آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-20, 11:49 PM   #521

duaa.jabar
 
الصورة الرمزية duaa.jabar

? العضوٌ??? » 395763
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » duaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل جميل حبيت معالجتك المنطقيه للموضوع أكيد شروق مع وضعها النفسي وعبد الرحمن وسن المراهقه سيكونون حزب المعارضه الأشد لكن بالصبر يأتي الفرج وفعلا موضوع العدل ليس من العدل ان يعيش عمر حياته ويحن للقديم وتضل فريده منتظره متى يحن فتعود وهو اصلا احرق كل سفنه بقلبها متشوقه للقادم وسلمت اناملك وفعلا روايه تستحق التميز

duaa.jabar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-20, 02:27 AM   #522

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa.jabar مشاهدة المشاركة
الفصل جميل حبيت معالجتك المنطقيه للموضوع أكيد شروق مع وضعها النفسي وعبد الرحمن وسن المراهقه سيكونون حزب المعارضه الأشد لكن بالصبر يأتي الفرج وفعلا موضوع العدل ليس من العدل ان يعيش عمر حياته ويحن للقديم وتضل فريده منتظره متى يحن فتعود وهو اصلا احرق كل سفنه بقلبها متشوقه للقادم وسلمت اناملك وفعلا روايه تستحق التميز
أشكرك حبيبتي علي المتابعة والتحليل الدقيق وبأذن الله القادم يكون أفضل⁦♥️⁩⁦♥️⁩


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 12:33 PM   #523

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية حبيبه تسجيل حضور لفصل اليوم بالتوفيق 🌼🌼

نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 01:04 PM   #524

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 02:27 PM   #525

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر

جلست فريدة مع تيمور في المطعم الراقي الذي يطل علي ضفة النيل...
تجلس علي المقعد المواجه له تنظر إليه تارة وتنظر إلي النيل أغلب الوقت إلي أن أتصل بها عبدالرحمن وأخبرها أن عمر أتصل به في المدرسة وطلب منهم الذهاب لتناول الغداء معه هو وجدتهم...فأكدت عليه أن يؤكد علي أختيه ألا يتحدثوا بأي شيء وهم هناك
وما أن أغلقت معه حتي قال لها تيمور بارتياح :"الحمد لله سنجلس كما يحلو لنا ولن تتعجلي في الذهاب من أجل الأولاد..."
قالت له نافية:"لا بالطبع لابد أن أذهب لأن فادي يعرف أني معك وليس من اللائق أن أتأخر..."

لم تكد تتم جملتها حتي سمعت رنين هاتفها وما أن نظرت إلي شاشته حتي قالت له ضاحكة:"هاهو جاء علي السيرة ثم ردت عليه قائلة:أهلا فادي كيف حالك؟"
قال لها:"أين أنتِ؟"
نظرت إلي تيمور وهي تضغط علي شفتها السُفلي كأنها تسأله ماذا أقول ثم قالت لفادي:"أنا مع تيمور..."
قال لها بتساؤل وهو يقف في شرفة منزلها وبجواره فدوي:" معه أين؟ هل أنهيتم مشوار الأخصائية النفسية.."
قالت له بأحراج:"نعم..أنهيناه ونجلس معا قليلاً.."
شعر تيمور بتوترها فمد يده لها قائلاً:"أعطني الهاتف فأعطته له حتي تتجنب حرج الموقف فأجلي صوته قائلاً :"أهلا فادي كيف الحال؟"
قال له فادي بغيظ مكتوم:"الحمد لله أين أنتم ؟"
قال له تيمورببساطة:"نحن تناول الغداء معا بعد أن أنهينا مشوارنا ...ما رأيك لو تأتي وتتناول معنا الغداء لأني أيضا أريدك في أمر هام "
قال له فادي:"أنا للتو أتيت إلي المنزل وفدوي بالفعل أعدت الغداء كنت أظن أنكم انتهيتم وأن فريدة ستتناول الغداء معنا؟"
قال له وهو يغمز لها بعينه:"بل ستتناوله معي بعد أذنك"...
قال فادي علي مضض :"حسناً أرسل لي الموقع سأتناول الغداء مع فدوي ثم نأتي إليكم"
أغلق معه فقالت له بامتنان:"أنقذتني ...كنت في غاية الأحراج منه"
قال تيمور بأعجاب:"تروق لي علاقتكم معا...لم تكن لي أخوة بنات فلم أجرب مشاعر الغيرة والخوف علي أخت أو أن تخاف هي مني "
قالت له موضِحة:"أنا لا أخاف فادي... أنا أحترمه هو أخي الصغير ...مالت نبرتها الي الحزن وقالت :وأشعر بالحزن من أجله أيضا..."
جاء النادل ووضع الأطباق أمامهما وما أن أنصرف حتي قال لها تيمور:"تقصدين أمر زواجه؟"
أومأت له برأسها بأسف فأردف قائلاً :"عليك إحترام رغبته يافريدة فالقلب حين يحب لايري الإنسان أي عيب فيمن يحب "
أومأت له برأسها فأشار للطعام قائلاً :"تفضلي حبيبتي" تناولت الشوكة والسكينة وبدأت في تناول الطعام معه في جو هاديء ...لأول مرة منذ أن عرفته تكون معه بهذا الهدوء والأسترخاء ...
فما كانت تخشي أن يعرفه أبناءها عرفوه بالفعل ووافقوا أيضا ...حتي لوعلي مضض فهي خطوة جيدة...
تناست في هذا الوقت كل شيء يحيط بها واستمتعت بتناول غداء هاديء مع حبيبهاعلي ضفة النيل ...

تعلم أن الأوقات الجميلة معه ليست كثيرة فقررت أن تستغل كل لحظة لها معه...
نظرت إليه وهو يتناول طعامه بشهية وابتسمت بحب... تشعر بالألفة والراحة حين تنظر إلي ملامحه
رفع عينيه اليها يطالعها وهي تتأمله هكذا بحرية...
وابتسم لها ابتسامته الساحرة فأخفضت وجهها
وتناولا الطعام معا في جو هاديء غير مُتعجلين يتحدثون في أي شيء وكل شيء

بعد فترة

أقبل عليهم فادي وفدوي وما أن رأي فادي النادل يحمل أكواب المشروبات وأطباق الحلوعن الطاولة حتي قال مُمازحا:" تناولتم الحلو أيضا ولم تنتظرونا ... أنسي يادكتورلايوجد زواج"
قهقه تيمور ضاحكاً وأشار للنادل ليأخذ طلباتهم
جلست فدوي بجوار فريدة وفادي بجوار تيمور وبعد إنصراف النادل نظر فادي إلي فريدة قائلاً:ماذا فعلتم؟"
قصت عليه كلام الدكتورة نادية بالكامل فقال لها بجدية:"حسناً وعلي ماذا نويتم؟"
قالت له :"كما قلت لك قالت لنا كل شيء بالتدريج...ممكن في البداية نأخذهم ونخرج بهم يوم أو يومين أسبوعياً حتي يعتادون علي بعضهم وعلينا...وسنبحث عن منزل كبير ولكن لن ننتقل إليه مُباشرة بالطبع ترتيبه وفرشه سيأخذ وقتاً... في هذا الوقت هم يشاركون في اختيار كل شيء حتي يشعرون بالأنتماء لهذا المكان"
مط فادي شفتيه قائلاً:"هذا يأخذ أشهر ...ما وضعكم في هذه الأشهر؟"
قالت له :"ماذا تقصد؟"
قال لها :"هل ستتزوجون؟"
كان تيمور يتركهما يتحدثان بحرية دون تدخل منه حتي يري رأي فادي مثل رأيه أم لا...
قالت فريدة لفادي:"ممكن أن نقوم بعمل خطبة تمهيداً للأولاد"
نظر إليها باستنكار ثم نظر إلي تيمور قائلاً بجدية:"دكتور تيمور أنت تعرف أن وضعها كمُطلقة لايسمح إطلاقاً بما تقول عليه هذا ... كيف ستخرجون معا وتذهبون للبحث عن منزل وترتبونه معاً... تنحنح قائلاً:الوضع بالطبع غير مُستساغ "
قال له تيمور بحماس:"أنا قلت لها نتزوج أولاً ثم نقوم بعمل كل ذلك خطوة خطوة"
قالت باستنكار:"كيف نتزوج ولايوجد لنا بيت هل تعرف كم سيكون عددنا أنا وأنت وجميع الأولاد ودكتور فؤاد وطنط عايدة....سنكون عشر أشخاص... نحتاج الي بيت كبير"
قال لها تيمور بغيظ مكتوم:"فريدة هذا أدعي لما نقوله أنا وفادي نعقد قراننا ثم نبحث بحرية عن المنزل ونتولي تهيئة الأطفال"
قالت له بحيرة:"ولِما العجلة؟"
قال لها فادي موضحاً:"قلت لكِ يافريدة وضعك كمطلقة لايسمح بخطبة ثم أشار إلي تيمور قائلاً:هو يقول الصواب"
قال له تيموربحماس:الله عليك يافادي تقول درر أنت يارجل ثم أردف بجدية:مارأيك نعقد القران الخميس المُقبل؟
قالت له بذهول:"الخميس القادم؟"
لم يرد عليها إنما قال لفادي:"خير البر عاجله يافادي وأيضا حتي نستغل موافقة الأولاد ماذا لو غيروا رأيهم في أي وقت؟"
قال فادي وهو ينظر إليه:"هناك سبب أخر أريد أن نُسرِع من أجله... والد الأولاد لوعلم ربما يؤثر علي الأولاد ويجعلهم يغيرون موقفهم "
قال له تيموربصوت جامد وملامح جادة:"هو في كل الأحوال سيعرف وليس له دخل بهذا الأمر"
قال فادي موضحاً:"حين يعرف بعد أن تتزوجوا يختلف عن معرفته قبل الزواج...ثم أردف:بعد أنفصالهم بفترة تقدم شخص لفريدة من جيراننا بالحي وما أن عرف حتي قامت الدنيا ولم تهدأ "
قال تيمور بتساؤل غاضب:"بغض النظرعن أنه من الجيد أنها لم تتزوج وقتها ولكن كيف سمحتم له بالتدخل في حياتها هكذا؟"
قال فادي موضحاً:"هي من الأساس لم تكن تريد الزواج وهو وقتها أفتعل مُشكلة مع الرجل ولأنها لم تكن من الأساس تريده لم نتدخل "
شعر فادي بضيق تيمور فقال له موضحاً:"أنا فقط أريد أن ألفت نظرك إلي نقطة وهي أن فريدة مُطلقة وسيظل هناك رابط بينها وبينه من أجل الأولاد فهل هذا سيُحدث أي مشكلة بينكما في المستقبل؟"
قال تيمور بضيق مكبوت:"كيف ستظل هناك علاقة؟" قال فادي موضحاً:"أقصد أن بينهما أطفال ووارد في أي وقت أن يضطرا للحديث معا بشأن مشكلة لأحدهم وأنا أعرف أن هناك رجال لا تتقبل هذا ..."
قال تيمور بجدية:"الأولاد كبار يافادي ليسوا صغار...وحين يحدث أي شيء يقتضي الأحتكاك بوالدهم وقتها إما أنا أو أنت من سيتدخل معه لافريدة..."
قال فادي بنظرة ذات معني:"هذا مايحدث بالفعل وأنا من أتدخل معه في كل شيء ولكني أقول لك ذلك لربما يحدث يوماً ... ويثير هذا حفيظتك ويحدث خلاف بينك وبينها...زفرة زفرة متوترة وقال:أنا لن أتحمل أن يؤذي أي أحد فريدة هل تفهمني؟"
فهم تيمور خوفه وقلقه علي شقيقته فقال له بهدوء مُطَمْئِنَاً إياه:"أفهمك وأعدك أن تكون في قلبي وعيني ثم أردف قائلاً: حسناً مارأيك في الخميس القادم لعقد القران ؟"
قال فادي:"ليس لدي مانع ثم نظر إلي فريدة قائلاً:وأنتِ فريدة؟"
نظرت إلي فدوي بقلق فابتسمت لها مُشَجِعة فقالت بصوت هاديء حتي لايبدو توترها:"ليس لدي مانع"
أبتسم لها تيمور ثم قال لفادي :"كما تعلم فنحن لم نستقر علي منزل بعد ولكن أنا لدي شقة صغيرة في الأبراج التي تقع علي أطراف المدينة التي نسكنها كنت أخذتها منذ عدة سنوات لأفتحها عيادة ثم تراجعت وقررت فتح المشفي.. أنا أقترح أن نتزوج بها والأولاد يظلون كما هم حتي نجد منزل يتسع للجميع ونرتبه ونفرشه "
قالت فريدة بعدم فهم:"نتزوج ونتركهم وحدهم؟"
قال تيمور:"بالطبع لا يافريدة هي ستكون شقتنا وقت أن نريد أن نذهب اليها في عدم تواجد الأولاد سنذهب وباقي الاوقات كما أتفقنا نحاول التقريب التدريجي بينهم..." تضرج وجهها بالحمرة بعد أن قال نذهب إلي الشقة في عدم تواجدهم وتسائلت ماذا سيقول عليهم فادي
أما تيمور فقال لفادي بجدية:"مهرها سأفتح لها به حساب بنكي بأسمها وشبكتها مارأيك لو ذهبنا الآن لننتقيها" نظر إليه فادي مُفكِراً وعلم أن زواجها بالفعل أفضل شيء مادامت تريده ويريدها فهو لن يسمح بأن تخرج معه لعدة أشهر بلا رابط شرعي كما أنه يري من تيمور أنه ينجذب اليها....
يشعر من نظراته وتصرفاته بهذا ويخاف هو عليها من أن يقع بينهما أي تجاوز فالأصح لهما الزواج علي سٌنة الله ورسوله...
قالت فريدة لتيمور باهتمام:"كنت أريد أن أسأل إياد علي الوضع القانوني للأولاد بعد الزواج...ثم أشارت إلي فادي قائلة:فادي يعتمد حتي الآن علي كونهم كباراً وصعب أن يجبرهم والدهم علي وضع لا يرضونه....ثم أردفت بقلق:أنا أريد أن أسأل خبير في هذا الأمر.."
قال لها وهو يحتويها بعينيه:"لا تقلقي سنعرف كل شيء تريدينه وسأرتب لقاء معه بعد زواجنا ونعرف منه كل شيء..."
نظر فادي إلي نظرات عيونهم ونظر إلي فدوي التي تتابع الحوار بصمت والأبتسامة علي وجهها وأدرك أن تعجيل الزواج في حالتهم هذه أفضل شيء

بعد ساعة

كانت تجلس فريدة في محل المجوهرات تنتقي شبكتها من بين العديد من الموديلات وتيمور يجلس بجوارها مُباشرة ينتقي معها وفدوي تجلس بجوارأختها من الجهة الأخري ...
أما فادي فكان يقف بجوارهم ويشاهد بصمت يشعر بالتأثر... والقلق... والخوف عليها من القادم ينظر إلي تيمور الذي أصر أن تكون شبكتها من الألماس ورغم أنه يعلم أن النساء لاتُقدر بالأموال إلا أنه راق له تقدير تيمور لفريدة وشعر بالسعادة حين رأي السعادة في عينيها وحين رأي بريقهما يعود من جديد...
قال تيمور لفريدة بهمس :"حبيبتي هذا المحبس أكثرهم جمالاً في أصبعك "
نظرت إليه بحيرة قائلة:"حقا؟ أنت تري ذلك؟"
أومأ لها برأسه فقالت أخيراً:"حسناً سآخذه ..."
قال تيمور للرجل :"والأسورة والخاتم اللذان شاهدناهم في البداية...."
أحضر له الرجل ما طلبه فنظرت فريدة بأعجاب إلي المحبس ذو السطح الأملس والخاتم ذو الفص الرقيق والأسورة التي تشبه المحبس في رقتها وجميعهم من الألماس الخالص أما تيمور فقال للرجل بحماس:"وأنا أريد محبس من الفِضة "
أخرج له الرجل المحابس وأخذ ينتقي منها هو وفريدة إلي أن أستقرا علي محبس فقال الرجل مُمازِحا:"العريس يدفع مبلغاً وقدره في الشبكة ولا يطال منها إلا محبساً من الفضة"
قال تيمور مُبتسما وهو ينظر إليها :"هي لايعز ولا يغلي عليها شئ"
قال فادي وقد أستفزه تيمور بحديثه:"هيا يادكتور لقد تأخرنا"
ضحك تيمور علي هيئة فادي المُتحفزة وقال للرجل :"نريد أن نكتب عليهم الأسماء والتواريخ"
قال له الرجل:"ولكن لن تأخذهم اليوم"
قال تيمور:"لاتوجد مشكلة ثم كتب له في ورقة الأسماء والتواريخ وما أن نظرت فريدة في الورقة حتي وجدته قد وضع تاريخاً قديماً منذ ثمانية أشهر ولم تحتاج إلي كثير من التفكير حتي تعرف أنه تاريخ أول مرة رأها فيها...
نظرت إليه نظرة مُتأثرة فغمز لها بعينه وأعطي الرجل الورقة ووقف يحاسبه في حين أستقامت هي ووقفت بجوار فدوي وفادي....فاحتضنتها فدوي بسعادة لسعادة أختها وقالت لها:"مبارك عليكِ حبيبتي.."
ورغماً عنها شردت بذهنها في هذا اليوم الذي تنتظره منذ سنوات... اليوم الذي تكون فيه عروس تنتقي شبكتها هي الأخري....فوضع فادي ذراعه حول كتفيها قائلا:"قريبا بأذن الله سنأتي من أجلك"
أبتسمت له وشعرت من حديثه أنه ربما يكون كون رأيا مبدأيا عن سامر
أما فادي فقد أحاط كتفي فريدة بذراعه الآخر وهو ينظر إليها بتأثر...
كان يعرف قدرها وقيمتها جيداً ولكن ماحدث لها قديماً جعل ثقتها في نفسها تهتز والآن كان يود أن يقول لها أنها غالية كالألماس....



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 02:33 PM   #526

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في بيت عمر

جلست كريمة مع أحفادها في إنتظارعمر ورؤي...
لقد أتصل بها عمر من الجامعة وأخبرها أن الأولاد سيأتون من المدرسة عليهم مُباشرة ويتناولون معا طعام الغداء الذي أخبرها أنه سيحضره معه..
ولكنه تأخر... تُري مالذي أخره هكذا؟؟ ..
جلست كريمة علي المقعد المجاور للنافذة وهي تحدث نفسها بصوت مسموع:"منذ أن أتيت ونادراً مايتم طهو طعام في هذا المنزل أي حياة هذه؟"
قالت لها سمر بتهكم:"الأفضل ياجدتي ألا تطهو إن تذوقتي طعام من يديها لن تتحمليه ..."
قاطعتها كريمة قائلة بتساؤل:"حقا أنتم تأتون هنا كثيراً هل هذا هو الحال دائما؟"
عوجت سمر فمها قائلة:" وأكثر ياجدتي وأكثر... لو تعلمين مايحدث.."
إتسعت عيني كريمة وقامت لتجلس بجوار سمر علي الأريكة وقالت بفضول:"ماذا يحدث حبيبتي قولي لي.." قالت لها سمر وهي تدعي الخوف:"لالا إن علمت هي أو أبي إنني قلت لك سيوبخاني..."
قالت كريمة بثقة:"أقسم لك حبيبتي لن أقول أنك قلتِ شيء ولكن أحكِ لجدتك حبيبتك...."
قالت سمر ببؤس مُصطنع:"عندما نأتي لا تقدم الطعام إلا إذا كان أبي موجوداً فقط وحين نجوع نأكل من الساندويتشات المُتبقية من المدرسة حتي يأتي أبي...قاطعتها سهر بغيظ لأنها تعرف أن شقيقتها مُحتالة:ولكن الطعام يكون أمامنا في الثلاجة ونعد لأنفسنا... أبي دائما يقول لنا أن البيت بيتنا ونفعل مانريد...
نظرت اليها سمر شزراً ثم أدارت وجه جدتها اليها مرة أخري قائلة: وإن طهت وهذا نادراً يكون إما غير ناضج وإما زائد ملح وإما عادم ...هي لاتهتم إلا بطلاء أظافرها و زينتها وملابسها....ثم فجأة قست نظرتها وتبدلت لتتحول السخرية في صوتها إلي قسوة وقالت:عكس أمي التي تهتم بكل مايخصنا وتطهو لنا أحلي الأطعمة ومع ذلك لم أراها يوماً بمظهرغير مُهندم دائما جميلة ونظيفة ومُهتمة بكل أمورنا ...لايوجد مثل أمي ياجدتي"
بُهتت كريمة من نظرة عينيها وقسوة صوتها وحديثها الذي لايتناسب مع طفلة في عمر الثانية عشرة...هل حقا طلاق والديهم أكسبهم علي عمرهم عمراً...؟
هكذا سألت كريمة نفسها....
لم يكن هناك مجالاً للرد حيث فاجأها عبدالرحمن الذي يجلس علي الأريكة المواجهة لها وهو يقول لها ببرود:"أنا أري أنه ليس مهما أن تتقن رؤي الطهي والأعمال المنزلية....نظرت إليه كريمة نظرة خاوية فأردف بلامبالاة:وماذا فعلت التي تجيد كل شيء ؟ تركها أبي وفي النهاية هو الآن مع التي لاتجيد شيء سوي الأهتمام بنفسها كما قالت سمر ....العبرة ليست بمن تستطيع أن تفعل كل شيء... العبرة بمن تتربع علي العرش في النهاية رغم عدم إمتلاكها لأي شيء"
نظرت كريمة إلي ملامح الأولاد التي تحولت في لحظة من السخرية إلي القسوة ولم تستطع الرد ...
هل حقاً يحملون كل هذه المرارة بداخلهم ....
وجدت نفسها تقول لهم وكأنما تُبرئ نفسها:"أنا أتيت إلي والدتكم كما رأيتم وكنت أريد الإصلاح ولكنها رفضت" قال عبدالرحمن بفتور:"بعد ماذا؟"
أردفت سهر بقنوط:"بعد النهاية..."
لم تستطع كريمة الرد فقد تجمدت أطرافها وشُل عقلها فمهما كان هم أحفادها وتشعر بالحزن أنهم يشعرون بهذه المرارة ...
دقائق قليلة وأتي عمر ورؤي ومعهم الطعام ودقائق أخري وكان الجميع يجلسون علي الطاولة... في ظاهر الأمر يأكلون وفي داخل كل منهم مشاعر مُتضاربة فكريمة كانت تشعر بالحزن الداخلي من كلام أحفادها بعد أن تفاجأت بأن بداخلهم كل هذه المشاعر...
وعمر كان عقله يبحث ويدرس ماكان يُدرسه لطلابه اليوم عن العمل النظيف والغير نظيف ومبدأ الغاية التي تبرر الوسيلة وكيفية تطبيق ذلك في دفاعه عما يخصه ومحاولة إسترداده...
ورؤي تفكر كيف تتخلص من كريمة بشكل لايُغضِب عمر فهي أبداً لن تُغضِبه... ولن تدعه يشعر أنها لها يد في ذهاب والدته... تعلمت من والدتها أن تفعل ماتريد دون أن تظهر في الصورة...
أما الصغار فقد تأكدوا أن كل جهودهم السنوات السابقة لم ولن تؤتي ثمارها
رؤي لن تترك والدهم
يشعر عبدالرحمن أنها تلتف حول والده كالأفعي الناعمة نظر إليها وهي تجلس بجواره تضع له الطعام في طبقه ولا تلتفت إلي أحد غيره وأدرك في هذه اللحظة أن والدته ليس عليها لوم فيما ستفعله ...
رغم أن الأمر مؤلم له إلا أنه لايستطيع أن يقول لها لا خاصة بعد حديثه المُتكرر مع الشيخ علي الذي أوضح له معني الظلم ومعني العدل ... وبعد مارأه في الفترة السابقة أدرك أن والدته وقع عليها أقسي أنواع الظُلم

**************

بعد ثلاثة أيام

دلفت فريدة مع عبدالرحمن وسمر وسهر إلي المركز التجاري المجاور لمنزلهم...
كانت قد أتفقت هي وتيمور أن يجتمع الأولاد معا يتناولون الطعام ويتنزهون قليلاً قبل عقد قرانهم في نهاية الأسبوع ...
كان تيمور قد وصل بالفعل وينتظرهم مع بناته بالداخل في المنطقة المُخصصة للمطاعم ...
قالت سهر لفريدة وهم في طريقهم إلي الداخل:"كيف لن نقول لأبي علي زواجك أمي...لم أفهم لما أكد علينا خالو فادي علي هذا الأمر؟"
قالت فريدة موضحة:"حبيبتي لن نقول في الفترة الأولي فقط ننتهي من أختبارات نهاية العام ثم يعرف بعدها ثم أن هذا الأمر يخصني أنا وليس علي أخباره به"
صمتت سهر في حين قال عبدالرحمن الذي يسير بجوارهم بفتور:"سنبقي في البيت كما أتفقنا؟"
قالت فريدة وهي تنظر إليه بهدوء:"نعم حبيبي لن نتركه إلا أذا أرتحتم لمنزل أخر وقررتم بأنفسكم الأنتقال له" قالت سمر وقد كانوا بالفعل يقتربون من الطاولة التي يحجزها تيمور:"هل بعد أن يعرف أبي بزواجك سيفكر أن يأخذنا لنعيش معه؟"
توقفت فريدة فجأة في منتصف البهو الواسع لساحة الطعام قائلة لسمر بخفوت:"أنتِ إن خُيرتِ بين الحياة مع أحدنا تختارين من؟"
قالت سمر بلا تردد :أنتِ طبعاً .."
قالت فريدة وهي تضغط علي كفها:"وأنا لن أتخلي عنكم مهما حدث...أنا سألت مُحامية في هذا الأمر من فترة وقالت أن الأب يستطيع أن يأخذ الأولاد الصغار أما الكبار فصعب أن يجبرهم علي الحياة معه حتي لو معه حكم بذلك ....نظرت إلي سهر وعبدالرحمن قائلة :هل أنتم جميعكم معي في أي قرار؟؟ هل ستقفون معي و تتمسكون بالبقاء معي؟ ثم أردفت بجدية: إن لم يكن لديكم الأستعداد لذلك لن أكمل صدقوني... إن قلتم لي الأن أنكم لستم واثقون في قدرتكم علي التمسك بالحياة معي هيا بنا نعود.."
قال لها عبدالرحمن وهو يُربت علي كتفها:"أنكل تيمور رأنا وها هو يقف ينتظرنا..."
نظرت أمامها فوجدته بالفعل ينتظرهم واقفاً وهم علي بعد عدة أمتار منه نظرت إلي ثلاثتهم مرة أخري قائلة بتوتر:"نتقدم أم نعود؟"
قالت لها سمر:"هيا أمي..."
حين لاحظ تيمور وقوفهم هكذا تقدم منهم وما أن وصل إليهم حتي قال:"لماذا تقفون هكذا؟"
قالت له بابتسامة صافية:"لاشيء كنا سنأتي للتو"
تقدمت فريدة من بناته وصافحتهم جميعاً وقبلتهم وصافحهم أبناءها بطريقة رسمية ثم جلست هي وأبناءها علي الأريكة المُقابلة للأريكة التي يجلس هو عليها مع بناته وبينهم المنضدة الطويلة...
عمت فترة صمت... الجميع ينظرون إلي بعضهم ولايجدون مايقولونه إلي أن قطعت شيري الصمت وقامت من مكانها وتقدمت من فريدة قائلة لها بسعادة:"هل ستتزوجين من أبي؟"
تنحنحت فريدة قائلة بحذر:"هذا إذا كُنتِ أنتِ توافقين..."
قالت شيري بسعادة:"أنا أوافق ...ثم أردفت بتساؤل:هل لي أن أقول لك مامي ؟؟جميع صديقاتي لديهم أما ويتحدثون عنها إلا أنا... أريد أنا أيضا أن يكون لي أم مثلهم.."
نظروا إليها جميعاً بصدمة... لم يتوقع أحد أن تقول هذا الكلام... أما فريدة فلم تطل صدمتها فجذبتها إلي حضنها وضمتها إليها بقوة قائلة وصدرها يعلو ويهبط من التأثر:"نعم حبيبتي قوليها لي من الآن "
لم تستطع التحكم في نفسها أكثر من ذلك ففرت دمعة من عينها فقالت لها شيري وهي ترفع وجهها اليها:"حثنا مامي.."
قال عبدالرحمن ليلطف الأجواء قليلاً وقد تأثر بالفعل من كلام شيري وأدرك معني كلمات تيمور له أن وضعهم مع انفصال والديهم أفضل من وضع من فقد أحد والديه :"أسمها حسناً..أين ذهب حرف السين؟"
رفعت شيري وجهها إليه قائلة:" أحيانا لا أستطيع إخراج الحرف وأحيانا أستطيع .."
قال لها :"لأنكِ تُخرجي لسانك وأنتِ تنطقيه... الثاء هي التي تُخرجين لسانك فيها أما السين لابد أن تجعلي لسانك يحتك بأسنانك من الداخل..."
قالت له بعدم فهم :"كيف؟"
قال لها باهتمام :"تعالي أجلسي وأنا أشرح لكِ بشكل عملي..."
كان تيمور يشاهد مايحدث بصمت ...
هو يعرف أن كل واحدة من بناته تفتقد شيئاً وشيري حقاً تفتقد وجود أم في حياتها ولن يجد أحن من فريدة عليها...
أستقام واقفاً وقال للجميع:"هيا أختاروا ماذا تريدون من طعام كل منكم يختار مايريد..
ثم قال لفريدة:ماذا تريدين أنتِ؟"
أشارت له علي شروق وشيري وهما تنظران إليها وقالت له:"خذ طلبات جميع الأولاد أولاً.."
فهم ماتقصده فالتفت إلي بناته فأملته شروق وشمس ماتريدان بفتور وشيري طلبت بحماس أما أبناء فريدة فكانوا يشعرون بالأحراج ولكنها نظرت إليهم نظرة تعني أن يطلبوا مايريدون وبعد أن أخذ طلباتهم جميعا جاء بجوار فريدة ومال عليها قائلاً:"ماذا تريدين؟"
نظرت إليهم شروق نظرة نارية فقالت له فريدة بصوت مُنخفض:"أبتعد قليلاً فشروق تنظر إلينا شزرا وأحضرلي مما ستحضره لنفسك"
أبتسم قائلاً بجوار أذنها:"حسناً حبيبتي سأذهب أنا وأنتِ تفعلين ما أتفقنا عليه ..."
أومأت له برأسها فذهب هو حتي يأتي بطلبات كل منهم من مطعم مختلف من سلسلة المطاعم المحيطة بهم ...
أما فريدة فنظرت إلي عبدالرحمن فوجدته مٌنهمك مع شيري... وسمر وسهر مٌنشغلتان بالهاتف فقامت من مكانها وجلست بجوار شروق وشمس وقالت لهما بهدوء:"أنا أعرف أنكما لاتحبذان فكرة الزواج وصدقاني إن لم تقتنعا بالأمر فلن نتممه أنا ووالدكما .."
قالت لها شمس بلا حماس:"أبي قال أنه سيكون سعيداً معك"
قالت فريدة بصدق:"وأنا أيضا سأكون سعيدة معه ومعكم ومع أولادي "
صمتت شمس فنظرت فريدة إلي شروق التي تلتزم الصمت وقالت لها:"حبيبتي شروق أنا أحبك وأعدك أنني سأكون لك صديقة قبل كل شيء..."
قالت شروق بشرود:"أنا لا أريد أن أترك منزلي..و في نفس الوقت لا أريد أن يتركنا أبي.."
قالت لها فريدة بسرعة:"لا حبيبتي لن تتركي منزلك ولن يترككم والدكم نحن سنعقد القران وسيبقي كل منا في بيته إلي أن تعتادوا الأمر وتأخذوا وقتكم "
لم يكن هناك ماتقوله البنتان ففريدة من وجهة نظرهما ليست سيئة أو بها شيء يتحججون به للرفض...
ووالدهم إن أجلا او عاجلاً كان سيتزوج فمالفرق بينها وبين غيرها ؟؟؟
أخذت فريدة تتحدث مع شمس في حين شردت شروق بعيداً عنههم... بالأمس كان لديها جلسة في العيادة النفسية ولكنها كانت جلسة مُختلفة هذه المرة...
لقد كان بها عدة بنات من سنها َعَرَفَتهم الأخصائية علي بعضهم البعض... منهم من توفي والدها وتزوجت والدتها ومنهم من توفت والدتها وتزوج والدها ومنهم من انفصل والديهم ويعيشون مع زوج أم أو زوجة أب وطلبت الأخصائية من كل واحدة أن تحكي تجربتها علي مسمع من الأخريات ...
كانت تظن أنها الوحيدة التي تعاني من أثر رحيل والدتها وتعلقها بوالدها ولكنها وجدت أن هناك آخرون لهم نفس الظروف...
كانت تظن أنها مادامت لاتري في محيط أقاربها وأصدقاءها أحد في نفس ظروفها أذن هي الوحيدة التي تعاني هي وأخوتها وكان هذا الشعور كفيلاً بأن يجعلها لا تحب التجمعات أو التعرف علي أصدقاء جدد ولكن حين جلست مع من هن في مثل ظروفها شعرت ببعض المشاعر الايجابية حيث أن هناك من له ظروفاً مُشابهة لها ....
"شروووق ماذا بك.."
أنتزعها من شرودها صوت والدها وهو يضع الطعام أمامها فانتبهت إليه قائلة:"لاشيء..."
وضع تيمور أمام كل منهم الطعام الذي طلبه فأبناء فريدة أختاروا جميعهم البيتزا بينما شروق وشمس أختاروا الدجاج المقرمش وشيري طلبت ساندويتش هامبرجر..
بدأوا جميعاً في فتح أطعمتهم فوضع تيمور أمام فريدة طبقاً مُغلفاً ومثله أمامه وما أن فتحته حتي وجدت أرز باللون البني ومعه شرائح من السمك المقلي والمشوي والجمبري فرفعت عينيها إليه قائلة :"ماهذا كنت أريد شيء أخف من هذا.."
مال في جلسته في اتجاهها وأستند بمرفقيه علي الطاولة ثم قال لها بصوت مُنخفض :"ألم تقولي أن أطلب لك مما سأأكله...ثم أردف بجدية:هل لاتحبين الأسماك؟"
قالت له :"أحبها جداً" وبدأت في تناول الطعام وبالتدريج أجتذبوا جميعا أطراف الحديث معا وأصبحت الأجواء أقل حدة من بداية اللقاء

بعد ساعة

بعد أن أنهوا طعامهم و تناولوا بعده مشروباً مُثلجاً مُنعشا ذهبوا إلي منطقة الألعاب كما طلبت شيري ووقفوا جميعاً أمام اللعبة العالية التي أستقلتها يوما فريدة مع فادي وفدوي فقالت شيري :"أريد أن أستقلها أبي "
سأل تيمور الرجل الذي يقف ويقوم بتشغيلها:"هل مسموح بسنها ؟"
قال الرجل:"نعم بها حزام أمان ومادام أخوتها معها لاتوجد مشكلة ...ثم أردف الرجل:ولاتقلق لن أزيد سرعتها سأجعل سرعتها هادئة"
أخذت شيري تصفق لأنها ستستقلها وأستعد الجميع للصعود فقال عبدالرحمن:"أنا لا أريد ..."
قالت له فريدة:"لماذا حبيبي ؟...أستقلها معهم"
قال لها بفتور:"لارغبة لي ..."
قال تيمور له :"هل ستتركهم بنات بمفردهن...ماذا لو حدث أي شيء وهم مُعلقون بالأعلي ...في حالة وجود رجل معهم يختلف الأمر..."
أخجله تيمور فقال علي مضض :"حسناً "
فقال وهو ينظر اليه باحتواء :"عبدالرحمن جميعهن أخوتك وفيما بعد سأطلب منك أن تراعيهن جميعاً في غيابي..."
أومأ له عبدالرحمن برأسه واستقل مع البنات ...
تأكد تيمور أولاً من تثبيت أحزمة الأمان للجميع ثم أنطلقت بهم اللعبة للأعلي بهدوء...
قالت له وهي تنظر إليهم مُبتسمة واللعبة تتحرك بهم :"لقد ركبتها أنا أيضا يوماً..."
فتح هاتفه وأخذ يُقلب فيه إلي أن وصل لصورتها التي أحتفظ بها يوم أن أستقلتها مع أخوتها ووضع الهاتف أمامها قائلاً:"في هذا اليوم؟؟؟"
نظرت إلي صورتها قائلة له بدهشة:"أنت تحتفظ بها علي هاتفك! "
وضع هاتفه في جيب بنطاله وابتسم لها دون أن يرد فقالت له بتأثر:"أنت منذ هذا الوقت وأنت تشعر تجاهي بمشاعر؟"
قال لها وهو يُضيق عينيه مُدعيا الجدية:"تستطيعين القول إنني شعرت قبل هذا الوقت بقليل..."
أبتسمت له أبتسامة حانية
فقال لها وهو يشير إلي أريكة قريبة:"تعالي نجلس هنا ننتظرهم..."
تقدمت من الأريكة وجلست فجلس بجوارها مُباشرة فقالت له بأحراج:"ألا تُلاحظ أنك تجلس بجواري مُباشرة وتكاد تلتصق بي؟"
نظر إليها قائلاً ببرود :"لا... لا ألاحظ"
أبتسمت من لهجته الصبيانية قائلة:"يجب أن تراعي هذه الأمور أمام الأولاد"
قال لها مُتهكماً :"أتزوجك أولاً وبعدها أراعي كما تريدين.."
قالت له بجدية:"تيمور أنا أري أن عقد القران الآن خطوة مُتسرعة لما لا ننتظر قليلاً"
قال لها بلهجة خطرة:"ننتظر ماذا؟ ألم يقل أمامك فادي أن الوضع لن يكون لطيفاً حين نخرج معا دون زواج ؟" قالت له موضحة:"أنا أقصد أننا نوتر الأولاد حالياً بهذه الخطوة لو ننتظر فترة حتي لايشعرون أنه ما أن نطقوا بالموافقة تزوجنا نحن"
قال لها ليقنعها:"فريدة لو خُطبنا عام موقفهم سيظل كما هو...هم يحتاجون لأن يعتادوا علي وجودنا معا ولن يعتادوا إلا بتواجدنا الفعلي في حياة بعض...ثم هل تتوقعين أن يوافق عبدالرحمن علي خطبة ؟
صدقيني في سنه هذا ويغار عليك من زوج علي سنة الله ورسوله ماذا سيفعل حين يرانا معا دون رباط شرعي؟ ثم أردف بحدة:ثم بعيدا عن كل ذلك أنا لاأستطيع الأنتظار أكثر من ذلك يافريدة لنا أشهر علي هذا الوضع لقد تعبت حقاً لما لاتشعري بي؟رفع عينيه للسماء ثم هدأت حدة صوته وقال لها فريدة..."
قالت له ببراءة وهي لا تعرف لماذا يحتد هكذا:"نعم"
قال لنفسه بصوت مسموع:"ماذا أقول لها هذه..."
قالت له بحيرة:"تيمورماذا بك؟"
صمت قليلاً وهو يشيح بوجهه بعيداً ثم فتح هاتفه ووضع به سماعات الأذن ووضع جهة في أذنه وجهة أعطاها لها لتضعها في أذنها قائلاً:"أستمعي إلي هذا "
مالت برأسها تجاهه حتي تستمع ومال تجاهها حتي كاد أن يستند بجبهته علي رأسها وانسابت الكلمات الي آذانهما بنعومة:"

ياناراً تجتاح كياني.... يافرحاً يطرد أحزاني
ياجسداً يقطع مثل السيف ويضرب مثل البركان
ياوجهاً يعبق مثل حقول الورد ويركض نحوي ك حصان
قولي لي ..قولي لي.. كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
قولي لي... ماذا أفعل فيكِ أنا في حالة أدمان
قولي مالحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان...


أنتهي المقطع القصير فنزع السماعة عن أذنها قائلاً وهو ينظر إلي عينيها:"قولي مالحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان...هل يوجد حل غير الزواج؟؟"
أندفعت الدماء إلي وجهها وتضرج باللون الأحمر القاني لم تتصور أن يكون وقحاً ويتحدث معها هكذا أخفضت وجهها أرضاً فتنهد قائلاً بتهكم:"هل عرفتي الآن يا مُتعلمة ياربيبة المدارس لماذا أتعجل؟"
زمت شفتيها ولم ترد عليه خجلاً فقال لها بصوت دافئ :"فريدة أرفعي وجهك إلي"
رفعت وجهها إليه ببطء فأشفق عليها وهو يشعر بأحراجها وأرتباكها وهو يراها تتهرب من عينيه فقال لها بصوته الدافيء :"أحبك أنا ..."
قالت له وهي تتعلق بعينيه :"وأنا أحبك"
حين تتهرب من نظرة عينيه هذا لأنها تعلم أنها ما أن تتعلق عينيها بعينيه حتي تغرق فيهما والهرب منهما في هذه الحالة نجاة ...
نسي كل منهما الأولاد الذين تدور بهم اللعبة ببطء وخرجا خارج حدود الزمان والمكان
الصمت يشملهما ولكن هناك لغة أعمق يتواصلان بها ..لغة العيون ....
حتي أنهما لم ينتبها إلي من تنظر إليهما من علي بعد وتُخرِج هاتفها وتُثبت الكاميرا علي وجهيهما وتقوم بالتقريب حتي تلتقط لهما صورة


يتبع

****************

noor elhuda likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 02:38 PM   #527

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد أن صعدا معا الي عيادة الطبيب ووجدا أن أمامهما مالايقل عن ساعة حتي موعد الإستشارة الخاصة بعبد الله حتي قال لها الأخير:"نسمة أنا لن أستطيع المكوث كل هذا الوقت هنا تعالي ننزل لنتمشي قليلاً إلي أن يأتي موعدنا..."
فمنذ اليوم الذي أكلا فيه بالخارج وهو مريض وفي اليوم التالي ألحت عليه في الذهاب إلي الطبيب وها هو موعد الاستشارة
قالت له وهي تمسد علي ذراعه بشكل عفوي:"هل تستطيع السير..."
إبتسم لها إبتسامة صغيرة قائلاً :"نعم لاتقلقي معدتي هي التي تؤلمني لا قدمي..."
إبتسمت له وأحاطت ذراعه بذراعيها حتي تسنده ....
وإدعي هو أنه بالفعل يستند عليها وخرجا معا إلي الشارع الواسع الذي يقع فيه منزلهما وتقع فيه عيادة الطبيب...و تصطف علي يمينه ويساره المحلات التجارية
قال لها وهما يسيران معا تحيط ذراعه بكلتا يديها:" أعشق حينا هذا ولا أتخيل أن أغادره يوماً ...ثم أردف وهو ينظر إلي كل شيء حوله بشغف كأنه يراه لأول مرة:لا أعرف كيف يستطيع عمر العيش بعيداً عن هنا ..."
قالت له وهي تتطلع إلى جانب وجهه :"أنا مثلك أحب حينا جدا وأري إنه من الأحياء العريقة..."
كان يرتدي بنطال رياضي أنيق وفوقه تيشيرت رياضي وكانت تشعر وهي تنظر إليه بمظهره هذا
بالبساطة .....
تشعر أنه علي طبيعته أكثر..... تشعر أن وضعه كأستاذ جامعي إلي جانب حياته الأسرية الغير مُستقرة الفترة السابقة جعلته يبني جداراً صلباً بينه وبين الناس ولكن الغريب إنها لم تشعر بذلك معه رغم الجمود الذي كانت عليه علاقتهما في بدايتها...
كان هناك شيء دائما يقول لها أنه هين لين وليس كما يدعي أو كما تظهر صورته أمام الناس....
وجدت بائع بطاطا ساخنة أمامها وكانت تشتاق إليها ولم تأكلها لها فترة فلاحظ عبدالله نظرتها فقال لها بصوت دافيء رغم خشونته :"هل تريدين منها؟"
قالت له بشهية مفتوحة وإحساس بالذنب:"صراحة أشتاق لها ولكني أخاف أن نأكل منها معاً وأنت مريض هكذا ولا تتحمل طعام الشارع.... وسأشعر بالذنب إن أكلت منها وحدي دونك....ثم أردفت وهي تشيح بوجهها بعيداً عن بائع البطاطا وتجذبه هو أيضا بعيداً :هيا ياعبد الله وسأقوم بإعدادها في البيت "
جذبها من ذراعها قائلاً وهو ينظر إلي عربة البطاطا وعينه تقفز منها القلوب:أعتقد أنها لن تصل لمستوي سامي تلوث يانسمة هاهي ثمرة البطاطا أمامنا سليمة وللتو خرجت من الفرن يعني أنها معقمة فلن يحدث شيء بأذن الله..."
قالت له وهي تنظر إليه برجاء :"عبدالله...."

بعد قليل كان يجلس بجوارها علي أحد الأرائك العمومية يعطوا ظهرهم للمحلات التجارية ووجههم للشارع المُكتظ بالناس والسيارات... يأكلان معا البطاطا الساخنة بنهم فقالت له بغموض :"هل تعلم سبب حُبي للبطاطا؟ "
قال لها وهو يُضيق عينيه:"ماذا؟"
قالت له وهي ترفع عينيها للسماء:"أنت..."
قال لها باهتمام :"كيف؟"
قالت له وهي تبتسم للذكري:"هل تتذكر حين كنت تأتي إلي عمر لتذاكرا معا أيام الجامعة....أومأ لها برأسه وهو ينصت إليها باهتمام فأكملت : في يوم كان لدينا منها وأنت وعمر كنتما تذاكران وأحضرت أمي لكما... بعدها قال عمر لأمي أنك التهمتها كلها لأنك تحبها"
قال مُتهكما وهو يبتسم للذكري :"أنا حقا أتذكر تلك الأيام ولكن لم أكن أعرف أنه بهذه الوضاعة وقال لكم أنني فعلت ذلك..."
قهقهت ضاحكة علي لهجته الصبيانية وقالت له:"ومن بعدها وكلما أتيت إلينا وكان لدينا منها كانت أمي تقدمها لك.... وأنا من وقتها أحب البطاطا "
قهقه هو الآخر ضاحكاً وأستمرا في الضحك إلي أن صمت هو وضيق عينيه مفكراً وقال لها بتساؤل:"وأنا.... منذ متي تحبينني ؟"
أبتسمت بخجل ولم ترد
فسألها بصوته الخشن الذي لايخلو من الدفء:"هل كان هناك مشاعر تجاهي من وقتها؟" ..
زفرت زفرة حارة ثم أجلت صوتها قائلة:" هناك بالطبع لحظة تتحرك فيها مشاعرنا تجاه بعض الأشخاص ولكن ليس بالشكل الذي تتصوره.."
أقترب منها بوجهه قائلاً باستفهام:"كيف؟"
قالت له بتوضيح:"يعني الحب لايبدأ بنفس القوة والثبات والنضج الذي يكون عليه بعد سنوات ولايمكن أن نطلق عليه وقتها حُباً فهو يبدأ بارتياح ويتطور إلي إعجاب إلي أن يصل إلي مراحل أعلي وهي الحب والشغف .... "
إبتسم قائلا:"لا .....أنا أريد أن أتعرف على كل مرحلة علي حدة "
قالت له باختصار:"كنت أرتاح اليك لا أكثر ولم أكن أفسر إرتياحي هذا لأي شيء أكثر من إنك صديق أخي خاصة وإنني تزوجت وأنا صغيرة وبعدها أنت أيضا تزوجت وعمر تزوج وأصبحت مقابلاتكم دائما بالخارج... حتي بعد إنفصالي ....غبت أنت عن ذهني لسنوات ....كنت فقط حين أراك مع عمر كل بضعة أشهر مرة كنت أشعر وقتها أن قلبي يبتسم ....لم تكن الإبتسامة تتجاوز قلبي ...ولم أكن أعرف لها سبباً ...إلي أن علمت بانفصالك وقتها ......"
صمتت لم تدري ماذا تقول فقال لها بنظرة مُلِحة :"أكملي...."
قالت له بخجل وهي تتهرب من عينيه :"لقد تأخرنا علي موعد الطبيب وإذا أنهي هو حالاته لن ينتظر ..."
قال لها وهو بهذا القرب منها يتشمم رائحة العود التي تنبعث منها ما أن يكون قريباً منها :"لا يهم ولكن أكملي...."
أشاحت بوجهها بعيداً .... ماذا ستقول له ..... إنه في السنوات الأخيرة قد شغفها حُباً حتي أصبحت تتبع أثره في كل مكان
هل تقول له أن المحاضرات التي كان يجلس معها في مكتبة الجامعة ليشرحها لها كانت تحفظها هي عن ظهر قلب وإن ماكان يقوله كان يذهب أدراج الرياح وهي تستمع فقط إلي صوته دون أن تدرك ماذا يقول ..
هل تقول أن جميع المؤتمرات العلمية التي كانت تحضرها داخل الجامعة لم يكن لها أهمية بالنسبة لها سوي في أنها تراه فقط وأن رسائل الماجستير والدكتوراه كانت تحضرها فقط لأنه كان عضواً في لجنه مناقشتها أو مدعوا لها وأنها لم تكن مدعوة لها كما كانت تدعي
ليس كل شيء يُقال وإلا أصبحت مثيرة للشفقة ....
أنقذها من إلحاحه لسماع الإجابة مرور سيارة بجوارهما بها بعض الشباب صِغار السن فخرج أحدهما من نافذة السيارة قائلا بتسلية وهو ينظر إلي عبدالله:" سهل الله لك ياعمنا..."وخرج آخر من النافذة الخلفية ونظر الي نسمة وأطلق صفيراً عالياً
ثم أنطلقت السيارة بسرعة الصاروخ .....
قام عبدالله صائحاً فيهم بلفظ خارج فجذبته نسمة قائلة:"ماذا ستفعل لقد إنطلقوا بعيداً...."
عاد للجلوس بجوارها بوجه مُكْفَهِر ثم عاد للنظر إليها قائلاً بضيق وهو ينظر إلي عنقها شديد البياض الذي يظهر بوضوح حيث تربط الحجاب للخلف :"أريد أن أفهم أي حجاب هذا الذي ترتديه وعنقك ظاهرة هكذا ونصف شعرك.... إما ترتدينه كما يجب وإما تنزعيه"
قالت له بذهول وهي تضع كلتا يديها على رأسها :"أين نصف شعري الذي يبدو...هما عدة شعرات علي أقصي تقدير "
قال بضيق :"نسمة أنتِ شكلك مُلفِت لابد أن تراعي ذلك..."
قالت بذهول وهي تشير إلى نفسها:"أنا شكلي مُلفِت ؟"
قال لها بضجر:"نعم ...لما الذهول؟ثم قال لها بجدية :نسمة حاولي أن تظبطي الحجاب للأمام الآن "
قالت له باستنكار:"الآن!في الشارع !"
قال لها بحزم:"لا أقول لك أنزعيه أقول لك أربطيه للأمام أريد أن أري ماشكله عليكِ؟"
فكت عقدة الوشاح من الخلف وضبطته علي الأمام دون أن يظهر شعرها ونزعت الدبوس الذي كانت تثبت به الوشاح وثبتته من الأمام ... فغطي عنقها بالكامل فنظر إليها قائلاً:"رائع.... رائع جداً ....ثم أردف بحزم :يبقي هكذا دائما...لا أريد أن أراه للخلف مرة أخرى.."
نظرت إليه بدهشة لاتعرف ماذا تقول له
رن هاتفه فنظر إلي المُتصِل وأردف قائلا:"هيا بنا لقد قلت لمساعدة الطبيب ما أن يحين الدور حتي تتصل بنا "
قالت له وهي تستقيم واقفة ولم تتخلص من ذهولها بعد :"حسنا هيا بنا "
مد اليها كفه فوضعت كفها فيه وضغط عليها هو بقوة وسارا خطوتين قبل أن يضع يده الأخري علي بطنه قائلا:"معدتي عادت لتؤلمني من جديد"
صاحت فيه بحنق:"مؤكد من البطاطا ياعبد الله لما لا تستمع إلى؟"
قال لها وهو يشعر بالألم :"يانسمة لقد سمعتي كلام الطبيب المرة السابقة أن هناك جرثومة في المعدة هي السبب فيما حدث"
قالت له باهتمام وهي تسير بجواره ببطء:"وقال أيضا أن تأكل مسلوق فقط حتي تتعافي"
شدد قبضته علي كفها وقال لها بلهجة غامضة :"حسناً سألتزم بتعليمات الطبيب فقد اشتقت حقا الي الطعام أشعر إنني جائع منذ سنوات "


يتبع


noor elhuda likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 02:46 PM   #528

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

يوم الخميس ....

وقفت فريدة أمام المرأة في غرفة تيمور في شقة الدكتور فؤاد تتأمل نفسها في فستانها الوردي الهادئ من التل المطرز من علي الصدر وباقي الفستان من التل المبطن الخالي من أي تطريز وزينة وجهها الهادئة....
هاهو المأذون علي وصول
تشعر بالتوتر والقلق والرهبة والفرح
مشاعرها مُتناقضة...
حاولت هي وهو طوال الأسبوع الماضي التقرب من الأولاد قدر المُستطاع ليحصلوا علي الأقل علي القدر الأدني من القبول لديهم...
أخذت تُعدِل وضع حجابها رغم أنه مُعدل...
هل عليها أن تشعر بالأرتياح لعدم وجود جميع الأولاد أم تحزن ؟
وهل هم سيتقبلوا أمر عدم حضورهم أم سيشعرو بعدم التقدير لهم؟ زفرت بحنق فالأمور كانت تسير كما رتبوا لها فعمر كان لديه مؤتمراً علمياً وسيسافر لا تعرف أين...وقال لأولاده أنه لن يستقبلهم هذا الأسبوع وبناءاً علي ذلك حددوا يوم الخميس لعقد القران ولكن ماحدث بالأمس غير خططهم كلها

بالأمس

جلست فريدة في غرفة المعيشة وأبناءها حولها ..الجميع يشعر بالترقب لما سيحدث في الغد
كان فادي وفدوي متواجدان معهم فقال فادي وهو ينظر إلي عبدالرحمن تحديداً:"عبووود كما أتفقنا أنت وأخوتك لن نقول أي شيء أمام والدكم حتي تنتهي الأختبارات خاصتكم"
قال عبدالرحمن بفتور:"حسناً"
فنظر فادي إلي البنتين نظرة تعني وأنتما أيضا فأومت له سمر وسهر برأسهما فقال لهم جميعاً موضحاً:"نحن سنعقد القران وستظل والدتكم معكم إلي أن ينتهي البيت الجديد الذي ستشاركون في أختياره ثم أردف وهو ينظر إلي عبدالرحمن: عبود طبعاً وارد جداً بل هو المُرجح أن يحاول والدكم حين يعرف أن يأخذكم وهنا يأتي دوركم في التمسك بالبقاء مع والدتكم و أقناعه أن راحتكم معها...
قال له عبدالرحمن بفتور:"بأذن الله"

رن هاتف فريدة فتناولته لتتفاجأ أن المتصل هو عمر...
للوهلة الأولي شعرت بالخوف أن يكون وصله خبر زواجها وشعرت بالتوتر ولكنها أستجمعت شجاعتها وأجابت قائلة:"السلام عليكم..."
قال لها عمر بنبرة هادئة:"وعليكم السلام ...كيف حالك فريدة..."
قالت له وقد أطمأنت من نبرة صوته أنه لم يعرف شيء:"الحمد لله...هل هناك شيء؟"
قال لها :"هل لابد حتي أتصل أن يكون هناك شيء؟..." أجلت صوتها قائلة:"الأولاد بجواري تريد من فيهم لتحدثه؟.."
أغمض عينيه بيأس وقال لها:"حسناً فريدة...أخبريهم أن يأتوا في الغد بعد المدرسة إلي عندي..."
أتسعت حدقتيها قائلة:"ألم تقل أنك مسافر اليوم لأن لديك مؤتمر بالغد ولن يحضروا إليك هذا الاسبوع؟؟"
قال لها وقد تفاجأ من هجومها الغير مُبرر :"المؤتمر تم تأجيله وأنا متواجد بالغد وجدتهم تريدهم هل هناك مانعاً؟؟"
لم تعرف بماذا ترد عليه فقالت له:"بأذن الله..."
أغلقت معه وقالت لهم بوجوم عما قاله فقال عبدالرحمن كمن أرتاح لطلب والده:"أعتقد أننا لو رفضنا الذهاب سيشك في الأمر ومادام فادي سيكون معك فلا يوجد مشكلة..."
صمتت فريدة لا تعرف هل عبدالرحمن يريد التهرب من الحضور وجاءته هذه الفرصة أم أنه فعلا لايريد أن يثير شك والده فقالت له:"ماذا لو أجلنا يوم أو يومين حتي تحضروا؟؟"
قال لها عبدالرحمن :"ألم تقولي بأن جدو فؤاد سيدعونا جميعاً علي الغداء بعدها بيوم يمكننا الأكتفاء بهذا اليوم" فهمت فريدة أنه حقا لايريد خاصة بعدما أشارت لها فدوي بإشارة تعني ذلك فصمتت وتركتهم يجلسون معا ودخلت غرفتها لتحدث تيمور...
جلست علي فراشها وأتصلت به فأجابها مُباشرة ولكن صوته كان مُرهقاً فقالت له:"تيمور مابك؟"
قال لها بأرهاق:"لاشيء أنا بخير..."
قالت له بقلق:"لا أشعر أن هناك شيء.."
قال ليطمئنها:"لاشيء حبيبتي أنتظر غدا بفارغ الصبر..."
قصت عليه ماحدث وقالت له تستشيره:"ما رأيك هل نؤجل عدة أيام حتي يكونوا متواجدين أنا لا أعرف أي قرار الأصح ؟"
قال لها بحزم:"لن نؤجل يوماً واحداً وكلام عبدالرحمن واضح وعليك أحترام رأيه هو لايريد أن يري هذه اللحظة وكما قلت لك سنعقد القران وفي اليوم التالي سنتجمع جميعنا عند أبي يكونوا هم أتوا من عند والدهم..."
قالت له بحيرة:"هل تري ذلك؟"
قال لها بصوت مُتعب :"لا أري غير ذلك..ثم أردف:والبنات أيضا لن يحضرن"
قالت له بارتياب:"لماذا ؟"
قال لها:"عايدة أقنعتني بأنه من الأفضل ألا يحضرن ونكتفي بتجمع يوم الجمعة فلن يكون هناك توتر بالنسبة لهن كيوم عقد القران ... هن صغيرات ماذا سيفعلن في هذا اليوم ؟وكما أتفقنا سنعقد القران وأعود إليهن حتي لايشعرن أنني أبتعدت عنهن من أول يوم لي معك " قالت له :"وهن لن يحزن من عدم حضورهن؟؟"
قال لها:"شروق وشمس ليس لديهما رغبة مُلِحة في الحضور... هكذا فهمت من عايدة... لذلك لايجب الضغط عليهما كما قالت دكتورة نادية..."
قالت له وهي تُغمِض عينيها :"حسناً تيمور أراك في الغد ؟"
قال لها :"أراك علي خير حبيبتي..."


عادت بذهنها من شرودها ووجدت أنها تقف أمام المرأة ولا تفعل شيئاً حقيقياً
لقد أنسحبت من بين الجميع ودخلت غرفة تيمور بحجة أنها تريد تعديل ملابسها و زينة وجهها ولكنها في الحقيقة كانت تشعر بالتوتر وتريد الأختلاء بنفسها حتي لايشعر بها أحد من المتواجدين ...
وهنا وهي في حجرته تحيطها رائحته وكل مايخصه تشعر بالأطمئنان قليلاً

ظلت جالسة علي طرف الفراش تفرك كفيها معا إلي أن سمعت طرقاً علي باب الغرفة رفعت عينيها إلي الباب فوجدت تيمور يدخل ويُغلق الباب خلفه
أستقامت واقفة تنظر إليه وهو بكامل أناقته كالعادة بحلة بنية اللون وتحتها قميص لبني بدون رابطة عنق ...وبرغم جاذبيته وأناقته إلا أن الأرهاق كان بادياً علي وجهه... تقدم منها مُبتسما وهو يحمل باقة ورد بنفس لون فستانها ووقف أمامها قليلاً وهو يتأمل هيئتها بفستانها وردي اللون وحذائها وحجابها بنفس اللون الرقيق وزينة وجهها الهادئة بلون الورود
كانت كلها تبدو كوردة مُزهرة فتمتم قائلاً:بسم الله ماشاء الله"
إبتسمت له إبتسامة خاصة به هو وحده... ترتسم علي وجهها تلقائياً أمامه هو فقط ...فقدم إليها باقة الورد قائلاً :"مبارك علي..."
قالت له وهي تحاول أن تخفي توترها:"مُبارك علينا" تناولت باقة الورود وأحاطتها بكفيها فأحاط هو الآخر كفيها بكفيه وقال لها بنبرة تحمل في طياتها السعادة التي تأتي بعد طول الإنتظار:"المأذون بالخارج ...مُستعدة ؟"
أومأت له برأسها وقالت:"كيف حال البنات وكيف حال شروق ؟"
قال لها وهو مازال يحيط كفيها:"بخير الحمد لله تركتهم يستعدون ليوم غد.."
قالت له بعتاب :"كنت أحضرت شيري علي الأقل.."
قال لها بجدية وهو يضغط علي كفيها معاً:"ربما هذا الأفضل لهم يافريدة ماذا سيفعلون هم في عقد القران... في الغد بأذن الله نتجمع جميعنا ويكون الجو أهدء قليلاً" زفرت بتوتر وقالت له :"حسناً هيا بنا..."
قال لها :"أنتظري قليلاً ... ثم فتح هاتفه قائلاً:هيا نأخذ صورة معا "
أقترب منها وأحاط كتفيها بذراعه فشعرت بالدفء يسري في جسدها وبدأ توترها يهدأ تدريجياً ونظرا معا إلي الكاميرا فأخذ يلتقط صورة تلو الأخري وهو يضحك بسعادة ويستند برأسه علي رأسها إلي أن سمعا طرقاً علي الباب فالتفتا ليجدا فادي يقف علي الباب ويرفع حاجباً مُستنكراً ويقول:"ماذا تفعلان؟؟"
أبتسم تيمور قائلاً:"كنا نلتقط بعض الصور..."
قال له بتهكم وهو يقترب منهما:"تلتقطان الصور والجميع ينتظروكم بالخارج.."
قال تيمور:"هل أنهي المأذون أجراءاته؟.."
قال فادي:"نعم ...ويريدكما "
قال تيمور لفريدة:"هيا بنا..."
نظر فادي إلي تيمور الذي كان يهم بالخروج ووضع يده علي ذراعه وقال له بصوت مُنخفض متأثر:"دكتور تيمور...فريدة أمانة لديك حافظ عليها .."
أستدار تيمور اليه ووقف في مواجهته قائلاً :"أولاً أنا تيمور فقط وأنت مثل شهاب و أياد فلا تقل لي دكتور مرة أخري...ثانيا فريدة في قلبي وفي عيوني لا تقلق .."
ربت فادي علي كتفه وهومازال يشعر بالتأثر والقلق ومزيج من المشاعر المُتضاربة..
قال له تيمور وهو يشير إلي الخارج:"هيا بنا ألم تقل إنهم ينتظروننا"
أومأ له فادي برأسه فبسط تيمور كفه في الهواء أمام فريدة فوضعت راحتها في كفه فضمها بقوة ...
نظر فادي إليهما بصمت فبسطت هي الأخري كفها أمام فادي فوضع هو الآخر كفه في كفها وخرج ثلاثتهم للخارج معا تتوسطهم فريدة التي تفاجأت من عدد الحضور فهي حين دلفت إلي الحجرة لم يكن موجوداً سوي الدكتور فؤاد وأخوتها ورنا وزوجها وكرم أبن خالها الذي حين علم بأمرعقد قرانها أصر أن يأتي ويكون أحد الشهود ....
أما الان فهي تجد وليد وزوجته وشهاب وأياد وماهر وماريان والحاجة تهاني وبعض أصدقاء تيمور المُقربين من الاطباء في المشفي ...وشادية التي دعتها فريدة لأنها تعرف جيداً مقدار حبها لها
جذبها تيمور من يدها لتجلس بجواره فقد كان المأذون يجلس علي الأريكة وطلب من فادي وتيمور الجلوس علي يمينه ويساره بينما يجلس أبن خالها ووليد كشهود بجوار فادي من الجهة الأخري فجذب تيمور فريدة لتجلس علي المقعد المجاور له ولم يترك يدها بل ظلت في يده..ووقفت بجوارها فدوي وماريان ورنا وشادية ..
مد تيمور يده كما طلب منه المأذون لفادي وأخذ كل منهما يردد ما يقوله لهما المأذون ....
نظرت فدوي إلي فريدة بتأثر وأخذت تربت علي كفها فقد كانت فريدة ترتجف داخلياً من كثرة التأثر وكان تيمور يضغط علي كفها الآخر يدعمها وهو يشعر بكل ما تشعر به...
كانت مشاعرها مُتضاربة مابين الخوف والسعادة والتوتر والفرح ...

أن تدعوالله دعوة صادقة أو تتمني أمنية مستحيلة وفجأة تجدها تتحقق أمام عينيك فإن هذا يجعلك في حالة من عدم التصديق...أن تتمني شيئاً من باب التمني فقط ليس أكثر وتعلم أنه بعيد بُعد السماء وتجده يتحقق أمام عينيك وقتها تتداخل كل المشاعر في بعضها وتنتج هذه الحالة من الصخب الداخلي
وهاهي تستمع إلي الجملة الأخيرة للمأذون:"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" وهي لاتصدق أن كل شيء تم بالفعل ...
أطلقت شادية الزغاريد ما أن أنهي المأذون وتبعتها رنا ..وما أن ترك تيمور يد فادي حتي إستقام واقفاً وضمها إليه بقوة وقبل رأسها بحرارة...ومع أول ضمة إلي صدره شعرت بأرتجافة لذيذة تسري في أوصالها ولكن سرعان ما أبعدها عنه بصعوبة فالمكان مُكتظ بالحضور والعيون عليهم فاكتفي بمباركة سريعة ...
وما أن تركها حتي أحتضنتها فدوي ومن بعدها رنا وماريان وشادية وتقدمت منها زوجة وليد وباركت لها
أما تيمور فأخذ يُصافح جميع زملاؤه ويتلقي منهم المباركات ...
تقدمت فريدة من الدكتور فؤاد الذي يجلس علي مقعد قريب منها بجوار الحاجة تهاني يشاهد مايحدث بتأثر وما أن تقدمت منه حتي أستقام وضمها إليه في حضن أبوي خالصاً وأخذ يُربت علي كتفها قائلاً:"لا تتصورين مدي سعادتي.."
قالت له بتأثر:"أعلم ياحبيبي ...أعلم"
تقدم منها كرم أبن خالها... الرجل الأربعيني الذي يُذكرها بخالها رحمه الله مُهنئاً وقال لها:"مبارك عليك...أنا سعيد لأجلك يافريدة وزوجك يبدو من بيت طيب عسي الله أن يعوضك به عن كل شيء"
قالت له بسعادة:"هو بالفعل كذلك... وأشكرك علي حضورك أشعر أنني رأيت خالي أمامي"
قال لها بتأثر:"رحمه الله هو وعمتي وأمي...وكما كان أبي رحمه الله وكيلاً لكِ من قبل أصريت أن أكون شاهداً لك اليوم"
قالت له بتأثر:"أشكرك "
تركها بعد أن صافح الدكتور فؤاد مُهنئاً وعاد إلي حيث يقف فادي في حين تقدم شهاب إليها مُصافحاً وقال لها:"مبارك يافريدة...رودينا تعتذر عن عدم الحضور ولكن ستأتي في الغد بأذن الله"
قالت له بابتسامة عذبة:"بارك الله لك..وبأذن الله أنتظركم غداً"
تبعه إياد قائلاً بمرح:"مبارك لك يافريدة ...ونورين أيضا تبارك لك وستأتي غداً"
قالت له بابتسامة مُجاملة:"بارك الله لك سأنتظركم جميعاً بأذن الله"

أنهي تيمور مُصافحة الجميع فقال لشهاب:"شهاب من فضلك أصطحب المأذون إلي الخارج فخرج شهاب بالفعل معه وتقدم وليد ومعه زوجته ليصافح فريدة قائلاً بابتسامة مرحة:"مبارك يامدام فريدة ... أسالي تيمور كنت دائما أقول له إنكِ أنسب أمرأة له..."
نظر إليه تيمور باستنكار ورفع حاجباً واحداً قائلاً له بهمس :"هل تقسم علي ذلك؟"
قالت فريدة بتهكم:"بالطبع يادكتور وليد أعرف ذلك من يوم عصير الليمون "
قهقهوا جميعاً ضاحكين وقال وليد:"لا يكن قلبك أسوداً" في حين تقدم فادي من فريدة وأحتضنها بقوة قائلاً:"مبارك عليكِ حبيبتي..."
قالت له بتأثر:بارك الله لك يافادي ...ثم أقتربت من أذنه قائلة بمزاح لم يسمعه غيرهما:أنا سعيدة أنني تزوجت للمرة الثانية حتي تكون أنت وكيلي... أعرف أن هذا الأمر كان يؤرقك قديماً..."
قبل رأسها وقال لها بهمس :"هل أنتِ متأكدة أنك لاتريدين حفلا كبيراً...نحن مازلنا نستطيع أن نقيم حفلاً كبيراً يافريدة لا أريد أن يكون في نفسك حاجة لشيء ...ثم أردف بشفقة:أنتِ لم تقيمي حفلاً في المرة الأولي" ربتت علي كتفه قائلة بابتسامة جميلة:"صدقني أنا لا أريد أنت تعلم لا أحب الصخب ...ثم أننا لسنا صغاراً كما أن هذا غير مناسب في ظل وجود الأولاد يافادي لاتنسي هذا الأمر "
ربت علي كتفها فجاء تيمور من خلف فادي وقال له بمشاكسة:"ماذا تقول لزوجتي؟"
قال له فادي بتهكم:"أقول لها إن فعل معكِ أي شيء بيت شقيقك مفتوح لكِ.."

قهقه تيمور ضاحكاً ووضع يده في يدها قائلاً له:"من هذه الجهة أطمئن لن يحدث أبداً ثم جذبها وقال له:الجميع يريدون إلتقاط الصور معنا"
قال فادي بشرود بصوت لم يسمعه غيره:"أتمني ...أتمني ألا يحدث أبداً..."
جلست فريدة بجوار تيمور علي الأريكة حتي يلتقطون لهما صوراً مع جميع الحضور ...فقال تيمور وهو يضرب علي جبهته:"أنتظروا قبل التصوير ثم نظر إلي فريدة قائلاً:لم ترتدي شبكتك "
ثم أخرج علبة مخملية من اللون الأزرق فتحها لتنطلق الزغاريد من حولهما مرة أخري فأخرج المحبس وتناول كفها الأيسر ووضعه في بنصرها وفوقه الخاتم ذو الفص الرقيق ثم تناول الإسورة وأحاط بها معصمها وأغلقها بإحكام فقال وليد مُمازِحاً:"أنت بذلك تقيدها من كل الجهات"
أعطاها تيمور محبسه الفضي فتناولته منه ووضعته في أصبعه فقال لوليد بسعادة:"وهاهي تُقيدني هي الأخري " ضحكوا جميعاً ثم بدأوا في التقاط الصور مع تيمور وفريدة في الوقت الذي دخلت فيه شادية إلي المطبخ حتي تحضر العصائر والحلويات والمياه المعدنية للضيوف وفي خلال الساعة كان الجميع ينصرفوا واحداً تلو الأخر وكانت رنا وزوجها أخر من أنصرفوا ولم تكن تسنت لفريدة فرصة تعريف عصام علي تيمور فقالت له وهي تقدمه له:"تيمور هذا عصام زوج رنا..."
صافحه تيمور بمودة فقال عصام وهو يُشدد علي يده مُصافحاً:"بارك الله لكما..."
قال تيمور بابتسامة مُجاملة:"أشكرك ..وبأذن الله يكون لنا لقاء آخر فزوجتينا لا تنفصلان..."
قال عصام مؤكداً:"بأذن الله..."
تبادلا بعض المجاملات معا في الوقت الذي قالت فيه رنا لفريدة بهمس:"هل تتذكرين يوم رأيته أول مرة في المشفي ؟قالت فريدة :نعم... فأردفت رنا مٌتهكمة:وكنتِ تقولين لي ما أن قلت لكِ أنه مميزاً مادخلي به هل سأتزوجه...أبتسمت فريدة ضاحكة فقرصتها رنا من ذراعها قائلة بمزاح:ياكاذبة ها أنتِ تزوجتيه"
قهقت الصديقتان بصوت عالي فضمتها رنا بحب قبل أن تنصرف مع زوجها
فتبعتهم الحاجة تهاني التي باركت لفريدة وقبلتها وباركت لتيموروقبلته فهي كانت سعيدة لسعادتهما
وبقي تيمور وفريدة وفدوي وإياد والدكتور فؤاد
جاء إياد بجوار تيمور وقال له بهدوء :"تيمور شروق مرضت قليلاً وخالتي عايدة أخذتها إلي المشفي وشهاب ذهب اليهم"
نظر اليه تيمور بهلع قائلاً:"متي حدث ذلك؟"
قال إياد :"حين خرج شهاب مع المأذون كلمته خالتي وأُقسم لك أنه قال أنه شيء بسيط ولكن تعرف خالتك قلوقة وأخذت البنت إلي المشفي وشهاب طمئنني"
جاءت فريدة ووقفت بجواره فقال لها بقلق:"فريدة سأذهب أنا للمشفي فكما سمعتِ شروق مريضة"
قالت له وقد أنتقل اليها قلقه وشحب وجهها :"أنتظر وسأأتي معك"
قال لها :"لالا أبقي أنتي هنا وأنا سأتصل بك لأطمئنك"
لم يعطيها فرصة للأعتراض وخرج معه أياد فلحق به فادي قائلاً:"أنتظر سأأتي معك"
قال تيمور بحزم:"بل أجلس مع فريدة ولا تتركها ألا تري كيف يرتعش جسدها"
يتبع



noor elhuda likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 02:52 PM   #529

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعتين

جلست فريدة بجوار الدكتور فؤاد وأمامها يجلس فادي وفدوي جميعهم يشعرون بالقلق إلي أن رن هاتف فريدة فأجابت بسرعة:"أهلا طنط عايدة طمأنيني"
قالت لها عايدة من علي الطرف الآخر:"حبيبتي لاشيء الحمد لله هي بخير غالباً من كثرة التوتر والضغط حدث التهاب في القولون... كانت تصرخ ولم أعرف كيف أتصرف فنزلت بها الي المشفي"
قالت لها فريدة بقلق:"والآن كيف حالها؟"
قالت لها لتطمئنها:"أسعفوها في المشفي وستخرج صباحاً بأذن الله وأنا أخذت البنات وفي طريقي إلي المنزل الآن مع شهاب وتركت تيمور وإياد معها"
قالت لها فريدة بارتياح:"الحمد لله أنكِ طمأنتيني"
أغلقت معها وطمأنت الجميع
فقال فادي لفريدة :"ماذا ستفعلين الليلة نبيت معك أم تأتين معنا إلي البيت"
قال فؤاد بسرعة:"ستبيت معي هنا ...مارأيك يافريدة؟" قالت له :"حسناً أبي ..."
قال فادي للدكتور فؤاد:"هل سيتم تأجيل موعد الغد ليوم آخر؟"
قال له :"لا حبيبي كما هو ...تيمور حين حدثني قال أن البنت بخير وكانت ستخرج اليوم ولكنه يريد الإطمئنان عليها أكثر وإخضاعها لبعض الفحوص..."

كان فادي وفدوي يحتاجان إلي الذهاب إلي بيتهما فهما لهما فترة عند فريدة ويريدان أن يحضرا ملابس لهما وفي نفس الوقت غير مُعتاد أن يتركها مع تيمور أو والده... شعرت فريدة بتردده فاقتربت منه قائلة له بصوت مُنخفض:"لا تقلق يافادي...تيمور الآن أصبح زوجي وهذا بيتي..."
ربت علي كتفها قائلاً:"حسناً حبيبتي "
خرجت معهم لتودعهم عند الباب فقال لها وهو يتوجس من ردها:"فريدة ...أفكر في دعوة أماني إلي الغداء هنا في الغد مارأيك ؟.. أري إنها مناسبة جيدة..."
قالت له دون تفكير:"لايوجد مشكلة ...هي فعلا مناسبة جيدة وفرصة أن تري الجميع"
إبتسم لها شاكراً في حين ألتفت إلي فدوي قائلاً:"مارأيك لو تقومي بدعوة سامر أيضا..."
نظرت إليه مُتفاجئة وقالت بتوتر:"حقاً؟؟"
أبتسم قائلاً :"لقد سألت عليه وبحثت جيداً فيما قلتيه ...نظرت إليه بتوتر فأردف:الجميع أجمعوا علي أنه ووالدته وأخوته سيرتهم حسنة ووالده أيضا يقولون أنه كان رجلاً طيباً ولكنه وقع ضحية عملية نصب من شريكه ..."
قالت له بتوجس:"أذن ليس لديك اعتراض عليه؟"
قال لها:"أريد أن أراه يافدوي قبل أن نحدد لهم موعداً في المنزل لذلك أقترح أن تدعيه غداً...ثم نظر إلي فريدة قائلاً:هل تستأذنين الدكتور فؤاد أولاً قبل أن ندعو سامر وأماني"
قالت له بجدية:"الأمر لايستدعي يافادي هم ضيوفنا ومُرحب بهم بالطبع ..ثم نظرت إلي فدوي قائلة:حدثي سامر إذن حتي يرتب نفسه.."
شعرت فدوي بالحماس يدب فجأة في جسدها وقالت لها:"حسنا سأفعل ذلك" في حين ربتت فريدة علي ذراعها وهي تبتسم لها ....

بعد أن أنصرفوا جلست فريدة بجوار الدكتور فؤاد علي الأريكة فقال لها بارتياح:"أنا اليوم فقط أطمأننت عليكِ ..ثم أردف بحنان :هل تعرفين... لا أقول لكِ ذلك لأن تيمور أبني ولكنك فعلا أخذتي أحن أبنائي وأقربهم لقلبي "
قالت له بابتسامة جميلة:"أعرف أبي أنا لم أجد في حياتي رجل مثل تيمور "
ربت علي كتفها وأخذهما الحديث كالمعتاد الي أن تجاوزت الساعة التاسعة فقال لها فؤاد:"أنا أريد أن أنام ماذا ستفعلين أنتِ ؟.."
نظرت في ساعتها وقالت له:"الوقت مازال مُبكراً..أنا أريد أن أذهب لأطمئن علي شروق .أشعر أن تيمور لايريدني أن أعرف حالتها حتي لا أتوتر كما تري لم يقل لي إلا كلمات مٌقتضبة ...وليس من اللائق أن تدخل المشفي ولا أسأل عنها.."
قال لها متسائلاً:"تيمور يعرف أنك ستذهبين"
قالت له مُمازحة:"لا... لا يعلم ولكني سأفعل مثل أي زوجة أصيلة وأفاجأه وأضعه أمام الأمر الواقع"
أبتسم قائلاً لها :"حسنا ًحبيبتي ولكن لا تتأخري في العودة فأنتِ بمفردك..."
قالت له:"لا تقلق...معي سيارتي والمسافة قريبة"
قال لها :"حسنا حبيبتي ...ومعك المفاتيح وقت أن تأتي أفتحي مُباشرة"
أستقامت واقفة وأخذت هاتفها وحقيبتها الصغيرة المصنوعة من نفس قماش فستانها وأتجهت إلي شقتها أولاً حتي تبدل ملابسها إلي ملابس مُناسبة للمشفي فارتدت فستان بسيط أسود اللون بكمين من الشيفون ومطبوع عليهما وروداً صغيرة وانتقت حجاباً هاديء بنفس درجة لون الورود .....

بعد أقل من ساعة

كان يجلس في الغُرفة المُلحقة بغرفة شروق بعد أن إنصرفت خالته والبنات وإياد وشهاب وغفت البنت قليلاً بعد أن أخذت أدويتها ...
تناول هاتفه حتي يتصل بفريدة وما أن فتحه حتي وجدها هي تتصل به..
أجاب قائلاً وهو يستند علي ظهر الأريكة :"إن قلت لكِ إنني كنت للتو سأتصل بك تصدقيني؟"
قالت له وهي تسير في الرواق تبحث بعينيها عن رقم الغرفة:"نعم حبيبي أصدقك...كيف هي شروق ؟"
قال لها :"بخير الحمد لله أنتهي المغص وأصبحت بخير
قالت له :"الحمد لله"
قال لها :"لم يخطر ببالي أنني سأتركك في يوم كهذا"
قالت له وهي تتوقف أمام باب الغرفة:"تيمور المُفترض أن نكون أنا وأنت معها الآن ...إفتح باب الغرفة"
نظر إلي باب الغرفة وسمع طرقاً مُنخفضاً جداً كنقر الفراشات فاستقام وتقدم تجاه الباب وهو يقول لها:"كيف سمعتي الطرق قبل أن أسمعه أن..."
توقفت الكلمات علي شفتيه وهو يفتح الباب ليجدها أمامه ....
نظر اليها ثم نظر إلي الهاتف في حين أغلقت هي الهاتف ووضعته في حقيبتها وابتسمت له قائلة:"جئت لأطمئن علي شروق...لايصح أن تدخل المشفي ولا أكون معها.."
أستوعب أخيراً أنها تقف أمامه فبسط يده أمامها لتضع كفها في كفه وما أن قبض علي كفها حتي جذبها بقوة إلي الداخل وأغلق الباب ولم تكد تستفيق من ذهولها مما فعله حتي وجدته يحيط خصرها بذراعيه ويضمها إليه بقوة ويلصقها به...وما أن شعرت به قريباً جداً ورائحته تتسلل إلي رئتيها حتي شعرت برجفة تسري في جسدها كله فلامست كتفيه بكفيها قائلة بتوتر:"تيمور ....البنت "
همس في أذنها بصوت مبحوح:"نائمة..."
شعر بانتفاضة جسدها فضمها إليه أكثر وأخذ يُمسد علي ظهرها بهدوء وبطء صعوداً وهبوطاً وهو يشعر بتعب الأيام والشهور الماضية يزول مع أول لمسة لهما
أما هي فشعرت أن قلبها يكاد أن يقفز من صدرها من فرط المشاعر
بعد أن شعر بها تستكين بين ذراعيه أسند جسدها علي الحائط خلفها وهو يحيط خصرها بذراع واحد بقوة ويرفع وجهها إليه بأطراف أنامله ونظر إلي عينيها التي تتسع أمامه وهو لايصدق أنها بالفعل أمامه
أما هي فذابت أمام نظرة عينيه وما أن مال بوجهه علي وجهها ولامس شفتيها حتي أسبلت أهدابها تلقائياً لتشعر بطاقة من الدفء تشملها ولم تجد سوي الأستسلام له وهو يجرفها معه بعيداً عن حدود المكان...
لم تدري كم مر من الوقت
إلي أن أبتعد عنها قليلاً فشعرت بهالة الدفء التي كانت تحيطها تنحسرعنها ففتحت عينيها قليلاً لتراه ينظر اليها نظرة حارقة ليميل عليها مرة أخري في قبلة أكثرعُمقاً لتشعر أنها سقطت في بئر عميقة ولم تعد تشعر بما حولها....
كانت تشعر بالاشتياق اليه وبالخجل في نفس الوقت ولكن اشتياقها غلب خجلها بعد أن أصبح حلالها فتشبث في كتفيه بكفيها كأنها بالفعل تسقط في بئر وتشبثها به فيه نجاتها...
أما هو فشعر أنه كان مُسافراً وعاد أخيراً إلي وطنه ...شعر بثورة هائلة في مشاعره من لمستها التي اشتاق إليها وحَلُم بها ليال طويلة
كان يحيطها بذراعيه بقوة ..وامتزاج أنفاسهما معا يُسكِره
ربما الأحداث الأخيرة جعلته دائم الخوف أن يفقدها ...ولكن هاهي أخيراً بين ذراعيه ومازال يخشي أن يفقدها ...يشعر أنه يريد أن يضعها بجوار قلبه حتي يطمئن ... ومابين مشاعره الجامحة ومشاعرها الخجلة مضي الوقت وهما لايعرفان هل مرت دقائق... أم ساعات... وهما في وقفتهما هذه مُنفصلان عما حولهما لايقطع الصمت حولهما إلا صوته الهامس بأسمها
إلي أن سمعت صوتاً بعيداً يخترق أذنها :"أبي....أبي..." شعرت فجأة بالبرودة تحيطها وهو يبتعد عنها قليلاً قائلاً في أذنها بصوت مبحوح :"شروق تنادي...."
دفعته برفق وخجل وهي تشيح بوجهها بعيداً وقالت له بصوت مٌتقطع :"هيا لندخل إليها...."
أبتعد عنها بصعوبة بالغة وجذبها من يدها قائلاً:"هيا ..."
دخلا معا إليها فتقدمت منها فريدة وقبلت رأسها قائلة :"ألف سلامة عليكِ حبيبتي...ماذا حدث لك؟؟"
نظرت شروق إلي فريدة وقالت لها بعيون دامعة :"لا أعرف..."
همست في أذن شروق قائلة:"ألم أقل لكِ إذا كان الأمر سيؤذيكِ لن نفعله...."
قالت شروق :"أنا أريد لكما السعادة ولكني لا أعرف لما يحدث هذا ...يحدث رغما ًعني ...سالت دموعها فأردفت بضعف:الدموع تتساقط وحدها صدقيني" أنفجرت فريدة في البكاء وضمتها إليها بحنان أما تيمور فكان ينظر اليهما ويشعر أنه يتمزق ...
للتو كان يشعر بأنه دخل الجنة معها والآن دموع شروق تمزق قلبه فاقترب منها من الجهة الأخري للفراش ووضع يده علي رأسها قائلاً :"حبيبتي لابد أن تأكلي شيئاً خفيفاً الطبيب قال أنكِ ليس بك أي شيء "
ساعدها حتي أستقامت جالسة وأحضر لها بعض الأطعمة الخفيفة والعصائر وجلس بجوارها يطعمها بيده وفريدة تنظر إليه وهي تُشفق عليه...وما أن أنهت طعامها حتي دخل الطبيب ليطمئن عليها فأنتحي به تيمور جانباً ليسأله عن حالتها فقال له:"هي ليس بها أي شيء عضوي وتستطيع أن تخرج صباحاً علي أقصي تقدير... غالباً السبب نفسي وأنا سأكتب لها علاجاً تستمر عليه لفترة سيساعد معدتها علي التحسن"
شكره تيمور وانصرف الطبيب ودخلت الممرضة أعطتها الأدوية وقالت لتيمور باهتمام :"أنا أعطيتها الأدوية الخاصة بها ولن تأخذ أي شيء أخر هذه الليلة وهي غالباً ستنام بعد قليل فالأدوية ستجعلها تنام لترتاح جيداً"
شكرها تيمور ثم أنصرفت... وطوال الوقت وفريدة تجلس بجوارها تمسد علي كفيها ...
جلس تيمور بجوارها وأخذ يمسد هو الآخر علي شعرها ويتحدث معها حتي يشغلها عن أي تفكير أخر ويقص علي فريدة مواقف لشروق وهي صغيرة جعلت شروق نفسها تضحك علي بعض المواقف.....
كانت تنظر إلي فريدة وهي تعترف لنفسها أنها ليست سيئة ولكن مايحدث لها يحدث رغم عنها إلي أن أغمضت جفنيها وهم يتحدثون وذهبت في سُبات عميق....
نظرت فريدة إلي تيمور وإلي ملامحه المُتعبة قائلة:"أنت مُرهق جداً يجب أن تنام قليلاً..."
نظر إليها وجفنيه يكادان يسقطا رغما عنه ولكنه أغلق المِصباح العالي الذي فوق رأس شروق وأبقي فقط علي المِصباح الجانبي الهاديء وجذبها من يدها وهو يشير للخارج قائلاً:"تعالي إلي الخارج حتي لانزعجها"
سارت بجواره إلي أن خرجا إلي الصالة الخارجية المُلحقة بالغرفة فقالت له بحنان :"أنت لابد أن تنام وأنا لابد أن أمشي"
قال لها بصوت ضائع :"تمشي إلي أين يافريدة أنا مُتعب جداً"
قالت له موضحة:" أنا معي سيارتي لاتقلق"
جذبها من يدها إلي الأريكة برفق حتي جلست فجلس بجوارها قائلاً بصوت ضائع:" أبقِ معي هذه الليلة أليس أبناءك ليسوا بالبيت؟"
قالت له :"نعم..."
فمال عليها فجأة ووضع رأسه في حجرها ومدد جسده كله علي الأريكة...أجفلت مما فعل ولم تنطق فعدل هو وضع رأسه ونام علي ظهره وهو ينظر إليها بابتسامة مُرهقة قائلاً:"لي يومين لم أنم.."
قالت له بشفقة :"حبيبي كان من الممكن أن نؤجل مادامت الأمور غير مستقرة "
قال لها بجدية:"إن لم نعقد القران اليوم لم نكن لنعقده.." قالت له باستفهام:"لماذا تقول هذا؟"
قال لها وهو يمط شفتيه:"لا أعرف هذا كان شعوري ....ثم أردف مُبتسماً:المهم أننا عقدناه وأصبحتِ زوجتي ثم أخرج من جيب بنطاله ورقة مطوية وفتحها قائلاً بابتسامة شاحبة:أنظري... هذه الورقة التي تثبت أنكِ زوجتي إلي أن يتم أستخراج قسيمة الزواج "
أخذت الورقة منه تقرأها برهبة وفرحة في نفس الوقت وقالت له بتأثر:"لا أصدق..."
أخذها منها وطواها مرة أخري بحرص ودسها في جيبه وتناول كفها وقبله بشغف...
كان مُتعب للغاية وكان يُغمض عينيه ثم يفتحهما مرة أخري ليتأكد من وجودها ...
شعرت بتوتره فأخذت تمسد علي شعره برقة وتتخلل أصابعها خصلاته ومسدت بكفها الأخر علي جانب وجهه ولحيته برقة مٌتناهية..
أما هو فأخذ جسده في الأسترخاء التدريجي أستجابة للمساتها الدافئة ...
لمس معصمها بأنامله برقة وقال لها وهو يغمض عينه:" هل تتذكرين يوم أن كنا في المشفي يوم عملية أبي؟"
قالت له بخفوت وهي تمسد علي جانب وجهه المليح:"نعم أتذكر جيداً"
قال لها وهو مازال يٌغمض عينيه:"ماذا شعرتي حين أقتربنا من بعض وقتها؟"
قالت له بصوت دافئ وأصابعها تتخلل شعره وتدلك رأسه برفق :"شعرت أنك أبني...شعرت أنني أريد أن أغمرك بكل ما أملكه من حنان"
قبل باطن كفها القريب من شفتيه وقال بصوت يجاهد حتي يخرج :"وشعرت أنكِ وطني.."
أخذت تدلك بأناملها علي جبهته التي يبدو من تقطيبتها مدي التعب الذي به فقال لها وهو يبتسم:"ألم أقل لكِ أن أجمل لحظاتنا ستكون في المستشفيات..."
ضحكت قائلة:"نعم أتذكر أنك قلت هذا"
همهم قائلاً شيئاً لم تفهمه قبل أن يسترخي جسده كله دفعة واحدة ... كانت الأيام الماضية كلها توتر وهو يحاول أن يحارب في كل الجهات مابين أبناؤه وأبناءها وتوتر شروق وأرقها جعله هو الآخر لاينام في محاولة منه لبث الطمأنينة في نفسها... وفريدة نفسها وقلقها الدائم ومحاولاتها للتأجيل
.ولكن الآن وقد أطمأن أنها أصبحت له وهاهي الآن معه يتوسد حجرها
ويحيطه دفئها
ويشم رائحتها
ويلمس يدها ويشعر بدفئهما علي جسده فسمح لنفسه أن يسقط في هوة عميقة ليرتاح جسده وعقله
ولكن كان هناك جزء من الوعي يجعله يتمسك بكفها بشكل لا أرادي ....
أما هي فأخذت تتأمل ملامحه بحرية وتذكرت بخجل المشاعر التي أجتاحتها منذ قليل...
فهاهو يوقظ فيها مشاعر قد نسيتها منذ سنوات ...
ليس فقط منذ طلاقها...لا .....قبلها بسنوات .....
كانت هناك مشاعر قد نسيتها مابين إنشغال عنها ومابين أهمال....
ولكن يبدو أن عوض الله سيمحي مُر ما رأت في حياتها ...وأنه آن الأوان أن ترتشف من السعادة حد الأرتواء وأن تصل إلي الرضا حد الإكتفاء


نهاية الفصل الثامن عشر




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 03:15 PM   #530

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

مبروووووك.. أخيرا تيمور وفريدة اتجوزوا 💃💃💃💃
على رأي تيمور لو ما كانوش عقدوا اليوم ما كانوش هيتجوزوا أبدا .
فصل حلو يا هبة.. تسلم ايدك 😍


zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.