آخر 10 مشاركات
اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          22 - ضربة شمس - اليزابيت اولدفيلد - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          النمرة الشرسة (29) للكاتبة المُذهلة: وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) *كاملة & مميزة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-20, 04:28 PM   #201

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور علي عبد مشاهدة المشاركة
يعطيك العافية حبيبتي روايه رائعه واسلوبها واهدافها مميز بالتوفيق ان شاء الله وكل عام وانتم بخير وتوفيق وطاعه شهررمضان مبارك عليكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال 🌼🌼
أشكرك حبيبتي وكل عام وأنتم بخير


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 02:21 PM   #202

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الفصول من الثالث الى السادس



منتهى الغرابة تصرف عمر انه فجأة يقرر يتجوز مش بس نزوة او بعد عن مراته بسبب انشغالها

لاء دا فكر وقرر واتصرف بكل وقاحة وانعدام اخلاق ولا حتى راعى مشاعرها وخاف على ولاده من التشتت وهو بعيد عنهم ومقسم نفسه بين زوجتين وبيتين

منتهى الشجاعة تصرف فريدة ومطالبتها بإنها ما يكون ليها شريك فى زوجها صحيح تصرف كسر قلبها بالذات ان الغبى دا فضل كرامته عليها الا انها عملت صح ببعده وخروجها من حياته

مشاعرها لتيمور بدأت تظهر بالذات انه النقيض تماما من عمر وتصرفاته معاها اثناء جوزاهم

فادى بسبب ارتباطة الشديد بامه قدرت امانى انها تستغل النقطة دى وتدخل لحياته بالشكل الغريب دا

امانى طبعا من حقها تعيش وتتجوز بعد ما ضيعت عمرها فى تربية اخواتها بس مع واحد من سنها مش شاب اصغر منها هتشوف فى اى لحظة انها ماتنفعوش ولا تصلح زوجة ليه بدليل انها خايفة من معرفة اى حد بجوازهم دا غير الشغل اللى بدأت تعمله على رضوى عشان تبعد عليه عن فادى ونسيت انها كدا بكل حقارة بتعلق رضوى اكتر بفادى

فدوى ودخول سامر الغريب لحياتها حبيت عفويتها وهدوئها جدا

تسلم ايدك ياقمر


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 05:11 PM   #203

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيتم تنزيل الفصل العاشر حالاً حبيباتي...ولقاءنا القادم بعد أنتهاء شهر رمضان بأذن الله

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 05:13 PM   #204

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر

أقترب فادي من الحُجرة وقال لفريدة وهو يلمح رقمها من علي بُعد عدة خطوات :"حقاً...ها أنا أمامها لقد قالوا لي في الأستعلامات رقم الطابق ولم يقولوا رقم الغرفة"... سقط قلبها في قدمها ونظرت الي تيمور بصدمة وقد أنعقد لسانها عن الكلام وهربت الدماء من وجهها بعد أن كانت الحُمرة تملؤه منذ قليل..
ألتقط تيمور في وقتها مايحدث بالضبط وفطن أنها سيُخجلها أن يراها أخاها معه في الغرفة مُنفردين الي جانب جُلوسهم مُتجاورين بهذا الشكل وملامح وجهيهما تُغني عن أي كلام ....
كل هذا فكر فيه في جزأ من الثانية فقام من مكانه وفتح باب الحمام الداخلي المُجاور له وقال لها بصوت مُتحشرج :"سأدخل الحمام أغسل وجهي"...
دخل الحمام وأغلقه في نفس اللحظة التي فتح فيها فادي باب الغُرفة ليجد فريدة تجلس علي الأريكة وجهها أصفر بشدة وما أن رأته حتي وقفت تفرك يديها في بعضهما بتوتر
فقال لها بقلق وهو يقترب منها ويمسك يديها اللاتي تحولتا الي قطعتين من الثلج :"ماذا بك حبيبتي ماذا حدث؟"...
قالت بصوت هارب منها:"لاشيء... لاشيء أنا قلقة فقط علي الدكتور فؤاد"...
قال لها بقلق:"أين هو الان؟"...
قالت وهي تجذبه من يده للخارج بتوتر:"هو مازال في العمليات أنا كنت ذاهبة للتو ربما يكون قد خرج تعال لنطمئن"...
نظر الي الغرفة الفارغة نظرة مُدققة قبل أن يخرج معها ويُغلق الباب خلفهم فتعلقت في ذراعه بكلتا يديها تستمد قوة مفقودة ويسيطر عليها مزيج من الخجل الشديد والخزي لأنها سمحت لمشاعرها في التغلب عليها ...
وسؤال يتردد في ذهنها كيف ستواجه تيمور بعد ماحدث ؟
كان قلبها ينتفض بقوة وتحاول الثبات حتي لايشك فادي في شيء الي أن وصلت الي حجرة العمليات معه لتجد عايدة ووليد مازالا كما هما علي نفس وضعهم....
أما تيمور فما أن أغلق عليه باب الحمام ونظر الي وجهه في المرأة حتي حمد الله أن ألهمه القيام في هذا الوقت فقد كان مظهره فوضوي بشكل كبير فشعره كان مُشعثاً وعينيه حمراوان ويبدو علي وجهه الأنهاك والقلق..
لو كان فادي شاهدهما معا بملامحه هذه وملامح فريدة كان بالطبع سيتسرب الشك الي قلبه ربما لأشياء لم تحدث ...مال علي الحوض وفتح الصنبور وغسل وجهه وعينيه ومرر أصابعه المُبللة علي شعره بالكامل حتي وصل الي مؤخرة رأسه فأبتسم حين تحسس موضع لمسات أناملها الرقيقة ...
أغلق الصنبور وجفف يديه ووجهه ثم خرج ليطمئن علي والده وما أن أقترب من بدايه الرواق الذي تقع فيه حجرة العمليات حتي لمح شهاب وأياد قادمان عليه يهرولون ...أقترب شهاب وسأله بجزع:"ماذا حدث ؟ماذا به أبي؟"......قال تيمور وهو يربت علي كتفه:"مازال في العمليات أدعو له"...
أما أياد فقد أقترب من تيمور في صمت وارتمي في حضنه ليضمه تيمور في حضن أخوي طويل ويربت علي كتفه بلا كلام فلم يجد أي منهما كلمات مُناسبة تُقال ....أبتعد أياد وهو يمسح عينيه بأنامله فربت تيمورعلي كتفه بخشونة قائلاً :"هيا لنطمئن"...
سار ثلاثتهم مُتجاورين الي حُجرة العمليات وما أن رأتهم فريدة مُقبلين حتي أخفضت وجهها بخجل وتشبثت بكفيها في ذراع فادي ...
أقترب تيمور منهم وصافح فادى ولاحظ أنها تُخفض وجهها وتتحاشي النظر اليه وهي تذم شفتيها ولا تنطق فعرف مُباشرة أنها تشعر بالخجل ....
وقف بجوار أخويه مستندين علي الحائط المُقابل للحائط الذي تستند عليه فريدة وفادي.....
وقف أمامها مُباشرة ووجدها تتشبث أكثر بذراع فادي ولا ترفع وجهها من علي الأرض ..
أشفق عليها من هذا الشعور...
لو تعلم كيف كانت هذه اللحظات من أسعد لحظات حياته لما شعرت بالخجل هكذا ..
لو تعلم كيف شعر بالراحة بعد لمساتها الحانية ..
لوتعلم أنه كان يجلس مُنفرداً حتي لايري أحدا ضعفه و هي الوحيدة التي تمني أن تكون بجواره ..وأن في نفس اللحظة التي فتحت هي فيها باب الغُرفة كانت صورتها أمام عينه ليجدها أمامه بالفعل ..
هو لم يكن ليسمح لأي شخص أن يري حالته هذه سواها......
قطع عليه أفكاره خروج الطبيب من حُجرة العمليات فاندفع هو وأخوته مُباشرة اليه وخلفهم فادي ووليد وعايدة ....الجميع كان يبدو عليهم الجزع وهم ينظرون في وجه الطبيب المُنهك...
جميعهم ما أن رأوا وجهه شعروا بقلوبهم تهوي في أقدامهم وتخيلوا أسوء السيناريوهات فقال لهم الدكتور هشام:"الحمد لله العملية تمت بنجاح تم عمل قسطرة وتركيب دعامتين بالطبع تعلمون حساسية العملية وأنه لابد أن يدخل العناية المُركزة ولكن لاتقلقوا بأذن الله سيكون بخير"...
وضعت فريدة التي تقف خلفهم جميعاً يدها علي قلبها الذي كاد أن يتوقف
وتنفسوا جميعا الصعداء فقال تيمور للطبيب بتوتر:"هل من الممكن الأطمئنان عليه ؟"...
قال الطبيب :"هو سيخرج الان علي العناية المُركزة وستطمئنون عليه بأنفسكم ولكن أنت تعلم أن العناية لها نظام مُشدد قليلاً لراحة المرضي ليس ألا"..
أومأ له تيمور برأسه فانصرف الطبيب وماهي الا دقائق حتي خرج الدكتور فؤاد علي سرير يدفعه أثنين من المُمرضين فاندفع الجميع اليه فأومأ لهم برأسه وأشار بيده قال له شهاب بلهفة :"أبي كيف تشعر هل تشعر بأي ألم "..
همس بشفتيه مُتمتماً بالحمد لله فقبل تيمور يده.. وقبل أياد جبهته ثم أخذوه سريعاً الي غرفة العناية المُركزة المُجاورة لحجرة العمليات ولم يُسمح لأحد بالدخول....
بعد عدة دقائق قال فادي لفريدة التي ماتزال مُلتصقة به بشكل غير طبيعي:"أذهبي أنت يافريدة الي الأولاد وأنا سأبقي هنا"...
قال تيمور وهو يُربت علي كتفه بمودة رغم التوتر الذي يبدو علي ملامحه لمرض والده :"لا فادي أذهب أنت الأخر معها فكما تري هو الحمد لله بخير والجلوس هنا لن يفيد أذهبوا أنتم وسوف أطمئنكم بأذن الله "..
قال فادي وهو يُربت علي كتفه:"حسناً سأهاتفك لأطمئن وأن أحتجت أي شئ لاتتردد في الأتصال بي"
أخذ شقيقته الواجمة التي تتعلق بذراعه كطفلة صغيرة ووجهها خالي تماما من الدماء وسأل نفسه هل حالتها هذه بسبب مرض الدكتور فؤاد فقط أم أن هناك سبباً أخر؟
*************
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بطنين في أذنيها مع كلمات مُبهمة لا تدرك مصدرها فأخر ماتتذكره أنها سمعت عبدالله يطلب يدها من والدها وبعدها لم تدري بشيء...:"نسمة ..نسمة ....هل أنت بخير أم نُحضر الطبيب ياأبنتي؟"....
سمعت والدها ينطق بهذه الجملة وهو ينظر اليها بقلق..... كان جالساً بجوارها بينما والدتها تجلس علي طرف الفراش وعمر يقف عند باب الغُرفة المٌغلق ينظر اليها بقلق ....قالت له ما أن وجدت صوتها:"أنا بخير أبي لاتقلق ...ماذا حدث؟؟"....
قال عمر بتهكُم وهو يضع يديه في جيبي بنطاله :"الذي حدث أنك لم تتحملي وسقطتي مغشيا عليك ما أن سمعت العرض الذي لايُصدق من الكونت عبدالله "..
أشاحت بوجهها بعيداً عنه بينما قال أبراهيم بحدة:"كفاك ياعُمر وأخرج لصاحبك طمأنه أنها أصبحت بخير..
ثم استدرك قائلاً بسرعة ..لالا أنتظر أنت حتي لاتتشاجرا كالأطفال مرة أخري أنا من سيخرج له"....
نهض بالفعل وخرج لعبدالله الذي كان يقف بالخارج علي أعصابه وما أن رأي باب الغُرفة يُفتح ويخرج منه ابراهيم حتي هرع اليه فقال له الأخير بحزم:"هي بخير الحمد لله أذهب أنت الي بيتك ياعبدالله وفي الغد نتحدث بأمر الله فالأجواء الان مشحونة "...
نظر اليه عبدالله بقلق قائلاً:"عمي بالله عليك لاتدعه يؤذيها"...أبتسم أبراهيم قائلاً:"هل توصيني علي أبنتي؟وهل يستطيع هو المساس بها وأنا موجود...ثم ربت علي كتفه وقال له غدا في نفس الوقت تكون عندي ونتحدث فيما تريد بأذن الله"
أنصرف عبد الله وهو يشعر بالقلق عليها ..هبط درجات السُلم ببطء وحانت منه أبتسامة ..لم يكن يتوقع أن تكون نسمة بهذه الشجاعة....لم يكن يتوقع من الأساس أن تطلب طلبها هذا...هي بالنسبة له كانت أخت صديقه ...لايعرف لماذا لم يُفكر فيها من قبل ...خرج بالفعل الي الشارع الواسع وسار بين الزحام والصخب الذي بداخله يغطي علي صخب السيارات والبائعين ...
متي كان سيفكر فيها من الأساس فطوال عمره وهو متزوج ولم يكن يشاهدها الا دقائق معدودة وحتي بعد طلاقه عاش سنتان يدور في فلك مها ..وأن لم يحدث ماحدث وأن لم يكن رأها بالفعل وهي تحمل طفلها كان سيظل حاله كما كان...رؤيته لها كانت بمثابة دلواً من الماء المُثلج الذي سقط فوق رأسه ليستفيق ...فبالفعل نسمة لم تكن بحساباته لاهي ولا أي أمرأة....ولكن مادام قرر أستئناف حياته ...ومادام أنه لن يتحمل الحياة وحيداً بعد طلاقه ووفاة والديه وخلو البيت عليه ...ومادامت نسمة هي الأخري ظروفها مُناسبة لظروفه فلما لا؟؟؟...
أبتسم مرة أخري عندما تذكرها وهي تدعي الشجاعة في الجامعة وتقول له أنها موافقة علي الزواج منه رغم أنه لم يطلب يدها من الأساس...... وتذكر شكلها وهي كالعصفورالمُبتل أمام عمر .......وشتان مابين ملامحها في المرتين ...
وتذكر عمر حين لكمه فوضع يده موضع اللكمة بغيظ وقال بصوت مسموع:"أن لم أردها لك أيها الغبي عديم الفهم لا أكون عبدالله"...
وصل بالفعل الي بيته الذي يبعد عن بيتهم بشارعين وفتح باب شقته وأضاء الأنوار ونظر الي الشقة الخالية من الروح والحياة ليدرك أنه بالفعل أتخذ القرار الصحيح...فكل يوم كان يمر عليه وحيداً كان يسأل نفسه:"ماذا لو مت في أي وقت ..من سيشعر بي...هل من الممكن أن أموت ولا يكتشف أحد الا بعد عدة أيام كما يحدث لبعض الناس؟..وكانت هذه الخاطرة تصيبه بالرعب ...
كانت الأيام الماضية من أصعب الأيام عليه ولكنه دوما كان قوياً ولم يسمح لأي ظرف أو أي شخص أن يهزمه ..لقد جرب الحب يوماً...جرب أن يُحب هو بكل جوارحه وفشل فشلاً ذريعاً.... ونسمة مادامت طلبت منه طلباً كهذا فبالتأكيد تشعر بالقبول نحوه وهذا الشعور في حد ذاته جعله يشعر بنوع من أنواع الأنتشاء الذكوري....
في هذه اللحظة هو يشعر بالأمتنان لها لأنها أعادت له ثقته بنفسه بطلبها هذا ....هو يعرفها حق المعرفة ويعرف تربيتها وتنشئتها ويعرف أنها لم تكن لتعرض هذا العرض علي أي شخص أخر بدليل أنها ترفض كل من يتقدم لها ...
لو كانت تريد الزواج من أجل الزواج لكانت قبلت أي شخص ... يشعر أن الله قد أرسلها له في أكثر الأوقات التي يُعاني فيها من الضعف.
وربما سخرها الله له ليجعله يستعيد ثقته في نفسه كرجل أنه مازال مرغوباً فيه .. خاصة أن كان هذا الطلب من أمرأة جميلة مثل نسمة ....ربما يربت الله علي قلبه المُتعب ليقول له أن بعد النهاية هناك دائما بداية جديدة....أنه يستطيع أن يبني حياة أخري ليس شرطاً فيها المشاعر الجارفة ..
بل يستطيع بناء حياة قائمة علي المودة والرحمة
************
يُمكنك أن تظل عُمراً كاملاً لاتستطيع أتخاذ موقف أو قرار ليأتي عليك وقتاً تشعر فيه أنه طفح الكيل وأنك لن تستطيع أن تُكمل حياتك هكذا حتي وأن لم يكن مُتبقي من العُمر الا القليل وهذا ماشعر به أبراهيم وهو يستمع الي كلمات زوجته الحانقة وهي تقول لنسمة التي مازالت في فراشها:"هل حقا أنت موافقة علي الزواج من رجل عقيم؟؟ألا يكفيك أن أخيك لم ينجب حتي الان وابناؤه يعيشون مع أمهم ولانراهم الا قليلاً... تريدين أن تحرميني أنت الأخري من رؤية أبناءك..لماذا يانسمة ماذا ينقصك؟"....
قالت نسمة بتحدي ليس من طبيعتها:"ومن أدراك أنني أن تزوجت سأنجب ..ربما لاأنجب وأنا سبق وطُلقت ولم أنجب"
قالت كريمة بولولة:"أنت تعرفين جيداً أن المرأة الظالمة أمه هي من أطلقت هذه الشائعة وهي السبب في طلاقك وعندما أخذتك أكثر من مرة للطبيبة قالت أنك ليس بك أي عيب"..قالت نسمة بأرهاق:" وأنت تعلمين أيضا أنه ماأن تزوج بعدها حتي أنجب أي أنه وارد أن يكون هناك عيباً من جهتي أنا أيضا"....
كان عمر يشاهد مايحدث أمامه من حرب نسائية حادة بين أمه وأخته وهو صامتاً فهو رغم حنقه وأحراجه مما حدث صباح اليوم الا أن عبدالله يعز عليه ..هو كأخيه تماماً ولا يري به عيباً حتي أن كان لايُنجب.... ولكن القرار الان لنسمة وهي مُوافقة رغم اعتراض والدته وهو في هذا الأمر لايستطيع أن يؤيد والدته فأثر الصمت....
أما أبراهيم فقال فجأة بصوت حاد لنسمة:"أنت تريدينه يانسمة؟؟"...
أشاحت بوجهها بعيداً وقالت بخفوت :"نعم"..
قال لها :"حسنا لا كلمة أخري تُقال في هذا الأمر سيأتي غداً وسأتفق معه علي كل شئ "...
قالت له كريمة بحدة:"وأنا غير موافقة"..
قال لها بصرامة ليست من طبعه:"ليس ضروري أن توافقي هي التي ستتزوج لا أنت :"...
أصابها الذهول من لهجته الحادة التي لم تعتاد عليها وقالت له بغل:"حسناً هي قالت له أنها لاتنجب حتي تكون ظروفهم مُتشابهة وأنا سأقول له الحقيقة ولنري هل سيرضاها علي نفسه أن يتزوج للمرة الثانية أمرأة تنجب ويظلمها معه؟؟"...
نظر اليها أبراهيم بذهول وقال لها:"تريدين أفساد زيجة أبنتك؟؟"..قالت بغضب:" بل أريد مصلحة أبنتي وأريد أن أحمل لها ولداً قبل أن أموت"...
كانت تقف بجوار نسمة وكان هو يجلس بجوار أبنته من الطرف الاخر فقام من مكانه ووقف مواجها لها وقال بتحدي :"أن فتحتي فمك أمام عبدالله بأي شيء يُفسد هذه الزيجة ياكريمة فستكونين طالقاً مني..نعقد القران ويتصرفان هما كما يحلو لهما... تقول له هي أولا تقول هذا شأنها"...
فغرت كريمة شفتيها بصدمة وجحظت عينيها ولم تستطع النطق..فقال أبراهيم بحزم :"والان أتركوها لترتاح..هيا جميعكم الي الخارج"...
علم عُمر أن والده ليس في حالته الطبيعية فهو لم يراه علي هذه الحالة أبدا ..والدته دائما كانت هي صاحبة القرار ووالده كان يترك لها أدارة شئون حياتهم سواء راضياً أو مُجبراً...فجذب والدته المذهولة من ذراعها وقال لوالده ليهدئه:"حسنا ياحاج أستهدي بالله وأنت يا أمي هيا معي"..أخذها الي حجرتها أما أبراهيم فربت علي كتف أبنته وتركها وخرج وأغلق الباب خلفه وذهب الي الشرفة حيث كان يجلس في الصباح قبل أندلاع الأحداث
**************
أوصل فادي فريدة الي بيتها ولم يستطع الصعود معها لأنه كان يريد أن يذهب ليطمئن علي فدوي التي لم تكن ترد علي هاتفها طوال اليوم وأكتفت بأرسال رسالة علي المجموعة الخاصة بهم علي تطبيق الواتساب أنها مُرهقة وتريد النوم..
وطوال الطريق وهو يُفكر في فريدة ...
يشعر أنها تخفي شيء ..يراها في الفترة الأخيرة دائما شاردة وواجمة ..هل عادت الي حالتها النفسية السيئة مرة أخري؟
هو يخاف عليها وفي نفس الوقت يريد أن يطمئن عليها ..
يعرف أنها لن تظل علي وضعها هذا طوال العمر هي صغيرة وشابة ووضعها هكذا لايروق له وهي ترفض تماما الرجوع لعمر...وهو يعرف أن عمر مازال يريدها لقد كلمه منذ فترة بالفعل في رغبته للعودة وهو كلم فريدة ولم يجد لديها قُبولا...
المشكلة الوحيدة من وجهة نظره هي وجود الأطفال لو لم يكن هناك أطفالا لما كان هناك رابطا بينهم...
وهو كفادي حين يُفكر يري أن عمر بالفعل أولي بتربية أبناؤه من أي شخص أخر ولكنه يعود ليتذكر مافعله بأخته وكيف كان السبب في مرضها وذبولها لسنوات فتفور الدماء في رأسه ويشعر أنه يريد أن يلكم ذلك المُتعجرف ويقول أن خير مافعلته فريدة معه أنها تركته..
زفر زفرة حارة وهو يقترب بسيارته من منزله وقال لنفسه بصوت مسموع:"الأمر مُعقد يافريدة أكثر من اللازم"

***********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 05:15 PM   #205

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

رن هاتف فدوي الموضوع بجوارها وهي مُستلقية علي فراشها بوجوم منذ عودتها من لقاءها مع سامر..
نظرت اليه بفتور فوجدت المُتصلة هي راوية التي لم تكن تجيبها منذ الظهيرة فالتقطت الهاتف بسرعة وأجابت بلهفة قائلة:"هكذا ياراوية لاتجيبيني كل هذا الوقت؟"...قالت راوية بأسف:"حبيبتي رغما عني أعذريني فوالدة زوجي كانت مريضة اليوم وكنا في المشفي معها وكان الهاتف في حقيبتي وصوته مُنخفضاً ما أن فتحته ورأيت أتصالاتك حتي أتصلت بك"...
قالت فدوي بأسف:"سلامتها ياراوية..حسناً بالتأكيد أنت غير مُتفرغة الان وأنا لا أريد أن أزعجك"...
قالت راوية باهتمام:"لا أطلاقا أنا بالفعل ذهبت الي المنزل هي الحمد لله أصبحت بخير وذهبت الي بيتها وجميع أبناءها معها وأنا ذهبت الي البيت لأطمئن علي البنات...ثم أردفت بقلق: ماذا حدث يافدوي؟"...
قصت عليها فدوي بالتفصيل ماحدث ...فأغمضت راوية عينيها بأسف وقالت بضيق:"أنا لا أعرف حقيقة لماذا تصرف هذا التصرف يافدوي علي أن أسمع منه هو الأخر..ولكني أعلم أن هذا الأمر حساساً جداً لديه "...
قالت لها فدوي بتأنيب:"لماذا لم تقولي لي هذا الأمر من قبل ياراوية؟"...
قالت راوية بجدية:"لأنه أمر لايخصني يافدوي يخصه هو ونحن كأصدقاؤه نعلم لأننا كنا متواجدين معه في هذه الفترة ولكني لم أكن أستطيع أخبارك ربما كان هو سيقص عليك شيئاً ويخفي شيئاً مثلاً فليس من حقي الحديث أعذريني"..
قالت فدوي بصوت باك:"هو ظن أنني مُعترضة أو أنني رافضة للأمر رغم أنني لم أنطق من الأساس لم يعطيني الفرصة لأنطق"..
قالت راوية بعد تفكير:"أو ربما أنت أخذت وقتاً طويلاً حتي تستوعبي الأمر وهذا ما أوحي له بهذا الأمر"..
قالت فدوي بأحباط:"ربما".....
قالت رواية:"حسناً حبيبتي سأحاول أن أصل أليه وأقول لك ماذا فعلت فاهدأي أنت"..
أغلقت فدوي معها وسمعت صوت باب الشقة يُغلق فعلمت أن فادي قد عاد فمسحت وجهها بيديها بسرعة وغطت وجهها بالغطاء وأدارت ظهرها للباب وادعت النوم خيراً من أن يراها بهذه الحالة المُذرية
************
جلست فريدة مع أبناءها في غرفة المعيشة بعد أن جهزت لهم طعام العشاء وتناولوه جميعاً..كانت تجلس علي الأريكة وسهر علي يمينها وتضع فريدة رأسها علي رأس أبنتها التي سألتها قائلة:"جدو فؤاد متي سيخرج من المشفي ياأمي؟"..
قالت فريدة بشرود:"لاأعرف حبيبتي"...
كانت سمر قد نامت وهي تجلس بجوارها من الجهة الأخري فقامت فريدة حتي تساعدها لتضعها في سريرها فقال لها عبدالرحمن الذي كان يتثائب هو الأخر :"أتركيها أمي سأحملها أنا "..
وبالفعل قام وحملها وقامت خلفه أمه وسهر ..
وضعها في سريرها واستلقت سهر علي السرير المُقابل في حين خرجت فريدة بنفس حالة الشرود وخلفها عبدالرحمن الذي لاحظ حالتها فأغلق الباب علي أخوته ووقف مُواجها لوالدته في الرواق قائلاً بقلق :"مابك أمي منذ وصلتي وأنت شاردة هل حدث شيء؟"...
نظرت اليه وقد استطال قليلاً وأصبح في نفس طولها تقريباً أو أطول بضعة سنتيمترات كان يبدو أمامها كشاب أكثر منه طفل وهاهو يشعر بها ويسألها مابها ..
ربتت علي كتفه بحنان وقالت له بحزن:"أنا فقط كنت قلقة علي الدكتور فؤاد "..لمعت عينيها بالدموع فضمها عبدالرحمن اليه وقبل رأسها...وكأنما كانت تحتاج في هذه اللحظة الي هذه الضمة فأحاطت هي الأخري جزعه بيديها والقت رأسها علي صدره ...تماما كما كان يفعل معها وهو صغير حين حدثت خلافاتها مع عُمر ..
كان عبدالرحمن هو الصدر الحنون ...وكان يعرف وقتها أزمتها ويشعر بها ويدعمها...فهل تستطيع الان أن تحكي له عن أزمتها الثانية؟.. هل تستطيع أن تتشبث به وتقول له سبب حزنها؟؟؟عن حبها الذي نمي بداخلها دون أن تدري حتي تمكن منها بغير نزاهة ..تمكن منها حتي سلبها القُدرة علي الفرار ...
بالطبع لا فالأم مُهيئة لسماع مشاعر أبناءها وتقبل أنفجاراتهم العاطفية ولكنهم غير مُهيئين لذلك ..
الأم يجب أن تستمع لهم لا أن ينصتوا هم اليها في أموراً حساسة كهذه...لن يُقَدر الأبن أن أمه مازالت صغيرة ولها حق في الحياة...هو يراها بصورة مثالية ولابد الا تشوه هي هذه الصورة
قال لها عبدالرحمن:"أريد أن أذهب الي جدو فؤاد لأطمئن عليه"...ربتت علي ظهره وقالت وهي تستعيد هدؤها:"بأذن الله ما أن تتحسن حالته ويُسمح بالزيارة حتي أأخذكم معي"...
قبل رأسها مرة أخري قائلاً:"حسنا أمي تُصبحين علي خير"..دخل حجرته أمامها ولم يُغلق الباب حتي ابتسمت له واتجهت هي الأخري الي حجرتها المُجاورة لحجراتهم ..أغلقت الباب عليها من الداخل وخلعت جلبابها القطني الطويل ..ووقفت أمام المرأة بشرود تنظر الي نفسها وهي ترتدي قميص قطني قصير بحمالات رفيعة وشعرها الأسود الطويل يتناثر علي ظهرها وكتفيها أخذت تنظر بشرود الي كتفها الذي كان يستند عليه تيموربأريحية منذ عدة ساعات وضعت يدها تتحسس موضع رأسه الذي لايزال أثره موجوداً لم يبارحها بعد..وأغمضت عينيها وماهي الاثواني حتي انتفض جسدها كله فجأة مع سماعها صوت رنين هاتفها الذي التقطته لتجد أن تيمور هو المُتصل...
أطاحت بالهاتف علي السرير وهي تذم شفتيها حنقاً وخجلاً من نفسها...ماذا يريد؟؟لماذا يتصل؟؟بالطبع أصبح شكلها أمامه سيئاً جداً...لن تستطيع أن تضع عينيها بعينيه مرة أخري ....أنقطع رنين الهاتف وتلقت أشعاراً باستلام رسالة علي الواتساب ...
جلست علي سريرها والتقطت الهاتف وفتحت الرسالة لتجدها منه وكان مضمونها:"فريدة لم لا تجيبين كنت أريد أن أطمئنك علي أبي"....
أغلقت التطبيق ولم ترد عليه فبماذا سترد أن ردت علي رسالته سترد بكلمة واحدة ستقول له "أحبك"..
أما هو فكان في المشفي يسير في الرواق المُقابل لحجرة العناية المُركزة بعدما سمحوا له الأطباء بالدخول لوالده والأطمئنان عليه وعلم أن بقاءه في العناية لعدة أيام هو الأفضل له حتي يتعافي تماماً... كان الجميع مازالوا موجودين عايدة؛وليد؛شهاب؛أياد....
نظر تيمور الي هاتفه وعلم أنها قرأت الرسالة ولكنها لم تكلف نفسها عناء الرد عليه ...هل هي فعلا مُحرجة كما لاحظ ؟؟..وهل تُحرج منه هو!!لقد كانت تتشبث بذراع أخيها وتتجنب النظر في عينيه....هي حقاً لاتعلم ماذا تعني له؟...هما لم يتصارحا بعد...ولكن مابينهم أقوي من أي مُصارحة....
هل يذهب اليها الان الي بيتها مادامت لاترد؟....هل يذهب اليها ليقول لها أنها حبيبته الوحيدة وعليها أن ترفع رأسها في السماء لاتحنيها...لا لايصح بالطبع...هل يرسل لها رسالة ويعترف لها بحبه فيها؟لا أنه يريد أن يواجهها بمشاعره وجها لوجه ويري رد فعلها ...
وضع شهاب يده علي كتفه قائلاً:"تيمور لن يبقي أحد هنا كما تعلم العناية المركزة لايبقي مع المريض أحد هيا بنا ونأتي في الصباح بأذن الله"...
قال له تيمور وهو يبدو عليه علامات الأرهاق :"حسناً فقد تأخرنا بالفعل أنا وخالتك علي البنات....نأتي في الصباح الباكر بأذن الله"..
بعد قليل كان تيمور يفتح باب سيارته لخالته عايدة ويُساعدها في الجلوس علي المقعد المُجاور له بينما ألتف هو حول السيارة واتخذ مقعده وأدار السيارة لتنطلق بهم الي المنزل ...قالت عايدة وهي تلاحظ توتره:"لا تقلق حبيبي سيكون بخير بأذن الله "...
قال لها بارتياح:"الحمد لله الطبيب طمأنني علي حالته"..قالت بشك:"أذن هناك شيء أخر بك"....
قال مُراوغاً:"لايوجد شيء حبيبتي ولكن ظهري يؤلمني بشدة أنت تعلمين حين أتعرض لضغط عصبي يتأثر ظهري ؛أشعر بأن عضلات ظهري كلها مُتشنجة"...
قالت بحنان:"حبيبي بأذن الله تأخذ مُسكناً ما أن نصل الي المنزل"...
لم تكد تتم جملتها حتي أرتفع رنين هاتفها ففتحت حقيبتها وتناولته وجدت أن فريدة هي المُتصلة فقد أخذت رقم هاتفها قبل أن تُغادر المشفي حتي تطمئن منها علي الدكتور فؤاد ورغم تعجب عايدة من ذلك فلما لاتحدث تيمور مُباشرة ألا أنها أعطتها رقم هاتفها ....
ردت عايدة قائلة :"أهلا حبيبتي"....ظن تيمور أنها تتحدث مع أحدي بناته...قالت فريدة التي مازالت تجلس علي سريرها بنفس وضعها :"أسفة علي الأتصال في هذا الوقت ولكني لم أستطع النوم دون الأطمئنان علي الدكتور فؤاد"...
قالت عايدة بمودة:"الحمد لله حببتي هو بخير ونحن جميعنا بعد أن أطمأننا عليه غادرنا المشفي وسنعود في الغد بأذن الله وأنت يافريدة تتصلين في أي وقت حبيبتي"...
ما أن سمع تيمور أسم فريدة حتي انتفض بعدما كان ظهره مُتصلباً من الألم وهذا مالفت أنتباه خالته التي نظرت الي لهفته وازداد يقينها فيما كانت تشُك به ...
قال لها باهتمام:"أعطني أياها أريد أن أحدثها"...
قالت عايدة لفريدة:"تيمور يريد أن يُحدثك"...
فقالت فريدة بسُرعة:"سأحدثكم في وقت لاحق الأولاد يحتاجونني الان السلام عليكم"...ثم أغلقت الخط....
قالت عايدة لتيمور الذي يمد يده ليأخذ منها الهاتف:"أغلقت ..قالت ستتصل في وقت لاحق "....
ظهر الأحباط علي وجهه جلياً فقالت عايدة له بنبرة خاصة:"هل هناك شيء لا أعرفه"...
قال لها بتنهيدة :"حتي الان لايوجد... دعواتك"...
ابتسمت بحب قائلة:"ربنا ييسرلك كل عسير حبيبي ثم أردفت بتردد:هي حقا رائعة ولاغبار عليها ولكن عليك أن تعلم أنها معها أطفال ووالدهم علي قيد الحياة فالأمر ليس هينا"...قال لها ضاحكاً وقد اقتربوا من الوصول الي المنزل:"وأنا أيضا لدي بنات نضع بناتي علي أبناءها وكلانا يأخذ ثوابا في الأخر"..
قالت له بحنو :"تحبها أذن"...
تنهد قائلاً:"نعم...وبشدة...هي فقط توافق وكل شيء فيما بعد أمره هين"...ربتت علي كتفه وكانا بالفعل قد وصلا الي المنزل فقالت:"ربي يُيسرلك الخير حبيبي أينما كان"
******************
في اليوم التالي أستيقظت نسمة في الصباح بعد أن نامت نوماً عميقاً بفضل القرص المُهدئ الذي تناولته حتي تُجبر عقلها علي أن يفصل عن كل أحداث الأمس الصادمة بالنسبة لها وما أن فتحت عينيها واسترجعت كل الأحداث ولامت نفسها علي رد فعلها المُتهور حتي اتخذت قرارها وتناولت هاتفها واتصلت بعبدالله الذي كان لايزال في سريره رغم استيقاظه من ساعة كاملة رن هاتفه فتناوله وأجاب بسرعة ما أن وجد أسمها:"صباح الخير"..قالت له بصوت خافت:"صباح الخير"..
قال باهتمام:"كيف حالك اليوم؟..كنت أريد أن أطمئن عليك ولكن خفت أن يكون عمر بجوارك ويضايقك"...قالت له بصوت مبحوح:"لاعليك"...
قال بترقب:"هل مسك بسوء ؟هل مد يده عليك بالأمس؟"...
تنهدت بصوت خافت من كل هذه الأسئلة وقالت له:"لا لم يفعل شيء"..قال بحنق:"حتي وأن لم يفعل شيء فيكفيك لسانه.."تنحنحت قائلة :"عبدالله من فضلك أسمعني ..أولا أنا أريد أن أعتذر عن الموقف الذي تسببت فيه لك بالأمس فأنت وعمر أصدقاء لكم عُمراً كاملاً ويعز علي أن يكون أول موقف بينكم بسببي ..ثانياً:أنا أعلم أن طلبك بالأمس كان حتي لاتحرجني وأريد أن أشكرك علي هذا ولكنك لست مُضطراً للأستمرار في هذا أنا علمت أنك ستأتي اليوم لوالدي لتتفقوا ..يمكنك التراجع لأي سبب وأنا سأحل الموضوع من جهتي لاتقلق"...
أعتدل في فراشه وقال لها بجدية:"هل غيرتي رأيك أنت؟"....قالت بسرعة:"لا أنا لم أغير رأي ولكني لن أرضي أن أضعك أمام الأمر الواقع هكذا ماذنبك أنت أنني تهورت ونطقت بما لم يكن علي النطق به...أنت لم تكن تفكر بي من الأساس..ثم أضافت بخجل: أنت كنت تقول لي أنك تريد الزواج فقط ولم أكن أنا في حساباتك"....
قال لها بهدوء:"نسمة أنا كنت بالفعل أريد الزواج ولن أجد أفضل منك وخاصة أن ظروفنا مُناسبة لبعضنا البعض أن كنت أنت تتراجعين قولي لي"....
قالت بهمس:"لا أنا لم أتراجع أنا فقط لا أريد أن تتورط في زيجة ليس أكثر"...
قال لها مُبتسماً:"أنا أريد أن أتورط لادخل لك أنت"...صمتت لم تجد ماترد به عليه ولكن وجهها كانت ترتسم عليه الفرحة وهي التي عاشت لسنوات لم تعرف للفرح طريقا....قالت له في النهاية:"حسناً سأتركك الان "..
قال بحماس:"وأنا بعد المغرب بأذن الله سأكون عندكم "...أغلقت معه وقامت لتري كيف هو الوضع بالخارج رغم أنها لم تكن تحب أن تواجه عمر مرة أخري بعد ماحدث وهاهي تسمع صوته بالخارج يبدو أنه قضي ليلته عندهم... زفرت زفرة حارة فلابد من المواجهة أن أجلا أوعاجلاً ...
خرجت من حُجرتها فوجدت والدها ووالدتها وعمر جالسين في حجرة المعيشة فقال لها عُمر مُتهكماً ما أن رأها :"أهلا بالعروس"...أندست بجوار والدها كطفلة صغيرة ولم ترد عليه فقال أبراهيم بوجه عابس:"لا دخل لك بها...ثم وجه نظره لها قائلاً بلين:عبدالله سيأتي في المساء يانسمة كما عرفت أنك تريدينه ..سأتفق معه علي هذا الأساس"أومأت له نسمة بالأيجاب...
فقالت كريمة التي كانت تجلس علي الأريكة المُقابلة لهم وبجوارها عُمر في محاولة أخيرة منها للتأثير علي ابنتها:"ومالذي يجبرك ياابنتي عليه؟؟لقد ظل عشرة أعوام مع زوجته ولم ينجب ثم أردفت بغيظ :وكيف تقولين له أنك أيضا لاتنجبين"...
قالت نسمة وهي تتشبث بذراع والدها:"أمي أنا لايفرق معي هذا الأمر ومن فضلكم جميعاً لا أحد يذكر هذا الأمر أمام عبدالله لانه شديد الحساسية منه"...
قال أبراهيم بحزم:"هي ليست صغيرة وتعرف مصلحتها أتركيها تفعل مايناسبها ثم هي لها سنوات تجلس بجوارك لا زواج ولا أولاد أتركيها علي الأقل تتزوج ويصبح لها بيتا مع رجل مُحترم غير الذي صممتي قديماً علي تزويجها به وكان سبب تعاستها لسنوات"..
قالت كريمة بحنق:"هل أصبحت أنا سبب تعاستها الان وهل تريدون مني أن أغلق فمي ولا أقول لعبدالله أن أبنتي ليس بها أي عيب "..صاح فيها أبراهيم :"نعم لن تقولي له أي شئ بهذا الخصوص مادامت نسمة تريد ذلك أتركيهم يعيشوا حياتهم كما يحلوا لهم ثم أشتد صوته قائلاً:لقد تحدثنا بالأمس في هذا الأمر وأقسم بالله أن فتحتي فمك بشيء مع عبدالله قبل عقد قرانهم وأفسدتي الزيجة سيقع اليمين الذي حلفته بالأمس"....
نظروا اليه جميعهم بذهول علي مدار حياتهم لم يروه علي هذه الحالة أبداً لقد ظنوا أن ماحدث بالأمس كان مجرد أنفعال وقتي لا أكثر وبالطبع لم يكونوا يعلموا بحجم الصراع النفسي الذي كان يعيشه الفترة الماضية وهو يري أن عمره قد ضاع هباءاً ...يستطيع الأنسان أن يتحمل ويغفر لسنوات ولكن ما أن تحدث له أنتفاضة داخلية لن يستطيع أن يلجمه أحد فالنفس كالاناء أذا ضاق بما فيه انفجر
*********
دلفت فدوي الي مكتب راوية ما أن وصلت الي المركز وما أن فتحت الباب وطالعتها راوية حتي استقامت وأقبلت عليها فقد كانت فدوي واجمة بصورة لم تراها عليها راوية من قبل قالت راوية بجزع:"مابك حبيبتي ليس لهذه الدرجة يافدوي بالتأكيد هناك سوء فهم وسيُحل بأذن الله"...
قالت فدوي وهي تعض شفتها السفلي:"ألم يحضر بعد؟"..قالت راوية بأسف :"لا"...
فقالت فدوي :"ولم تهاتفيه؟"...قالت راوية:"من الأمس منذ أن هاتفتيني أنت وهو لايرد علي الاتصال او الرسائل"..
قالت فدوي بخفوت:"أنا فقط أريد أن أفهم ماذا حدث ليس أكثر"...
قالت راوية وهي تُربت علي كتفها:"دعيني فقط أتحدث معه وأفهم منه مالقصة "...أومأت لها فدوي برأسها فقالت راوية بجدية:"المهم أن المحاضرة أوشكت علي البدء وهو لم يحضر والاطفال كلهم بالداخل أدخلي أنت يافدوي الي أن يظهر سامر"...
قالت لها فدوي بتردد:"أدخل المُحاضرة وحدي؟؟ماذا سأفعل؟"...
قالت راوية بلين:"حبيبتي أنت كنت معه طوال الوقت وبالتأكيد تعلمتي منه الكثير وتعلمين أين توقفتم ومن أي نقطة ستبدأون فلن يستطيع أحد منا أكمال مابدأتوه أنتم"...قالت فدوي بخوف :"ولكني وحدي لن أستطيع",,,قالت راوية بتململ:"بل تستطيعين حبيبتي ولا أحد يستطيع أن يُكمل مع هذه المجموعة غيرك أنت وسامر..ثم ربتت علي كتفها مرة أخري قائلة:"باشري أنت عملك وأنا سأحاول أن أصل اليه وأعرف مابه "
أومأت لها فدوي برأسها بوجوم وخرجت من الغرفة كالألة وما أن دخلت قاعة المُحاضرات ووقفت أمام الأطفال حتي تنفست بعمق وحاولت أستجماع شجاعتها وحاولت أن تنسي مؤقتاً ماحدث بالأمس...وقالت وهي تنظر للجميع بصوت هادئ:"من منكم يستطيع أن يُذكرني أين توقفنا في المُحاضرة السابقة؟"
*************



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 05:18 PM   #206

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد الظهيرة في المصرف ..
قامت رضوي لتُسلم بعض الملفات لرئيستها في العمل الاستاذة أماني فقام فادي خلفها وما أن خرجت من مكتبها حتي أقترب منها قائلاً بلهجة جادة وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله لتنزاح سترته للخلف بشكل عفوي يزيده جاذبية :"رضوي أريدك في أمر هام خمسة دقائق فقط بعد أذنك"...
نظرت رضوي اليه بهيئته الجذابة هذه وشعرت أنه يريدها في أمر هام يبدو هذا من لهجته ..تُري ماذا يريد منها؟؟؟هل نجحت نصائح أماني وأتت ثمارها معه ؟لا تعرف لماذا يتسرب اليها هذا الأحساس أنه يريد أن يُحدثها في أمر الأرتباط ...
كل هذا دار في ذهنها في جزأ من الثانية فقالت له بصوت عذب :"حسناً ولكن هل سنتحدث هنا؟"...
نظر حوله وكان المصرف غير مُكتظ بالعملاء فقال لها وهو يشير لها الي أحد المقاعد الخالية الخاصة بالعملاء:"خمسة دقائق فقط يارضوي تعالي أجلسي"...
جلست بجواره تفرك كفيها بخجل ورفعت عينيها الي عينيه تنتظر ماسيقوله فقال لها مُبتسماً:"هاني حدثني بالأمس في أنه يريد أن يتقدم لك فهو معجب بك منذ فترة وكان يريد أن يعرف رأيك أولاً حتي لا يكون هناك حرجاً أن لم يكون هناك قبولا من جهتك"...
الصدمة أم خيبة الأمل أم كلاهما سيطرا عليها في هذه اللحظة؟..
لم تستطع أن تخفض عينيها المذهولة عن عينيه ....
كانت تنتظر أن يصارحها هو بحبه فصارحها بحب رجل أخر....
كانت تنتظر منذ سنوات اليوم الذي يتقدم لها فيه ليأتي اليوم الذي يتقدم بالنيابة عن صاحبه
ما مهزلة المشاعر التي تعيشها هذه؟...
ما أن لاحظ جمودها وذهولها حتي قال لها ساخراً :"بالتأكيد لاتصدقين أن هناك عريساً يتقدم اليك ويحبك أيضاً "...قالت له وهي لاتزال علي وضعها:"من الذي يتقدم لي؟"...قال بنفاذ صبر:"هاني يارضوي هاني صلاح زميلنا"..
ما أن وجدت صوتها حتي قالت له بنبرة حملت كل الحنق والألم:"وهاني لم يجد غيرك حتي يقول له هذا الأمر؟"...قال لها فادي بنبرة خطرة:"ماذا تقصدين بلم يجد غيري؟"...
قالت له وهي تنهض من مكانها وتذم شفتيها حتي لاتنفجر في البكاء:"لا أبداً أقصد شكراً لتعبك معنا وأنا سأتحدث مع هاني بنفسي في هذا الأمر وأعطيه ردي"...
ضرب فادي كفاً بكف قائلاً:"لاحول ولاقوة الا بالله خيراً تعمل شراً تلقي"
قامت رضوي من أمامه وذهبت الي الحمام وما أن دخلت حتي أغلقت الباب علي نفسها وانخرطت في البكاء ..وقفت أمام المرأة تنظر الي بشرتها القمحية التي تحولت للون الأحمر من أثرالبكاء ولم تُصدق أنها وُضعت في هذا الموقف الصعب .....
أما فادي فما أن عاد الي مكتبه حتي وجد علية مُتجهمة تنظر في الأوراق التي أمامها باقتضاب فقال لها:"مابك أنت الأخري"..
لم تجبه ولم تنظر حتي اليه فقال بصوت مسموع:"مابهم بنات المصرف اليوم؟"
ولم يكن يعلم أنها كانت تتابعه بتركيز عندما قام خلف رضوي ووقف معها يتحدثون بصوت غير مسموع وجلسا مُتجاورين بعيداً عن الجميع وكل ماكان يشغلها في هذه اللحظة في أي شيء كانا يتحدثان بعيداً عن الجميع .....
بعد أن أنتهت مواعيد العمل الرسمية كلم فادي أماني علي الهاتف وقال لها:"أماني أصرفي السائق أريد أن نخرج قليلاً معاً "..قالت له:"ألم تقل أنك ستأتي في المساء؟"...قال لها وهو يخرج من باب المصرف لينتظرها في سيارته التي يصفها في أخر الشارع :"نخرج معاً قليلاً ثم نذهب الي المنزل"..أبتسمت قائلة :"حسناً حبيبي عشرة دقائق وأكون عندك"...
************
وصل سامر الي العمل وما أن دلف الي المركز حتي أخبرت السكرتيرة راوية كما طلبت منها...
قامت راوية مُسرعة وطرقت علي مكتبه ودخلت مُباشرة ...
كان وجهه مُتجهماً هو الأخر كفدوي تماماً ...كان يقف أمام النافذة فقالت له راوية بهدوء:"هل يمكننا الحديث قليلاً؟"...قال باقتضاب:"في أي شيء تريدين الحديث؟"..قالت له بهدوء :"أجلس ياسامر أولاً"..
جلس بجوارها وهو مُتأكد أن فدوي قصت عليها ماحدث فبادرته هي قائلة:"فدوي قصت علي ماحدث بالأمس ولا تعرف لماذا غضبت منها وحالتها صعبة جداً ياسامر"...نظر اليها وابتسم بتهكُم قائلاً:"حالتها صعبة من ماذا؟؟مما سمعته وأذي مشاعرها؟من أن أبي كان عليه قضية و مات في السجن وأنني رُفضت مرتين لهذا السبب"...
قالت له راوية باستنكار:"ماذا تقول ياسامر البنت بالفعل كانت مذهولة مما سمعته ليس أكثر أنت تعلم أن فدوي بلا خبرات في الحياة فبالنسبة لها ماسمعته كان قمة في الظلم .ولم تكن تتوقع أن يكون حدث معك هذا.هي أشفقت عليك ليس أكثر"...
نظر اليها سامر بحزن قائلاً :"راوية ..أنا توقعت أن تكون فدوي مُختلفة عن أي فتاة أخري ولكني رأيت بنفسي رد فعلها..ثم أردف وهو يجز علي أسنانه:تماماً كرد فعل رغد وسما ياراوية ...نفس الأنطباع ..نفس نظرة العين ..أنا توقعت من فدوي غير ذلك وهذا ماصدمني..توقعت أن تقول لي لاعليك لايهمني أي شيء سواك هي حتي لم تنطق حرفاً واحداً من الصدمة"...
نظرت اليه راوية بحيرة قائلة:"هل أنت فعلت كل هذا لمجرد أنها صمتت؟لمجرد أنك كنت تتوقع شيء في عقلك هي لاتعرف عنه شيء وعندما لم تجد رد الفعل الذي كنت ترسمه في عقلك أنقلبت عليها بهذه الطريقة؟أنت توقعت ردة فعل تتناسب مع مواقفك السابقة التي لاتعلم هي عنها شيء والتوقعات هذه أسوء مايفعله أي أنسان لو كنت أنتظرت وسمعتها لم يكن قد حدث هذا"..
قال بحنق ممزوج بالألم :"أنا جُرحت مرتين من قبل لم أكن لاتحمل الثالثة ياراوية"....قالت بيأس :"المشكلة بك أنت ياسامر وليست في فدوي أنت حقاً لست سوي نفسياً فيما يتعلق بهذا الأمر"..
قال بحنق:"تُدافعين عنها فقط لانها صديقتك"...
قالت بتهكم :"الان أصبحت صديقتي ألست أنت السبب الرئيسي في هذه الصداقة؟..عامة هي لم تكن تقصد ماوصل لك وأعتقد أنك تريد أن تهدأ قليلاً وتنسي الماضي بتفاصيله ولا تحاسب البنت علي أخطاء غيرها" ...قامت من مكانها لتخرج فنهض خلفها وقال لها بضيق:"ليس لدي قابلية لأي شيء أنا سأعود الي المنزل"..خرج في نفس الوقت الذي خرجت فيه فدوي من قاعة المحاضرات فالتقت عينيها بعينيه في نظرة خاطفة ولكنه لم يتوقف وغادر المركز كله ..
تقدمت فدوي من راوية وقالت لها بتوتر:"هل عرفتي منه شيئاً؟"....تنهدت راوية قائلة:"هو متوتر قليلاً فقط ...سامر حساس وأحداث الماضي أثرت فيه بشكل كبيرلذلك أتركيه قليلاً حتي يستعيد هدوئه أنا قلت له أنك لم تقصدي ماوصل له ولكني أري أنه أستعاد ذكريات التجربتين اللاتي خاضهما سابقاً ...:كان يتوقع منك رد فعل مُختلف حتي يشعر من داخله أنه مقبولاً في كل حالاته ...نظرت الي فدوي بتعاطف وربتت علي كتفها قائلة :أنا طبعاً لا ألومك علي شيء لأنك لم تكوني تعلمين أي شيء عن هذا الماضي ...للأسف سامر كان يحتفظ بذكريات مؤلمة ويتوقع منك التصرف بطريقة لاتوجد الا في عقله هو فقط "....
أغمضت فدوي عينيها وفتحتهما ببطء وتنهدت تنهيدة حارة وقالت بخفوت:"لماذا لاتكون الأمور أيسر من ذلك؟؟لماذا هذه التعقيدات في العلاقات؟أنا طوال عمري كنت أنتظره ...أنتظره هو دونا عن كل الرجال وعندما أجده أجد كل هذا الكم من التعقيد... ماهذا الحظ"...
ربتت راوية علي كتفها فقالت فدوي بيأس :"حسناً سأمشي أنا الأخري"..قالت راوية بابتسامة مُشجعة:"الأمور ستتحسن أعطه وقته فقط"..أومأت لها برأسها ثم غادرت بكم هائل من الأحباط يكفي سُكان العالم أجمع
***********
جلس فادي مع أماني في ذلك المطعم الأنيق الذي يتناولان فيه طعامهما دائما وبعد أن تناولوا طعام الغذاء قال لها بجدية :"أريد أن أتحدث معك في أمر هام"...
نظرت اليه وكانت تشعر من البداية أن هناك شيئاً بالفعل...فأومأت له برأسها فقال وهو ينظر في عُمق عينيها بجدية :"لابد أن نُشهر زواجنا ياأماني كفانا كل هذا الوقت أنا لن أستطيع الأستمرار في هذا الوضع"...قالت له بهدوء :"لماذا مالذي حدث ؟"...
قال لها بحدة:"وهل لابد أن يحدث شيء لنعلن زواجنا ألم تكوني تحتاجي لفترة حتي تستطيعي أن تواجهي أخوتك والجميع وهانحن أتممنا العامين الي متي سننتظر ؟"...قالت بتردد :"أنت تعلم يافادي أن الأمر ليس سهلاً كما تدعي"...قال وهو يتطلع الي الخوف الذي ظهر في عينيها وأصبح لايجد له مُبرراً :"بل هو أسهل مما تتخيلي ...ليس لأحد دخل بحياتنا أنا وأنت أخترنا بعضنا البعض وليس لأحد أيا كان أن يتدخل وأنت يجب أن يكون لديك قدراً من الثقة بالنفس ولا تسمحي لأي أحد أن يهز ثقتك هذه"...
قالت والدموع قد بدأت في التجمع في عينيها:"الفرق بيننا ليس عام أو أثنين يافادي"...قال وهو يضرب كفا بكف:"وما دخل الأعوام الان في أنني أحبك...ثم أردف بلين:أماني ألا تنظري الي نفسك في المرأة الا ترين كيف أنت جميلة بل أجمل من أي أمرأة...أنا عن نفسي لم أري في حياتي من هي أجمل منك ...ولا أعطيك سناً أكثر من الخامسة والثلاثين"...
أبتسمت ما أن سمعته يهمس بهذه الكلمات ثم قالت بتردد:"ولكن في العمل الوضع سيبدو صعباً"..
قال وهو يميل علي المنضدة ويستند علي سطحها بمرفقيه:"الوضع سيكون صعباً ياأماني بالفعل لو لم نقول.. أنت منذ ترقيتك الأخيرة كان الأحري بنا الأعلان لأنه كما تعلمين ليس صحيحاً أن يتواجد زوج وزوجته بنفس الأدارة في المصرف هذا خطأ فادح سيُعرضنا للمُسائلة لذلك أفكر في أن يُقدم أحدنا طلب نقل لفرع أخر حتي عندما نُعلن لا يكون هناك حساسيات تخص العمل من هذا الجانب"....
ظهرت الحيرة علي وجهها فوضع يده علي يدها الناعمة شديدة البياض وقال لها بصدق:"لا تقلقي أنا سأتحدث مع أخوتك أذا كان الأمر سيكون مُحرجاً بالنسبة لك "..أنتفضت قائلة:"لالا ...أخوتي أتركهم علي أنا سأتصرف...ثم أردفت بشرود: وأنا ايضا سأقدم علي طلب نقل للفرع القريب من بيتي"....
قال لها بتساؤل:"ولكننا فور أعلاننا سننتقل الي شقتي التي تعلو شقة أبي لن أستطيع أن أترك فدوي بمفردها"...
قالت له:"ولكني لا أريد أن أترك شقتي يافادي"....
قال وهو يضغط علي يدها :"أماني أنت تعرفين أنني من الأساس لم أكن أريد أن أعيش طوال عُمري هناك وأنني كنت سأبيع شقتي ما أن تتزوج فدوي وأشتري شقة في مكان أخر ولكن بهذا الوضع هل تظنين أنني أستطيع أن أترك أختي بمفردها ...يكفيني فريدة التي تصمم علي الحياة مع أبناءها وأتركها فقط لأن معها أبناءها أما فدوي فلن أستطيع تركها فالأفضل أن تظل هي في بيت أبي ونكون نحن قريبين منها "...
نظرت له بحيرة ولم ترد فقال لها:"لا تقلقي فمنطقتنا ليست شعبية كما تتوقعين هي بالفعل من أرقي الأحياء الشعبية وسترين هذا عندما تذهبين الي هناك"...
قالت له بتردد:"حسناً ولكن لاتتعجلني يافادي نرتب الأمر بهدوء "...قال لها بحدة:"أنا تعبت ياأماني وسأبدأ في تشطيب الشقة بالفعل وأنت قدمي علي طلب النقل في أسرع وقت من فضلك ثم تنحنح قائلاً:أصعب جزأ بالفعل بالنسبة لي هو أخبار فدوي وفريدة لا أعرف كيف سيكون رد فعلهم علي أني أخفيت عليهم الأمر"...
قالت له بقلق:"وهل ستقول لهم أنني أنا السبب لأني كنت خائفة ومترددة ولا أستطيع المواجهة"..
نظر اليها مُبتسماً وهي تبدو كطفلة صغيرة مُذنبة وقام من مكانه وجلس علي المقعد المُجاور لها ووضع يدها بين يديه قائلاً بصوت حنون:"لابد أن يكون لديك الشجاعة للمواجهة ياأماني ولابد ألا تسمحي لأحد أن يقلل من ثقتك بنفسك أنا أريد أماني التي عرفتها منذ عدة أعوام شعلة نشاط وطاقة وجمال "..
قالت له وهي تنظر في عُمق عينيه تستمد الثقة:"هل حقاً مازلت تراني هكذا؟"...
قال لها وهو يتأمل ملامحها الجميلة :"ألم أقل لك في بداية حديثنا أنك أجمل أمرأة رأيتها في حياتي"...
تغيرت نظرة عينيها وأصبحت غير مفهومة حين قالت له:"وعلية...ألا تراها جميلة؟"...
صدمته جُملتها فقال لها باستفهام:"ماذا؟مابها علية ومادخلها في حديثنا؟"...
قالت له وهي تمط شفتيها:"أراك دائم الحديث معها أصبحتما أصدقاء...متعاطف ومتعاون معها الي أقصي درجة فأسألك هل تراها جميلة أيضا؟"...
حك فادي شعره بأصابعه وقال لها بصدق :"هل تعلمين ياأماني أنني حقاً لا أدقق في ملامح البنات اللاتي يعملن معي صدقيني أعاملهن جميعاً كأخوتي ولا أقف عند تفاصيل كل واحدة..ثم لمعت عينيه بشقاوة كانت قد أختفت منذ فترة وقال وهو يفتح هاتفه :ولكن أنتظري "...قالت له بأهتمام :"ماذا تفعل؟"...
قال لها وهو يدخل علي موقع التواصل الأجتماعي ومنه علي صفحة علية التي تضع صورتها الشخصية علي حسابها الخاص وينظر الي الصورة بتدقيق قائلاً بصدق:"أنا لم أكن في الحقيقة أنتبه لها ولكنها جميلة فعلا جزاك الله خيراً أنك قمتي بلفت أنتباهي الي هذه المعلومة الهامة"... سحبت منه الهاتف بعنف وقالت :"أعطني هذا الهاتف " فانفجر ضاحكاً وقال لها بشقاوة:"مادخلي أنا أنت من سألتني وكنت أريد أن أجيبك بأجابة صحيحة"...أمتقع وجهها وهي تنظر اليه بخوف هل فعلاً كان لاينتبه لعلية من قبل وهي من لفتت نظره اليها؟؟
***************
في المساء جلس أبراهيم وعمر مع عبدالله في حجرة الصالون دخلت كريمة وقدمت المشروبات وجلست صامتة كما أكد عليها عُمر فهو شعر أن والده ليس بحالته الطبيعية ولم يكن يريد أن يحدث بين والديه خلافاً وهم في هذا السن
قال عبدالله لأبراهيم بجدية:"كما قلت لك ياعمي أنه عند طلاقي أخذت هي كل المنقولات وأنا أشتريت غيرهم أي أن الشقة مفروشة بالكامل ولا ينقصها شئ "...
قالت كريمة بحدة:"هل ستدخل أبنتي علي منقولات قديمة؟"...قال عبدالله بسرعة:"أطلاقاً ياخالتي يمكنك أن تأتي لتشاهدي الأثاث بنفسك كله علي الطراز الحديث وأنا من أخترته بنفسي وأسألي عُمر "...
قال أبراهيم وهو ينظر لها بضيق:"أنا من سأذهب معك وأري كل شيء يابني"...
قال عبدالله بحماس :"حسناً وأنا أثق أن كل شيء سينال أعجابك ياعمي ولي طلب عندك ....بالتأكيد لن تسألوا عني ولن أسأل عنكم فنحن عشرة عُمر فأنا أطلب منك أن يتم الزواج مُباشرة أعتقد أنه لاظروفي ولا ظروفها تقتضي فترة خطبة"...
قال أبراهيم موافقاً:"نعم لديك حق في هذا أنا أري أنه ليس مُناسباً عمل خطبة من الأساس نعقد القران مُباشرة".....
**********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 05:21 PM   #207

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أسبوع.......وقفت نسمة بسعادة أمام مرأتها تضع الرتوش الأخيرة علي وجهها وتنظر الي نفسها نظرة مُقيمة وهي ترتدي فستان أنيق باللون الكريمي وعلي رأسها تضع حجاباً صغيراً من نفس اللون لايُداري الا نصف شعرها ويبرز عنقها الابيض الطويل الناعم كانت جميلة بحق ...زفرت زفرة طويلة متوترة....
هل حلم عمرها حقاً علي وشك ان يتحقق ؟؟؟لن تصدق الا حين تري نفسها في بيته ..
شردت بذهنها قليلاً الي الوراء منذ سنوات وسنوات حين كانت صغيرة ...حين وافقت والدتها علي اختيارها لزوجها السابق فلم يكن لديها خبرة ولم تكن لديها أي تجربة سابقة فكان لايفرق معها من ستتزوج مادام شخصاً مٌحترماً ومادام.....أغمضت عينيها عندما توقفت عند هذه النقطة .....ومادام زواجها سيُساعدها علي الخروج من هذا البيت والأستقلال بنفسها....لم تكن علاقتها بوالدتها أبداً كعلاقة أي ام بابنتها...لم تكن كعلاقة فدوي وفريدة بوالدتهم ....لم تكن كعلاقة أي صديقة من صديقاتها بوالدتها....كان عُمر دائما المفضل لها والمُميز في كل شيء رغم انها هي البنت ولكن كانت علاقة أمها بعمر هي الأقوي ....ورغم أن والدها كان يحاول تعويض هذا الجانب الا أنها كانت دائما تشعر أن هناك ماينقصها فحنان الأم واهتمامها لا يعوضه أي شخص..
هناك أمورا مُشتركة بين الأم وابنتها ...
هناك أموراً حساسة لاتُناقش الا مع الأم ...
وهي أبداً لم تجد هذه الأم كانت دائما نموذج للأم المُسيطرة المُتحكمة الديكتاتورية ولم تقدر نسمة أبداً أن تجادلها في أي قرار كان ولا حتي والدها كان يستطيع ..الوحيد الذي كان يستطيع المُجادلة والحوار والثأثير عليها هو عُمر...
طرقة علي باب حُجرتها أعقبها دخول عُمر جعلتها تستفيق من شرودها ....دخل عُمر اليها فالتفتت اليه مٌبتسمة بعد الشد والجذب الذي حدث بينهم الأسبوع الماضي ...جذبها عمر وضمها في حضن أخوي قائلاً بصدق:"مُبارك عليك حبيبتي ...لاتغضبي مني مما حدث أنا فقط كنت أخاف عليك وأريدك مُعززة لا أكثر"....أبتسمت بسعادة لهذه اللحظات النادرة بينهم وقالت له بصفاء نفس:"أعرف أخي لا عليك"...
أبعدها قليلاً عنه وقال لها بابتسامة صافية:"هل تعرفين ...رغم ثورتي وغضبي واللكمة التي أخذها عبدالله مني ألا أنني أحب أن أحيك علي ذوقك العالي هذه المرة ..عبدالله رجل بحق "...
دخلت في هذه اللحظة كريمة بوجه مُمتعض وقالت لنسمة:"هل أرتحتي الان وعقد قرانك سيتم بلا حفل كبير؟ ..لا أعرف لما الأستعجال لما نتمم الزيجة في ظرف أسبوع؟"..
قالت نسمة بنبرة حادة قليلاً:"قلت لك أنني لاأريد حفلاً تدعين فيه نساء الحي اللاتي كن طوال الأعوام الماضية يتحدثون عن المُطلقة والأرملة والتي تأخر بها قطار الزواج.... ثم أردفت باستنكار: كن سيحضرن ويتكلمن عنا أيضا ياأمي فلا أنا صغيرة ولاعبدالله صغير كلانا سبق له الزواج مرة سابقة ونحن أتفقنا أن النقود التي كنا سنقوم بعمل حفل بها سنسافر بها "...
تنهدت كريمة بحسرة وقالت لعمر:"وأنت أين زوجتك؟"...قال لها ببرود:"لن تأتي"...
قالت باستنكار:"أما زالت أبنة النائب لاتحب زيارتنا !..
ثم مصمصت شفتيها قائلة:قل لها أن حينا ليس بالحي الشعبي كباقي الأحياء بل حينا من أعرق الأحياء"...
قال لها بضجر :"أمي أنا الذي لا أريدها أن تحضر لأن فريدة ستحضر..ثم التفت الي نسمة قائلاً:تأكدتي أنها ستحضر يانسمة؟"..قالت له نسمة:"نعم هي من الأمس عند أخوتها"..غمزلها بعينه فابتسمت..
فقالت كريمة وهي تنظر اليه شذراً:"قلت لي أذن لم تُحضر أبنة النائب من أجل السفيرة فريدة "..
أبتسم عمر قائلاً :"قلبك أبيض يا أم عًمر ثم جذب نسمة من يدها قائلاً :هيا لتجلسي مع الضيوف قليلاً قبل أن يحضر عبدالله فقد حدثني للتو وكان في طريقه لأحضار المأذون "
تعلقت نسمة في ذراعه بسعادة وخرجت معه لتُسلم علي الضيوف القليلون وتنتظر عبدالله ....جلست في حجرة الصالون المزينة بالورود والأضواء اللامعة وهي تنظر حولها بعدم تصديق وتشعر أن أنفاسها غير منتظمة من التوتر
بعد قليل هبطت فريدة وفدوي وعبدالرحمن والبنتان ...
بعد أن دعت نسمة فريدة وفدوي وأصرت عليهم وجدت فريدة أن الاولاد لابد أن يحضروا هذه المناسبة التي تخص عمتهم....لا تريدهم أن يشعروا أنهم منبوذين..
تريد أن تكون حياتهم طبيعية يتنقلون مابينها وبين والدهم بسلاسة ولا يشعروا أنهم ينقصهم شيء ...
تعلم أن الأمر ليس بالسهل عليهم أن يعيشوا مابين أم وأب منفصلين فلم تكن تريد أن تزيد الأمر وتعقده بأدخالهم في خلافات وكره ليس لهم دخل فيه....
الي جانب شيء أخر جد عليها تحديداً منذ عودتها من رحلة العمرة ...وهو أنها أصبحت لاتضمُر لعمر في نفسها أو قلبها أي كره أو غضب...لقد نست تماماً ماحدث بينهم ...نست السنوات التي تلت طلاقها وألمها ووحدتها حتي وهي بين أخوتها ...
...لقد عانت بمافيه الكفاية...وكان عوضها من الله الصفح عن من ظلمها ونسيان ما قد كان منه وكأنه لم يكن.....
دلف عبدالرحمن والبنتان مُباشرة الي والدهما الذي عانقهم بقوة وكان ينتظر أن تأتي فريدة لتصافحه هي الأخري ولكنها دلفت مُباشرة الي حجرة الصالون هي وفدوي حيث تجلس نسمة مع بعض المدعوين من الأقارب والجيران المُقربين...أقتربت فريدة من نسمة وصافحتها بمودة وقالت :"مُبارك عليك حبيبتي"...عانقتها نسمة بمحبة قائلة:"أشكرك يافريدة أنك حضرتي لن أنسي لك هذا الموقف "...
قالت لها فريدة بابتسامة صافية:"أنت أختي كفدوي تماما"...عانقتها فدوي هي الأخري فقالت نسمة بصدق:"العاقبة عندك يافدوي في القريب حبيبتي"..أبتسمت فدوي ابتسامة حزينة وأومأت لها برأسها قبل أن تجلس هي وفريدة متجاورتين بالقرب من نسمة....
أهتز هاتف فريدة في حقيبتها مُعلناً وصول رسالة ففتحت حقيبتها والتقطت الهاتف لتجد أنه تيمور قد أرسل لها رسالة علي الواتساب ...منذ أكثر من أسبوع منذ ماحدث في المشفي وهي لم تذهب الي العمل ولم ترد علي أتصالاته ولا رسائله ....تشعر بالأحراج الشديد منه ...ولاتملك الجرأة لتحدثه ...تطمئن علي الدكتور فؤاد من خالته عايدة وعلمت أنه خرج من العناية المُركزة منذ يومين وأنتقل الي غُرفة عادية...
فتحت الرسالة فوجدته كتب لها:"هل من الممكن أن أعرف لماذا لاتجيبين أتصالاتي ولا رسائلي بينما تكلمين خالتي؛ولماذا لم تذهبي الي العمل طوال الأسبوع ؟..من فضلك يافريدة أجيبي لايصح أن أرسل لك كل هذا الكم من الرسائل ولا تجيبي"...أشفقت عليه من عدم ردها فقامت من مكانها حيث صوت الأغاني العالي واتجهت الي الشرفة وكتبت له :"لايوجد أي شيء كنت متعبة قليلاً فقط الفترة الماضية؛ واليوم أنا مع الأولاد في عقد قران عمتهم"...
ما أن أتاه الاشعار باستلام رسالتها حتي فتح الهاتف بسرعة وهو مُستلقي علي سريره وماأن قرأ حتي شعر بالحنق فكتب لها بضيق:"وهل تتواجدين مع والدهم في مكان واحد بشكل عادي؟"...
أبتسمت حين شعرت أن هناك شبح غيرة يظهر من بين الكلمات وكتبت له:"هناك نوع من الأنفصال أسمه الأنفصال المُتحضر يسعي فيه الطرفان أن يحققوا للأطفال أعلي قدر من الصحة النفسية عن طريق التعامل باحترام والتعايش بلا مشاكل تؤثر علي صحة الاطفال النفسية وتعويض الجو الاسري الذي يفتقده الاولاد وهذا ما أسعي أنا اليه"...
زفر بحنق وأرسل لها كفان يصفقان...
شعرت بأنه ربما يكون غاضباً من تواجدها في محيط عمر فكتبت له بلاروية:"تيمور"...وما أن أكتشفت أنها كتبت الأسم مٌجرداً حتي قامت بالحذف مُباشرة ولاتعلم أنه قد شاهدها بالفعل وابتسم بعدما كان مُتجهماً...
لاتعرف أن كلمة تيمور عندما خرجت من بين شفتيها وهم في السيارة معا يوم مرض الدكتور فؤاد أذابت قلبه كانت أجمل تيمور سمعها في حياته ...
تغيرت ملامح وجهه ما أن وجدها حذفت الرسالة ثم عاد وابتسم حين فطن أنها مازالت تُقاوم نفسها.... كان يظهر أمامه أنها تكتب ولا يجد أي رسائل تصل فعلم أنها تمسح ماتكتبه فأشفق عليها ...
كتب لها "فريدة" ....مسحت ماكانت تكتبه من كلمات غير مترابطة كانت كلما كتبت كلمتين تمسحهم فقالت له :"نعم"...
كتب:"ألن تأتي لتري أبي أنه يسأل عنك"...
كتبت:"بالطبع ما أن أنهي أرتباطاتي هنا سأحضر اليه علي الفور أتركك الان حتي لا أتأخر علي من أجلس معهم"...
كتب بسرعة:"تجلسين مع من أنت؟"
كتبت وهي مبتسمة:"مع العروس وبعض جاراتنا اللاتي لم أراهن منذ زمن"...تنهد وكتب :"حسناً أستودعك الله"...
أغلقت الهاتف وضمته لاأرادياً الي صدرها فأذا بصوت مألوف يأتي من خلفها ليجفلها:"كيف حالك فريدة منذ متي لم أراك"...
التفتت لتجد عمر يقف خلفها فقالت له بتوتر كأنه كان يري حوارها مع تيمور :"أهلاً"...
قال لها وهو يقف بجوارها يستند علي الحاجز الحديدي للشرفة :"قلت لك في أخر مكالمة هاتفية أنني أريدك في أمر هام وقلتي لي في وقت لاحق ولم يأتي هذا الوقت اللاحق"..
قالت له بتململ:"حسناً ماذا هناك؟"...
أستقام في وقفته حتي واجهها كُلياً وقال لها بصوت منخفض ونظرة عين مُشتاقة:"ألا يكفي كل هذه السنوات؟"....زفرت بضيق وقالت له:"أذا كنت ستتحدث في هذا الأمر فأنا لا أريد الحديث فيه"..
همت بالأنصراف ولكنه وضع ذراعه بالكامل علي أطار باب الشرفة من الداخل ليمنعها من العبور فتراجعت ونظرت له بحنق قائلة:"ماذا تريد أنت؟"....
قال لها بهدوء وهو يتأمل قسمات وجهها التي أشتاق لها:"أريد أن نعود... أعتقد هذه السنوات قد جعلتنا نهددأ وينسي كل منا أساءة الأخر له"...
نظرت له وهي تبتسم أبتسامة ساخرة:"أساءة الأخر؟؟وهل أسأت أنا؟"...
زفر زفرة حارة وقال:"نعم يافريدة أسأتي لي أمام الجميع لدرجة أن الفيديو الذي تم تصويره وتسريبه أخذ يتداول في الجامعة لعدة أشهر الي أن تمكنا من السيطرة علي الوضع وطمسه نهائياً...ألا تعتبر هذه أساءة؟"...
قالت له وقد فطنت أنه لن يجعل أي خطأ يقع عليه:"ماحدث حدث وانتهي لما تعيده؟"
قال بنظرة عين مُترجية :"لنفتح صفحة جديدة معا:"
قالت ببرود :"أنا قمت بطي الكتاب وتمزيق جميع الصفحات وانتهينا"...قال بصبر:"فريدة أجعلي الاولاد ينشأوا بيننا أفضل من التشتت هذا".
قالت له وهي تُضيق عينيها :"مالذي ذكرك بي بعد هذه السنوات؟"...
قال بصوت مُشتاق:"أنا لم أنساك لحظة طوال هذه السنوات ..كل مافي الأمر أنني كنت أنتظر فقط أن تهدأي وتُحكمين عقلك لان الأنتقام كان يسيطر عليك وقتها وبعدها حاولت أن أتواصل مع فادي وفدوي وكانوا دائما ينصحوني بالأنتظار نظراً لحالتك...تهدج صوته وقال:أنا لم أنساكي يوماً"
.في هذه اللحظة علي وجه التحديد لمحت في نبرة صوته ونظرة عينه عُمر القديم وكأن الزمن عاد بها سنوات الي الوراء نبرة الصوت الحنون ؛نظرة العين العاشقة....ولكن ما أختلف أنها هي لم تعد فريدة القديمة التي سيضحك عليها بكلمتين ....قالت وهي تُضيق عينيها:"حسناً وماهو العرض المُغري الذي يجعلني أوافق أن أعود لك؟"...قال بعدم فهم:"ماذا تقصدين؟"قالت بحدة:"أقصد أنني عشت بهم بدونك لسنوات وأجتزت الصعب بفضل الله وحدي وهاهم أشتد عودهم ولم يعودو صغاراً فلما أعود؟..وأي ترضية سأحصل عليها هل ستطلقها مثلاً؟"...
صدمته كلماتها فقال لها بصوت خفيض:"فريدة أنا لاأستطيع أن أطلقها دون أرادتها ولاتنسي أنني كنت مُتمسكاً بك ولم أطلقك الا بعد مافعلتيه أمام الناس ثم أردف بضعف :مافعلتيه لو كنت فعلتي أضعافه بينك وبيني كنت تحملتك لأخر العمر "..
نظرت اليه باستهتار وقالت:"وأنا لا أطلب منك من الأساس أن تُطلقها أشبع بها أنتم الأثنين حقيقة تليقون ببعضكم البعض"
نظر اليها بضيق وقال بنفاذ صبر :"فريدة أسمعيني"..قالت له بحدة :"بل أنت من ستسمعني للنهاية أنا لن أعود سواء طلقتها أو لم تطلقها لأنني باختصار أجتزت الصعب وحدي ولم أعد في حاجة اليك ...أنا عشت بأولادي وهم صغاراً وحدي ولم يساعدني سوي أخوتي في حين كنت أنت تعيش حياتك وتكتفي بيومي الخميس والجمعة وأرسال بعض النقود لترضي ضميرك...أبناءي الان كبروا وباستطاعتهم الحياة بيني وبينك وأنا لم أعد بحاجة اليك ...ربما قديماً كنت بحاجة اليك يوم أن ذهبت لك في الجامعة وطلبت منك الا تكمل الزيجة وأنا سأسامحك كنت فعلا بحاجة اليك.. أما الان فلم أعد بحاجة الي أي شخص "...
نظر اليها والي نظرة التحدي في عينيها ..نفس النظرة التي تشبه نظرتها منذ سنوات يوم أن هدمت المعبد عليها وعليه...واعترف لنفسه أنه اشتاق لفريدة القديمة..أشتاق لنظرتها ولمستها وحنوها....أغمض عينيه بيأس ثم فتحهما وقد استعاد هدؤه
وقال لها في محاولة أخيرة لأقناعها :"أسمعي يافريدة أنظري للأمر أنني لم أفعل شيء يغضب الله وأنت ستتغير نظرتك للأمور أنا لم أخنك مثلاً"...
قالت له بيأس "أنت حقا حالتك ميؤس منها ...لماذا تُشعرني أنك دهست أصبع قدمي الصغير عن غير قصد لماذا تستهين بمشاعر من أمامك بهذه الطريقة الفجة؟..
قال لها بنظرة عين مُستجدية:"فريدة أنا..قاطعته قائلة باستهتار :"أنا أري أن تُركز مع زوجتك التي لاتقدرعلي طلاقها وتتركني أنا لحالي..."
ثم في حركة جريئة منها أزاحت ذراعه التي يضعها علي أطار الباب بيدها بحدة أذهلته وتجاوزته للخارج
وقف مذهولاً لايصدق أن من نطق هذه الكلمات هو لسانها ...زفر بحنق ووقف يستند علي الأطار الحديدي للشرفة ويضرب عليه ضربات حادة مُنتظمة ثم قال بصوت هامس:"حسناً أنت تعلم أنها لن ترضي بسهولة وعليك أن تتعب قليلاً..."نظر للأعلي الي حيث شرفة فريدة في بيت والدها وتذكر حين كانت تُدلي له الخيط فيربط به الحلوي وتجذبها هي للأعلي...
.بعد ساعة..
أنتهي المأذون من عقد القران وأنطلقت الزغاريد في المكان كانت الفرحة ترتسم علي وجهي نسمة وعبدالله ...لم تصدق نسمة أنه سعيد مثلها...
أحتضنها عمر قائلاً بعاطفة أخوية :"مبارك عليك حبيبتي ثم نظر الي عبدالله الذي كان مُتألقاً للغاية في حلته الكلاسيكية الرائعة وقال بمشاكسة:وأذا فعل معك أي شيء حدثيني مُباشرة هناك وجنة أخري لم ألكمها بعد"....
قال عبدالله بغيظ:"اللكمة المرة القادمة ستكون من نصيبك"...تقدم منه عمر وجذبه بخشونة من حلته وأحتضنه قائلاً :"أنت قلبك أسود أذن هل مازلت غاضباً مني؟"...ربت عبدالله علي كتفه بخشونة قائلاً:"لا لما سأغضب منك وأنا سأردها لك"
أبتسم عمر قائلاً :"أنت حبيبي ولا أستطيع الأستغناء عنك قلبك أبيض ياعبود "...
قال عبدالله مُدعياً التفكير:"ندرس هذا الأمر فيما بعد"...أحتضنه عمر مرة أخري قائلاً بصدق :"أنت أخي ياعبدالله"..ربت عبدالله علي كتفه قائلاً:"أعرف"..
وقفت كريمة تتلقي التهاني والمباركات الي أن جاءها عبدالله ليصافحها قبل أن يأخذ زوجته ويرحلوا ...
قالت له بقلق :"هي أمانة لديك ياعبدالله فلتتقي الله فيها "..قبل رأسها قائلاً :"لاتقلقي عليها هي في عيني..ثم سألها باهتمام :هل هذا مايزعجك ويجعل الحزن في عينيك هكذا؟"...
قالت بألم :"بل حال أبناءي ما يزعجني ياولدي ثم نظرت الي عمر قائلة:هل يرضيك حال صديقك أبناؤه بعيدون عنه ولا يستطيع الأنجاب من زوجته الحالية ...أنا حزينة جداً عليه "....أصابت وترا حساساً لدي عبدالله بكلماتها فقال له مُطيباً خاطرها وهو في الحقيقة يريد من يطيب خاطره في هذا الشأن خصيصاً:"خالتي عُمر هو من أختار بنفسه فلا تنزعجي لأمره "..
قالت بشرود :"وهل نصيب ابناءي أن يختاروا بأنفسهم أقدارهم عُمر أختار ونسمة أختارت لماذا يختارون دائما مايؤذيني يحرموني بملء أرادتهم من أن أري أحفادي حولي؟"...
أخترقت كلماتها طبلة أذنه ..كيف حرمتها نسمة بأرادتها؟؟لم يجد الوقت ليستفسر منها عن قصدها فقد جاء عمه أبراهيم يمسك يد أبنته ويسلمها له...تناول عبدالله كفها بوجوم والكلمات لاتزال تتردد في أذنه ..سلمت كريمة علي أبنتها وأحتضنتها قائلة والدموع في عينيها :"لقد أرسلت لكم الطعام ستجدي مايكفيكم لعدة أيام ماعليك الا تسخينه فقط"..
أبتسمت لها نسمة وقالت :"حسناً أمي بارك الله فيك"...وهبطت مع عبدالله واستقلوا سيارته لتنطلق معه الي بيت جديد لايبعد عن بيتهم الا قليلاً ولتبدأ معه حياة جديدة.........
في بيت الحاج أبراهيم أخذ المدعون في الانصراف تباعاً وكان منهم من الجارات اللاتي لم تراهن فريدة منذ زمن لقلة ذهابها الي هناك..
أخذت تتسامر مع بعضهن بينما فدوي تجلس علي حالتها من الوجوم فلم يجد في أمرها مع سامر أي جديد ...مع أخر المدعوات أنصرافاً وقفت فريدة وفدوي ليصعدا الي شقتهم بالأعلي ..أشارت فريدة لأبناءها ...فقال عمر لفريدة بلين:"تعالوا معي أوصلكم في طريقي"...
لم تنظر اليه وقالت ببرود :"معي سيارتي...ثم أننا سنبيت ليلتنا هنا"..مط شفتيه والتزم الصمت أمام تعاملها معه ببرود...
رن هاتفه فالتقطه من جيبه ووجدها نسمة رد وهو يفتح مُكبر الصوت حيث هناك مشكلة لديه في سماعة الهاتف ولايستطيع السماع ألا بمكبر الصوت قائلاً بسخرية:"لم تكملي ساعة وتتصلين بنا أشتقتي لنا الي هذه الدرجة؟"...قالت له باقتضاب :" هل مازلت في بيت ابي؟أنا أتصل بأمي ولا ترد "..قال لها بقلق:"هل حدث شيء"..
قالت :"لا أطلاقاً أريد فقط أن أسألها علي شيء أعطني أياها"..
أعطي عمر الهاتف لأمه التي تجلس بجوار أبيه علي الأريكة وبجوارهم أبناء عُمر فقالت كريمة بحزن لم يفارقها طيلة اليوم :"نعم حبيبتي"...قالت نسمة بصوت حانق سمعه الجميع:"ماذا قلت لعبدالله؟"..
قالت كريمة بعد تفكير:"ماذا قلت له؟"..
قالت لها نسمة بصوت باك :"لماذا قلت له ياأمي عن أمر الأنجاب ؟ألم يحذرك أبي من عدم ذكر هذا الأمر لماذا قلت له هذه الليلة علي وجه الخصوص ؟"..
قالت كريمة وقد أمتقع وجهها من نظرات أبراهيم النارية لها:"أنا لم أقل شيء"...قالت نسمة بأسي:"بل قلت ياأمي"...جذب أبراهيم من يدها الهاتف بعنف وقال لنسمة بجدية:"هل فعل معك عبدالله أي شيء ؟هل أساء لك؟"...قالت بسرعة وقد فطنت أنه سمع المُكالمة :"لا أبي أطلاقاً هو فقط علم بالأمر...علم أنني كذبت عليه وأنت تعرف مدي حساسية هذا الأمر بالنسبة له"...
قال أبراهيم بحزم:"أن حدث أي شيء أتصلي بي في أي وقت وحاولي أن تُراضي زوجك وتطيبي خاطره بشتي الطرق..ولاتنسي أن بيت والدك مفتوح لك في أي وقت أن ضاقت بك السُبُل"...
قالت نسمة بحذر:"حسناً أبي ...أمي بالتأكيد لم تكن تقصد"..قال أبراهيم بحزم:"أغلقي الان يانسمة "...
أغلق الخط ونظر الي زوجته التي كان يظهر في عينيها كمن فعلت فعلة....وقال لها بهدوء حذر:"الم نتفق ألا تفتحي هذا الأمر مع عبدالله؟"..
قالت بفتور:"أنا لم أقل له شيء صريح هو الذي أستشف الأمر بنفسه"...
لم تكن فريدة ولافدوي يعرفون علي ماذا يتحدثون فلكزت فدوي فريدة في كتفها وأشارت لها بعينيها أن يصعدا فأشارت فريدة لأبناءها حتي يتبعوها...فقال أبراهيم بصوت هاديء كعادته ولكنه حازم هذه المرة:"عٌمر خُذ أمك معك الي بيتك وأنت راحل فأنا قد حلفت عليها يمين طلاق أن قالت أي شيء لعبدالله والأن اليمين وقع...نظرت اليه كريمة بذهول ووضعت كل من فدوي وفريدة كفها علي فمها في صدمة بينما ضيق عُمر عينيه غير مُستوعب لما قاله والده وسأله بعدم استيعاب :"ماذا تقول أبي؟"..قال أبراهيم بحزم:"أقول أن أمك طالق"

نهاية الفصل العاشر


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 09:01 PM   #208

عبير الباز

? العضوٌ??? » 470443
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » عبير الباز is on a distinguished road
افتراضي

حلوة اوى الحلقة
سلمت يداك بجد باستمتع جدا و انا باقرأها
أحداثها فيها من حياتى الشخصية و كأن نفسى اخد نفس رد الفعل بس قدر الله و ما شاء فعل


عبير الباز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 09:37 PM   #209

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الباز مشاهدة المشاركة
حلوة اوى الحلقة
سلمت يداك بجد باستمتع جدا و انا باقرأها
أحداثها فيها من حياتى الشخصية و كأن نفسى اخد نفس رد الفعل بس قدر الله و ما شاء فعل
والله عوض ربنا جميل ممكن يتأخر بس خلي عندك ثقة أنه هيجي في يوم من الأيام
ربنا بيجبر بخاطر الكل


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 11:26 PM   #210

DoaaKamel

? العضوٌ??? » 462866
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » DoaaKamel is on a distinguished road
افتراضي

جميل كما تعودنا منك تسلم ايديكى

DoaaKamel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.