آخر 10 مشاركات
عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          رواية حبيبتي (3) .. سلسلة حكايا القلوب * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-20, 10:25 PM   #1041

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


أخت سامر منى الحقودة من غيرتها سببت لهن المشاكل ...
علاقة سامر ب فدوى سوف تتأثر بما حدث
تسلم ايدك حبيبتي 💖💖😍😘😘


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-20, 02:25 PM   #1042

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
أخت سامر منى الحقودة من غيرتها سببت لهن المشاكل ...
علاقة سامر ب فدوى سوف تتأثر بما حدث
تسلم ايدك حبيبتي 💖💖😍😘😘
تسلميلي حبيبتي 💖 بس مني مش اخت سامر هي بنت خالته 💗


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-20, 10:55 PM   #1043

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

[COLOR="Navy"]. اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك. اللهم بك استعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل لي مشقته، وارزقني من الخير كله أكثر مما أطلب واصرف عني كل شر. رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري يا كريم. اللّهم إنّا نسألك التوفيق والهداية، والرشد والإعانة، والرضى والصيانة، والحب والإنابة، والدعاء والإجابــة، اللّهم ارزقنا نوراً في القلب، وزينة في الوجه، وقوة في العمل. اللهم يسر لي الخير حيث كنت، وحيث توجهت، اللهم سخر لي الأرزاق والفتوحات في كل وقت وساعة، ويسر علي كل صعب، وهون علي كل عسير، واحفظني بما ينزل من السماء وما يخرج منها، وما يرى عليها يا كريم. اللهم سخر لي من يكون لي عوناً على ما أريد وما لا أريد من أمور الدنيا والآخرة. اللهم سخر لي، وسخر لي من هم أقوى مني ودوني، تسخير العبيد لأسيادهم. اللهمّ يا مسهّل الشّديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كلّ يومٍ في أمرٍ جديد، أخرجني من حلق الضّيق إلى أوسع الطّريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ربّ لا تحجب دعوتي، ولا تردّ مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، ولا تكِلني إلى حولي وقوّتي، وارحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكري وتحيّرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسرّي وجهري، المالك لنفعي وضرّي، القادر على تفريج كربي وتيسير عسري. اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
Mahmou likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 10:43 AM   #1044

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد بإذن الله هينزل الفصل التاسع والعشرين يليه الجزء الثلاثون في المشاركة التالية
الفصل التاسع والعشرون


جلست فدوي علي طرف فراشها تشعر بأن نارا مشتعلة في قلبها وهي تتصفح الحساب الخاص بصوفيا وتشاهد الصور القليلة لها مع سامر ...
نعم عدة صور تُعد علي أصابع اليد الواحدة ولكنها كانت كالخنجر الذي وُضِع في صدرها لمدي القرب الذي كان بينهما وكأنهما عروسين في شهر العسل ...
شعرت أن الدماء تفور في رأسها وهي قلما تصل إلي هذه الحالة...

كان سامر في سيارته حين اتصل بوالدته ليعرف منها السبب في إصرار فدوي علي حضوره هكذا وما أن عرف منها ماحدث حتي امتقع وجهه وظهر عليه الإنفعال غضباً من مني ومن دنيا التي تُحضِر مني بمناسبة ومن غير مناسبة فقال لوالدته باقتضاب:"حسناً أمي لا تقلقي أنا سأتفاهم مع فدوي..."
فقالت له بتردد وهي جالسة في فراشها:"أنا حين ذهبت إلي غرفتها قالت أنها ستنام قليلاً ولكني أعرف أنها لن تنام وفي نفس الوقت أخاف أن أتحدث معها فأقول شيء أنت لا تريد قوله ولا أعرف ماذا أفعل؟.."
قال لها ليطمئنها:"لا تفعلي شيء حبيبتي اتركيها وأنا عشر دقائق بالضبط وأصل بإذن الله..."
أغلق معها وهو يزفر زفرة غاضبة واتصل بمني عدة مرات فلم ترد عليه وماهي إلا عشر دقائق بالفعل حتي كان قد وصل إلي البيت
فتح باب الشقة بمفتاحه وأغلقه بهدوء ولأول مرة يدخل البيت ولا يذهب إلي غرفة والدته أولاً بل دلف إلي غرفته مباشرة بعد أن طرق علي الباب طرقة واحدة ليجدها جالسة علي طرف الفراش ولايعلم أنها علي هذه الجلسة منذ أن شاهدت ماشاهدت وما أن رأته حتي رفعت وجهها إليه ...
وجه غاضب حانق مُتسائل بشك ربما لأول مرة يراها هكذا فنزع سترته وعلقها علي المشجب ثم جلس بجوارها مباشرة وهو يشبك أصابعه معا فقالت له وهي ترفع الهاتف أمام وجهه قائلة بتجهم:"ماهذا الذي أراه؟"
قال لها بوجه جامد لم تتمكن من معرفة انفعالاته وهو يأخذ منها الهاتف:"أريني ماذا رأيتِ أولاً..."
نظر إلي الصورة وما تلاها من صور ثم قال لها متسائلاً :"هل قرأتِ تاريخ هذه الصور ؟..."
قالت له بصوت لم تستطيع منع رجفته :"نعم قرأت ..."
قال لها بهدوء قاتل :"إذن عرفتِ أنها منذ عدة سنوات قبل أن أعرفك من الأساس.."
التفتت إليه بوجهها وجسدها كله قائلة باستنكار:"هل كل مايهمك أنه منذ سنوات ؟ هذا فقط هو دفاعك عن نفسك؟..."
قال لها بجدية:"أنا لست مُتهما من الأساس.."
رفعت حاجبيها بذهول ثم قالت له:"حقا! لست متهم ثم أردفت وهي تزم شفتيها:من هذه أولاً؟"
قال لها وهو يطيح بالهاتف بعيداً علي الفراش:"ألم تقل لكِ جلابة المشاكل أنها كانت خطيبتي السابقة.."
قالت له بوجه مُكفهر:"أولاً أنت لم تقل لي من قبل أنه كانت لك خطيبة من جنسية مختلفة كل ماقلته لي أن هناك تجربتان غير مكتملتان ولم تذكر لي أمر صوفيا هذه...احتد صوتها وهي تشير إلي الهاتف المُلقي بعيداً بإهمال ثم أردفت:ثانيا هذه الصور لاتليق بخطيب وخطيبته بل تليق بزوج وزوجته ...."
زفر زفرة حارة ثم قال لها بضيق مكبوت:"حسنا فدوي إن أردتِ سماع القصة كاملة وبهدوء سأقص عليكِ..."
نظرت إليه نظرة حادة وقالت له:"تفضل.."
قال لها باقتضاب وهو يعود بذاكرته لخمس سنوات للخلف :"صوفيا هي فتاة أجنبية تعرفت عليها في إحدي المدن الساحلية حيث كنت وقتها أقضي إجازتي مع أصدقائي في نفس الفندق الذي كانت هي تعمل به "
قالت له وهي تعض علي شفتيها بعصبية:"ومالذي طور الأمر لأكثر من ذلك؟"
كان متحفظا معها في الكلام وشعرت هي بذلك فقالت له مدعية الهدوء:"أنا أريد أن أعرف كل شيء بالتفصيل..."
لوي فمه قليلا ووجد أنها مُصِرة أن تعرف فقال لها:" حسنا يافدوي أنا كما أخبرتك من قبل أنني كان لي تجربتين خرجت منهما وأنا ليس لدي رغبة في الارتباط وبعد عدة سنوات تعرفت علي صوفيا وانجذبت لها وكان سر انجذابي لها بساطتها في التعامل وتقدير الأمور لم أجد معها التعقيدات التي وجدتها سابقاً ...عرفت ظروفي وتفهمتها ولم يكن يشكل هذا فارقا لديها ...شعرت في هذا الوقت أن فكرة الارتباط بأجنبية ليست فكرة سيئة بالعكس ستكون بالنسبة لي أفضل .."
قالت له وعينيها تشتعلان بنيران الغيرة والغضب :"وماذا حدث بعد ذلك؟"
قال لها وهو ينظر في عينيها بصدق:"بعد فترة أدركت أن هناك اختلاف كبير في الطباع لن يُمكننا من الإستمرار معا واختلاف في الثوابت التي تربي كل منا عليها في بيئته واكتشفت أن مجرد تقبلها لظروفي وطبيعة حياتي وبساطتها واختلافها عمن عرفت ليس سببا كافيا للارتباط بها طوال العمر وهي شعرت بذلك وانفصلنا بهدوء..."
قالت له والشك في عينيها:"ولماذا لم تخبرني بهذا الأمر حين كنت تخبرني بكل شيء يوم أن صارحتني ؟.."
مط شفتيه قائلا وهو ينظر في عينيها :"ربما لأنني لم اعتبرها تجربة كاملة أو ربما لأنها غير مؤثرة .." قاطعته قائلة بحدة:"وربما لأنها مخجلة.. مخزية فخفت أن تقصها علي ..."
نظر إليها نظرة حادة وقال لها:"فدوي انتبهي لكلماتك ليس كل من عرف فتاة في الماضي يكون قد أخطأ .."
قالت له بتساؤل وكل وجهها أصابه الجمود:"إلي أي مدي كانت علاقتك بها ياسامر ما أراه من الصور تعدي حدود البراءة..."
نظر إليها بذهول وهو لايصدق تحولها لهذه الحالة ولم يرد عليها فأعادت السؤال عليه مرة أخري قائلة بتصميم وشفتيها ترتجفان :"إلي أي مدي كانت علاقتك بها؟.."
استقام واقفا وقال لها بصوت صلب :"وهل إذا أجبتك ستصدقيني؟.."
قالت له ونبضات قلبها تتسارع كأنها تجري في ماراثون :"لو قلت الصدق سأصدقك..رغم انك كنت تستطيع أن تحكي لي كل شيء من البداية وقتها لم نكن نقف في هذا الموقف"
قال لها وهو يناظرها من أعلي وهي مازالت جالسة لاتستطيع الوقوف :"كما قلت لكِ لم أقل لأن الأمر لم يكن ذا أهمية بالنسبة لي وما رأيتيه في الصور هو أخر ما كان بيننا لم تتعدي علاقتنا أكثر من ذلك....ثم أردف متساءلا وهو يضيق عينيه :هل تصدقيني؟.."
قالت له بعناد ليس من طبعها وهي تري الصور تترائي أمام عينيها فتزداد نارها منه:"لا... لا أصدقك..."
وضع يديه في خصره ونظر إليها نظرة طويلة غاضبة لا يصدق أن من أمامه هي فدوي
هل بكلمتين من مني انقلبت هكذا؟ حاول أن يصبر عليها اكثر والتمس لها العذر فقال لها بعتاب لا يخلو من الإنفعال :"لما لا تصدقيني يافدوي؟؟."
ناظرته بغضب قائلة:" لو كنت من البداية لم تحكي أي شيء عن علاقاتك السابقة كنت تفهمتك أما تحكي جزأ وتُقصي جزأ فهذا يعني أن هناك شيء خاطيء قد حدث.."
لوي فمه قليلا ثم قال لها :"حسنا فدوي علاقة ربما ندمت عليها لجأت لها في فترة عدم توازن نفسي لأكتشف فيما بعد أنها غير ملائمة وانتهي الامر ولم احكيها لكِ لأنها ليست ذات أهمية ولا مؤثرة في حياتي ..."
استقامت ووقفت قبالته ثم قالت له بتساؤل :"وبالنسبة للتجاوزات التي كانت بينكما هل مسموح بها؟ أنا أعرف أنكم عائلة ملتزمة وجميع اخوتك البنات ملتزمات كيف فعلت مافعلت معها؟.."
قال لها بعينين متسعتين:"ماذا فعلت أنا؟."
قالت له باستهجان:"وقوفك بجوارها تحتضنها هكذا وهي لاترتدي سوي قطعتين وأنت بملابس البحر يوحي أن هناك أكثر من ذلك قد حدث بينكما وباقي الصور أيضا متقاربان بشكل مخجل..."
أغمض عينيه وهو يزفر بغضب ويُلقي سباباً غير مفهوم ولم تفسر منه سوي إسم مني الذي ذكره في منتصف الكلام ثم فتح عينيه قائلاً:"لم يحدث أكثر من ذلك يافدوي.."
قالت له وهي تشعر بقلبها يتمزق الما من مجرد تخيله مع امرأة أخري :"وإذا كنت لا أقتنع بهذا الكلام ماذا أفعل الان؟.."
قال لها مهادنا وهو يحيط كتفيها بيديه:"لا حبيبتي لابد أن تصدقيه ويمر الأمر كأنه لم يحدث..."
نظرت إليه نظرة طويلة حانقة ثم قالت له بصوت صلب:"لو كان الوضع تبدل وأنا كنت علي علاقة بشخص قبلك ووجدت صورة لي معه بنفس الوضع هل كنت ستصدقني حين أقول لك أنها علاقة عابرة وانتهت وكنت ستمرر الأمر كأنه لم يحدث؟..."
نظر إليها سامر بصدمة فلم يتوقع أبدا منها هذا الرد.. كانت تتمزق داخليا ودموعها تهدد بالانفجار لأنها للأسف لا تصدقه وتظن أن العلاقة تطورت لأكثر من ذلك وهذا الأكثر لا تستطيع تصور أنه حدث مع امرأة غيرها ...

وحده الحب ووحدها الغيرة من يجعلا الشخص يتحول من أقصي درجات الحكمة لأقصي درجات الهوس

رددت سؤالها مرة أخري ثم قالت:"هل كنت ستقبل؟..."
نظر إليها نظرة جامدة جمدت الدماء في عروقها وجز علي أسنانه لفترة ثم أردف بصلابة وهو يترك كتفيها:"لا لم أكن لأقبل..."
تحولت الدمعتان في عينيها إلي بركان علي وشك الانهمار فقالت له وهي تزم شفتيها منعا من انفجار بركانها:"حسنا المناقشة إذن انتهت..."
ثم استدارت وأعطته ظهرها ودموعها تسيل بالفعل أما هو فتركها وخرج من الغرفة الي الصالون وبركان غضبه هو يتضاعف فأخرج هاتفه من جيب بنطاله ليتصل بمني ليصب عليها جام غضبه وعينيه الهادئتين تتحولان إلي شعلتين من نار، أخذ يتصل ولا ترد إلي أن ردت أخيرا وما أن ردت عليه حتي اتجه إلي الشرفة الخارجية قائلاً بلا تهذيب:"لما لاتردي اتصلت بكِ عشر مرات ؟..."
قالت بلجلجة:"لم أكن متفرغة كان عندي مشاغل كثيرة..."
قال مستهزئا:"حقا مشاغل كثيرة ..خربتِ كم بيت حتي الآن؟..."
صاحت فيه وهي تغلق عليها غرفتها:"ماهذا الذي تقوله تحدث معي بأسلوب لائق..."
قال لها ساخرا:"حين تتصرفين أنتِ بلياقة اطلبي مني أن أتحدث بها ثم أردف بحدة :اعطيني زوجك.."
قالت له بخوف:"ماذا تريد منه؟؟."
قال لها بغضب :"أريد أن أقص عليه حيلك وألاعيبك..." تراجعت نبرتها الحادة وتحدثت معه بهدوء قائلة:"أنت تعلم أن بيننا مشاكل عديدة أتريد أن تزيدها؟.."
قال لها بتعجب:"وهل لأن لديكِ مع زوجك مشاكل تريدين لكل البيوت ذلك ...حاولي حل مشاكلك بدلا من تنغيص حياة الناس..."
قالت له بحدة مرة أخري:" ماذا حدث من الاساس ياسامر صوفيا أرسلت لي طلب صداقة ولم أكن أعلم أن حديثي أمام فدوي سيؤدي لكل هذا خاصة بعدما قالت انك قصصت عليها كل شيء ..."
قال لها باستهزاء:"صوفيا من التي أرسلت لكِ طلب صداقة وحسابها هذا أصلا لم تستخدمه منذ عدة أعوام منذ أن كنا معا ونشرت هذه الصور بعدها فقدت كلمة السر خاصتها ولم تستطيع الدخول عليه مرة أخري فكيف سترسل لكِ؟..."
تلجلجت قائلة:"لا لا أعرف بالتأكيد استعادته مرة أخري..."
قال لها بصرامة:"الحساب بالفعل لم يتم استخدامه يامني منذ فترة كبيرة فهل فُتِح لإرسال طلب صداقة وحده ..." قالت له بتلعثم:"لا أعرف.."
قال لها بحزم وحسم:"حين تريدين رؤية خالتك اذهبي إليها في اليوم الذي تكون فيه عند دنيا انتهي الكلام عند هذا الحد وفدوي لاعلاقة لكِ بها من قريب أو بعيد..." أنهي حواره وأغلق الخط بغضب أما هي فأخذت تنظر إلي الهاتف بذهول وعينيها الخضراوتان تكاد تخرج من محجريهما وقالت بذهول :"هل يعني أنه يمنعني من الذهاب إلي خالتي؟...هل يطردني؟..."

*****************
وقفت فريدة في المطبخ في شقة الدكتور فؤاد تعد طعام الغداء لأبناءها وبنات تيمور فبعد أن حدثها الأخير وقال لها أنه سيأخذ خالته عايدة لعمل بعض التحاليل والفحوصات الخاصة بالكشف الدوري خاصة بعد أن لاحظ في الأونة الأخيرة اهتزاز يديها ووقوع أي شيء منها وقلة تركيزها حتي قالت له أن يحضر البنات إليها عوضا عن جلوسهن بمفردهن في المنزل وها هم جميعا يجلسون معا بالداخل في غرفة المعيشة يشاهدون فيلما أجنبيا ويتسامرون في جو دافيء بعد أن اعتادوا جميعا عليها وتقبلوها في حياتهم وتقبل أبناءها أيضا وجودهم

أخذت هاتفها من علي الطاولة ووقفت أمام نافذة المطبخ تنظر إلي الحديقة واتصلت به فرد قائلا:"أهلا فريدة كيف الحال عندك؟.."
قالت له بهدوء:"بخير حبيبي لا تقلق أنا أطمئن فقط علي طنط عايدة..."
قال لها وهو يربت علي كف عايدة :"مازلنا ننتظر وصول الطبيب .."
قالت له وهي تنظر في ساعتها:"أنتم أمامكم هكذا وقت أنا أري أن أضع الطعام للأولاد .."
قال لها :"نعم فريدة تناولوا أنتم الغداء ربما نتأخر.." قالت له بنبرة دافئة:"سأضع لهم أما أنا سأنتظرك..." ابتسم قائلاً:"حسنا..."
أغلقت معه وبدأت في وضع الطعام في الأطباق ثم وضعتهم علي صينيه كبيرة وحملتها للداخل وما أن رأها عبدالرحمن الذي يجلس في غرفة المعيشة مع البنات حتي استقام وأقبل عليها ليأخذها منها قائلاً:"لما لم تقولي أمي حتي آخذها منك؟.."
قالت له :"بسيطة حبيبي .."
بدأ في وضع الأطباق معها علي السفرة وما أن رأته البنات يفعل ذلك حتي قمن جميعا للمساعدة ووجدت شروق أنه لايوجد ماء فدلفت للمطبخ وأحضرت ماء وأكواب وجلسوا جميعا علي السفرة لتناول الغداء في جو دافيء رغم عدم وجود تيمور وعايدة

كانت فريدة لا تأكل ولكن تجلس معهم وعلي قدر الراحة التي أصبحت تشعر بها بعد أن أصبحت العلاقة بين الأولاد جيدة علي قدر القلق الذي أصبح ملازما لها خوفا من أن يفعل عمر أي شيء مما تتوقعه منه رغم طمأنة إبراهيم لها إلا أنها لا تطمئن وخاصة أن سكوت عمر هذا غير مٌطمئن

بعد قليل

بعد أن تناولوا جميعا طعام الغداء وحمل كل منهم أطباقه للداخل وتشاركت البنات في غسل الصحون جلسوا جميعا ومعهم فريدة في حجرة المعيشة،كانت تجلس بجوارهم كأنها من سنهم خاصة وهي ترتدي مثلهم بنطال جينز وبلوزة قطنية قصيرة وتربط شعرها كله للخلف في عقدة مرتخية ...
كانت تجلس علي الأريكة الكبيرة وبجوارها سمر من جهة وشمس وشروق من جهة وعبدالرحمن وسهر يجلسان علي الأريكة المقابلة وشيري علي مقعد كبير بجوار عبدالرحمن وكان الصمت يُغلف الجلسة لدقائق فنظرت سمر إلي أمها نظرة شقية مشاكسة قائلة بصوت عذب

وعملت إيه فينا السنين
عملت ايه فينا السنين


ابتسمت لها فريدة علي طريقتها في جذب انتباه من حولها وجعل الجلسة حميمية أكثر وردت بنفس نبرة الصوت

فرقتنا لا غيرتنا لا
ولا دوبت فينا الحنين السنين


كانت البنت وأمها تبدوان كثنائي متناغم وهما تجلسان بجوار بعضهما، الملامح واحدة والروح واحدة والصوت واحد فابتسمت شروق وهي تنظر اليهما باعجاب وقفزت شيري و جلست أرضا بجوار فريدة فجذبتها الاخيرة لتجلس علي ساقيها

فأردفت سمر

لا الزمان ولا المكان
قدروا يخلوا حبنا ده
يبقي كان يبقي كان الزمان


في نفس واحد انطلقوا جميعا ليدندنوا بالأغنية التي حفظوها عن ظهر قلب من برنامج المسابقات الخاص بأصوات الاطفال حيث غنتها المتسابقة المفضلة لديهم

وبحبك والله بحبك والله والله والله
بحبك قد العيون السووود أحبك


الجميع غني في صوت واحد حتي عبدالرحمن الذي صوته يعتبر نشاذ غني معهم بسلاسة ولم يخلو غناءهم من ضحكات علي صوت عبدالرحمن الخشن فقالت شيري لفريدة بيأس:"كنت أتمني أن يكون عندي موهبة مثلكم..."
قالت لها فريدة مشجعة:"أكيد عندك موهبة أو هواية حبيبتي أنتِ فقط لم تكتشفيها بعد.."
قالت لها بغضب طفولي:"لا ليس لدي... شمس لديها وشروق أما أنا فلا يوجد لدي أي مواهب.."
نظرت فريدة إلي شمس قائلة :"أنا أعرف أن شروق تهوي التصوير وسباق الدراجات أما أنتِ فلا أعرف ماذا تهوين..."
قالت لها شمس بخجل حتي تورد وجهها وثبتت نظارتها علي أنفها جيدا :"أهوي كتابة الشعر.."
رفعت فريدة حاجبيها قائلة بتشجيع:"جميل جداً نريد أن نسمع شيء..."
قالت بحرج :"لا ...أنا أكتب ولكني لا أثق في جودته.." قالت لها فريدة بحماسة:"دعينا نحن نقيمك لا تقيمي انتِ نفسك..."
قالت شمس بتردد :"ولكنه شعر عامي.."
قالت فريدة بجدية:"ومابه الشعر العامي ؟ أكبر الشعراء كانوا يكتبون بالعامية أمثال عبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم رحمهما الله ..ثم أردفت بابتسامة مشجعة :هيا شموسة قولي.."
استجمعت شمس شجاعتها التي ما زالت في طور النمو وبدأت بصوت منخفض ولكنه واضح نظرا لصمت الجميع

وحشتيني وحشتيني....يانور عيني وحشتيني
فراقك طال... ونفسي تيجي يا أمي تضميني



نظر الجميع إليها بتدقيق أما هي فكانت تنظر إلي الأرض بخجل وأكملت

سنين عمري وأنا معاكي مش انساها
وبكرة جاي من غيرك..هيجي ليه
وهعمل ايه في بعادك ياست الكل ياحبيبة
قريبة حتي وأنتِ بعيدة...


بهتت نظرة فريدة ومثلها عبدالرحمن الذي كان تأثره كتأثر أمه وسهر فغرت شفتيها ولمعة تاثر ظهرت في عينيها ... أما شمس فاندمجت أكثر فيما تلقيه وخرج ذات يوم من أعماق قلبها

يا أمي تعالي وخديني
لدنيا جميلة وياكِ
كفاية أبقي انا معاكِ ..

لحد مايجي يوم قربك
هتبقي في قلبي وعينيا
وبفتكرك بكل الخير
وبحلم بيكِ ضماني علي صدرك
وأنا بقولك وحشتيني يا أغلي الناس


صمت رهيب عم المكان ... أخذت فريدة تحدق في شمس بذهول فقالت لها الاخيرة :"لقد كتبتها منذ عامين.."
بلا كلام أخذتها فريدة في حضنها وضمتها بقوة بإحساس جديد عليها ،كانت تحبهم لأنهم بنات تيمور وكانت تعاملهم برفق لأنهم يتامي الأم أما إحساسها في هذه اللحظة فكان إحساسا بالإلتزام تجاههم جميعا كأم ،إحساس بأنها تريد أن تغمرهم بكل المشاعر التي يفتقدونها ...
وشمس أيضا شعرت بنفس الشعور من ضمة فريدة لها كانت ضمتها كضمة أم ... شعرت بصدق مشاعرها خاصة مع لمعة الدموع في عينيها ...
تجاوزت فريدة تأثرها وقالت لها أخيراً:"رائع حبيبتي كلماتك رقيقة واحساسك صادق.."
أما شروق فكانت تنظر إلي فريدة وشمس وشعرت أن الأمر ليس بهذا السوء الذي كانت تتصوره أن تشاركهم الحياة أسرة أخري بها أم كفريدة وأبناء من مثل عمرهم.. ليس بشيء سيء خاصة بعدما استمعت إلي قصص صعبة من صديقاتها الجدد قصص حقيقية عاشوها مع زوجات آباء سيئات أو العكس ...
قالت فريدة قاطعة الصمت المُطبِق بعدما استجمعت نفسها وابتعدت عنها شمس قليلاً:"تعرفون أن الله يختبرنا بموت أشخاص عزيزة علينا لحكمة عنده لا نعلمها ولكن علينا الاستمرار.. علينا أن نكمل حياتنا.. وأحيانا يضع الله في طريقنا أشخاص آخرون لنكمل معهم الطريق.. نظرت إلي وجوههم جميعا ثم أردفت: أنا مثلا بعدما فقدت أبي ومن بعده أمي وضع الله في طريقي جدكم فؤاد فكان لي نعم الأب والسند رغم أنه لاتوجد بيننا صلة دم لتصبح معزته عندي كأبي ..."
نظرت إليها شروق نظرات مترددة لاحظتها فريدة ثم أردفت بنفس التردد :"وأنتِ أيضا أم جيدة..."
التفتت فريدة إليها ونظرت مباشرة إلي عينيها في نظرة بها الكثير من الحيرة والاندهاش فأردفت شروق بخجل حيث أنها غير معتادة علي التعبير عن مشاعرها:"أعني إنني سمعت الكثير من قصص صديقاتي ولاحظت أنكِ طيبة ولستِ مثل زوجات آبائهن ..."

مع شروق علي وجه الخصوص ردود أفعالها تكون محسوبة حتي لايصدر منها شيء يضايق البنت ولكنها وجدت نفسها تلقائيا تمد لها يدها فوضعت شروق يدها في يدها لتجذبها فريدة نحوها و تضمها إليها كما ضمت شمس تماما ولعجبها لم تجد نفورا من البنت وكأنها كانت تنتظر هذا الحضن من فريدة فضمتها إليها أكثر...

حين يكون مابداخلنا صادقا جدا يخرج بصدق ويصل إلي من أمامنا بصدق....كانت سهر وسمر تتابعان مايحدث ولم يكن لديهما مشكلة في أن يجدوا اهتماما من أمهم لبنات تيمور خاصة بعد ماشعروا بمرارة من فقد أمه
أما عبدالرحمن فكان مُلتزم الصمت من البداية كعادته ينظر ويُحلل بصمت واسترجع في هذه اللحظة مقولة تيمور له سابقا أن ينظر إلي نصف الكوب المملؤ
وأن نعم والديه منفصلان ولكن كلاهما علي قيد الحياة ويستطيع التنقل بينهما عكس من مات أحد والديه ،
هنا أدرك صدق المقولة وهنا أدرك أن الحياة بالنسبة له ليست قاتمة إلي درجة كبيرة بل بها نعم كثيرة ...
وللعجب لقد شعر بمسئولية تجاه هؤلاء البنات ...
تماما كما يشعر بالمسئولية تجاه أمه وإخوته البنات ... اقتحمت شيري خلوته الفكرية قائلة بصوت مزعج لضيقها من عدم اكتشافها لهواية مثل الجميع:"إعطني ريموت التلفاز أريد أن اشاهد المثلثل علي القناة الأخري..."
قال لها ساخراً وهو يرفع حاجباً واحداً:"المثلثل! ألم أقل لكِ أكثر من مرة ألا تخرجي لسانك وأنتِ تنطقين حرف السين..."
قالت له بامتعاض:"حاولت وفشلت.."
قال لها بإصرار:"لا لم تفشلي لأنكِ لم تحاولي... أنتِ تتحدثين بسرعة ثم أردف ساخراً وهو يشير علي المكان بجواره:إجلسي فلديكِ جلسة تخاطب مفاجئة.."
قالت له وهي تزم شفتيها:"والمثلثل.."
قال لها ساخراً:"هو المثلثل السبب في هذه الجلسة إن لم تقولي عليه لم نكن عقدنا الجلسة الطارئة هذه ثم قال لها آمرا:اجلسي..."
ابتسمت فريدة وهي تراهم جميعا مندمجون وانسحبت قائلة:"سأقوم بتحضير بعض المقرمشات والتسالي ..."
دلفت إلي المطبخ لتعد ماقالت عليه وبعد قليل وجدت عبدالرحمن يقف خلفها قائلاً:"أمي .."
التفتت إليه قائلة بوجه مبتسم:"نعم حبيبي "
قال لها وهو يستند بكفيه إلي المنضدة خلفه:"ما رأيك لو انكل تيمور هو وبناته يأتون ليعيشوا هنا مع جدو فؤاد ونفتح هذه الشقة علي شقتنا بسلم داخلي وبذلك لا نترك بيتنا وأعتقد هذا الحل قد يناسب أبي وجدي علي اعتبار أننا سنظل في شقتنا ولن ننتقل..."
ابتسمت له نصف ابتسامة قائلة:"ليت كل الحلول قابلة للتنفيذ... للأسف لن نستطيع فعل هذا لأن هذه الشقة شقتك أنت واخوتك ولو فعلنا هذا سيتم تفسيرها بشكل خاطيء إلي جانب أن هذه الشقة وأشارت حولها:ليست لانكل تيمور فقط هي لوالده وهو و اخوته لهم حق بها لأنها ملك لوالدهم..."
مط شفتيه قائلاً :"كنت أظن هذا الاقتراح قابل للتنفيذ .." ربتت علي كتفه قائلة:"لا تقلق حبيبي سيدبرها الله من عنده ..."
ابتسم لها قائلاً:"حسناً سأذهب لأكمل ما أفعله مع العفريتة الصغيرة..."
أومأت له برأسها وذهب هو فقالت بصوت مسموع:"لا يوجد أمامي إلا أن أعيش اليوم بيومه وليحلها الله من عنده "

************** يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 10:48 AM   #1045

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

تململت في نومها وهي تشعر بأنامله تداعب وجنتها ففتحت عينيها لتجده يرقد بجوارها ولا يوجد في عينيه أي أثر للنوم مما يوحي أنه استيقظ منذ فترة ولكنها وجدت في عينيه شيء آخر ربما رأته منذ فترة ولكن لم تفسره هكذا ،رأت بريقا في عينيه السوداوان لم يكن جديدا عليه ولكنها لم تكن تعلم أنه يخصها هي به ..
قال لها عبدالله وهو يبتسم لها ابتسامة دافئة:"نمتي كثيرا نسوم.."
قالت له بصوت خشن قليلاً من أثر النعاس :"وكأني لم أنم منذ زمن..."
قال لها بنظرة غير بريئة:"هل سنتناول الطعام هنا أم بالخارج..."
اعتدلت في جلستها ونظرت إلي النافذة فوجدت أن الشمس قد غربت بالفعل والليل بدأ في إلقاء ظلاله فقالت له برجاء طفولي:"لا عبدالله نخرج اليوم كفانا جلوسا في الشاليه..."
قال لها بحنق مصطنع :"مللتي مني بهذه السرعة؟." لمست عنقه بكفها قائلة بحنو:"أنا لم أشبع منك بعد حتي أمل..."
قال لها بتساؤل وهو يقترب بوجهه أكثر منها :"لما أشعر أن بداية زواجنا فقط منذ أن تأكدتي إنني أحبك؟ ..."
قالت له برقة:"هو كذلك بالفعل صدقني الاحساس مختلف جداً.."
قال لها بعتاب مازح:"أنا إحساسي بكِ كان منذ أن أتممنا الزواج و لم يتغير فتذكري هذا..."
قالت له وملامحها كلها في حالة استكانة:"لأنك كنت تعلم أنني أحبك ..أما أنا فلم أكن أعرف شيء عن مشاعرك...."
ضمها إليه فوضعت جانب وجهها علي صدره فقال لها :"والان عرفتِ؟..."
ابتسامة خجولة زينت جانب شفتيها وهي تتذكر كم كان حنون معها الأيام الماضية وقالت له:"عرفت..."
ضمها إليه أكثر وهو يتذكر دفئها ونعومتها منذ أن اعترف لها بذلك الإعتراف البسيط من وجهة نظره القيم من منظورها هي..
لقد كانت طوال الشهور الماضية حنونة ومعطاءة ولكن علي استحياء وكأنها كانت تخشي أن تبوح بكل مشاعرها فيصدها فكانت تلتزم درجة معينة في التعبيرعن مشاعرها أما في الأيام الماضية فقد ظهرت انفعالاتها الحقيقية و شخصيتها الحقيقية معه.. مرحة ،منطلقة ،حنونة ،دافئة، بسيطة ويالها من راحة يشعرها تجاه بساطتها هذه

قالت له حين وجدته قد شرد :"هيا عبدالله نخرج قليلاً ..." قال لها وهو يبعدها عنه قليلا :"هيا حبيبتي نتوضأ ونصلي أولاً ثم نخرج..."

بعد قليل

كانا يسيران معا علي الشاطيء في طريقهما إلي مطعم الفندق لتناول العشاء يده في يدها وكل منهما يشعر أنه اكتمل بوجود الآخر، يتحدثان في أي شيء ببساطة وعفوية والكلمات تخرج من قلوبهما بانسيابية إلي أن اقتربا بالفعل من المطعم وظهرت أضواؤه بالقرب منهما فوجدا طفلاً صغيراً لايتعدي الرابعة يقف بمفرده فوق الرمال وينظر حوله ويبكي فاقتربت منه نسمة وفي عينيها يبدو الجزع قائلة وهي تنزل بجسدها حتي أصبحت في مستواه وأحاطت كتفيه بكفيها:"ماذا بك حبيبي لما تبكي؟.."
قوس الطفل شفتيه لأسفل قائلاً من بين دموعه:"لا أجد أمي..."
بدي الانزعاج علي وجهها وهي تنظر لعبدالله قائلة ودموعها تهدد بالانفجار:"الولد لايجد أمه.."
قال لها بنبرة عملية :"نسمة نحن بداخل فندق مغلق بالتأكيد لن يكون قد بَعُد عن أمه كثيراً ثم أردف ليطمئنها:تعالي لنعطيه للأمن.."
لم يكد يتم كلمته حتي ظهرت امرأة شابة تقترب منهم وعينيها علي الصبي يبدو فيهما القلق وقالت له بتوبيخ:"هكذا ياباسل ألم أقل لك لا تبتعد..."
اندفع الطفل نحوها وهو يدفع نسمة وارتمي بين أحضانها فرق قلب أمه له وضمته بقوة فقالت لها نسمة :"كنا للتو سنذهب به لأمن الفندق..."
قالت لها المرأة الشابة بابتسامة متوترة بفعل اللحظات التي عاشتها في قلق حين لم تجده:"أشكرك جداً..." ابتسمت لها نسمة ابتسامة مجاملة وأخذت المرأة صغيرها وابتعدت أما عبدالله فقد تبدل حاله في ثواني ولاحظت نسمة تجهم وجهه وعقدة حاجبيه التي عادت للانعقاد مرة أخري فقالت له وهي تضع يدها في يده:"ماذا بك حبيبي لما تغير وجهك هكذا؟"

نظر الي وجهها الصافي شديد البياض كقلبها وقال لها بنبرة حزينة :"أنتِ طيبة جدا يانسمة ليس بك من عمر أي شيء ..."
قهقهت ضاحكة وقالت له:"أتقصد أنه شرير؟.."
انفرجت شفتيه عما يشبه ابتسامة ولكنها ليست بابتسامة قائلا:"لا هو ليس شريرا هو صديقي وأعرفه جيداً ولكنك حقا لاتشبهيه وكأنكما لستم بإخوة ...."
زفر زفرة حارة فقالت له وهي تسير بجواره:"ماذا بك لما تغير وجهك بعدما قابلنا الولد هل حزنت مثلي عليه؟.."
قال لها بعينين يملؤهما الاسي :"بل حزنت عليكِ انتِ يبدو أنكِ تحبين الأطفال جداً..."
فهمت مقصده فقالت له وهي تتوقف عن السير وقد وصلا بالفعل إلي المطعم ولكن في الجزأ المفتوح منه والمطل علي البحر مباشرة :"أحبهم جدا(نغزه قلبه) فأردفت بسرعة:ولكني أٌحبك أكثر (نظرته كانت كغريق تعلق للتو بطوق نجاة فتحولت النغزة في قلبه لتضخم من أثر كلمتها البسيطة)"
أمام أول منضدة في المطعم توقف وهو يجذب مقعدا قائلاً لها:"تفضلي ..."
جلست وجلس أمامها مباشرة فقالت له بجدية لا تخلو من الرقة:"أنا أريد أن ننتهي تماما ياعبدالله من الحديث في هذا الأمر أرجوك لا تحدثني فيه مرة أخري ولا تحدث نفسك به... انساه كأنه لم يكن وكأننا خلقنا لنحيا سويا بلا أي منغصات ثم أردفت بتساؤل:هل البيوت تقوم فقط بالأولاد؟.."
نظر إليها نظرة حائرة فقالت له:"ألا يمكن أن تقام البيوت علي الحب والمودة والرحمة بين الزوجين "
مد يده علي المنضدة ليسحب سيجارة من علبة سجائره التي وضعها علي المنضدة للتو فمدت يدها ووضعتها علي يده لتبث فيهما دفئا عجيباً وقالت:"ألا يمكن أن أعيش معك باقي عمري فقط لأني أحبك...."
ابتسم من قلبه قائلاً وهو يحيط أناملها بأنامله :"يمكن جداً..."
ترك أناملها وسحب سيجارة وأشعلها ونفث دخانها ببطء فقالت له وهي تنظر ناحية البحر وقد اشتد سواده رغم الاضاءات الجانبية التي تملأ المكان حولهما :"هل تعرف ياعبدالله أن المرأة تعيش مرحلة من عمرها يكون لها متطلبات وفي مرحلة أخري يكون لها متطلبات مناقضة تماما للمرحلة السابقة ...ضغطت علي شفتيها برفق قائلة:ربما في عشريناتي وبعد انفصالي تمنيت أن أتزوج وأنجب وأعيش حياة سعيدة تعوضني عن مامضي ولكن الواقع كان له رأي آخر فحين كان يتقدم لي أرمل أو مطلق بأولاد لم أكن أري نفسي انني سأصلح لهذه الحياة ولم يكن أمامي إلا صورة واحدة أنني حتما سأعود مطلقة للمرة الثانية إن اقترنت بأحدهم ،وساعدني في ذلك أبي حين لم يرضخ لضغوط أمي لكي تزوجني مرة أخري بطريقتها وقتها قال لي إفعلي ماتريدين وإن كان في الدراسة سلواكي فادرسي ....
مطت شفتيها وهي علي وضعها تنظر للبحر وهو ينظر إليها وهو ينفث دخان سيجارته ويتامل وجهها كلوحة جميلة حزينة وهي تتذكر مرحلة صعبة من حياتها ولأول مرة تفتح قلبها له وتتحدث معه عنها فأردفت بصوت كأنه يأتي من عمق البحر:وهكذا مرت سنوات طويلة لا أعرف كيف مرت وأنا مابين رفضي للواقع الذي يفرض زيجة غير مرغوبة بدافع إنني مطلقة وفي نظرهم ينقصني شيء وعلي أن أرضي ..ومابين أمنيات تتضاءل مع السنوات التي تمر.. وما بين ضغط أمي لأوافق علي أحد المتقدمين الذين كانت تأتي بهم..
نظرت إليه أخيراً وأردفت بنظرة حزينة :ومابين اعجاب يتزايد كل يوم بشخص كنت أعرف أنه بعيد بعد نجوم السماء وأقصي أمنياتي فقط أن أجد شخصا مثله...ابتسمت أخيرا قائلة: لأكتشف أنه لايوجد مثله
(نظر بشفقة إلي عينيها اللتين أكتستا بالتأثر) فأردفت بجدية لا تخلو من لمحة تأثر :كل ماحكيته هذا كان في مرحلة لتأتي مرحلة أخري وهي التي أنا فيها الآن مرحلة السلام النفسي والاستقرار، المرحلة التي أقصي ما أحتاج له هو الحياة بلا ضغوط فقط مع من أحب..ابتسمت ابتسامة ساحرة وقالت: فهل تتخيل أن شيء مثل الانجاب قد يشغل بالي بعد كل ماقلته..."
صت قليلا ثم قال لها وهو يشعر بنغزة في صدره:"هل تحملين كل هذا بداخلك؟.."
ضحكت قائلة:"أنا أحمل بداخلي الكثير هذا نذر يسير مما بداخلي..."
قال لها وهو يميل بجسده تجاهها عبر المنضدة الصغيرة :"ولم تبوحي لأي أحد بكل هذا؟"
زفرت قائلة وهي تناظره :"لمن سأبوح؟ أمي لم تكن يوما صديقتي وليست كل الأمور تقال للأب وفي الجامعة الجميع معارف وزميلات ولم ترتقي واحدة منهن لدرجة صديقة ثم أردفت باشتياق:التي كانت بالفعل مقربة مني هي فدوي أخت فريدة ولكن بعد ماحدث تباعدنا كثيراً رغما عنا...."
قال لها بابتسامة رجولية جذابة عشقتها وأدمنتها وهو ينظر إليها من هذا القرب :"من اليوم أنا لكِ كل شيء
الحبيب و الصديق والأخ ..."
ابتسمت بوله وقالت له :"أنت لي كذلك منذ زمن ولكنك لم تكن تعلم ،كنت لي كل شيء حتي ولو لم أعني أنا لك شيء أنت كنت لي دوما الحياة..."
****************
بعد أن أعدت فريدة مائدة الغداء التي أصبحت عشاءا نظرا لتأخر تيمور بخالته عايدة عند الطبيب اقتربت منه وهو جالس في غرفة المعيشة بجوار خالته يصف لها كل دواء ومواعيده وقالت وهي تجلس علي ذراع المقعد خاصته:"لقد أعددت الطعام ...."
رفع وجهه اليها قائلاً :"سلمت يداكِ حبيبتي "
ابتسمت له بينما قالت لعايدة التي يبدو عليها الإرهاق :"ألف سلامة عليك طنط عايدة باذن الله مع العلاج تتحسنين"
قالت لها عايدة الجالسة علي يسار تيمور:"بإذن الله حبيبتي"
فقال تيمور لعايدة:"هيا حبيبتي حتي تأكلي قبل أخذ الدواء واعلمي أن من آثاره الجانبية النوم الكثير في بداية الجرعات"
استقامت عايدة ومعها تيمور وتقدم ثلاثتهم من طاولة الطعام فقال تيمور لفريدة وهو يشير إلي الحديقة:"ألن يأكل الاولاد معنا"
قالت له:"سألتهم قالوا لايريدون ،هم تناولوا الغداء بعد العصر وبعده عصائر وتسالي فقالوا جميعا لن يأكلوا الان"
قال لها وهو يربت علي كتفها :"حسنا حبيبتي هيا "
جلس ثلاثتهم وتناولوا الطعام وهم يتحدثون عن أحداث اليوم وخاصة زيارة الطبيب وماقاله لهم وبعد أن انتهوا جميعا استقام تيمور وأحضر الدواء كله وأعطاه لخالته التي تناولته وهي تجلس بجوارهم فقال لها:"دعينا نبيت هنا الليلة فلا أنا قادر علي الذهاب للبيت ولا أنت ستستطيعين "
قالت له وهي تشعر فعلا بالارهاق :"لا بأس حبيبي ثم أردفت :أنا أشعر بالثقل من الأساس"
نظرت إليها فريدة باشفاق علي حالها فوجهها يبدو عليه الإرهاق الشديد، شعيراتها البيضاء تزايدت فجأة وتجعُد يديها أصبح أكثر وضوحاً فقالت لها :"تعالي لترتاحي قليلاً"
قالت لها عايدة وهي تستقيم :"حسنا ياابنتي أنا فعلا مُرهقة"
سندها تيمور وسارت خلفهم فريدة حتي دخلوا غرفة من الغرف المفروشة وبمجرد أن وضعت عايدة رأسها علي الوسادة لم تمر سوي دقائق معدودة وتيمور وفريدة مازالا بجوارها حتي راحت في سبات عميق
قالت فريدة بهدوء لتيمور الذي مازال يجلس علي طرف الفراش :"اتركها ترتاح قليلاً"
قال لها وهو يستقيم واقفا :"بالعلاج الذي أخذته ستنام للصباح ولكن مفعوله جيد جدا بأذن الله"
وقفت أمامه قائلة بتساؤل:"تيمور هل تقوم هي بشغل البيت لذلك يتعبها؟"
قال لها بجدية:"لا طبعا هناك من تقوم بعمل شغل المنزل وتري طلبات البنات تأتي يوميا من الصباح وبإذن الله حين نستقر ستأتي إليكِ فبالطبع لن تستطيعي أن تتحملي مسئولية كل هؤلاء الأفراد بمفردك ..."
أومأت له برأسها ثم خرجا معا وأغلقا الباب عليها فاتجهت فريدة إلي الطاولة التي لا تزال عليها الأطباق وبدأت في حملهم فحمل هو الآخر باقي الاطباق ودلف خلفها إلي المطبخ فوقفت لتجليهم فقال لها وهو يقف بجوارها يجفف بمنشفة نظيفة ما تغسله هي :"ماذا فعلتم اليوم معا أحكي لي "
قالت له وهي ترفع حاجبيها بسعادة بالغة :"لن تصدق ماحدث"
نظر إليها وهو يضيق عينيه قائلاً:"لماذا ؟"
أخذت تقص عليه كل ما حدث وهو يستمع إليها بانصات وبداخله شعور بالرضي أنه أخيراً حدث الانسجام الذي كان يتمناه بينهم جميعا أما هي ففي كل مرة تجتمع فيها معه في جو أسري ومعهم أبناءهم تشعر بنفس المشاعر بالدفء الأسري الذي كانت تفتقده بشدة ..
كانت تفتقد زوج محب يكون معها
قالت له وهي تلتفت إليه:"هل تعلم ماذا اقترح عبدالرحمن؟.."
قال لها بتساؤل:"ماذا؟."
قالت :"أن نفتح هذه الشقة علي شقتنا ونعيش جميعا هنا.."
قال لها بلهجة قاطعة:"بالطبع لن ينفع هذا هذه شقتهم هم ولا دخل لنا بها.."
قالت له:"قلت له ذلك بالفعل..."

انتهت من ترتيب المطبخ بمساعدة بسيطة منه ولكنها بالنسبة لها أعظم مشاركة فنظر تيمور من نافذة المطبخ علي الأولاد وهم يلتفون حول جهاز البلايستيشن فقالت له وهي تجفف يديها بالمنشفة:"هيا لنجلس معهم قليلا "
أغلق النافذة وجذبها نحوه بحركة سريعة حتي أصبحت بين ذراعيه وقال لها وهو يقترب منها أكثر :"ابقي معي قليلاً"
قالت له وهي تدفعه بيديها بحزم:"لا ....انسي فالأولاد جميعا متواجدون"
قال لها بحنق طفولي وهو يشير إلى النافذة:"جميعهم بالخارج يافريدة "
قالت له بعينين لا تخلوان من بريق جذاب عابث.. بريق يعني رغبتها مع عدم استطاعتها وهي لا تزال تضع يديها علي صدره كحاجز بينها وبينه:"ولو... ماذا لو دخل أي أحد فجأة"
قال لها بنظرة ماكرة:"ألم تشتاقي لي بسكوتتي؟ ألم تشتاقي إلي هذا المطبخ وإلي الأرز باللبن ؟"
ابتسمت ابتسامتها الحلوة التي تجعل الدنيا كلها في عينيه حلوة وقالت له:"اشتقت إليك ولكن ليس الان ثم أردفت برجاء:هيا لنجلس معهم"
طبع قبلة دافئة بين عينيها تمني لو طالت أكثر وتحولت وجهتها إلي ثغرها ولكنها ابتعدت عنه تناظره برجاء وهي تجذبه من يده للخارج ثم خرجا معا إلي الحديقة

بعد قليل

كانت فريدة تجلس بجواره علي الأريكة في الحديقة تثني ساقيها تحتها وتجلس بأريحية وتطلق شعرها علي ظهرها حرا وكان هو قد بدل ملابسه لبنطال رياضي وتيشيرت قطني مريح
والأولاد علي مقربة منهم شروق وعبد الرحمن يلعبان لعبة تنافسية علي البلايستيشن والباقي يشجعهما أما هما فالتلفاز مفتوح أمامهما ولكنهما لاينتبهان إليه وهي تعيد عليه أحداث اليوم وماحدث من تأثر من أجل شمس فقال لها تيمور بصوت به نبرة حزن:"كان الله في عونهم جميعا يافريدة ففراق الأم في هذا السن صعب للغاية"
قالت له وهي تري تأثره في عينيه :"طبعا صعب ثم أردفت بتساؤل لا تعرف إن كان مناسبا أم لا:هل كنت تحبها؟"
غامت عينيه بالحزن وقال لها بصدق:"نعم ... ثم أردف وهو يعود بذاكرته لسنوات للخلف :كانت زميلة لي في الجامعة ولكن في كلية أخرى وكنا نتقابل باستمرار...مط شفتيه قائلا بعينين شاردتين وهو لايزال في رحلته للماضي : لم يحدث أن شعرت تجاه فتاة وأنا في هذا السن بذاك الحب العاطفي الذي كنت أسمع عنه... حدث بيننا تقارب وانجذاب وكانت طباعنا متشابهة...ولم أجد أفضل منها كزوجة ،كانت من نفس سني وكانت لديها الكثير من الحكمة فكانت لي صديقة أكثر منها زوجة "
لمعت تأثر بدت علي ملامحها وفي نبرة صوتها قائلة :"وكيف حدثت الوفاة ؟"
قال لها بتأثر:"صدقيني فريدة سبب تافه دور برد عادي ولكن الأمر تطور إلي التهاب رئوي وتدهورت الحالة في ظرف أسابيع "
قالت له بحزن:"إنه قضاء الله ولاراد لقضاؤه ثم أردفت ولمعة الدموع لا تزال في عينيها :لك نصيب معي"
تمتم قائلاً :"عندك حق لي نصيب معك ثم أردف وهو يشرد بذهنه :كانت أيام قاسية علينا جميعا"
قالت له :"رحمها الله رحمة واسعة.."
قال :"اللهم آمين.."

عمت دقائق قليلة من الصمت فأردفت قائلة بتساؤل لتخرج به من هالة الحزن هذه ولسبب آخر لتعرف قناعاته تجاه فكرة معينة ،فكرة دمرت حياتها ذات يوم:"لو كان الله مد في عمرها وكانت لا تزال حية وكنت رأيتني ماذا كنت ستفعل هل كان ذلك سيمنع مشاعرك من التشكل تجاهي أم لا؟"
نظر في عينيها البندقيتين ورأي فيهما ما بين سطورها فقال لها بصدق :"نحن لايوجد علي قلوبنا سلطان فالحب ليس بيد أحد ... القلب حين يدق لا نستطيع أن نأمره بألا يفعل ...هذا شيء خارج عن إرادتنا ثم أردف :ولكني أبدا لم أكن لأقولها ولا كنت سأقترب منكِ ولم أكن لأفكر في الاقتران بكِ ... لم أكن لأجرح رفيقة دربي ...زفر زفرة حارة وأردف: فريدة العلاقات الثلاثية هذه مُرهِقة جداً ومُهلِكة للروح والنفس والدخول فيها أشبه للدخول بفرس جامح في درب شديد الضيق ما أن يدخل المرء فيه مٌمتطيا جواده حتي يدرك أنه سلك طريقا خاطئا لا مجال لا للرجوع منه ولا المٌضي فيه... "
لوت فمها فيما يشبه ابتسامة ولسان حالها يقول أنها تعلم جيدا مايقول فقالت حتي تغير مجري الحوار وهي تضع راحتها أسفل وجنتها وتثبت عينيها في عينيه :"قل لي إذن لما لم تحب وأنت شاب ككل الشباب في سنك"
ابتسم قائلاً :"لم أكن مُتفرغا"
ضحكة خرجت رغما عنها حتي التفت إليها الأولاد فقال لها ضاحكاً:"مالذي يضحك في هذا"
قالت له بابتسامتها العذبة التي تملأ وجهها:"انك لم تكن متفرغاً"
قال لها شارحا:"الدراسة فعلا كانت تأخذ كل وقتي ولم يكن الأمر كما تظني تماما كانت هناك علاقات عابرة ومحاولات للتقرب ولكن كل من كانت تقترب لم تكن تتحمل الوضع فلم أكن في كل الأوقات مُتاح فالدراسة مٌرهقة جداً وتستنزف كل الوقت والطاقة، أحيانا كنت أجد رقم فتاة تتصل بي ولا أستطيع الرد عليها لأن لدي اختبار هام في الصباح وربما لا أتفرغ لمعاودة الاتصال لمدة شهر كامل فكن ييئسن"
اتسعت ابتسامتها قائلة :"لا ليس لهن حق في اليأس "
ضحك هو الآخر قائلا:"ماذا أفعل معظمهن كن في كليات خفيفة ولم يكن يقدرن حجم التعب الذي نعاني منه ثم أردف وهو يحيط ظهر الأريكة حيث تستند بظهرها بذراعه قائلا بنبرة خاصة:وكل هذا يجعلنا نعود لأول نقطة أنني لم أجد من تأسرني لم أجد هذا الحب الذي كنت أسمع عنه حتي ظننت أنه ليس موجودا و لم أجده إلا مؤخراً ..."
نظرت حولها فوجدت أن الأولاد قد انتهوا من اللعب ويغلقون الجهاز فاعتدلت جالسة وقالت :"بمناسبة التأخير الوقت قد تأخر وعلينا الصعود ..."
قال لها بجدية لا تخلو من الترجي:"باتوا معنا اليوم"
ضيقت عينيها قائلة :"أين؟"
قال لها وهو ينظر حوله:"هنا"
قالت له :"كيف تيمور المكان لن يتسع"
قال لها ليقنعها:"بل يتسع... البنات ينمن في نفس الحجرة مع خالتي عايدة وابناءك في الغرفة الأخري وأنا وأنتِ في غرفة أبي"
قالت له باعتراض:"طنط عايدة المريضة سنجعل الثلاث بنات يبيتون معها عوضا عن تركها بحريتها حتي ترتاح، وعبد الرحمن يترك غرفته بالأعلي ليبيت مع إخوته هنا في غرفة واحدة ثم أردفت وهي تكتم ضحكتها :والمهم أنا وأنت في غرفة وحدنا"
هز رأسه مؤكدا:"هذا أهم مافي الموضوع "
قهقهت ضاحكة فضحك هو الآخر مُقراً بسذاجة فكرته فقالت له وهي تنظر في عمق عينيه الحبيبتين:"الذي أعرفه أنك دقيق جداً في العمل ولا مجال عندك للتسرع لما هذا التسرع والاندفاع في باقي الأمور"
قال لها وهو يغمز بعينه :"ليس في كل الأمور ..معكِ أنتِ فقط بسكوتتي "
ابتسمت قائلة بزفرة حارة :"حسنا ياقلب بسكوتتك تصبح على ألف خير"
قال لها هامسا:"أريد أن أصبح علي وجهك أنت "
قالت له بصوت خفيض :"في يوم ما سيحدث باذن الله"
قال لها بثقة :"في يوم قريب باذن الله"
جاءها عبد الرحمن قائلاً :"أمي أريد أن أنام "
استقامت قائلة:"حسنا حبيبي للتو كنت أقول أننا سنصعد "
استقام تيمور واقفاً وقال لها:"أين فادي لم يظهر اليوم ؟"
قالت له:"خرج مع أصدقاؤه وقال سيتأخر قليلاً"
أومأ لها برأسه ونادت هي علي البنتين وصافحت بناته ثم أخذت أبناءها وصعدت وهي مُحبطة لأنها رفضت رجاؤه بالبقاء معه فكما كان هو يتمني بقاؤها كانت هي أيضا تتمني أكثر منه
****************يتبع
[/color]


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 10:50 AM   #1046

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحا في المصرف

قبل موعد العمل بنصف ساعة دلف فادي إلي المصرف وهو يشعر بصداع شديد لعدم نومه جيدا في الليلة الماضية فوضع هاتفه ومفاتيحه في درج مكتبه ثم ذهب إلي البوفيه وطلب كوب شاي كبير لعله يخفف من صداع رأسه قليلاً وما أن أخذ كوب الشاي من عاملة البوفيه وشكرها بابتسامة صغيرة حتي لاحظ في نهاية الممر هاني يقف علي باب الغرفة التي يجلسون فيها لتناول الافطار أو الراحة فخمن أن الجميع هناك لأنه كان يتحدث لأحد بداخل الغرفة والجميع ليسوا علي مكاتبهم فذهب إلي الغرفة بخطوات معتدلة وما أن نظر من خلف ظهر هاني الأقصر منه قليلاً حتي رأي علية ورضوي وتسنيم وايناس تجلسان كل منهم علي مقعد منفصل ومندمجات في الحديث معا وهاني يقف علي باب الغرفة يستمع إليهم بصمت ووجهه لا يخلو من ابتسامة ساخرة وهو ينظر إلي فادي قائلا:"تعال اسمع خبر الموسم ...." استند فادي بظهره علي إطار الباب المقابل لهاني قائلاً وهو يرتشف رشفة من كوب الشاي خاصته:"ماذا حدث؟.."
قالت له ايناس كمن تفشي سرا:"سمعنا أن الاستاذ أسامة تقدم لرشا مجدي ولكنها رفضته...."
قال لها باستنكار:"تجلسون جلسة نميمة إذن ثم نظر إلي هاني شزرا قائلا :هل هذا خبر الموسم؟..."
قالت له تسنيم :"طبعا فالاستاذ أسامة كان معتكف ورافض للزواج وكنا نشتاق لمعرفة من سيختار ولكنها ليس لها في الطيب نصيب ورفضته لأنه سبق له الزواج وعنده أولاد ..."
قال لها فادي باستنكار :"وهل هذا سبباً للرفض ماذا فيها إن كان متزوجاً؟..."
رفعت علية عينيها إليه أخيراً وهي تتجنب النظر إليه منذ دخوله تحاول ألا تُدخِل نفسها في الهالة المحيطة به حتي لاتجرفها خاصة وهو يزداد في عينيها جاذبية يوما بعد يوم خاصة بعد أن أطلق لحيته قليلاً وقالت له بتساؤل:"أليس من حقها أن ترفض رجل لأنه سبق له الزواج ماذا فيها هي حرة... لماذا تعطون للرجل حق رفض المرأة المطلقة أو الارملة وتستنكرون علي المرأة أن تمارس نفس الحق فكما للرجل حق في رفض المرأة المطلقة للمرأة حق في رفض الرجل المطلق كذلك..." كان فادي ينظر إليها وهو يدقق في ملامح وجهها وشفتيها المزمومتين ويشرب الشاي بهدوء وهو علي نفس وضعه مُستنداً علي إطار الباب وما أن أنهت كلماتها الحانقة حتي أعطي هاني كوب الشاي الفارغ فأخذه منه الأخير أما هو فصفق بكلتا يديه قائلاً وهو ينظر إليها بسخرية:"كانت معكم علية جمال من أمام المجلس القومي للمرأة ...."
حدقت في وجهه بذهول أما باقي المتواجدين فقهقهوا ضاحكين فقالت له وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وتناظره بعينيها:"لما تتهكم علي حقها أم ليس حقها ؟.."
قال لها وهو يهم بالانصراف :"لا حقها طبعا ولكنها ستندم..."
قالت له بسرعة:"من هذه التي ستندم؟.."
قال لها وهو يعطي الجميع ظهره ليعود إلي مكتبه :" رشا ....رشا من ستندم...."
كان جميع من بالغرفة يعلم صراع الديوك الدائر بينهما ولم يخفي عليهم المعني المبطن للكلام فالتزم الجميع الصمت ودخلت علية في دائرة حيرتها التي تدور فيها منذ فترة كبيرة لا ليست دائرة بل هوة ...
هوة سقطت فيها ولا تستطيع الصعود منها لتري النور


*****************
في المساء

في إحدي المقاهي العصرية في واحدة من أرقي مدن العاصمة وفي الركن المفتوح من المقهي المُطِل علي حديقة واسعة وشاشة تلفاز كبيرة جلس وهو يضع ساقا فوق الأخري ويستند بظهره للخلف ويستمع بسلطنة إلي صوت أم كلثوم وهو يملأ المكان وهو ينفث دخان النارجيلة فقالت له شيماء التي تجلس بجواره منذ فترة بعدما طلبها في الهاتف ليقابلها :"عمر أنا حقيقة لا أستطيع فهمك..."
ابتسم ابتسامة جذابة أذابت قلبها وقال وهو علي نفس وضعه:"أي جزأية بالضبط لاتفهميها شيمو ؟.."

قالت له وهي تمسك عصير المانجو المثلج في يديها وتركز في عينيه اللامعتين بالغموض :"كنت تلح علي للذهاب لفريدة وبعد أن أبلغتك بمقابلتي معها لم أجد أي رد فعل واختفيت أنت لعدة أيام... من يسمع حماسك وأنت تقول لي أن أذهب إليها في التو واللحظة يظن أنك ستفعل الكثير ثم أردفت بصدق:رغم إني لا أنصحك بأن تدخل أبناءك في هذا النزاع..."
قال لها وهو ينفث دخان النارجيلة ببطء:"ومن قال لكِ إني سأفعلها أنا فقط أهددها لا أكثر..."
قالت له بعدم فهم:"تهددها بماذا؟.."
قال لها ولمعة عينيه تزداد:"بالأولاد... بأنني أملك أن آخذهم... أجعلها تشعر أن الأمر خطير وسيتطور عكس مصلحتهم ...ثم أردف ببرود :هل تظني انني محتاج لمحاكم لاخذ ابنائي... إن أردت أخذهم سأذهب وآخذهم الان..."
نظرت اليه بغباء قائلة:"لا انتظر قليلا خطوة خطوة ماذا ستستفيد بتهديدها بالاولاد؟.."
قال لها وهو يمط شفتيه:"زواجها لم يتم بعد مازال عقد قران وأملي أن تتراجع وتنهيه قبل أن تكمله وبضغطي عليها اتوقع أن تتراجع... هي تحب الأولاد هم عندها رقم واحد ..."
قالت له وهي فاغرة شفتيها:"ومالذي يمنعك من أخذ الاولاد مادمت تقدر وسيكون ذلك تهديدا أكبر لها أنا الاحظ أنك لا تريد حتي مقابلتهم.."
قال لها بزفرة حارة:"أخشي إن أخذتهم عدة أيام أن ... " قطع كلامه فقالت له بحيرة :"أن ماذا؟"
قال لها وهو يرفع حاجبيه :"الأولاد يرغموها علي الجلوس بهم في البيت ربما لو تركوا البيت وأخذتهم يتم الزواج ..."
ظهرت علامات الفهم علي وجهها فقالت له :"وأنا التي كنت أظن نفسي محامية مخضرمة لأكتشف أنك أنت المُعَلِم ونحن منك نتعلم..."
قهقه ضاحكا ثم قال لها:"ليس لهذه الدرجة أنا فقط احاول أنقاذ مايمكن إنقاذه.... بدت الجدية علي ملامحه وهو يقول:أنا أعلم إنني أخطأت بتركها كل هذه الفترة وأحاول تصحيح الخطا الآن.."
قالت له بنظرة مبهمة:"هل مازلت تحبها رغم زواجك وانفصالك عنها كل هذه الفترة فعلي حسب معلوماتي زوجتك جميلة وأستاذه جامعية وابنة رجل مهم.."
مط شفتيه ثم قال بنظرة بها بريق خاطف :"نَقِل فؤادك حيث شِئت من الهوي مالحب إلا للحبيب الأول.."

أصابتها الجملة بطعنة في قلبها ولكنها تحاملت علي نفسها كما كانت تتحامل دائما فمنذ عرفته في الجامعة وأحبته وهذا هو شعورها فالحب من طرف واحد قااااتل خاصة وأنت تداريه حتي لايشعر من أمامك بعمق مشاعرك التي تعتبر في هذه الحالة نقطة ضعفك...
فقالت له :"أنا حقيقة لا أفهمك ياعمر كيف تحبها وتتزوج غيرها.."
زفر زفرة حارة ثم بسط كفه أمامها لتجد هذا الكف الضخم الذي حَرَمت علي نفسها مصافحته منذ زمن يمتد أمامها وهو يقول لها:"عهد من هذا؟.."
فلا تعرف هل كان سحر كلمات أم كلثوم هو سبب ضعفها الوقتي أم أن نفسها ضاقت بما بها فمدت كفها لتضعها في كفه قائلة:"عهد الله..."
شدد علي كفها بطريقة لايعلم كم أثرت بها وجعلت جسدها كله يرتجف وقال بصدق:"وعهد الله أنا نفسي لا أفهم نفسي...."
ثم ترك كفها وعاد لتنفيث دخانه والاستماع لصوت كوكب الشرق وعادت هي لشرب عصير المانجو في الوقت الذي أخذت تتصل فيه رؤي فنظر هو إلي هاتفه ثم كتم صوته ووضعه علي المنضدة بجواره فأخذت ترن مرارا والهاتف فقط يضيء بلا صوت لأن صاحبه لايريد الرد وقال لشيماء بعد صمت لعدة دقائق:"ومع ذلك رغم قلقي من أخذ الأولاد عندي كما قلت لكِ ولكني مُضطر لأخذهم الفترة القادمة لأن هذا آخر شيء أستطيع الضغط عليها به أنا أعرفها عنيدة ولم تفعل مافعلت سوي للثأر لكرامتها فليس أمامي الان سوي هذا الحل الأخير.."
قالت له بتساؤل:"وماهو؟.."
قال لها بشرود :"سأقول لكِ فيما بعد...."


نهاية الفصل التاسع والعشرون


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 10:58 AM   #1047

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثلاثون


الزمن هو العدو الأول والأخير للمرأة
شعيرات بيضاء تنتشر متفرقة بين خصلات كانت في الأصل سوداء... خطوط رفيعة وعميقة تدمغ الوجه رغما عنا ، تغير هرمونات ، اضطرابات انفعالية وعاطفية ...
ولا تجتاز المرأة هذه المرحلة إلا بالرضا عن الذات والرغبة في الحياة بقدر كبير من الاستقرار النفسي لذلك فما أن تخلصت من الضغوط التي كانت فوق كاهلها حتي شعرت أنها أخف وكأنها طائر يطير بخفة في الفضاء الواسع

نعم كان ارتباطها بفادي يكبلها ويقيد حريتها وهي لا تتفرغ إلا لمحاولة الظهور أمامه بمظهر أفضل، كانت دائما تسعي للأفضل وغير راضية عن نفسها إلي أن ضاقت نفسها بها ورغم أنها كانت تحبه إلا أن حب النفس الذي فطر الله الانسان عليه كان أكبر فكانت الصفعة التي جعلتها تفيق لنفسها، تفيق لأن الدخول في سباق مع الزمن سباق خاسر وهاهي شهور عدتها قد انتهت وهي التي كانت تظن أنها لن تستطيع العيش بدونه عاشت بدونه وتأقلمت ولم تفكر في أن تكلمه مكالمة هاتفية واحدة وكل إجراءت الطلاق أنهاها المحامي بهدوء

صفت سيارتها أمام الفرع الجديد الذي انتقلت له منذ عدة أشهر وقد تخلت عن فكرة السائق الخاص لتقود هي وتمارس أنشطة جديدة وهبطت من السيارة بشكل جديد وروح جديدة بوجه خالي من المساحيق تماما فتشعر أنها أوضح شكلا عما سبق...بملابس أنيقة وبسيطة بعيدا عن البهرجة... بحذاء بكعب منخفض وهي لاتخجل من قصر قامتها
حيت موظف الأمن بابتسامة أنيقة قائلة:"صباح الخير ..."
ليجيبها الرجل بابتسامة مرحبة:"صباح الخير سيدتي..."
دلفت للداخل وهي توزع ابتسامة أنيقة علي كل من يقابلها حتي دلفت إلي حجرتها لتبدأ عملها
دقائق قليلة ورن هاتفها فوجدتها امتثال فردت عليها قائلة بابتسامة صافية:"صباح الخير حبيبتي كيف حالك؟.."
قالت لها امتثال:"الحمد لله طمئنيني عليكِ.."
قالت لها :"بخير حال الحمد لله.."
قالت لها:"رهف ستأتي إليكِ في الغد بإذن الله.."
قالت لها أماني بابتسامة رقيقة:"سأنتظرها بإذن الله..."
قالت لها امتثال بتساؤل:"هل يضايقك وجود الأولاد معك؟ قولي بصراحة يا أماني صدقيني نحن نقصد بوجودهم ألا ندعك بمفردك ليس أكثر..."
قالت لها أماني بصدق:"صدقيني وجود أبناؤكم معي الفترة الماضية هو من أعطي لحياتي معني جديد هل تعرفين أنا كنت في غمرة انشغالي بنفسي قد نسيت إن علي واجبات كعمة وخالة كبري ...أبناؤكم كان لهم عندي حق وأنا لم أنتبه لذلك... كنت طوال السنوات الماضية حزينة لأنني لم أتمكن من الانجاب ونسيت أنهم هم أبنائي هم من ولدوا علي يدي حتي كبروا وأصبحوا شبابا يملؤن العين...زفرت قائلة: أحيانا لاينظر الإنسان إلا لما ينقصه وينسي تماما مابين يديه... صدقيني هذه فرصتي لأعوض نفسي وأعوضهم عن ابتعادي عنهم...."
ابتسمت امتثال ابتسامة حزينة وقالت لها :"حسنا حبيبتي وبإذن الله عند الله العوض علي كل سنوات التعب .."
ابتسمت أماني قائلة:"صدقيني ياامتثال أنا أكثر من راضية الان علي كل شيء مررت به فلا تقلقي ولا تحملي همي واطمئني لن أعيدها ثانية وأرتبط بشاب صغير فلا سني ولا مركزي أصبحوا يسمحون بذلك ..." زفرت امتثال زفرة حارة ولم تعرف بما ترد

أغلقت أماني معها ورفعت هاتف العمل لتطلب أحد الموظفات لتحضر لها بعض الاوراق الهامة وقد ارتدت قناع الجدية والأهتمام لتبدأ عملها الذي تحبه

****************
بعد مرورعدة أيام

طرقت وفاء علي باب غرفة فدوي طرقتين وانتظرت حتي قالت فدوي :"تفضل ..."
ففتحت الباب ودلفت إلي الغرفة وهي تحمل صينية الطعام وما أن رأتها فدوي حتي هرعت إليها وهي تجدها تسير بتعثر فاخذت منها الصينية قائلة بتساؤل:"ماهذا ماما ؟.."
قالت لها وفاء بعتاب حاني وهي تجلس علي المقعد المجاور للمنضدة الصغيرة في جانب الحجرة:"لابد أن تأكلي ياابنتي لايصح ذلك لقد حضرتي لي الطعام ولم تتذوقيه..."
قالت لها فدوي وهي تجلس بجوارها وآثار الحزن علي وجهها:"صدقيني لست جائعة..."
قالت لها بصرامة:"حتي لو لم تكوني جائعة لن تبيتي دون طعام فالساعة العاشرة مساءاً وأنا لن أبرح هذه الغرفة حتي تأكلي..."
تنهدت فدوي ولمعت الدموع في عينيها فربتت وفاء علي كتفها قائلة :"لا تحزني يافدوي فالأمر أبسط من ذلك لا تجعلي أي شيء يوتر العلاقة بينك وبين زوجك أنتم في بداية الحياة وستمر عليكما مواقف كثيرة فلابد من التعامل معها بحكمة ولابد أن تحتوي زوجك..."
قالت لها فدوي من بين دموعها:"أنا فقط ما يزعجني أنه لم يصارحني بهذا الأمر وجعلني أبدو كالبلهاء حين تم ذكره..."
قالت لها بهدوء:"تحدثي معه حبيبتي واستمعي له وقَدري وتغافلي حتي يمر الأمر بسلام ثم أردفت:هو سيأتي بعد نصف ساعة تقريبا تكوني أكلتي جيداً حتي يكون ذهنك صافي وبدلي ملابسك ودعيه يراكِ في أجمل صورة وأنا سأنام ... نظرت اليها نظرة دافئة قائلة:اتفقنا؟"
أومأت لها فدوي برأسها ايجابا فانسحبت المرأة إلي غرفتها وأغلقت الباب عليها لتخلد للنوم

ولم تمر الساعة حتي كان سامر بالفعل يفتح باب الشقة ولكن فدوي ما أن سمعت بوصوله حتي شعرت بنفسها فاقدة الرغبة في الكلام خاصة وهو له عدة أيام منذ ماحدث يتأخر بالخارج بعد أن وصلا لطريق مسدود في آخر حوار بينهما فاستلقت في الفراش وتدثرت بغطاء خفيف وأغلقت الضوء فدلف هو ليجد الغرفة معتمة وهي نائمة فخلع ملابسه واستلقي بجوارها في صمت

في الصباح

وقفت فدوي بشرود وصمت تعد طعام الإفطار فمنذ ماحدث وهي تتجنبه تماما وهو أيضا بعد أخر حوار بينهما وهو لم يحاول الحديث معها مرة أخري أحاديثهما مقتضبة رسمية فقط أمام أمه التي لايخفي عليها الوضع أما فيما بينهما فالصمت سيد الموقف هي لاتصدقه ولا يروق لها الموقف كله وتشعر أن علاقته هذه ليست بريئة وهو يشعر أن الأمر لم يكن يستدعي كل ذلك لأنه ماضي وانتهي ويري أن الأمر أخذ أكبر من حجمه
دلف إلي غرفة والدته بعد ارتداؤه لملابسه وقال لها بابتسامة صغيرة :"صباح الخير أمي كيف حالك اليوم..."
ربتت علي كتفه قائلة:"بخير حبيبي كيف حالك أنت ثم أردفت بزفرة ضيق:وفدوي هل تحسنت الأمور بينكما ؟.."
قال لها بابتسامة مُصطنعة ليطمئنها:"الحمد لله أمي لا تقلقي فدوي طيبة والمسألة مسألة وقت.."
ابتسمت له قائلة بعينين خبيرتين بدواخل النفوس :"هل تعلم زوجتك هذه فعلا بلا ماضي ولا خبرات حقيقية في الحياة هل تعلم لو كانت هي لاسمح الله مثلك وخاضت تجارب كثيرة لم تكن لتتأثر لهذا الحد بهذا الأمر..."
رفع حاجبا مستنكراً وقال لأمه:"ماذا تقصدين بمثلي هذه ياست الحبايب ياحبيبة هل لها معني غير جيد..." ضحكت قائلة:"نعم لها يا من أتعبت قلبي قبل أن ترسو علي بر الأمان.."
قال لها بصوت مهموم وهو يشير إلي الخارج:"بر الأمان تُصَدِر لي الوجه الخشب لها عدة أيام .... ابتسم ابتسامة صغيرة قائلاً:ثم أنها فعلا بلا خبرات وهذا طبعا لحسن حظي...ثم أردف بصدق: فالله يعلم انني لم أفعل مايغضبه رغم إني اعترف أنني لم أكن مثالا للشاب الملتزم إلا أني كان لي حدود ولم أتعرف علي فتاة إلا وكان في نيتي الزواج منها ولكن لم يرد الله أن تكتمل هذه العلاقات..."
ربتت علي كتفه قائلة:"استرضيها بني وهي بإذن الله سترضي عنك..."
قبل رأسها قائلا :"دعواتك ..."
قالت له:"أدعو لك في كل صلاة ياقرة عيني ...."
ابتسم لها بامتنان واتجه إلي المطبخ فعرفت فدوي بحضوره قبل ظهوره من رائحة عطره الواضحة فقال لها وهو يجلس علي المقعد العالي المجاور للطاولة الرخامية:"صباح الخير.."
لم تستدر إليه وتمتمت برد تحية الصباح بخفوت فقال لها ممازحا:"المطعم لم يفتح بعد أين افطاري وقهوتي .."
قالت له باقتضاب وهي تنشغل عنه ببعض الأعمال :"خمس دقائق فقط ويكون كل شيء جاهزا..."
وجدها لا تستجيب له ولا تنظر له ووجهها جامدا فعلم أنها لا تزال غاضبة ويبدو أن الصلح لن يكون بسهولة فعلي قدر ماهي مرنة في العادي ومتفهمة إلا أنه يبدو أن أمر الغيرة هذا هو نقطة ضعفها فقال لها وهو يتجه ناحية باب الشقة:"ليس هناك داع لا تتعبي نفسك "
ثم فتح الباب وأغلقه خلفه بقوة لتنظر إلي الباب المغلق وقد سالت من عينيها دمعتين ساخنتين وهي لاتستطيع أن تمحو صورة هذه الفتاة من ذهنها وهي بلباس البحر العاري بين أحضان زوجها ولم يغفر له أن هذه الصورة لها سنوات، وصوت بداخلها يوسوس لها أن الأمر تعدي مارأته بمراحل ولكن سامر يرفض الإعتراف
***************

بعد نزول سامر أخذت فدوي هاتفها ودلفت إلي غرفتها واتصلت بفريدة وهي تشعر بالحنق من نفسها لأن الأمر أثر عليها بهذا الشكل ومن سامر لأنه السبب في كل ذلك لأنه لم يصارحها من البداية ومن مني التي تعمدت أن تخبرها لتعكر صفو حياتهما وما أن ردت عليها فريدة حتي أخذت تقص عليها تطورات الأمر فهي قد أخبرتها منذ البداية وكانت فريدة من تشجعها علي تجاوز الأمر ولكنها تشعر أنها لاتستطيع تجاوزه فقالت لها فريدة ما أن أنهت هي حديثها:"لما تعاتبيه علي ماضي وانتهي يافدوي مرري الأمر وحاسبيه من يوم أن عرفك.."
قالت فدوي بألم:"مشكلتي الوحيدة أنه أخفي الأمر عني يافريدة والشك يملأني من ناحيته ثم أردفت: لو تيمور هو من فعل هذا كان رأيك سيختلف.."
ابتسمت فريدة وهي تجلس في غرفة المعيشة وفي يدها فنجان قهوتها قائلة:"حبيبتي تيمور حكي لي عن زوجته الراحلة وكم كان يحبها وعن علاقات عابرة أيام الدراسة وامرأة كان يريد ان يتزوجها من فترة قصيرة ..ولكني أعرف أنني بالنسبة له شيء آخر لذلك أريدك أن تثقي في سامر وفي حبه لكِ وتتجاوزي عن أي أخطاء في الماضي مادامت لم تكن موجهة لشخصك لأنه لم يكن يعرفك من الأساس"
تنهدت فدوي قائلة:"سأحاول يافريدة بإذن الله سأحاول"

********************
في المساء

كانت فريدة تجلس في غرفة المعيشة علي الأريكة الواسعة ترتدي منامة النوم تتابع فيلما أجنبيا وفي نفس الوقت تتحدث مع تيمورعلي الواتساب ليتفقا علي الذهاب لحفل زفاف ماهر وماريان يوم الخميس ولا يخلو الأمر من مناغشات وقلوب تُرسل من الاتجاهين وكأنهما شاب وفتاة في مرحلة الخطبة
وفادي يجلس في الشرفة يدخن سيجارة بشرود بعد أن عاد إلي هذه العادة السيئة منذ فترة ،والأولاد كل منهم في جهة عبدالرحمن يلعب علي جهاز البلايستيشن والبنتان تجلسان في غرفتهما تشاهدان مسلسلا في الوقت الذي رن فيه هاتف عبدالرحمن ليجده والده فرد عليه قائلا:"أهلا أبي كيف حالك؟"
قال له عمر بنبرة أبوية صادقة:"أنا بخير ولكني اشتقت لكم جميعا.."
قال له عبدالرحمن :"ونحن أيضا أبي اشتقنا لك كثيرا.."
قال عمر وهو يجلس في الفراش وبجواره رؤي تقوم بعمل طقوس ماقبل النوم أمام المرأة من وضع مرطبات علي جميع أنحاء جسدها:"حسنا حبيبي ما رأيك أمر عليكم في أي وقت لتجلسوا معي عدة أيام ..."
قال له عبدالرحمن بتردد:"سأقول لأمي.."
قال له عمر بخبث:"وهل ستأخذ رأي أمك في الذهاب لي أنت واخوتك؟ أنتم لستم صغار علي ذلك ثم أردف بنبرة منخفضة ماكرة:وهل لو رفضت سيمنعكم هذا من الحضور لوالدكم عدة أيام ألم تشتاقوا إلي..."
لعب عمر علي وتر حساس لدي عبدالرحمن وهو وتر الاستقلال والنضج وحرية القرار وحق الاختيار فأردف قائلا بثقة وهو يستقيم واقفا :"حسنا أبي سأبلغ أمي أننا سنذهب إليك عدة أيام ونعود بعدها ..."
قال له عمر وهو يبتسم ابتسامة غير بريئة :"وأنا لم أكن أريد سوي عدة أيام بني ...."

أغلق عبدالرحمن مع والده ودلف إلي حجرة اختيه وقص عليهما نص المكالمة ووجد أن ليس لديهما مانعا فذهب إلي حيث تجلس أمه قائلا بلهجة إخبارية لا تخلو من التهذيب:"أمي سنذهب بإذن الله إلي أبي بعد عدة أيام سيمر علينا ويأخذنا..."
وضعت فريدة الهاتف بجوارها ورفعت إلي ابنها عينين متسائلتين قائلة :"من قال هذا؟..."
قال لها :"أبي اتصل بي للتو وقال لي ..."
لم تكن قد أخبرتهم بشأن المحامية حتي لا تشتتهم فقالت له :"ليس الان عبدالرحمن أجل الأمر لوقت لاحق.." فقال لها بجدية:"لا أمي نحن نريد أن نذهب إلي أبي عدة أيام كما كنا نذهب دائما فليس من الطبيعي ابتعادنا عنه كل هذه الفترة..."

كان فادي يستمع إلي الحوار من الشرفة فدلف للداخل وجلس بجوار فريدة قائلا لها بصوت خفيض:"اهدأي قليلا .."
فقالت له وهي تناظره بغيظ:"ماذا يقصد؟.."
قال فادي لعبدالرحمن :"حسنا حبيبي أكمل ماكنت تفعله وأنا سأتحدث مع أمك قليلاً.."
أومأ له عبدالرحمن برأسه ودلف إلي غرفته في حين قال فادي لفريدة وهو ينظر في عينيها الغاضبتين القلقتين:"أنتِ تعلمي أننا لن نستطيع أن نحرمه منهم ..هو والدهم في النهاية "
قالت له بعينين غاضبتين:"بعد ماقاله بشأن القضية هل تريدني أن أرسلهم له؟.."
قال لها وهو يشعر بما يعتمل في صدرها من قلق :"والده قال لك أنه منعه وهو لم يتخذ أي إجراء حتي اليوم.."
قالت له بانفعال:"ولو أخذهم بهذه السهولة لن يكون بحاجة لرفع قضايا وأنا وقتها من ستلجأ للقضاء هكذا قال لي إياد ..."
قال لها:"هذا إن كانوا في الثالثة سيحملهم علي كتفه ويهرب بهم لا في الرابعة عشرة يستطيع أن يفتح باب الشقة ليأتي إليكِ أو يخرج من المدرسة عليكِ مباشرة يافريدة ..."
قالت له بخوف :"لا... لا أستطيع المغامرة..."
قال لها وهو يشير بسبابته علي باب غرفة عبدالرحمن :"وماذا ستقولي لأبناءك وهو يريدون الذهاب إليه ؟ أنتِ دائما كنتِ تقصيهم عن أي خلاف هل ستفعلينها الان.."
قالت له بحدة:"سأمنعهم من الذهاب له حتي يثبت لي عكس ظني يافادي.."
هز رأسه قائلا:"ليس سن منع فريدة لا هم سيجلسون معه رغما عنهم ولا هو من الأساس سيستطيع رعايتهم، أقترح أن تقدمي حسن النية وغالبا عمر حين يجد الأولاد عنده عدة أيام سيقتنع أكثر بأنه ليس أهلا لرعايتهم وسيعيدهم من نفسه ثم أردف وهو يمسك هاتفه:وأنا سأتصل به لأعرف بالضبط علي ماذا ينوي.."
نظرت فريدة إلي فادي بنظرات جامدة لا تقتنع بكل مايقول وما أن رد عمر علي فادي وهو يعلم سبب الاتصال حتي قال له فادي:"أهلا دكتور عمر.."
قال عمر بصوت مسترخي وهو يلعب لعبة تروق له:"أهلا فادي كيف الحال؟"
قال له فادي مباشرة وهو يفتح السماعة الخارجية للهاتف لتستمع فريدة للمكالمة :"علي أي أساس تطلب الأولاد ألم تكن تسعي لقضايا ومحاكم منذ عدة أيام؟.."
قال له عمر بلهجة مستكينة:"كانت ساعة شيطان يافادي فهل أفعلها أنا هل تصدق أن أفعلها؟..."
رغم اللهجة المستكينة ولكن فادي لم يصدقه ولكنه مضطر أن يصدقه فقال له:"معني هذا أنك توافق علي مكوثهم مع فريدة طوال الوقت والذهاب إليك في الإجازات ؟.."
قال له عمر بمهادنة:"أكيد فمن سيراعيهم غير أمهم.."
مط فادي شفتيه قائلاً:"عامة أنت تعرف أن هذا الأسلوب هو الأفضل بالنسبة للأولاد فأتمني أن تَصدُق ويحدث هذا ..."
قال له وهو يمط شفتيه:"لن يحدث غير هذا بإذن الله.."
قال له فادي:"مادمت مؤمن بهذا أنا أريدك أن تتنازل لها عن الحضانة بشكل رسمي حتي تطمئن من ناحيتك ..."
مط عمر شفتيه قائلاً:"أنا أري اننا مادمنا متفقين فلاداعي لذلك ولكن إن كان ذلك سيريح والدتهم فليس لدي مانعا..عامة حين نتقابل نتحدث في كل الأمور ..."

هذا الحوار كله لم يدخل عقل فريدة فهي أدري واحدة بعمر... أدري بخباياه لذلك ما أن أغلق فادي مع عمر حتي استقامت ودخلت الشرفة واتصلت بتيمور وقصت عليه كل ماحدث فقال لها تيمورمؤيدا لرأي فادي:"وماذا كنا نريد نحن يافريدة غير ذلك فلو هداه الله وتراجع عما كان ينتويه فهل نكره؟.."
قالت له بقلق:"أخاف ألا يعيدهم إلي .."
قال لها:"كما قال فادي ليسوا صغارا ولن يكبلهم وهذا هو دورهم في التمسك بك نحن اتفقنا من البداية أن دورهم هو الأساسي في الامر..ثم أردف قائلا : ولن تمنعيهم عنه أنتِ تقولين أنهم مصرون "
تسارع نبضها وشعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها وقالت له بتوهان:"لا أعرف ياتيمور أخاف عليهم..."
قال لها ليطمئنها :"أٌقدر خوفك يافريدة ولا أريد التدخل حتي الان في الأمر لأنني أُقدر كونه أب وحقه الا يُحرم من أبناؤه ولكن إن تأكد لي حقيقة أنه هو من يريد حرمانك منهم فلن أصمت وقتها سأتدخل بنفسي ولكني لا أريد استباق الأمور فذهابهم سيكون تجربة لما ستكون عليه الأمور فيما بعد فلابد فعلا من ذهابهم مادام تعهد بانه سيعيدهم مرة أخري وما داموا هم يريدون ..وذهابهم هذا سيحدث إن أجلا أو عاجلا فلن يعيشوا بدونه .."
شعرت فريدة في هذه اللحظة بالخوف الشديد وبدا لها الخوف كشبح يجثم علي صدرها يمنعها من التنفس

*************** يتبع




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 11:00 AM   #1048

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

مرت عدة أيام كانت من أكثر أيام فريدة توترا وقلقا وهي تحاول مع أبناءها عدم الذهاب إلي والدهم وهم مصممون بشكل غريب
حقيقة لقد فقدت التمييز هل رغبتهم هذه غريبة أم طبيعية فهو في النهاية والدهم وهي في النهاية لم تسعي يوما لقطع صلتهم به ولكن خوفها عليهم كان يفوق كل الإعتبارات والغريب أنهم لم يكونوا يشعروا بقلقها هذا كانوا يأخذون الأمور ببساطة حتي أن عبدالرحمن كان يمزح معها قائلاً:"هما يومين أمي ولن تتحملنا رؤي وسنعود إليكِ سالمين.."

وللأسف تأثرت علاقتها بتيمور بهذا التوتر فأصبحت شاردة منه طوال الوقت إلي جانب عصبيتها علي أتفه الأمور ...
خوفها عليهم سيطر عليها و لم تفلح مشاعر الحب في محو هذا الشعور فحين يحل الخوف لايستطيع أي شعور في محوه فغريزة الامومة تتصدر المرتبة الاولي لدي المرأة

الخميس السادسة مساءاً

كانت للتو قد خرجت من المركز التجاري هي وأبناءها فقد وجدت نفسها طوال اليوم تشعر بالإختناق وهم لم يذهبوا إلي المدرسة اليوم فقررت أن تأخذهم وتخرج بهم بمفردها وبالفعل تسوقوا معا وكل منهم اشتري لعبة كان يريدها وتناولوا العصائر والمثلجات وشعرت هي أنها أفضل قليلاً خاصة وقد مرت عدة أيام علي محادثة عمر وطلبه للأولاد فظنت أنه انشغل ولن يأخذهم وتمنت في هذا الوقت لو كان بنات تيمور معها فهي تعرف أنهن لايخرجن كثيرا


كانت علي أول شارعها والأولاد يسيرون أمامها مندمجون في الحوار معا حين رن هاتفها فوجدته تيمور الذي تحملها كثيرا الأيام الماضية وهي في مزاج سيء فردت قائلة وابتسامة جميلة تزين وجهها:"حبيبي كيف حالك؟.."
قال لها وهو يغلق باب غرفته عليه بعد أن تناول طعامه مع البنات ودلف ليبدل ملابسه التي يرتديها من الصباح حيث قضي اليوم في المستشفي وبعد العصر أتي علي المنزل جلس معهم وتناول غداؤه:"حبيبك لم تشتاقي إليه تقريبا.."
تنحنحت قائلة:"من قال هذا؟... ثم أردفت بخجل:أعرف أنني كنت سخيفة معك الأيام الماضية أعتذر..."
قال لها وهو ينزع ملابسه استعدادا لأخذ حمام منعش :"وهل يوجد بيننا اعتذارات نحن أصبحنا كيانا واحدا أفهمك وتفهميني أشعر بكِ وتشعرين بي أعرف مايؤرقك من نظرة عينيكِ.."
قالت له بتأثر:"حقا ياتيمور تفهم ما أعاني منه؟..."
قال لها وهو يفتح الدرج ويأخذ منشفة نظيفة :"حقا ياحبيبي وإن لم أفهمك أنا من سيفهمك؟..."
زفرت زفرة حارة وصمتت فقال لها:"ما رأيك أن نكمل حديثنا حين أراكِ..."
ابتسمت قائلة:"هل ستأتي؟ ألن تذهب إلي زفاف ماهر؟..."
قال لها وهو يقف أمام باب الحمام :"بل سنذهب معا...."
قالت له بفتور وهي تواصل السير :"قلت لك لن أستطيع سيكون دمي ثقيلاً إن خرجت بحالتي هذه ..."
قال لها بتصميم :"بل ستكوني أجمل امرأة حبيبتي ..." قالت له وملامحها كلها يعلوها التوتر:"والأولاد ياتيمور.."
قال لها:"فادي سيكون أمامك حالا وهو تعهد بأنه سيجلس معهم حتي نأتي ...ثم أردف ليحثها علي الذهاب:ماريان ستحزن إن لم تذهبي ...هيا فريدة سأغلق حتي أجهز وأنتِ هيا اجهزي...."
لم يعطيها الفرصة للرد فأغلق معها ووضع هاتفه علي رف من أرفف الحمام وفتح الماء الفاتر ودخل تحته وهو يشعر برغبة في أن يفصل ذهنه عن كل صخب اليوم

أما هي فلم تكد تصل إلي باب المنزل حتي وجدت فادي يصف سيارته فهرع إليه الأولاد وكان قد أحضر معه الكثير من التسالي والمقرمشات والمشروبات استعدادا لسهرته معهم

منذ قليل

كان فادي في طريقه إلي المنزل بعد أن أنهي عمله حين رن هاتفه فالتقطه ليجده تيمور الذي قال له بعد التحية والسلام:"فادي ألا تلاحظ حالة فريدة هذه الفترة أنا قلق جداً عليها ...."
زفر فادي بضيق وتغضنت ملامح وجهه كلها قائلاً:"نعم ألاحظ ... إنها خائفة ياتيمور اعذرها..."
قال تيمور :"طبعا أعذرها وليقدر الله الخير فيماهو قادم بإذن الله ثم أردف :فادي هل من الممكن أن نترك الأولاد في رعايتك اليوم لنذهب إلي حفل زفاف صديق وصديقة لنا."
قال له فادي:"طبعا ولما لا .."
قال تيمور:"فريدة تتحجج بالأولاد لذلك حدثتك ... أنا أريد أن أغير من مزاجها قليلا .."
قال له فادي بسخريته المعهودة :"لا يوجد مشكلة سأجلس معهم اعتبرني المربية خاصتهم ثم أردف بمزاح:تدفع كم؟.."
قهقه تيمور ضاحكا وقال له:"ماذا تريد؟..."
قال فادي بقلة حيلة:"أريد نصيحة عن كيفية التعامل مع المجنونة التي أحبها لقد تعبت وهي رأسها يابسة ..."
قال له تيمور بلهجة أخوية صادقة :"ننتهي مما نحن فيه وأذهب معك لخطبتها..."
قال له بزفرة حارة:"ترضي أولا يادكتور ثم نذهب..." قال له تيمور بثقة:"لا نذهب أولا فترضي هي.."
قال فادي بشك :"علي ضمانتك؟..."
قال له بثقة :"عَيبُ عليك ياولد إسأل مجرب..."
قهقها ضاحكان وأغلق تيمور ليحدث فريدة وانطلق فادي إلي منزل أخته ككل يوم منذ زواج فدوي....

***************
أنهي تيمور ارتداء حلة أنيقة باللون الكحلي بلا رابطة عنق تحتها قميص لبني يفتح الأزرار الأولي به ووضع عطره المفضل وارتدي ساعة أنيقة غالية الثمن في معصمه ومشط شعره وثبته بمثبت للشعر ومشط لحيته التي استطالت قليلاً بناءا علي رغبة مالكة قلبه...
ألقي علي نفسه نظرة مُقيمة ثم خرج ليجد عايدة تجلس في غرفة الاستقبال ومعها امرأة متوسطة العمر أول مرة يراها ومعها بنتان تجلسان مع بناته ..
ألقي السلام وأشار بعينيه لعايدة التي قامت خلفه إلي غرفة المعيشة فقال لها بتساؤل:"من هذه؟.."
قالت له ببساطتها وطيبتها المعهودة:"هذه جارة جديدة تسكن الطابق الثاني وبناتها من سن شروق وشمس وتعرفا علي البنات واتفقن علي أن يصعدن هنا ولكن والدتهم أرادت الإطمئنان أولاً والتعرف علينا قبل أن تسمح للبنات بالتواجد هنا..."
أومأ برأسه في الوقت الذي أتت فيه شيري تحيط جذعه بذراعيها قائلة بعفوية:"هل ستتأخر أبي؟..."
قال لها وهو يحتضنها:"لا ياعمري لن أتأخر.."
قالت له :"حسنا سأجلس مع صديقاتنا الجدد إلي أن تأتي..."
قال لها مازحا:"صديقاتك الجدد حسنا ياعمري لن أتأخر عليكِ ثم قبلها وقبل رأس خالته قائلاً:هل تريدين شيء حبيبتي؟.."
قالت له وهي تربت علي كتفه:"سلامتك حبيبي..."

****************
انتهت من ارتداء ملابسها ووضعت زينة وجه خفيفة وخرجت لتجد فادي قد أعد العدة لحفلة مع الأولاد فقد نقلوا جهاز البلايستيشن من حجرة عبدالرحمن إلي غرفة المعيشة وأحضر لهم لعبة جديدة يجلسون جميعا أمامها وأمامهم علي المنضدة أنواع مختلفة من التسالي والمشروبات الغازية فابتسمت قائلة:"ماكل هذا هل تحتفلون بخروجي ..."
قالت سمر التي تمسك ذراع البلايستيشن وتلعب مع عبدالرحمن:"نعم علي غرار أمي مسافرة ونعمل حفلة..."
قهقهوا جميعا في حين قالت فريدة لفادي الجالس بين الأولاد علي الأرض يشجعهم:"لن اتأخر بإذن الله..." التفت إليها قائلا:"حسنا حبيبتي لاتقلقي..."
نظرت إليه بامتنان وقالت له:"شكرا فادي..."
كانت تريد أن تشكره علي كل شيء ولكنها بالفعل شكرته كثيرا حتي أصبحت الكلمات لا تفي بحقه

تركتهم ونزلت إلي تيمور الذي وصل بالفعل منذ ربع ساعة ولم تكن هي جاهزة بعد فانتظرها في شقة والده. رنت جرس الباب فلم يفتح ففتحت هي بمفتاحها ودلفت للداخل وأغلقت الباب لتجده في طريقه ليفتح لها فالتقيا في منتصف الرواق ...
قابلته بابتسامة جميلة بعد أيام التوتر التي عاشها معها أما هو فقد تسمر وهو ينظر إليها بانبهار وهو علي بعد خطوتين منها فقد كانت ترتدي فستان طويل باللون الأزرق الزاهي يلتف حول جسدها فيبرز قوامها المعتدل يلتف حول خصرها وينساب للأسفل بنفس الضيق ليتسع قليلا جدا من عند ركبتيها وحجاب بنفس اللون وعلي الخصر حزام أسود رفيع يبرز رشاقة خصرها وعلي كتف واحد ينسدل شال أسود مفرغ مثبت طرفيه في الحزام الذي يحيط خصرها وحذاء مفتوح باللون الفضي وحقيبة يد صغيرة بنفس اللون ...
ظل متسمرا أمامها هكذا ينظر إليها من أعلي لأسفل يعترف لها بالذوق الراقي حتي أنه يشعر أنه يقف أمام ملكة ....ملكة قلبه ومالكته
حين وجدته يطيل النظر إليها هكذا قالت له :"ماذا ...لما تنظر إلي هكذا؟.."
في خطوة واحدة كان أمامها مباشرة وجذبها نحوه فضمها إليه باشتياق فاق اشتياقها إليه وقال بجوار أذنها بهمس :"اشتقت إليكِ... وبهذه الطلة الرائعة غالبا لن نذهب إلي أي مكان..."
كانت قد أحاطت كتفيه بذراعيها فابتعدت عنه قليلاً ورفعت وجهها إليه قائلة بجدية مصطنعة:"لااا أنا ارتديت كامل ملابسي وخرجت من صومعتي فلابد أن نذهب..."
لم يكن يركز في كلماتها بل كان يركز في رائحة عطرها المُسكِرة التي اشتاق لها وإلي طلاء شفتيها الوردي
كانت نظراته إليها تغني عن أي كلام فأسبلت أهدابها تلقائيا ما أن شعرت بأنفاسه تقترب منها ليجرفها معه في منطقة أخري بعيدة كل البعد عن عالمها
له سحر خاص وتأثير كبيرعليها ،سحر لم تعرف بوجوده من الأساس إلا معه ....
حين تكون معه تشعر أنها فوق السحاب تعتلي سحابة بجواره تجاور النجوم بل تتقافز النجوم علي راحتي يديها أو في قارب في عرض البحر موجة عالية ترفعها وموجة تهدهدها ...

أخيرا ابتعدت عنه قليلاً وعادت إلي أرض الواقع لتتذكر أنها مهددة من عمر بأن يأخذ أبناءها في أي وقت فتغيرت ملامحها رغما عنها وشعور بالذنب يصاحبها أنها تشعر بالسعادة معه في الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه تنهي أمر بقاء أبناءها معها بأي شكل
رغم أنها لا تعرف كيف ولكنها شعرت بهذا الإضطراب في مشاعرها

قال لها وقد لاحظ عينيها اللتان غامتا بسحابة حزن :"تعالي للداخل .."
جذبها من يدها لتقف أمام الكونسول الطويل في نهاية الرواق وفي بداية المدخل المؤدي للصالون ووقف خلفها يظلل عليها ويضع كفيه علي كتفها فابتسمت له ابتسامة حلوة فقال لها :"أغمضي عينيكِ..."
قالت له :"لماذا؟.."
قال لها :"ستعرفين حين تغمضي.."
استسلمت له وأغمضت عينيها فوضع يده في جيب سترته وأخرج سلسلة متوسطة الطول من الذهب الأبيض ووضعها حول عنقها قائلاً:"افتحي الآن...."
فتحت عينيها لتجد السلسلة مُعلقة حول عنقها فأحكم هو غلقها من الخلف
ابتسمت ابتسامة مبهورة وهي تري إسمها باللغة العربية علي الدلاية التي تتوسط صدرها تحسستها ببطء وقالت له بامتنان:"رائعة رااائعة ياتيمور ثم ناظرته في المرأة وهو خلفها يحيط خصرها بذراعيه ويستند بذقنه علي كتفها :ولكن لما كلفت نفسك؟.."
قال لها بصوته الرخيم:"أين التكلفة؟ لاشيء أصلا يليق بكِ ثم أردف وهو يغمر وجهه في طيات حجابها:ألا يمكن أن نبقي هنا قليلاً ؟.."
قالت له وهي تستدير لتواجهه :"هيا ياتيمور هذا زفاف صديقك هيا..."
قال لها ضاحكاً:"سأحضر لصديقي هدية قيمة وسيسامحني..."
وجدته كعادته يفتح أزرار قميصه الاولي فأغلقت بيدها تلقائياً زرارين منهما وقالت له:"نذهب ونحضر الهدية القيمة أيضا ...ثم أردفت بخجل :ثم أنني لن أكون ذات فائدة كبري إن جلسنا فلدي ظرف خاص..."
قال لها وهو يفتح الأزرار مرة أخري:"أنتِ لكِ فائدة في كل الأوقات حبيبتي ..."
قالت له بحنق:"لما تفتح كل هذه الأزرار؟"
قال لها بعدم فهم:"وماذا فيها؟"
قالت له بنبرة طفولية :"يكون شكلك جذاب هل ارتحت الان أغلقهم إذن.."
قال لها بلمعة في عينيه:"هل تغارين ؟.."
قالت له باستسلام:"نعم.."
قال لها :"تغارين من من وأنتِ ملكتِ كل شيء بي؟ ولا أري غيرك من الأساس ثم أردف بابتسامة جذابة:أنا فقط أشعر بالإختناق حين أغلقهم أو أرتدي رابطة ثم أردف ببراءة :هل ترضين لي الشعور بالإختناق ؟"
قالت له وهي تشعر بالسعادة لسعادته البادية في عينيه :"بعيدالشر عنك حبيبي ولكني سأخنق من تنظر إليك فقط.."
قال لها بعينين لامعتين وهو يبسط يده أمامها ليخرجا معا :"إن كان كذلك فليس لدي أي مانع..."

******************يتبع




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 11:04 AM   #1049

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

دلف سامر إلي حجرته فكانت فدوي للتو قد أنهت صلاة العشاء ولا زالت تجلس علي الأرض تدعو الله بما في نفسها فجلس علي الفراش أمامها مباشرة وملامحه يبدو عليها الإرهاق وقال لها بمهادنة :"ألن ننهي هذا الأمر لأني لا أتحمل هذا التوتر في الأجواء .."
رفعت نظرها إليه بنظرة لائمة ثم طوت سجادة الصلاة واستقامت لتجلس بجواره فقال لها وهو يلتفت إليها :"فدوي موضوع وانتهي من قبل أن أعرفك وانتهي الأمر عودي كما كنتِ أنا من الأساس لا أعرف لما أخذ الأمر أكبر من حجمه..."

قالت له والدموع في عينيها :"لأن ما رأيته غريبا علي انا والدي علمني كيف لا أخون الله ...والدي علمني كيف أكون ملتزمة وأرعي الله في كل تصرفاتي ...اشتدت حدة صوتها قائلة : علمني وأنا سرت علي خطاه من بعده فبالنسبة لي ما رأيته في الصور وما شعرت به في عينيك وعينيها تجاوز كل الحدود التي أعرفها وتربيت عليها......انا رأيتك تحتضن امرأة شبه عارية وماخفي كان أعظم وما تربيت عليه أن هذا لايجوز وأنت الان تحاول أن تقنعني بأن الأمر عادي كيف يكون بالنسبة لك كل هذا عادي؟ هكذا إذن هناك اختلاف في ثوابت وقيم كل منا ..."
نظر إليها نظرة جامدة وقال لها بصوت قاسي:" هل تقصدين بكلماتك هذه أن والدك رحمه الله علمك كل هذه المباديء بينما أنا والدي لم يعلمني شيء مط شفتيه قائلاً:أعذريني فدوي هانم فوالدي مات وأنا صغير وقبلها كان لديه أزمات أنت تعرفينها فلم يتفرغ لتربيتي تربية جيدة وبعد وفاته انغمست أمي في المشاكل التي خلفها أبي فلم تتمكن هي الأخري من تربيتي أليس هذا ماتقصديه؟..."
بهتت نظرتها إليه وهي تنظر إليه بدهشة... ماهذا الذي يقوله!أما هو فعقدته القديمة طفت علي السطح في غير وقتها واستقام واقفا وقال لها بصوت قاسي:"لم أتصور أن أمام أول مشكلة بيننا يحدث منك ذلك.."

ثم تركها وخرج وصفق باب الغرفة خلفه ليتركها تتسائل بدهشة ماعلاقة ماقلته بما يقوله هو لقد قلب الأمر ضدها في لحظة وتحول هو من مخطيء إلي صاحب حق ...شعرت بفوران الدماء في رأسها وشعرت أنها سيحدث لها شيء فدلفت بسرعة إلي الحمام وغمرت رأسها تحت الماء البارد علها تُهديء من فوران الدماء في رأسها

**************
في قاعة الأفراح في أحد أرقي فنادق العاصمة كان زفاف ماهر وماريان...
كان تتويج قصة حبهما الجميلة فكانت ماريان كفراشة رقيقة بفستان أبيض رقيق مثلها
هكذا كانت تراها فريدة التي كانت تجلس بجوار تيمور علي الطاولة الكبيرة التي يجتمع فيها زملاء العمل
كان العروسين يرقصان وحولهما أصدقاؤهما وكانت فريدة تنظر إليهما بسعادة لسعادة صديقتها ذات القلب الأبيض في الوقت الذي دخلت فيه هيدي بإطلالة رائعة بفستان أسود يبرز بياض بشرتها الشديد بينما تسدل شعرها علي كتفيها وتحيط ذراع خطيبها بيدها وما أن وصلا إلي الطاولة وألقيا السلام حتي عرفتهم هيدي عليه قائلة :"دكتور ثائر خطيبي..."
استقام تيمور مصافحا له هو ووليد وباقي زملاؤهم بينما صافحت هيدي فريدة قائلة بلوم:"لم تحضرا حفل خطبتنا.."
قالت لها فريدة معتذرة:"أعذريني فعلا حدث ظرف طاريء يومها بأذن الله نتواجد في الزفاف عن قريب .."
إنتهي ثائر من مصافحة زملاء هيدي ثم أومأ لفريدة برأسه فابتسمت له قائلة:"مبارك عليكم الخطبة..."
فقال لها بلباقة وهو يجلس بجوار هيدي :"شكرا لك سيدتي..."
ثم رحب بزوجة وليد بنفس الطريقة
كان شاب ثلاثيني يبدو عليه أنه من وسط جيد وأسرة جيدة فحمدت الله فريدة في سرها أن كرم الله هيدي برجل مثله فهي كانت تعرف أنها معجبة بتيمور فيما مضي

***************
كان فادي يجلس أرضا مندمج في اللعب مع عبدالرحمن في اللعبة الجديدة التي أحضروها بينما البنتين تشجعهما وهما جالستان خلفهما علي الأريكة في الوقت الذي رن فيه هاتف فادي فالتفت إليه ليجده عمر فأخذ الهاتف ورد قائلاً:"أهلا دكتور عمر ."
قال له عمر :"أهلا فادي... بإذن الله سأمر صباحاً لآخذ الأولاد كما اتفقنا... "
قال له فادي :"ستأخذهم لمدة كم يوم؟؟؟."
قال له عمر وهو يمط شفتيه:"عدة أيام لا أكثر ..."
قال فادي:"حسنا فهم لن يستطيعو المكوث بعيدا عن أمهم كثيراً..."
قال له عمر :"طبعا أعرف ومن يستطيع المكوث بعيداً عن أمه كثيراً لا تقلق..."

أنهي فادي المكالمة مع عمر وقال للأولاد علي مضمون المكالمة وهو لايعرف هل ماسيحدث صحيح أم خاطيء فمن جهة يخاف أن يَصدُق حدس فريدة ويكون ينوي شرا ومن جهة يؤمن أنه أب وله حق في رؤية أبناؤه ومن البداية فريدة كانت تريد هذه الطريقة المتحضرة في التعامل أن يكون الاولاد بينهما بلا أي مشاكل حتي لا تتأثر نفسيتهم ولكن هل عمر سيرضخ ويلتزم بهذه الاتفاقية هذا ماجعل فادي يشعر بالحيرة ....

***************
انبعثت من مكبرات الصوت موسيقي هادئة مع دعوة من الشاب المسئوول عن تشغيل الموسيقي لجميع أصدقاء العروسين لمشاركتهم هذه الرقصة فكان العروسان في منتصف ساحة الرقص فأخذ وليد زوجته وقامت هيدي مع خطيبها وقال تيمور لفريدة وهو يمد يده لها :"لم نرقص معا منذ أن كنا في شهر العسل ..."
فابتسمت له وقامت معه وما أن مرت بجوار ماريان حتي ابتسمت لها الأخيرة بسعادة وغمزت لها بعينها
فأحاط تيمور خصرها بذراعه وتناول كفها في كفه فرفعت عينيها إلي عينيه وابتسم كل منهما للآخر فكل منهما اشتاق للآخر فمنذ ذهاب المحامية إليها وهما لم يلتقيان في شقتهما ولم يذهبا لتفقد أي شقق
حالة فريدة تغيرت منذ ذلك اليوم وهي خائفة أن تفقد أبناءها...
ومازال الخوف قائما حتي هذه اللحظة كانت معه وتشعر بالتيه وشعر هو بذلك
شعر أنها معه وليست معه فشدد من احتضانه لها أما هي فلا تعرف لما شعرت بانقباضة مفاجئة في قلبها وسرت في جسدها رجفة شعر هو بها فوضع كفها التي كانت في كفه علي كتفه ليحيطها بذراعه الأخري ويغمرها بطاقة دفء مؤقتة

بعد قليل

عاد الجميع إلي مقاعدهم أما ماهر وماريان فكانا مندمجان في الرقص علي أغاني المهرجانات الصاخبة فوضعت فريدة يدها علي رأسها فقال لها تيمور:"ماذا بك؟.."
قالت له :"أشعر بصداع.."
قال لها بجدية:"هيا لنذهب إذن..."
قالت له وهي تخشي أن تكون السبب في ذهابه مبكراً:"ألا تريد البقاء قليلاً ؟..."
قال لها :"لا يكفي هذا أشعر أنكِ مرهقة والبنات عندي لن ينمن حتي أذهب هيا بنا..."
استقام وليد ووقف بجوار تيمور ومال علي أذنه قائلاً:"هل هناك شيء فريدة تبدو غير طبيعية.."
قال له تيمور:"لا حبيبي هي مرهقة قليلا فقط..."

صافحوا الجميع وصافحوا العروسين فاحتضنت فريدة ماريان بقوة وهي تربت علي ظهرها قائلة:"مبارك عليكم حبيبتي لاتعرفي مقدار سعادتي.."
قالت ماريان بسعادة:"أعرف يافريدة ..."
فقالت فريدة لماهر:"مبارك عليكم يادكتور ..."
قال لها بوجه مشرق :"بارك الله لكِ ... ثم أردف مازحا:عودي إلي العمل لأني سآخذ إجازة طويلة..."
ضربه تيمور بخفة علي كتفه قائلاً بمزاح:"هما أسبوعان وتعود إلي العمل..."
ضحك ماهر قائلا:"حسب الظروف..."

انتهيا من المباركة للعروسين ثم أعادها إلي المنزل وعاد هو الآخر إلي منزله ولم يكد يدخل غرفته ليبدل ملابسه ويخرج لبناته اللاتي ينتظرنه بالخارج حتي رن هاتفه فوجدها هي فرد عليها قائلاً:"حبيبتي للتو وصلت ..."
قالت له بصوت هارب منها:"تيمور والدهم اتصل وسيمر في الصباح ليأخذهم ..."
شعر بارتجافة صوتها فقال لها وهو يجلس علي طرف الفراش:"فريدة هناك رأيان رأي إياد وهو عدم ذهابهم وتضمني بقاءهم معك مؤقتا...والرأي الآخر أن نحاول مد جسر للتواصل بينه وبين الأولاد بأسلوب حضاري وأنتِ بنفسك تقولين أن الأولاد يرغبون في الذهاب إليه فلا أعتقد سيستطيع ارغامهم علي البقاء عنده كما لا تستطيعي أنتِ ارغامهم علي عدم رؤيته وفي النهاية القرار لكِ..."
كانت تستمع إليه وهي تعض علي شفتها حتي أدمتها دون أن تشعر فهي ما أن وصلت من الخارج وعلمت حتي حدث لها هذا الاضطراب وقالت لهم بالفعل أن يأجلوا الأمر لأي عذر ولكن عبدالرحمن قالها لها بحزم:"لا أمي نحن نريد الذهاب نحن لسنا صغار..."
جلست علي طرف الفراش كما جلس زوجها بالضبط فقال لها تيمور بحزم :"فريدة أنا أعرف أن الظروف غير مناسبة ولكني أريد منكِ شيء حين يأتي لأخذ الأولاد فادي هو من يتعامل معه وهو لايصعد للأعلي وأنتِ لا تتعاملين معه نهائيا بأي شكل من الاشكال أنا لن أكون موجود ولكني أثق في أنكِ ستراعين عدم وجودي ..."
قالت له بشرود :"حسنا..."
أغلقت معه وبدلت ملابسها بنفس الشرود والإنقباض ...دائما كانوا يذهبون إليه ولم تكن تشعر بهذا الشعور لأنها كانت تعلم أنهم سيعودون أما الآن فهي لا تعرف ولا تطمئن لوعوده ،ارتدت منامتها وخرجت لهم فكان التعب قد استبد بهم جميعا فقال فادي وهو يستقيم ويتثائب :"أنا سأنام ..."
فمد له عبدالرحمن يده ليجذبه قائلاً :"خذني معك..."
أما البنتان علي يسار ويمين فريدة علي الأريكة فكانتا شبه مستسلمتين للنوم فقالت لهما فريدة وهي تشعر بنغزة في قلبها :"هيا لتناما معي اليوم ...."
قالت لها سهر بتساؤل :"لماذا اليوم؟ نحن لنا زمن ننام في فراشنا بمفردنا ..."
قالت لها فريدة وهي تقاوم وخذ الدموع في عينيها:"أشتاق إليكما ألم تشتاقا إلي؟..."
قالت سمر وهي تنام علي كتفها:"نشتاق إليكِ حبيبتي في كل وقت..."
وقالت سهر:"حسنا أمي هيا بنا ..."
فأسندتهما كل واحدة من جهة ودلفن إلي غرفتها جميعا فنامت فريدة في منتصف الفراش وكل واحدة نامت علي ذراعها من جهة تحتضنهما معا فهما قطعة من قلبها انقسمت نصفين احتضنتهما وهي تشعر بألم شديد في صدرها ألم الاشتياق حتي لو قبل موعده

************
في الصباح

كان الأولاد جميعا قد استيقظوا وتناولوا الإفطار وحَضَرَ كل منهم شنطة صغيرة بها عدة غيارات وارتدي كل منهم حلة رياضية أنيقة ووقفوا في الشرفة ينتظروا والدهم
أما فادي وفريدة فكانا يجلسان في غرفة المعيشة الأول مترقب والثانية واجمة إلي أن رن هاتف عبدالرحمن وبعدها دلف مع إخوته لأمه قائلاً بحماس:"سننزل لأبي هل تريدين شيء أمي؟..."
قالت له وقد ازدادت ضربات قلبها تسارعا :"هل وصل؟"
قال لها وهو يعلق شنطته علي ظهره دقيقتين بالضبط ويصل..."
نظرت إليه فوجدته ليس بالطفل الصغير ولكن أقرب لشاب في بداية مرحلة الشباب وأصبح له رأي خاص والبنتان تتبعانه كأنه شقيقهما الأكبر بعشر سنوات فقالت لهم جميعا وشفتيها ترتجفان :"سأنتظركم لا تتأخروا...."
عانقتها سهر ومن بعدها سمر ثم قبل عبدالرحمن رأسها وما أن سمعوا صوت بوق سيارة والدهم حتي اندفعوا جميعا لخارج الشقة فتبعهم فادي الذي قال لفريدة وهو يتجاوزها :"لا تخرجي للشرفة تيمور حدثني وشدد علي ألا يراكِ عمر..."
نظرت إليه بصمت وما أن خرج حتي اندفعت للنافذة المجاورة للشرفة والمطلة علي مدخل البناية ونظرت من خلف الزجاج المغلق قوجدت سيارة عمر تقف وهو بداخلها...
ثواني ووجدت الأولاد يندفعوا نحوه ففتح عبدالرحمن الباب المجاور له وجلس بجواره والبنتين استقلا بالخلف أما فادي فقد استدار حول مقدمة السيارة ومال علي نافذة عمر قائلاً:"ما أن تقرر أن تحضرهم حدثني ..."
ابتسم له عمر وقال له بعينين متسائلتين مترقبتين :"حسنا...هل ستبق هنا أم ستعود إلي شقتك؟.."
لم يعرف فادي أن المغزي من السؤال هو هل ستترك فريدة بمفردها أم ستبقي معها فقال له:"سأبقي بإذن الله في أي وقت حدثني ستجدني أنتظرهم أو ممكن آتي أنا لأخذهم..."
مط عمر شفتيه قائلاً :"بإذن الله ..."
ثم انطلق بالسيارة مُسرعا في الشارع الواسع الخالي من المارة في هذا الوقت من الصباح فوقف فادي ينظر في أثر السيارة وهو يدعو الله أن يمر الأمر علي خير أما فريدة فقد طارت روحها وانخلع قلبها مع انطلاق السيارة وسالت دموعها علي وجهها دون شعور
الدموع التي حبستها طوال الأيام الماضية انسابت علي وجنتيها بصمت وكل المعاني تختلط في ذهنها فلم تعرف مالصواب ومالخطأ هل ذهابهم صواب أم خطأ بل هل زواجها ثانية من الأساس صواب أم خطأ
هي لحظة ...لحظة واحدة نفقد فيها صوابنا وربما نؤنب أنفسنا
لا نؤنبها فقط علي أخطاءنا ولكن نؤنبها أيضا علي لحظات سعادتنا إن كانت هذه السعادة علي حساب أعز الناس
لا نؤنب أنفسنا فقط علي سوء اختياراتنا بل نؤنبها أيضا علي اختياراتنا الصحيحة التي جاءت في وقت خاطيء


نهاية الفصل الثلاثون




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 11:42 AM   #1050

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 23 والزوار 80)
‏Heba aly g, ‏الاءعزيز, ‏Sana Salem, ‏Moon roro, ‏Rasha.r.h, ‏بيكهيون, ‏سوووما العسولة, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏عبير سعد ام احمد, ‏Aya yoga, ‏Eman Sabry 85, ‏النصر المبين, ‏اماني عز, ‏Autumn in my heart, ‏ياسمين حفنى, ‏سواسماعيل, ‏الميزان, ‏Wafaa mdos, ‏سماح خلف, ‏laila2019, ‏amana 98, ‏Lazy4x, ‏نداء السماء


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.