطائرة اخيرا الى لندن، منذ اسابيع تخطط لموعدها العملي الأول مع جوشوا ديكاتريس، ان مر كل شيء كما خططت له فستوقع عقدا مع الرئيس التنفيذي لأشهر سلسلة فنادق في العالم، ما سيقفز بشركتها الصغيرة خطوة ضخمة.
مع بعض الحظ ستعود الى مدريد في المساء و لن يشعر بها خوسيه... لقد دفعت ثمن رحلة في طائرة خاصة ذهابا و ايابا الى لندن كي تتجاوز اي مشاكل أو عوائق.
انها فرصتها الذهبية لتؤمن النجاح لشركتها، ستعمل اليوم على ان يقتنع جوشوا ديكاتريس بعملها و ان يعقد معها صفقة العمر.

* * *
تاورمينا
(صقلية)
.
.
.

" أدخل"
اتى صوت روكو عميقا من خلف باب مكتبه، دفعت بريانا الباب بكتفها و دخلت محملة بعدة الحلاقة، كما توقعت، بان الاستغراب على وجه زوجها الذي كان غارقا بين كومة اوراقه كما هي عادته مؤخرا، منذ رحيل اليخاندرو، يعمل على ملئ وقت فراغه و قتل نفسه في العمل.
ابن روكو يكبر في رحمها، و للان لم تجد الجرأة لمصارحته، انها أكثر من يعرفه، انه بطل يتلقى الضربات دون أن ينبس بكلمة، لكن كل بطل يحتاج إلى مسعى للبدء.
أخدت على نفسها عهودا، بأن تكون متواجدة و الا تدعه لحزنه الذي يأبى أن يظهره، منذ أن انار حياتها و هي تسعى لأن تكون شخصا متفائلا، انها تؤمن به، وكيف لا وهو الذي تمكن من تشكيلها بطريقة جديدة و أزاح الظلمة من زوايا صدرها؟؟ هو الذي أتى بقبر ابنها الصغير كي يضعه بجانبها تزوره وقتما تشاء..؟ لم يكن لحياتها قيمة كما هي عليها اليوم... و ستفديه بروحها.
" ما هذا؟؟" سألها بينما تضع عدتها فوق المكتب. كان هناك وعاء مياه دافئة، موس حلاقة و أيضا كريم مرطب و مقص:
" ترك لحيتك و شاربك ينموان هي مبادرة عظيمة لصالح صحة الرجال ومكافحة سرطانات الذكور.. كرمك والتزامك يمسني بشكل كبير أيها العراب... لكنني أنوي الاهتمام شخصيا بهذا...وأملك الكثير من الحجج لأقنعك بالحلاقة."
راقبته يترك القلم الذي بين يديه، ملامحه الجميلة تسترخي و يظهر شبح ابتسامة في عينيه القاتمتين:
" لما لا تختصري الموضوع و تخبريني بأنني قبيح باللحية؟؟"
" روكو ايميليانو، أنت ساحر في كل حالاتك..." التقطت قنينة رغوة الحلاقة وضغطت عليها كي تمتلئ راحة يدها بسحابة بيضاء نقية لذيذة الرائحة " المسألة أن جلدي يحترق و اريد تقبيلك بشكل كبير دون الخوف من ان تتورم شفاهي"
انفلثت ضحكة منه، انه أجمل صوت سمعته في كل حياتها، تمكنت من اخراجه من قوقعة الحزن التي عاشها خلال الاسابيع السابقة، شجعتها ردة فعله فتقدمت منه وجلست أمامها على حافة المكتب ثم بدأت بطلي الرغوة بهدوء على فك وجهه الجميل، كانت مشاعرها، خفقات قلبها و أحاسيسها معلقة في كل لمسة يد، عيناه القاتمتين لا تبتعدان عن وجهها، هذه النظرات الشبه مخمورة توقظ عاطفتها بشكل تلقائي، فجأة وجدت صعوبة في التركيز على مقربتها الشديدة من جسده الممتلئ رجولة و فحولة.
انتهت مرحلة طلاء الرغوة في الجزء السفلي لوجهه، مدت يدها نحو علبة المناديل الورقية و بدأت بحماية ياقة قميصه بها، لكن روكو لا يبدو مطلقا مستعدا لترك وجهها و شأنه، مازال يتفحصها بنفس الاصرار الذي نجح في النهاية بدفع الدماء الى وجنتيها:
" لما تنظر الي هكذا؟؟"
" و كيف أنظر اليك؟؟" سألها ببطئ.
التقطت موس الحلاقة بين أصابعها و قربتها من وجنته، ثم توقفت على بعد سنتمترات صغيرة منه، فنظرت اليه لتغرق في يم نظراته القاتمة، الحرارة فيهما أغرقتها الى الأعماق...
" هكذا..." وشوشت اليه" عندما... تتطلع الي هكذا روكو... اشعر بنفسي مميزة و فريدة من نوعي..."
" غريب..." مد يده ليلمس شعرها و يفك خصلاتها السوداء المعقودة خلف رقبتها " هذا بالضبط احساسي بريانا... وكل الوقت"
شعرت بنفسها تذوب تحت هذه الكلمات اللطيفة، كانت متأثرة لدرجة ان اصابعها بدأت بالاهتزاز من شدة انفعالاتها، التقطت انفاسا عميقة و وضع يدها بين خصلات شعره كي تجبره على طأطأة رأسه الى اليمين، فعل تماما ما تريده و منحها فكه، استغلت وضعية اصابعها لتتحسس نعومة الخصلات تحت بشرتها، كانت ناعمة مثل الحرير، وضعت الشفرة الحادة على وجنته الخشنة و شقت طريقها ببطئ و احترافية نحو الأسفل، راقبته يغمض عينيه، ترتطم ظلال رموشه على وجنتيه و تسترخي كليا عضلات وجهه... انه يثق بما تفعله... انه يثق بها، ملأها بالسرور و الفخر.
توقفت عند خطوط دقنه و التقطت منشفة بيضاء لتمسح فيها الرغوة المستعملة قبل ان تكرر نفس العملية الى ان تخلصت من الشعيرات السوداء التي غطت فكيه منذ ايام.
كانت لحظات حميمية مشبعة بالسكون، ورغم استرخائه، و على الرغم من المظاهر، يبدو مشتتا و تعرف بأن دماغه يعمل بلا توقف.
عندما وضعت الشفرة الحادة على شاربه فتح عينيه و كأنه يهرب من الخيالات خلف الجفون، حاولت التركيز أكثر على عملها بدل الاعجاب بالخطوط الحسية لشفاهه التي تناديها بشدة و تجذبها مثل المغناطيس، عندما عادت لتمسح الرغوة في المنشفة سمعته يقول:
" أنت ناعمة..."
ابتسمت و التقطت منشفة نظيفة بللتها قليلا لتزيل بقية الرغوة على اطراف فكه و وجهه.
" انتهى العمل ايها الوسيم..." التقطت مرآة لتضعها امام وجهه " ما رأيك؟؟"
" اظن ان حلاقي اتى على فقدان وظيفته" اجاب وهو يتفحص نفسه عن قرب قبل ان يبعد المرآة و يحيط خصرها بذراعيه، في لحظة كانت تجلس على ركبتيه:
" الان يمكنك تقبيلي ما تشائين 'كارا' "
بسبب اللحظات المشحونة بالعاطفة المحرقة، لم تصبر على انتظار أكثر، أخدت بوجهه بين يديها و وضعت شفاهه عليه بنهم.
الأمور لا تزال غريبة نعم، لكنها اقل وجعا من الاسابيع القليلة الماضية. انهما يحاولان الصمود خلال هذا التغيير المروع في حياتهما. لقد كان الوضع صعبًا ، لكنه يصبح محتمل مع الوقت.
أمضت الدقائق الاحقة في ضباب عارم و نسيت تماما العالم المحيط بهما، كانت متأثرة بهذا التواصل الحميمي لدرجة أنها لم تشأ الابتعاد عندما قرر هو ذلك، تطلع الى عينيها بطريقة احرقتها حتى الاعماق و تذكرت فجأة الطفل الذي يكبر في رحمها و لم تخبره به، بللت شفاهها بطرف لسانها:
" هناك ما يجب أن أخبرك به..."
" أراك عصبية..." وشوش لها برقة وهو يمسح مجددا على شعرها و يبعده عن وجهها" ما الأمر كارا؟"
في البداية، عندما قرر روكو كسر حصونها، اعتقدت انها مضيعة للوقت، حقدها على الرجال أعمى بصيرتها آنذاك، عكسها... روكو كان يؤمن بهما منذ البداية، آمن بعلاقتها حتى قبل أن تتفتح رؤيتها و يزيح الضباب من عقلها و قلبها، كان مؤمن بأنهما يسيران في الطريق الصحيح و لم يفقد ايمانه مع الوقت... هذا الحمل سيزيد من قوة وثاقهما.
" أنا..."
ضربات خفيفة على باب المكتب جعلتها تبلع بقية الكلمات، نسيت بأنهما في مكتبه، بأن زوجها يتلقى باستمرار الزيارات، الطارق لم ينتظر الرد و ما هي الا لحظات حتى كان الوسيم سانتياغو وسط الغرفة، لا يبدو أبدا أن وجودها فوق زوجها بهده الطريقة يحرجه.
" ما الأمر سانتياغو؟؟"
" أورسو طورينزي هنا... "
هز روكو حاجبيه، هجرت ركبتيه و عدلت فستانها قبل أن تبدأ بجمع الاغراض التي استعملتها قبل قليل.
" يريد رؤيتي؟؟"
" بل لرؤية صوفي..."
" جيد... سبق و أعطيت أوامري و كنت واضحا بهذا الشأن... يمكنهما رؤية بعضهما متى راقهما ذلك "
نظرت الى سانتياغو من خلال رموشها، كان ما يزال واقفا في مكانه و لم يتزحزح،أثقل التوتر الجو فجأة في المكتب الى أن صار مزعجا.
" لا يعجبني ذلك الرجل..."
" لكنه يعجبها هي سانتياغو... عد الى واجباتك و انسى أمره..."
الكلمات بقيت بينهم و أثقلت الجو أكثر لدرجة أنه اصبح بوزن أطنان من الحديد. فتح فمه للرد ، ولكن لم يخرج شيء. شعرت بريانا فجأة بان الرجلين يتواجهان و كأنهما ثورين على الحلبة، مالذي يحدث هنا بحق السماء؟؟؟ لما يبدو سانتياغو على أهبة الانفجار.؟؟ و بينما تشد انفاسها مترقبة ما سيعقب، تراجع هذا الأخير و دون ان يأخد الاذن بالرحيل اختفى من المكتب.
" هل يمكنني الحصول على فنجان 'اكسبريسو' كارا؟؟ أملك أطنان من الأوراق التي يجدر بي مراجعتها قبل اجتماع الغد "
هزت رأسها بالايجاب:
" بالتأكيد... سأعود من فوري"
لكن حتى وهي تضع الصينية الفضية مع فنجان القهوة و البسكوت المفضل له، و تراه منهمكا بالجداول و الأرقام، لم تجرؤ بفتح موضوع الحمل وهو لم يعد ليتطرق لما كانت تريد قوله له قبل ان يقاطعهما مساعده... لا خيار لها.. عليها انتظار الوقت المناسب لذلك.
* * *
آثينا.
( اليونان)
.
.
.

يجهل مارك انطونيو ان كان سبب الصمت الثاقب في قاعة الاجتماع هو الاصرار المرتسم على وجه ديامانتي أم أن جمالها الأسطوري نجح بحبس الانفاس في الصدور، كان ليجد الموقف كوميديا في ظروف أخرى، الا أن الوضع برمته مثير للقلق و ليس للضحك، و قريبته... ديامانتي ليونيداس تترأس اليوم مجلس الادارة للمرة الأولى منذ اختفاء نيوس، و كانت متألقة و مختلفة لدرجة انه هو نفسه غير قادر على استوعاب التغيير.
وهو مثل اعضاء المجلس، مأخوذ بهذه المرأة التي اقسمت له قبل اسابيع في تركيا بأنها لن تضعف مجددا امام راموس و بأنها ستأخد زمام الامور بيدها، وهذا ما هي بصدد فعله، انها تلعب بسحرها، تلعب بكلماتها، و عندما ينوي احد الاعتراض تمنحه تلك الابتسامة التي تجعله يتراجع فورا عن هجومه، انه امام امرأة قررت اللعب بسحرها و بذكائها للوصول الى مبتغاها، حتى هندامها تغير، كانت رائعة وسط طاقم ابيض، ترتدي حداء عالي الكعبين و خصلات شعرها الشديدة الشقرة مصففة بكل اناقة على شكل كعكة فوق رأسها، هذا الهندام الصارم و الانيق في الوقت نفسه لا شيء امام احمر الشفاه الفاقع الذي وضعته على شفاهها الممتلئة و الرائعة، و يقسم ان كل الاعين مركزة عليها منذ دخولها قاعة الاجتماع... لقد قررت لعب اللعبة وهو يتسلى بالعرض.
انها اليوم أمام مهمة اقناع الأعضاء بمقدرتها على أخد مكان نيوس، الشيء الذي يجده في غاية الصعوبة لسيما و أن صديقه كان مدير تنفيذي أستثنائي، بالنسبة لامرأة لم تدخل يوما عالم الأعمال سيكون صعبا اقناع أعضاء مسؤولين بالتحقق من التوجهات الاستراتيجية الرئيسية للشركة و حماية للقرارات التي يتخذها المساهمون.
" خلال غياب زوجي، رأيت بأنكم يد واحدة و بأن هذا الغياب لم يؤثر على تقدم الاعمال ولا كسب الارباح..." سمعها تقول بنغمة موسيقية " و الهدف اليوم هو الاستمرار في تطوير أنشطة جديدة و غزو الاسواق الى آخرها... كان نيوس يتقاسم معي أسراره التي جعلت منه رجل أعمال لامع و أعرف جيدا استراجيته، لا أتعهد بأن أكون مثله الا انني سأعمل ما بإستطاعتي للازدهار، وأتمنى أن تثقوا بي كفاية للتصويت لصالحي ... "
جس مارك انطونيو النبض و جال بنظراته على أعضاء المجلس بمن فيهم راموس بالتأكيد، رغم رميه خارجا الا انه استغل غياب نيوس ليقنع المجلس بضرورة وجوده، انه يعرف كيفية الضغط على الجميع و يرغب بكل قوة سلب ديامانتي القيادة من تحت يدها الا ان هذه الاخيرة لا تنوي الاستسلام:
" القرارات المصيرية للشركة هي مسؤولية ديامانتي و ليست وصفة مطبخية"
التفتت نحو راموس و اجابته فورا:
" أذكر ان نيوس رماك خارج هذا المجلس راموس، انت عضو مستقل و ما يمنحك كرسيا هنا هو صلة قرابتك بزوجي الذي يملك نسبة الستين في مئة فيما يملك ابني حصة أكبر بكثير مما يمكنك ان تحلم به يوما... ان اتيت اليوم لكسب ثقة أعضاء المجلس و الجهاز الاداري و اللجان فلأنني أهدف الى الشفافية لصالح الشركة، ارفض قطعا ان يكون ادنى شقاق في العلاقة التي ربطت زوجي بعناصر هذا المركب الذي طالما شق طريقه بنجاح في البحر المتقلب للسوق... تظن أنه كوني امرأة سيسهل عليك افتراسي راموس؟؟ الاعمال لا تقتصر فقط عن الرجال و سأثبت نظريتي قريبا، و ان وجدت اللجان بأنني غير لائقة لقيادة المركب فسأنسحب من الادارة و اتركها لمدراء تنفيذين آخرين... الى ذلك الحين، أريدك أن تكلمني بإحترام و الا تنتقص مني، ابني 'آريوس سبيروس ليونيداس' و ابنتي ليم سولينا ليونيداس هما وريثي هذه الامبراطورية الشاسعة و بما انهما تحت السن القانونية أكون صاحبة القرارات الوحيدة و القانونية... " كان الصمت ثقيلا لدرجة انه يمكنه قطعه بسكين، نظرت ديامانتي لأعضاء المجلس مستعملة مجددا نعومتها، كانت تبحث لتحصد تعاطفهم فقالت " تعرضت للهجوم من قبل راموس ما ان انتشر خبر اختفاء زوجي، لقد رفع ضدي دعوة حضانة أولادي لسلبي حقي فيهما و قد رفضت المحكمة طلبه... "
تعالت التاوهات و أيضا الاستنكارات، راقب وجه راموس يحمر من الغضب، كان يريد استصغارها أمام الجميع و يبدو ان الوضع انقلب ضده:" طالما حفزه طموح السيادة لدرجة ان السيد راموس طالب زوجي باختبار الحمض النووي كي يثبت أبوته لأولادي، نعم هذه مسائل خاصة و حميمية، الا انني قررت تشاركها معكم لأنني أثق بحكمكم و كي أبرهن لكم بأن ما يحفز قريب زوجي هو السلطة و ليس المصلحة العامة..."
ابتسم مارك، رباه، لم يكن قادرا على منع نفسه من الابتسام و لما لا التصفيق بحرارة لها؟.
" هذا الكلام بلا اثبات... " قال راموس.
" حقا؟؟" سألته ديامانتي " يمكن لكل فرد من المجلس التأكد من مارك انطونيو ريتشي الذي تكفل والده بردع خططك الرعناء بسرقة أولادي... خلاصة الأمر... بما انني زوجة نيوس ليونيداس و السلطة بيدي كوني والدة وريثيه آمرك بإحترام موقعي و شرعيتي، و ان استمريت بإشعال نار الفتنة لتصل الى مآربك فعليك ان تعرف بأنني لست متساهلة مثل زوجي و سأتخذ الاجراءات الازمة كي اضع لك حدا نهائيا و لن اتردد برميك خارج مجلس الادارة ..."
ديامانتي نجحت بقلب الطاولة على عدوها رقم واحد، ليست بحاجة لأن ينجدها أحد و يبدو أنها تعرف جيدا ما تفعل، تدخل مارك أنطونيو:
" بما أن الأمور واضحة و بما أنني شريك مهم في أعمال نيوس ليونيداس اقترح ان يتم التصويت ألان، في النهاية لا وقت لنا بتأجيل الموضوع..." هز يده أمام نظرات الجميع " أنا موافق ..."
بعد قليل بدأ الجميع برفع ايدهم الى أن انتهى بالكل بالموافقة مما اضطر راموس لإخلاء المكان دون ان يمنح غريمته نظرة ممتلئة بالكراهية و الضغينة.
" شكرا لكم ايها السادة..." قالت ديامانتي مبتسمة " أتعهد بأن أكون في المستوى المطلوب... فليمضي كل الى التزاماته... أمامنا طريق ممتلئ بالتحديات لحين عودة القائد ..."
* * *
تاورمينا
( صقلية)
.
.
.
" أنت لا تردّين على مكالماتي..."
توقفت عن الرد منذ رحيل اليخاندرو، كانت من الحزن بحيث أنها غرقت في دروسها الصعبة، الطب لن يسمح لها بإقامة علاقات غرامية، امامها سنوات من العمل الجدي.
ثم ان استسلام روكو لرغبة والدهما بشأن أورسو أفقد اللعبة متعتها، هذا الرجل لا يهمها حقا، قد يكون وسيم و حيوي و ذكي الا انه هنا ليكون جزءا من حياة يانيس ايميليانو الذي يتسابق الكل لربط اسمه به.
الجو مشمس وصحو اليوم و مناسب للجلوس في الحديقة، الكل يترك لها و لاورسو الحميمية الازمة، و كأنهما خطيبين حقيقين في احد لقاءاتهما الاعتيادية.
" كنت أمر بظروف صعبة..." قالت صوفي وهي تتابع بنظراتها رحلة سرب من الطيور في السماء الزرقاء الصافية:" أتيت على فقدان شخص عزيز"
هذه الكلمة أحيت شجنها بشدة، اليخاندرو رحل الى الأبد... يالها من خسارة فادحة، تشعر في كل مرة تتذكره بأنها تحترق من الداخل، بأن أحشائها تتمزق بشدة.
"نعم... اليخاندرو مندوزا صديق أخيك..."
حطت عليه نظراتها الزرقاء دون أن ترمش:
" لم يكن فحسب صديق أخي... بل فردا من الإيميليانو..."
" أتفهم حزنك... انها خسارة حقيقية الا أنني هنا صوفي، يمكنك الاعتماد علي... ارفض تركك تنغرسين في حزنك"
" دراستي لا تسمح لي بالانغماس في الاحزان أورسو..." ردت تلقائيا.
" دراسات طويلة و صعبة" قال بنعومة، لا يبدو ان برودها يدفعه للتراجع " لم يسبق لي أن سألتك لما اخترت دراسة الطب ؟"
" تم رسمها لي تماما كما الحال مع خطوبتنا المزعومة ... "
تلقى اروسو هذه اللدغة بشجاعة، ابتسم و ظهرت اسنان البيضاء الجميلة.
" آباءنا يخططون جيدا لمصالحنا و يكون رأيهم صائبا على الدوام و يصب في مصالحنا عزيزتي... الطب دراسات طويلة لكنني اعتزم مساعدتك الى ان تصبحي طبيبة و تحققي رغبة والدك...زواجنا لن يمنعك من التقدم"
الزواج نعم... أورسو لا يستسلم.
" الطب لا يشغفني بقدر ما يشغفني الفلك... في صغري، كنت أحلم بأن أصبح باحثة في علم الفلك و أخي روكو... شجعني على هذا..." توقفت و شعرت بأن قلبها يخفق بشدة، أتت على اكتشاف أنها و روكو يتقاسمان نفس الشغف، لكن رؤيته للموضوع تغيرت ما ان كبرت، أصبح مهووسا بفكرة رؤيتها طبيبة ناجحة و جراحة ماهرة، انها تكره تشريح الجثث، تكره حفظ المفردات المعقدة .
{ هل فات الأوان لتغيري رأيك و تدرسي ما تريدينه حقا؟؟}
هذا السؤال القادم من أعماقها فاجأها، لا هي لم تفكر يوما في التمرد حقا و تغير توجهاتها، أرادها يانيس طبيبة، و روكو ايضا أغرته الفكرة فكان دوما وراء دراستها و حفزها باستمرار على أن تكون الأولى في مجموعتها.
" باحثة فلكية! " رسمت التسلية ملامحه و انارت ابتسامة عيناه " صوفي ايميليانو، انت حقا فتاة مثيرة للاهتمام و مليئة بالمفاجآت... كلميني على هذا الشغف، فلم يكن لي يوما الماما بالموضوع... أرى الشمس كأداة انارة دائمة و القمر كمصباح ينير ليالي العاشقين... ماذا يمكنك أن تعمليه ان درست في هذا المجال الفريد من نوعه؟؟"
"بعض علماء الفلك مختصون في الملاحظات ، والبعض الآخر في النظرية أو النمذجة ، وآخرين في الأجهزة ، لكن هذه المجالات الثلاثة مكملة ويمكن لعلماء الفلك العمل في عدة مجالات..."
" و رغم هدا العشق و الدراية التامة بالموضوع تقومين بدراسة الطب في جامعة خاصة لا يدخلها سوى المتفوقين" دفع يده نحو يدها و أمسك بها" ما رأيك ان نتمم كلامنا حول طاولة عشاء و ان نستغل الليل لتشرحي لي مواقع النجوم؟"
" هل هي دعوة للعشاء؟؟"
" انها دعوة العشاء عزيزتي... لا أنكر بأنني قلقت بشدة على هذا الصمت الذي واجهتني به مؤخرا، ظننت بأنني لم أعد مهما بالنسبة اليك و بأن فضولك يتراجع نحوي"
ظهر سانتياغو فجأة في مجالها البصري قبل أن تراه يقصدهما، أورسو، لم ينتبه للدخيل الى أن اخفت هيئته الضخمة عنه الشمس، رأت نظراته الخضراء تحط أولا على يديهما ثم على وجه الزائر.
" سيارتك... تعيق حركة السير..."
قطب أورسو جبينه و أخرج فجأة مفاتيح سيارته ليعطيها اليه :
" خذ... أركنها بشكل أفضل..."
سقط الصمت على هذا الأمر الجاف، انتفخ خد سانتياغو عندما ضغط على فكه، بدى مثل قنينة غاز على أهبة الانفجار في وجهه:
" أورسو طورينزي انا لست موظف لديك، لهذا ستأخد مؤخرتك اللعينة الى سيارتك و تركنها كما يجب"
" كيف تجرؤ بالكلام معي بهذه الطريقة؟؟" قال أورسو وو يقف من مكانه.
" أكلمك تماما كما يروقني ..." كان سانتياغو مهيمنا لدرجة ان صوفي اضطرت للوقوف بدورها وهي تخشى من أي هجوم على ضيفها " و ألان تحرك من هنا و ابعد خردتك عن طريقي..."
لا يبدو ان أورسو يفهم سبب الهجوم و هي بدورها تجهل ما يجعل سانتياغو بهذا العنف، بعد أن القى عليه نظرة غضب أخيرة ابتعد أورسو نحو المرآب المكشوف، فيما استمر سانتياغو بملاحقته بنظراته العدائية بطريقة شرسة، و كانه حيوان هائج يأسف لعدم تمكنه من تمزيق فريسته، وقبل أن تتدخل حط هذه النظرات الخضراء المشتعلة عليها، كانت قوية لدرجة انها تراجعت الى الخلف من هذا الهجوم الغير مبرر:
" إن سمحت مرة أخرى لأحد بأن يمسك بيدك صوفي فسأقطعها له هل أنا واضح؟؟ و الان اذهبي الى غرفتك، انتهى موعدك الغرامي مع زير النساء ذاك"
ماذا؟؟... كانت مصدومة لدرجة انها لم تستطع التعقيب على كمية العنف و الشر في هذه الكلمات، هي التي لا تفلت مناسبة لتترك العنان للسانها لا تجد ما يمكنها الرد على هذا.
لم يكن يمزح ولا يبدو أنه يتسلى، كان جدي للغاية و ينتظر فقط أن تفتح فمها كي يقوم باخدها بنفسه الى غرفتها.
عادة سانتياغو لا يفقد رباطة جأشه و تجهل سبب هذه التصرفات، ان كان روكو يوافق على لقاءاتها بأورسو فلما يعترض هو بحق السماء؟:
" أنت تبالغ...انها مجرد لمسة يد بحق الجحيم!! "
" تعالي لرسم حدودي لاحقا اما اللحظة اريدك فحسب ان تعودي الى غرفتك كي نتخلص من هذا الزائر اللحوح ...اذهبي "
هزت عينيها الى السماء قبل أن تقرر الاحتفاظ لنفسها بالكلمات التي تهدد بالانفجار، عموما فقد كانت تنوي انهاء اللقاء قبل تدخله.
" حسنا.. حسنا اهدأ و توقف عن النباح مثل الكلاب المسعورة سوف أعود لغرفتي ليس لأنك تتصرف مثل حيوان هائج بل لأنني مشغولة بمراجعة ما فاتني من دروس ... ليمنحني الله الصبر الى أن أتخلص من كليكما سانتياغو... فأنت و أخي متشابهان و كلاكما مثير للشفقة"
* * *
مقر مؤسسات ديكاتريس
( لندن)
.
.
.
" نحن نلتقي أخيرا..."
خلافا لكل الصور التي رأتها لجوشوا ديكاتريس عبر النت، فهذا الأخير كان ذو مقام و هبة، كان اوسم بكثير من الصور و ايضا أكثر تهويلا.
كان يتناسب مع مكاتبه المطلة على قلب لندن النابض، كل شيء راقي و فاخر، من السجاجيد الى الكنبات ثم مجموعة اللوحات التجريدية على الجدران البيضاء، تشعر بأنها تدخل مجلة ديكور فاخرة، و بالتأكيد، جوشوا ديكاتريس عارض أزياء مشع وسط بدلة رجل الأعمال التي تزيده سلطة و جاذبية... وكان يملك نظرات شقيقته.
" أخبرتني أختي فلورانس الكثير عنك..." قال لها وهو يصافحها و يدعوها للجلوس على الكنبة و يجلس قبالتها... رغم عنها، اعترفت بأنه من نوع الشباب الناجحين الذين تميل كثيرا لصحبتهم... ما قرأته عنه يسيل اللعاب.
قبل ان يصبح على اعمال والده يعتبر جوشوا ديكاتريس عبقري الرياضيات و الكومبيوتر، انه مخترع العاب الكترونية جعلته ثريا في عمر صغيرة، و لم يتوقف عند هذا الحد، بل جعل هوليوود تتبنى احد اختراعاته ايضا و اصبح طفلها المدلل.
كم تعشق هذا النوع من الرجال الدي لا يوقف سيلهم حجر ولا شجر.
" فلورانس أخبرتني الكثير عنك أيضا سيد ديكاتريس..."
" قبل أن أكون ديكاتريس كنت فرنانديز لهذا ناديني جوشوا..."
أمامها ساعة بالضبط كي تقنع مانغا الأعمال بمشروعها و تلتحق بالطائرة قبل أن يحل المساء في مدريد و تجد نفسها في مصيبة عظيمة ان اكتشف خوسيه سرها.
" سيكون هذا من دواعي سروري..." قالت بلطف و هي تضع حقيبتها على الطاولة و تخرج كل ما له علاقة بعملها" أعرف بأن وقتك ضيق و اعدك أن أكون مُختصرة"
" بالعكس... أكره الاختصار لسيما عندما اكون على أهبة عقد صفقة لهذا اريدك أن تاخدي كل وقتك آيا... ان توفقتي، فسنعقد اتفاقنا في الساعات القادمة"
حان وقت سحب الفريسة الى الطعم، ارتدت فورا رداء سيدة الاعمال و تفوقت في كسب احترام ذكاء الرجل أمامها.
عندما يتعلق الأمر بالمناورات فهي تتفوق دائما و لا شيء يوقفها أمام طموحها، ربما ارتكبت بضع اخطاء مبتدئين ففي النهاية، هذه صفقتها التجارية الأولى مع شركة بحجم شركة الديكاتريس، انها تعيش حلم مستحيل.
" يعجبني التفرد و التميز..." سمعت الشاب يقول" و على ما يبدو، انت ممتلئة بالمفاجآت... كم عمرك؟؟"
شعرت ببعض التوتر لهذا السؤال، هل هو من النوع الذي سيُقيسُها بالعمر؟؟ بسنوات التجارب؟؟ هذا قد يُفسد كل ما أتت من أجله و تكبدت مشقة التخطيط اليه مند أسابيع.
" أنا أكبر بكثير من عمري.."
ابتسم و ظهرت ابتسامته الرائعة كي تنير المكتب و حتى الجو الماطر للندن.
" هذا بالضبط ما أراه... أنت تسبقين سنوات عمرك 'آيا مارتينيز' و أظن أن زوجك يشاطرني الرأي..."
هل أخبرت فلورانس أخيها بأن خوسيه يجهل كل شيء عن نشاطاتها؟؟ بلعت ريقها و عادت الى المهمة التي أتت من اجلها الى العاصمة الانجليزية.
" تم زراعة هذا الفن من جيل الى جيل و منذ الحضارة العثمانية القديمة، عدنا للتركيز على نفس طريقة التصنيع القديمة و تطويرها بإستعمال خبرة نساء قبيلتنا في تركية" جعلته يتحسس الصوف المعروض على الكاتالوج و شرح كل صنف على حدة و لسيما عن الجودة و المصدر و الصباغات الطبيعية المستعملة كي يجعل من المنتوج عضوي مئة بالمئة.
ثم تطرق جوشوا الى الموضوع الحساس، مسالة المزودين و الى ما غيرهم، حاليا تمكنت بريانا من ضمان السلعة لها الا ان هذا لن يستمر ان بدأت بالخروج بكميات كبيرة... لن يتأخر العراب باكتشاف أمرها.
" ان تعاقدنا، فكم سيلزمك من الوقت لتوفير هذه الكمية الضخمة التي نطلبها؟؟ هل تملكين كمية كافية من الموظفين؟؟ فكما ارى، شركتك مبتدئة و بالكاد تغطي حاجياتها"
" لكل شيء بداية و فكرتي استثنائية و متفردة كما قلت سيدي و اضمن لك ان تكون الشحنة جاهزة في موعدها ان عقدنا صفقة..."
ان عقدا الصفقة فستحصل على الأموال كي تتمكن من تسير أمورها، و جوشوا ديكاتريس لا يبدو متسرع للاعجاب ببريق الفكرة، كاد يسلخ جلدها بالكثير من الأسئلة الى أن استنزفها كليا، ان لم تنجح اليوم فعلى الأقل حاولت و فعلت ما بجهدها.
" هل تفضلين الشامبانيا أم النبيذ للاحتفال؟؟"
احتاجت لبضع ثوان كي تفهم مقصده، فرحة عارمة اكتسحتها مثل موجة عاتية، هل نجحت؟؟ رباه... بالكاد تصدق.
" هل سنوقع العقود؟؟" سالته بعدم تصديق.
ضحك ووقف من مكانه كي يتوجه ناحية براد و يخرج قنينة شامبانيا.
" ان لم أغامر فسأخون معتقداتي لأنني أحب كثيرا المجازفة، و ان ترددت فستقوم فلورانس بقتلي لأنها أوصتني بشدة و طلبت مني منحك فرصة و في الحقيقة انا معجب بما سمعت و ما رأيت، لقد اتيت بشيء جديد في السوق و أحب الاستفادة منه لزبنائنا، صحيح انني لست مقتنع بطريقة عملك، فأنت تقيمين في مدريد و تديرين مشاغلك في تركيا و هناك مشاكل المؤونة التي تضمن لك منتوج عضوي مئة بالمئة لأن السوق مضطرب من هذه الناحية، الا انني سأعطيك فرصة آيا مارتينيز... أنت فتاة شجاعة و ذكية جدا و تذكريني بنفسي، لهذا سأعطيك ما اتيت اليوم لأجله، لن يمكنني منحك كل شيء في بداية الاتفاق و سنتفق على جزء من الفنادق و ان برهنتي لي بأنك جديرة فاعدك أن تحصلي على عقود طويلة الأمد..."
انفجر غطاء الزجاجة الفاخرة في صدرها، حصلت المعجزة و نجحت في أول صفقة لها، هذا يعني الكثير و الكثير من العمل الجاد و عليها أن تضمن المؤونة الكافية و الموظفين أيضا كي لا تخيب ظن زبونها فتكون الخاسرة الوحيدة .
قبلت كأس الشامبانيا و شربت نخب الأعمال المشتركة قبل أن يعتذر منها رجل الأعمال:
" لدي اجتماع بعد قليل، يمكن لمساعدتي أن تجهز لك اقامتك الليلة و سأرسل لك العقود ما ان ينهيها المحامين..."
وضعت آيا كأسها الشبه فارغ على الطاولة و بدأت بجمع أغراضها:
" لن يمكنني البقاء سيد.... أه جوشوا، لدي طائرة خلال ساعة كي أعود الى مدريد و يمكنني انتظار العقود الأولية و مناقشة بنودها..."
وصلت الى مرادها نعم، لكن احوال الطقس ساءت للغاية ووجدت نفسها عالقة في المطار بانتظار أمر الاقلاع الذي يرفض المجيء...
هزت رأسها محاولًة كبح موجة متزايدة من الإحباط و القلق، ان لم تعد الليلة الى مدريد فستكون نهاية كل شيء. الغضب من عجزها أحرق حافة وعييها، لن يمكنها الخسارة ألان و قد لامست النصر... لن يقف سوء الاحوال الجوية عائقا بينها و بين أحلامها، عليها ايجاد حل و فورا.
* * *




ملك جاسم likes this.

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-02-21, 11:41 PM   #4892

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قراءة ممتعة.
سوما likes this.

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 12:12 AM   #4893

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع
انا مش مصدقه
صوفى معرفتش تنطق ترد على سانتياغو وديه معجزه 😂😂
سانتياغو الغيره كمان بانت جامد
يا ترى صوفى هتغير من الطب للفلك
موت اليخاندروا اثر على الكل فعلا
ايا 🤦🤦🤦🤦
ربنا يستر
اكيد خوسيه عارف بسفرها
يا ترى هتعمل ايه او معرفتش تسافر
بس مفاجاه الفصل ديام
متألقه انهارده
انا فرحانه جدا بيها
لانى بحبها فعلا
أثبتت أنها وقت الجد قويه فعلا
وبعدين فى جورجينا اللئيمة ناويه على ايه
مش هتبعد عن روبى وسيزار ابدا
يا ترى ممكن أنها تسبب فى اجهاض روبى
لانها مش عايزه أننا تكمل مع ابنها
امتى روكو هيعرف أن سانتياغو هو ماكسويل
مشاهد بريانا وروكو خطيره
اد ايه هما لايقين على بعض
الفصل رائع جيجى
بجد مبدعه ❤️❤️❤️❤️❤️


Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 12:37 AM   #4894

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي

وووواووو و. روعة بس ليه قلبى حاسس أنه الفصل ده مقدمة لمصائب وكوارث كتير جايه قدام
مش واخده عليكى لطيفة وكيوت مع الكلام





قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 12:49 AM   #4895

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

و انا اقرأ الفصل مرعوبه و خايفه اكثر شيء خايفه منه الخذلان
طلع الفصل بيجنن و ماهو مثل ماتوقعت
سانتياغو و الغيرة لاعبه فيه طالع تحفه
معقول روكو مو ملاحظ غيرته الرجال شوي و يذبح غريمه
والدة سيزار بتخوف
ايش ناويه عليه هالمجنونه
حسبي الله عليها خوفت الطفل وجعني قلبي عليه
طماعه مايملأ عينها شيء
فيرنا جبتي أجل الطبيب المسكين
اذا ما اغتاله بينفيه اخر الدنيا سانتو
الاصدقاء كل واحد منهم بيعيش حزنه
روكو ايش ردة فعله لو اكتشف ان سانتياغو عم يضلله ؟
الغريب ان يانيس مااخبره بهذا السر مثل باقي الاسرار
ايش وراء الامير المختفي من اسرار
آيا شو عامله أنتِ
ياويلي ايش راح تعمل و كيف راح ترجع
واضح راح تتواجه مع خوسيه الفصل القادم
و خوسيه صبر عليها كثير
سيسيليا أشك أنها هي من تراقب آيا
و عرفت بمقابلتها كارلوس
مو حابه الألم ل خوسيه كفايه نصف عمره معاناه


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 01:30 AM   #4896

jihane
 
الصورة الرمزية jihane

? العضوٌ??? » 2152
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,661
?  نُقآطِيْ » jihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond reputejihane has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع كما عودتينا رجاء . بالتوفيق و الشفاء

jihane غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 02:01 AM   #4897

بشـــرى

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بشـــرى

? العضوٌ??? » 62740
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,647
?  نُقآطِيْ » بشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond repute
افتراضي

سانتياغو؟؟ ماضيه؟؟ خطته للانتفام لعائلته؟ يانيس؟ الامير المفقود؟

بشـــرى غير متواجد حالياً  
التوقيع




|| أندرياس&فيرجينا || دراكو&فلور || أتمنى لكم السعادة روجي خفي عليهم من شاني
رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 02:11 AM   #4898

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل لذيذ فعلا ملئ بالمطبات كالعاده ..
مازال الاصدقاء في حداد لاول مره اجد داركو مختلف جدا عما تعودناه خسارة اليخاندرو قاسيه عليه جدا متى سيعود لصقليه؟؟...

و العراب لو ماجلد نفسه بهذه الطريقه و مااخذ على عاتقه دم اليخاندرو ماقلنا عنه العراب ❤.. ومثل ماتوقعت اعجبني جدا رحمته بخافيير فهو لن ئوذيه وفاء لاليخاندرو حتى للساقطه نظر لها على انها ضحيه هذا ادراك ممتلئ بالرحمه من قال انك وحش؟؟ .. هنيئا لك هذا الادراك وهنيئا هذه الرحمه ...

وجعني جدا قراره بتحديد النسل شئ مؤلم فعلا بصراحه لو ماحملت بريانا لقلت ان العراب اتخيله بدون اطفال... ارث يانيس واي ارث ... خوفه ان اطفاله يكونون
* بلا قلب ولا وطن * ... كما العراب تماما او كما يظنه الناس .. مؤسف ان الانسان يفكر ان يتجرد من رحمته حتى يحمل هالارث القذر ...

طيب مشهد روكو وبرينا كان لطيييف ممكن مشاهد اكثر ❤ انتظر ردة فعل المسكين لما يعرف انها حامل ..

جورجينا لا تعليق على حقارتها !!! الشله اللي كنا نقول عنهم سفله اول من شجعو سيزار على تبنيه اليخاندرو وروكو تحديدا .. انتي تخطيتي مرحلة السفالة بمراحل .. ووراك مصيبه اكيد .. روبي في خطر ..

خوسييييه ممكن ترحمينه !!


على فكره شخصية اورسو عجبتني جدا بالذات لما نبهها انها على علمها بالفلك لم اختارت الطب.. وصوفي ادراكها انها تشبه روكو شئ جميل لكن ايش الفائده اذا مااثبتي هذا الشئ بالافعال وامامه ... كلمه طيبه لفته لطيفه .. ترى كذا مافي فايده ابدا ...

ثم باركو لي ديامانتي بديت احبها وصارت تعجبني 😂


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 02:31 AM   #4899

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

تعليق اخير على سنتياغو ...
اذن صحيح كان المطلوب رأس سنتياغو من قصة اليخاندرو .. مش مسموح هالشي يمر مرور الكرام .. سنتياغو كان وجوده خطر على روكو وعائلته وعلى الجميع ولذلك تم ابتزازه بكل الطرق؟

اذن الفاتوره كان مفروض سنتياغو اللي يدفعها بعيدا عن محبتي له ...

بعض البعد حب يا سنتياغو ...

كلام سنتياغو عن يانيس لم يعجبني ابدا ابدا لانه ماجرب اذى يانيس وكلنا شفنا ايش ارث يانيس بالضبط على خوسيه والينور و فيرنا وابوها .. وابنه روكو !

الفرق بينك وبين روكو ان يانيس سرق الحياه من روكو بينما انت وهبك الحياه .. الطريقين مختلفان جدا ولا يلتقيان ....


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 03:14 AM   #4900

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

على فكره عندي شبه يقين ان يانيس حب سنتياغو او قدره حتى اكثر من روكو او اليساندرو ... يعني مثل مقدار محبته لسانتو لكن بطريقة مختلفه .. يمكن حب اي شخص سوى روكو وبعده اليساندرو .. مااعرف

معقول كل هذا لان ابو سنتياغو عرفه على اوكتافيا ...

التمييز شي مؤلم ويقهر ..


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.