آخر 10 مشاركات
602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          سكنتُ خمائل قلبك (3).. سلسلة قلوب مغتربة *مكتملة* (الكاتـب : Shammosah - )           »          فوق رُبى الحب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-20, 03:06 PM   #941

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الفصل هينزل حالا بأمر الله
سر علني likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:08 PM   #942

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع والعشرون

تجربتان تُعدان من أصعب تجارب الحب
حين يكون الحب لُعبة وحين يتحول إلي لعنة


وقفت أمام مرأتها تتزين كعروس ليلة عرسها وهي ترتدي مأزر حريري قصير باللون الأزرق يبرز بياض بشرتها ورغما عنها وهي تنظر إلي نفسها في المرأة حلقت بأفكارها في الماضي البعيد
منذ أن وعت عينيها علي الحياة ووجدت نفسها وحيدة والديها ومدللتهم ...
كانت طلباتها أوامر تتحقق قبل حتي أن تنطق بها ،الملابس التي تشيرعليها تكون لديها والطعام الذي تشتهيه يحضر إليها ،لُعب الأطفال باهظة الثمن
ورغم أنها كانت رغبتها في كل شيء تقل ما أن تمتلكه إلا أن هذا لم يكن مبرراً لعدم تلبية رغباتها الجديدة وكيف يحدث ووالدتها ووالدها لم يخرجا من هذه الحياة إلا بها ...
لذلك حين تعلقت بعمر وأحبته لم يكن أمر زواجه هو من سيوقفها عن الوصول إليه ولا يمنع والديها عن تحقيق رغبتها مادامت ستتزوجه في الحلال وقد كان لها ما أرادت
وكان أيضا من طبعها الملل فكانت في صغرها تتشبث بأي لعبة تعجبها وبمجرد أن تصبح لديها كانت تنفر منها وتتركها وربما كان هذا ماسيحدث مع عمر إن كان خضع لها بالشكل الذي كانت تظنه...
ربما كان تحول تعلقها به إلي الفتور ولكنه الحب حين يتحول إلي لعنة يتلبس صاحبه ولايخرج منه إلا بخروج الروح.
لقد تحول حبها له لذلك ورغم أنها تدرك جيداً أنها في مأزق معه بتغاضيها عن الكثير إلا انها لا تستطيع فعل شيء سوي الرضوخ والإستمرار.
تتغاضي عن إهماله لها في أحيان كثيرة وما أن تفكر في الثورة عليه حتي تجده يغمرها ويغدق عليها بفيض من المشاعر فتجد لسانها يتلجم فجأة عن لومه أو توبيخه...
كانت تثور حين تري رغبته في إعادة طليقته ولكن ما أن يقربها حتي كانت تشعر أنه لايوجد في قلبه غيرها ولا تعرف إن كانت حقاً هذه هي الحقيقة أم هذا ماتريد هي أن تقنع نفسها به، الشيء الوحيد الذي كان يجعلها تصبر أنها بالفعل قبلت به وتزوجته وهو متزوج بالفعل...

زفرت زفرة حارة قائلة بصوت عالي:"حمداً لله أن انزاحت الغمة وتزوجت هي وانتهينا منها للأبد ..."
وما أن انتهت من طلاء شفتيها باللون الأحمر القاني حتي سمعت صوت باب الشقة يُفتح ويُغلق ...
لقد عاد من سفرته الطويلة للاستجمام ورغم أنها كانت تذهب إليه باستمرار إلا انه لم يكن هو بل كان عمر آخر يعيش في عالم آخر ...
تناولت زجاجة عطر من عطورها الجديدة التي أحضرتها بعد أن هشم لها زجاجاتها القديمة ونثرت الكثير علي ملابسها قبل أن تندفع للخارج وما أن رأته في بداية الرواق حتي اندفعت نحوه و تعلقت في رقبته ...
كان هادئاً تماماً عكس حالته في الفترة الأخيرة فحمدت الله في سرها وقالت له بعينين ملتمعتين :"اشتقت لك حبيبي..."
مرر أصابعه علي خصلات شعرها المصبوغ قائلاً بهدوء:"وأنتِ أيضا.."
ابتعدت عنه قليلاً وقالت له:"هل أنت جائع؟"
قال لها بنفس النبرة الهادئة:"لا رؤي لقد تناولت الطعام مع عبدالله في استراحة علي الطريق ونحن قادمان.." قالت له بغنج:"هيا إذن لتبدل ملابسك وترتاح من السفر.."
سار بجوارها حتي دخلا الغرفة معا فوقف أمام الخزانة وبدأ في فك أزرار قميصه ونزعه من عليه فوقفت خلفه وتحسست ذراعيه القويين بكفيها الصغيرين ناصعي البياض واستندت بجانب وجهها علي كتفه فأغمض عينيه قليلاً ثم استدار إليها ونظر إلي وجهها مليا فظنت أنه اشتاق لها ولا تعلم أنه ولأول مرة يسأل نفسه هذا السؤال:"هل لو لم تكون هي قد ظهرت في حياته لم يكن كل ماحدث قد حدث؟.."
التشتت والصراع الداخلي جعله يفكر في هذا ولكنه لم يلبث أن ابتلع سؤاله مع اقترابها الشديد منه ودعوتها الصريحة له فيعطي نفسه هدنة قصيرة
فاصل وبعده يواصل

****************
قرب العصر في المصرف

أنهي فادي أخر مالديه من عمل وأخذ يتململ في جلسته ويدور بمقعده يميناً ويساراً ينظر إلي زميله لؤي الذي يحتل مقعد علية التي تغيبت لليوم الثاني علي التوالي ولا يعرف لغيابها سبب ...
فتح هاتفه ودخل علي الاستديو المخزن عليه الصور وفتح صورتها التي حفظها من علي موقع التواصل الإجتماعي...
ابتسم تلقائيا وهو يتأملها...
جميلة ،هادئة ،صغيرة ،شقية عنيدة، ناعمة ...
يحب كل تفاصيلها وخصالها ورغم مناكفته لها إلا أنه يشعر بالضيق لتغيبها وحين حاول الاتصال بها لم تجيبه وحين سأل رضوي عنها ماطلته وكأنها أخذت تصريحاً منها بعدم اخباره بأي شيء يخصها...
نظر بجواره إلي لؤي وإلي موضعها فقال له لؤي بشك:"منذ أن حضرت اليوم وأنت تنظر إلي نظرات مريبة ...هل يوجد شيء؟"
قال له وهو يمط شفتيه:"لا إطلاقاً أقول فقط أنرت المكان.."
ابتسم لؤي الذي يقاربه عمراً قائلاً:"إذا كنت تريدني بجوارك دائما فاستطيع أن أطلب نقلي بجوارك.."
نظر إليه فادي شذرا وقال:"لا ليس إلي هذه الدرجة.." وجد رضوي وتسنيم تتهامسان فسألهما للمرة الثانية علي مدار اليوم قائلاً:"ألا تعرفان لما تغيبت علية اليوم وأمس؟"
قالت له رضوي بمراوغة:"لا لانعرف..."
يعلم أنهما يحدثانها ولا يصدق ادعائهما عدم المعرفة وبدأ الشك يدخل قلبه ولأول مرة ينتبه أنه معه رقم والدة علية... لمعت عينيه وهو يتذكر منذ فترة طويلة حين كانت تريد أن تحدث والدتها حيث كان هاتفها بطاريته فارغة وقتها أعطاها هاتفه وبعد المكالمة سجل الرقم لايعرف لماذا سجله وقتها ولكنه سجله
فتح هاتفه وأخذ يبحث فيه إلي أن وجده مسجلاً بإسم والدة علية وبلا تفكير ضغط زر الاتصال وهو يستقيم ويبتعد عن زملاؤه وما أن اقترب من باب المصرف حتي ردت عليه والدتها بصوتها الحنون الدافيء كما ينطبع في ذهنه منذ المرة الوحيدة التي قابلها فيها فقال لها بتهذيب:"السلام عليكم أمي أنا فادي زميل علية في المصرف.."
لم يخفي عليه صوت الضوضاء المحيط بها وهي تقول له بصوت مٌبتهج:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا فادي كيف حالك حبيبي..."
قال لها وابتسامة عذبة ترتسم علي شفتيه من طيبة هذه المرأة التي تذكره بطيبة والدته :"بخير حال الحمد لله ثم تنحنح قائلاً:أنا فقط لاحظت تغيب علية اليوم والأمس فأردت أن أطمئن لا أكثر..."
قالت له بتعجب :"ألم تدعوك علية؟ كيف لقد أكدت عليها أن تدعوكم جميعا حتي أصدقاؤكم حدثوها للتو وقالوا أنهم قادمون ..."
في هذه اللحظة جاءت في ذهنه فكرة واحدة فالتفت إلي تسنيم ورضوي فوجدهما تستعدان للإنصراف معا ...
الان عرف لما كانتا تتهامسان.
احتدت ملامحه فجأة وقست عينيه وقال لها بصوت مُتحشرج :"لا لم تدعوني..."
فقالت صفاء بابتهاج:"حسناً حبيبي ربما نست... أنا ادعوك ولن أقبل عذرك فسبوع أول حفيدة لي اليوم فقد أنجبت ابنتي الكبري فتاة كالقمر...."
كان كالغريق الذي أنقذوه للتو من الغرق فزفر زفرة حارة وهو يُغمض عينيه تلقائياً ويبعد عنه الهاتف لثانية ثم يعيده قائلاً بارتياح:"مُبارك عليكم أمي .."
قالت له بحماس :"هيا اغلق وتعال مع زملاؤك سأنتظرك "
وكأنه كان ينتظر الدعوة فابتسم قائلاً:"حسنا ..."
ثم أغلق معها الإتصال ودلف للداخل يأخذ مفاتيحه وألقي نظرة علي رضوي التي كانت هي الأخري تستعد للذهاب قائلاً بابتسامة غير بريئة:"هل مازلتِ لاتعلمين لما تغيبت علية؟..."
قالت له ببراءة مصطنعة وهي تضع حقيبتها علي كتفها :"علمي علمك..."
أومأ لها برأسه ومط شفتيه وتركها واتجه للخارج فتبعته هي وتسنيم ولحق بهما هاني أما هو فاستقل سيارته وهو يراهم أمامه في سيارة هاني رضوي تركب بجواره وتسنيم في المقعد الخلفي فأدار سيارته وانطلق بها بجوارهم رافعا يده خارج الشرفة ليلوح لهاني بسلام رجولي صامت وسبقهم....

بعد قليل

كان فادي يصف سيارته تحت منزل علية في ذلك الحي الذي يحمل رائحة الماضي وعبقه مع لمسة عصرية متمثلة في المقاهي الحديثة والمتاجر الراقية..
لم تكن سيارة هاني قد وصلت بعد فظل في السيارة لعشر دقائق وما أن وجد السيارة تصطف بجوار سيارته حتي هبط هو وأغلق سيارته لتهبط رضوي وتسنيم من السيارة وكل منهما تنظر إليه فاغرة فمها ببلاهة فقالت له تسنيم :"كيف جئت إلي هنا ولماذا؟"
قال لها ببرود وهو يستند بظهره علي باب السيارة ويلف ساقاً حول الأخري:"بل أنتم مالذي أحضركم إلي هنا؟ ألم تقولوا أنكم لا تعرفون عنها شيء"
قالت له رضوي وقد زال عنها ذهولها:"اسمع فادي هي من طلبت منا عدم أخبارك بأي شيء يخصها فنحن كنا ننفذ رغبتها ثم جزت علي أسنانها قائلة:لم نكن نعرف أنها غبية تقول لنا كلام ثم تدعوك هي..."
كان هاني قد أغلق سيارته وهبط هو الآخر لينضم لهم فقال فادي بابتسامة ساخرة:"هي لم تدعوني صراحة.." رفعت تسنيم حاجباً واحدا قائلة باستنكار:"كيف جئت إذن؟.."
غمز لها بعينه قائلاً:"والدتها هي من دعتني ثم مط شفتيه قائلاً:ولم استطع طبعا أن احرجها.."

ابتسم هاني قائلاً وهو يرفع يديه الي مستوي كتفيه باستسلام :"أولا أنا ليس لي دخل بهذا الأمر لم أكن أعلم أنك لا تعرف إلا منذ قليل وأنا هنا حتي لا أترك البنات بمفردهما ثم ضيق عينيه بابتسامة جذابة قائلاً:ثانيا مادامت تروق لك ويبدو أنك تروق لها فلما لعبة القط والفأرهذه؟"
قال له بجدية:"بسبب الموضوع الذي سبق وقلت لك عليه...ثم أردف بغيظ وهو يمرر نظره بين تسنيم ورضوي:ولا أجد من يقف ويقول كلمة حلوة في حقي.." قالت له رضوي بغيظ:"صراحة هي عندها حق بعد فعلتك التي لم نعرف كل تفاصيلها بعد حتي الان ثم أردفت وكأنها تمن عليه: ولكن لا بأس سأحاول أن أقنعها حين تاتي مناسبة..."
قال لها بتهكم:"أكثر الله من أمثالك..."
قال هاني وهو يشير للأعلي :"هيا إذن حتي نقوم بالواجب ونمشي مباشرة...."

يقفون جميعا علي باب الشقة ينتظرون أن تخرج علية لاستقبالهم أما فادي فأفكاره كلها غارقة مع رائحة الطعام التي تتسلل إلي أنفه
للمرة الثانية يأتي إلي هذا المنزل وللمرة الثانية تستقبله رائحة الطعام التي تشعره بالدفء
قريبة من رائحة طعام أمه رغم أن لا أحد يشبه أمه ولم يذق مثل طعامها ولكن والدة علية تشعره بالدفء خاصة حين خرجت بنفسها لتستقبلهم وصافحتهم بحرارة واحداً تلو الآخر فصافحها هو الآخر بمودة حقيقية فقالت لهم بوجه مشرق والسعادة تلتمع في عينيها:"أهلا أحبائي تفضلوا.."
دخلوا جميعا إلي غرفة الاستقبال التي دخل فيها من قبل فصافح هو وهاني ورضوي وتسنيم والدها الذي صافحهم جميعا بحرارة وما أن وصل إليه فادي حتي شدد علي يده قائلاً بصوت قوي :"أهلا فادي كيف حالك..."
شعر بالسعادة لأنه يتذكره فابتسم بسعادة كطفل صغير قائلاً:"بخير حال ياعم جمال .."
ثم صافح بعض الاشخاص الذين يبدو أنهم أقاربهم فخرجت لهم علية في هذه اللحظة وكانت والدتها قد أخبرتها انها دعت فادي ولكن معرفتها لم تمنع تغير لون وجهها ما أن رأته.. واختلاج قلبها ما أن جاءت عينيها في عينيه فصافحتهم جميعاً ودعتهم للجلوس في نفس الغرفة الواسعة ولكن في الجهة الأخري التي تحتوي علي صالون آخرعتيق يشبه الصالون الذي يجلس فيه والدها ومعارفهم

جلسوا جميعاً وأخذوا يتجاذبون أطراف الحديث ولكنها لم تكن توجه له أي حوار وكان حديثه الأغلب مع هاني .دقائق ودخلت والدتها ووالدها يحملان صينيه كبيرة مع بعضهما عليها أطباق من الفتة والمشويات المشكلة والسلطات وبدأت والدتها في وضع الأطباق أمامهم علي المنضدة الطويلة فنظر فادي إلي وجه والدتها الذي ترتسم عليه السعادة وتسللت إلي أنفه الرائحة الجميلة وقد ارتبطت روائح الطعام الجميلة عنده بوجه هذه الأم البشوش التي قالت لهم بترحاب :"تفضلوا أحبائي البيت بيتكم.."
قال لها فادي بجدية وهو يرفع عينيه لعينيها:"لا تقلقي لن نشعر بالحرج سنأكل كل الطعام ..."
قالت له تسنيم ما أن خرجت والدة علية ووالدها:"تكلم عن نفسك نحن أول مرة نأتي إلي هنا ونشعر بالحرج..." شمر كمي قميصه وقال لها وهو ينظر إلي علية نظرة خاصة:"لا... أنا ثاني مرة لذلك لا أشعر بالحرج ..."
رغما عنها ظهر شبح ابتسامة علي وجهها وهي تتذكر تلك المرة أما هوفبدأ بالفعل في التهام الطعام الذي لم يستطيع مقاومة نفسه أمامه وقام هاني بالمثل
أما رضوي وتسنيم فأخذتا تنظران إلي علية وفي عيونهم سؤال واحد متي كانت المرة الأولي ؟


بعد انتهاءهم من الطعام أحضرت لهم علية المشروبات المثلجة وبدأت أغاني السبوع في العلو لتملأ المكان بالبهجة وبعدها خرجت لهم رقية شقيقتها وهي تضع مولودتها الصغيرة في عربة الأطفال ذات الاربعة عجلات ومعها زوجها هيثم. قالت رقية ببشاشة وهي تقترب منهم :"السلام عليكم ورحمة الله "
وخلفها زوجها الذي قال :"أهلا وسهلا أنرتونا ..."
صافحوا الجميع فنظر إليهم فادي نظرة سريعة مُقيمة كانت رقية تشبه علية كثيراً نفس البشاشة والملامح متقاربة ولكن بالطبع علية أجمل في نظره وزوجها شاب ربما في مثل عمره أو أكبر قليلاً..
أخذت علية البنت بعربتها وجلست بجوار رضوي وتسنيم قائلة بحنان :"شاهدوا كم هي جميلة..."
نظر فادي إلي علية في هذه اللحظة وإلي حنانها وعاطفتها ورق قلبه لها بينما رضوي وتسنيم كل منهما تداعب الصغيرة وهي تضع لها هديتها بجوارها في العربة فاستقام فادي وخطي خطوتين تجاههم وكان قد نوي أن يعطي الصغيرة نقود لأنه لا يعرف ماذا يشتري لها فهبط علي ركبتيه أمام العربة ونظر إلي الصغيرة وهو يخرج ظرفا به مبلغ قيم مكتوب عليه اسمه بخط كبير مع تمنياته بحياة سعيدة للمولودة ... وضع الظرف بجوار الفتاة في العربة فقالت له رقية التي تجلس بجوار أختها برقة:"لم يكن هناك داع يكفي وجودكم.."

نظر إليها وابتسم ولم يعرف بماذا يرد وهو يستقيم ويعود إلي مكانه و نظره يتجه تلقائيا إلي الصغيرة الجميلة النائمة في مهدها كالملائكة تشبه علية كثيراً في بياض بشرتها وملامحها الدقيقة

ولأول مرة منذ زمن يرق قلبه لطفل صغير
ولأول مرة منذ زمن يتمني أن يحمل طفلا ويداعبه
ولأول مرة يرتبك حين يري طفلاً هكذا
ولأول مرة يتمني أن يكون لديه طفل من صلبه يحمل اسمه سواء إن كان فتي أو فتاة
انتبه من شروده في الفتاة فنظر إلي لهيثم قائلاً:"ما اسمها ؟..."
قال له وهو ينظر إليها بحنان:"أسمها تالية.."
قال له بصوت مشحون بالعاطفة :"بارك الله لكما فيها.."
قال هيثم بحبور:"العاقبة عندكم جميعا بأذن الله.."
نظر فادي إلي علية نظرة عفوية وهو يتمني في نفسه أن تكون بالفعل العاقبة عنده حين يرزقه الله بطفل منها

*****************
في اليوم التالي

خرج عبدالله من باب الكلية ينزل الدرجات المؤدية إلى الباحة الأمامية المحيطة بالمبني الرئيسي وبجواره عمر فبعد أن سافر له عبدالله وترك نسمة عند والديها وجلس معه يومين قرر أخيراً عمر فك الحظر وأتي معه
واليوم هو أول يوم له بعد انقطاع عدة أسابيع عن الكلية.
نظر عبدالله إلي جانب وجه عمر وهو ينزل بهدوء
لا يعرف لماذا يشعر أن هناك شيء خلف هذا الهدوء الزائف
كانت نسمة تنتظره بالخارج كما اتفقا حتي يغادران معا حيث كانت بالجامعة لتناقش الأستاذ المشرف علي رسالتها في بعض النقاط وما أن رأت زوجها وشقيقها يتقدمان منها حتي استقامت من علي الأريكة الخشبية التي كانت جالسة عليها وابتسمت لكلاهما فاستقبل عبدالله ابتسامتها بمثلها بينما لم يستطيع عمر إلا أن يبسط شفتيه قليلاً وهو يتقدم منها ويحيطها بذراعيه ويقبل رأسها فأحاطت كتفيه بذراعيها وربتت علي كتفه

تعلم ما يعانيه ورغم أنها تقر بخطأه ولكنه يظل شقيقها الأكبر والأوحد... قال له عبدالله بتهكم:"هكذا في الجامعة أمام الجميع"
ابتعد عنها عمر قائلا له بابتسامة صغيرة شقت طريقها إلى شفتيه بصعوبة:"الجميع يعلم أنها شقيقتي ياظريف"
قال له عبدالله مازحاً :"حسنا ياشقيقها ولكن ليس أمامي..."
ابتسم ابتسامة صغيرة ولم يستطع مجاراة عبدالله في مزاحه ثم نظر إلى نسمة قائلا بجمود:"هل تطمئنين على الأولاد؟"
قالت له بجدية :"نعم بالطبع احدثهم وأحدث فريدة"
مط شفتيه وصمت قليلا فقالت له:" عمر أنا ممكن أن أكلم فريدة وأطلب منها أن تري الأولاد كما كنت تراهم يومين في الاسبوع بالتراضي"
قال لها ببرود:"لا دعيهم معها سأهاتفهم وأكلمهم مكالمات مرئية "
نظرت إليه بلا فهم وقالت :"كيف ..لا أفهمك؟"
قال لها بغموض:"لايهم "
قالت له وهي تشعر أن هناك شيء لا تفهمه :" حاول أن تتقبل الوضع من أجل الأولاد"
قال لها بصوت قاسي :"اتقبله من أجل الاولاد!انا في الأساس لا أتقبله من أجلهم "
قالت له بلهجة بها نبرة توبيخ :"عمر هل تتذكر كم مرة قلت لك تصرف ورد فريدة "
قال لها بحنق:"كيف يعني كنتِ تريديني أن أتصرف ؟"
قالت بصوت واثق:"بأن تطلق رؤي لأنك من الأساس لا تحبها ولست سعيد معها أنت توهم نفسك... رؤي كانت نزوة وأنت أخطأت أنك سِرت خلف نزوتك وبعد أن فقت استمريت فيها لحاجة في نفس يعقوب أنت تعلمها"
اتقدت عينيه بوهج من نار وقال لها بصوت غاضب:"هل تركزين فيما تقولين... أنا شقيقك الأكبر"
قالت له وهي مصرة علي مواجهته :"وهل لأنك الأكبر لا أنصحك؟ وكل هذا من أجل الاولاد فأنت وفريدة انتهت قصتكما منذ زمن..."
نظر إليها نظرة غاضبة ثم قال لعبد الله الذي يشاهد ويسمع بصمت لانه ظل ليومين متتاليين يتكلم معه حتي مل :"خذ زوجتك ياعبد الله واذهبوا أنا لا أطيق نفسي ولو ستذهبون عند أبي أراكم هناك"

استقل هو سيارته وأغلق بابها بعنف واستقلت نسمة السيارة بجوار عبدالله وهي تشعر أن عمر ينوي علي شيء لاتعرفه فقالت لعبدالله بتساؤل:"هل تعرف علي ماذا ينوي؟"
قال لها بصدق:"وهل يعرف أحد له أول من آخر أنتِ تعرفينه كما أعرفه..."
انطلق عبدالله بالسيارة خارج أسوار الجامعة وظلت هي علي شرودها فقال لها بعد قليل:"هل ستذهبين إلي والدتك؟"
قالت له وهي تنظر اليه:"لا ... لقد تركتها في الصباح كما تعلم وكانت بخير الحمد لله ثم أردفت بغيظ:ومادام عمر سيذهب لا داعي لذهابنا ..."
قال لها وهو يلتفت بجسده كله حتي يواجهها و قد توقف بالسيارة في إشارة المرور:"نسوم مارأيك لو أخذنا عدة أيام في أي مكان به بحر؟"
استدارت اليه وهي تعطي ظهرها لباب السيارة ووجهها كاملاً له قائلة:"حقا! ثم ابتسمت قائلة :هل تسألني موافقة طبعا.."
قال لها وهو ينظر إلي سعادتها كطفلة صغيرة:"ألن يكون هناك حرج أمام والديك؟"
قالت له :"لا أمي بخير لاتقلق وأبي الحمد لله يراعيها أكثر من السابق "
قال لها بوجه مرتاح:"حسناً سأحجز بإذن الله في أقرب وقت.."
لم تستطيع مدارة سعادتها فقفزت بجسدها كله نحوه وطوقت عنقه بذراعيها فضمها بدوره إليه بحنان وهو يشعر برائحة عطرها تتسلل إليه فيشعر بهالة من الدفء تحيطهما معا ... ولم يلبث أن يفعل حتي وجد من يطرق علي زجاج السيارة من الخارج فالتفت ليجد ضابط المرور ففتح النافذة في حين تراجعت نسمة إلي مكانها وهي تنظر إلي الرجل بلا فهم فقال الرجل لعبدالله وهو يرفع حاجباً مستنكراً:"ماذا يحدث هنا ياسيدي؟"
قال له عبدالله بجدية مصطنعة:"أعرف أنني لو أقسمت لك أنها زوجتي فلن تصدقني ولكنها الحقيقة هي زوجتي بالفعل..."
أعقب ذلك برفع بنصره الذي به محبسه لأعلي في نفس الوقت الذي فُتِحت فيه إشارة المرور فانطلقت السيارات والأبواق من خلف سيارته أخذت تدوي بشكل مزعج فأشار الرجل له بيده بامتعاض حتي يتحرك فانطلق عبدالله بسرعة وهو يضحك هو وهي بشكل هيستيري ..

أعادته هذه اللحظات القليلة إلي سنوات للخلف.. أيام الجامعة حين كان اللهو مع الأصدقاء مٌباح وأعادتها هي الأخري لسنوات شبابها الاولي التي ضاعت وهي ترمم آثار تجربة انفصالها المريرة


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:20 PM   #943

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في صباح اليوم التالي

أنهي سامر ارتداء ملابسه حتي يذهب إلي العمل. وقف أمام مرأة الزينة يضع عطره المميز وهو ينظر إلي الغرفة التي يملؤها ضوء شمس الصباح بعد أن رتبتها فدوي فور استيقاظها...
ابتسم وهو يتذكر كيف تعلمت من أمه هذه العادة حتي أصبحت تستيقظ مبكراً مثلها ..شرد بذهنه بنفس الابتسامة وهو يتذكر كيف كان يشعر تجاهها في بداية معرفتهم
كان فعلا يشعر أنها حنونة بحنان أمه تماماً..
صفف شعره وخرج إلي غرفة والدته فوجدها قد عادت إلي النوم بعد أن استيقظت كعادتها للصلاة وقراءة القرأن فأغلق الباب عليها بهدوء ودلف إلي المطبخ ورائحة القهوة سريعة التحضير التي يبدأ بها يومه تتسلل إلي أنفه وما أن دلف إلي المطبخ ووجدها تقف أمام الموقد تعد له طعام الإفطار حتي أحاط خصرها بذراعيه وطبع قبلة طويلة علي عنقها قائلاً:"رائحة الطعام شهية.."
كانت قد انتهت من إعداد قرص البيض الذي يحبه فأغلقت الموقد والتفتت إليه قائلة بابتسامة حلوة:"بالهناء حبيبي..."
وضعت الأطباق علي الطاولة الرخامية بجوار القهوة فجلس علي المقعد العالي وقفزت هي برشاقة وجلست علي المقعد المجاور فقال لها:"ألن تأكلي معي؟.."
قالت له وهي تمسد علي ذراعه:"أكلت مع طنط في الصباح .."
ابتسم لها قائلاً:"أكثر شيء يجعلني أشعر بالراحة هو التألف بينك وبين أمي..."
قالت له بابتسامة صافية:"هي كأمي تماما أحبها وأحب رحمة كثيراً.."
رفع حاجبا واحداً وقال لها ممازحاً:"ودنيا وبقية أخوتي؟" ابتسمت قائلة:"طبعا أحبهم جميعا ولكن رحمة هي الأقرب أشعر أنها كفريدة ..."
سألها بشكل مباشر:"ودنيا ألا تشعري بها كفريدة؟..." حاولت أن تراوغ في الإجابة ولكنها فشلت فقالت له:"أنا أشعر فقط أنها لم تعتاد علي بعد... دائما حين تأتي هي ومني أو حتي حين تكون بمفردها أشعر أنها تضع حاجزا بيننا ثم استطردت:أو ربما أنا من أشعر بذلك .."
قال لها وهو يعلم أن كلامها صادقاً:"دنيا الأقرب إليها حتي من اخوتها هي مني أبنة خالتي لذلك تجديها منسجمة جداً معها أكثر من انسجامها معنا جميعا ..."
قالت له:"فعلا لاحظت ذلك..."
نظر في ساعته قائلاً وهو يمضع الطعام بسرعة و ينهي آخر رشفة من فنجانه :"فيدو علي الذهاب هيا اهتمي بنفسك وبأمي ..."
قالت له:"حسنا حبيبي مع سلامة الله.."
طبع قبلة سريعة علي وجنتها قبل أن يتجه نحو باب الشقة ليفتحه ويغلقه خلفه أما هي فوقفت تغسل الأطباق التي أكل فيها وتجهز لطعام الغداء

بعد ساعة

دلفت إلي حجرة حماتها فوجدتها مستيقظة بالفعل جالسة في فراشها وتفتح التلفاز تشاهد منه أخبار العالم تربط وشاحها للخلف وتبتسم لها قائلة:"تعالي حبيبتي ظننتك نائمة.."
قالت لها فدوي وهي تجلس بجوارها علي طرف الفراش :"لا... بعد أن فطر سامر وذهب إلي عمله أعددت طعام الغداء حتي يكون علي التسوية فقط وقت الغداء.." ابتسمت وفاء قائلة:"أنتِ ماهرة يافدوي رحم الله والدتك هي من علمتك كل ذلك؟؟"
قالت لها فدوي بعينين متأثرتين:"نعم هي.."
قالت لها وفاء :"أنتِ وسامر تزوجتما في وقت بسيط ولم أتعرف عليكِ بشكل جيد ثم أردفت بتساؤل حذر:ولكني أعرف أن والدتك ماتت صغيرة هل كانت مريضة؟" قالت لها وقد امتلأ قلبها وعينيها بالحزن :"لا إطلاقاً..."
قالت لها وفاء بتساؤل:"كيف ماتت إذن في هذا السن ثم استدركت قائلة بحرج: إن لم يكن يضايقك الحديث"
ابتسمت فدوي ابتسامة حزينة قائلة:"نحن جميعا لم ننسي ثم رفعت ساقيها وثنتهما تحتها وجلست في مواجهة وفاء علي فراشها الوثير العتيق وعادت بذهنها لخمس سنوات للخلف فحين تتذكر هذه الأيام رغم أنها لم تنساها ولكن تحتل جزأ مظلم في ذاكرتها تعود بكيانها كله لهذه اللحظة

منذ خمس سنوات

استيقظت فدوي من نومها لتجد والدتها جالسة في غرفة المعيشة علي الأريكة التي تقع أسفل النافذة مباشرة تنظر إلي الطريق بوجوم فاقتربت منها قائلة بصوت ناعس:"صباح الخير يابدورة .."
قالت لها أمها بنفس الوجوم :"صباح الخير حبيبتي ..." قالت لها فدوي بشك وهي تري ملامحها الجميلة التي تشبه كثيراً ملامح فريدة شاردة واجمة :"ماذا بكِ أمي لما أنتِ شاردة؟"
قالت بدور وهي تنظر إلي عينيها:"جاءت لي أمي في المنام منذ قليل...."
قالت فدوي بحماس:"أحكِ لي الحلم أمي..."
قالت لها وهي تركز في عينيها الفضوليتين :"كنت أقف في المطبخ أعبيء خمس زجاجات كبيرة من الزيت والزجاجات بالفعل تم تعبئتها حتي النهاية ولم يتبقي فيهم مكان إلا زجاجة واحدة ربما فيها مكان لنقطة زيت واحدة وقالت لي أمي هيا يابدور أحمليهم وهيا بنا ..."
قالت فدوي بعدم فهم وهي تجول بعينيها يميناً ويساراً:"ومامعني هذا الحلم؟.."
قالت وشفتيها ترتجفان:"الخمس زجاجات هم سنوات عمري الخمسون ونقطة الزيت المتبقية هي ماتبقي لي من العمر ربما اسبوعاً أو شهراً ...وما أن تكتمل حتي ألحق بأمي "
سرت قشعريرة باردة كالثلج في جسد فدوي من كلمات أمها المٌقبضة وقالت في محاولة للتخفيف من رهبة الموقف :"ماهذا الذي تقولينه أمي تحلمين الحلم وتفسرينه كما يحلو لكِ ومن الأساس نُهينا عن تفسير مثل هذه الأحلام....ثم أردفت بضحكة مصطنعة:قولي لي يابدورة أنكِ تريدين مني أن أطهو الطعام وحدي اليوم ثم أردفت :ليس لدي مانع ياسيدتي ولكن لاتقولي هذا الكلام ثانية .."ابتسمت بدور وضمت فدوي إليها ضمة قوية ارتجف لها قلب فدوي قائلة:"كنت أريد أن أفرح بكِ.."
قالت لها فدوي وهي تندس في حضنها أكثر:"بإذن الله حبيبتي ستفرحين..."

بعد قليل

قامت فدوي لإعداد الإفطار بينما قام فادي من نومه وتمدد بجوار والدته علي الأريكة ونام في حجرها بصمت وهو لايزال لم يستفيق من نومه بعد فضمت رأسه إليها بحنان قائلة:"الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات عشت حتي رأيتك رجلاً... طوال عمري كنت أخاف ألا أراك وأنت هكذا رجل تملأ العين ...ثم أردفت بقلة حيلة: كنت دائما أتمني أن أراك عريساً وأري أبناءك ..."
قال لها وهو يبتعد عنها قليلاً:"بأذن الله أمي تري أبنائي ماذا حدث لكل ذلك؟"
قالت له وهي تمسح علي وجهه بحنان:"لم يحدث شيء حبيبي .."
رن جرس الباب رنات متواصلة فقام فادي ليفتح الباب ليجد عبدالرحمن وسمر وسهر يدفعونه ليدخلوا لجدتهم فقال فادي وهو يرفع حاجبيه:"سلام قولا من رب رحيم هل هذه هي الاصطباحة .."
لكزته فريدة في كتفه قائلة:"وهل هناك أجمل من هذه الاصطباحة .."

ضمت بدور أحفادها في عناق طويل تبعتهم فريدة التي استلقت في حضن أمها كأنها طفلة من عمر الصغار وخرجت فدوي بصينية الطعام قائلة بتهكم:"أنتِ تأتين علي الطعام مباشرة ياابنتي لما لا تأتي قبله بربع ساعة مثلاً لتعديه معي ثم أردفت وهي تضيق عينيها :أم أن هناك من يقول لكِ المواعيد بهذه الدقة؟"
قالت لها فريدة ضاحكة وهي تساعدها في وضع الصينية علي المنضدة وتنظر إلي أمها:"أمي حبيبتي تعرف إنني لا أستطيع فعل الكثير من صغاري فتقول لي المواعيد بدقة..."
قهقهت فدوي وهي تضع الأطباق علي المنضدة مع فريدة:"الخيانة إذن تأتي منكِ يا أمي..."
ضحكوا جميعا والتفوا حول مائدة الطعام في جو مليء بالضحك والمشاكسة بين الصغار وفادي

ولم يمر سوي شهر آخر بعد هذا اليوم وكانت الفاجعة بموت بدور المفاجيء حين كانت توقظها فدوي في الصباح كالمعتاد فلم تستجيب لها ليحضروا الطبيب ليؤكد ماكانوا يرفضون الإعتراف به ويلقي عليهم خبر وفاتها لينظر ثلاثتهم إلي بعضهم البعض بلا فهم وكأنهم لايعرفون ماذا تعني كلمة موت في قاموس اللغة



نظرت وفاء إلي فدوي بمشاعر مختلطة وكلتاهما دموعها منهمرة علي وجهها بصمت فبعد أن انتهت فدوي من قص ماحدث لوفاء حتي عم الصمت وحضرت فقط الدموع
دموع الذكري رغم عدم النسيان عند فدوي فرغم ادعاءنا النسيان حتي نعيش إلا أن في قلب كل منا منطقة نائية نحتفظ فيها بآلامنا وأوجاعنا وما أن ننبش فيها حتي نستعيد الالم وكأنه حديث العهد

أما وفاء فكانت دموعها دموع أم ... فضمت فدوي إلي صدرها بحنان شعرت به فدوي وقالت لها وهي تربت علي ظهرها:"قدرها ونصيبها حبيبتي ومن الان تعتبريني أنا أمك رغم معرفتي بأنه لايوجد كالأم ولكني أُشهد الله أنكِ دخلتِ قلبي كبناتي فاعتبريني كوالدتك ومن اليوم تقولين لي أمي لا طنط هذه التي تقولينها..."
ابتسمت لها فدوي من بين دموعها قائلة:"حسناً أنا ليس لدي مانعا ولكن لساني لا يعتادها فقط..."
قالت لها وفاء وهي تمسح لها دموعها بيديها:"اعتادي ياابنتي..."

هناك في الحياة مواقف فاصلة قاطعة تتغير فيها المشاعر دفعة واحدة فوفاء لم تكن تعرف فدوي من قبل وبالنسبة لها كان زواجه من رباب ابنه أختها هو الافضل حتي لا تخذل شقيقتها ولكن رغبة سامر فقط هي التي جعلتها تتقبل زواجه خاصة حين وجدت أن فدوي ليس بها عيب أما الان وبعد اطلاعها علي مافي قلب هذه الصغيرة من ألم حمدت الله علي زواج ابنها منها وتعهدت أمام الله أن تكون لها أما ماتبقي من حياتها

*************
في حديقة منزل الدكتور فؤاد

اجتمع تيمور وإخوته وزوجاتهم علي الغداء بعد أن دعاهم تيمور حتي لايقطع عادة والده في تجمعهم معا، التفوا جميعا حول طاولة الطعام علي وجبة الاسماك الكبيرة التي أوصي بها تيمور وما أن انتهت عايدة وفريدة ورودينا ونورين من وضع اللمسات النهائية علي الطاولة حتي قالت عايدة بحنان وهي تنظر إليهم في جلستهم في البرجولة في نفس مكان والدهم المفضل :"هيا أحبائي الغداء جاهزاً..."
استقام ثلاثتهم وتقدموا من الطاولة فمال شهاب علي خالته وقبل رأسها قائلاً :"سلمت يداكِ حبيبتي..."
قالت له بحب:"سلمك الله حبيبي..."
جلسوا جميعا كل منهم بجوار زوجته بينما عايدة تجلس علي رأس المائدة والأطفال جميعا حولهم أبناء تيمور وفريدة وأبناء شهاب الصغار بينما تحمل نورين صغيرتها علي ذراعيها ويضع لها اياد السمك بلا شوك في طبقها ...

رغم التجمع والصخب إلا أن وجود الدكتور فؤاد هو ماكان ينقصهم ..لقد كبروا جميعاً في هذا البيت وكانت روح والدهم تطغي علي كل شيء بالمكان وبغيابه ترك أثراً موحشاً ...
تناولوا جميعهم الطعام وبعد أن أنهوه في جو شبه صامت إلا من صخب الأولاد قال لهم تيمور :"تعالوا نحدث أبي جميعا مكالمة مرئية..."
قالت له فريدة وهي تهم بالقيام لجمع الأطباق مع عايدة:"انتظر تيمور حتي نرتب المكان لنحدثه جميعا ثم أردفت وهي تلتفت إلي عايدة وهي تنظربقلق إلي ارتجاف يديها وهي تحمل الأطباق:اجلسي أنتِ طنط عايدة لاتحملي شيء..."
قالت لها عايدة وهي تنتبه إلي يديها:"لا أعرف لما تسري رجفة في جسدي كله؟"
قالت لها بقلق حاولت مداراته:"أغسلي يديكِ حبيبتي وارتاحي قليلاً ربما تعب أو توتر لا أكثر..."
قامت سهر وسمر في هذه اللحظة وبدأت كل منهما في أخذ مجموعة من الأطباق لتحملها للداخل فنظرت إليهما شروق وشمس وقامت كل منهما تحمل هي الأخري بعض الأطباق وفي ثواني كانوا قد انتهوا
وفي داخل المطبخ قالت سمر لشروق وشمس وهي تنظر إلي الحوض المملوء بالاطباق:"هيا لنغسل الصحون معا فليس من اللائق أن تغسلهم تيته عايدة أو أمي ونحن متواجدات..."
نظرت إليها شروق وقالت:"أنا لا أحب غسل الصحون أفعل أي شيء إلا الصحون..."
نظرت إليها سمر شزراً قائلة:"ليست بالحب ياعزيزتي تعالي قفي بجواري وأنا أُعلمكِ طريقة سهلة تجعلكِ تُحبين غسل الصحون ...ثم أردفت قائلة:نحن نساعد أمي في كل شيء ..."
بينما قالت سهر لشمس:"هما تغسلان ونحن نرتب الأغراض ونضعها في مكانها...."
قالت لها بلا مُعارضة:"حسناً..."

رغم أن فريدة لم تطلب من سمر هذا التعاون ولكنها كانت سعيدة وهي خارج المطبخ تستمع إليهن وسعيدة بالتعاون بينهم... كانت تخشي أن يسبب تقارب السن بينهن إلي عدم تألف أو غيرة ولكنها حمدت الله فحياتها لم تكن بحاجة إلي هذه العقدة فوق عقدها
انتبهت علي صوت شيري وهي تتخطاها لتدخل المطبخ قائلة للبنات:"ماذا تفعلن من غيري..."
نظرت اليها شروق التي كانت متأففة في البداية من فكرة غسل الصحون وقالت لها وهي تمسكها بلين من ملابسها:"تعالي انضمي لنا وأنتِ تعلمين ماذا نفعل..."

بعد قليل

فتح تيمور كاميرا هاتفه ليري والده بصورة واضحة لا تشوبها أي شوائب فقال له بسعادة:"أهلا أبي كيف حالك.."
ابتسم فؤاد بسعادة وهو يجلس في غرفته في منزل شقيقه ويبدو علي وجهه الإرتياح وقال لتيمور:"حبيبي كيف حالكم أنتم؟..."
قال له :"الجميع يشتاق إليك..."
قال له ضاحكاً :"أما أنا فلم اشتاق لأحد وأنا هنا بجوار الحبيب قمة الراحة ياتيمور.."
قفزت فريدة بجوار تيمور واندست بجواره تنظر إلي الكاميرا وما أن رأها فؤاد حتي تهللت أساريره فقالت له بوجه ضاحك:"سمعتك تقول أنك لم تشتاق لأحد ثم أردفت بمزاح:حتي أنا يادكتور فؤاد لم تشتاق لي.."
قهقه ضاحكاً وقال لها :"أنتِ علي وجه الخصوص اشتقت لكِ أكثر من أي أحد.."
قالت له بنظرة حانية:"حبيبي لا تتأخر علينا..."
قال لها بجدية:"ليتكم أنتم من تأتون يافريدة أنا في قمة الراحة هل تصدقيني لو قلت لكِ أن كل أوجاعي قد زالت..."
قالت له والدموع تتراقص في عينيها :"حمداً لله... أنا من الأساس كنت أخاف عليك من السفر..."
قال لها بجدية:"بالعكس ياابنتي لولا السفر لظللت كما كنت..."
وخذتها دموع الاشتياق إليه ولم تستطع إكمال الحديث فنظرت إلي تيمور وأشارت له أنها ستقوم أما رودينا ونورين فقد نظرت كل منهما للأخري بصمت... هما لاتتخيلان عمق العلاقة بينها وبينه وربما يرون أن هذا تصنعا ولكنها القلوب حين تتألف فتجعل المودة والحب يجريان في دماءنا حتي لولم يكون هناك صلة دم...
أدار تيمور الكاميرا من حوله ليري والده الجميع وهم يجلسون معا ثم أخذ منه شهاب الهاتف ليحدث والده هو وزوجته ومن بعده اياد وزوجته
****************
دلف فادي وهاني معا إلي المطعم الراقي في وسط المدينة يرتديان حلة العمل الرسمية فهما للتو قد أنهيا عملهما
نظر فادي حوله قائلاً باهتمام:"أين هما؟.."
قال له هاني وهو يشير للسلم الجانبي :"في الطابق الثاني ثم أردف وهو ينظر إلي صاحبه بجدية :رضوي أقنعتها بأعجوبة بالمجيء إلي هنا أتمني أن تنهي هذا الأمر معها وتستغل الفرصة.."

قال فادي وهو يشعر بسرعة في ضربات قلبه وهو يستقل أول درجة من درجات السلم المؤدي للطابق الثاني :"دعواتك معنا..."

أما في الطابق العلوي من المطعم فقد كانت علية ورضوي تجلسان علي منضدة صغيرة بمقعدين مجاورة للواجهة الزجاجية للمطعم التي تطل علي الميدان الرئيسي للحي ...
كانت رضوي قد ألحت عليها لتناول الغداء معا ولم تخبرها أن فادي هو من أتفق مع هاني علي هذه الحيلة حتي يتحدث إليها وهي اضطرت لمساعدتهم ولكن ما أن نظرت علية إلي مدخل الباب الواسع ووجدتهما يدخلان المكان حتي عرفت كل شيء دون كلام ونظرت إلي رضوي نظرة حادة قائلة بتوبيخ :"هكذا إذن الأمر وليس أن نتناول الغداء لنرتاح من ضغط العمل ؟"
نظرت إليها رضوي بابتسامة صغيرة قائلة :"فقط استمعي له لن تخسري شيئاً"
وما أن اقترب فادي وهاني منهما حتي قال فادي وهو ينظر إلي علية بملامح هادئة لا تعكس حجم القلق بداخله :"السلام عليكم.."
ردت عليه رضوي قائلة:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "
ثم نظرت إلي هاني وسألته بعينيها ماذا سنفعل الان ففهم مقصدها دون كلام وقال لفادي بمزاح:"أنا سأأخذ زوجتي المستقبلية ونجلس علي منضدة منفصلة وأطلب الغداء لنا جميعا وحين يأتي تنضموا إلينا.."
ابتسم له فادي علي تفهمه للموقف في حين استقامت رضوي واقتربت من هاني فجلس فادي مكانها بسرعة قائلاً لهاني وهو يضيق عينيه:"ألن تسألونا ماذا نريد أن نأكل؟.."
قال هاني مُتهكما وهو يسحب رضوي من ذراعها :"لا طبعا نحن من ندعوكم ونحن من نختار الطعام..."
قهقه فادي ونظرت إليه علية نظرة صامتة في حين انزوي هاني مع رضوي في منضدة كبيرة بعيدة عنهما ...

شبك فادي أصابع يديه في بعضهما ونظر إلي وجهها الحزين بحجابها الكحلي الذي يبرز جمال ملامحها وهي تسبل أهدابها حتي لا تواجهه قائلاً :"علية من فضلك أنا أريد أن أتحدث معكِ كأشخاص كبارلأني تعبت من حركات الأطفال هذه..."
رفعت عينيها إليه قائلة بزفرة حارة:"رغم أن هذه المقابلة فُرِضت علي ولم أكن علي علم بها ولكن لديك حق لابد أن نتحدث حتي ننهي كل شيء ...."
انقبض قلبه لكلمتها الأخيرة وظهر هذا في نظرة عينيه التي غابت منهما السخرية وقال لها بجدية وبصوت خرج خشناً رغما عنه:"علية ...أنا أحبك ...ثم أردف بعينين صادقتين أمام عينيها المحدقتين فيه بذهول: لقد شعرت معكِ بمشاعر جميلة لم أكن أدرك أنها موجودة من الأساس وأريدك أن تكوني زوجتي ...زوجة العمر "
تمالكت نفسها وهي تسمع اعترافه الصريح ...لأول مرة تسمع اعترافاً بالحب لأنه لم يصل أحد من قبل إلي قلبها كما وصل هو... لم تسمح لأحد بالوصول من الأساس لأنها لم تقتنع بأي شاب من قبل ولسوء الحظ حين تسمعها من الرجل الذي أحبته تكون مضطرة للتظاهر بعكس ماتشعر به... اختلج قلبها رغما عنها فرحاً باعترافه وظهر ذلك في اهتزاز شفتيها أما عينيها فكانتا حزينتين يبدو الحزن فيهما جلياً لأنها لن تستطيع أن تمد يديها لتأخذ نصيبها من السعادة لأنه من وجهة نظرها منقوص

أخذت نفسا طويلاً ثم قالت له وهي تصارع كل المشاعر التي تعصف بها في هذه اللحظة وتدعي هدوئا زائفا:"صدقني فادي إن كنت أستطيع الارتباط بك لارتبطت بك فورا.."
قال لها باعتراض جدي وهو يميل بجسده تجاهها وبينهما المنضدة الصغيرة:"ومالمانع إن شاء الله؟..."
قالت له وهي تزفر زفرة حارة بحرارة النيران التي تشتعل في قلبها :"لا أستطيع... فكرة أن اتزوج رجل سبق له الزواج بالنسبة لي مرفوضة إلي جانب انك بزواجك من امراة لا تناسبك عمرا تشعرني بعدم نضجك العاطفي ثم أردفت وهي تعقد حاجبيها الجميلين :ماذا لو تزوجتني مثلا وغيرت رأيك بعدها أو اكتشفت بعد فترة أنك تسرعت كما حدث مع زيجتك السابقة..."
نظر إليها بحنق وألم وقال لها :"هذا فقط أم أن هناك شيء آخر ؟..."
قالت له وهي تنظر إلي الميدان الواسع من الواجهة الزجاجية المجاورة لمقعدها :"لا أعرف... أشعر انك تجتذب النساء بشكل ما ...أري دائما هناك انجذاب من النساء لك حتي لو لم يصدر منك شيء... التفتت إليه مرة أخري قائلة: انا لا الومك .."
قال لها بعدم فهم وملامحه كلها أصبحت جادة متصلبة:"وماالمشكلة في هذا أيضا؟.."
قالت له بجدية :"لا أستطيع تحمل الغيرة الدائمة بسبب هذا "
قال لها بجدية وهو يجز علي أسنانه:"دعكِ من هذ السبب الساذج ودعينا في أسبابك الأولي... الزواج وأنا ولله الحمد لم أفعل شيء خاطيء لقد تزوجت علي سنة الله ورسوله وطلقت وليس له علاقة بنضج أو طيش هذه أقدار ووارد أن يحدث هذا مع أي شخص وأنا شرحت لكِ أبعاد القصة كلها في المرة السابقة.."
قالت له بسرعة وقد آلمها قلبها لما تشعر أنه يعصف به ويبدو بشدة علي وجهه:"أوافقك الرأي ولكني لا أستطيع... أردفت وهي ترفع يديها لاشعوريا لمستوي رأسها وكانها أصابها مس من الجنون من كثرة التناقضات بداخلها :أشعر أن هناك فجوة بيني وبينك كلما حاولت أن اتجاوزها أعود لنقطة البداية من جديد..."
شعر بألم في قلبه...
ألم من نوع خاص لم يشعر به من قبل...
ألم لم يشعر به طوال زواجه أو في أي خلاف بينه وبين طليقته ...
ألم لم يشعر به حتي مع طلاقه لها...
فقال لها وهو ينظر إليها كمن ينتظر نتيجة أختبار هام:"هل هذا يعني أنكِ لاتشعرين بأي مشاعر تجاهي؟ ... هل ما رأيته الفترة الماضية كان من صنع خيالي؟.."
ضرب قلبها في صدرها بعنف وهي تشعر أنه يحمل مالا طاقة له به وقالت له باضطراب :"اسمعني فادي سأكون صريحة معك ..أنا بالفعل أشعر بمشاعر تجاهك ولكن هذه المشاعر لا تجعلني أتجاوز ماقلته لك حقيقة لا أستطيع..."
قال لها بأسف ولوم:"بعد كل ماقلته لكِ ولم يلين قلبك لي ولو قليلاً؟ ألهذه الدرجة غلطتي كبيرة أكبر من مشاعرك تجاهي؟.."
كادت أن تقول له أنها تعشقه وأن عشقها له أكبر من أي شيء ولكن تلجم لسانها وعقلها يعرض أمامها صورا له مع امرأة غيرها..إمرأة هي تعرفها جيداً فقالت له بملامح بائسة :" فادي هل تظن أنني أتمنع أو أتدلل عليك صدقني أنا فعلا لن أستطيع..."
قال لها بصوت منخفض وهو ينظر إلي عينيها:"لن تجدي من يحبك مثلي صدقيني..."
صمتت ولم ترد عليه وأشاحت بوجهها تجاه النافذة وهي تشعر بحرب ضارية تشتعل بداخلها مابين كر وفر ورفض وموافقة
فقال لها في محاولة أخيرة لاستمالتها :"حسناً علية ربما لم أصارحك بشكل مباشر هكذا من قبل بمشاعري وربما لو فكرتي في الامر مرة أخري ووضعتي في الاعتبار هذه المستجدات لاختلف الامر أعطي نفسك فرصة لا أريد منكِ أكثر من ذلك.."
نظرت إليه نظرة طويلة ...صامتة... حانقة ...حانقة من نفسها ومنه ثم قالت له باقتضاب:"هيا لنجلس مع هاني ورضوي.."

استقام واقفاً هو الآخر وقال لنفسه بحنق هامس:"هل هذا شكل امرأة ستعطي نفسها فرصة للتفكير.."
التفتت إليه قائلة بنفس الملامح:"هل قلت شيء؟.."
قال لها وهو يسير بجوارها حيث الطاولة الكبيرة التي يجلس بها هاني :أقول أنرتِ المكان.."

نظرت إليه باستياء وهي تعرف أنه يكذب وغالبا كان يبرطم بشيء يخصها ... جلست هي بجوار رضوي بينما سحب هو مقعدا بجوار هاني وجلس عليه بصمت ولم يكد يجلس حتي كان النادل يضع الطعام أمامهم فاستقام فادي قائلاً :"سأغسل يدي أولاً ..."
تركهم ودخل بالفعل ليغسل يده وحين عودته وجد الشاب الذي يقف بجوار مشغل الاغاني الذي تنبعث منه اغاني هادئة في المكان فاقترب منه فادي ومال عليه وهمس في أذنه بكلمتين فابتسم له الشاب وأومأ له برأسه وانصرف فادي ليجلس بجوار هاني وبدأ أربعتهم في تناول الطعام....
هاني ورضوي بدءا يأكلان بشهية واضحة والرضا يملأ وجهيهما وقلبهما
أما علية فكانت بلا شهية و فادي كان يشعر بالاختناق وكان يريد الانصراف ولكنه بقي فقط حتي لا يضايق هاني ورضوي...
انبعثت من السماعات المحيطة موسيقي مألوفة وانطلق بعدها الصوت الدافيء في المكان

أنا لو حبيبك ماكنتش يوم تسيبني
ازاي بتقول نصيبك وهان عليك تيبعني
انا لو حبيبك مكنتش يوم تسيبني
ازاي بتقول نصيبك وهان عليك تبيعني


نظرت إليه تلقائيا تشعر بنغزة في قلبها خاصة وهي رأته بالفعل وهو يميل علي الرجل ويتحدث معه

بتقولي الحنين طب فين الحنين
بتقولي الحنين طب فين الحنين
بعد غيابك سنين بعد ماقلبك ظلمني


دمعت عينيها ومشاعرها المتناقضة تختلط في ذهنها فوضعت وجهها في طبقها وهي تتسائل لما كُتب عليها أن تكون أول تجاربها بهذا الشكل؟

تجرح قلبي أنا تقسى عليا أنا
تجرح قلبي أنا ليه تقسى عليا أنا
قرب ليا شوف بعنيا هتعرف مين أنا


أخذ فادي يتظاهر بأنه يأكل ولكن بداخله كان هناك ضيق شديد في صدره حتي شعر بأنه يعاني من صعوبة في التنفس فهي لم تعطيه أي أمل في الموافقة

شوف من كم سنة ضعت انت وأنا
شوف من كم سنة ضعت انت وأنا
واللي حيفضل بس مابنا ذكرى لجرحنا


كان هاني ورضوي يشعران بالتوتر من الذبذبات السلبية المحيطة بهما وآثر كل منهما الصمت وادعاء الإنشغال مع الآخر

أنا لو لو حبيبك ماكنتش يوم تسيبني
ازاي بتقول نصيبك وهان عليك تيبعني
بتقولي الحنين طب فين الحنين
بتقولي الحنين طب فين الحنين
بعد غيابك سنين بعد ماقلبك ظلمني


لم يستطيع فادي تحمل التظاهر بأنه لايوجد شيء وشعر بصدره يُطبِق عليه فأخذ مفاتيحه وهاتفه واستقام فجأة قائلاً للجميع:"أعتذر اشعر بصداع شديد ولابد أن أمشي..."
لم يعطي لأحد فرصة للكلام وهو يغادر بخطوات واسعة أما علية فرغم أنها السبب في حالته إلا أنها لم تستطيع منع قلبها من الانفطارعليه وهي تري الحزن يخيم علي وجهه
هبط الدرجات بسرعة واندفع عبر باب المطعم يفتح سيارته من علي بعد وما أن وصل اليها وفتحها حتي هوي بجسده علي المقعد يفكر في حاله
يبدو أن تجربته السابقة ستقف عائقاً أمامه لفترة طويلة فهاهي علية لا تقتنع بمبرراته وربما لو لم تقبله وتقدم لفتاة أخري في المستقبل وعلمت تفاصيل زواجه السابق تظن فيه أنه كان هناك مصلحة خلف هذا الزواج فمن ستقتنع بأن شاب مثله أحب امرأة أكبر منه بهذا العمر دون مصلحة ...انطلق بسيارته وهو يحمل في قلبه هماً لم يحمله يوم حتي في أصعب الظروف ..
تجربة واحدة لم يفكر في عواقبها ربما يدفع ثمنها عمره كله


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:23 PM   #944

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتربت الشمس من المغيب فأضاء إياد أضواء الحديقة الجانبية والأضواء الصغيرة المحيطة بالأشجار وعاد ليجلس مع أخوته وزوجاتهم بينما الاطفال جميعا يشاهدون حلقة من برنامج المسابقات الخاص بالأطفال الموهوبين في الغناء
جلس إياد بجوار شقيقيه وقال باهتمام لفريدة التي تجلس بجوار تيمور من الجهة الأخري:"هل هناك أي تطورات يافريدة بشأن الأولاد هل تصرف والدهم أي تصرف؟.." قالت له بهدوء:"حتي الان لم يصدر منه أي رد فعل يا اياد فلا أعرف حقيقة هل هناك نية لأي رد فعل أم لا.."
قال لها بجدية:"حسناً إذا جد أي جديد أخبريني..."
ابتسمت له بمودة بينما قلبها ينقبض قائلة :"بإذن الله ..."
قال لهم شهاب :"أنا أريد الذهاب لم أذهب للصيدلية اليوم.."
قال له إياد وهو يتثائب :"وأنا اليوم كنت في المحكمة طوال اليوم أريد أن ارتاح فعلا ..."
فقال له:"حسنا هيا ..."
أخذ كل منهما زوجته وابناؤه وبعد أن صافحوا تيمور وفريدة انصرفوا وبعد أن أغلق تيمور باب الحديقة عاد ليجد فريدة تجلس مع الاولاد أمام التلفاز فجلس بجوار عبدالرحمن فقالت سمر وهي تنظر بانبهار للبنات المتسابقات:"هل ترين أمي أصواتهم ليست بقوة صوتي وفزن ثم أردفت برجاء:أريد أن أقدم أمي بالله عليكِ وافقي..."
نظرت إليها فريدة متفاجئة لا تعرف بماترد عليها فقالت لها أخيراً:"ولكن هذه المسابقة في بلد أخري ياسمر وليست هنا..."
قفزت في لحظة واحدة حتي أصبحت فوق حجرها قائلة وهي تتعلق في رقبتها :"ومالمشكلة أنتِ ستأتي معي ..." نظرت فريدة إلي تيمور لاتدري ماذا تقول لها فقال هو :"حسناً حبيبتي ربما فيما بعد تكون والدتك رتبت نفسها فأمر السفر هذا لابد له من تأشيرات وموافقات .."
عادت بخيبة أمل إلي مقعدها بجوار عبدالرحمن فضربها علي مؤخرة رأسها قائلاً:"إلي جانب أن صوتك من الأساس ليس بهذه الجودة التي تتشدقين بها.."
نظرت إليه بألم والتمعت الدموع في عينيها فقالت له شمس مدافعة عنها:"بالعكس صوتها أجمل من أصواتهم جميعا ياعبدالرحمن..."
خرجت عليهم شيري في هذه اللحظة وهي تفرك عينيها من أثر النعاس حيث كانت نائمة بجوار جدتها عايدة في غرفة تيمور .. ترتدي منامة منقوش عليها رسومات كارتونية وكانت تمسك في يديها شيء وما أن اقتربت منهم حتي رفعته قائلة لوالدها ببراءة:"ماهذا أبي وجدته في خزانتك؟"
نظر تيمور إلي المجسم القديم الذي كان يخصه أيام الدراسة الذي يشبه الوسائل التعليمية قائلاً:"من أين أتيتِ به؟"
قالت له وهي تجلس علي ساقيه:"قلت من خزانتك..." نظر عبدالرحمن الي المجسم الكرتون للنصف العلوي من جسم الانسان داخليا وخارجيا قائلاً بانبهار:"ماهذا أنا أول مرة أري مُجسما بهذه الدقة ..."
قال له تيمور باهتمام:"هذا ماكنا نذاكرعليه قديما أما الأن فهناك أشكال أحدث بكثير .."
قال له عبدالرحمن وهو يتحسسه بيده باعجاب :"رائع ..."
نظر تيمور إلي أصابع عبدالرحمن التي تتحسس المجسم وقال له باعجاب:"أعتقد انك حين يكرمك الله وتدخل الطب سيكون مناسب لك الجراحة... أصابعك ماهرة ولديك هدوء أعصاب وثبات انفعالي .."
ابتسم عبدالرحمن علي إطراء تيمور وأخذ يسأله علي كل شيء في المجسم بعدما تناوله ومسكه بيديه باعجاب وأخذ تيمور يرد عليه بشكل عملي ويشرح لهم جميعا مايريدون معرفته فأصابهم جميعا الفضول والتفوا بانبهار وفضول حول تيمور الذي اندمج مع أكثر شيء يحبه في الحياة وكان حديثه شيقاً وهو يشرح ويوضح أما فريدة فلم تكن منتبهة لما يقال، كانت تنظر إليهم جميعا نظرة حانية وتدعوا الله أن يؤلف بين قلوبهم وتساءلت في نفسها :"لما لم تقابل تيمور منذ سنوات وكان كل هؤلاء الاطفال اطفالهما معا؟؟ "
أغمضت عينيها قائلة لنفسها :"بالتأكيد هناك حكمة لله في كل شيء ... "
بعد أن أنهي تيمور حديثه مع الأولاد سمع المؤذن يؤذن لصلاة المغرب فنظر إلي عبدالرحمن قائلاً:"هيا لنصلي في المسجد.."
فقال عبدالرحمن بحماس:" هيا"
توضأ كل منهما وما أن خرجا أمام العمارة حتي وجدا فادي يغلق باب سيارته بعصبية وما أن رأهما حتي قال:"إلي أين تذهبان؟"
قال تيمور وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الرياضي:"سنصلي المغرب تعال معنا...."
قال له :"حسنا فالنفسية تحتاج للصلاة في المسجد حقا.."

****************
اليوم التالي في الصباح


دلفت فدوي إلي غرفة حماتها ترتدي بنطال رياضي انيق بلون رمادي غامق وبلوزة قطنية بنفس اللون ولكن درجته أفتح وعلي صدر البلوزة قلب بلون وردي ،تصفف شعرها القصير بشكل أنيق يخطف الأعين كما خطف عين سامر صباحا قبل أن يذهب إلى العمل
تحمل في يديها صينية عليها المشروبات التي أعدتها لوالدة سامر وأختيه وابنة خالته اللذين أتوا بعد ذهابه للعمل للاطمئنان علي والدتهم

وضعت فدوي الصينية وقالت بعفوية:"تفضلن لقد أعددت عدة أنواع وكل واحدة تختار ما تريد بينما أخذت كوبا من العصير الذي تعرف أن حماتها تحبه وكانت تضع به سكرا قليلاً ليناسب حالتها الصحية وأعطته لها بابتسامة حلوة،، قالت لها رحمة التي تجلس في الفراش بجوار والدتها وتضع صغيرتها بجوارها"سلمت يداكِ حبيبتي "
قالت لها فدوي وهي تتقدم منها :"اختاري أنتِ ماتريدين واتركِ لي دودو قليلاً "
قالت ضاحكة:"ولماذا قليلاً خذيها كثيرا حبيبتي"
مدت فدوي يديها وحملت الصغيرة الضاحكة التي لا تهاب الكبار وجلست بها علي المقعد المجاور لمقعدي دنيا ومني تمشط شعرها الناعم الطويل بيديها ،مدت مني يدها وأخذت كوبا من العصير المثلج وقالت لفدوي بتساءول:"لمن هذا النعناع الساخن؟"
قالت فدوي بإحراج :"لي فمعدتي تؤلمني قليلاً"
هزت مني رأسها علامة علي التفهم و قالت وفاء لدنيا :"لماذا لم تحضري الاولاد حتي أراهم كل مرة تأتي من غيرهم"
قالت دنيا وهي ترفع حاجبيها معا :"هل أنا لا أحضرهم أم هم من كبروا ولايحبون الخروج معي ؟ تفرق كثيراً "
قالت مني لخالتها :"هذه ميزة أخذناها من زواجنا المبكر خالتي ثم نظرت إلي فدوي توجه كلامها اليها قائلة:أبناءنا كبروا ونحن مازلنا صغار بفضل الله فنحاول أن نعيش حياتنا قليلاً بدون ضغوطهم "
قالت دنيا وهي تنظر إلى أمها:"نعم أمي فالوقت الذي نقضيه صباحاً وهم نائمون أو في المدرسة ونخرج ونتسوق أو نذهب إلي النادي يفرق كثيراً معنا "
قالت وفاء لمني بتساءول:"ماذا فعل والدك مع رباب بشأن العريس؟"
وضعت مني كوبها علي الصينية وقالت لخالتها بضيق:"يمضي قدما في الأمر ولكن لن يفعل شيء رسمي إلا بعد انتهاء عمي من بناء شقة ابنه "
قالت وفاء:"ورباب اقتنعت بالأمر؟"
مطت شفتيها قائلة بضيق:"رباب تقول أنها أتمت السادسة والعشرين وتقول أنها لاتريد أن تتأخر في الزواج أكثر من ذلك ثم نظرت إلى فدوي المتابعة للحوار وهي تهدهد الصغيرة قائلة بنبرة عادية:أنا أري أنها مازالت صغيرة.. ماذا كانت ستفعل إذا كانت قد تجاوزت الثلاثين بعدة أعوام "
رفعت دنيا الكوب من علي فمها وهي تلكزها في ذراعها بصورة خفية بينما فغرت وفاء شفتيها وهي تشعر بالغيظ من ابنة اختها أما فدوي فلم تنطق
هي منذ تزوجت وهي تشعر أن لا خالة سامر ولا بناتها يحبونها ولم تكن تعرف السبب والحقيقة لم تهتم مادامت والدته تعاملها جيدا وإخوته أيضا

حين قالت وفاء لفدوي أن تدعوها أمي لم تكن تدعوها من فراغ بل من احساس الام الذي نبع من داخلها لها ولذلك لم تكن أما لتترك ابنتها وهي تشعر أن لسانها معقود ولا تستطيع الرد على سخافات ابنة اختها طويلة اللسان منذ الصغر فلم يكن سكوت وفاء سوي ثانيتين بعد حديث مني لتقول لها بهدوء شديد وبنبرة ناصحة أمومية ظاهريا موبخة أمومية في باطنها:"الأمر ليس بالعمر ياابنتي ولا يقاس بمن تزوجت أولا وأنجبت أولا وكبر أبناءها أولا... بل يقاس بالراحة "
اتجهت كل الأنظار إليها وهي تجلس هكذا متربعة في منتصف فراشها تملأ الغرفة بهالة كنور الشمس الذي يملأ غرفتها وتعقد وشاحها للخلف كأي أم عربية أصيلة فأردفت بصوت رزين موجهة حديثها لمني:"أنتِ مثلا تزوجتِ صغيرة وانجبتِ صغيرة ولكن لا تشعرين بالراحة مع زوجك وسبب هروبك الدائم من المنزل هو زوجك ماذا فعل لك الاولاد والزواج المبكر اذن؟ثم أردفت وهي ترفع سبابتها عاليا كأنها محامي يترافع في ساحة القضاء:وسبب إصرار والدك علي زيجة اختك هو عقدته التي تكونت من زيجتك فلك أن تتخيلي ماترتب علي ذلك "
نظرت مني بدهشة لا تصدق أن خالتها من تقول لها ذلك فقالت لها بحنق مكبوت:"ماذا تقصدين خالتي؟"
قالت وفاء ببراءة:"لا أقصد شيء سوي ألا تضغط رباب علي نفسها للزواج تحت وطأة السن ثم أردفت وهي تشيح بيدها بامتعاض:تشعروني أن من تزوجت صغيرة أخذت نيشان وأنتم جميعاً أصابتكم آلام المفاصل مبكراً "
نظرت فدوي إلي حماتها بإعجاب وبابتسامة رائعة بينما نظرت إليها مني بغيظ ودنيا بإحراج مما تفوهت به أما رحمة فكانت فخورة بما قالته أمها
فقالت وهي تنظر إلى الثلاثة الجالسات وكل منهن علي وجهها وفي قلبها شعور يختلف تماما عن الأخري وقالت لهن :"أمي لديها كل الحق في كل ما قالته ليتنا ماتزوجنا صغارا وعشنا حياتنا أولاً قبل هذه الالتزامات "
ابتسمت فدوي من دفاع حماتها ورحمة واستقامت واقفة وقالت لهن بأدب:"أعتذر منكن أريد الراحة قليلاً لأني متعبة"
قالت لها وفاء وهي تعرف أن معدتها تؤلمها منذ الصباح حيث أتتها عادتها الشهرية
فقالت لها وفاء:" ارتاحي حبيبتي"
فقالت هي لرحمة:"اتركي دودو معي يبدو انها ايضا تريد النوم"
قالت لها رحمة:"هي لم تنم جيداً بالفعل بالأمس"
أما مني فقالت لفدوي وهي تشير إلي كوب النعناع:"ألن تشربي النعناع الساخن ؟"
ابتسمت لها فدوي نصف ابتسامة قائلة:"لا فقد برد"
ثم أخذت الصغيرة ودلفت إلي حجرتها

****************

وقفت فريدة في مطبخها الصغير في شقتها الصغيرة التي تشعر وهي بها أنها تجاور السحاب لارتفاعها العالي. كانت ترتدي ثوب قصير من الدانتيل المفرغ باللون الاحمر القاني الذي يعشقه عليها بحمالات رفيعة تتدلي أسفل الكتفين فتبرز كتفيها الخمريين باغراء واضح وشعرها الناعم المموج يتناثر علي ظهرها وحول كتفيها وهي تعد فنجانين من القهوة وتدندن بصوت عذب مقطع صغير لأغنية لأم كلثوم فتسلل صوتها الدافئ إلي أذنه كما تسللت رائحة القهوة إلي أنفه فابتسم تلقائيا وهو يتذكر كيف كانت تعد القهوة أثناء العمل بشكل متقن وكيف كان لايستطيع مقاومة هذا الاتقان

صبت القهوة في الفناجين واقتربت منه تتهادي في مشيتها حتي لاتنسكب القهوة ووضعتها علي المنضدة أمامه ثم جلست بجواره مباشره علي أريكة غرفة المعيشة وقالت له وهي تنظر في الساعة :"باقي ساعتين علي عودة الأولاد إلي المنزل ياتيمور"
قال لها بوجه هاديء:"لم أشعر بالوقت "
قالت له وهي تبتسم :"أنا معك منذ الصباح "
قال لها وهو يمد يده بفنجان القهوة ويعطيه لها:" وماعلاقة ذلك بما أقوله ربما يمر يوم أو أسبوع أو شهر ولا أشعر بالوقت هذا يعني أنكِ ماهرة في مجالك ولا تشعريني بالوقت"
قهقهت ضاحكة وهي تنظر إليه نظرة حانية و رشفت رشفه من فنجانها ثم قالت :"أتمني أن يكون هذا هو شعورك دائما ولا يتغير حين نكون معا في بيت واحد "
رفع حاجبيه قائلاً وهو يأخذ فنجان القهوة من يدها :"هل تظنين مجرد ظن أن مشاعري قادرة علي التغير؟ "
قالت له وهي تثبت عينيها في عينيه :"أنا أتمني ألا يحدث "
رشف رشفتين من فنجانها ثم وضعه علي الصينية و جذبها نحوه حتي الصقها به ورفع وجهها اليه لينظر إليها من مستوى أعلي قائلا بعينين يذوب العسل فيهما من حرارة وصدق مشاعره:"أنت حبيبة عمري يافريدة ضعي هذه الحقيقة أمام عينيكِ دائما .."
أغمضت عينيها وهي تغمر وجهها كله في ذقنه الخشنة كقطة ناعمة فقطع صوت رنين هاتفه عليهما لحظتهما التي لم تكن الأولي منذ حضورهما صباحاً فتناوله من علي المنضدة ليجد المشفي فرد وكان أحد الأطباء فقال له تيمور باهتمام بعد أن استمع إليه :"ارسل لي كل التقارير الان يادكتور وأنا سأفحصها وأرد عليك "
ابتعدت عنه قليلا حتي تتركه يتابع عمله وأخذت فنجان القهوة الاخر وارتشفته بسرعة حيث كان قد برد وفتح هاتفه الواتساب ما أن أغلق مع الطبيب حتي يرد علي التقارير ولكنه وجد رسالة من شركة الxxxxات ففتحها وما أن قرأ الرسالة حتي قال لها:"فريدة هناك فيلا مساحتها جيدة جداً أرسلوا صورها لي من الشركة"
قفزت بجواره مرة أخرى حتي تشاهد الصور التي فتحها وكل منهما تلتصق وجنته بوجنة الآخر وعيونهما في الهاتف ... بعد أن شاهدا كل الصور قالت فريدة بخيبة أمل :"ولكنها خارج المدينة ياتيمور ونحن كل ارتباطاتنا هنا من مدارس ومشفي وكل شيء"
قال لها بجدية:"هي علي بعد نصف ساعة من هنا يافريدة ليست بعيدة للدرجة ثم أردف قائلا:تعالي في الغد نشاهدها ربما اختلف رأيك حين تري المكان علي أرض الواقع "
أومأت له برأسها وابتعدت عنه قليلاً وهي تتفحص جدران الشقة بعينيها فلاحظ ذلك وقال لها وهو يدقق في ملامحها الشاردة:"إلي أين وصلتي بذهنك؟"
ابتسمت قائلة:"كنت أفكر لو كانت هذه الشقة شقتنا من البداية ولو كنت أنا قابلتك منذ سنوات وتزوجتك "
قال مازحا وبالنسبة لأطفالنا أين كانوا سيذهبوا حقيقة أنا لا أتخيل الحياة بلا أي منهم "
أردفت وهي تضحك:"كانوا سيكونون أطفالي منك ثم أردفت بزفرة حارة: ألم تكن الحياة وقتها بلا تعقيد "
ربت علي كتفها قائلاً :"إنه القدر حبيبتي قدري أن أراكِ في هذا التوقيت وأمر بما مررت به وقدرك أن تخوضي هذه التجربة وفي النهاية نتقابل ...لاحظ التماع عينيها بالدموع فقال بسخرية: حبيبتي لو لم تمري بكل خطوة مررتي بها لم تكوني لتصلي لبيتنا وتتعرفين علي أبي ثم أنا بعده "
تحولت لمعة الدموع الي لمعة شقاوة وقالت له:"كنت سأقابلك أيضا ربما كنت سأكون مريضة وأغامر للكشف عند طبيب شاب حديث التخرج وتكون أنت أو كنت سأعمل بعد تخرجي في نفس المشفي التي كنت تعمل بها المهم أنني كنت سأقابلك "
ضمها إليه وأخذ يمرر أصابعه بين خصلات شعرها قائلا :"المهم أننا في النهاية التقينا.."
رن هاتفه يستقبل عدة رسائل متتالية ففتحه ليجد الملفات التي طلبها قد وصلت بالفعل فطبع قبلة علي جبهتها قائلا:"سأرد علي بعض الرسائل الخاصة بالمشفي "
ابتعدت قليلاً عنه وهبطت بجسدها كله وهي تستلقي علي الأريكة وتضع رأسه في حجره قائلة وهي تنظر تجاه شاشة التلفاز المفتوح أمامهما بصوت منخفض :"تابع عملك حبيبي وأنا سأنام قليلاً "
أخذ يتفحص التقارير الطبية ويرسل تعليقاته عليها وغفت هي قليلاً

بعد قليل

كان تيمور قد أنهي مابيده ووجدها نائمة فتركها تغفو قليلا وهو يمسد علي شعرها بحنان جعل جسدها يستجيب للاسترخاء بشكل أكبر فرن هاتفها وما أن سمعت رنينه حتي انتفضت... فهناك عند كل أم جهاز استشعار دقيق يعمل دائما حين يكون أولادها ليسوا في الجوار بحيث أن أي إشارة حولها تشعرها أن هناك شيء يخصهم حتي لو لم يكن يخصهم فمهما كانت في مراحل النوم العميق إلا أنها تنتبه لأي منبه خارجي لذلك اعتدلت بعد رنة الهاتف الأولي والتقطت هاتفها ولكنه كان رقما غير مسجل ولكن تطبيق معرفة اسم المتصل أسعفها حين وجدت مكتوب إسم (أستاذة شيماء حجازي)
لم يكن الاسم غريباً عليها ولكن ذاكرتها لم تسعفها فاستجابت قائلة :"السلام عليكم من معي"
جاءها الصوت الأنثوي من الجهة الأخري قائلة:"أهلا مدام فريدة بالطبع لاتتذكريني انا شيماء حجازي كنا نعرف بعض من أيام الجامعة"
تذكرت أنها كانت صديقة بالفعل ولكن لعمر، كانت صديقته نفس دفعته ولكن كانت هي في كلية الحقوق وكان يستعين بها في أي مشكلة قانونيه بعد تخرجهم...فارتجف قلبها وسرت الرعشة في يديها فوضع تيمور الذي كان يجلس بجوارها مباشرة يده علي يدها وقال لها :"من؟"
ردت عليها قائلة بثبات:"أهلا أستاذة شيماء كيف حالك؟"
قالت لها الأخري:"الحمد لله، أنا أحدثك بصفتي موكلة الدكتور عمر وأريد تحديد موعد سريع للأهمية هل أستطيع أن أمر عليكِ بعد ساعة؟"
شحب وجه فريدة وصمتت للحظة ثم قالت لها:"هل لي بنبذة عن الموضوع "
ورغم أن الأمر لم يكن يحتاج إلي أي نبذات ولكن الأمل هو من دفعها لقول هذا فقالت لها شيماء:"حين أمر عليكِ ستعرفين... لا أعرف أن استفيض في الهاتف، ساعة باذن الله وأكون عندك فدكتور عمر أعطاني العنوان"
أغلقت فريدة معها ومازال وجهها شاحباً بل ازداد علي الشحوب جمود
فشعر بها تيمور وقد خمن مضمون المكالمة من ردودها وقال لها بثقة:"لا تقلقي هيا لنذهب ونحدث إياد ليأتي إلينا"

****************
جلس عمر بجوار والدته في فراشها يستند بظهره علي ظهر الفراش كما تستند هي بالضبط ،ملامحه تشبه ملامحها الفارق الوحيد تغضن وجهها من آثار الزمن الذي طبع علاماته عليها ...
قالت له بعد فترة صمت طويلة شعرت خلالها أنه لايريد سوي الجلوس هكذا بجوارها دون كلام:"لماذا لا تريد استقبال الأولاد عندك ياعمر؟ هل ستحاسبهم هم علي مافعلت أمهم؟"
قال لها بفتور :"بالطبع لا ليس هذا هدفي .."
قالت له وهي تنظر إلي وجهه بتمعن:"ماهو هدفك إذن؟.."
قال لها بجدية:"اسمعيني أمي أنا أحتاج مساعدتك.."
قالت له :"كيف؟"
قال بجدية شارحاً:"أنا أريد أن أكسب وقت... لو فريدة أكملت زواجها فلن يكون هناك رجعة لذلك هذه هي فرصتي... أنا سأحاول هذه الفترة الضغط عليها بالأولاد سأطالب بهم حتي تنتبه إلي مافعلت وأعطيها فرصة للتراجع قبل فوات أوان التراجع..."
قالت له بعدم فهم :"كيف ستاخذهم وهم في حضانتها؟" قال لها وعينيه تتقدان :"هم ليسوا في حضانتها بشكل رسمي نحن حين الطلاق تركتهم لها بشكل ودي لايوجد ورق معها يثبت انني تنازلت عن الحضانة إلي جانب ان بزواجها سقطت عنها الحضانة من الأساس ..."
قالت له :"ولكنها لن تصمت ولن تتركهم لك بسهولة .."
قال لها بجدية :"أنا قبل أن آتي إلي هنا كنت عند المحامية وعرفت منها كل ماقلته لكِ... عامة كل ماسأفعله هذه الفترة سيكون لردعها أما إذا لم ترتدع فسأسير فيما أنتويه بالفعل.."
شعرت كريمة انها تائهة فقالت له بعدم فهم:"أنا بماذا سأساعدك في كل هذا؟"
قال لها بتركيز وهو يثبت عينيه في عينيها:"أنتِ ستقومين بعمل توكيل للمحامية وترفعين دعوي لضم الأطفال بما أنكِ جدتهم..."


نهاية الفصل السابع والعشرون



Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:40 PM   #945

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 129 ( الأعضاء 29 والزوار 100)
‏Heba aly g, ‏amana 98, ‏Solly m, ‏Mat, ‏Amira fares, ‏الذيذ ميمو, ‏dr.marwaalsokkary, ‏لافيندر, ‏اسماء سلوم, ‏النصر المبين, ‏ملاك العمرو, ‏Habiba eslam, ‏Aengy, ‏Dodyum, ‏مملكة الاوهام, ‏افاق, ‏عبير سعد ام احمد, ‏Arw2, ‏سوووما العسولة, ‏Samarsharaby, ‏صمت الهجير, ‏غرام العيون, ‏مي زيدان, ‏رهف الخواطر, ‏ghader, ‏أم_نوسة, ‏hadj rymas, ‏حلا هشام, ‏Wlaa wlaa


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:53 PM   #946

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 160 ( الأعضاء 28 والزوار 132)
‏Heba aly g, ‏Wlaa wlaa, ‏eglal Mohammed, ‏غرام العيون, ‏افاق, ‏Arw2, ‏amana 98, ‏Solly m, ‏Mat, ‏Amira fares, ‏الذيذ ميمو, ‏dr.marwaalsokkary, ‏لافيندر, ‏اسماء سلوم, ‏النصر المبين, ‏ملاك العمرو, ‏Habiba eslam, ‏Aengy, ‏Dodyum, ‏مملكة الاوهام, ‏عبير سعد ام احمد, ‏سوووما العسولة, ‏Samarsharaby, ‏صمت الهجير, ‏مي زيدان, ‏رهف الخواطر, ‏ghader, ‏أم_نوسة


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:54 PM   #947

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

تدل طول عمرك ندل ياعمر وانانى

عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 04:15 PM   #948

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 185 ( الأعضاء 33 والزوار 152)
‏Heba aly g, ‏روجا جيجي, ‏Immortal love, ‏NoOoShy, ‏egmannou, ‏Arw2, ‏Wlaa wlaa, ‏coco55, ‏عبير سعد ام احمد, ‏ميجا بوب, ‏لبنى 2000, ‏ايمان صفي, ‏eglal Mohammed, ‏غرام العيون, ‏افاق, ‏amana 98, ‏Solly m, ‏Mat, ‏Amira fares, ‏الذيذ ميمو, ‏dr.marwaalsokkary, ‏لافيندر, ‏اسماء سلوم, ‏النصر المبين, ‏ملاك العمرو, ‏Habiba eslam, ‏Aengy, ‏Dodyum, ‏مملكة الاوهام, ‏سوووما العسولة, ‏Samarsharaby, ‏صمت الهجير, ‏مي زيدان


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 04:40 PM   #949

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 235 ( الأعضاء 40 والزوار 195)
‏Heba aly g, ‏Diego Sando, ‏هالة صابر, ‏ام نوارة, ‏Moon roro, ‏Arw2, ‏رهف الخواطر, ‏مريم حين, ‏صمت الهجير, ‏zezo1423, ‏مهجتى, ‏نهله صالح, ‏شيرين الخولي, ‏طارق صلى, ‏روجا جيجي, ‏Immortal love, ‏NoOoShy, ‏egmannou, ‏Wlaa wlaa, ‏coco55, ‏عبير سعد ام احمد, ‏ميجا بوب, ‏لبنى 2000, ‏ايمان صفي, ‏eglal Mohammed, ‏غرام العيون, ‏افاق, ‏amana 98, ‏Solly m, ‏Mat, ‏Amira fares, ‏dr.marwaalsokkary, ‏لافيندر, ‏اسماء سلوم, ‏النصر المبين, ‏ملاك العمرو, ‏Habiba eslam, ‏Aengy, ‏Dodyum, ‏مملكة الاوهام


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 05:35 PM   #950

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

. الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 220 ( الأعضاء 44 والزوار 176)
‏Heba aly g, ‏meryem j, ‏وسام عبد السميع, ‏Lousy, ‏عباد الرحمن3hebashah_1, ‏taljaoui, ‏أميرةالدموع, ‏ياسمين حفنى, ‏نسمه فوزي, ‏Sekasaso, ‏اماني عز, ‏هبه رفعت, ‏Arw2, ‏ImaneAlkoush, ‏سهى قيسيه, ‏رحاب عرفه, ‏Arjoana, ‏ميجا بوب, ‏نور علي عبد, ‏الاءعزيز, ‏سماح خلف, ‏الأمل واليسر, ‏maryam ghaith, ‏samah soliman, ‏rere87, ‏ام ادم منير, ‏النصر المبين, ‏طارق صلى, ‏salwa habiba, ‏ملوكه ملك, ‏Amira fares, ‏Rasha.r.h, ‏Diego Sando, ‏هالة صابر, ‏ام نوارة, ‏Moon roro, ‏رهف الخواطر, ‏مريم حين, ‏صمت الهجير, ‏zezo1423, ‏مهجتى, ‏نهله صالح, ‏شيرين الخولي, ‏روجا جيجي


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.