آخر 10 مشاركات
بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لوكاس...غرايس(111) للكاتبة: Caitlin Crews (ج2 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          346 - سجينة الحب - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-21, 08:32 PM   #6401

حواريش

? العضوٌ??? » 480417
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » حواريش is on a distinguished road
Rewitysmile23


الحمد الله عل سلامة أميرة ان شاء الله سلامات ما يشوف شر يارب احنا ديما بانتظار



حواريش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-21, 10:05 PM   #6402

Kdr

? العضوٌ??? » 359354
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » Kdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond repute
افتراضي

مستنينك تنوري المنتدى بفصل جديد

Kdr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 12:34 AM   #6403

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني و الأربعين
أليونان
(أثينا)


.


.


.


" لا يمكن..." تمتمت ديامانتي و هي تستنذ بساعديها على مكتب زوجها في مقر شركات اليونيداس بأثينا، فرانكو يقف أمامها، أشد ضخامة من الجدار خلفه، هزت حاجبها بتساؤل" أخبرني جدّي بأن والدي قد مات قبل عشر سنوات بالسرطان... كيف يمكن ذلك اذن؟ هل يمكن لرجل يُحتضر الكذب وهو على عتبة الموت؟"
من اختصاصه تحديدًا الحصول على إجابات لأكثر الأسئلة صعوبة اليس كذلك؟؟ هو الذي اتى ليقترح عليها موعدا مع الرجل الذي هجر توأميه و لم يسأل عنهما طيلة الأعوام الأخيرة.
كانت نظرات فرانكو الزيتونية تتأملها ببعض الشدة و كأنه يقوم بقياسها.
" ربما كان لسيفيرانو اسبابه ليخفي وجود ' آدم كارلو'... "
هزت مجددا حاجبيها متسائلة:
" أسباب مثل ماذا فرانكو؟"
" بأنه مدمن قمار و خمر و لن يزيد وجوده في حياتكما فائدة..."
زمت شفاهها، ان ظن فرانكو بأنها ستفرح فهو واهم،هذا الخبر هو في الحقيقة مصيبة كبيرة، لم تتوقف ديامانتي عن التفكير و التفكير و تقليب ايجابياته و سلبياته، هل حقا تريد التعرف على والدها البيولوجي و معرفة تفاصيل ماضيها؟ كانت عاجزة تماما عن الاجابة الصريحة، الا انها تُقدّر فعلا مجهودات صديقها لاسعادها.
" آه... فرانكو عزيزي... أنت ملاك و أنا احبك كثيرا... الا أن موضوع أبي لا يهمني حقا بقدر ما يهمني نيوس... هو من أرغب بإيجاده و ليس مدمن خمر تخلي عني و عن روبي مقابل المال... لا أريد لأطفالي الاحتكاك مع رجل مثله"
التقطت صورة نيوس مع طفليهما،كان عمر ليم يومين تقريبا،صورة تعكس الأمل لأسرة طالما تمنتها و حلمت بها،انها تتمزق كل يوم، تنتظر المعجزة و أن تستيقظ من الجحيم كي تجد بأن كل ما حصل مجرد كابوس بائس.
" أفتقده..." تمتمت بنبرة منخفضة و يائسة" غيابه يُرهقني ... "
وضعت الصورة على صدرها و ضمتها بقوة،كم كانا غبيين و عنيدين و اضاعا الكثير من الوقت بدل ان يعيشاه في سعادة مع أطفالهما.
"؟ ظننتك تعسة معه"
هزت عينيها نحو فرانكو جراء هذه الملاحظة، و ابتسمت و كأنها سمعت نكتة.


" الحب يجعلنا تعساء فرانكو... كنت بالأحرى... خائبة و غاضبة منه، نعم كانت بيننا مشاكل مثل باقي الازواج... الا انه حب حياتي و سيبقى كذلك"
أعادت الصورة الى مكانها و استعادت رباطة جأشها بينما السكرتيرة تفتح الباب و تأتي لها بما سبق و طلبته منها من مكتب الموارد البشرية، غدا اجتماعها مع اعضاء مجلس الادارة و ترغب بترك انطباع قوي هذه المرة ايضا، في المرة الاخيرة اتفق الجميع على انها صلبة للغاية و مكانها الصحيح هو كرسي نيوس.
" انسى امر والدي البيولوجي و لا تأتي بسيرته امام احد، ارفض ان تعرف روبي بالموضوع... اتفقنا عزيزي فرانكو؟؟"
هز هذا الأخير رأسه و انحنى ليلتقط الملف الذي امامها، تأملته ديامانتي من بين رموشها يطيل النظر نحوها قبل ان يقرر الخروج من مكتبها و يتركها مع انشغالاتها.
الا ان التركيز رفض قطعا المجيء،انقباضة مريعة تعصر حلقها و قلبها، الى متى سيستمر هذا الالم؟
عادت لتحط نظراتها الشفافة على صورة نيوس، كان يبتسم ملئ فمه، يحذو حذوه آريوس، الاثنين سعيدين جدا بقدوم المولودة الجديدة... سعادتهما الشديدة تغمر قلبها حزنا و الما.
" يالها من خسارة ..." تمتمت بنبرة مجروحة وهي تمد مجددا أصابعها نحو الإطار الذهبي و تقرب الصورة من وجهها" أوجعت قلبي بما فيه الكفاية نيوس و قد طال العذاب لدى ارجوك عد الينا، أرفض أن يكبر أطفالنا دون رعايتك ... أرجوك عد من اجل آريوس و ليم...و أعدك... أعدك أن أكون زوجة صالحة و الا أخذلك مجددا"
فهل سيستمع الله لهذا الدعاء اليائس القادم من اعماق الكيان؟ ربما... الى ان يحين ذلك الوقت، عليها أن تكون قوية من أجل الجميع... طفليهما و أعمالهما.


* * *


أمريكا


(تكساس...)


.


.


.


.


.


كانت مزرعة خافيير ميندوزا منعزلة تماما كشخصيته في الحياة العادية، وفيا لكلمته منحها اليساندرو ايميليانو عنوان هذا الأخير، لم تنتظر ناومي اكثر و طارت الى تكساس يسبقها شوقها، الا انها تكتشف بأن انتعال حذائها الراقي جدا فكرة سيئة للمشي في أرض هذا المكان الموحلة، رائحة الاحصنة غطت على عطرها الثمين و ارتعد انفها لهذا الهجوم العنيف عليه... هل حقا يعيش خافيير وسط هذه الروائح التي يمكن ان تفقد المرأ حاسة الشم؟
كان المنزل المتواضع قيد اعادة الترميم، انه بسيط كبساطة صاحبه الذي لم يهتم يوما لمظهره و لا حتى لرفاهية توأمه، كانت جدرانه حمراء، ارضه موحلة وثمة زريبة غير بعيدة عنه، نظرت بامتعاض للارض التي تسخر من هندامها الشديد الاناقة و ترددت في النزول من سيارتها الرونجروفر التي استأجرتها من وكالة المطار.
لا أثر لصاحب المكان، المنزل مغلق ولا أحد يرد على طرقاتها المتكررة، قررت التوجه نحو الزريبة و شتمت عندما سقطت تحفتها ضحية بقايا مخارج حيوانات، وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها من التقيؤ، و نظرت بأسى الى حذائها الغوتشي المسكين، كيف يستطيع خافيير العيش في هذا المكان البدائي؟كانت تعرف بأنه غريب الاطوار و استثنائي، الا انها تعترف بأن هذا المكان يتجاوز استيعابها.


" مرحبا"


صرخت بأعلى صوتها و هي تدنو من الزريبة، تعرج بحذائها المتضرر و تتشبث بحقيبة يدها و كأنها خائفة على ان تضيع منها بينما زوج من الاعين يتفحصها ببعض الفضول، انه حصان اسمر اللون و يبدو و كأنه يسخر منها.
" هل رأيت رجل ضخم بملابس قديمة و حذاء رياضي متهالك؟"
لكنه لم يرد عليها بالتأكيد، لو فعل لهربت من هذا الكابوس المرعب الى غير عودة، الا انها لم تأتي الى هنا كي تستسلم بسرعة، رائحة الكلأ تقلب معدتها، الزريبة كبيرة جدا و بها ابقار و احصنة ايضا، تجهل ان كانت ملك خافيير الا انه لا يوجد آدمي في الداخل.
" مرحبا"
لا من مجيب ...
فركت رقبتها باعياء، لا يمكن أن تخطأ التوقيت؟ لا يوجد مكان يمكن أن يذهب اليه خافيير غير هنا، كما انه من الواضح أن أحد يهتم بالحيوانات و نظافة المكان... لن تعود أذراجها قبل أن تراه.
ستظل في المكان الى أن تلتقيه و تتكلم اليه، عاجلا أم آجلا سيعود الى بيته لينام.
عادت الى السيارة عازمة على الانتظار، الساعات كانت طويلة للغاية، أمضته في محاولة يائسة لتنظيف حذائها الراقي و منحه منظرا لائقا،استخدمت النت ايضا و عملت قليلا عن بعد، و قمعت صوت معدتها عندما طالبت بالطعام، هزت عينيها الى السماء، الشمس تنحذر نحو الجنوب، الليل يقترب و لا أثر لخافيير... أين هو بحق السماء؟؟َ
كان عليها تكبد مشقة انتظار ثلاث ساعات قبل ان تسمع حوافر الاحصنة تقترب من المكان،لم يكن حصان واحد انما ثلاثة، تركت مكانها يستعمرها الشك و اللهفة، تعرفت فورا على خافيير رغم لحيته الطويلة و هندامه المهمل، يبدو مثل المتشرد... متشرد مهمل الا انه لم يفقد شيئا من وسامته البدائية و لا هالته المشعة،رأته يحط عيناه عليها، تعبير الدهشة تحول فورا الى غضب ملتهب، لا يبدو ان المفاجأة تروقه بالمرة، بلعت ريقها ببعض العصبية، لم تكن تتوقع ان يرتمي في حضنها و يبكي موت توأمه، خافيير فخور جدا كي يسمح بهذا النوع من الضعف، وقد كان واضحا في هذه الفترة الاخيرة، لم يعطها خبرا عنه، لقد انهى ما بينهما دون ان يلقي نظرة الى الوراء.
ترجل من حصانه كما فعل مرافقيه، كان الرجلين يلتهمانها بنظراتهما عكس خافيير الذي يلتهب غضبا.
" مالذي اتت به الرياح هنا؟؟ " سمعت أحد الرجلين يعلق بلكنة عميقة" هل تخصك خافيير؟؟"
تجاهل المكسيكي التعليق و تقدم نحوها قبل ان يمسك بمرافقها و يقودها فورا الى سيارتها، تقاتلت معه كي يتركها الا ان اصابعه الفولاذية لم ترحم بشرتها و لم يتوقف الا وهي جالسة امام المحرك.
" خافيير..." لهتث ممزقة بين الغضب و اليأس..." لا تفعل هذا..."
راقبته يبتعد، يعرج بساقه و لا يعيرها اهتماما، شعرت بدموع العار تعمي بصيرتها، الا انها لن ترحل قبل ان تكلمه، حزمها اخرج مخالبها اكثر، تمكنت من سد الطريق عنه و تطلعت اليه بنظراتها الشرسة:
"ليست همجيتيك ولا وحشيتك ما سيعيدني من حيث اتيت..."


" من اين حصلتي على عنواني بحق الجحيم؟؟" سألها بصوت جاف وهو يبعد قبعة 'الكوبواي' السمراء على رأسه، في اوقات اخرى كانت لتجد حركته مثيرة، الا انه في هذه اللحظة الاثارة الوحيدة التي تتملكها هي القفز على عنقه و خنقه لحد الموت.
" تريدنا الكلام امام رفيقيك؟؟"
" نيويوركية" سمعت احد الرفيقين يصفر تصفية اعجاب" ان لم يرغب بك مندوزا سأكون سعيدا باستضافتك في بيتي"
هذه الملاحظة دفعت خافيير لمواجهة الرجل:


" ان رغبت بالعودة الى زوجتك بكامل اسنانك 'جيك' فاختفي فورا من هنا"
هذا التهديد الجاد دفع الرجل الثاني للضحك بينما الاخر المدعو 'جيك' بلع فورا وقاحته و لمس حافة قبعته في تحية مقتضبة قبل ان يبتعدا معا تاركين اياها بمفردها مع خافيير.


تأهبت للمواجهة التي ستعقب،خلال لقاءاتهما القصيرة، تعرفت على خافيير الغامض، و العابث، و الساخر و ايضا المغوي، الا انها تواجه خافيير الغاضب للمرة الاولى و تجهل اي تعامل عليها خوضه.
" مالذي اتى بك؟"
" علمت بشأن موت اليخاندرو" قالت بعد تردد قصير، من الافضل ان تدخل صلب الموضوع" انا ... انا آسفة... أعرف بأنكما كنتما مقربين"


اسودت نظراته لدرجة ان لونهما الرمادي اختفى تماما:


"لا تجرؤي بادعائك معرفتي ناومي... لن تفهمي يوما علاقتي بإليخاندرو"


هزت رأسها نحوه، نظراتها ممتلئة بالاسى:


" انا هنا من اجلك"


" لست بحاجة لك" تمتم بهدوء مريب" علاوة على ذلك... لست بحاجة لأحد، اريد فحسب ان يتركني الجميع و شأني"
تلقت الصفعة بشجاعة، عليها الا تنسى محنته، انها هنا لمواساته و ليس للتأثر بقسوته القادمة من هشاشته لا محالة، يبدو و كأنه قرأ حزمها على وجهها، الشيء الذي لم يروقه بالتأكيد، قطع النصف خطوة بينهما و تطلع جيدا في عينيها:
" لم اتصل بك منذ زمن، اظنني كنت واضحا بشأننا... لا اميل للعلاقات الطويلة المدى... ما حدث بيننا في ايطاليا يبقى في ايطاليا و سأكون ممنونا ان اخدت خردتك الراقية من هنا و رحلت فورا"
هذه المرة منحها ظهره و توجه نحو البيت بخطوات حازمة، كان يعرج، و كأنه مصاب اصابة بليغة في الساق، الا انه يهرب بها منها غير عابئ بوضعه، تنفست الصعداء...' ما حدث بيننا في ايطاليا يبقى في ايطاليا'. يالها من كلمات موجعة.
تعرف بأنه لم يخطط معها لعلاقة طويلة المدى، هي نفسها اعتبرته عشيق سرير مؤقت، خافيير بعيد كل البعد عن فارس الاحلام الدي تريده او يحلم به والدها و ايضا لوكا... كلامه منطقي للغاية، علاقتهما لم تكن متينة كي تتكبد مشقة هذا السفر و القدوم اليه لتعزيته و مواساته.
انه سافل ولا يستحق ابدا معاناتها من اجله...
استنذت بجسدها على السيارة التي وصفها بالخردة الراقية و ضمت ذراعيها فوق صدرها بينما حصان من بعيد يراقبها بتعبير ساخر، رباه... مالذي تفعله هنا؟ هذه المنطقة النائية البعيدة عن الحضارة.
تنهدت... الا ان اشمئزازها من الوضع ككل لم يكفيها لابعاد الالم الذي تسببت به كلماته القاسية... في اعماقها... ظنت انها تعني حقا شيئا له.
تملكها الغضب ليخفي وراءه الخيبة، من يظن نفسه؟ انها ناومي مارشال بحق الجحيم، كل شباب نيويورك يركضون ورائها، رجال بمكانة اجتماعية مرموقة و ليس حارس شخصي ... مثله.
لخيبتها شعرت بالدموع تحرق أسفل حنجرتها، ضحكت بقهر:
" لن تبكي لأجله اليس كذلك؟ هيا ايتها الغبية... خدي خردتك اللعينة و ارحلي من هذا المكان النائي و لا تعودي مجددا الى هنا"
الا ان جسدها رفض أطاعتها، وجدت نفسها تستند مجدد على سيارتها، الدموع في حلقها نجحت بالصعود الى عينيها،هزتهما نحو السماء و حررت العذاب الذي تشعره في هذه اللحظة... انها تجهل لما تبكي، لكنها بحاجة ماسة للتخفيف من وطأة الشعور الغريب و المؤذي الذي يتآكلها.
* * *
صقلية
( تاورمينا)
.
.


أطنان من الإيميلات تنتظر الرد عليها، صفقات و اجتماعات متراكمة، وبدل الغوص في الاعمدة يبقى فحسب مكانه، جالسا وراء مكتبه دون حراك، يتطلع في الفراغ.
أمير الظلام...
ماكسويل ليونيد كوزنيتشوف... الأمر يتطلب الكثير من الطاقة كي يتقبل روكو الحقيقة أخيرا.


ترعرع الشاب تحت سقف بيته، بين عائلته، و مطلقا لم ينبهه حدسه بالخطر نحوه، هو الشديد الملاحظة، الشديد التنبه و الحذر، استأمن الذئب على قطيع الخرفان.
للان لم يتوصل فريقه على معلومات كافية بشأنه، بشكل او بآخر، يندم على قرار نفيه، ماكسويل هو الخطر المحدق، انه يعرف كل اسراره، يعرف كل ما له علاقة بأبيه او به شخصيا، تركه حرا طليقا غباءا... كان عليه تصفيته قبل ان ينقلب ضده.
لأن هذا بالضبط ما سيحدث... ماكسويل اخطر مما يمكن تخيله، جعل منه يانيس وحشا، وقد حمى سره عليه هو شخصيا... لم يترك ورائه دليلا واحدا عليه...
لماذا؟؟
لماذا اصر والده على حماية الوريث الروسي؟ و لماذا وعده بصوفي و في الوقت نفسه منح كلمته لعائلة الطورينزي التي لا تنفك عن ملاحقته بهذا الشأن؟ يريدون اعلان خطبة رسمية في اقرب فرصة.
مالذي حدث للجبار يانيس كي تتزعزع ثقته ويتراجع بوعده للامير الروسي ؟ ماحدث في الماضي يبقى لغزا محيرا و هذا سيصيبه بالجنون... يريد ان يعرف ابعاد نفوذ ماكسويل، ورغم علاقاته الكثيرة الا ان لا احد قادر على منحه معلومات دقيقة. و كأن الجميع خائف من الموضوع برمته.
ترك روكو الاوراق التي بين يديه و استرخى مجددا في مقعده، عقله اصبح مثل حاسوب لا يتوقف عن العمل، ومنذ رحيل بريانا و هو غير قادر عن النوم او الاكل... غضبه منها لم يكن كافيا لسد الثغر السحيق الذي تركته ورائها.
انه مشتث بدونها.زز
بعد زلتها بشأن صوفي حاولت تبرير فعلتها بالكلمات المتأسفة و ايضا الدموع الكثيرة، لاشيء أمكنه اصلاح ما اثلف، و صوفي تكرهه اكثر من قبل، لم تقاطعه هو فقط انما سابرينا ايضا، منذ معرفتها الحقيقة و هي تغلق باب غرفتها على نفسها و ترفض مقابلة احد.
بطريقة ما... ماحدث يبسط الوضع، لم يكن سيجرؤ يوما على قذف الحقيقة في وجه ابنته التي تهيم بسيرة يانيس و تضعه في مكانة التقديس، صوفي هي نقطة ضعفه، و ان كان الثمن اخفاء الحقيقة عليها لحماية قلبها من التحطم فلم يكن ليتردد، منذ زمن بعيد... سرقها يانيس منه، و لم يعد هناك مكان له في قلبها غيره.
حطت نظراته على اطارات الصور التي انضمت حديثا الى صور العائلة على جدران المكتبة، صورة بريانا مشعة في فستان الزفاف، شعر بقلبه يتمزق حقا...
كم يحبها و كم يؤلمه بعدها...
( أنا آسفة روكو...) عاد اليه صوتها متوسلا عندما اطمئن الطبيب على صوفي و نجح بإيقاظها من صدمتها العنيفة( لم اتحمل كلامها اليك... كان على احد اخبارها الحقيقة ووضعها عند حدها)
( وهذا الشخص هو انت؟؟ تنسين موضعك في هذه القلعة... أنت زوجتي، زوجة العراب يجب ان تكون دبلوماسية و بقوته و ليس العكس... انت ضعيفة و تتركين عواطفك تتحكم بك في اغلب المواقف )
راقبها تتقاتل كي تتحكم في دموعها، كانت شاحبة جدا و متوترة الملامح، الا ان انشغاله بصوفي ابعده تماما عن الوضع الراهن لزوجته... كونها حامل.
هذه الحقيقة عادت اليه عندما طردها تقريبا من القلعة...
( الم تقولي بأنك حزمت اغراضك سلفا و عزمت السفر الى اليونان؟؟ )
هزت رأسها في حركة يائسة و سبقها حتى قبل أن تتفوه بكلمة:
( سيقودك السائق الى المطار... الطيار بانتظارك... )
( لم أعد راغبة بالسفر) سمعها تهمس بصعوبة من بين شفاهها ( بعد الذي حدث افضل البقاء بجانبك)
( بقائك لن يبعدني عن انشغالاتي الكثيرة مؤخرا... ولن يغير شيئا مما حذث... )
طرقات على باب المكتب سحبته فورا من افكاره و اعادته الى الحاضر، وجد نفسه يصر على اسنانه بقوة، فك قبضة يده ووجد ان مفاصل اصابعه ابيضت تحت الضغط، التقط نفسا عميقا كي يسترد هدوئه ةضغط على المنطقة الحساسة في صدره قرب قلبه و امر الطارق بالدخول، 'جوليان ايرا' الرجل الخارق الذي اخد مكان سانتياغو يعمل جاهدا ليبرز اهميته في المكانة التي منحت له، وضع ملفا امامه قبل ان يستقيم في وقفته، ملامحه اللاتينية محايدة التعبير، لقد عمل في فريقه منذ عشر سنوات و طالما برهن عن قوته و ايضا فطنته.
" تكلم..."
" كما توقعت ايها العراب... ثمة سلسلة من المجازر في الاتحاد السوفياتي، هناك بعض التفاصيل الا اننا نحاول التوصل الى معلومات ادق... بدأ ماكسويل بالتحرك"
مدمر بالغضب لن يترك ماكسويل انتقامه هو يعرف، يوليا في خطر شديد، ان كانت تهاب قبلا تاجرة الاسلحة و تحالفها الجديد مع اعدائها فهي تجهل تماما ما ينتظرها من قريبها الذي استولى والدها على عرشه و اباد عائلته.
فجأة رن هاتفه الاسلكي، قطب روكو بينما يتطلع على رقم غريب، حدسه يندره بأنه هو... سانتياغو.
" مرحبا ايها العراب..."
خسارته مريعة هو يعترف بذلك، لم يكن الشاب مجرد قائد حرس و فرد مهم من فريقه انما جزء من حياته و روتينه.
" سانتياغو..."
ما ان نطق باسمه حتى ادرك جوليان ما عليه فعله، رآه يخرج من المكتب وهو ينقر على أزرار في هاتفه و يلقي الاوامر بالتجسس على المكالمة.
" ماكسويل ايها العراب..." رد هذا الاخير بنعومة خطرة" بدل إهدار وقتك الثمين في البحث عني لمعرفتي أكثر، انصحك بزيارة مسكني في القلعة... ستجد الاجوبة لكل اسألتك..." زم روكو شفاهه، الا ان موظفه السابق استمر في الكلام: "آسف بشأن صوفي... كما كان متوقعا،تمنيت لو تكون ردة فعلها مغايرة... اهتم بنفسك... سيكون لنا لقاء في القريب"
هذا أكيد..
فكر روكو عاليا وهو يقف من مكانه مزمجرا:
" جوليان"
هذا الاخير ظهر فورا في مكتبه، مايزال هاتفه ملتصق على ادنه:


" هل حددتم مكانه؟؟"
قرأ الجواب على وجهه قبل أن ينطق به:
" لم يتسنى لنا تحديد المكان... المكالمة تنطلق من الاتجاهات الاربعة من الارض... انه في كل مكان..."
السافل... فكر روكو دون ان يمنع نفسه من الاعجاب بمهارته... الم يكن الرأس المدبر في كل شيء؟؟ فكيف له الا يستعمل الحيل ليخفي اثره حتى مع دهاء التقنين الذين يعملون تحت امرته؟؟
" استمر في التنقيب و لا تهمل تفصيل واحد... "
نصحه دون ان ينظر اليه، كل اعصابه مشدودة بينما يتوجه خارج القلعة نحو ملعب الغولف حيث المسكن السابق سانتياغو، لحسن الحظ الا احد من الموظفين اتخذه مسكنا بعد رحيله.


* * *


( البندقية)


ايطاليا.


.


.


.






" هل يمكنني الدخول؟"
سأل داركو ببعض الامتعاض بينما يطرق باب غرفة ابنته التي انسحبت فورا ابتسامتها التي كانت تشارك دافيد بها، بحق الجحيم... انه يتوق للارتماء على عنق هذا السافل و ابعاده فورا عن ابنته. و ان تصرف بهذه الهمجية فهو يعرف سلفا العواقب، بيانكا ترفض مسامحته على زلته الاخيرة.
" نعم ابي... يمكنك الدخول"
تنهد بارتياح لهذا الانتصار الصغير، الانتصار الحقيقي هو عندما يتمكن من اقناعها بترك كل شيء في لندن و العودة معه الى صقلية، ان رغبت بالاحتفاظ بطفل اليخاندرو مقابل كل المخاطر التي يمكن ان تصيبها مع تقدم الحمل فهو مجبر على احترام رغبتها و مساندتها.
بيانكا الصغيرة لم يعد لها وجود... ابنته صارت امرأة، أم مستقبلية بمخالب لبؤة ستتقاتل حتى النهاية لحماية صغيرها، لقد ورثت عناده و تحديه، وهو اخر شخص يمكن لوم تصرفاتها.
"كيف تشعرين يا طفلتي؟" سألها وهو يتجاهل النظر الى الوجه الوسيم دافيد، ان استمر بتجاهله ربما ستنقص رغبته الحادة في قتله.
" انا بخير ابي..." همست له ببعض الجفاف.
رباه... كم يكره توثر علاقتهما، بيانكا هي كل حياته، لن يرضى باستمرار هذا البرود بينهما للابد,
" هل يمكنك تركنا بمفردنا؟" لم يكن سؤالا انما امرا للدخيل.
شعر بإبنته تتشنج الا ان شقيق زوجته كان من اللباقة بحيث اختفى فورا من المكان متحججا برغبته بالتواصل مع اعماله قليلا، لم يمنع نفسه من القاء السؤال الذي يحرق بشدة حلقه، مد يده ليمسك بيدها الباردة و يعصر اصابعها ببعض القوة:
" مالذي يبقيه هنا؟ الا يملك شركة لعينة في لندن تنتظر عودته؟"
" داركو ارجوك لا تبدأ..."
" مالذي يحذث بينكما؟" السؤال اتى حادا اكثر مما رغب.
" لا يحدث شيء" تمتمت من بين اسنانها،عيناها تلمعان اكثر و كأنها على وشك الانفجار في الغضب او ربما البكاء.
" لا اريده ان يؤذيك مرة اخرى..."
" انه يعرض الصداقة " و اخدت دمية الشيفون من جانبها و احتضنتها كما تحتظن الام طفلها " هنئني بحملي بدل لومي و تهديدي كما فعلتما انت و سيليو"
شعر بالذنب ينخره، مد اصابعه ليبعد شعرها عن وجهها، مطلقا لن يتأقلم مع مظهرها الجديد، هذا اللون الاشقر يأخد براءة بيانكا القديمة.
" لم اهددك بيانكا... انا خائف على حياتك فحسب... ان اصابك مكروه،فلن اعيش بعدك"
لانت نظراتها و تراجعت عدوانيتها و لمح تعبير مغاير على ملامح وجهها الجميلة، كانت تتمزق، انه يشعر بمحنتها، الدموع التي حبستها حتى الان ملأت مقلتيها الجميلتين.
" لا أملك الخيار... لا يمكنني التنازل عليه مقابل حياتي" راقب اصابعها الصغيرة تحط على بطنها المسطحة و تمسده بعاطفة" تعلقت سلفا به... أنا أحبه داركو تماما كما تحبني انت... "
لو كان الصراخ سيحل المسألة فسيصرخ ملئ رئتيه امام كمية اليأس التي تعتريه، لا يبدو بأن ابنته تعي حقا خطورة هذا الحمل عليها، و ربما ستدفع الثمن بحياتها و قد تموت مع جنينها حتى قبل ان تتمكن من وضعه.
" أعرف بأنك متعلقة به لأنه من اليخاندرو..."


راقبها تغرس بشدة اسنانها الصغيرة على شفتها السفلى و تهرب بعينيها منه، انه يعرفها خير معرفة، ثمة امر آخر يوثرها، وقبل ان يدفعها للكلام سمعها تقول:
" لست... لست متأكدة حقا من هوية الأب..."
في البداية، ظن بأنه لم يسمع جيدا، ثم سلكت كلماتها ببطء كل عصب حسي في كيانه، شعر بالذهول يتسلل اليه.
" عفوا..؟" نطق بصعوبة.
مرة اخرى لا ترغب بالتطلع اليه:
" علاقتي بدافيد طالما كانت غريبة... إيه... وتلك الفضيحة الالكترونية المتعلقة بالقبلة التي تم التقاطها لنا في ذلك المقهى بلندن..." ثم حطت اخيرا نظراتها على وجهه" لم يكن الامر مقتصرا على ذلك فحسب... كنا نرى بعضنا البعض سرا"


واو...


كاد ان ينفجر من الضحك بعد أن أدرك فورا لعبتها الصغيرة، انه يعرفها كما يعرف كف يده، وعندما تكذب، ينتفخ شريان صغير في الجهة اليسرى من جبينها كما انها تمضغ أظافر يدها تماما مثل هذه اللحظة.
" تريدين القول بأن حفيدي القادم ربما يكون من الريتشي؟"


تركت اظافرها بعد ان مضغتها الى ان ادمتها، عادت تتجاهل النظر مباشرة الى عينيه، قطرات دقيقة جدا من العرق تلألأت في جبينها و بجانب شفاهها التي تستمر بالكذب عليه.
" نعم... ربما..."
" لن تمانعي بأن نقوم بفحص حمض نووي؟"
هذا السؤال أخرج مخالبها، مرة اخرى تنظر اليه كمجرم حقيقي و تضع يدها على بطنها بحركة حمائية و دفاعية.
" المس طفلي داركو و لن ترى وجهي مرة اخرى"
من كان صاحب هذه الفكرة العبقرية؟؟ هي أم دافيد ريتشي اللعين؟؟ ذلك الرجل هو الشيطان بحلة وسيمة، ان ظنت بيانكا بأنها ستسمح له باستغلال الوضع ليعبث معها بعض الوقت قبل ان يستبدلها بأخرى فهي تحلم.
" لن امس حفيدي بأذى بيانكا... كل هذه القصة تنقصها المصداقية، رأيتك مع اليخاندرو، كنت سعيدة و مشرقة، حتى و ان رغبت بتسويد سمعتك امامي الا انني اعرف ابنتي... و ابنتي ليست ساقطة"
راقب الدماء تغمر وجهها حتى جذور شعرها، عندما رفعت عينيها نحوه هذه المرة كانتا ممتلئتين بالغضب، وقبل ان يسمح لها بالتمادي في تفاهاتها قال: "هذه القصة ستثير اعجاب سيليو الذي سيصفق بحرارة لكل الظروف التي ستجمع اخيرا بين حفيدته و وريث الريتشي السيء السمعة... اعرف ابعاد ما تحكينه و اهنئك... لن يضر سيليو حملك مادام دافيد هو الاب... الا انني امنعك من وضع عينيك في عيني و الاستمرار في الكذب علي... لم اكن يوما جاهلا بضعفك نحو ذلك الرجل، الا انك لم تخوني اليخاندرو... وطفلك منه، دون الحاجة الى حمض نووي لعين... ما تحملينه في أحشائك هو ابن مندوزا"
الاحمرار الذي كسى وجهها قبل قليل تحول الى شحوب تام، انها تخيب ظنه، لن يزيدها قرب دافيد سوى تعاسة و عليه التصرف وفورا:
" ستحزمين اغراضك فورا وتعودين الى صقلية كي تبقي تحت الرعاية الطبية الى ان تضعي مولودك بسلام... أنا مسؤول على صحتك"
" انا المسؤولة الوحيدة عن نفسي و لن اتبعك الى اي مكان..." زمجرت به بقوة" لكن من تظن نفسك؟؟ صرت بالغة و يمكنني اختيار الطريقة التي اعيش بها... و بما انني قررت الانتقال للعيش مع دافيد فلن اسمح لك بتدمير مشاريعي بسلبك اياي حق التصرف كراشدة... سأنهي دراستي و أعيش حملي بطريقة طبيعية و ارفض قطعا ان تقوم بتقييدي و خنقي بحمايتك كما يفعل روكو مع صوفي... و ان اصريت... ساختفي من حياتك"
شعر دارك بالدم يتجمد في شرايينه، هل اتت على القول بانها ستعيش مع دافيد؟ اذن الوضع جدي بينهما... كيف سيتصرف بحق الجحيم دون ان يفقدها؟؟ يكره عنادها الشديد في هذه المواقف.
" لو كنت بحزم روكو لما آل اليه الوضع عما هو عليه اليوم... لما انقلبتي عني بيانكا"
يبدو ان كلماته جرحتها، راقب شفتها السفلى ترتجف وهي تهمس بنبرة يائسة:


" أريد فحسب العيش بطبيعية..."


" مع كذبة شنيعة و رجل لا توجد كلمة وفاء في قائمة خصاله...؟؟ اي قصة ستروينها لطفلك عندما يكتشف بأن اصوله الاثنية لا علاقة لها بدافيد؟"


اهتز بدنها في رجفة عنيفة، هل بدأت بالتعمق في كلماته؟هل حقا تظن بأن قرارها السخيف لن ينقلب ضدها ذات يوم؟؟ هذا ان سمح مرضها لها بالعيش و عيش طفلها.


" لا اريد الضغط عليك..." قال فجأة بهدوء، سيغضب لاحقا و سيكسر كل ما يسقط تحت يده، اما الان، فعليه الخروج بدون عواقب من هذه المواجهة العنيفة." اعرف بأنك امرأة ذكية و ناضجة... ادرسي الامر من كل الجوانب، ان كنت تفعلين هذا كي لا يضر سيليو بطفلك فأنا أمنحك كلمتي، لن يضرك احد بسوء و انا على قيد الحياة... طالما كنت سندك و لن اتخلى يوما عنك، ان كنت تتخذين دافيد سندا كي تمنحي ابنك ابا... فأنت مخطئة... دافيد ليس الرجل المناسب ليربي طفلك...هو نفسه بحاجة لمن يعيد تربيته"
عم الصمت الثقيل الغرفة، لا يقطعها سوى انفاس كليهما، واحدة هادئة و الاخرى ثائرة، راقبها تقطب فجأة:
" و أنت تملك الحل اليس كذلك؟؟ مالذي يمكنك تقديمه لي في هذه الحالة؟؟ قلت بأنك تريد اخدي الى صقلية و الاهتمام بي طبيا الى ان يحين موعد الولادة...ثم ماذا بعد؟؟ تريد ان تأخد مكان اليخاندرو؟؟ تريد تربية ابنه؟"
اتت على الفور بتأكيد صدق ابوة اليخاندرو للطفل، الا انه لا ينكر بأن هذا الاحتمال داعبه منذ ان عرف بشأن حملها... يريد تبني طفل اليخاندرو نعم، و منحها هي فرصة استعادة حريتها و حياتها و شبابها... لن يكون سهلا ابدا تربية طفل بدون اب، الا انه لن يجرؤ بالصفح عن رغباته... ان كان يفهم جيدا بيانكا فهي ايضا تفهمه جيدا.
" تريد اخده مني؟"
" مساعدتك في تربيته... أنا و فلور سنـــ"
" أنت و فلور عليكما الاهتمام بشؤنكما الخاصة و العمل على ملئ منزلكما بالاطفالكما بدل سرقة اطفال الاخرين... " صرخت به غاضبة" ما في بطني يخصني و لن تاخده مني بحجة صغر سني ... لن اعود الى صقلية كي لا اسيئ لسمعة احد منكم و بالمقابل.. دعني اسير حياتي بالطريقة التي تروقني داركو... هذا ان كنت ترغب بلعب دور في حياة ابن صديقك ذات يوم"
هذا التهديد المباشر جعله يبتلع احتجاجه فورا، هو ليس ابن صديقه فحسب انما ابن بيانكا و حفيدهفي الوقت نفسه... الاستمرار في النقاش لن يزيدها سوى عنادا و انتصارا لدافيد الذي عاد في هذه اللحظة و هو يحمل قنينة مياه مع كوب شكولا فورا، هذه المرة لم يتمكن من تجاهله، عاد ليدرسه بشدة، انه لايشبه حقا فلور، تميل ملامحه للريتشي اكثر باختلاف لون الشعر القاتم، لكن نظراته الزرقاء مطابقة لنظرات ادواردو ريتشي، وقد ورث ايضا قامة والده روبيرتو الرياضية، الا انه التقط اخلاقه من المزبلة.
ترك داركو مكانه فيما شقيق زوجته يضع قنينة المياه بين يدي بيانكا بعد فتحها لها كأي حبيب متنبه و مهتم.
" عندما يقل اهتمامه بك، يمكنك اعادة التفكير فيما قلته لك..." قال لها مما اثار اهتمام الشاب الذي وضع نظراته الزرقاء عليه و تطلع اليه بجرأة شديدة دون ان يرمش.
" لن اسيء اليها..."
" سيكون من مصلحتك عدم الاساءة اليها..." تمتم داركو وهو يقترب منه مهددا الى ان رآى انعكاسه في زرقة عينيه" ان اسأت اليها فسأقوم بإحراقك حيا الى ان تتفحم... سأسعد برؤية هذه الوسامة الفائقة تتشوه بالنيران الى ان تذوب و تختفي... كابريشي.؟ (مفهوم) "
لمعت عيناه بنوع من التهكم و التسلية، ليس من السهل اخافته، انه مستهتر كفاية كي لا يأخد كلام صقلي حقيقي على محمل الجد، الا ان بيانكا تعرف جيدا بأنه لا يبالغ. لان وجهها فقد مجددا لونه و ارتسم الرعب على محياها:
" أبي... ارجوك ارحل..."
تنهد كي يسترد هدوئه،و انحنى عليها كي يقبل جبينها مطولا:


" سأرسل لك والدتك كي تبقى معك طوال فترة علاجك و سآتي الى لندن كلما سمحت لي اعمالي بذلك"
" لا تزعج والدتي ارجوك"


" هذا او لا شيء" تمتم بصرامة وهو يمسك بدقنها كي لا تهرب بعينيها" سأشدد طاقم الحراسة و أوظف مختصين لمراقبة حملك... هل هذا مفهوم؟"
هزت رأسها بالايجاب مما اشعره بالراحة، عاد ليقبل جبينها:
"أحبك يا طفلتي"و لامس خدها بإبهامه" ارجوك اعتني بنفسك جيدا
و اعيدي التفكير بشأن هذا السافل، لأنه لا يستحق امرأة رائعة مثلك"
* * *


لو لم يكن يأخد كلام سانتياغو على محمل الجد، لأعتقد بأنه يسخر منه، منذ أكثر من عشرين دقيقة يبحث في المنزل الصغير القليل الأغراض، لايوجد شيء يثير الانتباه،لقد هزته حقيقة سانتياغو و اربكت هدوئه الشهير و توازنه، هو الذي لا يتأثر بسهولة يجد نفسه مسحوبا بشكل هوسي نحو الشخصية الغريبة التي عاشت يوما وراء يوم الى جانبه دون أن يشك يوما بأمره.
جدران، ثم مراتب و طاولات، مالذي عناه عندما نصحه بزيارة بيته؟ تساءل روكو للمرة المئة و هو يمر بنظراته من خلال المكان مثل اشعة الليزر، سانتياغو أو ماكسويل يعشق الغموض، انه يدفعه لحدود الصبر و يقيس مهاراته، ثم توقفت فجأة نظراته على لوحة الأذراج الخشبية المكتظة بالكتب، قطب روكو و دنى منها... لم يرى يوما موظفه شغوفا بالمطالعة.
بدأ بلمس الكتب و تقليبها، متعددة اللغات كلها مواضيع الفلسفة و العلم النفسي، نفس اهتمامات يانيس الذي كان يجيد الكثير من اللغات ايضا و ينتقل من الواحدة الى أخرى بسلاسة، عشق الفلسفة اليونانية القديمة، و درس علم النفس ايضا و ابدع فيه، ابدع لدرجة انه كان يسهل عليه التلاعب بنفسية الجميع أو لهم هو شخصيا... الابن الذي خيب أمله و لم يكن قوي كفاية ليرث مكانه بعده.
لم تحمل الكتب اجابة حقيقية، هوس سانتياغو بشخصية يانيس ما يجعل هذه الكتب على ادراج مكتبته، لا يظن بأنه اهتم بالاطلاع على محتواها يوما، كان لديه اهتمامات أخرى.
بقي واقفا امام الرفوف فيما عيناه تبحث في كل ركن منها الى وجد اخيرا مبتغاه، ازال بضع كتب و ضغط براحته على الخشب الذي أحدث صريرا تحت يده و انفصلت الادراج عن الحائط ، تمة باب وراء الخزانة.
من خلال هندسة البيت يعرف بأن الباب لا يقوده الى غرفة موازية انما الى الأسفل، أبعد الخزانة ليفسح الطريق و يكتشف كما تكهن سلفا سلما من الاسمنت، التقط هاتفه و اناره كي يجد طريقه، الا ان الانوار اشتعلت ما ان أدركت برمجتهما بحركته، اعاد هاتفه الى جيبه و تقدم في السلم الذي انتهى به الى قاعة كبيرة اشتعلت انوارها بالكامل كي تفسح له لمجال لرؤية محتواها.
المكان عبارة عن قاعة اجتماع عملاقة، يوجد عدد من أجهزة الكمبيوتر. الجدران مغطاة بشاشات مسطحة وهناك كراسي جلدية مريحة حول الطاولة البيضاوية، يشبه المكان قاعة مجالس الإدارة أو وكالة المخابرات المركزية حيث تتُخذ القرارات الإستراتيجية، دار على عقبيه ليتفحص المكان ، تصلبت عضلاته بينما يكتشف على الجدار المقابل صور صوفي في فترات متفاوتة من حياتها، من الطفولة الى المراهقة، ملصقات جرائد بحادث السير ايضا، هناك صور لأورسو طورينزي ايضا، رأسه مدور بحبر أحمر.
" ما هذا الــ..."
تمتم روكو دون القدرة على اكمال كلامه بينما يقترب من الجدران التي تحمل العشرات و العشرات من الصور التي على ما يبدو التقطت على يد مصور محترف و ليست قصاصات جرائد، هل كان سانتياغو يتعقب أورسو طورينزي كل هذا الوقت؟ كان يأخد تهديد وجود طورينزي على حرية صوفي بمحمل الجد و بدأ له بالتخطيط للتخلص منه مرة الى الابد؟
انتزع صورة لصوفي من الحائط و قربها الى وجهه، كانت بجانب المسبح، متوهجة في فستان صيفي ازرق، ومثل المعتاد، جريدة المشاهير بين يديها، هذه الصورة تعود لما قبل الحادث، لأن شعرها كان طويل حينها، يحيط بها كستارة حالكة السواد.
هز مجددا عينيه نحو الحائط و انتزع صورة اخرى لها، كانت تقريبا في الثانية عشر، يد رجولية تمسك بقوة على يدها ، انه يعرف هذه اليد من بين الالاف، يد والده الذي لم يكن يترك صوفي بعيدا عنه.
هذه الذكرى نخرته بقوة، لم يكن والده راغبا به في محيط صوفي و هو يفهم الان لماذا... ذلك الوحش السافل سلخها عنه بكل الطرق الممكنة و حفر خندق عميق في علاقتهما.، كان يجهزها سلفا للتضحية بها و اهدائها كقربان لمن يخدم مصالحه اكثر.
فجأة تردد صوت طفل في المكان و اثار انتباهه الشاشات التي تبث فجأة شريط لطفل بعمر التاسعة، كل الشاشات تعكس الشيء نفسه، وجه طفولي بنظرات تجمد الدم في الجسد، ترك روكو اهتمامه بصور ابنته و اقترب من الطاولة العملاقة دون ان تفارق عيناه الوجه الجميل الذي شوهت النار جانبه الايمن.
" اسمي ماكسويل ليونيد كوزنيشوف، الوريث الوحيد المتبقي من عائلة كوزنيشوف التي تم ابادتها في موسكو... ادين بحاياتي لابي الروحي يانيس ايميليانو..."
ثم صمت، كان ينظر مباشرة الى الكامرا، ملامحه خالية من اي تعبير،مال روكو رأسه جانبا يحاول التقاط الشبه بينه و بين سانتياغو الذي عاش كل حياته تحت سقف بيته، النظرات متطابقة، ملامح الوجه مختلفة، ابدع يانيس في منحه وجها جميلا و اخفاء كل اثر للحروق.
" هل تتذكر الحادث" صوت نسائي ناعم دخل مسامعه، الا ان الكامرا كانت تركز فقط على الامير المشوه الوجه.
" اتذكر الهجوم..." قال الصغير دون ان يرف له جفن" لقد قتلو امي اولا ثم ابي... اخذتني شقيقتي الى مخبئنا الاعتيادي و طلبت مني عدم الخروج،
ثم..سمعت صراخها... "


هنا فقط ظهرت ردة فعل، امتلأت العينان بغضب سحيق و اسودت الملامح كي تزيد الوجه قباحة اكبر.." سمعت صوت الرصاص و ادركت بأنها ماتت هي الاخرى...لكنني لم أرها..."


عاد صوت المرأة يتدخل مجددا


" و ماذا حدث بعد دلك؟؟"


لم يرد الصغير فورا، بقي يحدق مباشرة الى الكامرا و كأنه ينظر اليه هو، قطب روكو و أسند راحتيه على الطاولة ينتظر سماع المزيد:


" قاموا بالبحث عني في كل مكان " ثم صمت، كانت حركاته ميكانيكية و بلا اي عواطف، لقد تأثر فقط عندما تكلم عن شقيقته" كان هناك النار... الكثير و الكثير من النيران التي نشبت في كل مكان... ظننت بأنني سأموت محروقا..." عاد للصمت مجددا، هذه المرة، نظراته الخضراء لمعت بإعجاب غريب، شبه هوسي" لو لا تدخل العراب في اللحظة الأخيرة..." ثم أطرق برأسه الصغيرة و عادت حدقاته تتسع الى ان اسودت نظراته كليا" انه بطل"
كمية الاعجاب و التقديس في هذه الكلمات دفعت معدة روكو للتقلب و اعترته رغبة شديدة في رمي محتواها خارجا، يانيس لم يكن بطل أحد، بل مجرم راقي يعرف تماما ما يفعله، مثلا هذه التسجيلات كلها ما هي الا تمهيد الى هجوم دبلوماسي ، ادلة لشرعية الأمير الصغير، لقد ربى بنفسه الطفل على الحقد و الكراهية و جعل منه أداة قتل و قنبلة موقوتة لكل اعداء الايميليانو، وهذا بالضبط ما حدث، سلسلة الاغتيالات الحالية ورائها ماكسويل، بدأ بحملة التنظيف العميق و سيترك اعدائه الحقيقين للنهاية، أولائك الذين اغتالوا عائلته و قريبا...ستتخذ الفوضى في الاتحاد السوفياتي أبعادا هائلة.
انه يعرف جيدا تعطش الشاب للدماء،مظهره الهادئ يخفي قوى الظلام الحالكة،طبيعته الشرسة تظهر جليا في علاقاته النسائيه، يشاع بأنه سادي سريريا، يحب تعنيف و ايذاء و اذلال شريكته و السيطرة عليها، يستمتع بالمعاناة الجسدية والنفسية لشريكته كما الرجال الذين يقوم بتعذيبهم لسبب أو لآخر، لمح هذا في الكثير من الفرص بينما يستعمل أسلوب مروع مع اعدائهم، يحسن استعمال السكاكين كما الاسلحة النارية،انه يعرف تماما تشريح الأجساد تماما مثل الجزار.. يانيس ايضا احب تعذيب ضحياه بنفس الطريقة، لم يكن يترك هذه النشوة لموظيفه بل يتكفل بها شخصيا.
نقطة اخرى يتشاركها الاثنان، كلاهما سادي و كلاهما مضطرب نفسيا.
خلال العشرين الدقيقة الموالية مرت على الشاشات الكثير من المقاطع المماثلة، ماكسويل قبل و بعد عملية التجميل، ماكسويل بصدد تعلم فنون القتال و ايضا التشبع رويدا بشخصية يانيس،في كل مقطع يرى فيه التحول البشع، تدنيه من الانسانية شيئا فشيئا الى ان فقدها كليا،نجح والده الروحي بغرس بذرة الشر فيه و لم يدري ماكسويل بأن من بكى بين ذراعيه طالبا العزاء هو نفسه من تسبب ببكائه... منذ البداية سقط ضحية مناور متلاعب متمرس.
لا يجرؤ على الأمل في أي شيء بعد الذي رآه.
ما رآه يبسط الموقف على الاقل. عندما لا يوجد أمل ، وعندما لا يكون هناك خيار آخر ، يصبح كل شيء واضحًا بشكل خاص، يمكنه ان يخمد مرارته بفقدانه،خيبته و كل مشاعره الغبية نحوه،ماكسويل عدو حقيقي و عليه الحذر منه و محاربته.
انتهى العرض و عادت الشاشات لتغرق في الظلمة، الامر الذي لم يدم اكثر من ثانية، اذ انها عادت للعمل مجددا لتبث تسجيلات حية تلتقطها كاميرات المراقبة ،بينما على شاشة واحدة ظهرت رسومات وأرقام وامضة.
انها استثمارات ضخمة بأرقام هائلة في سوق الارقام المالية.
" لم اشك يوما بذكائك اخي الكبير... عرفت بأنك ستجد المكان بسهولة"
ظهر وجهه في الشاشة، مثل المعتاد انيق جدا و سيد نفسه،لم يكن يعرف ان كان يجب ان يشعر بالشفقة او بالغضب العارم منه.
" لا انكر ان العرض الذي جهزته جيد الا انه غير مثير للاهتمام "
لمعت نظراته الخضراء بتسلية الا ان خطوط شفاهه بقيت وفية لقساوتها.
" على الاقل غذيت فضولك ايها العراب"
" هل انت خائف من تخبرني بكل هذه الاشياء وجها لوجه؟؟"
ابتسم سانتياغو او ماكسويل ابتسامة عريضة:
" اتيحت لك فرصة القضاء علي مرة الا انك فوت فرصتك " راقبه يدنو اكثر من الكامرا و يقول" تعرف بأنني لست عدوك و سأخدم دوما مصالحك كما وعدت والدك بذلك، نحن اسرة كبيرة متحدة"
" انت لست فردا من اسرتي ماكسويل "
" آه بلى" قاطعه هذا الاخيرة بنبرة حازمة" كلما اسرعت بالايمان بالوثاق بيننا كلما كان افضل، لن اقطع ابدا صلتي بالايميليانو و لن اغير خططي بشأن صوفي، انها تهمني اكثر مما تظن و انوي جعلها السيدة ليونيد كوزنيتشوف..."
هذا التأكيد جعل دم روكو يغلي،الا انه فضل الحفاض على هدوئه امام هذا الذئب الفائق الذكاء و الشديد النباهة.
"هناك امر غريب ..." بدأ بنعومة خطرة" تقول بأن يانيس منحك كلمته بشأن ابنتي، فكيف تفسر وعده للطورينزي؟"
كل اثر للتسلية اختفى من وجهه، اصبح فمه عبارة عن خط مستقيم:
" لا شيء يؤكد تداعيات تلك العائلة الانتهازية التي ترغب فحسب باستغلال نفوذك"
هز روكو حاجبه بتساؤل
"مالذي يؤكد مصداقيتك؟ حقا؟؟ و مالذي يؤكد ادعاءاتك انت؟"
" منذ البداية تم التخطيط و دراسة كل شيء ... تحالف الروس و الايطاليين هو عملة سلام المستقبل" تمتم سانتياغو من بين اسنانه" كان مقرر بأن عودتي للسطح ستكون مرتبطة بتحالفي معك... اسمي سيرتبط بإسم الايميليانو، و عرابي لم يكن ليخلي بكلمته لي"
" لكنه فعل ماكسويل" قال روكو وهو يستند مجددا بيديه على الطاولة البيضاوية و يتطلع بجليدية الى محادثه" عندما اكتشف بأنه صنع وحشا ساديا بميول سيكوباتية، و ادرك ان التلميذ تفوق على معلمه غير رأيه رحمة بصوفي و فضل ضمان مستقبلها مع رجل طبيعي من عائلة لم تتوارث جيناتها الجنون... لا تظن بأنني اجهل ميولاتك النسائية الغريبة... الجميع يعرف بقصة لفتاة التي ارسلتها رأسا الى المستشفى وهي بصدد استنزاف دمها... برهان على نوع الحياة التي تقودها و التي لن اقبلها لابنتي أبدا"
لا يبدو ان الموضوع يحرج الشاب الذي التمعت عيناه ببعض السخرية المتسلية:


"هل تزعجك طريقة عيش حياتي العاطفية أيها العراب؟؟ أنت نفسك لم تمانع بجمع امرأتين في سرير واحد، الأمير فالكوني يملك اذواق استثنائية ولم تقطع علاقتك به لحد علمي، اما فيما يخص مارتينيز فالقائمة طويلة... لكن لا تقلق...لن اسيء لصوفي لأن أمرها يهمني حقا ولدي خطط جدية تخصها لا يشملها العنف الجنسي بالتأكيد، سأروضها و أجعلها امرأة مسؤولة بدل الفتاة المدللة التي هي عليها ألان... سأنجح فيما فشلت انت فيه ... فعكس ما تظن، ابنتك ليست مصنوعة من زجاج، انها وحش حقيقي و تحتاج لرجل شرس مثلي كي ينقذها من نفسها و ليس الانتهازي أورسو طورينزي الذي لا يهمه فيها سواك... "
تلقى روكو الصفعة بصلابة، ماكسويل يسعى لزعزعته و استفزازه، انه يعرف جيدا ما تعنيه صوفي له، و يعرف بأن رؤوس كثيرة سيتم قطعها قبل ان يصل الى مراده، هذا التصريح يعني نشب الحرب بينهما، كلاهما واع لخطورة الاخر، استرخى ماكسويل و ابتسامة واسعة اشرقت وجهه،ا لتقط الشبه بينه و بين يوليا، كيف لم يفقه لهذا الشبه في السابق؟؟ ماكسويل ينضج بمغناطيسية حيوانية تتجاوز الجمال التقليدي،ان كان الشيطان مقنعاً ، فإن قناعه جميل حقًا.


" فلنمر الى المواضيع الحاسمة،هناك حملة تطهير و انوي تحذيرك من اي تحالف مع يوليا،لا تشغل بالك بها... فهي من الذكاء بحيث تدرك اقتراب اجلها،لن تنفعها مساعدتك بشيء لأن اسمها في القائمة السوداء و لا انوي ترك فرد منهم على سطح الارض... لن تنتهي السنة قبل ان تتعفن اجسادهم كلهم في حفر لعينة تماما كما فعلوا مع عائلتي... لا شيء سيوقفني روكو حتى تقديري و حبي لك،الجحيم سينتهي عندما اقرر انا انهائه... حان الوقت لأدفع كل مذنب ثمن ذنبه... "


شعر و كأنه ويواجه يانيس في هذه اللحظة، هو الذي كان يفسر جرائمه على أنها خدمة يقدمها للبشرية، كان يظن نفسه المخلص الذي يرسل سريعا الاشرار الى الجحيم..


" هذه المجازر لن تعيد لك عائلتك و لن تغير الماضي...انت بصدد توقيع استمارة موتك"


"نعم... قتلي للسفلة لن يعيد شقيقتي الا انه سيطفئ النار التي اشتعلت في قلبي قبل ان تلتهم جسدي و تترك اثارها عليه، كما انني اعرف حدود نفوذي،الحكومات القوية تهتم بالمعلومات المهمة بذل اهتمامها بتصفية عدة رؤوس بلا اهمية .. . لن تبكي روسيا على يوليا لأن قيمتي اكبر من قيمتها و مصالح البلاد في اعمالي..."


استراجية يانيس و تجارته المربحة، عندما تسقط يده على اعضاء خلية ارهابية و يبرز موهبته النادرة في التعذيب كي يحصل على معلومات مهمة فهو يبيعها بمصالحه للجهات المعنية، مثلا علاقته مع امريكا لم تكن يوما جيدة الا انهم يسرعون لمنحه الكثير من الامتيازات عندما يخبرهم عن عملية ارهابية ستنفد في تل ابيب او في دولة من دول اروبا... لهذا كان الجميع يخشاه و لهذا حرم تماما المساس به او بتجارته... ماكسويل فهم بأنها الطريقة الصحيحة لحماية مؤخرته.


" أظنني اعرف قيمة من يعود بقوة الى الواجهة"


" انا لست عدوك روكو..." اكد له بسلاسة.


اشار بيده الى الشاشة التي ما تزال تعرض الارقام الهائلة للاستثمارات المتنوعة.


" كنت تدير اعمالك الخيالية من قلعتي دون ان اشك بشيء... ذكائك يبهرني"


" انا اتاجر في كل شيء لكن رأس مالي من الاسلحة النووية و خبراء مصانعي يعملون حاليا على منتوج يهم كثيرا الحكومة الروسية مما يجعلها مستعدة لتقديم اعدائي على طيق من فضة مقابل عدم توقيع عقد مع منافستها امريكا... لا احد قادر على اقتناص رأسي حتى انت... لهذا اوقف تحرياتك عني لانني اعطيتك الاجوبة لكل اسئلتك الفضولية"


" كلا... انت لم تجب عليها كلها" قال روكو وهو يستقيم في وقفته" يبقى غامضا ما حدث لاليخاندرو... تعمدت تركه بين مخالب تلك العصابة بينما تتمتع بكل هذه النفوذ... كل شيء يتوضح الان... رغبت بالتخلص منه بطريقة طبيعية... كنت تعرف بمشاعر صوفي نحوه"
اسودت ملامح وجهه و دنى اكثر من الكامرا:
" ماحدث لميندوزا خطأك انت... انا حميتك و انت اخفقت بحمايته "
" انت اسرع من البرق، كان من الممكن حمايته و منحه فرصة العيش ذلك اليوم... قتلته غيرتك المريضة"


"ربما..." رد ماكسويل.


هذه الاجابة الغير مبالية جمدت الدم في عروقه، والكراهية التي شعر بها روكو كانت اقوى من ان يتظاهر بالهدوء لوقت أطول، ضرب على الطاولة و زمجر من بين أسنانه:
" اقسم ان ادفعك الثمن ايها الخائن،لم يكن ذنبه مشاعر صوفي نحوه ايها السافل المتجرد من الاخلاق..."
" أنت لا تعي حقيقة الوضع أخي الكبير" قاطعه ماكسويل بنبرة قاسية" سأسلط لعنتي على كل من يقترب منها ... لمصلحة 'طورينزي' الا يعود مجددا الى القلعة و الا لن تتأخر عائلته بإقامة جنازة موقرة لفقيدها الشاب... صوفي ملكي و لن ياخدها مني أحد، أعرف بأنك رجل أعمال ذكي و تبحث دوما عن المصلحة العامة، التحالف بيننا سيحدث مهما تماطلت، فلن تنكر بأن هذا يصب في مصلحتنا كلنا... "
" انت تهذي ان ظننت بأنني سأهدي على طبق من فضة ابنتي لبارون اسلحة بإسم المصالح "
" سوف تفعل ايها العراب" أكد ماكسويل بنبرة جليدية" عندما تدرك بأن كل الطرق تؤدي لي مباشرة، عندها ستقدمها لي على طبق من ذهب"
توقف البث المباشرة فورا و انتقلت الشاشات الى بث آخر، الادرينالين منعه من تقبل التهديد الاخير الذي حمل كل هوس ماكسويل لصوفي،ثم رآها، ابنته على الشاشات التي كانت تعكس قبل ثانية وجه السافل ، يتم تصوريها من كل ركن في جناحها و كل الزوايا، يبدو ان ماكسويل زرع كامرات في كل مكان في غرفتها حتى الحميمية منها، شعر بالدم ينسحب من شرايينه و أعتراه احساس متوحش بالحماية، ضرب على الطاولة بهيجان و غادر المكان فورا بإتجاه القلعة.
انه بصدد عيش كابوس حقيقي.


* * *
تكساس
.
.
.
ناومي ترفض الاستسلام مثل العادة، وبدل الرحيل بعد قسوته و اذلاله لها قررت الاقتصاص من باب بيته، هل يحلم ام انها بصدد رميه بالحجارة؟ متى كانت امرأة سهلة و مستسلمة؟؟ تكره ناومي الا تملك الكلمة الأخيرة، وهو غير متحمس للمرة لعنادها.


منذ موت اليخاندرو فقد حماسته للحياة ككل،انه يعيش كي يعيش، وبينما يصارع من اجل البقاء لا للحياة يبدأ اصرار العراب روكو عليه، انه يطالبه بالعودة لاستلام اعمال توأمه الذي تركها باسمه، تبقى دعواته و رسائله بلا اي رد، لا ينوي قبول ارث شقيقه بعد ان فقد حياته بسببه هو.. انه ارث مسموم و مليئ بالسواد فكيف يجرؤ العراب على المطالبة بعودته؟
و كأن هذا لا يكفي، خطيبة شقيقه النبيلة تستمر بإرسال الرسائل اليه رغم اصراره بعدم الرد عليها، انها لا تستسلم، تقول انها تحتاجه، بأن موت اليخاندرو لن يغير شيئ من علاقتهما،بأنه مهم جدا بالنسبة اليها.
متى كان مهما لأي شخص في العالم غير اليخاندرو الذي آمن به و بسببه هو فقط فقد كل ما بناه بجد طوال حياته؟
قبل ان يدخل حياته ليسممها، كان شقيقه رجل اعمال لامع، يملك اصدقاء يهتمون لمصلحته و يحبونه، و مخطوب لأميرة جميلة يخطط لبناء اسرته الخاصة، ثم خطف كل شيء منه بأنانية، استغله كي يمنح الرضى لرؤسائه الذي استغلوه شر استغلال، رغم موت المسؤول عن العملية الا انه لا يشعر بالاكتفاء، كل يوم يموت ببطئ، النار ترفض الانطفاء في احشائه، وهو يفتقد توأمه كل يوم.
اما فيما يخص ابنه من نتاليا خورخيه، فيرفض التفكير بأمره، اليخاندرو يستولي على كل تفكيره، انه اول من يتذكر عندما يستيقظ و أخر شيء يضغط على ضميره المعذب قبل النوم، من شأن ذلك الصبي ان يبقى حيث امن له العراب حياته، الدخول الى حياته هو دمار حقيقي، لأنه لا يجلب لمن حوله سوى الاذى.
أمسك بمقبض الباب و فتحه، تحاشى الطوب في اللحظة الاخير كي يواجه ناومي متوحشة، الغضب سود وجهها و فقدت نظراتها الجميلة شفافيتها، يجهل كيف تمكنت من العثور عليه، الا انها عنيدة كفاية كي تحصل على ما يستحيل عادة عن الناس العاديين.
" مالذي اصاب عقلك بحق الجحيم؟؟" زمجر بها بعداوة بينما يواجهها مثل ثور مستعد للانقضاض على بشري بلا حماية، الا ان ناومي لا تترك نفسها تتأثر بهيجانه، لانها في هذه اللحظة، تبدو أكثر هيجانا منه.
" لم اقطع كل هذه المسافة كي تغلق بابك اللعين في وجهي خافيير"
" لم يكن يجدر بك تكبد كل هذا العناء، أكره المفاجآت"
راقبها تنكمش على نفسها، الا انها حطت عينيها الجليديتين عليه قبل ان تحولها حول المكان و تشير بإتجاه الاسطبل:
الجميع يسخر من الموقف""


" لا يوجد غيرنا هنا و لا احد يهتم لعرض فتاة هستيرية تستعمل الطوب لتحطيم باب بيتي"


" لم يكن ليحدث شيء لو تركتني ادخل و نتحدث مثل البالغين"


" ان كانت ذاكرتي تنفعني فلم اقم بدعوتك الى تكساس لسيما الى بيتي"


اختار حمار مربوط في الركن هذه اللحظة كي ينهق بشكل عالي مما جعلها تجفل و تدير راسها ناحية الصوت، راقب اناقتها الشديدة المتناقضة مع المكان،لو علم السيناتور مارشال بأن ابنته تلاحق مرتزقة مثله لانفجر من الغيض، عائلة مارشال تهتم كثيرا بالمظاهر، و بالتأكيد حياة ناومي العاطفية ليست ملكا لها، انها ملك اسم عائلتها، لامكان لها في هذا المكان و لا مكان لها في حياته هو، عليها ان تنسى أمره و تقلب صفحته مرة الى الأبد، لا يملك ما يمكنه منحه اليها،منذ البداية لم يكن يملك ما يقدمه للمرأة الوحيدة التي همه أمرها حقا. كي لا يدمرها عليه ابعادها عنه، الا ان نواياه اهتزت عندما راها تدير رأسها نحوه مجددا و تقول:
" حتى الحصان ضحك على كلامك"
منذ موت اليخاندرو لم يضحك او يشعر بالتسلية او حتى هذا الشعور اللطيف الذي تسلل الى صدره و داعب قلبه كالبلسم... رباه هذه المرأة ستقضي عليه.
" هل تملكين مشكلة بتحديد الفصائل؟؟ انه حمار و ليس حصان"
هزت كتفيها و كثفت ذراعيها فوق بلوزتها الانيقة:


" اعرف جيدا كيفية تحديد الفصائل و الحمار الوحيد الذي اعرفه يقف امامي في هذه اللحظة متشبثا بعناده"
بدل ان يشعر بالغضب من تهكمها وجد نفسه يبتعد عن الباب ليفسح لها المجال كي تدخل بيته، لن تتأخر شائعة مجيئ نيويركية راقية الى مزرعته بالانتشار في المنطقة، جيرانه يهتمون بشكل غريب بحياته الخاصة. و ان لم ينهي المسألة فورا فسيعرف الناس بأن الزائرة و ابنة السيناتور t_g مارشان هما شخص واحد. و يرفض قطعا ان يثير الانتباه اليه.
اغلق الباب خلفهما فيما يغمره عطرها الثمين وهي تمر بجانبه لاقتحام حميميته،راقبتها تكتشف ما حولها بنظرات فضولية، لاشيء راقي في المكان، انه يستعمل ما هو بحاجة ماسة اليه، بسبب اصابته يستعمل الارض للنوم بدل السرير، قسوة الارض و صلابتها تريح ظهره المتوجع و تجنه السقوط من السرير الف مرة في الليل عندما يتكرر اسوء كوابيسه، لحظة مقتل شقيقه الذي يوقظه من النوم غارقا في عرقه.
" قولي ما لديك ناومي فلا املك اليوم بأكمله"
" توقف عن استعمال هذه اللهجة المتعالية معي خافيير، تعرف بأنني اتفاعل بشكل سيء مع الاوامر"
" لا مزاج لي بتحملك" قال بنبرة جليدية" قولي مالديك و ارحلي"
بدأت تستوعب بمرور الدقائق بأنه جاد لهذا سارعت بإزاحة عنادها جانبا و راقبها تبلل شفاهها بطرف لسانها قبل ان تتغير ملامح وجهها و يرتسم التعبير الذي يكرهه على وجهها... انها الشفقة.
" انا آسفة بشأن اليخاندرو... تولدت بيننا نوع من الصداقة و موته يحزنني"
ثم حدث شيء غريب، الالم بداخله وضع حاجزا منيعا بين كلامها و اذنيه، الماضي جذبه بقوة اليه، اختفت ناومي و كل ما يحيط بينهما كي يرى نفسه مجددا في عمر السابعة، يركض بكل قوته الطفولية بين الازقة الفقيرة كي يتمكن من الفوز على توأمه و الوصول قبله الى البيت، لقد كان حافي القدمين، ممزق الملابس، وجهه و يديه متسختين، الا انه حر و طليق وسعيد،ا لقى نظرة خلفه كي يرى توأمه يجاهذ للحاق به،لا يمكنه حتى المنافسة لأنه الأقوى و الأسرع، الا ان ملامح وجه اليخاندرو و العزيمة المرتسمة على وجهه جعلته يخفف من ركضه كي يترك له الفرصة لتجاوزه و لربح التحدي.
حصل على شطيرة التفاح كهدية لإنجازه، سافانا كانت ناعمة و حنونة معهما، تبتسم عندما يهجمان عليها في المنزل الصغير و المطبخ الحقير الذي تجعله جنة بوجودها،كانت تعرف بانه تعمد ترك شقيقه يربح السباق و تكافئه بشطيرة تفاح و عناق طويل قبل ان تهمس في أذنه:


" كن دوما لجانب شقيقك و لا تترك يده في الظلمة كما في النور"


لم يوفي بوعده لها و لم يحمي شقيقه، فكيف يمكن لناومي ان تفهم وزن المصيبة التي حلت به؟ كيف يمكنها ان تتكهن بأن كلماتها المواسية لن تنجح يوما بإخراجه من جحيمه؟ لقد قتل شقيقه و هذه هي الحقيقة،ربما نتاليا هي من ضغط على الزناد الا انه هو من وضعه تحت رحمتها.
عاد الالم حادا كالسيف كي يقسمه على نصفين، لابد ان ناومي انتبهت لشعوبه، انه يكره ان يظهر لها ضعفها، ان ترى كم ان فراق اليخاندرو يقتله و يدمره.
يريدها فقط ان تختفي مع شفقتها اللعينة الى الأبد و ان تنسى وجوده،لأنه لم يعد موجودا... لقد مات مع شقيقه...ارتد الى الوراء عندما وضعت يدها على ذراعه و كأن اصابعها من نار:
" لا تبعدني..." وشوشوت بنبرة ناعمة، مكسرة، للحظة ظن بأنها تتفهمه حقا، لكن الحديث على اليخاندرو يزيده معاناة فحسب.
" شكرا تكبدك كل هذه المعاناة ناومي..." بدأ وهي يبلع كرة اللهب العالقة في حلقه" الا اننا لا ننتمي الى العالم نفسه،انا لا اليق بامرأة مثلك لا املك ما اقدمه لك حتى بإسم الصداقة.."
أوجعتها كلماته على مايبدو، راقب وجنتيها تشحبان اكثر بينما تجاهد للمحافظة على هدوئها:
" لم ننتمي يوما للعالم نفسه خافيير"
هذا الصحيح، عندما افقدته نظراتها الاستثنائية رشده في سا نفرانسيسكو ادرك بأنها تستحق اكثر من مجرد ليلة سرير عابر، في صقلية نسي تلك العوائق و اغواها بعذ ان جعلته حياة توأمه العاطفية يعيد النظر في حياته، الا انه ليس اليخاندروشتان بينه و بين رجل ناجح و مستقيم كتوأمه.
و ناومي... ناومي ليست الاميرة بيانكا.
راقبها تقطع المسافة الصغيرة بينهما و تضع يدها على ذراعه، استجمع كل شجاعته كي لا يفر هاربا من هذه الحميمية، الحقيقة هي ان ناومي تعني له كل ما لم يحصل عليه يوما و ما لن يحصل عليه ايضا، انها الفاكهة المحرمة و عليه مقاومتها لقطع اي صلة معها.
" لسنا مضطرين لطرح الكثير من الأسئلة او حتى وضع المقارنات خافيير..." اظلمت نظراتها البنفسجية وهي تتفحص وجهه بإصرار"اتيت الى هنا لان شيئا اقوى مني و منك اجبرني على ذلك... انت تعرفه اليس كذلك؟ ذلك الاحساس بالعجز امام التعقل و المنطق...ذلك الشيء الذي لا يملك تفسيرا و الذي هربت منه انت كما هربت انا .."
انزلقت يدها من ذراعه نحوه رقبته و وقفت على اصابع رجليها كي تهمس في اذنه:
"لقد قاومته بكل بكل شراسة... قاومته بإسم المنطق و اسم كل ما يفصل بين عالمينا، وهذا لم يمنع وجودي اللحظة امامك في محاولة افهامك ما لا اقدر على فهمه شخصيا... الا انني اشتقت اليك بشدة... عادت الكهرباء لترتفع في الجو فهل تشعر بها مثلي؟"
نعم انه يشعر بها، لقد صعقه فور وضع عيناه عليها في باحة منزله، ما يحدث لا يعجبه، وهذا الضعف نحوها لا يستهويه بالمرة، بدل دفعها بعيدا عنه يشعر بنفسه بحاجة ماسة لهذا الدعم الانثوي، اغمض عينيه عندما لامست اصابعها فكه، وعندما عاد ليفتحهما اكتشف بأن هذا الاستسلام شجع ناومي التي حطت شفاهها على شفاهه في قبلة ناعمة بخرت كل شيء معها... كان بحاجة لينسى قليلا وجه اليخاندرو الذي لا ينفك عن الظهور امام عينيه مرارا و تكرارا، ناومي نجحت بمنحه القليل من السلام و ينوي استغلال تأثيرها عليه ليهرب من جحيمه.هدأت قليلا مرارة حزنه العميق. لم يختفِي العنف المتصاعد في عروقه ، لكن الفراغ الرهيب ملأه للحظات وتوقف الألم. انها طريقة مثالية للهروب من نفسه لبعض الوقت.
أدركت ناومي فورا تغير موقف خافيير عندما بادلها قبلتها، لم تكن تنوي ابدا اغوائه، الا ان كلامه جرح كبريائها و قررت استعمال انوثتها لإثبات انهما على الموجة نفسها، الانجذاب قوي بينهما و من المستحيل انكاره.
الا ان خافيير لم يكن رقيقا كعادته، و لم توقفه عندما تحول الى حيوان حقيقي معها، حاستها تنبهها بأنه بحاجة لبعض العنف كي ينفس عن حزنه، وربما هي بحاجته ايضا كي تروي ضمأ انتظار الاشهر الاخيرة... بشكل او بآخر لم تتمكن من عيش مغامرات جديدة مع رجال جدد، كانت تخشى ان يخيب ظنها بعد ان تذوقت العاطفة الجارفة مع خافيير.
لاشيء طبيعي في طريقته و كان يجذر بها ايقافه بينما يفضل استعمال الارض القاسية بدل اخدها الى سرير مريح، تركته يستعملها كما يريد،لا مكان للحب او الرقة، لا يوجد سوى الظلام والألم. ألم مفجع. ألم تتجرعه من خلاله و يمزقها... الظلام أقل إيلاما.... أقل معاناة...إنها وسيلة نسيان. تكره الفراغ الذي يبتلعها وهي في هاوية الظلام الذي يقودها اليه. تكره خواء هذا الموت الحي... ادركت بالا شيء يمكن تعويض خافيير خسارته، لقد حاول ردعها الا انها هي من اصرت على تقاسم ما يفوق قدرات تحملها..
عندما ابتعد عنها اخيرا كي يلتقط انفاسه، لم ياخدها بين ذراعيه كما يفعل عادة، بل بقي ممدد بجانبها ينظر الى سقف الغرفة دون ان يتفوه بكلمة، بمرور الدقائق بدأت تستوعب حقيقة ما حدث، الخجل و البرد تمكنا منها فمدت يدها الى معطفها كي تستر نفسها، مشاعرها متضاربة و لا تشعر بشيء محدد سوى الفراغ... الشعور بشيء أفضل من عدم الشعور بأي شيء.
رنين هاتف منعها من الكلام، رأته يحرك رأسه و كأن العودة الى ارض الواقع تسبب له المعاناة...ثم وثب على قدميه و تمكنت من لمح اثار جرح عميق على ساقه، تفهم لما يعرج، هل اصيب بطلقة عيار ناري؟
راقبته يلتقط بنطاله و يخرج هاتفه قبل ان يتفقد هوية المتصل ثم يهمله، في نصف ثانية ارتدى ملابسه دون ان يعيرها اهتماما،تشك بأنه يتذكر تواجدها حتى..
بدأت بارتداء ملابسها بدورها،لو رأتها جيمي و ايفا بهذا الوضع المستسلم على ارض صلبة في مزرعة مفقودة مع رجل نسي امرها ما ان انتهى منها لفقدن رشدهن،.. فقد حاولن ردعها عن مهمة البحث عنه و فشلن.
عاد الهاتف ليرن مما جعل خافيير يشتم بقوة ثم يعود لتفحص الرسالة التي وصلته، بقي واقفا مكانه، عيناه حالمتين على الشاشة الصغيرة،كتفيه متصلبتين لدرجة انها خشيت تمزقها تحت الضغط.
فجأة حول نظراته اليها، تذكر وجودها اخيرا؟
" بيانكا حامل"
في البداية لم تفهم حقا ما يقوله، ثم تذكرت ان بيانكا هي خطيبة توأمه اليخاندرو، الخبر جلب لحلقها مذاق غريب من المرارة، يالها من مآساة.
" انه ابن اليخاندرو"
هذه المرة صوته كان مشحونة من العاطفة لدرجة انه اصبح يشبه طفل صغير على وشك الانفجار في البكاء.
تركت الارض بعد ان اتممت ارتداء ملابسها بينما تراقبه يدير رقما، وكما توقعت،سمعت صوت بيانكا من الجهة الاخرى،كان صوتها مسموعا كفاية كي تسترق السمع.
" عرفت بأنك ستستسلم و ترد على مكالماتي ما ان تعرف بالخبر"
" قولي بأنه صحيح" توسل اليها وهو يمسح على وجهه" بيانكا عزيزتي... هل حقا ... هل انت متأكدة؟"
" انا متأكدة" وشوشت بيانكا،صوتها ممتلئ بالعاطفة هي الاخرى، رأت الحزن يظلم نظرات خافيير الذي جلس على كرسي خشبي ووضع رأسه بين يديه و كأنه عاجز عن متابعة المحادثة،يبدو ان بيانكا تتفهم صدمته منحته بعض الوقت كي تسمح له باستعادة نفسه.


" انا بحاجة لعودتك" قالت بيانكا بنبرة حازمة" هذه المرة تملك عذر مقنع كي تستلم ارث توأمك و ان تواجه حقيقة موته... لديك سبب للاستمرار في العيش خافيير"
شدت ناومي على انفاسها،هل جعل اليخاندرو من توأمه الوريث الوحيد؟ قبل ان تبلع الخبر تردد صوت بيانكا:
" ان تعجلت في العودة فاعدك ان تكون اول من يرى صور الاشعة ما فوق الصوتية... وربما يمكنك اختيار اسم له ان تخليت اخيرا عن عنادك ووافقت على مقابلة العراب لانهاء اجراءات انتقال الملكية... هيا خافيير... انه ارثك لا يحق لك رفضه"
عاد خافيير لينسى وجودها، بقي جالسا على مقعده حتى بانتهاء المكالمة منذ دقائق طويلة، حزمت امرها بالاقتراب و التكلم معه، انه بحاجة لمن يخرجه من حالة الصدمة و عدم التصديق:
" انها امرأة قوية"


" انها مريضة " قال خافيير دون ان ينظر نحوها" كيف ستوصل هذا الحمل حتى نهايته دون ان تموت هي او يموت طفل اخي؟؟ "
نسيت تمام امر مرضها، عادت تستوعب خطورة الوضع...


" يجب ان اكون بجانبها" قال و كأنه يكلم نفسه" ان فقدت اليخاندرو فلن افقد ابنه... ومع القليل من الحظ، سأتمكن بإقناعها بأن مكانها معي، انا الوحيد القادر على حمايتها و حماية ابنها"


لم تفهم ناومي جيدا مقصده، بالرغم من ان حدسها ينبهها بأنه فهمت جيدا خطورة هذا التصريح:


" مكانها معك؟" سألته بينما يترك اخيرا مكانه ويواجهها بنظرات جليدية.


"، سأكون والده... لن يكبر ابن اليخاندرو يتيما "


فتحت فمها من هول المفاجأة، هل يجرؤ على قول هذا بينما اتى بمعاشرتها كالحيوانات قبل قليل؟ بدل الشعور بالغضب اعتراها فحسب احساس بالفراغ و خيبة الامل.
لابد ان خافيير انتبه لزلة لسانه.
" انت تجهلين ما يعنيه هذا الحمل لي"
" اصمت خافيير"
انحنت لتلتقط معطفها و حقيبة يدها، الا ان خافيير لا ينوي الامتثال الى اوامرها، شعرت بحرارة خانقة تتسلل في صدرها كي تحرق بقوة حلقها.
" انا ادين لك بالحقيقة"
" لست ملتزما بأي شرح و انا اتفهم جيدا موقفك اتجاه ابن شقيقك" قالت له تقوم بعنف رغبتها في الانفجار" انا من اتى الى هنا دون اخد رأيك و اقتحمت حميميتك اعرف جيدا نوع العلاقة التي تربطنا و لم نمنح بعضنا اي امل او وعود، استمر في حياتك فأنا كبيرة كفاية كي اقلب هذه الصفحة مرة الى الابد"
قمعت دموعها فيما ترى الراحة العميقة و قد ارتسمت على وجهه الوسيم، بدى ممتنا لها... هذا الامتنان أشعرها برغبة عارمة في الغثيان.
" شكرا لك..."
هزت كتفيها.
" اتمنى ان يمر حمل الاميرة بسلام... وداعا خافيير"
ابتعدت بإتجاه الباب، الدموع تعمي رؤيتها، يد خافيير سبقتها كي تفتحه لها، بمعجزة ابتسمت له و تسترت برموشها عن دموع الخزي في مقليتها:
" اتمنى ان تلتقي من يقدر قيمتك حقا... انت امرأة مميزة ، وداعا ناومي"
لم ترد عليه، ان ردت فستبكي، و ان بكت كرامتها وحدها ما ستتضرر،بالرغم من انها تلقت زلزالا قلب اتزانها.
****
مدريد
(اسبانيا)
.
.
.
وجدت'آيا' حماتها في غرفة التوأمين، كانت تقوم بنفسها بإطعام اوزلام التي انشرح وجهها ما ان سقطت عيناها عليها ثم مدت ذراعيها نحوها مطالبة باهتمامها.
" على رسلك حفيدتي..." وشوشت حماتها وهي تبث بنعومة على خدها" عليك اتمام طعامك اولا"
جلست آيا مقابل الصوفا التي تستعملها حماتها لاتمام مهتمتها في الاعتناء بشكل مبالغ بالصغيرة، لا صبر لها لانتظار نهاية هذا العرض البطيئ بينما كل مشاعرها على حدود الانفجار.
" ارغب بمحادثتك"
" الا تري بأنني مشغولة بحفيدتي؟"


" يمكنك انهاء مهمتك و الاجابة على بعض الاسئلة" قالت ايا دون ان تتراجع عن عزمها" اين هو خوسيه؟ أين ذهب زوجي؟"


هزت العجوز نظراتها الجليدية نحوها، ملامحها متحجرة مثل الصخر.


" انها المرة الاولى التي تشيرين الى نوع الرباط بينك و بينه... ظننت ان امره لا يهمك"


" غيرت رأيي..." قالت دون ان تسمح لنفسها بالتأثر بجليديتها" اعرف بأنك اكثر من يتشبث بسعادة خوسيه و باستقرار زواجه، ان رغبت بأن تتحقق امانيك فيتوجب عليك مساعدتي... ففي النهاية لا مفر لدي سوى تحقيق هذا الاستقرار لطفلاي... انا مثلك دونيا سيسيليا... سأفعل ما يجب لحماية التوأمين مما هو قادم..."


لا يبدو انها تصدق كلمة، عادت تطعم اوزلام دون ان تقول كلمة.


" خوسيه طلب الطلاق"


" وهذا لم يتحمله كبريائك الانثوي و لم يتمكن منه كيدك النسائي؟" ابتسمت العجوز بسخرية" منحك ما رغبت به على الدوام فلما تنقلبين على نفسك في النهاية؟؟ "


بلعت ريقها، وحطت نظراتها على ابنتها التي بدأت باللعب بقلادة جدتها الثمينة، كمية الارتباك في عواطفها ترعبها، انها تتقاتل مع شعاع حقيقة في ظلمة صدرها، اعماها الحقد على خوسيه لدرجة انها تجهل الحقيقة من الزيف.


" اعرف عنه اكثر مما تظنين دونيا سيسيليا" تمتمت قبل ان تعود بنظراتها الى وجهها المجعد" اعرف بشأن الصدمة التي جعلته يعاني كل هذه العقد النفسية..."


قاطعتها العجوز بعداء:


" انت لا تعرفين عنه شيئا و لاتستحقين حبه لك"


انها ثاني شخص يُقر بحب خوسيه لها في الايام الاخيرة.


" لكنه يستحق ان احاول من اجلنا" قالت آيا وهي تقف من مكانها و تتقدم منها كي تأخد ابنتها منها " هل تريدينا ان نحصل على مناقشة نزيهة ام تفضلين فقط القاء اللوم علي؟"


وقفت العجوز بدورها، نظراتها تلتمع بشدة، لابد انها قرأت الاصرار على وجهها، عرفت بأنها لن تتركها و شأنها الى ان تعرف مكان خوسيه.


" فلنمضي الى المكتب"


بعد ان استدعت المربية و استأمنتها على طفليها لحقت بحماتها الى المكتبة دون ثانية تأخير، كانت تخشى من ان تغير رأيها او تختفي من القلعة كما اصبحت عادتها مؤخرا.


عندما اصبحت في المكتبة اغلقت الباب الثقيل خلفها، كانت سيسيليا تجلس مكان ابنها، تبدو مركزة على كتاب ضخم امامها، بادرتها بالقول دون ان تبعد عينيها عن الصفحات التي يبدو انها تثير اهتمامها كثيرا.


" مالذي تعرفينه بالضبط عن خوسيه؟ ام انها فحسب طريقة لدفع للكلام كنتي؟؟"


كتفت آيا ذراعيها فوق صدرها، كل هذا الوضع لم يعد مسليا... لم يعد مسليا بالمرة.


" اسمعيني دونيا سيسيليا، لعب دور الضحية باستمرار متعب للغاية، ربما حان الوقت لاتحمل نتائج اخطائي فمنذ البداية انا فقط من سنح الفرصة لخوسيه كي يستعملني بهذه الطريقة... لن اخفيك بأنني قبل فترة قصيرة كنت مصره على الطلاق منه لسيما و انا اكتشف بأنه عمل على تدمير شركتي التي أنشأتها بكل جهذ و كل فلس املكه، ان عدت للقلعة فبسبب العراب الذي لم يترك لي خيار... لا بد انك تعرفين اساليبه"


هزت العجوز عينيها نحوها:


" لم تردي على السؤال"


" انا ارد عليه تماما" قالت آيا وهي تتقدم من المكتب" عدت الى القلعة لانني جبانة لمواجهة القادم... خلال هذه الفترة تعمقت جيدا في اسرار عائلتك و غموضها، لن اعري لك عن المصادر الا انني اعرف بأن خوسيه قتل جده و اقام مرتين في مستشفى الامراض العقلية، كما انني اعرف بأن الفونسو هو ابن المادو و ليس اخاه الصغير... زوجك اقام علاقة غير شرعية مع خادمة "


لم تصدر اي ردة فعل من العجوز التي تفحصتها ببعض الاهتمام قبل ان تدير صفحة من الكتاب الذي اكتشفت انه البوم صور.


" عزيزتي... المادرو لم يكتفي بالخدم فحسب... كان يعاشر حتى كلاب الشوارع الضالة" فضولها دفعها لالقاء نظرة عما تحويه الصفحات الذهبية:" لا تبقي واقفة مكانك... تعالي و تفحصي الصور معي"
لم يكن الوقت المناسب للاعتراض، لاتقوم سيسيليا باي خطوة بدون التخطيط لها مسبقا.
الصور تعرض وجوه بشوشة للكثير من الاشخاص، كان هناك طفل رضيع، ربما حذيث الولادة بين ذراعي امرأة رائعة بغرة سوداء حالكة السواد، فجأة فهمت ،من في الصورة، سبقتها حماتها في القول:
" انه خوسيه، كان عمره يوم واحد فقط..."
العاطفة خنقت صدرها، لم تخطأ حماتها عندما اخبرتها بأن المادو الصغير صورة طبق الاصل على والده، من المستحيل التفريق بين الاثنين:
" هل هذه انت؟"
علقت سيسيليا ببعض التهكم
" الزمن لم يبقي شيئا من هذا الوجه انا واعية عزيزتي..."
" لم اقصد هذا..." قلبت حماتها الصفحة، هذه المرة تعرفت على وجه المادو العظيم بجانب زوجته و ابنه الحديث الولادة، تبدو الصورة مثل اي صورة لزوجين طبيعين، الا ان ابتسامة سيسيليا مختلفة هنا، في صورة السابقة تبدو حقا سعيدة بابنها، في هذه الصورة تبدو ابتسامتها متكلفة، هل مضى وقت طويل على اكتشافها خيانة زوجها؟ و ان من قامت بتربيته هو ابن زوجها و ليس شقيقه الصغير؟ فجأة شعرت بالشفقة عليها... تفهم حمايتها الهوسية لابنها الوحيدة فقد خاب املها في الجميع عداه هو.
" حفل المعمودية... يانيس ايميليانو كان عرابه"قالت وهي تكشف عن صورة جديدة


يانيس ايميليانو والد روكو؟ يالها من وسامة... صعقتها نظراته الزرقاء اكثر من صعقها بتشابهه مع ابنه، في الحقيقة لا يوجد ادنى وجه تشابه، كان يحمل الصغير بين ذراعيه، يبدو في اواخر العشرينات من عمره:
." لم اكن اعرف بأن يانيس ايميليانو عراب خوسيه"


" برأيك لما علاقته بروكو وطيدة؟ لقد كبرا مثل الاخوة"


ليس مجرد صديقين نعم، سبق و اكتشفت هذا التميز و الاستثنائية في علاقتهما.


الصور الاخرى اظهرت وجه خوسيه السعيد و البشوش في مختلف حقبات حياته، مع الوقت تتغير ملامح وجهه، تزداد خصلات شعره قتامة، كان يشبه التحفة الفنية، طفل جميل جدا يعيش طفولة سعيدة.


" هل هو روكو؟"


عرفته فورا ما ان سقطت عيناها على نظراته القاتمة و ملامحه التي فقدت قليلا طفوليتها، عكس خوسيه... العراب لم يغير كثيرا ملامح وجهه.


" انه اخر صيف لهما معا في هذا العمر"


كان الصديقين قرب بحيرة خلابة، مدفوع بروح المغامرة يبدو خوسيه مستعدا للقفز من المنحدر الا ان يد روكو تمسك بدراعه، الاثنين متفاجئين من الشخص الذي اقتحم خلوتهما ليلتقط لهما صورة، حتى في هذا العمر، كان العراب حمائيا مع صديقه.
الصور فقدت نمطها، وجه خوسيه اختلف في الصور التالية، اصبح اقل ابتساما الى ان انعدمت ابتسامته، بدى حزينا و نظراته فارغة تماما... شعرت بقلبها يعتصر في صدرها ان صدقت قصة كارلوس فإن المأساة وقعت في هذا العمر،راقبت اصابع حماتها تلامس الوجه الحزين و تتنفذ ببعض الحسرة:
" بعد معاناة طويلة مع متلازمة تكيس المبيض حذتت المعجزة ، مجيئ خوسيه غير موازين الامور لذا عليك ان تفهمي بأن ابني اشد قيمة في نظري من الحياة نفسها" هزت نحوها نظرات خالية من اي دفئ" انا مستعدة لسحق كل من يقف امام سعادته... حتى و ان كانت والدة طفليه، لهذا ان أخرجت كلمة مما قلته قبل قليل لاحد فاعدك بطوفان لن تعرفي له بداية و لا نهاية"
تفهم الان لما سارعت حماتها بكشف صور حميمية لحياتها السابقة، انتبهت سلفا بأن عمرها و عمر زوجها كان متقدما مقارنة بعمر يانيس ايليانو، اي انها حصلت على خوسيه في سن متقدمة و هذا ما يجعل منها ما هي عليه اليوم.
لو كانت مكانها لفعلت الشيء نفسه لحماية طفليها، الا ان سيسيليا مخطئة للغاية ان ظنت بأنها تنوي استعمال المعلومات ضد ابنها.


" أين هو؟"


" لماذا؟؟"


سألتها حماتها و هي تغلق البوم الصور العملاق و تضرب عليه ببعض الحدة:" لماذا تصرين على معرفة مكانه و قد فر هاربا من جحيمك "


جحيمها هي؟


كادت ان تضحك من سخرية الموقف... لم ترى نفسها المسيطرة في القصة برمتها، خوسيه جعل من حياتها جحيما الا ان والدته تراه فحسب ضحية حتى و ان كان المذنب.


" أريد اخباره بأنه جبان جدا كي يترك كل شيء فجأة و يختفي دون ان يترك اثرا ورائه"


" اتركيه و شأنه..." نصحتها سيسيليا، صوتها مرهق فجأة" انت لن تفهيه ابدا"


"انت مخطئة..." أكدت لها بنبرة قوية" انتافسدته بحمايتك لدرجة تدميره


حياته بالكامل فصار يخلط بين الماضي و الحاضر، أعرف بشأن جلسات العلاج لمسح ذكرياته، عكس ما تظنين انا لا احاكم الطفل الصغير الذي اطلق النار على وحش آدمي لسبب أو لأخر... ما عقب كان خطأك و خطأ زوجك،اضحى الصغير لعبة بين يديكما"


"كفى..."


"كان لي الوقت الكافي لادرس حالة خوسيه جيدا " ردت آيا دون ان تهتم بالتهديد في صوتها"جعلتما منه قنينة زجاج فارغة بلا ماضي دون ان تحرزي ان الاكتئاب سيجعله فريسة لسلوكيات قهرية متنوعة: الجنس و الخوف من الجراثيم ...مثالية النقاء و الكمال و السيطرة"


" اغلقي فمك الذي يتفوه بالتفاهات"


" تعرفين ان كل ما اقوله صحيحا..." زمجرت آيا بحدة" لقد عاش حياة تعسة بفضل قمعكم لماضيه و لمن يكون حقا ليصير الرجل الذي هو عليه اليوم.... الرجل الذي يتسائل في اليوم الف مرة ان كان سيصبح يوما ابا مثاليا لطفليه و يحمل نفسه طاقة اكبر مما يمكن لاي شخص طبيعي تحملها... "


سقط الصمت عليهما، ثقيلا مثل سحاب يهدد بإطلاق سيول من الأمطار الغزيرة، كنها قالت ما حرق لسانها مطولا. ان كانت سلوكيات خوسيه شاذة فقد تسبب له بها الاكتئاب الحاد و هو اليوم يعاني بسبب ما رآه والديه في الماضي تصرف جيد لحمايته من الواقع.


" أين خوسيه؟؟"


" لا ادري" ردت العجوز، وجهها شاحب شحوب الاموات" لا أدري اين هو... و ان كنت حقا تهتمين لأمره فاتركيه يتصالح مع ماضيه و يتلقى العلاجات المناسبة، انه بحاجة ماسة ليكون بمفرده"
هزت آيا رأسها الا انها لم تعلق بشيء،ان صدقت ادعاءاتها ام لا فإن سيسيليا صادقة في شيء واحد، خوسيه بحاجة للعلاج و التصالح مع ماضيه،لن يكون هناك مستقبل سليم دون ركن حجر الماضي جانبا.
لكن هل لها الصبر بالانتظار حقا؟؟ ماذا ان اقتنع بفكرة وجوب إخراجها من حياته؟؟ ففي النهاية... هي نفسها قصة من ماضي مريض و غير سوي.ان رغب حقا خوسيه ببداية جديدة فستكون اول من يخرجها من حياته،الخوف جمد اطرافها و اشعرها بالدوار:
" لا أريد فقدانه"
" افعلي شيئا ذكيا لتغير رأيه و اهتمي بأطفاله لحين عودته اذن..." تمتمت العجوز وهي تحط عليها نظرات غريبة، مختلفة عن جليديتها المعتادة" انتم تعنون الكثير له"
شعرت بالكلمات تذبحها من الوريد الى الوريد،ربما لانها تعرف بأنها لا تدخل ضمن اهتمامات خوسيه او اولوياته، من يعني له الكثير هم التوأمين، و لأول مرة منذ ولادتهما تشعر بالغيرة من المكانة الكبيرة التي يحتجزوها في قلب زوجها.


* * *
البندقية
(ايطاليا)
.
.
.
وجدت فلور أخاها مع والدتهما عندما قررت توديع عائلتها للعودة الى صقلية مع زوجها، ما يحدث يشبه فلم رعب بكل المعايير، كانت تتهرب من نظرات داركو، تشعر بأنها المذنبة في القصة برمتها، أما فيما يخصه، فقد تقوق على نفسه و صار مثل المحارة، أصبح الصمت بينهما يصم الاذان.
" كيف تجرؤين بالقاء احكامك علي فرجينيا؟؟ أنت سيدة المفاجآت السيئة... أنت التي لا تعرف للفضيلة وجها"
هذا بالضبط ما استقبلها عندما دفعت باب الغرفة لتدلف الى الداخل، كان امامها حيوانين هائجين يرغب كل منهما الانقاض على الثاني، عندما تغضب فرجينيا فالله وحده القادر على تهدئتها، اما فيما يخص دافيد... من الافضل ان تضع نفسها بينهما كي لا تحدث مجزرة.
" هل تلمح الى طلاقي من والدك؟؟"
" تخليت عنه في أسوأ لحظات حياته و ارتميت بين ذراعي الكونت اندريس"
هزت فلور عينيها الى السماء، هذه الاسطوانة القديمة التي يرفض دافيد نسيانها، انه مجروح جدا بانكسار اكثر شيء كان يؤمن به، زواج والديه المثالي.
" لا يحق لك محاكمتي دافيد"
" كما لا يحق لك حشر انفك في علاقتي ببيانكا" زمجر دافيد فيما الشرر يتطاير من عينيه.
" اتدخل لسبب واحد فقط" صرخت به فرجينا بنفس القوة" تلك الفتاة هي ابنة زوج فلور و بما اننا نعرف كلنا اخلاقك الفاسدة فأي خطأ منك سيدمر زواج أختك فهل انت واع بحق الجحيم؟؟ امامك كل نساء العالم لتعبث معها فلما تصر على تعقيد حياتنا جمعينا بدخولك علاقة نعرف كلنا بأنك ستسأم منها سريعا كما هي عادتك"
هذه المرة، مسح الالم غضب دافيد و تغيرت ملامحه، كان يتطلع الى فرجينيا بتعبير مكسور، مثلما يفعل في الماضي عندما توبخه بقوة بعد قيامه بخطأ ما.
فتح الباب مجددا، القت نظرة من فوق كنفها، كانت أنجلا برفقة مارك انطونيو، يبدو ان صراخهما جلب لهما جمهور جديد.
" مالذي يحدث هنا؟؟" سأل مارك وهو يتوجه فورا نحو فرجينيا ليمسكها من ذراعها و يقربها منه. هذه الحركة نبهتها الى أنهما كانا قريبين جدا من بعضهما مثل ديكين في حلبة المصارعة.


" ما يحدث ان ابن عمك يقودني الى الجنون مثل عادته... انه يتفنن في مصائبه"


لم يرد دافيد، مازال تعبيره مسود الا ان نظراته الزرقاء مثقلة بحزن شد بقوة على قلبها، الوضع كله سخيف للغاية و لا احد منهم يحق له بالتدخل فيما يحدث بين راشدين مسؤولان على علاقتهما و حياتهما، حطت نظراتها على فرجينيا الهائجة و قالت بهدوء:


" لا تقلقي بشأن زواجي، ان كان داركو ينتظر فرصة للابتعاد فليكن..."


" فلورانس..." اعترضت والدتها بنبرة فقدت من حدتها.


" أمي... " قاطعتها بإصرار"انت تركت ابي كي تتزوجي حبيب مراهقتك... لم يمنع كليكما كل الأخطاء التي ارتكبها احدكما اتجاه الأخر... فيما يختلف وضع دافيد و بيانكا؟؟ ان كان زواجي ما يقلقك فاريدك ان تعلمي بأنني كنت انتظر هذه الفرصة لأعرف مدى صلابته... ان كان داركو يحبني حقا، فسيفصل بين حياتنا و حياة ابنته "


رأت امتعاضها الواضح، الا انها لم تعترض بل عصف الجليد ملامحها،دنت اخيرا من شقيقها ووضعت يدها على ذراعه في محاولة جلب انتباهه:


" سوف اسالك و اريدك ان تجيبني بصراحة دافيد... هل ابن بيانكا منك حقا؟؟ هل كنتما معا وهي مخطوبة الايخاندرو؟"


" لست مجبرا على الرد..." اجابها دافيد بنبرة جليدية وهو يبعد ذراعه عن يدها.." ارفض منح اي منكم اي ايضاحات"
" انا معك" قالت أنجلا وهي تكثف ذراعيها فوق صدرها" شيء قوي يجمعك ببيانكا و انا اؤمن به... منذ البداية آمنت به"
الامتنان على وجه دافيد جعل فلور تدرك بأنها من رأي أنجلا تماما.
" لا تشجعيه أنجلا" زمجرت فرجينيا " انه كل شيء عدا روميو... مشاعر تلك الفتاة في خطر معه... وسنجد انفسنا عالقين في حرب غير منتهية مع داركو فالكوني الذي يعرف الجميع بعمق حبه لأبنته"
" لا تبالغي خالتي" تدخل مارك انطونيو بنبرة رقيقة" انا ايضا في صف دافيد، الكل يستحق فرصة للسعادة و أعرف بأن دافيد أنقل شركته للندن كي يكون بجانب بيانكا... لا أرى برهان اكبر من هذا لاثبات حسن نيته..."
" كلامك صحيح" عادت أنجلا للتدخل، ابتسامة كبيرة على وجهها" دافيد لا يعرف الا انه مغرم حقا بالاميرة الجميلة..."
هذه المرة هز شقيقها عينيه الى السماء الا انه بدى مرتاح حقا لمساندة ابناء عمه له، بلعت ريقها وقالت ما يحرق لسانها:
" انا ايضا في صفك..."هذه المرة لم يتمكن من الاستمرار في تجاهلها، رأت بأنه مرتاح لهذا التأكيد " ان هجرت نيويورك التي تعني لك الكثير لتستقر في لندن فهذا يعني كل ما تمثله لك بيانكا... انت مغرم بها اليس كذلك؟"


" اجهل ما اشعره بالضبط نحوها" قال دافيد اخيرا بعد اصرار الجميع على الخلاصة نفسها" الا انني مرتاح في محيطها ... والقدر يمنحني فرصة قيمة لشراء اخطاء الماضي... ما اعرفه بأنني اريد البقاء معها و الاهتمام بها و بالطفل"


" هل هو حفيدي" تدخلت فرجينيا مقاطعة فضفضة ابنها الصادقة، لا يبدو ان مسار المواجهة تروقها.
" انت بالضبط لن اخبرك بشيء فرجينيا... " رد دافيد بنبرة قاطعة" عندما تتخلين عن عدوانيتك يمكنك رؤيتي مجددا و ربما الحصول على بعض الاجابات"
.
.
رحلة العودة الى صقلية مرت في صمت مريب، الامير سيليو و زوجته عادا قبلهما فيما داركو فضل اغراق نفسه في ارقام شاشة الحاسوب ولم يهز نظراته نحوها الا عندما اقتربت الطائرة على النزول في مطار كاتانيا الخاص، كان غائب الذهن في السيارة التي اقلتهما الى بيتهما، و لم يمنح اهتماما كبيرا لطبقه المفضل الذي اعدته الخادمة للعشاء.
"هل ستخرج؟؟" سألته عندما رأته يلقي بمحرمته على الطاولة و يستعد لمغادرة طاولة العشاء "داركو..؟".
" أريد البقاء بمفردي..."
اجابها بهدوء دون ان يتكبد عناء النظر نحوها،شعرت بالالم يعتصر قلبها و ندمت على قبولها دعوة اليكس، لو لم يذهبا الى البندقية لما كان ثمة مشكلة بينهما ألان.


" لست المسؤولة عما يحدث"


هذه المرة نجحت بدفعه لهز نظراته الحالكة نحوها.. رباه... كم هي فارغة هذه النظرات.


" لا عزيزتي... لا أحد يتحمل مسؤولية شيء... أنا فقط أرغب بالذهاب للقلعة و زيارة اليخاندرو"


في هذا الوقت؟؟ لقد سقط الظلام على الجزيرة منذ زمن،عندما يتكلم عن اليخاندرو فهو يستعمل دوما صيغة الحاضر كما يفعل روكو و خوسيه و سيزار، و كأن الشاب مايزال حيا يرزق و لم تبتلعه الأرض منذ مدة..


" يجب ان نتكلم..." وشوشت له وهي تترك مكانها على طاولة العشاء حيث لم يمس داركو طبقه.." لا يمكننا تأجيل موضوع دافيد الى الأبد"


اظلمت نظراته الا ان تعبير خيبة امل ما جمد ملامح وجهه، هو لا يبدو غاضبا، انما خائبا و حزينا للغاية، سمعته يقول لها بجدية:


" بيانكا بالغة... و دافيد لم يجبرها على تبعه... اتمنى فقط الا يحطم قلبها مرة اخرى"


هي ايضا تتمنى هذا من كل قلبها، ان اخطأ شقيقها هذه المرة فلن يفلت من عقابها هي قبل عقاب داركو.


دنت منه و حطت يدها على ذراعه ثم تطلعت اليه بعمق و لفته بنظرات متوسلة:


" زوجي الحبيب، لا تبتعد ارجوك... لكل مشكلة في العالم حل، و نحن اثنين و يمكننا التحدث ... يمكنك الفضفضة لي..."


قاطعها وهو يضع اصبعا على شفاهها:


" ليس الان فلورانس... ليس الان... انا بحاجة للانفراد بنفسي و لرؤية اليخاندرو..."


قبر اليخاندرو لقد مات بحق السماء. كادت ان تصرخ مصححة،الا انها لم تنبس بكلمة،ترى بأنه بحاجة ماسة للانفراد بشبح صديقه، الرجل الذي خلف موته جرحا عميقا في روح هذا الاسد المحطم العزيمة اللحظة، انحنى عليها بقامته العملاقة ليقبل جبينها قبل ان يغلق اصابعه على مفاتيح سيارته و يتوجه نحو الباب.


" كن حذرا في القيادة..."


لكنه لم يرد.


تبعته بنظراتها الى ان ابتلع الظلام أضواء سيارته الخلفية السريعة .


* * *
تاورمينا
(صقلية)
.
.
.
" مالذي تفعله في غرفتي؟؟"


زمجرت صوفي ما ان اقتحم روكو باب غرفتها دون استئذان، منذ ما حصل يتفادى أحدهما الاخر، الا انه في هذه اللحظة يواجهها كأسد فاقد السيطرة.


كان يحط عليها نظرات غريبة قبل ان يهز راسه ويبدا بتفقد الغرفة.


" اخرج من هنا..." تمتمت من بين اسنانها " انت أخر شخص ارغب برؤيته..."


" منذ متى كان مرحب بي في حياتك؟؟" سألها بلهجة باردة دون ان يتوقف عن تفقد زوايا غرفتها. انها مكتئبة. الكل يعلم هذا جيدا لهذا يتفادون الاقتراب من غرفتها، انها مريرة و مليئة بالغضب، ذكريات عمر بأكمله انهارت جبالا من القطن تحت قدميها، الامر يتطلب الكثير من الطاقة لتقبل حقيقة ان هذا الاخ الذي هربت منه طويلا هو في الحقيقة والدها البيولوجي.
حاولت ايجاد نفسها فيه الا انها لا ترى شيئا، انها تشبه يانيس و لا تشبهه هو في شيء.
للاسف لا يوجد شك في القصة برمتها، اخبرتها سابرينا تفاصيل قليلة من القصة لانها رفضت سماعها طويلا، وعندما رغبت بمعرفة هوية والدتها الحقيقية رفضت هذه الاخيرة الافصاح، اخبرتها بأنه عليها سؤال روكو نفسه.
الشيء الذي لم تجرؤ على فعله...
لن تعترف به يوما في حياتها على هذا النحو، كلاهما يعرف بالخراب الذي الم بعلاقتهما منذ سنوات، ولن يأخد هذا الاخير مكان يانيس في قلبها،ربما هو والدها البيولوجي، خطأ المراهقة... الا ان يانيس من رباها و حماها و اهتم بها.
" اخرج من هنا فورا"
لايبدو ان مزاجها السيء يزعجه، راقبته يدنو من المزهرية العملاقة في الزاوية ينتزع شيئا منها، قبل ان يفعل الشيء نفسه مع العديد من الاثريات التي تزين غرفتها،فجأة فهمت ما هو بصدد فعله، انها كامرات مراقبة صغيرة للغاية
" ما... مالذي تفعله؟"
" احميك كما آلفت دوما"
هذه الكلمات اشعلت غضبها، ان كان يظن بأن السجن الذي حكم عليه ا به منذ مراهقتها هي الحماية و الحياة الرائعة التي تحلم بها فهو حقا مريض و بحاجة عاجلة لعلاج نفسي، عموما قررت انهاء هذا العذاب منذ ان استيقظت على كذبة حياتها الرائعة؟
" الم تسأم من لعب هذا الدور؟؟" سألته فيما يقوم هذه المرة بانتزاع كامرا في الثريا المتدلية من سقف الغرفة:" هل ستسمر بالبحث عن الكامرات التي يزرعها اعدائك في غرف هذه القلعة اللعينة..؟؟ تظن ان هذا النوع من الحياة يلائم فتاة مثلي...؟ بعد الحقيقة التي انفجرت في وجهي... تأمل حقا بأنني سأبلعها و اتقبلك في حياتي كأب حقيقي؟؟ و انحني امام الواقع و العب دور الخانعة لما تبقى من عمري؟"
توقف عن بحثه. ركز نظراته عليها اخيرا، تجول بعينيه الحادتين عليها قبل ان يقول بهدوء:
" لا آمل شيء منك يا طفلتي... أحاول فحسب فعل الاشياء الصحيحة"
"الشيء الوحيد الصحيح الذي يمكنك فعله هو ان تدعني و شأني و ان تتركني اعيش حريتي" بصقت من بين اسنانها.
" انت تجهلين نوع العالم الذي نعيش فيه"
" اعرف بأنه مليئ بالوحوش المنعدمة الضمير و الرحمة...مثلك تماما "ردت عليه بنبرة لاذعة:" لا تحلم ببناء علاقة طبيعية بينما ، تفصلنا اكاذيب سنوات طويلة... تركتني طفلة رضيعة لرعاية والديك و سمحت لهم بتبني و كأني ابنتهم فيما عاملتني كل حياتي كشقيقتك الصغرى... لم تملك يوما من الجرأة ما يدفعك لمواجهتي و اخباري الحقيقة... روكو العظيم الذي يرتعب الجميع من اسمه تملص من مسؤوليته الابوية و هجر ابنته الوحيدة كي يعيش حياته الماجنة بكل حرية"
لم يعلق على كلامها، اكتفى بالتحديق اليها بلا ادنى ردة فعل، كما هي عادته، انه متدني من المشاعر فكيف يمكنه فهم معاناتها الحالية؟ لقد خذلها الكل و فقدت ثقتها بمن حولها، رغبت بجرحه أكثر، عليه ان يعرف على الاقل بما تفكر و ما يدور في خلدها:
" انا لا احبك... و لا أظنني قادرة على حبك يوما..." هذه الكلمات اراحتها بشدة، على الاقل الامور واضحة بينهما، عليه ان يعرف بأنها عاجزة عن الشعور بأدنى عاطفة نحوه، لقد كان جلادها منذ سنوات وسلبها حريتها بإسم الحماية التي ترفضها و سترفضها الى آخر يوم في حياتها" لن اتخلى عن حلمي بالحرية روكو... أريد الرحيل فحسب دون القاء نظرة خلفي... أريد بدء حياة جديدة من دونك و من دون اسم ايميليانو"
استمر بصمته و لم تختلف تعابير وجهه كثيرا يبدو منيعا لاشارات معاناتها الشخصية، ان كان متاثرا أو غاضبا من هذا التصريح فهو يعرف جيدا كيفية اخفاء مشاعره، امامها يبقى محايدا بإستمرار ، الوحيدة التي يسترخي في وجودها فهي الزوجة التي طردها من القلعة دون ان يعير اهتماما لحملها. اكتفى بالتطلع الى الكامرات المتطورة تكنولوجيا في يده و كأنه يدقق في عددها، ثم خطى خطوتين الى الوراء و توجه نحو الحمام، ابقت فاهها فاغرا فيما تراه يمنح ظهره لكل الكلمات التي خرجت من كيانها، كم تكره تجاهله لها وكأنه لا يأخدها على محمل الجد، لحقت به، وعندما رأته ينتزع كامرتين بحجم صغير جدا من زاويتين في حمامهاشعرت بالدم يهرب من وجهها،هل يتجسسون عليها وهي تستحم ايضا ؟ وضعت يدها على صدرها، الصدمة اقوى مما يمكنها تحمله،الحقيقة ان حياتها برمتها عبارة عن كابوس مرعب يأبى الانتهاء،لا ترى النور في نهاية النفق المظلم ، هذا الجحيم المستمر، الحياة البائسة التي تعيش ايامها برتابة مميتة، الجميع يعيش في حلقة بلا بداية و لا نهاية، اسم الايميلياون صعب التحمل، و الدليل في راحة روكو الذي يغلق اصابعه القوية عليها و كأه ينوي سحقها و تحويلها الى غبار.
من يتجسس عليها؟ من ينوي الحاق الاذى بها؟ و كأن هذا السجن الذي تعيشه لا يكفي حقا لحمايتها، هذه الحقيقة ضربتها مثل الساطور و دفعت ركبتيها للاهتزاز تحتها، ساقيها الضعيفتين تخشيان غموض المستقبل، اين هي من كل ما يحدث في حياتها؟
أعمت الدموع عينيها و اشاحت بوجهها بعيدا كي لا يرى روكو ضعفها،لقد بكت كثيرا مؤخرا ... بكت الى ان جفت ينابيعها و احترق قلبها، بكت شقائها وخذلان يانيس لها.
أكثر انسان احبته في حياتها.
لكن البكاء لم يخفي الحقيقة التي اضطرت لمواجهتها، دم روكو يجري في عروقها، انها ابنته و ليست شقيقته الصغيرة... اي جحيم اكبر من هذا؟
"صوفي"
اللعنة...لقد لمح دموعها، انها تريد الركض بعيدا عن محيطه و بدل الفرار تجد نفسها مسمرة مكانها مثل التمثالـ، ساقيها المريضتين ترفضان بشدة اطاعتها.
"لا تلمسني" تمتمت بقسوة عندما الاقتراب منها" دخولك بهذه الطريقة الى غرفتي و انتزاعك لكل هذه الكامرات لها هذف واحد... تحسيسي بالرعب و الخوف، انت تحاول التلاعب بي كما آلفت على الدوام... كان بإمكانك تطهير المكان خلال غيابي الا انك تعمدت ذلك للسيطرة علي... لتثبت انك انت من على حق "
"لما تصرين على رؤية الاسوأ في؟؟"
" لأنني لا ارى غيره" صرخت من خلال دموعها" منذ موت ابي و انت تقود حياتي بطريقة استبدادية و تمنعني من عيش حياتي... حتى الحيوانات تملك رفاهية الحرية اكثر مني..."
رأته يزم شفاهه، يهز راسه قبل ان يميل به يمينا:
" اظن أنك على حق... خوفي عليك جعلا مني حمائيا بشكل هوسي... الا انني لم اقصد يوما الوقوف امام سعادتك صوفي... ربما لا تحبينني، الا انني احبك و اخاف ان يصيبك مكروه او ان يستغل احد مكانتك كي يضر بي... هذا الاسم الذي تكرهينه اكرهه بنفس الشدة، الا ان هذه الكراهية لن تغير شيئا من حقيقية اننا من الايميليانو و نمكلك اعداء ينتظرون سقوطنا.."
( ربما لا تحبيبني الا انني احبك) كيف يجرؤ بقول هذا فيما اخفلى عنها حقيقته طيلة عمرها؟
" متى بدأ ذلك؟؟"
" بدأ ماذا؟؟" سألها.
" حب الشاب الطائش للرضيعة التي تخلى عنها و تركها تحت رعاية والده"
عاد ليزم شفاهه، يمكنها ابتزازه الف مرة، الا انه يرفض مناقشة الموضوع معها.
" لم يكن يوما حبا اليس كذلك؟؟ انه حب التملك و السيطرة على حياة من حولك... فمصيري لن يختلف كثيرا عن مصير الطفل الذي ينمو في أحشاء بريانا... طردتها من هنا دون ان تعير اهتماما لما افتخرت هي به منذ اسابيع طويلة... تملك حقا طريقة غريبة لحب اطفالك أيها العراب... لا أريد شيئا منك، لان كل ما تقدمه بلا أي أهمية"
هز رأسه و كانه يتمعن في كلماتها الجارحة، عندما عاد لينظر اليها كانت عيناه قطعتي من الجليد، ادلف الكامرات الصغيرة في جيب سترته قبل ان يغادر الحمام بإتجاه باب غرفتها.
بقيت مكانها لثوان، عادت الدموع الى عينيها، غياب ردة فعله تؤلمها بشكل أو بآخر، تريده ان يبرر ما حذث، ان يخبرها شيئا، لما يترك سابرينا تتكفل بالموضوع؟؟
خرجت بدورها من الحمام و تفاجأت به واقفا على عتبة باب غرفتها، يده على المقبض.بدى و كأنه يصارع شياطينه بالمثل، عضلات اكتافه مشدودة لحد الانفجا، بقي على هذه الوضعية للحظات بدت لها ابدية قبل ان يقرر الكلام بصوت اجش.
" احيانا نجد انفسنا نمثل دورا في حياة لم نختارها، ارفض الدخول في التفاصيل الا انني اريدك ان تعرفي بأنني مطلقا لم اكن لاتخلى عنك بكامل ارادتي... نعم لقد اخطأت في شبابي ولو لا طيشي لما كنت ابنتي اليوم...فأنت... صوفي، اجمل ما حذث لي في حياتي على الاطلاق... لا أطلب منك تقبلي كأب... أريدك فحسب ان تجدي أعذار لتصرفاتي التي تفقد عقلانيتها عندما يتعلق الأمر بك... اجهل ما سيحل بي ان مسك مكروه "
هذه المرة أدار مقبض الباب و خرج...
انتهت المواجهة.
ترك الكرة في ملعبها.
* * *
تبدو ابنتها متوثرة الليلة، ليم اخذت من هدوء شقيقها الكبير اريوس، فهي لا تبكي من دون سبب و تبسم مثله كل الوقت الا انها الليلة شديدة الحركة و التوثر و ما ان اعلنت الحرارة عن وجودها حتى الم الرعب بقلب ديامانتي التي عادت بها الذاكرة فورا الى مرض اريوس و محنته في الولايات المتحدة.
مثل المعتاد ما ان تقلق ديامانتي حتى تتصل روبي، هل كان هذا الرابط الروحي بينهما منذ البداية؟ نعم... كانت تشعر دوما بأن روحها غير كاملة، بأن ثمة توازن تفتقده في حياتها و كيانها.
" مرحبا اختي... " وضعت الهاتف بين اذنها و كتفها و بدأت بتغيير ملابس ابنتها، لن تفكر مرتين في الموضوع، سوف تأخد ليم الى المستشفى كي تتأكد بأنها هي الاخرى لم ترث مرض نيوس.
" مرحبا ديام... يبدو صوتك مرتبكا؟؟ هل كل شيء على مايرام؟؟'
اختارت ليم هذا التوقيت بالضبط كي تنفجر في البكاء، لا يبدو انها متحمسة لتغيير حفاضتها و لا ملابسها.
"حرارة ابنتي عالية و اخشى ان يحصل معها ما حصل مع آريوس، أنوي اخدها للمستشفى للاطمئنان..."
و انطلقت توأمها بتعذيبها نفسيا بالاسئلة، روبي تعشق الصغيرين و لا تنفك عن القلق بشأنهما، لا تملك اجوبة لوابل الاسئلة لذا اعتذرت كي تتصل فورا بفرانكو كي يجهز المروحية، الا انه لا يجيب.
وجدت المربية في الطابق السفلي تهيئ آريوس لوضعه في السرير.
" أين هو فرانكو؟؟"
" عادت المروحية من دونه قبل ساعات ..." قالت دافني دون ان تخفي قلقها بسبب التوثر الظاهر على وجهها شخصيا" هل استدعي احد الرجال؟؟"
" غريب... فرانكو لا يذهب الى اي مكان دون اعلامي"
لاحقا، بينما يقوم الفريق الطبي بعمله في المشفى الخاص بأثينا و يهتمون بإبنتها، دخل فرانكو الغرفة الطبية حيث تنتظر نتائج الاشعة الأخيرة، تمكن الطبيب من تخفيف حرارة ليم و أخد مخاوفها على محمل الجد، لا يمكن اهمال موضوع خطر كالازمة التي تعرض لها ابنها في الماضي.
" هل هي بخير؟؟" سألها ما ان دخل الغرفة، عيناه لا تفارقان الصغيرة، انحنى عليها كي يلامس خصلات شعرها الذهبية، منحته الصغيرة ابتسامة واسعة مما طمأنه و ردع قلقه.
" لكن اين اختفيت فرانكو؟؟ لقد كنت بحاجة ماسة لك... تعرف بانني لا اثق في شخص غيرك كي يقود المروحية... منذ ما حذث لنيوس اكره امتطاء تلك الخردة اللعينة"
يبدو ان عصبيتها اثرت به، عادة يضع مسافة بينهما و يرفض اي نوع من التواصل بينهما، تفاجئت بينما يضع يديه الكبيرتين على كتفيها في محاولة تهدئتها.
" يجب ان نتكلم"
يدو الامر عاجلا على ما يبدو، استدعت الممرضة التي اهتمت بابنتها قبل ان تتبع قامة فرانكو العملاقة الى الرواق حيث يقف بعض من رجال الحراسة، فرانكو اسوأ من نيوس من هذه الناحية و يأخد حمايتها و حماية طفليها بجدية بالغة.
تملكها احساس سيء للغاية، هل الأمر يتعلق بنيوس؟؟ فركت ذراعيها كي تطرد قلقها.
" مالذي يحذث؟"
سألته فورا ما ان اصبحا بمفردهما، بعيدين عن مسامع فريق الحراسة المتيقض.
" لقد تم استدعائي من قبل الفدارليين ..." بدأ بلكنة لطيفة على غير عادتها، فهو جدي جدا كل الوقت و يستعمل لكنة واحدة تكون عادة محاية و شبه جليدية" هناك اخبار عن ليونيداس... "
احتاج عقلها لبضع ثوان كي يفهم مغزى ما التقطه للتو، الا ان لاوعيها يرفض التصديق، لابد انها فهمت خطأ، هوسها بنجاه نيوس ما يحيك لها قصص خيالية.
" مــ.. ماذا؟"
" لم اشأ اخبارك قبل رؤيتهم و التكلم معهم... لقد تم تحديد مكانه و تحديد هوية المتسبب في كل هذا"
هذا التأكيد اصم كليا اذنيها، وضعت يدها عفويا على فمها، تجهل ان كانت خائفة من البدء في الصراخ عاليا او السقوط مغشيا عليها من هول المفاجأة، لم تكن واثقة في ردات فعلها، فجأة لم تعد مستعدة لتحمل المزيد من الاخبار، عليها استعادة رشدها.
" هل أنت بخير؟؟" سألها و هو يدنو منها و يضع يديه حولها للمرة الثانية و كأنه بحاجة ماسة للمسها,
هزت رأسها بالنفي، لا هي ليست بخير و عليها الجلوس فورا لأن الأرض تهتز بعنف تحت قدميها، تركته يقودها نحو المقاعد الوثيرة التي استقبلتها تحتها بإمتنان، كل جسدها يرفض اطاعتها في هذه اللحظة.
" هل تريدين القليل من المياه؟"
هزت رأسها بالنفي و شدت على اصابعه التي تحيط بوجهها.
" اين هو؟؟"
" لا ادري ... لم يخبروني اكثر مما قلته لك... الا انهم وعدوني باعلامي بكل المستجدات"
نيوس حي...
انفجرت الدموع في عينيها عذاب الاشهر الاخيرة اختلط بفرحة شديدة و بخوف غريب، ماذا ان اخطأو؟ ماذا ان لم يكن نيوس انما رجل اخر كما فعل معها و مع مارك انطونيو في تركيا؟
" اهدئي ايتها الاميرة"
" انا خائفة" تمتمت من بين شهقات روحها الممزقة، مسد على شعرها و دفع خصلة منه خلف اذنها " ان لم يكن هو فسأموت فرانكو... هذه المرة لن احتمل ابدا خيبة اخرى"
" انه هو" اكد لها و هو يمنحها تلك الابتسامة النادرة جدا.
" لا تمنحني امل اكبر اتوسل اليك "
" لا امنحك امالا انما هي الحقيقة" مسح الدموع من وجنتيها و تطلع اليها بإصرار بينما تختفي ابتسامته و يسألها بجدية" هذا ما تريدينه ايتها الاميرة اليس كذلك..؟؟ ان يعود ليونيداس الى حياتك و ان يلم شملكم"
" نعم هذا ما اريده..." اكدت له بقوة " انه حب حياتي و لن اكون سعيدة من دونه"
" سيكون لك ما تريدين اميرتي" وعدها وهي يعود لمسح دموعها" سعادتك تعني لي الكثير و لا اريد رؤيتك حزينة بعد اليوم لذا ابتسمي ... سترين زوجك قريبا"



التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 30-11-21 الساعة 01:34 AM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 03:03 AM   #6404

silyana

? العضوٌ??? » 160717
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 444
?  نُقآطِيْ » silyana is on a distinguished road
افتراضي

شكلي اول رد
مسكين روكو ، ليش ما يحكي لصوفي الحقيقة؟
انا بلشت خاف من سنتياغو و الله طلع خطير ، الله يعينهم اعداؤو
ضحكتني ردة فعل خافيير، الكل صار بدو بيانكا و طفل أليخاندرو
انا كرهتو لسانتياغو لانو السبب في موت أليخاندرو
شكرا اميرة على الفصل الرائع
ان شاء الله ينزل الغيث قريبا مع عودة نيوس


silyana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 04:03 AM   #6405

rinamcidra
 
الصورة الرمزية rinamcidra

? العضوٌ??? » 427084
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 208
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » rinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
B18

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الحب مشاهدة المشاركة
اللهم امين حبيباتي
استنو الليلة فصل طويل
وحشتوني
و نحنا أكثر حبيبتي اشتقنالك موت ❤❤❤❤ ،و دايما في انتظارك في جميع الأحوال 😘😘😘 .


rinamcidra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 04:08 AM   #6406

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع جدا

ماكس مستفز بس حبيت شخصيته عجبني مره
و اخ على روكو يعور القلب

ابدعتي و رجعتي لنا بغنيمة حلووووة جدا


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 04:28 AM   #6407

duda_fathy

? العضوٌ??? » 314594
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 336
?  نُقآطِيْ » duda_fathy is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام حبيبتي اللهم اشفه واعف عنه

duda_fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 04:52 AM   #6408

فطوم لكوم

? العضوٌ??? » 414252
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 271
?  نُقآطِيْ » فطوم لكوم is on a distinguished road
افتراضي

ما قادرة أصدق انه اخيرا الفصل نزل ...الحمدالله ع السلامة اميرة طمنينا عن صحة الوالد أن شاءالله صار احسن ...
اخخخخ من روكو والله العظيم المتحمله هذا المخلوق كتير كتير جدا يلقاها من مين ولا من مين صوفي واخخخ منك يا صوفي ولا من سانتياغو اللزعلني جدا نه كان ممكن ينقذ اليخاندرو بس م انقذه وبدأ يظهر ليه وجه جديد ما كان مبين لينا زمان وهو السادية والتملك المفرط لدرجة انك ترفض تنقذ اليخاندرو لمجرد ان صوفي تحمل ليه بعض المشاعر..وبريانا يا قلبي عليك نعم ما مفروض تطلع سر ابوة روكو لصوفي بس والله كان همها انت يا روكو افهم بالله عليك افهم 😭... فلور وجعت لي قلبي اليوم أكثر شي م بحبه في العلاقة بين اي اتنين هو شعور عدم الاطمئنان، شعور انه زواجهم مهدد بتدخل دافيد و وجوده مشكلة كبيرة ،علاقتهم صراحة مرت بمطبات كتيرة جدا بس نقول اكيد لخير😁حتى يعرفو قد ايه هم بحبه بعضهم...
فرحة ديامانتي فرحتني والله رغم اني مش من أكبر معجبيها بس اختفاء نيوس أدى منحنى جميل لقصتهم .
آيا و خوسيه لسه بعيدين عن بعض 😥😥ياريت يا أميرة تدي مساحة كبيرة لقصتهم بعد ما يرجع خوسيه حاسة اني م اتشبعت من وجودهم مع بعض 😥 دايما كان في شي منغص بيناتهم حتى لما يكونو هاديين وحلوين مع ما عاشوش شعور ان اي واحد عارف ان التاني بحبه زي باقي الكبلز التانين 😥
انا خايفة جدا ع صوفي من سانتياغو بس احيانا بفكر ان المحتاجاه صوفي شخصية قوية وجبارة زي سانياغو(ما قادره اتعود ع اسم ماكسويل 🥲)
روكو ارجوك ما تبعد بريانا نفسي يعيش معاها تفاصيل حملها هو اصلا ضيع ٤ اشهر ما فاضل كتير دة غير انه كمان م عاش ولادة ولا طفولة صوفي 😢
اميرة ما شاء الله ولا قوة الا بالله انتي كاتبة بامكانيات هايلة افكار وحبكة ومفردات صحيحة ..حقيقي مبدعة تسلم اناملك ❤❤


فطوم لكوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 12:41 PM   #6409

dada19
 
الصورة الرمزية dada19

? العضوٌ??? » 503
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 922
?  نُقآطِيْ » dada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond reputedada19 has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعتي يا عزيزتي, فصل جميل كالعاده و احداث كثيره.
خافيير مبدئيا بدو طخ او حد يفتحلو مخو الطنجره هاد, ما بدو ابن اليخاندرو يتربى يتيم بس ابنو عادي يتربى يتيم و هو عايش 🧐🧐
روكو غلط مع بريانا كتير و حطها هالهامش و كانها شي مسلم به و نسي انها انسانه بحاجه للاهتمام لدرجه انو حتى ما انتبه انها حامل فكيف بتصرفو معاها بعد ما عرف , هاد التاني بدو ضرب بالقبقاب ع راسو 👡👡
سانتياغو لسى مش قادره احدد موقفي منو , ما توقعت يكون عنيف لهاي الدرجه بالذات مع النساء .
ديفيد و بيانكا تقيلين دم , ما حبيبت و لا واحد منهم من البدايه .
نيجي لخوسيه و آيا بعجبني هاد الثنائي و بانتظار المشهد بينهم , كنت اتمنى لو كان في شي بهاد الفصل بس برضو المواجهه مع سيسليا كانت قويه.
ابدعتي و بانتظار القادم على احر من الجمر


dada19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-21, 01:40 PM   #6410

حواريش

? العضوٌ??? » 480417
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » حواريش is on a distinguished road
Rewitysmile1

فصل أكثر من روعة
في هذا الفصل انا كرهت خافيير و فرانكو و باخص الثور الكبير سانتياڨو
سانتياڨو كيف كنت سبب في موت أليخاندرو يا ساقط قداه طلعت كلب كبير و حقود و مجرم
ايا عجبني تصميمك عل خوسيه
غياب كل من فرنا سانتو
خوسيه و اليساندرو و دانيلا


حواريش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.