آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-20, 04:02 PM   #151

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته،،أشكرك حبيبتي 💖


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 07:09 PM   #152

عبير الباز

? العضوٌ??? » 470443
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » عبير الباز is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جدا
حبيت اسلوبك و طريق سردك جدا جدا


عبير الباز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 11:07 PM   #153

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الباز مشاهدة المشاركة
جميلة جدا
حبيت اسلوبك و طريق سردك جدا جدا
حبيبتي أشكرك جدا



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 02:57 AM   #154

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الفصل الاول والثانى

بداية مشوقة جدا

اسرة بدور المكونة من فادى وفدوى وفريدة

فريدة عنيها اتفتحت على حب عمر ابن الجيران اللى بادلها الحب وكلل حبهم بالزواج بالرغم من اعتراض امه لحقدها على فريدة الصغيرة انها تتجوز فى حين ان بنتها نسمه اطلقت وهى فى بداية حياتها وتعليميا ضايعه ياعنى لا تعليم ولا زواج

ابتدت ام عمر تدفع ابنها بعد زواجه من فريدة انه يعوق مسيرتها الدراسية بدون ما يشعر بحمل وولادة واهتمام بالاولاد وقعاد فى البيت وفريدة انشغلت فعلا بس واضح انها بالرغم من تقصيرها فى دراستها الا انها قدرت تكمل وتتخرج

بس صدمتها كانت بعد الحب والعشرة والاولاد يجى عمر ويقولها خلاص انتى دورك لازم تشاركك فيه واحدة قدرت تدخل لحياتى واحبها زيك وعايز ارتبط بيها وكل دا بمسمى دا شرع وحقه

ايه الاستفزاز دا ياعمر فعلا على رأى فريدة انت متعرفش من الشرع والدين غير اللى على هواك واللى يوافق رغباتك بس

واضح ان فادى فيه علاقه بينه وبين امانى مديرته فى العمل زى ما يكون بيكمل مسيرة ان كل اللى فى حياته ستات اكبر منه سننا فامفيش منع انه يحب برضو واحدة اكبر منه

نسمة شكلها بتحب عبدالله بس ياترى هو مشاعره ناحيتها ايه

تيمور وظهوره فى حياة فريدة اللى ابنها بيحاول يرجع العلاقه بينها وبين ابوه الغبى المستفز

حبيت الاحداث تسلم ايدك لى عودة ان شاء الله


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 10:07 AM   #155

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
الفصل الاول والثانى

بداية مشوقة جدا

اسرة بدور المكونة من فادى وفدوى وفريدة

فريدة عنيها اتفتحت على حب عمر ابن الجيران اللى بادلها الحب وكلل حبهم بالزواج بالرغم من اعتراض امه لحقدها على فريدة الصغيرة انها تتجوز فى حين ان بنتها نسمه اطلقت وهى فى بداية حياتها وتعليميا ضايعه ياعنى لا تعليم ولا زواج

ابتدت ام عمر تدفع ابنها بعد زواجه من فريدة انه يعوق مسيرتها الدراسية بدون ما يشعر بحمل وولادة واهتمام بالاولاد وقعاد فى البيت وفريدة انشغلت فعلا بس واضح انها بالرغم من تقصيرها فى دراستها الا انها قدرت تكمل وتتخرج

بس صدمتها كانت بعد الحب والعشرة والاولاد يجى عمر ويقولها خلاص انتى دورك لازم تشاركك فيه واحدة قدرت تدخل لحياتى واحبها زيك وعايز ارتبط بيها وكل دا بمسمى دا شرع وحقه

ايه الاستفزاز دا ياعمر فعلا على رأى فريدة انت متعرفش من الشرع والدين غير اللى على هواك واللى يوافق رغباتك بس

واضح ان فادى فيه علاقه بينه وبين امانى مديرته فى العمل زى ما يكون بيكمل مسيرة ان كل اللى فى حياته ستات اكبر منه سننا فامفيش منع انه يحب برضو واحدة اكبر منه

نسمة شكلها بتحب عبدالله بس ياترى هو مشاعره ناحيتها ايه

تيمور وظهوره فى حياة فريدة اللى ابنها بيحاول يرجع العلاقه بينها وبين ابوه الغبى المستفز

حبيت الاحداث تسلم ايدك لى عودة ان شاء الله
اشكرك حبيبتي ام زياد


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 10:59 AM   #156

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد الفصل التاسع هينزل حالا بأذن الله

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 11:34 AM   #157

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع

اقتربت من باب مكتبه بتردد فهي منذ ماحدث بينها وبينه يوم الخميس الماضي وحرب النظرات الصامتة والكلمات المُبهمة التي دارت بينهم و هي لا تستطيع أن تواجهه...لا تعرف مالذي دهاها يومها وجعلها تتحدث هكذا..
منذ ذلك اليوم وهي تتجنبه تماماً وعندما كان يحتاج أي أوراق أو ملفات تخص العمل كانت ترسلها له مع شادية أو مع ماهر وكانت تتحجج بضغط العمل؛؛
حتي عندما كان يمر عليها في مكتبها كانت تتهرب من نظراته وتضع وجهها في الأوراق حتي يمشي من أمامها حائراً من أمرها......
وعندما كانت تأتي عينيها في عينيه صدفة كانت تمتليء عينيها بالدموع ...
أصبحت لاأراديا كلما جاءت عينيها في عينيه تنتابها هذه الحالة..تمتلئ عينيها بالدموع فور أكتشافها ضعفها وقلة حيلتها...وهو يحاول أن يجتذب معها أطراف الحديث عله يفهم منها شيئاً فتتهرب منه بجبن .. الي أن حسمت أمرها وهاهي تطرق بابه حتي تنهي مهزلة المشاعر هذه...طرقت طرقتين مُتتاليتين وفتحت الباب فوجدته جالساً علي مكتبه يُباشر أعمال المشفي كالعادة وما أن رأها حتي قام من مكانه... دخلت هي وأغلقت الباب خلفها في نفس الوقت الذي أتي فيه ووقف أمامها مُباشرة كان يضع البورتريه الذي رسمته له علي الحائط خلف مكتبه مُباشرة نظرت الي البورتريه خلفه بشرود وحاولت أن تنهي الموقف سريعاً فقالت له بوجه وملامح جامدة:"أنا أريد أن أترك العمل" أرتفع حاجبيه معا ولم ينطق وما أن وجد صوته حتي قال لها وهويبسط يده أمامها:"تعالي فريدة أجلسي"..
تقدم وجلس علي الأريكة المجاورة للنافذة وأشار لها للجلوس علي المقعد المجاور له...جلست وهي شاردة الذهن .كانت ملامحها شاحبة جميلة في ذات الوقت وبشرتها خالية من أي أثر لأي زينة وشفتيها الورديتان محمرتان من كثرة ضغطها عليها بأسنانها .
أخذت تفرك يديها في بعضهم بتوتر فلاحظ حركتها وشعر أن هناك مايزعجها وغالباً هذا الشئ يتعلق بحوارهم الأخير معاً
قال لها بنبرة لاتعكس كل قلقه الداخلي وهو ينظر الي عينيها نظرة ثاقبة:"من الذي ضايقك هنا وجعلك تتخذي هذا القرار؟"..
قالت وهي ترفع وجهها لتواجهه وتواجه عينيه اللاتي لاتسمحان لها أن تحيد عنهما :"لم يضايقني أحد أنا أريد أن أترك العمل"...قال وهو يقطب جبينه:"لماذا يافريدة؟"...قالت باقتضاب :"لأسباب خاصة بي"... ظهر القلق علي وجهه فذم شفتيه وظهرت لمحة غضب في عينيه قائلاً:"هل ستعودين الي والد أبناءك وهو من فرض عليك ذلك؟"..
نظرت له باستغراب مالذي جعله يظن ذلك ولماذا أصبح دائم السؤال عن هذا الأمر في الفترة الأخيرة قالت له باقتضاب :"لا لم يفرض أحد علي أي شيء أنا من أريد ترك العمل"...
نظر اليها يحاول ثبر أغوارها فشعر أن هناك شيء يخصه أو هكذا كان يتمني .... ولكن لا المكان ولا الزمان يسمحان في الاستطراد في هذا الامر فقال لها يحاول أمتصاص توترها:"حسناً حتي لو أردت ترك العمل لابد أن تعطينا فترة حتي نجد موظف غيرك فلابد أن تستمري معنا حتي هذا الوقت"
أمتقع وجهها ولم تعرف بماذا ترد ...هل ستستطيع الأستمرار معه في العمل بعد الان ..نظر اليها ورأي حيرتها وأشفق عليها وتمني لو يستطيع أن يمحو عن عينيها الحزن بقبلة طويلة علي عينيها الحبيبتين ....حسم أمره هو الأخر....
سيتدبر وقتاً مُناسباً ليفاتحها في أمرهم فهو لن يستطيع الأنتظار أكثر من ذلك...
قطع صمتهم صوت رنين هاتفها الذي أخرجته من جيبها ورأت هوية المتصل فانفرجت أساريرها فجأة بعد أن كانت واجمة وأجابته قائلة:"أهلا أبي كيف حالك؟؟
أنقبض قلبها فجأة عندما سمعت صوته وبدا الزعر علي وجهها حين قالت :"نعم نعم دكتور تيمور معي لاتقلق سنأتيك حالاً..."
..نظر اليها تيمور بقلق وقال:"ماذا هناك؟"..أغلقت الخط وانتفضت واقفة وقالت له :"دكتور فؤاد مريض هيا بنا نذهب اليه حالاً".
أنتفض هو الأخر وقال بجزع:"ماذا به؟"..قالت ونبضات قلبها تتسارع :"لديه ضيق في التنفس وضربات قلبه سريعة " ....
أسرعا الخطوات معا بشكل أشبه بالهرولة وكل من كان يقابلهم من موظفي المشفي يتعجب لحالتهم الي أن هبطا للأسفل ففتح تيمور سيارته عن بعد وما أن وصل اليها حتي أشار الي فريدة لتستقل المقعد المجاور فأسرعت لتجلس بجواره وأنطلق بسرعة بالسيارة أما هي فمسكت هاتفها وأتصلت بسالم قائلة له بتوتر:"سالم دكتور فؤاد في شقته مريض هل معك المفتاح الاحتياطي؟"قال سالم بسرعة وهويهرول لداخل غرفته ويبحث عنه :"نعم نعم معي ها أنا وجدته سأصعد له حالاً"..أنهت معه المكالمة ونظرت الي تيمور الذي أزدادت ضربات قلبه بشكل ملحوظ وظهر الخوف جليا في عينيه ..كان يقود بيد واحدة ويده الأخري ينقر بها بعصبية علي المقود تارة وعلي تابلوه السيارة تارة أخري ...حاولت فريدة تهدئته فقالت له بصوت مُرتعش:"تيمور لاتقلق..هو حدثني بنفسه وسمعت صوته بالتأكيد نفس الدور الذي أتي الأسبوع الماضي"..
نظر اليها تيمور نظرة مُدققة وصمت فهي غالباً لم تُدرك أنها لأول مرة تنطق أسمه مُجرداً...نظر الي الطريق أمامه مرة أخري وقال بوجوم دون أن ينظر اليها :"لقد ظهرت نتيجة التحاليل وقال الطبيب أن لديه أنسداد في شريانين وسيحتاج الي عملية"...
أمتقع وجهها وقالت بذعر :"متي حدث هذا لم أعرف بهذا الأمر"..
قال لها وهو يضع يده علي جبهته بقلة حيلة:"بالأمس فقط"...شعر بالخوف والقلق يكادان يفتكان به فضغط علي البنزين علي أقصي سرعة حتي يلحق بوالده
*********
جلس في شرفة منزله يشرب كوب الشاي الذي قام بعمله لنفسه بعد أن تناول أفطاره وأدي صلاة الظهر....
كان التلفاز مفتوحاً كالعادة سواء يشاهده أحد أو لا كان المسلسل العتيق يُعرض للمرة التي لايعرف عددها مسلساً عمره من عمر أبناؤه ومع نهاية الحلقة أرتفع صوت المطرب بشكل مؤثر أثر فيه هو شخصياً ولامست الكلمات وتراً حساساً في قلبه ...
متسرسبيش ياسنينا من بين ايدينا ولاتنتهيش ده أحنا يدوب أبتدينا واللي له أول بكرة هيبان له أخر وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا ....
شرد ذهنه مع الكلمات..هل حقا تسرب العمر من بين يديه؟؟ يتذكر أنه بالأمس فقط كان شاباً صغيراً يبدأ حياته وهاهو قد تجاوز الخامسة والستين في لمح البصر ..
كيف مر العمر بهذه السرعة؟؟نظر أمامه الي الشارع المكتظ بالناس وقال مُحدثاً نفسه ليست المشكلة في أن العمر مر المشكلة أنه مر وجعل ظهرك مُثقلاً بالأعباء ياأبراهيم...
نظر الي كريمة التي تجلس أمامه في غرفة المعيشة يراها من مقعده في الشرفة وهي تجهز لطعام الغداء هاهي أكبر مشكلاته في الحياة تجلس أمامه..
قال بصوت مسموع :"اللهم لا أعتراض"..
فجأة علت أصوات طرقات حادة علي باب الشقة أجفلته فقام مُسرعاً ليفتح وما أن فتح الباب حتي وجد عمر أمامه يتطاير الشرر من عينيه يمسك بذراع نسمة ويدفعها بعنف الي الداخل وهي وجهها كله تحول الي اللون الاحمر القاني ...قامت كريمة وقالت بهلع:"ماذا بكم ماذا حدث؟؟قال عمر بصوت عال غاضب :"أسألي أبنتك "..نظرت كريمة لنسمة التي هرعت الي والدها وهي تبكي بصمت بدموع حارة بلاصوت وقالت لها بجزع:"ماذا فعلتي؟"..لم ترد نسمة فضمها والدها وقال لعمر بحدة:"ماذا حدث أنطق "...
قال عمر بغل:"الهانم ابنتك سمعتها بأذني تتحدث مع عبدالله تعرض عليه نفسها كزوجة ..هو يبحث عن زوجة تتقبله لعدم الأنجاب ثم أرتفع صوته بحدة قائلاً وأبنة الأصول تقول له أنا موجودة"..
ضربت كريمة علي صدرها قائلة بصدمة:"ولم تجدي ألا عبدالله العقيم حتي تتزوجيه؟"..نظر اليها عمر نظرة خطرة وقال لها بحنق:"هل مشكلتك الوحيدة عدم أنجابه؟وأن كان ينجب لن تمانعي في أن تعرض نفسها عليه بهذا الشكل السافر؟"..قالت كريمة مُستدركة وهي تنظر بغيظ الي نسمة :"لا بالطبع ولكنها ترفض رجال لاعيوب بهم فأتعجب من حالها ليس أكثر"...
نظر ابراهيم لأبنته نظرة صارمة هو دائما لين القلب معها لم يعرف معها طريق العنف فيكفيها مُعاملة أمها لن يكون هو وهي ولكن في هذا الأمر لابد أن يفهم بالضبط ماذا حدث..فقال لابنته بحزم:"أحك لي أنت يانسمة ماحدث لن أستمع لأحد غيرك"..نظرت الي والدها لاتعرف ماذا تقول فصرخ عمر في وجهها قائلاً:"قولي لهم ماحدث بالضبط "..
شعرت بالخزي في هذه اللحظة..
تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها ماذا ستقول لهم؟ أن لسانها خانها وقال مايتمناه قلبها!..هي فقط خافت أن يُقدم بالفعل علي زواج أمرأة أخري وقتها كانت حتما ستموت فأرادت أن تُعطي حُبها فرصة الظهور ولو لمرة واحدة وليتها مافعلت ليتها ماتت قبل أن تقول وتحرج نفسها بهذا الشكل.
فتحت فمها لاتعرف ماذا ستقول فارتفع صوت جرس الباب مُنقذاً مؤقتاً لها ..
ربما تكون هذه فرصة لتفكر في بضع دقائق أضافية في مخرج من هذا المأزق رغم شعورها أن عقلها بالفعل أصابه الشلل...
نظرت الي الباب تُري من ذلك الذي أنقذها ولو مؤقتاً من هذا الموقف الحرج؟....كان أبراهيم الأقرب للباب فتقدم وفتحه ليجد عبدالله يقف أمامه بكدمة زرقاء أعلي وجنته ....تقدم عبدالله خطوتين للداخل فقال له عمر بنبرة خطرة :"ماذا تريد لماذا أتيت الي هنا؟"..
نظر عبد الله الي نسمة والي وجهها الذي تحول للون الاحمر وقال بغضب وهو ينظر الي عمر :"ماذا فعلت بها هل مددت يدك عليها؟؟...
هدر عمر فيه قائلاً بشراسة:"ومادخلك أنت أضربها أو أكسر عظامها... ".قال ابراهيم لعمر موبخاً:"لايصح هذا ياعمر"..ثم توجه بنظره الي عبدالله قائلاً بنبرة خاصة بعد أن أغلق الباب:"كما أنني أريد أن أفهم بالضبط ماذا حدث لأني لم أفهم من عمر شيئاً"
مسكت نسمة رأسها بيديها وقد علمت أنها نهايتها فأردف عبدالله قائلاً بحنق :"أنا فعلاً أريد الحديث معك ياعمي أبراهيم أفضل من الحديث مع أعمي القلب والبصيرة هذا الذي لكمني ولم يعط لي فرصة..أنا كنت بعد أذنك أريد أن أتقدم اليك لطلب يد نسمة وكنت فقط أسألها أولاً عن رأيها حتي لايحدث أحراج أن تقدمت ولم يكن هناك قُبولاً هي لم تقل شيئاً سوي أنها موافقة وهو سمع عبر الهاتف الذي نسيته نسمة مفتوحاً وأنقلب هو بهذه الطريقة كما تري"...
نظرت نسمة الي عبدالله بملامح مصدومة أما عمر فقد زمجرقائلاً بشراسة:"ولكن هذا الحديث لم أسمعه ماسمعته هو.."...
قاطعه عبدالله قائلاً له بقرف:"ومنذ متي وأنت تري أو تسمع...عامة أنا حديثي الأن مع عمي أبراهيم وليس معك"...تقبض عمر بغيظ وهو يقف مكانه بجوار كريمة التي ألجمتها الصدمة أما نسمة فقد مادت الأرض تحت قدميها ولم تدري بنفسها وهي تسقط علي الأريكة التي كانت تقف بجوارها
*********



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 11:36 AM   #158

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أنهت فدوي المُحاضرة هي وسامر وقبل أن تخرج من القاعة وهي تلملم أدواتها همس سامر بجوار أذنها قائلاً:"لا تمشي مُباشرة يافدوي أريدك في أمر هام"..رفعت عينيها الي عينيه فوجدت بهما القليل من التوترالي جانب شيء أخر لم تستطع تحديده بدقة..
أومأت له برأسها ثم خرجت وأنتظرته ببهو المركز وما أن خرج لها حتي أقترب منها قائلاً بجدية:"هل نستطيع الجلوس في أي مكان هادئ خارج المركز حتي نستطيع التحدث؟"...
قالت له بأسف :"صدقني ياسامر لن أستطيع..أنا لا أستطيع أخفاء شيء عن فادي وأن علم سيغضب بشدة..ثم أردفت ممكن أن نجلس مع أروي لتقول لي ماتريد"...نظر اليها وابتسم نصف ابتسامة قائلاً:"أريدك بمفردك يافدوي"...أمتقع وجهها وشعرت بضربات قلبها تتسارع في حين قال هو بعد تفكير :"حسنا تعالي هناك مكان هنا نستطيع الحديث فيه بهدؤ"..
سار أمامها للخارج فلحقت به فأذا به يشير لها علي السلم في أتجاه الصعود قالت له باستفهام:"الي أين؟"...نظر اليها وهو يُضيق عينيه قائلاً بنبرة صوت مُختلفة قليلاً:"هل تثقي بي يافدوي؟؟"..
بلا تفكيرأومأت له برأسها بالأيجاب وهذا ماكان ينتظره منها علي مدار الأشهر القليلة الماضية أن تثق به..أن تكون علي أستعداد لتقبله بكل مافيه.
أحيانا لاتحتاج من أشخاص محددون سوي الثقة ...سوي أن يقولوا لك نحن معك مهما حدث.أو نحن معك ونتقبلك بكل مافيك..
.أبتسم لها وصعد الي الطابق العلوي وهي خلفه كان المفترض أن الطابق الخاص بالمركز وباقي الشركات المجاورة لهم هو الطابق الأخير ولم تكن تعرف أن هناك طابقاً أخراً بعده وصلا بالفعل ولم يكن هناك الا باباً صغيراً مُغلقاً أخرج سامر سلسلة مفاتيحه وفتح به هذا الباب المُغلق لتجد فدوي فناء واسع خالي تماماً بمساحة الطابق الأسفل كله وليس له أسقف دلفت الي الداخل ورفعت وجهها الي السماء الصافية وابتسمت فقال لها وهو يلمح أبتسامتها الطفولية :"نستطيع أذن أن نتحدث هنا"..
وجدت مقعداً وحيد مُتهالكاً بجوار الباب من الداخل فتعمدت أن تفتح الباب علي أخره ووضعت الباب أمامه قائلة له بأحراج:"حسناً ولكني لا أريد أن أتأخر "..
أومأ لها برأسه ثم دلف للداخل حتي وصل الي السور العالي ووقف ينظر للأسفل...دلفت خلفه ووقفت بجواره قائلة:"هل تعرف أنني أخاف من الأماكن المُرتفعة قليلاً"..قال لها بأستفهام وهويستدير حتي أصبح مواجهاً لها:لماذا؟"..قالت وهي تنظر للفضاء الواسع خلفها وللسماء الواسعة فوقها وللشوارع المكتظة بالبشر والسيارات وهي تراهم من موقعها هذا بصورة أصغر:"أخاف منها لأني أثناء الزلزال الشهير كنت أنا وأمي وأخوتي في المنزل ولم نستطيع النزول نظراً لتزاحم الناس فأخذتنا أمي وجلست بنا في حجرتها قائلة لن يصيبنا ألا ماكتب الله لنا وقتها أخذت أنظر الي الشارع وأجد أننا بالأعلي ووارد أن نموت من وقتها وأنا لا أحب كل ماهو مرتفع وبمجرد تواجدي في مكان كهذا أشعر بالخوف ولكني في الفترة الأخيرة بدأت في محاولة تجاوز هذا الخوف أحياناً أنجح وأحيانا أفشل"..
نظر اليها بحنان وهو يستكشف كل يوم شيء جديد فيها ثم أردف :"أذن تعالي نتحدث في أي مكان أخر"..أردفت بثقة:"ولكني لا أشعر بخوف الان لا أعرف لماذا.."..أبتسم وهو ينظر لها ثم قال وهو ينظر في عُمق عينيها مُباشرة:"فدوي ..أنا أشعر تجاهك بمشاعر خاصة وأعتقد أنك لاحظت ذلك"...أجفلت فدوي ما أن سمعته ينطق بهذه الكلمات ولم تستطع أن تخفض عينيها عن عينيه اللاتي وقعت أسيرة فيهن منذ لقاء الباخرة فقال لها ما أن رأي ابتسامة عينيها:"السؤال الأن هو هل تبادليني أنت نفس المشاعر ؟.. وضع كفه أمام شفتيها قبل أن ترد قائلاً:.ولكني قبل أن أحاول الحصول علي أجابة سؤالي أريد أن أقص عليك قصة قصيرة ..مط شفتيه وهو يقول لا أعرف هل ستؤثر علي قرارك كما أثرت علي قرار من قبلك أم لا فلزاما علي أن أقصها عليك..لأني أن لم أقصها أنا سيقصها غيري فتسمعي مني أنا أفضل."...
نظرت اليه وقد شعرت أنه سيقول شيء سئ من لهجته فحاد هو بنظره عن نظرها ونظر للبعيد وقال لها :"قديماً كان أبي رحمه الله مُقاولاً ومنذ بداية عمله وهو يعمل مع صديق مُقرب له كانا يقومان بشراء قطعة الأرض وبناءها وبيع الxxxxات والأرباح كانت تتوزع عليهم بالتساوي... ...أستمرت هذه الشراكة بينهم لسنوات وكانت حياتنا وحالتنا المادية وقتها جيدة جداً وما أن عُرفوا في السوق وذاع صيتهم حتي بدأوا يتوسعوا في عملهم هذا وأقترح صديق والدي هذا عليه أن يشتروا قطعة أرض كبيرة في مكان راقي ويبنوا عليها برج أداري تجاري فهو مكسبه أكثر من الxxxxات السكنية...كان يقص عليها بنبرة هادئة ولكن عروق يده كانت بارزة مما يوحي أن بداخله نيران تغلي فأردف قائلاً..وبالفعل أشتروا قطعة الأرض هذه ولأنهم وضعوا كل مامعهم في هذه الأرض فأخذوا دفعات كبيرة من كل المستثمرين أي نظام بيع للوحدة قبل بناءها وطبعا لأنهم معروفون في السوق كانت هناك ثقة كبيرة بهم فباعوا البرج كاملاً وقبضوا ثمنه قبل أنشاؤه وفي نفس الوقت قام أبي بعمل توكيل لصديقه هذا لأنهاء التراخيص والأنشاءات الخاصة بهذه الأرض لأنه كان له من ينهون له هذه الأجراءات بسهولة..غامت عينيه بالحزن وهو يستكمل:لم يكن أبي يُخونه كان صديقه ....فباع صديقه قطعة الأرض وأخذ أموال جميع المستثمرين وهرب وترك أبي يواجه كل هؤلاء وحده"...وضعت فدوي يدها علي فمها من الصدمة فأكمل هو دون أن ينظر اليها:"دخل أبي السجن بالطبع بعد تقديم محاضر جماعية ضده بما أنه هو الموجود وصاحبه هرب وبعدها أصبح كل شخص بكلمة من يقول أن أبي شريكه وهما أتفقا علي هذه الحيلة ..ومن يقول أن أبي بالفعل أخذ نصيبه وقام بتخبئته وسيسجن عدة عوام ويخرج ليتمتع به....ومن لم يظن به شيء سيء علي الأطلاق أيضا لم يعذره فالقانون لايحمي المُغفلين كما قالوا وقتها..
وصل كل ذلك الي أبي في حبسه وساءت حالته الصحية والنفسية كثيراً..والي أن تمكن أعمامي من بيع قطع أراضي لديهم لتسديد هذه الديون كان قضاء الله قد نفذ ومات أبي قهراً في محبسه...قالها بمرارة وقد غامت عينيه بالدموع ولم يستطع أن يواجه فدوي الواجمة المصدومة ...أكمل حديثه قائلاً: كانت أسوء أيام عمرنا كنت وقتها في العاشرة وبعد عدة سنوات عرفنا أن ذلك الرجل خسر كل أمواله في الخارج ومات قهراً هو الأخر... قال بفتور وهو يضرب حصاة واقعة أرضاً بطرف حذاؤه :المهم ربتنا أمي وتعبت من أجلنا كثيراً حتي كبرنا نحن وأرتاحت هي الأن بفضل الله.كانت فدوي واجمة لاتعرف ماذا تقول..
..قال وهو مازال يحيد بنظره عنها: ظننا أن الأمر أنتهي عند هذا وقلنا أن أبي وظالمه عند الحكم العدل وسيقتص له من ظالمه .وعند الله تجتمع الخصوم.
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا والأضرار التي أصابتنا كانت أكبر فكلما كان يتقدم عريساً الي أخت من أخواتي ويعرف كانت بالطبع الزيجة لاتكتمل بسبب ماضينا هذا .أردف وهو يضيق عينيه بألم...هن تزوجن الحمد لله جميعاً الان من رجال محترمون ولكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود ..صمت قليلاً ثم أشار بكلتا يديه بحركة مسرحية :ونأتي الي ماتعرضت له أنا جراء هذا الأمر وضع يده علي جبهته وقال عندما كنت بالجامعة أحببت زميلة لي وكانت هي الأخري تحبني وعندما أنهينا دراستنا وتقدمت لها وسأل عني والدها رفض رفضاً قاطعاً بسبب هذا الماضي الذي لادخل لي به ....ضحك ساخراً وهو يقول:والغريب أنها وافقت والدها وقتها وقالت لي لن أستطيع أن أقف أمام أبي ...
غامت عينيه بنظرة حزن ثم أردف :بالطبع أخذت سنوات وسنوات حتي نسيتها تماماً ..وما أن تجاوزتها وظهرت في حياتي فتاة أخري أحببتها أكثر من حبي للأولي وهي بالمناسبة تقرب لراوية وما أن عرفت حقيقة الوضع حتي قالتها لي في وجهي :أنا لن أقبل أن يكون جد أبنائي عليه سابقة مُسجلة ..شعرت فدوي عند هذه النقطة بالحزن يمزق قلبها لقد أحب مرتين حباً كبيراً فهل أصبح في قلبه مكاناً خالياً لها؟؟؟....قطع افكارها قائلاً وهو ينظر أرضاً ويتجنب النظر في عينيها :وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير ومن وقتها وأنا قاطعت الحب والزواج ..لأول مرة منذ بدأ حديثه مع فدوي يلتفت اليها كان يتحدث وهو ينظر للبعيد حتي يستطيع أن يخرج كل مابداخله.قال لها وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله...هل علمتي لماذا أجلت سماع رأيك حتي تأخذي وقتك وتفكري قبل أن تعطيني رداً ربما كان أهلك مثل أهل رغد ولن يوافقو أن سألوا علي وعلموا وربما تكوني أنت ك سما وترفضين أن يكون جد أبناءك له سابقة....
نظر اليها ووجدها تضع قبضتهاعلي فمها في صدمة ونظرات عينيها تُغني عن أي كلام ..كانت أول مرة تتعرض لموقف كهذا وشعرت بكم من القهر أن يتعرض شخص كوالده لكل هذا الظلم .....
شعرت بالشفقة عليه أن عاني في حياته كل هذه المُعاناة.
كانت نظرات عينيها تجمع مابين الحزن عليه وعلي ماضيه وماضي أسرته؛؛ وبين الألم علي قلبه الذي كُسر مرتين ولا تعرف هل سيكون لها مكاناً فيه أم لا؟فربما يفكر بها فقط كزوجة وليست كحبيبة....
ولكنها غالباً أخذت وقتاً طويلاً في صدمتها هذه ...وقتاً جعل سامر ينظر الي الأرض بعدما يأس من ردها وهو يقول لها :"الأجابة وصلت "
قبل أن يتركها ويقطع المسافة بينهم وبين الباب في أقل من ثانية...فاقت فدوي من شرودها ولم تعرف لماذا هرول هكذا هي حتي لم تخرج من صدمتها بعد هي لم ترد عليه ...هرولت هي الأخري خلفه ولكنها ما أن هبطت خلفه لم تجد له أثراً علي الأطلاق
*****************
وقفت بجواره أمام قسم الأشعة تتطلع الي قلقه وتوتره بقلق وتوتر أكبر منه منذ أن ذهبوا الي الدكتور فؤاد ووجدوه مُتعبا بشدة وأخذوه الي المشفي وهم من حجرة الكشف للتحاليل للأشعة ...
لأول مرة تري تيمور علي حالته هذه... وهي قلقة علي الدكتور فؤاد من جهة وحزينة علي حالة تيمور من جهة أخري ...
ما أن خرج المُمرض من الحجرة وهو يدفع المقعد المُتحرك الذي يجلس عليه الدكتور فؤاد حتي هرعت فريدة وتيمور اليه في نفس الوقت فمسكت فريدة يده بقلق وقال تيمور للرجل بقلق أكبر:"مابها الأشعة؟"..
قال الرجل :"سنأخذ الدكتور الي حجرته الأن والأشعة سنرسلها لدكتور هشام ليراها"...أومأ له تيمور برأسه وسار بجوار فريدة والرجل الذي يدفع المقعد حتي وصلوا الي غرفته ووضعوه علي السرير
جلست فريدة بجواره وقالت له لتطمئنه وهي تربت علي كتفه :"لاتقلق أبي وعكة صحية وستمر بأذن الله"
جلس تيمور علي المقعد المجاور لسرير والده من الجهة الأخري وربت علي يده فقال فؤاد بأنهاك:"أنا لست قلقاً حبيبتي قضاء الله كله رحمة وفي النهاية لا فرار لنا من قدر الله الا الي قدر الله ..."نظرت فريدة الي تيمور بقلق فوجدت نفس قلقها في عينيه فمد فؤاد كفه الي فريدة فوضعت كفها في كفه ..ومد كفه الأخر الي تيمور فوضع هو الاخر كفه في كف والده فوضع فؤاد كف تيمور فوق كف فريدة وقال له بنظرة حانية وصوت واهن :"أنا فقط أريدك أن حدث لي أي مكروه أن تضع فريدة في عينك..هي أمانة في رقبتك وأنت تفهمني"...
أجفلت فريدة مما تسمعه وأرتجفت يدها تحت يد تيمور فضغط الأخير علي يدها ضغطة خفيفة لا يعرف أن كانت ليطمئنها بها أم ليستمد منها هو الطاقة اللازمة لمواجهة القادم؟
نظرت اليه ونظر اليها نظرة تغني عن أي كلام قبل أن يطرق أحدهم باب الغرفة ويفتح الباب
نظرو اليه فوجدوه الدكتور هشام الأستشاري الكبير المُتابع لحالة الدكتور فؤاد وما أن أشار الي تيمور بعينه حتي هرع اليه في الخارج ..
لم تستطع فريدة الأنتظار فخرجت خلفهم فوجدت الدكتور هشام يقول لتيمور:"كما قلت لك بالأمس أنسداد في الشرايين ولابد من عمل قسطرة ودعامات ولن نستطيع التأخر أكثر من ذلك أنت بنفسك شاهدت حالته التي جاءنا بها "...قال تيمور بقلق :"ونسبة نجاح العملية كبيرة بأذن الله كما قلت لي بالأمس"...
قال الدكتور هشام بلهجة عملية :"دكتور تيمور أنت معنا في المجال وتعلم أن نسبتها بأذن الله عالية ولكن مشكلتنا الوحيدة فقط في السن الدكتور فؤاد تجاوز السبعين بارك الله في عمره وارد أن يحدث مضاعفات وبالطبع بعد العملية بأذن الله سيدخل العناية المركزة حتي تستقر حالته ولكن ليس هناك أي حل سوي العملية وفوراً نحن لانخاف من العملية قدر خوفنا من المضاعفات بعدها"...
وضعت فريدة قبضتها المكورة علي فمها فقال تيمور بقلق :"فوراً متي؟؟"...قال هشام :"أنا أري أن كل تحاليله تسمح بدخوله عمليات الأن فالوقت ليس في صالحنا"تسمر تيمور في مكانه لايعرف بماذا يرد ..رغم كونه طبيباً ويقوم بعمل عمليات يومياً فهذا عمله أما أن يكون قطعة منه من يتعرض لهذا الموقف فالأمر مُختلفاً تماماً ...
نتحدث دائما عن الشجاعة ونحث غيرنا علي الأقدام ...ونكتب مُجلدات عن الرضا بالأقدار مادام الأمر لايمت لنا بصلة ...وماأن يقترب الخطر منا أو من أحباءنا حتي تسقط كل المثاليات الزائفة حتي يتملكك الخوف..حتي تقف في لحظة عاجزاً عن أتخاذ قراراً كنت تحث غيرك وهو في موقفك يوماً ما علي أتخاذه بسرعة...
صمت تيمور قليلاً وأغلق عينيه الي أن وجد صوته وقال للطبيب بتوتر:"حسناً أتخذ اللازم"
قالها له بشرود ووجوم...ربت الطبيب علي كتفه وانصرف ليقوم بتجهيزات العملية.. وقف تيمور تائهاً وبحث في جيبه عن هاتفه ولم يجده فنظر الي فريدة قائلاً ونظرة عينيه تغني عن أي كلام:"لا أجد هاتفي .."....قالت له وقد تذكرت :"فعلاً عندما حدثني ابي في المشفي قال لي أنه حدثك ووجد أن هاتفك مُغلقاً"...
قال لها وهو يتذكر:"أكيد فصل شحنه في مكتبي ..كنت أريد أن أحدث شهاب وأياد لقد سافرا الي بلدة أهل زوجاتهم"...أعطته هاتفها وقالت له :"أتصل بدكتور وليد يشحن هاتفك ويحضره"..أخذ هاتفها وكلم وليد ثم كلم خالته عايدة أخبرها ثم دخلا معا الي الدكتور فؤاد ليخبرانه بالأمر
**************



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 11:38 AM   #159

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أنهي فادي عمله بالمصرف ثم جلس قليلاً مع زملاؤه يتسامرون بعد يوم عمل مُرهق.
جلس فادي بجواره هاني وعلي الجانب الأخر جلست رضوي وتسنيم وبجوارهم علية التي كانت واجمة علي غير عادتها قالت لها رضوي في محاولة لأستكشاف مابها:"مابك علية "...قالت بضجر :"معي ملفات كثيرة سأأخذها معي الي المنزل أستاذة أماني تريدها علي مكتبها في الصباح لا أعرف كيف سأنجزها "..
قالت رضوي بتشفي غير مُعلن:"كل هذا لمصلحتك حبيبتي حتي تتعلمي وتكتسبي خبرة كلنا في بداية عملنا حدث هذا معنا"...
مطت علية شفتيها بضيق وقالت :"حسناً سأمشي أنا "ثم قامت بالفعل تُلملم أغراضها.. قال لها فادي:"ألن تجلسي معنا قليلاً؟"...قالت بفتور:"ومن يقوم بعمل كل هذا الكم.."ثم أشارت الي الملفات التي تحملها.....
كان يريد أن يأخذ منها بعض الملفات ليساعدها فيها ولكنه يعلم أنه لو قام بهذا أمام رضوي وتسنيم فلن يسلم من لسانهم فأثر الصمت وقامت هي بالفعل وأعقب أنصرافها أنصراف رضوي وتسنيم ...
جلس فادي مع هاني يتحدثون قليلاً ...فهاني هو أقرب زميل له في المصرف يتحدثون بأريحية معاً يخرجون أحياناً كثيرة معا..قال هاني لفادي وهو يقترب بمقعده منه:"كنت أريد أن أأخذ رأيك في أمر ما"..
أنصت له فادي بأهتمام فأكمل هاني قائلاً:"مارأيك في رضوي؟"...قال فادي بتركيز:"من أي جهة؟"..
قال هاني :"أريد أن أتقدم لها"...
تهللت أسارير فادي وقال بحماسة:"ممتازة جداً..حقيقة بنت لاغُبار عليها هل فاتحتها؟"...
قال هاني بأحراج :"صراحة هي مُقلة جداً في الحديث معي وأخاف ألا يكون هناك قُبولاً وترفضني وأري أنك أنت وهي وتسنيم علاقتكم أقوي بأعتباركم فريق عمل واحد وتم تعينكم معاً في يوم واحد وكنت أريدك أن تفاتحها أنت أولاً وأن وجدت قبولاً منها أتحدث أنا معها"...قال فادي ببساطة :"حسناً لايوجد مشكلة غدا بأذن الله أفاتحها في الأمر"...
أنطلق صوت رنين هاتف متواصل بجوارهم فأخذا يبحثان عن مصدره حتي وجد فادي أنه يأتي من مكتب علية فاقترب من المكتب ليجدها قد نسيت هاتفها ومكتوب علي الشاشة أبي أجاب الأتصال قائلاً:"السلام عليكم"..قالت علية:"وعليكم السلام...أنت فادي مضبوط؟"...قال لها مُتهكماً:"لا أنا اللهو الخفي"...
قالت له بضجر :"كفاك سخافة ظننت أنني نسيته في المواصلات الحمد لله أنه معك"...قال لها :"حسناً هو معي سأعيده لك في الغد بأذن الله"...
صاحت فيه :"وهل سأتركه معك أنا للغد أنا لاأضع له كلمة مرور".....لمعت عينيه بخبث قائلاً:"جميل أنك نبهتيني لهذا الأمر لأنك لو لم تقولي لي هذا كنت سأظنه بكلمة مرور ولم أكن لأحاول فتحه فليس هناك بنات ساذجة هكذا هذه الأيام تترك هواتفها بلا كلمة مرور:"....قالت له بلهجة خاصة:"فادي أبي بجواري ويريد أن يُحدثك"..رفع حاجبيه معا وما أن سمع صوت الرجل حتي أعتدل فادي فجأة في وقفته كأن الرجل يراه بالفعل فقال والدها:"السلام عليكم يابني "..قال فادي بأحترام زائد:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"..
قال الرجل بهدؤ:"علية كما تري نسيت هاتفها هل ممكن تقول لي أين أنت حتي أتيك لأأخذه "...قال فادي بتهذيب :"لايصح طبعاً قل لي حضرتك العنوان وسأحضره حالاً"
أعطاه الرجل العنوان وماهي الا ربع ساعة حتي كان تحت بيتهم فالبيت لايبعد كثيراً عن المصرف ...
فكر فادي أن يتصل بالرجل ليهبط له ويعطيه الهاتف ولكنه وجد أن من الذوق أن يصعد هو اليهم...
وجد طفلاً صغيراً لم يتجاوز العاشرة فقال له:"حبيبي هل تعرف أين تسكن علية؟"
قال الولد بتفكير :"من علية؟؟؟"..قال فادي:"منزل الاستاذ جمال"..قال الولد:"نعم نعم علا..في الدور الثالث"....
ربت فادي علي رأس الطفل ثم فتح بوابة البيت ودلف للداخل كان المنزل من الطراز القديم ولكن ليس مُتهالكاً كانت بوابة المنزل مصنوعة من خشب الأرابيسك وما أن دلف للداخل حتي وجد السلالم أيضا خشبية مُفرغة علي أشكال هندسية رائعة التصميم.
أبتسم وهو يتحسس الخشب بأصابعه..
وكان قد لاحظ أن الحي ايضا هذا هو الطراز المعماري السائد به كان من الأحياء التي بها طابع أثري تذكرك بالزمن الجميل ....
وصل للطابق الثالث ولم يجد به سوي شقة واحدة طرق بابها وماهي ألا ثواني وكانت علية تفتح له الباب وهي ترتدي جلباب بيتي طويل عليه أشكال كارتونية مُضحكة وترفع شعرها الناعم علي هيئة ذيل حصان فنظر اليها ولم يتمالك نفسه من الضحك فوضعت يديها في خصرها أعتراضاً علي تهكمه ثم مدت يدها له قائلة :"أعطني هاتفي"..قال لها مُضيقاً عينيه :"ماذا به الهاتف لتخافي عليه لهذه الدرجة؟"..
قالت له وهي تزفر بضيق :"ليس لك دخل أعطني أياه"...
ظهر فجأة خلفها والدها قائلاً بصوت رخيم:"أهلا بني تفضل"...في نفس الثانية أعتدل فادي في وقفته ووقف كعسكري مُلتزم أثناء مرور قائده ...نظر الي الرجل وجده سمح الوجه بشوشاً غالباً في النصف الثاني من الستينات.. فمد يده اليه مُحييا بأدب وعلية تشاهده وهي ترفع حاجباً واحداً لا تصدق هذا الأعتدال والأدب المُفاجئ أخرج فادي الهاتف من جيب بنطاله وأعطاه لعلية بأدب قائلاً:"تفضلي أنسة علية"..
حاولت لملمة أبتسامتها ومدت يدها وأخذت الهاتف فقال والدها:"تفضل بني لايصح أن تأتي هذا المشوار ولا تدخل"...ثم أفسح له الطريق للدخول
دخل فادي بعد ألحاح الرجل وجلس في حجرة المعيشة التي كانت نوافذها هي الأخري من الأرابيسك كمدخل المنزل تماماً كانت غرفة مريحة نفسياً بها عدة أرائك مُريحة في الجلوس وتلفاز يذيع مُسلساً مُدبلجاً ..وأصوات الصخب الذي يأتي من الشارع تجعلك تشعر أنك معهم بالأسفل شعر أن المكان مُريح وبه حياة خاصة مع رائحة الطعام الشهي التي تُعبئ المكان..
جلس فادي وجلس بجواره والد علية وماهي الا ثواني حتي دخلت والدتها تُرحب به وفي يدها منشفة تجفف بها يدها .... أمرأة تبدو في أواخر الخمسينات أو أوائل الستينات ممتلئة قليلاً بيضاء البشرة تماما كابنتها تبدو عليها الطيبة صافحته المرأة بمودة قائلة:"أهلا وسهلاً حبيبي أتعبناك والله جزاك الله خيراً"..
قال لها بعد أن وقف وصافحها :"لا تقولي هذا ياأمي تعبكم راحة"...للحظة دمعت عينيه فأغلقهما بسرعة حتي يتحكم في هذه الدمعة وقال لهم:"أستأذنكم أنا"...
قالت والدتها بجدية :"لايصح يابني نحن وقت غداء قل شيء ياجمال"..قال الرجل الوقور بجدية:"نعم بني أجلس لايصح"...
قالت علية وهي تنظر اليه:"هو لابد أن يذهب ياأمي لأنه لابد أن يتناول الغداء مع أخته"...
قالت صفاء أمها بطيبة:"يأكل شيء هنا وشيء هناك"..قال فادي وهو يبتسم ابتسامة طفولية:"هي تريدني أن أمشي ياأمي حتي تأكل هي البامية والملوخية وحدها"..قالت علية بحيرة:"من أين عرفت أننا نطبخ اليوم بامية وملوخية"...قال لها:"من الرائحة طبعاً رائحة الطعام تفوح من مدخل العمارة"...
قالت صفاء بجدية:"أقسم بالله لن تنزل حتي تأكل معنا منهم ثم ربتت علي صدره فأصدرت أساورها الذهبية التي تملأ يدها رنيناً وقالت له أنا مثل أمك"..
قال لها وقد عادت دمعة التأثر الي عينيه:"حضرتك بالفعل بك شبهاً كبيراً من أمي رحمها الله منذ أن دخلت وأنا أتعجب من هذا الشبه ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وكان يضع صورة والدته خلفية علي هاتفه وما أن رأتها صفاء حتي لمعت الدموع في عينيها هي الأخري فبالفعل كان هناك تشابها بينهم فقالت له بتأثر:"رحمها الله ياحبيبي وجعلك خير خلف لخير سلف....وماهي الا دقائق وكان الطعام موضوع علي الطاولة وفادي يجلس مع علية وعائلتها يتناول طعام الغداء في جو أسري أفتقده هو وأختيه منذ وفاة والديهم ...
رائحة الطعام البيتي الشهية مع وجود الوالدين وما يضفيانه من بهجة بتواجدهم مع شقاوة علية ودلالها علي أبويها وحنانهم ولينهم معها كل هذه الأجواء أضفت علي المكان بهجة جعلته يتمني المكوث معهم وقتاً أطول
**************
وقفت فريدة مع تيمور ووليد وعايدة أمام حجرة العمليات ينتظرون خروج الدكتور فؤاد بفارغ الصبر فهو قد دخل الي العمليات منذ أكثر من ساعتين...
التوتر يسود المكان والخوف يخيم علي الجميع...
ولكن تيمور كان له وضعاً خاصاً لقد كان القلق والخوف ينهشانه نهشاً فليس هناك خوفاً أو قلقاً كالخوف والقلق علي والديك ...
ربما يعوض الله الرجل بزوجة عوضاً عن زوجة..
أو يعوض المرأة برجل عوضاً عن رجل...
ربما يعوضك الله عن طفل رحل بطفل أخر.
يعوضك عن خيبة وخذلان ويجبر بخاطرك جبراً يليق به.
ولكن الاب والام أن رحلا من الحياة فلن يعوض غيابهما أحد علي الأطلاق لن تجد منهما نُسخا أضافية مهما جُبت أرجاء الكون
أن قلبت الأرض من مشارقها الي مغاربها فلن تجد البديل..أن رحلوا أنطفأ نورهم وأنطفأت أنت مدي الحياة..أن رحلوا هم وصعدوا الي السماء بأرواحهم أخذوا روحك معهم لتظل طوال العمر جسداً بلا روح..قلبك ينبض ولاتعرف طعماً للحياة...
أخذ يتحرك بتوتر في الرواق جيئة وذهاباً الي أن أختفي عن أنظارهم تماماً ...
كان الوقت قد تأخر وأبناءها عادوا من المدرسة بالفعل فحمدت الله أنها تُعطي عبدالرحمن مُفتاحاً لمثل هذه الظروف ولكنها لم تكن تريد أن تتركهم بمفردهم كثيراً أتصلت بفدوي فلم ترد ..
فاتصلت بفادي الذي كان للتو يودع والد علية..قال لها:"أهلا حبيبتي كيف حالك؟"...
قالت له بصوت متوتر :"أين أنت ؟"..
قال وقد أستشعر توترها:"أنا كنت بمشواراً ماذا بك؟"..قالت له بقلق:"دكتور فؤاد في العمليات الأن وأنا معهم في المشفي والأولاد في البيت فهل من الممكن أن تذهب لتجلس معهم حتي يخرج من العمليات وأطمئن عليه"...
قال لها وهو يضيق عينيه:"أنت مع من بالضبط في المشفي؟...وأي مشفي ؟"...قالت له:"مع دكتور تيمور وخالته عايدة وأبناؤه الأخرون في طريقم لم يأتوا بعد في مشفي......."..
قال وهو يغير طريقه بالسيارة حتي يذهب اليهم:"حسناً فريدة لا تقلقي عليهم أنا في الطريق "..
أنهت معه المُكالمة وأخذت تبحث عن تيمور بعينيها فلم تجده أستأذنت من عايدة التي كانت تجلس في مقعد وترتدي نظارتها وتقرأ في كتاب الله وسارت لاتعرف أين ذهب وأين تجده ..
نظر اليها وليد وقد فطن أنها تبحث عنه...
سارت هي بأتجاه الرواق الأخر في نفس طابق العمليات حيث غرفة الدكتور فؤاد التي أقام بها منذ أن دخل المشفي في الصباح ....
وقفت أمام الغُرفة المُغلقة ..تفكر هل هو بالداخل أم ذهب الي مكان أخر... طرقت علي الباب طرقتين متتاليتين ثم دلفت الي الداخل فوجدته بالفعل يجلس علي الأريكة الصغيرة المجاورة للسرير يضع وجهه بين كفيه ويسند مرفقيه علي فخذيه.. كان يبدو عليه الأنهاك والحزن والقلق ....لم تتحمل هي أنه تراه هكذا فدخلت وأغلقت الباب وأقتربت منه فعلم أنها هي من صوت حذاءها الذي يقترب منه...
قالت له بنبرة صوت مُتألمة علي حاله:"لاتقلق سيكون بخير بأذن الله"...رفع وجهه اليها وهالها أحمرار عينيه الشديد ولمحت في عينيه نظرة عجز وقلة حيلة ...
جلست بجواره وحاولت النطق بأي شيء أخر فلم تقدر فمصابها مثل مصابه...... غامت عينيها بالدموع والتزمت الصمت فقال بألم وهو ينظر اليها:"لي سنوات بعيداً عنه وعندما قررت أن أستقر بجواره هل من الممكن أن يتركني هو"..
أرتجفت شفتيها لمجرد خاطرة أنه من الممكن أن يرحل عن الحياة وقالت بهمس:"لا تقل هذا بالله عليك بشر ولا تنفر فقد قال الله تعالي أنا عند ظن عبدي بي فظن بالله خيراً"...
تجمعت دموع غالية في مقلتيه وهو يقول لها :"ونعم بالله ولكنك سمعتي الطبيب ثم جز علي أسنانه بعجز وأردف بضعف :أن حدث له شيء سأموت يافريدة لن أتحمل فراقه... عندما كنت مُسافراً كنت أنزل اليه في الأجازات وكان يأتيني وهذا كان يهون عليا الكثير ولكني حقاً لن أتحمل فراقه.... كنت أنا بعيداً وكان هو موجوداً..أما أن أكون أنا قريباً ولايتواجد هو ....لم يستطع أن يكمل كلماته وغلبته دموعه فأغلق عينيه ووضع رأسه بلا مُقدمات علي كتفها في حركة أجفلتها ...
تخشب جسدها للحظات وازدادت ضربات قلبها ولم تدري ماذا تفعل ..هل تدفعه بعيداً عنها وتترك له الغُرفة؟؟...
نتمسك بقناعاتنا ومبادئنا طويلاً ولكن يأتي وقتاً تسقط فيه هذه القناعات أمام سطوة مشاعرنا وهذا ماحدث لها بالفعل...حثها عقلها علي الأبتعاد عنه في هذه اللحظة خاصة أنهم في غرفة المشفي ووارد أن يدخل أي شخص في أي وقت ..حثها عقلها علي الهرب من أمامه في هذه اللحظة فلم يحدث معها مثل هذا الموقف من قبل...هي لم تضعف من قبل..لم تستسلم لمشاعرها من قبل.
ولكن قلبها خذلها كان يضرب في صدرها كطبول الحرب ولم يستطع تنفيذ أوامرعقلها ويبتعد ....وكيف تفعل وهو الحبيب الغالي الذي تراه لأول مرة بهذا الضعف والأنكسار....كيف تبتعد بعدما أراح رأسه المُتعب علي كتفها وشعرت بدمعة ساخنة علي جلدها تسربت عبر قماش حجابها الشيفون الخفيف ...عند هذه النقطة لم تستطع وهي تشعر بجسده ينتفض فوضعت كفها علي كتفه بحنان دافق وصله في لحظتها..وأحاطت مؤخرة رأسه لاأراديا بكفها الأخر وتخللت أناملها خصلات شعره الناعمة ببطء ..كان كطفل صغير يريد من يهدهده وكانت هي خير من تقوم بهذه المهمة ...ولكنها لم تكن بالقوة الكافية فقد كان جسدها ينتفض وضربات قلبها غير منتظمة .جعلت جسدها يميل للخلف قليلاً..شعر هو بها فوضع كفيه علي خصرها يدعمها ...كان يتمني أن يضمها الي صدره ليستمد منها الطاقة اللازمة لهذا الموقف ولكنه لجم نفسه وأكتفي بهذا القدر من القرب الذي لم يكن يحلم بنصفه ..أكتفي بقربها هذا منه...أكتفي بدعمها له ..أكتفي برائحة عطرها التي تسللت الي أنفه ماأن أقترب منها وهو الذي كان يتعمد السير بجوارها فقط ليتشممه ...كان يراها توزع حنانها واهتمامها علي الجميع وكان يتوق أن يأخذ نصيبه من هذا الحنان وهاهو يضع رأسه علي كتفها ..يشعر بانتفاضة قلبها في صدرها كعصفور مبلول.. هذا القلب الذي كان يدق بصوت تستطيع سماعه علي بعد عدة خطوات وهي تغمره كطفل صغير ...لم تشعر بشيء بعدما استسلم القلب وعطل جميع مهام العقل بشكل لا أرادي..كانت تشعر أنها تطفو فوق سطح الماء معه ..لم تشعر أنها علي الأرض الا حينما رن هاتفها في جيب بنطالها فانتفضت مبتعدة عنه بسرعة لتعود الي أرض الواقع ...ألتقطت هاتفها بسرعة فوجدت أن المتصل هو فادي ....أمتقع وجهها وسقط الهاتف من يدها علي الأريكة فالتقطته مرة أخري وردت عليه قائلة بتهتهة :"نعم فادي "...قال فادي وهو يسير ببطء في الرواق ينظر في أرقام الغرف :"أين أنت بالضبط يافريدة ؟"...قالت له بدون تفكير:"أنا في غرفة الدكتور فؤاد "..قال لها :"مارقمها؟"...قالت له بتوتر :"رقمها..."
قال لها :"حقاً...ها أنا أمامها لقد قالوا لي في الأستعلامات رقم الطابق ولم يقولوا رقم الغرفة"...
وضع يده علي مقبض الباب فسقط قلبها في قدمها ونظرت الي تيمور بصدمة وقد أنعقد لسانها عن الكلام


نهاية الفصل التاسع
قراءة ممتعة
هستني أراءكم علي الفصل
وكل عام وأنتم بخير




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 12:58 PM   #160

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الايادى يا هوبا تيمور و فريدة لازم نجوزهم
قبل لما بجيولنا العار و فادى يقفشهم متلبسين
سامر عانى كتيير و فدوى جميلة بس سامر
معقد و هيتعبها معه
فادى لازم يحس بغلطته فى حق نفسه و يبعد
عن العجوزة المتصابية امانى الحقودة المنفسنة
اللى عايزة تلحق القطر على حساب فادى الغبى

Heba aly g likes this.

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.