آخر 10 مشاركات
خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          صفقة مع الشيطان (145) للكاتبة: Lynne Graham (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          599 - قيود امرأة - باتي ستندارد ( تحت سقف واحد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          أحبك لآنك أنتَ"قصة قصيرة"..للكاتبة only girl.. كامله** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 47 58.75%
كاظم و تيجان 25 31.25%
غسان و شمايل 10 12.50%
معتصم و رونق 22 27.50%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 80. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2107Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-20, 01:08 AM   #91

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيرا تمكنت من الدخول بعد أن طرأ لي طارئ غيّر كل حساباتي ....قدر الله ما شاء فعل
أعتذر منكم جدا عن هذا التأخير المتاخر و عن عدم تمكني من تقديم اعتذار مبكر بما أني لم أكن أتوقع أن يحدث ما حدث ....المهم أحبائي سأقوم يتنزيل الفصل بعد قليل
دمتم بخير

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:33 AM   #92

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
"وحين تنظر خلفك إلى طريق حياتك الذي قطعت منه شوطا معينا ..ترى أن مع كل خطوة تخطوها نحو الأمام يزداد وعيك بنفسك و إدراكك للحياة..
إدراك فداحة أخطاء ارتكبتها في الماضي يزيد من عذابك و شعورك بالذنب
أما إدراك النعم التي أسبغها الله عليك رغم كل ذنب عصيته فيه فيرفع من معنوياتك ويزيد من تفاؤلك ..وإيمانك بفرصتك المتاحة..
وتتقلب ما بين الإدراكين ..
فإن صب الإدراك الأول في مصلحة الثاني مرجحا كفته ..فهذا يعني أنك بلغت مرحلة تتعايش فيها مع ما مضى بإيجابية فتندم و تتعلم لئلا تكرر ..فتجد نفسك قد انتقلت نحو الصنف الثاني دون وعي منك ..فتستكين نفسك وتتمكن من تجاوز ما كان مهما كان

وإن سمحت للضعف و الاستسلام أن يسيطرا عليك ..فسيبتلع الأول بلا ريب الثاني .. وعندها ليس لديك سوى نفسك لتلومها ..فما ستعيشه لن يكون هينا أبدا..والأدهى و الأمر أنك ستكون الجاني و الضحية في نفس الوقت ..مهما كانت حججك و أعذارك.. "


شقة صغيرة بالعاصمة ..ليلا

"أهذه هي فكرتك عن سهرة لطيفة ...أنت لم تشاهد لقطة واحدة من الفلم الذي أكلت رأسي طوال شهور تتحدث عنه منتظرا بفارغ الصبر نزول نسخته الرقمية على الإنترنت.. ؟"

أجاب غسان مبتسما بخفة ابن خالته المتبرم دون أن يكلف نفسه عناء رفع عينيه عن شاشة هاتفه " أنت أيضا لم تفعل ..منذ متى كنت تهوى مراقبتي هكذا؟"

أطلق ليث ضحكة طويلة ساخرة من ضحكاته العجيبة المضحكة في حد ذاتها وحين خفتت بعض الشيء ناغشه بالقول الممازح " ابتسامتك البلهاء بينما تناظر هاتفك أكثر إثارة من الفلم ذاته..لا يمكنني تفويت منظر كهذا.."ثم ما يلبث أن يواصل كلامه مضيفا بجدية هذه المرة " سأسألك سؤالا شخصيا و اعذرني عن تطفلي "

كان دور غسان ليضحك ضحكة قصيرة ثم يردف ملوحا بيده بمرح
"يا حبيبي ..هل قلت تطفل ..وفي أي خانة تصنف النشاطات التي تقوم بها طوال الوقت ..تأكل طعامي ..تلبس أحذيتي ..ثيابي بما فيها ملابسي الداخلية ؟؟ "

يعتدل ليث في جلسته على الأريكة ويرميه بكوب الفشار الورقي الكبير الفارغ ويهتف متذمرا عاقدا حاجبيه الأشقرين" كف عن التحاذق.. أنت تعلم أني لا أفعل هذا إلا في أيام الامتحانات حين أكون غارقا في المراجعة المكثفة ..ثم إنك لن تفلح في صرفي عن موضوعنا ..سأسألك ما أشاء كما أني أسحب اعتذاري اللبق عن تطفلي"

إلا أن غسان الرائق لم يتأثر بثورة ابن خالته الصغيرة قيد أنملة وقد اعتاد على تقلباته و سرعة غضبه لأتفه الأسباب فتمتم مبتسما دون أن يتخلى عن استلقاءه بارتخاء على الكنبة المقابلة "و ربي كنت أعلم أن وداعتك الفجائية لن تصمد طويلا المهم..لنرى ماذا يدور في رأسك الأشقر الجميل ذاك "

وكأن ليث كان ينتظر الضوء الأخضر إذ أراح مرفقيه على ركبتيه وشبك أصابع يديه ببعض متأهبا وقد نسي تماما الفلم الذي كانت أحداثه المثيرة قد بلغت أوجها ثم سأله بفضول متعجبا يؤشر بعينيه على الهاتف "طالما قد تعلقت بها إلى هذه الدرجة ..لم لا تتقدم و تطلبها من أهلها ؟"

عانقت ابتسامة فهم و إدراك شفاه غسان .. لم يكن غافلا عن مراقبة ليث الصامتة التي طالت بل وقد قرأ في عينيه أسئلة محيرة لم يعثر لها على جواب بين ثنايا مفاهيمه الخاصة لذا فعمليا كان ينتظر منه سؤالا كهذا ..كمحتوم عاجلا أو آجلا كان سيفرض نفسه ليشبع فضوله و يفسر التناقضات الماثلة أمامه تغيظه بغرابتها واختلافها عما تربى عليه ..

صمت للحظات مسبلا أهدابه يفكر في توضيح دقيق و بسيط في آن واحد ثم أوجز قائلا بنبرة رجل خبير واثق "أنا لم أكن متأكدا في البداية إن كانت مشاعري مجرد إعجاب أو شيء آخر أقوى يمكن أن يقود نحو ارتباط رسمي لمدى الحياة ..لذا منحت لنفسي بعض الوقت ..لنقل أن أحاسيسي كانت موضع اختبار"

انتظر تعقيبا ما على كلامه مبتسما يداعب جلد الكنبة بشرود وحين لم يلق سوى الصمت كرد رفع عينيه أخيرا صوب وجه ليث الذي كان يرفع حاجبيه الاثنين بدهشة وقد التمعت مقلتاه بعدم اقتناع واضح .. بدا وكأنه يريد قول شيء ما حين فتح فمه إلا أنه زم شفتيه في اللحظة التالية وقد عزف عن الإفصاح عما يختلج في داخله قبل أن يسمع المزيد فهز رأسه مستعدا للإصغاء يشجع غسان الذي التقط إشارته تلك و استرسل مواصلا"كما سبق و قلت..أدركت أني أكن لها مشاعر حقيقية وشعرت أنها أيضا تهتم بي حتى وإن لم تظهر ذلك..سأنتظر ريثما تجتاز الامتحانات النهائية لسنتها الجامعية بسلام ثم أتقدم إليها رسميا حسب الأصول"

صمت ليث يفكر للحظات ثم كان يفصح عن رأيه بنبرة عملية منطقية "وما يدريك أنت ...ربما.. لديها طموحات أكبر تجعلها تفضل التركيز على دراساتها العليا مقصية الزواج من تفكيرها في الوقت الحالي "

ليجيبه غسان مباشرة كمن فكر في كل الاحتمالات مطولا و درس الوضعية من كل الزوايا وتوصل إلى حلول مرضية لكل ما قد يعيق طريقه نحو مبتغاه "يمكنها أن تسجل في جامعة المدينة القريبة من القرية فعلى عكسنا تخصصها متوفر هناك أيضا "

ارتسمت بوادر الدهشة على محياه وقد باغته غسان بما لم يكن في الحسبان فكان يهتف ذاهلا وقد اتسعت مقلتاه بعدم تصديق جلي" أنت تنوي العودة إلى القرية..كيف لم تطلعني على أمر مهم كهذا ؟"
فيقول غسان ببساطة وهدوء مجيبا "لأنك لم تسألني و اخترت أن تراني على نفس الصورة التي كونتها عني منذ سنوات ..."

إلا أن ليث كان لا يزال غارقا في ذهوله إذ واصل سارحا بأفكاره في الماضي واستطرد بنبرة ملؤها العجب " معقول ..من كان يظن ؟؟..أذكر أنك ثقبت طبلة أذني في صغري تمتدح العاصمة المبهرة وتقسم على أن تستقر فيها بلا رجعة و تحثني على أن أجتهد في دراستي و أحذو حذوك..سبحان مغير الأحوال.."

"أجل ..هذا ما حدث ..تغيرتُ...واكتشفتُ أن الإنسان مهما لف و دار باحثا عن التجديد معلنا تمرده على واقع بدا له مملا فقط لأنه اعتاد عليه سيجذبه الحنين يوما ما إلى أصله ويعود إلى حيث ينتمي ..حيث منبته ..راحة باله ..وسعادته"قالها غسان بصوت عميق مثخن بمشاعر صادقة نابعة من أعماق قلبه كإنسان عارف مجرّب ...مشاعر نقية أثرت في ليث الذي اندمج معه تماما وقد انجرفت أفكاره بعيدا فكان يهمهم بقلق بعد لحظات صمت وقد تنبه إلى نقطة مهمة "ماذا لو رفضت أن تترك حياتها في العاصمة؟"

وابتسم غسان بثقة و قد نجح في إيصال أفكاره إلى ابن خالته متمكنا من استجلاب كامل تركيزه و استقطاب اهتمامه بل و قاده نحو طرح السؤال الأهم فكان يشرح قائلا "ولهذا أريدها أن تحبني ..لا أن تراني مجرد فرصة تناقشها كما الكثيرين غيري ممن قد يتقدمون إليها ..فترفضني ما إن تخالف ظروفي مرادها وتقطع الأمل دون أن تفكر في إمكانية القبول مفضلة فرصة أخرى قد تأتيها أكثر راحة ...أريدها أن تتمسك بي ..أن تؤمن أن سعادتها معي ...أن تقتنع أن كل شيء يهون في سبيل أن نكون معا ...فتضع يدها في يدي ونهتدي بإذن الله إلى حلول وسط مرضية لكلينا "

تنحنح ليث مجليا حلقه ثم أردف شارحا وجهة نظره بجدية تامة بعد أن توضحت الصورة كاملة أمام عينيه " بداية أرجو ألا تؤاخذني لما سأقوله تاليا واعتبر كلامي كوجهة نظر شخصية لا أعمد من خلالها ذم رأيك أو محاولة تغييره ..هدفي يقتصر على توسيع دائرة النقاش و استعراض أكبر قدر ممكن من الأفكار لا غير ..أنا لا أومن بوجود الحب قبل الزواج ..أو دعني أقول أني لا أعتبره قويا وحقيقيا كما يبدو ..لدي اعتقاد راسخ أن الحب الحقيقي يأتي مع المواقف..بعد الزواج.. حين يظهر كل طرف قدرته على تحمل الصعاب والتنازل و تقديم التضحيات في سبيل إرساء قواعد ثابتة لبيت سليم ببيئة ملائمة لتنشئة ذرية صالحة و السير بالمركب قدما نحو الأمام..لذا أرجح أن ما تشعر به تجاهها محض افتتان ليس إلا.. مشاعر إعجابك في ذروتها قد تلتبس في نظرك فتتوهم حبها..فما قلت عنه اختبارا لمشاعرك لم يبد لي كافيا لتتأكد لاسيما وأنكما لم تخضعا لأي تجربة صعبة تثبت مدى انسجامكما معا "

هز غسان رأسه متفهما وعقب قائلا "أحترم رأيك طبعا ..لكن ثمة أمور مهمة قد تجهلها .. أولا فارق السن بيننا ..رجل مثلي عانق الثلاثين ناضج كفاية ليفرق بين مشاعر الإعجاب و الحب لا يحتاج لوقت طويل أو لتجارب صعبة ليميز أنثاه..خاصة إن كان قد جرب طعم الإعجاب مرات و مرات من قبل ..أنت لازلت يافعا لم تجرب أي إحساس من الاثنين لذا لن تفهم كلامي على الأرجح ...هذا لا يعني أنك ستمر بكل هذا لتتوصل إلى قناعاتي يوما ما ..لكل رجل طريقته المتفردة في الحصول على امرأته... مما يقودنا إلى النقطة الثانية لكل مفهومه الخاص عن الحب ..يمكنك أن تعتبر الحب أصنافا بحيث قد يناسبني صنف معين بينما لا يتماشى مع تركيبتك النفسية و العاطفية ...مثلا هناك من تكفيه نظرة واحدة ليقع دون أن يسمى عليه و هناك من يحتاج وقتا و ظروفا و تجاربا ..ويبقى الأمر كله لله من قبل و من بعد ...يتمنى الإنسان و يسعى وكله أمل أن يكون المكتوب و منية القلب واحدا"
"ربما .." رد ليث باقتضاب شاردا ثم ما لبث أن ابتسم بخبث و غمزه قائلا بصوت ساخر "إذا ...جربت الإعجاب مرات و مرات "



الماكر...يعرف تماما على ماذا ينبغي أن يركز..وهاهو قد استدرجه نحو الاعتراف بجانب قديم منه لم يكن ينتوي أن يعرّيه أمامه هو بالذات دون غيره ..

كان في الثامن عشرة من عمره حين انتقل إلى العاصمة لإنهاء دراسته الجامعية أي منذ اثنتي عشرة عاما ووقع في حب عصريتها من النظرة الأولى على عكس ليث الذي رغم مرور ثلاث سنوات على تواجده هنا إلا أنه لم يعتد أبدا على صخبها ..دوما ما يشكو من أجوائها و ناسها المختلفين عن الجو القروي العشائري المتماسك و المحافظ ..
انبهر ببريقها في البداية و انسجم بسرعة الضوء مع عقليات الناس المنفتحة وكانت له كعديد الشبان عدة مغامرات عاطفية غذت فضوله الشديد تجاه الجنس الناعم ..فقد تربى في وسط تصان فيه النساء بشكل كان يراه خانقا وقتها...
أعجب بطلاقة الفتيات في الجامعة و تعبيرهن الصريح عن إعجابهن به فكان يسايرهن بسذاجة شاب يافع و يغازلهن .. ويحب تقربهن منه الذي يغذي غروره الرجولي ..لكنه لم ينزلق عميقا نحو المحظور بأكثر من همسات غزلية جريئة أو نظرات مقدرة للأنوثة المعروضة مجانا أمام عينيه المشتهيتين..
ثم انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم وبالتأكيد لم يكن ليفوت فرصة كهذه فكان يعشق محادثة الفتيات على تلك المواقع .. يتسلى مستكشفا من العقليات الكثير..
من تسترسل في الحديث عن نفسها..راسمة صورة على درجة خيالية من الكمال...
و من تباشر في النبش في خلفيته دون مقدمات تشويقية منمقة.. مركزة بشكل خاص على مؤهلاته المادية كزوج محتمل طبعا..ثم سرعان ما تنسحب حين تكتشف أنه ما يزال طالبا جامعيا لم تتضح معالم مستقبله بشكل كامل بعد..
ومن تندمج مع الوضع بسرعة الضوء حرفيا.. تقرر أنهما خلقا لبعض وتظهر بحماس كبير استعدادها للمضي قدما معه خطوة بخطوة نحو بناء مستقبلهما ..
ثم بعد بضعة أيام تتقمص دور زوجة غيور بشكل مدهش حقا فلا يكف وابل إشعارات رسائلها عن الهطول على هاتفه ..حتى يظن أن لا عمل لها سوى مراسلته طوال الوقت..
تخاصمه على مزاجها فتحظره لعدة ساعات ثم تعتذر ..وتستمر على هذا المنوال إلى أن تجد غيره ..
لم يكن يعشمهن بأي وعود مستقبلية أو أي كلام شاعري معسول ..فقط يستغل فطرتهن المتعطشة لرجل طويل النفس يشعرهن بأنهن محور الاهتمام .. ومستمع جيد لثرثرتهن التي لا تنتهي..
أمر لم يدم طويلا فكما يقال الطبع غلّاب ..إذ ملّ سريعا من غنجهن المصطنع..وميوعتهن المزعجة.. وفقدت أجواء العاصمة بريقها الذي أضحى مزيفا لا غير في عينيه..
سبيل توقع من ليث أن يسلكه كمسار طبيعي تتطور وفقه مشاعره اليافعة حين أخبره قبل ثلاث سنوات أنه سيلتحق به لكنه تفاجأ حقا بالنضج الذي رآه منه ضاربا بتكهناته عرض الحائط..فمن الولهة الأولى أبدى نفوره الشديد من تميع الفتيات و جرأتهن معه ..كما كره أن يكون محط الأنظار بشقرته المحببة ووسامته الرجولية الجذابة..
مما جعله يخجل بينه و بين نفسه حين يتذكر رعونته و طيشه حين كان في مثل عمره..ويحمد الله أنه لم يتهور فاضحا مغامراته العاطفية التي يراها الآن كوصمة خزي في تاريخه..
ثم انتقل إلى مرحلة أخرى حيث أمضى سنوات مقصيا أي وجود أنثوي عن حياته ..منهمكا في التحصيل الدراسي ثم غارقا في العمل بعد تخرجه ..إلى أن صادف يوما منشورا كان يعالج موضوع الطلاق بشكل ساخر أضحك بالفعل الغالبية من خلال تعليقاتهم المتجاوبة ..لفت انتباهه وقتها تعليقها الذي انتقدت فيه بشدة الأسلوب الساخر الذي ينتهجه رواده لكسب المال من خلال التغذي على جروح الآخرين كالطفيليات السامة غير آبهين بمشاعر المطلقة التي مرت بتجربة زواج قاسية إن وقعت عيناها على منشور كهذا والذي من المفترض أن يخفف عنها ..
ثم كان ينقر تلقائيا على حسابها .. كئيب تماما..لا صورة شخصية و لا غلاف أيضا ..لا منشورات ..فقط اسمها الكامل (شمايل خلدون عبد العزيز) و معلوماتها الشخصية ..
تفاجأ حين عرف عمرها حتى أنه شك في إمكانية تزويرها لسنها الحقيقي و الذي تخيله متقدما بالطبع..ليهزمه فضوله حولها ويرسل لها طلب صداقة رجح أن تحذفه نظرا للعدد القليل لأصدقائها ..
إلا أنها فاجأته مرة أخرى حين لم تحاول فتح حوار معه بعد أن قبلت طلبه..إلى أن كان هو المبادر بعد شهر كامل حين أضحكه تصرفها الغريب حيث قامت بسحب إعجابها بمنشوره ..
قهقه عاليا بينما يمرر كفيه على صفحة وجهه ثم تمتم باستسلام "أعترف أنك تفوقت علي في هذا الجانب ..حين كنت في مثل عمرك كنت طائشا ..قليلا .."
فكان ليث يرفع الوسادة المدورة ثم يطوح بها في الهواء ناحيته هاتفا باستياء مفتعل يشوبه المرح"يالك من وغد خبير متمرس ...وأنا الذي ظننت أن لسانك معسول بالفطرة"
ليلتقطها غسان بيد واحدة دون أن تنال وجهه ويردف بأسف مصطنع"سامحك الله يا ابن خالتي .. لساني بالفعل معسول بالفطرة ..كل ما هنالك أنني استغللت موهبتي مستمتعا بردة فعلهن"
وكأن الحديث عن العاصمة و أجوائها أشعره بالاختناق فسحب نفسا حادا معبئا رئتيه ودمدم ممتعضا " أنا أكره العاصمة..لا أطيق صبرا لأنهي دراستي و أعود إلى قريتي"

يتبع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:34 AM   #93

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فيهز غسان رأسه ويناغشه بالقول الممازح "لابد أنك ستتزوج واحدة من فتيات القرية الملفوفات كالهدايا تنتقيها خالتي صفية من أجلك..ومن المرجح أنك لن تراها إلا يوم الزفاف كما كان يحصل في زمن غابر سحيق"
فيتجاوب ليث مع أجواء المزاح اللطيفة فينفخ صدره ويجيبه بإباء مضحك مقطبا حاجبيه "وهل تشك في هذا يا صاح"
تذكرا أخيرا الفلم البائس الذي رغم حبكة قصته القوية والمشوقة لم يفلح في جذب انتباههما فكان الصمت يخيم أخيرا على غرفة الجلوس يتخلله بين الفينة و الأخرى صياح الأبطال و أصوات التحطيم و إطلاق الرصاص..
بدا وكأنهما يتابعان الأحداث ويعافران للاندماج مع المجريات بعد أن ضيعا على نفسيهما الكثير إلا أن كل واحد كان شاردا بعينيه على الشاشة و حسب وقد راح في تفكير عميق ..
كان ليث من نطق أخيرا بصوت حيادي خفيض دون أن تحيد عيناه عن مشاهدة الفلم "أنت لم تخبر خالتي زينب عن رغبتك في الاستقرار في القرية ..فلو فعلت لكانت قد صدعت رأسك مصرة على ضرورة تزويجك بجوري أو بفتاة أخرى من القرية " بدا كلامه كإقرار بواقع معاش أكثر منه استفسارا ..لم ير ابتسامة غسان المقدّرة و لا نظراته المعجبة بفطنته وقدرته على استنباط الأمور ..
كان قد تعمد إخفاء الأمر عن أمه مع سبق الإصرار و الترصد مفضلا تركها على اعتقادها الذي زرعه بنفسه في عقلها في سنوات شبابه الأولى حين ردد على مسامعها مرات و مرات أنه سيستقر في العاصمة و يتزوج فتاة من هناك ...متعلمة و مثقفة وعاملة يتقاسمان معا أعباء الحياة و ينشئان مستقبلا عصريا مغايرا لأطفالهما ..فيئست منه وتعبت من عناده بعد طول عناء و أقلعت عن تحويل إجازته في القرية إلى جحيم عارضة عليه بإصرار عجيب مختلف الفتيات اللواتي في عمر الزواج ..
اتخذ من هذا الاعتقاد المغلوط درعا يقيه من الضغوطات التي قد يتعرض لها إذا ما كشف نيته الجديدة ..في حين أنه في غنى عن وجع الرأس وفي أمس الحاجة في المقابل إلى كامل عنفوانه و تركيزه لينجح في تحقيق ما خطط له بدل أن ينشغل بإفشال ما قد تخترعه أمه من خطط مغايرة من أجله...
بدل أن يعلق على بيانه الذكي وتلميحه الخفي إلى أنه أدرك نيته في إبقاء الأمر سرا قليلا بعد إلى أن تصبح شمايل ملك يمينه كان غسان يباغته بما لاحظه منذ مدة وكأنه يجاريه مستعرضا مهاراته في كشف دواخله تماما كما فعل معه قبل قليل "أمازلت تريدني زوجا لجوري بعد كل ما عرفته...من الواضح أنك تؤيد رغبة أمي و أمك في جمع رأسينا في الحلال؟"
وكما خمن ارتسمت أمارات الذهول على محياه ثم ما لبث أن أسبل أهدابه و قد احمرت أذناه خجلا إذ لم يتوقع أن يكون على معرفة برغبته الخفية التي لم يصارحه بها بشكل مباشر بل ادعى الحيادية وعدم الاكتراث بما تتمناه كل من أمه و خالته على حد سواء و ظن ميوله هذا مطموس في قعر سحيق في أغوار روحه لا ِقبَل لغسان أو لغيره أن يطلع عليه ..استغرق الأمر منه بضع لحظات ليتمالك نفسه وقد غرق في خجل مروع اعتراه شاعرا بنفسه كأحمق انتهازي يسعى إلى فرض أخته عنوة بعرضها بمنتهى اليسر على من يراه صيدا ثمينا و أجابه بصراحة محرجا من انكشاف دواخله "سأكذب عليك إن أنكرت أني لست باق على أملي ..أنا حقا آسف ..ليس بيدي أن أكون أنانيا متحيزا على حسابك أنت شخصيا ..لكني رغم شعوري الخارج عن سيطرتي أومن أنها حياتك قبل كل شيء وأنت من يقرر أي مسار تسلك دون ضغوط من أحد"
غسان الذي يعرف أن ليثا صاحب كبرياء مفرط تفهم موقفه تماما و أردف بلطف مربتا على كتفه في لفتة دعم "هوّن عليك يا ليث ..ما من شيء لتحرج منه..من الطبيعي أن تتمنى لأختك من تراه الأفضل في عينيك ..أردت أن أواجهك بما رأيتك تحاول مداراته عني لئلا تكون بيننا أي حواجز غير مرئية ..لا أريدك أن تشعر بعدم الارتياح ..لسنا أغرابا عن بعضنا يمكنك أن تفضفض لي ما تشاء في أي وقت "
رغم ما قرأه في زرقاوتيه من مشاعر امتنان دافئة و ارتياح نسبي إلا أنه كان قادرا على استشعار تصلب متوتر يأبى أن يغادره ..صحيح أنه قد عاد إلى الكلام معه و المزاح كما اعتاد بعد أن مر باكتئاب خانق حين فقد والده لكنه مازال يشعر به متباعدا في بعض الأحيان ..وكأن أمرا ما لا يبارح تفكيره يشغله ليل نهار ...
ضغط على كتفه يسترعي انتباهه وهمس بصوت أجش قلق يشوبه الحذر "هل تخفي عني شيئا ؟....أشعر و كأنك تخشى أمرا ما...ربما يمكنني المساعدة "
مهما كانت الإجابة التي سيسمعها مقنعة و مموهة علم أن إحساسه صائب حين شعر بليث يتوتر أكثر تحت أصابعه المستريحة على كتقه ثم كانت أذناه تلتقط صوته الذي كان يعافر ليبدو مطمئنا إلا أنه بدا متباعدا كسيرا " ليس لدي ما أشرحه لك لأني بدوري ببساطة لا أعرف أكثر من شعوري السيء الذي بات يخنقني شاعرا بعجز مقيت..ربما لهذا نزعتي الحمائية تصاعدت بشكل ملفت ..بما في ذلك..رغبتي الشديدة في أن تكون جوري من نصيبك..وكأنني ..أسعى لحل دون أن أعرف طبيعة المشكلة ..هذا إن كانت موجودة من الأساس..فبما أن أمور أمي و أخواتي تسير على خير ما يرام و لله الحمد بتّ أخال نفسي مصابا بالوسواس "
تنفس غسان بعمق متأثرا لحال ابن خالته دون أن يملك له نفعا ..فلم يجد بدا من محاولة رفع معنوياته المضعضعة فهمس يواسيه بالقول المشجع "حين تفقد شخصا عزيزا عليك ..ينتابك حزن عميق مؤلم لقلبك ..تتعايش مع الوضع بعد فترة و تعتقد أن حزنك خفّ..لكنه في الحقيقة مازال مستعرا هناك في أعماق روحك بنفس القدر ..وكل ما هنالك أنك ستنفس عنه بأشكال مغايرة و تعبر عنه بألوان أخرى حيث يكون متخفيا بينها ببراعة ...أنا لا أشرح لك هذا لأزيد من ألمك ..أريدك فقط أن تدرك ما تمر به..وتوقن أنها مجرد مرحلة مهما طالت ستجتازها ..لذا رجاء لا تضغط على نفسك كثيرا يا ليث .."
عيناه المائلتان بحزن عميق فاضتا بالتقدير و الامتنان فارتسمت ابتسامة دافئة على شفتيه و همهم يشكره بحرارة على دعمه الذي لم يتوانى أبدا في إظهاره دون كلل أو ملل..ثم كان يشاكسه ضاربا كتفه بمرح ينوي تغيير الأجواء الثقيلة التي فرضت نفسها عنوة متطفلة على سهرتهما " يا سعادة المعدولة بزوج مثلك..سأنصحها أن تضرب رأسها بأول حائط تصادفه في طريقها التعس إن هي تجرأت و رفضت معاليك "
فينفجر غسان ضاحكا بعمق ثم كانت ضحكاته تزداد صخبا على صخبها حين رأى كيف احمر وجه ليث ما إن رفع عينيه إلى الشاشة خلفه والتي أولاها ظهره حين اعتدل في جلسته أثناء نقاشهما فكان ينط حرفيا على الكنبة باحثا عن جهاز التحكم "اللعنة ...من أين خرج هذا الآن ..ألست أنت من قال أنه فلم أكشن..قبحهم الله لوّثوا عيني البريئتين "
سمع صوت الهاتف دلالة على وصول إشعار فقطب حاجبيه عابسا حين تبين أنه تعليق آخر (منها) على صورة أخرى من صوره الشخصية..
من بين كل منشوراته المنوعة تنتقي صوره الشخصية فقط لتعلق عليها..
خفتت ضحكاته الصاخبة دفعة واحدة وقد أظلمت عيناه مبتسما ببرود ثم كان ينقر على الشاشة بأصابعه النحيلة يرد على تعليقاتها ..

يتبع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:38 AM   #94

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الحارة الشعبية ..منزل خلدون ليلا..

أرهقت نفسها تذاكر لساعات دون توقف تشغل تفكيرها إلى أن نهرتها أمها التي كانت ذاهبة إلى المطبخ لتشرب كوب ماء بعد أن داهمها العطش موقظا إياها من نومها وحين لمحت غرفتها ما تزال مضاءة كانت تجرها حرفيا إلى سريرها وتطفئ الإنارة ترغمها على النوم بعد أن تجاوزت الساعة الثانية صباحا ..وهل يفرق ؟ فالرقاد قد جافاها في كل الأحوال..على الأقل كانت تستثمر وقتها فيما ينفعها بدل أن تستلقي على جنبها الأيمن على سريرها تعقد حاجبيها تناظر شاشة هاتفها عابسة ..
تفتح غرفة الدردشة ثم تسحب المحادثة إلى بدايتها ..تبغي قراءتها مجددا.. مرة أخرى شبيهة لمرات و مرات سابقات ..تهمس في سرها معللة فعلتها هذه بضرورة التمعن في الكلمات المرصوفة أمام عينيها المدققتين عسى أن تهتدي إلى تفسير منطقي يذيب جليد حيرتها و ينحي هذا الارتباك اللعين الذي قلقل كيانها ..


(لماذا قمتي بحظر حسابي الآخر ؟؟)
(ألن تقبلي طلب الصداقة لحسابي الجديد.؟...أنت أول صديق أضيفه)
(هل أنت غاضبة لأني لم أحدثك لشهر كامل ؟؟..كنت في إجازة ونسيت أن أخبرك أني أغلق هاتفي في العطلات...مرت بوقت عصيب فقد توفي زوج خالتي .. )
(أنا مشتاق...)
(إلى نقاشاتنا القديمة الممتعة)
(لا بأس يبدو أنك لن تجيبي لكني واثق من أنك تقرئين رسائلي رغم تظاهرك بالعكس..مخادعة صغيرة..)
(تجعلينني أتصرف كالمراهقين ..أبتسم لهاتفي كالمجنون ..ليث ابن خالتي يسخر مني طوال الوقت..يا خسارة هيبتي التي ضاعت لأجلك)
(كيف حال دراستكِ..اعملي بجد )

كانت قائمة طويلة من رسائل استمر في إرسالها من حسابه الجديد لشهر كامل كل يوم تقريبا ..
ما أثار دهشتها أنها تستسيغ طعم هذا العذاب الجديد عليها ..عذاب بحلاوة غريبة..
التفكير فيه يجعل مشاعر عجيبة ترفرف داخلها ..
قراءتها لرسائله يدغدغ أنوثتها كل مرة بنفس القوة و كأنها تقرأها للمرة الأولى..
كانت قد أمضت أياما غاضبة منه دون أن تحاول تفسير غضبها الغريب لتستسلم بعدها و تعترف أنها غاضبة من نفسها ومن تعلقها التدريجي به دون شعور منها ...لينتهي بها المطاف وقد تصالحت مع نفسها و اعترفت رغما عنها أنه لا يبدو كشخص سيء قد يخطط للإيقاع بها في حبائله .. فقد ارتاحت لأسلوبه في الحديث منذ البداية و ازدادت ارتياحا منذ أول لحظة وقعت عيناها عليه ..وكما يقال ..قلب المؤمن دليله ..
كما تأكدت أن استغلاله إياها ليصل إلى تيجان لم يكن سوى من وحي خيالها..فكيف يفعل ذلك إن لم يسبق له أن سأل عن صديقتها المقربة ولو بشكل عابر أثناء حديثها معه..
رمت هاتفها جانبا و استقامت واقفة لتخطو حافية القدمين مقتربة من المرآة المدورة المثبتة على الجدار قبالتها تجري عيناها على ملامحها وتحوم عليها بأطراف أصابعها بشرود مفكرة ..هل هذا يعني أنه لم يكن يحادثها فقط ليتسلى ..فلو كان كذلك ..لماذا هذا الإصرار لشهر كامل رغم عدم استجابتها ؟
لم تكن تتوهم حين ظنته يخصها بنظراته الشغوفة تلك.. هل هو معجب بها ؟اعتصرت خديها المخضبين بحمرة لاهبة بشدة وصدح عن حلقها صوت متذمر مغمضة عينيها..ما الذي قد يجذبه إليها ..ملامحها عادية جدا ..شخصيتها مملة للغاية منعزلة لا تملك من مرح الشابات في سنها شيئا ..
رمت جذعها على السرير و طوحت بساقيها في الهواء حانقة من هذا الوضع المربك.. باتت تكره حقا استحواذه على فكرها بشكل مقلق.. وعليها أن تحسم هذا الموضوع المتأرجح بشكل مستفز لأعصابها المشدودة ترقبا للآتي ..
لكن يظل السؤال الأهم يطرح نفسه ...ما نهاية هذا الإعجاب المتبادل ...ألن يتقدم لخطبتها إن كان فعلا جادا حيالها ..
تعترف أنه بدأ يسحبها دون وعي منها بمهاجمته الفعالة لمشاعرها الخامة نحو منطقة خطرة ..حيث لا عودة ..ومن الممكن أن تصاب بخيبة أمل إن انسحب يوما متخطيا إعجابه العابر..
اعتدلت جالسة وقد حسمت أمرها ..سترفع الحظر عن حسابه القديم و تنتظر ردة فعله ...
كان قلبها يخفق بشدة وقد ارتج الهاتف بين يديها المرتعشتين بينما تقدم على ما دار في ذهنها بسرعة قبل أن تخونها بسالتها اللحظية فتتراجع بجبن نحو الظلام..
تتصفح حسابه بلهفة وقد اشتاقت لصوره التي لم تجرأ على تنزيل نسخ منها على ذاكرة هاتفها ..ابتسامتها تلك خفتت تدريجيا إلى أن اضمحلت تماما حين تعرفت على حساب مألوف تعرفت عليه من فورها علقت صاحبته على جميع صوره الشخصية تقريبا ..تجمدت على وضعها ذاك للحظات وقد أصابها التبلد ثم كانت تنتبه لردود أضيفت منذ دقائق فقط ..كانت تضغط لتقرأ الرد وقلبها يصرخ رعبا متخبطا وقد تسلل إليه أمل واه بأن لا يكون هو من رد على تعليقاتها..
لاحقت عيناها المذعورتان المزاح اللطيف المتبادل في التعليقات وكأن بينهما معرفة حميمة وثيقة لكنها لم تتمكن من قراءتها كلها حين تشوشت الرؤية أمامها بفعل دموعها المتحجرة..
بحركات آلية كانت تضبط المنبه وتضع الهاتف على الطاولة القريبة ثم كانت تتموضع ملتفة كالجنين سامحة لدموعها الساخنة بالهطول مبللة وسادتها..وقد اكتسحها شعور عارم بالمرارة و الخيبة..والخيانة ..
خيانة..؟؟ لماذا قد تشعر بالخيانة ..الحال أنها كانت نشازا في الصورة المثالية حتى أنها تخيلتها كبيرة بإطار ذهبي مزخرف فخم لزوجين يبتسمان للمصور بسعادة واضحة للأعمى..تيجان الشابة المتألقة ذات شعبية ساحقة في الجامعة تلاءم غسان تماما بوسامته وجاذبيته و شخصيته الجميلة ..
لابد أنه قد ملّ منها و من تصرفاتها المعقدة المرهقة فقرر أن يستجيب لصديقتها الحيوية اللامعة..
ابتسمت بعذاب ..معه حق في مطلق الأحوال ...من هذا الأعمى الذي سيختارها بدلا من تيجان ..
وكانت الإجابة تتردد كالصدى داخلها ..لا أحد...لا أحد
يتبع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:44 AM   #95

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


حي راق ...العاصمة ... اليوم التالي ..عصرا..


"كيف حال معتصم ..هل من تحسن؟ " تساءلت العمة الكبرى بلهجة أسف ممطوطة في حين كانت تمشط عيناها بغير رضا واضح الصالون الفاخر المذهّب المصمم على الطراز العثماني للمرة العاشرة ربما ..وعلى الأريكة المقابلة كانت نادين تجلس فاردة ظهرها بإباء ترتدي حلة كحلية أنيقة أبرزت أكثر بياضها الشديد الذي لم يرث أولادها منه شيئا أما شعرها فكان مرتبا و مجموعا في كعكة منخفضة بسيطة و جميلة ..اكتفت برسم بسمة متصلبة على شفتيها المزمومتين تداري خلفها براكين غل حامية الوطيس موجهة للجالسات قبالتها بأريحية تامة ...لم تكلف نفسها أي عناء لتتنازل و ترد على السؤال الغبي الذي ملت من سماعه...هل هي حمقاء بلا عقل أم أنها تدعي ذلك محاولة إغاظتها ..أليس واضحا وضوح الشمس أن لا جديد بما أنها كانت هنا بالأمس فقط ....
تقسم أنهن مستمتعات تماما بينما يتشفّين مما آل إليه حالها ..وإلا فلماذا هذا الإصرار المقيت على هذه الزيارات الثقيلة المتكررة لما يقارب الشهر منذ خروج معتصم من المستشفى ؟..
وكأن التوتر السائد لم يكن كافيا إذ نطقت الصغرى بصوت كالفحيح تبث سمها بينما تهز كتفيها بإقرار"يبدو أننا لن نراه اليوم أيضا ..كالعادة"
لم تكلف نادين نفسها عناء النظر إلى وجهها حين هزت رأسها توافقها الرأي بهدوء فقد سئمت حقا من نظراتها المزهوة بانتصار ما فتئت ترميها نحوها في كل زيارة..تخبرها بصمت أن أيام مجدها قد ولّت بلا رجعة بعد أن تحققت العدالة الإلهية ..فابنها البكر الذي كانت تتفاخر به آنفة أن تتنازل و تزوجه ابنتها سندس التي هامت به منذ صغرها قد أضحى مقعدا عاجزا لن ترضى أي فتاة عاقلة ربط حياتها به في الوقت الذي اطمأنت فيه على ابنتها بعد أن استجابت أخيرا و تزوجت ابن عمها الذي تمناها طويلا..
ثم كان دور الوسطى لتسأل بنبرة وقحة مستفزة فيما تضع ساقا فوق أخرى " ألا يجدر بكِ أن تحاولي معه اليوم ..من يدري ربما نكون فأل خير عليه أخيرا ويرضى عنا فنحن لسنا أغرابا ليتعنت هكذا رافضا رؤيتنا كأننا وباء "
كانت نادين قد وصلت إلى أقصى درجات التحمل فلم يكن الكلام الأخير سوى القشة التي قصمت ظهر البعير فأخذت عدة أنفاس متلاحقة تهدئ أعصابها رافضة الاستسلام لهن و منحهن عرض فقدانها لسيطرتها الذي يتقن للتفرج عليه ثم دمدمت بعد عدة لحظات تلومها بخفوت حاد من بين أسنانها المطبقة فيما تحدجها بنظرات حازمة "أليس من المفترض أن تراعي الوضع الصعب الذي يمر به ابن أخيك بدل أن تمتعضي من مجرد عدم رغبته في رؤيتك له على حالة لم يتمكن إلى اليوم من تقبلها ولو بشكل مبدئي ..هذا إن كنت تدركين ما يمر به أصلا"
"وكيف لي أن أعرف أنه مازال لا يرغب برؤيتي ما دمتِ لا تسمحين لنا بالاقتراب من غرفته أصلا و كأننا وحوش ننوي افتراسه "
كان من الواضح أنها تلمح إلى اليوم الأول حين ظنت أن وجودهن معها سيكبحه عن تقليل الأدب ..لكنه تجاوز كل توقعاتها وطردها شر طردة أمام أعينيهن..كانت واثقة أنهن سمعن كل كلمة قالها من خلف الباب الموارب حين كن ينتظرن في الرواق أمام غرفته..
لتضيف الكبرى بنبرة عجب خبيثة وقد رفعت حاجبيها المنمقين "أم أنه لا زال غير راغب برؤيتك أنت أيضا؟"
وتعقب الوسطى مباشرة وكأنهن اتفقن على توجيه الضربات إليها الواحدة تلو الأخرى "أليس من المفروض أن يلجأ إلى حضن أمه باحثا عن المواساة بدل أن يجافيك هكذا؟؟"
لتنال الصغرى شرف الختام بالضربة الأخيرة القاضية حين أردفت تنصحها بإشفاق خداع "برأيي يجب أن تستشيري مختصة في العلاقات الأسرية ..فيبدو أنكِ فقدت السيطرة على أسرتك بالكامل ..تيجان أيضا لا تبدو بخير أبدا ..لم نرها إلا لماما بينما تصر على حبس نفسها في غرفتها...رحمك الله يا أخي ..لو تعلم ماذا تركت خلفك برحيلك المبكر "
كان من الواضح أنهن يشفين غليلهن منها لكل السنوات التي تحملنها فيها و أجبرن على تقبلها زوجة لأخيهن و التعايش مع حبه الشديد و تعلقه الكبير بها..
كانت تنتفض فعليا تجالد للجم غضبها المتنامي وقد استفزها كلامهن بشدة فقالت بعد لحظات من بين أسنانها المطبقة بصوت حازم أقرب إلى الغضب الناهر وقد سئمت من تحمل وقاحتهن البغيضة
"لن أسمح لأحد أن يملي علي ما يتعين علي فعله..ومن لا يعجبه ما يراه فليزم حده وليلازم بيته"
"يبدو أننا يجب أن نغادر قبل أن يتم طردنا بشكل سافر.." قالتها العمة الكبرى باستياء واضح بينما تمط شفتيها بتبرم و تنهض من مكانها مستعدة للمغادرة فكانت ترافقهن إلى الباب بصمت وقبل رحيلهن ابتسمت الصغرى ابتسامة صفراء منتشية وهمهمت مربتتة على كتفها بتفهم زائف
"على كلّ..أنت معذورة لن نؤاخذك نظرا لما تمرين به.."
بل لحرصكن على إبقاء خيط الوصل الرفيع بيننا لتستمر مسرحيتكن البائسة لفترة أطول تفرغن علي كل اختلال نفسي يعشش في أرواحكن العطنة ..أرادت أن تصرخ في وجوههن بالحقيقة الكامنة خلف زياراتهن التي كثرت لكنها رفضت أن تمنحهن مادة دسمة ينشرنها خلف ظهرها ..واكتفت تقول بنبرة مبطنة رافعة ذقنها بترفع جلي "سأتصل بكن حين يتحسن قليلا ..لا داعي لإتعاب أنفسكن و المجيء إلى هنا هباء مرة أخرى " وعلى همهماتهن المستنكرة بينما ينقلعن كانت تغلق الباب على أمل أن يكون تطفلهن القادم بعيدا ...بعيدا بما يكفي ريثما يتحسن حالها المزري ولو بمقدار ضئيل ..
ترنحت شدة فكانت تتدارك نفسها محكمة قبضتها حول الدرابزين حين زلت قدمها على إحدى الدرجات .. فتهاوت جالسة تستريح قليلا ريثما يزول الدوار اللحظي الذي عصف برأسها ثم كانت ترفع أصابعا مرتجفة تدلك صدغيها برفق تحاول أن تخفف صداعا رهيبا كان يفتك بها ..إن استمرت على هذه الحال قد تصاب بفقر الدم بلا ريب ..كيف لا و قد أصبحت لا تأكل إلا نادرا بضع لقيمات بما يكفي لتبقى على قيد الحياة ...
أيام تمر ببطء شديد معذب تضنيها ..والأمل بعيد ..لدرجة أنها فقدت إحساسها بالزمان و المكان..كان معتصم قد غادر المشفى منذ ما يقارب الشهر بعد أن جن جنونه رافضا الامتثال لأوامر الطبيب بالبقاء لفترة أطول ريثما تتحسن إصابات جسده أكثر ..شهر استطال في مخيلتها فغدا دهورا و دهورا ...كيف لا وقد حرمت من رؤيته بعد أن عاد بقدرة قادر من الموت ...كيف يفعل هذا بها ...ألا يعلم مكانته في قلبها ...
انكمش خافقها المقهور بين أضلعها يئن وجعا حين تذكرت ذلك اليوم المشؤوم ..أمضت بعده أياما عديدة تعيش حالة من الانفصال عن الواقع تحجز نفسها في مكتبها منكبة على أعمالها دون توقف إلى أن ترهق نفسها فتسقط نائمة بعمق كمن يهوي داخل ثقب أسود بلا قاع..كانت تتعمد شغل تفكيرها عنه وفي المرات القليلة التي كانت تتراخى و تشرد أفكارها نحوه ينتهي بها المطاف تهذي كالمجنونة باكية بعنف مخيف ..
لكنها لم تكن يوما ذات طبيعة انهزامية إذ استرجعت بعضا من توازنها بعد أيام قليلة فعادت لاستقبال الأقارب حريصة بكل ما أوتيت من قوة على أن تظهر لأعينهم الفضولية في أقوى حالاتها مدارية تضعضعها وانكسارها في ركن قصي من أركان روحها محكمة أغلال سيطرتها رافضة كل الرفض أن تسمح لأي كان أن يرى ضعفها...
أما أصدقاؤه(أو من ظنتهم كذلك) فكانت تكلف الخادمة باصطحابهم إلى غرفته غير راغبة برؤيتهم من الأساس ...فقد كانوا أبناء الكثيرين من معارفها من الطبقة المخملية ..والذين لم يكلفوا أنفسهم أكثر من إرسال برقيات تعاز باهتة إليها بعد أن سمعوا ببيعها للشركة ...
وبمجرد أن يرفض معتصم رؤيتهم يغادرون دون رجعة وكأنه بتصرفه هذا أزاح عن كاهلهم هم عيادته ..فترتاح ضمائرهم وقد أوجد لهم حجة لم يكونوا ليختلقوا أفضل منها...(لماذا سنزوره مرة أخرى مادام سيهيننا ويحط من قدرنا بطردنا على مرأى من الخدم..)
لم تكن غبية لتعتقد أنهم أكثر من معارف لقضاء المصالح ..لكنها لم تتخيل يوما نفسها موضع المنهارة المنبوذة التي يتخلى عنها الجميع ويقصونها من دائرتهم الاجتماعية ..تماما كحالات عديدة كانت عليها شاهدة من محدثي الثراء الذين سرعان ما ينهارون لسوء تسييرهم لمواردهم المالية..لم تكن أبدا تتعاطف مع هذه الحالات..فمنطقها يقول أن الإنسان ينال دوما ما يستحق..ودارت الدائرة ووجدت نفسها تعيش نفس الدور بخلاف أنها لم تكن أبدا لترضى و تعترف ولو مناجية نفسها أن هذا فعلا ... ما تستحقه ...
تعالى صوت صراخه البعيد من غرفته في آخر الرواق ...فكانت تغمض عينيها بقوة تكبح أنينا متوجعا يهدد بالانفلات من بين شفتيها المزمومتين...ثم ترفع كفيها المرتعشين و تضغط على أذنيها تنتوي عبثا سدهما لئلا تسمع شيئا بعد أن فشلت ركبتاها الهلاميتان في حملها والطيران بها بعيدا إلى مكتبها المعزول عن العالم بكل ما تحمله الكلمة من معان ..لكن ما الفائدة ما دام قلبها النازف يسمعه ..وهل يهم مادامت لا تملك الحق في الوقوف إلى جانبه في محنته هذه ...
شعرت فجأة بلمسات ناعمة تحط على كتفها فكانت تلوي عنقها بفتور تتبين مصدرها بعينين ميتتين فجاءها صوت الخادمة المحايد "سيدتي ..الممرض يريد رؤيتك.."
كم مرة بعد ستعاد هذه العبارة المستفزة لأعصابها على مسمعها يا ترى ؟؟...زفرت أنفاسا حارقة كانت تحتبس في صدرها المشتعل ثم كانت تهز رأسها ببطء وترفع نفسها متجهة نحو مكتبها..
كان الممرض يجلس متململا في مقعده الجلدي يشبك أصابع يديه بتوتر واضح ..أردفت تسأله مباشرة بنبرة مشدودة من التوتر بينما تلتف حول مكتبها لتجلس قبالته "هل تحتاج شيئا ما ؟" لم يكن ليضيع المزيد من وقته في التردد فكان يقول باندفاع واضح "سيدة نادين ..أنا لا يمكنني الاستمرار أكثر في خدمة ابنك .." . اللهفة في صوته نغزت قلبها شاعرة بتوقه الشديد ليتخلص من مسؤولياته الثقيلة و الصعبة جدا في رعاية معتصم ..وهل يمكنها لومه حتى؟؟ خلال شهر فقط سبعة آخرين قبله لم يتمكنوا من الصمود أكثر من بضعة أيام رغم مهاراتهم و احترافيتهم...بحركة آلية كانت تحرر له شيكا لقاء خدماته القصيرة وناولته إياه بصمت وحين هم بسحبه بينما يهمهم شاكرا بحرارة تفهمها الكبير لموقفه الحرج كانت تقاطعه قائلة بصوت منخفض خطير أقرب إلى نبرة التهديد و الوعيد "لا داعي لتذكيرك أن ما رأيته هنا.. يموت هنا"
فكان يسارع يؤكد كلامها بثقة "طبعا سيدتي ..من أخلاقيات مهنتي ألا أفشي أسرار المريض "

..........................

ممدد على ظهره في سريره الواسع الوثير يناظر السقف بعينين فارغتين ميتتين وقد غادرهما ألق حيوي بدا فيما مضى جزء لا يتجزأ منهما ..قد يخاله الناظر جثة هامدة مفتوحة العينين لولا أنه يرمش أحيانا
كان قد نزع الجبيرة عن ذراعه الأسبوع الفائت ليتمكن من تحريكها بحرية نسبية ..وهل يفرق ..لا يهم أبدا حتى وإن تجمدتا أيضا مثل ساقيه المتيبستين فيبدو أن الخذلان بات لحياته الجديدة عنوانا ...خذله جسده ..كما خذله أقرب الأقربين ..كما خذلته الحياة..
لم يحرك فيه كلام الطبيب المتفائل للغاية ساكنا حين أبلغه أن إصابته ولحسن حظه مست أعصاب ساقيه فقط ولم يتم التأكد بعد إن كان الشلل تاما أو مؤقتا ..
لكن لا يهم أيضا ..ربما لو مات لكان أفضل له..وللجميع..
أغمض عينيه يحاول الإحساس بساقيه مجددا ..في محاولة أخرى ضمن سلسلة طويلة من مثيلاتها اعتاد على تكرارها ..يتأكد كل مرة ..ويذكر نفسه أن هذا ليس حلما ..ليس كابوسا ..بل واقع مر مرارة العلقم .. ..لكن لاشيء ..لا جديد ..ضرب قبضتيه على جانبيه و قد اشتعل غضبه مجددا ..ليس وكأنه انطفأ على كل حال لكنه بات يتأرجح ما بين حالة من الغضب وحالة من الفوران الشديد ..لماذا لا يستطيع الشعور بهما ..ما هذا العجز المقيت ..ليس عدلا ..كان يجب أن تكون هي من يعاني ..من يدفع الثمن ..كان ينبغي أن تكون هي من يرقد مكانه ..
حركاته الواهنة تلك آلمت صدره الملفوف بالشاش وقد كسر منه ضلعان لم يشفيا تماما بعد..وحتى ذلك الحين سيظل مستلقيا على ظهره هكذا دون حراك ريثما تلتئم عظامه ..بما فيها عظام فخذه الأيمن وساقيه الاثنتين ...
اضطره النور القوي الذي عم غرفته المظلمة فجأة إلى تضييق عينيه لبضع لحظات ريثما يعتاد على مستوى الإنارة ..
تصلب جسده بالكامل حين تعرف إليها من عطرها الذي أزكم أنفه فظل يناظر السقف مركزا نظراته على الثريا مفضلا أن يعميه نورها الساطع بدل أن ينظر في وجهها ..وبصوت جليدي يقطر مقتا كان يهمس
"حللت أهلا علينا يا ست الكل ..أمامك ثلاثون ثانية.. لتخرجي و تغلقي الباب خلفك "

انتهى الفصل السابع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:48 AM   #96

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنويه



بداية أرجو ان لا يكون الفصل مليئا بالأخطاء فلم أقم بمراجعته بعد ...واعذروني إن حدث ذلك سهوا مني
أود توضيح بعض الأمور لكم لتتمكنوا من متابعة الأحداث بشكل واضح مفهوم ...لحد الآن مر شهران و نصف على وفاة فاتح و محفوظ ...مما يعني أن صفية و نادين في فترة العدة ...سيكون التركيز منصبا خلال هذه المدة على العاصمة و ما يدور فيها من أحداث لأني أريد ايصالها إلى نقطة ما بما يناسب ما سيدور في قرية الجبل الأسود بعد انقضاء العدة ...

ليلتكم سعيدة ....

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:51 AM   #97

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور

فى انتظارك ان شاء الله ياجميل
نورتي غاليتي ...أعتذر جدا عن تأخري ..قراءة ممتعة حبيبتي أرجو أن يكون الفصل عند حسن ظنك

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:53 AM   #98

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شامخة بسطوري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟
الكاتبه الرائعه موفقه بإذن الله ... لكِ مني أجمل تحية
اتمنى منك ومن قارئاتك الرائعات زيارة روايتي الأولى
لدعمي وتشجيعي
و شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ... لكم مني أجمل تحية .
كل الموفقية عزيزتي ..أتمنى أن يسمح لي الوقت بذلك حقا

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 03:39 AM   #99

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

جلسة شبابية مليئة بالذكريات والامنيات

غسان بعد قدومه للعاصمة ومعايشته للانفتاح اللى على النقيض تماما من القرية والتربية المنغلقة المحافظة من كل اسرة فيها
قرر انه هو كمان ينفتح على العالم الجديد اللى دخل فيه وعاش مشاعر الشباب من الحب والاهتمام والغيرة من البنات عليه

لغاية المنشور اللى كان بداية تعرفه بشمايل وردها وذهولة من سنها الصغير وحمأيتها لصاحبة المنشور وخوفها على احساسها

بس امتى اتعرف على تيجان واصبحت صديقة بتعلق على صورة الشخصية وفيه حوار وتعليقات مضحكة بينه وبينها صحيح هى تعليقات باردة من ناحيته بس كسرت قلب شمايل اللى اول ما فكت عنه الحظر اتصدمت بتعليق تيجان على صورته وكلامه معاها
غسان مقرر العودة للقرية والاستقرار فيها بس ليه بعد لمدة شهر عن شمايل من غير ما يديها مبرر او حتى يعرفها باختفائه ودا عمل اثر سئ جدا على نفسيتها وخلاها تحس انها مش مهمه عنده

ليث خايف على جورى يمكن عنده قلق بسبب توصية فاتح قبل كدا وخوفه عليها خلاه يبقى هو كمان عنده رغبة فى ارتباط غسان بيها لأنه عارف انه هيحافظ عليها

العمات الثلاث ياربى على كمية الحقد والرغبة فى التشفى من نادين للدرجة دى رصيدها عندهم شئ لدرجة انهم يشمتوا فى حالها وحال معتصم وصده ليها ياترى عملتى ايه يانادين يوصضلهم معاكى للشكل المؤذى دا

معتصم وتعاقب الممرضين عليه بسبب ثورته الدائمة ورفضة ليهم ولأصدقائة اللى عايزين يقضوا الواجب وخلاص مش حبا فيه ولا اهتمام بحالته

الحرب على اشدها بين معتصم ونادين والكره بينه وبينها كبير جدا

الفصل روعه تسلم ايدك وكان الله فى عونك ولا يهمك من التأخير ياحبيبتى

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 04:58 PM   #100

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع
تسلم إيدك فصل جميل وهادئ نسبيا تمهيدا لما سيأتي بعدا..
مصارحة بين ليث وغسان وكلام كثير يوضح تفكيرهما المختلف و نظرةل واحد للأمور.
غسان فعلا انسان أخد من الحياة اكثر من ليث ربما لذلك الخبرة تلعب دورا هاما في تحديد اولوياته وبناء طستقبله القادم .. ليث اصبح مسؤولا عن اسرته برحيل والده احساسه بالخطر ليس من فراغ فالكارثه سرعان ما ستطل عليه..
متشوقه اشوف اذا حيطبق كلامه بس يحب يتجوز ولا حتيجي اللي يرمي بنظرياته عرض الحائط خخخخ
شمايل زعلت عليها صعب جدا انك تدخل بدوامة كل معالمها مجهولة بالنسبة لك.. ليش تيجان فجأة صار عندها اهتمام بغسان ..
رغم ان نادين تبدو كشخصية شريرة مليئة بالأخطاء لكن كلام اخوات جوزها مستفزه يخرج من نفوس طعنة فاسدة..
شو المصيبة اللي عملتها وكشفها معتصم مخليه يرفض رؤيتها ياترى..

الديجور likes this.

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.