آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          7 - فتاة الأمس - فيوليت وينسير - ع.ج** (الكاتـب : حنا - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-20, 02:06 PM   #601

salwa habiba

? العضوٌ??? » 373569
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » salwa habiba is on a distinguished road
افتراضي


الفصل هينزل امتى ؟

salwa habiba غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 02:50 PM   #602

امال ابراهيم ابوخليل
 
الصورة الرمزية امال ابراهيم ابوخليل

? العضوٌ??? » 383503
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 328
?  نُقآطِيْ » امال ابراهيم ابوخليل is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور لفصل اليوم⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

امال ابراهيم ابوخليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 02:51 PM   #603

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير الفصل هينزل بأذن الله حالا

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 02:55 PM   #604

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر

كفراشة رقيقة تُحَلِق بين الزهور شعرت بنفسها...
روحها خفيفة ...
وقلبها يُرفرف...
لمساته تُداعب بشرتها برقة...
والدفء يسري بأوصالها...
اللون الوردي فقط هو ما تشعر به حولها والقلوب تقفز من كل مكان ونسمات الهواء المُنعشة تحيطهما ...
وأنفاسه العطرة تلفح بشرتها فتسقط في هوة سحيقة لكنها لذيذة لاتريد الخروج منها لولا توالي صوت الإشعارات السخيفة التي تصدرعن هاتفها والذي جعلها تفتح عينيها أخيراً فنظرت إلي سقف حُجرتها
وهي تفكر في الحلم الذي كانت تحلم به...
وضعت كفيها علي وجهها قائلة لنفسها بخجل:"ولكنه لم يكن حُلماً... كان إستعادة لأحداث الأمس... "
رن هاتفها بجوارها فالتقطته لتجده تيمور فردت عليه قائلة بصوت مُسترخي يحمل الكثير من الخمول:"صباح الخير..."
قال لها ضاحكاً:"صباح الخير والعصر أقترب علي الأذان..."
قالت بصوت هامس:"ماذا أفعل وأنا لم أنم طوال الليل..." قال لها بابتسامة راضية وهو يقف أمام مرأة غُرفته يُصفف شعره :"أنا لم أنم منذ سنوات كما نمت اليوم.." قالت له بحنو هامس:"نوم العافية حبيبي..."
قال لها مُشاكساً:"ولكن يبدو أنني لن أرتاح إلا في هذه النومة ...فهل أنتِ مُستعدة ؟"
قالت بهمس يكاد ألا يُسمع وهي تنظر إلي جوارها :"مُستعدة لأي شيء به راحتك.."
أردف قائلاً :"راحتي بقربك ..ثم قال لها بلهجة خاصة :متي ؟؟"
قالت له بعدم فهم:"متي ماذا؟؟"
قال لها بنفس النبرة:"متي يافريدة؟؟"
تنحنحت قائلة بأحراج:"البنت تنام بجواري...."
قال لها بابتسامة :"حقا تنام بجوارك؟.."
قالت له هامسة حتي لاتوقظها:"نعم.."
قال بصوت متأثر:"كنت أعلم أنكِ ستقومين بهذا الدور علي أكمل وجه ثم أردف بثقة:كنت أعلم أنكِ ستكونين لهم أما ثانية.."
قالت له بصدق:"يكفي أنهن قطعة منك ليصبحن في معزة بناتي..."
قال لها بارتياح :حبيبتي أنتِ... ثم أردف وهو يفتح خزانته لينتقي ملابس مناسبة :ماذا سترتدين اليوم؟"
قالت له:"تنورة سوداء وبلوزة رمادية ..."
قال لها وهو يُقلب بين قمصانه :"رمادي فاتح أم غامق؟؟"
قالت له :"بل فاتحاً...ولكن لماذا تسأل؟"
قال لها:"من باب العلم بالشيء..."
أبتسمت قائلة:"حسناً...أتركك الآن حتي أأخذ حماماً وأستعد فالأولاد أيضا علي وشك الوصول..."
أغلقت معه ثم فتحت تطبيق الواتساب فوجدت فدوي قد أرسلت لها عدة صور من الصور التي التقطتها لها بالأمس ..
نظرت في صورها لتجدها لأول مرة منذ سنوات تبتسم هكذا بثقة وسعادة ...
كانت عينيها تبرقان كالنجوم في كل الصور ...
لها سنوات لم تفرح هكذا...
لها سنوات لم تضحك هكذا ...
حتي ظنت أنها لن تفرح أبداً...
وهذا لا علاقة له بأن السعادة ترتبط عندها برجل ولكن لأن طريقة أنفصالها سابقاً كانت مُهينة لكرامتها وأنوثتها وأحاسيسها
ومنذ أن عرفت تيمور بدأت ثقتها بنفسها تعود إليها بالتدريج....

جاءها إشعاراً علي الهاتف فتحته لتجد تيمور قد حدث صورته الشخصية علي موقع التواصل الأجتماعي بصورة لهما من عقد قرانهما بالأمس لايظهر فيها غير كفها يذوب في كفه وشبكتها تبرق في يدها وقد كتب علي الصورة (أول فرحة تمر بقلبي وأنا هايم في الدنيا غريب ...قولي أحكي ولا أخبي ولا أوصفها لكل حبيب)
أبتسمت ودمعت عينيها في نفس الوقت ثم قامت هي الأخري بتحديث صورتها الشخصية بصورة لها من الصور التي أرسلتها لها فدوي وتحديداً الصورة التي كانت تنظر فيها إلي تيمور وهو يردد خلف المأذون أثناء عقد القران
كان يضغط علي يدها بأنفعال وكأنه يقول لها هاقد أصبحت لي...
نعم أصبحت تفهمه ....
من لمسة صغيرة ......
أو من نظرة عينه......
أو من نبرة صوته.....
وقتها كانت تنظر إليه نظرة خاصة وعينيها تلمعان كنجمة في السماء
كتبت تعليقاً علي صورتها(أفرح واملأ الدنيا أماني لا أنا ولا أنت هنعشق تاني)
كرد علي صورة تيمور ...
ثم ضغطت زر النشر...

تلقت إشعاراً بوصول رسالة لتجدها من عبدالرحمن يخبرها أنهم أمامهم دقائق ويتحركوا من منزل والدهم نظرت بجوارها فوجدت شروق تغط في نوم عميق...
تحسست خصلات شعرها بأناملها وعادت بذهنها إلي عدة ساعات للخلف

صباح اليوم

بعد أن ذهب تيمور في سُبات عميق شعرت بالفعل أنه كمن لم ينم منذ سنوات...
لم يتحرك من مكانه ...
ظل نائما يدفن رأسه في حجرها طوال الليل ..
أنفاسه مُنتظمة ونومه عميق...
فقط قبضته مُحكمة حول معصمها
أما هي فلم تشعر بالرغبة في النوم...
ظلت تنظر إليه وتمرر أناملها في خصلات شعره وتمسد علي لحيته وتتحسس قسمات وجهه ...
كان حُلماً بعيداً وهاهوأصبح ملك يديها أفتتركه لتنام ؟ ظلت هكذا حتي سمعت آذان الفجر ولم تستطع تحريك رأسه الثقيلة من عليها أو لم تحب هي أن تبتعد عنه إلي أن سمعت صوت شروق بعد فترة فانسحبت بهدوء ووضعت رأسه علي الأريكة وقامت بسرعة إلي شروق التي ما أن رأتها حتي سألتها بقلق:"أين أبي؟.."
قالت لها فريدة وهي تقترب من سريرها وتجلس بجوارها مُباشرة:"حبيبتي والدك نائم بالخارج فهو مٌتعب جداً منذ الأمس.... ماذا تريدين وأنا معك..؟"
نظرت اليها شروق بتدقيق ...
هل أصبحت في حياتهم أمراً واقعا ؟
هكذا سألت نفسها
قالت لها فريدة وهي تربت علي كتفها:"الطبيب طمأننا أنكِ ليس بك شيء ..."
قالت شروق بوجوم:"لماذا أذن أبقي هنا؟"
قالت فريدة بسرعة:"للأطمئنان عليك فقط ...وستخرجين في خلال ساعات بأذن الله..."
أومأت شروق برأسها بصمت...فقالت لها فريدة بابتسامة صغيرة:"مارأيك بما أنكِ ليس بك شيء أن تقومي معي ونمشي معاً بالخارج قليلاً..."
صمتت شروق فمدت لها فريدة يدها قائلة بابتسامتها المعهودة :"هيا حبيبتي فالنوم في السرير كثيراً يُرهق الجسد ما دام ليس هناك داعياً له..."

وضعت يدها في يد فريدة وقامت معها لأنها شعرت بالفعل بالملل من الرقاد وما أن مرت بالصالة الخارجية ووجدت والدها ينام علي الأريكة حتي كادت أن تذهب إليه ولكن فريدة قالت لها بنبرة مُترجية:"هو مُتعب للغاية ....مارأيك أن نتركه ينام ساعة أخري؟.."
نظرت إليها شروق بصمت ثم سارت معها بهدوء وأخذت فريدة تسير معها ببطء في أروقة الطابق وجلستا سوياً في الشرفة التي تقع خارج غرفتها...
تحدثت معها فريدة كثيراً وهي مُنصتة لا تتحدث ولكنها لم تمل من حديث فريدة عن نشأتها وهي صغيرة وعن أخوتها وعن والدتها ونبذة مُختصرة جداً عن أنفصالها وجلوسها بمفردها مع أبناءها واحتياجها الشديد إلي وجودهم هم ووالدهم معها...
هكذا صرحت لها في نهاية الحديث أنها تحتاج لوجودهم معها....
تحتاج أن تُكون أسرة تعيش معهم في سلام

كان ضوء الصباح قد ملأ الغُرفة التي ينام بها تيمور ففتح عينيه ببطء وهو يضيقهما ليستوعب أين هو وفي بضع ثواني تذكر أحداث الليلة السابقة كلها وأخذ يتلفت يميناً ويساراً فلم يجد فريدة فاستقام واقفاً ودخل غرفة شروق فلم يجدها هي الأخرى فأسرع للخارج بقلق ليري أين هما وما أن فتح باب الغرفة حتي وجدهما أمامه...
إبتسمت له فريدة إبتسامة صافية وقالت :"صباح الخير،،لم نريد أن نزعجك فخرجنا لنتحدث قليلاً بالخارج"
أفسح لهما الطريق للدخول وأومأ لها برأسه قائلاً بصوت خشن من أثر النوم:"صباح الورد..."
دخلت فريدة وفي يدها شروق التي جذبها والدها إلي حضنه قائلاً بحنان أبوي وهو يمسد علي شعرها:"كيف حالك الآن حبيبتي..."
قالت له بابتسامة صغيرة :"أفضل الحمد لله..."
قال لها :"سأذهب إلي الطبيب حتي يأتي ليراكِ قبل أن نخرج ونطمئن علي نتائج جميع التحاليل..."
قالت له وهي تشير إلي الحمام :"حسناً ولكن سأدخل الحمام أولاً.."
قالت لها فريدة بجدية:"هل تحتاجين إلي مُساعدة؟"
قالت لها نافية:"لا أشكرك.."
دخلت شروق وأغلقت الباب خلفها فنظر تيمور إلي فريدة ودون كلام جذبها إليه وضمها إليه باشتياق وكأنه لم يكن ينام الليل كله بجوارها تغمره بدفئها ...
قبل رأسها فدفعته برقة قائلة بهمس:"البنت ستخرج في أي وقت إبتعد وراعي شعورها..."
إبتعد عنها بالفعل قائلاً وهو ينظر في عينيها ويلمس أطراف أناملها بأطراف أنامله:"ماذا كانت تعني لكِ الليلة الماضية؟..."
قالت له بتأثر وهي تتهرب من النظر في عينيه:"إن قلت لك أنها أجمل ليلة مرت علي في حياتي كلها تصدقني؟"
قال لها مُبتسماً بصوت منخفض:"أصدقك....لأنها كانت لي كذلك ثم غمز بعينه قائلاً:ولكن هناك الأجمل منها آتية بأذن الله..."
قالت له بخجل:"كانت أجمل ليلة لأننا عقدنا فيها قراننا وأصبحت أحمل إسمك..."
قال لها بمشاكسة:"وهذا ماكنت أقصده ...هل ظننتِ شيئاً آخر؟.."

بعد ساعتين

هبطت فريدة من سيارتها أمام بنايتها وتقدمت من سيارة تيمور الذي كان يسير خلفها حتي يطمئن عليها قبل أن يذهب إلي بيته مع شروق فقالت له وهي تقترب من نافذة شروق:"تيمور أتركها معي... أنت ستعود بهم مرة أخرى من أجل تَجَمُعنا عند أبي فلما تتعبها... أتركها معي إلي أن تأتوا جميعاً... "
نظر تيمور إلي شروق الصامتة وقال لفريدة:"لن ترتاح يافريدة دعيها معي... "
نظرت فريدة إلي شروق قائلة بلين:"أنا وحدي ولايوجد أحد معي الأولاد سيأتون بعد العصر تعالي معي إلي أن يأتي والدك ...ثم أردفت بنبرة مُترجية:ألم تعديني أنكِ ستحاولي التأقلم ... "
إبتسمت شروق أخيراً وقالت لوالدها :"حسناً سأبقي معها إلي أن تأتوا..."
شعر تيمور بالسعادة فهذا في حد ذاته يُعتبر تقدم بالنسبة لشروق ...
نزلت من السيارة وأخذت فريدة العلاج الذي وصفه لها الطبيب من تيمور وأشارت له بيدها بابتسامة عذبة وهي تصطحب شروق لداخل العمارة في حين دعي الله في سره أن يؤلف بين قلب زوجته وقلب بناته ويؤلف بين قلبه وقلوب أبناءها

*********يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 03:00 PM   #605

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

وقفت فدوى أمام مرأتها تضع اللمسات الأخيره لزينة وجهها الهادئه... تتأمل نفسها في هذا الفستان الرقيق باللون الفستقي المفتوح من الأمام حتي ركبتيها وترتدي تحته بنطال من الجينز الغامق...
كانت تشعر بالتوتر فاليوم ستكون أول مقابلة لسامر بأخوتها وهي تتمني أن يحدث قبول بينه وبينهم.....
ولكنها عادت وطمأنت نفسها بأن سامر ليس به غلطة واحدة وأن ما كانت تخشاه من أعتراضهم عليه قد تجاوزته بالفعل لأنهم يعلمون كل شيء وليس لديهم إعتراض ...
صوت طرقات عالية علي باب حجرتها أخرجتها من شرودها فقالت بصوت عال:"أدخل يافادي..."
فتح فادي الباب وهو في كامل أناقته قائلاً لها وهو ينظر إليها بحنان:"هل أنتهت سندريلا من إعداد نفسها..؟"
قالت له بتساؤل وهي تدور حول نفسها:"هل أبدو مقبولة؟؟"
أبتسم قائلاً:"بل تبدين جميلة..."

يعلم أن تأخرها في الزواج جعل ثقتها بنفسها تهتز قليلاً... وهي تجد كل من حولها تزوجن إلا هي ...لذلك حين وجد أن سامر مميزاته كزوج كثيرة غض الطرف عن العيب الوحيد الذي به ما أن تأكد أنه من بيت محترم أشاد به الكثيرون وأن والده وقع عليه بالفعل ظُلم ...
قالت له بحماس:"أنا قلت لسامر أن يكون موجوداً في الخامسة..."
قال لها وهو يُربت علي كتفها:"بأذن الله حبيبتي....هيا أذن لأننا سنمر أولاً علي أماني حتي تأتي معنا..."
أومأت له برأسها ونزلا معا حتي وصلا إلي السيارة وكل منهما غارق في أفكاره فهي تفكر في سامر والأيام القادمة بينهما ماذا ستحمل وهو يفكر في أماني وعقدتها التي تسيطر عليها... فهو أقنعها بصعوبة لحضور هذه المُناسبة معه

***************

أنهي سامر أرتداء ملابسه وأختار كعادته ملابس أنيقة تليق بالمناسبة فهو عرف من فدوي أنه غداء عادي جداً أحتفالاً بزواج شقيقتها بعيداً عن أي صخب لأن هناك أولاداً كبار للطرفين...
أرتدي بنطال جينز غامق وتيشيرت أبيض اللون ووضع عطره المُميز...
كان مُتحمساً لهذه الزيارة فقد انتظر فترة حتي تم تحديد أول موعد بينه وبينهم...
وما أن مر بحُجرة الجلوس حيث تجلس والدته وأختيه حتي نظرت إليه والدته مُبتسمة وهي ترقيه في سرها وتدعو له أن ييسر الله له كل أمر...
أما دنيا شقيقته فبداخلها شعرت ببعض الغيرة عليه فهو شقيقها الأصغرالذي كان مُرتبطاً بهم بشدة خاصة هي ورحمة ...
حتي يوم الجمعة الذي كان مُقدس بالنسبة لهم يأتون من منازلهم ويتناولون غدائهم معا ولا يتركهم سامر لأي سبب فهاهو من البداية يتركهم من أجل عروسه المُنتظرة ...
وياليتها كانت ماتصبو إليها نفسها ...
كانت تتمني أن يتزوج من رباب أبنة خالتهم...
تحبهم ويحبونها وجميع بنات خالاتها هذه صديقاتها...
أما فدوي فهي تشعر أنها لا تشبههم في أي شيء ...
قالت له دنيا ما أن مر بجوارها:"هل من الطبيعي أن يستقبلوك وحدك في أول مقابلة لك معهم؟....ألم يكن من المفترض أن تكون العائلة كلها معك؟.."
قال سامروهو ينظر إليها موضحاً:"هذا مجرد تعارف ليس أكثر وما أن يتم تحديد موعد حتي تكونون جميعكم معي...ثم إن المقابلة ليست في منزلهم من الأساس هي في منزل زوج شقيقتها..."
مطت دنيا شفتيها وصمتت بينما قالت رحمة مازحة:"دنيا وجدت أمي مُتعبة ولن تستطيع القيام بدورالحماة فقالت تقوم به هي...."
أبتسم لهم قائلاً :"ما أن تعرفوا فدوي جميعكم حتي تحبوها ..."
قالت له والدته مٌبتسمة :"بأذن الله حبيبي... المهم عندي راحتك..."
قبل سامر جبهتها ثم انصرف حتي يلحق بموعده
وما أن أغلق الباب خلفه حتي لكزت رحمة دنيا في كتفها قائلة :"هل ستمارسين عليها دور الحماة من الآن...؟"
قالت دنيا بفتور:"حقيقة لا أستسيغها... ولا أستسيغ الأمر كله...لقد أمتنع عن الزواج لسنوات وكنت أتوقع أن يكون أختياره غير ذلك سواء شكلاً أو موضوعاً..."
قالت والدتهم بحزم:" المهم راحته يادنيا هو من سيتزوج لا نحن.."
قالت دنيا بتعجب :"أنا ألاحظ منذ أن عرفها وتغيرت طباع كثيرة فيه...هل هذا سامر الذي لم يكن يعجبه شيء وكلما أحضرنا له عروسا رفضها...."
قالت لها رحمة مُتهكمة:"وهل نكره!... كان يرفض وهداه الله ... فلنحمد الله..."
قالت دنيا وهي تضغط علي شفتها السفلي :"كنت أريده أن يتزوج من رباب "
قالت رحمة:"كل شيء نصيب ..ثم أردفت بتفهم :أنا أعرف أن إلحاح مني أختها عليكِ له تأثير..."
مطت شفتيها قائلة:"تحدثني كل يوم يارحمة وصراحة لا أعرف ماذا أقول لها فالبنت ليس بها عيب...يكفي جمالها... وأبنة خالتنا ليست غريبة ...."
قالت أمها بحيرة:"خالتك أيضا حدثتني.... ولكن هذه الأمور ليس بها إجبار ولكني حقيقة لا أعرف بماذا أجيبها..."
نظرت رحمة إلي عيني دنيا وقالت لها بشك:"هل عماد زوجك له علاقة بهذا الحديث...هل لمح لكِ بأنه يريد سامر أن يتزوج أخته؟"
تنهدت دنيا قائلة:"صراحة هو قالها لي مُباشرة وخالتي أيضا قالتها صريحة ومني أختهم ...أشعر أن موقفي بينهم صعب...."
توجست والدتها من هذا الحديث وقالت بقلق:"هل هذا الأمر ممكن أن يؤثر علي علاقتك بزوجك ؟ ثم أردفت بحيرة:هو أبن خالتك وهي خالتك لا أعتقد أن تتأثر معاملتهم معك بهذا الأمر..."
قالت دنيا بحيرة:"الله أعلم أمي..الله أعلم.."

************
وقفت أماني في شرفة منزلها تنظر من الأعلي علي الشارع الهاديء تنتظر فادي... فقد قال لها في أخر مكالمة بينهما أنه أمامه عشر دقائق ويصل إليها...
كانت متوترة للغاية فهو ألح عليها في الحضور معه وهي لا تحب هذه التجمعات السخيفة التي تجبرها علي التصنع وتجعلها متوترة مشدودة طوال الوقت....
لقد جاء اليوم الذي كانت تتجنبه منذ بداية علاقتها بفادي ...اليوم الذي ستضطر فيه للتعرف على أسرته ومايعقب ذلك من تقييم لها ....
شعرت بأن أنفاسها بدأت تعلو فأخذت تتنفس ببطء حتي تستعيد هدؤها ثم دلفت إلي حجرتها تنظر إلي نفسها في المرأة للمرة العاشرة ... تطمئن علي زينة وجهها التي حرصت أن تكون بألوان هادئة تبرز جمالها
والمفاجأة التي لاتعرف هل ستعجب فادي أم لا هو لون شعرها الجديد أو بالأصح لون شعرها الاصلي...
اللون الأسود الذي لها سنوات وهي حريصة علي صبغه بألوان أخري ولكنها أعادته عند صالون التجميل إلي اللون الاسود الداكن حيث تعتقد أنه يعطي سنا أصغر... أجفلت علي صوت رنين هاتفها لتجده فادي ...
أجابته فقال لها:"نحن بالأسفل يا أماني هيا ...."
قالت بتوتر:"حسناً ثواني وأكن أمامك..."
ومن داخلها كانت تتمني لو كان قال لها أن الموعد قد تم ألغاؤه بالكامل......
خرجت أماني من بوابة بنايتها وما أن شاهدها فادي حتي هبط من السيارة وترجل حتي وصل إليها قائلاً بابتسامة جذابة وبلهجة مُمازحة:"إلي أين تريد الذهاب السيدة الجميلة...؟ "
إبتسمت علي هذا الأطراء الذي كانت تحتاجه في هذا الوقت بالتحديد وقالت له وهي تنظر إليه بعينين ساحرتين :"هل حقا أبدو جميلة؟"
قال لها وقد فطن لمخاوفها التي يعرفها سابقاً:"الجمال خُلِق لك في الأساس.... ثم أردف وهو ينظر إلي السيارة قائلاً بسخرية :هاقد بدأنا وصلة الغزل ونسينا فدوي في السيارة ماذا ستقول علينا الآن.... "
قالت له بتوتر :"حسنا هيا بنا..."
تقدما معا من السيارة وما أن رأتها فدوى تأتي نحوها حتي هبطت من السيارة وتقدمت منها فالتقيتا معا أمام مقدمة السيارة ....
مدت إليها فدوي يدها لتصافحها ورسمت علي وجهها أبتسامة أنيقة وهي تتأمل هذا الوجه الرائع الجمال من علي قرب....
حقيقة جميلة هي أجمل من الصور بكثير
مدت لها أماني يدها وصافحتها وقالت بصوت متوتر:"أهلا فدوي كيف حالك..."
قالت لها فدوي وهي مازالت تتأملها:"الحمد لله كيف حالك أنتِ..."
ابتسمت لها أماني أما فدوي فلم تعرف بماذا تناديها؟
ما اللائق أن تدعوها بأسمها مباشرة أم تسبقه بلقب ؟
فرق خمسة عشر عاماً بينهما فلا تعرف حقا بماذا تدعوها ....
شتمت فادي في سرها وقالت لنفسها :"ضاقت بك الأرض فلم تجد سوي من هي أكبر منك ولا نعرف بما ندعوها.."
ثم اتجهت إلي المقعد الخلفي حتي تجلس فقالت لها أماني بإحراج:"أبقي كما كنتِ ... أنا سأجلس في الخلف..." فقالت لها فدوي وهي تجلس بالفعل في المقعد الخلفي :"لا طبعا لا يصح..."
أغلقت فدوي بابها وجلست أماني بجوار فادي الذي إنطلق بالسيارة ولكن أماني أخذ عقلها يحلل جملة فدوي الأخيرة حين قالت لها لايصح... هل كانت تقصد لايصح لأنها هي زوجته أم لأنها الأكبرعمراً منها ؟

***************

جلس الدكتور فؤاد في حديقة منزله ...
حديقته المحببة إلي قلبه والتي يحب أن يجتمع هو وأبناؤه وأحفاده بها
أشجارها تذكره بأعمار أولاده.....
والورود التي تتفتح كل يوم تذكره بأحفاده الصِغار
أخذ ينظر حوله إلي ترتيبات دعوته لأبناؤه بمناسبة زواج أبنه البكري وقرة عينه ...
كانت سعادته سعادتين
الأولي لأنه سيرتاح تجاهه خاصة وهو يعرف كم يحبها والثانية أن فريدة أنضمت إلي عائلته فهو يحبها كابنته منذ أن رأها ... وكان يتمني لها السعادة ....
قال له شهاب الذي يجلس بجواره مباشرةً وهو يشاكسه :"أين ذهبت يادكتور ...أري ذهنك شرد في مكان آخر..؟"
قال له فؤاد بابتسامة صغيرة وهو ينظر إليه بتأثر:"شردت في العمر الذي مر إلي أن رأيتكم رجالاً...."
مال شهاب عليه و قبل جبهته في حين قال تيمور الذي يجلس بجواره من الجهة الأخرى :"أطال الله في عمرك أبي حتي تري أحفادنا...."
قال فؤاد مُتأثراً :"أنا أحمد الله أنني رأيت هذا اليوم حبيبي ... يوم أن بدل الله حزن قلبك إلي سعادة.. لا تعرف كم كانت سعادتي بالأمس "
قبل تيمور يده بحب قائلاً :"أعرف أبي..."
قال شهاب مُمازحاً :"هل يعني أنني أن تزوجت ثانية ستفرح لي هكذا؟"
قال والده ضاحكاً :"بارك الله لك في زوجتك يابني ... "
قال تيمور وهو ينظر إلي شهاب بخبث:"وهل تجرؤ أنت؟ ثم نظر إلي زوجته التي كانت تنتحي بشقيقتها جانباً وتتحدثان وأكمل:ما رأيك أن نأخذ رأي زوجتك في هذا الأمر ؟"
قال شهاب مُتراجعاً :"أمزح يا أخي أمزح ....هل حرمتم المزاح في هذا البيت "
قهقه فؤاد وتيمور ضاحكين فجاء إياد علي صوت ضحكاتهم وجلس علي ركبتيه أمام والده وهو يضع كفيه علي ركبتي الأخير قائلاً ببؤس مُصطنع:"تجلس أنت وأبناءك يادكتور فؤاد وتترك ولدك الصغير يتابع الشيف والطعام والزينة وكل شيء..."
ضربه تيمور علي مؤخرة رأسه قائلا بسخرية:"علي أساس أنك من طبخت الطعام ...كل شيء أتي جاهزاً من المطعم.."
قال إياد وهو يرفع سبابته أمام وجهه :"ولو....وقفت مع من يضعون الطعام وأوصيت الشيف الذي أرسلوه علي بعض تعليمات التقديم .....ثم أردف ضاحكاً:وكل هذا من أجلك..."
نظر تيمور حوله إلي الأشجار وإلي فروع الإضاءة الملونة الملفوفة حولها وقال لإياد بامتنان:"أنت بالفعل تعبت في تزيين الحديقة ...لماذا أرهقت نفسك..؟"

تحولت نبرة المزاح والتهكم إلي الجدية والتأثر حين قال إياد:" هذا أقل شيء أقوم بعمله ياتيمور ...أنت تعرف أنت ماذا تمثل بالنسبة لي... صدقني لم أكن أشعر بالراحة طوال فترة غربتك ووحدتك ...اليوم فقط أشعر بالأرتياح "
ثم استقام ومال علي تيمور وعانقه عناق أخوي فربت تيمور علي كتفه متأثراً ... خاصة حين استقام شهاب هو الآخر وعانق تيمور وجلس ثلاثتهم متجاورين فنظر إليهم والدهم وهو سعيد بتجمعهم معا ووقفتهم معا....
وحمد الله أن ماكانت تخطط له زوجتي شهاب واياد من تزويج تيمور لشقيقتهما لم يؤثر علي أبناؤه وتماسكهم معا قال إياد مشاكسا لوالده :"وأنت يادكتور ألا تريد الزواج أنت الآخر....ما رأيك لو بحثنا لك عن عروس"
قال والده بابتسامة حزينة:"وهل بعد والدتكم هناك إمرأة تملأ مكانها ؟"
غامت عيونهم جميعاً بالحزن في نفس اللحظة فقال فؤاد حتي لا يتعكر صفو جلستهم:"إلي جانب إنني كبرت في السن وأصبح ليس مني رجاء ..أردف ضاحكاً:من العروس التي ستقبل بي؟"
لم يكد يتم جملته حتي وجدوا الحاجة تهاني جارتهم تدخل من باب الحديقة بوجهها المألوف المريح تتكيء علي عكازها فقال شهاب بخفوت:"ها هي الحاجة تهاني أتت مارأيك أبي تنفع كعروس؟"
لكزه والده في كتفه قائلاً:"تأدب ياولد هذه صديقة والدتك.. رائحة الحبايب"
قال شهاب ضاحكاً:"أمزح يا أبي ...مابكم اليوم ألا تمزحون"
ضحكوا جميعاً ثم قام تيمور ليسند الحاجة تهاني لأن حركتها بطيئة وما أن رأته يقترب منها حتي ابتسمت ابتسامة أمومية وقالت وهي تربت علي كتفه:"اللهم صل على النبي...تشرح القلب حبيبي وتبهج العين... بارك الله لكما"
ابتسم لها تيمور قائلاً:"أحتاج هذه الدعوة كثيراً هذه الفترة ...هلا دعوتي لي بها كلما تذكرتيني".
سارت بجواره علي مهل وهي تتعكزعلي عكازها من جهة وعلي ذراعه من جهة وقالت له:"أدعو لكما حبيبي أنت وهي دائما ...ثم قالت بنبرة طفولية مشاغبة:هل تعرف منذ متي وأنا أدعو لكما؟"
قال لها وهو ينظر إليها بتساءول:"منذ متي؟"
قالت له بخبث وهي ترفع حاجبيها معا:"منذ أن كنا هنا في عقيقة أبنة سالم..."
قهقه تيمور ضاحكاً ثم ساعدها في الجلوس علي أحد المقاعد وقبل يدها قائلاً:"حسنا أستمري في الدعوات حبيبتي..."

*************يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 03:03 PM   #606

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أرتدت فريدة ملابسها كاملة ووقفت أمام مرأتها تنظر إلي نفسها بدقة... كانت ترتدي تنورة سوداء أنيقة تميل الي الضيق وفوقها بلوزة رمادية بأزرار فضية صغيرة وحجاب بنفس لون البلوزة وبه وردات صغيرة باللون الوردي الذي يضيء وجهها واختارت حذاء أسود أنيق بكعب متوسط
كانت بسيطة وأنيقة كعادتها وكانت حريصة أن تبدو هيئتها بهذه البساطة من أجل الأولاد
أخذت تنظر إلي نفسها من كل الجهات لتتأكد أن كل شيء بها علي مايرام.... فوجود رجل في حياتها وخاصة إذا كان مثل تيمور يقتضي منها الأهتمام بكل تفاصيلها ....

طرقات رقيقة علي باب غرفتها جعلتها تنتبه أنها بالفعل تأخرت علي الأولاد الذين أرتدوا ملابسهم بالفعل وينتظروها بالخارج أجلت صوتها قائلة :"تفضل"
فإذا بشيري تفتح الباب وتدخل قائلة :"لقد تأخرنا مامي ...متي سننزل "
قالت لها بحنان وهي تقترب منها لتضمها :"حالاً حبيبتي هيا بنا"...
أخذتها وخرجت لتجد شروق تجلس مع البنات في الخارج وعبدالرحمن يقف في النافذة
تقدمت منه حتي وقفت بجواره وقالت له:"حبيبي...هيا بنا....."
إبتسم لها إبتسامة صغيرة وقال:"هيا..."

***********

دلف تيمور إلي الشقة يبحث عن خالته عايدة وشمس فوجدهما في غرفة المعيشة تتحدثان في أمر ما ولايسمع من حديثهما شيء فقال لشمس وهو يجلس بجوارها:"شموستي حبيبتي ما بها؟"
نظرت إليه قائلة بهدوء:"لا شيء أبي أتحدث فقط مع تيتة عايدة بخصوص حفل نهاية العام لأني أريد الأشتراك بفقرة.."
قال وهو يٌمسد علي شعرها :"رائع حبيبتي ...ثم سألها:لماذا لم تصعدي مع شيري عند طنط فريدة؟"
قالت له :"هم جميعهم سينزلون فلما أصعد أنا ...شيري صعدت لتعطي لشروق ملابسها التي سترتديها فقط.."

لم تكد تنهي كلمتها حتي سمعوا رنين جرس الباب فاستقام تيمور وذهب في خطي عجولة ليفتح وما أن فتح الباب حتي وجد فريدة تقف أمامه وحولها الخمس أولاد فأبتسم رغما عنه علي هيئتها وهما جميعاً يحيطون بها... أنطلقت شيري إلي الداخل وخلفها شروق التي مالت علي والدها تلقائياً وأحاطت جذعه بيدها فأحاط كتفها بذراعه وقال مُرحبا بالجميع:"تفضلوا... لقد تأخرتم جداً..."
قالت سمر وهي تصافحه ثم تدخل:"أمي من أخرتنا وهي ترتدي ملابسها..."
قال لها ضاحكاً:"لا أذا كانت أمك فلن أستطيع الحديث...."
دلفت خلفها سهر وأبتسمت لتيمور بهدوء فصافحها قائلاً:"أنستي الرقيقة أهلا بك.."
أبتسمت بخجل ودلفت خلفهم...
أما فريدة فكان عبدالرحمن يقف بجوارها وينظر إلي تيمور فقال له تيمور بمرح:"هل ستبقون هكذا هيا أدخل عبدالرحمن..."
دلف عبدالرحمن وخلفه فريدة التي التقت عينيها بعينيه في نظرة سريعة ولكنها عميقة ومسحت بعينيها علي هيئته كاملة لتبتسم وهي تراه يرتدي بنطال كلاسيكي باللون الأسود وفوقه قميص أنيق باللون اللبني الفاتح
كان جذاب في عينيها كعادته وكانت ساحرة في عينيه كعادتها...
أغلق الباب ودخلوا جميعاً إلي غرفة الجلوس حيث تجلس عايدة التي صافحت فريدة بحرارة قائلة:"أنتِ تعذريني بالطبع علي عدم الحضور أمس ..."
قالت فريدة وهي تجلس بجوارها :"طبعا ...وهل هذا يحتاج إلي كلام...أنا أقدر الوضع جيداً..."
قالت عايدة هامسة وهي تميل علي فريدة
:"الوضع اليوم أهدأ كثيراً... أفضل شيء حقا أن جميعهم لم يحضروا بالأمس..."
أومأت لها فريدة برأسها وهي تشعر بداخلها بالتوتر ونظرت إلي حالة الصمت المُحيطة بهم فهي تجلس علي الأريكة بجوارعايدة وشمس وعلي الأريكة المُقابلة يجلس تيمور وبجواره شروق من جهة وعبدالرحمن من الجهة الأخري وبقية البنات تجلسن مُتفرقات كل منهن علي مقعد...
جالت فريدة بعينيها علي الجميع...
هكذا ستكون حياتها الجديدة....
مع كل هذا العدد من الأشخاص ....
تعلم أن مهمتها ليست سهلة ...
وأن الضغط سيكون عليها كبيراً في محاولة التوفيق بين رغبات الجميع ...
أنتزعها من شرودها صوت تيمور وهو يقول لها:"أبي وأخوتي في الحديقة بالأسفل... هيا لنلحق بهم...ثم أردف وهو يضع يده علي جبهته وقد تذكر شيئاً: مهلاً هناك شيء أولاً..."
قام واتجه إلي غرفته بخطوات هادئة وعاد سريعاً وهو يحمل عدة هدايا وما أن عاد إلي موضعه حتي قال وهو ينظر إلي البنات بمودة:"أحضرت هدية بسيطة لكل منكن... "
كان يحمل عدة علب صغيرة مستديرة وضعهما علي المنضدة أمامه وفتحهما حتي يعرف هدية كل واحدة..
أعطي شروق التي تجلس بجواره أولاً هديتها ثم تلاها بسمر وسهر ...في البداية ترددت البنتان في أخذها ولكن فريدة أشارت لهما بالموافقة ثم أتجه إلي شمس وشيري وأعطاهما مايخصهما....
نظرت كل بنت في السلسلة التي تحمل قلباً صغيراً محفور عليه أسمها ...
كانت السلاسل الذهبية رقيقة تناسب أعمارهن ..
أختارها تيمور حين ذهب بمفرده لأستلام شبكة فريدة بعد طباعة الأسماء والتواريخ عليها....
قالت فريدة وهي سعيدة لفرحة البنات بهداياهم:"هيا كل واحدة ترتدي سلسلتها في عنقها قبل أن ننزل ..." وبالفعل كل واحدة أنشغلت في لبس سلسلتها أما تيمور فالتفت إلي عبدالرحمن قائلاً بمزاح:"أما أنت فلم أعرف حقيقة ماذا أحضرلك..."
قاطعه عبدالرحمن قائلاً:"أشكرك أنا لا أحتاج شيء..." قال تيمور بسرعة وهو يعطيه لفافة مغلقة:"فأحضرت لك هذا..."
تردد عبدالرحمن في مد يده إلي يد تيمورالممدودة فأشارت له والدته إشارة بعينيها تعني أنه من غيراللائق ألا يأخذها....
فمد عبدالرحمن يده وأخذها قائلاً :"ماهذا..؟"
قال تيمور:"أسطوانة جهاز البلايستيشن التي كنت تريدها منذ فترة وقلت أنها موجودة بالخارج فقط ولم تنزل هنا..."
قال له عبدالرحمن:"شكراً لحضرتك...."
ربت تيمور علي كتفه ..
فأشارت فريدة بعينيها إلي عايدة فيما يعني أنه لم يحضر لها شيء ولكنه أشار لها بعينيه أنه أحضر لها بالفعل لتنتبه هي إلي سلسلة كبيرة مُعلقة في صدرعايدة عرفت من بريقها أنها جديدة فابتسمت له ....
استقام هو قائلاً :"هيا لقد تأخرنا عليهم.."
قام الجميع وتقدمتهم عايدة وخلفها الأولاد ودخلوا إلي الحديقة حيث يجلس فؤاد مع أولاده وزوجاتهم ومعهم الحاجة تهاني ....
أما تيمور فكان هو وفريدة في المؤخرة خلف الجميع فمد يده إليها حتي يدخل علي الجميع وهي يدها في يده فأشارت له علي الأولاد فأومأ لها برأسه قائلاً بخفوت سمعته هي فقط:"من أجلي.."
فمدت له يدها فتناول كفها الرقيق وضغط عليه بقوة حانية ودلفا معا إلي الحديقة وما أن خطت بقدميها حتي رأت المقاعد المغطاة بأغطية ملونة المملوءة بها الحديقة والأضاءات الجانبية الهادئة علي الحوائط وعلي الأشجار والبورجولة والطاولة الكبيرة المملؤة بأصناف الطعام والتي تشبه البوفيه المفتوح حتي أتسعت ضحكتها ونظرت إلي تيمور قائلة:"من فعل كل هذا؟؟"
قال لها وهو يشيرعلي إياد:"إياد من فعل كل هذا...." نظرت إلي إياد بامتنان فاقترب منها قائلاً:"مبارك لكما هذا أقل شيء نقدمه ..."
وتبعه شهاب مُصافحاً لها وقال :"مبارك يافريدة أزدادت عائلتنا شرفا بانضمامك إلينا..."
قالت له بامتنان:"أشكرك ياشهاب..."
أما زوجاتهم فأتت زوجة شهاب وأختها وصافحتا فريدة وتيمور وباركتا لهما بابتسامة مُجاملة....

ذهبت فريدة مُباشرة إلي حيث يجلس الدكتور فؤاد والحاجة تهاني وأرتمت في حضن الدكتور فؤاد وعيونها دامعة ولا تعرف ماذ تقول له...فهو صديقها ورفيقها منذ بداية محنتها إلي أن عوضها الله بما يسر قلبها...
أما هو فشعر بها وربت علي ظهرها بحنان قائلاً:"مبارك لكِ ياحبيبتي ..."
أستقامت وهي تتمالك نفسها وصافحت الحاجة تهاني فاحتضنتها الاخيرة قائلة :"أفضل شيء فعلتيه حبيبتي..يعلم الله أنني لم أكن مرتاحة لوحدتك هذه"
قالت فريدة وهي تجلس بجوارها وتنظر إلي أبناءها الذين جلسوا بجوار الدكتور فؤاد من الجهة الأخري :"أنا فقط كنت أخاف علي أولادي ومازلت أخاف...فالأمر ليس هين..."
قالت تهاني بامتعاض:"زواج أمهم ليس بالهين وزواج أبيهم هين؟؟.. ثم أن أبناءك هؤلاء كلها سنوات قليلة ويطيرون كالعصافير ماذا ستفعلي أنتِ وقتها؟؟"
قالت فريدة بعدم فهم:"كيف يعني يطيرون...؟"
قالت تهاني بصوت به حسرة وهي تضع كفها التي خط الزمن عليه علاماته القاسية علي كف فريدة التي مازالت تنبض بالحياة:"يطيرون كما طار أبنائي....ألم يكن لي أبناء مثلهم ذات يوم ؟ مات والدهم وكنت أقول أنا مثلما كنتِ تقولين..لن أتزوج... لن أتركهم ....
ثم أردفت بمرارة :إلي أن تركوني هم ....من سافر ومن شغلتها الحياة ...وأقصي مايفعلونه الأتصال كل عدة أيام ...ثم ضحكت متهكمة وقالت:وبارك الله لهم ركبوا لي كاميرا حديثاً يتابعونني من خلالها...ثم أردفت بتساؤل: إن كان لي رفيق الآن ألم يكن حالي غير الحال..."

كانت فريدة تنظر إليها وهي تتحدث بحسرة ومرارة لم تعتادهما منها... دائما كانت أمرأة مرحة ودودة ..
لم تختلط بها فريدة كثيراَ لتعرف ظروفها هذه ...
كانت تراها كثيراً في تجمعاتهم في حديقة الدكتور فؤاد ولكن هذا الجانب المٌظلم من حياتها لم تسمعه من قبل ...جف حلقها فجأة مما سمعته منها ....
هذه القصص الحزينة تُشعرها بالألم
وشعر بما تشعر به تيمور فتقدم منها قائلاً وهو يميل عليها:"فريدة مابك؟؟"
قالت له بنظرة تائهة:"لا شيء..."
قال لها :هيا لنستقبل فادي وزوجته وفدوي هم بالخارج...."
أومأت له برأسها وهي تنظر إليه بشرود ....
تعترف أنها مازالت مذبذبة بين قلبها وعقلها...
وأنها ما أن تفكر في رد فعل عمر حين يعرف حتي تشعر بالخوف علي أبناءها ...
ولكن رسائل الله لها سواء علي هيئة حلم والدتها أو موافقة أبناءها التي كانت يائسة منها أو حديث الحاجة تهاني الآن يجعلها تشعر أنها علي الطريق الصحيح سارت معه حتي باب الحديقة وبالفعل وجدت أخوتها بالخارج أمام بوابة البناية...
وما أن رأها فادي حتي تقدم منها هو وأماني وأشار إلي أماني قائلاً بابتسامة جذابة:"أماني زوجتي يافريدة ...ثم قال لأماني وهو يشير إلي فريدة: فريدة أختي...حبيبتي... العروس الجميلة"
أبتسمت فريدة وصافحت أماني يداً بيد في حين قالت أماني برقة:"مبارك لكِ فريدة..."
قالت فريدة بنفس ابتسامتها :"بارك الله لكِ..."
ثم أشار فادي علي تيمور قائلاِ:"ودكتور تيمور زوجها..."
صافحها تيمور قائلاً بابتسامة مُرحبة:"تشرفت بكِ سيدتي ...ثم صافح فدوي وأشارإلي الداخل قائلاً :تفضلوا...."
فقال فادي :"ننتظر سامر لندخل معا هو أقترب بالفعل..."
وقفوا جميعاً في مدخل البناية وماهي إلا ثوان وكان سامر يترجل من سيارته التي صفها أمام البناية وتقدم منهم بابتسامة رزينة تزين ثغره وتملأ وجهه وقد استبشر خيراً باستقبالهم جميعاً له بالخارج....
وما أن أقترب منهم حتي تقدم منه فادي بلباقة قائلاً:"أهلا بشمهندس سامر..أنا فادي.."
صافحه سامر قائلاً بلهجة رسمية:"أهلا أستاذ فادي...تشرفت بك..."
ثم أشار له فادي علي تيمور قائلاً:"وهذا دكتور تيمور زوج فريدة... وأشار إلي فريدة قائلاً:وهذه فريدة.."
صافح سامر تيمور قائلاَ:"مبارك لكم دكتور تيمور..ثم صافح فريدة وأعطاها باقة ورد كبيرة باللون الأبيض والاحمر كان قد أحضرها كهدية..."
فقالت له فريدة بامتنان:"لما تعبت نفسك لم يكن هناك داع..."
قال سامر بابتسامة أنيقة:"هذا أقل شيء..."
قال تيمور وهو ينظر إليه هو وفدوي:"العاقبة عندكم بأذن الله ولكن ما رأيكم لو نرفع الألقاب أنا حقيقة أشعر بالتقيد من مسألة الألقاب هذه ثم أننا بالفعل أصبحنا أهلاً ...."
قال سامر وقد بدأ توتره يقل :"حسناً ليس لدي مانع..." قال تيمور مازحاً وهو يربت علي كتفه ويدعوه للدخول:"حسناً تفضل أذن يادكتور ...."
قهقهو جميعا ضاحكين في حين قال سامر ضاحكاً :"حسناً يابشمهندس..."
فقال فادي وهو يشير إلي أماني:"هذه أماني زوجتي ياسامر..."
صافحها سامر مُرحباً بها فقال تيمور وهو يشير إلي الداخل:"تفضلوا نكمل تعارفنا بالداخل..."
فدلفوا جميعاً من باب الحديقة تباعاً

************** يتبع




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 03:06 PM   #607

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

قد يطول الأنتظار لسنوات وسنوات
وقد يتسرب اليأس إلي قلبك وتتيقن أن الأمل قد انقطع
....وهذا لاعلاقة له بضعف الأيمان...
ولكن له علاقة بالسنوات التي تمر من عمرك وتجد نفسك مازلت في نفس المكان...
كل من حولك تحركوا خطوات وأنت ثابت...
له علاقة بالحلم الذي تحلمه كل ليلة علي أمل أن تصحو يوماً لتجده تحقق ولا يتحقق...
له علاقة بنفسك وماتتمني والواقع وما يفرضه لتجد نفسك تقف في منتصف الطريق لاتعرف هل عليك أن تنتظر مايتمناه قلبك أم ترضخ للواقع لأنه ببساطة لا مجال لتحقيق أمنياتك علي أرض الواقع...
وتمر بك السنوات وأنت مابين هذا وبين ذاك ...
لا أنت حققت ماتصبو إليه نفسك... ومايتمناه قلبك ...وما يسكن خيالك....
ولا أنت نزلت إلي أرض الواقع وعشت كما يعيش الناس


واقع قاسي يعيشه كل إنسان لم يحالفه حظه لتحقيق أمنية غالية
وواقع قاسي تعيشه كل فتاة حلمت بصورة لفارس الأحلام وانتظرته ولم تجد الصورة التي حلمت بها ولم ترضخ لضغط المجتمع عليها بالزواج فقط من أجل واجهة أجتماعية أو هرباً من ألسنة الناس....

وهذا ماعاشته فدوي لسنوات وكانت تسأل نفسها كل يوم نفس السؤال هل أنا علي حق في انتظاري لمن لا أعرف له أسما ولا أحدد له ملامح...
لتجد الأجابة واضحة وهي تجلس بجوار سامر يتناولون طعام الغداء مع الجميع في حديقة الدكتور فؤاد بعد أن تعرفوا عليه جميعاً ثم أنفرد به فادي قليلاً وتحدثا معا في عدة أمور ...
تأكدت أن انتظارها له كان حتمياً ....
تمنت فقط في نفسها لو كانت قابلته منذ سنوات...
لو كانت صدمت سيارته مبكراً عدة سنوات.....
أبتسمت عند هذه الخاطرة وهي تنظر إليه وقد أندمج تماماً مع فادي وتيمور وما أن أنهي الجميع طعامهم وعادوا مرة أخري للألتفاف حول الدكتور فؤاد حتي قام إياد بتشغيل أغاني هادئة أنسابت عبر السماعات في كل ركن في الحديقة...
وكان الليل قد حل والأضاءات التي تزين الأركان أعطت جوا رائعاً للمكان
جلست فدوي بجوار سامر وبجوار سامر من الجهة الأخري فادي وبجواره أماني التي كانت تشعر بالغربة في هذا التجمع....
رغم أن الجميع قابلوها مقابلة جيدة ولكنها كانت ما أن تنظر إلي تيمور وفريدة وتشعر بمدي الإنسجام بينهما سواء في العمر أو الشكل تشعر بأنها ليست في مكانها الصحيح...
شعرت ما أن رأتهم أن هناك تناغماً بينهما كأنهم يكملون بعضهما في لوحة رومانسية جميلة....

أما سامروفدوي فكان يبدو عليهما أيضا أن هناك حباً نقياً يجمعهماً...وكانت تعرف من فادي سن شقيقته ولكنها تبدو أصغر من هذا السن بعدة سنوات ....
نظرة سامر لها كانت نظرة مميزة وكانوا يليقون ببعضهم جداً ملامح سامر الرجولية الجذابة مع ملامح فدوي الدقيقة وسمرة بشرتها التي ذكرتها بملكات العصور القديمة كانت تجعل بينهما تناغماً وأنسجاماً

حتي أخوة تيمور وزوجاتهم كان يبدو بينهم التناغم... كانت تري الجميع في مكانه المناسب إلا هي ....
رغم أنها توقن أنه لا أحد يحمل في قلبه حُباً كالذي تحمله لفادي في قلبها...
حتي المرأة العجوز التي تجلس علي الجهة الأخري تنظر إليها نظرات غريبة...

مالت الحاجة تهاني علي فريدة التي تجلس بجوارها قائلة بامتعاض وبصوت هامس:"هل أنتِ متأكدة ياابنتي أن هذه هي زوجة شقيقك..؟"
قالت فريدة بهمس حتي لايسمعهما أحد:"نعم ...هي كذلك.."
نظرت إلي فادي شزراً وقالت:"وهل وافقتوه علي ذلك؟" قالت فريدة وهي تُربت علي كفها:"لم يأخذ رأي أحد وكما تعرفينه يتشبث برأيه ولايقدر أحد علي زحزحته عما يقتنع به..."
نظرت تهاني إلي فادي بامتعاض وقالت له بلهجة آمرة:"ولد يافادي تعال إلي هنا أريدك..."
أستقام فادي وأتجه إليها وجلس علي ركبتيه قائلاً بحب خالص لهذه المرأة العجوز المُشاغبة:"نعم يا أمي..." مالت عليه وقالت بهمس:"هل ياولدي من همك تتزوج أمرأة في عمر أمك...؟"
أرتفع حاجبيه معا خوفاً من أن تستمع أماني إليها وقال لها بصوت مُنخفض:"بالله عليكِ لا ترفعي صوتك ستحزن إن سمعت هذا...وأنا لا أريدها أن تحزن...رفع حاجبيه معا مُضيفاً في محاولة لأقناعها برأيه :ثم أنها ليست كبيرة إلي هذه الدرجة....ثم ألا ترين كم هي جميلة"
لوت فمها وقالت له :"بل كبيرة عنك..لا يغريك ماتفعله بنفسها ثم مالت علي أذنه كمن تقول له سراً:يُعرف سن الرجل أو المراة ليس من وجهه ولكن من شكل رقبته ويديه..."
رفع حاجباً واحداً وقال لها:"لم أكن أعرف ذلك.. أول مرة أستمع إلي هذه المعلومة..."
قالت له بسخرية وهي تضربه برفق علي مؤخرة رأسه :"هذا من خيبتك... ثم قالت له بأحباط:هيا أذهب إلي زوجتك .."
قام فادي وعاد إلي موضعه مرة أخري وحمد الله أن أماني لم تسمع شيئاً من هذا الحوار فربت علي كفها قائلاً:"ما رأيك في عائلتنا الصغيرة..."
إبتسمت له ابتسامة مصطنعة قائلة:"رائعة..."

أما زوجتي شهاب وأياد فكانتا تجلسان متجاورتين فقالت رودينا بهمس وهي تنظر إلي تيمور وفريدة وهما يجلسان بجوار الدكتور فؤاد يتحدثان معه ويضحكان وكل حين يضغط علي كفها بحب:"يبدو كمن عاد مُراهقاً مرة أخري..."
قالت نورين وهي تنظر إليه ضاحكة:"لم يكبر بعد هو مازال صغيراً فعلاً..."
قالت رودينا بقنوط:"كنت أتمني أن يتزوج روفان وتكون بيننا .."
قالت نورين بجدية :"كله نصيب ..ثم أنني صراحة لا أتوقع أن روفان كانت ستتحمل بناته لا تنسي أن البنات مُتعبات.."
قالت رودينا وهي تمط شفتيها:"وقتها كان الوضع مع طنط عايدة سيظل علي ماهو عليه وتستمر في رعايتهن.."
قالت نورين بخفوت:"ماذا كنا سنفعل لقد تحدثنا مع أنكل بشكل مباشر..."
قالت رودينا بغيظ وهي تجز علي أسنانها حتي لايخرج صوتها عالياً :"لا أعرف ماذا يعجبه فيمن تسحب خلفها ثلاثة مُراهقين..."
مالت عليها أختها ضاحكة:"حتي يفتتحون مدرسة بالستة أولاد..."
ضحكتا معا بصوت عالي فالتفتت إليهن الحاجة تهاني وقد فطنت عن بعد من همسهن علي من يتهامسن فمالت علي فريدة قائلة بتنبيه:"خذي حذرك منهما فهما ليسا مثلك..."
قالت فريدة وهي تبتسم لها :"لا تقلقي حبيبتي أنا لا أشغل ذهني إلا بأبي وتيمور والبنات فقط.."
مال تيمورعليها وأحاط ظهرها وكتفها بذراعه قائلاً:"لقد سمعت أسمي هل يناديني أحد؟؟"
قالت تهاني وهي تمسح علي وجهه بنظرة أمومية حانية.. :"أقول أنك أخذت إبنة أصول فضعها في عينيك.."
شدد تيمور بيده علي كتف فريدة قائلاً بصوت مُنخفض وهو يبتسم من قلبه :"عيني فقط!!..عيني وقلبي وعقلي..."
قالت له فريدة بهمس وهي تتنحنح:"تيمور ألم نتفق أن تراعي شعور الأولاد ...."
قال لها مازحاً وهو ينظر إليهم وهم مجتمعون حول اللعبة الحديثة التي أحضرها لعبدالرحمن:"هم مُنشغلون لا تقلقي ما أن يستدير أحدهم إلينا حتي أبتعد فوراً ..."

إبتسمت له وهي تملأ رئتيها بعطره الذي يتسلل عبرأنفها في جلسته هكذا بجوارها...
في حين قالت تهاني لسامر الذي يجلس بجوار فدوي :"وأنت أيها الوسيم تعال إلي هنا.."
نظر سامر إليها ثم إلي فدوي وهو لايعلم هل تقصده هو أم لا فقالت له بضجر:"نعم أنت تعالي إلي هنا ..." ابتسمت له فدوي قائلة:"قم إليها ..."
فاستقام واتجه إليها فأفسحت له فريدة مكانها فجلس بجوار الحاجة تهاني وهمت بالبحث عن مقعد آخر فجذبها تيمور لتجلس بجواره ...
فقالت له ما أن جلست بجواره :"تيمور لايصح هذا..سأجلس علي مقعد آخر..."
قال لها :"مابه المقعد يتسع لأثنين..."
أما تهاني فقالت لسامر:"هذه البنت بها طيبة غير عادية ...هي كالجوهرة حافظ عليها وضعها في عينيك..."
قال لها سامر ضاحكاً:"في قلبي وعيني بأمر الله..."
قالت تهاني ساخرة وهي تنظر إلي تيمور:"أنت أيضا؟؟...هل تحفظون هذه الجملة؟؟"
ضحكوا جميعا علي طيبتها وعفويتها وعاد سامر إلي مقعده وفريدة عادت إلي مقعدها فقالت تهاني لفريدة وفدوي بهمس:"أقسم بالله أنا أخاف عليكما فليست كل العيون باردة عليكما...أنتما الاثنتين في يوم واحد ومن شباب كالورد....أسأل الله أن تمر هذه الليلة علي خير"
قالت هذا وهي تنظر إلي أماني والأختين زوجتي شهاب وإياد ثم قالت لفريدة وفدوي بحب وخوف في آن واحد:"بسم الله أرقيكم من كل شيء يؤذيكم وكل عين حاسدة...."
أما علي الجانب الآخر فكان الستة أولاد بالأضافة إلي أبناء شهاب الصغار قد أندمجوا في اللعب معا علي جهازالبلايستيشن وحين أنتهي دور شروق وعبدالرحمن أنتحوا جانبا ليفسحا المكان لشمس وسمر فقال عبدالرحمن لشروق:"لم أتخيل أن البنات ماهرة في هذه الألعاب هكذا..."
إبتسمت أبتسامة ظافرة وقالت له:"لا تستهين بالبنات بعد ذلك...ثم أردفت وقد بدأت في الأعتياد قليلاً عليه...الشيء الوحيد الذي لا أجيده فعلا ويؤرقني جدا فشلي فيه هو مادة اللغة العربية "
قال لها بتساؤل:"مابها اللغة عربية..جميلة اللغة العربية.."
قالت بإحباط :"لا أجيد التعبير عن نفسي لذلك لا أجيد التعبير في اللغة ولا البلاغة ولا القصة...فروع اللغة كثيرة ودائما أنقص درجات كثيرة في هذه المادة..."
قال لها بجدية:"إن أردتِ أن نذاكرها معا حين تأتون إلي هنا أنا مُستعد ولدي طرق تُقصر عليكِ الطريق..."
قالت له:"حسناً سأخبر أبي وبعدها ربما نفعلها.."
أومأ لها برأسه وعادا ثانية إلي أخوتهم حتي يتابعا اللعب ولكنه كان من الحين للأخر يُلقي نظرة علي والدته التي تجلس بين أخوتها وتيمور...
نظرة تجمع بين الخوف من الفقد...والسعادة...
السعادة فقط لسعادة شخص حبيب...
والإعتداد بالنفس أنه تغلب علي هواه وخالفه حتي لايكون ظالماً....

أما علي الجهة الأخري فكان سامر ينتحي جانباً بفادي وفريدة وفدوي وتيمور يجلسون في حلقة بعيداً قليلاً عن الجميع فقال سامر وهو يوجه نظره لفادي:"ما رأيك مادمت سألت وأطمأننت وهناك قبول أن نتفق الآن علي كل شيء وحين نأتي إليكم تكون قراءة فاتحة ونرتدي المحابس؟؟"
قال فادي بتساؤل:"وهل تريد أن نتفق وأهلك ليسوا معك ألن يغضبهم هذا؟؟"
قال سامر بجدية:"أسمعني يافادي... حين أأتي سيحضر معي أمي وأخوتي وأزواجهم وربما خالتي ...أبتسم قائلاً:ينتظرون هذا اليوم منذ زمن فأري أن نتفق من قبلها أفضل.."
قال فادي :"حسناً ماهي طلباتك..."
قال سامر بجدية:"بل ماهي طلباتك أنت؟؟.أنا أريد فدوي فقط...وسنجلس مع أمي لأنها تجلس بمفردها ومريضة لا أستطيع تركها... وسأجهز الشقة كاملة علي ذوق فدوي.."
قال فادي:"حسناً ...قل لي ماذا تريدني أن أحضر .."
قال سامر بجدية:"هذه شقتي بالطبع لن تحضروا شيء أريدها هي فقط..."
قال فادي محاولا إلتزام الهدوء من كلمة سامر المكررة :"حسنا فهمت أنك تريدها...ولكن لابد أن نجهز معك .."

وبعد إصرار فادي أتفقا علي أن يحضر لشقيقته جميع الأجهزة الكهربائية في الشقة إلي جانب الأدوات المنزلية والمطبخ...وأن تختارالشبكة التي تعجبها
قال سامر بارتياح بعد أن أتفقا علي كل شيء:"حسنا متي نستطيع أن نأتي ؟؟."
قال فادي:"الخميس القادم جيد؟"
قال سامر وهو يعقد حاجبيه:"بعيد.... لما لايكون الأثنين مثلاً؟"
قالت له فريدة:"حتي نكون جهزنا أنفسنا وأنتم أيضا جهزتم أنفسكم.."
أومأ لها برأسه مُبتسماً في حين انتبه الجميع علي صوت أغنية تنساب عبر مشغل الاغاني..
أغنية من أغاني المهرجانات وضعوها الأولاد وأخذت شيري ترقص عليها هي وأبناء أعمامها الصغار فاستدار الجميع إلي الأولاد وهم يقفون بجوار مُشغل الأغاني فقالت فريدة لأماني التي تجلس جانباً بجوار فادي ولا تتحرك:"تعالي قفي معنا لا تجلسي بمفردك."
أبتسمت لها أماني وهي تحاول التكيف معهم وقامت بالفعل ليلتفوا جميعا حول الأولاد عدا فؤاد وعايدة وتهاني اللذين أكتفوا بالمشاهدة من علي مقاعدهم وجميعهم سعداء للفرحة التي تملأ المكان

********** يتبع


ru'a likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 03:12 PM   #608

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أغلق باب حجرته عليه و أستلقي علي سريره ....
تناول هاتفه وفتح موقع الفيس بوك فقد انشغل له عدة أيام ولم يتسني له المتابعة
ظهر له ما أن فتح التطبيق صورتين صغيرتين علي جانب الشاشة للحسابين الخاصين به علي الموقع ...
نعم يمتلك حسابين .....
حساب باسمه الشخصي يضم كل أصدقاؤه ومعارفه وكل مايخص عمله....
وحساب وهمي آخر بإسم (شهد طارق)
حساب بإسم أنثي قام بعمله منذ سنوات حتي يتمكن من متابعتها عن قرب بعد أن قامت بعمل حظر له من علي جميع مواقع التواصل الإجتماعي عقب طلاقهما مباشرة...
نعم ابتعد عنها مُرغما ولكنه كان يعرف أنه سيعود ذات يوم وإلي أن يأتي ذلك اليوم فهو بالطبع لن يتركها هكذا ولايعرف عنها شيء ...فقام بعمل الحساب ومن حسن حظه إنها وافقت علي طلب الصداقة حين أرسله فالحساب شكليا يبدو لكل من يتطلع فيه إنه حقا يخص أنثي

فتح الحساب المُزيف بالفعل والذي يضم العديد من الأصدقاء والصديقات اللذين لايعرف عنهم شيء ولا يتواصل معهم ....
هوهنا لمهمة محددة ألا وهي متابعة فريده.....
وما أن بدأ في التصفح حتي وجد صورتها بالفعل أمامه... صورة غريبة لها تبدو بها بحال مُخالف عن حالها أخر مرة رأها فيها...
لايظهر منها إلا وجهها فقط ولكن ملامحها وانفعالاتها مختلفة... يبدو عليها السعادة ....
وجهها هاديء ومُسترخي
ابتسامتها صافية....
وعينيها بهما بريق غريب...
:"مابها في هذه الصورة؟.."
هكذا سأل نفسه ولكنه لاحظ أن هناك عدة كلمات مكتوبة أيضا فوق الصورة(إفرح واملا الدنيا أماني لا أنا ولا إنت هنعشق تاني )
أعتدل جالساً....
مامعني هذه الكلمات...
قال يطمئن نفسه....إنها فقط كلمات من أغنية قديمة لا أكثر ماذا ستعني غير ذلك...

فتح سجل الإعجابات فوجد عدة قلوب مُرسلة من صديقاتها علي الموقع وفتح التعليقات فوجدها كلها تعليقات عادية تتمني لها السعادة ومنهن من أستكملت باقي كلمات الأغنية...
أغلق التطبيق وقلبه ينبض بعنف....
لا يعرف لما أصابته هذه الصورة بالخوف المفاجئ....
هل من الممكن أن تحب فريدة مرة أخرى؟
نفض عن ذهنه السؤال بإجاباته في الوقت الذي دخلت فيه رؤي وأغلقت باب الغرفة ....وأغلقت الأضواء التي كان يضيئها واكتفت فقط بالإضائة الجانبية الخافتة.....لتقترب منه في الفراش وهي ترتدي هذه القطعة الصغيرة الشفافة علي جسدها
نظر إليها بشرود فأخر ما كان يفكر فيه الآن ماتفكرهي فيه .....
أحاطت عنقه بذراعيها واقتربت منه أكثر تطبع قبلة ناعمة علي فكه.... وما أن لاحظت تصلبه حتي قالت له بهمس و بنظرة مُغوية:"ماذا بك ..ألم تشتاق إلي؟"
نظر إليها نظرة أكثر شرودا ... نعم يعترف لها بأنها تتقن كل فنون الإغراء ...
ولكنه في هذه اللحظة لم يكن علي إستعداد لأي شيء .
لقد تلبسه فجأة شيطان الشك...
هل من الممكن أن يكون هناك أحد في حياة فريدة؟ ..
طال صمته وشروده وهي بجواره تتحسس وجهه برقة وهو لايستجيب لأي لمسة منها فقالت له بحيرة:"عمر ....مابك ؟"
قال لها وهو يستقيم واقفاً فجأة وقال لها بصوت فاتر:"لاشيء ...نامي أنتِ الآن...."
ثم إنطلق خارجاً من الغرفه بسرعة وأغلق الباب خلفه فقالت بذهول وحنق وهي تنظر في أثره قائلة :"أنام أنا.... اليوم أول يوم حدده الطبيب لي حتي...."
زمت شفتيها وهي تشعر بالإحباط فهي تعلم أن مزاجه مادام أصبح هكذا فلن تستطيع تعديله
أما هو فوقف في الشرفة بعد أن أغلقها من الداخل يدخن سيجارة ينفث بها عما يعتمل في صدره من قلق وخوف وهو ينظر إلي صورتها ويكبرها ويصغرها يحاول أن يستشف أين التُقطت أو في أي مناسبة.....
تسائل في نفسه هل يتصل بعبدالرحمن ويسأله...
ولكنه تراجع ....مظهره سيبدو سخيفا ...
ماذا سيقول له ؟أين ألتقطت أمك الصورة التي تضعها علي صفحتها الشخصية...
في هذه الحالة سينكشف أمر صفحته المزيفة هذه ....
جز علي شفتيه بأسنانه وأخذ يفكر إلي أن هداه تفكيره إلي وسيلة...
***************
جلس سالم بجوار زوجته الشابة أمام شقتهما الصغيرة الواقعة في مرأب البناية يحتسيان الشاي بعد أن غادرا أحتفال الدكتور فؤاد بأبنه
لقد صعدا للمُباركة بعد أن أرسل لهم الدكتور فؤاد مالذ وطاب من الأطعمة والحلويات والمشروبات ...

الصغيرات يلعبن أمامهما في المرأب الواسع الذي لايحتوي إلا علي عدة سيارات أغلبها لمن لهم شقق في البناية ويسافرون بالخارج ويتركونها أمانة في رقبته... فرحة الصغيرة تحبو بجواره وهو ينفث دخان سيجارته فقالت له سميرة بلهجتها الريفية الممطوطة:"لا تنفث الدخان في وجهها ياسالم ..."
نظر اليها بلامبالاة قائلاً:"أبعديها أنتِ عني..."
لم يكد يتم جملته حتي أرتفع رنين هاتفه بجواره وما أن نظر في شاشته حتي أعتدل جالساً وزفر زفرة متوترة قبل أن يجيب وهو يجلي صوته بثقة عكس التوتر الذي يجول بصدره :"أهلا ياباشا كيف حالك؟"
قال له عمر وهو يضغط بقوة علي السور الحديدي لشرفته حتي يمتص قلقه :"بخير..كيف حالك وحال البنات...لما لم أسمع صوتك لي مدة؟؟؟"
قال سالم وهو يُطفيء سيجارته في الأرض بقوة:"مشاغل ياباشا معاليك تعلم أن جميع شئون البناية تقع علي عاتقي..."
قال له عمر:"طبعاً طبعاً كان الله في العون ...
ثم أردف مُتسائلاً...كيف حال مدام فريدة والأولاد...أنت تعلم رغم إنني مُتابع لهم بأستمرارولكني لابد أن أطمئن منك شخصياً عنهم...مالأخبار؟"
قال سالم بصوت مهزوز لم ينتبه له عمر:"بخير حال..." قال له عمر بشك:"لا جديد؟"
صمت سالم لايعرف ماذا يقول إلي أن أجلي صوته مرة أخري قائلاً:"لا جديد ياباشا...."
صمت عمر قليلاً ثم تنحنح قائلاً :"الأولاد كانوا عندي اليوم وعادوا منذ عدة ساعات ...هل هم بالبيت؟"
قال سالم بصوت متماسك:"نعم ياباشا رأيتهم..."
قال عمر :"ومدام فريدة موجودة؟"
قال سالم وصدره يعلو ويهبط من الأنفعال:"نعم يادكتور.."
كان عمر يراوغ لا يعرف كيف يسأل سالم بشكل صريح عما يريده إلي أن قال له:"هل هم متواجدون الآن ولا يوجد أي شيء غير طبيعي؟"
قال سالم مؤكداً وأرتجافة تسري في جسده:"نعم متواجدون وكل شيء تمام .."
فأردف عمر وقد هدأ انفعاله قليلاً:" أنت تعلم إنني أطمئن منك منذ قطنوا البناية وأرجوك أذا حدث أي شيء أن تبلغني فوراً..."
قال سالم وهو يبتلع ريقه وقد جف حلقه تماماً:"تحت أمرك ياباشا...."
وما أن أغلق معه حتي قالت له سميرة بقلق :"ماذا حدث؟ هل علم شيء؟"
قال سالم بخوف:"كان يسألني عليهم كعادته ....
لا أعرف هل وصل له شيء أم أن حديثه في هذا الوقت كان صدفة .."
قالت سميرة بقلق:"وماذا لو علم أنك تكذب عليه؟؟"
قال لها بلهجة عصبية:"ماذا كنتِ تريديني أن أقول وقد أمنتني أمامك ألا أقول شيء حتي تقول هي؟"... هل كنتِ تريدين بعد أن وعدتها أخلف الوعد؟ ثم أردف بلهجته القروية البسيطة: أمي علمتني أنه من أمنك لا تخونه ولو كنت خائناً.."

قالت له سميرة بسرعة:"لا أقصد ...أنا أخاف فقط أن يعرف أنك كذبت عليه ويؤذيك..."
قال وهو يزفر بتوتر:"ربك يسترها ياسميرة....السيدة لم نري منها إلا كل خير لم أستطع صراحة أن أفعلها وأخلف وعدي لها...."
قالت له بتساؤل:"هل تعرف هي أنه يتواصل معك منذ أن سكنوا هنا؟؟"
قال لها نافياً وعلامات الإنزعاج تبدو علي وجهه:"لا بالطبع هل تريديني أن أقول إنني كنت أنقل له أخبارها في بداية سكنها هنا؟."
قالت له بتساؤل:"لماذا إذن نبهتنا هي ألا نقول مادامت لاتعلم.."
قال لها شارحاً:"الذي فهمته منها إنها تعرف أنني أراه حين يأتي ليوصل الأولاد او يأخذهم لذلك نبهتنا من باب أن نكون علي علم ولا نخطيء أمامه ولكن بالطبع لا تعرف مابيني وبينه.."
قالت له باستفهام:"ومادمت كنت تنقل أخبارها سابقاً فمالذي جد وجعلك لا تفعل ذلك الآن؟؟"
قال لها بتساؤل :"ألا تعرفين ؟؟ يكفي معاملتها لنا ومساعدتها لنا وحبها لبناتنا وتكفلها بمصاريف تعليم أبنتك الكُبري....فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟؟"

****************
شارف اليوم علي الأنتهاء بعكس بدايته تماماً فالقلق كان سيد الموقف والتوتر كان يخيم علي الجميع خاصة تيمور وفريدة وهما يبدأن مع أبناءهما مرحلة جديدة....ولكن مع مرور الوقت أندمج الجميع معاً وأستمتعو بالجو الدافيء في منزل الدكتور فؤاد...
جميع المتواجدين كانوا يحتاجون إلي هذه الجرعة من الدفء الأسري ....
أستعد الجميع للمغادرة....وكان أولهم سامر الذي أتفق مع فادي علي كل شيء يخصه هو وفدوي
وقف فادي معه عند باب الحديقة وبجواره فدوي ولحقتهم فريدة هي وتيمور الذي قال لسامر:"لما العجلة مازال الوقت باكراً..."
قال له سامر مُبتسماً:"مُضطر للأنصراف ...بأذن الله نلتقي يوم الخميس المُقبل"
صافحه تيمور قائلاً:"بأذن الله تعالي..."
صافحه الجميع بمودة وأنصرف بالفعل فجاءت أماني بجوار فادي قائلة بتململ:"ألن نذهب نحن أيضا..."
قال لها بهمس:"أنتظري قليلاً حتي أطمئن علي فريدة..." عادت إلي مقعدها الذي تجلس عليه منذ أن حضرت وفتحت هاتفها تتصفحه قليلاً عوضاً عن الملل الذي تشعر به...
عاد الجميع إلي الالتفاف حول الدكتور فؤاد فاستقام شهاب واقفاً وأشار لزوجته وقال لهم:"سنذهب نحن.."
صافحوا الجميع وأنصرفوا هم أيضا... فمال تيمور علي أذن فريدة قائلاً :"مالمفترض بنا أن نفعله نحن أيضا؟."
قالت له بهمس وهي تنظر إلي الأولاد الذين أنقسموا مجموعة تقف بجوار مشغل الأغاني ومجموعة بجوار جهاز البلايستيشن:"المفترض أن تأخذ بناتك وتذهب إلي بيتك وأأخذ أبنائي وأذهب الي بيتي.."
قال لها باستياء وكانه طفل صغير:"وهل أنتِ راضية عن ذلك؟؟"
ضحكت علي لهجته قائلة بجوار أذنه وهو يميل عليها برأسه:"ألست أنت من صممت علي الزواج بهذه السرعة ...قلت لك الأولاد يعتادون ثم نتزوج قلت أنت نتزوج ثم يعتادون..."
رفع حاجبيه قائلاً:"هكذا أذن..."
قهقهت ضاحكة ثم قالت له بجدية:"الليلة أهم ليلة يكون كل منا مع أبناؤه بمفرده ...لابد أن يتأكدو أن أقترابنا من بعضنا لايعني بعدهم هم عنا....ولابد أن يعلموا أنهم أصحاب المكانة الأولي في حياتنا....صدقني كل كلمة قالتها دكتورة نادية كانت صحيحة ...بالتدريج نصل إلي مانريد...."
زفر قائلاً :"أعرف فريدة ولكني أشتاق اليكِ فقط ...ثم أردف بتساؤل:ألم تقولي لي أنهم سيمكثون عند جدهم عدة أيام الأسبوع القادم ؟"
قالت له:"نعم..."
مال علي أذنها أكثر حتي تسمعه جيدًاً من صوت الأغاني العالية وقال:"مارأيك لو نستغل نحن هذه الفترة... " نظرت إليه بتفكير وقالت :"حسناً نناقش هذا الأمر في وقت أخر لا أستطيع التركيز في هذا الصخب..."
أومأ لها برأسه في نفس الوقت الذي قال فيه فادي لعبدالرحمن :"أغلق الأغاني حبيبي جدو فؤاد يبدو أنه أصابه الصداع منه ...."
أغلقه عبدالرحمن في الوقت الذي قال فيه فؤاد لفادي بامتنان:"أحسنت حبيبي ....بالفعل لقد تعبت من الصوت العالي..."
نظر فادي إلي فدوي قائلاً:"هل ستبقين مع فريدة أم تريدين الذهاب إلي المنزل؟"
قالت له وهي تنظر إلي أماني:"ماذا تريد أنت ... "
قال فادي لأماني بخفوت :"مارأيك لو تذهبي معنا لتري شقتنا ... ونبيت هناك؟"
قالت له بصوت منخفض وهي تقترب منه:"يوم أخر يافادي...أنا حقيقة تعبت اليوم وأصابني الصداع ...ولن أستطيع البيات في أي مكان وليس معي أي شيء يخصني..."
نظر اليها وصمت وهو لايعلم لماذا يصيبها الفتور حين يأتي ذكر الشقة؟؟

رن هاتف فريدة فنظرت إلي شاشته وما أن طالعت أسم المتصل حتي هوي قلبها في قدميها وأغلقت الصوت .
كان المتصل هو عُمر....
لا تعرف لما يتصل الآن....
قالت لنفسها لن أرد عليه ولكن ما أن خطر في ذهنها أنه ربما يكلم أحد أبناءها ويخبره حتي أستقامت وقالت لتيمور الذي يجلس بجوارها :"سأرد علي الهاتف وأعود...."
أومأ لها برأسه وتابعها وهي تبتعد حتي وصلت عند باب الحديقة وردت عليه قائلة :"السلام عليكم...."
قال عمر بهدوء وهو يجلس في الشرفة ويغلق علي نفسه من الداخل:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...كيف حالك؟؟"
قالت له بصوت جاهدت حتي لايبدو متوتراً:"هل هناك شيء؟.."
مط شفتيه قائلاً :"فقط أطمئن....ألا أطمئن دائما؟.." شعرت أن هناك شيء آخر يريد أن يقوله وسألت نفسها بتوتر:"هل يمكن أن يكون سمع شيئاً...."
قطع صمتهم بزفرة حارة وقال لها :"هل فكرتي فيما قلته لكِ أَخر مرة بشأن رجوعنا؟."
نظرت إلي تيمور ثم أشاحت بوجهها للجهة الأخري قائلة له بصلابة:"عمر.. لم أفكر ولن أفكر ..... بارك الله لك في زوجتك ومن فضلك لا تتحدث معي في هذا الأمر مرة أخري.."
أستند بظهره إلي ظهر مقعده ومدد ساقيه علي المقعد المقابل له وقال لها ببرود :"حسناً وأنا لن أستطيع أن أكمل حياتي هكذا بدون أبنائي ... أنا أريد أن ينتقلوا للأقامة معي..."
خيم الصمت عليهما للحظات قبل أن تجد صوتها الذي هرب منها وتقول بحشرجة:"كيف يعني تريدهم هم يعيشون معي ولم يفترقوا عني أبداً..كيف تملك الجرأة لتطلب هذا الطلب؟"
قال لها بنفس البرود:"كانوا معك لأنهم كانوا صغاراً ويحتاجون عنايتك ورعايتك أما الآن فهم كبروا والطبيعي أن يعودوا إلي ...."
قالت له بذهول من كلماته:"كانوا معي لأنهم صغار يحتاجون رعاية! والآن وبعد أن كبروا تريد أن تأخذ تعبي فيهم علي طبق من ذهب! أنت تحلم..."
قال لها بحنق مكبوت:"ولأنهم كبروا أصبحت لكِ أهتمامات أخري ؟."
قالت له بعدم فهم:"أي أهتمامات ؟"
قال لها بسخرية:"لا عليكِ....لاعليكِ...لا تأخذي كلامي علي محمل الجد....ثم أردف بابتسامة ساخرة:أضحكي وأملأي الدنيا أغاني لا أنا ولا أنتِ سنعشق ثانية..."

كان يشعر بالضيق والغضب والرغبة في معرفة مابداخلها ما أن رأي صورتها وكلماتها فلم يستطع منع نفسه من التهكم عليها هكذا ولكنه ما أن نطق بهذا حتي ندم ....
فهي لاتعرف أنها تضيفه علي حسابها بأسم وهمي ...
لم تنتبه هي إلي فحوي كلامه فقالت له :"ماذا تقول؟؟"
فقال لها بصوت هامس يتنافي مع بروده منذ ثوان قليلة:" أقول أن يجتمع شملنا مرة أخري...ولكِ ماتريدين...مالترضية التي تريدينها؟"
صاحت فيه بحنق:"قلت لك انتهي وقت هذا الكلام... ولا تحدثني فيه مرة أخري..."
قال لها بصوت صلب :"أذن مبدأيا عبدالرحمن سينتقل للأقامة معي... قانوناً لي الحق في أخذه ما أن يتم الخامسة عشر ...."
مادت الأرض تحت قدميها ما أن سمعت كلماته وشعرت بأن رئتيها عاجزتين عن التنفس ....
من بعيد لمح تيمور شحوب وجهها فاستقام واقفاً واقترب منها وما أن لمحته يقترب حتي قالت لعمر بصوت جامد:"أبنائي لن يتركوني لأي سبب كان ...وأري أن عطلة نهاية الأسبوع كافية عليك...عمت مساءاً..."
ثم أغلقت الخط مُباشرة....
وصل إليها تيمور وقال لها بقلق:"ماذا بكِ؟...."
صمتت وشعرت أن لسانها أنعقد في فمها ...
فمد يده وأحاط كفيها الذي يري أرتجافهما واضحاً ...أقترب منها أكثر حتي أصبحت في مواجهته مباشرة فقال لها :"ماذا حدث فريدة؟"
قالت له بصوت مبحوح وهي ترفع عينيها إلي عينه :"عمر يقول أنه يريد أن يأخذ الأولاد ليعيشوا معه...."
قال لها بهدوء حذر:"من قال لك ذلك؟"
قالت له بصوت مهزوز :"هو من قال لي..."
أغمض تيمور عينيه لثانية وهو يحاول السيطرة علي نفسه ثم قال بلهجة خطرة:"هل هو من كان يتصل بكِ الآن؟"
أومأت له برأسها أيجاباً...
ترك يديها بهدوء وقال لها بنبرة حادة:"ولماذا قمتِ بالرد عليه؟ ألم نتفق أن فادي أوأنا فيما بعد من سنتابع معه أي أمر..لم تجد صوتها لترد عليه ..فأشار إلي فادي بيده قائلاَ بصوت صلب:لِم لم تعطي الهاتف لفادي؟ ولِما لم تقولي لي أنه هومن يتصل؟ أحتد صوته أكثر وقال:ولما قمتِ من جواري حين أتصل؟"
نظرت إليه بحيرة وقالت له:"أنا أقول لك يريد أن يأخذ الأولاد وأنت تقول لي هذا؟"

لاحظ فادي حديثهما المتوتر فانضم إليهما ليعرف ماذا يحدث...فقصت عليه فريدة ماحدث وهي مازالت علي
نفس حالتها

بعد قليل

كانوا جميعاً يجلسون بتوتر يستمعون إلي إياد كونه مُحامياً وهو يشرح لهم الموقف القانوني لهم ...فقالت له فريدة باستنكار:"هل ماتقوله هذا حقيقي ....هل القانون مُجحف هكذا؟ما أن تتزوج المرأة تسقط عنها حضانة أبناءها ..."
قال لها حتي يزيل بعض التوتر من علي كاهلها:"فريدة كما قلت لكِ هناك مخارج كثيرة نستطيع أن نسلكها ولكن كله يتوقف علي رد فعل والدهم حين يعرف ... ودعينا لانسبق الأحداث ربما تم التراضي بشكل ودي...ثم أردف بتساؤل:هل هذه المعلومات يافريدة لم تكوني تعرفيها من قبل؟ لم تسألي قبل الزواج عن الوضع.."
قالت له بنظرات تائهة وهي تنظر إلي تيمور:" سألت محامية صديقة لي عن الأمر فقالت أن الأولاد كبار ويتم تخييرهم أمام القاضي مع من يفضلون العيش هذا في حالة أن وصل الأمر إلي القضاء..."
قال لها بجدية:"تخيير الأولاد يتم بعد سن الخامسة عشر...أما قبل هذا السن تكون الحضانة من حق أطراف عدة منهم والدة الأم يليها والدة الاب يليها الخالة يليها العمة.....فوارد في حالتك أن تطلب جدتهم الحضانة وتحكم لها المحكمة بها ..ونستطيع الطعن وقتها إن كانت كبيرة في السن أو مريضة ولن تستطيع رعايتهم..."

نظرت إليه بملامح خاوية ونظرت إلي الأولاد المندمجون مع بعضهم بعيداً وقالت لتيمور بنظرات تائهة:"ألم أقل لك أريد أن أسأل إياد وقلت لي فيما بعد..."
قال إياد :"وأنا أيضا حين لم تسأليني ظننت أنكِ تعرفين الوضع....لم أتخيل أن تقدمي علي خطوة الزواج دون أن تعلمي.."
قالت له بأنفاس متقطعة ونظرة عين واهية وذهن شارد:"
:" كل شيء جاء بسرعة ..تيمور كان مُتعجل"
نظر تيمور إليها نظرة حانقة مٌحبطة وقد أصابته كلمتها في مقتل ولم يُعلق
هاهي في أول موقف تخاف وتتراجع
شعر أنها ربما تكون نادمة علي زواجهم وهذا الأحساس كان قاتلاً له...
أصابه الغضب حين علم أنها كانت علي بعد خطوات منه وتهاتف غيره دون أن تخبره...
وهذا ليس أي شخص هذا طليقها
كان هذا مايشعر به
كان يشعر بالغضب منها وعليها

نظرت الحاجة تهاني التي كانت لاتزال جالسة إلي أماني التي تتابع مايحدث بصمت ..وإلي نورين التي كانت تجلس بجوار زوجها تستمع إلي مايُقال وعينيها تتسعان ليس تعاطفاً بل نظرة أخري لم ترتاح لها تهاني...
فقالت في نفسها:"كنت أعلم أن هذا اليوم لن يمرعلي خير ...حقيقة العين فلقت الحجر نصفين...."
أما فريدة فقد شعرت في هذه اللحظة بالتحديد بالضياع...
للتو كانت سعيدة
وبالأمس كانت تحلق في السماء ....
أحيانا تعطينا الحياة باقات من الورود فنظن إنها أبتسمت لنا لنجدها تقذفنا بعدها مُباشرة بالحجارة ...

*************

بعد ساعة

كانت فريدة تجلس في غرفتها ترتدي منامتها وتجلس بجوارها فدوي بعد أن رحل فادي مع زوجته والبنتان مُستلقيتان بينهما وأمامها يجلس علي طرف الفراش عبد الرحمن الذي أخذ ينظر إليها بتعجب ثم قال لها بجدية:"أمي....حقيقة لا أعرف لماذا تخافين... هل تظنين وأنا بحجمي هذا ثم أشار بسبابته على نفسه صعوداً وهبوطا وأكمل :وأبي سيأخذني رغماً عني ... "
نظرت إليه نظرة مُتألمة وقالت :"هذا بالنسبة لك ولكن ماذا بالنسبة لأختيك ...وأشارت إلي سمر وسهر..."
فقال عبدالرحمن وهو يبتسم بسخرية:"أبنتيك لن تتحملهما رؤي من أفعالهن "
أعتدلت سهر جالسة وقالت له باستخفاف:"وماذا أفعل أنا ...ألست أنت وهي من تفعلان كل المصائب معا..."
إبتسمت سمر بتسلية ولم ترد فقالت فدوي وهي تشعر أن حديثهم مبطن:"ماذا تقصدون وأي مصائب تفعلون"
قالت سهر وهي تنظر إلي سمر وعبد الرحمن:"تقصون أنتم أم أقص أنا"

بعد قليل....

وبعد أن دلف الأولاد إلي غرفهم لم تتمالك فدوي نفسها من الضحك في هذا الموقف العصيب وهي تتذكر القصص التي أعترفوا بفعلها في زوجة أبيهم....
نظرت إليها فريدة وقد عزالضحك عليها وقالت:"هم يُضحك وهم يُبكي... أبنائي أنا يفعلون كل ذلك وأنا لا أعرف..."
قالت فدوي:"أطمئني يافريدة كما قال لك أولادك كيف سيأخذهم رغما عنهم...هم كبار ولهم إرادة"..
تناولت فريدة هاتفها وأتصلت بتيمور مرة أخرى فلم يرد عليها فقالت لفدوي بامتعاض:"لايرد أيضا"
صمتت فدوي وهي تعلم أن تيمور بالطبع غضب منها فأرسلت له فريدة رسالة علي الواتساب فلم يرد ولكن ظهر لها أنه قرأها فألقت الهاتف علي الفراش وقالت بحنق :"يري إتصالاتي ولا يرد "
قالت لها فدوي :"أتركيه الآن يافريدة بالتأكيدغضب منك ويريد أن يأخذ وقته..."
صاحت فيها بحنق:"ولما يغضب ماذا فعلت أنا ؟"
قالت لها فدوي بتوبيخ :"أنتِ غالباً لم تشعري بنفسك وأنتِ تتحدثين بانفعال أمامه..."

زفرت فريدة بحنق وقالت بأسي:"هل كان لابد أن يضع عمر لمسته الخاصة في هذا اليوم علي وجه التحديد؟"
ربتت فدوي علي كتفها ولم تعرف ماذا تقول فاستلقت فريده في فراشها وفتحت هاتفها علي
صورة تيمور الذي يبدو عليه فيها السعادة وشعرت بالألم لأنها كانت السبب في تبدل حالته هكذا .....
وفجأة فتحت عينيها عن آخرهما وقفزت جالسة علي السريروالتفتت إلي فدوي التي كانت تراسل سامر وقالت لها بجزع :"فدوي لقد تذكرت شيء ...عمر حين كان يحدثني قال لي نفس الكلمات التي كتبتها أنا اليوم في منشور علي الفيسبوك....كيف عرف به؟ "
وضعت فدوي هاتفها بجوارها وقالت لها :"ألم تقومي بعمل حظر له منذ فترة"
قالت لها بتأكيد:"طبعا هذا منذ سنوات"
ثم لمعت عينيها فجأة وفتحت هاتفها ودخلت علي موقع التواصل الاجتماعي وأخذت تبحث بين أصدقاءها...إلي أن وجدت إسم أرسلت لها صاحبته منذ فترة كبيرة وكان الأسم فقط هو الذي يدل علي إنها أنثي....
هذه هي الوحيدة التي قبلتها منذ سنوات ولم تكن تعرفها معرفة شخصية
أخذت تتفحص هذا الحساب جيداً فلم تجد عليه أي شيء يدل علي شخصية صاحبته ... صاحبته التي كانت دوما تضع لها قلوباً على كل منشوراتها ... شعرت بالأرتياب وقالت لفدوي بوجه ممتقع وهي تعطيها الهاتف :"إنظري إلي هذا الحساب وقولي لي ماذا تشعرين...."
تفحصت فدوي المنشورات القليلة جدا وعدد الأصدقاء فمطت شفتيها وقالت لها :"يبدو أنه حسابا مُزيفاً... "
جزت فريدة علي أسنانها ودخلت علي الحساب المزيف وقامت بعمل حظر لهذا الحساب وتمنت لو أستطاعت أن تحظر صاحبه من حياتها كلها


نهاية الفصل التاسع عشر





Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 04:05 PM   #609

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 170 ( الأعضاء 34 والزوار 136)
‏Heba aly g, ‏حنان الرزقي, ‏houda4, ‏life is fun, ‏جورجيناااااا, ‏عاشقة الحرف, ‏نوالياتي, ‏وسام عبد السميع, ‏لولا محمد22, ‏لبنى 2000, ‏Marwahr, ‏ImaneAlkoush, ‏لافيندر, ‏spd, ‏مي زيدان, ‏taljaoui, ‏imoo, ‏رهف الخواطر, ‏إدارية, ‏salwa habiba, ‏عشق القراءة, ‏dr.marwaalsokkary, ‏هالة صابر, ‏حنان ياسمين, ‏ghader, ‏Mat, ‏النصر المبين, ‏ام نوارة, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏عروب 55, ‏اسماء سلوم, ‏شيرين الخولي, ‏Suzi arar, ‏إيثار سليم
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 04:30 PM   #610

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 211 ( الأعضاء 41 والزوار 170)
‏Heba aly g, ‏نور علي عبد, ‏دموع عذراء, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏حنان ياسمين, ‏Solly m, ‏Nada $, ‏kawthar waleed, ‏داليا كريم, ‏رانيا خالد, ‏samahss, ‏عاشقة الحرف, ‏Dedamayosh132, ‏houda4, ‏life is fun, ‏نوالياتي, ‏وسام عبد السميع, ‏لولا محمد22, ‏لبنى 2000, ‏Marwahr, ‏ImaneAlkoush, ‏لافيندر, ‏spd, ‏مي زيدان, ‏taljaoui, ‏imoo, ‏رهف الخواطر, ‏إدارية, ‏salwa habiba, ‏عشق القراءة, ‏dr.marwaalsokkary, ‏هالة صابر, ‏ghader, ‏Mat, ‏النصر المبين, ‏ام نوارة, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏عروب 55, ‏اسماء سلوم, ‏شيرين الخولي, ‏Suzi arar


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.