آخر 10 مشاركات
عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي.*مكتملة* (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          شظايا القلوب(3) سلسلة قلوب معلقة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الوهم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : hollygogo - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-20, 11:56 AM   #351

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مايا قمرايه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
الروايه فصولها بتنزل فين وامتى بالظبط
وعليكم السلام حبيبتي الرواية بتنزل هنا في الصفحة دي كل يوم اثنين بعد الظهر


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 11:58 AM   #352

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Noha Fathy مشاهدة المشاركة
مبروووووك يا هوووووووبا
الله يبارك فيكي حبيبتي


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 12:00 PM   #353

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن عبدالعظيم مشاهدة المشاركة
الف مليون مبروك التميز ياهبة⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩
الله يبارك فيكي ياقلبي عقبالك يارب


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 12:58 PM   #354

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 01:03 PM   #355

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع عشر


العمر لحظة....
واللحظة تمر ببطء حين نحزن.... بسرعة حين نفرح....اللحظة تكون رائعة حين نعشق .... مملة حين نكره....جميلة عند اللقاء....مؤلمة عند الفراق....
قد يعيش الانسان عمره كله ولا يصل الي لحظة صادقة....
وقد لايعيش الا لحظة تغنيه عن كل سنواته البائسة

بعد مرور ثلاثة أسابيع....

جلس تيمور في مكتبه شارد الذهن كعادته منذ ذلك اليوم البعيد القريب الذي قررت فيه فريدة بشكل قاطع أنهاء كل شيء بينهما قبل أن يبدأ.....
ولولا أنه رأي في عينيها صدق مشاعرها لظن أنها حقا لا تحبه... وهذا ما جعله يطلب من خالته عايدة التدخل في الأمر والتحدث مع فريدة وبالفعل ذهبت اليها بيتها وتحدثت معها لتعود اليه وقد أقنعتها فريدة بوجهة نظرها تمام الأقناع ....
لن ينسي كلمات عايدة وقتها وهي تُربت علي صدره قائلة بحزن:"أنساها حبيبي... صدقني لديها كل الحق فيما فعلته ...أبناءها كبار وصعب أقناعهم ووالدهم سيأخذهم ووارد جداً أن تدخلوا في قضايا معه ..أتركها تقوم بدورها كأم"......
قال لها تيمور بصدمة:"هل هذا ماتحاولين أقناعي به؟... قالت له بأسف:"أنا أن كان أعطاني الله أبناء لم أكن لأغامر بمستقبلهم ...أي أم مكانها ستتصرف هكذا..."

عاد بذهنه الي واقعه....
لقد أشتاق اليها....
رغم أنهما معا في المشفي كل يوم الي أن يجد أحد لوظيفتها كما أوهمها الا أنها لا تقترب منه نهائيا...
تتجنبه بشكل مؤلم...وهو لايريد أن يضغط عليها....
يريدها أن تكتشف بنفسها أنها لن تستطيع الحياة بدونه كما لايستطيع هو الحياة بدونها...
يريدها أن تدرك بنفسها أن البعاد ليس حلاً...
وأن فراقهما أصعب من المواجهة بحبهما...
رفع سماعة الهاتف الموضوع علي مكتبه وقال لماهر باقتضاب ما أن رد عليه:"أعطني فريدة"...
قال ماهر لفريدة التي تُتابع عملها بوجوم كحالها طوال الأسابيع الماضية وهو يُعطيها الهاتف:"دكتور تيمور يريدك"....
تناولت الهاتف وقالت له بصوت
مُنخفض... مُرهق...مبحوح:"نعم دكتور تيمور"...
قال لها بجدية:"من فضلك أحضري حالاً الي مكتبي"...
أغلقت معه ثم قامت ببطء مُتجهة اليه...
لقد أشتاقت اليه...
لم يكن الأمر هيناً عليها...
ولكن أحياناً تضطرك الظروف لفعل عكس ماتحب .. لتحافظ علي حياة من تحب...
حتي لو أقتضي الأمر أن تعيش ماتبقي من حياتك جسداً بلاروح..
طرقت باب حجرة المكتب وفتحته لتجده يجلس علي الأريكة المُقابلة للباب مُباشرة ويضع الكثير من الملفات أمامه....
نظر اليها من قمة رأسها حتي أخمص قدميها
ولاحظ مدي الهزال التي أصبحت عليه...
لقد فقدت عدة كيلوات من وزنها في الأسابيع الماضية...
فقال لها بصوت جاهد حتي يبدو طبيعياً:"أدخلي وأغلقي الباب"...
دخلت وأغلقت الباب ولم تتقدم خطوة واحدة أضافية ....منذ ماحدث وهي تحاول أن تحافظ علي مسافة أمنة بينها وبينه ...عدة أمتار لا تتخطاها لأنها تعرف ما أن تقترب ويحيطها بهالته وقتها ستسقط مُقاومتها ...
وهو يعرف ذلك ...
ولكنه لايريدها أن تتراجع عن موقفها بضغط نفسي أوعاطفي...
يريدها أن تتراجع وهي مُقتنعة تمام الأقتناع

قال لها بجدية مُصطنعة:"لقد طلبت تقريراً مُفصلاً لجميع الحالات التي أستقبلتوها في القسم في أخر ستة أشهر وجميع بياناتهم وتطورات كل حالة"....
قالت له بخفوت:"نعم ...دكتور ماهر قال لي... سأعدهم بأذن الله.."
همت بالأنصراف فقال لها وهو يتظاهر بالأنشغال بما أمامه :"تستطيعين أعدادها هنا علي جهازي ..ثم أشار الي جهاز الحاسوب علي مكتبه قائلاً:أجلسي أنهيه هنا"
قالت وهي تشيح بوجهها بعيداً :"أستطيع أن أقوم به علي جهازي وأرسله لك"
قال ببرود وهو مازال يتظاهر بالأنشغال:"لا... أريده علي جهازي مُباشرة"
قالت له من وراء قلبها وهي مازالت تُحافظ علي المسافة بينهما:" الم تجد أحدا غيري للعمل بعد؟..."
قال ببرود وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويستند علي ظهر الأريكة:"لا للأسف"
قالت بتساؤل:"هل تبحث من الأساس؟..."
قال لها بثقة زائفة :"أبحث ليل نهار...أطمئني ما أن أجدها سأخبرك لتتحرري من العمل هنا..."
نظرت اليه بتحفز قائلة:"ما أن تجد من؟؟"
قال بهدوء:"الموظفة الجديدة.."
قالت بغيظ حاولت كبته :"ألم تقل أنك تريد موظفاً لأن الموظفات مشاغلهن كثيرة ويعتذرن كثيراً مثلما فعلت أنا؟"
قال وهو يُضيق عينيه:"غيرت رأي..."

عند هذه النقطة أدركت أنه يريد أن يُشاكسها ليس أكثر فأغلقت الحوار وهي تشعر بالحزن يعتصر قلبها....
فليس هناك أصعب من أن تتخذ قراراً بعقلك في حين يرفضه قلبك بشدة وتُرغمه أن يتحمل آلام الاشتياق...
وليس هناك أصعب من الأشتياق لمن لا يفصلك عنه سوي بضعة خطوات...
*******************
جلست رؤي مع والدتها في حُجرة المعيشة بعد أن أعتذرت عن مواعيدها في الجامعة اليوم لاستقبال والدتها فمنذ أن حضرت كريمة ورؤي هي التي تذهب الي والديها لأنهما لم يحبذا زيارتها ووالدة زوجها لديها ولكن الأمر طال والأيام التي كان يقول عنها عُمر أصبحت أسابيعاً ورؤي ليست مُعتادة علي ذلك...
كانت فافي تجلس علي الأريكة جلسة أرستقراطية تضع ساقاً فوق الأخري وتصفف شعرها الناعم المصبوغ بأصابعها كل دقيقة...
كانت نسخة من رؤي...
أو رؤي هي التي كانت نُسخة منها....
قالت فافي بصوت مُنخفض وهي تجلس بجوار رؤي مُباشرة :"أليس هناك أملاً في رحيلها؟"
قالت رؤي بضيق:"والده يرفض أن يردها رفضاً قاطعاً."...
قالت أمها بتفكير:"ومالحل أذن؟"...
قالت رؤي بشرود:"أفكر مامي...ولكني لن أتحملها كثيراً...خاصة وهي تخطط لأن تعيده لفريدة "....
خرجت عليهم كريمة وهي ترتدي جلبابها البيتي المُريح قائلة بابتسامة زائفة:"أهلا وسهلاً حبيبتي أنرتي المنزل"...
قالت فافي بابتسامة مُصطنعة وهي تقوم وتُصافحها يداً بيد:"أهلاً بك مدام كريمة ..كيف حالك ؟"...
بعد تبادل عبارات الترحيب الروتينية
جلست كريمة علي المقعد المُقابل لهما...
وتأملت رؤي ووالدتها وهما تتحدثان بطريقة واحدة ..حتي أشارات أيديهما واحدة...
كانت البنت نسخة مُصغرة من والدتها شكلاً وموضوعاً ...وتسائلت في نفسها هل سيكمل عمر حياته معها ؟؟...تشعر أن البيت بارد...والحياة بينهما نمطية....
ربما لعدم وجود أطفال؟....فالأطفال هم من يملؤن البيت بالحياة....وهذا ماكانت تلاحظه في أيام نهاية الأسبوع حين كان عبدالرحمن والبنتين يأتون ...
كان البيت يتغير جذرياً...ولاحظت أيضا عدم أستساغة رؤي لوجودهم....جالت الأفكار بذهنها ولم تنتبه ألا علي صوت فافي وهي تقول لها وهي تستقيم واقفة:"أستأذنكم أنا"...
قالت كريمة بمُجاملة:"الوقت مازال مُبكراً أجلسي معنا قليلاً...للتو أتيتي...."
قالت لها بلهجة خاصة:"أعذريني لا أستطيع... فأنا لا أرتاح ألا في بيتي.."
لم تكن كريمة ساذجة حتي لاتعرف ما ترمي اليه والدة رؤي فمطت شفتيها قائلة ببرود:"بالفعل لا أحد يرتاح الا في بيته...ثم رفعت حاجباً واحداً وأردفت:أنا مثلاً عندما أذهب الي أبنتي لا أطيل البقاء مثلك تماماً...عكس بيت أبني الذي هو بيتي... ثم أبتسمت أبتسامة صفراء قائلة:بيت الأبن يختلف عن بيت البنت"...
نظرت اليها رؤي ووالدتها بذهول ولم ترد أي منهما.....فمهما حاولت اي منهن الرد فبالتأكيد لن تستطيعا مُجاراتها ...
كبتت رؤي غيظها فقط من أجل عُمر وأنصرفت والدتها وهي تشعر بالغضب فبعد أن كانت تريد أن تحرج كريمة أحرجتها هي...
أما كريمة فدخلت الي غرفتها ...
ورغم أنها قصفت جبهة رؤي ووالدتها ولم تصمت علي الكلمات المُبطنة ...ألا أنها شعرت أنها حقاً تريد العودة الي بيتها .....لم يحدث من قبل أن تركت بيتها علي مدار أربعون عاماً ..
جلست علي حافة السرير تفكر في وضعها ورأت أنه من الأفضل أن تجعل عُمر يقنع والده برجوعها بأي شكل....

***********
جلست علي مكتبه تُنهي مايريد من عمل ...
أما هو فعلي نفس جلسته علي الأريكة يُتابع عمله علي جهاز اللاب توب الخاص به ...
كانت تعمل وفي نفس الوقت تُفكر..
هل حقا يبحث ليل نهار .. وهل ستُحرم من رؤيته قريباً؟
نفضت هذه الأفكار عن رأسها ....مادامت تصنع مايمليه عليها ضميرها فلتثبت...
أما هو فبرغم أنهما كانا صامتان وكل منهما ينهي عمله الا أن الدفء الذي تبثه في المكان جعله يشعر بالأرتياح...
مجرد وجودها معه في نفس المكان يكفيه ويقلل بداخله شعوراً بالخواء والافتقاد نما في الأسابيع الماضية

طرقة علي باب المكتب بعدها دخلت هيدي لتجد فريدة تجلس علي مكتبه وهو يجلس في الجهة الأخري فنظرت لهما بريبة ثم قالت لتيمور بابتسامة رقيقة:"الحالة التي أرسلتها لي للعلاج الطبيعي لدي عدة ملاحظات عليها...."
لم يكن تيمور في مزاج يسمح له بالإستماع لها فقال لها بهدوء:"حسناً أكتبي لي تقريراً بالحالة وأحضريه لي.... "
كان يبدو علي وجهه الألم وهو يرفع كتفيه معاً ويضع كفيه حول رقبته ويحركها يمينا ويساراً....فقالت له هيدي باهتمام :"مابك ؟.."
قال بتعب وهو ينظر اليها:"رقبتي وأكتافي يؤلمونني بشدة....."
قالت له بجدية وهي تتقدم لتقف أمامه مُباشرة بهيئتها المٌنمقة..ببنطالها الجينز الضيق وبلوزتها القصيرة وشعرها المُصفف بعناية:"تعال الي الداخل(ثم أشارت باتجاه عيادة العلاج الطبيعي).. و أردفت:نقوم لك بعمل جلسة ستفرق معك جدا ....."
كانت فريدة تنظر إليهما وهي تضع قبضتها تحت وجنتها وتتميزغيظاً من طريقة هيدي المُستفزة وملابسها وهيئتها الأكثر أستفزازاً وأهتمامها به وتجاوبه معها وهو يتحدث بصوته الدافيء الذي يُذيب الأعصاب
قال تيمور لهيدي بابتسامته الجذابة التي يشوبها بعض الحزن:"حسنا أن لم أتحسن فسأحضر.."
وما أن خرجت هيدي حتي قامت فريدة ووقفت أمامه وقالت له بغيظ :"لماذا خرجت كنت للتو سأحضر لكم أثنين ليمون..."
التقط تيمور طرف الخيط وعلم أنها شعرت بالغيرة فقال لها ببرود:"المرة القادمة أحضري الليمون مُباشرة دون أن تنتظري..."
رفعت حاجبيها معا فلم تكن تتوقع بروده هذا فقالت له :"هكذا إذن؟.....وستذهب لها لتقوم بعمل جلسة لك؟"
قال وهو يمنع ابتسامة سعيدة من الظهور علي شفتيه :"ولما لا؟.. أليس افضل من هذا الألم ...."
ضغطت علي شفتها بغيظ فقال لها بهدوء:"ماذا بك ؟"
قالت بحنق:"لماذا تسمح لها بالتباسط معك في الكلام؟" قال لها باستنكار:"وماذا فعلت هي؟"
قالت بانفعال :"تتحدث معك بلهجة مُلتوية وأنت لا تُمانع ....ثم نظرت إلي قميصه الذي يفتح أول ثلاثة أزرار به قائلة بملامح مُستنكرة:وماهذا... لما لاتُغلق أزرار قميصك؟...."
نظر إلي أزراره المفتوحة ثم عاد إليها قائلاً بجهل حقيقي وهو يضيق عينيه :"ومادخل الازرار..ما العلاقة؟...
نظرت إليه بعجز لا تعرف ماذا تقول ....
كيف ستوضح له أن هيئته هذه مُلفتة وبالطبع هيدي تشعر بالانجذاب اليه... هي تري هذا في عينيها ولا تعرف حقيقة نظرات الأنثي الا الأنثي التي مثلها...
كانت هيدي للتو تقف أمامه مُباشرة وشعرت هي وهي تلاحظهم من جلستها أنها تنظر اليه بانجذاب واضح.
قالت له بلجلجة:"بل هناك علاقة "
قام من مكانه ووقف أمامها مُباشرة ووضع يديه في جيبي بنطاله قائلاً وهو يركز في عينيها:"ومادخلك أنت يافريدة ؟الم تختاري البعاد؟... مادخلك بكل ذلك؟"

نظرت إلي عينيه ولم تستطع الإجابة..
فقالت وقد تلألأت الدموع في عينيها:" حسنا لديك حق ليس لي دخل ثم همت بالانصراف قائلة بصوت جامد: بعد اذنك.. ثم نظرت إلي الحاسوب قائلة: لقد انهيت كل ماطلبته..."
كان يريد أن يستوقفها ويقول لها أنه يقول كل هذا لغيظه منها وضعفه أمامها ولكن عجز لسانه عن الكلام وهي التي حيرته وجعلت النوم يُجافيه طوال الشهر الماضي

خرجت هي الي البهو فوجدت وليد في وجهها وكأنها وجدت من تفرغ فيه غضبها فقالت له بتحفز:"الم تجدوا أحداً غيري يادكتور وليد أعتقد الأمر ليس بهذه الصعوبة...."
قال لها وليد بهدوء ليمتص غضبها البادي علي وجهها:"ما الأمر؟"....
قالت بضيق:"الأمر أنني مُضطرة للأستمرار في العمل حتي تجدوا أحداً غيري وهذا الوضع له أكثر من شهر ..ثم قالت له مُوبخة:الي جانب الشرط الجزائي الذي تضعوه في عقودكم ويُرغم الموظف علي الأستمرار"...
ضيق عينيه قائلاً بتساؤل :"أي شرط جزائي؟..من قال أننا نضع شروطاً"....
صمتت قليلاً ثم قالت :"تيمور...ثم أردفت قائلة:أقصد دكتور تيمور"...
فهم وليد علي الفور فقال لها مُستدركاً:"لا مادام دكتور تيمور هو الذي قال فهو مُحق.."
نظرت اليه بشك فقال وهو يتهرب من عينيها :"سأتركك الان ونُكمل حديثنا فيما بعد.."
تركها ودخل مُباشرة الي تيمور الذي كان مازال يجلس علي وضعه فاقداً للرغبة في العمل والحديث وكل شئ ...دلف وليد من باب المكتب وبدون كلام أرتمي بجوار تيمور علي الأريكة التي أهتزت بفعل ثقل وزنه ونظر في عيني صاحبه قائلاً بسخرية:"لما لم تقل لي علي أكذوبة الشرط الجزائي هذه حتي لا تنكشف كذبتك ؟.."
أبتسم تيمور بتعب قائلاً :"هل قالت لك.."
لاحظ وليد المزاج السوداوي لصاحبه فحاول أن يُخفف عنه قليلاً فقال مازحاً:"هل تعرف أنه رُب ضرة نافعة...ثم أردف بسخرية:لو كنت تزوجتها كنت ستصبح مثل رشدي أباظة في فيلم عالم عيال عيال...نظر اليه تيمور باستنكار فأكمل وليد موضحاً:الفيلم العربي القديم الذي يتزوج فيه رشدي أباظة الذي لديه أولاد كثيرة بسميرة أحمد التي لديها أولاد كثيرة مثله ثم ينجبون هم أيضا أطفالاً..والبيت يمتلئ بالأطفال من كل الجهات"

نظر اليه تيمور بوجه جامد ولم يستجيب لمزحته فأردف وليد مُكملاً بنظرة لا تخلو من السخرية:"أو تصبح مثل بطل فيلم أولادك.. وأولادي.. وأولادنا ..الفيلم الأمريكي المأخوذ منه الفيلم الأول..."
صاح فيه تيمور بضيق:"أصمت ياوليد أنت لاتفهم شيئاً..."
تحولت نبرة السخرية في صوت وليد الي الجدية وقال :"هل تحبها الي هذه الدرجة؟".......
قال تيموروهو يشيح بنظره للجهة الأخري:"بل وصلت بحبي لها الي أعلي درجات الحب"..
قال وليد بتساؤل يشوبه سخرية مٌبطنة:"وماهي أعلي درجات الحب ياصديقي؟ منكم نستفيد"
...قال تيمور بشرود:"الشغف..."
رفع وليد حاجباً مُستنكراً وقال:"لا لا ....أنت لست تيمور الذي أعرفه"...لاحظ تيمور أستنكاره فقال بضيق:"مع من أتحدث أنا ...مع شخص أكبر قصة حب في حياته حدثت مع ساندويتش شاورمة مع بطاطس مقلية و مياه غازية....ثم صاح فيه وهويشير لباب الحجرة :تخرج أنت أم أخرج أنا؟"....
قال وليد بعد أن زفر زفرة حارة وقد تخلي عن الهزل الذي كان عليه :"حسناً...حسناً...صراحة لم أتخيل أن الأمر وصل الي هذه الدرجة ظننته أنجذاب وقتي وسيزول أما أن يصل بك الأمر الي هذا الحد فهذا يجعلني لا أعرف هل أفرح لك لأنك تشعر بمثل هذه المشاعر أم أحزن عليك لأن هذا الحب لن يري النور"
توقف تيمورعند جملة صديقه الأخيرة....
هل حقا لن يري هذا الحب النور؟؟

*************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 01:11 PM   #356

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في المصرف ...

أنتهت مواعيد العمل الرسمية وهم الجميع بالأنصراف فوقفت رضوي مع هاني يتحدثان قليلاً قبل الأنصراف ..لقد قررت أعطاء نفسها وأعطاؤه فرصة للتقارب والتعارف...لم تستطع أن تقبل بخطبة سريعة حتي لاتظلمه ولا تظلم نفسها ...ولكن من أكثر الأشياء التي جعلتها تعطيه فرصته هو هذا الحب والأعجاب الذي تراه في عينيه....
فمن الروائع أن تشعر بأن هناك شخصاً واحداً في هذا الكون يحبك أنت.... دوناً عن باقي البشر...
يميزك أنت.... دونا عن باقي البشر...

يحدث كثيراً ألا نكتفي بمشاعر الحب لشخص بل نريد أن نشعر بالتبادل في المشاعر... فكما تحبه تريد أن تشعر أنه يحبك...وكما تعطيه من مشاعر تريد أن تأخذ منه....وليس لهذا علاقة بتبادل المنافع أو المصالح
بل له علاقة بطبيعة البشر ....
فالأنسان يستطيع أن يعطي ولا يأخذ لوقت طويل ...
الي أن يأتي عليه وقتاً يشعر فيه بأن النهر الذي كان يعطي منه قد جف وليس لديه أي شيء أخر يمكنه تقديمه ..
لأنه للأسف ظل يعطي لسنوات دون مقابل....
وهذا ماشعرت به تجاه فادي ....
كانت تحبه...
وكانت تميزه...
وكانت لاتري غيره ولا تريد غيره ولم تجد أي مُقابل لهذه المشاعر الي أن شعرت أن مشاعرها تجاهه جفت وشعرت بذبول مشاعرها تجاهه....

فجاء هاني في هذا الوقت بالتحديد وشعرت أنه يروي جفاف مشاعرها بكلماته الدافئة ومشاعره الواضحة علي ملامح وجهه...وهذا ماتحتاجه هي في هذا الوقت..
شعرت أنها ربما تستطيع في يوم من الأيام أن تحبه حباً حقيقياً فقط لحبه لها....
قال لها هاني بحماسة واضحة:"حسناً يارضوي ستحضرين زفاف أختي سهي كما أتفقنا وسأعرفك علي أبي وأمي بأذن الله.....ثم أردف بعاطفة واضحة:وبأذن الله العاقبة عندنا المرة القادمة"...
أبتسمت وهي سعيدة بحق لسعادته ...تشعر أنها تنجذب اليه بمرور الوقت
قالت له وهي تهم بالأنصراف:"حسناً أتفقنا ..سأضطر الي أن أتركك الان حتي لا أتأخر....."
أومأ لها برأسه بابتسامة خالصة قائلاً:"لا تنسي أن ترسلي لي رسالة ما أن تصلي"
خرجت رضوي من باب المصرف ولحقت بها علية التي كانت تلاحظ مايدور بين رضوي وهاني منذ فترة وكانت تشعر بالسعادة من أجلهما وتتمني في نفس الوقت أن يرزقها مثلهما ...
خرجتا معا من باب المصرف تسيران متجاورتين بجوار الرصيف فقالت علية بابتسامة عذبة:"جميل الحب يارضوي أليس كذلك؟"
قالت رضوي وهي تنظر الي علية التي تغيرت شكلياً بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة وقالت لها بهدوء:"الحب حين يكون مُتبادل يكون جميل أما حين يكون من طرف واحد يكون أسوء أنواع العذاب..."
نظرت اليها علية بتفكير قائلة :"لديك حق .."
أردفت رضوي بأبتسامة هادئة علي جانب شفتيها:"ولكن هل تعلمين ...أكتشفت مؤخراً أنهم لو خيروني بين شخص يحبني وشخص أحبه لاخترت الذي يحبني .نظرت أمامها وقالت بثقة:الذي يحبني سيضيف لي الكثير وسيتحمل ويفعل من أجلي الكثير وبالتأكيد في يوم ما سوف أحبه...أما الذي أحبه أنا فقط لن يشعربي في يوم من الأيام...الحب من طرف واحد يستنزف مشاعر الأنسان"...
كانت لأول مرة تتحدث رضوي مع علية بهذه الألفة كانت دائما تأخذ منها موقف بسبب فادي...
أما وقد خرج فادي الان من الصورة فعلية في حد ذاتها ليست بالسيئة علي الاقل لم تري منها شيئاً من قبل....
نعم شعرت بالغيرة منها لأهتمام فادي بها....
وعلية لم يصدر منها تجاهه سوي أعجاب لم تترجمه لأي تصرفات أخري ....
تستطيع هي كفتاة أن تلمح نظرات الأعجاب هذه حتي أن لم تكن صريحة ....

وصلتا معا الي نهاية الشارع فقالت رضوي وهي تنظر الي الجانب الاخر من الطريق حيث طريق بيتها:"نتقابل غدا بأذن الله...أراك علي خير"
أبتسمت لها علية وأنحرفت يميناً حتي تستقل المواصلة التي تقلها للبيت .....

خرج فادي من المصرف وأستقل سيارته وما أن أنهي الطريق من الشارع الواقع به المصرف وأنحرف يميناً حتي رأي علية تسير علي جانب الطريق...
خفف سرعته قليلاً وكانت هي تسير أمامه بخطي هادئة ...يعلم أنها تستقل المواصلات من هذا المكان ولكن المحطة قد فاتت وهي لم تستقل أي سيارة أجرة وتسير في هذا الشارع بمفردها وهذا الشارع يكون هادئاً لأنه يقع بين محطتين ..
لا يعرف لماذا سار خلفها ببطء بسيارته...
ربما خاف عليها من هدوء الشارع خاصة وهي بمظهرها الجديد الذي أطلت عليهم به منذ عدة أسابيع ولم تغيره....منذ أخر حديث بينهما حين قالت له فيما معناه أنه لادخل له بها وهو يتحدث معها في أضيق الحدود
ولايتدخل فيما لايخصه....

سار بالسيارة بسرعة تتناسب مع سرعة خطوتها وأقنع نفسه أنه ما أن يجد أن الطريق أصبح مُكتظاً بالناس سيرحل مُباشرة....وتسائل بصوت مسموع حانق:"ماذا تفعل هذه المُختلة لما لم تستقل أي سيارة أجرة؟"...
ولم يكن يعلم أنها تُفكر في كلام رضوي حرفاً حرفاً...
فضلت أن تعود الي منزلها مشياً..
لتعطي لنفسها فرصة للتفكير بهدوء....
"الحب حين يكون من طرف واحد يكون أسوء أنواع العذاب...."
هل ماتشعر به تجاه فادي يسمي حباً؟....
وهل هو من طرف واحد؟؟....
أسئلة لا تعرف أجابتها.... فهي أحيانا تشعر أنه يتقرب منها وأحيانا يبتعد ....
أحيانا تشعر أنه يبادلها نظرات الاهتمام.... وأحيانا تشعر في نظراته باللامُبالاة....
كانت تسير في الشارع الهادئ ونسمات الهواء المُنعشة تُداعب وجهها وتُطير خُصلات شعرها الحريرية ولم تكن مُنتبهة الي الدراجة النارية التي تسير بجوارها ويستقلها أثنين من الشباب العابث الا بعد أن أعترضو طريقها لتصرخ فجأة حين رأت الدراجة تعترض طريقها وقائدها يقول لها بلهجة بذيئة:"أركبي معنا ياجميلة الجميلات ولك ماتريدين وأكثر"....
أجفلت علية وأرتدت للخلف من الصدمة ونظرت حولها الي الشارع الخالي والشعور بالرعب يُسيطرعليها ويجعل أنفاسها تضطرب وصدرها يعلو ويهبط...
ولم تُسعفها حنجرتها للصراخ ..فقد ذهب صوتها وجف حلقها من الرعب
وعلمت في قرارة نفسها أنها النهاية حين دار قائد الدراجة حولها في دائرة وصاحبه الذي يركب خلفه يقول له باستهتار:"يبدو أنها لاتمانع ياصديقي...."
لم تقل الا :"يارب"....قالتها في نفسها ولم يسعفها لسانها ولا حنجرتها لترديدها ولم تكد تتمها حتي وجدت من يأتي من خلفها صائحاً في الشباب بصوت جهوري :"أبتعد عنها يا*** يا*** أنت وهو"

ورغم أن الكلمات كانت تحمل كما هائلاً من التلوث السمعي الا أنها كانت مُمتنة لصاحبها فما أن نظر اليه الشباب وهو يجري باتجاههم ومعه عصا حديدية غليظة حتي أسرعا بالدراجة بسرعة الصاروخ وهذا لم يثنيه عن الجري خلفهما عدة أمتار من شدة غضبه وما أن أستدار حتي أدركت أنه فادي..قد أنشقت الأرض وأخرجته لها في الوقت المناسب...
وقفت هي لاتبدي أي رد فعل سوي الصدمة المُرتسمة علي ملامحها وقبضتها التي تُغطي بها فمها ....
عاد اليها لاهثاً وهو يمسك عصا حديدية طويلة يحتفظ بها دائما في سيارته.... وملامح وجهه يرتسم عليها الغضب الشديد....وما أن دنا منها حتي صاح فيها قائلاً بوجه مُحتقن وهو يشير الي سيارته التي تقف في مُنتصف الشارع:"هيا علي السيارة....."
قالت له بصوت هارب منها ووجه يبدو شاحباً كالأموات:"لن أستطيع أن..."
لم يدعها تكمل كلمتها وصاح فيها بغضب:"قلت هيا علي السيارة"...
سارت أمامه حتي سيارته وأستقلت المقعد المُجاور له في صمت بينما أستقل هو مقعده وطار بسرعة جنونية .....

بعد قليل.....

توقف بالسيارة علي كورنيش النيل بعد أن شعر أنه علي وشك الأنفجار ويريد أن يهدأ قليلاً...
صف السيارة وتوقف ولحسن حظه كان الكورنيش خالياً الا من القليل فاستطاع أن يري النيل مُباشرة من مقعده...
كانت أشعة الشمس تسقط علي ماء النيل بشكل رائع جعل علية تلتفت الي هذه اللوحة الفنية وبالتالي تلتفت الي فادي الذي يُعطيها جانب وجهه فقط بينما نصف وجهه الاخر في اتجاه النيل...
قالت له بعد أن هدأت قليلاً:"أشكرك فادي ...لا أعرف بدونك ماذا كنت سأفعل"...
لم يرد عليها فقالت له بتساؤل:"من أين أتيت ؟....وكيف عرفت مكاني؟؟.وكيف عرفت ماحدث؟؟؟"...
قال بفتور دون أن ينظر اليها:"صدفة ...كنت أسير بالصدفة وشاهدت فتاة تتعرض لما تعرضتي له لأكتشف أنها أنت"....
قالت بارتياح:"حمداً لله علي هذه الصدفة"....
صاح فيها وهو يلتفت بجسده كله حتي أصبح مواجهاً لها مُباشرة ولا يفصله عنها الا سنتيمترات قليلة :"وماذا أن لم أظهر أنا ماذا كان سيحدث؟؟؟....
كنت ستتعرضين لأبشع أنواع الأيذاء وتقفين صامتة"....
قالت بعيون دامعة:"أنا لم أكن صامتة"....
قال بغضب:"بل كنت صامتة ولم تصرخي أو تستغيثي"....
قالت وقد ترقرقت الدموع من عينيها:"لم أجد صوتي....زمت شفتيها حتي تتمالك نفسها ثم أكملت وهي تحاول التحكم في دموعها:منذ أن كنت صغيرة حينما أتعرض لموقف صعب لا أجد صوتي"......
شعر بالشفقة عليها خاصة وهي تبكي هكذا كالأطفال وقال لها بلهجة لينة ولكن مُوبخة:"وعندما نبهتك لمظهرك الجديد ...قلت لي لادخل لك....هذا ماكنت أخاف عليك منه ياعلية....مظهرك هذا مُلفت للغاية وهو من وضعك في هذا الموقف"....
أغضبها أن يلقي كل اللوم عليها وهو كان السبب الاساسي في تغييرها هذا فصاحت فيه بلا تفكير من بين دموعها:"أنت السبب ....في مظهري هذا"
قال لها باستنكار:"ومادخلي أنا في الشعر المُنسدل والملابس المُلفتة؟"....
قالت له بنفس الانفعال:"ألم تقل حينما تكلمت تسنيم علي أستاذة أماني أننا نغار منها وعلينا أن نتعلم منها...وأنها ليس بها غلطة....وأن من تعقص شعرها خلف رأسها يكون شكلها سيئاً"....
بُهت من أنفعالها.. وهجومها.. ودموعها.. وكلماتها..
فقال بصدمة:"أنا لم أقل ذلك"...
قالت بصوت مهزوز :"بل قلت"....
صاح فيها بعدم فهم :"ومادخلك أنت فيما أقوله لتسنيم؟"...
قالت بصوت باكي:"لأنني شعرت أنني قبيحة".....
بُهت للمرة الثانية ولم يستطع الرد وتجمدا هكذا لعدة دقائق ...
يجلسان في السيارة متواجهين لايفصل بينهما الا مسافة بسيطة ...هي تبكي بحرقة وهو قلبه لايتحمل رؤيتها هكذا ولا يعرف ماذا يفعل... ينظران الي بعضهما البعض وكل منهما عينيه تخفي الكثير...
ولأول مرة يدرك أن التقارب بينه وبين أي أمرأة سوي أماني يُشكل خطراً عليه....
بعد فترة من الصمت المُطبق نطق قائلاً بصوت جاهد حتي يبدو مُعتدلاً:"أنت لست قبيحة ياعلية ...والكلام لم يكن موجها اليك .....ولم يكن عليك أن تُغيري نفسك من أجل كلام أي شخص...وها أنت شاهدتي عينة لما يمكن أن يحدث مع البنت بسبب ملابسها وشعرها"...
قالت بصوت ضعيف:"أنا ملابسي مُحترمة"...
قال ليقنعها :"مُحترمة ولكن مُلفتة وتجعل الجميع ينظرون اليك...ربما تستطيعين أرتداءها وأنت مع والدك أو زوجك...ولكن وحدك لايصح".....

صمتت ولم ترد فشعر أنه أستطاع أقناعها فقال لها بجدية:"لما لم تُفكري في ارتداء الحجاب؟...
قالت له وهي تنظر اليه بدهشة:"ماذا؟؟؟"....
قال لها ليقنعها بالحُجة:"ولما لا فهو فرض..الي جانب انك ستعفين نفسك به وتنالين رضا الله...أنا أخوتي الاثنتين يرتدينه ورضوي وتسنيم ترتدينه ولا ينقص من جمالهن شيء .....صمتت وهي تنظر اليه بتدقيق فقال لها وعينيه لا تحيد عن عينيها:فكري في الأمر ياعلية"...
قالت له باستكانة وبنظرة صافية :"حسناً"...
قال لها بلهجة آمرة:"وتشتركي من الغد في سيارة المصرف الخاصة بنقل الموظفين"...
قالت بتململ:"ولكنها تأخذ وقتاً طويلاً أشعر أنها تجوب العاصمة كلها قبل أن تقلني الي بيتي"...
قال بتهكم:"تجوبين العاصمة بسيارة العمل أفضل من أن تجوبينها بدراجة نارية"
مطت شفتيها بضيق ثم قالت له باستكانة:"حسناً"..
نظر اليها وهي مستكينة تنظر اليه بتعبير غريب عليه ...وجهها صامت ولكنه مُعبر ...وشعاع شمس المغيب الخافت يسقط علي وجهها الطفولي فيعطيه جاذبية خاصة....وينعكس علي عينيها فيعطيها بريق خاطف ...وشعرها الحريري يحيط بوجهها وكتفيها بشكل .....

أستفاق من شروده قائلاً لنفسه بتوبيخ :"ماهذا!"
ثم ألتفت أمامه بسرعة وهو يدير السيارة فقالت له بسرعة:"فادي أنتظر ..ثم أشارت الي بائع الترمس الذي يقف أمام الرصيف قائلة بنبرة طفولية:"أريد ترمس ...سأنزل أشتري وأعود فوراً"..
قال لها بتوبيخ :"تنزلي أين بالضبط ..أنتظري ...ثم طلب من الرجل كيساً من الترمس أحضره له وهو في مكانه وانقده حقه وأعطاه لها قائلاً بجدية وهو يُشير اليها بسبابته:"أنا لاأحب أن تتسخ سيارتي ...أي قشر أحتفظي به في يدك حتي نجد سلة قمامة"...
قالت له تطمئنه وهي تضع واحدة من الترمس في فمها:"أطمئن أأكله بقشره"...
قال باستنكار:"تأكلينه بقشره ...ماشاء الله ...حسناً حتي لا أحمل هماً لنظافة سيارتي"..
قالت له:"تذوق واحدة ستعجبك...ثم قربتها من فمه....نظرالي ملامحها الجميلة ويدها التي تمتد له فتناولها منها بيده ووضعها في فمه بصمت وأكلها بقشرها
وأدار السيارة ووضع يده المُتصلبة علي المقود وعينيه لاتحيدان عن الطريق
************
جلست في عيادة طبيب التجميل الشهير الذي تتعامل معه منذ عدة سنوات تنتظر دورها وما أن نطقت المُمرضة أسمها حتي أستقامت من مكانها ترمقها بابتسامة جميلة تمشي بخطوات واثقة مدروسة تتقاطع ساقيها معا في مشية أقل مايُقال عنها أنها مشية مُتقنة...جذابة...
وما أن دلفت الي حُجرة الطبيب حتي استقام لها الطبيب الاربعيني المشهور واقفاً قائلاً بترحاب :"أهلا مدام أماني أنرتي المكان"....
صافحته برقة وجلست علي المقعد المُقابل لمكتبه قائلة بابتسامتها الساحرة:"أهلا بك دكتور عاصم"....
قال لها بجدية:"ماشاء الله وجهك لايحتاج شئ هذه المرة ...هل جئت لتزوريني فقط"...
أبتسمت بسعادة علي كلماته المادحة لها وقالت له وهي تمط شفتيها وتشير الي تحت عينيها:"لا يادكتور عاصم هناك بعض الخطوط الرفيعة التي تظهر حول عيني...
ثم أشارت الي جبتها قائلة بضيق:وهناك بعض الخطوط التعبيرية التي بدأت تظهر بالفعل في جبهتي".....
قال لها ببساطة:"حسناً كلها أشياء بسيطة جداً نستطيع أن نحقنها الان...."
قالت له :"حسناً أنا مستعدة"....
قام الطبيب يعد أدواته في نفس الوقت الذي رن فيه هاتفها فأخرجته من حقيبتها لتجده فادي...
أغلقت الصوت ولم ترد ...
فاتصل بها مرة أخري فعلمت أنه يريدها في أمر هام فردت عليه قائلة:"أهلا فادي كيف حالك"....
قال لها:"أين أنت؟"....
قالت له بلجلجة:"لماذا ماذا حدث؟"....
قال لها بانفعال:"أنا من أسألك؟"...
قالت له :"أنا عند طبيب الاسنان"...
قال لها :"لم تقولي لي.."
قالت بصوت خافت:"أسناني تعبتني فجأة وذهبت بعد العمل مُباشرة "...
قال لها :"هل معك سيارتك؟"...
قالت له:"لا أوصلني السائق وعرفت أني سأتأخر فجعلته ينصرف"
قال لها :"حسناً سأمر عليك ...أرسلي لي العنوان"

أرتبكت أكثر فهو لايعرف أنها تتابع مع هذا الطبيب أو تقوم بأي شيء تجميلي فقالت له بصوت مُنخفض:"حسناً ..سأرسله لك و الي أن تأتي أكون أنهيت وسأنتظرك أسفل البناية"....
أنهت أتصالها وأستعدت لجلستها ولم تكن تعلم أنه في هذه اللحظة علي وجه التحديد يشعر بالتوهان ولا يحتاج الا للشعور بالأمان ...فقط الأمان... أما هو فاتصل بفدوي يطمئن أنها وصلت عند فريدة حيث ستبيت ليلتها عندها
***************



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 01:15 PM   #357

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

هل الشعور بالحب حتي وأن جاء متأخراً يجبر القلوب التي ظنت أنها أبداً لن تلقاه؟...وهل قادراً علي طمث ألام الماضي والبدء من جديد؟ .....
في الطابق الرابع عشر من البرج الذي يرتفع عن سطح الأرض ب مئات الأمتار جلست فدوي مع سامر في ذلك المطعم السياحي المبني علي منصة دوارة تدور برواد المطعم ليروا معالم العاصمة من كل الجوانب..
كانا يتناولان طعام الغداء ويستمتعان معا بهذا المنظر الرائع.ورغم خوفها الشديد من تواجدها بمكان بهذا الأرتفاع ألا أن سعادتها أنها معه وسعادتها بروعة المكان طغت علي خوفها....رُب ضرة نافعة....
هذا ما أكتشفته في الأسابيع الماضية وهي تُعيد أكتشاف سامر بصورة أخري ....فبعد أن تحدثا معا بشكل أهدء يوم أن كانت في شقته وأتفقا معا علي أن يتقابلا وهما لم يفترقا يوم...
عاد سامر معها الي تدريب المجموعة التي بدءا معا تدريبهم وأنهوا الكورس التدريبي معا....

أحيانا نحتاج الي الشعور بالأمان والأطمئنان من نصفنا الأخر وما أن نشعر بهذه المشاعر حتي تُحل العُقد عقدة عقدة...ونبدو علي طبيعتنا أكثر...
أحيانا التصلب والبرود...يكونان ماهما الاقشرة تختبئ خلفها شخصيتنا الحقيقية وهذا ماحدث مع سامر...
فما أن شعر بالتجاوب منها وما أن شعر أن حبها له حقيقياً وما أن تأكد أنها تتمسك به وهو الذي خاب ظنه فيمن أحب عوضاً عن المرة مرتين....حتي فتح لها قلبه كما لم يفتحه لأحد من قبل ...حتي رامز وراوية....
نعم أصدقاؤه ويعرفون أسراره ولكن ماقصه علي فدوي في الفترة السابقة كان أدق تفاصيل حياته...
كان بحاجة الي أن يحكي ويتكلم ويشعر أن حبيبته تستوعبه وقد كان...
حتي عندما قال لها أنها لن يكون لها شقة مُستقلة لأن والدته مريضة ولن يستطيع أن يتركها وحدها وأنه يريد أن يتزوجا معها في نفس الشقة لم تعترض وتفهمت الوضع....
كانت الأسابيع الماضية هي الأسابيع الفاصلة في علاقتهم ...شعر أنه يحبها منذ سنوات وليس منذ أشهر.....
نظر اليها وهي تشاهد معالم العاصمة من الأعلي بانجذاب بعد أن أنهيا طعامهما قائلاً :"فدوي ألن نتحدث سوياً؟ منذ أن أتينا وأنت تحيدين بنظرك بعيداً عني".....
قالت له بابتسامة كالأطفال:"المشهد رائع ياسامر ..أنا ندمت أنني لم أأتي هنا من قبل....ثم نظرت اليه بنفس الابتسامة :هل تعلم أنني كنت أرفض أن أحضر مع أخوتي وأرغمهم علي الخروج لأماكن أخري لخوفي من المُرتفعات".....
قال ضاحكاً:"هذا من حسن حظي....حتي تأتي معي كل مكان ويكون لنا أجمل ذكري فيه وتتذكرين دوما أنك أتيت لأول مرة معي"......
وضعت قبضتها أسفل وجنتها وهي تُحافظ علي نفس الأبتسامة التي يبدو أنها رُسمت بالفعل علي ملامح وجهها الجميلة...وقالت له بتساؤل:"وأنت حضرت الي هنا من قبل؟؟؟"...
قال لها :"نعم أكثر من مرة"...
قالت له بتساؤل :"مع من؟؟"......
نظر بعينيه يميناً ويساراً لايعرف ماذا عليه أن يقول أيقول الصدق؟؟؟
ولكن ليس من اللائق أن يتحدث عن أمرأة أخري أمام حبيبته....
فهمت من صمته وتبدلت في لحظتها نظرتها فقال لها :"مارأيك بما أننا تناولنا غدائنا نصعد للأعلي ...
فالمشهد من أعلي مُختلف"....
أومأت له برأسها بصمت......
صعدا للأعلي ...للقمة...وكانت الشمس في طريقها للغروب....وقفت تتطلع لما حولها وتنظر للأسفل وصدرها يعلو ويهبط وقالت له بخوف وتوتر:"أشعر بالدوار"..
كانت ملامحها مازالت واجمة منذ أن سألته سؤالها ولم يرد فوقف أمامها قائلاً بصدق وحنان:"فدوي ...هل أنا أخفيت عليك أي شيء في حياتي؟"....
قالت له وهي تنظر مُباشرة الي عينيه الزيتونيتين:"لا"....
قال لها بعتاب:"لما أذن حزنتي وتبدلت ملامحك....قولي لي الصدق....."
قالت له بلين وهي تعلم أن ليس من حقها أن تحاسبه علي علاقة ماضية:"سامر أنت حقيقة أول رجل في حياتي ...وكل تجربة لي معك هي الأولي في حياتي....فأحياناً أشعر بالغيرة أن تشاركت أنت من قبل مع أخري تفاصيل كثيرة.....كنت أتمني أن نكون لبعضنا منذ البداية...أعلم أنه ليس لك دخل وأننا تأخرنا الي أن وجدنا بعضنا ولكني رغما عني أشعر بهذه المشاعر"......
قال لها بابتسامة جذابة:"ربما نتشارك نفس التفاصيل مع أكثر من شخص...ونذهب مع العديد لنفس المكان....ولكن كل شخص له بصمته يافدوي...ربما نذهب الي أماكن مع أشخاص وبعد عدة سنوات لانتذكر الا أننا ذهبنا معا الي هذ المكان ولكن لا نتذكر تفاصيل ولا تبقي لنا ذكري جميلة في المكان ...هل تفهمينني".......
كانت تفهمه جيداً ولكنها كانت تريد المزيد فقالت له مُتصنعة الغباء:"لا ...لا أفهم"....
أبتسم قائلاً:"أعني أنني أحبك أنت....وأتمني أن أقضي ماتبقي من حياتي معك أنت...وأنني نسيت مامضي من حياتي ولا أتذكر ولا أريد أن أتذكر الا منذ اليوم الذي نزلت فيه من عملي ووجدت سيارتي مصدومة...و تغيرت من يومها حياتي"....
غلبتها ضحكتها وقالت له :"وأنا أيضا...حياتي تغيرت منذ ذلك اليوم ....ويوم أخر أنت لاتدركه"....
قال بتساؤل وهو ينظر بانجذاب الي وجهها المليح :"أي يوم؟..."
قالت له وهي تنظر لقرص الشمس الذي غاب بالكامل ولم يبقي منه الا ظلال ملونة بالوان هادئة:"يوم أن كنا مع راوية ورامز علي سطح الباخرة وقلت لي مامعني أسم فدوي وقتها قلت أني أول فدوي في حياتك ....شعرت وقتها أنه ربما تكون الكلمة لها مغزي وشعرت بمعني مختلف لحياتي.....كنت أريد أن أقول لك أنك أيضا أول سامر في حياتي وأول رجل في حياتي "......
قال لها باستياء:"ولما لم تقولي"....
قالت ضاحكة:"بالطبع خجلت"....
قال لها وهو ينظر في عينيها :"وقتها سألتك سؤالا ولم تجيبي عليه فهل ستخجلي أن تجيبي عليه الان؟".....
نظرت اليه وعينيها تلمعان ثم قالت له"سألتني ألم تجدي بعد هذا الشخص الذي حينما ترينه تشعرين أنه هو؟....
أبتسم حين وجد أنها تتذكر جيداً فأكملت وهي تستجمع شجاعتها وقالت له بابتسامة عفوية:كنت وقتها أقصدك أنت".....
شعر أن قلبه يتضخم من فرط السعادة...
فهاهي فتاته الخجولة تتخلي بالتدريج عن خجلها معه خطوة خطوة وهاهو يتجاوز ماحدث له في الماضي ويتجاوز تجاربه المُحبطة....
كان يتمني في هذه اللحظة علي وجه التحديد أن يضمها اليه يبثها مايشعر به تجاهها ولم يشعر به مع أحد من قبل ..فكر قليلاً..مادامت تتحلي اليوم بالشجاعة فلم لايستدرجها ويسمع منها المزيد...فقال لها بخبث....:"لقد ظننت أنك لا تجيدين الحديث في هذه الأمور يافدوي "....
قالت له بخجل"لماذا ؟أنا فقط... أخجل قليلاً..الي جانب أننا وقتها لم يكن بيننا شئ جدي"....
قال لها بصوت دافيء:"منذ أن رأيتك أول مرة وأنا أشعر أن هناك شيئا جديا بيننا يافدوي ...منذ أن رأيتك وأنا أشعر أن هناك شيء كبير سيكون بيننا"..

لم ترد...فأحيانا لا تسعفها ذاكرتها بالرد المناسب ولكن نظرة عينيها كان بها الجواب....
تناول يدها وضغط عليها بكف يده برقة وقال لها:"هناك شئ لم تعترفي به بشكل واضح وصريح بعد؟"...
قالت له:"ماهو؟"...
قال مُدعياً الجدية:"لقد أعترفت لك أنني أحبك ولم أسمعها منك"...
سحبت كفها من بين كفيه وكورت قبضتها وضربته في كتفه قائلة:"هل بعد كل ماحدث ومازلت تسأل"....
أدعي الألم ووضع يديه علي كتفه قائلاً:"تستكثريها علي يافدوي ؟.....ثم أردف بمسكنة:ماذا لو مت الان وأنا لم أسمعها ألن يؤلمك ضميرك طوال العمر"....
أقتربت منه وقالت له بجزع وهي تضع يدها علي كتفه:"بعيد الشر عنك ياسامر لاتقل هذا قلبي آلمني حين قلت ذلك ...ثم أردفت بحنان جارف:أنا أحبك...لأول مرة في حياتي أشعر بمشاعر الحب الذي كنت أسمع عنه من الجميع كان معك....ثم أردفت بصدق:أنت أكثر شخص مميز في حياتي"......
كان ينظر اليها وهي تتحدث بانطلاق والكلمات تخرج من بين شفتيها بانسيابية ولا يصدق أنها فدوي التي عرفها منذ بضعة أشهر وكانت تضع رأسها في الأرض خجلاً كلما ألتقي بها ....
فقال بعدم تصديق:"ماذا قلتي؟أعيدي جملتك الأخيرة ثانية".....
شعرت بالخجل وقالت له وهي تشيح بوجهها للجهة الأخري:"أنت أكثر شخص مميز في حياتي "....
وضع سبابته وأبهامه أسفل ذقنها وأدار وجهها اليه مرة أخري قائلاً:"ماقبل هذه الجملة يافدوي..أعيديها ثانية ..بهدوء....ووضوح ....وتأني"....
قالت له وهي تتخلي عن شعورها بالخجل والتوتر:"أحبك"....
لم تكد تكملها حتي وجدته يمسك يدها ويطبع عليها قُبلة طويلة عميقة.....
ما أن مست شفتيه بشرتها حتي أرتجف جسدها كله وما أن تمالكت نفسها واستوعبت حتي جذبت يدها من يده قائلة بجزع:"ماهذا الذي تفعله .....ونظرت حولها ولحسن الحظ فلم يكن بجوارهم مباشرة أحد والبعيدون عنهم لم يكن هناك أحداً مُنتبهاً لهم ....نظر الي وجهها الذي تصاعدت اليه الدماء ووجدها تقول له بذهول :هل تعلم ماذا فعلت؟".....
قال لها بجدية مُصطنعة:"أعلم تمام المعرفة ومُستعد لأن أصحح غلطتي ونعقد قرارنا حالاً...."
نظرت له باستنكار قائلة:"تتهكم علي"....
وضع يديه في جيبي بنطاله قائلاً لها بجدية :"لا أتهكم يافدوي ...الذي يريد أن يتقدم لك ماذا يفعل؟"...
كان يستند بجسده كله علي السور الحديدي ينظر اليها بأنجذاب واضح ....ينتظر ردها فزمت شفتيها ثم نطقت أخيراً قائلة بسعادة داخلية:"يُكلم أخي"....
أبتسم قائلاً:"أعطيني هاتفه"...
قالت له برقة:"سأحدثه أنا أولاً ثم حدثه أنت"...
أومأ لها برأسه ثم سألها:"اليوم؟"......
قالت له:"هو اليوم لن يبيت معنا سيأتي في الغد بأذن الله وأحدثه"...
قال لها بجدية:"لا تتأخري أذن في أخباره"...
أومأت له مبتسمة أبتسامة ساحرة جديدة عليها ...
ربما السعادة هي الوحيدة القادرة علي خلق ماهو جديد ومميز ...
ربما السعادة هي التي تُخرج أجمل مافينا
حل الليل عليهما وهما لايشعران بالوقت فقالت له بتوتر :"لقد تأخر الوقت بنا"....
قال لها بجدية:"مازال الوقت مُبكراً...ساعة أخري وسأقلك أنا حتي البيت لاتقلقي"....
قالت له:"سأذهب اليوم عند فريدة وليس معي سيارتي كما تعلم"..
قال لها :"حسناً سأقلك الي هناك"....
ووقفا معاً يتأملان العاصمة الساحرة من علي هذا الأرتفاع الشاهق....
ولأول مرة لاتشعر فدوي بالخوف من المُرتفعات...
ولأول مرة يشعر سامر بالأمتنان لصاحبتي التجربتين السابقتين في حياته لأن لولاهما لما كان يقف الان بجوار أجمل فتاة رأتها عينه
*******************

في الحياة لايوجد قانون ثابت للأخذ والعطاء ....
فمن تعطيه الحياة اليوم حتماً ستأخذ منه غداً....
ومن تأخذ منه اليوم ربما تهبه السعادة كلها لاحقاً...
واااهم من يشعر بالسعادة الخالصة حين تعطيه لأنها حتماً ستأخذ منه فيما بعد....فالسعادة الدائمة لم تخلق للحياة الدنيا....فقد خلق الله الأنسان في كبد
جلست فدوي بجوار فريدة في فراش الأخيرة....
بعد أن قضت يوما رائعاً مع سامر قصت كل تفاصيله بسعادة علي فريدة التي كانت رغم الم قلبها وتمزقه سعيدة لشقيقتها التي أشتاقت كثيراً لهذا اليوم وهذا الشعور...جلستا متجاورتين أحداهما في قمة السعادة تشعر أن العمرعاد بها لسنوات وسنوات وان نصيبها من السعادة كان محفوظاً لها لموعد محدد...
أما الأخري فكانت تشعر أن قلبها يتمزق ألما علي نصيبها من السعادة الذي لاتستطيع أن تمد يدها وتأخذه..أمامها وتتوق نفسها اليه ومُحرم عليها...
نظرت فريدة الي فدوي قائلة لها بحب صادق وبصوت مُتحشرج من أثر ماتعانيه:"أنا سعيدة لك حبيبتي أسأل الله أن يتمم فرحتك علي خير"..
قالت فدوي بصوت يشوبه القلق:"أشعر بالأرتباك...ثم أردفت بتساؤل :هل تظنين أن فادي سيتقبل سامر أم ممكن أن يكون لديه عليه أي أعتراض؟.."
قالت فريدة وهي تربت علي كتفها لتطمئنها:"بأذن الله تسير الأمور كما تريدين بالضبط لا تقلقي أرتاحي الان وفي الغد حين يأتي نتحدث جميعاً معا "
أستلقت كل منهما علي جانب من جانبي الفراش....
وكل منهما في قلبها عكس الأخري تماماً....
قلب يحمل السعادة وأخر يحمل الشقاء...
تماما كحالهما منذ شهر واحد... حين كانت فدوي علي خلاف مع سامر في نفس الوقت الذي صرح فيه تيمور لفريدة بحبه .....
فسبحان من يبدل أحوال القلوب
****************
في اليوم التالي

يمر الأنسان في حياته بفترات من عدم الاتزان
وقتها يشعر أنه يمر بلحظة لا يفهم فيها نفسه ولا يفهم ماذا يريد ....
يشعر كأنه سُكب دلواً من الماء المُثلج علي رأسه
أو تلقي صفعة علي وجهه....
يشعر بارتجافة في جسده حين يشعر أن هناك شيء خاطيء يحدث بداخله...
وهذا ماشعر به بالأمس حين كان مع علية...
حتي أنه منع عقله عن محاولة ترجمة أو تفسير أي شعور أو أنفعال حدث له بالأمس...
أغلق باب التفكير قبل أن يبدأ...
أو ربما هرب....
هرب من صورة قديمة قبيحة تترائي أمام عينيه لعمر حين غدر بفريدة وسمح لمشاعره و رغباته أن تُسيره ....
وهو أبدا لن يكون مثله ..
لذلك لم يُعطي لنفسه مُجرد الفرصة للتفكير ..
نفض عن عقله الأفكار فورا وعلل أندفاعه وحمائيته لأخلاقه وتنشئته التي لاتسمح له أن يري زميلته في العمل تتعرض لأي أذي ...
وأقنع نفسه أن هذا فقط هو السبب

فتح فادي عينيه في الصباح ليراها تنام بجواره بوجهها الهاديء وملامحها الجميلة التي تنبض بالحيوية ..
يتطلع اليها عن قرب وقد تناسي ماحدث مع علية بالأمس أو أجبر عقله علي التناسي ....
تحسس بأنامله بشرة وجهها الناعمة ففتحت عينيها وما أن رأته يتفحصها هكذا حتي قالت له بدلال تتقنه:"ماذا تفعل؟"...
أبتسم قائلاً:"أتأمل بديع خلق الله"...
راق لها مدحه هكذا علي الصباح وقالت له بيأس مُصطنع:"تُري كيف سأستطيع أن أبتعد عنك وأذهب الي العمل بعد هذه الكلمات؟"....
قال بجدية:"أنا مُرهق جدا اليوم و لدي موعد في الشقة مع مهندس الديكور سأتغيب عن العمل"...
قالت له دون تفكير:"حسناً سأتغيب أنا أيضا ...ثم أردفت بتساؤل:ولكن ألن نثير الشك بغيابنا معا؟"...
قال بضيق لأنه لايحب هذا الشعور بأنه يفعل شيء في الخفاء:"قريباً بأذن الله ما أن تنتهي أجراءات النقل الخاص بك حتي نُعلن لننتهي من مخاوفك هذه...
ثم أردف ساخراً:وتستطيعين الأتصال والأعتذار لأي سبب...
أما أنا سأأخذها عارضة ..غمز بعينيه قائلاً:وبذلك نكون تغيبنا معا ولكن بطرق مُختلفة حتي لا يشك أحد ..."
قهقهت ضاحكة علي طريقته الجدية التي تحمل سخرية مُحببة الي قلبها..
تعشقه وتعشق شقاوته التي تجعل دماء الشباب تجري في عروقها بحيوية
*****************



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 01:21 PM   #358

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد الظهر في المشفي

بعد أن فقدت أعصابها بالأمس في مكتبه وسيطرت عليها مشاعر الغيرة من هيدي وطريقتها المائعة في التعامل معه..وبعد أن نجح هو أيضا في أستفزازها
قررت أنها لن تدخل مكتبه مرة أخري مهما حدث وليضرب رأسه في الحائط ...كما أنها ستعطيه فرصة أخيرة لأخر الشهر فقط ليحضر موظفاً أو موظفة غيرها وسواء وجد أو لم يجد فهي ستغادر في كل الأحوال....
كانت تجلس علي مكتبها شاردة في الوقت الذي أنتزعها من شرودها صوت رجولي هادئ يقول:"السلام عليكم"...
رفعت وجهها لتجده الاستاذ أيمن...
حالة من ضمن الحالات الذي سيركب طرفاً صناعياً وكان لديه موعداً مع دكتور ماهر اليوم...
أستقامت واقفة وقالت بابتسامة مُرحبة:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أهلا أستاذ أيمن"...
مد لها يده السليمة ليُصافحها ورغم أنها لاتميل لفكرة المُصافحة مع الرجال الا أنها خافت أن يكون لديه حساسية فهي تعرف أن بعد عمليات البتر يكون الشخص نفسيته سيئة وتزيد حساسيته من أتفه الأمور فمدت يدها مُصافحة له وقالت له بترحاب :"تفضل"....
جلس أيمن الشاب الثلاثيني ذا الوجه الهاديء والملامح المُريحة الذي تعرض لحادث منذ عدة أشهر وأضطر لبتر في الذراع الأيسر فقالت له بابتسامة لطيفة:"أعرف أن لديك موعداً مع الدكتور ماهر سأتصل به حالاً هو هنا في المشفي"..
قال لها أيمن بابتسامة هادئة:"لا داعي سأنتظره ..ثم قال لها فاتحاً مجالاً للحديث:هل حقا الأطراف الصناعية هذه ستبدو كالطبيعية؟؟ أنا أشعر بالأرتباك من هذا الأمر"...
شعرت بحيرته وارتباكه فقالت له مُشجعة:"نحن هنا نقدم أنواعاً جيدة جداً وكل من تعامل معنا بالفعل أرتاح بشدة وأنت ستجرب بنفسك"....
قال لها مازحاً:"كنت أريد أن أركبه قبل أن أتقدم لأي عروس ...أشعر بالحرج أن ذهبت قبل أن أركبه"...
شعرت بالشفقة عليه فقالت له في نفس الوقت الذي دخلت فيه هيدي تبحث عن شيء علي مكتب ماهر:"لماذا تشعر بالحرج أنت شاب ممتاز وألف فتاة يُشرفها الأرتباط بك ومن تعرفك جيداً لن تقف عند هذه الشكليات"....
قال لها بعدم ثقة:"حقا؟"......
قالت له بثقة:"بالطبع"...
خرجت هيدي دون أن تأخذ شيئاً وما أن وصلت عند الباب المفتوح حتي سمعت أيمن يقول لفريدة بصوت مُنخفض:"معني ذلك أن جاءك شخص بمثل ظروفي توافقين عليه؟".....
صُدمت فريدة من كلماته وكذلك هيدي التي ندمت أنها خرجت في هذا الوقت وفكرت في العودة مرة أخري ولكنها أدركت أن مظهرها لن يبدو لطيفاً...
ولكن جاءتها فكرة أخري..
أما فريدة فكانت سريعة الرد حين قالت له بابتسامة مُشجعة:"أن لم أكن مُتزوجة وتقدم لي شخص جيد مثلك فلن يهمني أي شيء غيره".....
أبتلع لعابه قائلاً بدهشة:"هل أنت متزوجة؟"...
قالت له بابتسامة عذبة:"ولدي ثلاثة أبناء"
**************
طرقت هيدي علي باب مكتب تيمور طرقتين قبل أن تفتح الباب وتدخل اليه...
كان للتو يستعد لنزول العيادة ليبدأ الكشف علي حالاته....
قالت له بابتسامة جميلة ونبرة صوت رقيقة:"صباح الخير دكتور تيمور"....
قال لها مُرحباً وهو يقف ويضع هاتفه ومفاتيحه في جيب سترته:"صباح الخير أهلا دكتورة هيدي"...
لا تعرف لما تُصيبها كلمة دكتورة بالضيق؟....
لما لايرفع الألقاب كما يفعل مع البعض؟...
تتوق هي الي هذه اللحظة بشدة...
شعرت به يهم بالأنصراف فقالت له بسرعة:"كنت سأحضر لك التقرير الذي طلبته بالأمس قبل أن أمشي ...سأطبعه وأحضره "
قال لها وهو يستعد للمُغادرة :"حسناً تستطيعي أن تعطيه لماهر لأن لدي حالات ويتصلون بي في العيادة "....
قالت له بنبرة غير بريئة :"دكتور ماهر ليس متواجداً في العيادة...ثم أردفت بضحكة مُصطنعة :منذ أن خطب ماريان وهو لايجلس في مكان واحد "....
وجد أنها تثرثر فتجاوزها حتي يخرج فقالت بسرعة:"ويبدو أن فريدة أيضا ستلحق بهم فاللتو كان هناك حالة من حالات القسم يتقدم لها وكان يبدو عليها الموافقة"....
وقف في مكانه وتصلبت يده علي مقبض الباب ....
ثواني لم يستطع النطق فيها ثم رسم أبتسامة مُصطنعة علي وجهه قائلاً لها:"العاقبة عندك بأذن الله"
ثم فتح باب المكتب ونظر اليها فخرجت وهي تشعر أن هدؤه هذا ليس طبيعياً ....
خرجت الي البهو الواسع ولاتعرف لماذا شعرت أنها أخطأت حين قالت له...
لتدرك في التو أنها أخطأت بالفعل حين وجدت تيمور خرج بملامح مُتحفزة وتوجه الي مكتب فريدة عوضاً عن النزول للعيادة ......
دخل اليها فوجدها بالفعل تجلس علي مكتبها المفتوح علي أستقبال القسم وبجوارها مكتب ماهر الخالي منه....وأمامها يجلس رجل تتحدث معه بوجه هاديء وأبتسامة عذبة..
فقال لها بهدوء حذر وهو يحيد بنظره عن الشخص الجالس معها:"أستاذة فريدة من فضلك أحضري الملفات التي طلبتها منك أريدها علي مكتبي حالاً"...
نظرت اليه بغباء وقالت مُفكرة:"أي ملفات؟؟"....
قال وهو يجز علي أسنانه وينظر اليها نظرة خطرة:"الملفات التي طلبتها....حالاً...في نفس اللحظة دلفت شادية الي الداخل فقال لها بجدية:حدثي دكتور ماهر يأتي للحالة"....
قامت فريدة خلفه بعد أن أستأذنت من أيمن وأخذت ملفاً فارغاً في يدها حتي لايبدو مظهرها سيئاً أمامه وما أن دلفت الي حجرة مكتبه حتي وجدته أغلق الباب ووقف خلفه يعقد ذراعيه أمام صدره والغضب يقفز من عينيه ....
قالت له بحيرة:"ماذا بك ...هل حدث شيء؟"...
قال لها بتهكم:"هل نبارك مُباشرة أم ستفكرين أولاً؟"...
قالت بعدم فهم:"عن أي شيء تتحدث؟"...
قال ساخراً:"عن العريس الذي كان يعرض عرضه للتو"...
علمت أنه لايوجد غير هيدي من فعلتها فقالت له بهدوء وهي تدس كفيها في جيبي فستانها الأسود الأنيق الذي يبرز رشاقة جسدها:"لايوجد شيء من هذا القبيل....الشاب جاء ليركب طرفا صناعيا وكان يسأل عن مميزاتها وكنت أتحدث معه ليس أكثر".....
صاح فيها بغضب وهو يقترب منها خطوتين:"ألم يطلب يدك للزواج؟"...
قالت بتهتهة:"ليس بالضبط"...
قال بغيظ:"كيف؟"
قالت له باختصار ماحدث فصاح فيها بحنق:"وبعد أن قال لك ذلك سمحتي لنفسك بأن تجلسي معه وتتحدثي معه والابتسامة تملأ وجهك كما رأيت بنفسي"....
قالت له بحدة:"أنا لا أسمح لك بأن تتحدث معي بهذه الطريقة أنت تعرف أخلاقي جيداً ...ثم أردفت وهي تتجاوزه للخروج:الشاب يعاني من أهتزاز في ثقته بنفسه وأنت طبيب وتعلم الحالة النفسية لمن في مثل حالته فكان يحتاج للدعم ليس أكثر "...
ما أن تجاوزته حتي قبض علي معصمها بقبضة كالحديد وأعادها الي مكانها مرة أخري قائلا بغضب أظهر عروق جبهته:"هو يحتاج الي الدعم وأنا الي ماذا أحتاج؟"...
نظرت الي معصمها المُقيد والي عينيه اللتين يتطاير الشرر منهما وما وجدته في عينيه أحتمالين ليس لهما ثالث أما شك وأما غيرة ...
ومن معرفتها القصيرة به تأكدت أنها غيرة...
فقالت له لتتأكد :"ماذا تقول أنت؟"....
قال لها وهو يجذبها من معصمها المُقيد اليه حتي كادت أن تلتصق به فوضعت كفها الأخر علي صدره حتي تمنع التصاقها به وتبعده عنها قليلاً :"أقول لك هو يحتاج الي الدعم وأنا الذي لم أهنأ الا أسبوعاً واحداً وبعدها قررتي بكل أنانية أن تُنهي كل شيء من قبل أن يبدأ...الي ماذا أحتاج أنا؟..ألم تفكري بي ...تفكرين في الاخرين بمنتهي التفهم وأنا لا تكلفين نفسك عناء الاهتمام بي".....

قالت له وهي تبتلع ريقها بصعوبة:"تيمور أنت تغار؟"...
تزامنت كلمتها مع ضغطة خفيفة من كفها علي صدره قصدت بها أن تبتعد عنه قليلاً حتي تستطيع أن تتحدث معه ولكنها كانت لها تأثيراً حارقاً عليه وهو الذي أشتاق علي مدار الثلاثة أسابيع الماضية الي كل ماله علاقة بها قربها ....
رائحتها.....
ملمس يدها....
حديثها....صوتها .....
أعادت سؤالها بصوت خرج هامساً رغماً عنها:"أنت تغار؟؟...
أغمض عينيه لثانية وهو يزفر زفرة حارقة..ولمحت تشنجاً واضحاً في عنقه أبرز تفاحة أدم لديه.
فقالت له بلين وقد سقط قناع اللامُبالاة عن وجهها وعزعليها أن يشعر بهذه المشاعر بسببها ":هل يستطيع أحد أن يأخذ مكانتك حتي تغار منه؟...أنت تعلم أنت ماذا تمثل لي ...لن أحتاج أن أقولها لك مرة أخري...فليس هناك علي وجه الأرض من تغار منه...وأن لم أكن لك لن أكن لغيرك"
هدأت نظرة الغضب بعينيه ما أن نطقت بكلماتها فأكملت ببطء وهما مازالا علي نفس وضعهما:"ثم أنني لست أنانية ياتيمور....أن كنت أنانية لوافقت بعرضك وتركت أبناءي ولم أهتم لمشاعرهم ....ولكن لأني أم في المقام الأول كان من الصعب أن أتخلي عن أمومتي... تماما كما فعلت أنت حين كنت تريد الزواج من فترة وتراجعت بسبب حالة شروق"....
قال لها بانفعال:"لم أكن أحبها....لم أكن أحبها لذلك كان من السهل أن أتركها"....
صمتت ولم ترد بينما تعلقت عينيها بعينيه
فقال لها بحزن:"لم تريدي أن تتخلي عن أمومتك ولكن تتخلي عني أنا ببساطة.ألم تفكري في حالتي؟ألم تفكري كيف تعلقت بك وخاصة بعد أن تصارحنا ...
ثم صاح فيها بغضب:الذي يحب يواجه العالم كله بجوار من يحب ....لا ينسحب بجبن دون أن يُكلف نفسه عناء المحاولة"...
قالت له وقد بدأت الدموع في التجمع في عينيها:"أنا أشفقت عليك من تجربة فاشلة ....أنت تستحق السعادة"...

شدد من قبضة يده علي معصمها قائلاً وهو يشدد علي كل كلمة:"معك...أستحق السعادة معك لا مع أي أمرأة أخري وكنت أنتظر أن تدافعي أنت عن هذا الحب بكل ما أوتيت من قوة لا أن تطيحي به وراء ظهرك مع أول تهديد من جدة أولادك...كنت أنتظر منك أن تكوني أقوي من ذلك"..
سالت دموعها علي وجنتها ...
تستطيع التماسك طويلاً والأدعاء بأنك علي مايرام الي أن يأتي الوقت الذي تنهمر فيه دموعك من كلمة ...
رق قلبه لها ....
كانا يقفان في مُنتصف حجرة المكتب مُنفصلان عن المكان والزمان... يقبض علي معصمها بقوة...
يشعر أن حررها ربما تطير من بين يديه كعصفور صغير...
وتضع هي يدها علي صدره لتحول دون ألتصاقها به... لا تستطيع دفعه...
كان يبدو كالجدار الصلب أمامها مهما حاولت الأبتعاد لاتستطيع
كانت تريد أن تبتعد لأنها تعلم أنه ما أن يحيطها بهالته ستضعف أمامه وتتراجع عن قرارها الذي أتخذته وتري أنه القرار الأصوب والأعقل ...
وبالفعل حدث ماكانت تخشاه...
لان قلبه لرؤية دموعها فحرر معصمها أخيراً وظنت أنها ستهرب من امامه ولكنه أحاط وجنتيها بكفيه يمسح دموعها بأبهاميه فأسبلت أهدابها تلقائياً وشعرت أنها بالفعل فقدت السيطرة..
وفقدت القدرة علي النطق ...
وفقدت القدرة علي الهرب من أمامه ...
شعرت أن قدميها متسمرتان في أرضية الغُرفة...
فتحت عينيها بصعوبة فوجدته يتأمل ملامحها بحرية
وقد لانت ملامحه وعاد اليها تيمور القديم..
حاولت أن تبعد كفيه عن وجنتيها وجانبي وجهها فقبضت علي معصميه بقبضتين ضعيفتين ولم تستطع أن تبعده فوجدت نفسها تتشبث بمعصميه أكثر....
هذا ماكانت تخشاه....
أن تصل الي هذه الحالة من الضعف أمامه....
أستمر في مسح دموعها بأبهاميه وهي مُستسلمة له فاقدة القدرة علي الحراك ..
أما هو...
فكان يشتاق اليها بشدة..
وغاضب منها بشدة.....
ولكن ماأن رأي دموعها فلم يستطع أن يقسو عليها أكثر من ذلك ..نظر الي ملامحها الشهية البهية التي أزدادت جمالاً مع دموعها وحالة الضعف التي هي عليها..
كان يعرف أن ما حدث طوال الفترة السابقة ماهو الا أدعاء للقوة
كان يعلم أنها تحبه ولكنها خائفة
وكان عليه أن يبدد هذا الخوف ويقنعها أنه معها وسيواجه كل شيء معها ...عليها فقط أن تثق به ...
أنتهي من مسح دموعها بأبهاميه وأقترب بوجهه من وجهها ببطء ....طالعت ملامح وجهه التي تعشقها واشتاقت لها بشدة ...لأول مرة يكون بهذا القرب....
تشعر أنها تحتاج الي مُعجزة حتي تنجو من هذا الموقف الصعب الذي تريد فيه الأقتراب والأبتعاد في أن واحد...
لتتحقق المُعجزة علي هيئة طرقات عالية علي الباب جعلتها تدفعه بعيداً وتجلس علي أقرب مقعد تتمالك أعصابها وهي مُمتنة لمن يطرق في هذا الوقت علي وجه التحديد...
دخلت هيدي ومعها الملف الذي طلبه منها بالأمس...
الملف الذي أتخذته حجة حتي تدخل لتري ماذا يحدث بعد أن وجدت أنهم تأخروا للغاية ولم تستطع منع نفسها عن معرفة مايحدث بالداخل...
كان تيمور يريد أن ينفجر فيها ولكنه تحكم في أعصابه بأعجوبة ...
أما فريدة التي كان وجهها يبدو عليه البُكاء ويتخضب كله باللون الأحمرفاستقامت وهي تحاول التماسك وقالت بخفوت :"بعد أذنكم"...
ثم غادرت المكتب فقال تيمور بغضب مكبوت :"ماذا هناك دكتورة؟".....
قالت بلهجة رسمية وهي تشعر لأول مرة أنها تفرض نفسها عليه:"الملف الذي طلبته مني ..."
ثم أستدارت مغادرة هي الاخري ...
وقد أدركت أنه لا مكان لها في قلبه ولن يكون
************
خرجت فريدة من مكتبه وهي في حالة ذهول مما ألت اليه الأمور....أحضرت حقيبتها من مكتبها وأسرعت بالخروج من المشفي وما أن أستقلت سيارتها حتي أجهشت بالبكاء الحار...
حزنت من نفسها أنها أصبحت بهذا الضعف أمامه...
وأنه يملك هذه السلطة وهذا السلطان عليها...
هي كانت علي حق حين قررت الأبتعاد ...
وهي بجواره لن تستطيع تنفيذ أي قرار صائب أتخذته....
أخرجت هاتفها من حقيبتها وأتصلت به كانت هيدي قد خرجت من عنده ودخل هو حمام مكتبه غسل وجهه عدة مرات وكان يجفف وجهه حين سمع رنين هاتفه وما أن ألتقطه وفتحه حتي قال لها بهدوء :"أين أنت؟....لماذا خرجتي"....
قالت له بصوت حانق عالي:"أنا تركت لك المشفي بأكملها ولن أعود للعمل بها مهما حدث..وليس لي دخل تجد غيري أو لا تجد....ولتذهب العقود والشروط الجزائية الي الجحيم".....
جلس علي مقعده قائلاً لها باستفهام:"ماذا حدث لكل ذلك؟"....
قالت بحدة:"أنت تعرف ماذا حدث...أنت تضغط علي بكل الطرق المُباحة والغير مُباحة"....
أبتسم قائلاً بخبث:"وأنت لا تستطيعين المواصلة في الأدعاء أنك لا تُبالي...لا تستطيعين الأستمرار في تمثيل القوة والأستغناء".....
قالت له بغيظ:"بسببك"....
قال بتسلية :"وماذا فعلت أنا؟"....
قالت بغيظ أكبر:"أنت..أنت...لا تحدثني مرة أخري ...أنا لن أستطيع أن أكسر قلب أولادي..."...
ثم أغلقت الهاتف في وجهه وقامت بعمل حظر له حتي لايستطيع الأتصال بها وحتي تجبر نفسها الا تضعف مرة أخري...
رن هاتفها وهي مازالت في سيارتها لم تتحرك فوجدت رنا صديقتها فأغلقت الخط ولكنها كررت عليها مرة أخري فأجابتها بتوتر قائلة:"نعم رنا"...
قالت لها رنا بحماس:"مُفاجأة.....ذهبت لأحضار حمزة من المدرسة اليوم وقررت أن أحضره ونأتي لزيارتك...ستجديني أمامك في المشفي بعد قليل"....
قالت لها بسرعة:"لالا تعالي الي البيت أنا في البيت".....
قالت لها بضيق:"لماذا يافريدة كنت أريد أن أزورك في المشفي..."
صاحت فيها فريدة وقد علمت فيما تفكر:"رنا سأنتظرك في المنزل"

بعد ساعة

جلست فريدة في حجرة المعيشة ولم يأتي موعد وصول الأولاد من المدرسة بعد ترتدي منامة بيتية قطنية عليها شخصيات كارتونية وترفع شعرها في عقدة مُهلهلة أعلي رأسها.... تتمدد علي الأريكة وحالتها يرثي لها بينما تجلس رنا علي المقعد المجاور لها وأمامهم يلعب حمزة علي السجادة بالألعاب التي أحضرتها له فريدة من غرفة أبناءها.....
قالت رنا بحيرة بعد أن أستمعت الي ماقصته عليها فريدة:"فريدة أنا لا أفهم حقاً أين المشكلة..أنت تحبيه وهو يحبك..فلما تفعلين كل ذلك"....
قالت فريدة والدموع في عينيها :"قلت لك من أجل أبنائي ألم تفهمي.."
زفرت رنا بضيق وقالت:"حسناً ...موقف اليوم لماذا جعلك تتصرفين معه بهذه الحدة؟"...
قالت فريدة بتلعثم:"لأنني ....لم تعرف كيف تشرح لها أنها صُدمت في نفسها من حالة الضعف التي كانت عليها...ولولا أن جائت هيدي لا تعرف ماذا كان سيحدث"......
قالت رنا وقد بدأ الشك يساورها:"أنت ماذا يافريدة ...أنطقي"....
نظرت اليها فريدة وهي تعض شفتها السفلي كعادتها عند التوتر حتي كادت أن تدميها وقالت:"رنا أنت كفدوي ولن أخفي عليك.."..
قالت رنا بقلق:"هل حدث بينكما أي تجاوز ما؟"....
نظرت اليها فريدة باستنكار وضربتها بخفة علي كتفها قائلة:"ماهذا الذي تقوليه ...هل ستعرفينني اليوم لتظني بي هذا ؟"
قالت رنا بفضول وهي تلتصق بفريدة :"ألم يحدث أي شيء علي الأطلاق؟ ثم أردفت بابتسامة شقية:أي شيء أي شئ ؟"
صمتت فريدة ولم ترد فهي تري أي شي بسيط حدث بينهما هو سر صغير يخصهما وحدهما
فقالت رنا وهي تمط شفتيها:" أخشي أن يكون مثل الأخ المُحترم زوجي أبا حمزة"
أبتسمت فريدة لأول مرة اليوم حين فطنت الي ماذا تُلمح رنا ...
فقالت رنا وقد تخلت عن سخريتها:"فريدة أنت تحبينه ولا تستطيعين الأبتعاد عنه...وتشعرين بالأنجذاب له ...وأبناءك ليسوا صغاراً وأنت لك حق في الحياة فلما تُصعبين الأمور علي نفسك؟"....
قالت فريدة بجزع:"عمر سيأخذهم يارنا ما أن يعرف أنني تزوجت أنت تعرفينه"
قالت رنا بغيظ:"فليذهب عمر وزوجته الي الجحيم بعد مافعلاه بك...هل حقا تهتمين لرأيه؟.." قالت فريدة موضحة:"أنا أخاف علي أبنائي يارنا ليس أكثر".....
قالت رنا بحزم:"أبناءك كبروا وحان الوقت الذي يقفون فيه بجوارك...لابد أن تؤمني بما تريدينه فعلا وهم بالتأكيد سيقفون بجوارك
ثم أردفت:فريدة تيمور هذا لن تجدي مثله مرة أخري هذه فرصتك في الحب والسعادة لاتضيعيها"....
بهتت فريدة من كلمات صديقتها وصمتت قليلاً ثم قالت لها بحيرة:"هل ترين ذلك؟"....
قالت رنا مؤكدة علي كلامها السابق ولكن بلهجة مازحة:"نعم أري ذلك ...أقسم لك لن تجدي مثله ..ثم أردفت بشقاوة:أنا شخصياً لأول مرة أري هذا الأصدار"..
أحتدت نظرة فريدة وقالت لها:"أخرسي يارنا"...
أكملت رنا مٌمازحة:"أسمعي أنا بأمكاني أن أذهب الان اليه كخدمة أنسانية ليس أكثر وأحاول الصلح بينكما"....
قالت فريدة بيأس:"لو علم أنك من طرفي سيقذفك من النافذة بعد مافعلته معه "...
قالت رنا بتوبيخ:"وماذا فعلتي أنت ياحزينة مع الرجل غير أن تركتيه في أكثر الأوقات رومانسية؟
قالت فريدة وهي تفرك كفيها معا بتوتر:"أتصلت به بعدها وقلت له الا يتصل بي مرة أخري وأنني لا أريده وقمت بعمل حظر له".....
صاحت فيها رنا بحنق:"هل فعلتي كل ذلك في الرجل!حقا أنت لست وجه نعمة...رجل بكل هذا القدر من الرومانسية وتفعلي معه ذلك...أنت حقا كنت تستحقين رجل كعصام زوجي..."
قالت فريدة بعصبية:"أحترمي نفسك يارنا"...
قالت رنا وهي تغمزبعينها:"هل تغارين عليه؟"....
قالت بتنهيدة حارة:"أنا أغار عليه... وأحبه...
واليوم فقط أنتبهت لمدي ضعفي أمامه وشعرت بالخوف من نفسي...والحنق منها في نفس الوقت ....ثم اردفت بخوف:رنا تيمور اليوم جعلني أضع يدي علي مشكلة كبري وهي نفسي ..."
قالت رنا بجدية:"تزوجيه يافريدة وعفي نفسك بالحلال هذا حقك ..أنت أمرأة ولك أحتياجات علي الجميع مُراعاتها.."
قالت فريدة بأحراج :"الأمر ليس كذلك يارنا....أنا حين لم يكن هناك شخص في حياتي لم يكن الأمر يشغل أي حيز من تفكيري أما الان فتيمور نفسه هو من يشغلني ....الأمر أصبح بشكل خاص... مشاعر موجهة تجاه شخص بعينه ...هل تفهمينني "..
قالت بمؤازرة وهي تربت علي كتفها:"أفهمك حبيبتي...أتصلي به وتفاهمي معه وأقنعي أبناءك ولا تُغلقي علي نفسك باباً فتحه الله لك في الحلال"....

قالت فريدة بيأس وندم :"كيف سأتصل به وأنا قد حظرت رقمه وبالطبع أنتبه هو لذلك"...
قالت رنا بعد تفكير:"أتصلي به من أي تطبيق مُشترك بينكما وقولي أنك بالخطأ فعلتي هذا ...كلميه علي الواتساب مثلا"....
قالت وهي تعض علي شفتها:"حظرته من علي الواتساب..."
أتسعت عينا رنا فقالت حتي لاتوبخها :"حسنا رسالة علي الفيس بوك أو منشور رقيق به أعتذار مبطن عن حماقاتك"...
وضعت فريدة يدها علي وجهها وقالت لرنا :"حظرته"

صاحت فيها رنا بحنق:"أقسم باله" لست وجه نعمة وستمررين حياته رجل مثله يشع رجولة من كل الجهات يستحق حقا أمرأة تدلله "...
صاحت فيها فريدة بحنق:"قلت لك لاتقولي هذا الكلام أمامي"...
أستقامت رنا واقفة وقالت بغيظ:"حسنا سأذهب من أمامك لأقول ما أريد بعيداً عنك" ...
جذبتها فريدة من ملابسها قائلة بحيرة:"أجلسي لنري ماذا يمكن أن نفعل "نظرت لها رنا شذرا وجلست بجوارها تشاركها أفكارها فهي صديقتها وأختها التي لم تنجبها أمها
****************
في المساء....
جلس فادي في شقة والديه ينتظر الضيف الذي أخذ منه موعداً منذ عدة ساعات ...
فبعد أن ترك اماني وحضر الي شقته التي تعلو شقة العائلة وتناقش مع مهندس الديكور في بعض الامور الهامة....وهو يجلس وينتظره وذهنه لايكف عن التفكير في سبب هذه الزيارة الغريبة....هل يمكن أن يكون مايفكر فيه حقيقة؟؟
**********
منذ عدة ساعات

بعد أن أتصلت فريدة بتيمور وهي في هذه الحالة من الانفعال وصاحت فيه وأغلقت الخط معه...عرف أنها تعاني... خاصة بعد حالة الوهن التي كانت عليها وهي معه في مكتبه ...شعر أنها تتمزق بسبب أضطرارها للأختيار مابينه وبين أبناءها ويعلم أنها لن ترتاح في بعدها عنه وخير مثال علي ذلك حالتها طوال الشهر الماضي ...كانت مُضطرة للذهاب الي العمل تحت ضغطه...
وكان يضغط عليها للبقاء حتي تبقي تحت رعايته حتي لو لن تتعامل معه... وكان لديه كل الحق... لقد ذبلت وهزلت وهي تحاول أدعاء القوة... عندما رأها اليوم كانت عينيها غائرتين وخصرها يبدو أكثر نحولا...
وهو لن يقف هكذا ولا يتحرك ...لابد أن يساعدها علي الصلابة ومواجهة كل الصعاب معه ويدها في يده.. بالتأكيد لن يتركها بعد أن ظل يبحث عنها طويلاً...
تناول هاتفه وأتصل بفادي وما أن أستجاب له حتي قال له:"أهلا فادي كيف حالك؟"....
قال فادي بترحاب :"أهلا دكتور تيمور...كيف حالك أنت والدكتور فؤاد"....
قال تيمور:"بخير حبيبي...كنت أريد أن أراك ضروري اليوم"....
قال فادي بتفكير:"خير هل هناك شيء"...
قال له :"خير بأذن الله حين أراك سأقول لك"...
قال فادي:"حسناً سأكون عند فريدة في المساء نتقابل عند الدكتور فؤاد"..
قال تيمور:"لالا...هل يمكن أن أأتي لزيارتك في بيتك"....
قال فادي:"بالطبع أهلا بك في أي وقت"....
قال تيمور :"السابعة مساءاً يناسبك"...
قال فادي:"نعم ...سأنتظرك"
أغلق فادي معه وهو يشك أن هناك شيئاً يخص فريدة سيحدثه فيه تيمور
*************

في تمام السابعة وصل تيمور تحت منزل عائلة فريدة ....صف سيارته وأرتجل منها حاملاً في يده طبقاً كبيراً من الحلويات وهو يشعر قليلاً بالتوتر ....
يرتدي بنطال أنيق من الجينز الأزرق وفوقه تيشيرت بنصف كم من اللون اللبني أبرز عضلاته القوية وأعطاه شكلاً أصغر...دلف من بوابة المنزل العريضة ولكنه توقف قليلاً ينظر في هاتفه علي الرسالة التي أرسل له فيها فادي العنوان هل كان مكتوب فيها رقم الطابق ...
************
:"هل سأمت من وجود والدتك عندك؟؟؟"
قالها أبراهيم لعمر فرد عليه الأخير قائلاً وهو يستقيم واقفا:"لا أبي بالطبع لم يحدث هذا ولكنها لاترتاح عند أحد كما تعلم..ثم أردف بهدوء:عامة أبي لن أضغط عليك لأنني أري أنك مازلت غير صافياً لها ولكن لنا حديث في وقت لاحق بأذن الله"....
أستأذن من والده للأنصراف وهو يحدث نفسه
لايعرف مالذي حدث لوالده ..
لم يكن مُتصلباً هكذا من قبل....
يرفض تماماً العودة الي والدته ....
حاول أقناعه بكل الطرق ورأسه لاتلين
المشكلة أن أمه أصبحت غير مرتاحة في المكوث عنده فهي ورؤي لاتتفقان أبداً ورؤي هي الأخري يعرف أنها تتحملها علي مضض...
زفر بيأس وهو يُغلق باب الشقة خلفه وما أن مر بشقته القديمة حتي نظر اليها بحزن وأشتياق ...
هاهو أول عذاباته في الحياة....
جرحه الذي لن يندمل الا بعودتها
شرد قليلاً أمام باب شقته القديمة وعندما هبط أول خطواته كان لايزال شارداً ولم ينتبه أن هناك من يصعد السلم أمامه مُباشرة الا بعد أن أصطدم به ....
أستفاق من شروده فرفع كفيه أمامه قائلا ًبابتسامة مُرهقة:"أعتذر ....لقد شردت قليلاً".....
قال له تيمور بابتسامة مُشرقة:"لا عليك "...
أفسح له عمر الطريق فصعد تيمور وما أن تجاوزه حتي ألتفت اليه قائلاً:"من فضلك....فادي يسكن في أي طابق؟.."
قال عمر وهو ينظر اليه بعين مُرهقة:"في الطابق التالي الشقة التي بجوار السُلم"...
أبتسم له تيمور قائلاً:"شكراً".....
قال له عمر:"عفواً"...
أستند عمر بكفه علي السور الحديدي للسُلم ينزل بثقل ليلحق بزوجته وأمه فقد جلستا معا اليوم بمفردهن كثيراً ولا يطمئن هو الي جلوسهن مُنفردات....
بينما وضع تيمور كفه علي سور السُلم وقفز بخفة شاب عشريني علي الدرجات تسبقة ضربات قلبه في الصعود للأعلي

نهاية الفصل الرابع عشر







Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 03:16 PM   #359

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

يا مسهل ربنا يفك عقدتك يا فريدة انت وتيمو 🙄

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 03:43 PM   #360

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميييل مشبع استمتعت بالتفاصيل اللي فيه وقفت كتير عند الجزء ده
(في الحياة لايوجد قانون ثابت للأخذ والعطاء ....
فمن تعطيه الحياة اليوم حتماً ستأخذ منه غداً....
ومن تأخذ منه اليوم ربما تهبه السعادة كلها لاحقاً...
والاهم من يشعر بالسعادة الخالصة حين تعطيه لأنها حتماً ستأخذ منه فيما بعد....فالسعادة الدائمة لم تخلق للحياة الدنيا....فقد خلق الله الأنسان في كبد)
هى دي فلسفة الحياة بدون رتوش ولا تجميل ⁦
ومش عارفة ليه عندي احساس أن هدوء الفصل انهاردة يسبق العاصفة 🤔🤔
تسلم ايدك يا قمر 😍😍


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.