آخر 10 مشاركات
ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-20, 05:57 AM   #891

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


[size="5"]. اللهمّ إنّي اسألك فهم النبيّين، وحفظ المرسلين والملائكة المقربين، اللهمّ اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير. اللهم يا معلّم موسى علّمني، ويا مفهم سليمان فهّمني، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتني الحكمة وفصل الخطاب، اللهم اجعل ألستنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم صلّ صلاة كاملة وسلّم سلامًا تامًّا على سيّدنا محمّد، الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 11:21 AM   #892

ملوكه ملك

? العضوٌ??? » 474491
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » ملوكه ملك is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور فيه فصل النهارده يا بوبه ولا لا مستنين

ملوكه ملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 01:54 PM   #893

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملوكه ملك مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور فيه فصل النهارده يا بوبه ولا لا مستنين
صباح الورد في بأمر الله دقائق وينزل⁦❤️⁩


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 02:44 PM   #894

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس والعشرون

في حياة كل منا حقيقة أو وهم اسمه الحب الأول
موشوم علي قلوبنا ؛مطبوع في أذهاننا ؛لا ننساه مهما مر العمر
إنها التجربة الأولي...
الإحساس الأول...
أول دقة قلب ...
أول شعور بالشغف ...
وحين لا يتوج هذا الحب بالزواج ويفترق الطرفان يظل طوال العمر في القلب غصة ، دمعة تلمع في العينين حين الذكري، دقة قلب زائدة حين تجد في نفسك أثراً لما قد كان في يوم من الأيام...

لذلك كان حزنها أكبر وهي تبكي أول حب في حياتها انتهي قبل أن يبدأ

جلست علية في فراشها تضع غطاء خفيف عليها، ترتدي منامة قطنية عليها رسوم كارتونية تشبه الرسوم المعلقة علي الحائط فوق فراشها ... كانت غرفتها أقرب لغرفة طفلة أقرب منها لغرفة شابة ناضجة وبجوارها أختها رقية تتمدد في الفراش المجاور الخاص بها قبل زواجها ... تشبه عليه كثيراً في بشرتها البيضاء وملامحها الجميلة إلا أن شعرها مجعد قليلاً عكس شعرعلية ووجهها متورماً قليلاً كبطنها المنتفخة أمامها وهي في شهرها التاسع من الحمل .
نظرت رقية إلي علية قائلة بصوت دافيء لشقيقتها التي تسيل دموعها علي وجهها بصمت:"أنا أريد فقط أن اعلم ماسبب بكاءك . هل تبكين لأنكِ تحبيه أم لأنكِ غاضبة منه أم لأنه تجاوز حدوده معكِ أم لأنه تزوج ثم أردفت وهي تكتم ضحكتها:أم تخافين مما سيفعله بكِ بسبب الصفعة ؟"
قالت لها علية وهي ترمش بأهدابها المبللة من الدموع:"كل ماسبق إلي جانب أنني أشعر بالغيظ من نفسي لأنني رغم كل ماحدث لا أستطيع أن أكرهه"
قالت لها شقيقتها وهي تمسد علي بطنها المنتفخة التي تؤلمها ألما بسيطا :"اسمعيني علية أنا لا أعرفه حتي احكم عليه ولكن هو حين تزوج لم يكن يعرفك وحين عرفك لم يخدعك في شيء أو يعدك بشيء كما قالت أمي فلما لا تعطي له فرصة مادام يكن لك هذه المشاعر؟"
قالت لها علية بحنق وقد توقفت دموعها:"لأنه كان يعرف إنني أحبه وكان وقتها متزوجاً وتركني أتعلق به.. إلي جانب أن تجربته هذه تجعلني أشعر أنه غير ناضج عاطفياً ثم أردفت بغيظ وهي تحتضن وسادتها الصغيرة:كما أنني لا أحب أن ارتبط بشخص سبق له الزواج أحب أن نكون نحن الاثنان أول تجربة بالنسبة لبعض"
قالت لها رقية بنفاذ صبر:"حسنا حبيبتي مادام هذا رأيك اثبتي عليه وهو حين يجد أنه لا أمل منكِ سيصرف نظر..."
قالت علية وهي تنظر إليها نظرة حائرة:"هل تظني حقا أنه سيصرف نظر نهائيا؟"
قالت لها بمشاكسة:"أعتقد بعد صفعة اليوم سيصرف نظر"
قالت لها علية وهي تتمدد في فراشها وتضع الوسادة فوق رأسها:"يكون أفضل لي وله"

************

جلست نسمة بجوار أمها تعطيها دواءها بعد أن أطعمتها وعلي يمينها يجلس والدها علي مقعد مجاور للفراش وعلي يسارها عبدالله الذي قال لها بصدق:"هل تشعرين بتحسن الان خالتي أم نحضر طبيب آخر؟"
قالت له بصوت واهن وهي مستلقية في فراشها تربط رأسها بوشاح :"انا أفضل كثيراً بني "
قال إبراهيم لعبدالله:"هي أفضل الآن وأنا سأظل معها يمكنك أن تأخذ زوجتك وتعودان إلى بيتكما ....."
قال عبدالله بنفي:"لا طبعا عمي سنظل معكما إلي أن تتحسن..."
قال إبراهيم بنفاذ صبر:"لا حبيبي كما قلت كفاكما واذهبا إلي منزلكما وأنا سأكون معها ثم أردف ساخراً:إذا كان من تسبب فيما حدث ذهب وتركها ..."

بعد إلحاح من إبراهيم انصرف عبد الله ونسمة وجلس هو بجوارها في فراشهما قائلاً بهدوء:"إذا احتجتِ أي شيء قولي لي "
نظرت إليه بشك وقالت له بتساؤل:"هل أعدتني إلي عصمتك؟"
قال لها وشبح ابتسامة ساخرة يطوف علي شفتيه رغم عدم رغبته في الإبتسام وقال لها :"وهل لم أعيدك طوال هذه الفترة"
قالت له :"لم أكن متأكدة صراحة فأنت لم تكن تتحدث معي ولا تجلس في المنزل ولم تنطقها فظننت أنك ربما لم تفعلها بعد "
قال لها وهو ينظر إلي وجهها المرهق وعينيها الذابلتين ورأي أن احترام سنهما أولي في هذا الوقت :"الفيصل هنا النية والنية محلها القلب "
سألت دموعها رغماً عنها ووضعت رأسها علي كتفه فربت علي كتفها تلقائياً وقال لها:"أرجو أن يكون كل ماحدث بيننا وماحدث في حياة ابنك جعلك تتغيرين"
قالت له بأسي :"صدقني لم أكن اعلم أن كل هذا سيحدث"
زفر زفرة يائسة قائلاً:"لابد حين نتصرف مع أي شخص تصرف نقوم بعمل حساب لرد فعله فلا يوجد شخص سيستقبل فقط حتي لو أظهر ذلك لفترة طويلة حتما سيأتي عليه يوم ويصدر رد فعل وهذا هو رد فعل فريدة بعد سنوات فماذا سنفعل ...صمت قليلاً ثم غمغم قائلاً:لنا الله "
قالت له وهي ترفع وجهها إليه:"والأولاد ماذا سنفعل من أجلهم؟"
قال لها بقلة حيلة:"ليس بيدي شيء لأفعله بعد إعلانهم رغبتهم في البقاء مع أمهم ياكريمة"
ازداد انهمار دموعها علي وجنتيها وقالت بحزن:"ابني لن يتحمل هذا ....ولن يوافق علي هذا لقد كان في الفترة الأخيرة يسعي للصلح معها"
ربت علي كتفها قائلاً:"كفاكِ بكاءاً فالطبيب قال أن حالتك النفسية هي التي أثرت عليكِ فحاولي أن تهدأي حتي تتعافي بسرعة"
استندت بظهرها علي الوسادة وهي تشعر بشعورين متناقضين
الشعور بالراحة لأنها اطمأنت أن إبراهيم أعادها إلي عصمته والراحة لأنها في بيتها بموافقته وليس رغماً عنه
وشعور آخر بتأنيب الضمير بدأ يتسرب إليها وهي تتسائل هل كانت فريدة تشعر بهذه المشاعر حين ابتعد عنها عمر وطلقها
هل في الفترة التي جلست فيها مع اخوتها قبل أن يشتري لها إبراهيم الشقة الأخري بعد رفضها العودة إلي شقتها القديمة هل شعرت بالاشتياق لبيتها والحرج من الجلوس مع اخوتها ؟ والسؤال الأهم الذي أخذ يتردد في ذهنها ... هل هي بالفعل مخطئة حين وافقت عمر علي الزواج برؤي؟ هل كان لابد أن تعارض رغبته رغم معرفتها أنه كان متمسك بها وكان سيتزوجها في كل الأحوال؟
نظرت إلي إبراهيم ولأول مرة تسأل نفسها ماذا كان سيكون شعورها إن تزوج عليها من امرأة أخري
أما هو فظل في رقدته يستعيد أحداث اليومين الماضيين وأغلق عينيه يريد فقط أن يرتاح قليلاً من هذا الضغط العصبي الشديد

*************

فتح تيمور باب شقة والده لفريدة فبعد ماحدث عصراً من حضور عمر إليه في المشفي وبعد أن اتصل بها وقص عليها ماحدث وطلب منها أن تجهز هي والأولاد حتي يأخذهم إلي بيته إلا أنه تفاجأ باعتراضها فما كان منه إلا أن أغلق معها ولم يقل لها إلا جملة واحدة مقتضبة :"سأأتي في المساء لنري ماذا سنفعل"
دخلت فريدة وهي تري علامات الانفعال علي وجهه رغم محاولته أن يبدو هادئاً ولكن بالنسبة لأنها تفهمه من نظرة عينيه وحركات جسده فهي كانت تدرك جيداً أنه يشتعل من الداخل
دلفا إلي منتصف غرفة المعيشة وكان ضوء الاباجورات الخافت هو مصدر الإضاءة الوحيد وكان الجو حاراً فقالت له وهي تنظر إلى الحديقة :"الجو حارهنا تعال لنجلس في الحديقة"
زفر زفرة حانقة وهو يلتقط جهاز التحكم ليفتح المكيف قائلاً لها بوجه عابس:"ها هو الجو أصبح بارداً تفضلي تكلمي"
أحاطت كفه بكفها وجذبته ليجلسا متجاورين علي الأريكة الصغيرة وقالت له بهدوء وهي تنزع وشاحها عن رأسها:"أنت كنت منفعل في الهاتف "
قال لها بانفعال:"ومازلت منفعلاً يافريدة ...لما ترفضي الذهاب إلى الشقة ؟"
قالت له بجدية وهي تستدير حتي تصبح في مواجهته مباشرة:"لأسباب عديدة تيمور أولها أن الشقة لن تسعنا جميعاً الشقة ثلاث غرف كما قلت لي أنت وطنط عايدة أنت في غرفة وطنط عايدة وشيري في غرفة وشروق وشمس في غرفة أين سيجلس أبنائي؟ هل تريد أن تثير تذمر البنات لأننا ضيقنا عليهم أشارت للأعلي :عبد الرحمن له غرفة وحده هنا كيف سيجلس بين البنات ألم تفكر في ذلك؟ "
قال لها بوجه منزعج :"فترة بسيطة نتحملها حتي ننتقل باذن الله المهم ألا تبقي هنا وحدك"
قالت له موضحة:"أنا لست هنا وحدي معي الأولاد وفادي"
قال بصوت عالي حانق:"فريدة أنا من حقي أن أخاف عليكِ فلا تعقدي الأمور"
قالت بجدية:"أنت من تعقدها حين تصر أن نجلس جميعا في مكان غير مؤهل ثم أردفت وهي تزم شفتيها :ثم أن هناك أمر أخر أنت لا تنتبه له وبالتأكيد سيزعج البنات وهو أن هذه الشقة شقة والدتهم بها رائحتها وذكرياتهم معها بها صورها وأغراضها كيف اقتحم أنا خصوصياتهم وذكرياتهم بهذه البساطة أنا وأبنائي "
قال لها وقد تفاجأ بهذه النقطة:"أنا لم أفكر في كل هذا كل مافكرت فيه أن تظلي بجواري "
قالت بجدية:"أنت متسرع ياتيمور للأسف ولا تفكر في أبعاد الموقف "
صاح فيها بحنق:"متسرع لأنني أخاف عليكِ من هذا المختل"
قالت بعناد:"لايستطيع فعل شيء لي أنا أعرفه جيداً مافعله اليوم هو من صدمته لا أكثر لقد أصبح زواجنا أمرا واقعا "
نظر إليها نظرة جامدة وهي تقول أنا أعرفه جيداً ورغما عنه شعر بالغيرة والحنق من مجرد التلميح بأنها تحفظ خصال شخص أخر وتستطيع تحليل ردود أفعاله...

لم يكن أبداً متأخراً أو رجعياً ولم يري يوما أنه يعيبها أنها سبق لها الزواج ولكن رغماً عنه حين رأي نظرة الغضب في عين عمر وشعر أنها تخص فريدة لم يستطيع كبح غضبه وما أن رأها تتحدث عنه الآن وهي تحلل ردود أفعاله بناءاً علي خبرتها بدواخله حتي شعر بالغيرة تنهشه نهشاً ورفضها الذهاب معه زاده اشتعالاً
تصلب جسده دفعة واحدة واستقام واقفاً ثم قال لها وهو ينظر إليها من أعلي :"أخر ماعندك أنكِ لن تذهبي معي؟"
استقامت هي الأخري ووقفت أمامه قائلة وهي تضع راحتها علي كتفه :"صدقني ياتيمور لن ينفع... لن نرتاح وسنضايق البنات وسنكون ثقالاً "
مط شفتيه قائلاً ببرود:"حسنا هيا حتي تصعدي "
ثم التفت وأغلق التكييف والأضواء وتقدم وفتح الباب قائلاً بفظاظة:"هيا"
خرجت معه فأغلق الباب بعنف وأحكم إغلاقه بالمفتاح وسار بجوارها حتي منتصف المدخل فأشار لها للصعود وبلا كلام تركها وخرج وأغلق بوابة البناية خلفه بعنف

**************
بعد أن أنهت حمامها الدافيء وارتدت منامتها القطنية المريحة باللون الأبيض جلست في غرفة المعيشة وأضاءت الأباجورة المجاورة لها بعد أن اطمأنت علي والدتها من والدها في الهاتف ..
وضعت كتبها أمامها ترتب أفكارها حتي تعرف من أين ستبدأ فالدكتور المسئول عن رسالتها طلب منها عدة مهام وفي غمرة انشغالها الأيام السابقة لم تفعل منهم شيء ... كان عبدالله هو الآخر قد أنهي حمامه وخرج وهو يجفف شعره بمنشفة صغيرة يبحث عنها أين ذهبت وماذا تفعل فوجدها تستعد للمذاكرة فجلس بجوارها قائلاً وهو يضع المنشفة بجواره :"ألا تحتاجين أي مساعدة في رسالتك؟" رفعت عينيها إلي عينيه الحبيبتين قائلة بابتسامة حلوة:"شكراً لك حبيبي إن احتجت شيء سأقول لك.."
داعبت كلمة حبيبي مشاعره فابتسم قائلاً:"قديماً كنتِ تسأليني دائما في كل شيء وحين أصبحنا في بيت واحد أري أنكِ صرتِ طالبة ممتازة ولا تحتاجين مساعدة..." اتسعت ابتسامتها وقالت له بخجل:"هل لي أن أعترف لك بشيء.."
مال برأسه تجاهها قائلاً:"اعترفي كلي آذان صاغية..."
قالت له بابتسامة محرجة:"كانت أسئلتي هذه هي من تجعل هناك حلقة وصل بيني وبينك.. شردت بعينيها قائلة:كنت بعيد بُعد نجوم السماء فكانت المواد العلمية هي من تقربك وتجعلك تتحدث معي باستفاضة..."
كلماتها رغم بساطتها إلا أنها أصبحت تصيبه بتخمة في مشاعره وتضخم في قلبه وازدياد في ضرباته ...
رغم أن زواجهما تم بشكل كامل إلا أنه يشعر أنهما مازالا في فترة خطبة يعترف فيها كل منهما للآخر ورغم أن هي فقط من تعترف وهو فقط مُستقبل لأسباب كثيرة منها أنه من الأساس لم يتعود علي الإفصاح عن مشاعره بقوة فوالده ووالدته من الجنوب ورغم أنه نشأ في المدينة وعاش وتربي فيها إلا أنه تربي بمباديء أهل الجنوب..
كما أن تجربة زواجه الأول أثرت عليه بشكل كبير فأصبح لديه دائما شعورا بأنه وارد أن يرحل أي شخص من حياته لذلك لم يكن عقله وقلبه يريدان التعلق بأي شخص تعلق يؤذيه إن رحل ذات يوم
ولكن كلماتها له وتعبيرها عن مشاعرها تجاهه تشعره بمشاعر جميلة
وضع ذراعه حول خصرها وضمها إليه حتي اقتربت منه فهمس أمام وجهها من هذا القرب :"أجمل شعور اشعر به هو حين تصرحين بمشاعرك هذه..ثم أردف بابتسامة ساحرة: صدق الجخ حين قال (تحبوا شيء جميل طبعا لكن تتحبوا ده الأجمل)
رفعت وجهها إليه واتسعت عينيها وهي تري الكلمات تخرج منه بسلاسة ليست من طبعه وقالت له بابتسامتها الحلوة :"وماذا قال أيضا الجخ؟"
قال لها وهو مازال يشعر بحالة من الطفو تحدث له حين تجاهر بشيء جديد لا يعرفه :"قال أيضا :حبيبتي أحلي من شعري وأحلي من حروف كُمل ولا بتغدر ولا بتهجر ولابظلمها تتململ لكني في حيرتي بستغرب أنا أزاي مش بغنيلها وهي أزاي بتتحمل "

حين لايكون هناك ثقة ومصارحة بين الطرفين نحتار في فهم مغزي الكلمات لذلك شعرت بالحيرة وتساءلت هل هي مجرد كلمات لقصيدة جميلة أم أنه يقصد كل حرف فيها خاصة كلمة(حبيبتي) في بداية القصيدة
وقبل أن تحاول تحليل الكلمات ومعانيها قال لها بنظرة خاصة أصبحت بينهما منذ فترة:"هل ضروري المذاكرة الآن أم نكمل باقي القصيدة؟"
قالت له بخجل من قربه الزائد منها وبعينين مُسبلتين:"يبدو أن القصيدة جميلة.. لم أسمع بها من قبل..."
قهقه ضاحكاً ثم قال وهو يضمها إليه بقوة ويتحسس عظامها اللينة بلهفة ويميل بوجهه علي وجهها باشتياق:"القصيدة حقا رائعة.."
**************يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 02:49 PM   #895

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

وقف تيمور في شرفة منزله يغلي من الداخل ويحاول السيطرة علي انفعالاته فالبنات بالداخل ولايريد أن يبدو عليه شيئاً ولكن خالته عايدة كانت تشعر به منذ دخوله المنزل فدلفت خلفه إلي الشرفة ووقفت بجواره تري نظراته الشاردة للسيارات علي الطريق فربتت علي كتفه قائلة :"ماذا بك حبيبي أنت كنت عند فريدة هل حدث شيء؟.."
نظر إليها تيمور وزفر زفرة حارة وكان بالفعل يحتاج للإنفجار فلم تكن عايدة بحاجة للضغط عليه كثيراً فاندفع وقص عليها كل شيء من زيارة عمر ونظراته وتلميحاته الغير مريحة لرفض فريدة أن تأتي معه وكعادة عايدة استمعت إليه بهدوء وصمت إلي أن أنهي كل كلامه فقالت له بهدوء وهي تجلس علي المقعد المواجه للمقعد الذي يقف هو بجواره :"هي لديها حق تيمور.."
قال لها وهو ينظر إليها بحنق:"لديها حق في ماذا؟"
قالت له:"حين تهدأ وتفكر ستعرف أنها لديها حق فالشقة هنا فعلا صغيرة لن تسع بناتك وأبناءها إلي جانب أنها معها ولد يريد قدر من الخصوصية ثم أردفت وهي تشير للخارج:الشقة بالكاد تتسع للبنات حبيبي وفعلا لن يتقبلوا أن تأتي أي امرأة مكان أمهم نحن ولله الحمد نخطو خطوات جيدة في مشوار تقبلهم لفريدة فلا تجعلنا نتراجع..."
أخيراً جلس علي المقعد المواجه لها وقال وعينيه تشتعلان بالغيرة:"كلما تذكرت شكله وهو يتحدث عنها أشعر أنني علي وشك الجنون..."
ربتت علي كفه قائلة:"تيمور أمر زواجك من امرأة سبق لها الزواج ومعها أطفال ووالدهم متمسك بهم كان من البداية أمر معقد وأنت تمسكت به فحاول أن تحافظ علي حكمتك للنهاية حتي لاتخسر..."
قال لها :"تمسكت بها لأنني أحبها..."
قالت له بسرعة:"حسناً مادمت تحبها لاتضرها ..أتركها تجعل أبناءها يقنعون والدهم ببقاءهم معها... اصبر حتي تحصل علي مكان مناسب يناسب عددكم ... لا تطلب منها طلب يجعل مكانتها تتراجع عند بناتك.... بالصبر يابني ستصل إلي ماتريد أما الإندفاع لن يفيدك في شيء ولا هو من سماتك من الاساس ثم أردفت بحيرة:أنت لم تكن هكذا من قبل ماذا حدث لك؟.."
كلماتها كان لها وقع مؤثرعليه فشعر أنه هدأ كثيراً ...
رن هاتفه في جيبه فالتقطه ليجد شهاب يتصل به فأجابه قائلاً وهو يعقد حاجبيه:"أهلاً شهاب كيف حالك؟"
أجابه شهاب وحوله صوت ضوضاء:"الحمد لله ...هل أنت في المنزل أنا وإياد والأولاد بالقرب منكم هل نأتي؟" قال بسرعة:"نعم يا حبيبي متواجدون أهلا بكم..."
أردف شهاب قائلاً :"أبي كان يريد أن يحدثنا كلنا محادثة مرئية.."
قال له تيمور وهو يبتسم اشتياقاً لوالده:"حسناً هيا تعالوا لنحدثه جميعا معا..."
أغلق مع شقيقه وهو يحاول التغاضي عما حدث ولكنه رغما عنه لم يستطيع نسيان أحداث اليوم ورغما عنه شعر بخوف مبهم علي فريدة ... علي زوجته

*************
صباح اليوم التالي في المصرف

دخل فادي إلي المصرف بخطوات ثابتة يرتدي حلة أنيقة باللون الكحلي وقميص ناصع البياض ورابطة عنق باللون الكحلي بها نقاط حمراء صغيرة ... يضع نظارة الشمس فوق عينيه ...يجذب الأعين بهيئته الواثقة وجسده الفارع الرياضي إلي جانب ابتسامته التي لايبخل بها علي كل من يمر عليه من موظفي الأمن إلي زملاؤه ورؤساؤه
ولكن ابتسامته هذه تحولت إلي التجهم ما أن رأي علية جالسة في مكانها ...
لم يخفي عليه منذ اللحظة الأولي أن التوتر كان يبدو علي وجهها وما أن رأته حتي انكمشت في مكانها إلا أنه لم يعيرها اي اهتمام أو يوجه نظره إليها من الأساس وتقدم من مكتبه مُلقياً السلام علي الجميع دون أن تأتي عينه عليها وكأنها غير موجودة
نزع نظارته ووضعها أمامه أما هي فأخر ماكانت تتوقعه أن يلجأ للتجاهل كانت تظن أنه سيثور وكانت تخاف من ثورته هذه وكانت تتوقع أن يحدثها هاتفيا ليصب جام غضبه عليها أو يراسلها علي الواتساب ويوبخها ولكن مادام صمت فهذا سيسهل عليها المُهِمة ...
مهمة نسيانه

بعد قليل

أرسل فادي بعض الملفات إلي رضوي علي البريد الإلكتروني خاصتها ثم عاد بمقعده ذو العجلات للخلف قليلاً منادياً عليها وليس بينهما فاصل سوي مكتب علية:"رضوي..."
عادت هي الأخري للخلف بمقعدها ونظرت إليه فأردف:"لقد أرسلت لكِ الملفات التي طلبها أستاذ أسامة ووزعيها أنتِ علي الجميع كما أرسلت لكِ.."
فتحت بريدها فوجدته قد أرسل لها مايخصها وما يخص علية أيضا ففهمت من هذا ومن اقتضاب كلاهما أنهما لا يتحدثان فأرسلت لعلية علي بريدها مايخصها من عمل وعادت هي الأخري لعملها وقد فتح المصرف أبوابه للعملاء

بعد قليل

دلفت إلي المصرف امرأة شابة تقريبا في نهاية العشرينات جميلة حد الإبهار كل مافيها ينبض بأنوثة طاغية تقدمت من مكتب فادي مباشرة رغم وجود مكتب علية المجاور له ولكنها تقدمت منه بابتسامة جذابة قائلة من خلف الزجاج الفاصل بين العميل والموظف :"صباح الخير من فضلك أريد أن أفتح حساباً لديكم هلا ساعدتني؟"
نظر إليها فادي بابتسامة محايدة لايستطيع الخروج عنها مادام في العمل رغم انه في هذه الحالة يتمني الخروج وقال لها:"بالطبع .... "
وبدأ في أخذ بياناتها وتسجيلها فقالت له المرأة بلهجة غير بريئة قبل أن يطلب منها هو:"يمكنك أخذ رقم الهاتف أيضا للمراسلات ..."
بينما علية التي تجلس بجواره تدعي الإنشغال تتميز غيظاً لاتدري من ماذا ...هل من خجلها مما حدث بالأمس أم من تجاهله لها أم من هذه المستفزة ذات الشعر الطويل الذي يصل لأسفل ظهرها وتنظر إليه بطريقة غير مريحة أم تغتاظ من نفسها

بعد ساعتين

قامت علية إلي الغرفة الداخلية المسموح فيها لهم كموظفين بتناول الطعام أوالصلاة في فترة استراحتهم ...جلست علي المقعد المجاور لباب الغرفة وأخرجت شطيرتها التي صنعتها لها أمها صباحاً وأخذت تتناولها بلا شهية ...
مر فادي بجوار الباب وهو يمسك في يده كوباً من الشاي وما أن لمحها تجلس شاردة حتي دخل الغرفة و تقدم منها وقد فشل في إكمال مسلسل التجاهل الذي انتواه قائلاً ببرود بعد أن رشف رشفة من كوب الشاي:"هل تعرفين أن بعد مافعلتيه بالأمس كان يجدر بي تهشيم رأسك إلي نصفين ولكن لأني تربيت علي ألا أهين امرأة لن أتحدث معكِ..."
رفعت وجهها إليه وقالت له بحنق:"وهل كان علي أن أصمت علي ماكنت تنوي فعله؟..."
نظر إليها نظرة ساخرة وقال لها :"ماذا كنت أنوي أنا هل دخلتِ في نيتي وعلمتِ؟ ثم أشارعليها بسبابته قائلاً:بل أنتِ التي نواياكِ سيئة لذلك تظني كل الناس مثلك.." فغرت شفتيها واتسعت عينيها تلقائياً ثم قالت له بذهول وهي تضع شطيرتها علي المنضدة أمامها :"أنا نوايايا سيئة؟.."
صاح فيها قائلاً:"نعم ..حين يكون فعلي عفوي تلقائي ويكون رد فعلك بهذا العنف تكون نواياكِ سيئة ثم أردف قائلاً ببرود:هل شاهدتي منذ قليل النساء كيف تتصرف ؟ يتصرفن برقة لا كالدبش مثلك..."
انتفضت واقفة وقد تحول وجهها الأبيض للون الأحمر من انفعالها وغضبها خاصة وهي تستدعي صورة الفاتنة التي يقصدها وقالت له بحنق وهو يقف يسد عليها طريق العبور:"ابتعد عن الطريق أريد الخروج.."
نظر إلي وجهها المتضرج وقال لها بنبرة تهديد:"سأبتعد ولن أفعل معكِ ماتصوره لي شياطيني رداً علي فعلتك.." لاحظ رجوعها خطوة للخلف فلام نفسه علي جملته الأخيرة وابتعد عن الباب لتعبر هي بسرعة متجنبة تماماً النظر إليه أما هو فجلس علي نفس المقعد الذي كانت تجلس عليه ووجد نصف شطيرتها علي المنضدة فتناولها فوجد آثار أحمر الشفاه خاصتها علي موضع قضمتها الأخيرة فلامس الموضع بشفتيه ثم قضم قضمة كبيرة منها وأعقبها برشفة من كوب الشاي خاصته ولاحت منه ابتسامة وقال لنفسه:"لماذا ارتعبت حين قلت لها عن ماتصوره شياطيني ؟غالبا تصورت شيء عكس ما أتصوره تماماً ثم أردف بشرود:غالبا هذه هي من ستربيني من جديد وتخلص مني ذنوب السنوات الماضية"
أما هي فما أن تذكرت شطيرتها حتي عادت خطوتين للخلف لتجده يأكل الشطيرة بنهم فشعرت بالغيظ منه..
للتو حرق لها دمها ثم يأكل شطيرتها بكل برود!
وشعور آخر سيطرعليها ...شعرت بأن قلبها رق له وهو يأكل هكذا كطفل يشاكس أمه ولايستغني عن طعامها ثم أردفت لنفسها وهي تستدير ثانية لتعود إلي مكتبها:"يبدو أنني لن أنسي بسهولة ولا هو سيساعدني علي النسيان"

****************
دلفت من بوابة المشفي بوجه مُشرق متورد ترتدي بنطال جينز فاتح وبلوزة أنيقة باللون الكحلي ووشاح منقوش بألوان متداخلة من الكحلي واللبني والوردي وحذاء رياضي باللون الأبيض ...
رغم كل الظروف المُحيطة ورغم أنها لا تعرف ماذا تُخبيء لها الأقدار إلا أن هناك شعوراً بالراحة بدأ في التسرب إليها منذ معرفة عمر وأهله أمر زواجها ... أحيانا يظل الخوف يسكننا من معرفة أمر ما ونحمل هم تداعياته ونؤجله خوفا من المواجهة ولكن ما أن يحدث ما نخافه حتي تسقط مخاوفنا دفعة واحدة فما كنا نخشاه قد حدث وانتهي الأمر وهذا ماحدث معها
كانت تخاف معرفة عمر خوفاً من رد فعله تجاه الأولاد وهاهو عرف وهاهم أبناءها يقفون بشجاعة ويقولون لجدهم أنهم لن يتركوها.. وهاهي تشعر أنها تتنفس بحرية بلا خوف ولا تتواري عن الأعين ...
كانت قد وصلت إلي موظف الإستقبال فقالت له بابتسامة بشوشة:"صباح الخير...هل دكتور تيمور بالعيادة وأشارت إلي الممر المؤدي للعيادات ؟"
قال لها الرجل بابتسامة مٌرحبة:"لا مدام فريدة هو في مكتبه لم يبدأ العيادة بعد.."
شكرته بابتسامة صغيرة وصعدت إلي مكتبه فوجدت موظفة الإستقبال فقالت لها بعد أن حيتها تحية الصباح:"دكتور تيمور وحده أم معه أحد؟."
قالت لها الموظفة الشابة:"لا مدام فريدة وحده.."
أومأت لها فريدة برأسها وطرقت عدة طرقات بإيقاع راقص علي باب المكتب فرفع عينيه إلي الباب يسأل نفسه من الذي يملك الجراة ليطرق علي بابه بهذه الطرقات المُلحنة غيرها؟
رغم أنها لم تفعلها من قبل وكانت طرقاتها تعبرعن نفس درجة تحفظها معه وكان يميز طرقتها إلا انه أجزم الان انها هي ،إستمرت في الطرق بنفس الإيقاع ولم تدخل فعلم أنها تشاكسه فاستقام واقفا وقلبه يتراقص مع الإيقاع وابتسامة حانية ترتسم تلقائيا علي وجهه واتجه إلي الباب وفتحه ليجدها أمامه بابتسامتها الصافية الخلابة فدخلت وأغلقت الباب خلفها قائلة بمشاكسة وكأنه لم يحدث أي مشادة بينهما بالأمس وكأنه لم يتركها ويمشي غاضباً:"صباح الخير زوجي الحبيب..."
ثم استطالت قليلاً علي أطراف أصابعها وطبعت قبلة دافئة طويلة علي وجنته أعقبتها بمثلها علي وجنته الأخري وهي تمرر راحتي يديها علي كتف قميصه..وتتأمل جاذبيته وهو يضع نظارة القراءة ذات الاطار الأسود علي عينيه
نظر إليها بغيظ من موقفها بالأمس وعدم استجابتها لرغبته ثم قال ببرود وهو يعود إلي مقعده خلف مكتبه:"صباح الخير..."
سارت خلفه وما أن جلس حتي جلست أمامه مباشرة علي سطح المكتب وقالت له بوجه متورد وعينان لامعتان:"اشتقت لك من الأمس .."
نظر إليها بعتاب ثم نزع نظارته ووضعها علي سطح المكتب قائلاً:"واضح مدي الاشتياق من ردودك بالأمس.."
قالت له بجدية :"هل لنا أن نتحدث قليلاً .."
صمت وهو يتطلع في صفحة وجهها الهاديء المختلف تماما عن توتر الأمس فمسكت يديه وجذبته معها نحو الأريكة المجاورة للنافذة التي تملأ الغرفة بضوء النهار مع شعاع هاديء من أشعة الشمس
سار معها وهي تجذبه وفرق الأحجام لايدل أن هي من تجذبه ويسير معها باستسلام، جلست وجذبته ليجلس بجوارها فألقي جسده بجوارها قائلاً وهو يمط شفتيه:"تفضلي تكلمي.."
كان يرتدي بنطالاً كلاسيكياً وقميصاً كلاسيكياً يثني كميه حتي أسفل مرفقيه فبلا تعمد أو رغبة منها في التأثير عليه أحاطت كفيه بكفيها وأخذت تمرر أبهاميها بحركات دائرية علي كفيه ومعصميه وقالت بهدوء:"تيمور هناك أمور تحتاج التأني وحساب كل خطوة فيها وعلاقتنا كذلك لكي تسير بالشكل الذي نريده لابد لنا من الصبر وعدم أخذ قرارات متسرعة ثم أردفت بجدية :الأمر لايتوقف علي مجرد انتقالنا لشقة كبيرة نجلس فيها وينتهي الأمر لابد أولاً أن يقنع الأولاد والدهم حتي لايختلق لنا مشاكل فيما بعد .."
قال لها ببرود:"وماذا أيضا؟"
قالت له بنفس الجدية:"وانتقالنا لبيتك في هذا الوقت سيجعل البنات يشعرن أن هناك من أتي وفرض نفسه عليهن وسيشعر أبنائي أنهم ثقال في المكان وسيشعرني أنني أأخذ مكانا ليس من حقي ...مع أننا نستطيع تجنب كل ذلك بالصبر.."
زفر زفرة حارة ثم قال لها وهو يواجهها من هذا القرب:"ألا تستنتجي من كل ذلك كم أخاف عليكِ؟" وضعت يدها علي جانب وجهه قائلة بعينين متسعتين"أعرف حبيبي لذلك أنا هنا الآن "
أغمض عينيه قليلاً وهو يتنفس بهدوء ،يعترف أنها تتحدث بشكل عقلاني إلي جانب أن عايدة بالأمس أكدت هي الأخري علي وجهة نظرها ...ليتها تعلم كم يحبها ويخاف عليها ويغارعليها ولايريد لهذا المختل أن يلمح طرفها
كلما تذكر كيف وقف أمامه بوقاحة وتحدث عنها كلما جن جنونه

نظر إليها نظرة طويلة...هو لاينكر أنها تحبه ...أن عينيها تبرقان بحبه
ولاينكر سحر تأثيرها عليه هذه اللحظة
سحر لمستها
وسحر نظرتها إليه
سحر وجودها بجواره وإحساس الدفء الذي تبثه فيه لاينكر كيمياء الجسد بينهما ...
الكيمياء التي تجعل من لمستها له بلسماً واقترابها منه مُهلكاً....
جذبها نحوه ليعانقها بقوة فتعلقت في رقبته بسعادة وهي تشعر بذوبان أي خلاف بينهما ....
ضمها إليه بقوة أكبر وهو يدفن وجهه في عنقها يستنشق رائحة عطرها وما أن أبعدها قليلاً حتي قالت له وهي تنظر إليه بعينين متسعتين وبصوت دافيء :"إذن لست غاضب مني ..."
أحاط مؤخرة رأسها بكفه وجذبها برقة نحوه وأخذ ينهل من نهر العسل الذائب الذي يفقده صوابه كل مرة كأنها أول مرة يروي ظمأه إلي وصالها رغم معرفته أن ظمأه سيزداد
إلا أن صوت طرقات علي باب المكتب أعادتهما معا بعد دقائق معدودة إلي أرض الواقع وكان رد فعلها هي الأسرع حين ابتعدت عنه قليلاً فإذا بهيدي تفتح الباب وما أن وجدت فريدة حتي ابتسمت ابتسامة أنيقة وتقدمت منهما قائلة وهي تنظر إليهما معا :"صباح الخير ..."
في نفس الوقت أجاب تيمور وفريدة :"صباح الخير..."
كان في يدها ظرفا مغلقا فقالت وهي تمده لتيمور بنفس الابتسامة الأنيقة:"حمداً لله أنني وجدتكما معا حتي أدعوكما معا...."
تناول منها الظرف بينما قالت لها فريدة بتساؤل:"دعوة إلي ماذا؟"
قالت لها بسعادة:"حفل خطبتي الأسبوع المقبل بأذن الله.."
قال لها تيمور :"ألف مبروك .."
بينما اتسعت ابتسامة فريدة قائلة:"مبارك لكِ هل نعرفه من هنا من المشفي؟"
قالت لها بابتسامة أنيقة:"لا ليس من المشفي هو طبيب أيضا تعرفنا علي بعضنا في الدورة التدريبية الأخيرة التي حضرتها..."
قالت لها بصدق:"فليبارك الله لكما..."
بينما قال تيمور بابتسامة مجاملة :"فليتمم الله لكما علي خير.."
ابتسمت لهما هيدي ابتسامة واسعة ربما لأول مرة تراها فريدة وما أن خرجت وأغلقت الباب حتي التفت تيمور اليها قائلاً وهو يضيق عينيه :"ماسر هذه الفرحة لهيدي أعتقد انكِ لم تكوني تستسيغيها سابقاً..."
عضت علي شفتها السفلي وقالت له وهي تثني قدمها تحتها وكأنها جالسة معه علي أريكة غرفة المعيشة في المنزل:"أنا صراحة كنت لا أستسيغها بسببك كنت أغار عليك منها ..أما الان فبما أنها في طريقها للزواج فلابد أن أفرح لها"
قال لها باستنكار:"تغارين علي وأنتِ ملكتِ كل شيء بي وأصبحت لا أري غيرك!"
قالت له وهي تضع سبابتها وأبهامها علي ذقنه:"نعم هل أنا من حجر حتي لا أغارعلي زوجي الوسيم.."
قال لها باستنكار:"لا أنا الذي من حجر حتي تستنكرين علي الغيرة..."
قالت له ضاحكة :"أنا أري أنني عطلتك عن العمل كثيراً وعندك عيادة بعد قليل هيا قل لي انصرفي.."
احتضن كفها بكفه قائلاً :"أين الأولاد هل تركتيهم بمفردهم؟"
قالت له:"لا بل اشتركوا في الأنشطة الصيفية في المدرسة عبدالرحمن في الكونغفو وسهر في القراءة وسمر في الرسم والغناء .."
ابتسم قائلاً:"مثل أمها غناء ورسم..."
ابتسمت قائلة:"نعم"
قال لها بجدية:"ابقِ إذن معي حتي يحين موعد عودتهم.." قالت له بتساؤل:"مارأيك لو أعود إلي العمل معك.."
قال لها مازحاً:"ألم تتركيه برغبتك للهروب مني.."
قالت له بابتسامة حانية:"وقتها شعرت أن روحي تُنتزع مني.."
قال لها وهو يشدد علي يدها في يده:"علي أساس أن العمل فقط من كان يربطني بك وبرحيلك لن أصل لكِ..." قالت له بتأثر:"إن كان هناك فضل لأحد بعد الله في أننا معا الآن فهذا الفضل يعود إليك لولا تمسكك بي واصرارك علي المواصلة لم أكن لأملك شجاعة الاعتراف بحبي لك ورغبتي بك ..."
رفع كفها اليه وقبل راحتها فقالت له :"ماذا قلت بشأن عودتي للعمل؟ فالاولاد وجدوا مايشغلهم وسأعود لوحدتي من جديد "
قال لها باهتمام:"ليس لدي أي مانع ولكن انتظري حين نستقر في بيت واحد وننظم حياتنا لأنك لو تلاحظين الوقت الذي لايكون فيه الأولاد في المنزل نستغله في النزول لمشاهدة الشقق أو الذهاب إلي شقتنا .."
قالت له وهي تومئ برأسها:"فعلا عندك حق.."
قال لها وهو يغمز بعينه :"ولكني لن أحرمك من هذا اليوم أبقِ معي سأنهي بعض الأعمال علي جهاز الكمبيوتر وأترك لكِ بعضها تنهيها وأنا في العيادة مارأيك ؟"
ابتسمت قائلة وقد عاد إليها حماسها وشغفها القديم بالعمل :"موافقة ثم أشارت له وهي تستقيم واقفة:أنهي ماتريد وأنا عشر دقائق وأعود إليك.."
قال لها متسائلاَ وهو يقف بجوارها :"إلي أين؟"
قالت له وهي تبتعد عنه بالفعل:"هنا في المشفي لا تقلق..."
خرجت وتركته ووقف هو ينظر في أثرها وهو يضع يديه في جيبي بنطاله ويبتسم لرؤيتها بهذه الحالة ،يشعر بها كفراشة بألوان زاهية تحلق حوله وتنشر البهجة
ثم عاد إلي مقعده خلف مكتبه ووضع نظارته علي عينيه ينهي ما كان يفعله قبل حضورها

أما هي فدلفت إلي مكتبها سابقاً تتفقده باشتياق وما أن وجدت ماهر حتي صافحته بحرارة قائلة بمزاح:"كيف يسير العمل في غيابي؟"
قال لها ماهر بتهكم:"يلقي زوجك كل الأعباء علي عاتقي .."
قهقهت ضاحكة ثم قالت له وهي ترفع حاجبيها:"لا تقلق سأعود قريباً..."
قال لها :"أتمني..."
قالت له:"أين ماريان؟"
قال وهو يشير للخارج:"لديها عمل.."
قالت له وهي تتحرك للخارج:"حين تنهي عملها قل لها إني في مكتب تيمور وأريدها ..."
قال لها :"حسناً..."
تركته وخرجت واتجهت إلي المطبخ لتجد شادية تقف بجوار الموقد فاحتضنتها من الخلف قائلة:"اشتقت لكِ كثيراً.."
التفتت إليها شادية قائلة بابتسامة أمومية:"حبيبتي اشتقت لكِ أكثر .."
احتضنتها فريدة وأخذت كل منهما تثرثر للأخري بأشياء بسيطة ولكنها تحمل حبا وموده تجاه كل منهما للأخري...

بعدقليل

كانت فريدة تطرق علي باب الغرفة بنفس المعزوفة التي طرقت بها حين أتت فرفع وجهه عن الجهاز ينظر تجاه الباب ولكنها لم تنتظر كالمرة السابقة بل فتحت الباب مباشرة وهي تحمل صينية موضوع عليها فنجانين من القهوة ،أغلقت الباب وتقدمت نحوه ووضعت الصينية علي المكتب ووقفت بجواره وقالت له ببساطة أمام نظراته المتسائلة :"قلت ربما اشتقت إلي قهوتي التي كنت تأخذها مني قهراً.."
ابتسم للذكري قائلاً:"كنت أأخذها منكِ حباً لاقهراً..."
وما أن أخذت فنجانها وارتشفت منه أول رشفة حتي أخذه منها ليكمله هو ..

أما هي فلم تترك أي شيء يعكر صفو مشاعرها الآن فجلست معه إلي أن أنهي عمله وحين نزل للعيادة جلست هي مكانه تقوم بعمل ماطلبه منها ومن حين للأخر تتلفت حولها إلي أرجاء المكتب الأنيق الذي يشبه صاحبه
إلي أرجاء المكان الشاهد علي حبهما
تذكرت حين كانت تدخل إلي المكتب بخجل وتذكرت حين خرجت منه يوم أن شعرت أنها لاتستطيع مقاومة مشاعرها تجاهه، يومها أقسمت ألا تدخل هذا المكان ثانية...
أحيانا نعد أنفسنا و نقسم عليها بأغلظ الإيمان ولكن حين يكون للقدر كلمة أخري وقتها نحنث بقسمنا مُرغمين وما أحلي الأقدار التي تأتي جبراً بعد كسراً

**********يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 02:51 PM   #896

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد يومين

"تفضلي سيدتي الجميله أنرتِ بيتك"
بأسلوبه المسرحي الساخر نطق سامر جملته وهو
يفتح باب شقة الزوجية وهو يبسط ذراعه كله أمامها
أما هي فكانت كالمسحورة وهي تخطو أولي خطواتها داخل بيتها الجديد
شعور رائع تملكها وتأثر واضح بدي في عينيها وضربات قلبها الزائدة
أول زيارة لها لهذا البيت كانت منذ عدة أشهر وكانت علي استحياء وهذه هي الثانية فتبعا للعادات السائدة فإن العروس لا تذهب إلى بيتها إلا بعد الزواج وتبعا لسامر فقد كان يريد أن تكون مفاجأة لها وقد كانت
وقفت في منتصف البهو وهي تري شقة غير الشقة الكلاسيكية القديمة .... كل ما طلبته وكل ماحلمت به فعله لها
وقفت تتطلع في الحوائط بصمت وانبهار، لقد صور لها بعض من التشطيبات ولكن ليس كلها وماصوره لها لم يكن أبدأ بجمال الواقع فقد كانت الحوائط بألوان هادئة عصرية يغلب عليها اللون البيج الهاديء أما الأثاث الذي اختارته بنفسها معه فقد ازداد جماله وهو موضوع بشكل متناسق مع الستائر والابسطة وهذا كله مافرشته فريدة مع دنيا ورحمة قبل الزفاف بأيام قليلة ،كان المطبخ مفتوح بشكل عصري علي الصالة الواسعة التي ازداد اتساعها عن ذي قبل بفضل التقسيم الصحيح لكل قطعة أثاث واختيار قطع عصرية صغيرة تناسب المكان فكان الصالون والسفرة يحتلان الصالة بتنسيق واتزان ومفتوح عليهم المطبخ الأنيق ذا الطابع الكلاسيكي بلمسة عصرية والنجف كان يعطي ضوءا أصفرا يضفي رقي علي المكان
أخذ سامر ينظر إليها وإلى نظرتها المنبهرة بكل ركن وهي تتلفت حولها وتلمس المزهرية بيدها تارة وتمسد علي وسائد الصالون تارة أخرى
أخيرا اقترب منها وأحاط خصرها من الخلف بيديه قائلا وهو يضع وجهه بين كتفها وعنقها:"رأيك في هذا الجزأ من الشقة واضح ثم نظر باتجاه الرواق قائلاً: مارأيك لو ندخل لأعرف رأيك في الباقي؟..."
ابتسمت له قائلة وهي تنظر للرواق بفضول :"هيا"
دلفا إلي الداخل فأشار لها إلي غرفتين متجاورتين قائلا علي الاولي:"هذه غرفة أمي كما رأيتها من قبل وهي رفضت إجراء أي تعديل عليها لأنها حجرتها منذ تزوجت بأبي رحمه الله "
تمتمت :"رحمه الله"
ثم أشار إلى الغرفة المجاورة قائلا:"وهذه غرفة لأخوتي حتي إذا جاءت إحداهن في يوم تكون لهن "
ثم أشار إلى الجهة الأخرى قائلا وهو يجذبها من يدها خلفه:"وهذا ما يخصنا..."
فتح باب الغرفة فدلفت معه لتجد غرفة النوم التي اختارتها والبساط الخاص بها ...كل شيء اختارته ولكن بعد الفرش واللمسات النهائية اختلف ليصبح أجمل وأرق وكان هناك بابان بجوار خزانة الملابس فتح أحدهما فوجدته الحمام الداخلي للغرفة وفتح الآخر فكانت غرفة بداخل الغرفة فوجدت فيها عالمها الجميل الذي اختارته أيضا لتراه بعد الفرش وقد تحول إلى جنة حلمت أن تخطو إليها ذات يوم...
نزعت عنها حجابها ووضعته علي المقعد الخاص بمنضدة الزينة ....
وخطت بالفعل للداخل وهو خلفها
خطت إلي غرفة الأطفال ذات اللون اللبني والوردي سواء السرائر أو الحوائط أو الستائر والبساط
كل شيء أصرت أن يكون مزيجاً من اللونين ليلائم البنات والأولاد ابتسمت شفتيها ودمعت عينيها اشتياقا وهي تجلس علي طرف الفراش وتتحسسه بيدها ولاحظ هو ذلك فقال لها بابتسامته التي لها مفعول السحر :"أريدك أن تملئي هذه الغرفة بالأطفال وبعدها ندخل علي الغرف المجاورة لنملأها "
ابتسمت قائلة بلهفة:"يارب ...أدعوه منذ تزوجنا أن يرزقنا عاجل غير آجل"
أغمض عين وفتح عين واحدة كما يفعل دائما لمشاكستها وقال:"ولكن عاجلاً هذه تتطلب عزيمة وهمة كبيرة هل ِأنتِ علي هذا القدر من التضحية بنفسك"
قهقهت ضاحكة ووضعت يديها علي وجهها خجلاً وهي تعلم إلي ماذا يشير ثم قالت له وهي ترفع وجهها المتضرج إليه:"يجب أن تراعي أن والدتك ستكون معنا وما كان يحدث في الفندق لايصح "
رفع حاجبا واحدا بشر ثم قال لها:"وما دخل أمي بنا ثم نظر حوله قائلا:ألا تلاحظي أن هناك قدرا كبيرا من الخصوصية لنا فالغرفتين مفتوحتين علي بعضهما وتستطيعين أغلاقهما من الداخل وملحق بهما حماماً خاصاً ثم أردف بخبث:أم أنك تتحججين بأمي."
ابتسمت ابتسامة شقية وقالت:"صراحة نعم أتحجج بها "
جلس بجوارها مباشرة وقال لها بجدية وحنان :"أمي طيبة جدا أريدك أن تكوني معها علي طبيعتك وهي ستعتبرك إحدي بناتها "
قالت له وهي تمسد علي ذراعه بلمساتها الرقيقة الناعمة:"لا تقلق وأنا بإذن الله سأعتبرها كأمي"
قال لها بمشاكسة لذيذة وهو يضمها إليه يستمتع بالشحنات الدافئة التي تصدر تلقائيا منها وهو يطبع قبلة طويلة علي عنقها:"وأنا أريدك أن تعتبريني إبنك "
أحاطته بذراعيها بحب فطري ولد له هو خصيصا دونا عن باقي البشر وقالت له بصوت هامس:"أنت فعلا أول أبنائي"
دفعها لتستلقي علي الفراش ونظر إليها من علو نظرة غير بريئة فاستقامت بسرعة قائلة:"لا هذا فراش أبنائي لن ينام عليه غيرهم"
استقام هو الآخر قائلاً بحنق مصطنع :"للتو قلتِ لي إنني الأول غيرتي رأيك بهذه السرعة"
قالت له ضاحكة:"لا لم أغير رأي ولكن يا ايها الاول أنت لك فراش وثير خاص بك وحدك"
قال لها بوعيد :"هكذا إذن ثم مال عليها وحملها بين ذراعيه وقال لها وهو يتجه إلى غرفتهما : عندك حق هيا الي فراشنا الوثير"
صرخت صرخة عالية سعيدة و هو يرفعها في الهواء فشعرت إنها تحلق فوق السحاب ولا تنتمي إلى هذه الأرض

بعد فترة كبيرة

كان الليل قد حل و كان هو يغط في نوم عميق وهو يحيطها بذراعه ويثبت كفه الآخر على ذراعها الأملس، لقد أدمنت لمسته لها كما أدمنت النظر إلي عينيه، وأدمنت الحديث معه، وأدمنت وجوده في حياتها
إنه الإدمان الحلال ، أسبلت هي الأخري أهدابها وغفت قليلاً بجواره

بعد ساعتين

بعد أن استيقظا دلفت هي وهو إلي المطبخ بعد أن أخذا حماماً منعشاً وارتدت هي شورتا قصيرا باللون الكحلي أبرز سحر لون بشرتها البرونزية وعليه بلوزة قطنية بحمالات رفيعة باللون الرمادي المرقط بالوردي ورفعت شعرها في عقدة أعلي رأسها،
أخذت تتلفت حولها بحيرة فهي لاتعرف أماكن الأشياء فقال لها:"فيدو لاتقلقي هكذا مع الوقت ستعتادين وتعرفين أماكن كل شيء "
قالت له وهي تمط شفتيها:"بأذن الله لاتقلق علي ثم أردفت :ماذا تحب أن تأكل ؟"
قال لها وهو يستند بمرفقه علي كتفها:"مالذي تتقنيه أنت"
قالت ببساطة:"كل شيء ألم أقل لك من قبل"
قال ممازحا:"ظننت أنك تقولين مجرد كلام فقط"
قالت ضاحكة:"عيب في حقي أن أكون في هذا العمر ولا أعرف ثم أردفت بثقة:أطلب أنت فقط وكل شيء في المبرد سأخرج منه وأطهوه مباشرة كما أن فريدة أعدت عدة أصناف علي التسخين فقط "
قال لها وهو يحيط خصرها بذراعيه:"أنا لا أريدك أن تقفي عدة ساعات حتي نأكل أريد أي شيء بسيط نأكله معا ونفعل أي شيء مسلي نشاهد فيلما أو أي شيء آخر واتركي الطهو للغد "
قالت له:"حسنا سأخرج من الطعام المعد وأسخنه فقط"

ولم تمر سوي نصف الساعة حتي كانا يجلسان معا في الشرفة التي خضعت للتجديد ككل شيء في الشقة فبعد طلائها قام بوضع أصص زرع علي طول سور الشرفة إلي جانب قفص العصافير الذي يحتوي علي زوج من العصافير ومنضدة أنيقة بعدة مقاعد من الخيزُران
وضعت فدوي صينية الطعام وجلست بجواره يتناولان طعامهما وبالأسفل كان الشارع يعج بالصخب
كان المكان متوسط لا هو بالحي الراقي ولا هو بالحي الشعبي فكان له روح حلوة
شعرت برغم أنه يومها الأول إلا أنها ارتبطت بالمكان ربما لارتباطها بصاحبه
قالت له وهي تقرب الشوكة التي بها قطعة لحم من فمه :"ألن تذهب لتحضر طنط من عند دنيا؟"
قال لها وهو يفتح فمه و يتناول منها:"قالت يومين حتي لا تأتي ونحن لم نرتاح من السفر بعد"
قالت له بابتسامة حانية:"والدتك طيبة جدا بارك الله لنا في عمرها ولكن دعها تأتي سامر كفاها جلوسا عند دنيا وأنت تقول أنها لاترتاح إلا في بيتها "
قال لها :"في الغد بإذن الله"
قالت له وهي تهم بتناول الطعام هي الأخري:"نريد أن ندعو إخوتك علي الغداء في يوم وإخوتي في يوم آخر"
قال لها مُرحبا :"بإذن الله"
بعد العشاء دخلا إلي غرفتهما وأدار سامر التلفاز علي فيلما أجنبيا وجلسا معا يشاهدانه بحماسة ويضعان أمامهما علي الفراش المقرمشات والمسليات فكان كل منهما خير حبيب وونس وخير رفيق للآخر

بعد سهرة طويلة قضوها مابين التلفاز والمسامرة والمشاكسة استسلم كل منهما لسلطان النوم وما أن بدأ أول خيط من خيوط الصباح يشق طريقه في ظلمة الليل حتي فتحت هي عينيها علي ألم شديد في معدتها لاتعرف مصدره كان هو يغط في نوم عميق فاستقامت هي ودخلت إلي الحمام وبعد قليل خرجت وفتحت حقيبتها وأخذت حبة من المسكن ودخلت إلي غرفة الأطفال تنظر إليها بحنان
كانت تظن وفقا للحسابات التي قرأت عنها قبل الزواج إنها ربما يكرمها الله بحمل مبكر ولكن فاجأتها عادتها وتقدمت لتأتيها في موعد مبكرعن موعدها ورغم إدراكها الجيد أنها مازالت في أول أيام زواجها إلا أنها لم تستطيع منع نفسها من التأثر فقد تأملت أن يحدث وطلبته من الله أن يعطيها مبكراً

إنه حلم الأمومة الذي يداعب خيال أي أنثي من طفولتها ويظل يكبر معها حتي تتزوج فإذا ماتزوجت تظن أنها ستتزوج اليوم وفي اليوم التالي ستجد صغيرها ينبض في أحشاءها
*************

بعد مرور عدة أيام

وقفت فدوي في مطبخها الجديد الذي اعتادت عليه بسرعة كحال كل شيء في شقتها اعتادته بسرعة وكأنها عاشت فيها لسنوات أو ربما اشتياقها لبيت يضمها هي وهو ماجعلها تعتاد كل شيء وتعتاده هو شخصياً بسرعة ....
أخذت تقلب الطعام في القدر وهي تنظر في الساعة فباقي القليل علي حضور اخوتها فبعد أن دعوا اخوة سامر أول أمس علي الغداء لأول مرة بعد زواجهما كان اليوم موعد عزومة اخوتها ....
الحقيقة كانت سعادتها كبيرة وهي تستقبل اخوته وأزواجهم وأبناءهم ورغم أن الأمر كان شاق لكثرة العدد إلا أن سعادة سامر بين اخوته وثناءهم علي طعامها كان أثرهم عليها كبير إلي جانب شعورها بالتألف مع رحمة ومع والدته ...
تممت علي الطعام وأغلقت علي ما نضج منه وخرجت لتجد سامر يرتب وسائد الصالون وينسقهم ثم وقف يرش معطراً للجو برائحة عطرة ثم فتح الشرفة لتدخل أشعة الشمس إلي المكان فتنيره...
الحقيقة هو منذ أن حضرا من السفر وهو متعاون معها قالت له وهي تنظر مرة أخري إلي الساعة المعلقة علي الحائط:"اقترب الموعد ياسامر سأدخل لأري طنط ثم أأخذ حماما سريعا وأرتدي ملابسي...."
قال لها باهتمام:"لا تقلقي وأنا سأقف بجوار الطعام حتي تنتهي أنتِ.."
قالت له برجاء وهي تحيط ذراعه بكفيها:"سامر أرجوك ليس لك دخل بالطعام أنا أغلقت علي مانضج والباقي أمامه علي الأقل نصف ساعة ثم أردفت بحنق طفولي:يكفي الأرز الذي حرقته يوم مجيء اخوتك ..."
قال لها وهو يجلس علي الأريكة ويلتقط هاتفه:"تصوري أنا مُخطيء لأنني أُساعدك أنا سأجلس ولن أفعل معكِ أي شيء.."
قالت له ضاحكة :"أعرف أنني لن أهون عليك ..."
رد لها الضحكة بأجمل منها فتركته واتجهت نحو غرفة والدته التي جاءت من عند دنيا في اليوم التالي لمجيئهم من السفر...
رغم حقيقة عدم قدرتها علي الاندماج الفوري مع الأشخاص الجدد في حياتها إلا أنها لم تجد أي صعوبات مع والدته حتي الان فالمرأة كبيرة في السن وعقلها أيضا كبير ...منذ أن حضرت وهي تفضل الجلوس في حجرتها ولها طقوس معينة فهي تستيقظ باكراً وتصلي الفجر ثم تفتح شرفة غرفتها وتستقبل اليوم الجديد وهي تقرأ القرأن إلي أن تشرق الشمس وتملأ غرفتها وبعد الشروق تتناول إفطارها وتصلي ماتيسر لها من ركعات الضحي ثم تنام مرة أخري وكانت فدوي حريصة طوال الأيام الماضية علي الجلوس معها هي وسامر معظم اليوم....

عدا ذلك فهي لاتحب الخروج كثيراً من غرفتها وأغلب الوقت إما تقرأ في مصحفها أو تتابع أخبار العالم الخارجي من خلال جهاز التابلت خاصتها أو التلفاز الموضوع في حجرتها ....
طرقت فدوي علي باب الغرفة المفتوح بالفعل وما أن رأتها جالسة في فراشها حتي ابتسمت لها قائلة :"أحضر لكِ ملابسك طنط ..."
قالت لها وفاء بابتسامة دافئة وهي ترفع وجهها من جهاز التابلت :"ارتدي أنتِ حبيبتي وأنا سأرتدي بعد قليل لا تنشغلي بي..."
أومأت لها فدوي وبالفعل دخلت إلي حجرتها لتأخذ حماماً وترتدي ملابس مناسبة لاستقبالهم

بعد قليل

كانت الشقة التي كان يسودها الهدوء منذ قليل تضج بالصخب بعد حضور فادي وفريدة وتيمور والأولاد جميعاً
جلست فريدة علي الأريكة الصغيرة وبجوارها فدوي بينما جلس فادي وسامر علي الأريكة المقابلة وتيمور علي المقعد المجاور لفريدة والقريب من الشرفة المفتوحة والأولاد يحتلون مقاعد السفرة وكل منهم معه هاتفه يلعبون لعبة جماعية يشتركون جميعهم فيها ويصيحون بأعلي صوتهم حين اقتراب أحدهم من الخسارة ....
دخلت والدة سامر لترحب بهم بابتسامة بشوشة قائلة :"السلام عليكم أنرتونا جميعا..."
تقدمت منها فريدة وصافحتها بحرارة وقبلتها واستقام تيمور وفادي وصافحوها باحترام فقالت لتيمور:"أين مدام عايدة لما لم تأتي معكم ؟.."
قال لها تيمور وهو يعود إلي مقعده وتجلس هي علي المقعد المجاور لمقعده :"كانت تريد الحضور للمباركة ولكن في الصباح شعرت بألم في قدمها ولم تستطيع الحضور وبالمصادفة جاءت إلينا ابنة خالتها وجلست معها..."
قالت له باهتمام:"الف سلامة عليها سأتصل بأذن الله بها للإطمئنان عليها .."
قال لها بمودة:"بأذن الله..."
أخذوا يتجاذبون أطراف الحديث جميعاً بينما مالت فدوي علي أذن شقيقتها قائلة بتساؤل:"لا جديد في موضوع عمر؟..."
قالت لها فريدة بهمس:"لا... مٌختفي تماماً منذ أن ذهب إلي تيمور... اتصل بالأولاد مرة واحدة ولامهم علي عدم إخباره ومن بعدها لم يتصل ثم أردفت :ولكني سمعت من نسمة أن والدتهم مريضة منذ سماعها لخبر زواجي.."
قالت فدوي بتساؤل:"لماذا ؟"
قالت لها بتهكم:"كان لديها أمل في العودة.."
قالت فدوي وهي ترفع حاجباً مُستنكراً:"لم أكن أعلم أنها تحبك إلي هذه الدرجة "
ضحكت فريدة قائلة:"ولا أنا .."
قاطعهما فادي قائلاً بمزاح:"ألن تنتهي عادة الثرثرة هذه ما أن تجتمعان؟.."
قالت له والدة سامر بابتسامة حانية:"الأخوات هكذا بني سر بعض ..."
قال فادي ضاحكاً:"أعذروني لم يكن لي أخا من قبل ..." قهقهوا جميعاً فقال سامر لفدوي :"ألن نأكل اليوم فدوي؟؟"
قالت له وهي تستقيم واقفة:"لا طبعا سأعد الطعام حالاً ..."
وقفت فريدة بدورها وقالت لها:"سأأتي معك..."
وانطلقتا خلف بعضهما فقال فادي لسامر وتيمور:"وهل حين تدخلان معا سيجهز الطعام أقسم لكما ستكملان الثرثرة بالداخل ولن نأكل ... "
صاحت فدوي من المطبخ المفتوح :"عقاباً لك ستأتي وتساعدنا..."
صاح قائلاً وهو يشير إلي الأولاد جميعاً:"لديكم ستة أولاد كالورد هيا ياشباب ساعدوا خالتكم وأمكم..."
قام بالفعل الأولاد فأخذت فدوي وفريدة تغرفان الطعام والأولاد يضعونه علي السفرة وما أن اكتملت السفرة بكل أنواع الطعام الشهي حتي جلس الجميع وعلي رأس المائدة والدة سامر أما الأولاد فكل منهم قام بعمل طبق خاص به وجلسوا علي المقاعد الطويلة حول الطاولة الرخامية للمطبخ المفتوح علي حجرة الطعام يثرثرون وهم يتناولون الطعام وينظرون من حين لآخر إلي الكبارالذين يملؤن طاولة السفرة
كانت مشاعر الأولاد وقتها تكاد تكون متشابهة يستمتعون بدفء الأسرة والجو الهاديء الخالي من الضغط
الإحساس بأن كل من حولهم يحبون بعضهم ولايحملون في أنفسهم أي ضغائن وبالنسبة لبنات تيمورزاد عليهم الإحساس بدفء الوطن بعد غربة طويلة

*************** يتبع



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 02:58 PM   #897

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد تناول الغداء جلس الجميع يشعرون بالتخمة من طعام فدوي الدسم فاستأذنت والدة سامر لتصلي المغرب وترتاح قليلاً وجلسوا جميعهم بعد أن وضعت فدوي العصير الطازج أمامهم بينما الأولاد في الشرفة ...
فقال سامر لفادي الجالس بجواره :"العاقبة عندك يافادي حين نذهب إليك في بيتك "
مط فادي شفتيه قائلاً بفتور:"لا يبدو أنه سيحدث..."
قال سامر بجدية:"هل مازالت تجربتك السابقة تؤثر عليك؟"
قال فادي بمماطلة:"لا... الحقيقة أنني تجاوزتها بأسرع مما كنت أنا نفسي أتوقعه ولكن..."
صمت فشعر الجميع أن هناك خلف كلمة لكن هذه الكثير فقال سامر في محاولة منه لجعل فادي يعبر عما يراوده :"إسمع يافادي أنا مثلك تماماً لم يكن لي إخوة ذكور فاعتبرني أخ لك وإذا كان هناك مايقلقك لاتكتمه في نفسك ..."
قال تيمور بلهجة ممازحة:"وأنا برغم أن لي إخوة ذكور ولكني مستعد للتنازل والدخول معكم ..."
قال فادي ضاحكاً :"هل هي جمعية سندخل فيها جميعا ثم أردف بابتسامة جذابة:حسناً أنتم الإثنين بما أنكم أخذتم قطعة من قلبي ونظر إلي فدوي وفريدة ثم أردف :فبذلك أصبحتم بالفعل اخوتي..."
ضربه سامر بخفة علي كفه المفرود بجواره قائلاً:"إذن يا أخي العزيز لما أشعر أن هناك في الافق شيء جديد ؟"
قال فادي بارتباك:"هو هناك شيء وفي نفس الوقت لايوجد شيء.."
قالت له فدوي بحنق:"هناك شيء ولا تقول لي؟"
قال لها وهو يمط شفتيه:"قلت وفي نفس الوقت لايوجد شيء...ثم أردف متهرباً وهو ينظر إلي تيمور قائلاً :ألم تقل أنك حجزت في حفلة التاسعة هيا حتي لا نتأخر...." نظر تيمور في ساعته قائلاً:"فعلا علينا التحرك الآن .." قالت لهم فدوي:"إلي أين ستذهبون؟"
قالت لها فريدة:"وعدنا الأولاد سيخرجون اليوم بمناسبة نجاحهم وسنذهب أولاً إلي السينما.."
شعر سامر برغبة فدوي في الخروج مع أخوتها فقال لها :"هل تريدين الذهاب ؟.."
قالت له بحماس:"أريد بشدة..."
فقال لتيمور:"أنتم حجزتم بالفعل فهل سنجد حجزاً؟"
فتح تيمور هاتفه قائلاً:"لقد حجزت عن طريق التطبيق علي هاتفي ثم أردف وهو يتفقد التطبيق:هناك مقاعد شاغرة سأحجز لكما.."
قال له سامر :"حسنا أحجز...ثم قال لفدوي :هيا لترتدي ونري أمي هل نامت أم مستيقظة.."
قال له تيمور حتي يأخذوا راحتهم:"حسناً سننتظركما بالأسفل إلي أن تنتهوا ..."
وبالفعل نزل تيمور وفريدة وفادي والأولاد بينما دخل سامر لوالدته التي كانت بالفعل أنهت الصلاة وتستعد لقراءة القران قبل صلاة العشاء ثم للنوم وعرض عليها الذهاب معهم ولكنها قالت له :"أنتم شباب معا أما أنا فلن أستطيع أن أخطو خطوة واحدة "
ودعت لهما بقضاء وقت جميل

في الأسفل

كان تيمور قد أتي هو والبنات بسيارته وفادي أتي مع فريدة وأولادها بسيارته فقال تيمور وهو يقف بجوار فريدة ينتظرون سامر وفدوي بجوار السيارات :"تعالي في سيارتي فريدة.."
نظرت إلي بناته قائلة بصوت هامس:"حتي لايتضايقن تيمور هم أتوا معك ورتبوا أنفسهم في جلستهم بجوارك..."
قبل أن يرد عليها وجد شمس تقول له :أبي سأستقل مع أنكل فادي كالمرة السابقة .."
قال لها:"حسناً حبيبتي.."
دقائق وظهر سامر وبجواره فدوي يخرجان من البناية بشكل أنيق ويبدو عليهما بالفعل إنهم عرسان جدد فنظرت إليهما فريدة وهي تدعو لهما في سرها أن يحفظهما الله لبعضهما ...
استقلت فدوي السيارة بجوار سامر بينما جلس عبدالرحمن بجوار فادي ما أن علم أن أمه ستركب مع تيمور وأختيه وشمس بالخلف...
أما عند تيمور وفريدة فكان الوضع يبدو حساساً قليلاً فشروق حين جاءوا كانت تركب بجوار والدها وفريدة تعلم كم هي تبدو حساسة في هذا الأمر فشعرت أن عليها ألا تستقل بجواره حتي لا تضايق البنت ولكن شروق فاجأتها وهي تفتح باب السيارة بجوار تيمور وتقول لها:"تفضلي طنط..."
نظرت إليها فريدة مبهوتة فهي لم تتوقع هذا التصرف منها ربما تتوقعه من شمس أو شيري لكن شروق لا ... فقالت لها فريدة:"حبيبتي أنتِ تحبين الجلوس بجوار والدك.."
فقالت لها شروق وهي تسترجع موقف فريدة مع الجدة عايدة يوم زفاف فدوي:"ولكن حضرتك الكبيرة تفضلي " حاولت فريدة ابتلاع دهشتها وهي تستقل بجوار تيمور الذي لم تقل دهشته عنها وهو يري مايحدث ثم يري شروق تستقل المقعد الخلفي بجوار شيري

انطلقت الثلاث سيارت خلف بعضهم متجهين إلي أكبر المراكز التجارية في العاصمة الذي يضم مطاعم وسينمات ومسارح وألعاب ترفيهية وكالعادة أدار فادي مشغل الأغاني علي أعلي صوت وانطلق بسرعة عالية ولكن ذهنه كان شارداً في متعهدة النكد العالمي التي سرقت قلبه وفرضت سلطانها عليه وترفض الإعتراف بأي سلطان له عليها رغم أنه يقرأ في عينيها الكثير

في السينما

جلسوا جميعا في صفين خلف بعضهما ...عبدالرحمن في أول مقعد من الصف الأول وبجواره جلست شروق وبجوارها شمس وسمر وسهر
وفي الصف الذي يليه جلس فادي وبجواره فدوي وبجوارها سامر يليه تيموروشيري وفريدة

كان الفيلم الأجنبي يدور في إطار اجتماعي وبه بعض الغموض والحركة فكان جذاباً للجميع ،مال سامر علي أذن فدوي قائلاً بهمس :"هم اختاروا هذا الفيلم لأن معهم أطفال أما نحن كان الأحري بنا مشاهدة فيلماً رومانسياً ونحن في شهر العسل ..."
مالت عليه قائلة بهمس بجوار أذنيه:"يكفيني الأفلام الرومانسية التي تقوم بتأليفها كل يوم "
قهقه ضاحكاً فقال لهما فادي:"ركزا في الفيلم أفضل ثم أردف بتهكم:لما حضرتما معنا من الأساس وأنتم من أول الفيلم تثرثران.."
ضحك سامر علي مناكفة فادي بينما أطبقت فدوي علي شفتيها خوفاً من أن يكون فادي قد سمع حديثهما....
أما تيمور وفريدة فكانا مندمجان في الفيلم وشيري تجلس بينهما وما أن ذهبت في النوم كعادتها حين دخولها السينما حتي حملها تيمور بخفة علي ساقيه وأراح رأسها علي صدره وهي من الاساس نحيفة وقصيرة فلم تأخذ حيزا فقالت له فريدة بتساؤل:"لما تحملها دعها تنام علي المقعد أفضل ..."
همس بجوار أذنيها أن تأتي مكانها فابتسمت وجلست مكان البنت... تعرف كم هو متطلب ويحب الشعور بالاهتمام ويحب قربها منه وهذا الشيء يجعلها في قمة السعادة...وحين جلست بجواره لم يفعل سوى أن أحتضن كفها بكفه بقوة وهو يشاهد الفيلم بتركيز

****************
بعد انتهاء الفيلم وعند منطقة الألعاب الترفيهية وقف الجميع وبعد أن أصر تيمورعلي دفع تذاكر السينما كاملة أصر سامرعلي دفع تذاكر منطقة الألعاب المفتوحة للكبار والصغار ورغم أن تيمور وفريدة لن يستقلوا أي ألعاب إلا أنهما دخلا حتي يكونا بالقرب من الأولاد ... وما أن جلست فريدة وبجوارها تيمور بالقرب من المنطقة الامنة للألعاب التي يلعب فيها الأولاد حتي قالت فدوي لسامر بصوت عالي وهي تشير إلي تيمور وفريدة :"أنا لن أجلس مثلهم هيا لنركب مع الأولاد ..."
فقال فادي وهو يستقيم معهما :"وأنا أيضا أريد أن أنطلق قليلاً..."
قال له سامر ضاحكاً:"هيا بنا ودعهم يعيشون في دور الاباء والوقار.."
ابتسم كل من تيمور وفريدة ولم يعلقا
وانطلق ثلاثتهم مع الأولاد يتنقلون من لعبة إلي لعبة وتيمور وفريدة يتابعان الاولاد باهتمام من علي قرب

نظر تيمور إلي فريدة وهي تنظر إلي الأولاد وسعادتهم وهم يتقافزون مابين لعبة وأخري وقال لها:"ألا تريدين الانطلاق قليلاً معهم؟.."
قالت له وهي تنظر إليه بابتسامة عذبة :"لا حبيبي أنا سعيدة هكذا وأنا أري سعادتهم وانطلاقهم معا وبداية اعتيادهم علي بعضهم البعض..."
قال لها بتفهم:"أنا أعلم أنكِ تتحفظين كثيراً أمامهم خاصة في كل مايخصني لذلك أنا متمسك بشقتنا الصغيرة تظل لنا حتي بعد انتقالنا جميعا للشقة المنتظرة ... نقضي فيها وقتا لنا وحدنا كل فترة ثم أردف بابتسامة صغيرة:وأعدك أن يكون لنا وقتا كهذا لنا وحدنا بعيداً عن الأولاد أيضا لتنطلقي كما تشائين وتكونين علي طبيعتك بلا تحفظ..." ابتسمت قائلة وهي تنظر إلي وجهه القريب منها :"وأنا أوافق..."
لم يمر وقت طويل حتي أتي فادي وجلس بجوار فريدة من الجهة الأخري بينما فدوي منطلقة مع الاولاد تلهو وتلعب كأنها في سنهم وسامر يجاريها ويخرج الطفل الذي بداخله ..الطفل الذي حرم من أهم فترة من فترات طفولته بوفاة والده والمشاكل التي تلت وفاته

لاحظ تيمور وجوم فادي فقال له وهو ينظر إليه نظرة ثاقبة:"ماذا بك يابني ألا تنوي الإعتراف؟ ورغم أنه يعلم أن أمر أماني قد انتهي إلا أنه قال له ليدفعه للكلام:هل مازلت تفكر في أماني؟"
قال له ببساطة وهو ينظر في عينيه:"لا... أفكر في علية..."
رفعت فريدة حاجبا واحدا وقالت :علية من؟"
زفر زفرة حارة وقال لهما:"تقريباً الإنكار لن يفيد سأقص عليكما القصة باختصار..."
وبعد أن قص عليهما فعلا المختصر المفيد حتي وجد فريدة تنخرط في الضحك ...
فقال لها بتساؤل:"لما تضحكين؟"
قالت له وهي مازالت تضحك:"لأن هذه الفتاة فعلا من ستخلص منك مافعلته.."
قال لها باستنكار:"وماذا فعلت أنا؟"
قالت له بغيظ:"وهل نسيت حين تزوجت دون أن تخبرنا أنا لن أنساها أبداً..."
قال بفتور:"حسناً ها هي قد جاءت من ستخلص مني كل ذنوبي ارتحتي الآن؟"
قالت له ضاحكة:"نعم هذه الفتاة حقا أحببتها قبل أن أراها.."
قال له تيمور بابتسامة صغيرة :"إذن تحبها.."
قال فادي بحيرة:"أنا أشعر بمشاعر تجاهها لم أشعر بها من قبل.. أحيانا لا أستطيع تفسيرها فهل هذا هو الحب؟" قال له تيمور وهو ينظر إلي فريدة:"بالتأكيد... فأنا حين أحببت فريدة في البداية شعرت بما تقول عليه هذا..."
قال له فادي بتهكم :"تقولها أمامي هكذا ؟راعي أنها شقيقتي."
قال تيمور باستنكار:"وماذا قلت أنا يابني آدم أليست زوجتي ؟"
قال فادي بمشاكسة:"وشقيقتي ويجب أن تراعي هذا..." نظر تيمور إلي فريدة قائلاً بسخرية:"من أين جئتم بشقيقك هذا؟"
قهقهت ضاحكة وقالت له:"حين كنا صغاراً وكان يفعل معنا مايستفزنا كنا نقول له أننا وجدناه علي باب المسجد وكان يبكي بشدة"
قال تيمور ساخراً:"حسناً إذا كان هكذا فله عزره.."
قال فادي له بامتعاض:"هل أنهيت أنت وزوجتك وصلة السخرية؟"
قال له تيمور وبقايا الابتسامة علي وجهه:"أنت حبيبي يافادي كنا نرفه عنك لا أكثر ثم أردف باهتمام:هي يبدو من حديثك أنها هي الأخري تحبك..."
قال فادي بجدية :"لا أعرف حقيقة أصبحت لا أعرف من تناقض تصرفاتها ثم أردف بغيظ :تستفزني بتصرفاتها ولا أستطيع أخذ رد فعل معها لا أعرف هل أصمت أم أتكلم ام أثور أم اكسر رأسها..."
قال له تيمور بوجه جاد ونبرة متهكمة:"ألم أقل لك أنك تحبها وهي تحبك.."
قال فادي بتساؤل حائر:"وهل هذا هو الحب؟"
قال تيمور بابتسامة واسعة:"هو كذلك..."

بعد فترة كبيرة وبعد أن انتهوا من استقلال جميع الألعاب دعاهم فادي لتناول العشاء في المطعم الصيني الحديث الذي فتح جديداً في المكان ورغم أنهم لم يكونوا جائعين للدرجة ولكن الصحبة والتجمع جعلتهم جميعاً يأكلون بشهية وهم يلتفون حول المنضدة الكبيرة الخاصة بالعائلات في المطعم

***************
في اليوم التالي

جلست رؤي في حجرة المعيشة في منزل حماها بعد أن أتت لتطمئن علي حماتها وبعد أن استقبلها إبراهيم دخل ليُخبر كريمة حتي تخرج إليها ...
ظهرت كريمة من علي باب حجرتها تستند إلي ذراع زوجها وهي تمشي علي قدمها ويبدو عليها التعب فاستقامت رؤي ووقفت مكانها إلي أن اقتربت كريمة وأجلسها إبراهيم علي المقعد فصافحتها رؤي قائلة:"ألف سلامة عليكِ "
قالت لها كريمة بوهن:"أشكرك..."
قال إبراهيم لرؤي:"ماذا تشربين يا ابنتي؟"
قالت له بابتسامة صغيرة:"أشكرك للتو جئت من عند مامي وشربت هناك.."
جلس إبراهيم بجوارها قائلاً:"أين عمر؟"
قالت له:"ما أن اطمئن علي أن طنط بخير حتي سافر إلي الشاليه خاصة بابي يريد الاستجمام هناك قليلاً وأنا باذن الله سأنهي بعض الأعمال في الجامعه وأذهب إليه وطلب مني أن أطمئنه علي طنط باستمرار .."
قال إبراهيم بتهكم:"بارك الله فيه..ثم أردف وهو ينظر إلي كريمة نظرة خاصة:لم أقل لكِ أن رؤي كانت تسعي في الصلح بيننا وقت أن كنتِ تجلسين عندهم وقصت علي معاناتك وأنتِ هناك وحزنك وألمك وعدم رغبتك في الطعام ثم أردف وهو ينظر إلي رؤي وهو يضيق عينيه:بارك الله فيكِ أنتِ أيضا يا ابنتي.."
نظرت كريمة إلي رؤي باستنكار ولسان حالها يقول أنا فعلت هذا! بينما رؤي تنحنحت حرجاً وأخرجت هاتفها تدعي أنها تتفقد رسائل وهمية ولم يمر وقت طويل حتي كانت تودعهما لتعود إلي منزل والدها

**************

بعد مرور ثلاثة أسابيع

قرب الغروب وعلي شاطيء البحر مباشرة يجلس علي سور الشرفة الواسعة بالطابق الأرضي للشاليه ينظر إلي السماء التي تلونت بدرجات اللون البرتقالي وإلي قرص الشمس الذي زال توهجه وهو في طريقه للغروب
كعادته كل يوم منذ أن اختار العزلة بعيداً عن الجميع منذ عدة أسابيع
حين يشعر الإنسان أن الدنيا بأكملها اتحدت ضده يلجأ للهروب ليواجه نفسه ... ليعيد حساباته... لينظر لكل شيء من بعيد
أخذ عمر ينفث دخان سيجارته التي لا يعرف رقمها علي مدار اليوم بشرود في أمواج البحر التي تتراقص أمامه بينما أنهي عبدالله للتو حمامه الذي أخذه ليزيل عن جسده غبار الطريق فبعد أن يأس من انتهاء عزلة صاحبه وبعدما تأكد أنه بمفرده وأن رؤي ليست معه قرر أن يأتي إليه فقد تركه كثيراً مع نفسه وحان الوقت ليشد بيده

دلف إلي الشرفة وهو يرتدي شورتا قصيراً وفانلة بحمالات رفيعة وفي يده المنشفة يجفف رأسه وما أن رأي عمر مازال علي الحالة التي تركه عليها منذ وصوله حتي تقدم منه قائلاً :"اعطني سيجارة "
بدون كلام أخرج عمر له سيجارة من علبة سجائره وقربها من سيجارته المشتعلة ليشعلها لصديقه ثم أعطاها له بصمت ...أخذها عبدالله وقفز بخفة علي السور العريض ليجلس في مواجهة عمر ظهره للحائط ووجهه لصاحبه ينفث دخان سيجارته وعيناه تجول في المكان حوله وفكرة واحدة تأتي في ذهنه وهي أن يعوض نسمة عن الرحلة التي تم إلغاؤها في بداية الزواج ويقضي معها اسبوعا في مكان كهذا ...
نظر أخيراً إلي صاحبه الذي يبدو أنه لن يتكلم ثم قال له:"إلي متي ستظل علي هذا الحال يادكتور ؟"
نظرعمر في اتجاه البحر قائلاً بقنوط :"أنا نفسي لا أعرف ...أشعر إنني أخذت أقوي صفعة في حياتي ..." زفر عبدالله قائلاً:"قلت لك منذ زمن انساها ودعها تعيش حياتها واستمتع أنت الآخر بحياتك التي اخترتها بأرادتك.."
قال له وهو مازال يولي وجهه للبحر:"هذا مايؤرقني ياعبدالله وهو إني لم أختار لقد فُرِض علي الوضع.."
قال عبدالله بعدم فهم:"كيف لم تختارلا أفهم.."
قال عمر بصوت ميت:"لم أختار أن أُطلقها لم أكن لأطلقها مهما حدث لولا أنها عرفت نقطة ضعفي جيداً وضغطت عليها..."
قال له عبدالله:"كنت تستطيع ألا تندفع وتطلقها..."
قال له بغل وهو ينظر إليه :"تقول هذا لأنك لم تحضر الحفل ولم تري مافعلته وهي تقف بكل تجبر أمام جميع ضيوفي وتهينني.... أشار إليه بسبابته قائلاً: لو كنت مكاني لكنت فعلت مافعلت ..أي رجل في مكاني كان سيفعل مافعلت.."
قال له بهدوء :"وأي رجل في مكانك لم يكن بحاجة لزوجة ثانية...أعذرني ياعمر رؤي ليست أفضل من فريدة ثم مالأضافة التي أضافتها لك؟ أنا كنت أظن صراحة أنك تزوجتها من أجل منصب والدها ولكن ماذا فعل لك المنصب؟"
قال باقتضاب:"سيفعل...في الفترة القادمة سيفعل.."
قال له عبدالله بعد أن أخذ نفثا طويلاً من سيجارته:"طوال عمرك وأنت طموحك بلا حدود..."
قال له وهو يمط شفتيه:"وأنت طوال عمرك لطموحك سقف محدد..."
قال له ساخراً:"حمداً لله أن لطموحي سقف وإلا أصبح جموح يؤدي للهلاك.. المهم متي ستعود لحياتك الطبيعية وتتجاوز ماحدث ؟"
ابتسم بسخرية قائلاً:"أي حياة التي تريدني أن أعود إليها بعد زواج الهانم..."
نظر إليه عبدالله بتعجب قائلاً:"عمر هل أنت مدرك لما حدث ؟أنت تركتها خمس سنوات ماذا كنت تتوقع ؟...ثم أردف بتردد:ألم تفكر في يوم أنها امرأة ولديها احتياجات؟"
نظر إليه عمر نظرة حادة فقال له بسرعة:"أعتذر ولكن هذه هي الحقيقة ثم أردف وهو ينظر لعصفور صغير يطير أعلي منهم قليلاً :هل من المنطقي حين تفتح القفص لعصفور وتعطيه حريته أن تعود في كلامك بعدما تراه يحلق عالياً وتطالبه بالعودة...أنت من فتحت باب القفص بنفسك وأنت من تسببت في نفوره منك وأنت من تركته لسنوات "
صاح فيه بحدة وهو يعتدل في جلسته ويواجهه:"كانت تحلق حولي ...كنت مطمئن أن معها الأولاد ولن تفعلها... كنت كل فترة أعرض العودة وهي ترفض وأخوتها يقولون دعها تتعافي ضرب علي صدره بقبضته قائلاً:وفي النهاية كان التعافي مني لا من صدمة زواجي الثاني هل علمت لماذا أنا موجوع ؟...كنت أطمئن علي وجود أبنائي معها لا معها ومع رجل آخر ...هل تشعر بما أشعر به ؟ احتقن وجهه انفعالا وقال:كنت أعيش وأنا أعلم إنني في يوم سأعود إليها أما الآن فقد انتهي هذا الأمل مع دخول آخر يبدو أنه لن يخرج بسهولة..."
قال له عبدالله وهو يدرك أنه لا أمل في تغيير طريقة التفكير هذه:"الان ركز في ابناءك ياعمر وفكر كيف سيعيشون بطريقة لا تؤثر علي سلامهم النفسي .."
قال وهو يعقد حاجبيه :"أفكر بالفعل أنا هنا أصلا حتي أفكر ... المشكلة انهم مرتبطون بها"
قال له :"طبيعي لأن وجودك في حياتهم كان محدود للغاية أنت كنت تظهر أسبوعاً وتختفي من حياتهم شهراً..."
لم يرد عليه عمر فقال له :"ماذا تنوي أن تفعل بشأن الأولاد ياعمر "
قال له بهدوء زائف وهو يشبك أصابعه خلف رأسه :"سأتركهم لها "
لم يرتاح عبدالله لنبرته فقال له بشك :"كيف؟"
قال له بصوت جامد وعينان زجاجيتان:"مافهمته من الاولاد ومن فادي وأكده والدي لأن الهانم لا تتحدث معي أنه تم عقد القران ومن وقتها وهي بالأولاد في البيت إلي أن يتفقوا معي علي شكل الحياة فهي تعرف أنني أستطيع أخذهم بسهولة لذلك تريد الاتفاق بشكل ودي فسأترك أنا الوضع هكذا مادامت تلتزم بالجلوس معهم ثم أردف بصوت قاسي: لأني لو أخذتهم حالياً سأعطيها فرصة لأتمام الزواج ثم أردف وهو ينظر في البعيد: ربما يجد في الأمور أمور.."
قال له عبدالله بحيرة :"أنا في أحيان كثيرة أعجزعن فهمك وفهم ماذا تريد ياعمر.."
قال عمر بسخرية مريرة:"أنا نفسي أعجزعن فهم نفسي وفهم ماذا أريد حاولت كثيراً ولم أصل إلي نتيجة..
ثم دندن بصوت منخفض كأنه يحدث نفسه وهو ينظر إلي قرص الشمس الذي يغوص نصفه في عمق البحر وهو يشعل سيجارة أخري :سألت نفسي كتييير مرسيتش يوم علي بر، أنا اللي فيا الخير ولا اللي فيا الشر ،مليان عيوب ولا خالي من الذنوب ولا ولا اييييه"

نظر إليه عبدالله بيأس أما هو فصمت طويلاً وشعر بالاكتفاء بفترة العزلة هذه وأن عليه العودة ليستأنف حياته


نهاية الفصل السادس والعشرون

قراءة ممتعة بأذن الله





Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 03:23 PM   #898

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 119 ( الأعضاء 22 والزوار 97)
‏Heba aly g, ‏amana 98, ‏Diego Sando, ‏منال سلامة, ‏Habiba eslam, ‏Dodyum, ‏نهله صالح, ‏دانة بسام, ‏وسام عبد السميع, ‏Rasha.r.h, ‏اسماء سلوم, ‏Suzi arar, ‏ملاك العمرو, ‏Aengy, ‏NoOoShy, ‏همس البدر, ‏shf2000, ‏dr.marwaalsokkary, ‏Asma Taha, ‏جلاديوس, ‏بيكهيون, ‏هند عامر
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 03:51 PM   #899

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 144 ( الأعضاء 27 والزوار 117)
‏Heba aly g, ‏NoOoShy, ‏طارق صلى, ‏منال نبوي, ‏غرام العيون, ‏fevo fofa, ‏ImaneAlkoush, ‏عشق القراءة, ‏لبنى 2000, ‏samah soliman, ‏همس البدر, ‏دانة بسام, ‏الياسمين14, ‏ملاك العمرو, ‏Aengy, ‏amana 98, ‏Habiba eslam, ‏Dodyum, ‏نهله صالح, ‏وسام عبد السميع, ‏Rasha.r.h, ‏اسماء سلوم, ‏Suzi arar, ‏shf2000, ‏dr.marwaalsokkary, ‏Asma Taha, ‏جلاديوس
أدوات الموضوع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 04:11 PM   #900

وسام عبد السميع

? العضوٌ??? » 386250
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » وسام عبد السميع is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميل جدا
عجبتني اجواء الاسرة واللمة و الدفا اللي بيبقى فيها
علية و تذبذبها...اعتقد مش هترسى علي بر الا لما تعرف هي عايزة ايه كويس و تتأكد من موقفها و خصوصا لو حسيت ان فادي ممكن يعيد ارتباط تاني و من شخص تاني
عمر و هو فاكر ان فريدة كتبت كتاب بس اعتقد انه هياخد صدمة لو حملت فريدة و الموضوع ياخد منحنى تاني
تسلم ايديك و شكرا ع الفصل


وسام عبد السميع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.