آخر 10 مشاركات
497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-20, 12:07 AM   #1061

Doaa hussien

? العضوٌ??? » 462858
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » Doaa hussien is on a distinguished road
افتراضي


تسلم ايدك حبيبتى ⁦❤️⁩
ربنا يستر وعمر يرجع الولاد بسهولة زى كل مرة لان عنده أفكار ثعبانية😂
وبصراحة فدوى زودتها الموضوع كان قديم من قبل ما يعرفها... وعليا كمان يارب تاخد قرار الارتباط بفادى بقا😍
انا بدات أخاف ان الرواية تنتهى💔 الواحد عايش معاهم بكل مشاعره⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Doaa hussien غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 01:51 AM   #1062

نهى على

? العضوٌ??? » 406192
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » نهى على is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك الفصل جميل عمر وجعلنا قلبنا بمكرة والى ناويه وكان المفروض فريدة تكلم عبدالرحمن ع الاقل وتفهمه متحمسة للقادم فدوى وسامر للأسف سامر اخطأ لكن فدوى حاسبت سامر عن ماضى انتهى وانساقت بمشاعرها البريئة لفخ منى الحقودة طبعا كلامها الاخير عن التربية و دور الاب كان من قلبها لتوصيف النوقف بس عقدة سامر والمشكلة القديمة طغت على السطح

نهى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 04:53 AM   #1063

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس والعشرون.
فصل رائع وجميل وبين الكيمياء بين فريدة وتيمور وازاى قدرت تمتص غضبة وغيرتة عليها.
عليه (متعهدة النكد العالمى)😂😂😂😂حطلع عين فادى.
سامر وفدوى ما اجملهم وما احلاهم.
يارب اقدر اخلص الفصول الى عليا علشان اقدر احصلكم🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 12:02 PM   #1064

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

اعتقد ان احساس فريدة صحيخ
وعمر قرر يخطف الاولاد
فصلين روعة
تسلم ايدك


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 11:21 PM   #1065

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والعشرون
الحقيقة انا مش مقتنعة برفض علية لفادى حاسه مش سبب قوى.
ام سامر ونعم الأم والحماة 🥰🥰👏👏👏👏👏
عمر برافو يا ابنى 👏👏ايوة كدا طلع الشر الى جواك🤜🤜علشان تبان على حقيقتك


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 02:51 AM   #1066

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء حسانى مشاهدة المشاركة
الفصل السابع والعشرون
الحقيقة انا مش مقتنعة برفض علية لفادى حاسه مش سبب قوى.
ام سامر ونعم الأم والحماة 🥰🥰👏👏👏👏👏
عمر برافو يا ابنى 👏👏ايوة كدا طلع الشر الى جواك🤜🤜علشان تبان على حقيقتك
يااااشيمو🤗🤗علية خايفة يكون فادي اتجوز أماني لمالها أو نفوذها أو يكون بيستغلها هي متعرفش عنه كتير هو مجرد زميل انجذبت له متعرفش إذا كان عنده مباديء وقيم ولالا هي مستغربة فرق عشرين سنة وخايفة يكون شكها صح الي جانب أنها كانت عايزة تتجوز شاب لم يسبق له الزواج وتكون هي أول تجربة له زي مافي شباب بيرفضو الزواج من ستات سبق ليهم الزواج وهي محتارة مابين عقلها اللي بيعدد لها عيوبه وقلبها اللي بيحبه ❤️❤️


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-20, 04:06 AM   #1067

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 03:22 AM   #1068

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

“اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهمِّ والحَزَنِ ، والعَجزِ والكسَلِ ، والجُبنِ والبُخلِ ، وضَلَعِ الدَّينِ ، وغَلبةِ الرِّجالِ”
“اللهم ! إني أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ؛ إنك أنت علام الغيوب”
“اللهم إني أسألك خير الدعاء وخير المسألة وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات”
“اللهمَّ إنَّا نسألُك موجباتِ رحمتِكَ، وعزائمَ مغفرتِكِ، والسلامةَ منْ كلِّ إثمٍ، والغنيمةَ منْ كُل برٍّ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ”

يا من جمع كل شىء حكمته ، ويا من نفذ كل شيء حكمه، يا من الكريم أسمه لا أحد لي غيرك فأسأله، ولا أثق بسواك فآمله، ولا أجعل لغيرك مشيئة من دونك أعتصم بها، وأتوكل عليه، فمن أسأل إن جهلتك، وبمن أثق إذ عرفتك.
اللهمّ سهّل علينا وكُن معنا ولا تجعل هذا الاختبار عائقاً بيننا وبين مستقبلنا، يارب اننا عليك توكلنا فلا ترد لنا دعاء،اللهم اجعل اختباراتنا أجمل مما تمنينا واكتب لنا الخير في جميع امورنا القادمة، اللّهم أجعل التّوفيق حليفي، اللّهم انّي استودعتك مُستقبلي ، فَأرني فيه ما يسُرّني.
اللهمّ يا عظيم السلطان، يا قديم الإحسان، يا دائم النعماء، يا باسط الرزق، يا واسع العطاء، يا دافع البلاء، يا سامع الدعاء، يا حاضراً ليس بغائب، يا موجوداً عند الشدائد، اللهمّ إنّي أستودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلّمت ، فردّه عند حاجتي اليه، انك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك ماضي في حكمك عدل في قضاءك ناصيتي بيدك، اللهمّ افتح لنا من خزائن رحمتك رحمة لا تعذبنا بعدها أبداً فى الدنيا والآخرة، ومن فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً لا تفقرني بعده إلى أحد سواك أبداً، تزيدنا لك بهما شكراً وإليك فاقة وفقراً، وبك عمن سواك غنى وتعففاً.

عقد لؤلؤ likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 01:44 PM   #1069

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

مسااااء الخيرات..
تسجيل حضووور.. يارب يكون فيه فصل اليوم هبووش بانتظارك 😍🌹


سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 01:51 PM   #1070

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي والثلاثون

وقف فادي قليلاً في عرض الشارع يتتبع أثر أبناء قلبه بقلب منقبض وما أن اختفت السيارة عن نظره حتي رفع وجهه إلي شرفة فريدة وهو لايوجد لديه أي حماس للصعود فهو يعرف كيف ستكون حالتها فظل قليلاً بالأسفل يدخن سيجارة وهو يجلس علي درجات سُلم مدخل العمارة

أما هي فكان الألم في صدرها لايُطاق ورغم حرصها الفترة الماضية علي عدم إدخاله في أي مما يحدث لها ولكنها في هذه اللحظة علي وجه التحديد شعرت أن نفسها ضاقت بها ولم تكن لديها رغبة في الحديث مع شخص سواه فدلفت إلي غرفتها وأغلقت عليها الباب وجلست علي فراشها وهي تشعر بالتيه..
شعرها منسدل علي جانبي وجهها بعشوائية ودموعها الساخنة تسيل علي وجنتيها بلا إرادة منها..
تناولت هاتفها واتصلت به اتصالاً مرئياً ومن حسن حظها أنه كان مستيقظا وبجوار هاتفه فرد عليها وما أن رأت وجهه الذي يبدو عليه الإرتياح حتي ابتسمت تلقائيا من بين دموعها ، وما أن رأي ملامحها حتي أصابه الجزع فقال لها :"ماذا بكِ بنيتي ماذا حدث؟..." قالت له بتأثر من بين دموعها :"أبي اشتقت إليك جدا..."
قال الدكتور فؤاد بقلق وهو يعتدل في جلسته :"ماذا بكِ فريدة انطقي.."
وما أن سمعت كلمته الأخيرة حتي نطقت ...
نطقت بكل مايجول في صدرها ويعتمل في نفسها
نطقت بكل مايؤرقها...
نطقت وكانت كلماتها تنطق بالألم الذي لم تعرف سواه لسنوات وحين أراد الله أن يتحول إلي أمل هاهي تشعر بأنه سيكون علي حساب أبناءها

استمع لها الدكتور فؤاد وهو يجلس في غرفته في منزل حسين شقيقه وما أن انتهت من سرد كل شيء حتي قال لها بإسلوبه المُقنع في الكلام ونبرته الواثقة :"فريدة هم ذهبوا في زيارة لوالدهم فلماذا تتعاملين علي أنه أخذ حكما بحضانتهم..."
قالت له وهي تعقد حاجبيها:"هذا هو احساسي ،صدقني أنا لا أضخم الأمور ولكني لا أشعر بالإرتياح قلبي لايرتاح..."
قال لها بجدية:" أبناءك ليسوا صغار وهذا هو وقت الإختيار والتمسك باختيارهم وأنا أقولها لكِ سيعودون... سيعودون ياابنتي....ثم أردف :هل تعلمين يافريدة لو كنتِ امرأة قلبها جامد قليلاً كنتِ تركتيهم له لفترة ولكنكِ لستِ كذلك ثم ضيق عينيه قائلاً بتعاطف :وأنا لا ألومك.."
قالت له بعدم فهم وقد توقفت دموعها:"ماذا تعني بتركهم لفترة ؟"
قال لها بحنق أبوي علي ابنة من صلبه:"أعني أنه سيظل يبتزك هكذا مادام يعرف أنهم نقطة ضعفك رغم انه لايعرف شيء عن الأبوة ولم يتعب فيهم ولم يبذل في تربيتهم أي مجهود ولن يستطيع فعل أي شيء لهم فاتركيهم معه أسبوعا أسبوعين شهرا...شدد علي حروف كلماته قائلاً: اجعليه يتحمل قليلا من المسئولية التي لم يتحملها يوما وحين يجد نفسه عاجزا عن حملها هو بنفسه من سيعيدهم إليكِ ولن يطالب بهم مرة أخري لأنه وقتها سيكون تأكد من عجزه عن رعايتهم مثلك..."
كان يتحدث وكانت تضع قبضتها علي فمها وما أن انتهي حتي قالت له بصدق:"ولكني لا أتحمل بعادهم يوم واحد هم للتو غابوا عن عيني وأشعر إنني أقبض علي جمرة من نار..."
قال لها مٌحفزا وهو يضغط علي حروف كلماته ويقرب الهاتف من وجهه أكثر:"كوني قوية.. ضعفك هذا هو من جعله يتمادي سواء في الماضي أو الآن..."
تجمد وجهها فجأة وقالت له بثقة:"لا أبي أنا لست ضعيفة لا الآن ولا سابقا... حين كنت أحافظ علي بيتي لم يكن ضعفا مني ،أنا وقفت وواجهت أما حين وجدت أن ذاك المنزل ستنهار أركانه فوق رأسي أخذت أبنائي وانسحبت بكرامة، أنا من ذهبت إليه لآخذ حريتي أمام الجميع ولم يهمني أحد ،أنا من أخذت أبنائي وتركت لمن آذاني الساحة خالية لأن كرامتي لاتسمح بالتنافس علي حق من حقوقي (اكتسي صوتها بقوة طبيعية هي من سمات شخصيتها الاساسية ربما لا تظهر إلا في الشدائد) وأنا من عشت وربيت أبنائي وحدي (لان صوتها تدريجيا) وأنا من أحببت تيمور لأستمد منه القوة(لتحل الشراسة في صوتها) وأنا من ستدافع عن أبناءها اليوم إن حاول أي شخص أخذهم ،سأحافظ علي كل شيء أساسي في حياتي أبنائي وتيمور وكل شيء... لن أجعل أحد يفرض علي شيء لأن لا أحد يملك أن يُسير حياتي علي هواه...."

ابتسم فؤاد ابتسامة صافية أنارت وجهه فهذا ماكان يريده بالضبط ،كان يريد استفزازها ليخرج هذه الأنثي القوية من داخلها فقال لها بمهادنة:"حسنا أنتِ قوية ولن يقدر أحد علي انتزاع حق من حقوقك...اهدئي ولا توتري نفسك وبإذن الله سيعودون ثم أردف باهتمام: هل تعرفين إن كانوا أصغر من هذا السن كنت قلت لكِ لن يعودوا إنما في سنهم هذا سيعودون في القريب بإذن الله ،فريدة أنتِ لستِ مخطئة في السماح لهم بالذهاب أنتِ فقط عجلتِ بالمواجهة التي كانت آتية في كل الأحوال..."
هدأت نبرتها قليلاً وكانها ليست هي من كانت تتحدث منذ قليل بحماسة عن قوتها وقالت له وهي تعض علي شفتها السفلي وهي تثبت خصلات شعرها خلف أذنها:"أبي..."
قال لها بنبرة أبوية صادقة:"حبيبة اباكِ ...."
قالت له بتردد:"هل أخطأت حين تزوجت مرة أخري؟.." قال لها بجدية:"بل أصبتِ . ثم رفع سبابته قائلاً :وليس لأنه ولدي يافريدة ولكن لأنكِ امرأة وصغيرة وجميلة والزواج عفة وحصن أمان ،أنتِ تزوجتِ صغيرة وأنجبتِ وأنتِ صغيرة وسنوات قليلة جدا وسيشب أبناءك ويشقون طريقهم لتجدي نفسك مازلتِ صغيرة ووحيدة فمن لكِ وقتها سوي زوج مُحب لا يتمني من الحياة سوي رضاكِ وسعادتك..."
أومأت له برأسها وقد شعرت بالإرتياح فقط لأنها تحدثت معه فقال لها:"هيا حبيبتي فصلاة الجمعة أوشكت توضأي و صلي واقرأي سورة الكهف فهي نور للمؤمن من الجمعة للجمعة التي تليها..."
قالت له بابتسامة حزينة:"حسنا أبي..."
أغلقت معه وحمدت الله أنه بالأمس كانت آخر أيام عادتها فهي فعلا في أمس الحاجة للصلاة والتقرب من الله فاستقامت ودلفت إلي الحمام لتغتسل وما أن انتهت حتي ارتدت عباءة سوداء أنيقة بحجاب بنفس اللون والخامة وخرجت إلي فادي الذي كان قد توضأ هو الآخر في الحمام الصغير وارتدي حلة رياضية مريحة فقال لها بتساؤل:"إلي أين؟؟.."
قالت له بصوت هاديء وملامح ساكنة:"ألن تذهب لصلاة الجمعة سأذهب معك..."
ابتسم لها قائلاً :"حسنا فعلتِ...."



سارا معا في الشارع الهاديء إلا من جموع المصلين المتجهين إلي المسجد فوقف أمام مصلي السيدات قائلاً:"نلتقي هنا بعد الصلاة مباشرة بإذن الله..."
أومأت له بوجهها الشاحب وصعدت إلي مصلي السيدات بالطابق الثاني وما أن خلعت حذاءها ودخلت حتي شعرت تلقائيا بالسكينة فوقفت بين يدي الله وصلت ركعتين بثت ربها فيهما حزنها وقلقها وخوفها
وكأن الله يُربِت علي قلبها فلم تكد تمر دقائق حتي اعتلي الشيخ )علي( المنبر وكانت هي تجلس في ركن وحدها علي السجاد الأحمر الناعم كيانها كله متجها ناحية القبلة وسمعها كله مع الخطيب الذي بدأ في إلقاء خطبته.....

وبعد الحمد لله والثناء عليه والصلاة علي رسوله قال
: إِذَا دَخَلَ أَهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَاستَقَرُّوا فِيهَا، فَإِنَّ مِن أَوَّلِ دُعَائِهِم مَا ذَكَرَهُ اللهُ - تَعَالى - عَنهُم حَيثُ قَالَ: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34]،
مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الحَزَنَ أَو جُزءًا مِنهُ، لا بُدَّ أَن يُصِيبَ العَبدَ في هَذِهِ الحَيَاةِ، وَأَنَّ الدُّنيَا لَيسَت بِدَارِ سَعَادَةٍ كَامِلَةٍ، وَلا يَذُوقُ فِيهَا العَبدُ رَاحَةً تَامَّةً، نَالَ مَا نَالَ مِن مَالٍ، أَو حَصَّلَ مَا حَصَّلَ مِن زِينَةٍ وَمَتَاعٍ، أَو وَصَلَ إِلى مَا وَصَلَ إِلَيهِ مِن جَاهٍ أَو حَسَبٍ، فَلا بُدَّ مِنَ النَّقصِ في دَارِ النَّقصِ، وَلا مَنَاصَ فِيهَا مِنَ التَّعَبِ وَالنَّصَبِ، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4].

شعرت بقشعريرة باردة تسري في جسدها وهي تستمع إليه وهي تتلقي رسالة الله لها فبالتأكيد هذه ليست مصادفة..
انتبه سمعها ووجدانها لكلماته وهو يقول:

ثَمَانِيَةٌ تَجرِي عَلَى النَّاسِ كُلِّهِم
وَلا بُدَّ لِلإِنسَانِ يَلقَى الثَّمَانِيَهْ
سُرُورٌ وَحُزنٌ وَاجتِمَاعٌ وَفُرقَةٌ
وَيُسرٌ وَعُسرٌ ثُمَّ سُقمٌ وَعَافِيَه
فَتِلكَ طَبِيعَةُ الحَيَاةِ الدُّنيَا:
طُبِعَت عَلَى كَدَرٍ وَأَنتَ تُرِيدُهَا صَفوًا مِنَ الأَقذَاءِ وَالأَكدَارِ؟

علي صوت الشيخ علي إنفعالاً وتأثراً وأردف
نَعَم - عِبَادَ اللهِ - لا بُدَّ لِلإِنسَانِ في هَذِهِ الدُّنيَا مِن شَيءٍ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالكَدَرِ، غَيرَ أَنَّ نِسبَةَ الطمأنينة في القَلبِ، مَقرُونَةٌ بِقَدرِ مَا فِيهِ مِن إِيمَانٍ وَهِدَايَةٍ، فَمَتى قَوِيَ إِيمَانُ العَبدِ بِاللهِ وَزَادَ يَقِينُهُ وَصَلَحَ وَاهتَدَى، استَقَرَّت نَفسُهُ وَاطمَأَنَّ قَلبُهُ، وَسَكَنَت رُوحُهُ، وَأَحَسَّ بِرَاحَةٍ وَطمأنينة؛ وَإِنْ بَدَا لِلنَّاسِ أَنَّهُ شَقِيٌّ أَو مَحرُومٌ،

شعرت بالسكينة تسري في جسدها كله وهو يقول:"هذا بوجه عام أما بوجه خاص فلم يرضي الله للمرأة بالحزن أبدا فقال جل وعلي
"فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا"
وقال ...
"وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ "

وكأن الأية الأخيرة(إنا رادوه إليكِ) بها جرعة مسكن فسكنت جزعها وحزنها وكأنه بكلماته وضع بلسما علي قلبها المثقل ففوضت أمرها لله ودعته بما في قلبها باستكانة


***************
بعد أن صلي صلاة الجمعة مع ابنه وعادا معا إلي المنزل جلس عمر في غرفة المعيشة وحوله أبناؤه في انتظار طعام الغداء الذي طلبه لهم من الخارج
اشتاق إليهم ليس هناك شك في ذلك ولكنه ما أن أصبحوا معه حتي شعر أنه أصبح في موضع قوة
انتزعه من شروده صوت سهر الجالسة بجواره وهي تقول له :"أبي.."
قال لها وهو يلتفت إليها:"نعم حبيبتي..."
قالت له :"أين سنذهب اليوم أنت قلت لنا أننا سنخرج في المساء..."
قال لها وهو يحيط كتفيها بذراعه:"أنتِ أين تريدين الذهاب؟..."
رفعت عينيها للسماء مُفكرة فأردفت سمر الجالسة بجواره من الجهة الأخري وعينيها تلمعان :"نتسوق ونشتري ملابس وندخل سينما وندخل مدينة الألعاب..."
التفت إليها ونظر إليها لا ليدقق في كلماتها ولكن في ملامحها الجميلة التي تكاد تتطابق مع ملامح أمها ...أنهت كلامها وانتظرت رده ولكنه كان مازال ينظر إليها فقالت له ببراءة:"ماذا أبي ألا توافق؟.."
انتبه لها أخيرا قائلاً :"بلي أوافق حبيبتي في المساء بإذن الله نذهب جميعا حيث تريدون .."
أومأت له برأسها فقالت سهر :"وأنا أريد شراء بعض الكتب..."
قال لها بشرود:"حسنا حبيبتي..."
أما عبدالرحمن الذي كان يجلس علي المقعد المواجه لهم فلم يكن يشغل باله أين سيذهبوا هذا المساء بل كان يركز في رؤي التي تجلس في مقعد في ركن الغرفة تدعي قراءة كتاب ولكنها تنظر إليهم جميعا نظرة غريبة مدققة وكأن مايحدث ومايقال لايروقان لها ولكنها ملتزمة الصمت ،ورغم أنهم لهم فترة كبيرة لم يأتوا إلي هنا ولكنه يعرف جيداً أن بداخلها ضيق من وجودهم

****************
دلفت فريدة إلي المطبخ بعد أن بدلت ملابسها لتري ماذا يفعل فادي فهي تسمع صوت ضجة في المطبخ وما أن دلفت حتي وجدته يقف أمام الموقد فقالت له بفتور:"ماذا تفعل يافادي؟.."
قال لها وهو يلتفت إليها ويرتدي مريلة المطبخ :"أقوم بعمل إفطار لنا فأبناءك تناولوا الإفطار صباحا ونحن لم يكن لنا شهية ثم أردف وهو يرفع حاجبا واحد :الأندال تناولوا الإفطار ونحن سُدت شهيتنا...."
ابتسمت نصف ابتسامة وقالت له :"ماذا ستطعمنا ؟.." قال لها وهو يعد علي أصابعه :"بيض بالبسطرمة..بطاطس مهروسة ..فول بالطماطم..."
جلست علي المقعد المقابل للمنضدة وهي تعرف أنه يريد أن يسليها ويرفه عنها فقالت له بامتنان:"شكرا فادي علي كل شيء..."
قال متهكما وهو يعاود الطهو علي الموقد :"عدي الجمائل يافريدة أنا لا أريد شكرا أنا أريد أن أتزوج.." ابتسمت قائلة وهي تميل علي المنضدة وتشبك أصابع كفيها في بعضهم وتضعهم أسفل ذقنها:"والمطلوب مني ؟..."
قال بجدية هذه المرة :"تعاندني يافريدة وتربيني من أول وجديد ..."
قالت له وشفتيها تنفرجان عن ابتسامة شامتة:"وهو المطلوب بالضبط، تعرف أنا يروق لي أسلوبها...."
قال بحنق:"أنا أتحدث بجدية يافريدة.."
تحولت لهجتها هي الأخري للجدية قائلة:"وأنا أيضا أتحدث بجدية لها حق تخاف منك وأنت كنت متخبط لا تعرف ماذا تريد يكفي أنك تزوجت في السر لمدة عامين دون أن تخبرنا أنا لا أعرف كيف سامحتك علي فعلتك هذه..."
قال لها بابتسامة جذابة :"لأن قلبك كبير ثم أردف :المهم ماذا أفعل معها؟..."
كان قد انتهي من إعداد طبق الفول فوضعه أمامها فقالت له:"تقدم لوالدها وضعها أمام الأمر الواقع وهي ستوافق...."
نظر إليها قائلاً وهو يُغلق عين واحدة ويفكر:"هل زوجك قص عليكِ ماقاله لي؟..."
قالت له بعدم فهم:"ماذا قال لك؟"
قال وهو يعود إلي الموقد ليعد طبق البيض:"قال لي أيضا أن أتقدم لها هل أنتما متفقان علي ذلك..."
ابتسمت ولم ترد وهي تتذكر كيف ارتفع قدره عندها يوم أن ذهب لفادي ثم أردفت:"لن تخسر شيء..."
وضع جميع الأطباق أمامها قائلاً:"هيا سيدتي شيف فادي صنع أجمل الأطباق للملكة فريدة..."
ابتسمت له بحب فجلس أمامها يأكلان معا هو بشهية مفتوحة وهي بلا شهية ولكنها تشاركه الطعام لتعبه وما أن انتهيا حتي قامت وغسلت الأطباق وجلس هو أمام التلفاز يشاهد فيلما أجنبيا فقالت له :"فادي سأدخل أنام قليلاً.."
قال لها:"حسنا وأنا عندي موعد مع أصدقائي آخر النهار هل سيضايقك لو تركتك وحدك؟..."
قالت له بصدق:"لا حبيبي اطلاقا..."
تركته ودخلت أولاً إلي غرف أبناءها الخالية تتفقدها وتتفقد ملابسهم وكتبهم ثم دخلت حجرتها فوجدت تيمور قد اتصل بها عدة مرات ولكنها لم يكن لديها رغبة في الكلام فأرسلت له رسالة قصيرة بأنها تريد النوم واستلقت في فراشها بلا رغبة حقيقية في النوم ولكن رغبة في الهروب من الأمر الواقع

***************
وقفت فدوي في المطبخ بعد أن صلت مع حماتها صلاة الظهر لتطهو طعام الغداء، أما سامر فقد أخبرها قبل نزوله أنه سيجلس قليلاً مع رامز بعد الصلاة
منذ آخر حوار بينهما والذي ظهرت فيه حساسية سامر والأمور لم تعد بينهما كما كانت...
يتحدثان ولكن كلمات بسيطة علي مضض ...
لا تعرف كيف لمشكلة كان يمكن احتواءها أن تتطور هكذا وينقلب الأمر في ثانية ضدها وهي التي كانت تريد أن تنهي الأمر ولكن تشرح له فقط سبب ضيقها الراجع إلي تربيتها المنغلقة فلا تعرف لما أخذ الحوار منحي آخر ...
خرجت وفاء من غرفتها تسير ببطء نظرا لتعب قدمها وما أن وصلت إلي المطبخ حتي جلست علي المقعد المُنخفض بجوار المنضدة قائلة لها بمودة:"ماذا تفعلين لأساعدك.."
ابتسمت لها فدوي ابتسامة عذبة رغم مابها وقالت لها:"ارتاحي أنتِ حبيبتي أنا اقتربت من الإنتهاء.." قالت لها وفاء:"إذن نتحدث معا حتي تنتهي تماماً.."
قالت لها فدوي بنفس الابتسامة:"إذا كان الأمر كذلك فلا مانع..."

أخذت وفاء تتحدث مع فدوي في مواضيع عديدة وتقص لها قصص من الماضي خاصة عن سامر حتي تسليها فهي تشعر بحالة الفتور التي بينهما ولكنها بالطبع لا تتدخل واكتفت فقط بنصيحة كل منهما علي حدة إلي جانب منعها لبناتها من زيارتها هذه الفترة حتي تهدأ الأمور وأكدت علي دنيا بألا تأتي بمني هنا علي الأقل هذه الفترة

أما في المقهي العصري المجاور لمنزل رامز كان يجلس برفقة سامر في الصالة المكيفة للمقهي يشاهدان فعاليات مباراة كرة القدم بين فريقين من فرق الدرجة الأولي
كان رامز يرتدي حلة رياضية بيتية وحذاء رياضي خفيف
كان من الأساس يستعد لصلاة الجمعة حين حدثه سامر أنه آتي ليصلي معه وصلا بالفعل معا ومن وقتها وهو ينظر إلي التلفاز بشرود فقال له رامز بغيظ وهو يلكزه في كتفه:"أنت يابني آدم منذ أن حضرت وأنت تأكل سد الحنك هكذا ماذنبي أنا في هذه الجلسة الصامتة..."
قال له سامر ببرود:"ماذا بها الجلسة دعوتك علي عدة مشاريب وإلي أن نرحل أنا من سأحاسب ماذا تريد أكثر من ذلك؟.."
قال له بتساؤل :"أنت علي خلاف مع فدوي أليس كذلك؟.."
قال له وهو ينظر إليه بشك:" من قال لك إنني علي خلاف معها؟.."
قال له بسخرية:"شكلك يوحي بذلك... وجهك الممتعض... ملامحك المتغضنة ... جلوسك معي هنا بعد الصلاة... الأمر لا يحتاج إلي ذكاء، بديهي أن أعرف .."
قال له سامر ببرود :"كنت أجلس معك قليلاً وها أنا عائد إلي بيتي هل ارتحت؟.."
قالها وهو يقف ويُخرج ورقة مالية ليحاسب فقال له رامز بجدية:"أنا كنت أمزح معك اجلس لنشاهد المباراة معا..."
قال له سامر :"لا حتي يلحق كل منا الغداء في بيته..."

بعد قليل....

كان سامر يفتح باب الشقة بمفتاحه لتستقبله رائحة الطعام الشهية فوجدها تقف في المطبخ تضع اللمسات النهائية علي الطعام فوقف خلفها دون كلام وشعرت هي به فالتفتت إليه والتقت عيونهم في نظرة طويلة
كل منهما يحمل للآخر عتابا وربما اعتذار هي تعتب عليه علي عصبيته معها وعدم احتوائه لها..
وفي نفس الوقت تريد الإعتذار لأنها تشعر أنها لابد أن تكون متفهمة أكثر له فليس معني أنها تربت بطريقة معينة أن تتجاهل أن غيرها تربي ونشأ بطريقة أخري وغيرها هذا أصبح جزءا منها وحياته مرتبطة بحياتها وعليها تقبله في كل الأحوال ولكنها فعلا هذه الفترة حتي من قبل حدوث هذه الأزمة بينهما وهي تشعر بتقلبات مزاجية من وقت للآخر تجعلها تنفعل علي أتفه الأسباب
أما هو فيريد الإعتذار لأنه في قرارة نفسه يعرف أن الصور حقا مستفزة ويعرف أنه أخطأ قديما ،نعم لم يقع مع صوفيا في الخطيئة ولكن كانت بينهما تجاوزات هو نفسه ندم عليها ولكنه كعادته حين كان يخطئ اعتاد أن تسامحه والدته واخوته مباشرة دون توبيخ أو خصام فتوقع ذلك بالمثل مع فدوي وهاهو ينتظرها أن تبادر بأي بادرة
أما العتاب فهو يعتب عليها تصعيد الأمر إلي هذه الدرجة التي تصل إلي عقد المقارنة بين تربيتها وتربيته...
مهلا هل عقدت هي فعلا مقارنة أم أنها كانت تتحدث بشكل طبيعي وهو من سيطرت عليه عقدته القديمة وشعوره بافتقاد شيء هام في نشئته ؟
تناول زجاجة مياه ليشرب وهو يبحث عن إجابة لسؤاله
بينما عادت هي لغرف الطعام

إنه اختلاف الطباع والتنشئة الذي تظهر بوادره في أي علاقة جديدة إلي أن يعتاد كل منهما علي طباع الآخر ....أو لايعتاد
قالت له بهدوء لتقطع عليه شروده وصمته:"سنأكل في غرفة ماما لأن قدمها تؤلمها ولن ترتاح في الجلوس علي كرسي السفرة..."
أومأ لها برأسه بفتور فقد كان يتوقع حين همت بالكلام أن يكون حديثها عنهما فقال لها:"حسناً هيا..."
وضعت الأطباق كلها علي الصينية الكبيرة فحملها هو ودلف بها إلي حجرة والدته التي كانت تتمدد في فراشها بعد أن جلست مع فدوي قليلاً ثم شعرت بالتعب فقال لها :"هيا أمي ..."
وضع الصينية علي المنضدة ومد يده لأمه لتقوم وتجلس بينهما لتتناول الطعام الذي تم بهدوء لم تعتاد عليه وفاء وبعد الغداء جلس ثلاثتهم يشاهدون التلفاز فدوي تجلس بجوار وفاء في فراشها وسامر يجلس بجوار أمه من الجهة الأخري علي المقعد المجاور وفي الوقت الذي كانت تندمج وفاء مع المسرحية القديمة التي شاهدتها مائة مرة ومازالت تضحك عليها كأنها تراها لأول مرة كان سامر وفدوي كل منهما يختلس النظرات إلي الآخر ينتظر من صاحبه أي بادرة صلح وهو بعدها يتولي زمام الامور الأهم البادرة الاولي فقط فظلا هكذا إلي أن رن هاتف سامر ليجده رامز الذي قال له :"لقد اتصل بي مندوب شركة*** ويريدون انهاء أمر توريد الحواسيب للمركز اليوم .."
قال له سامر :"ألم أكن معك منذ قليل لما لم تقول؟.." قال له:"حدثني للتو ياسامر..."
فقال له سامر :"حسنا لا يوجد مشكلة ماداموا جاهزين اليوم فلنتمم المقابلة وننهي الأمر ..."
أغلق معه فرفعت فدوي نظرها إليه قائلة بإحباط:"هل ستذهب إلي مكان؟.."
قال لها وهو ينظر إليها نظرة مدققة:"نعم لدينا مقابلة عمل طارئة..."
ثم استأذن منهما قائلاً:"سأذهب أنا..."
ليذهب ويترك فدوي مع والدته وهي تشعر بالحنق من نفسها لانها لم تصل بعد لمستوي من القدرة علي احتواء زوجها وتدليله كما تفعل النساء ليس هذا فحسب ولكنها أمام أول مشكلة بينهما يبدو أنها تصرفت بشكل خاطيء ولم تسعفها تجاربها أو خبراتها لتدارك الموقف ...لأنها ببساطة لاتجارب لها ولا خبرات
كانت تتمني لو كانت مثل فريدة، تشعر أن لديها ذكاء في احتواء مشكلاتها مع تيمور وهي كفدوي تفتقد إلي هذا الذكاء
**************
رن هاتف فريدة بجوارها وهي لا تزال في فراشها لاتستطيع النوم فنظرت فيه لتجده تيمور فردت عليه قائلة بصوت رقيق :"أهلا تيمور كيف حالك؟.."
كان حين لم ترد عليه قد اتصل بفادي وعلم منه تفاصيل ذهاب الأولاد وحالتها بعدها
قال لها وهو يجلس في غرفته وبجواره شيري:"بخير حال الحمد لله ثم أردف :مارأيك لو نخرج لتناول الغداء بالخارج البنات وعايدة يردن الخروج قليلاً ..."
قالت له بنبرة دافئة:"أخرجوا حبيبي ولكن اعذرني أنا لن أستطيع..."
كان يتوقع أن تقول ذلك ولم يكن ليتركها لأحزانها فقال لها :"شيري تريد أن تحدثك..."
ابتسمت قائلة وهي لاتزال مستلقية:"اعطني أياها..." أخذت شيري الهاتف من والدها وقالت مالقنها أياه منذ قليل:"أهلا مامي اشتقت إليكِ بشدة..."
ابتسمت تلقائيا وهي تقول لها:"قلب مامي وأنا أيضا..."
شعرت فريدة في هذه اللحظة أنها تريد أن تطير إليها فقط لتأخذها في حضنها
من قال أن الأم هي من ولدت فقط أو من ربت فقط...الأمومة مشاعر إنسانية تولد في لحظة بين أم وإبنة، أم تشعر بمشاعر صادقة تجاه طفلة يتيمة حتي لو لم تكن ابنة زوجها وطفلة وجدت الأمان فقط في حضن هذه الأم فاعتبرتها أمها خاصة وهي تتوق لهذا الإحساس الذي لم تشعر به من قبل

قالت لها شيري برجاء:"نريد أن نخرج مع أبي لنتناول الغداء بالخارج ولكني قلت له لن آكل إلا معكِ وإن لم تأتي لن آكل.."
أشار تيمور لشيري بإبهامه علامة علي أنها تسير بشكل مضبوط بينما شعرت فريدة بوخزة في صدرها قائلة:"ولكني لن استطيع الخروج اليوم حبيبتي..." قوست شيري شفتيها قائلة بصدق:"وأنا لن آكل اليوم ...."
تنهدت قائلة:"حسنا شيري سأخرج فقط من أجلك.." ابتسمت شيري وغمزت لوالدها بعين واحدة كما يفعل هو تماما فأخذ منها الهاتف قائلاً لفريدة:"سأمر عليكِ بعد ساعة وقولي لفادي يأتي معنا ...."
قالت له علي مضض:"فادي لديه موعد مع أصدقاؤه ولكنني سأقول له علي كل حال..."
أغلقت معه واستقامت حتي تجهز نفسها وهي لا تشعر بأي رغبة في الخروج سوي من أجل تلك الصغيرة



يتبع


بقية الفصل على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t468698-108.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-10-20 الساعة 11:44 AM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.