آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree627Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-21, 05:18 PM   #5321

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي


لعل المانع خير
وحشتينا وقلقتينا عليكى أميره
منتظرينك انتى والأبطال على نااااار




قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 08:53 PM   #5322

nemolala

? العضوٌ??? » 131730
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 734
?  نُقآطِيْ » nemolala is on a distinguished road
افتراضي

لعل المانع خير وحشتنا

nemolala غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 09:25 PM   #5323

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد قليل سيتم تنزيل فصل جديد

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 09:50 PM   #5324

عهد الحر
 
الصورة الرمزية عهد الحر

? العضوٌ??? » 305991
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,579
?  نُقآطِيْ » عهد الحر is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مزيد من الابداع والتميز في انتظار. الفصل ع



😘 نار. أجمل تحية .


عهد الحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 09:57 PM   #5325

lina eltayeb

? العضوٌ??? » 350911
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 571
?  نُقآطِيْ » lina eltayeb is on a distinguished road
افتراضي

حمدالله علي السلامه

lina eltayeb غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 10:20 PM   #5326

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس و الثلاثين

وضعت بريانا دزينة بدلات سهرة على السرير الى جانب الملابس الغير رسمية مثل جينز و كنزات و قمصان، سبق و اختارت لروكو مجموعة لائقة لإمضاء نهاية اسبوع من الاسترخاء التام، المسكين، بعد كل ما يعيش حاليا من ضغوط يستحق جولة خارج روتينه الخانق.
الا انها محتارة بما يكنها اختياره لعشائهما في مطعم برج ايفل، تريد ان تكون السهرة استثنائية و مثالية، بينما يطفوان على ارتفاع 125 متر ستفاجئه بالخبر السعيد الذي غير حياتها منذ ان اكد طبيبها بأن اختبار الحمل المنزلي لم يكذب.
سمعت طرقات على باب غرفتها قبل ان تظهر صوفي على العتبة، ابتسمت لها بريانا ملئ فمها:
" أدخلي عزيزتي..."
" ارى بأنك تجهزين ملابسه..." قالت وهي تدلف يديها في جيوب بنطالها الجنزي الخلفية.
" انا حائرة قليلا... " اعترفت وهي تشير بدلا السهرة الأنيقة " ما رأيك؟؟"
" رأيي بأن تسرعي بإكتشاف سبب اخراج سانتياغو لسيارة المهمات الصعبة من مخبئها..."
شعرت بريانا بأن الدم ينسحب من وجهها، آه كلا... ليس هذا... لايمكن أن يحدث شيء يغير مسار الخطط التي تكبدت مشقة رسمها، سبق و حجزت في ' بلازا اتيني' و سهرتهما في 'جول فيرن' لنهاية الاسبوع، لن تتبخر مفاجأتها بسبب اعماله مجددا.
قبل أن تفتح فمها لتجيب فتح مجددا الباب و ظهر روكو، تكفي نظرة واحدة لوجهه كي تعرف بأن نهاية اسبوعها تبخرت في العدم، نظر اليها اولا ثم الى صوفي التي بدت متسلية لحضور العرض، هي و سابرينا كانتا على دراية بخططها و قد ساعدتاها بالنصائح بشكل أو بآخر، بالرغم من ان صوفي أخبرتها بأن تتوقع أي مقاطعة، و هاهي أمام ما سبق و حذرتها منه، نظر روكو الى ملابسه على السرير:
" جهزي لي حقيبة سفر 'كارا'.."
ابتسمت صوفي و توهجت عيناها الزرقاوين فيما شعرت هي بأن قنبلة انفجرت في صدرها، أبقت فاهها فاغرا قبل أن تنتبه بأنه يتخلص من سترته و يتوجه الى خزانة الملابس و يفتح أحد الجوارير و يخرج واحدة من تلك السترات الواقية للرصاص التي ترعبها.
" ستسافر؟؟"
" هناك أمر طارئ يحتم وجودي"
" هناك دوما امر طارئ يحتم وجودك..." قالت بريانا وهي تلتحق به في الخزانة " الن يمكن لسانتياغو أخد مكانك هذه المرة؟"
" لا" قال وهو يغلق الجارور كي يفتح آخر و يخرج ملابس داخلية" سآخد دوش سريع ريثما تجهزين اغراضي..."
خرج من الخزانة قبل ان يقطع طريقه كي يواجه صوفي:
" سوف أخد دوشا..."
هزت كتفيها:
" لما تأخد إذني؟؟"
رأته يجعد جبينه، لايبدو مستعدا للغرق في تسليتها بينما يبدو مزاجه سيء للغاية:
" اخرجي من هنا، الا اذا كنت ترغبين بعرض خاص؟؟"
الحمام مفتوح على غرفة النوم تم تصميمه لصدمة كل من يدخل الجناح ، جدرانه الشفافة و المصممة بخطوط أنيقة و تكنولوجيا متطورة لاتمنح اي حميمية، تم تعمد هذه الجرأة كي يتقاسم الزوجين كل شيء، حتى لحظات الاستحمام الشهوانية.
" و كأن هناك شيء مثير يمكن رؤيته..." قالت صوفي و هي تهز عينيها الى السماء." اتسائل كيف سقط اختيار بريانا عليك"
" ربما لانني املك الكثير من الحظ" رد روكو وهو يدفعها نحو الباب
" او ربما هي المنحوسة" علقت صوفي بسخرية.
" ابحثي فيمن تغرسي انيابك صوفي فلا وقت لي لتهكمك"
اغلق الباب في وجهها و ادار المفتاح قبل ان يقصد الحمام و يتخلص من ملابسه حتى قبل ان يصل اليه.
عاشت بريانا هذه المشاحنات الاعتيادية بين روكو و صوفي وهي في حالة التباس التام، هل فر مشروع المفاجأة من بين اصابعها كالرمال؟؟
لن يمكنها المنافسة أبدًا مع أعماله، دائما تنجح بأخده منها، شعرت وكأن سكينًا يمر عبر عظام صدرها قبل أن تضربها موجة من الغثيان قلبت معدتها، وضعت يدها على فمها و ابتلعت عصارة المرارة في حلقها، عادة الغثيان يكون صباحا، يبدو ان الاحباط الدي يُجهد عضلاتها قلب الموازين.
القت نظرة نحو زوجها الذي كان يقف تحت شلال المياه، لم يكن هناك بخار في الحمام، انه يغتسل مجددا بالمياه المثلجة، و هذا يعني ان الموضوع الذي كلمها عنه يمسه بشكل شخصي.
تنهدت و فكرت بانه يتبقى لها القليل من الامل لجره الى باريس نهاية الاسبوع، قد يسافر لليلة كما يفعل عادة فهو لا يحب البقاء بعيدا عن صقلية.
التقطت حقيبة من الخزانة و بدأت بحشوها ببعض الملابس قبل ان تعيد بدلات السهرة الى مكانها مع احساس مريع بالخيبة.
كانت تفرك اصابعها بعصبية عندما خرج من الحمام، منشفة بيضاء حول وركيه، حاولت عدم تضييع وقتها في طرح الاسئلة لسيما تجاهل جانبيته الفاضحة و هضاب العضلات السمراء امامها.
" اين وجهتك اذن؟؟"
دفع بيده بين خصلات شعره الكثيفة و سقطت بضع قطرات منه على صدره قبل ان تنزلق جنوبا، انشدت الى رحلة القطرات التي انتهى الامر بها في المنشفة.
" اسبانيا"
بلعت ريقها، ووضعت يدها على حلقها قبل ان تجلس على حافة السرير و تراقبه بصدد ارتداء ملابسه.
" و ما هو الأمر العاجل؟؟"
السؤال الذي يكرهه بشدة روكو، انه يرفض الى الان اخبارها بكل شيء، ربما هي طريقته في حمايتها من ضغوط اعماله الا انها ترى نفسها صلبة لتقاسم العبء معه:
" بريانا..." سمعته يزفر بينما يديه تزرران قميصه المقلمة التي جهزتها له سلفا.
" اريد فحسب معرفة كم سيستغرق هذا الأمر العاجل ..." دافعت عن نفسها" كنت افكر في ان نأخد القليل من الوقت معا فمنذ مدة و الظروف تاخدك مني"
تركت صوتها يتلاشى رغما عنها، هز عيناه الرائعتين نحوها و كأنه التقط الغصة التي احرقت حلقها، بقيت تنظر اليه متأثرة رغما عنها، نظراته القاتمة تجذب العيون إليه مثل المغناطيس، هذه الطاقة و الجاذبية و الهالة تخصه هو فقط.
انهى ارتداء ملابسه عندما قرر الاقتراب منها أخيرا.
كان قد ارتدي بدلة سوداء دون ربطة عنق . ولتكون صريحة ، لا يهم ما يرتديه.انه رائع دائما... و هرموناتها تجعلها حساسة اكثر نحوه.
مد يده اليها والتقطتها قبل ان تقف ببطئ امامه، هزت عينيها اليه فيما لامس بيده الاخرى وجنتها:
" لو لم يكن الامر عاجلا حبيبتي لما رحلت... تعرفين بأني احب تمضية الوقت معك... لم ابالغ عندما قلت لصوفي بأنني املك الكثير من الحظ بالعثور على امرأة رائعة مثلك... امهليني فقط القليل من الوقت لتمر هذه الظروف الصعبة و اعدك ان اجازيك..."
هذا الصوت الدافئ ... و هذه اللهجة المثيرة ، كهربتها و لم تجد بأسا في ان تهز رأسها بالموافقة، ابتسم و حصر وجهها بين يديه قبل ان يقبلها بحرارة :
" صرتي في حمضي النووي بريانا و مركز كوني ... ابعدي هذه التعابير عن وجهك و ابتسمي لي... "
وهو ينجح في اخد ما يريد، كلماته انفجرت في داخلها مثل الديناميت، كيف لها الا تبتسم بينهما يصفها بهذا الوصف الجميل؟
" و أنت أيضا مركز كوني ... سأنتظرك نهاية الاسبوع... أرجوك لا تتركني امضيه بمفردي، اريد ان نكون معا..."
" و انا اريد ان نكون معا" اكد لها.
" الن تخبرني لما ترحل فجأة الى اسبانيا؟؟"
تغيرت تعابيره وهو ينظر إليها. عيناه لم تعد مرايا متألقة ، بل اصبحت أبواب مصفحة ، موصدة ومغلقة في وجهها، عرفت بأنه لا يريد تقاسم شيء معها:
" في وقت أخر حبيبتي..."
جلس ليرتدي حدائه و لكي تلتمس العذر على اصرارها الذي افسد مزاجه جلست امامه على ركبتيها و بدأت بربط الحذاء، تركها تفعل، سمعته يخنق قهقهته عندما رآها تربطه على شكل قلب، ابتسمت وهزت عينيها اليه:
" لا تفكها..."
انحنى ليقبلها للمرأة الأخيرة:
" لن أفعل..." ثم وقف و حمل حقيبة السفر:" علي الذهاب..."
" سأرافقك للسيارة"
* * *
كان جو الجزيرة اللطيف مناقض لبرودة لندن التي تركوها خلفهم هذا الصباح، بعد امسية مشحونة بالعمل قررت ديامانتي الخروج الى الشاطئ كي تريض نفسها قليلا، الوقت متأخر، الا انها تعترف بأن مشاكل الشركة أضخم مما توقعت، تتفهم ألان الثقل الذي كان على كتفي زوجها.
الليل سقط منذ زمن و نام الصغيرين بعد تناول عشائهما مباشرة و هي بحاجة للحركة كي تفرغ المجهود النفسي الذي تمكن منها، كانت قد ارتدت بدلة الرياضة و قصدت الشواطئ امامها، كان القمر يضيء الطريق كفاية كي تتمكن من ممارسة رياضتها الليلية، وضعت السماعات في أدنيها و انطلقت في جو مملح بالبحر و حرارة الشمس ليوم ترك بصماته في طيات الليل و شعرت بالانتعاش الشديد يحتلها و ايضا الحرية التامة، كانت الوتيرة الحياتية مؤخرا شديدة لدرجة أنها لم تستطع إيجاد لحظة للانغماس في أنشطتها الشخصية، روتين نيوس جحيم حقيقي.
دفعت بهذه الافكار جانبا، لاتريد ذكرى نيوس ان تربك خططها بالاسترخاء، يكفي انه يحتل عقلها كل النهار و اسمه لا يبتعد عن لسانها، لقد هربت من الاوراق و من امام شاشة الحاسوب كي تفرغ شحنات الضغط المتراكمة، و الركض شغفها الحقيقي ، الرياضة الوحيدة التي تسمح لها بالاسترخاء... مارستها لفترة طويلة في نادٍ قبل أن تضطر إلى وضع حذائها الرياضي في الخزانة بعد ان قرر داركو فالكوني الدخول الى حياتها وقلبها على عقب، وكم افتقدت هذا الارتباط الخاص بالطبيعة،وهذه الجزيرة الرائعة و الهادئة توفر كل الظروف كي تسمح لها بممارسة الجري و الاسترخاء دون ضجيج سيارات و لا دخان و لا عرقلة سير.
تجهل كم مر من الوقت وهي تركض على نفس الوثيرة، كانت في عالمها الخاص و ترفض ان يتم مقاطعة سلامها الداخلي شيء، عندما وصلت الى التل توقفت لتستعيد انفاسها المتقطعة و تلقي نظرة على اليم الحالك الامنتهي امامها، كان البحر هادء و اللون الفضي الشاحب للقمر يرسم بوضوح امواجه، تملكتها رغبة في السباحة... في الماضي... فعلت هذا مرارا مع نيوس، عندما كانت علاقتهما شبه طبيعية... لا خوف من امان مياه ايجيه العذبة، حتى في الشتاء يمكن للمرء الاسترخاء بينها.
نظرت من حولها، الطبيعة النائمة غارقة في الهدوء لهذه الجزيرة الخاصة، من حظها و خظ طفليها الحصول على حميمة مماثلة، بيتها الخاص البعيد عن الأعين الفضولية.
انتزعت ملابسها و شعرت بالنسمات العذبة تلامس حرارة جسدها الذي اقتصت منه بالتمرين، هناك شيء يضيف لمسة سحرية. يبدو الأمر غريبًا وسرياليًا بعض الشيء بينما تنزلق بين الامواج و تغمرها برودة المياه كي تطفئ النار التي تلتهم عضلاتها، سبحت مطولا قبل ان تقرر السباحة على ظهرها، السماء الحالكة بنجومها و قمرها الشاحب فوقها جعلها تشعر أنها على قيد الحياة...الظلام المياه الساحرة جعلت جسدها يسترخي مما جعل المياه بدفعها اكثر الى السطح حتى بأنها تطير بين النجوم... السباحة ليلا أمر مذهل ... نسيت همومها و حتى فطرتها السليمة،.هل يوجد علاج نفسي افضل من هذا؟؟

تسائلت وهي تخرج اخيرا من البحر يلفها احساس مخدر من النشوة، ارتدت ملابسها التي استأمنت الرمال عليها وحملت حذائها الرياضي في يدها بينما تركت شعرها الطويل خلفها في دعاء صامت للطبيعة بأن تهتم به.
كان هناك نار قرب شاليه فرانكو، النسمات تجلب لها رائحة الحطب المحترق، القت نظرة الى ساعة يدها و ترددت قبل ان تقرر القاء التحية، رغم كل جهودها الجسدية لا تشعر بالارهاق او رغبة في النوم.
قطبت بينما لا تجده في الجوار، بحتت عنه بعينيها قبل ان تقرر التراجع و العودة الى الفيلا، لكنها شهقت من المفاجأة عندما استدارت ووجدته أمامها، جدار ضخم من العضلات و المنحنيات الدكورية، وضعت يدها على صدرها...
" أخفتني فرانكو..."
" آسف ايتها الأميرة... "
تراجعت الى الخلف لتضع بينهما مسافة، كان قلبها مازال يهتز في قفصها الصدري، اين كان؟؟ ولما يظهر فجأة و كأنه خرج من العدم؟؟ هل كان يراقبها؟؟ شعرت بالاستياء لهذه الفكرة، و كأنه قرأ أفكارها، انزلقت عيناه على شعرها المبلل و ملابسها:
" هل كنت تسبحين؟؟"
اذن فلم يراها...
شعرت بالراحة الغامرة لهذا، لقد تجردت من ثيابها و ترفض قطعا ان يراها على ذلك النحو.
" كنت بحاجة للتمرين فيومي كان طويلا..."
" هل ترغبين بفنجان من الشاي؟؟"
رأته يجلب مقعد بلاستيكي ابيض و يضعه قرب النار، و كانه شعر بمقاومتها للبرد الذي بدأ بتجميد اطرافها بعد نشاطاتها الجسدية.
" أفضل العودة الى الفيلا..."
" يمكنني ان أكون مستمع جيد ان احتجت للكلام"
ابتسمت لهذه الملاحظة، ثم قررت منحه بضع دقائق، ففي النهاية، هي من أتت الى هنا لالقاء تحية المساء.
النار انعشتها، نفضت الرمال و المياه على شعرها الطويل ووضعته فوق كتفها تنتظر فرانكو الذي دخل الى الشاليه كي يعود بعد قليل بفنجانين فوّارين من الشاي الاخضر و بطانية، اخدت منه الكوب شاكرة و تركته يضع البطانية على كتفيها، شكرته بابتسامة ، و انتظرت أن يبرد الشاي كي لا تحرق لسانها بسائله الحارق.
راقبت السنة النار تنعكس على الرجل الجالس مقابلا لها، لم تزد الظلال من هيئته سوى قوة و ملامحه غموضا، عندما هز نظراته ليلتقي بنظراتها من خلال النار شعرت بأنه مازال يرهبها بشكل أو بآخر، بسبب عمله الطويل في الجيش و كحارس شخصي التصق قناع الصلابة على وجهه، فرانكو لا يظهر أي نوع من الانفعالات مهما كانت و يستحيل القراءة في أفكاره.
" مالذي يُقلقك؟؟" سألها دون ان يبعد نظراته المتفحصة عليها.
وضعت مرفقيها على ركبتيها و انحنت اكثر نحو السنة اللهب التي ادفأت وجهها، كانت طريقة شرعية لتفادي نظراته .
" نيوس عمل جاهدا لإدخال الشركة الى البورصة، اختفائه وضع الشركة امام علامة استفهام كبيرة .. كل ما عمل كالمجنون من أجله ضاع وهذا لا أعرف له مخرجا، المدير المالي يقول بأن الاوضاع لا تصب في صالحنا... لا أحد يثق بنا لسيما و أن الرئيس التنفيذي مجهول المصير حتى الان... بقوته و نشاطه و خبرته خلق لنفسه سمعة دعمته بشدة لوضع هذا المشروع على قدميه... الا أن الأمور تشابكت بشدة كخيوط عنكبوت و يصعب حلها...أنا مستعدة للعمل ليلة نهار لإبقاء هذا المشروع قائمًا... لكن هل هذا سيجنبنا حقا الوضع الكارثي؟؟"
صمتت وشعرت ببعض الراحة لتقاسم هذا الهم مع فرد آخر غير المجلس الاداري الذي يعمل ليل نهار كي يجد حلا. نيوس أفضل قائد في جيله، انه يعرف تماما ما يفعل بينما هي... تشعر بالضياع وسط كل هذا، رغب نيوس بتصدير أوراق مالية جديدة في السوق من أجل زيادة قدرة الشركة على التمويل، هذه مقدمة عن طريق زيادة رأس المال.
" أجلي كل هذا الى وقته 'برنسيبيسا'..." عادت لتهز نظراته نحوه "الوسطاء يضعون ثقتهم في ليونيداس و هم القائمون على ادارة الاكتتاب العام، لا تنسى ان اختفاء الرئيس التنفيذي يشوبه الغموض مما يضع سمعة الشركة على المحك... ما لم تتوضح هذه المسألة فحظوظ الشركة قليلة للحصول على فرصتها للدخول الى البورصة"
" اعرف... " تنهدت " أريد فحسب مد يد العون و تغيير الأمور..."
" أنت ذكية و قد برهنت نيتك الصافية في مساعدة الشركة في تجاوز محنتها الحالية... الى جانب قيامك بكل الادوار مرة واحدة، أم و أب و سيدة أعمال و طبيبة نفسية و مصلحة اجتماعية"
رأت شبح ابتسامة على شفاهه، كانت قد التقطت التسلية في لهجته، كان يقصد بالتأكيد مواجهتها مع داركو و زوجته، هزت رأسها و ابتسمت بدورها:
" هل يمكنني أن أسألك سؤال خاص؟"
رأته يتراجع في مقعده، و قد عاد لحذره، هز رأسه بالايجاب:
" الا تفتقد عملك السابق؟؟ أقصد... حياة الأمير مثيرة و حافلة بالأحداث و انت انسان نشط للغاية و قد آلف الحركة و الاكشن... أجدك... متناقض مع الديكور هنا... اقصد... أن لاشيء مثير في حياتي ليبيقك... روتيني ممل..."
حافظ على صمته و استمر فحسب بالتطلع اليها لبرهة من الوقت قبل أن يقول:
" هل سئمتي مني و تريدين مني الرحيل؟؟"
" قطعا لا..." جاءت اجابتها قاطعة" أشعر فحسب بالذنب لأنك لست في محيطك"
" لما شعورك بالذنب بينما أنا من اتخد قراره بترك الأمير و البقاء بجانبك؟؟" سالها بهدوء " عليك ان تعرفي بأنني في محيطي تماما... العمل معك بمثابة عطلة لم أحصل عليها منذ سن العشرين..."
هذا الطف ما سمعته، اتسعت ابتسامتها أكثر، بفضل النار، كان شعرها قد جف و تجعد حول وجهها.
" أنت أشد أصدقائي وفاءا...."
ابتسم بدوره:
" أنا صديقك الوحيد"
هزت عينيها الى السماء و ضحكت:
" هل يجب ان تذكرني بأن حياتي الاجتماعية كارثة حقيقة؟..."
عاشا بعد ذلك جوا من التواطئ الدافئ، كان الليل ناعم، السماء حالكة السواد و الطبيعة تتكلم بلغتها الخاصة، امتدت سهرتهما الى ان انطفأت النار، فقررت أخيرا العودة الى الفيلا:
" شكرا لأنك سمعتني..."
" شكرا لأنك أتيت..."
تبادلا النظرات قبل ان تهز رأسها و تعيد له البطانية:
" ليلة سعيدة فرانكو..."
" ليلة سعيدة 'برنسيبيسا'...نامي جيدا "
منحته ظهرها و ابتسمت لنفسها... لم يعد لقب الأميرة يزعجها في النهاية.
* * *

" ما الامر؟؟"
سؤال سيزار جعلها تتوقف عن الاهتزاز بجانبه، كانا يجلسان بجانب بعضهما على الصوفا امام جهاز التلفزيون، رأسها على صدره بينما يحيطها بذراعه و احيانا يعيد البطانية الصغيرة عليها كلما انزلقت من كتفيها، اصبحت هذه السهرات الحميمية قريبة جدا على قلبها، انهما يتشاركان الذوق نفسه فيما يتعلق بالسينما، و هما في الموسم الخامس لسلسلتهما التلفزيونية المفضلة، القت نظرة على الساعة الحائطية، الوقت لم يكن متأخرا الا أن سيزار سيعمل غدا و هي لها بروفة أيضا و عليها أن تكون في باليرمو عند العاشرة.
" سأذهب الى السرير... أنا متعبة قليلا"
احنى رأسه ليقبل جبينها:
" سأتفقد أنجلو و التحق بك... أحبك"
أنجلو المنغلق على نفسه مؤخرا، رغم كل الاغراءات يرفض تقاسم همومه معهما، لا يرغبان بالضغط عليه لدفعه للكلام الا ان سيزار أقرب اليه مما كان في الماضي، كل يوم يزداد تعلقا به.
" حسنا..." قبلت خده بدورها" أحبك ايضا..."
وقفت من مكانها و تركت البطانية تنزلق من كتفيها، كانت تشعر بأن كل عضلاتها متألمة، أخبرها الطبيب بأن آلام حوضها و رحمها طبيعية في الحد المعقول بالتأكيد الرحم يتسع للجنين الذي ينمو يوم بعد يوم، لايمكننا رؤية بطنها بعد، مازالت مسطحة، انها في اسبوعها العاشر فقط على حسب الاشعة التحت السينية... الاسبوع الماضي سمعا للمرة الأولى نبض قلب طفلهما... كانت لحظات لا تنسى، مطلقا لن تنسى فرحة سيزار، أسعدها رؤيته مبتسما بعد أن أمضى أيامه الأخيرة في البكاء الصامت على فراق اليخاندرو:
" عزيزتي.."
" أممم..."
" أنت تنزفين"
" ماذا؟؟"
انحنت فورا لتتفقد بنطال البيجاما الذي ترتديه، في نصف ثانية اصبح سيزار بجانبها، يديه على كتفيها، لوت عنقها نحو الكنبة ووجدت ان ثمة بقعة حمراء عليها ، مالذي يحدث بحق السماء؟؟ انها لا تشعر بأي الم، فلما تنزف؟ وضعت يدها على بطنها و هزت عيون ممتلئة بالرعب الى زوجها:
" هذا ما حدث في لوس انجلس سيزار... لا أريد فقدان هذا الطفل أيضا"
" اهدئي..."
هذه الكلمات أعادتها الى الوراء، صوت ديامنتي الذي يطلب منها الهدوء و يدعمها و يواسيها و هي تمسك بها تماما كما يفعل سيزار اللحظة، و كيف انتهى الأمر؟؟ في غرفة طبية حيث افرغوا رحمها من الطفل الذي حاولت التخلص منه في نفس اليوم في عيادة خاصة.
لن يمكنها عيش نفس التجربة المريبة، لن يمكنها تحمل ضربة أخرى مماثلة، سمعت سيزار يتحدث في الهاتف، أتى صوته من خلال الضباب الذي تسلل الى رأسها، عصرت على بطنها و هي تصلي في سرها كي لا يتكرر الكابوس، احتاج زوجها لمحاولتين كي يسترعي انتباهها:
" سوف اخدك للمستشفى... الطبيب سينتظرنا في المستعجلات"
"كلا..." اعترضت بقوة" لست بحاجة لفحص، لا اشعر بالألم كالمرة السابقة... "
بدأ يستوعب زوجها بأنها تدخل أزمة هلع، هل سيكون الوضع هكذا على الدوام؟؟؟ لا تتخطى الاسبوع العاشر كي تفقد الحمل تلقائيا؟؟ انها ترفض تصديق هذا المصير... في الاسبوع الماضي أكد لهما الاختصاصي بأن طفلهما بحالة جيدة و بأن التحاليل جيدة.
" عزيزتي..." أمسك بوجهها كي يجبرها على النظر اليه" أعرف بأنك قلقة و أنا أيضا، علينا القيام بالفحص للتأكد بأن كل شيء على ما يرام... "
هزت رأسها فيما الشك يمزق أحشائها، ابتلعت كرة الرصاص
التي تشكلت في حلقها وملأت الدموع عينيها... هذا ليس جيد... ليس جيد على الإطلاق.
استغرق التعافي من اجهاضها الأول الكثير من الوقت. في جسدها وأيضًا في رأسها، فقد أثقل الحزن والحزن وخيبة الأمل والخوف والعار والغضب روحها مطولا، ان أعادت التجربة فلا تظن بأنها ستخرج منها سالمة... انها تريد هذا الطفل بكل روحها و كل درة من كيانها.
*. * *
اقتربت صوفي من باب اقامة سانتياغو في اطراف ملعب الغولف الشامخ و استرقت النظر من خلال مكعبات الزجاج في محاولة فاشلة للتأكد من انه في الداخل، هناك امر غريب يحدث و الفضول يقتلها... سانتياغو لم يرافق روكو الى اسبانيا.
حسنا... هذا امر مستحيل فمنذ موت والدها حل روكو محل القائد و كان سانتياغو ظله الذي لا يبتعد عنه مطلقا، انهما مثل الحديد و المغناطيس، دائمآ ملتصقين، أخد 'فيتال' و 'ماسون' مكانه بجانب شقيقها بينما عاد هو بالسيارة قبل ان يضعها مكانها و يختفي في العتمة التي تقود الى اقامته الخاصة، كان الوقت متأخر و هي لم تتمكن من النوم، بعد ان استعملت البرج لمراقبة النجوم و حطت منظارها على رجل اخيها الأمين، رغم المسافة امكنها رؤية ملامح وجهه المنغلقة و المسودة.
ضربت على الباب و لم تتلقى اجابة، وضعت يدها على المقبض و لمفاجاتها لم يكن موصدا، انه في الداخل و يتجاهل الرد عليها اذن.
" سانتياغو..."
انه يكره بشدة اقترابها من مكان اقامته، في السابق عندما تسللت الى هنا و عبثت بين اغراضه لم ينتهي ذلك بشكل جيد، لكنها على الاقل اكتشفت بأنه رجل يفضل ملابس داخلية استثنائية للغاية.
كان الضوء المتسرب من الخارج خافتًا ومائيًا و ينعكس على السقف و الجدران البيضاء، عموما اللون الابيض يطغى على المكان، الجدران السقف و الاثاث... لا توجد بقعة لون واحدة... من الممكن أن يكون المنزل عبارة عن إيجار فاخر لامضاء الليل ايضا فلا لمسة شخصية خاصة به.
،الانارة الوحيدة في المكان هي مصابيح السقف للحمام، مثل المعتاد، المكان نظيف جدا و كأن لا أحد يعيش هنا، لكن عندما ارتطمت رجلها بحقيبة سفر على الارض فهمت لما ترك شقيقها يرحل بمفرده، انه يملك مهمة أخرى ... فجأة تذكرت اليخاندرو و شعرت بالخوف من هذه المهمات التي لا تنتهي كل الوقت بشكل جيد.... والدها فقد الكثير و الكثير من الموظفين وكان دائما يعوض عائلتهم الخسارة ماديا، الا ان هذا الطريق خطر للغاية و رغم فطنته و قوته قد ينتهي الامر بسانتياغو تماما مثلما انتهى الأمر باليخاندرو... و لن يمكنها تحمل خسارتين.
اكتسحتها قشعريرة بينما الافكار السوداء تتخمر في رأسها، نظرت من حولها و كأنها تبحث عن شيء فقدته،إحساس بالحرارة يحترق في منتصف صدرها، تحركت نحو الغرفة الوحيدة في مكان، غرفة نومه، الاضواء الخارجية لملعب الغولف تنير جيدا المكان، لاشيء شخصي هنا، لا لوحات و لا صور و لا اغراض خاصة، و كانه ياتي لاستعمال السرير فقط و ليس انه يقيم هنا منذ سنوات طويلة... نعم... فمنذ ان اتت الى هذه الحياة الفته في محيط عائلتها و كأنه فرد منهم.
دنت من خزانة ملابسه و فتحتها على مصرعيها، كانت شبه فارغة، اغلب ملابسه وضعها في حقيبة، يملك سانتياغو ضعف نحو الملابس الراقية، كل بدلاته مخاطة على مقاسه تماما مثل روكو الذي لا يضع عليه سوى ما هو مخاط، لامست الاثواب الفاخرة للقمصان و البدلات الرسمية ثم انحنت على الرفوف الداخلية و ابتسمت رغما عنها، هناك عدد لا يحصى من الملابس الداخلية المصنوع من الحرير، لايبدو ان ميولاته تغيرت منذ اخر مرة.
فتحت جارور داخلي حيث ربطات عنق مرتبة في حلقات بالالوان الواحدة تلوى الاخرى، لامستها بأصابعها قبل ان تصتدم يدها بشيء صلب، ابعدت ربطة العنق و اكتشفت علبة ذكورية بحثة، قطبت و هي تحملها في يدها لتلقي نظرة عن قرب، شعرت بالابتسامة تتبخر و هي تقرأ المحتوى ( سهل وسريع التثبيت! بفضل حجمها المعدل ، تتكيف هذه الواقيات الذكرية بشكل مثالي مع مورفولوجيا الجميع.)
اعادتها فورا الى مكانها و اغلقت الجارور و معه الخزانة، وجدت نفسها تلهث من أجل الهواء وتوقف قلبها عن الخفقان للحظة بينما التهبت و جنتيها بشدة. في كل حياتها.. لم تتوقع بان ثمة حياة جنسية لسانتياغو، كيف يجد الوقت لهذا بينما يمضي كل وقته مع شقيقها؟ الا اذا كان يملك حبيبة سرية في القلعة؟
المكان يعج بالموظفات الجميلات، و اغلبهن يقمن اقامة دائمة في المكان كي يبقين تحت تصرف اسياد المكان، وبما ان سانتياغو يملك ذوقا مرتقبا فبالتأكيد يمكنها ان ترشح بلا استثناء مُساعدة والدتها، و لما لا رئيسة الطباخين التي رأتها تدردش معه في أكثر من مرة...؟ ثم... اين هو ألان؟؟ لما ليس في بيته؟؟ هل هو في غرفة عشيقته السرية في الجناح الخاص بالموظفين؟؟
" مالذي تفعلينه هنا..؟؟"
قفزت من مكانها بينما الصدمة كادت أن توقف قلبها من النبض، التفتت ووجدت سانتياغو في اطار باب الغرفة كان يتدلى مثل سحابة سوداء، وجهه مسود و نظراته تلمع في العتمة... انه غاضب مثل الشيطان:
" أنا" تلعثمت، كانت ما تزال متأثرة بشأن العلبة الشبه فارغة الواقيات الذكورية... لقد استعملها كلها بحق الجحيم، عاد وجهها ليشتعل بشدة من الانزعاج و الاحراج و شيء اخر لا تعرف كيف تفسره " أتيت لمكالمتك"
تقدم منها و أمسك بذراعها و بدأ بجرها نحو الباب الخارجي تماما كما فعل آخر مرة تجرأت بدخول بيته، تفحصته بنظرة جانبية، لقد كان غاضبا جدا، سيلوي عنقها و هذا لن يسمح لها باكتشاف ما دفعها الفضول اليه، تهاوت فجأة:
" ساقاي..."
هذا اوقفه فورا، خفف قبضته بينما استغلت ذلك و جلست ارضا تمسدهما متألمة، رأته ينزل ببطئ بجسده الكبير الذي فوقها مرتين قبل ان يجلس بجانبها و يضع يديه الكبيرتين على ساقيها، متأثرا بلا ادنى شك بتصرفه الهجومي:
" اعذريني... نسيت بأن..."
" بأنني لم أعد طبيعية كما السابق؟؟" وشوشت.
هز نظراته الخضراء نحوها و رأت كل هجومه يتراجع، شعرت ببعض الخجل لكذبها، الا ان الغاية تبرر الوسيلة، كان ينظر اليها... ينظر اليها بإصرار... بعيون بدت وكأنها تخترق قناعاتها. كادت أن تتراجع، هل يرى بأنها تمثل عليه؟ سانتياغو موهوب جدا بكشف كل خداعها و الاعيبها.
" مالذي تريدينه مني صوفي...؟"
تولد لها احساس بأنه لا يقصد بكلامه تواجدها في اقامته، تعلقت نظراتها بملامحه الوسيمة القريبة منها، كانت يده تمسد على ساقيها المختفية في بنطال جنزي بينما نظراته لا تفارق عينيها، تخيله في وضع حميمي مع امرأة تجعلها تغلي.
شدت على فكها بسبب افكارها. هل كانت ... تشعر بالغيرة؟ هزت رآسها وسرعان ما أقنعت نفسها بأن الأمر مجرد هراء وأجبرت نفسي على تجاهل الشعور المريع، طالما وضعت سانتياغو في نفس خانة روكو، كان شعورها مماثلا بينما يأتي للمرة الأولى ببريانا للقلعة و يقدمها على اساس خطيبته الرسمية... هو الذي لم يدخل امرأة لبيتهم كل حياته، ما يحدث انها تغار من حياة الاخرين العاطفية و الجسدية بينما حياتها هي فارغة تماما.
تسللت ذراعه تحت ساقيها بينما احاط ظهرها بذراعه الأخرى، وجدت نفسها تطير في الهواء، كان هذا التواصل الجسدي كافي لتعود الفراشات إلى حفرة معدتها. شمت رائحته الدافئة مثل القرفة وجافة مثل المريمية البيضاء التي نمت في التلال الساحلية الصقيلية.
وضعها بكياسة على الكنبة في الصالون وحرمها من ملامسته فوار ثم جلس فوق المائدة الخشبية المنحدرة مقابلا لها و اشبك أصابعه فيما يحط ساعديه فوق ركبتيه:
" لما أنت هنا؟؟"
" لم أتمكن من النوم... "
" لماذا؟"
" كنت أفكر بك" رأته يقطب و يحسب جيدا كلامها:" رأيتك تعود بمفردك و هذا ليس من عادتك فأنت ترافق روكو في كل أسفاره"
هز كتفيه و كأنه لا يرى بأسا في الموضوع:
" لدي التزامات أخرى..."
" اي نوع من الالتزامات؟؟" سألته.
" هذا ليس من شأنك..."
عبس وبدأت خديها تحترقان من الغضب، زمت شفتيها:
" ليس من شأني بينما من شأنك غرز انفك في كل أموري؟؟ عندما تجد انه من حقك قطع لقائي مع اورسو فأنت تعطيني حق استجوابك متى اشاء ... سبق واخبرتني بأن اضح حدودي لاحقا و انا هنا كي اسألك لما تصرفت مع مرشح ابي بهذه الطريقة الفضة بينما روكو يسمح لي بالخروج معه؟؟"
هذا ليس صحيح، لم يأتي بها موضوع أورسو... و لتكن صادقة مع نفسها، هو لا يهمها اطلاقا... ما يجعله لطيفا هو كمية الامتيازات التي سيحصل عليها ان قبلت الزواج به.
" يعجبك؟" سألها فيما عيناه العاصفة تتحداها.
" انت لا ترد على سؤالي" زمجرت من بين أسنانها.
" ما يحدث ان خياراتك كلها خاطئة صوفي، انه لا يعجبك، و هذا لا يردع رغبتك في اثبات شيء لنفسك و ايضا لازعاج روكو... لسيما ازعاج روكو..."
فتحت فمها، كيف يعقل أنه يعرفها لهذه الدرجة بينما هي اتت على اكتشاف انه لا يعيش مثل قديس و ربما خليلته تعيش في القلعة.؟؟
" توقفي عن تحريف الأشياء لتأكيد وجهة نظرك المتهكمة والمشوهة عن العالم... انت طفلة مدللة غارقة في الشكليات... أورسو لا يهمك، لا ارى الاعجاب في عينيك عندما تحطينهما عليه"
رغما عنها، شعرت بالدموع تحرق مقلتيها، التقطت واحدة من الوسائد الصغيرة التي تزين الكنبة و ضربت وجهه بها بعنف:
" و أنت تعرفني هيه؟؟ دعني اخبرك بأنك أعمى ولا ترى ابعد من أنفك..."
" تظنين ذلك؟؟" سألها وهو ينتزع الوسادة من يدها و يعيدها مكانها:" رأيتك تحترقين شغفا بأليخاندرو مندوزا لسنوات...أنا أعرفك أكثر مما تظنين صوفي، و احفظ سلوكك جيدا..."
شعرت بالدم ينسحب من وجهها، المفاجأة نزلت على رأسها مثل قطار سريع، فجأة لم تعد تطيق البقاء في هذا المكان، الخجل و العار تمكنا منها. لابد انه اشفق عليها بينما يختار اليخاندرو بيانكا و يرفض حبها هي. لن تتحمل هذا الاذلال، ترفض السقوط في عينيه، و ان انتبه هو لمشاعرها فلا بد أن روكو يعرف أيضا بهذه القصة المذلة... رباه... مالذي فعلته لتستحق هذا العقاب.؟
عندما وقفت من مكانها فعل هو الشيء نفسه كي يسد عليها الطريق، لم تكن تملك الجرأة لتهز وجهها و تلتقي بعينيه.
" دعني أرحل..."
" انظري الي..."
" كلا..." دفعته عنها بيديها وكان الأمر أشبه بالاصطدام بجدار من طوب، اصبحت عنيفة، وبدات بضربه على صدره مثل كيس الملاكمة ولا يبدو أنه يشعر بشيء.
عليه اللعنة !
تأوهت من الإحباط وواصلت لكمه كي يبتعد عن طريقها، هزت عينيها أخيرا نحوه :" آمرك بالانزياح من أمامي..."
هز حاجبيه :
" تأمرينني؟! "
" لا تنسى موقعك في هذه القلعة... أنت مجرد موظف تدفع له عائلتي مصروفه "
نزل عليها بقامته، وجهه خاليًا تمامًا من العاطفة. حاولت تجاهل رنين إشارة الإنذار في عقلها لكنها ابتعدت قليلا متأثرة لهجومه:
" استمري في الهروب بالاختباء وراء التجريح و القسوة... احمي تلك الطفلة التائهة و الهشة ... تلك الطفلة التي ترفض وضع ثقتها في أحد لسيما في نفسها" نزل بوجهه اكثر نحوها بالكاد تتنفس في هذا الجو المتوتر. كانا على بعد بوصات فقط :" حان الوقت لتكبري و تولي مزيدًا من الاهتمام لحياتك ومشاكلك بدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين، حان الوقت لتركزي على نفسك بدل التركيز عما يفعله الأخرين... في بحر من الوهم و الهراء تسبحين نحو الجانب العميق الذي سيبتلعك للاعماق دون ان يسمح لرأسك بالعودة الى السطح مجددا."
كانت دفاعاته سريعة و صلبة غير قابلة للاختراق ،موجة مفاجئة من الألم مثل صاعقة من البرق ضربتها، استنشقت بحدة كي لا تنهار أمامه، كي لا يرى بأن كلماته لامستها بشدة، لقد وضع اصبعه على الجرح تماما.
نعم... هي لعبة احترفتها منذ سنوات، انها واحدة من مواهبها... وهي تجيدها جيدا... كما تحب تحسيس من حولها بالذنب لأن هذا يجعلها تشعر بالقوة و النفوذ.... نعم هي واجهة.
ولا أحد يحق له انتقاد سلوكها... أخبرها والدها بأن التردد و القلق و الشعور بالذنب للضعفاء و الجبناء، أخبرها أيضا بأنه من حقها حماية نفسها بكل الطرق و بأن تضع دوما مشاعرها قبل الأخرين. و هذا ما تفعله بالضبط... كي تحمي هشاشتها فهي تتبع فحسب نصائح والدها التي صارت جزءا منها.
و سانتياغو... يعرف كيفية جرحها... في كل مرة ينتصر عليها.
"من تعتقد نفسك بحق الجحيم؟" ضميري ؟ "
"الضمير هو ما عليك اصلاحه ..."
"و انت تريد اصلاحه بالتأكيد... لما لا تعمل على نفسك أولاً...؟؟ فحياتك ليست أفضل من حياتي..."
هذه المرة عندما حاولت الرحيل لم يمنعها، أبقت انفاسها في صدرها الى ان غادرت اقامته الخاصة و هرولت نحو القلعة المتلألئة وسط العتمة المخملية، أعمتها الدموع، كيف يعقل أن تكون حياتها فارغة لهذا الحد؟
تجهل اين هي من حياتها...
انها مثيرة للشفقة.
* * *

قرطبة
( جنوب اسبانيا)
.
.
.
بفضل جهاز المراقبة تمكن روكو من تحديد مكان خوسيه.
تقع هورناتشويلوس على بعد حوالي خمسين كيلومترًا من قرطبة وتشتهر بشكل أساسي بثراء أراضيها وجودة رحلات الصيد التي يتم تنظيمها منذ أكثر من 25 عامًا ، جنة يانيس و المادو الذان كان يزاولان صيد الخنزير و الغزلان في 'سييرا دي هورناتشويلوس' بمنطقة الأندلس.
لقد أتى الى هذا مرتين في عطلة عائلية، مرة في عمر السابعة و مرة في الحادية عشر، وفي كلتا المرتين... كان يخيب أمل والده الذي يجد خوسيه أمهر منه في اقتناص الحجل و الارانب البرية.
و بما أن يانيس ايميليانو يجعل للأداء قيمة مهيمنة و أن يكون في القمة في كل المجالات، و في نظره النجاح و الكمال واجب، فإن امكانياته الضئيلة في الصيد أثارت استيائه، على الرغم من بذل الكثير من الجهد لإرضائه الا ان خوسيه يظل متقدما عليه في هذه المجال، لم يتلقى من يانيس سوى الرثاء و الشفقة رغم كل ارادته في الفوز الا انه لم يتسبب سوى بتخيب أمله:
{ لن تكون يوما زعيما سياسيا ولا قائد قويا روكو... انت ضعيف مثل والدتك}
منذ ذلك الوقت اقسم على أن يكون الأول في كل شيء، حتى هذا لم يشفع له عند أب متطلب مثله، فقد استصغره و استخف به لدرجة سلبه أبسط حقوقه الشرعية...' صوفي'.
ثم اكتشف أبوته وأدرك بأن السلوكيات المتضخمة العظمى و التعطش للإعجاب وقلة الوعي بمشاكل الآخرين هي سمات متكررة للشخصيات النرجسية... والده لم يكن عظيما و لا متفردا... بل كان رجل يعشق التغذي على ضعف الأخرين و قلة حيلتهم.

اقامة المارتينيز الصيفية تقع على بعد كيلومترات من الأندلس، انها مزرعة شاهقة بتصميم برتغالي راقي محاطة ببساتين و تملك محميتها الخاصة، العودة الى هنا مجددا يربك مشاعره، يمكنه سماع ضحكهما هو وخوسيه و الفونسو بينما يحاولون الهروب من اليساندرو الصغير الذي يريد دوما البقاء معهم و افساد مغامراتهم .
يمكنه ايضا سماع صوت والده الرخيم، رنته القوية المميزة، أوامره الا منتهية، تصويبه الدقيق و المحدد، لم يكن يخطأ تصويبة واحدة و كم أبهرته مهارته في ذلك العمر.
يمكنه أيضا رؤية سابرينا الجميلة... تجاهد للحصول على اهتمام زوجها الذي كان يتجاهلها و كأنها جزء من الديكور...
توقفت السيارة أمام البناية الجميلة حيث القت أشعة الشمس الأولى انوارها على قببها المقعرة، كانت السماء صافية، الهواء عذب، الهدوء التام وسط جنة حقيقية من الطبيعة الاسبانية...
تقدم من السيارة مجموعة من الحراس ليتبينوا هويتهم، ترك حراسه الشخصيين معهم بعد انتهاء اجراءات التفتيش.
يرفض ان يكون أحد غيره شاهدا على ضعف خوسيه، ان كانت تشبه هذه الأزمة سالفاتها فلديه فكرة مبدئية عما يحدث خلف الجدران الحمراء... لسيما و أن الحراس اخبروه بأن السيد طلب اخلاء البيت لأنه يرغب بالبقاء بمفرده.
إذن... فالابواب العملاقة الموصدة هي أول عائق للوصول اليه، هز عينيه نحو النوافد المقعرة في محاولة التقاط أي اشارة.
طفلا... كان يمضي وقته مع صديقه لاكتشاف المخابئ و المعابر التي توصل الى الباحة الداخلية.
يهنئ ذاكرته القوية و التي احتفظت بدقة على معلوماتها، تمشى نحو بحيرة من الورود المنسقة بعناية و لف يمينا على البناية قبل ان يجلس القرفصاء و يبعد بيده كومة أوراق الأشجار لتظهر لوحة حديدية، امسك بالحافتين و فتحها ببعض الصعوبة، يبدو انه مر وقت طويل دون ان يتسلل احد الى هنا، اخبره خوسيه بان اجداده استعملوه كمخبأ خلال الحروب.
بلا تردد هبط الى الدرج الخشبية المؤدية الى الطريق الارضي، اخرج هاتفه لينير المكان فقد احاطته الظلمة ما ان ابتعد عن المخرج المؤدي الى السطح.
{ شششششت... ستسمعنا...}
تردد في مسامعه صوت خوسيه الطفل بينما تتوقف ساقيه بالقرب من كومة من الكراسي الخشبية التي تم نسيانها هنا، ارتد الى الوراء عندما فر فأر بالقرب من حذائه.
كان بإمكانهما سماع صوت سيسيليا و هي تناديه كي يغتسل و يستعد للنوم... نعم... كان عمره تسع سنوات.
في نهاية تلك السنة... قضي خوسيه أربعة اشهر في المصحة بعد موت جده.
{ سوف أتكفل بالموضوع المادو... هذه القصة علينا دفنها بدون رجعة... ان افتضحت الأمور يمكنك ان تودع مستقبلك السياسي و مستقبل ابنك معه... الفضيحة ستلاحق اسم عائلتك لسنوات قادمة مثل الوباء...}
بعد أسبوع، ذهبوا لحضور الجنازة في مدريد، غياب خوسيه أثار قلقه و ارتيابه، و بقيت أسئلته بدون أجوبه، و في لحظة ضعف من سيسيليا، بحيث فقدت السيطرة على رباطة جأشها بين ذراعي سابرينا، اكتشف حقيقة ما يحدث عند المارتينيز، خوسيه لم يكن في رحلة و الجد لم يمت بسكتة قلبية.
أتمم طريقه وهو يهز كتفيه ليتخلص من التوتر و التعب الذي يجهده، لم ينم و لا يظن نفسه قادرا على الراحة بينما خوسيه يعيش الجحيم، لن يغمض له جفن قبل اخراجه من هذا الكابوس اللعين.
يكفي انه فقد اليخاندرو... لن يفقد خوسيه أيضا.
بعد قليل وجد الدرجات المؤدية الى الردهة الداخلية، تسلق الدرجات و تمكن من فتح المربع الصغير الذي كان يراه أكبر من حجمه اليوم.
عاد بإغلاق باب المخبأ و نفض الغبار على ملابس قبل أن يقترب من الباب الداخلي للمطبخ و يديره، فتح هذا الأخير دون مقاومة.
تجاوز الحجرة المبنية من القرميد الأحمر و الاواني النحاسية المعلقة، وصل الى الصالون الأزرق المؤثت بدوق رفيع قبل أن يصل السلالم الداخلية نحو الطابق الأول.
أول ما استقبله كان رائحة المطهرات القوية، كلما اقترب من الجناح الذي كان ينزل فيه خوسيه كلما أصبحت الرائحة أشد قوة، أضطر لوضع يده على أنفه لحماية حاسة شمه، كان الباب موصد، الا انه يسمع أصوات مختنقة و قهقهات، قطب و قرّب ادنه من الباب كي يتمكن من سرقة السمع، هل خوسيه مع أحدهم في الداخل؟؟ الم يؤكد له الحراس بأنه القى بالجميع خارجا بعد أن وصل بمفرده؟؟
وضع يده على مقبض الباب الدي فتح في أول محاولة.
يتذكر أن جناح خوسيه كان زاهي الالوان بلوحات فنية جميلة تعود للقرن السابع عشر، كانت يملك سريرا كبيرا بأعمدة خشبية و نوافد عالية تطل على طبيعة خلابة، ما استقبله يناقض الصورة التي بقيت عالقة في رأسه، تم حجب النوافد العالية كلها و الشقوق المتبقية تم غلقها بأشرطة لاصقة، الارضية و السرير و الاثاث تم تغليفه بامتار لا منتهية من البلاستيك، خوسيه لم يكن يرتدي سوى ملابسه الداخلية، و يعقم الاركان المتبقية في الغرفة و يبدو مستمتعا بالحديث مع أحدهم...المشكلة هنا أنه لم يكن هناك أحد غيره.
نزل عليه هذا الاكتشاف مثل طن من الحديد. انتبه صديقه لتواجده أخيرا، عندما حاول الدخول استوقفه فورا بنبرة صارمة.
" لا تُدخل الجراثيم..."
" ماذا يجب أن أفعل؟؟" سأله.
" انتزع ملابسك..."
ان كانت الطريقة الوحيدة للدخول اليه فلا مانع لديه، انتزع حذائه و جواربه ثم معطفه و وضعهم أرضا، لكن هذا لم يرضي خوسيه الذي عاد ليصر:
" كل شيء روكو..."
" أظن بأنه من الأفضل ان تخرج أنت من هناك..."
القى نحوه نظرة متسلية من فوق كتفه دون التوقف عن عمله.
" ما الأمر ايها العراب؟؟ هل تكبدت مشقة كل هذا السفر و يعتريك ألان الشك على بعد خطوة مني؟؟"
نظر من حوله و لفت انتباهه مجموعة من قنينات الزجاج الفارغة، اثنتين منها مستعملة، بداخلها سائل أصفر... رباه... انه يتبول فيها.
كان يفعل هذا كي يتجاوز اي احتكاك بالحمام مخافة من الجراثيم.
" أنا لا أخاف منك..."
" ربما يجب أن تبدأ بالخوف..." رد عليه دون ان ينظر اليه هذه المرة" انا خائف من نفسي..."
التقط أنفاسا عميقه و كادت رائحة المطهرات ان تصيب عقله بالشلل، انتزع بنطاله ثم قميصه و بقي في سرواله الداخلي القصير، عندما حاول الدخول استوقفه صديقه مجددا:
" عقم نفسك أرجوك..."
التقط جل التعقيم و فرك يديه و بعد ذلك استعمل رذاذ مطهر للجسم ،بدأ من شعره حتى قدميه تحت نظراته القاتمة المتفحصة التي لا يفوتها تفصيل، كان يبدو قلق بصدق من اقتحامه بيئته المعقمة، انها اعاقة حقيقة بدأت منذ تعرضه للتحرش و خرج من ذلك المشفى وهو يغسل يديه مئة مرة كل يوم، انتهت الاحتكاكات و الالعاب الجسمانية، لم يعد خوسيه يتحمل ان يلمسه احد.
عندما خطى أخيرا وسط الغرفة المنارة بإنارة شاحبة للغاية اكتشف بأن نصف الجدار استعمله خوسيه للكتابة، وفي الحقيقة هو لم يكن ينظف انما بصدد الكتابة و الكتابة.
" مالذي تكتب؟"
" ما اتذكره... " أشار بذقنه الى مجموعة من الأقلام موضوعة على الارض المغلفة بالبلاستيك " اكتب ما تعرفه وساعدني في الفهم... مثلا... اليونور التي كنت تعرف بأنها حية و فضلت تجاهل اعلامي"
الرنة أتت لاذعة، عاد ليلتقط نفسا من الهواء الملوث بالرائحة النفاذة:
" خوسيه..." تأوه.
"اذهب الى الجحيم روكو كنت أثق بك..." تكسرت الواجهة و انفجر في وجهه مثل قنينة غاز، سحقته نظراته بوحشية " انت الانسان الوحيد في العالم الذي منحته ثقتي اللعينة... فخذلتني"
هز يديه مدافعا عن نفسه:
" كنت اترقب فحسب الوقت المناسب..."
" ماذا كنت تنتظر بالضبط؟؟ أن تأتي هي بنفسها كي تخبرني بأنها حية؟؟؟ ليست المرة الأولى التي تخفي عني فيها أمورا مهمة... ظننت اننا اصدقاء و نتقاسم كل شيء"
" فعلت هذا لحمايتك"
" وهل حميتني في النهاية؟؟ " سأله وهو يقترب نحوه مهددا" ما يحدث هو انك تكره فقدان السيطرة و تستمتع بتسير حياة الاخرين... "
هز روكو رأسه مستنكرا:
" هذا ليس صحيح ..."
" حياتي مدمرة بسبب الجميع..." قال من بين أسنانه" كل واحد منكم نهش في حياتي بأنيابه و استباح ما يرقه، الكل ظن بأنه أفضل مني في تسيير حياتي الخاصة... الكل ظن بأن له الحق في اتخاد القرارات ... لا أعرف من أنا و لا من أكون، حياتي برمتها متاهة قذارة بلا مخرج ..."
لو كان الوجع بطانية لخنقهما معا، دفع روكو بأصابعه بين خصلات شعره، رائحة المعقمات القوية تحرق جهازه التنفسي ، بعد أن رماه بنظرة سوداء عاد ليكتب على الجدار و يركز على مهمته، مسح روكو على وجهه:
" عرفت مؤخرا فقط بشأن اليونور... " توقفت كلماته في حلقه بينما يرى يد خوسيه تسرع في الكتابة بكلمات غير مفهومة بالمرة" كان يجب أن أتحرى عليها و افهم لما اختفت و اين اختفت كل هذه المدة"
توقفت يده خوسيه عن الكتابه، رآه يقترب ببطئ من الجدار و يضع جبينه عليه.
" كان بنيتي تقديمها لك بدون غموض..."
سقط الصمت عليهما للحظات، ابقى خوسيه جبينه و كفيه على الجدار لبعض الوقت، و عندما تكلم جاء صوته مهتزا من العاطفة:
" الفونسو لم يكن عمي انما أخي... وهي قتلته... لقد أضرمت النار في مكتبه... "
الفونسو من علاقة المادو من خادمة عملت في القلعة، و كي يحمي والده صورته تبناه كي لا يتدمر زواجه من سيسيليا، الا ان هذه الأخيرة اكتشفت الموضوع عندما كان خوسيه في السادسة، و كبر الفونسو على هذا الأساس الى ان صار بالغا و اخبره المادو بالحقيقة.
" كنا نتقاسمها ..." فهم بأنه يقصد اليونور" ولا أحد يعرف ان كانت دانيلا أختي أو ابنة أخي"
توقف عن الكلام و رآى كتفيه ترتجفان، بعد لحظات انطلقت منه ضحكات عميقة.
" كل هذه السنوات قمت بتقديس ذكرى عاهرة... و عشت مع الاحساس بالذنب... لقد... عملوا على أن اشعر بالذنب " توقف عن الضحك الساخر و استدار نحوه، ملامح وجهه مشدودة : " هل نفعك الانتظار بالتوصل الى شيء جديد؟؟"
" الكثير..." أكد له روكو بصراحة " ان بقينا وسط هذه الرائحة القوية فسأفقد ذاكرتي و لن أخبرك بما توصلت"
رآه يشحب، و فهم بأن مجرد فكرة خروجه من غرفته المعقمة يخيفه، عاد رهاب الميسوفوبيا ليسيطر عليه بعد ان تمكن موخرا من التحكم به نوعا ما... لقد اجتهد على نفسه لكسب آيا و الأسرة التي كان يحلم بها، فقدانهم يعيده لنقطة الصفر و ربما للأسوأ،أصبح فريسة إحباطاته:
" العالم الخارجي مخيف..."
كانت هذه الكلمات تمزقه.
" سأكون بجانبك .."
" لن يمكنني الثقة بك بعد اليوم"
نجح بسحقه، أغمض عينيه ليتلقى الضربة الموجعة لبضع ثوان قبل أن يفتحها:
" امنحني فرصة..." تمتم بهدوء" ان لم أقنعك فأفعل بثقتك ما تشاء..."
صمت خوسيه و عاد ليكتب مجددا على الحائط، بضع كلمات مفهومة و اخرى غامضة، لم يكن بنيته البقاء مسمرا في مكانه في بحث يائس لكلمات مناسبة، انحنى ليلتقط قلم لبادي كبير الحجم، نفس الذي مع خوسيه لكن بلون أحمر، ثم دنى بدوره من الجدار و بدأ يكتب كل ايجابيات صديقه و انجازاته و نجاحاته، بالتواريخ التي يتذكرها، أسماء الاشخاص، الخصال التي تجعل منه انسان مميز في نظره و نظر الجميع، كان هناك الكثير و الكثير ليسرّ به لهذا الجدار الذي قرر خوسيه ادخاله في ذكرياتهما معا... توقف صديقه عن الكتابة و القى نظرة حائرة قبل ان يشعر بجسده يتصلب:
" مالذي تفعله؟؟"
" أكتب الجانب المضيء من خوسيه مارتينيز " قال روكو دون ان يتوقف عن الكتابة " و اشك بأن تكون هذه الجدران كافية لكتابة كل ما أعرفه عنه " توقفت يده و القى من حوله نظرة دائرية مردفا و كأنه يكلم مع نفسه " قد اكتب هنا الانجازات الشخصية وحدها، و أستعمل بقية جدران المنزل للهوايات و ان لم يكفي، سأستعمل أزقة و شوارع الأندلس للانجازات المهنية الامعة و مشوار حياته الاستثنائي كي اوضح للمجتمع الاسباني بأن الكيوبيديا لم تكن دقيقة في رسم صورة الرجل الذي سيُفخر به لأجيال قادمة "
تبع الصمت كلامه، كان ثقيل بمشاعر متناقضة، استمر بالكتابة تحت نظرات خوسيه المتفحصة، سمعه يبلع ريقه ببعض الجهد و يقول:
" هل ستكتب أيضا بأنني ارتكبت جريمة قتل؟؟"
عندما التقت نظراتهما قرأ التحدي في عينيه ، بدا و كأنه يحاول معرفة ما إذا كان سيجرؤ على الرد ، شفتيه منحنيتان بترقب، هز روكو كتفيه:
" سأثني على شجاعة الطفل الذي نجح بفعل ما فشل البالغين به... وهو حماية نفسه ..."
وهو جاد في كل كلمة يقولها، يتمنى فحسب ان يلتقط خوسيه الصدق فيه و ان يعفو عن تكتمه، انه يستمر في انتقاد نفسه و لومها:
" انا عنيف بطبعي ... حاولت خنق اليونور لولا تدخل الفونسو"
" انا آسف حقا لانك اخفقت في قتلها"
هز خوسيه رأسه قبل ان يمسكه بين يديه و ينزل ببطئ على الارض ليجلس عليها، بدى بمظهر ضحية وميض عاصفة رعدية بقوة مليون فولت.، وكأن حواسه الخمس توقفت عن العمل، انتبه الى أن مفاصل اصابعه مغطاة بالكدمات الزرقاء بالإضافة إلى الخدوش، لم يكن يلبس دبلة زواجه... هل تقاتل مع أحد أم أنه افرغ جمام غضبه في شيء آخر؟
" خوسيه..." انحنى عليه يحاول لمس كتفه.
" الرحمة... لا تلمسني"
" آسف" استعاد يده، لدغته عيناه و رمش بقوة ، اندفاع مفاجئ من العاطفة الجياشة سد حلقه..." اظن انه حان الوقت لنتكلم بجدية في كل هذا..."
راقب عضلات كتفيه تشد مثل الوثر، بدى مثل محارب وسط معركة حامية، معركة غير متوافقة و خاسرة، سمعه ينتهذ ببعض الاستسلام:
" انت محق... حان الوقت لنتكلم بجدية "
* * *
زوجته فقدت الجنين، للمرة الثانية، و يجهل سيزار ان كان هناك الم أكثر مما يمزق احشائه في تلك اللحظة... سبق وتألم كثيرا بسبب روبي، حملها الأول، اخفائها عنه كل تلك الاسرار الشنيعة، لكن هذه المرة مختلفة للغاية، لقد عاشا معا على أمل أن ينجح الحمل هذه المرة، عملا على أن ينجح ... اين الخلل بحق الجحيم؟؟ أين أخفقا هذه المرة؟؟ و هو ينتظر اجوبة من الاطباء الذين يعملون ما بوسعهم لفهم المشكلة.
القى نظرة على السرير الطبي حيث روبي ما تزال تحت أثر التخدير، كانت غارقة في نوم ثقيل، وجهها شاحب وهالات التعب تحيط عينيها، انحنى ليبعد شعرها عن عنقها، مازال يتذكر نظرة الرعب في عينيها بينما يؤكد طبيبها بأنها في حاجة عاجلة لعملية صغيرة، لم تكن تملك رفاهية الرفض.
" سيزار..."
وقف من مقعده ليستقبل حماه و حماته، لم يعلمها بالأمر الا بعد طلوع الشمس، لا أحد يعرف بشأن الحمل، احتفظا به سرا الى أن يستقر الجنين في الثلث الأول من الحمل.
تركها تحضنه قبل ان يمسك بيد زوجها الذي كان قلق الملامح، خرجوا من الغرفة و لخص لهما ما حدث، عيش كل التفاصيل مجددا كان موجعا للغاية، وضع يده على ذراع المرأة المغرورقة العينين:
" هل يمكنك المرور الى بيتي لاخد آنجلو؟؟ لا بد انه قلق للغاية"
هزت رأسها بالايجاب:
" سوف اخده ..."
" انه عصبي مؤخرا و ارجوك لا تخبريه بما حدث لعمته"
عادت حماته لتعانقه و ربما لتخفي عاطفتها و رغبتها العنيفة في الانفجار بالبكاء:
" انت زوج صالح سيزار... سيعوضكما الله بطفل آخر... انا سعيدة لانك دخلت حياتها"
بعد مغادرتهما انقضت ساعة قبل ان يأتي الطبيب لرؤيته، كانت زوجته قد بدأت باستعادة وعيها، احتفظ بيدها في يده بينما الطبيب يفتح ملف به على ما يبدو نتائج الدم الأخيرة، كان يفترض به انهاء دورته منذ زمن الا انه قرر البقاء ريثما ينقشع الضباب عن اسباب الاجهاض هذه المرة، لسيما وهو يتابع حالة روبي و نفسه من يعطيها العلاج لمساعدة حملها.ماذا سوف يخبرهما؟؟ نفس كلام الاطباء الامريكين؟؟ بأنه اجهاض طبيعي ؟؟.
" صباح الخير سيدة كوستانسو... كيف تشعرين ألان؟؟" سألها الطبيب بلهجة عملية.
هزت رأسها دون أن تجيب وضغطت على يده أكثر، أشار بالملف الطبي " لدي نتيجة التحاليل... و لدي بضع أسئلة... هل انت مستعدة للاجابة أم أنتظر ريثما تستعدين وعيك جيدا؟؟"
" أنا واعية..." اجابت روبي بصوت منخفض" فقط أشعر بالتعب..."
" شيء طبيعي... ستتعافين خلال يومين و تستردين صحتك... " شد مجددا على ملفه" هل اصبت مؤخرا بالالتهابات أو غيرها؟؟"
" كلا..." رد سيزار مكانها.
" هل رأيت طبيبا غيري؟؟"
" كلا..." هذه المرة ردت روبي" كنت بصحة جيدة و اجهل لما حدث ما حدث"
اخد الطبيب نفسا و كأنه بدوره لا يفهم ما يحدث:
" ما الأمر...؟؟" سأله سيزار بنبرة قلقة.
" تبين في التحاليل نسبة عالية من الفلوكونازول .." فتح سيزار فمه و كأن الطبيب بدأ يتكلم فجأة بلغة المخلوقات الفضائية:" لم تكن المشكلة في جسمك سيدة كوستانسو، الحمل كان يسير بطبيعية الا ان الأدوية أوقفته قبل أن تسقطه"
القى نظرة على روبي التي أصبح وجهها رماديا، عاد اليه نفس الاحساس بالغدر الذي تملكه عندما اخبره فريق المراقبة بأنها قصدت عيادة تخصصها الاجهاض، هل يُعقل أنها تعمدت التخلص من الطفل للمرة الثانية؟؟ و كأنها قرأت في أفكاره، تركت يده و اسود وجهها:
" لما تنظر الي باتهام سيزار؟؟"
" جاوبي على سؤال الطبيب اذن؟؟ مالذي تفعله تلك الأدوية في دمك...؟؟"
تطلعت اليه بعدم تصديق و احمر وجهها من الغضب قبل ان تقول بنبرة مجروحه:
" سؤال جيد لأني أجهل مثلك مصدر تلك الأدوية التي في دمي... لكن ... كيف تجرؤ بالشك بي؟؟"
" لأنك سبق و فرطت به..." ندم فورا على كلامه.
بقيا يتطلعان في اعين بعضهما البعض، بدأت هذه المحادثة تبدو وكأنها حقل ألغام بدأ الغضب في الظهور ليحرق طبقات الجليد في أحشائه و لإذابة المفاجأة... نعم هو يضع عليها الملامة، لأنها وحدها من يعرف ما يدخل الى معدتها و لن يمكنه مراقبتها طيلة النهار.
" انت.. لا تثق بي؟"
لم يرد على هذا السؤال أبدا، لأنه بنفسه... ليس واثق من الاجابة، تدخل الطبيب لتهدئة الأجواء بينما نهض من مقعده وسار إلى النافذة ، يديه في جيوبه محاولًا إخفاء قلقه وخوفه وألمه، كان يشعر بأنه يختنق في تلك اللحظة، و كأن أصابع ضخمة تلتف حول رقبته، و لا يجرؤ بالنظر الى وجه روبي كي يقرأ شيء قد لا يسره.
" ما الادوية التي تاخذينها باستمرار؟؟" سألها الطبيب و بدأ بتدوين الاسماء في الملف." لم تستخدمي شيء غير هذا؟؟" سألها مشككا.
" لم أستعمل شيئا بحق الجحيم لما يشك الكل بي؟؟ هل تظن حقا بأنني خططت للتخلص من طفلي؟؟"
انفجار روبي أجبر سيزار على العودة اليها، كان وجهها غارق في الدموع، وتعابيرها تعسة و مجروحة، لم يتمكن من التقرب أكثر أو مساندتها، شعر بثمة جدار غير مرئي بينهما... انه يشعر بالاشمئزاز و النفور و الغضب الشديد.
" أريد فحسب القيام بعملي لمنحكم السبب الرئيسي لتوقف الحمل و الاجهاض..."
" اكتفيت... سوف أرحل" قالت روبي و هي تنتزع حقنة الوريد من ذراعها مما تسبب لها فورا بنزيف الوريد، تقدم الطبيب و ضغط على مكان الشريان.
" لا أحد يتهمك سيدتي و انصحك بالهدوء..." وصلت الممرضة بعدما طلبها الطبيب و بعد لحظات استعادت روبي ذراعها بحيث تم تثبيت لصقة مكان اثر الحقنة.
" أريد العودة الى البيت..." قالت بجليدية.
" سوف أسمح لك بالرحيل عندما اطمئن على وضعك و بالا تتعرضين للنزيف... "رد الطبيب.
" رائع ..." زمجرت وهي تلقي بنفسها فوق الوسادة" غادرا غرفتي اذن كي اتمكن من استعادة عافيتي و مغادرة المكان بسرعة"
أدارت اليه ظهرها ووضعت الأغطية على رأسها لتجاهله، راقبها ترتجف تحت الشراشف... لقد كانت تبكي.
حاول ايجاد أي عذر لها بينما يتبع الطبيب خارجا:
" ربما مزجها للدواء المضاد للغثيان و المكملات الغذائية أحدث ثمة تفاعل كيميائي"يعرف بأنه يتكلم ببلاهة و عدم معرفة، انه رجل أعمال بحق جهنم و ليس صيدلي أو فزيائي، هز الطبيب رأسه بالنفي:
" كمية المواد الكيميائية في جهازها مقلق، التحاليل واضحة... لقد استعملت أدوية تسببت بسقوط الجنين... أنا آسف 'دون كوستانسو'... لا يوجد اي خطأ أو خلل في التشخيص"
بعد رحيل الطبيب وقف في اطار الباب، مازالت روبي تحت الشراشف، تخنق نحيبها، كانت مشاعره متضاربة و متناقضة، ابتعد خطوة الى الوراء و اغلق الباب عليها... انه بحاجة للوحدة و التفكير... انه بحاجة لكأس قوي و لسيما... دعم اليخاندرو.
* * *
{ عزيزي خوسيه...
في ضوء تاريخنا... كلمة حقارة ما تليق بزواجنا... ما فعلته أنت ...
هو مقايضة شرفي مقابل ثرائك ... الأمر منافيا للعقل و فاضح.
لكن عندما أعود بتفكيري الى الوراء... ارى بأنني قايضت شرفي سلفا بقبولي عرض المزاد المذل... ما فعلته أنا بنفسي لا يوازي شيئا بما فعلته أنت بي .
برؤية راشدة... أرى بأن الملامة تقع على قراراتي الصبيانية... انا من منحك الفرصة كي تراني عاهرة صغيرة مستعدة لبيع نفسها مقابل حفنة من المال.
في ذلك الوقت... بدت لي فكرة جيدا لانقاد ايفو الصغير و منحه فرصة للنجاه.
عندما لا نملك الخيار... فإننا نرتمي في جحيم الا خيار.

عزيزي خوسيه...
أريدك أن تعرف بأنني لا اشعر مطلقا بنشوة النصر... تركت قلبي المحطم في مكتبك ...
منظرك المهزوم ملأني بالعار و الخجل... }
.
.
.
زحف الفجر ببطئ اخيرا، الليلة كانت طويلة لدرجة انها ظنت بأن الشمس لن تطلع مجددا، بغض النظر عن أرقها فالوجع كان يتضخم في كل دقيقة تمر بينما عقلها يستعيد مرارا و تكرارا لقاءها بخوسيه.
بعد أن هدأ الادرينالين في شرايينها لفها ببرود و شعرت و كأن داخلها تحول الى صحراء جليدية.
الحرب كانت عاتية نعم، و ربما بدت لخوسيه أمس و كأنها الفائز الذي يقوم بجرد غنائم الحرب، الشيء الذي يبعد عن الحقيقة تماما. كانت كلماتها تنقبها مثل موجة من الإبر الحادة حتى قبل أن تؤذيه هو، تبادلا كلمات مؤلمة و الجروح ما زالت طازجة ومؤلمة و قد لا تشفى
أبدًا. ..لقد كانت حقًا في حالة ركود.
أمضت الصباح بالاهتمام بالتوأمين، أوزلام هادئة فيما المادو سيئ المزاج، يبدو ان التغيير لم يروقه، عندما قررت اخراجهما للقيام بنزهة مزق جرس الباب هدوء المكان.
نظرت من خلال شاشة الانترفون و تعرفت على حماتها... ضغطت على فكيها.
" مالذي أتى بها الى هنا؟"
فتحت لها الباب، لا تملك مصعد خاص و هذا لن يجشع العجوز بزيارتها في المرة القادمة، عادت للصغيرين و أخدت ابنها بين ذراعيها بينما احتفظت بابنتها في سرير القطن المتنقل.
لم تأتي حماتها بمفردها، خلفها المربية و مساعدتها و السائق المحمل بأغراض التوأمين، فتحت فمها لتلتقط انفاسها بينما سيسيليا تثبتها بنظرات جليدية قبل أن تحولهما الى الصغير بين ذراعيها و تخف حدة ملامحها، بالأمس، عندما رحلت من القلعة، نبهتها بأن الأمور لن تنتهي كما تظن.
" 'دونيا سيسيليا'..."
" تهذيبك يثير اعجابي دوما يا طفلتي... أعطيني حفيدي" بلعت آيا ريقها الا انها لم تعترض و وضعت المادو بين ذراعي جدته، لابد انها قرأت السؤال على وجهها اذ انها قالت" أصر خوسيه على ابقاء المربية معك، فهو قلق عليك، و يشك بتوفيقك بين الجامعة و رعاية التوأمين..."
قطبت آيا بعدم فهم:
" هو... لم يرسلك لأخد الصغيرين مني؟؟"
لسعتها مجددا النظرات التي حطتها عليها:
" لا يختبئ ابني وراء احد، ان رغب بشيء فهو يفعله بنفسه..."
عضت على حنكها، رأت السائق( والد كارلوس) يضع الاغراض قبل ان يخرج من البيت، المربية تتطلع اليها، تنتظر بالتأكيد موافقتها على بقائها في الخدمة:
"أنوي الاعتماد عل مساعدة عائلتي ريثما تمر أزمة الامتحانات ..." هزت كتفيها " لن يمكنني تحمل مصاريف مربية تتلقى مئة يورو في الساعة"
" نحن سندفع..." قالت حماتها" تماما كما دفعنا مصاريفك و مصاريف عائلتك حتى ألان يا طفلتي فقد تعرفتي على حياة الرفاهية بفضل الزوج الذي هجرته أمس... "
كانت تتعمد التقليل من شأنها و جرحها، بلعت الاهانة و اقتربت منها أكثر العجوز: " اجهل لما يرحم ابني فتاة طائشة مثلك، لكن أفضل قول رئي كي لا تنسى ابدا موقعك في الوضع... هذين التوأمين للمارتينيز، بوجودك أو بدونه سأفعل ما يلزم لإستردادهما... بالنسبة لخوسيه، فسأحترم حاليا رغبته، انه يرفض الحاق الاذى بك، و اتمنى ان يجعلك موقفه تعيدين النظر و في الحالة المناقضة سوف أخد زمام الامور بنفسي... بانتظار ذلك، عليك ان تتعودي على تدخلي التام في خصوصياتهما... ولا تنسي بأنني لست رحيمة مثل ابني و افعل فقط ما اراه في مصلحة ابني الوحيد"
" اتيت لتهديدي؟؟" سألتها آيا بصوت بارد.
" أتيت لأنعش ذاكرتك... لن اسمح لمتذاكية من الطبقة المتدنية أن تُفسد كل ما بنيته..." مدت ذراعا نحو مساعدتها بينما تتحكم بذراع واحدة بحفيدها، تفاجأت آيا بقوة هذه المرأة التي تتظاهر دوما بالهشاشة أمام ابنها...وحيدها الغالي.
رأت المساعدة تتقدم منها و تعطيها ورقة اخرجتها من وسط ملف كانت تحتففط به في حقيبة كتفها " هذا توقيعك، اليس كذلك..؟؟"
كان توقيعها في أسفل الورقة، التقطت الورقة منها للتمكن من قراءتها:
" انه تعهد بالسرية، سبق و وقعت عليه خلال معرفتك الأولى بخوسيه..." اعادت عينيها الى وجه حماتها المتجهم " نعم... عندما التقطك من الشارع كي يجعل منك سيدة " لم تعد قادرة على النظر في وجه الخادمة و لا حتى مساعدتها الخاصة، شعرت بوجهها يغرق في حمرة قاتمة " ان قمت بكسر هذا التعهد و اخراج اسرارنا فسأعمل على توريطك عدليا حتى العنق... يمكنك الاحتفاظ بهذه النسخة كي لا تنسي بداية ظروف هذه القصة"
ومدت مجددا يدها الى المساعدة التي اعطتها عدد من الاوراق تعرفت عليها آيا فورا... عقد زواجها.
" بنود العقد واضحة، خروجك بهذه الطريقة غير شرعي و لا يصب في مصلحتك ..."
وضعت يدها على حلقها، هي لم ترحل بل خوسيه طلب منها الرحيل ، كان كل جزء من جسمها مؤلمًا، حلقها مشدودًا ومعقودة الأمعاء و بشرتها ساخنة وحمراء بينما نبضها غير منتظم، بعد ليلة من التعذيب النفسي فلن تكون حالتها افضل، هزت دقنها و هنأت نفسها لان صوتها اتى حازما عندما تكلمت:
"هذا الامر بيني و بين زوجي 'دونيا سيسيليا'، ام ان التدخل في حياته عادة لديك؟"
لم تهتز العجوز امام كلماتها:
" حمايته لك لن تستمر الى الابد، انه قليل الصبر و يسئم بسرعة، حينها، سيسعدني وضعك في مكانك ايتها الشابة، قريبا سأقود اللعبة... كل النساء تحلمن بالحصول على مكانك، و لن يتأخر حفيداي بالحصول على ام تليق حقا بمستواهما الاجتماعي"
تردد حماتها الشكوك التي تنخرها منذ ان عرفت بشأن حملها، كابوس ان يتم استغلال النفود و السلطة لانتزاع الحضانة منها عقبة و اعاقة حقيقية امام احلامها، كما ان العجوز محقة بشأن توقيعها تعهد السرية، كان يعرف خوسيه امس بان تهديدها بالفضيحة غير قائم على اسس حقيقية لانه امّن نفسه و حميميته سلفا، ورغم ذلك... لم يعيد التهديدات اليها و لم يتوعدها، بقي فحسب يتطلع اليها مثل طفل صغير اضاع طريقه... هذا التصرف من رجل آلف جرحها يحيرها بشدة... لما لم يأتي؟؟ لما ليس هنا في هذه اللحظة أمامها مكان والدته بصدد هدم العالم فوق رأسها؟ ام انه استغل الفرصة كي يطير اخيرا الى نيويورك و جمع الشمل مع الحبيبة التي لا يتحمل سوى لمساتها هي؟؟
" جهزي الصغيرين لنأخدهما ..." أمرت حماتها المربية بنبرة متغطرسة قبل ان تعود اليها بعينين لامعتين مثل جهنم (مرحبا بوجه سيسيليا الاخر).
" كنّتي ماتزال طالبة وهي مرتبطة بجامعتها...و عندما تنهي واجباتها الدراسية يمكنها العروج على القلعة لاستعادتهما "
ارتدت آيا الى الوراء و كأنها دفعتها:
"بما ان زوجي موافق على ابقاء الصغيرين معي و أصر أيضا على الاستمرار في توظيف المربية من أجلهما لما تريدين اعادتهما الى القلعة؟؟"
" ما يفعله خوسيه يخصه، ما افعله انا هو احترام شرعية الاوراق التي ستفقدك الحضانة ان ادرت ظهري لرغبة ابني و الصقت دزينة محامين في ظهرك... بما انك ستمضين وقتك في الجامعة افضل ان يكون حفيداي في القلعة تحت مراقبتي، و عندما تنهين مشاغلك، يمكنك اخدهما مع المربية بالتأكيد... عموما هذا ما كنت تفعلينه منذ ولادتهما... تتركيهما للمربية و تهتمين بدراستك ... لا شيء سيتغير ما عدا مكان نومك... أنا امرأة عجوز و انوي استغلال الايام المتبقية لي مع ولدي ابني... و ان كان لك اي اعتراض على هذا... فسأستخدم القوة... و ستخسرين... و ان ازعجت خوسيه بهذا... فساجعلك تندمين"
لم تكن تمزح، الوجه الشيطاني لهذه المرأة جاد بشكل مهول، تهديدها يقلقها بشدة، يالسخرية الوضع... في البداية كانت تخشى من ضربة روكو ايميليانو، لم تحسب لسيسيليا اي حساب... انها تمسكها من الذراع الموجعة... البنود و الاوراق.
لطالما كانت العجوز لطيفة معها...
نعم...
كانت لطيفة معها لانها تخدم مصلحة خوسيه فقط، و تسعده برأيها ... في الوقت الذي قررت فيه التنحي من حياته كشرت العجوز على انيابها و مخالبها.
" هل تتعاونين ام أستخدم القوة؟" لم تجبها آيا، برقت عينا العجوز ببريق رضى:" انت شابة ذكية و تعرفين مصلحتك... سيبقى هذا السر بيننا و لن نتقاسمه مع خوسيه المشغول حاليا بأمور أخرى"
" أمور أخرى مثل اليونور؟؟ هل هي من ستحل مكاني 'دونيا سيسيليا'؟؟" رغما عنها عادت كلمات خوسيه الى رأسها عندما خرجا من المطعم في باريس :
{ أشك في أنك تريدين ايجاد نفسك عالقة في معركة قانونية لا نهاية لها من أجل حضانة طفلينا… يمكنك تكرير ما تشائين لرغبتك في التحرر، الرحيل و الخروج من حياتي… الا انك تضيعين وقتك.. أمرك بكل بساطة مازال يهمني بشدة… ليس الولاء ما يجعلني وفيا لك مؤخرا… بل لأنني عاجز عن الشعور برغبة حقيقية في الجنس مع غيرك… بمفهوم آخر… زواجنا سيتخذ منحنى جدي للغاية… و أعرف بأنني أروقك بالمقابل، لذا تخلي عن صبيانيتك كي تستفيدي مما يجمعنا استفادة ابدية}.
يبدو أن فطامه من النساء انقضى مع عودة اليونور، لم تعد هي آيا الوحيدة التي تثيره جنسيا... أتت من ستأخذه بلا رجعة.
وكم تمنت لو تنفي حماتها هذا... كم تمنت لو تخبرها بأنه لم يأخد طائرته لنيويورك و لم يسرع للسقوط أمام قدمي حبيبته القديمة... الا أن العجوز لم تطمئنها... اكتفت بهز رأسها ببعض الغطرسة البورجوازية دون اجابة.
كانت المربية قد جهزت التوأمين و الكل مستعد للرحيل، لن تسمح أبدا بأن تكون للعجوز الكلمة الأخيرة:" من الجانب العملي اقتراحك يناسبني... لكن لا تظني بأنني هشة و يسهل سحقي، عندما نوقع على أوراق الطلاق لن تكون لك أي كلمة عليهما"
منحتها العجوز ابتسامة جمدت الدم في شرايينها، الا انها لم تجبها، أمرت الجميع بالخروج، و ماهي الا ثوان، حتى اكتسحها الصمت الذي لف البيت.
المعركة لن تكون سهلة.... لن تكون سهلة بالمرّة.
* * *
في أروقة الجناح الخاص بمصابي السرطان تراجع اصراره و عزمه، كان قد التقط من متجر المستشفى كل ما يمكنه ادخال البهجة لطفلة بعمر لونا، دمية محشوة مصنوعة من مواد خاصة لا يمكنها ان تضر بمناعة المصابين بالأمراض المزمنة و الكثير من اللعب التعليمية التي يمكنها الاستفادة منها في وقتها الطويل بالمستشفى.
ما يجعله يتراجع هو رؤيته الاكيدة لميغان...
منذ مواجهتهما تلك الليلة عمل على الا تلتقي طريقيهما مجددا... وبما انهما يترددان على نفس الاماكن في نيويورك فقط قرر تدشين مشروعه الذي أجله مطولا بسبب انتخابات والده. كان الهرب من هنا قرار جبان، الا انه عاش اوقات عصيبة بسبب كمية كل ما فقده... ولا يظن بأنه قادر حقا على تجاوز صدمته يوما... أو مسامحتها.
ورغم خيبته المريرة يجد نفسه هنا،بصدد العودة بخطوة عملاقة الى الماضي الذي قرر دفنه و المضي قدما،، ما ان عرف بمحنة لونا التي طالما وضعها في مكانة أوكتافيا حتى ضاع في مشاعره، في حقبة بعيدة، قبل خمس سنوات، كان يخطط لتبنيها مع ميغان... كان بعيد على أن يكون حبهما مجرد وهم هش لن يعيش امام الواقع المر... لم يكونا يثقان ببعضهما البعض كي يحاربا من أجل ما كان بينهما.
اليوم هو هنا من أجل لونا و ليس من أجلها... ردد هذا في عقله بينما يستانف خطواته نحو الغرفة التي أدلته اليها الممرضة، لكنه عاد يتصلب مجددا عندما فتح الباب في آخر الرواق و ظهرت ميغان في مجاله البصري.
شد أنفاسه عندما أدارت هذه الأخيرة راسها نحوه و كأنها تبحث عن ممرضة أو أي عضو من فريق التمريض، رآها تتصلب بدورها في مكانها، انه يعرفها حقًا ليفهم لغة جسدها، كانت متأثرة برؤيته كما هو تماما، راقبها تعقد ذراعيها فوق صدرها، انتبه الى أنها فقدت من وزنها، ذراعيها أنحف من قبل و ساقيها الملفوفوتين في جينز قديم كذلك، كانت ملامح وجهها الجميلة مشدودة و كأنها لا تحصل كفايتها من النوم، بينما نظراتها الزرقاء زجاجة... العيون الزرقاء هي الأكثر جاذبية من الناحية العلمية، لكن عيون ميغان ابداع حقيقي ، انها بنفس زرقة مياه المستنقعات المالحة التركية الشهيرة في باموكالي... شعر بالجفاف في حلقه، هو الذي كان بصدد اقناع نفسه بأنه هنا من أجل لونا و ليس من اجلها...
راقب شعرها الأشقر البلاتين المصفف على هيئة ديل حصان فوق رأسها يتحرك مع خطواتها، كانت نظراته تلتهمها، يعرف بأنه لا الوقت و لا المكان المناسب للتاثر بسحرها... في الماضي غرست جذورها في الأعماق و لا يبدو انه انتزع هذه الجذور حتى ألان.
" مرحبا لوكا..."
تذكر فجأة عملية التنفس و جد انه كان بصدد الاختناق:
" ميغان..." رغما عنه اتى صوته جافا.
راقبها تمضغ شفتها السفلى بعصبية، شدته الحركة اكثر مما يلزم... عندما اعاد نظراته الى عينيها رآها تحاول الهروب منه، ملامحها مشدودة بانزعاج.
" لطف منك أن تأتي..."
" لم آتي من أجلك ..." اتى مجددا صوته... سافلا.
" أعرف..." راقبها تهز كتفيها، تعبير حزين يطغى على وجهها" أتت على الاستيقاظ... كنت أبحث عن الممرضة ..."
" هل يمكنني الدخول لرؤيتها؟؟"
" نعم... بالتأكيد..."
سبقته ببضع خطوات، ذراعيها ملتصقة فوق صدرها، شعرها الاشقر يتراقص مع خطواتها، مازال يتذكر نعومته تحت أصابعه، انزلقت نظراته على عضلات ظهرها، وركيها، ساقيها قبل ان تتوقفا على حذائها القماشي الذي اخد مكان أحذيتها الثمينة و الموقعة بأشهر الاسماء العالمية، ميغان تعشق الأحذية و تملك منها عدد هائل لا يُحصى... يمكنه وضعها من ضمن أشد النساء اناقة في نيويورك... لكنها اليوم في هذه الملابس البسيطة لا تشبه سيدة الأعمال التي أستأمنها رجل مثل كيليان على أعماله الناجحة.
تسائل فجأة كيف لتكون عليه حياتهما اليوم لو اختلفت الامور في الماضي و تزوجا كما خطط؟؟
ميغان لم تكن فقط اسما على قائمة مغامراته العاطفية - هو ليس دافيد ريتشي الذي يستبدل النساء كما يستبدل ملابسه الداخلية- وفي الوقت نفسه لم يكن قديسا.
لقد استغل انجذاب النساء اليه كما يفعل الرجال في حالته وعاش مغامرات متفجرة، ماحدث مع ميغان كان مختلفا، منذ النظرة الأولى عرف بأنها المرأة التي يريدها بشكل جدي و على المدى الطويل...
عندما غادرت بلدها لتعمل لحساب كيليان ارشيبالد، في اضخم شركة محركات في العالم رغم صغر سنها، كانت لكنتها الروسية قوية جدا و أمريكيتها لذيذة، لم يهمها غزله بقدر همها طموحها الكبير لتثبت لرئيسها بأنه أحسن الاختيار و بأنها تستحق ثقته... هي لاتجمع بين المغامرات و العمل، و هو أيضا، و رغم تحفظ زوج أخته الا انه تمكن من الحصول علي موعد غرامي معها بعد سنوات من معرفته بها.
لقد عمل جاهدا للحصول على ثقتها... و فقد تلك الثقة بسهولة غير طبيعية... سمعته النسائية السيئة و صداقته القوية بالدون جوان دافيد لم تساعداه في علاقته بميغان.. كانت تشك في اخلاصه كل الوقت، و عندما سنحت الفرصة رمت بملابسه في الشارع و أخرجته فورا من حياتها دون ان تترك له فرصة الدفاع عن نفسه.
كانت الخسارة الأكثر الما في كل حياته...
توقفت فجأة عن السير وكاد ان يلتصق بظهرها، لفته رائحة الياسمين في ليلة صيفية حارة، فارتد فورا الى الخلف كي يضع بينهما مسافة، كان بحاجة إلى هذه الجدران لحماية قلبه الهش والمتضرر.استدارت ببطئ لتواجهه مجددا بينما تضع يدها على مقبض الغرفة الطبية، غرق فورا في زرقة عينيها الزرقاء التي تميل الى الخضرة، هذه الالوان تتغير على حسب مزاجها، تبدو قلقة في هذه اللحظة :
" تغير شكل لونا كثيرا... تحكم في ردة فعلك، لا تنسى كم هي حساسة ..."
هذه التحذير لامس قلبه بشدة و لا يعرف لماذا يشعر بلسعة عنيفة في صدره، هز رأسه بالايجاب و تركها تفتح الباب على غرفة واسعة مليئة بالالوان كما هي مليئة بالمعدات الطبية، أحسنت ميغان بتنبيهه، الصدمة كادت ان تنتزع منه شهقة عميقة، الطفلة الهزيلة جدا و الصلعاء في السرير لا يمكن ان تكون لونا... ربما ميغان اخطأت الغرفة... الشيء الواضح في وجهها هو لون عينيها المتطابق لعيني خالتها... انها صغيرته لونا... انها بقايا لونا.
" عم لوكا..." راقب الزومبي الصغير يناديه بالصوت المألوف.
كان من الصعب بل من المستحيل عدم ابداء ردة فعل ، رغم روحه الممزقة رسم على وجهه ابتسامة شاسعة و اقترب من السرير.
" بطلتي الشجاعة... أنا فخور جدا بك..."
هذا الكلام أنار وجهها مثل المصباح في ظلمة حالكة، جلس على السرير، كانت الصغيرة قد فقدت شعرها و حاجبيها و رموشها و الكثير الكثير من وزنها، يمكنه رؤية عظام صدرها تحت البيجاما التي ترتديها، كانت مزودة بالأوكسجين " هل يمكنني معانقتك؟؟"
"نعم بالتأكيد..."
يمكن أن يكون العناق مهدئًا قويًا ضد الألم، وفي هذا العناق، أدرك ان لونا من تهدء من المه و ليس العكس، كانت مشاعره فوارة للغاية، فجأة شعر بالغضب لأن ميغان اخفت عنه هذا... ربما انفصلا منذ سنوات الا ان علاقته بلونا بقيت مستمرة... كانت دائما في حياته لأن أوكتافيا جمعتهم بطريقة أو بأخرى.
" أحبك يا طفلتي"
" أنا أيضا أحبك..." أجابت وهي تبتعد عنه كي تنظر اليه بحماسة، يبدو ان هداياه تشعرها بالفضول.
" هل هي هدايا من أوكتافيا...؟"
رغما عنه هز عينيه نحو ميغان التي كانت تقف في الجهة الاخرى من السرير، ذراعيها ماتزالان فوق صدرها، و كأنها تحتفظ بهما كذلك لحماية نفسها.
" أوكتافيا..." بدأت ميغان فورا" في موسكو و لم تعد للوطن بعد... لا اظنها ستفلت الفرصة لزيارتك ما ان تعود..."
" انا افتقدها..." قالت لونا بنبرة حزينة .
" لا اشك بأنها تفتقدك أيضا..." أكدت لها ميغان بشكل ميكانيكي ففهم لوكا بأنها ليست المرة الأولى التي يتطرقا الى هذا الموضوع.
لكي يكسر توثر الموقف وضع الدمية بين ذراعيها و شرح لها " انها دمية ذكية، يمكنها الرد عليك و ايضا تسجيل ما تقولين و اعادته" يتمنى ان تكون البائعة صادقة في كلامها لانه لا يريد تخيب امل الصغيرة" وهذه لعبة اجتماعية..."
ابتسمت لونا :
" هل يمكننا ان نلعب بها الان؟؟"
وافق لوكا فورا، رؤية اللون الوردي على وجنتيها يغمره بالسرور، لم ينم الليل، و اتى راسا الى هنا من المطار، الا انه لا يشعر بالتعب امام سعادة الصغيرة.
مر الوقت وهما يلعبان معا، كان لوكا واعيا بتعبها و ارهاقها، يعرف ما يفعله العلاج الكيميائي للجسد، انه يدمر فيه كل شيء، تماما كقنبلة يتم رميها على مدينة و يحولها لصحراء... عندما رآها تتأثب وعدها ان يكون هنا عندما تستيقظ.
" الا تعمل؟؟" سألته ميغان بعد أن غرقت الصغيرة في النوم.
" أخدت يومي .." ثم تمشيا نحو الباب و اغلقته ميغان خلفهما " يمكنني البقاء الى جانبها ريثما تذهبين الى بيتك و تأخذين قسطا من الراحة... تبدين مرهقة.."
عرف بأنها سترفض حتى قبل ان تفتح فمها.
" انا بخير..."
لا... هي ليست بخير، الا انه لم يعلق على كلامها سمح فحسب بمراراته بالصعود الى السطح:
" لما لم تحيطيني علما...؟؟"
اتسعت عينيها الجميلتين:
" أخبرتني في اخر لقاء بأنني آخر امرأة ترغب برؤيتها في حياتك..."
" هذا لا علاقة له بلونا..." راقب خديها يشحبان بشدة، ثم هربت منه بنظراتها مجددا " انها بحاجة لدعم الجميع ميغان... أمام عقلك الذي لا يفكر سوى بنفسه فلا استغرب مطلقا هذا القرار الاناني..."
لم ترد، كان ينتظر بأن تنهشه بأسنانها كالمعتاد، عندما عادت لتنظر اليه كانت عينيها غارقتين في الدموع... رد الفعل هذا الجم لسانه، ميغان تفضل الموت على اظهار ضعفها... يبدو ان الجحيم الذي عاشته مؤخرا سلبها شراستها، بدت مستسلمة وهذا لم يروقه بالمرة، شعر بانه سافل مجددا... بينما قلبه يترجى ذراعيه لأخدها و ضمها الى صدره، سبق عقله الجميع كي يتحكم بلسانه و يأمره بالقول:
" أحتاج لبعض القهوة... هل تريدين مرافقتي الى الكافتيريا؟؟"
هزت رأسها، و تمشيا جنبا الى جنب في الرواق قبل أن يقف امام المصعد ، بينهما مسافة... كانا قريبين جسدين و بعيدن بعد الشمال و الجنوب للكرة الأرضية، نظر اليها نظرة جانبية، مازالت شاحبة الا انها لا تبكي... شكرا يالله.
.
.
.
لوكا يتجاهل النظر الى عينيها، لقائهما غريب... الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها وصف الأمر هو اللهب و الجليد في نفس الوقت.
عندما راته في الرواق غمرتها النار في احشائها قبل ان يسحقها البرد و كأنها تقف عارية في اراضي قاحلة من القطب الشمالي، بعد زيارة ناومي توقعت هذه المواجهة، لكنها ليست حقا مستعدة للتحكم في مايثير فيها من مشاعر، منذ مرض لونا اصبحت تشبه تماما النافورة، لا تنفك دموعها ان تتوقف، مطلقا لم تكن يوما ضعيفة امامه... ما عدا تلك الحقبة التي فقدت فيها شقيقتها حياتها و رحلت مع زوجها الى غير رجعة.
عندما جلسا على منضدة فارغة تجرأت بهز عينيها اليه ووجدته ينظر اليها بالمقابل، هذه المرة لم يحاول تجاهلها، طلب منها ان تخبره بتفاصيل حالة لونا وفعلت... كانت بحاجة للكلام و تقاسم مصيبتها معه.، انفجرت الظلمة في داخلها الى ان اعمتها... عاشت كل تفصيل مجددا..
بعد مدة... عندما قرر مد يده لإمساك يدها و دعمها،مر عبر معدتها وصدرها إحساس حارق صلب جسدها كله، انها لفتة طبيعية امام انسان يبكي معاناتها، ابقت عينها على أصابعها فوق يدها، تسمعه يقول كم هو آسف، يعدها بأن الأمور ستتحسن و سيكون كل شيء على ما يرام.
لم تجبه، أبقت فحسب نظراتها على البشرة السمراء، و على الاظافر الذكورية المقلمة و المفاصل الأنيقة ، كل تفصيل في يده يجعلها تبتعد عن الاحساس الحارق بالعجز ...أنها مشلولة ، ذهنها مخدر من أي شيء سوى هذا الاتصال.
" مرحبا ايها العاشقين"
نزل عليها صوت ناومي مثل الصاعقة، استعادت فورا يدها وفعل لوكا الشيء نفسه، رأت صاحبة النظرات البنفسجية تبتسم ملئ فمها، يديها محملتي بالملفات، قطبت بينما تراها تحطها فوق المنضدة أمام شقيقها:
" كل ما طلبته سيدي..."
" شكرا لعروجك على مكتبي..." قال لوكا وهو يتركها تقبل خده قبل أن تفعل الشيء نفسه.
" هذا أقل ما يمكنني فعله ..." ثم جلست بدورها على المقعد الفارغ ووضع حزام حقيبة يدها على ظهر المقعد ووجهت الكلام اليها مبتسمة" لقد اتى من المطار الى المستشفى رأسها..."
بدا الانزعاج على لوكا الذي بدأ بتفقد الملفات:
" قمتي بعملك ناومي لما لا تعودين الى مكتبك؟؟"
اتسعت ابتسامتها أكثر:
" ليس قبل الاطمئنان على نسيبتي..." وضعت يدها على كتفها " كيف حال لونا؟؟"
" انها تسأل عن أوكتافيا كل الوقت..."
" لم نخبرها بشيء" قالت ناومي " هي ايضا مريضة و قد اخدها والدها في رحلة ... لكنني متأكدة بأنها ستسرع لزيارتها ما ان تعود الى أمريكا"
أبقيت نظراتها على لوكا الذي كان بصدد تفقد الاوراق بجدية بالغة، هل ينوي البقاء في المستشفى و العمل من هنا؟؟ سبقتها ناومي التي اسندت دقنها على راحة يدها:
" هل هذه الملفات مهمة الى هذه الدرجة؟؟"
" دافيد ينقل مقر شركته الى لندن و هو بحاجة لأرسل له بضع أوراق..."
التقت حاجبيها بينما رأت الدهشة تغمر ملامح ناومي:
" دافيد يترك 'وول ستريت'؟؟ هل هذه مزحة؟؟"
أغلق الملف قبل أن يأخد أخر:
" انه ينقل فحسب مقر شركته الى لندن لأنه ينوي الاستقرار هناك..."
بانت الحيرة على وجهها:
" اشعر و كأنك تتكلم لغة أخرى... "
هز عينيه نحوها، بعض الانزعاج في عينيه:
" انها مسألة قلبية..."
نظرت ميغان مجددا الى ناومي.
" دافيد يملك دزينة خليلات الا انه لم يقرر يوما هجر حياته المهنية الامعة في 'وول ستريت' من أجل مؤخرة جميلة"
هذا صحيح، ميغان تتفق بشدة مع ناومي، دافيد ريتشي منحل اخلاقيا و ماجن ربما الا انه من ابرز رجال الأعمال في 'وول ستريت'، اعماله في البورصة النيويوركية ضاعفت ثروته أربع مرات، قد تتفق نيويورك على انه زير نساء الا انها لن تختلف على انه من انجح رجال الاعمال في البلاد.
" هيا لوكا... لا يليقك الغموض بك، قل بأنها مجرد دعابة"
" ليست دعابة" اكد لوكا وهو يحملق بجدية لشقيقته" فرجينيا اعادت حياتها في لندن و فلور استقرت في ايطاليا بالقرب من روبيرتو لم يتبقى لدافيد عائلة هنا... انه قرار حكيم"
" لكنك قلت انها مسألة قلبية" عادت شقيقته بالاصرار.
" ناومي..."
" هيا لوكا.. من هي؟؟"
الكل يعرف بإصرار ناومي و عندما تريد شيئا فإنها تحصل عليه، ان لم يعطيها اسما ستلاحقه حتى نهاية النهار:
" حبيبته الايطالية السابقة"
رأت بأن ناومي تهز حاجبيها متعجبة
" بيانكا فالكوني؟؟؟ لكنها مخطوبة لرجل يحبها كما لن يحبها دافيد يوما..."
" خطيبها توفي..."
انسحب اشراق ناومي تدريجيا و مرت موجة من الانفعالات و عدم التصديق على وجهها قبل ان يفقد وجهها كل أثر للدم، الكل يعرف بأن ناومي تحب دافيد منذ المراهقة، لكن هذا الأخير لم يمنحها الاهتمام الذي تريده:
" توفي... اليخاندرو؟؟؟" سمعتها تسأل ببطئ و كأن الكلمات ترفض الخروج من حلقها.
" هل تعرفينه؟؟"
هزت رأسها :
" تعرفت على بيانكا و عليه عندما كنت في ايطاليا..." توقفت عن الكلام، تضع فجأة راحة يدها على جبينها و كأنه سيُغمى عليها، ثم وقفت فجأة والتقطت حقيبة يدها:" علي الرحيل..."
كانت تبدو تحت الصدمة و مضطربة لدرجة انها فشلت مرتين في الوقوف على ساقيها، لم تمنع ميغان نفسها من الوقوف ايضا و تبعها، عندما توقفت هذه الاخيرة بالقرب من المصعد امسكت بذراعها و كما توقعت كانت بصدد البكاء:
" اعرف بأنه من الصعب عليك تقبل رحيل دافيد و اهتمامه بأخرى..."
" انت لا تفهمين..."
بقيت ميغان في مكانها حائرة بينما تراها تدخل المصعد، وجهها خلف يديها المرتجفتين، بقيت مكانها الى أن اغلقت الابواب عليها.
عندما عادت الى المنضدة كان لوكا قد اعاد ترتيب ملفاته:
"على حبها له ان ينتهي..." قال بهدوء " من الأفضل أن تنساه و تبحث لها عن رجل صالح تعيش معه قصة حقيقية..."

* * *

سوما and ملك جاسم like this.

أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 11:14 PM   #5327

ام الحلوات 2
 
الصورة الرمزية ام الحلوات 2

? العضوٌ??? » 383530
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,090
?  نُقآطِيْ » ام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond reputeام الحلوات 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

صديقتي رجاء 🤍. .
اسمحي لي ان اقول انك شاركتني مقطع خوسيه وروكو قبل النشر هنا وانا هنا اعترف اني لم استطع ان اقرأه مره اخرى وفي كل مره احاول تدمع عيني ...كما توقعت خوسيه عاد الطفل المكسورالتائه الخائف من الواقع * العالم الخارجي مخيف...*x الذي لا يثق بأحد ابدا حتى نفسه ولا يعرف من هو وماقام به .. تراكمات الماضي اتت على تحطيمه بكلمة واحده .. كتابة ع الجدران ، حديث للنفس بصوت عالي قناني مليئه بالبول .. كلها محاولات انعزال للوصول للذات !! اي وضع مزري وصل له بسبب تفجير حقيقة الينور بوجهه بهذا الشكل ... نعذره في كل كلمه ولكمه اهداها لصديقه روكو ليس لانها صائبه بل لانها نفسيه بحته... صديق لالا .. ليس صديق فالصديق يتغير ويتبدل مع الوقتx ولا اخ فالاخوان قد يخذلون ويطعنون في الظهرx وليس توأمx فالتوائمx قد تختلف وتفترق .. شئ اكبر من هذا واعمق لا اعرف بصراحه ان اضع عنوان او مسمىx لهذه العلاقه غير انها سماويه ...
*سأملئx جدران الاندلس بانجازاتك وهواياتك ... * هنا صديق🥺
* سأكتب بانه استحق الموت لما فعله وبانك كنت شجاعا جدا كي تدافع عن نفسك *.. هنا أم وأب واخوه وقبيله بأكملها 🥺...x
من قال مصيبة خوسيه هي مصيبة خوسيه وحده ؟ من قال وجع خوسيه هو وجع خوسيه وحده؟

سأضع هذا المقطع في برواز جميل واحتفظ به في جارور خاص واقفل عليه لاذكر نفسي كيف يجب ان تكون الصداقه وكيف يجب ان يكون الاخ وكيف يجب ان يكون الانسانx .. ابدعتي ابدعتي ابدعتي 💔

x


ام الحلوات 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 12:32 AM   #5328

حواريش

? العضوٌ??? » 480417
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » حواريش is on a distinguished road
Rewitysmile1

برافو أميرة فصل حلو
ام سيزار الشريرة هيا كانت السبب في الي صار مع روبي المسكينة 💔💔💔💔💔💔
رجعنا من الاول الكل في هم الأبطال الكل أمورهم لا تعجب
داركو
خافيير
سانتو متغيبين في هذا الفصل 👍👍👍👍👍


حواريش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 12:55 AM   #5329

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

الجزء رائع و غني بالاحداث الدسمة
مشهد روكو و خوسيه قطع قلبي

مسكينه روبي اكيد السبب ام سيزار و سيزار يقهر انه ما يثق فيها كفايه
واضح بتعذبه في المستقبل
لوكا و ميغان و صوفي و سانتياغو اخيرا بدوا يتحركوا


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-21, 01:44 AM   #5330

bassina
 
الصورة الرمزية bassina

? العضوٌ??? » 150550
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 764
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond reputebassina has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

خوسيه يقطع القلب الا انا ايه راح تكون هي دواه وراح تخرج خوسي الحقيقي للعالم ويكون هو البطل رقم واحد بين الابطال لان روكو الوحيد الي يعرف خوسيه الحقيقي لهذا يدافع عنه هكذا

bassina غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.