آخر 10 مشاركات
110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          593-الزوج المنسي- اليزبيث أوغست -قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 47 58.75%
كاظم و تيجان 25 31.25%
غسان و شمايل 10 12.50%
معتصم و رونق 22 27.50%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 80. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2107Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-20, 05:28 PM   #101

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي


تغير قناعات غسان كلياً قبل و بعد قدومه للعاصمة كان طيش شباب و حبه الكبير لتغيير فنجذب لاضواء العاصمة اول فترته و زمن الشقاوة و البنات المنفتحات كتير عن بنات قريته لهيك حبها اول طلعته بس لما كبر عقل و صار يقارن بين القرية و العاصمة و عرف انه كل هالاشواء مزيفة و هتروح بعدين لهيك قرر باخر المطاف يستقر بالقرية وسط اهله و ناسه و كان مفكر انه سر لولا نباهت ليث و مشف للموضوع بس هو تكتم عليه منشان الظغوطات من امه لزواجه🤭
جلسة محادثة بين ليث و غسان حول تسمية علاقة بشمايل و لوين بدها توصل مع رأي كل واحد منهم اللي اكد لليث انه غسان جدي بالموضوع بس ناذر ليعرف مشاعرها اكتر و هيتقدم لها بعد ما يرسخ حبه بقلبها. غيان طلع من المحادثة بحقيقة نضج تفكير ليث رغم صغر سنه و من اول ما اجى عالعاصمة و هو كاره الانفتاح اللي فيها و اللي مان خايف منه انه يتبع ليث طريقة ما صار😄
شمايل و قرائتها للرسائل بينها و بين غسان لتعرف تكون فكرة عنه و عرف انه مش شخص بده يتسلى بس خوفها من تورط مشاعرها معه اكتر و توصل لمنطقة محظورة🤭 بس وجود تيجان بالصورة هتخلي شمايل تبعد اكتر و تبعد فكرة انه معجب فيها من النظرات اللي مانت تشوفها بعينه لانه حسب تفكيرها وجود تيجان هيرجح الكفة لها كونها مناسبة اكتر لغسان🙄
الكره الواضح من معتصم تجاه نادين بأكد انه عارف شي بخصوصها حتى مش قادر يطلع فيها🤔
و هي بتوترها و انهيارها غير رعبها من موقف معتصم تجاها و بتحاول تتماسك و ما تظهره قدام اي حدا ممكن يتشفى فيها لكنها بينها و بين نفسها عم بتحاول تغرق بالشغل لحتى تنهك جسدها و ما توصل بتفكسرها لمنطقة معتصم و شو سبب انقلابه عليها🤔🙄
بس الشب المنيح هو انه في قابليه شفاءه و انه ممكن الشلل من دائم🤭
تسلم ايديكي الفصل راااائع😘😘❤

الديجور likes this.

Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 05:41 PM   #102

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
جلسة شبابية مليئة بالذكريات والامنيات

غسان بعد قدومه للعاصمة ومعايشته للانفتاح اللى على النقيض تماما من القرية والتربية المنغلقة المحافظة من كل اسرة فيها
قرر انه هو كمان ينفتح على العالم الجديد اللى دخل فيه وعاش مشاعر الشباب من الحب والاهتمام والغيرة من البنات عليه

لغاية المنشور اللى كان بداية تعرفه بشمايل وردها وذهولة من سنها الصغير وحمأيتها لصاحبة المنشور وخوفها على احساسها

بس امتى اتعرف على تيجان واصبحت صديقة بتعلق على صورة الشخصية وفيه حوار وتعليقات مضحكة بينه وبينها صحيح هى تعليقات باردة من ناحيته بس كسرت قلب شمايل اللى اول ما فكت عنه الحظر اتصدمت بتعليق تيجان على صورته وكلامه معاها
غسان مقرر العودة للقرية والاستقرار فيها بس ليه بعد لمدة شهر عن شمايل من غير ما يديها مبرر او حتى يعرفها باختفائه ودا عمل اثر سئ جدا على نفسيتها وخلاها تحس انها مش مهمه عنده

ليث خايف على جورى يمكن عنده قلق بسبب توصية فاتح قبل كدا وخوفه عليها خلاه يبقى هو كمان عنده رغبة فى ارتباط غسان بيها لأنه عارف انه هيحافظ عليها

العمات الثلاث ياربى على كمية الحقد والرغبة فى التشفى من نادين للدرجة دى رصيدها عندهم شئ لدرجة انهم يشمتوا فى حالها وحال معتصم وصده ليها ياترى عملتى ايه يانادين يوصضلهم معاكى للشكل المؤذى دا

معتصم وتعاقب الممرضين عليه بسبب ثورته الدائمة ورفضة ليهم ولأصدقائة اللى عايزين يقضوا الواجب وخلاص مش حبا فيه ولا اهتمام بحالته

الحرب على اشدها بين معتصم ونادين والكره بينه وبينها كبير جدا

الفصل روعه تسلم ايدك وكان الله فى عونك ولا يهمك من التأخير ياحبيبتى
[SIZE="6"] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيدة لأن الفصل الهادئ نال اعجابك على أمل أن يروق لك القادم أيضا
نقطة مهمة أود نوضيحها لك ...شمايل فتاة من نوع معين تعاملت مع مثال حي عنها ....فتاة منعزلة اجتماعيا خجولة مترددة لا تثق في نفسها كثيرا إذا ما دخلت في حالة تنافسية مع أحد ما كما حدث لها مع تيجان بينما فيما يتعلق بأسرتها فهي قوية و حازمة و مسؤولة عن كل التفاصيل حتى أن والديها يعتمدان عليها أكثر من اللازم ربما ...تكتمها على مشاعرها يجعل الآخرين يخطئون في قراءتها و يعجزون عن فهمها بالشكل الصحيح...مثلا غسان شعر أنها تبادله إعجابه ولكنه لا يعلم لأي مدى هي حساسة جدا بسبب مداراتها لمشاعرها ...لا علم له أنها تعلقت به لدرجة أنها اشتاقت إليه و خافت أن يكون قد أصابه مكروه خلال شهر اجازته ...لذا ففي منطقه هي لا تهتم به كثيرا لدرجة أن تلاحظ غيابه بل و تريد تفسيرا لذلك لذا فلا حاجة لإخبارها بتفاصيل حياته أولا بأول مادامت العلاقة بينهما لا تزال في مهدها ...
أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال الصورة لك و التي ستتضح من خلال الأحداث القادمة بحول الله /SIZE]

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 05:51 PM   #103

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hayette Bjd مشاهدة المشاركة
الفصل السابع
تسلم إيدك فصل جميل وهادئ نسبيا تمهيدا لما سيأتي بعدا..
مصارحة بين ليث وغسان وكلام كثير يوضح تفكيرهما المختلف و نظرةل واحد للأمور.
غسان فعلا انسان أخد من الحياة اكثر من ليث ربما لذلك الخبرة تلعب دورا هاما في تحديد اولوياته وبناء طستقبله القادم .. ليث اصبح مسؤولا عن اسرته برحيل والده احساسه بالخطر ليس من فراغ فالكارثه سرعان ما ستطل عليه..
متشوقه اشوف اذا حيطبق كلامه بس يحب يتجوز ولا حتيجي اللي يرمي بنظرياته عرض الحائط خخخخ
شمايل زعلت عليها صعب جدا انك تدخل بدوامة كل معالمها مجهولة بالنسبة لك.. ليش تيجان فجأة صار عندها اهتمام بغسان ..
رغم ان نادين تبدو كشخصية شريرة مليئة بالأخطاء لكن كلام اخوات جوزها مستفزه يخرج من نفوس طعنة فاسدة..
شو المصيبة اللي عملتها وكشفها معتصم مخليه يرفض رؤيتها ياترى..
يا هلا غاليتي يسعدني أن الفصل حاز على إعجابك ...فعلا فصل هادئ يسبق العاصفة ...فنحن لا زلنا نتعرف رويدا رويدا على الشخصيات المختلفة ...
تيجان كما لاحظتي لم أتناولها بعد كشخصية لها وجهات نظر و رؤيات لكل ما يدور حولها لذا فعمليا هي غير معروفة لكم وربما تستغربون تصرفاتها المبهمة ...الفصل القادم بحول الله سيكون التركيز عليها كبيرا و ستنال القسط الأَوْفرَ منه ربما ....
والله أضحكني توقعك حول ليث ...أنا كذلك لا أعرف لكني فكرت حين كتبت مشهده ...هل سيتعين علي أن أقلب حياته رأسا على عقب و أخالف نظرته ...لم أحدد بعد ...تعلمين لماذا ..لأني سأركز على ردود فعله أكثر فيما يخص ما سيحصل مع أسرته ...ومن يدري ربما أفكر في شيء ما من أجله
تحياتي لك

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 05:56 PM   #104

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Aya Slieman مشاهدة المشاركة
تغير قناعات غسان كلياً قبل و بعد قدومه للعاصمة كان طيش شباب و حبه الكبير لتغيير فنجذب لاضواء العاصمة اول فترته و زمن الشقاوة و البنات المنفتحات كتير عن بنات قريته لهيك حبها اول طلعته بس لما كبر عقل و صار يقارن بين القرية و العاصمة و عرف انه كل هالاشواء مزيفة و هتروح بعدين لهيك قرر باخر المطاف يستقر بالقرية وسط اهله و ناسه و كان مفكر انه سر لولا نباهت ليث و مشف للموضوع بس هو تكتم عليه منشان الظغوطات من امه لزواجه🤭
جلسة محادثة بين ليث و غسان حول تسمية علاقة بشمايل و لوين بدها توصل مع رأي كل واحد منهم اللي اكد لليث انه غسان جدي بالموضوع بس ناذر ليعرف مشاعرها اكتر و هيتقدم لها بعد ما يرسخ حبه بقلبها. غيان طلع من المحادثة بحقيقة نضج تفكير ليث رغم صغر سنه و من اول ما اجى عالعاصمة و هو كاره الانفتاح اللي فيها و اللي مان خايف منه انه يتبع ليث طريقة ما صار😄
شمايل و قرائتها للرسائل بينها و بين غسان لتعرف تكون فكرة عنه و عرف انه مش شخص بده يتسلى بس خوفها من تورط مشاعرها معه اكتر و توصل لمنطقة محظورة🤭 بس وجود تيجان بالصورة هتخلي شمايل تبعد اكتر و تبعد فكرة انه معجب فيها من النظرات اللي مانت تشوفها بعينه لانه حسب تفكيرها وجود تيجان هيرجح الكفة لها كونها مناسبة اكتر لغسان🙄
الكره الواضح من معتصم تجاه نادين بأكد انه عارف شي بخصوصها حتى مش قادر يطلع فيها🤔
و هي بتوترها و انهيارها غير رعبها من موقف معتصم تجاها و بتحاول تتماسك و ما تظهره قدام اي حدا ممكن يتشفى فيها لكنها بينها و بين نفسها عم بتحاول تغرق بالشغل لحتى تنهك جسدها و ما توصل بتفكسرها لمنطقة معتصم و شو سبب انقلابه عليها🤔🙄
بس الشب المنيح هو انه في قابليه شفاءه و انه ممكن الشلل من دائم🤭
تسلم ايديكي الفصل راااائع😘😘❤
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا غاليتي كفيتِ ووفيتِ ...
بانتظارك دائما وكلي شوق ليروق لكم القادم بحول المولى عز و جل
دمتي بود

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 09:26 PM   #105

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قررت أخيرا أن يكون لليث توقيع خاص به أيضا بما أن دوره مهم في مسار الأحداث أتمنى أن يروق لكم كما أحببته أنا



[/IMG]

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 09:33 PM   #106

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

https://b.top4top.io/p_1623xm4u11.png
الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 10:42 PM   #107

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي



تسجيل حضور

فى انتظارك ان شاء الله ياقمر

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 10:50 PM   #108

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن"




قرية الجبل الأسود...دار محمد الراعي ..عصرا


تخرج زاهرة من غرفتها تسير بتثاقل تستند بكفها على الجدار بينما تدلك بيدها الأخرى أسفل ظهرها تعض على نواجذها تكبح أنات ألم لا يبارحها منذ أيام..
"لا تتعبي نفسكِ يا ابنتي ...ستعرج شهرزاد علي لمساعدتي "
ترفع جوري رأسها وترمي نظرات غاضبة تجاهها وتقول متذمرة تلوح بيدها بنزق "قمت بصرفها منذ قليل ..تلك الشهرزاد..من تحسب نفسها لتتبجح أمامي وكأن البيت بيتها ..أنا أولى منها بالمساعدة فهذا البيت بيتي و قد نشأت بين جدرانه.."
تتوقف زاهرة عن التقدم ناحيتها وترفع حاجبيها مستغربة ثورتها المضحكة...هل مازالت حمقاؤها الصغيرة في ضلالها القديم...كانت طفلة غيورة جدا على من تحب..فتترجاها بالقول وقد ساورها القلق" ضعي ما بيدك يا بنت..جدتك ستغضب مني وتتهمني باستغلالك في خدمتي وهذا لا يجوز"
فتضغط جوري دون وعي منها على القميص بين يديها و تغطسه بحركة أقوى مما يتطلبه الأمر في الماء فتتطاير فقاعات الصابون على وجهها و ذراعيها لكنها لا تبالي وتجيبها بحدة أكبر " من يهتم لجدتي ...لن تكتشف الأمر ما لم تخبريها "
فتضرب زاهرة صدرها بكفها شاهقة وتزجرها هاتفة بحنق " لا تقولي كلاما كهذا مرة أخرى عن جدتك "
إلا أن جوري كانت في واد آخر فلم تكترث لتوبيخها مطلقا وكانت تغسل القميص بحركات عنيفة وقد زاد غضبها اشتعالا ثم صاحت بعد لحظات بنبرة خائبة " لم يكن العشم يا خالتي ...لم أكن أعلم أنني أصبحت غريبة في نظرك ...لو لم أحضر بالصدفة لرؤيتك ما كنت لتكلفي نفسك عناء إخباري أنك مريضة"
فيرق قلب زاهرة لحالها و تداهنها بالقول المهادن "لا تبالغي يا حبيبة قلب زاهرة...تعرفين أني أعاني من آلام مزمنة أسفل ظهري منذ سنوات...ما الداعي لإقلاقك دون سبب وجيه ؟"
إلا أن كلامها المنطقي لم يزد سوى من تذكية نار غيرتها أكثر إذ رمقتها شرزا وقد تخصرت في جلستها وهتفت بتبرم " ولكنك تفضلين إقلاق تلك الشهرزاد علي ؟؟"
زاهرة التي عجزت عن احتواء جنون جوري كانت تعاود المشي بروية متقدمة نحوها و أجابتها ذاهلة من ردة فعلها العنيفة " استهد بالله يا بنت ما الذي دهاكِ؟"
فتزفر جوري بعمق ثم تهمس متململة "و ماذا بي لا قدر الله...هيا إلى غرفتك استلقي و ارتاحي خيرا لكِ"
فتناظرها زاهرة بملامح تفيض ذهولا و تردف ممتعضة " هل هكذا تهتمين بالمريض ...تبدين وكأنك تريدين رميي عبر النافذة .."
فتهددها جوري بثقة قائلة " قد أفعلها إذا لم تذهبي لترتاحي و تتركيني أعمل كما تركت شهرزاد تتصرف على هواها منذ يومين حين كانت تمر عليك..." وتواصل بغيظ كمن يحدث نفسه مقلدة شهرزاد "(أنا أقوم بهذا منذ أيام ...لا تعب و لا إزعاج مطلقا) ...واثقة من نفسها ما شاء الله"
فتضرب زاهرة جبهتها براحة كفها وقد يئست من أم الرأس اليابس الجالسة قبالتها تعذب الملابس بين يديها بشراسة ظنا منها أنها تغسلها و تهمهم بحسرة مفتعلة" يبدو أن نهاية قميص أوس ستكون اليوم على يديك ...خسارة ..كان قميصه المفضل "
فتتسع عينا جوري بصدمة و تشرد للحظات وقد مرت بخاطرها فكرة ما ثم تهمس بعدم تصديق متعجبة " الملابس كانت موضوعة في الفناء بانتظار المعدولة لتغسلها ؟...تسمح لها بتنظيف ثيابه...ما تلك الصفاقة ؟؟...يا صبر "
فتعقد زاهرة حاجبيها و تدمدم متسائلة بتوجس "ماذا قلتِ؟"

فتلوح أمام وجهها محذرة وتردف بنبرة قاطعة لا تقبل الجدال " سأوصي أم محمود عليكِ والويل لكِ إذا لم تطلبيها إذا كنت متعبة ..."
فتشهق زاهرة ملتاعة في حركة شعبية شائعة وتضيق عينيها قائلة "هل هذا تهديد يا بنت...تعقلي بالله عليك ..أم محمود تخدم دار الحاج رحمه الله كيف أجرؤ على ..."
فتقاطعها جوري بعناد لا يبدو أنه سينتهي " لدينا ما يكفي و يزيد من الخدم ...قررت و انتهى ...عودي إلى غرفتكِ لترتاحي خالتي "
فتستدير عائدة إلى غرفتها تجرجر قدميها باستسلام دون أن ترى بسمة الانتصار الطفولية التي ارتسمت على شفاه جوري التي انهمكت في مصارعة الثياب تشفي بها كل غليلها بينما تتخيل مكانها تلك الشهرزاد ....
..........................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 10:51 PM   #109

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



حي راق ...العاصمة


تصلب جسده بالكامل حين تعرف إليها من عطرها الذي أزكم أنفه فظل يناظر السقف مركزا نظراته على الثريا مفضلا أن يعميه نورها الساطع بدل أن ينظر في وجهها ..وبصوت جليدي يقطر مقتا كان يهمس
"حللت أهلا علينا يا ست الكل ..لديك ثلاثون ثانية لتخرجي و تغلقي الباب خلفك "

نحت كل مشاعر الشوق و الأمومة التي تفجرت في قلبها لمرآه جانبا و علمت أنه يتعين عليها أن تقول ما جاءت لأجله بسرعة حين تبينت نفاذ صبره من عبارته القاسية الموجعة ..

ثلاثون يوما بالكمال و التمام ...شهر كامل لم يكن كافيا ليبرد نارا تستعر في حشاه ولو بمقدار ذرة واحدة ...
لم لا يقدر التضحية الجسيمة التي بذلتها في سبيل راحته...؟
حرمت نفسها من قربه و دهست قلبها تحت قدميها لا لسبب آخر سوى طمعا في تحسنه..رغم أنها تتلهف بكل خلية في جسمها إلى معانقته ..إلى تشممه ...
تتوق بكل جوارحها إلى معرفة السر الكامن وراء نفوره منها ..إلى تبرير موقفها وشرح الأمور من زاوية نظرها ...
غصة مسننة استحكمت حلقها وقد شعرت بنفسها محاصرة في الزاوية ..أليس من المجحف أن يحاكمها دون أن يكلف نفسه عناء الإصغاء إليها ..؟
منذ متى كان من العدل الاكتفاء برأي طرف واحد واعتباره مظلوما دون الأخذ بعين الاعتبار الطرف الآخر ...والله وحده يعلم بماذا حشا محفوظ عقله..؟

لكنها صبورة...وستصبر قليلا بعد مركزة على استعادته لعافيته ...تماما كما صبرت حتى الآن وسمحت له أن يتصرف كما يشاء ...قاطعها لا يطيق رؤيتها فلم تجادل ...
كرهها قارئة في عينيه اتهاما صامتا ..وعلمت أنه يحملها ذنب موت أبيه إلا أنها لم تحاول أبدا تبرير موقفها ...


لملمت شتاتها متجاهلة الألم الذي نغز قلبها ثم نطقت بصوت ثابت يفيض رجاءً أقرب إلى التوسل "اتصلت قبل قليل بممرض آخر معروف بكفاءته العالية ..كل ما عليك فعله هو التعاون معه ليقوم بعمله على أكمل وجه وتكون أنت المستفيد الأكبر "

ابتسم بقسوة بثت رعدة في أوصالها ثم أردف ساخرا بمرارة"و تكونين أنت الخاسر الأوحد..صدقيني إن قلت أن من مصلحتك ألا أشفى لأني ..."
تلكأ على آخر كلمة تاركا عبارته الأخيرة معلقة وقد تعلق قلبها المعذب معها ...حاولت بصدق تجاهل كلامه لكنها لم تفلح و انتصر فضولها فكانت تهمس بتردد مقتضب متسائلة فيما راح قلبها المتوجس يقرع كالطبول "لأنك..؟"

تزداد ابتسامته الباردة اتساعا يدير عنقه ناحيتها ببطء ويشملها بنظرات مدققة من أخمص قدميها صعودا إلى عنقها وهناك يديم النظر ثم ما يلبث أن يواجه عينيها المذعورتين بعينين مجنونتين مرعبتين ويقول بتؤدة يتلذذ بكل حرف ينطقه "لأني ..سأقتلكِ حينها... بيدي العاريتين "
حدقتاها ارتجتا بخوف حقيقي وقد لمست حالة الهيجان التي تلبسته رغم هدوءه الظاهري ... لم يخفها كلامه ذاك بقدر ما أرعبتها عيناه العنيفتان ...نظراته المجنونة تلك تعكس نفسية مضطربة ...حد الاختلال ربما ..رباه ...هل فقد عقله؟؟

رفعت كفها المرتجفة تمررها بتلجلج على عنقها وكأنها تتأكد من سلامته بعد أن شاهدته يخنقها بنظراته حتى الموت ...ابتلعت ريقها بصعوبة تحرك حلقها المتورم وهمست بصوت أجش متألم "لماذا تفعل هذا بنفسك ؟"

لولهة اعتقدت أن ما رأته في عينيه قبل قليل كان محض وهم من صنع مخيلتها حين أجابها متعجبا وقد اتسعت عيناه ببراءة "ماذا تُراني فعلت بنفسي؟؟ ..ألا ترين أني أعيش حياتي بشكل طبيعي للغاية؟..ماذا يمكن لرجل مشلول بلا فائدة أن يفعل عدا الاستلقاء و مشاهدة السقف؟ "


زفرت نفسا طويلا اكتشفت أنها كانت تحبسه لفترة طويلة ثم همهمت بفتور "أنا لا أقصد ما ..."
فقاطعها ملوحا بيده بنفاذ صبر ثم طفق يشرح بنزق "إذا كنت تقصدين شلة الأغبياء الذين جلبتهم تحت مسمى ممرضين فلم يرق لي و لا واحد منهم ..أخبري الأحمق التالي الذي ستوظفينه أن المشكلة في ساقَيَّ و ليس في رأسي كي يعاملني كالمختل المسكين...وإذا كنتِ تلمحين إلى الضيوف الغاليين الذين لم أسمح لهم برؤيتي فلن أهتم إن قلتِ لهم أني جننت أخيرا بعد كل ما مر بي إذا كنتِ تخشين أن تنهار صورتكِ المثالية اللامعة بعد أن فقدتِ السيطرة على ابنكِ "

"بعيد الشر عنك ..لا تقل هذا " قالتها بلوعة وقد كرهت أن ينعت نفسه بالمختل فكان جوابه ضحكة طويلة ساخرة أتبعها بالقول الغاضب حين خفتت " أي حمقاء أنتِ لتعتقدي أني أضحي بعقلي في سبيل الحفاظ على صورتكِ اللعينة ..ألا ترين أنني جننت بالفعل ؟"

أسندت نفسها إلى الباب المغلق و قد استنفذت كلماته المهينة طاقتها..اعتصرت جفنيها وقد لسعتها دموع كابدت لاحتوائها والتزمت الصمت مستقبلة سهام أحرفه الجارحة ...صمت استفزه أكثر فكان يستزيد صارخا هذه المرة وقد تمزقت أخيرا غلالة الهدوء الرقيقة التي غلفت براكين ثائرة في قلبه فارت أخيرا وقد سالت حممها في أوردته " لماذا تتحملين استفزازي لكِ...نادين التي أعرفها لا تسكت لأحد ...ممّ أنت خائفة ..ممّ تهربين "
كانت هي من صرخ تاليا وقد فقدت السيطرة عل أعصابها ولم يعد بمقدورها تحمل ألم قلبها أكثر "إذا قلّي أنت بالله عليك ...أخبرني لماذا تعاديني هكذا ؟؟"
"يا ويلك حين تعرفين ...يا ويلك ...وحتى ذلك الحين سأستمتع بتعذيبكِ ..برؤيتكِ تتخبطين عاجزة...محاصرة في الزاوية..بلا حول ولا قوة...مثلي تماما .. "
الطنين في أذنيها ارتفع بينما يرمي بكلماته المسمومة يؤكد لها حدوث ما خافت منه دائما ...
وهل هناك ما هو أقسى من أن تنحر أم على يد وحيدها ..أحب شخص على قلبها ..كل يوم..من الوريد إلى الوريد ..دون أن يمنحها خلاصا من عذابها ...

نجح في جعلها تنسى تماما كل ما تغنّت به من مبادئ طيلة الشهر المنصرم فكانت تفتح الموضوع بتهور في محاولة يائسة لرأب الصدع الرهيب بينهما قائلة بضياع دون أن تفكر في انتقاء كلمات مناسبة كعادتها "أنا ...أنا لا ذنب لي في موت والدك ...كل واحد منا كان يدير أعماله بشكل منفصل ...أعتقد أنه عانى من بعض المشاكل...وأنا لم ألاحظ أن..."
كل ما أحرزته بعبارتها الباهتة أن نكأت جرحه إلى درجة لم يعد يطيق النظر إلى وجهها فكان يشيح بوجهه جانبا و يصرخ باترا كلامها بصوت مشروخ غاضب خائب "وهل تتغيرين ؟؟...كل ما يهمكِ تبرئة نفسك ... انقلعي من أمامي ...رؤيتكِ تشعرني بالغثيان "


............................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 10:52 PM   #110

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أغلقت الباب عليه ثم استندت بظهرها إليه ويدها لا تزال متشنجة حول مقبضه..تتنفس بعنف تكابد لتهدئ من انتفاضتها وتدلك جبهتها المشتعلة بيدها الأخرى المثلجة ..
ما هذا الوجع الرهيب الذي يسكن قلبها يوشك أن يصيبها بذبحة صدرية..ليتها تموت لترتاح من هذا الجحيم الذي تعيشه..
تموت؟؟منذ متى كانت استسلامية إلى هذا الحد..أين ذهب حبها للحياة ..طموحها ..اندفاعها إلى الأمام داهسة كل من يستصغرها مقللا من شأنها..
تأملت وجهها في المرآة الكبيرة المقابلة لها والمعلقة في الرواق ..شاحبة شحوب الأموات ..شفتاها المرتعشتان متيبستان ..عيناها غائرتان مائلتان بحزن عميق ..توقفت عندهما تناظرهما بتدقيق وكأنها تسبر أغوارهما محاولة النفاذ إلى أعماق روحها من خلالهما متخيلة ما قد يقرأ معتصم فيهما ..
لكم تود اقتلاعهما لترتاح من هذا الترقب الذي أتلف أعصابها ..تكره أن تكون مفضوحة المشاعر هكذا أمامه ..إن كانت قد نجحت لحد الآن في مداراة الوضع عن العيون المترصدة و المواجهة بتماسك عجيب تحسد عليه فمواجهتها لمعتصم وللكره المستطير من عينيه أظهر لها مدى هشاشتها .. فقد تداعى كل سور شيدته حولها تغلق على ضعفها في حصن منيع لا يقوى أحد على اختراقه ...وتحطمت روحها إلى أشلاء حين بان بنأيه عنها ..والحال أنها الآن تائهة تماما كطفلة صغيرة انبهرت بالحلوى و الألعاب ففقدت لوالديها أثرا في سوق شعبية مكتظة ..
ماهذا الشك المقيت الذي يساورها ...هل معتصم محق في تحميلها ذنبا ثقيلا كالتسبب في موت زوجها ...؟
لااااااا....لن تسمح لليأس أن يقلقل معتقداتها و مبادئها ...محفوظ كان رجلا بالغا صحيح العقل اتخذ كل قراراته بمحض إرادته ...فما ذنبها هي إن اكتشف سوء تدبيره للأمور ؟؟

نفس مرتجف تسرب من بين شفتيها المرتخيتين ..ولأول مرة منذ أن تركت خلفها حياة قديمة عازمة على شق طريقها نحو أخرى مغايرة تماما كما تمنت واستحقت تشعر برغبة عارمة في أخذ قسط من راحة مقتطعة على غفلة من الزمن..تسند فيها رأسها المرهق على كتف صلبة ثم تدفن وجهها في صدر رحب دافئ يتقبلها كما هي دون محاسبة ..يصغي إليها دون اتهام ..يتفهم دوافعها وأهدافها ..يقف في صفها وينسيها واقعها ..

كانت دوما كآلة بشرية بطاقة لا تنضب وطموحات لا تنتهي ...بإرادة لا تخمد وشوكة لا تُكسَر ...ربما كانت هذه أهم العوامل التي جعلت محفوظ يتَولّه بها حيث كانت دوما مصدرا لقوته إذا ما ضَعُفَ .. لم تمنحه الفرصة ليستشعر انكسارها مطلقا.. ..تلعق جراحها بصمت و تطببها لتظهر قوية و مشرقة كما عودته دائما.. ربما لأنها كانت تخاف أن يمل منها يوما و يتركها في منتصف الطريق عاجزة..

وفي المقابل كان حبه اللا محدود لها يمدها بطاقة تشحذ عزيمتها ..فيشعرها بأهميتها لديه و احتياجه الشديد لها...

لذا فرغبتها في تعرية ضعفها أمام شخص ما بدت غريبة عنها ..ويبقى السبب مجهولا ..هل الأحداث المضنية التي مرت بها تباعا أرهقتها وجعلتها ترفع الراية البيضاء أخيرا وقد أضناها المسير في طريق وعرة...شائكة.... ممتدة إلى ما لا نهاية..؟
أم أنها ببساطة عاشت من التجارب والأحداث ما يكفي لتتغير بدورها كما يتغير الجميع فتبدلت معاييرها ورغباتها بخلاف نظرتها للحياة عامة..؟

سمعت وقع خطوات مكتومة على السجاد الوثير المفروش في الرواق تقترب منها فكانت تقتلعها من أحلام اليقظة التي لامست خيالها المتعب كلمسة ناعمة من ريشة فنان بحس مرهف لكن ميال للكآبة ..وكم انزعجت من هذا التطفل غير المرحب به تماما فكانت تسحب نفسا حادا تعبئ رئتيها و تلوي عنقها صوب القادم قليل الحظ على ما يبدو بعد أن عزمت على إخراج كل شحناتها السلبية فوق رأسه المسكين..

إلا أنه لم يكن أبدا ذو حظ عاثر رماه القدر عند قدميها كقربان فداء في ساعة سوداء ..

حبست النفس لعدة ثوان إضافية مندهشة لرؤيته غير المتوقعة ثم كانت تطلق سراحه ببطء شديد فاغرة شفتيها قليلا تطالعه مقتربا منها مستغلة تنكيسه لرأسه نحو الأرض لتتفرس فيه على راحتها ..
هالة الهيبة الملتفة حول كيانه لا سبيل أبدا لإنكارها ..تنبعث بكل عنفوان حتى من طريقة مشيته دون أن يبذل أي مجهود ..يذكرها بصنف من الرجال في القرية يتبنون الغلظة و القساوة و الجفاف في التعامل ليكتسبوا هالة كتلك..
فتكون النتيجة منفرة على عكس الجاذبية التي يحظى بها كاظم ..
جاذبية طبيعية نابعة من هدوءه الفطري وقدرته الخيالية على التحمل و اختزان مشاعر يعبر عنها كل الأشخاص بكل حرية دون قيود فيبدو وجهه باردا حياديا دون أي تعبير معين..
لكن السر يكمن في عينيه المعبرتين بشكل ساحر يخطف الأنفاس وكأن كل ما يكبته داخله يتجمع متركزا في مقلتيه فتكون النتيجة نظرات مشبوبة على نحو مخيف كفيلة بأن تجعل من يواجهه يتراجع صاغرا نحو جحره..
كيف لم تره على حقيقته من قبل ..كيف أبخسته حقه كرجل نموذجي مناقض تماما لما ألفته طوال حياتها ..؟

بخلاف محفوظ... كان رجلا صاخبا مندفعا يعبر بكل حرية عن كل ما يراوده من مشاعر ..أحبت كثيرا تعبيره المستعر عن حبه لها مرضيا أنوثتها الجائعة لكنها اكتشفت فيما بعد كم من الصعب التعامل مع هذا الاندفاع حين تكون مشاعره معاكسة للتيار ..كان غضبه مستعرا أيضا ..يقول كل ما يخطر بباله وقد يتصرف بتهور اللحظة ثم يعود نادما فيما بعد يتوسل غفرانها.. محفوظ باختصار كان كطفل كثير النشاط متقلب المزاج...

عقدت حاجبيها مندهشة من نفسها وقد تنبهت إلى المجرى الغريب الذي اتخذته أفكارها المجنونة ..لا سبيل للمقارنة بين هذين الشخصين ..لا يمكن وضعهما في كفتين متراجحتين أبدا فلا مكان لمعيار المنطق ولا العقل في هذا الميزان العجيب الذي رسمته في ذهنها المشوش...

كاظم كان في نظرها صديق ابنها المحاط بظلال قاتمة ...الهادئ الصامت حد النفور ...لطالما استغربت الصداقة القوية التي جمعته و ابنها ..إنسان عادي ابن أسرة متوسطة الحال ...إلا أن ما استفزها حقيقة كانت نظراته الغامضة التي كان يخصها بها ..تشعرها وكأنه يسخر منها ...وكأنه يعلم أنها تستصغره وتقلل من شأنه حتى وإن عاملته ظاهريا بمنتهى الأدب و اللباقة ...
ببساطة كان نفورا متبادلا ...وقد شعرت براحة كبيرة حين لم يعد يزور معتصم في البيت بعد أن حدث ما حدث منذ عامين...
تجاهلت الغرابة التي اكتسحتها حين أدركت أنها انتقلت من النفور منه إلى رؤيته كشخص مميز ..وفردت ظهرها بإباء تعد نفسها لمواجهته ملقية نظرة أخيرة على وجهها في المرآة المقابلة ..
..........................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.