آخر 10 مشاركات
آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حب و كبرياء - بني جوردان - الدوائر الثلاث** (الكاتـب : لولا - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          تــــــــوأم الـــروح *مكتملة* (الكاتـب : small baby - )           »          93- الحب الأول -أليزبيث هنتر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-20, 02:11 PM   #851

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الورد حبيباتي الفصل هينزل حالا بأمر الله 💖

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 02:15 PM   #852

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون

العدل....
إسم من أسماء الله عز وجل فهو سبحانه العدل الذي لايظلم ابداً ...والحياة دائرة تدور بنا لا أحد يظل في موضعه فمن كان يرتدي رداء الضعف بالأمس هو من أصبح يرتدي رداء القوة اليوم ...
ومن كان يظن انه في موضع القوة بالأمس ربما تجور عليه الحياة اليوم ...
وهذا ينطبق ايضا علي المشاعر فمن ظننا اننا لن نعيش يوما بدونه يأتي اليوم الذي نتمني فيه ابتعاده لتستقيم حياتنا ونري في بعده عنا النجاة

جلست فريدة في حجرة المعيشة ساهمة وبجوارها فادي علي نفس الأريكة وأبناءها حولها كل منهم علي مقعد ورغم أن ضوء النهار والشمس تملأ الغرفة إلا انها شعرت بقتامة الألوان من حولها
الغريب انها لم تشمت في عمر ولو للحظة وهو يقف أمامها كالثور الهائج لايصدق ما حدث...لم تشمت فيه وقد تبدلت الأدوار
كل ماتمنته في هذه اللحظة أن يتركها لحياتها كما تركته لحياته سابقاً ....نعم هي لم تقف عقبة في طريق سعادته المزعومة منذ سنوات ؛هي تركته بعدما حاولت قدر استطاعتها الحفاظ عليه حتي لا يغادر حياتها.
كل مافعلته أنها انسحبت حين أدركت أنها لن تستطيع الاستمرار وياليته يعلم أنها لو كانت تستطيع لكانت استمرت فقط من أجل أبناءها ولكنها حقا لم تستطع تحميل نفسها فوق طاقتها ....
واليوم وقد تبدلت الادوار ووقف هو مكانها لم تشعر بالتشفي ولا بأن حقها قد عاد كل ماشعرت به أنها تريده فقط أن يتركها تنعم بسلامها النفسي ....
هكذا نحن البشر نستطيع تحمل الصراع لسنوات ويأتي علينا وقت نشعر فيه اننا فقط نريد أن نحيا في سلام ....

قال لها فادي وهو يلاحظ شرودها :"أين ذهبتِ؟؟"
رمشت بعينيها ثم قالت له بهدوء:"موجودة.."
قالت لها سهر التي تجلس قبالتها وتفرك عينيها التي لم تتخلص بعد من آثار النوم:"كيف سيكون الوضع بعد معرفة أبي؟هل فعلا سيطلب انتقالنا للعيش معه ؟"
قالت لها بنبرة هادئة لا تعبر عن القلق الذي يعصف بكل ذرة من جسدها:"الوضع كما نحن حبيبتي نحن في بيتنا كما كنا طوال سنوات ووالدك كان ضيقه فقط لأنه تفاجأ أما حين يهدأ فلن يفعل شيء ثم اردفت وهي تنظر في عينيها لتمدها بالثقة وهي في الأساس تستمد ثقتها منها هي وأخوتها:نحن لنا سنوات علي هذا الوضع... لنا سنوات نجلس معا ولن نستطيع الابتعاد عن بعضنا.."
قالت سمر التي استيقظت هي وشقيقتها بعد ذهاب والدهم ولما يسمعا شيئا مما حدث:"وإن طلب أمي أظن أن لنا حرية الاختيار فنحن لم نعد صغاراً..."
قال عبدالرحمن بجدية:"من الاساس رؤي لن تستطيع أن تعيش معنا في بيت واحد ..."
قال فادي وهو يمسك لسانه حتي لايتفوه بشيء مسيء عن عمر أمام ابناؤه ونظر إلي ثلاثتهم قائلاً بجدية :"لا تستبقوا الاحداث.. يهدأ فقط وانا سأتفق معه علي كل شيء وهو لن يعترض علي شيء أنتم تريدونه المهم أن جميعكم تتفقوا علي كلمة واحدة انكم لن تستطيعوا الحياة بدون أمكم وأنكم ستزورونه كما كان الوضع من قبل ... زفر قائلاً وهو يرغم نفسه علي الحيادية:حاولوا أن تفهموه أنكم تحبونه ولا تستغنوا عنه ولكن لن تستطيعوا الحياة بدون أمكم..."
قال له عبدالرحمن:"بأذن الله..."
استقامت فريدة واقفة وقالت للجميع :"هيا لنصلي الظهر جماعة ..."
قال لها عبدالرحمن وهو يستقيم هو الآخر:"انتظروني سأتوضأ...." ذهب الي الحمام بينما قالت فريدة لفادي بهمس وهي تعاود الجلوس بجواره:"لا تقل أمام فدوي أي شيء مماحدث لا توترها ..."
أومأ لها برأسه وقال لها وهو يري قلقها في عينيها رغم ادعاءها عكس ذلك :"لا تقلقي...ثم أردف بهمس حتي لاتسمعه البنتان:لن يفعل شيء فهو لن يستطيع رعايتهم ..."
أومأت له برأسها وقالت له بأسف:"أعتذر لك فادي عما تعانيه معي منذ سنوات ..."
غمز لها بعينه وقال لها مازحا حتي يلهيها عما هي فيه:"عدي الجمائل اذن ثم اردف بغموض:وربما نحتاجك في المستقبل لترديها..."
قالت له دون أن تفهم ماذا يقصد:"عيوني لك ياحبيبي .." ربت علي كفها المرتعش ثم قام ليتوضأ بمجرد أن لمح عبدالرحمن خرج من الحمام
***************
في منزل الحاج ابراهيم
وقف ابراهيم وعبدالله بجوار الطبيب الذي يكشف علي كريمة وهي متمددة فوق فراشها في غرفة نومها؛فبعد ماحدث وهي لاتستطيع تحريك ساقيها وأصابها الانهيار التام .وما أن عرفت نسمة وأخبرت عبدالله حتي أحضر الأخير الطبيب ليطمئنوا عليها
أخذ الطبيب يسأل كريمة بعض الاسئلة ويطلب منها تحريك ساقيها وثنيهما ووخذها بدبوس صغير حتي يتأكد من الاحساس لديها وبعد أن وقع كشفا كاملاً عليها قال لهم بجدية:"هي ليس بها شيء وتستطيع تحريك ساقيها والاحساس بهما موجود غالبا هي تعرضت لضغط نفسي أثر عليها ومع السن وضعف الاعصاب حدث ماحدث.."

قالت له نسمة التي تجلس بجوار والدتها ويبدو القلق والانفعال علي وجهها الذي تخضب كله باللون الأحمر :"الا يوجد قلق عليها يادكتور الا نحتاج الذهاب بها الي المشفي؟"
قال لها مُبتسماً ببشاشة :"صدقيني لو كان هناك أي شك كنت طلبت منكم الذهاب..."
امتقع وجه عبدالله الذي يقف بجوار الطبيب وهو يراه يبتسم لها هكذا وينظر اليها مدققا بها وهو يحدثها وشعر بالغيظ منه فقال له بجدية:"نشكرك كثيرا يادكتور..." فاستقام الطبيب واقفا وقال لعبدالله :"وأنا سأكتب لها ايضا بعض الأدوية التي تشعرها بالتحسن..."
صاحبه عبدالله للخارج بينما جلس إبراهيم علي المقعد المواجه لفراشها واجما شاردا فيما حدث... يرتدي جلبابه الابيض وفي يمينه مسبحته يسبح الله همساً
هاهو ماكان يخاف منه قد حدث...
تعامل ولده بعجرفة مع الموقف هو ماتسبب فيما حدث....لطالما نبهه بشكل غير مباشر الا يترك أولاده وزوجته
لطالما نصحه أن يعيدها وهي في شهور العدة ولكن غضبه أعماه وكرامته وقفت بينه وبينها
لن ينسي إبراهيم قبل انقضاء عدة فريدة حين طلب من عمر أن يعيدها قبل فوات الأوان ولكن كرامته أبت أن يعيدها وقتها وها هو يحصد مازرعه ...
شعر ابراهيم بالعجز وقلة الحيلة تماما كما تشعر زوجته التي تستلقي في فراشها واجمة تفكر في فلذة كبدها الذي خرج هائما علي وجهه

بعد قليل
عاد عبدالله ومعه العلاج الذي وصفه الطبيب وجلس بجوار حماته علي المقعد المجاور لفراشها قائلاً بلين:"لقد أكد الطبيب أنكِ بخير خالتي كل ماتحتاجينه الراحة والاسترخاء وأخذ العلاج ..."
قالت بعيون دامعة :"عمر ياعبدالله ....عمر خرج وحالته صعبة اطمئن عليه وطمئنني بني فهو لايرد علي نسمة.." قال لها وهو يربت علي يدها المستقرة بجوارها:"اطمئن عليكِ ثم أذهب اليه لاتقلقي..."
قالت له بلهفة :"أنا بخير بني إذهب إليه وطمئنني ..." زفر قائلاً:"حسناً ..."
ثم أشار بعينيه إلي نسمة التي تجلس بجوار والدتها لتخرج معه بالخارج...وما أن خرجت معه إلي غرفة المعيشة حتي قال لها :"هل معكِ رقم رؤي؟"
قالت له :"نعم..."
قال لها :"إعطني اياه فلا أحب أن أذهب مباشرة ربما لا يناسبهما ولا أعرف من الاساس هل هو بالبيت أم لا.."
فتحت هاتفها وأملته الرقم فأخذه منها واتصل برؤي في نفس اللحظة التي دخلت هي فيها الشرفة واتصلت بفريدة وما أن ردت عليها حتي قالت لها نسمة بحرج:"فريدة كيف حالك؟..."
قالت لها بنبرة طبيعية:"بخير الحمد لله ..."
فقالت لها نسمة بتردد:"هل اتصل بكِ عمر اليوم..."
قالت لها فريدة مصححة:"بل كان عندي اليوم..."
ثم قصت عليها ماحدث في الوقت الذي كان يعيد فيه عبدالله الاتصال برؤي التي لاترد مثل زوجها ولكنها أخيراً ردت بصوت متوتر فقال لها عبدالله :"أهلا رؤي كيف حالك؟.."
قالت له باقتضاب :"حمدا لله.."
قال لها:"أين عمر؟"
قالت له :"نائم..."
لم يطيل معها في الكلام لربما لا تعرف شيء أو لم يقول لها عمر شيء فقال لها قبل أن ينهي المكالمة :"حسنا رجاء حين يستيقظ أخبريه انني أريده في أمر هام"

خرجت نسمة من الشرفة وقصت عليه ماقالته لها فريدة فقال لها بوجه جامد:"مادام هاج وماج هكذا فهو لن يصمت أنا سأذهب إليه لن أستطيع أن أتركه يصارع وحوشه وحده حتي لايتهور..."
لمح مسحة الحزن في عينيها فربت علي كتفها قائلاً:"لا تحزني فماحدث نتيجة طبيعية لتراكمات السنوات الماضية وهذا ماحذرناه جميعا منه ولكنه لم يكن يدرك .."
أومأت له برأسها بصمت ودلفت حتي تعطي والدتها ادويتها
**************
بعد العصر

تقلبت في الفراش الوثير بحجرة الفندق الذي وصلا إليه صباح اليوم في احدي المدن الساحلية البعيدة نسبياً لقضاء عدة أيام ...
ومنذ أن حضرا صباحاً وهما نائمان ...
فتحت عينيها لتجده يغط في نوم عميق يوليها وجهه الهاديء جداً أثناء نومه.. لاحظت أنه اثناء نومه يكون هادئا ولايتحرك إلا نادراً ابتسمت ابتسامة حانية وهي تنظر إلي وجهه الحبيب ... لن تكون مبالغة حين تعترف لنفسها انها في يومين فقط عاشت معه مالم تعيشه في حياتها كلها أو علي وجه التحديد ما انتظرت أن تعيشه من مشاعر رقيقة راقية فياضة...تفهم لها ولاحتياجاتها...خوف عليها طبطبة علي قلبها الذي كان يشتاق إلي هذه الطبطبة
حقيقة سامر فاق توقعاتها حين احتوي خجلها وخوفها الفطري وجعل من أول أيامهما معا أجمل أوقات مرت عليها.فتح عينيه فجأة ليجدها تتطلع فيه هكذا ....
مالاحظته ايضا انه يستيقظ فجأة و يفتح عينيه فجأة كما فتحهما الآن ليضبطها متلبسة في تأمل وجهه ... قال لها بصوت خشن من أثر النوم وابتسامة حلوة:"منذ متي وأنتِ مستيقظة هكذا؟"
قالت له بابتسامة خجلة :"للتو ..."
قال لها مُشاكساً:"كااااذبة....."
إتسعت ابتسامتها قائلة:"كيف عرفت؟"
قال لها ببساطة :"ليس بعينيكِ اثر للنوم...عيناكِ متسعتان تحدقان بتركيز...."
أغمضت عينيها خجلاً فجذبها إلي حضنه ليضمها بقوة قائلاً:"هل مازلتِ تخجلين مني ؟ الم نتجاوز هذه المرحلة..."
قالت له وهي تدفن وجهها في صدره:"لا تقلق ساتجاوزها بأذن الله..."
فأردف قائلاً بخبث:"لما لا أشعر أنا بهذا الخجل مثلك.." قالت له وهي ترفع وجهها إليه وعلي شفتيها ابتسامة شقية:"لأنك وقح...."
ضيق عينيه الخضراوتان قائلاً :"هل قلتِ أنني وقح!... ثم أردف وهو يحكم قبضته حول خصرها:أنتِ لم تري وقاحة بعد.."
أطلقت ضحكة قصيرة قبل أن تغيب معه في عالمهما الجديد...عالم يخصهما وحدهما تفاصيله كلها بتوقيع سامر درويش

بعد فترة ....

بعد أن تناولا طعام الغداء في مطعم الفندق خرجا سويا إلي منطقة حمام السباحة والالعاب المائية ...إرتدت فدوي رداء سباحة أنيق خاص بالمحجبات وعلي شعرها اكتفت بوضع تربون بينما إرتدي سامر بنطال سباحة قصير...
نظر كلاهما إلي الماء بانتشاء فقال لها وهما يقفان بجوار حمام السباحة الذي تنعكس عليه أشعة الشمس فتبدو المياه بزرقة صافية :"هل تجيدين السباحة؟"
قالت له وهي تنظر إلي الماء بسعادة:"نعم أبي رحمه الله هو من علمني السباحة وأنا صغيرة ...."
قال لها وهو يدفعها في المسبح:"أريني أذن؟.."
سقطت فدوي في الماء وهي تصرخ من المفاجأة وألقي نفسه خلفها وما أن رفعت وجهها إلي الماء حتي حملها وأخذ يقذفها في الماء عدة مرات وهي سعيدة كطفلة صغيرة يداعبها والدها....
هي كذلك حقا فمنذ وفاة والدها وهي في الخامسة عشر وهي تفتقد حنان الاب ....فادي وقتها كان اصغرهم ومنذ أن شب ورحلت والدتهم وهو يتحمل كل شيء عنهم ولكن هناك منطقة في قلبها كانت تشتاق إلي هذا النوع من التدليل وهاهو يعيدها سامر إلي سنوات للخلف....
بعد أن انتهيا من القفز في الماء والمشاكسة...
استلقت فدوي علي ظهرها في الماء ومددت ساقيها وأغمضت عينيها تشعر بالاسترخاء فمد ذراعه أسفل ظهرها ليدعمها ويرفعها قليلاً وذراعه الآخر أسفل ساقيها يجعلها تتحرك معه علي سطح الماء وهو يسبح ويجرفها معه وهي علي وضعها
كان يتأمل لون بشرتها القمحية تحت ضوء الشمس ففتحت عينيها قائلة له:"ألا يمكن أن تكون الحياة هكذا دوما؟..."
قال لها بجوار أذنيها:"يمكن جدا لما لا...نحن من نصنع حياتنا بأنفسنا يافدوي ... نحن من نقرر ماهي شكل حياتنا...أنتِ كنتِ تري أن هناك الكثير ضاع منا قبل أن نتقابل فلما لا نجعل الباقي من حياتنا تعويضاً عن هذه الأيام؟؟"
قالت له وعينيها تبتسمان :"أنا موافقة قل لي مالمطلوب بالضبط وأنا أنفذه ..."
كانا قد وصلا إلي الجزء المظلل في حمام السباحة أسفل المنفذ الخاص بالعصائر والمثلجات فقال لها :"ماذا تشربين؟"
قالت له وهي تستقيم من نومتها لتقف في الماء:"أأخذ مثلجات...."
قال للرجل بابتسامة صغيرة:"كوبين من المثلجات من فضلك...." ثواني قليلة وأعطاه الرجل ماطلبه فأخذها بعيدا عن المنفذ قليلاً وأعطاها كوبها قائلاً:"المطلوب سيدتي أن تكوني زوجة متفاهمة متعاونة تحتويني بكل ماتحمله الكلمة من معاني ثم أردف بابتسامة صافية أظهرت صفاء لون عينيه:لا أريد للحزن أن يدخل بيتنا نهائياً..."
قالت له وهي تلتهم المثلجات :"عُلِم وينفذ بشمهندس سامر...أي أوامر أخري..."
قال لها وهو يضع المثلجات خاصته علي سطح المسبح وتكتسي عينيه بنظرة ثاقبة:"أريدك أن تملأي حياتنا حب فقط... أنتِ دافئة وحنونة وطيبة أري بكِ طيبة وحنان الامهات .."
وضعت علبة المثلجات خاصتها بجوارعلبته وقالت له بحنان:"أعدك ..."
أحاط خصرها الذي يغطيه الماء بالكامل ليضمها إليه فالتفتت حولها قائلة:"سامر نحن حولنا الكثير..."
قال لها وهو يضمها إليه أكثر:"أغلبهم من الأجانب ولا أحد يركز إلا مع نفسه فركزي أنتِ الأخري معي .." تجرأت قليلاً لتحيط كتفيه بذراعيها فيضمها ضمة قوية ذابت فيها عظامها بين يديه ....ظلا هكذا يدوران في الماء كل منهما يحيط الآخر إلي أن قالت له بخجل وهي تبتعد عنه مقدار نفس واحد:"لم ندخل منطقة الالعاب المائية بعد...هل هي للجميع أم للأطفال فقط؟؟"
قال لها ضاحكاً:" للجميع حبيبتي وحتي إن كانت للاطفال فقط كل طلباتك أوامر ..."
لم يمض وقت حتي كانا ينطلقان كشابين صغيرين في منطقة الالعاب المائية...
هناك من يضع العمرعقبة أمامه حتي وإن كان في مقتبل الحياة وهناك من لايحسبون أعمارهم بتواريخ ميلادهم ولكن كل يوم في الحياة يحسبونه أول يوم لهما فيها فيظلون طوال عمرهم في شباب متجدد

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 02:18 PM   #853

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في منزل دنيا شقيقة سامر

اجتمعت الاسرة كاملة لتناول طعام الغداء دنيا وزوجها عماد ووالدتها التي تجلس لديها منذ شهر منذ أن بدأ سامر في ترتيب الشقة ووالدة عماد واختيه مني ورباب يجلسون جميعا في الرووف الملحق بشقة الطابق الاخير الذي يسكنوه وحولهم اطفالهم يلعبون ويملؤن المكان بالصخب بينما عماد يقف بجوار الشواية بجوار اخر كمية من الدجاج المشوي والكفتة في الوقت الذي وضعت فيه دنيا بعض الصواني علي الطاولة الكبيرة بمساعدة مني ورباب
قالت وفاء وهي تجلس بجوار شقيقتها ميرفت التي تشبهها كثيراً في الشكل وسنهما ايضا متقارب وهي توجه حديثها إلي دنيا:"هل رد عليكِ سامر ياابنتي أريد أن أطمئن أنه وصل بسلامة الله...."
قالت لها دنيا وهي تضيق عينيها الخضراوتان كعينين أمها وشقيقها:"أبنك لم يرد علي واكتفي برسالة علي الهاتف ثم أردفت ضاحكة :يقوم بتمثيل دور العريس جيداً.."
قالت لها أمها بابتسامة حانية :"فليسعده الله ياابنتي .." دلفت الثلاث بنات ليحضرن باقي الطعام من المطبخ وعماد منهمك في تقليب المشويات فلاحظت وفاء شرود شقيقتها فقالت لها باهتمام:"مابكِ ياميرفت أشعر أن بكِ شيء حبيبتي..."
قالت لها شقيقتها وهي تحمل الهم:"أبو كريم مصمم أن يوافق علي طلب شقيقه ويزوج رباب لأبن عمها وتعيش في الجنوب عند أعمامها..."
قالت وفاء بقلق وهي تعرف كم هي مرتبطة ببناتها ولن تستطيع فراقهم أو ابتعادهم هكذا :"والبنت موافقة؟"
قالت ميرفت بضيق:"لا موافقة ولا معترضة تري أنها اتمت السادسة والعشرين وفرصها تقل فتميل إلي الموافقة فقط من أجل هذا الأمر..."
قالت وفاء بجدية:"ولما لا تتحدثي أنتِ مع والدها وتقولين له أسباب رفضك؟"
قالت لها ميرفت بزفرة حارة:"يقول لي سمعت كلامك في زيجة مني وهي الان غير مرتاحة ولا نملك فعل شيء من أجل ابناءها وأن ابن عمها سيحافظ عليها وأفضل من غريب لا نعرفه...."
دخلت مني وسمعت جملة أمها الأخيرة وشعرت بالضيق لأن والدها يبدو عليه انه مصر علي هذه الزيجة ولايفرق معه بعاد رباب عنهم واقصاءها في الجنوب..."
وضعت مافي يدها بعصبية علي المنضدة ودلفت لتحضر باقي الاغراض بينما وفاء تشعر بالخجل من شقيقتها....شقيقتها التي كانت تضع أملا علي سامر ولكن ماذا تفعل هي فالزواج ليس بالغصب واليوم البنات لاتُجبرعلي زوج معين فماذا عن الشباب وخاصة حين يكون سامر أصغر أبناءها واغلاهم فكيف تكسر بخاطره ....نظرت إلي ميرفت الواجمة وذهنها شارد وشردت هي الاخري وهي تشعر أن شقيقتها بالتأكيد تظن بها قلة الاصل فهي لن تنسي أبداً ماحدث قديما مع دنيا حين تركها خطيبها الذي كانت تحبه قبل زواجها من عماد وكيف أرغمته والدته علي تركها بعد اكتشافهم لقضية والدهم القديمة وكيف كُسر قلب دنيا وقتها ليتقدم لها عماد بعدها ويجبر بخاطرها بالتأكيد ميرفت كانت تتوقع المثل من شقيقتها
نظرت إليها قائلة بحرج:"كنت أتمني ياميرفت أن أأخذ رباب فأنتِ كما تعلمين معزتها عندي ولكن أنتِ تعرفين الشباب وميولهم نحن لا نملك عليهم حكما.."
ابتسمت شقيقتها ابتسامة صغيرة وربتت علي كتفها قائلة :"كل شيء قسمة ونصيب..."
إنتهي أخيراً عماد من الشوي ووضع الصينية التي بها كل المشويات في منتصف الطاولة قائلاً بأعلي صوته للبنات في المطبخ:"الغائب ليس له نائب...ثم اردف قائلاً لخالته ووالدته:هيا خالتي هيا امي تذوقوا ما صنعته يدي..."
إنضم جميع الاولاد حولهم وجاءت دنيا ومني ورباب لتكتمل الجلسة العائلية ولكن في قلوب البعض كانت هناك غصة

***************
قبل المغرب بقليل

توقفت سيارة عبدالله تحت بيت فريدة فقال الأول لعمه إبراهيم الجالس بجواره صامتاً منذ خروجهما من الحي:"هل أنت متأكد انك تريد الجلوس مع فريدة بمفردك ولا تحتاجني معك؟"
قال له إبراهيم وهو يفتح باب السيارة بالفعل:"لا بني اذهب أنت لصاحبك كما اتفقنا لنطمئن عليه..."
انتظرعبدالله قليلاً حتي شاهد إبراهيم يدخل مدخل العمارة ثم انطلق هو ليذهب إلي عمر......

رن جرس الباب وفريدة وفادي والاولاد يجلسون في غرفة المعيشة ظاهريا يشاهدون التلفاز ولكن بداخل كل منهم قلق من نوع خاص يختلف عن قلق الآخر
همت سمر بالقيام ولكن فادي سبقها قائلا ً:"انتظري سمر وما أن فتح باب الشقة حتي وجد إبراهيم في وجهه فقال له وقد علم سبب مجيئه:"أهلا وسهلا عمي إبراهيم تفضل..."
قبل دخوله كان الثلاثة أولاد ينطلقون نحوه ويحتضنوه فاحتضنهم بشوق وتقدمت فريدة من باب الشقة وقالت له بابتسامة رغما عنها خرجت رسمية رغم حبها لهذا الرجل :"أهلا عمي تفضل..."
نظر إليها إبراهيم مطولاً ولمحت في عينيه نظرة فشلت في تفسيرها هل هي أسف أم عتاب واستقبلتها هي بالصمت... فقط نظرات عيونهما هي من تتكلم ...

تلك اللحظة التي ندرك تماما فيها أن كل شيء عندها انتهي... ربما تسكننا الامال لسنوات ولكن هناك لحظة ندرك فيها جيدا أن لا أمل من الاصلاح ولا جدوي من العتاب ....
اللحظة التي يتسرب فيها اليأس الي النفس كما تسرب اليأس الي نفس ابراهيم .... تقدم للداخل وأغلق فادي الباب خلفه وسار بجواره حيث غرفة المعيشة ....
قالت له فريدة مرحبة رغم انها تعلم أن الترحيب الان وعبارات المجاملات ليس لها مكان:"ماذا تشرب عمي أم أضع الغداء؟.."
قال لها رافعا يده وزم شفتيه ثم قال :"لاشيء ياابنتي أجلسي فقط أريد الحديث معكِ ثم التفت إلي أحفاده قائلاً بهدوء:هل من الممكن أن أتحدث إلي والدتكم بمفردنا ثم أجلس معكم بعدها ..."
كانت البنتان تحيطانه كل واحدة من جهة بينما يجلس عبدالرحمن علي المقعد المجاور وما أن قال لهم جدهم ذلك وصاحب كلامه نظرة من فريدة حتي استقام ثلاثتهم واقفين واتجهوا خلف بعضهم إلي حجرة عبدالرحمن وما أن سمع إبراهيم صوت إغلاق الباب حتي قال لفريدة التي كانت تجلس علي الأريكة المقابلة للأريكة التي يجلس عليها وفادي بجوارها بعد أن كتمت صوت التلفاز :"هل هذه قيمتي لديكما ...ثم نظر إلي فادي قائلاً بعتاب:تتزوج دون علم أحد...."
قال فادي بلهجة حازمة لا تخرج عن حدود الأدب:"أعذرني عمي فالوضع حساس كما تعلم ولم نريد خلق جو من المشاحنات أنت ادري شخص أن عمر سيفتعلها...."
وضعت فريدة يدها علي يد فادي وأشارت له أن يصمت هو ورفعت وجهها إلي عمها إبراهيم قائلة بصوت معتدل وهي تثبت عينيها في عينيه :"عمي إبراهيم أنت تعلم معزتك عندي جيداً وأعلم كم تقدرني وتحب أبنائي ولكن هناك حقيقة لابد للجميع الإعتراف بها الا وهي اننا انتهينا منذ سنوات ... أردفت بمرارة وهي تستعيد أسوء أيام حياتها :إنتهينا من خمس سنوات يوم أصر هو علي كسري وهو يظن أنني سأُكسر وسأرضخ ولم يكن يعلم أنني لست كذلك... كان يظن فريدة التي أحبته وهي صغيرة غير قادرة علي التمرد وانه يستطيع إرغامي علي مالا أريده...إحتد صوتها رغما عنها قائلة:إنتهينا يوم ذهب إلي عرسه علي امرأة أخري دون إخباري وأنتم ذهبتم معه إلي حفل زفافه علي إمرأة أخري وتركتوني أنا وأبنائي في البيت كالمُغفلة ولم يكلف أحدكم نفسه عناء إخباري ...."
قاطعها قائلاً بصدق :"أنتِ تعلمين أنني لم أكن أملك إيقاف هذه الزيجة وأُرغِمت علي الذهاب يومها..."
علي صوتها رغما عنها قائلة:"أعلم ... أنت أُرغِمت علي الذهاب ورأيتني هناك ورأيت انكساري ورأيت مهانتي وأنا أقف بين الناس وأري زوجي تتسع ابتسامته من الأذن للأذن وهو يعقد قرانه علي امراة أخري فدعنا نتفق إنني ظُلِمت.."
قال لها بجدية وثبات رغم إهتزاز يديه:"وأنا لم يرضيني ظلمك ووقفت بجوارك وحين رفضتي أن تكملي حياتك معنا في بيت واحد اشتريت لكِ هذه الشقة من أجل الأولاد..."
قالت له بسرعة:"وهذه الشقة ستظل لهم وسأكتبها باسمهم أنا أعلم أنك بالتأكيد ستقلق خاصة وأنا دخل حياتي أشخاص جدد ولكي تطمئن سأكتبها باسمهم..."
قال لها وعينيه يشوبهما الحزن:"أنا لا اتكلم عن الشقة أنا اتكلم عن أحفادي الذين أشعر بالخوف عليهم ..."
قالت له بانفعال:"أنا أقدر خوفك وهذا حقك....وزوجي رجل محترم جدا ويحبهم ولكي تطمئن هو معه ثلاث بنات يعني لا خوف علي سمر وسهر معه سنعيش كلنا معا هذا هو إتفاقنا..."
وكأن كلمة زوجي قد رشقت في قلبه فأصابته فقدر شعور كريمة لحظة وقوع الخبر عليها كالصاعقة وقال لها :"أنا لا أستطيع أن أُحرم شرع الله هذا حقك ولكني رغما عني أخاف علي الاولاد ..."
قالت له بتفهم:"حقك... وهم موجودون اسألهم لو كان أمر زواجي يسؤهم لم أكن لأتزوج أنا أخذت موافقة ثلاثتهم قبل أن أخطو أي خطوة ..."
قال لها بأسف وهو يعض علي شفتيه وخطوط العمر تزداد تجعدا حول فمه وعينيه:"أنا أعلم أن العمر أمامي ليس طويلاً ولكن دوري في حياة أحفادي لن ينتهي لأخر يوم في عمري..لابد أن أطمئن عليهم وكما كنت أعلم أنهم لن يرتاحوا في بيت والدهم لأني أعلم رؤي جيداً وكنت أطمئن عليهم معك....فواجبي اليوم أن اطمئن كيف سيعيشون وإن كان هناك أي ضرر وارد أن يصيبهم أأخذهم أنا ...."
قالت له بصرامة :"أبنائي لن يتركوني ولو ليوم واحد هذا هو اتفاقي معهم هم وافقو علي زواجي والبقاء معي وإذا كنت تريد الاطمئنان يمكنك التعرف علي زوجي وحين تتعرف عليه ستكتشف كم هو رجل محترم من بيت محترم ثم أردفت كأنها تذكرت :نعم هو إبن الدكتور فؤاد الذي يسكن في شقة الطابق الاول الاولاد حكوا لك الكثير عن جدهم فؤاد..."
ردد خلفها بمرارة:"جدهم فؤاد....ثم أردف والدموع تلتمع في عينيه :أعذريني ياابنتي صعب أن أتعرف علي الرجل الذي أخذ مكان أبني ...تحكم في دمعة عزيزة حتي لاتسقط قائلاً:رغم اعتراضي علي زواج عمر وتصرفاته إلا أنه إبني....رغم إقراري بحقك في الزواج والظلم الذي وقع عليكِ ولكنه أيضا يظل ابني... كنت أتمني أن يستفيق ويطلق رؤي ويعود إلي أبناؤه وبيته وتسامحيه..."
قالت له بنبرة رغما عنها خرجت ساخرة:"بعد خمس سنوات؟ كنت تنتظر أن يعود بعد خمس سنوات ...ثم أردفت بجدية :إذا قلنا أن هذا كان واردا فكان في الشهور الاولي أو الاعوام الاولي ولكن بعد خمس سنوات...ثم أردفت باستنكار: ستون شهر!رفعت وجهها الي السماء لعدة ثواني تحسب في ذهنها حسبة ثم أردفت:الف ثمانمائة خمس وعشرون يوم ! لماذا؟؟؟ هل أنا من حجر حتي أتحمل هذه المعاناة بينما هو يعيش حياته طولا وعرضا ..."

كان فادي ينظر إليها بصمت وذهول ...في الصباح رفع عنها هذا الحمل وانفجر في عمر ولم يترك لها مجالاً للحديث فقد كان مستعدا للقاء ويجهز كل كلمة أما الان فشعر انها تريد أن تنفجر... تريد أن تعبرعما بها فالتزم الصمت وتركها..
أما إبراهيم فلم يستطيع الرد عليها وهو يعذرها في كل كلمة وفي نفس الوقت أبوته لعمر وأبناؤه تتألم
يشعر أنه بين شقي الرحي يقف مابين أبوته وحبه الغريزي لولده الوحيد وتفضيل مصلحته وبين كلمة حق لا يستطيع إلا أن يقولها ...
إحساس بالعجز أصابه بين مايحتمه عليه ضميره وماتحتمه عليه ابوته ولكن من الاساس فات الوقت فعمر لم يطلق رؤي ليعود إلي فريدة وفريدة لم تعد خالية حتي تعود إلي عمر ...
قال لها وهو يحاول تمالك نفسه:"كيف هو الوضع الان أين تقيمون ؟"
قال له فادي بسرعة:"تقيم هي وابناءها هنا إلي أن يتم الاتفاق مع عمر علي كل شيء نحن لانريد تشتيت الاولاد وأرجو منك عمي أن تساعدنا علي ذلك من أجلهم ...أريد أن تقنع عمر بأهمية حياة الأولاد مع فريدة لأنها هي التي تحملت مسؤليتهم من الصغر ...."
قال إبراهيم بقلة حيلة:"لله الأمر من قبل ومن بعد ...ثم أردف قائلاً:سأتحدث مع الأولاد قليلاً بمفردنا .." استقامت فريدة وكذلك فادي وأشارت له بهدوء إلي حجرة عبدالرحمن قائلة:"بيتك ياعمي تفضل.."
تركهم واتجه بخطوات بطيئة إلي حجرة عبدالرحمن بينما فريدة ترفع شعرها عن وجهها تعقده عقدة في أعلي رأسها بعد أن شعرت بالحرارة الشديدة أثر انفعالها.
نظر إليها فادي وإلي احمرار وجهها كله وعلم أنها تغلي من الداخل وأن ماقالته لابراهيم ماهو الا نقطة من بحر غضبها الذي أغلقت عليه منذ سنوات

****************
رن جرس الباب ففتحت رؤي باب شقتها فوجدت عبدالله أمامها ... كان يبدو علي وجهها الإرهاق وعينيها محمرتان فقال لها :"السلام عليكم "
قالت له بفتور:"وعليكم السلام.."
قال لها :"أين عمر؟ .."
قالت له وهي تشير للداخل:"نائم...ثم أردفت بتردد وكأنها تخاف أن تقول له :ماذا حدث اليوم مع عمر ياعبدالله؟.." قال لها بتساؤل حذر:"ماذا حدث؟"
قالت له :"جاء من الخارج في حالة هياج وقام بتكسير الشقة وبما أنك تسأل عنه إذن فأنت تعلم سبب حالته..." قال لها وهو يمط شفتيه:"أيقظيه رؤي من فضلك أريده ثم اسأليه كما تريدين..."
عقدت حاجبيها الرفيعين ثم قالت له ببرود غيظا منه وهي تشير للداخل:"تفضل..."
قال لها وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله:"أشكرك أيقظيه فقط..."
غابت بالداخل وعبدالله ينتظرها بالخارج لتخرج له قائلة بصدق:"صدقني نائم ليس لديه أي رغبة في الاستيقاظ ..."
قال لها بقلق:"هل يرد عليكِ؟"
قالت له :"نعم يتحدث ولكنه لاينتبه لكلامي كلما أيقظته يقول لي اتركيني أنام..."
زفر عبدالله بحنق ثم قال لها وهو يوليها ظهره:"حسنا أخبريه أنني سألت عنه حين يصحو..."
أغلقت الباب خلفه وهي تشعر بأنها تائهة فبعد عودته من سفرته التي غاب عنها فيها شهراً كاملاً كانت تظن أن بعودته سترتاح من ألم اشتياقها له خاصة حين رأت اشتياقه لها فورعودته ... لقد ظل اليوم كله معها وخرج ليطمئن علي والدته فعاد إليها بحال غير الحال
دخلت عليه الحجرة مرة أخري فوجدته مُلقي علي الفراش كما هو ويحدث نفسه بكلمات لاتفهمها كأنه محموم

*****************
جلس إبراهيم مع أحفاده علي انفراد ليستمع لهم ويعرف وجهات نظرهم فهو مؤمن تماما أنهم في سن لايستطيع فيه أحد إجبارهم علي شيء حتي لو كان هذا الشيء سيتضرر منه هو شخصياً
كان يجلس علي الأريكة المقابلة للفراش في غرفة عبدالرحمن وبجواره سمر وسهر بينما عبدالرحمن يجلس علي الفراش فقال له ابراهيم وهو ينتقي كلماته حتي لايتضرر الاولاد:"أنتم لكم عدة بيوت يابني وباستطاعتكم الاقامة في المكان الذي ترتاحون به..."
قال له عبدالرحمن بجدية:"نحن لن نستطيع الابتعاد عن أمي ياجدي أنت تعرف اننا نحبك وكذلك نحب أبي ولكننا منذ أن وعينا علي الدنيا لم نجد سوي أمي معنا في كل الاوقات فنحن نري أن الوضع يستمر كما هو نظل مع أمي ونزوركم في الاجازات أنت وجدتي وأبي ..."
قال له ابراهيم بصوت متحشرج والالم يملأ كل جسده:"وهل سترتاحون في بيت رجل غريب ياعبدالرحمن؟..."
قال له عبدالرحمن:"نحن حتي الان ياجدي في شقتنا لم ننتقل لأي مكان وكذلك أمي تجلس معنا منذ عقد القران ووعدتنا أننا لن نترك هنا إلا باقتناعنا فلا تقلق...."
ابتسم إبراهيم ابتسامة تحمل طعم المرارة قائلاً:"لابد أن أقلق يابني ألستم قطعة مني..."
قالت سمر وهي تربت علي كتف جدها:"لا تقلق جدي نحن سعداء مع أمي وأنكل تيمور يعاملنا جيداً.."
قالت سهر وهي تثبت نظارتها فوق أنفها :"وبناته صديقاتنا..."
استقام ابراهيم قائلاً بانهزام:"حسنا ابنائي انا سأخرج لوالدتكم..."
خرج ابراهيم بينما قال عبدالرحمن لسمر وسهر وذهنه يشرد بعيداً وهو يجلس بجوارهما مكان جده:"هل تعرفوا متي ستنتهي مشكلة خوفهم من إقامتنا هذه؟..."
قالت سمر وسهر في نفس الوقت :"متي؟"
قال لهما:"إذا حدث ما أفكر فيه...."
قالت له سمر بتململ:"وفي ماذا تفكر أنت؟..."
التفت إليها وأخذ يشرح لهما مايفكر فيه بالضبط

*****************
خرج ابراهيم ليجد فريدة وفادي علي نفس وضعهما فقال لهما بصوت ضعيف :"أنا سأرحل ..."
قال له فادي وهو يلاحظ إهتزاز يديه واضطرابه:"انتظرني عمي سأنزل معك لاقلك إلي البيت..."
أشار له بكفه قائلاً:"عبدالله معي سيقلني لاتقلق..."
في نفس اللحظة خرج عبدالرحمن من الغرفة حين سمع أن جده سيرحل وقال له :"سأنزل معك جدي للأسفل..." خرج إبراهيم وخلفه عبدالرحمن ثم وضع الاخير يده حول ذراع جده يسنده أما الأخير فاستند علي الاطار الحديدي للسلم وأخذ ينزل درجة درجة وهو يشعر بالعجز...
العجز عن تحريم شرع الله فهي لم تفعل شيئاً خاطئاً بعد هجران ولده لها لخمس سنوات...
العجز عن ضم أبناء إبنه الوحيد ليعيشوا معه فكيف يحرمهم من أمهم وهو يعرف ارتباطهم بها ...لم يفعلها مع ابناؤه وهم صغار وتحمل زوجته حتي لايحرم اولاده منها فكيف سيفعلها مع أحفاده... اقترب من الدرجة الاخيرة في رحلة نزوله البطيء وعبدالرحمن يدعمه ... وأخذ يفكر في عجزه الأكبر سابقاً عن ردع ولده عن هدم بيته ....لم يستطع في يوم من الايام أن تكون له كلمة علي عمر... كان دائما رأيه من نفسه ومن والدته أما هو... الاب فقد عجز عن ذلك.
كان تأثيرها هي أكبر علي عمر
فشل في اثناؤه عن الزواج برؤي ....
فشل في اقناعه برد فريدة وهي في شهور العدة ....
فشل في جعله يفضل ابوته علي نزواته وطموحه وجموحه....
كان قد خرج بالفعل إلي خارج العمارة فقال لعبدالرحمن :"أصعد ياولدي عمك عبدالله قادم..."
قال له عبدالرحمن :"لن أصعد حتي يأتي .."
ربت ابراهيم علي كتفه بحنان ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله القماشي وقال له:" أطلبه لي إذن..."
لم يكد عبدالرحمن يفتح الهاتف حتي وجد عبدالله يقترب بسيارته فقال له جده وهو يشير علي سيارة عبدالله:"هاهو قد جاء.."
تقدم عبدالرحمن ليصافح عمه عبدالله فصافحه الأخير من النافذة بابتسامة عذبة ثم قام عبدالرحمن بفتح باب السيارة لجده ليصافحه الاخير بعينيه قبل أن ينطلق عبدالله بالسيارة......
كانت فريدة وفادي يقفان في الشرفة يتابعان مايحدث فقال فادي لها ليطمئنها:"نحن كنا نتوقع كل ذلك ولابد أن نواجهه..."
قالت له وهي لاتستطيع إخفاء قلقها :"لا يهمني في هذا الموضوع إلا الاولاد يافادي لا أريدهم أن يدخلوا في أي صراع وأظن أن عمي إبراهيم تفهم هذا الأمر أتمني أن يتفهم عمر هو الآخر هذا الأمر لمصلحة الأولاد فقط.." لم يرد عليها فادي لأنه يعلم أن عمر لن يكون بهذه البساطة التي ترجوها فريدة بدليل حالته اليوم ولكنه صمت حتي لايزيد قلقها ...

كان عبدالرحمن يقف في مدخل العمارة بجوار حديقة الدكتور فؤاد ثم نظر إلي والدته قائلاً:"هل وضعتي طعام العصافير اليوم؟"
وضعت فريدة يدها علي فمها وشهقت فقد نست في غمرة انشغالها بما حدث أن تضع لهم الطعام والماء فقالت له بضيق:"لا لقد نسيت.."
فقال لها بصوت عالي :"اقذفي المفتاح ..."
دلفت للداخل وأحضرت مفتاح باب الحديقة وقذفته فالتقطه في الهواء وفتح ودخل بالفعل وأخذ الماء والطعام المتواجدان بجوار الاقفاص من الخارج وبدأ يضع في كل قفص القدر المحدد ويغلقه ثانية لتنهال العصافير العطشي والجائعة علي الحبوب والماء... بينما يفكر هو بشرود فيما قاله لأختيه منذ قليل وإمكانية تحقيقه علي أرض الواقع

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 02:24 PM   #854

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الليل قد حل حين بدل سامر وفدوي ملابسهما ليحضرا حفلة المساء علي شاطيء البحر مباشرة فارتدت فدوي بنطال جينز وفوقه بلوزة باللون الطوبي متوسطة الطول وحجاب بنفس اللون بينما ارتدي سامر بنطال شبابي أزرق قصير حتي الركبة وتيشيرت أبيض

وكأن السعادة تنقص من عمر الانسان سنوات وسنوات فقد بدي كل منهما أصغر من سنه بسنوات
كانت فدوي تقف أمام المرأة تحدد عينيها بقلم من الكحل الاسود حين انتهي هو من ارتداء ملابسه وأحاط خصرها من الخلف وهو يطبع قبلة دافئة علي وجنتها قائلاً بنظرة خاصة:"هل من المهم نزول هذا الحفل؟.."
قالت له وهي ترفع حاجبيها:"طبعاااا..."
قال لها وهو يميل بها يميناً ويساراً :"قلت ربما تعبتي من السباحة طوال اليوم والالعاب المائية وتريدين الاسترخاء قليلاً وأنا أجيد عمل جلسات المساج ..."
قهقهت ضاحكة حتي ظهرت أسنانها البيضاء وقالت له:"لا لم أتعب ثم أني أريد أن أستغل كل لحظة هنا هم عدة أيام فقط..."
طبع قبلة ثانية علي وجنتها قائلاً:"كنت أريده شهراً ولكن كما تعلمين أمي لها فترة تجلس عند دنيا منذ أن كان العمال يعملون في الشقة وأشعر بحرجها ...ولا تريد العودة الا بعد عودتنا نحن تقول شقة عروسة ولابد أن تدخلها هي أولاً..."
قالت له بشفقة:"حقا هي قالت ذلك ؟ لماذا هو بيتها في الاساس ونحن من سنقيم معها.."
قال لها وهو يشدد من احتضانها:"هكذا هي أمي شديدة الحساسية..."
ابتسمت قائلة:"حسناً يكفيني هذه الايام من أجلها هي فقط..."
ثم فتحت هاتفها الذي كان أمامها علي طاولة الزينة ورفعته للأعلي وضبطت الكاميرا عليهما معا واستندت برأسها علي صدره بينما يشدد هو من احتضانها وهو ينظر إلي جانب وجهها عوضاً عن النظر إلي الكاميرا فخرجت الصورة ناطقة بكل مايعتمل بداخل كل منهما من سعادة

بعد قليل علي الشاطيء

بدأ حفل المساء علي الشاطيء الهاديء الامواج في هذا الوقت من العام وكانت الاضواء تسطع واصوات الموسيقي تعلو من السماعات التي تحيط بالمكان الذي كان أغلبه من الاجانب من مختلف الجنسيات فجذب سامر زوجته من بين الجموع ليقفا بجوار الشاطيء مباشرة وكأنهما وحدهما في المكان وأخذا يرددان معا بحماسة مع الاغنية الشبابية المنبعثة

يتعلموا يتعلموا من الرقة دي يتعلموا
شوف هما فين وحبيبي فين
مشافوش كده ولا يحلموا


مسك سامر يديها وأخذا يتحركان معا حول بعضهما وكأنهما لاينتميان للجمع الذي يبعد عنهما عدة أمتار ..أخذ يشير إلي شفتيها وعينيها وهو يردد بصوت عالي نشاذ لايمت للغناء بصلة ولكنه عبر من خلال أذنها كأعذب الأصوات

اللي عنده ضحكة زي دية
واللي لون عيونه مش عادية
يجي هنا جنبي يجي ليا
احكيله اللي شفته انا بعنيا


وكأن الضحك والسعادة تنتقل بالعدوي فأخذت تغني هي الأخري بصوت رقيق وهي تنظر إلي ضحكته الجذابة التي أسرتها من أول يوم

اموت اموت في الضحكة دي
اموت اموت في النظرة دي
الله الله الله عيني عليه


كانت الامواج الهادئة تداعب قدميهما ورزاز ماء البحر يتناثر حولهما فخلع سامر حذائه الصيفي المفتوح وأشار لها لتنزع حذائها ليدخلا قليلاً في الماء حتي غطي قدميهما فشمرت فدوي بنطالها قليلاً من الأسفل حتي لايبتل ورفعت وجهها المبتسم إليه وهو يكمل غناؤه

يتعلموا ويقلدوا دة مش بعيد يتعقدوا
شوف هما فين وحبيبي فين
مشافوش كدة ولا يحلموا


الصيف ونسائمه والماء والهواء والوجه الحسن والمشاعر التي كانت حبيسة القلوب لسنوات جعلت الحياة في هذا الوقت علي وجه التحديد لها لون آخر فبالنسبة لفدوي كانت مشاعر جديدة عليها لم تختبرها من قبل وبالنسبة لسامر كانت مشاعر صادقة لم يصادفها من قبل رغم تجاربه الكثيرة في الحياة

***************

تمددت في فراشها بعد أن أخذت حماما دافئا تحاول الاسترخاء قليلاً بعد اليوم المضغوط الذي مرت به بينما يجلس فادي مع الأولاد بحجرتهم يلعبون علي جهاز البلايستيشن ...
بالنسبة للأولاد فلم يتأثروا كثيرا بزيارة والدهم وجدهم اليوم فهم لم يسمعوا الحوارات التي دارت ....
الجميل في الأمر أن الجميع يتفق علي نقطة واحدة رغم الاختلاف في باقي النقاط ألا وهي الحالة النفسية للأولاد الجميع حتي الآن يحرص علي عدم إقحام الاولاد في صراعات تؤذيهم نفسياً....
وسبب أخر جعلهم لايهتمون كثيراً ألا وهو الاعتياد
هم معتادون أن والدهم وأسرته ليسوا متواجدون في حياتهم إلا بشكل مؤقت فكان ظهورهم واختفاءهم بسرعة غير مؤثر بالنسبة لهم ...
تناولت هاتفها لتري الرسائل التي أتتها علي مدار اليوم فوجدت تيمور أرسل لها أن لديه ضغط عمل في المشفي وحين ينتهي سيهاتفها وحمدت الله أنه لم يكن متفرغاً اليوم وإلا كان سيلاحظ ماحدث ...
ووجدت فدوي وقد أرسلت لها صوراً لها هي وسامر فتبسم ثغرها رغم التوتر المحيط بها وهي تري الفرح علي وجه شقيقتها ودعت لها بالسعادة ...
كانت ماتزال تتفقد الرسائل حين وجدت اسم تيمور أمامها علي الشاشة فردت عليه بصوت جاهدت حتي يخرج طبيعي :"أهلا تيمور كيف حالك؟.."
قال لها وهو يفتح باب شقة والده بمفتاحه الخاص:"أهلا فريدة كيف حالك حبيبتي؟."
قالت له :"بخير .."
أغلق باب الشقة بهدوء وفتح الأضواء وقال لها بصوت به نبرة شك:"هل هناك شيء؟"
قالت له بتحفز:"شيء مثل ماذا؟.."
ألقي جسده علي الأريكة وقال لها:"لا أعرف صوتك به نبرة توتر..."
قالت له :"أين أنت؟"
قال بصوت مرهق قليلاً:"انا بالأسفل أنزلي لي أريدك الان...."
أغلقت معه وهي تسأل نفسها "هل سمع من سالم مثلاً بما حدث اليوم؟"
هي تعرف انه لو علم ان عمر أتي إلي هنا سيثور كما حدث يوم أن هاتفته ويوم راسلها وهو مسافر....
استقامت واقفة وارتدت فستان قطني خفيف بلون ازرق وعليه حجاب ابيض قصير واتجهت إلي غرفة الأولاد فوجدت عبدالرحمن نام بالفعل والبنتان تلعبان مع فادي بحماس فقالت لفادي بجوار أذنه :"تيمور بالاسفل سأنزل إليه ولن أتأخر..."
رفع فادي وجهه إليها قائلاً:"حسناً ... ثم أردف :هل ستقولين له ماحدث؟؟"
قالت له وهي تمط شفتيها"أكيد ..."

دلفت فريدة إلي شقة الدكتور فؤاد بعد أن فتح لها تيمور الباب ....أغلق الباب ثم جذبها نحوه ليضمها بشوق. أما هي فتعلقت به ودفنت وجهها في صدره وأغمضت عينيها كأنها تختبيء من العالم كله ...
إهتزاز جسدها بين يديه جعله يوقن أن هناك شيء بالفعل
فأبعدها قليلاً ثم قال لها وهو يدقق في ملامح وجهها ويحتضن يدها في يده:"تعالي في الداخل..."
دلفت معه إلي غرفة المعيشة وجلست علي الأريكة ليجلس بجوارها مباشره فقالت له بابتسامة حانية ويدها لا تزال في يده:"كيف كان يومك؟"
قال لها وهو يضع يده الحرة خلف عنقه ويحرك رقبته يميناً ويساراً:"مليء بالعمل"
قالت له متسائلة:"ألم تذهب إلي البيت"
قال وعينيه تبتسمان :"ذهبت تناولت معهم الطعام وأخذت حماما وكنت سأنام ولكن لا أعرف لماذا ارتديت ملابسي وجئت لأطمئن عليك...."
ابتسمت له نصف ابتسامة فقال لها بجدية:"ماذا بكِ؟"
قالت له وقد فشلت في الاخفاء وظهر التوتر جلياً في رعشة أصابعها بين أصابعه:"والد الأولاد علم بزواجنا..."
مط شفتيه قائلاً:" جميل... في يوم ما كان بالتأكيد سيعلم وكنا نريد معرفته لنعرف رد فعله من أجل الاولاد .....ثم أردف وهو يضيق عينيه :من أخبره؟"
قالت له :"فادي..."
رد عليها بنفس النبرة المتسائلة :"وماذا كان رد فعله من أجل الاولاد؟"
زمت شفتيها قليلاً ثم قالت:"بالطبع قال لن يتركهم.. " لمحت الخطورة في نظرة عينيه وهو يقول لها :"هل حاول الحديث معكِ؟"
عضت علي شفتها السفلي ثم قالت له :"لقد جاء بعد أن عرف ومن بعده جاء جدهم..."
سألها عدة أسئلة متتالية وعينيه تشتعلان بنيران الغيرة:"وماذا فعلتِ معه هل فتحتِ له الباب من الأساس؟ ماذا قال لكِ؟ هل تطاول عليكِ؟ ولما لم تحدثيني؟"
قالت له بسرعة:"فادي كان موجود وهو من تعامل معه وأنا لم أتحدث معه بكلمة واحدة ولم يخطو داخل البيت ..."
قال لها وقد هدأت نظرته الحادة قليلاً وملأ القلق والغيرة صوته:"وماذا لو لم يكن فادي متواجداً ؟ من الممكن جداً أن يعيدها ثانية ...وهذا يعني أن بقاءك وحدك هنا خاطيء..."
قالت له لتهدئه:"لو لم يكن فادي متواجداً لم أكن لأفتح له ...ولن يعيدها بأذن الله مادام قد علم اني تزوجت ثم أن فادي متواجد معنا باستمرار إلي أن تستقر الأمور...لاتقلق..."
قال لها وهو يحرك أصابعه بعصبية فوق ركبته:"وماذا قال ماذا كان يريد؟."
قالت له وهي ترفع حاجبيها للأعلي بقلة حيلة:"يريد أبناؤه....ثم اردفت:ولكن فادي قال له أن مصلحة الأولاد معي وانصرف بعدها وأتي والده..."

قال لها :"وكيف كان الحوار معه؟"
قالت له بصوت منخفض:"أشعر أنه متفهم للوضع فهو في النهاية يريد مصلحة الاولاد وحين تحدث معهم ووجد تمسكهم بي انصرف مباشرة "
أومأ لها برأسه بصمت وهو يدقق في ملامحها ويري قلقها فجذبها نحوه وضمها إليه وأخذ يربت علي شعرها الذي انحسر عنه الوشاح الحريري الذي كانت ترتديه ولم تكن تحتاج في هذه اللحظة سوي أن تشعر بالأمان بين يديه .....
استكانت بين ذراعيه وأحاطت جذعه بيديها بصمت فشعر بعدم رغبتها في الكلام واحترم هذه الرغبة فصمت هو الآخر بينما يواصل التربيت علي شعرها فيبث في جسدها الدفء والشعور بالاطمئنان...
يلومونها علي الزواج بعد هذه السنوات التي عاني فيها قلبها من البرودة ... نعم كانت تشعر بالبرودة تعتري قلبها دائما ولم تكن تبحث عن هذا الدفء لأنها كانت واثقة أنه غير موجود وحين وجدت تيمور ووجدت معه ماكانت تفتقده يستنكرون عليها ذلك...
ليتهم يعلمون أنها فقط تحتاج للشعور بالأمان والاستقرار تحتاج للشعور أنها تنتمي لأحدهم وهو أيضا ينتمي إليها وحين يتعب يسكن اليها هي وحدها لا أحد غيرها
أن تكون الانثي الوحيدة في حياته ويكون هو مصدر الامان الوحيد في حياتها ....
فمهما ادعينا الاستغناء فنحن كبشر نظل في أمس الاحتياج ليد تربت علي أيدينا ونصف اخر يكملنا ويعيننا علي مصاعب الحياة...
نحتاج للشعور بالتميز باننا المصدر الوحيد لأمان نصفنا الاخر واننا منبع السعادة الوحيد له لا يشاركنا في هذا الشعور أحد
شعر بهدوء جسدها فرفع وجهها إليه قائلاً باهتمام وتفهم :'أنا أعرف أن مصدر قلقك الوحيد هو خوفك علي الاولاد ولكن صدقيني إياد أكد لي أنه لا يستطيع أخذهم دون إرادتهم ..... "
أومأت له برأسها وقد شعرت بالاسترخاء أخيراً وهي تستنشق رائحة عطره بعد يوم مشحون فطبع قبلة دافئة طويلة علي جبهتها
رفعت وجهها إليه ولاحظت احمرار عينيه فمسدت علي لحيته بحنان قائلة:"يبدو عليك الإرهاق لابد أن تنام عدة ساعات ...."
زفر زفرة حارة ثم أغمض عينيه قائلاً بارهاق:"أنا لست مرتاح بهذا البعد فريدة لا استطيع البقاء هناك بدونك ولا استطيع البقاء هنا بدونهم أشعر بالتشتت"
قالت له بابتسامة باهتة وهي تشعر فعلا بتشتته :"هانت حبيبي بأذن الله نستقر قريباً ثم أردفت وهي تنظر إليه بحنان:هيا تيمور لابد أن تنام.."
قال لها وهو يضع جبهته علي جبهتها :"أجلس معكِ قليلاً ثم أرحل..."

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 02:27 PM   #855

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أخذت تدور في الشقة لاتعرف ماذا تفعل إلي أن جلست في غرفة المعيشة علي المقعد الهزاز تتأرجح به للأمام وللخلف
تضي ضوء الاباجورة الخافت فقط وهي تعتصر مخها عن السبب الذي يجعل عمر يصل الي هذه الحالة...
تشك أن الأمر يتعلق بمن تقف حائلاً بينهما فرغم انتهاء القصة منذ سنوات الا انها تشعر دائما أنها تقف بينهما تشعر انها الغائب الحاضر التي لاهي موجودة ولا هي منسية ....
زفرت زفرة حارة وهي تتذكر كل لحظة حلوة بينها وبينه ...كل لحظة يرفعها فيها للسماء ثم تسقط علي الارض بعدها حين يشرد وهي تعرف فيمن يشرد
أو حين تسمعه يهمس باسمها في الهاتف
أو حين شاهدته وهو يتلكأ أمام باب بيتها يوم كان يوصل الاولاد
أو حين كانت تسمع تخطيطه هو والسيدة الوالدة .. أو يوم مصارحته لها في الجامعة ..
أغمضت عينيها وهي تحاول أن تمحي من ذهنها هذه اللحظات وتُثبت في ذهنها فقط لحظاتهما الحلوة معا أقربها بالامس حيث قضي معها الليل والنهار وعوضها عن غياب الشهر كله وحتي تمحي كل مايؤرقها من ذهنها فتحت هاتفها ودخلت علي الاستديو حتي وصلت لصورة فريدة مع تيمور وأخذت تنظر اليها قائلة وكأنها تبث الطمأنينة في نفسها"بأذن الله سترحل من حياته بلا رجعة ...بأذن الله ستكون لرجل آخر"
أخذت تردد هذه الجملة الي نفسها الي أن غلبها النوم كما هي جالسة علي المقعد الهزاز ...

بعد عدة ساعات

تململ في نومه وهو يشعر بصداع رهيب ورائحة نفاذة تزكم أنفه... فتح عينيه ببطء ليري ضوء النهار بدأ يتسلل الي الغرفة فنظر حوله وبدأ يسترجع ببطء أحداث يوم أمس...
شعر بوخز في صدره واستقام جالساً وهاله شكله الذي رأه في المرأة المثبتة في الخزانة المواجهة للفراش فكان شعره مشعثاً ووجهه متورما ...أما مرأة طاولة الزينة فكانت مهشمة تماما... يحاول أن يتذكر جيداً ماذا حدث بعد أن جاء البيت فهو تذكر جيداً ما قبل ذلك ... الصورة مشوشة في ذهنه ...
غالبا كان ثائروانتابته حالة هياج... يتذكر أنه كسر زجاجات العطور ومرأة الزينة وأخذ يهذي إلي أن نام... أو بمعني أدق لجأ للنوم كحيلة للهروب من واقع مر يرفض تصديقه عله يجد في النوم السلوان
أوعله يصحو فيما بعد ليجد ماحدث ماهو الا كابوساً مزعجا
استقام واقفا واتجه إلي الحمام واغتسل ثم خرج إلي المطبخ بمزاج عكر ووجه مقلوب ...
كان يشعر بالجوع الشديد فأخذ رغيفا من الخبز ووضع فيه قطعة كبيرة من الجبن وأخذ يأكل وهو واقفا في المطبخ حتي أنهاه ثم تناول زجاجة مياه وضعها علي فمه ليروي عطش يوم كامل ...وضعها علي منضدة المطبخ بعد أن شربها كاملة وخرج ليجد رؤي نائمة علي المقعد ولم يعرف منذ متي وهي علي هذا الوضع ...
تناول هاتفه من علي منضدة السفرة وجلس علي الأريكة المقابلة لمقعد رؤي ودخل مرة أخري علي حساب سهر الذي فتحه علي هاتفه من الأمس ودخل علي حساب (تيمور فؤاد شمس الدين) وأخذ يدقق في كل المعلومات الخاصة به الموجودة علي الحساب وعنوان المشفي ..كان يغلي من الداخل وعينيه تشتعلان بالغضب ...
أخذ ينظر الي صورة تيمور مطولا إلي أن تذكر أين رأه بالضبط فضرب قبضته بغل في ذراع الأريكة المجاورله ... أغلق صفحة الفيسبوك ووجد أن هناك اتصالات ورسائل كثيرة علي الواتساب فتحها ليجد عبدالله أرسل له رسائل كثيرة وكذلك نسمة ...
فتح الرسائل فكان معظمها للاطمئنان عليه ومن بينهم رسائل من نسمة أن والدته تعبت وأحضروا لها الطبيب ... امتقع وجهه وهم بالاتصال بنسمة الا أن هاتفه فصل فجأة فهو نسيه منذ الامس ولم يشحنه
قذفه بغضب علي الأريكة واستقام ينظر حوله فوجد هاتف رؤي علي ساقيها فتناوله وحاول فتحه حتي يتصل بنسمة منه فوجده مغلقاً وتذكر أنه مغلق ببصمة الاصبع ..بلا تفكير مسك سبابتها ومررها علي مكان البصمة ليفتح الهاتف في التو ويتلقي هو الصدمة وهو يري صورة تيمور وفريدة التي تحتفظ بها رؤي علي هاتفها ....كان يقف فوق رأسها مباشرة فصرخ بصوت جهوري قائلاً:"رؤااا...."
انتفضت رؤي من نومها علي صوته الذي يزعج العصافير في أعشاشها قائلة بفزع وهي تنظر الي وجهه الذي يعلو وجهها :"ماذا ماذا حدث؟.."
وضع الهاتف في وجهها قائلاً بغل:"ماهذا؟"
نظرت الي الهاتف مشدوهة فهي علي مايبدو نامت بالامس دون أن تخرج من الاستوديو الذي تحتفظ بالصورة عليه ولكن كيف فتح هاتفها...لم يعطيها فرصة للتفكير وهو يصرخ بصوت أعلي قائلاً:"ماهذا؟؟"
قالت له بلجلجة:"ماهذا؟؟"
قال لها بصوت كالفحيح وهو يحيط ذراعي المقعد بيديه ويميل بوجهه علي وجهها:"أنا الذي يسأل..منذ متي وأنتِ تعرفي أن فريدة متزوجة؟؟"
جحظت عينيها ورفعت حاجبيها الرفيعين في رد فعل تلقائي لسماعها خبر زواج فريدة ولم تستطع أن تخفي الفرحة من صوتها وهي تسأله:"حقا تزوجت؟"
هدرفيها بصوت قاسي:"هل ستدعين عدم المعرفة والصورة علي هاتفك؟"
ضمت ركبتيها الي صدرها وقالت له وهي تنظر الي عينيه المشتعلتين كجمرتين من نار :"اسمعني وانا سأقول لك الحقيقة أقسم لك لم أكن أعرف أمر زواجها هذا الا منك حالاً...كل مافي الأمر انني كنت مع أمي في المركز التجاري من فترة ووجدتها هناك ولكنها لم تلاحظني وصورتها هذه الصورة دون أن أعرف العلاقة بينها وبينه...."
ضرب بقبضته علي ذراع المقعد قائلاً بغضب:"ولما لم تخبريني ؟ولما التقطتِ الصورة من الاساس إن لم تكن بهدف إخباري؟..."
قالت له كاذبة:"فعلا التقطتها لأخبرك ولكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة خوفاً عليك من الانفعال وخوفا من حدوث مشكلة أكون أنا السبب فيها..."
أغمض عينيه يلجم غضبه الذي يصور له أن يهدم المعبد علي من فيه فابتعد عنها خطوتين فاستقامت وقالت وهي تستجمع شجاعتها:"لم أسألك ..مادخلك أنت بزواجها وطلاقها اليست طليقتك منذ خمس سنوات علي ما أتذكر ...زمت شفتيها بغيظ ثم أردفت:هل تهمك الي هذه الدرجة؟ كنت أظن أنك تريدها فقط من أجل أبناءك.."
رفع وجهه اليها ونظر اليها نظرة صامتة ثم قال لها بصوت مهزوز:"مايهمني فعلاً أبنائي ....ثم أخذ هاتفه ووضعه في الشاحن المجاور لمنضدة التلفاز وقال لها بجمود :"أعطني هاتفك أطمئن علي امي لانها مريضة..."
فتحت هاتفها وأعطته له وهي تشعر بداخلها كمن كان هناك حجراً علي صدرها وانزاح عكسه تماماً وهو يشعر بحجر ضخم يجثم علي صدره يمنعه التنفس

****************
عصر نفس اليوم في المصرف

أوشك اليوم علي الانتهاء وكان فادي يريد أن ينهي عمله بسرعة حتي يذهب الي فريدة فهو يخشي من عودة عمر مرة أخري اليها ونبهها الي غلق الباب جيداً والا تفتح له إن جاء وتتصل به مباشرة...
وكل نصف ساعة كان يتصل بها ليطمئن إلي أن قالت له :"فادي معني انني لم اتصل بك انني بخير لاتقلق نفسك حبيبي وركز في عملك..."
نظر فادي إلي علية الجالسة أمامه واجمة كعادتها في الفترة الأخيرة وحاول أن يجتذب معها أطراف الحديث لم يعرف ماذا يقول فقال لها بلطف:"كيف حال والدتك ووالدك؟"
نظرت اليه بملامح جامدة وقالت له باقتضاب:"هل المفترض أن نحول العمل إلي مكان لتبادل الاحاديث عن العائلة وأحوالها؟"
قال لها ببرود وقد شعر بالاحراج :"أنا مخطيء حقك علي رأسي... ثم استقام واقفا وقال لها بضجر وهو يضع هاتفه ومفاتيحه في جيب سترته:أصبحتِ تشبهين الزوجة النكدية بوجهك المقلوب وسلاطة لسانك ..."
قالها وتجاوزها أما هي فجحظت عينيها ولم تستطيع الرد لمدة دقيقة كاملة أما رضوي وتسنيم الجالستان بجوارها لم تتمالك كل منهما نفسها وانفجرتا في الضحك أما علية فقد تحول لون وجهها الي اللون الأحمر خجلاً منهما فلملمت متعلقاتها وانطلقت هي الأخري وهي تشعر بالقهر ...
سارت في الشارع الذي يقع فيه المصرف تشعر بالتوهان والاحباط وكل المشاعر السلبية التي ممكن أن تشعر بها فتاة في وضعها ... احتضنت حقيبتها وكأنها هي من تحتاج الي هذا الحضن ليربت علي قلبها الموجوع ..كانت تسير علي الرصيف تستظل تحت ظل الاشجار حين رأت من يخرج من سيارته المصفوفة بجوار الرصيف أمامها قائلاً بجدية وحزم لايقبل الجدال:"علية أريد التحدث معكِ قليلاً.."
نظرت إلي فادي الواقف أمامها وقد خلع سترته ورابطة عنقه وشمر كمي قميصه حتي مرفقيه فالجو حار وهي تعلم أنه لايتحمل الحرارة والتقييد في ملابس العمل ...رغما عنها رق قلبها حين رأت هيئته الجذابة هذه وسمرة بشرته تلمع تحت أشعة الشمس المنسابة من بين فروع الاشجار ولكنها رسمت قناع الجدية قائلة:"نتحدث في ماذا ليس بيننا شيء لنتحدث فيه .."
اقترب منها خطوة واحدة حتي أصبح يقف أمامها مباشرة قائلاً بجدية:"علية لابد أن نتحدث ثم أشار لسيارته قائلاِ:أركبِ نتحدث في السيارة.."
قالت له باستنكار :"وهل تظن أنني سأقبل أن أركب معك سيارتك إذا كان علي المرة السابقة فكان هذا لسبب..." كانت تتحدث بسرعة وكأنها تجهز الكلمات للرد فقال لها وهو يشير بكفه الي فمها:"اصمتي...ماهذا ! أشعر أن ماسورة قد انفجرت في وجهي...ثم أردف وهو يشبك أصابعه في بعضهم:"علية لن أأكلك وحتي تطمئني سنتحدث والسيارة في مكانها لن نتحرك اتفقنا ثم أردف بخبث:ثم من ماذا تخافين أنا لا أنظر اليكِ من الأساس علي أنكِ أنثي..."
صدمتها كلماته فنظرت في عينيه تستشف صدق كلماته فنظر للسماء حتي لا تفضحه نظراته فقالت له:"كيف تنظر الي إذن؟.."
قال لها كاذباً:"كصديق ..أنظر اليكِ كصديق..."
لمعت الدموع في عينيها ولاحظ هو ذلك وندم علي ماقاله فزفر قائلاً:"أركبِ يابنت الناس كلمتين فقط وأتركك ترحلين..."
سارت بعصبية حتي باب السيارة المجاور لمقعد السائق واستقلته بعصبية وأغلقت الباب بحدة بينما كان جلس هو في مقعده بالفعل فقال لها بحنق وهو ينظر اليها بغيظ:"لماذا تغلقين الباب بحدة ؟... السيارة مازالت عليها أقساط..."
قالت له بحدة وهي تستدير له وتعطي ظهرها للباب ووجهها له :"ماذا تريد تحدث ولا تعطلني....."
نظر الي وجهها الشهي خاصة وهي مغتاظة هكذا واحمرار شفتيها ووجنتيها الطبيعي في صمت ثم قام باغلاق نوافذ السيارة كاملة فقالت له بقلق :"لماذا تغلق النوافذ؟."
قال لها وهو يمد يده ليفتح المكيف:"الجو حار جدا سأفتح المكيف..."
قالت له بنفاذ صبر:"هيا تحدث..."
قال لها بجدية وهو ينظر اليها:"لماذا تغيرت معاملتك لي بعد أن عرفتِ بأمر زواجي وطلاقي؟.."
قالت له وهي تتهرب من عينيه:"ولماذا أفعل ذلك ..أنت تتوهم لم يحدث شيء من هذا..."
قال لها وهو يخترق عينيها بعينيه:"علية أنتِ تفهمين جيداً ماذا أقصد ولا تدعي أنكِ لا تشعرين بأي شيء سواء من جهتك أو من جهتي هناك أشياء يكفي فيها التلميح لا التصريح ويكفي أن أقول لكِ أنني جاءت علي فترة قبل الطلاق وأنا أرفض الاعتراف بأي شيء تجاهك لدرجة انني كنت أحاول تشتيت ذهني عن التفكير فيكِ حتي لا أشعر بالذنب..."
نظرت اليه بجدية قائلة:"هل تقصد انني سبب في انفصالك؟.."
قال لها بلا تفكير:"لا فما حدث بيني وبين أماني له سبب آخر ولكن هذا لاينفي أن هناك بذرة نمت بداخلي تجاهك وكنت أرفض تفسير هذا الشعور وأهرب منه .... "
لا تعرف لماذا حين قال أماني جاءت في ذهنها صورة أماني وهي تسأل عنه أخر مرة لها في المصرف رغم أنه بالتأكيد تشابه أسماء ولكنها قالت دون وعي:"استاذة أماني؟"
قال لها وهو يضيق عينيه فهو نطق اسم اماني رغما عنه:"من أخبرك؟"
نظرت اليه ببلاهة وهي تقول:"من أخبرني بماذا..."
وجد فادي أن عليه أن يقص عليها كل شيء حتي يرتاح وبالفعل قام بقص القصة عليها من البداية للنهاية وهي لاتفعل شيء سوي أن عينيها جاحظتان تستمع إليه وكأنها في حلم الي أن انتهي .... عم الصمت بينهما لفترة ثم قطعته هي قائلة بحيرة :"كم عمرك فادي؟"
قال لها:"ثلاثون..."
قالت له بتساؤل وهي تضيق عينيها:"ومالذي يجعل شاب مثلك يتزوج من امرأة مثلها؟"
قال لها وهو يرفع كفيه في الهواء:"كما قلت لكِ ظننت انني أحببتها أو ربما أحببتها لانني في ذلك الوقت كنت احتاج هذا النوع من الحب ولكن بمجرد أن زالت الغيمة من فوق عيني اكتشفت أن هذا كله كان هراء..."
قالت له بتهكم:"والان تريد أن تلعب نفس الدور معي ..." قال لها بجدية وهو ينظر الي وجهها الذي تبدو عليه علامات الدهشة والالم وهي قريبة منه الي درجة لم تكن فيها قريبة من قبل:"أنتِ شيء مختلف ياعلية..أنا لن أقول لكِ كلام مستهلك ولكني سأقول لك الحقيقة وهي إنني أشعر تجاهك بمشاعر لم أشعرها من قبل ..لن أصنفها أو أطلق عليها أسما محددا ولكني أحببت أن تعرفي هذا الأمر صدقيني حزنك عزيزاً علي لا تعرفي كم تألمت طوال الفترة الماضية ولم أستطيع أن أتحدث معكِ الا بعدما انهيت الامر مع المحامي الخاص بها بشكل رسمي ..."
قالت له بحنق وبكلمات غير مرتبة:"أنت.. ماذا تريد مني الان ..."
قال لها وهو يلمس معصمها بكفه برقة :"لا أريد منكِ شيء سوي تقدير وضعي وحالتي التي جعلتني اتزوج واطلق دون علم أحد... ولا أريدك أن تحزني أريدك أن تعودي كما كنتِ سابقاً... وأريد فرصة معك نتعرف علي بعضنا بشكل أكبر أعطني هذه الفرصة ولا تبخلي بها علي ..."
كان وجهه قريباً جداً من وجهها لأول مرة وكان هناك صوتان بداخلها يتنازعان صوت عقلها الذي يقول لها أنه تزوج علي سنة الله ورسوله ولم يخطيء ولم يكن يعرفك من الاساس وصوت قلبها الذي يتألم لأنها تعلقت به وخذلها وغيظاً منه حين اكتشفت كم كان ابلها وتزوج من امرأة تكبره بعشرون عاماً...الي جانب غيظها من نفسها ومن مشاعرها نحوه التي رغم غضبها منه الا أنها لا تستطيع أن تلجمها أما هو ففي هذه اللحظة علي وجه التحديد شعر أن مشاعره نحوها تأخذ منحي آخر
مايشعر به ليس مجرد اعجاب او افتتان مايشعر به تجاهها شيء لأول مرة يشعر به وهذا ما رأه الفترة السابقة وهو يتميز غيظا من تجاهلها له
شعرت بالعجز وهي لاتستطيع أن تبتعد عنه أو تقترب منه ورغما عنها سالت دمعة ساخنة علي وجنتها فلم يتمالك نفسه حين وجد عينيها تبرقان بالدموع فوضع كفه تلقائياً علي وجنتها ومسح دموعها بابهامه وهو يبدو في عينيه تأثره بها
أما هي فما أن شعرت بدفء غريب يتسرب إليها ووجدته قريباً هكذا لايفصل بينهما سوي القليل وتمكن عطره النفاذ من التسرب الي رئتيها حتي بدأت أجراس الانذار تدق حولها وعلمت أن هذا القرب ربما يكون فيه هلاكها

كانت تستطيع دفعه بسهولة والفرار من بين يديه ولكن ما أن تذكرت حديثه عن أماني وكيف كان يستغفل الجميع ويخفي عنهم أمر زواجهما
وما أن تذكرت كيف كانت أماني تعاملها بسخافة وتعطيها أعمالا إضافية لأنها كانت تغارعليه منها كما قال لها وهو يقص عليها منذ قليل
وما أن تذكرت كيف كان اعتراضها قديما علي أي فتاة ترتبط بشخص سبق له الزواج وتقارن ذلك بشعورها اللعين نحوه حاليا....
كل هذه الافكار تجمعت في ذهنها دفعة واحدة وبلا تفكير وجدت نفسها تصفعه صفعة قوية مباغتة علي جانب وجهه وضعت فيها كل حنقها منه ومن نفسها ثم تفتح باب السيارة وتهرب من أمامه
اما هو فتجمد مكانه لعدة ثواني لايستوعب ما حدث ثم نظر اليها وهي تسرع الخطي حد الهرولة حتي أختفت عن ناظره ثم أردف مبهوتا وهو يحدث نفسه ويرفع حاجبيه للأعلي:"هل صفعتني هذه المختلة حقا أم انني أتوهم؟"
*****************
بخطوات واثقة بالفطرة خطي الي داخل المشفي وهو ينظر حوله يميناً ويساراً بغيظ مكبوت يهدد بالانفجار في أي وقت
أخذ صدمته ومازال لم يستفيق منها ولكنه لابد أن يري غريمه وجها لوجه... هكذا تعود علي المواجهة
وقف أسفل سلم الدور الثاني وكانت المشفي قد هدأت الحركة فيها نسبياً مع اقتراب مواعيد عمل العيادات علي الانتهاء فوجد موظف يجلس خلف أحد مكاتب الحجز فسأله بصلف وبعينين جامدتين:"أين أجد تيمور؟.."
نظر اليه الرجل قائلاً بشك:"من؟..."
قال له عمر علي مضض وهو يجز علي أسنانه :"دكتور تيمور أين أجده؟.."
ظن الرجل أنه ربما صديق له لذلك معتاد علي نطق اسمه مجرداً فقال له :"دكتور تيمور انهي العيادة للتو وهو الان في مكتبه في الدور الثاني..."
بلا أي كلمة شكر تركه عمر واتجه للأعلي يرتقي خطوات السلم وكأنه يمشي علي شوك إلي أن وصل إلي الطابق الثاني ووقف في منتصف البهو ينظر حوله إلي العيادات والاطباء الذين ينتشرون في الطابق جيئة وذهاباً إلي أن قالت له احدي موظفات الاستقبال بالطابق:"أي خدمة سيدي ؟.."
نظر اليها عمر مطولاً ثم قال لها وهو يرفع حاجباً واحداً:"أريد مقابلة دكتور تيمور .."
قالت له بأدب:"أقول له من؟.."
قال لها وهو يشمخ بأنفه:"الدكتورعمر الدسوقي..."
دخلت الموظفة لتخبر تيمور ولكنها لم تكد تدخل وقبل أن تفتح فمها تفاجأت بعمر خلفها ينظر الي تيمور بعدائية واضحة
نظر اليه تيمور من خلف مكتبه وبنظرة واحدة وبالربط بين هيئته الغاضبة وملامحه المتشابهة مع ملامح عبدالرحمن عرف من هو قبل أن يقول له عمر بعجرفة:"أنا الدكتور عمر الدسوقي..."
أشار تيمور للموظفة الشابة بالإنصراف فحدجت عمر بنظرة غير مطمئنة قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها أما تيمور فوجد أنه من اللياقة أن يتعامل مع الموقف بمنطق وعقلانية ففي النهاية هو والد عبدالرحمن وسمر وسهر ....فقال له بوجه بلا تعابير وهو جالس في مكانه بينما يشير له بيده علي المقعد المواجه:"تفضل ..."
حدجه عمر بنظرة باردة ناقمة وقال له:"لم أأتي لأجلس..."
ثبت تيمور يديه علي جانبي مقعده قائلاً لعمر بجدية وهدوء :"هل لي إذن بمعرفة لما أتيت ؟؟."
قال عمر بغل وبصوت بارد كالثلج وهو يتقدم خطوتين حتي أصبح يقف أمام مكتب تيمور بالضبط ويستند بيديه علي سطح المكتب :"هل ضاقت بك الارض ولم تجد إمرأة للزواج سوي من تحمل مسئولية ثلاثة أطفال ووارد في أي وقت أن تعود لوالدهم ..."
شعر تيمور بالدماء تندفع في رأسه دفعة واحدة وقال له بصوت صلب وهو مازال في جلسته:"ليس لك دخل بمن أتزوج فهذا شيء يخصني وأنت مايخصك في هذا الأمر فقط الثلاث اولاد ...أما بخصوص العودة لوالدهم فأنا تأكدت من هذا الأمر جيداً وهو استحالة العودة مطلقاً..."
قال له عمر بتهكم:"وبالنسبة للثلاث أولاد هل عندك علم بأنني لن أتركهم يعيشون مع رجل غريب؟..."
قال له تيمور ببرود وهو يميل بمقعده المتحرك يمينا ويسارا:"لا... عندي علم أنهم كبار ويخيرون بين الحياة مع والدهم أو والدتهم مادام كلاهما تزوج من أخر...ولكن نصيحتي الا يدخل الاولاد في مثل هذه المهاترات ويتم تخييرهم بشكل ودي....ثم أردف وهو يرفع كفه في الهواء بصوت قاطع : وهم يختارون والدتهم فإذا تم احتواء الموقف بشكل متحضر يكون أفضل لجميع الأطراف أولهم الأولاد..."
طرق وليد باب الحجرة ثم دلف مباشرة ما أن عرف من الموظفة أن هناك شخصاً غير مريح عند تيمور وما أن دلف وأغلق الباب ووجد هيئة عمر المتحفزة حتي نظر إلي تيمور نظرة تساؤل فقال له تيمور بصوت صلب:"هذا دكتور عمر والد عبدالرحمن..."
أومأ له وليد برأسه ووقف علي مقربة من عمر فقال الاخير بصوت غاضب وهو يزيح بيده مزهرية من الكريستال ليدفعها أرضاً وتصدر دوياً مزعجاً وهو لايملك أي سيطرة علي نفسه :"وهل من التحضر أن يتزوج الرجل من امرأة هناك مفاوضات علي رجوعها لوالد أبناءها أنا أعرف انه من المفترض أن تسأل أولاً.."

ضرب تيمور علي سطح المكتب بيديه الاثنتين فكان صوت ارتطامهما لايقل عن صوت تهشم المزهرية وظهر الغضب في عينيه جليا واستقام واقفا وقال له بصوت جهوري:"لقد تخطيت كل الحدود ... ليس لك دخل بأي شيء يخص زوجتي قلت لك مايخصك اولادك وهم يريدون العيش مع والدتهم والقانون يعطيهم هذا الحق... مال بوجهه وهو مازال في مكانه يواجه عمر الذي يقف مقابله تماما لايفصل بينهما سوي سطح المكتب وقال بصوت قاطع وعينين تحولتا من لون العسل للون النار :ثم أنه لم يكن هناك أية مفاوضات ولا نية للرجوع... الانفصال حدث منذ خمس سنوات وصاحبة الشأن وشقيقها وافقا لم يكن علينا استئذان أي شخص آخر ..."
شعر عمر في هذا الوقت بالجنون وتيمور يتحدث عنها علي أنها ضمن ملكيته فاستدار من حول المكتب باندفاع وعينيه تحولتا لكرتين من نار فعلم تيمور نيته وأحكم قبضته بقوة حتي ابيضت مفاصله استعداداً لتلقينه درساً إن تجرأ وفعل شيء ...
في نفس اللحظة التي اندفع فيها لمواجهة تيمور بلا فاصل كان وليد يدفع جسده الضخم بينهما وقد توقع ماسيحدث فأردف عمر بنظرة مقيتة وصوت كريه من خلف جسد وليد الذي يفوقه طولاً وعرضاً:"لا ...كان عليك سؤال الطرف الثاني حتي لا تكون تخطيته.."
هنا شعر تيمور أن كل ذرة تعقل لديه قد تبخرت وكان علي أتم الاستعداد للنزال مع هذا الوقح
ولكن وليد كان أسرع وهو يدفع عمر بحزم بعيداً عن تيمور قائلاً بحدة :"بل أنت من تخطيت كل الحدود وفي حركة سريعة وهو في مكانه بين الاسدين المتحفزين تناول الهاتف قائلاً للسكرتيرة "إطلبي الأمن فوراً..."
هنا شعر عمر بثورة غضبه وانتبه إلي شكله العام والأمن يمسكه كلص وقرر الرحيل بكرامته
فنظر شزرا إلي تيمور الذي كان يصارع شياطينه فالموقف يستدعي علي الأقل أن يلكم هذا المستفز في أنفه لكمة توقفه عند حده والمنطق يدعوه للتعقل كرامة لموقف فريدة ورغبتها في احتواء الموقف من أجل أبناءها ثم كيف سيضربه ثم ينظر في عيون أبناؤه بعدها بالتأكيد لن ينسوها له وستجعل في قلوبهم غصة وعدائية تجاهه وهو يريد أن يحتويهم ويُقربهم لايقصيهم عنه فتمالك نفسه بمعجزة بينما دفع وليد عمر و فتح باب الحجرة قائلاً له بحزم:"تفضل بعد اذنك "
فقال تيمور بصوت عالي قاسي :"لولا أنني أعلم أن هذا التصرف سيوغر صدر أبناءك مني لكنت لقنتك درساً لن تنساه طوال حياتك..."
نظر عمر الي تيمور نظرة كريهة قبل أن يوليه ظهره وهو يطحن ضروسه بقوة حتي سمع وليد صوت احتكاكهما قبل خروجه من المكتب .....وأثناء نزوله كان الأمن بالفعل يصعدون السلالم بسرعة الي حجرة تيمور
خرج عمر من باب المشفي وهو يجر أذيال الخيبة ويشعر أن الدنيا كلها تحالفت ضده في هذه اللحظة ...
فريدة عاندته لتنتقم منه وترد له الصاع صاعين.... وأبناؤه يتمسكون بالحياة مع أمهم....
ورؤي كانت تعرف أن فريدة علي علاقة بأحد وبالطبع لم تقول له حتي تفوته فرصة اعادتها وتكون الساحة لها وحدها....
وتيمور هذا الذي يبدو انه متمسك بها وازاحته من طريقها لن تكون بالمهمة السهلة ...
ووالده الذي يلقي عليه باللوم كله حين كان لديهم اليوم ليطمئن علي أمه وما حدث لها....
استقل سيارته وانطلق بها وهو يفكر في كل الابواب المغلقة في وجهه...
هناك اوقاتا لايحالفنا فيها الحظ فنجد الحياة بمن فيها ضدنا
تُغلق كل الابواب في وجهنا
وقتها الابتعاد عن الدنيا بمن فيها يكون هو الحل....

*****************
جلس وليد علي المقعد المواجه لمكتب صاحبه بعد أن أمر الأمن بعدم دخول هذا الرجل المشفي مرة أخرى
أما تيمور فأخذ يعيد كلمات عمر مراراً وتكرارا في ذهنه وهو يتحرك في الغرفة بعصبية .شعر بالغضب الشديد وهو يجزم أن هذا الرجل ليس مشكلته في الأولاد وانما مشكلته في فريدة نفسها.....
أخذ وليد يُهديء تيمور قدر استطاعته ويقول له أن الرجل يفعل كل ذلك خوفا علي اولاده ليس أكثر أما تيمور فلم يقتنع بكل ذلك ففتح هاتفه واتصل بفريدة وما أن سمع صوتها حتي قال لها بجدية وحزم:"فريدة جهزي نفسك أنتِ والاولاد ستأتون للاقامة معنا في الشقة حتي نجد الشقة الجديدة بأذن الله.."


نهاية الفصل الخامس والعشرون



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 03:13 PM   #856

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 113 ( الأعضاء 22 والزوار 91)
‏Heba aly g, ‏kawthar waleed, ‏Diego Sando, ‏imoo, ‏ام نوارة, ‏لبنى 2000, ‏Roro adam, ‏Dodyum, ‏طارق صلى, ‏عبير سعد ام احمد, ‏خفوق انفاس, ‏ملاك العمرو, ‏amana 98, ‏حنان الرزقي, ‏غرام العيون, ‏حبيبيه, ‏جزيرة, ‏عباد الرحمن3hebashah_1, ‏shf2000, ‏اسماء سلوم, ‏إدارية, ‏Aengy
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 03:35 PM   #857

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 160 ( الأعضاء 36 والزوار 124)
‏Heba aly g, ‏الأمل واليسر, ‏ghader, ‏lulaty_555, ‏taljaoui, ‏عشق القراءة, ‏AROOJ, ‏Manar saif, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏Miraljood, ‏النصر المبين, ‏sososayyed, ‏lilyan lilyan, ‏Suzi arar, ‏Ra Rashad, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏حبيبيه, ‏kawthar waleed, ‏Diego Sando, ‏imoo, ‏ام نوارة, ‏لبنى 2000, ‏Roro adam, ‏Dodyum, ‏طارق صلى, ‏عبير سعد ام احمد, ‏خفوق انفاس, ‏ملاك العمرو, ‏amana 98, ‏حنان الرزقي, ‏غرام العيون, ‏جزيرة, ‏عباد الرحمن3hebashah_1, ‏shf2000, ‏اسماء سلوم, ‏Aengy
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 03:54 PM   #858

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 194 ( الأعضاء 43 والزوار 151)
‏Heba aly g, ‏نسمه فوزي, ‏أميرةالدموع, ‏هالة صابر, ‏sososayyed, ‏غرام العيون, ‏DEE92, ‏نور علي عبد, ‏جورجيناااااا, ‏ميرا فيرا, ‏الطيبات, ‏الأمل واليسر, ‏ghader, ‏lulaty_555, ‏taljaoui, ‏عشق القراءة, ‏AROOJ, ‏Manar saif, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏Miraljood, ‏النصر المبين, ‏lilyan lilyan, ‏Suzi arar, ‏Ra Rashad, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏حبيبيه, ‏kawthar waleed, ‏Diego Sando, ‏imoo, ‏ام نوارة, ‏لبنى 2000, ‏Roro adam, ‏Dodyum, ‏طارق صلى, ‏عبير سعد ام احمد, ‏خفوق انفاس, ‏ملاك العمرو, ‏amana 98, ‏حنان الرزقي, ‏جزيرة, ‏عباد الرحمن3hebashah_1, ‏shf2000, ‏اسماء سلوم
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 04:05 PM   #859

Ra Rashad

? العضوٌ??? » 412940
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » Ra Rashad is on a distinguished road
افتراضي

أيوة كده تيمور يجنن 😍فرحانه في عمر فرحه يستاهل أحسن احسن تسلمي الفصل ابداااااااااع سلمتي وسعدتي حبيبتي😘😘😘لقاؤنا على الفيس نكمل الريفيو 😍😍😘😘😘

Ra Rashad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 04:23 PM   #860

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 230 ( الأعضاء 48 والزوار 182)
‏Heba aly g, ‏كاسيندرا, ‏dr kareem, ‏منال نبوي, ‏ريم امير, ‏زهرة الليلك4891, ‏فرهوده, ‏bella vida, ‏شيماء حسانى, ‏وسام عبد السميع, ‏DEE92, ‏Ra Rashad, ‏Lousy, ‏لبنى 2000, ‏ImaneAlkoush, ‏Nra, ‏meryem j, ‏yara nanita, ‏Safa2017, ‏نسمه فوزي, ‏أميرةالدموع, ‏هالة صابر, ‏sososayyed, ‏غرام العيون, ‏نور علي عبد, ‏جورجيناااااا, ‏ميرا فيرا, ‏الطيبات, ‏الأمل واليسر, ‏ghader, ‏lulaty_555, ‏taljaoui, ‏عشق القراءة, ‏AROOJ, ‏Manar saif, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏Miraljood, ‏النصر المبين, ‏lilyan lilyan, ‏Suzi arar, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏حبيبيه, ‏kawthar waleed, ‏imoo, ‏ام نوارة, ‏Roro adam, ‏Dodyum, ‏طارق صلى


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.