آخر 10 مشاركات
119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          135- ضوء آخر النفق- روز ماري كارتر - عبير القديمة (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          أطياف الحقيقة-ج2 من سلسلة نعيم الحب- للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-20, 06:31 PM   #411

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sleepyprincess مشاهدة المشاركة
الرواية رائعة وتستحق المتابعة
انا مش قادرة اصدق ان دى اول رواية ليكى
متمكنة جدا ورائعة 😍😍😍😍
حبيبتي أشكرك على المتابعة والدعم ويارب دايما ما أكتبه ينال اعجابكم⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 04:02 AM   #412

bosicat38

? العضوٌ??? » 438249
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » bosicat38 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائع بصراحه والرواية كلها تحفه

bosicat38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 10:53 AM   #413

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 01:27 PM   #414

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر

تضيق وتضيق حتي نظن أنها لن تُفرج
ثم يأتي الفرج من عند الله ليجبر خاطرك...
فهو العالم بما يعتمل في صدرك وماتُخفيه عن العالمين هو الذي وضع في قلبك حُباً لمن هم قطعة منك أغلي من روحك ...
تستطيع تَحَمُل أصعب الصعاب في وجودهم
ولا تطيق رغد العيش في بُعادهم
ان ابتعدوا يتحول ملمس الحرير الي أشواك
والعسل في فمك يصبح علقماً
مُجرد هاجس فقدهم كفيلاً بأن يُحول حياتك الي جحيم فتستعيذ بالله من حياة خالية من قطعة من قلبك ...
من فلذة كبدك


هبط تيمور وفادي حتي يبحثا عن عبدالرحمن للمرة التي لا يعلمون عددها مُنذ أن تغيب عصراً....
كلاهما قلبه يكاد يخرج من صدره قلقاً وخوفاً وحزناً....
ففادي يشعر بالمسئولية تجاه فريدة وأبناءها فمن لهم غيره؟ وأذا حدث للولد أي مكروه فهو من يُسأل عنه باعتباره شقيقها الوحيد...
أما تيمور فبعيداً عن خوفه علي الولد وأنه حقيقة يحبه ويشعر أنه أبنه الا أنه لن يستطيع أن ينسي نظرات فريدة اللائمة له...
حين قالت له أنها وافقت علي الزواج منه لم يكن في وعيه...
شعر أنه يريد أن يعقد قرانه عليها في التو واللحظة قبل أن تُغير رأيها ....
ظن أنه يستطيع أن يحتوي عبد الرحمن ويقنعه... ولكن خاب ظنه...
وقف تيمور وفادي أمام بوابة البناية فقال له تيمور بصوت متوتر وعينيه يبدو بهما قلقاً حقيقياً:"أنا سأذهب الي قسم الشرطة وأحاول أن أجعلهم يبدأوا بحث معنا من الآن وأنت اذهب الي....."
قاطعه فادي وهو يزفر زفرة عالية وينظر باتجاه اليمين قائلاً له:"هاهو عبدالرحمن..."

نظر تيمور فرأي عبدالرحمن يُقبل عليهم بملابس المدرسة وبنفس هيئته التي تركهم عليها عصراً ويمشي بجواره رجل لايعرفانه هما الأثنين....
أسرع فادي اليه وخلفه تيمورفقال له فادي بانفعال ما أن أقترب منه :"أين كنت طوال هذا الوقت؟"
قال له الرجل الأربعيني الذي يُصاحبه ويبدو عليه الوقار والأحترام ويرتدي جلباباً أبيض اللون وفوقه عباءة سوداء أنيقة مفتوحة من الأمام بالكامل:"كان يُصلي في المسجد وجلس وتحدث معي قليلاً وسرقنا الوقت ثم أردف مُعرفاً نفسه لهم وهو يمد يده لفادي:أنا الشيخ علي عبدالكريم امام المسجد الذي في نهاية الشارع"
صافحه فادي قائلاً بتوتر:"وأنا فادي خاله"
نظر الي عبدالرحمن وتحولت نظرة الخوف في عينيه الي غضب منه فأخفض عبدالرحمن وجهه في الأرض في حين صافح الرجل تيمور فصافحه قائلا:"وأنا تيموروقال لفادي بسرعة:فادي خذه الي والدته فوراً لتطمئن عليه وأنا سأعرف من الشيخ علي التفاصيل كلها "

أومأ له فادي برأسه وبسط يده أمام عبدالرحمن بضيق فتقدمه الولد وسارهو خلفه في الوقت الذي أنتحي فيه الشيخ علي بتيمور جانباً قائلاً بهدوء:"الولد حالته النفسية كانت سيئة ووجدته أنا في المسجد وجلست معه وعرفت منه سبب ضيقه ويعلم الله أنني حدثته بكلام الله.... هو فقط يحتاج منكم بعض الأحتواء" .....
فهم تيمور أن الرجل عرف من عبدالرحمن سبب المشكلة فقال له بجدية:"صدقني هو لم يعطي لأحد فرصة"...
قال له الشيخ علي بهدوء:"عامة هو الآن أفضل وأن أحتجتم الي أي شيء أكون في المسجد يومياً علي مدار الخمس صلوات"....
شكره تيمور وصافحه وصعد بسرعة حتي يطمئن علي فريدة التي كانت حالتها يُرثي لها في نفس الوقت الذي فتحت فيه فدوي الباب لفادي لتتفاجأ وتفرح في نفس الوقت لوجود عبدالرحمن معه ..
أما فريدة فما أن رفعت وجهها ورأت عبدالرحمن حتي رُدت روحها اليها من جديد وقامت بسرعة وأندفعت باتجاهه رغم أن قدميها كانتا لا تحملانها وتشعر بثقل شديد في رأسها ...
أخذته بين ذراعيها وهي تبكي بشدة وتشهق من كثرة البكاء ....
دلف تيمورخلفهم وشاهدها علي هذا الوضع وشعر وقتها بالحيرة ...ماذا يفعل؟
هل ينصرف ويتركهم لأن بالطبع عبدالرحمن لايطيقه في هذا الوقت...أم يبدأ في القيام بدور الأب ويجلس مع الولد ويشرح له الوضع ويحاول أستمالته.....
وقف بعجز بجوار فريدة التي وقفت أمام أبنها قائلة ودموعها تسيل علي وجنتيها رغماً عنها :"حبيبي أين كنت ؟أوجعت قلبي عليك..."
قال لها تيمور وهو ينظر اليها ويتمني أن يمسح دموعها بيديه:"كان في المسجد منذ أن تركنا...."
صاح فادي فيه بغضب:"في ماذا كنت تفكر وأنت تترك أمك هكذا ينفطر قلبها عليك؟ أخبرني أين كنت تريد الذهاب بعد ذلك ؟...أم كنت ستبيت في المسجد وأنت ليس معك هاتف ولا نعرف عنك شيئاً...صاح فيه بصوت أعلي والولد يضع وجهه في الأرض: هل هذه تصرفات شخص مسئول يعرف أنه أن حدث له أي مكروه سيُلقي والده اللوم علي أمه؟"
لم يجد عبدالرحمن رداً وهو مازال يضع وجهه أرضاً
ربما حزناً
وربما خجلاً....
أما فريدة فنظرت الي فادي قائلة بوهن:"أتركه الآن يافادي ...ثم نظرت الي أبنها قائلة بقلب موجوع:لم تأكل طوال اليوم يبدو علي وجهك... تأكل أولاً بعدها نتحدث" أستدارت حتي تدخل المطبخ فوجدت فدوي خلفها تقول وهي تُربت علي كتفها:"أنا سأحضر له... أبقي أنت معه"..
أستدارت فريدة مرة أخري لعبدالرحمن ولكن مع أستدارتها شعرت بثقل في رأسها ووجدت جدران الشقة تدور بها والوجوه حولها تبدو مُشوشة
الدكتور فؤاد الذي يجلس علي المقعد بأعصاب مُتعبة من أثر القلق
وسمر وسهر اللتان تُشاهدان مايحدث بعدم فهم...
فادي الذي يقف أمامها يتميزغيظاً لما يحدث لشقيقته أصبحت ملامحه مشوشة...
عبدالرحمن وهو في وقفته التي تؤلم قلبها تراه ككتلة واحدة...

شعر تيمور بأن بها شيئاً حين لاحظ زوغان عينيها وأهتزاز شفتيها فمد يده لها وفي أخر رد فعل أرادي منها زمت شفتيها فيما يشبه أبتسامة ومدت يدها اليه ولكن لم تصل ليده وهي تستسلم لهذا الثقل الذي يُخيم علي رأسها ويسقط علي عينيها فيسلبها القدرة علي المُقاومة وأخر مارأته وهي تُغمض جفنيها تيموروهو يمسك يدها بقوة ويحيط خصرها بقوة أكبر حتي يحميها من السقوط أرضاً فسقطت بين ذراعيه لتسحبها دوامة من الدوار الشديد أجمل مافيها أن رائحة عطره التي تعلقت في أنفها حين أقترب منها صاحبتها في دوامتها الي أن سكن عقلها تماماً وهدأ الصخب الذي كان يملأ ذهنها... ليس فقط طوال اليوم بل طوال الأشهر السابقة ...وهذا ماكانت تحتاجه في هذا الوقت ...
الذهاب في رحلة بهذا العمق ...
الذهاب بلا عودة....
***************
قبل عدة ساعات

حين هرع عبدالرحمن من بوابة البناية لم يكن يعرف الي أين يذهب...ولم يكن يعرف لماذا تصرف هكذا ....
لماذا لم يقف ويواجه الموقف كرجل ؟؟
هكذا سأل نفسه ما أن هدأ بعد أن دخل الي المسجد الذي كان مفتوحاً ووجده في طريقه....
جلس عبدالرحمن علي الأرضية ذات السجاد الفيروزي ورفع وجهه الي السقف المُزين بأضواء بنفس لون السجاد ....
مال بجسده ونام علي السجاد الناعم ورفع نظره الي الأعلي وهو يسترجع كلمات تيمور له ووقفة والدته معه والتي شك ما أن رأهم أن هناك شيء ...
دمعت عينيه لا أرادياً ...
هل تفكر أمه في الزواج من رجل أخر غير والده؟
هو كان يتمني أن يعودا ....
ولكنها ترفض وهو حين ينظر الي وضع والده وزوجته أحيانا في لحظات الصدق مع النفس يقر أن أمه علي حق...
كيف سيكون شكل الحياة لوعادت بوجود رؤي التي لا يبدو علي والده أنه سيتركها؟
ولكن حتي مع اعترافه هذا لنفسه فأخر ما كان يود سماعه ماسمعه اليوم...
هي أمه وصديقته وحبيبته وأقرب من له في الحياة لايستطيع العيش بدونها فهل يتركها لتتزوج من رجل أخر ....
أخذت الأفكار تنهش فيه نهشاً الي أن من الله عليه بالنوم فانفصل عقله عن الواقع لفترة الي أن وجد يد تربت علي كتفه برفق ...
فتح عينيه المُرهقتين ليجد رجُلاً يبدو علي وجهه السماحة يوقظه ...
أستقام عبدالرحمن جالساً وهو يمسح وجهه بيديه وينظر الي الرجل بحيرة وينظر حوله وقد نسي للحظة أين هو ومالذي أتي به الي هنا...
قال له الرجل بتساؤل:"لماذا تجلس هنا يابني ؟؟منذ أن جئت لأستعد لصلاة المغرب وأنت هنا هل هناك مايزعجك؟"...
قال عبدالرحمن بصوت مُضطرب :"لا لا لايوجد شيء أنا فقط كنت أريد أن أرتاح هنا قليلاً.."
قال له الرجل :"حسناً بُني خيراً فعلت حين أخترت بيت الله لترتاح فيه حين شعرت بالتعب..أنا الشيخ علي أمام المسجد هنا ...ثم أردف بتساؤل:هل أنت من سكان المدينة أم جئت من بعيد؟"
قال عبدالرحمن وقد شعربالأرتياح له:"أنا من هنا ...بيتنا يقع في أخر الشارع..."
قال الشيخ علي وهو يربت علي كتفه:"ما رأيك أن تقوم وتتوضأ وتصلي معنا صلاة المغرب في جماعة وبعدها أن أردت أن تتحدث معي قليلاً نتحدث ؟..ثم أردف موضحاً:أن أردت..."
شعر عبدالرحمن في هذه اللحظة أنه حقاً يريد أن يقف بين يدي الله عله يهديه ويُطمئن قلبه..فأومأ للرجل برأسه بوجوم واستقام واقفا وتوجه الي مكان الوضوء ...
توضأ وعاد وما أن رأه الشيخ علي يتقدم من صفوف المُصلين حتي أستقام واقفاً وتقدم المُصلين ورفع يديه خلف أذنه وأقام الصلاة ......


بعد صلاة المغرب ...

بعد أنتهاء صلاة المغرب أنتحي عبدالرحمن جانباً وهو علي نفس الحالة من الشرود والوجوم فاقترب منه الشيخ علي وهولايطاوعه قلبه علي تركه هكذا فهو في سن أبناؤه... كما أن الولد من هيئته يبدو أنه من عائلة مُحترمة... جلس الشيخ علي بجواره قائلاً :"هل شعرت بالأرتياح قليلاً بعد الصلاة ؟"
قال له عبدالرحمن بهدوء "الحمد لله"
قال الشيخ :"أذا كنت تريد أن تحكي شيئاً أنا أسمعك وأن لم ترد فأنا سأذهب الي منزلي تعال معي أوصلك منزلك في طريقي "

شعر عبدالرحمن أنه يريد أن يتحدث ويفتح قلبه وشعر أن هذا الرجل به قدر كبير من رجاحة العقل فوجد نفسه يقص عليه كل شيء يؤلمه بداية من أنفصال والديه مروراً بحياته هو وأخوته بينهما الي ما سمعه من تيمور اليوم...
كان يتحدث بانفعال... وتأثر... وحزن... وألم
وشعر الشيخ علي بكل هذه المشاعر الصادقة ....
شعر أنه أبن من أبناؤه وكان لزاما عليه أحتواؤه فقال له بهدوء بعد أن أستمع له:" أسمع يابني... لا مافعله والدك خاطيء ولا مافعلته والدتك خاطيء"
نظر إليه عبد الرحمن بعدم فهم قائلا :"كيف؟"
قال الرجل:"والدك تزوج علي سنة الله ورسوله والله عز وجل قال في كتابه العزيز( بسم الله الرحمن الرحيم...واِن خِفتم ألا تُقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ماملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا )
وهذا يعني أنه مُباح ووالدك لم يفعل شيء خاطيء كما تظن أنت... ثم أردف: ووالدتك أيضا مارست حقها بمبدأ لاضرر ولا ضرار فالمرأة التي تستطيع الحياة مع زوج له زوجة غيرها تكون فعلت خيراً بعدم تشتيت أبناءها والحفاظ علي بيتها... أما المرأة التي تتيقن أنه سيقع عليها ضرر نفسي لا تطيقه جراء زواج زوجها وتطلب الطلاق فلا لوم عليها..."
قال عبدالرحمن بخجل:"وهي أن تزوجت ثانية هل هذا أيضا من حقها؟"
قال الشيخ بتأكيد:" نعم يابني حقها ثم أردف بتساءول: اليس والدك متزوج وله حياته وأنتم تعيشون بينهم؟"
قال عبدالرحمن:" نعم "
قال الرجل:" حسنا إذا كان الرجل الآخر هذا شخصاً مُحترماً ووافقت عليه والدتك ووالدها أو أخاها أو أحد محارمها ويرون أنه كفء للزواج بها فلا يجب عليكم الأعتراض فالمرأة بزواجها تكون مُحصنة وليس عدلاً أن يعيش والدك حياته ووالدتك ترفضون زواجها مادامت هي تريد ذلك وطلبته بنفسها...ثم أردف بروية: قديما علي أيام رسول الله المُطلقات والأرامل كانوا يستأنفون حياتهم ويُكونون حياة جديدة ولم تكن تقف بهم الحياة "
شعر عبدالرحمن بالتشتت من كلام الرجل
شعر بالحيرة وشعر أنه يريد أن يعود الي منزله يستلقي علي سريره ليفكر ببطء
قال له الشيخ علي مُهوناً عليه:"هونها عليك يابُني أنت ليس لك ذنب في انفصال والديك وهم أيضا بالتأكيد لم يتمنوا أن يحدث هذا لهما ولكم... فكلها أقدار... وعليك أن تفعل ماأمرك الله به وهو أن تبرهما وتودهما فقد قال الله عز وجل :بسم الله الرحمن الرحيم ...وصاحبهما في الدنيا معروفاً...وقال أيضا:وأخفض لهما جناح الذُل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً... "
هدأ عبدالرحمن كثيرا وشعر بالسكينة بعد حديثه مع الشيخ علي وشعر الأخير بذلك فساله مستفهماً:" أنت هنا منذ فترة هل والدتك تعرف انك هنا؟"
قال له عبد الرحمن:"حقيقة لاتعرف فأنا ما أن سمعت حتي جئت الي هنا وتركت حقيبتي وهاتفي أيضا بها "
قال الرجل بتوتر:"هذا يعني أنك مُتغيب عن البيت لك فوق الثلاث ساعات... هل هذا يصح ياولدي؟ ثم أردف وهو يهم بالقيام: هيا قم سأوصلك بنفسي الي بيتك فالظلام قد حل وأخاف أن أتركك تسير بمفردك "
قام معه عبدالرحمن وقد أدرك للتو ما أن هدأ غضبه أنه تأخر بالفعل ولا يعرف كيف هي حالة والدته...
لقد تهور رغماً عنه ...
سار مع الشيخ علي وهو يشعر لأول مرة في حياته بالضياع

*****************

بعد أن شعرت بنفسها تسقط بين ذراعيه وملأ عطره رئتيها وجعلها تستسلم أكثر لهذه الهوة السحيقة التي سقطت بها لم تشعر بشيء لوقت لا تعرف مقداره أنفصلت عن كل شيء...
ولكن هاهوالصخب يعود بشكل تدريجي من جديد فأذنيها تلتقطان أصواتاً بعيدة ...
لم تكن تريد العودة بعد أن أستسلم عقلها وكأنه يحثها علي الفرار من الضغوط الرهيبة التي تحيط بها
وكأنها وجدت في أغماءتها هذه الملاذ لتختبيء من الجميع وأولهم نفسها ....
ولكن مهلاً هاهي تشم عطره الذي تعشقه وتحفظه كأسمها ...
أنه قريباً... تشعر بعطره يملأ رئتيها من جديد ....
لا ليس قريباً فقط إنه قريباً جداً
تشعر بأنفاسه قريبة منها ....
وتشعر بأن جفنيها أصبحا أقل خفة ولكنها لاتستطيع فتحهما......أو لا تريد ......
خاصة بعد أن شعرت بيديه تتحرك علي بشرة يدها ولا تعرف أنه كان يجلس بالفعل بجوارها علي سريرها في غُرفتها فبعد سقوطها بين يديه أخذها منه فادي بسرعة وأدخلها الي سريرها وبعد أن تحسس تيمور نبضها ورأي شحوبها قال لهم أن لديها أنخفاضاً في ضغط الدم أدي الي هبوط لأنها غالبا لم تأكل شيئا طوال اليوم الي جانب الضغط النفسي والعصبي
وبعد أن قام بأسعافها ونزل فادي وأحضر محلولاً حتي يركبه لها تيمور يمدها بالتغذية وهاهو يثبت لها الكانيولا وهو يتلكأ حتي يظل بجوارها لانه يعلم أنها ماأن تستعيد وعيها سيتعين عليه القيام من جوارها ففادي ووالده وعبدالرحمن يقفون خلفه مُباشرة و فدوي وسمر وسهر تجلسن بجوارها ....
بدأ الشعور يعود إليها تدريجياً وبدأت الأصوات تبدو أقرب ولكنها لاتُميزها ...
لاتُميز الا رائحته وقربه فقط
شعرت مرة أخري بيده توضع علي يدها يثبت شيئاً لاتعرفه فقبضت بضعف بأناملها علي يده ....
أنتبه للمستها الضعيفة ورغما عنه خرجت ابتسامة صغيرة من بين شفتيه...
نظر إليها فوجد أهدابها تُرفرف ببطء ربما لاتستطيع فتح عينيها بعد
أقترب منها قائلاً وهو يضع إبهامه أعلي أنفها مابين عينيها ويقول لها بصوت رخيم :"فريدة أفيقي أنت تستطيعين فتح عينيكي"
سمعت صوته بوضوح وحاولت فتح عينيها فهي بالفعل خرجت من البئر العميقة التي سقطت بها وتستمع جيداً لمن حولها ...هي تعاني فقط من ثقل في جفنيها
أخذ يُحرك أبهامه صعوداً ونزولا بين عينيها إلي أن فتحت جفنيها أخيراً وأشرقت أمام عينيه مقلتيها المُرهقتين وما أن فاقت ونظرت حولها حتي قالت بجزع :"عبدالرحمن ..."
فنظر تيمور الي عبدالرحمن قائلاً بهدوء:"تعال بجوارها..."

تقدم عبد الرحمن منها بحرج وجلس بجوارها فاستقامت وجلست في سريرها واحتضنته بقوة وأخذت تبكي بحُرقة ....كان تيمور يتمني أن يظل بجوارها
وكان يتمني أن يضمها اليه يُهديء روعها ويمسح دموعها... ولكنه كان يعلم أن عليه الإنصراف وتركهم كأسرة واحدة معا ليتحدثوا بأريحية فاطمئن أن المحلول يعمل واستقام قائلاً لفادي بجدية:" ما أن ينتهي المحلول ستجدها أصبحت أفضل بأذن الله وطبعا يُفضل ألا تتعرض لأي ضغط... أنت تري حالتها وأن حدث أي شيء حدثني مُباشرة"
ربت فادي علي كتف تيموروشكره في حين قال تيمور لوالده الذي يري مايحدث ولايملك لهم أي شيء :"هيا أبي حتي تأخذ أدويتك وتنام"
قال فؤاد بحزن:" حسناً تيمور هيا بنا "
خرج فادي معهم إلي الخارج أما فريدة فأخذت تحتضن أبنها وتبكي وهي تقول له:" لا تفعلها ثانية... قلبي كاد ينفطرعليك... قل لي ماتريد ولكن لا تتركني هكذا...
أموت أن تركتني "
احتضنها عبد الرحمن وانهمر هو الآخر في البكاء فقالت له من بين دموعها:" إذا كان زواجي سيؤذيك فلن أتزوج قل لي أنك لاتوافق وأنا لن أفعل مايؤذيك .."
نظر إليها عبد الرحمن والي دموعها ولم يستطع الرد فاحتضنها وأنخرطا معا في بُكاء عنيف فطر قلب فدوي التي كانت تجلس بجوارهما تحتضن سمر وسهر
أما فادي الذي كان يقف علي باب الغُرفة يضع كفيه في جيبي بنطاله ويقبضهما بقوة فكان يشاهدهما ويشعر بالحزن علي شقيقته التي في ريعان شبابها وتتعرض لكل هذا الكم من الضغط من جميع الجهات

******************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 01:33 PM   #415

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في الصباح أستيقظت فريدة وما أن فتحت عينيها حتي وجدت فدوي نائمة بجوارها و أسترجعت كل أحداث الأمس دفعة واحدة،،
قامت من فراشها لتتأكد أن أبناءها بخير
فتحت غُرفة عبدالرحمن أولاً فوجدته نائما في سريره وفادي ينام علي الأريكة المواجهة للسرير
فخرجت وهي تحمد الله أن يوم أمس مرعلي خير
ودخلت غُرفة البنات فوجدتهما نائمتين فأغلقت الباب مرة أخرى وتوجهت الي الحمام
أغتسلت.... وتوضأت.... وعادت الي غرفتها بهدوء أرتدت أسدالها وصلت وبعد انتهاءها جلست علي سجاده الصلاة...

لثاني مرة في حياتها تشعر بالهزيمة ...
شعرت بها منذ خمس سنوات وقت طلاقها....
وما أن أندمل الجرح حتي عاد نفس الشعور ولكن بشكل مُضاعف فهاهي تُهزم أمام نفسها وأمام أبناءها
أغمضت عينيها ولأول مرة تشعر أن عينيها جفت من الدموع ووجدت نفسها ساكنة كأنها جسداً بلاروح ...قامت من مكانها وتناولت هاتفها فوجدت تيمور قد أرسل لها عدة رسائل ليطمئن عليها علي الواتساب..
كانت قد لغت الحظر له بالأمس بعد أختفاء عبدالرحمن حيث كانت تتصل به كل خمس دقائق لتطمئن هل وجده أم لا...
فتحت نافذة غُرفتها قليلاً فدخل شعاع شمس الصباح الي الغرفة وجلست علي المقعد المُجاور للنافذة وأجرت إتصالا مرئيا به...
كان للتو قد استيقظ من نومه ليجدها السابعة...
جلس قليلاً في فراشه يشعر بثقل وضيق...
لا يشعر بأي رغبة في الذهاب للعمل...
يشعر بالخوف عليها فهي لن تتحمل هذا الضغط وخير دليل ماحدث لها بالأمس....
سمع صوت رنين هاتفه فتناوله وما أن نظر في شاشته ووجد أتصالا مرئيا منها حتي ضغط زر الرد مباشرة وما أن طالع هيئتها الهزيلة وذبولها حتي أصابه الحزن ولكنه لم يريد أن يتحدث معها في شيء يوترها فقال لها بابتسامة جذابة :"صباح الخير حبيبتي"
قالت له بابتسامة واهنة:" صباح الخير حبيبي كيف حالك اليوم"
قال لها وقد دق قلبه من كلمتها:" بل كيف حالك أنت... تشعرين بتحسن ؟ "
قالت وهي تضع يدها على جبهتها :"الحمد لله أفضل... مادام أبنائي حولي فأنا أفضل "
قال لها بحنان :"لا أريدك أن تحزني... أنا سأتحدث مع عبد الرحمن و...."
قاطعته قائلة بصوت مُتحشرج وعينين صادقتين ...ووجه جاهدت حتي ترسم عليه أبتسامة صغيرة :"تيمور....أنا أحبك جداً.. حُب لم أشعر به في حياتي من قبل ولن أشعر بمثله أبداً...أبتسم وظل ينظر إلي وجهها الملائكي في شاشة الهاتف فأكملت بتأثر: لدرجة أنني أيقنت أني لم أحب من قبل... أبتسمت أبتسامة واهنة حين أقترب بوجهه من الكاميرا وشاهدت ملامحه الحبيبة عن قرب فقالت له بعد أن زفرت زفرة يائسة :أنت رأيت بنفسك مثال لما يمكن أن يحدث لأبنائنا أن تزوجنا بغير رضاهم ولا تعتقد أنني صدقت أن شروق وافقت بهذه السهولة... أعلم أن الوضع عندك مثل عندي تماماً"
قال لها بوجه جامد بلا تعبير:"ماذا تريدي أن تقولي؟" قالت له بصوت لاحياة به:"أقول أننا بدون رضا أبناءنا لن نستطيع أن نكمل حياتنا معا... صدقني ياتيمور ماقد يتعرضوا له أن فعلناها دون إرادتهم كفيلاً بأن يُدمر حُبنا هذا...قربت الهاتف من وجهها فرأي عن قرب ارتجاف شفتيها ونظرتها المُتوسلة وهي تقول: لذلك لا أريد منك أن تقول لي أنني لا أحبك أو أنني ضعيفة وجبانة ولا أستطيع المواجهة... هناك أشياء لا تجدي معها الشجاعة ولابد أن نتعامل معها بحكمة ..."

قال لها بجدية وقد استشعر حالتها النفسية ومامرت به بالأمس :"حسنا يافريدة لن أقول أي شيء ولكن دعينا نُحاول"
قالت له بيأس :"عبدالرحمن سيتضرر ان فعلناها .. "
نظر إليها والي مقلتيها المُتسعتين كبحر واسع ولكن بريقهما قد خفت ...
شعر إنها كمُحارب تعب من كثرة النزال وجلس ليستريح ففقد كل طاقته وقوته ولم يستطع المواصلة...
رأها أمامه هشة تحتاج إلى الاحتواء لا للضغط عليها فتُكسر
فقال لها بأنفاس مُضطربة:" حسناً حبيبتي أنا أحبك وأعلم أنك تُحبينني كما أحبك"
قاطعته مُبتسمة ابتسامة واهنة:" بل أكثر... قلتها لك يوم أن كنا في المشفي"
ابتسم ابتسامة يائسة وقال:" حسناً أكثر... ثم أكمل حديثه: ولن نفعل أي شيء بدون رضا الأولاد ..."
ابتسمت له فقال برجاء:"ولكن لا تقومي بعمل حظر لي مرة أخرى... إذا لم تريدي أن تحدثيني لفترة قولي لي وأنا سأحترم ذلك..."
أومأت له برأسها بضعف ثم أقتربت من الشاشة أكثر قائلة له بشرود:"تيمور...."
اقترب هو الآخر قائلاً بدفء:"عُيون تيمور..."
قالت له بنظرة تائهة :"اِن لم يكن لنا نصيباً أن نلتقي معاً في الدنيا هل من المُمكن أن يجمعنا الله في جنته؟"
نظر اليها بصدمة فأكملت بحيرة:" أنا مُطلقة وانقطعت علاقتي به ولن أعود اليه مرة أخري... فسمعت أنه سيكون لي زوج في الجنة فهل أذا طلبتها من الله يُحققها لي؟ ثم غامت عينيها بسحابة حزن قائلة :أم أن زوجتك الراحلة ستكون أحق بك مِني ؟...."
عند هذه النقطة ولم يستطع مواصلة الحوار فوضع كفه علي جبهته يُداري عينيه الدامعتين عنها وقال لها بصوت مُتحشرج:" حسناً حبيبتي نُكمِل حديثنا فيما بعد سأغلق الان ...البنات لم يذهبن اِلي المدرسة اليوم ويريدونني في الخارج.."
قالت له باستسلام:" حسناً في حفظ الله"
أغلق معها ولم يستطع أن يمنع دمعة حارقة من النزول من جانب عينه مسحها سريعاً حين سمع طرقا على باب حُجرته
*************
لم يذهب فادي الي العمل ولا الأولاد الي المدرسة
جلسوا جميعا في حُجرة المعيشة وكأن علي رؤوسهم الطير بعد أن أعدت لهم فدوي طعام الأفطار وتناولوه بلاشهية ..
أخذت فريدة تنظر إلى أبناءها وهي هائمة في عالم آخر وعبد الرحمن يشعر بالارتباك منذ أن شاهد حالة والدته بالأمس
وفدوي وفادي يشعران بالحزن علي حال شقيقتهم والبنتان موقفهم مُتناقض فسمر تشعر في قرارة نفسها أن والدتها من حقها أن تتزوج أما سهر فتشعر أن والدتها أن تزوجت فأي أمل لرجوعها لوالدها سينقطع وهي رغم أنها تعلم أن رجوعهما صعباً ولكن ماكان يهون عليها الأمرهوالأمل
رن هاتف فادي فوجده تيمور... لم يحب أن يقول أمامهم أنه هو فدخل الي الشرفة ورد عليه بصوت خافت قائلاً :"صباح الخير يا دكتور.."
قال تيمور:" صباح الخير يا فادي كنت أريد منك طلب" قال فادي :"تفضل "
قال له :"أريد أن أقابل عبد الرحمن وحدنا "
نظر فادي الي أخته التي تجلس بالداخل واجمة وقال له بصوت خافت:" لماذا ؟"
قال تيمور:" أريد أن أتحدث معه... هل ستخاف عليه وهو معي ؟"
قال فادي نافيا :"بالطبع لا ولكن أخاف من رد فعله فكما رأيت بالأمس ردود أفعاله غير متوقعة"
قال له تيمور :"أعتقد أنه لام نفسه علي ماحدث بالأمس بعدما رأي والدته مريضة "
قال فادي لتيمور بيأس:"أنا فقط أريد أن أوضح لك أن الطريق مع فريدة لن يكون مفروش بالورود فحتي لو تغلبت علي مشكلة عبد الرحمن فوالدهم حين يعلم لن يسكت وهذا ماحاولت أن ألفت نظرك اليه يوم أن جئتني ولكنك كنت تتجنب هذا الحوار وها أنت رأيت بنفسك"

زفر تيمور وقال لفادي وهو يحاول تمالك أعصابه من الانفلات فليس من اللائق أن يقول له أنه يعشق شقيقته وسيفعل أي شيء حتي يتزوجها :"فادي بعد أذنك أنا أعرف جيداً وأريد فقط أن أتحدث مع الولد ولكن دون علم فريدة قل لها أنك ستأخذه وتذهبون الي أي مكان قريب وأنا سأقابلكم"
زفر فادي قائلاً:"حسناً أين أنت ؟"
قال تيموربحماس:" أنا ربع ساعة بالضبط وأكون في المركز التجاري الجديد نتقابل هناك ..."
أغلق معه فادي ودلف الي الداخل فقال لعبد الرحمن الذي يجلس شاردا:" هيا عبود تعال معي نشتري بعض الأغراض"
انتفضت فريدة في رد فعل حاد قائلة:" الي أين؟" ومسكت ذراع عبد الرحمن فقال فادي وهو يقترب منها :"ماذا هناك يافريدة سأأخذ الولد معي قليلاً لن يهرب مني لاتخافي"
انتبه عبدالرحمن لنظرة الهلع في عيون أمه فقال لها وهو مازال يشعر بتأنيب الضمير :"لا تقلقي أمي لن أفعلها ثانية "
أحتضنته بقوة وربتت علي شعره بحنان قائلة بصدق وعيون حزينة :"وأنا أيضا لن أفعل مالن توافق عليه أنت وأخوتك"
****************

بعد نصف ساعة كان فادي يدخل مع عبدالرحمن المركز التجاري وكان تيمور ينتظرهم بالفعل وما أن رأه عبدالرحمن حتي تغيرت ملامحه فجأة ...
أقترب منهما تيمور وصافحهما قائلاً وهو يشير إلي المقهي الذي جلس فيه يوماً مع فريدة :"مارأيكما لو نجلس قليلاً"
قال فادي :"حسناً "
ووضع يده علي كتف عبد الرحمن الذي سار معه وقد علم أن هذا اللقاء ليس بالصدفة وما أن اقتربوا من المقهي حتي قال فادي لعبد الرحمن بجدية:" سأتركك مع الدكتور تيمور وأذهب الي السوبر ماركت أشتري بعض الأغراض ..ثم همس في أذنه بجدية: وأريد أ ن أعود وأجد رجلاً ينتظرني لا طفلاً يهرب من المواجهة"
تركهم فادي وانصرف وجلس تيمور في مواجهة عبدالرحمن الذي ظل ينظر اليه نظرات قاتمة الي أن جاء النادل وسألهم ماذا يشربون فقال تيمور لعبدالرحمن :"ماذا تشرب حبيبي؟.."
قال له بجمود:"لاشيء"
فقال تيمور للرجل :"حسناً قهوة مضبوط وعصير مانجو"
وما أن ذهب الرجل حتي التفت اليه تيمور وقال له بشكل صريح وصوت هادئ:"أنا من البداية طلبت أن نجلس معاً ونتحدث تماماً كما نجلس الآن "
قال عبدالرحمن ببرود وهو يمط شفتيه:"نتكلم في ماذا ؟...في أنك تريد الزواج من أمي؟"
قال له تيمور وهو يحاول قدر استطاعته أن يُراعي كل كلمة سيقولها حتي لاتؤذي الصبي:" الزواج حبيبي من شرع الله فلما لا..؟"
قال عبدالرحمن بتحفز:"الطبيعي أنني وأخوتي نريدها أن تعود الي أبي لا أن تتزوج رجلاً آخر"
قال تيمور بهدوء وهو يستند بمرفقيه علي المنضدة :"أنا قبل أن أتقدم لها تأكدت أنها لاتنوي العودة مُطلقاً ...صدقني اِن كان هناك أملاً في عودتهم لم أكن لأظهر في الصورة من الأساس...نظر اليه عبدالرحمن لايعرف ماذا يقول فكل كلام تيمور حقيقة فأكمل الأخير وهو يُشدد علي حروف كلماته:هما مُنفصلان منذ خمس سنوات وأنا لم أتم العام علي معرفتكم بمعني أني ليس لي دخل في انفصالهما ولا عدم رغبة والدتك في العودة... هل تفهمني؟"
قال عبدالرحمن ببرود:"أفهمك ولا أتهمك أنك السبب ولكن أقول لك عن رغبتي أنا وأخوتي"
قال تيمور ليُجاريه:"حسناً أذا كان هناك أملاً من عودتهما وتستطيع أنت أقناع والدتك بالعودة الي والدك فأنا سأختفي من الصورة نهائياً أعدك بذلك "
قال عبدالرحمن وهو يشيح بوجهه للجهة الأخري بشرود :"حاولت كثيراً ولا توافق"....
قال تيمور وهو يري نظرة الألم في عينه :" وهل تري أنها مُحقة في هذا الرفض أم لا؟"
قال عبدالرحمن بحيرة وهو يتجنب النظر الي تيمور :"لا أعلم ...أحيانا أقول لماذا لم تتحمل من أجلنا فقط...وأحيانا حين أري زوجة أبي وأري تصرفاتها أقر أن أمي مُحقة ولم تكن لتتحمل ذلك...ولكن في النهاية يظل حُلمنا جميعاً أن نجتمع في بيت واحد مرة أخري....ثم أردف بجمود وهو ينظر في عيني تيمور قائلاً:هل تعلم معني أن تتزوج أمي من رجل أخر ؟ الأمر ليس هيناً"

قال تيمور مؤكداً علي كلامه:"لديك كل الحق ليس هيناً" تعجب عبدالرحمن من تأكيد تيمور علي كلامه ونظر اليه بحيرة فأردف تيمور قائلاً:"ولكن هل تعلم أن هناك أشياء كثيرة في الحياة تؤلم أكثر من حالتكم هذه ...علي الأقل أنت والدك بارك الله لكم في عمره موجود وأنتم تعيشون بينهم... أكتست نظرات عينيه بالحزن ثم قال:هل تعلم أنني فقدت والدتي ولم أكد أستفيق من الصدمة حتي فقدت زوجتي ؟
نظر اليه عبدالرحمن وظهر عليه التأثر فأكمل تيمور بجدية :كنت وأنا صغيراً حين يحدث خلافاً ما بين أبي وأمي وكانت أمي تذهب الي بيت جدي لتريح أعصابها قليلاً رغم أن الخلافات كانت عادية ولكني كنت أنظر الي البيت من غير أمي وأراه كئيباً... وحين كنت أتخيل أن ينفصل أبي عن أمي كنت أري أنها نهاية الحياة رغم أننا كنا في هذه الأوقات نزورها ولكن مجرد عدم وجودها في البيت كان يُشعرني بذلك ...الي أن ماتت أمي ...
لم تكن كبيرة جدا في السن ولم تكن مريضة
ماتت منذ عدة سنوات وأنا كبير هكذا لأكتشف أن البيت بدونها وهي حية تُرزق في الأيام التي كانت تتركنا فيها مع أبي نعمة من النعم خير من أن يكون البيت خاليا منها وهي ليست علي قيد الحياة ...وقتها تمنيت أن تعود الأيام التي كانت فيها علي قيد الحياة ولكن بعيدة عنا علي الاقل كنا كلما اشتقنا اليها نذهب اليها...
نظر اليه عبدالرحمن وقد بدأ في الشعور بالأرتباك...فأردف تيمور بتأثر :ولم أكد أتعافي من أثر فراقها أذا بزوجتي هي الأخري ترحل ..تخيل مقدار الألم الذي أصابني انا والبنات...نظرالي عبدالرحمن الذي كان بالفعل بدأ يتأثر بكلامه وأردف:مغزي كلامي ياعبدالرحمن أننا لانختار أقدارنا وأننا لابد أن نفكر في النعم التي لدينا ونحمد الله عليها لأن مالدينا ربما يكون غيرنا محروم منه فوجود والديك علي قيد الحياة رغم فراقهما أفضل كثيراً من وضع أولاد غيرك حُرموا من هذه النعمة"...
قال عبدالرحمن بوجوم:"الحمد لله..."
حضر النادل في هذا الوقت ووضع المشروبات أمامهم وما أن أنصرف حتي قال تيمور لعبدالرحمن بجدية وتأثر :"أخيرا أحب أن أقول لك أنني وبناتي كنا نريد تكوين أسرة كبيرة معكم... بناتي يحتاجون الي أم ولن أقول أنكم تحتاجون الي أب بارك الله لكم في والدكم ...ولكن ممكن أن تعتبرني أب ثاني أوصديق أو ..."
قاطعه عبدالرحمن قائلاً بعناد طفولي:"وأن رفضت أنا هذه الزيجة ماذا سيحدث؟..."
قال تيمور وهو يستخدم أخر ورقة معه الا وهي الرهان علي ذكاء هذا الولد واستمالته ومحاولة ترويضه:"أن رفضت فبالطبع لن يكون هناك زواج ...هل تعتقد أننا سنعيش في بيت واحد وأنت مُتضرر من الأمر كله ؟بالطبع لا...ووالدتك أيضا وضعت شرطاً لموافقتها وهي موافقتك أولاً...مال بوجهه عليه قليلاً قائلاً بجدية:فكر ياعبدالرحمن في الأمر ولن يُرغمك أحد علي شيء"....
وصل في هذه اللحظة فادي وقد اشتري عدة أغراض للمنزل حيث قررهو وفدوي البقاء مع فريدة الفترة القادمة حتي تمر هذه الأزمة بسلام وجلس معهما قليلاً فرأي أن عبدالرحمن واجماً فقال له:"هل تريد الذهاب الي المنزل؟"
نظر عبدالرحمن الي تيمور نظرة خاوية وقال لفادي باقتضاب:"نعم"
أستأذن فادي من تيمور وذهب هو وعبدالرحمن في حين أنصرف تيمور هو الآخر فهو أيضا لديه مُهمة في بيته ألا وهي أستمالة بناته وكان لديه موعد مع شروق عند الأخصائية النفسية اليوم ...
أستقل سيارته وأنطلق بها بقلب مُثقل بالأعباء

*****************
خرج تيمور مع شروق من العيادة النفسية بعد أنتهاء جلستها وما أن وصلا إلي السيارة ودلفت هي الي مكانها بجواره حتي قال لها برفق:"هل تشعرين بأنك أفضل حبيبتي بعد الجلسة؟"
قالت له بهدوء :"بعد الجلسة مُباشرة أشعر أنني جيدة ولكن بعد عدة أيام لا أشعر بذلك "
قال لها وهو يشغل السيارة لينطلق بها :"أنت حبيبتي ليس بك أي شيء لا توهمي نفسك"
قالت له بتساؤل حذر:"هل بعد أن تتزوج ستظل تأتي معي الي الجلسات؟"
قال لها مؤكداً:"بالطبع حبيبتي هل هذا سؤال ..."
قالت له بتردد وهي تُدقق النظر إليه وهو يقود :"ومن سيجلس بجوارك في السيارة؟"
قال لها :"كيف لا أفهم"
قالت بنفس التردد:"حين نخرج أجلس أنا بجوارك ،فبعد زواجك الن أجلس بجوارك؟"
نظر إليها تيمور وهي جالسة بجواره تستدير في جلستها وتستند يظهرها علي الباب المجاور لها حتي تري ملامحه جيداً وقال لها بعد تفكير:"الذوق والأدب يُحتم أن يجلس الأكبر سناً" ....
أومأت له برأسها بوجوم ...
كان يريد أن يتحدث معها بمفردهم حتي يعرف أقصي مخاوفها ويُطمئنها وما أن مروا بجوار متجر الدوناتس التي تعشقها حتي قال لها بحماس:"مارأيك لو دخلنا وتناولنا الدوناتس معا ... "
أنفرجت شفتيها عن أبتسامة طفولية وتبدلت ملامحها فجأة من الوجوم الي السعادة وقالت له بحماس:"حسنا...." صف سيارته ودخل معها واختار منضدة صغيرة بمقعدين فقط ...أقبل النادل فقال لها تيمور بحنان:"أطلبي ماتريدين حبيبتي"
طلبت شروق قطعتين من الدوناتس ومعها مشروب الشوكولاتة الساخنة أما هو فاكتفي بمشروب النسكافيه .... ظلت تنظر إلى المكان حولها وظل هو يتأمل ملامحها الطفولية التي رغم أنها شبت قليلاً ومال جسدها الي تغيرات طبيعية بالنسبة لسنها إلا أن وجهها مازال يحمل طابع الطفولة أو هكذا يُخيل له لأنها طفلته وستظل طوال العمر طفلته مهما كبرت ...
تذكر وهو ينظر إليها يوم ولدت وتذكر سعادته بأن رزقه الله بفتاة ...كان يتمناها لأنه كان هو وأخوته ذكوراً فكانت فرحته بها مُضاعفة ...
كان لايتركها مادام في المنزل إلي أن تعلقت به هكذا ...كانت عينيها تبرقان ماأن تراه وكان هذا يسعده في البداية وكان يُغضب ياسمين أن البنت مُتعلقة به لهذه الدرجة
لم يُدرك أن الأمر فعلا خرج عن المألوف إلا حين لاحظ تعلقها به وتأثير هذا التعلق علي علاقتها بالآخرين وعلي سلوكياتها ....
أحيانا نكون نحن السبب فيما يتعرض له أبناؤنا فكما أن الأهمال الزائد مؤذي فالتدليل الزائد مؤذي أيضا.....أحضر النادل الطلبات ووضعها أمامهما وبدأت شروق في تناول ما طلبته وكانت لا تكف عن النظر إليه فشعر أن لديها كلاماً تريد أن تقوله فقال لها بابتسامة حانية يٌشجعها:"ماذا تريدي أن تقولي؟"
صمتت قليلاً ثم قالت بصوت مهزوز:"هل من الممكن حين تتزوج أن تنجب أطفالاً غيرنا؟"
نظر إليها مُتفاجئا وقال لها بصوت حاول أن يبدو ثابتاً:"حقيقة لم أفكر في هذا الأمر ... ولكن اِن حدث هذا فهل تعتقدين أن يُنقص هذا من غلاوتك أنتِ وأخوتك شيئاً؟"
قالت له بقنوط وهي تعض علي شفتيها:"لا أعرف "
قال لها بجدية :''الأب ياشروق يُحب كل أبناؤه.. هكذا خلق الله قلوبنا... "
قالت له بشك:"هل مازلت تحب أمي؟"
قال لها بتأكيد:"بالطبع حبيبتي... يكفي أنها تركت لي ثلاث وردات جميلات"
قالت له بصوت مُنخفض يحمل مايشبه الأتهام :"لماذا تريد الزواج أذن مادمت تحبها"
زفر زفرة حارة ثم قال بهدوء:"لأن الله خلقنا أيضا هكذا....لكي تستمر الحياة ونُعمِرها أعطانا القدرة علي التأقلم مع أكثر من وضع وأكثر من شخص..أعطانا القدرة علي محاولة البدء من جديد كلما تعثرنا "
زمت شفتيها وصمتت فهي كلما سألته سؤالاً أجابها بالمنطق ...اِنتزعها من شرودها قائلاً :"ما رأيك لو ذهبنا غدا لزيارة والدتك وجدتك"
رفعت وجهها اليه قائلة:"حقا!"
قال لها مُبتسماً:"نعم حبيبتي ألسنا نذهب كل فترة..." أومأت له برأسها فقال لها :"هيا بنا أذن أنت تعرفين شيري أصبحت تتعب جدتك عايدة"
قالت مُبتسمة:"جدتي عايدة فعلاً أصبحت تتعب كثيراً " قال لها بنظرة ذات مغزي:"أعرف أنها تعبت لذلك أريد من يكون معنا لترتاح هي قليلاً"
مطت شفتيها وعينيها كانتا تبرقان بدمعتين مُحتجزتين قائلة :"هل يمكن أن تنتظر قليلا حتي نتهيأ؟هكذا قالت لي دكتورة نادية...التهيئة ستفرق في تقبل أي شيء... "
قال لها بنبرة ظاهرها الموافقة وباطنها التهكُم :"طبعا حبيبتي ننتظر حتي تتهيأوا جميعاً لا مانع..."
اِستقام واقفاً حتي ينصرفا ثم أبتسم لها أبتسامة واسعة وهو يري أنه هو و فريدة مُستقبل علاقتهما في يد أطفالهما ...
ولكنه في قرارة نفسه كان يعلم بأهمية ذلك ....
لابد أن يتم كل شيء بأرادتهم حتي يعيشون جميعاً في سلام لا في صراع

**************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 01:40 PM   #416

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أماااانة عليك ياليل طول
وهااات العمر م الأول..
بحب جديد ..وقلبي سعيد
ياريتني عشقت عمنوول
أماااااانة .......أمااااانة
أمااااانة ياليلي.. يالييييل


جلس علي أريكته المُفضلة بجوار النافذة ينظر الي الشارع الواسع أمامه وهو يحتسي كوباً من الشاي الثقيل صنعه لنفسه ويستمع الي الكلمات الدافئة المُعبرة التي تنساب من المذياع القديم الذي يُذكره بالماضي ...
وسأل نفسه وهو يرتشف من الكوب الزجاجي الشفاف :"وماذا أن عاد العمر ثانية ماذا كنت ستفعل ياأبراهيم كلها أقدار مكتوبة"
ثم سأل نفسه سؤال آخر :"هل لو عاد العمر كان من الممكن أن يعيش حياته كما يروق له ولايدفن نفسه مع زوجه كهذه؟"
تراجع عن هذه الفكرة التي تجعله يلقي اللوم علي نفسه ويشعر بالأسف علي عمره المهدور فهو لايندم علي أن نشأ أبناؤه في كنفه ولم يشتتهم
وجد سؤالاً يلح علي ذهنه:"ها أنت طلقتها فهل من الممكن أن تعيش ماكنت تتمني أن تعيشه الآن ...وقد تزوج الأولاد ولم يعد هناك ما تقلق عليه؟"
عند هذه الخاطرة أنفجر ضاحكاً....وقال لنفسه مُتهكماً:"وهل أصبح لديك صحة يارجل ياعجوز ...أنت أيامك في هذه الحياة معدودة ...."
وتعجب من سخرية القدر فالأنسان في صغره يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة ولكن تحكمه أعتبارات أجتماعية ويحكمه دوره كرب أسرة يظلل علي أبناؤه ....
وفي الكبر وحين تنزاح كل الأعباء من عليه وتتوفر له القدرة المادية تخذله قدرته البدنية وتثقل كاهله سنوات عمره ....
الانسان في صغره يملك فرصة ثانية وثالثة أما في كبره فلا يملك من أمره شيئاً... هذا مايدور في ذهنه منذ طلاقه لكريمة سلسلة من الصراعات الداخلية التي تدور في ذهنه وتكاد تفتك به....أنتبه من شروده وأفكاره علي صوت جرس الباب فقال لنفسه:"تُري من سيأتي الآن؟" قال وهو يستقيم واقفاً ويتجه الي الباب :"مؤكد نسمة" وما أن فتح الباب حتي ذُهل حين رأي رؤي تقف أمامه بكامل هيئتها تبتسم له أبتسامتها المُصطنعة...
لم يشعر أبداً أن أبتسامتها تخرج من قلبها...
ربما لتحفظها الشديد معهم....
وربما لأنها تعلم أنهم لايحبونها ....
قالت له رؤي برقة:"مساء الخير يا أنكل كيف حالك؟" قال لها وهو يُحاول التخلص من صدمة وجودها أمامه وحدها بلا عمر:"أهلا ياأبنتي تفضلي.."
تقدمت رؤي للداخل فنظر هو علي السُلم نظرة ثانية ربما يكون عمر آتيا خلفها فقالت له ما أن لاحظت نظراته:"عمر ليس معي هو مع طنط في البيت وأنا كنت عند مامي وقلت أأتي لأطمئن عليك.."
رفع أبراهيم حاجباً مُستنكراً وكأنه يريد أن يقول لها منذ متي وأنت تطمئني علي؟ ولكنه أشار لها لتجلس في الصالون فتقدمته وسار هو خلفها وما أن جلست حتي قالت له ببؤس مُصطنع:"أنا جئت اليوم لأطمئن عليك يا أنكل بعد أن رأيت حالة طنط كريمة فخشيت أن تكون أنت أيضا مثلها "
قال لها مُستفهماً:"ومابها؟"
قالت له بنفس البؤس المُصطنع :"منذ أن حدثت بينكما المشكلة وهي نفسيتها مُتعبة ...قليلة الأكل والكلام ولها عدة أيام أشعر بذبولها وأخشي أن يحدث لها شيء..."
قال أبراهيم وهو يرفع حاجبيه معا:"كريمة!!!"
أردفت رؤي مؤكدة:"نعم يا أنكل هي نادمة جداً وتحتاج الي أن تسامحها"
قال لها بنفس الأستنكار:"كريمة!!!"
قالت له بتأكيد :"نعم ..أنا أخشي أن يحدث لها شيء وقتها لن نسامح أنفسنا جميعاً وأولنا حضرتك..."
كان أبراهيم يعرف منذ البداية أن رؤي لن تتحملها ولكن لم يتوقع أن تأتي بنفسها اليه وتتحدث هكذا...
هو يعرف بالطبع أن كريمة لا تتأثر هكذا أبداً وأن ماتقوله رؤي كله أدعاء حتي تتخلص منها فقال لرؤي التي تجلس أمامه وتنظر اليه منتظرة رده:"ربك يُقدم مافيه الخير يا أبنتي..ثم قال مُغيراً الموضوع:ماذا تشربين؟"
قالت له وهي تهم بالقيام :"لاشيء صدقني لقد تأخرت جداً وأنت تعرف عمر يتضايق من تأخيري...أستقامت واقفة وقالت له:عامة فكر في الأمر وأنت مؤكد لايرضيك أن يحدث لها شيء من كثرة الحزن"
قال لها وشبح أبتسامة يلوح علي شفتيه :"لا طبعا لايرضيني"
فسرت هي هذه الأبتسامة علي أنها بوادر موافقة فارتاح قلبها ولم تعرف أنها سخرية منها لأنها لاتعرف كريمة كما يعرفها هو...
وما أن أنصرفت حتي عاد الي جلسته بجوار النافذة وأخذ يفكر في وضع كريمة ...
رؤي لن تتحملها وبالطبع لن يوافق هو علي ذهابها الي بيت نسمة فمالحل؟؟؟.....
أخذ يفكر كثيراً الي أن هداه تفكيره الي الشقة المجاورة له ...شقة عمر وفريدة...فمنذ أن أعلنت فريدة رفضها للعيش فيها وفي الحي كله وهي مُغلقة هكذا ...
فماذا لو وضع فيها بعض الأساسيات وجاءت هي لتعيش بها أفضل من أن تتسبب في حدوث مشاكل فلا رؤي ولا أهلها سيصمتون أن ضايقت أبنتهم ومعني أن تأتي رؤي الي هنا أنها بالفعل لن تستطيع الحياة معها...
زفر بحنق قائلاً:"يبدو أنا ستظل مُعلقة في عنقي الي أن أموت "
************
بعد اسبوع

مر أسبوع علي لقاء تيمور بعبدالرحمن ولم يتغير في الأمر شيء عبدالرحمن مازال علي حالة الصمت والرفض وفريدة لم تحاول أن تحدثه في الأمر مرة أخري...
ولكنها أمام الجميع تحولت الي جسد بلا روح
وقتها كله أصبح مُقسماً بين طهو الطعام بكميات كبيرة وبأصناف مُختلفة وكأنها تشغل وقتها به... والصلاة ومتابعة مذاكرة الاولاد ...
لاتخرج ولا تتحدث مع تيمور الا برسائل قصيرة علي الواتساب ...
الجميع يلاحظ أستسلامها ...وشرودها...
ووجومها .وروحها الواهنة بما فيهم أبناءها ....
وقفت في المطبخ لا تعرف عن ماذا تبحث ولا ماذا ستفعل فهم تناولوا بالفعل طعام الغداء ففكرت أن تشغل وقتها بعمل صنف من الحلويات
دخلت عليها فدوي ووجدتها تقف في مُنتصف المطبخ بشرود فقالت لها بشفقة:"ماذا تفعلين حبيبتي؟"
قالت فريدة بصوت مُنخفض:" لا أعلم ...أريد أن أعد صنفا حلوا"
ربتت فدوي علي كتفها قائلة:"كفاكي مافعلتيه اليوم سأتصل بفادي يُحضر معه حلوا وهو قادم"
دخل عبدالرحمن عليهم في هذه اللحظة ونظر الي والدته وملامحها الشاحبة فقال لها وهو يحاول الا ينظر في عينيها:" :"أبي سيمر علينا بعد قليل ليأخذنا.."
قالت بتساؤل:"لماذا..؟ هذا ليس يوم ذهابكم عنده...."
قال عبدالرحمن:"سننزل لنشتري ملابس الصيف..." قالت له وهي تهز رأسها:"حسناً...أعتني بأخوتك جيداً"

بعد قليل

وقف عمر أسفل البناية بسيارته وبجواره رؤي
ينظر للأعلي بعد أن أتصل بهم وأخبرهم أن ينزلوا اليه...
وينظر الي رؤي بغيظ مكبوت فهي ما أن علمت أنه سينزل مع أبناؤه ليشتري لهم ملابس حتي صممت أن تنزل معهم لتشتري هي الأخري بعض الأشياء التي تنقصها
حاول أن يثنيها ولكنها أرتدت ملابسها كاملة ولم تتراجع والسبب في أنه لم يكن يريد ذهابها أنه كان يريد أن يأخذ فريدة مع أولادها....
والدته رفضت الخروج معهم وهو كان يُخطط أن يجعل البنات يضغطون علي أمهم للخروج معهم وأن لم توافق كان سيصعد اليها يقنعها أو يستحلفها ولكن رؤي أحبطت كل مُخططاته ...
هذا ماكان يدور في ذهنه وهو ينظر للأعلي
أما رؤي التي كانت تجلس بجواره في كامل أناقتها وتألقها بألوان ملابسها الربيعية وزينة وجهها المُلفتة كانت ترسم علي وجهها أبتسامة أنيقة في حين كانت في داخلها تحمد الله أنها استمعت الي حديثه مع والدته بأنه يريد أن يأخذ فريدة وكان سيتركها هي مع والدته ...
قالت لنفسها بحنق لايتناسب مع الاِبتسامة التي ترسمها علي وجهها :"لن أتركك لها ولا لغيرها ياعمر..وأن كانت هي لم تستطع الحفاظ عليك قديما بسبب غباءها....فأنا أستطيع "...
كانت في الفترة الأخيرة حريصة علي أدعاء النوم في الأوقات التي كان يجلس فيها عمر مع والدته وكانت تستمع الي أحاديثهم وتخطيطهم لعودة فريدة ولكنها لم تبدي له أنها سمعت شيئاً ستعالج الأمر بحكمة لا بالغباء حتي تحافظ عليه
قطع سيل أفكارهما المُتناقضة نزول الأولاد وركوبهم جميعاً في الأريكة الخلفية
قالت لهم رؤي باهتمام مُفتعل:"كيف حالكم أحبائي لماذا تأخرتم ماذا كنتم تفعلون"...
قالت لها سمر بسخرية:"نُخلل زيتون "
ابتسم عبدالرحمن ولكنه داري ابتسامته في حين قهقه عُمر ضاحكاً ولم يستطع أن يتمالك نفسه أما رؤي فكبتت غيظها فهي تعرف جيداً أنهم لايحبونها فآثرت الصمت

بعد قليل في المركز التجاري الكبير علي أطراف المدينة

دخلوا جميعاً الي المتجر ذا الماركة المعروفة والذي يضم كافة الأقسام فانطلق كل منهم في القسم الذي يخصه ولكن عمر كان يرافق البنات وهما تختاران بحيرة مابين العديد من الموديلات... أما عبد الرحمن فاختار عدة قطع من الملابس وذهب الي والده حتي يأخذ رأيه فيهم في نفس اللحظة التي جاءت فيها رؤي ترفع أمامه قطعة ملابس صغيرة جداً بقماش شفاف و ألوان جريئه وتقول له بضحكة غير بريئة:"عمر مارأيك؟".....
أخفض عمر يديها المُمسكتين بقطعة الملابس قائلاً بأحراج :"جيدة ولكن أخفضيها ليس أمام الناس هكذا"...
ابتسمت قائلة قبل أن تنصرف :" حسنا المهم أنه أعجبك" نظر عمر الي عبدالرحمن وشعر أنه ينظر إلى رؤي نظرة غريبة عليه ولم يكن يعلم مايعتمل في نفسه من صراع

بعد أكثر من ساعتين وبعد أن أنتهوا من شراء جميع الأغراض ووضعوها في حقيبة السيارة دلفوا الي المنطقة المخصصة لتناول الطعام
كان الليل قد حل وحل معه تعب الأولاد فمنذ الصباح وهم لم يرتاحوا فقال لهم عمر وهو يري النُعاس في عيونهم :"نأكل سريعاً وتذهبون الي المنزل"
وبالفعل وصل الطعام وأخذوا يأكلون بنهم بعد تسوقهم لعدة ساعات والذي أدي الي شعورهم بالجوع الشديد
نظر عبد الرحمن الي رؤي التي تجلس بجوار والده لايعرف لماذا تلتصق فيه هكذا حتي في المنزل ...
وهل تفعل ذلك أمامهم هم فقط أم هذه عادتها...
لاحظ عمر شرود عبدالرحمن ونظرته الحائرة فقال له باهتمام:"أبك شيء حبيبي؟.."
قال عبد الرحمن بنفي:"لا أطلاقا"
ثم أكمل طعامه في حين أخذت رؤي قطعة لحم من صحنها ووضعته في فم عمر وهي تقترب منه قائلة بلهجتها المائعة:"مارأيك في هذه؟"
أبتسم لها عمر قائلا:"لذيذة"
نظر إليهما عبدالرحمن ولا يعرف لماذا ترددت في ذهنه عبارة الشيخ علي :"ولكن هذا ليس عدل"
نفض عن رأسه الفكرة بسُرعة و انشغل بالطعام ...

بعد أن أنهي عمر رحلة التسوق مع أبناؤه ورؤي وتناولوا معا الطعام أخذهم مُباشرة الي المنزل فهم كانوا مُرهقين لدرجة أن نامت سهر في السيارة ...
وما أن توقفت السيارة أمام البناية حتي أخذ عبدالرحمن يوقظ أخته فالتفت اليه عمر قائلاً بنبرة غير مُريحة :"أتركها عبدالرحمن أنا سأحملها الي الأعلي فهي مُتعبة "
نظرت اليه رؤي نظرة خطرة قائلة:"تحملها الي أين؟" نظر اليها ببرود قائلاً:"أحملها الي الأعلي البنت مُتعبة لن تستطيع السير ثم فتح باب السيارة وأردف قائلاً بصوت بارد:أنتظريني هنا"
ثم فتح باب السيارة لسمر التي نزلت مُباشرة وحمل هو سهر أما عبدالرحمن فتناول جميع المشتروات من حقيبة السيارة في يديه الاثنتين وسار خلف والده الذي شعر بأن قلبه يكاد يقفز من صدره لأنه سيصعد معهم....

رن جرس الباب في الوقت الذي كانت فدوي تتحدث مع سامر في الهاتف وتجلس في غرفة فريدة في حين كانت فريدة في المطبخ تجهز العشاء حيث كان فادي في طريقه اليهم وما أن سمعت صوت رنين الجرس حتي توجهت مُباشرة الي الباب وارتفعت علي أطراف أصابعها لتري من الطارق من العين المُثبتة في منتصف الباب وما أن رأت عبدالرحمن حتي فتحت مُباشرة فقال لها وهو يشير بعينيه للخارج:"أبي يأتي خلفي"
أحتقن وجهها فجأة وتشنجت عضلاته وتناولت الوشاح الذي تضعه دائما علي المقعد المجاور لباب الشقة ووضعته علي رأسها بشكل عشوائي ولم تكد تفعل ذلك حتي وجدته بالفعل أمامها يحمل سهر... وسمر تسير بجواره وما أن وقعت عينيه عليها حتي ابتسم قائلاً:"نامت سهر كانت مُتعبة جداً..."
قالت لعبدالرحمن بجمود:"ضع مافي يديك وأحمل أختك للداخل.."
فدخل عبدالرحمن ليضع الأغراض في حين قال عمر وهو يتقدم خطوة واحدة للداخل:"أستطيع أنا أن أدخلها الي فراشها..."
نظرت اليه بحدة قائلة :"لا تتعب نفسك "
لم تحاول هي أن تأخذ البنت منه حتي لايكون هناك مجالاً لأي تلامس بينهما
جاء عبدالرحمن وحملها بخفة ودخلت خلفه سمر فقالت فريدة بوجوم وقد فشلت في رسم أي ابتسامة مُجاملة :"عُمت مساءاً "
وهمت أن تُغلق الباب فوضع كفه علي الباب قائلاً وهو يحاول أن يفتح مجالاً للحديث:"كيف حالك..."
قالت له بوجه بلا تعبير:"بخير حال كما تري"
نظر الي وجهها المُرهق والي شعرها المُتناثر من تحت حجابها الملفوف بشكل عشوائي أعطاها جمالاً فوق جمالها ولكنه كان جمال حزين... وجالت عينيه علي ملامحها التي اشتاق لها وتوقف عند عينيها ومن بعدها شفتيها فلم يروق لها نظراته هذه فقالت له بجدية:"هل تريد شيء أخر؟"
قال لها بحنين:"أريدك أنت يافريدة"
قالت له بحدة وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها :" مضي وقت هذا الحديث منذ سنوات وقلت لك من قبل رأي الذي لن يتغير وأنتهينا"
في هذه اللحظة أتسعت عينيها ذهولاً وهي تري رؤي تأتي من خلفه ترسم علي شفتيها ابتسامة باردة كالثلج قائلة :"حبيبي تأخرت ظننت أن هناك شيء حدث "
أجفل عمر ما أن سمع صوتها والتفت اليها وعينيه تشتعلان غضباً في الوقت الذي أتي فيه عبدالرحمن ووقف خلف أمه ....
أما رؤي فقد التصقت بعمر ومسدت علي ظهره بيدها ثم أحاطت خصره بذراعها قائلة لفريدة ببرود :"كيف حالك؟.."
لم ترد عليها فريدة واِنما قالت بصوت قاسي :"عُمتم مساءاً"
ثم أغلقت باب الشقة بحدة ...
ولم يكن سبب حدتها غيرة من رؤي أو حزن علي عمر بل كانت قهر عليها هي وتيمور أنهم حُرموا من بعضهم في حين يتنعم عمر مع حسناءه ويعيش حياته وهو الجاني...
أما هي فيبدو أنها ستظل طوال عمرها هكذا .....
كانت النار تغلي في صدرها في الوقت الذي أحاطها عبدالرحمن من خصرها من الخلف وقبل رأسها قائلاً بصوت به هم يفوق عدد سنوات عمره:"لا تحزني"

التفتت اليه فريدة قائلة بصوت جاهدت حتي يبدو طبيعياً غير مُنهزم وهي تربت علي وجهه:"لن أحزن مادمتم أنتم معي"
أما عمر فقد سار بجوار رؤي وهو يتميز منها غيظاً ولأول مرة منذ سنوات يعترف لنفسه أنه أخطأ حين طلق فريدة...
نعم أخطأ...
ثارت كرامته حين طلبت منه الطلاق علي مرأي من الجميع ...وليرد كرامته المهدورة طلقها أمامهم
كسب أمام الجميع وأصبح الرجل الذي لايُلوي ذراعه وخسر أمام نفسه وما أصعب الخسارة حين يخسر الأنسان نفسه ويُهزم أمامها..
ليته ما طلقها ...
علي الاقل كان وقتها سيملك حق دخول بيته والجلوس بين أبناؤه ..
كان سيملك حق تقبيلها حين يشتاق لها حتي وان كان رغما عنها...
نزل درجات السلم بجوار رؤي ببطء شديد حتي أنها تقدمته ...
كان شارداً وواجماً فقالت له رؤي ما أن وصلا الي بوابة البناية:"ماذا بك؟"
قال لها بغضب مكبوت:"ألم أقل لك أنتظريني في السيارة؟"
قالت له ببراءة مُصطنعة:"تأخرت فخفت أن يكون حدث شيء.."
نظر اليها بغيظ ثم فتح السيارة من علي بعد فتقدمت هي للسيارة في حين لحقها ببطء وهو يلعن في سره تلك اللحظة التي أنتصر فيها كبرياؤه و غروره وجعله نطق في لحظة تهور بالكلمة التي جعلت حياته تتحول الي جحيم
أما عبدالرحمن فوقف في الشرفة ينظر الي والده وزوجته...
تذكر وهي تضع الطعام لوالده في فمه في المطعم...
وتذكر ميوعتها وهي تعرض علي والده ملابس غريبة الشكل تُظهر أكثر ماتستر ...
وما آلمه حقا صعودها خلفهم...
هي حقا لن تسمح لوالده بالبعد عنها
أنها تستخدم سلاحاً حاداً ألا وهو الخُبث والتخطيط الدقيق ...أستعاد في ذهنه ملامح وجه أمه وهي تري رؤي امامها وأستعاد ملامحها الشاردة في الأيام الماضية
ووجد جملة تأتي علي ذهنه للمرة الثانية في خلال نفس الساعة....
ليس عدل...
ولكن الجملة هذه المرة لم تمر مرور الكرام
ولكن أخذ صداها يتردد في ذهنه مراراً وتكراراً وكأنه تسجيل صوتي يتكرربشكل تلقائي ما أن ينتهي
ليس عدل
ليس عدل
ليس عدل



نهاية الفصل السادس عشر



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 02:09 PM   #417

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 02:21 PM   #418

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

.الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 96 ( الأعضاء 27 والزوار 69)
‏Heba aly g, ‏نسمه فوزي, ‏Solo~, ‏Miraljood, ‏imoo, ‏عبير سعد ام احمد, ‏شيرين الخولي, ‏fevo fofa, ‏ام تقوى التونسية, ‏سلتانة, ‏أمل و ترقب, ‏أم نسيم, ‏Habiba eslam, ‏اسماء سلوم, ‏nourou, ‏ام فارس 19, ‏amana 98, ‏الطيبات, ‏dr.marwaalsokkary, ‏Suzi arar, ‏SOSO.Ana, ‏نور علي عبد, ‏نوالياتي, ‏انت وكفي, ‏ملاك العمرو, ‏احب القراءه, ‏نوراسيد
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 02:53 PM   #419

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 151 ( الأعضاء 26 والزوار 125)
‏Heba aly g, ‏Emaimy, ‏رهف الخواطر, ‏emily yong, ‏Dodyum, ‏taljaoui, ‏Solo~, ‏عبير سعد ام احمد, ‏انت وكفي, ‏AROOJ, ‏نور علي عبد, ‏خفوق انفاس, ‏نسمه فوزي, ‏Miraljood, ‏شيرين الخولي, ‏fevo fofa, ‏ام تقوى التونسية, ‏Habiba eslam, ‏اسماء سلوم, ‏nourou, ‏ام فارس 19, ‏amana 98, ‏الطيبات, ‏dr.marwaalsokkary, ‏Suzi arar, ‏SOSO.Ana
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
الاشتراك الإشترك في هذا الموضوع
إضافة إستطلاع إضافة إستطلاع لهذا الموضوع
إبحث في الموضوع:


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 03:13 PM   #420

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية حبيبتي مره جميل الفصل🌼🌼🌼
عبد الرحمن بات يشعر بالذنب كون امه تستحق السعاده
سلمت الانامل يا جميله ❤️


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.