آخر 10 مشاركات
7 ـ جرح السنين ليليان كيد كنوز أحلام قديمة (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          334 - ليلة مع العدو - بيني جوردان - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : عيناك عنواني - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] نور / للكاتبة مروة جمال ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-21, 11:28 PM   #4971

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع و الثلاثين.


منذ مجيئ والدتها للعيش معهما هي و اليساندرو و الامور تسير افضل مما تمنت، اليونور الجميلة و المتألقة تتعايش مع حياتها الجديدة بكل شجاعة و اسابيع من العلاج أحدثت الفرق، بعض من ذكرياتها بدأت تلوح و تملئ الجميع بالأمل.
لكن هذه الليلة، ثمة تغيير في سلوك والدتها، خلال العشاء كانت تتنقل كثيرا بنظراتها بينها و بين اليساندرو.
" اركما متفاهمين و منسجمين مع بعضكما البعض... أطلب من الله أن يديم عشق احدكما للاخر"
نظرت دانييلا الى خطيبها الذي ابتسم لحماته، اشبكت هذه الأخيرة أصابعها الانيقة تحت دقنها و دون ان تبعد نظراتها عنه قالت:
" كيف أقنعت والدك بترك صقلية و الاستقرار عمليا في نيويورك؟..."
بدى الانزعاج على وجهه لا يبدو أن السؤال يروقه، رأته يلتقط كاس النبيذ و يرتشف القليل منه.
" هجرت صقلية بعد موت والدي.."
ابتسمت هذه الأخيرة:
" سُمح لك بذلك؟؟"
اعاد اليساندرو كأسه مكانه و تثبت والدتها بنظراته الزرقاء:
" سُمح لي؟؟"
" اخر مرة رأيت فيها شقيقك روكو كان في السابعة عشر، حتى في ذلك العمر، كان من السهل رؤية الاصرار في عينيه، كان عديم الرحمة و بارد المشاعر و يحمل صفات العرّاب المستقبلي، افراد عائلة الايميليانو لا يبنون أعشاشهم بعيدا، و والدتك امرأة متمسكة بتقاليد العائلة... من الغريب ألا يعترض احد منهما على قرارك بالابتعاد عن أرض الوطن"
نزل الصمت الثقيل بعد هذا التصريح، تنقلت دانييلا بنظراتها بين خطيبها ووالدتها، لكن ملامح وجه اليساندرو لم تتغير، كان فحسب يحملق لها بهدوء، استطرد فجأة:
" ارى بأنك استعدت ذكرياتك حماتي!!"
ابتسمت ابتسامة لم تصل الى عينيها:
" كل ما يتعلق بوالدك عالق في رأسي اليساندرو... لن يمكنني ان انسى الرجل القذر الذي كان عليه و لا ما فعله بي و بزوجي!!"
هذه المرة والدتها لم تعد تبتسم، العداوة التي ارتسمت في نظراتها بدت واضحة، كان يجب عليها التدخل لانهاء حرب النظرات التي بدأت للتو، قبل ان تفعل شيئا وقف فجأة اليساندرو من مكانه:
" لقد شبعت..." دنى منها و انحنى ليقبل رأسها " سانشغل بعض الوقت مع ملفاتي.."
"حسنا.." تمتمت ببعض الاحراج.
" شهية طيبة حماتي... اعذريني"
هي بدورها فقدت شهيتها، و يبدو ان والدتها انتبهت لهذا، اذ سرعان ما ابعدت عنها طبقها و تنحنحت قليلا قبل ان يلمع الندم في عينيها:
" لقد تطاولت و اجتزت حدودي...من الواضح انه انزعج من كلامي!!"
" أمي..."
قاطعتها بحركة من يدها:
" انه شاب جيد ولا ذنب له بجرائم عائلته فبفضله تم لم شملنا... أخشى أن وجودي في هذا المكان سيجلب لك الشقاء و يهز علاقتكما"
شعرت دانيلا بالخوف من معنى هذا الكلمات:
" امي لا تقولي هذا ارجوك..."
ابتسمت لها ببعض الحزن:
" عموما لن يمكنني البقاء معكما الى الابد، تحسن وضعي الصحي بفضلكم و استعيد ذاكرتي رويدا الا انني ارغب باستقلاليتي"
كان قلبها يدق بعنف لدرجة انها شعرت بأنه سوف يتوقف:
" لا تنوين العودة الى اسبانيا هيه؟؟ "
تنهدت والدتها و بدى عليها التفكير العميق قبل ان تهز نحوها نظراتها الجميلة:
" ارفض خلق المشاكل بينك و بين خطيبك..."
مدت يدها نحوها كي تلتقط يدها و تضغط عليها بنعومة:
" صدر اليساندرو رحب و هو سعيد للغاية بوجودك معنا امي، ارفض ان تبتعدي عني وقد وجدتك اخيرا" امام الاصرار على وجه والدتها تسلل الإحباط إلى عمودها الفقري ، وشدت العقدة التي يسببها التوتر بين كتفيها، كانت بحاجة لتوضيح أمر مهم لها عساها تفهمه " انت و اليساندرو اهم شخصين في حياتي و أريدكما متفاهمين و ارفض ان يقف شبح يانيس بينكما... ربما هو ابنه، الا انه مستقل تماما عنه...لقد تكبد مشقة مساعدتي ووقف في وجه شقيقه و عائلته من أجلي... أنا أحبه أمي... أرجوك... لا تتركي الماضي يغمرك بالكراهية، أريد لو نعيش حياة جديدة و ان ننسى ما حدث"
ابتسمت والدتها و كأنها تسمع دعابة:
" الماضي يا ابنتي العزيزة أسوأ مما يمكنك تخيله و انا غارقة في سواده حتى الاعماق، فلا تطلبي مني ان ادير ظهري لسنوات من المعاناة"
الكلمات ضربتها مثل اللكمات الموجعة و أخذت أنفاسها، عندما قررت البحث عن الحقيقة، عرفت بأن ما اكتشفته هو فقط قمة جبل الثلج الذي يختفي في الأعماق، الفضول يتآكلها لمعرفة الحقيقة، ورغم ذلك، تنتظر كي تحصل أمها على العلاج المناسب لتشفى من ماضيها، وذات يوم استيقظت على فكرة نسيان كل شيء و المضي قدما مع عائلتها الجديدة، لسيما وهي تخطط للزواج من الرجل الذي على ما يبدو ترفض أمها غفران جيناته التي ورثها من والده .
" لا أريد للماضي أن يدمر حياتنا أمي..."
" لكنه يحرقني مثل الحرائق البرية التي تلتهم التلال الجافة في الخريف..." أشبكت أصابعها و تقدمت الى الأمام كان تعبيرها قاتمًا ، وركزت نظراتها نحوها مثل شعاع الليزر." لن أترك حقي ولا حق والدك دون حساب دانييلا...انا مستعدة للرد على اسئلتك يا ابنتي متى شعرت بنفسك مؤهلة لسماع الأجوبة"
ثم وقفت من مقعدها و بدأت بجمع الاطباق المستعملة لتأخدها الى المطبخ. بقيت هي متصلبة مكانها، متجذرة... غير قادرة على الحركة او التنفس او التفكير. غير قادرة على التركيز على أي شيء آخر غير الألم المتفجر بداخلها... قبل أن تجد والدتها، كانت متحمسة و مصرة لاكتشاف الماضي، لكنها غيرت رأيها خلال الأسابيع الماضية، انها تخشى أن يضع ها الماضي هوة سحيقة بينها و بين خطيبها كما حدث سابقا... لهذا لم تطرح الأسئلة، لم تعد تركض وراء أجوبة قد تؤلمها و تحطمها.


* * *

انه الألم الذي يجعلها تفتح عينيها، استقبلتها موجة الصداع النصفي فوضعت يدها على صدغها كي تعصره، وجدت نفسها تنام على مكتبها، و أول ما جاء في رأسها هو حقيقة أن اليخاندرو رحل، ولم تعد رسائله تملئ صندوق وارداتها.
امتلأت عينيها بالدموع ووضعت راحتيها على مقلتيها المتألمين... لقد مرّ شهر و أسبوع منذ أن فقدته و هذا الألم يرفض أن يتركها تعيش بسلام، برأي طبيبها... هي من يرفض تقبل الواقع... ترفض عيش حدادها...بعد كل ليل طويل هناك فجر منير... متى سيطل النهار؟؟ انها تعيش في طريق مظلم طويل ولا منتهي... انها مدمرة و مجمدة داخليا... لقد ماتت مع اليخاندرو وهذه هي الحقيقة.
رنين هاتفها أجبرها على ابعاد يديها عن عينيها، من خلال غيمة الدموع رأت اسم أنجلا ريتشي على الشاشة، انها رقيقة معها و تسأل عنها كل يوم و قد دعتها مرتين لتناول الطعام خارج الحرم الجامعي.
وضعت يدها على صدرها الضيق لتجبر نفسها على التقاط الهواء بالشكل الصحيح و استعادة طبيعية ضربات قلبها، أجابت على المكالمة قبل أن ينتقل بصاحبها الى العلبة الصوتية.
" مساء الخير أنجلا..."
" لم تردي على رسالتي فقررت الاتصال"
مسحت دموعها بحاشية كنزتها معتدرة:
" لم أفتح الرسائل أعتذر..."
" لا عليك عزيزتي... " قالت أنجلا بلطف " السائق ينتظر في الخارج... "
نسيت تماما موعدها الليلة عند الديكاتريس الذين يحتفلون بعيد مولد فرجينيا... سُحقا... غادرت مكتبها الذي نامت عليه الساعات الأخيرة و برطمت أمام انعكاس ملامح وجهها في مرآة الحمام، رباه... تبدو بحالة مروعة، بشرة شاحبة، عيون غائرة، شعر مشعث، زومبي حقيقي لا يمكنها الظهور هكذا أمام الجميع، و كأنها أتت على الخروج من القبر.
" أنجلا... سأعتذر من فرجينيا"
" لن نقبل مطلقا أي أعذار" قاطعتها المرأة " و لن يمكنك الاستمرار في دفن نفسك بيانكا، تعالي... سوف نتسلى قليلا، لا أظن ان اليخاندرو يحب وحدتك... تعالي و اعدك بالا تندمين"
{ لا أظن أن اليخاندرو يحب وحدتك}
الألم قسم جسمها نصفين ووجدت رأسها وسط المرحاض تتقيأ أحشائها، تجهل كم بقيت جالسة على الأرض، رأسها بين يديها و روحها تحترق من العذاب.
ضمت ركبتيها الى صدرها ووضعت دقنها عليهما فيما ضاعت نظراتها في الفراغ، ذات يوم، ظنت بأن حياتها تتخذ أخيرا الطريق الصحيح مازالت تتخيل نصف دزينة من السيناريوهات المروعة المتعلقة بحادثة اليخاندرو، ثم تعود في كل مرة لرسائله الاخيرة لها تحاول ايجاد اي دلالة، أي مفتاح لحل اللغز.
{ الأيام تمر ببطئ بدونك... أريد العودة سريعا كي اخدك مجددا بين ذراعي، أحبك... }
آخر رسائل اليخاندرو، آخر كلمات كتبها لها قبل أن يختفي لعدة أيام و يعود اليها في صندوق... انتهى الحلم و تحول الى كابوس يتعقبها كل ليلة.
كانت تنتظر عودته كي تخبره عما يؤرق لياليها، اللقاءات السرية مع دافيد، القبل المخطوفة، مات وهو يعتقدها طاهرة بينما لم تقاوم نفسها بخيانته بكل سهولة مع حبيبها الأول... كيف ستتمكن من التطلع الى وجهها في المرآة دون أن تمقته الف مرة.
غضبها من نفسها جعلها تحط الملامة على والدها و تعاقبه، على الأقل هو احب اليخاندرو بصدق، لم يكن ثمة خيانة أو خداع بينهما، ارادت تسميم كيانه لأن كيانها تسمم، كانت تموت غيرة من ضميره المرتاح بينما ضميرها يعذبها كل يوم.
وضعت الملامة على والدها لأنها جبانة و ترفض مواجهة مسؤولياتها... شيء غريب حدث كلف اليخاندرو حياته نعم، الا ان قطعها العلاقة مع داركو مثير للسخرية، عدم الرد نهائيا على رسائله أحسها في البداية بالاكتفاء الا ان ردة فعلها بدأت تثقل على كتفيها و تتعسها... الكل يتألم بسبب موته و ليست هي الوحيدة، و ربما هذا ما يجعل أنجلا تُصر على تواجدها اليلة في ستار هاوس، سيكون والدها هناك مع زوجته، وهي... تفتقد بشدة لنيكولاي.
وقفت أخيرا من الأرض و لملمت الاشلاء التي أصبح عليها جسدها، جرت نفسها نحو كابين الدوش في محاولة يائسة لغسل بقايا الدخان التي خلفتها النار التي نهشت كيانها.
* * *
توقف خوسيه بسيارته أمام منزل 'آيا' وبقي في مكانه يتطلع الى الارجاء العتمة و البيت المنار بنور ذهبي هادء، منذ زمن لم تقده رجلاه الى هذا المكان، الا ان زوجته اختفت كل النهار و أغلقت هاتفها و عندما التحفت مدريد بردائها الاسود قررت ارسال رسالة صغيرة له كي يلتقيها في بيتها هذا.
أغلق محرك سيارته البورش و أبقى لوهلة عينيه على المبنى الجميل الذي حولته زوجته الى قلعة أطفال حقيقية،آيا الممتلئة بالمفاجآت... لامست ابتسامة متهكمة شفاهه قبل أن يقرر النزول من سيارته و التوجه الى البيت.
كان الباب الخارجي غير موصد،السلالم التي تقود الى الطابق الأولي مغطاة بسجاد كريمي، هذا السجاد لم يكن هنا في آخر مرة زار فيها هذا المكان مع زوجته و ابنيهما، مد يده الى الباب الداخلي الذي فتح بسهولة و استقبلته منظرا بعيدا كليا عما تخيل، افترشت الأرض بتلات الورود الحمراء، شموع تنير الزوايا و طاولة عشاء جاهزة بأواني فضية و شمعدان و باقات ورود.
قطّب خوسيه فيما يبحث بنظراته عن زوجته التي ظهرت فجأة كي تجعل أنفاسه تُحبس في صدره، كانت ترتدي فستان سهرة قصير باللون الذهبي، و حذاء عالي الكعبين، خصلات شعرها مصففة ببهاء تحيط كتفيها و كأنها طيات لا منتهية من الحرير الخام، قنينة شامبانيا بين يديها و ابتسامة شاسعة على وجهها الجميل و الفثي:
" مرحبا حبيبي... أتيت في الوقت المناسب... أنا أتضور جوعا"
هز رأسه و كأنه يرغب بشدة بالخروج من هذا الهذيان الناعم الذي دخله، وعاد ليحدق بكل ما يحيط به، الجو مهيئ جيدا لإمضاء سهرة ناعمة و رومانسية- إذا كنا نؤمن بهذا النوع من الهراء بالطبع- .القيام بهذه المثابرة الرومانسية الغير صادقة والفارغة... كيف تجرؤ.؟؟
" ما كل هذا؟؟" سألها وهو يشير بيده الى المكان.
" أعجبتك المفاجأة...؟؟" سالته وهي تضع الشامبانيا في سطل الثلج و تقترب منه بابتسامة شاسعة على وجهه.
" ظننت ان ثمة مصيبة وراء اختفائك نهارا و ليس... هذا.."
قطعت المسافة بينهما و أحاطت عنقه بذراعيها و حكت صدرها الجميل به كي توقظ غرائزه أكثر، قد يغضب منها ما شاء الا انه سيذوب رغبة بها حتى آخر ايام حياته.
" منذ عودتنا من قبرص لم نحضى بوقت حميمي بعيدا عن القلعة..." قبلته بنهم ثم أخدت يده لتقوده نحو طاولة الطعام:" فلنأكل ... انا أتضور جوعا"
كادت آيا أن تبكي من الارتياح بينما ترى زوجها وقد جلس على مقعده دون طرح المزيد من الاسئلة.انها ترتجف، تحاول التحكم في جسدها و تصادم أفكارها، تطلعت الى خوسيه الذي لم يكن يفارقها بنظراته الذهبية، الانوار الحالمة تنعكس على وسامته و تجعله مشعا أكثر من اي وقت مضى، و اليوم... كان أطول يوم في حياتها.
بينما جو لندن السيء يهدد بتدمير كل ما بنته حتى ألان، خططت آيا ليكون اختفائها شرعي، بينما الطيار ينتظر الامر للاقلاع اتصلت بمطعم مدريدي معروف كي يجهز لها افضل الاطباق لدى خوسيه، ثم اعطت عنوانها لممول حفلات خاصة كي يجهز موظفيه المكان لعشاء خاصة، اقتنت فستان سهرتها في محل من محلات المطار و ارتدته في الطائرة التي تلقت امرا بالاقلاع بعد اربع ساعات من الانتظار، ما ان حطت هذه الاخيرة في مطار مدريد حتى كانت بكامل زينتها و كامل اناقتها، استعادت سيارتها من مرآب المطار وقادت بسرعة الى بيتها ،ثم ارسلت رسالة الى خوسيه تطلب منه الالتحاق بها، كانت سعيدة بالعمل الذي قام به الموظفين، كل شيء في مكانه و الاكل وصل بعد وصولها بعشرين دقيقة، تملك الان عذرا لاختفائها طيلة النهار و ايضا لعدم عودتها الى القلعة... أمضت يومها بترتيب هذه السهرة التي تفاجئ زوجها بها... فهل يشك فيها..؟؟ لما يحملق اليها بهذه الطريقة التي لا تريحها؟؟ هل يعرف بأنها كذبت عليه و ان كل هذا السيناريو الحالم بفضل الثروة التي دفعتها من حسابها الخاص..؟
" يعجبك الأكل؟؟" سألته ببعض الانزعاج عندما طال الصمت.
" يعجبني فستانك..." رد بعض صمت طويل، لم يكن قد لامس حقا صحنه " انت مثيرة للغاية"
ابتسمت له وملأت كأسه بالشمبانيا المفضلة اليه، الا انه لا يبدو مستعدا لازالة نظراته عليها.
" مازالت بطاقة الاسعار عليه"
تجمدت على هذه الملاحظة و مدت يدها الى رقبتها كي تكتشف بأنه على حق، انتزعتها بسرعة كي تدسها تحت صحنها و ضحكت.
" نسيت أمرها"
لكنه لم يبتسم، ارتشف من كأسه، ضوء الشموع الذهبية ينعكس على نظراته الذهبية، قطعت اللحم في صحنها ووضعته بين شفاهها، رغم ذوبانه في فمها الا انها لم تتذوقه كما يجب، كان له طعم التراب...سُحقا... انها متوترة و سيُكشف أمرها ان بقيت على هذا النحو.
" انت لا تأكل خوسيه..."
" أكلت الطعام في القلعة..." القى نظرة على ساعة يده " انها الثامنة عزيزتي، نحن نتناول الطعام عند السابعة، و بقي مقعدك فارغا و هاتفك مغلقا"
" كنت أجهز لكل هذا" أشارت له ببعض العصبية " لا يبدو ان مفاجئتي تروقك؟"
" بل تروقني و انا سعيد لأنك تكبدت مشقة تجهيز سهرة لطيفة... كيف كان يومك؟؟"
" الكثير من الدروس .." قالت ببعض الحذر و هي تعود لتجبر نفسها على ابتلاع قطعة اخرى من اللحم الرائع الذي لا تتذوقه " و أنت؟؟"
" الكثير من العمل..."
التقت نظراتهما وعاد اليها الاحساس بالانزعاج للطريقة الغريبة التي يتفحصها به، وضعت كأس الشراب بين شفاهها و هي تسمعه يقول:
" مررت الى الجامعة كي نتناول طعام الغداء و أخبروني بأنك متغيبة"
كادت ان تختنق في شرابها و سعلت الى أن فرغ الهواء من رئتيها و شعرت بأنها تختنق، ترك خوسيه مكانه و اقترب منها ليضرب على ظهرها و يمدها بكأس من المياه، اخدته منه و افرغته في جوفها، بحق الجحيم، كيف ستخرج نفسها من هذا المأزق؟؟ مالذي يمكنها قوله؟؟ لقد تم كشف أمرها.
" لما لم تخبرني بأنك ستأخذني للغداء؟؟ " سألته بعد ان استعادت انفاسها وهي تمسح شفاهها بالمحرمة " أمضيت الصباح مع صديقتي و درسنا معا فالامتحانات تقترب، ثم أمضيت بعد الظهر في الرد على كمية الرسائل التي توصلت بها هنا ثم بدأت بتجهيز المكان و تجهيز نفسي كي نتمتع بسهرة حميمية... "
" لما كان هاتفك مغلقا؟؟" عاد ليسألها.
" أغلقته خلال تواجدي مع صديقتي و نسيت اشعاله مجددا ... آسفة ان قلقت علي... يبدو أنني فاشلة في تجهيز المفاجآت "
بقيا يتطلعان الى بعضهما، لم يكن قد عاد الى مكانه، مازال ينحني عليها، يده حول كتفيها، حرارة جسده تلفها و تربك الافكار في رأسها، بلعت ريقها تنتظر رده على هذه الكذبات التي خرجت من حلقها دون ان تتحكم بها، ماذا ان أجبرها على الاتصال بصديقتها كي تؤكد هذه الأخيرة كلامها؟؟ عندها ستكون الكارثة... سيعرف بأنها لم تكن في مدريد انما بصدد عقد صفقة في لندن.
" أنت كاذبة فاشلة..." شعرت بأن الدماء تنسحب من وجهها، أبعد كأس الشامبانيا من يدها و أوقفها من كرسيها ثم لف خصرها بذراعه " لم تفتحي هاتفك لأنك تكرهين ان يتم تعقبك... لا تحبين ان يزعجك زوجك خلال النهار"
ارتاحت لهذه الكلمات، لوهلة ظنت ان امرها كشف، بلعت ريقها مجددا و امرت نفسها بالسيطرة الى أعصابها المدمرة، ابتسمت و احاطت عنقه بذراعيها:
" انت لا تزعجني خوسيه..."
" اتمنى ذلك... ماذا جهزت لسهرتنا أيضا؟؟ لا أخفيك بانني اريد قفز مرحلة العشاء..."
" ترغب بالتحلية؟؟!!..."
"نوع خاص من التحلية نعم "
اجتاحتها القشعريرة لهذه اللكنة الغريبة، لم يكن صوته دافئ و لهجته لم تكن مثيرة، بدى و كأنه فجأة أمام مهمة ما، وهي لا يسعها سوى التصرف بطبيعية، تركته يمسك بيدها و يقودها الى غرفة النوم التي تم تجهيزها ايضا ببتلات الورود و زينة خاصة، تطلع اليها دون ان ينبس بكلمة، بدأ الخوف مجددا يسيطر عليها، لا تحب هذه النظرات، يبدو و كأنه يقرأ بسهولة في روحها، مد يده ليلامس فكها بأصابعه قبل أن ينحني أمامها و يخلصها من حذائها العالي الكعبين.
" اقتنيت قميص نوم مثير..." وشوشت له كي تخفي عصبيتها، انها بحاجة للاختلاء بنفسها كي تستعيد رباطة جأشها قبل التحلية الوحيدة التي تهمه " سوف أرتديه... انتظرني لحظة"
" أنا متشوق لرؤيته"
وضع يديه في جيوب بنطاله و تابعها بنظراته تلتقط أغراضا من الخزانة و تتوجه نحو الحمام ثم تغلق الباب خلفها.
حرر أزرار قميصه و تخلص منه قبل ان يملأ كأسين بالشامبانيا، تعلم مع اليونور بأنه لا ثمن للثقة، و تعلم مع آيا بأن النساء غبيات للغاية و يجب محاربة النار بالنار... لقد منحها بدل الفرصة الف كي تصارحه و تثق به الا انها تستمر بالتلاعب به و تظن نفسها أشد ذكاء... لا تستحق منه أدنى ولاء.
فتح الباب مجددا و ظهرت في حلتها الجديدة، كانت رائعة وسط قميص النوم الذي أقل ما يقال عنه رائع، دارت حول نفسها، تبتسم باغراء، و كم تمنى لو تكون هذه المناورات حقيقة و صادقة، شعر بالحزن لهذا... منذ اليونور عرف بأنه ما ان يعطي اكثر لامرأة حتى تدير ظهرها اليه، وهو يريد هذه العائلة التي اقسم على أن يبقيها ملتحمة و متماسكة.
طاطا رأسه إلى الجانب ونظر إليها محاولا تجاهل كرة الذعر الجليدية في صدره، لم يكن الأمر قلقا فقط انما خيانة. الم... ضعف ... سُحقا ، كان الاحساس مثل مع اليونور ، لكن أسوأ بعشر مرات. تصاعد الإحباط بداخله وضغط على صدره و رغم انزعاجه تمتم بهدوء.
" أنت جميلة..." وكانت الحقيقة، انها جميلة جدا... و مخادعة جدا.
اقتربت منه و امسكت بكأس الشامبانيا قبل أن تشرب من السائل جرعتين، راقبها تقوم بعملية بلع مثيرة، ابقى عينيه على حنجرتها الانيقة قبل أن يعود بهما الى شفاهها ثم عينيها، رغم غضبه الأسود منها الا ان رغبته بها لاتنقطع، انه يملك ضعف اتجاهها، يريدها بنفس القدر الذي يموت رغبة بلوي عنقها.
يريد ان يصرخ بها و يطالبها لما لا تثق به و تستمر بإستغفاله ؟؟ انهما زوج و زوجة ألان و ليسا فقط عاشقين، لم يعد الرجل الذي يدفع لها كي تشبع رغباته، انه يفعل كل ما باستطاعته ليكسب ثقتها و هي تستمر بالابتعاد ووضع مسافة بينهما.
وضعت يدها على صدره و كهربته لمستها، عادت لتضع الستارة بينه و بين مرارته، توقف غضبه و معه عقله عن التفكير و غرق في نظراتها الشفافة المشتعلة، انها تملك قدرة استثنائية في استدراجه كما لم تفعل امرأة من قبلها،غضبه في كفة و انجذابه لها في كفة أخرى:
" أنا سعيد لأن الأمور بيننا جيدة" قال لها و هو يلامس خصلات شعرها:" من كان ليصدق أن المرأة المتمردة التي تزوجتها هي نفسها من فرشت الأرض ببتلات الزهور و اقتنت من اجلي هذه التحفة المغرية"
قربت وجهها منه و نظرت مباشرة في عينيه:
" لا يستهويك التغيير؟؟"
" تعجبني المرأة الجريئة أمامي..." أمسك بدقنها و قرب وجهها أكثر منه " و ان كان هذا التغيير جذريا فسيكون رائع...أنا لست شخصًا مندفعًا آيا... أنا معتاد على التحكم في حياتي وإدارتها بطريقة منطقية لهذا اعلمي بأن رؤيتي للعائلة التي نحن عليها رؤية واقعية ... أنت زوجتي، والدة طفلاي و نحن نمثل عائلة... نوايا صادقة ازاء هذه العائلة... فكوني ايضا صادقة"
راقب عيناها تتسعان أكثر وترك كلماته تتغلغل في عقلها، لا يريد العودة الى الوراء و أخد علاقتهما حيث كانت قبل عطلتهما في قبرص، لقد تجاوزا ذلك بمراحل و يؤلمه استمرارها في اللعب خلف ظهره دون ان تعطي جهوده اهتماما، يريد ان يغرق غضبه فيها، أن يعلمها بأن زواجهما مهم كي يحاولان من اجله.
وضع شفاهه على شفاهها و قبلها بطريقة تفهمها بأنه ليس غبيا انما صبور فحسب، لقد التقت اليوم بجوشوا ديكاتريس، تأخرت بالعودة و حاكت هذا السيناريو الغبي، و كم تمنى ان تصارحه، كم تمنى هذا الصباح ان تخبره عن خططها، تعلق بالامل حتى آخر لحظة الا انها لم تفعل و استمرت بالكذب عليه و استغفاله.
يجهل ان كانت الرغبة أو تأنيب الضمير ما يجعلها تتجاوب معه بنفس الشغف، دست أصابعها خلف رقبته و جذبته أكثر اليها،انها تستعمل الجنس لتؤثر عليه.... وهذا يروقه.
ان كانت زوجته تتكلم عدة لغات فهي تنطق بلغتهما الخاصة بكل طلاقة، لغتهما التي انطلقت في باليه مجنون و الذي لا يعرف كوريغرافيتها غيرهما، الغيرة تدهسه و الغضب يتآكله و الخيبة تجعل من الخليط كوكتيل سام ينزلق في عروقه مثل النار، كان بحاجة ليعاقبها، و يعاقب نفسه على ما فعله بها كي يوصلها الى هذا الحد من الحذر و عدم الثقة.
اغلق عينيه و ابتعد عن العالم و النار التي تتآكله ولم يركز إلا على ما يشعر به من شهوانية، غدا سيضع حدا لكل هذا، لن يمكنهما الاستمرار بهذه الجبال من الاسرار بينهما.

* * *

" لما لست مندهشة من وجود ملكة الحُسن هنا؟ أصبحت اجدها في محيطي كلما فكرت بقبول دعوة لفرد من عائلتي... في ايطاليا، هنا في لندن ماذا ايضا مارك؟؟ هل تتعمد وضعها في حياتي؟؟..."
كان صوتها ممتعضا، ان كانت ديامانتي تشق طريقها نحو مستقبل جديد فإبنة عمه ما تزال تتخبط في الماضي: " لا مكان لها بيننا و أنت تعرف هذا جيدا"
" انها قريبتي مثلك تماما و ناقشي أمر دعوتها مع والدتك فهي من فعل..." تنهد مارك أنطونيو و فرك جبينه، يبدو ان هذه الحفلة ستكون مصدر ازعاج للجميع، اذا كانت فلور منزعجة من وجود طليقة زوجها فلا يبدو أن الأمير يحب رؤية دافيد في المكان، بدى الكل على أهبة الاستعداد للانقضاض على غريمه، على هذا الوضع ان ينتهي، انهم عائلة بحق السماء.
" ديامانتي اخدت مكان نيوس و ترأست أعماله و تملك مقرات في لندن ووجودها بديهي و اجد من السخف ان تستمري في الهجوم عليها كلما جمعتكما الصدفة، صدقيني، آخر همها هو اختطاف زوجك منك... تملك ما يكفيها من التعقيدات و المشاكل لهذا اتركي السهرة تمر بشكل جيد"
" ارى بأنك اصبحت في صفها..." تهكمت وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها.
" انها ضحية و هي بصدد لملمة اشلاء حياتها... ارجوك اتركيها و شأنها"
اقترب منهما جوشوا، كأس شراب في يده، حط نظراته الخضراء عليه أولا قبل أن يضعهما على شقيقته، كان من المستحيل الا يشعر بالتوتر بينهما او الا يلاحظ ملامحها المسودة من الغضب.
" ما الأمر؟؟"
" لا شيء" تمتمت فلور متنهده و هي تشير بيدها في الهواء" ستارهاووس ليس بيتي و يمكن لأبي و أمي دعوة من يشاؤون..."
" يزعجك وجود ديام؟؟" استخلص شقيقها " انها لطيفة و ظننت في الماضي بأن ثمة صداقة تجمعكما"
ابتسمت فلورانس، لم تكن حقا ابتسامة انما تكشيرة على اسنانها:
" فنرى ان كان بمقدورك عقد صداقة مع حبيب آنجلا السابق"
" لم يكن لها حبيب، أنا أول رجل في حياتها"
هزت عينيها الى السماء فيما انفجر جوشوا في الضحك و احاط كتفيها بذراعه ثم قربها منه و قبل رأسها:
" هيا أختي ابتهجي... استقبلت اليوم صديقتك و كان الاجتماع مثير للاهتمام، كنت محقة بقولك، انها تعرض شيئا جديد في السوق و انوي استغلال منتوجها قبل ان يتعرف عليه المنافسين,,,"
" أخبرتك بأنها فتاة ذكية جدا و سيدة اعمال مستقبلية واعدة..." قالت فلور بجدية " هل وقعتما؟؟"
" العقود بيد المحامين، سوف ننهي الصفقة قريبا..."
" انا سعيدة لانك من رأيي و قد منحتها فرصة"
" لو لم تكن فكرتها متفردة و استثنائية لما قفزت على الفرصة، انا رجل اعمال قبل ان اكون اخاك فلورانس، لا استثمر في شيء بلا قيمة كما انني لا افرق الحسنات"
" عمن تتكلمون؟؟" تدخل مارك الذي شعر بان الاثنين نسيان امره.
" سأشرح لك لاحقا" قالت قريبته التي يبدو بأن ثمة شيء اثار انتباهها" بيانكا وصلت الان... علي استقبالها"
عندما انسحبت بقي الاخوين مع بعضهما، بحث مارك غريزيا عن دافيد بعينيه و رآه يترك فرجينيا و يقصد بدوره بيانكا، يبدو ان جوشوا انتبه للشيء نفسه، تمتم بهدوء:
" ان اقترب منها.."
" سيمزقه الأمير بأسنانه... " اكمل مارك كلام أخيه و بقي متأهبا لما سيجري على بعد خطوات منه... " دافيد لا ينوي الاستسلام هذه المرة"
" تظن بأن 'دون جوان' مثله - مهووس عارضات أزياء الكاملات - يهتم حقا لأمر بيانكا..؟"
هز كتفيه و لم يجب، يهتم حقا لأمرها أو لا، دافيد أصبح يعمر في لندن أكثر من نيويورك و هذا لا يعجب بالمرة فرجينيا التي ظنت بأنه يمكنها ثنيه عن عزمه الا أنه لا يأخد نصيحة أحد بمحمل الجد.
" فليبدا العرض و لنرى ما في جعبة الاثنين"
* * *
اضطرت فيرنا للعمل متأخرا مع فيثو، صديقها الطبيب يواجه مشاكل فنية عديدة و بعد عشائهما اقترحت عليه المساعدة و هو قبل، الاضرار التي الحقت بمحل عمله تسببت في تأجيل كل مواعيده ووقف عمله التأمين اهتم بالتعويض و هناك شركة بناء تُصلح كل ما تم افساده الا ان ملفات المرضى يجب الاهتمام بها:
" ساستلم في الغد الشحنة الأولى من المعدات الطبيبة " كان قد شرح لها فيما تُدخل المعلومات المتبقية في جهاز الكومبيوتر بينما هو بصدد ترتيب بطاقات كارتونية جديدة تم نسخ القوائم القديمة عليها .
" كيف حدث هذا فيثو؟" سألته فيرنا وهي تبعد عينيها عن الجهاز الذي بدأ يؤلم عينيها، منذ ثلاث ساعات وهي تعمل عليه، ما ان انهت دورتها عند العجزة حتى ساقت شاحنتها الى هنا كي تساعده كما وعدت، راقبته يهز كتفيه و يضع البطاقات وسط الملف.
" قبل رحيلي مع البعثة كانت الامور على طبيعتها، شركة التأمين تظن أنه تم استهدافي و أن تسرب المياه الى الداخل لم يكن بسبب العاصفة التي ضربت كابري... حتى انهم في البداية رفضوا الدفع اذ ظنوا بأنني تعمدت الموضوع كي أحصل على تعويض مادي..."
" هذا هراء..." استنكرت فيرنا بشدة " أنت كنت معنا في الجزيرة عندما حدث ما حدث"
" المحامي لم يترك لهم الخيار و قد دفعوا... أجهل لما يظنون انني تعمدت اتلاف محل رزقي كي احصل على تعويض بما ان كل المعدات الطبية كانت جديدة و ليست بحاجة لاستبدالها"
تنهدت فيرنا وعادت الى الأعمدة امامها:
" شركات التأمين تحاول ما استطاعت التهرب من الدفع... أخبرني فيثو... أرى اسمين متشابهين هنا... هناك سيدتين بنفس الاسم و بمعلومات شخصية مختلفة..."
ترك صديقها الطبيب ما كان بين يديه و انحنى على الشاشة كي يتفقد المعلومات قبل أن يقول لها:
" انه خطأ... السيد و السيدة و ليس سيدتين...."
" طيب سأصحح..."
فركت عينيها، كان الوقت متأخر، الساعة تجاوزت التاسعة مساءا و قد عملت كل النهار، الصباح في فندق القرية و امضت بعد الظهر بالتجول بين السوق و السوبر ماركت ووزعتها على العجزة، هذا اليوم كان طويلا جدا و شاقا.
" فيرنا..."
" أممممم..."
" تأخر الوقت من الافضل ان تعودي الى بيتك... " هزت عينيها نحوه" شكرا لمساعدتك لهذا اليوم"
" يمكنني العودة غدا لترتيب الاثات معك..." اقترحت وهي تبتعد على الحاسوب و تفرك مؤخرة رقبتها ببعض الاعياء.
" لا أريد استغلال طيبتك أكثر..."
" ماحدث معك أمر مؤسف فيثو و نحن زملاء في نفس الجمعية و أصدقاء، ان اخبرتك بأنه يمكنني مساعدتك فلأنه يمكنني ذلك... "
انارت الابتسامة وجهه الجميل :
" هذا لطف منك..."
ابتسمت له و التقطت كنزتها القديمة من على ظهر الكرسي الذي كانت تجلس عليه.
" سأعمل في الفندق صباحا و يمكنني المرور الى هنا في وقت مبكر من بعد الظهر؟؟"
دس يديه في جيوب بنطاله الجنزي و هز رأسه موافقا:
" سأدفع لك مقابل مساعدتك..."
" كلا ..."
" أعرف كم تشقين كل يوم فيرنا، كما أنني ساحتاجك لاحقا للعمل بضع ساعات في الاسبوع هنا... بيرتا اخدت اجازة أمومة و ساحتاج لمن يأخد المواعيد ثلاث مرات في الأسبوع..."
ضحكت فيرنا و كأنها سمعت دعابة:
" انا لست مؤهلة لأكون سكرتيرة هنا..."
" هذا أفضل من عملك المرهق في فندق القرية..." رأته يتردد قليلا قبل أن يشير بدقنه الى جزئها الأسفل و يقول ببطئ" انت تبالغين...تبدين متألمة!!..."
نعم، وكانت بصدد جر ساقها المرهقة في هذه اللحظة، في نهاية اليوم تبدو اعاقتها صارخة، تميل اكثر بجسمها في كل خطوة، و ليس هذا فقط انما الالم يصبح قويا.
" أعرف حدودي الجسدية... أراك غدا؟؟"
تنهد باستسلام وهو ينحني على محفظتها ويمدها اليها:
" هل ستفكرين في العرض؟؟ انها مسألة الرد على المكالمات و تدوين المواعيد في الحاسوب... أظن هذا أفضل من ترتيب الأسرّة في فندق القرية و تنظيف المراحيض و النوافد"
وضعت الحقيبة على ظهرها، ركبتها رفضت قطعا ثقل جسدها و حرقتها بشدة، تجاهلت مسدها أمام عيني فيثو الذي قرر لعب دور الحامي معها، وهي تكره بشدة ان يعاملها رجل بشفقة.
" لم يزعجني تنظيف المراحيض يوما..."
" لم أقصد هذا..."
" نعم ربما لكن أرفض أن يُعاملني أحد و كأنني عاجزة... "
" أنت لست منصفة..." رد وهو يحك جبينه ببعض الانزعاج.
" ان كنت بحاجة لي للرد على اتصالات المرضى لبعض الوقت فلا توجد مشكلة فيثو، لكنني أرى انه من الافضل ان تجد شخص متمكن في الميدان كي يمنحك مساعدة حقيقية عند الحاجة فأنا لا أعرف كيف تسير الأمور في كابين طبيب الاسنان ..."
ابتسمت له بلطف قبل ان تتوجه نحو الباب، الكابين تم اعادة ترميمه بسبب الاضرار التي ألحق به، كانت الالوان الزاهية تعطيه منظر مغاير و جميل عما كانه من قبل، تعرف بأن النتيجة ستكون مذهلة بأثاث جديد و لوحات على الجدران، رافقها صديقها حتى شاحنتها، كان الجو ثقيلا للغاية في الخارج، السماء تبشر بسيول امطار لا محالة.
" هل يمكنك جلب بعض الخضر البيولوجية غدا ؟؟"
هذا الطلب أعادها الى سانتو، هزت رأسها بالايجاب دون القدرة على الرد و أدلفت الى شاحنتها القديمة،
فجأة... بدت تعاني من صعوبة في التنفس ، كما لو أن ثمة رباطًا مربوطًا حول صدرها، انطلقت في الطريق بعيدا عن وسط المدينة حيث عيادة فيثو و ما هي الا دقائق حتى دخلت الى الطرق الضيقة المؤدية نحو القرية، ذكرى سانتو تسبب لها الاحباط التام، و مؤخرا قررت التركيز على حياتها بدل هدر مجهودها مع رجل ينوي بلا أدنى شك التحكم في حياتها، علاقتهما بلا مستقبل، كمية السموم الموجود فيها تحتها على التراجع فورا، سانتو رجل غامض، انه يشبه البصلة التي تحمل طوابق و طوابق من الاسرار، فبينما تظن بأنه رجل دو امكانيات مادية عالية يتضح بأنه يملك الكثير من المدراء و أيضا، يملك طائرة خاصة، انه يرفض التكلم عن حياته الخاصة كما يرفض أن يُعرفها على ابنته و يطلب منها... لا هو لم يطلب منها... هو قرر مكانها بأن تكون علاقتهما سرية و أن تترك حياتها في ايطاليا و تأتي للعيش معه في موسكو.
هل توجد انانية اكبر من هذه؟؟
ان يسمح الانسان لنفسه بتسير حياة انسان اخر بالرغم من معرفته الاكيدة بكمية عقده النفسية؟؟ تجربتها مع أمها دمرتها، انها ترى السواد في كل علاقة، و بما ان سانتو متزوج فقد ارتكبت الخطأ الاول بالاستهانة بالموضوع و انحرفت عن المسار الذي سبق و رسمته لنفسها.
والدها كان وسيم جدا، صغير السن و ممتلئ بالحماسة و الأمل، ثم سقط على راسه في علاقة مسمومة تسببت بتدميره الى أن قرر الرحيل دون التفكير بالوحدة التي ستشعر بها لفراقه.
سانتو يفعل الشيء نفسه بها، انه يضع مصالحه قبلها، لقد طلب منها ما طلبته والدتها من والدها... الاحتفاظ بالعلاقة سرية.
لحسن حظها انها لم تتورط معه بأكثر من قبل وجيزة، لم يجمعهما السرير و لا تنوي ان تكون عشيقة رجل متزوج، اليوم قلت الرسائل بينهما و غدا سينساها بالسرعة التي عرفها بها.
و هذا الالم الذي يمزقها سيتلاشى مع الوقت، تعلقت مشاعرها به لأنه تعامل معها بلطف و طيبة و لم يراها كمعاقة مثيرة للشفقة، يمكنها أن تتعلق به عاطفيا و أن تحبه ما شائت الا ان الحقيقة و المنطق ايضا يفرق بينهما، انهما لا يملكان اي روابط مشتركة و هذا سيقودهما في نهاية المطاف لاخفاق رهيب و من المستحسن اخد زمام الأمور الان قبل ان يفوت الوقت فيصبح وضعها يائس مثل والدها.
أعمتها أنوار مصابيح السيارة خلفها فعدلت الزجاج الداخلي ثم خففت السرعة كي تسمح للسائق بتجاوزها، الا ان السيارة قررت أيضا تخفيف السرعة و لم تستغل الفرصة، تنهدت فيرنا وعادت تركز على الطريق، السائق الأخرق يرى بأن شاحنتها قديمة فلما يحثها على الاسراع.؟؟ حتى و ان رغبت... شاحنتها لن تتجاوز بسرعتها ما يسمح لها به محركها القديم.
كان عمها في انتظارها و مثل المعتاد قلق على تأخرها، ما ان رآها حتى استرخت ملامحه و أخد حقيبتها:
" اتصلت والدتك مرتين..."
" لماذا؟؟" سألته وهي تجلس على كرسي في المطبخ كي تتخلص من حذائها.
" ستمر نهاية الأسبوع ولا تريدك ان ترتبطي بمواعيد..."
هزت عينيها نحوه و قد تجمدت يديها على أحزمة حذائها:
" الم تقل لك لماذا؟؟"
" السيدة لا تقول لي شيئا الا انها لا تبدو سعيدة بتجاهلك لها منذ عودتك..."
" أريدها فقط أن تتركني و شأني و لأكن صريحة... رغبتها في احياء العلاقة بيننا بعد سنوات من التجاهل لا تروقني"
"فيرنا..." همس عمها ببعض العجز، لم ترفع رأسها أو تتحرك ، عيناها مثبتتان على نقطة ثابتة فوق حذائها تماما، وعقلها بعيد جدًا عن تلك النقطة الزمنية، هزت راسها كي تبعد الافكار الكئيبة عنه و تمتمت بنبرة قاسية:
" لن أؤجل مشاريعي من أجلها، صديقي فيثو بحاجة لمساعدتي بسبب الضرر الذي الحق بكابينه الطبية ووعدته بالمساعدة، جورجينا تختفي و تعود وقتما يحلو لها و انا لست تحت امرتها... صرت بالغة فعليها ان تحترم رغبتي و تتركني بسلام"
تخلصت من حذائها و وضعته في الخزانة الخاصة و عرجت بساقها المتألمة بينما تجرها نحو غرفتها:
" تبدين مرهقة"
" أنا بخير عمي... سأذهب للنوم و نتكلم غدا..."
لم يعترض و تركها تدخل غرفتها و تغلق بابها خلفها، بقيت للحظات تحملق في الفراغ قبل أن تجلس على سريرها و تخرج هاتفها من جيب سترتها، كانت بالفعل قد تلقت اتصالات من والدتها و يبدو انها تركت لها رسائل صوتية، دون أن تسمعها قامت بمحوها، بقيت نظراتها عالقة على الشاشة المضيئة و دخلت على رسائل سانتو الأخيرة، دون ان تعيد قراءتها قامت بمسحها هي الأخرى و كأنها تثقل على هاتفها، لم تكن رسائله الأخيرة لطيفة، لقد استعمل فيها لهجة لم تروقها، ربما هي عادته، يبدو انه رجل آلف القاء الأوامر و يظنها متاحة و حرة لفعل ما يريده .
خطط لكل شيء و هذا اثار غضبها فأخبرته رئيها بتصرفه، ربما تم التخلي عن خدماتها في البعثة، الا ان هذا لا يعني بأن تأخد الطائرة و تطير اليه كما يريد و يلتقيها بسرية و في الوقت الذي يحدده هو... كيف يجرؤ باقتراح مذل مماثل؟؟ لا و الشيء المثير للسخرية انه توقع منها قبول فوري و أيضا امتنانا لأنه اختارها هي للمهمة دون غيرها.
تركت الهاتف في الشحن و ذهبت للاستحمام، جعدت انفها عندما القت نظرة على ركبتها التي بدت منتفخة على غير عادتها، مسدتها بالمياه الدافئة الى ان شعرت ببعض التحسن ثم خرجت ملفوفة وسط منشفة و تفرك شعرها الطويل بمنشفة أخرى.
هاتفها نبهها باستلامها لرسالة جديدة، كما توقعت، كانت من سانتو، لكن المحتوى جعلها تقطب و تعيد القراءة مرتين ثم ثلاثة:
{ أنا أمام بيتك، أخرجي...}
تركت الهاتف و اقتربت من النافدة، لم تكن هناك سيارة، عموما المزرعة غير بعيدة عن مسكنها، تمكنت من التعرف فورا على هيئته في العتمة، ابتعدت عن النافدة قبل ان يلمحها، وبقيت متجمدة مكانها و هي في حالة عدم فهم تامة، متى عاد الى كابري؟؟ الم يخبرها بأنه مشغول باعماله و ابنته المريضة؟؟ انها تجهل تماما سبب تواجده هنا خلال موجة أعماله الخانقة و ظروفه الصعبة لكنها لا تحب أبدا اللهجة التي يعود لاستعمالها معها، انه يؤمرها بالخروج لملاقاته.
ارتدت قميص نومها و غيرت المنشفة التي على شعرها بأخرى جافة قبل أن تأخد مجددا هاتفها و تكتب رسالة:
{ الوقت متأخر و انا في سريري...}
جاء الرد فوريا:
{ اريد رؤيتك لخمس دقائق فقط...}
بقيت تتطلع الى الرسالة للحظات قبل أن يعتريها الغضب... غضب حقيقي هذه المرة، لم ينبهها بعودته و كان ثقيل الظل مؤخرا و يأتي لبابها في هذا الوقت و يأمرها بالخروج، ضربت على المفاتيح بسرعة:
{ لا يمكنني... تصبح على خير}
أغلقت هاتفها و عادت الى الحمام، الدم يغلي في شرايينها و ليس فقط من تعب يوم حافل بالعمل، أخرجت من الخزانة مجفف الشعر و بدأت بتجفيف كثلة شعرها الكثيفة، من أطول المهام و أصعبها هو تجفيفه و الحصول على نتيجة مرضية، ترددت طرقات على باب غرفتها و بعد لحظات ظهر عمها، قرأت على ملامح وجهه بأن سانتو تجرأ و دخل المنزل،
" مالك معصرة الايميليانو هنا... يريد رؤيتك"
كان ضجيج مجفف الشعر يوازي لخبطة المشاعر بداخلها، أوقفته و تطلعت الى عمها بعيون ضيقة، يعرف تماما اسم مالك معصرة الايميليانو الا انه لا يناديه به، يستمر بالاشارة الى الفرق الاجتماعي بينها و بينه و هذا بدأ حقا باثارة أعصابها.
" تخلص منه عمي... لا أريد رؤيته..."
عادت لتشعل مجفف الشعر الا ان عمها قام بانتزاع المقبس وواجهها:
" تخلصي منه بنفسك لأنه يبدو كحيوان هائج ولا أظنه مستعدا لبلع اي عذر كان... مالذي يحدث بينكما بحق الجحيم فيرنا؟؟ ذلك الرجل ليس من مستوانا، انه من الإيميليانو... سيمضغك قبل أن يبصقك ابنتي... "
هذه الكلمات أشعلت نيران غضبها أكثر، وضعت الالة في الخزانة، الايام الأخيرة كانت صعبة، الفراغ و البرودة في أحشائها لم تنقض بالوعود التي قطعتها لنفسها، انها تحاول التحكم في حياتها ووضعها على المسار الصحيح، ويعود عمها ويتهمها بالتهور و التطلع لما هو أكبر منها... انه يرى والدها فيها بلا أدنى شك، هذا يجرحها بشدة، انه لا يثق بها.
ان كان سانتو جريئا لدرجة ان يقلق راحة اهل البيت في هذا الوقت المتأخر و كأنه مالك المكان فهي متأكدة بأنه لن يحصل منها عما يريد، انه يجهل تماما بأنها أكثر عنادا من رأسه الصلب.
وضعت الروب على قميص نومها، لن تغير ملابسها، عليه ان يعرف بأن زيارته في غير محلها و بأن تصرفه غير مقبول.
لم يرافقها عمها الى الصالون، عرجت بساقها المصابة و لم تشعر بأوجاعها، عينيها مركزة على القامة المهيبة أمامها، مرة اخرى يصعقها شبهه بيانيس ايميليانو، لسيما هذا التعبير الجليدي و النظرات الصارمة، كان مثل المعتاد، منتصبا مثل الهرم، جميل الطلعة و أنيق الملابس، كان يرتدي جينز اسود و قميص بنفس اللون، مفتوح عند الصدر، يمكنها رؤية بداية عضلاته القاسية التي سلبت لبها على الشاطئ، عندما تمكن من اقناعها بتبعه الى الجنة التي تحولت الى جهنم ما ان اكتشفت بأنها حصلت على خلوة محرمة برجل متزوج.
انزلقت عليها نظراته الزرقاء الشفافة قبل ان تتوقف على عينيها، بدى و كأنه يتفقدها كي يتأكد بأنها سالمة:
" مالذي تفعله هنا سانتو؟؟"
" لما أغلقت هاتفك؟؟ لما تتجاهلينني؟؟"
كتفت ذراعيها فوق صدرها:
" لا أدين لك باي تفسير... دعني أخبرك بأنه من المعيب الهجوم على الناس في هذا الوقت المتأخر..."
لم يكن يتوقع هذا الهجوم الاذع، هي محقة، لا تدين له باي تفسير، قرر ان يكون لئيما في مكالماته و جافا في رسائله و فضل اتخاذ القرارات مكانها و حان الوقت ليعرف حدوده....لا شيء يربطها به سوى الخطط الرخيصة التي حاكها من اجلها، هي ليست حبيبته و لا حتى صديقته و ان رغبت بعدم رؤيته مجددا فهو لن يجبرها.
" ارحل من هنا... لا يوجد بيننا ما يُقال"
" تطردينني.؟؟..." تمتم و كأن هذا يحدث له للمرة الأولى في حياته.
" 'دون سانتو'... انت تتصرف بهمجية ... أخبرتك بأنني في سريري وبدل ان تحترم رسالتي قررت اجباري على مقابلتك، و أنا أخبرك بأن الأمور لا تسير دوما كما تريد أنت... هناك خصوصيات عليك احترامها... و هذا الوقت غير مناسب للزيارة و اتمنى الا يتكرر الموضوع مجددا"
سقط الصمت بينهما، خلف الواجهة القاتمة كان يغلي هي تعرف، لأنها بدورها تغلي من الغضب لتصرفاته، انها ترفض قطعا ان يجرها رجلا من أنفها مهما كان قدره، رأت عضلات فكه تتقلص بشدة، بنظراته تشتعل مثل الجحيم، و رغم هذا، عندما تكلم... اتى صوته محايدا:
" لا بأس... اعتذر على هذه الزيارة المتأخرة... سأؤجل الموضوع للغد... أراك في الصباح؟ ..."
" أنا أعمل في الفندق صباحا..."
" بعد ان تنهي عملك اذن؟" قال لها بصوت بدأ يفقد صبره.
" لدي التزامات لبعد الظهر ..."
هزت دقنها امام التعبير الخطر لعينيه، لايبدو سعيدا لهذه المقاومة ولا صبورا لعنادها، لم يكن يتسلى و هي لم تتسلى عندما عاملها مثل شيء خاص به و أمرها باللحاق به في موسكو و عندما رفضت تغيرت تصرفاته و أصبح سافلا دون ان يعير احتراما لرأيها أو خصوصيتها.
" التزامات أهم مني؟؟" سألها.
" لما تظن بأنك مهم بالنسبة لي؟؟" سألته بجليدية." نحن لا نعرف بعضنا البعض، كل شيء مر بسرعة بيننا و أجد نفسي فجأة مجبرة على تقبل وضع لا يتماشى مع معتقداتي... عليك ان تعرف بأنني غيرت رأيي و بأن تلك النزوة السخيفة بيننا انقضت لحسن الحظ، هذا اذا كان من المناسب بالطبع تسميتها نزوة فلم نتشارك شيئا قد يضع اسما عليها ... لقد عشت حياة بسيطة بعيدة عن التعقيدات و انوي الاستمرار في نفس المسار، لن أحيا حياتي بالندم و الخزي لتجاوزي الحدود... لو كنت تعرفني جيدا سانتو لما اقتحمت بيتي في هذه الساعة لتجبرني على هذا اللقاء... لو كنت تعرفني حقا لما تجاوزت حدودك اللعينة معي، اجهل مع أي نوع من النساء تخرج عادة الا انني لا اشبههن في شيء، انا امرأة مستقلة و مختلفة الرؤية و الطموح، انا امرأة ترفض قطعا أن تكون لعبة في يد رجل لسيما ان كان هذا الرجل متزوج "
رأت وجنتيه تفقدان لونهما، لم يكن يتوقع انفجارها عليه، هي ليست هشة و لا ضعيفة و ليست بحاجة لأحد، قد تراه جورجينا رجل مناسب لها الا ان رؤيتها للأمر اجمالا لا يجلب لها اي اثارة، لسيما و قد برهن لها بأنها تهمه بشروط... يريدها في سرية... تماما كما فعلت أمها بأبيها.
" ابحث عمن يناسبها الدور، فانا لست المرشحة المناسبة و انت أخطأت التقدير...ارحل من هنا سانتو و لا تعد "
و كأن زلزال ضرب البيت عندما تحرك ليبتعد نحو الباب، اغمضت عينيها و شعرت بنفسها فارغة من الداخل و متجمدة، لم تكن قادرة حتى على التنفس... انتهى كل شيء.
وهذا أفضل...
منذ البداية لم يكن لها... لهذا لم تمنحه اهتماما عندما سقطت عيناها عليه في المرة الأولى، هذا النوع من الرجال لن يرى فيها سوى امرأة للمتعة و التسلية، و لم يأخد وقتا طويلا ليؤكد لها شكوكها، و هي لا طاقة لها بالتورط في علاقة ستنتهي منها خاسرة.
تتألم لبضع اسابيع و ربما اشهر و لكنها ستنساه في النهاية... هي ليست والدها و لن تقبل ان يتم الانتقاص منها و من مشاعرها و استعمالها و استغلالها ايضا.
سانتو من الماضي ... انه رجل دو كبرياء قوي، وبعد الليلة لن ينظر ناحيتها مجددا وهي لن تبكي قراراتها ..
رغم عزيمتها لم تمنع دموعها من النزول ما ان اوت الى فراشها... ربما هي على حق في الابتعاد الا ان لقلبها رؤية اخرى و الوجع يمزق كيانها... سانتو هو الرجل الوحيد الذي اضحكها و اسعدها و تغلغل في روحها و سيكون من الصعب ابتلاع خيبتها و الانتقال لشيء آخر و نسيانه للابد.
و لخجلها... لسعتها الغيرة الشديدة من الزوجة الناجحة التي تحمل اسمه و تملك حقوقا عليه.
* * *
ان كانت علاقته بالريتشي محدودة و لا تتجاوز السطحية و افرادها يثيرون حفيظته فإن دافيد يثير سخطه و نفوره عشرة اضعاف، لا يملك العصى السحرية اللعينة لتغيير حقيقة ان هذا السافل المستهتر هو اخو زوجته و ايضا خال و عراب نيكولاي، و الأسوأ حب ابنته الأول.
الفالكوني يتفاعلون بشكل سيء للغاية مع الخيانة و يعرف بالا خوف من احياء حب قديم، الا ان بيانكا( طفلته) تعيش مرحلة صعبة جدا و يخشى أن يقوم هذا المخادع باستغلالها كما سبق و فعل في الماضي.
لم يكن في مزاج يسمح له بالاحتفال ( لم تكن له رفاهية الرفض بما ان المناسبة تصادف تواجده في لندن) بالرغم من ان حمويه قد عملا على ان تكون الحفلة ناعمة و غير مبالغ فيها، اقتصروا على دعوة العائلة فقط و بضع أصدقاء مقربين، زوجته السابقة هنا أيضا -و مثل ما كانت عليه في ذاكرته، جمالها مسيطر للغاية و لا شيء يمكنه ان يؤثر على هذه الملامح الملائكية التي تفنن الرب في رسمها - كانت تتفادى الارتطام به كما يتفاداها بالرغم من ان ثمة كلام عالق بينهما... عليه أن يقدم لها اسفه و يخبرها بالا علاقة له بما حدث لنيوس ليونيداس حتى لو كان السافل الذي دمر زواجه و سلبه زوجته و تسبب بنشب الحرب بينهما.
وصلت بيانكا أخيرا و وصولها جذب انتباهه فورا و لم يكن هو الوحيد الذي انتظر وصولها، دافيد الذي كان يقف مع والدته فرجينيا لف برأسه نحوها و قصدها، لم يترك له الفرصة و خطا الى ابنته التي اتسعت عيناها ما ان رأتهما يصلان اليها في الوقت نفسه، مؤخرا علاقتهما مهتزة بسبب الظروف القاسية التي مر بها كليهما، و قد قذفته بكلام جارح و مؤذ، الا أنه يتفهم غضبها و احباطها و حزنها... هو أيضا يشعر بأنه فارغ من الداخل، بأن الخراب مس كل الزوايا في قلبه و يجهل متى سيتمكن من العيش مجددا دون الوجع الذي ينخره بسبب فقدانه اليخاندرو.
" بيانكا..."
لم يكن هو من تكلم بل دافيد، حط عليه داركو نظرات جليدية الا ان هذا لم يمنعه من الوقوف بينه و بين ابنته، كان يلتهمها بنظراته " انا سعيد لأنك تمكنت من المجيء"
" لو كنت أعرف بأنك هنا لما أتيت دافيد!" هذا الرد من - طفلته - كان بمثابة المياه الباردة على النيران التي تلتهم صدره في هذه اللحظة، ادارت بيانكا رأسها نحوه و ضربه الحزن المعشعش في ملامحها، كانت قد فقدت الكثير من وزنها و تبدو نظراتها فارغة، لقد قضى وقته في اعداد استراتيجية و خطة للتقرب منها بعد رؤيتها الليلة اذ اكدت له فلور بأنها وافقت على دعوة فرجينيا، الا انه يشعر بنفسه ندل لأنه تركها وحدها تعاني في ركنها المظلم، عظام كتفيها بارزة تحت قماش فستان سهرتها الأسود بينما الهالات السوداء تحت عينيها واضحة رغم طبقة البودرة التي وضعتها.
" أبي..."
" اشتقت اليك..." لم تبتعد بينما يحيط خصرها بذراعه و يلصقها به لحد الاختناق، شعر بها تسترخي بين ذراعيه و هذا ملأه بالأمل، لقد بدأت بتجاوز غضبها منه.
السهرة مرت في جو غريب، و كأن رأسه في المياه و لا يلتقط ما حوله بطريقة صحيحة، ابنته لم تبتسم طيلة السهرة و لم تشارك بالمرة في الاحتفالات، يبدو انهما الوحيدين الذين يتمنيان أن يكونا بعيدا عن هنا... لقد تكلما قليلا الا انهما لم يتجرأ بذكر اسم اليخاندرو... الجراح ما تزال مفتوحة و الالم كبير.
لكن دافيد استمر في مسرحيته اللعينة، كان يتعقب بيانكا كما يتعقب الصياد الفريسة، كان يراقبها دون كلل، يشق كل مرة طريقه نحوها مثلما تشق عنزفة القرش مياه المحيط، ان كانت ابنته تجيد لغة التجاهل فهو ليس مثلها و يتحرق لتكسير وجهه الجميل.
بينما ابنته تأخد طريقها بين المدعوين نحو الشرفة الداخلية قطع على دافيد فرصة اللحاق بها، هذا الاخير رمقه بتهكم، انه يصغر شقيقته ببضع سنوات، انه شاب عشريني مستهتر رغم كل انجازاته العملية و نجاحه:
" هل يمكننا التحدث قليلا!!..." سأله بأكثر اللهجات حيادية.
راقبه يلقي نظرة خائبة على بيانكا و كأنه يستهجن تفويته فرصة اللحاق بها، هز كتفيه:
" فيما تريدنا ان نتكلم ايها الأمير؟؟!"
" اظنك تملك رؤية اولية على الموضوع" تيبست عضلاته من التهييج، من فوق كتف -البلاي بوي- تبينت له زوجته التي كانت غارقة في محادثة حماسية مع اصدقاء العائلة و توقفت عن الكلام ما ان رأتهما معا و احتل القلق ملامح وجهها و بدت متأهبة فجأة و حذرة" ابنتي اتت على فقدان رجل حياتها و اريدك ان تحترم حدادها و تتركها و شأنها"
" رجل حياتها هو أنا" صحح له دافيد " هو... لم يكن سوى جسر ...استعملته كما استعملت 'كيفن غراي' لتنساني"
كم كره العجز الذي يشعر به في هذه اللحظة، شد على يده كي لا يضرب بها فك هذا السافل الذي يبدو متمسك بموقفه و مصر.
" وهي بحاجتي اليوم أكثر من اي وقت مضى... "
" ان اقتربت منها..."
"ماذا ستفعل؟؟" قاطعه دافيد و لمعت عيناه بتحد:" تتطلق من أختي؟؟"
زم داركو شفاهه، انه بصدد فقدان السيطرة، سيقوم بقتله لا محالة.
" انا لا استحق الرحمة نعم و سأكون ملعون ان لم اجرب حظي في استمالة حبيبتي مجددا، حمايتك مثيرة للسخرية، دعها تقرر وحدها ولا تؤثر عليها كما فعلت كي تقبل بصديقك"
هذه المرة لم يعد مهتما بمن حوله و لا بهذا الحفل اللعين الغير منتهي، أمسكت أصابعه بياقة قميص دافيد الى ان شعر بتفاحة آدم في رقبته تتصلب تحته:
" فلتسمعي جيدا أيها السافل، بيانكا خط أحمر، ان اقتربت منها فسأنسى القرابة بيننا، سأسحقك دافيد ريتشي اقسم لك"
" داركو..." كانت فلور، بدى صوتها غير واضح بسبب الطنين العالي في ادنيه، كان يحترق رغبة في قتل السافل امامه.." اتركه ارجوك"
كانت مفاصل اصابعه قد ابيضت على قميص غريمه الذي كان يتطلع اليه بنفس الطريقة المستفزة، تركه متجاهلا النظر من حولهم، يبدو ان الكل بصدد التطلع اليهم، راقب دافيد يعدل قميصه و يدلف أصابعه في غرة شعره الحالكة السواد قبل أن يقول بهدوء:
" فلنرى من منا سيفوز أيها الأمير... هيئ نفسك للخسارة لأنني لا أنوي التراجع"
بعد ان القى عليه نظرة سوداء اخيرة منحه ظهره و ابتعد لنفس الاتجاه الذي ذهبت اليه ابنته.
* * *
لم يفت دياماناتي التشابك بالايادي الذي حصل على بعد مسافة قريبه منها و من أنجلا التي لم تخفي ابدا انزعاجها الشديد، الأمير يبدو غاضبا، كان وجهه متجهما فيما السنة النار تخرج من أنفه و فمه مثل الثنين، كانت فلور تحاول تهدئته الا انه تجاهلها و قصد الشرفة، بينما يمر بالقرب منها هز وجهه نحوها و التقت نظراتهما، كانت لنصف ثانية فقط قبل أن يتجاهلها و كأنها شفافة و يكمل طريقه، زوجته على أعقابه.
مند بداية السهرة و هما يلعبان لعبة القط و الفأر، كانت تعرف بأنه سيكون موجود الليلة هنا لهذا قبلت المجيء، رؤيته، مواجهته و برهنة بأنها ليست جدار يمكنه هدمه، لا... هو لم يحطمها... و هي غير قابلة للكسر بعد ألان، انها امرأة قوية قادرة على المواجهة بدل الهروب الذي امتهنته في الماضي.
تلك المواجهة في لوس انجلس خلال غيبوبة فلور لم تكن كافية و لم تضع ا لنقط على الحروف، كانت مترددة و مشوشة و كان نيوس الى جانبها، اليوم هي وحدها... حرفيا وحدها، وهما ينتميان لنفس دائرة الاصدقاء و العائلة، و على نزاعاتها مع فلورانس أن تنتهي... صار الأمر محرجا جدا للجميع.
وضعت كأس الشامبانيا الفارغ على طاولة بجانبها و شقت طريقها الى الشرفة، الأمير بدا أكثر هدوء عما كانه قبل لحظات، وجهه بين يدي فلور التي تتمتم له بكلمات بالانجليزية، عندما تكون فلور منفعله فإنها تستعمل كثيرا أمريكيتها.
" مساء الخير"
تطلع الزوجين نحوها، حط داركو نظراته القاتمة عليها و لم يمنع وميض المفاجأة، لم يتوقع جرأتها نعم بالاقتراب منه في تواجد زوجته الشرسة و الغيورة:
" بما اننا عائلة اليوم، رأيت انه من المناسب ان اقدم لك تعازي لرحيل اليخاندرو... تألمت بشدة للخبر... كنت أحبه بشدة"
بدت فلور و كأن فكها السفلي سيقع أمامها، الا انها لا تهتم، عاجلا أم آجلا عليها البدا بالثقة في زوجها و ايضا تركها و شأنها و عدم انتقادها كلما تواجدت في محيطهم.
" شكرا لك " تكلم أخيرا و لم يكن بأمريكية زوجته انما بالصقلية، تجولت نظراته في وجهها، كان ثمة توثر قاطع بينهم الا انها تنوي الاستمرار حتى النهاية:" كنت أنوي التعبير لك عن أسفي بشأن الحادثة ... انا بريء مما حدث له فلا أختبئ مطلقا وراء تراهات مماثلة ولا أطعن في الظهر"
رغما عنها ابتسمت:
" سبق و قلت الجملة نفسها ... الأمير لا يطعن في الظهر انما يواجه... أعرف بأنك لست وراء ما حدث... "
كانت فلورانس تتنقل بنظراتها الخضراء المشتعلة بينهما:
" أتمنى أن يعود..." قال الأمير ببطء." ...الى أطفاله بسلام"
" لن افقد الأمل" ثم نظرت الى فلور " الوقت متأخر و السهرة في نهايتها... أتمنى لكما ليلة سعيدة"
تعلقت نظراتها بالأمير للمرة الأخيرة قبل أن تستدير و تقصد السلالم المؤدية الى الطوابق العلوية حيث المربية مع طفليها، لم تتفاجئ بوجود نيكولاي بجانب ليم، كان يجبد على شعرها ببعض النعومة، وقفت فيونا ما ان رأتها:
" فلنجهز الصغيرين و لنرحل..."
" انه يرفض تركها " قالت فيونا و هي تشير الى الأمير الصغير " ذهبت مربيته لتبحث له عن دمية شبيهة كي يتركها و شأنها"
جلست ديامانتي على ركبتيها أمام الصبي الصغير الذي تطلع اليها بنفس اصرار والده.
" سوف تراها مرات أخرى أيها الأمير الصغير فعلى ما يبدو هي أيضا تحبك، و ان كان هوسك بها سيستمر حتى سن الرشد فأنا أتمنى لك من الان حظا موفقا "
دخلت مربية الديكاتريس، مجموعة دمى شقراء بين ذراعيها و وضعتها أمام الأمير الصغير الذي تأملها قليلا قبل ان يفهم المقلب و يتشبث اكثر بخصلات ليم الشقراء، يبدو انه آلمها لأن الصغيرة سرعان ما ارتجفت شفتها السفلى و انفجرت في البكاء... انه سلطوي مثل والده... لم تمنع ديامانتي نفسها من التفكير فيما حررت ابنتها منه و ضمتها اليها، حان دور نيكولاي ليظهر مواهبه في البكاء، كان صوته قويا مما دفع ليم للسكوت فورا و الانصات له بتعبير مشدوه.
" سيهدأ بعد قليل..." أكدت المربية وهي تاخده بين ذراعيها بالرغم من عصيانه الشديد و تمرده و تلقيها اللكمات.
" حظا موفقا اذن..." تمتمت :" يبدو خارج السيطرة"
وهل هذا غريب؟؟ نيكولاي هو كوكتيل من داركو و فلور... انه خليط مدمر.
* * *
" هل تشعرين بالوحدة؟؟!" هزت بيانكا نظراتها ناحية اليكس " ترغبين بالقليل من الرفقة..؟؟!"
الحديقة الداخلية لستارهاووس مزهرة بشكل رائع و يبدو ان البستاني يهتم بها بشكل خاص كي يجعلها بهذا الشكل الاستثنائي، كان جمالها مثالي و يلهب الحواس، لم يكن اليكس يستند على عكازه و يبدو انه يتقدم جسمانيا، انه طويل مثل عادته، وسيم بنظرات متمردة، ثمة قواسم مشتركة في الملامح بينه و بين دافيد، انهما ابناء عم، و ان كان اليكس يملك خصلات عسلية مثل مارك أنطونيو فإن دافيد ورث شعر والديه الشديد السواد و بالتأكيد نظرات الريتشي السماوية التي اشتهروا بها.
" لم تأتي بيلا الليلة؟؟"
" انها في استراليا منذ اسبوع، تدير مطعمها هناك و سألتحق بها ما ان انهي جولتي الاروبية"
" انتما متوافقان للغاية و مكملين لبعضكما" قالت بيانكا تحاول الابتسام بلا جدوى، هذه السهرة هي الجحيم بعينه، لم تتوقع ان يكون دافيد هنا الليلة، اعماله في نيويورك و حياته هناك ايضا و منذ خطوبة اليكس و بيلا لم تره مجددا و قلبت صفحة الخداع و الخيانة و الخجل و الالم، ثم فقدت اليخاندرو و توقفت حياتها.
اقترب منها اليكس أكثر، مد يده و أبعد خصلة من شعرها عن وجهها كي يتطلع اليها بنظرات ممتلئة بالتعاطف.
" أعرف بأنك ترفضين التحدث عنه... " نعم.. التكلم عنه مؤلم...
كما لو أن شخصًا ما يسحق قدمها بحذاء نعل حديدي قبل ان يغرس خنجر بين ضلوعها، و هذا الاحساس المؤلم مريب للغاية... انه صعب." عشت نفس الظرف بيانكا و اعرف كم هذا مريع... العيش مع الاحساس بأنك عاجز عن تغيير الأمور..." أبعد يده عن وجهها و أدخلها في جيب بنطاله ثم أخرج هاتفه و قلب فيه لثوان قبل أن يريها صورة لفتاة جميلة بنظرات خضراء براقة" انها اليسيا، ابنة الكونت اندريس و أخت فلورانس و جوشوا الصغيرة... نعم... فلم يختر الكونت و زوجته اسم اليسيا عبثا لطفلتهما الرضيعة..." مدت بيانكا يدها لتاخد بالهاتف و تتطلع الى الصورة " كانت حب الطفولة و المراهقة و بعد عيد ميلادي الثامن عشر تعرضنا لحادث سير تسبب لي بالاعاقة و أخد حياتها هي..."
" أنا آسفة" قالت بيانكا و هي تعيد اليه الهاتف، لا تحتاج عينيها لسبب كي تملان بالدموع، لا تظن ان الحياة كافية لتذرف كمية الالم في صدرها.
" أنا أيضا آسف..." تمتم بطئ وهو ينظر بدوره الى الصورة، كان وجهه خاليًا من التعابير،لكن عينيه مثقلتين بالندم و بشيء أشد عمقا من الالم.. امسك يدها و اخدها نحو كنبة جلدية بين اغصان متدلية من الورود الفواحة، كانت حاسة الشم وحدها التي تعمل، البقية مبنج تماما، القت نظرة على اليكس من خلال رموشها، كان قد اسند مرفقيه على ركبتيه، رأسه منحني الى الأمام، بدى فجأة غارقا في معاناته الخاصة و شعرت بالذنب لأنها السبب في تقليب هذه الذكريات السوداء قبل ان تتفوه بكلمة نظر اليها فجأة و سمرتها نظراته الشفافة" ان تكلمنا عن الالم بيانكا فلا توجد كلمات يمكنها التعبير حقا عما يختلج المرأ عندما يفقد شخصا عزيزا ... على مقياس عشرة تألمت الفا...ولم يكن ذلك كافيا خلال السنوات التي أعقبت، العذاب و الشعور بالذنب كوكتيل مميت، تمنيت لو لم أخرج من غيبوبتي كي لا أعيش القصاص الذي ينتظرني... مهما تأخر الوقت... سيأتي الخلاص صدقيني..."
زمت بيانكا شفاهها:
" هو لم يكن فقط خطيبي... كان صديقي"
" عرفت اليسيا كل عمري" وشوش لها اليكس وهو يعتدل في جلسته و يلتقط يدها في يده و يضغط عليها برفق شديد " الكونت اندريس و أبي كانا عدوين و علاقتي باليسيا كانت من الممنوعات و هذا ما جعلها مميزة جدا فقد قمنا بكل الحماقات معا في الخفاء... كانت صديقتي المقربة و كاتمة أسراري قبل أن يتعمق ما بيننا و يصبح صلبا غير قابل للانفصام... و موتها... دمرني"
مد يده ليمسح دمعة على خدها بإبهامه و يبتسم لها برقة بالغة:
" ثم التقيت ايزابيلا... و تغيرت حياتي تماما..." لم تستطع منع شهقتها، كانت تبكي بحرقة، كانت تشعر بأن قلبها يتمزق بشدة و هي بحاجة للدموع كي ترتاح قليلا " ما حدث مثل العاصفة التي تجعلك تطيرين هنا وهناك... نعم... انها الحياة بوجهها السيء و المخيف بيانكا... لكنك ستجدين مرساتك كما وجدتها انا... عاجلا ام آجلا سينتهي الغيث و تنير الشمس سماء حياتك...و ان احتجت لصديق فأنا هنا... يمكنك التحدث الي هاتفيا ان لم اكن متوفرا، يمكن أن أكون مصغي جيد فلا انطق بالحماقات كل الوقت"
غمز لها بعينه و ضحكت مرغمة، قبلت منه المنديل الذي قدمه له كي تمسح به وجهها و تفرغ فيه انفها:
" شكرا لك اليكس.. انت بعيد على ان تنطق بالحماقات، أظن بأن بيلا غيرت الطفل المدلل و الاناني الذي اشتهر به اليكسندر ريتشي"
جعد انفه و حفرت مجددا غمازة بجانب فمه بينما يمنحها ابتسامة:
" اجهل كيف تتحملني... "
" انها مغرمة بك..."
" و أنا ايضا مغرم بها..."
" اليست غيورة من ذكرى حبيبتك؟؟" سألته.
" بيلا؟؟" سألها و كأنه تفاجئ بهذا السؤال أو وجده سخيفا " كلا... أصرت عدة مرات بأن تزور قبرها معي... بيلا فتاة واعية جدا و لا تنقاد وراء هذه السخافات... "
هزت رأسها و اليكس في الوقت نفسه نحو القادم الجديد، كان ثمة مدعوين في الحديقة الداخلية يملؤون أعينهم بجمالها و يبدو ان انهما كان غارقين في حذيثهما كي لا يلاحظان بانهما الزائرين الوحيدين في المكان، التقت نظراتها بنظرات دافيد، شعرت بأنها تتعرض للتفتيش و المسح و التحليل من خلال نظراته، وقف اليكس فجأة و فهمت بيانكا بأنه ينوي تركهما بمفردهما.
هي غير مؤهلة لخلوة مع دافيد، اعصابها لن تتحمل، وقفت بدورها من مكانها، أصبح هذا الأخير على بعد خطوة منها، لا بد أنه فقه لمحاولتها للهرب:
" خمس دقائق بيانكا... أرجوك"
اليكس سألها بنظراته ان كانت ترغب حقا بالبقاء، لفتة لطيفة منه، هزت رأسها بالايجاب وراقبته ينسحب نحو المخرج، ان لم تمنحه الخمس دقائق فلن يتركها و شأنها الليلة، التقطت انفاسا عميقة وهزت نحوه وجه متورم من البكاء، لا بد انه لاحظ تورم عينيها ولا يهمها مطلقا كيف يراها في هذه اللحظة... دافيد صاحب عارضات الازياء المتشابهات، الا يشعر بالملل بالخروج مع نفس الصنف من النساء؟؟
" أنا قلق عليك" سمعت صوته يخترق الضباب في رأسها " آسف لما حدث ..."
" أنت لست آسف دافيد..." صححت له بيانكا " كفاك نفاقا فلم تحب يوما اليخاندرو"
" كيف لي أن أحب الرجل الذي ينام مع حبيبتي؟ "
فتحت فمها بعدم تصديق، هل يسخر منها؟هو من يقوم بانتقادها بشأن حياتها الجنسيه فيما يضاجع هو كل من يرتدي تنورة ؟؟ لن تدخل معه في هذه التراهات، الخمس دقائق تشارف على الانتهاء، يبدو انه قرأ الامتعاض على وجهها، رأته يدلف أصابعه بين خصلات شعره... رباه كم احبت شعره في الماضي، عندما ظنته ملكها بينما كان ينام في احضانها و في احضان نيكول سميث في الوقت نفسه.
" كان هناك نوع من المنافسة نعم لكنني لم أتمنى له يوما الأذى صدقيني... انا لست سيء لهذه الدرجة بيانكا... اتيت فقط لأخبرك بأنني موجود لك ان رغبت في صداقتي، بأنني حقا قلق عليك و أمرك يهمني"
" أمري يهمك..." رددت كلامه.
هز رأسه بالايجاب." نعم... كثيرا"
" ان كان أمري يهمك دافيد فاتركني و شأني... " أسندت راحة يدها على جبينها " لم اعد بحاجة لك في حياتي، لا كصديق ولا كشيء آخر مهما كانت تسميته... ان كان أمري يهمك حقا... احتفظ بالمسافة بيننا"
عندما تركته لم يحاول التعرض اليها، تتمنى أن تكون كلماتها قد اقتحمت رأسه العنيد هذه المرة.
* * *
كانت الشمس وسط السماء عندما استيقظت آيا أخيرا من النوم، في البداية لم تتعرف عن مكان تواجدها، لكن سرعان ما عاد الى ذاكرتها كل شيء، مدت يدها الى جانبها ووجدت مكان خوسيه فارغ، هجر بقايا النوم عينيها وجلست على السرير، تشد الاغطية حول صدرها.
" خوسيه..؟؟"
لم يكن هناك من رد، ملابسه أختفت أيضا، هل رحل..؟؟ تسائلت بعدم تصديق وهي تترك السرير و ترتدي الروب على عجل، تفقدت المكان، كانت طاولة العشاء ماتزال في مكانها، بتلات الورود، كل شيء مكانه عدا زوجها، عادت الى غرفة النوم التي كان اسفلها على أعلاها، بعد أن أمضيا الليل في تقاسم الحب مثل الحيوانات رحل هذا الصباح كاللصوص... هذا يضر بكبريائها الأنثوي.
بحثت عن هاتفها ووجدته على طاولة الزينة، تجمدت أصابعها فيما ترى جواز سفرها بجانبه، فوقه بطاقة الاسعار -بالجنيه الاسترليني - التي انتزعتها امس من فستانها و أيضا، ورقة مطوية، شعرت بأن قلبها يقفز الى حلقها بينما تلتقط الكل و تتفقد رسالة خوسيه.
{ علينا التكلم...}
انهارت على المقعد اذ ان ساقيها لم تعودا قادرتين على حملها، شعرت البرودة أولا، بالمفاجأة، بالكفر، بكوكتيل غريب من الحرارة و البرد... لقد قرأت ذات مرة أن هذه آليات يستخدمها العقل لحماية نفسه وعدم الانهيار في أوقات التوتر الشديد...
خوسيه كشف لعبتها و هو يطالبها بمحادثة صريحة؟ ياللهول.
مسحت على وجهها بتوتر، كل تلك الأعذار أمس كانت غبار.؟ تركها تلعب لعبتها و قضى معها ليلة ساخنة بينما يسخر منها كل الوقت؟؟ رباه... كيف ستواجهه؟؟ مالذي ستقوله له؟؟ كان من اللطف ان يترك لها حميمية الهلع دون ان يواجهها مباشرة بأفعالها... تركها بمفردها كي تبلع صدمتها على مهل و تفكر في نتيجة افعالها و تواجهه كبالغة و كمسؤولة حقيقية.
تجهل كم بقيت جالسة مكانها تنظر الى جواز سفرها و أيضا بطاقة الاسعار بالعملة البريطانية...
كيف تمكنت من الاستخفاف به الى هذه الدرجة؟؟ خوسيه على راس شركة متعددة الجنسيات و رجل أعمال ماهر لم يكن ليفته بالتأكيد مسرحيتها السخيفة، منذ متى يعرف بشأنها؟؟ البارح أو مند أشهر؟؟ اذا كان يعرف لما لم يواجهها بحق الجحيم؟؟
بقيت طيلة الصباح تذرع ارض بيتها بخطوات متوترة تحاول تهدئة نفسها و العثور على أعذار... هي نفسها تجد بأنها في وضع مثير حقا للشفقة... هل عليها لعب ورقة الصراحة بدل الاستمرار في الكذب؟؟
لابد انه غاضب... تفهم الان لما عاشرها بتلك الطريقة الغريبة و لم يتركها الا وهي ميتة من الارهاق، كان يقتص منها و يُعاقبها.
كي تفرغ طاقة استيائها قامت بتنظيف البيت جيدا الى ان صار لامعا، اخفت كل اثر لسهرة امس، وضعت الشراشف المستعملة في الغسالة و مسحت زجاج النوافد و كل ركن ايضا من الحمام، كان يجب ان تتعب نفسها كي تفرغ كل الافكار السلبية التي تقوم بقتلها في هذه اللحظة.
الوقت تجاوز منتصف النهار و خوسيه لم يحاول حتى التواصل معها، لابد انه ينتظر هذه الخطوة منها، ان تذهب اليه عندما تصبح جاهزة للكلام.
ورغم مرور الوقت لم تستطع التوصل لقرار و لم تملك الشجاعة للاتصال و انهاء هذا القلق الذي يأكلها.
كانت الساعة قد قاربت الرابعة بعد الظهر عندما رن هاتفها لكنه لم يكن خوسيه انما كارلوس، ترددت في الاجابة.
فمنذ ذلك اليوم في المقهى قطعا التواصل بينهما، فمالذي يريده منها الان؟؟ عليها الرد لتعرف:
" آيا... الامر ضروري يجب ان اراك"
" كارلوس" فركت جبينها، انها وسط عاصفة عاتية تجهل كيف ستخرج منها سالمة و لا وقت لها للقاءات سرية مع رجل يحبها" انت حقا تتصل في وقت غير مناسب"
" الامر يتعلق بشركتك... "نجح بشد اهتمامها، ابعدت يدها عن جبينها" عرفت من يعرقل لك الارسال و من وراء سرقة الموردين الخاصين بك، ومن اعاق تحركاتك مع الجمارك...انه خوسيه و لدي الأدلة...تذكرين؟؟سبق و اخبرتك بأنني سابرهن لك بأنه انسان بائس و غير اهل للثقة... انه وراء كل السوء الذي حصل لك مؤخرا و ان قررت ملاقاتي فساضع بين يديك ما يدينه.."



ملك جاسم likes this.

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 11:42 PM   #4972

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 86 ( الأعضاء 49 والزوار 37)
‏أميرة الحب, ‏رواء بلال, ‏karawan, ‏ريلام22, ‏ميار111, ‏safae bich, ‏ام الحلوات 2+, ‏luz del sol, ‏مامون الشرع, ‏shimaa17+, ‏dada19, ‏فطوم لكوم, ‏ubax, ‏بيجو, ‏تالاموو, ‏rinamcidra, ‏وفاء حسين سلطان, ‏غرام النهار, ‏خير جليس في الزمان, ‏بشـــرى+, ‏MoOo MoOo, ‏Fatima hfz, ‏OMM Z+, ‏الياسمين الجميل, ‏k_meri, ‏Rosey1, ‏منى فهمى محمد, ‏Girl ahmad, ‏emy92, ‏الاف مكة, ‏زهرة النهر, ‏نسيم88, ‏Mzl Hajouràà, ‏emily yong, ‏asmaefar, ‏littlebee, ‏كاملية, ‏jamal75, ‏حواريش, ‏عفاف شلوف, ‏Raf., ‏Diego Sando, ‏الأروكيد, ‏intissar2+, ‏ام جواد+, ‏فاطمه الشريف, ‏houpa+, ‏قول يا رب



التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 28-02-21 الساعة 12:35 AM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:08 AM   #4973

lina eltayeb

? العضوٌ??? » 350911
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 571
?  نُقآطِيْ » lina eltayeb is on a distinguished road
افتراضي

اليخاندرو 😢😢😢😢😢😢

lina eltayeb غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:10 AM   #4974

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

قلنا اللف والدوران مايودي لمكان وما يعطي انطباع صح ... مش مستغرب تصرف خوسيه وماالومه ابدا... وكارلوس عامل مثل السوسه لكن من يلومه الاخر هذي وظيفته اللي عينته ايا فيها وسمحت له بمزاولتها ...

كارلوس انسان مافيه خير لو فيه خير فكر في اهله اللي اكل عيشهم عند خوسيه .. مغفل فعلا وحقير ...


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:24 AM   #4975

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

عجبتني جدا بيانكا اليوم ❤... هذي بيانكا اللي اعرفها صح ابوك عمره مااذى اليخاندرو على الاقل ماخانه جميل الاعتراف بالخطأ ... مشهد بيانكا وداركو عجبني جداااا بيانكا تعشق داركو ومن محبتها له تغاضت عن اخطاء ابوها ومسألة ان ديفيد استغلها وكيفن استغلها وحده اخرى كرهت فلور وكرهت حياة ابوها ... بصراحه دمعت عيني عل عودتهم ودمعت عيني على كلام اليكس لها ومواساتها ... الفقد موجع فعلا ... اليكس كنت اعشقه في قصر الدوقيه اكثر من مارك انسان مميز وطيب وقصته مع ايزابيلا كانت مميزه جدا ...

ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:30 AM   #4976

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bennani maroua مشاهدة المشاركة
لماذا المحتوى مخفي بس جزيل الشكر على الرواية الصراحة لما قرأت أنه الجزء الأخير لا أعلم ماذا حصل لي قلبي أوجعني أقسم بالله لأن الأجزاء عشت معاهم جميع تقالوباتهم و مشاعرهم و بكيت معهم و ضحكت معهم صارو فردا من عائلتي وجزءا من يومي و كأنني صرتو ضمن حكاياتهم الحقيقة الكاتبة الذي تقدر أن توصل كل هذه المشاعر ونعيشوها بجميع تقلباتيها ونحسها فهذه أنذر الكاتبات التي ترفع لهم القبعة وأنحني لقلمهم الذهبي و أفكارهم التي مثل السحر كم أتمنى أن يكون هناك سلسلة متفردة لأبنائهم وكم سأكون سعيدة سعادة لا توصف أرجو أن تفكري في هذا الإقتراح و سترين بأن قارئات كثر يوافقنني الرأي و أخيرا وليس أخر أريد أن أقولا لك أحببتك قبل أن ألتقيكي أو أن أعرف عنكي أي شيء بس من خلال رواياتك أحببتك بشدة دمتي مبدعة
اهلا حبيبتي
المحتوى ليس مخفي... اتمنى انه الفصول واضحة اليك
والله سعيدة انه الأحداث اثرت فيكي و اتمنى من قلبي انها تعجبك حتى النهاية
سيكون هناك جزء للابناء اسمه المستبد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة silyana مشاهدة المشاركة
كيفك اميرة
انا كنت في صدمة بسبب أليخاندرو لانو اكتر واحد بحبو
و رغم انو توقعت يصرلو شي هو او خافيير بس كنت بتمنى لو انو خافيير دفع الفاتورة و مو أليخاندرو
انا كنت في حداد عليه لانو اكتر واحد يستاهل انو يعيش سعيد و تمنيت انو ما يكون مع بيانكا و حسيتو يزبط اكتر مع ايا بس قلبو اختار وحدة لسة بتحب ديفيد و مو راضية في نفس الوقت تتركو
بالنسبة لسانتو بكرر اني ما بحبو و راح يعمل كتير مصايب
اما اليانور فلساتها ما قابلت خوسيه و المصايب بلشت عليه اهمها تخطيطات ايا انو تأمن حالها وولادها منو
يا رب يكون في فصل ليوم و نعرف مين هو الشبح الي انا تقريبا متأكده انو يانيس
والله كلنا في صدمة بسبب اليخاندرو الغالي rip
شو سوى ليك سانتو ليه تكرهيه؟؟ ولا لانه بيشبه يانيس ههههههههه
اليونور مصيبة و بتشوفي.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آنستازيا رو مشاهدة المشاركة
مساء طيب على كل الطيبين
و اميرة الحب يعطيش الف عافيه على هذي البارتات و الكتابه المتميزه يسلم عقلش و تسلم اناملش
انا اختفيت فتره رجعت اشوف كل هذا فايتني و عاد اخر فصل موت اليخاندرو جوووي النكد و الحزن صراحه لو كان قبل شهر يمكن كنت بصيح و بحزن حتى بس صار عندي تجلط بالمشاعر لكن بفتقد وجود اليخاندرو فعلا كان البلسم للجروح و صوت العقل الاشخاص الطيبه كنه مكانهم مفروض بعالم ثاني ما يستاهلو هذا الواقع و هذي الدنيا you will be missed.
مره ثانيه يعطيش الف عافيه و ان شاء الله راجعه و بقوه.
أهلين انستازيا
انا شفت انك اختفيت عسى المانع خير يارب لا تختفي مرة اخرى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة l0ve 2o09 مشاهدة المشاركة
رائع جدا ....

طول وقتي وانا اقرأ الفصل و في بالي فكرتين ....

سيناريوو لينيتا راح يتكرر مع نيوس ....

وموت اليخاندرو وهل راح يتماسك رباط الاصدقاء من بعده او راح يرخي ......
ناريا لينيتا ممكن يتكرر و ممكن لاء
صداقتهم بتذوق المر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حواريش مشاهدة المشاركة
سلامات أميرة ما تشوفي شر اسربي كثير سوايل
وسوي شاي و زنجبيل و ليمون كثير مفيد
شكرا للنصيحة حبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kdr مشاهدة المشاركة
فصل حزين ومؤلم لموت اليخاندروا شكرا اميرة الحب
ربي يشفيك ويعافيك ويبعد عنك المرض
نفتقده اليخاندرو


مواساه


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:34 AM   #4977

بشـــرى

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بشـــرى

? العضوٌ??? » 62740
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,647
?  نُقآطِيْ » بشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond reputeبشـــرى has a reputation beyond repute
افتراضي

ديفيد بقتله روجي لا ترجعينه لبيانكا ما يستاهلها 😡🤮🤢
ديامانتي فجأة تقود اعمال زوجها وهي لا خبره ولا شهادة
وشخصيتها مستفزة والله لو شنو مستحيل ابلعها 🤣

كارلوس حيوان وش يبي ما اعتقد خوسيه عمل شيء لآيا اللي بيصير تطويل وتمطيط للعبة القط والفار بين خوسيه وايا افضل سيناريو انها تصارحه ويصارحها ايا تحتاج تكسبه وتكون واضحه له قبل عودة حبيبته السابقة وكشف ماضية.

حزينة ان حبيبي وصوفي ما طلعوا اليوم محتاجين تعويض
😭❤❤


بشـــرى غير متواجد حالياً  
التوقيع




|| أندرياس&فيرجينا || دراكو&فلور || أتمنى لكم السعادة روجي خفي عليهم من شاني
رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:37 AM   #4978

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

ديفيد يعني استغربت فعلا ردود فعله وتصرفاته ... من كنت تظن نفسك ؟؟ طيب كويس ماداركو رماك ورا الشمس ... هو اكراه ولا اكراه ؟ بيانكا مو تحدي ...

الاساءه لاليخاندرو بهذا الشكل وامام صديقه مستفزه جدا .. بيانكا ارتكبت اخطاء في حقه نعم ... لكن وصف اليخاندرو بهذه الطريقه وبهذا التوقيت خاليه من الذوق والمشاعر ...


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:43 AM   #4979

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bassina مشاهدة المشاركة
انا اظن ان روكو ماهو ابن بانيس او ام روكو ليهاولد ثاني او بنت ياترى مين هو ماتعرف كل ماتذكر روايه تجي هالفكره براسي فصل رايع كالعاده اعتقد موت اليخاندرو راح يحفز ذاكره خوسيه وراح يحمى اللعب بينه وبين ايه
اهلين يا قمر... كيف عندك شك انه روكو مو ابن يانيس؟؟؟ سابرينا اتخطبت لزوجها وعمرها 17 سنة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Saino Yaso مشاهدة المشاركة
حبيبتي ألف سلامة عليكي وعلي ابنتك ربنا يتم شفائكم على خير وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك ويشفي مرضانا جميعا أما بالنسبة للفصل فخأسلم ايدك اقسم اني دمعت علي لقاء الفتيات وذكريات اليخاندرو فكم نفتقد في حياتنا من هم في مثل شخصيته ودفئه وحنانه😍😍😍😍
امين يا قلبي و الله انا و اولادي جاتنا كورونا بس الحمد لله
راح نفتقد اليخاندرو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميار111 مشاهدة المشاركة
حبيبتي اميره ماتشوفي شر ... طهور ان شاء الله

نيوس واضح فيه حبكه مجهزتها لنا اميره
كل هالوقت اكيد أنه حي
حبيت ديام و قوتها قلبي حزين على اطفاله راح يفتقدوه

آيا ياويلي مراقبه اكيد ماراح يمر لقائها بكارلوس مرور الكرام

الفصل حزييين و وضع الاصدقاء يوجع القلب
بيانكا مو صغيره مهما يكون المفروض تراعي أن والدها حزين مثلها او اكثر
و صوفي اكيد ماراح تقصر و بتسمع روكو كلمتين
خافير وين ممكن يختفي ؟

سانتو غاضب بقوه من فيرنا .. احسن اعجبني اصرارها و عدم تنازلها اجل يبيها بالسر حضرته

تسلمي اميرتنا مذهله كعادتك
شكرا حبيبتي صرنا أحسن الحمد لله
الاسوا وراء ظهورنا الحمد لله
الأحداث فعلا بتتعقد راح تنفجر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رواء بلال مشاهدة المشاركة
الفصل عبارة عن دموع😭😭😭😭😭😭😭😭ربنا يشفيكي ويعافيك انتي وبنوتك يارب♥♥
الفصل فعلا حزين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الحلوات 2 مشاهدة المشاركة
مشهد مؤلم فعلا موت اليخاندرو ...

لا نلوم احدا في هذا الموقف ردود فعلهم طبيعيه بأبعاد شخصيتهم بدون استثناء ...

اعذرهم في عدم البوح بالحقيقه ... اختطف بسبب الانتربول ماضي يانيس وابتز خافيير به ؟ اها لكن الموجود روكو اذن هو بسببه بشكل ما ولعبة الشك واليقين تبدأ ..من ايضا متورط داركو ولما لا سيزار وخوسيه ؟ لم مازلتم معا؟
اليخاندرو ضحى بحياته من اجل صديقه؟ .. مو الكل راح يصدق وان كان فلابد من اصابع اللوم على كل من كان موجود في ذلك الوقت ...
... شرح الاسباب والمبررات في مثل هذا التوقيت ولمجموعه من النساء المحطمات لن يزيد الطين سوى بله وليس هو الوقت المناسب .. ربما لاحقا ...
اعجبتني ثقة فلور في زوجها هو ايضا ملكوم لوفاة صديقه وذكاء روبي في شكهم بخافيير ...
بيانكا المحطمه وتانيب الضمير ...
صوفي لا عجب لحقارتها وكلامها الجارح مع اخوها وايا !

ودفن في مقابر الامليانو كفرد منها .. نعم هو كذلك .. يستاهل.
الامور تتوضح بشأن الانتربول لأن المعادلة أكثر تعقيد من هيك يعني :a555:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الحلوات 2 مشاهدة المشاركة
{ كل من له علاقة بك ينتهي به الأمر الى التهلكة روكو إيميليانو... موت اليخاندرو ليس صدفة، أظنك السبب و أنا أكرهك لهذا}

مو كفايه!!!

متى راح يكون عندها قلب هالبنت !
ما عندها قلب و عشان كدة بيحبها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الحلوات 2 مشاهدة المشاركة
ايا ومصايبها ومخططاتها ! سجل نفسي مره وحده ايش ناويه تسوين؟؟

كفايه انتي الثانيه ..
مجنونة هي بس اكيد بتدفع الثمن


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 12:47 AM   #4980

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

سانتو مش معقول .... اجادت فيرنا الوصف فعلا اناني .. لكن كاتعرفين انه ورا خراب بيت فيتو وتخويفك ؟ ايش نوع الحب اللي يعرفه .... فيرنا اعجبتني ان وقفته عند حده ... من قلتو لي ديكتاتور ؟؟ ... هذا الديكتاتور بعينه وعلمه ... فيتو انسان لطيف بصراحه ويليق بفيرنا جدا

الا سانتو بنتك حبيبي ؟؟؟ وينها ........ ان شالله تركتها وهي بهالوضع؟؟

يالله ...


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.