آخر 10 مشاركات
وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          239 - عندما يقفل الحب بابه - كاثرين روس (الكاتـب : عنووود - )           »          226 - حزن في الذاكرة - كيت والكر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          شركة رش مبيدات داخل وخارج الرياض (الكاتـب : الرفاعي فرحات - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          معزوفة الحب (1) * مكتملة * .. سلسلة سمفونية العشق (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          خلف أوداج الغضب (104)-(1) غموض الورى-قلوب نوفيلا[حصريا] مروة العزاوي*مميزة *كاملة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 47 58.75%
كاظم و تيجان 25 31.25%
غسان و شمايل 10 12.50%
معتصم و رونق 22 27.50%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 80. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2107Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-20, 09:09 AM   #121

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ولا يهمك ياحبيبتى كان الله فى عونك
تسلمي يا قمر ...ممنونة لوجودك معي

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:04 PM   #122

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"الفصل التاسع"



قرية الجبل الأسود...دار محمد الراعي مساءً


تنشر الثياب على حبل الغسيل في الفناء الخارجي للدار للمرة الثالثة على التوالي بتنسيق آخر مختلف ...الألوان المتقاربة توضع قرب بعضها والقطع المتشابهة تُعلّق جنبا إلى جنب ....

وقفت تتأمل بحسرة مبرطمة شفتيها بقعة خضراء خلّفها العشب على قميصه الأزرق الفاتح عجزت عن إزالتها رغم أنها بذلت جهدا جهيدا ....جربت مداراتها بنشر القميص بعدة طرق مختلفة لكنها كانت ظاهرة للعيان تغيظها بلونها الزاهي الذي لم يبهت إلا قليلا رغم أنها أذابت ربع قطعة الصابون عليها...

ثم ما لبثت أن حسمت أمرها وقررت أنها تبالغ و حسب ..أحسنت عملها و أجادت أفضل بكثير من تلك الشهرزاد فلابد أنها هي أيضا تعجز عن إزالة تلك البقع المستعصية المزعجة ....

سمعت جلبة عند الباب الخارجي ثم تناهى إلى مسمعها صوت أوس الرخيم مرددا السلام فكانت تسارع لرفع نقابها وقد تعلقت عيناها بالباب الخارجي الذي دفعه ثم وقف هناك منتظرا بضع لحظات ...
كانت إشارة واضحة التقطتها جوري بسهولة فقد اعتاد الرجال إلقاء السلام بصوت عال قبل الدخول لتتستر النساء ....

كان تصرفا عاديا مألوفا متبعا في كل البيوت في القرية إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لها هذه المرة ...فقد كان يعرف أن أمه ليست وحدها ..بل و يعرف من معها تحديدا ...ومن غير شهرزاد المائعة؟؟ ...

زفرت عدة أنفاس قصيرة متلاحقة تهدئ من فورة مشاعرها المهتاجة ...تدرك في قرارة نفسها أن تصرفاتها التملكية غير لائقة ...صحيح أن زاهرة ربتها وأحبتها كما تحب ابنها أوس لكن هذا لا يعني أن تحتكرهما لنفسها و حسب وكأنهما ملكية حصرية فهما أيضا كباقي البشر يملكان دائرة اجتماعية أوسع لا تشملها و ليث فحسب لكنها لا تستطيع لجم مشاعرها المجنونة مهما حاولت...

خفق قلبها و قد اقتربت اللحظة التي انتظرتها ...كانت قد أمضت أياما خجلة من تصرفها الأخرق لكنها حسمت أمرها و قررت أن تذهب لرِؤيته و تفضفض له وتريح نفسها من تكدرها ....

تقدمت نحوه وردت السلام بهدوء يناقض تماما تلجلجها الداخلي فكان يلتفت نحوها ثم سرعان ما كانت عيناه تتسع ذهولا لمرآها ثم يطرق برأسه أرضا يتلافى عينيها كعادته فيما يسألها عن حالها بمنتهى الأدب و اللباقة ...

وعرفت أنه لم يتوقع رؤيتها... بل و كان يظنها ست الحسن و الدلال ...فكانت تشمخ بذقنها و بدل أن تجيب بلباقة كما تقتضي الأصول كانت تهمس بتحد ساذج" المخبولة لم تُشرِّف اليوم " ...

عضت لسانها على آخر كلمة نطقتها بتهور تطالعه وقد تغضن جبينه محتارا وقد اعتلت وجهه أمارات الشك أن يكون ما سمعه صحيحا ...

شعور رهيب بالخجل اكتسحها كموجة عارمة ثم كانت زاهرة تعفيها من التفكير في كلام مغاير تداوي به الموقف الصبياني الكارثي الذي ورطت نفسها به حين دنت منهما متوكئة على عصاها "وعليكم السلام بني "

فيتقدم أوس منها ويلثم مقدمة رأسها برقة ثم يسألها بحنان فياض يشوبه القلق "كيف أمسى ظهرك أماه ؟"
فتجيبه متضاحكة بنبرة مرحة تبغي طمأنته " لا تشغل بالك بني ...اعتدت على نوبات الألم ..ستختفي بعد أيام كالعادة " ثم تضيف بمزاج رائق وعيناها تلمعان بأمل تلكزه بمرفقها بلطف "ربما آن لك أن تجلب لأمك المسكينة عروسا تريحها "
وكان لكلامها اللطيف تأثير عكسي على الاثنين معا ...جوري تصلبت في وقفتها وقد داهمها نفور عجيب من الفكرة ...رغم أن ما قالته زاهرة كان أمرا طبيعيا محتوما ينشده كل شاب بالغ ... إلا أنه لم يخطر على بالها يوما ...

وكان المشهد يرتسم في مخيلتها ...أوس الأب الحنون يلاعب أبناءه الصغار وتراقبه من بعيد زوجته مبتسمة بسعادة امرأة حظيت برجل طيب مسالم لم تتخيل يوما وجوده على هذه الأرض ...

نفور غريب تعاظم أكثر فأكثر جاثما فوق صدرها مثقلا إياه لتحل محله دهشة عارمة و فزع هز أوصالها حين تبيّنت المنعطف الخطير الذي آلت إليه مشاعرها ...
ما الذي دهاها لتفكر هكذا ؟؟...
وكانت تنحي عن قلبها خواطره العجيبة دون أن تسمح لنفسها بالتمعن فيها و تقول محاولة إدعاء اللامبالاة وقد نجحت في لملمة شتاتها " أنا ...ينبغي أن أذهب الآن...شفاك الله خالتي "

أوس أيضا لم يكن بأفضل منها حالا إذ ارتسمت على شفتيه ابتسامة مرتعشة يداهن بها أمه و يواري خلفها قلبا اختض بين أضلعه يصرخ رافضا ما قيل في لحظة مزاح ...

يرفض محتوما يخشى قدومه يوما ما مستقبلا لا محالة ...

كيف سيقوى على الزواج بامرأة بينما قلبه محجوز مسبقا عند أخرى ...؟
لا طاقة له لتحمل أوزار زوجة قد لا ترضى بزواج قائم على المودة فتستجدي حبه كحال كل امرأة تحتاج إلى العاطفة في علاقتها الزوجية ...
ولا قوة له لكسر أمه و حرمانها من حمل أحفاد تتوق إلى تشممهم و تدليلهم...

زاهرة التي كانت غافلة عن الجو المشحون الذي سيطر على الاثنين فجأة كانت تعانق جوري بمحبة كعادتها تودعها ثم ما لبثت أن أجالت بصرها حولها متسائلة "هل اتصلت بابن عمك ليرافقك ...لماذا لم يحضر بعد؟"

وكانت جوري تسارع مجيبة مسكتة ضميرها وقد اقتنعت أن الغاية تبرر الوسيلة فلا ضير من القليل من الكذب الذي لن يضر أحدا "في الواقع أخبرني حين أوصلني إليك أن لديه بعض المشاغل لذا ...يتعين على أوس اصطحابي "
وقبل أن تسمع تعقيبها كانت تقبلها مودعة على عجالة و تناظر أوس برجاء صامت منتظرة دعمه فكان يتمتم مستسلما " لن أتأخر أمي ..."

ارتدت على عقبيها عائدة إلى غرفتها ثم قالت بعد لحظات تحدث نفسها باستهجان متعجبة " منذ متى كان لمحمد مشاغل ولم يتجاوز الرابعة عشر بعد؟؟...أولاد هذه الأيام أعجب من العجب العجاب.."

..............................

تسير خلفه يسبقها بخطوة واحدة شاعرا بالحرج من مواكبتها جنبا بجنب ...فتناظر ظهره الواسع وتعجب لضخامة حجمه بظهره العريض و طوله الفارع..

تتذكر كيف كان دوما يبدو أكبر من أقرانه وقد آتاه الله جسما ضخما صحيحا لم يسخره يوما في التجبر أو التنمر على الآخرين ...فكانت دائما تتخيله كدب وديع سهل المعشر ...

قطع حبل أفكارها صوت أنثوي يهمس بنعومة " مساء الخير أوس..كنت آتية إليكما بالعشاء"

فتطل جوري من خلفه وقد ميزت صوتها البغيض الناعم (المبتذل) تماما كابتسامتها الرقيقة (المبتذلة) ...وحياءها البغيض( المبتذل )...



فتناجي نفسها مستنكرة تصرفها المائع مثلها (تلك المتحاذقة ...تعمدت اعتراض طريقه لتستعرض مهاراتها الفذة ... كان بمقدورها المرور دون لفت انتباهه ...لماذا تنظر إليه ببلاهة هكذا ...هل تنتظر منه أن يعود معها و يجالسها مثلا؟؟..)

وقبل أن يتسنى لأوس فتح فمه كانت تنتزع الماعون من بين يديها ببعض الخشونة وتقول برقة مفتعلة وقد رسمت على شفتيها ابتسامة صفراء واسعة تداري خلفها مكرا نسائيا لم تكن تدري أنها تملكه "لا تتعبي نفسك حبيبتي ... سأوصله في طريقي بما أني عائدة لأشرب بعض الماء ..."

وتعود أدراجها متجاهلة شهرزاد التي عقدت الدهشة لسانها ...

تضع الماعون على الطاولة الخشبية في المطبخ الصغير و تهم بالمغادرة إلا أن الفضول يغلبها فترفع الغطاء عن المستور وتشهق مبرطمة شفتيها تهمس مستنكرة "هل هذا طعام يا عباد الله ...حتى أكلها يشي بلهفتها .. وكأنها احتارت ماذا تحضر فخلطت كل ما وجدته في المطبخ من مكونات ....هل تنوي إصابتهما بعسر في الهضم ؟؟"

فتباغتها زاهرة التي أطلت متسائلة "جوري مازلت هنا يا ابنتي؟"
فتغطي جوري الطعام على مهلها وتجيب معللة "آه...عدت لأشرب بعض الماء ..."

تضيف بلا اكتراث بينما تمر عليها عند باب المطبخ تومئ برأسها ناحية الطاولة "بالمناسبة ...بنت السلطان تكرمت و أطعمت رعاياها من خيرها العميم"

وقبل أن تسمع تعقيب زاهرة كانت تودعها على عجالة و تهرول خارجة وقد فطنت متأخرة أنها مهّدت لتلك المبتذلة دون أن تدرك فرصة لتنفرد معه حين تركتها واقفة برفقته...

تحث الخطى نحوه فتدركه واقفا لوحده بانتظارها فتحوم عيناها المتفحصتان حولها فيباغتها أوس متسائلا باتزان "هل أضعت شيئا ما ؟"

فتهمس في سرها أنها أضاعت دماغها على ما يبدو وباتت كالحمقاء تتصرف برعونة وتبتسم في وجهه تهز رأسها نافية ثم تترجاه بالقول وقد توهجت زرقاوتاها ببريق دافئ " هل يمكنك أن تأخذني إلى الحظيرة أولا؟...أريد رؤية الخراف الصغيرة ...تماما كأيام الصبا"


تنفس بعمق وقد فلتت نبضة أخرى من خافقه العاشق المتولّه
وهل يملك أن يرفض لها طلبا ؟؟...
إن كان النظر إلى وجهها البهي الوضاء عذاب فإن التركيز على زرقاوتيها كل العذاب ...
عيناها سبحان المعبود...
وما فائدة النقاب الذي ستر نصف وجهها إذا ما كانت عيناها ظاهرة للعيان
..عيون خُلِقت لفتنة العباد...

زفر نفسا محترقا بما يضطرم في صدره يكبح آهة تتوق للانفلات من بين شفتيه المزمومتين ....

متى يصل إلى دار الحاج عبد العليم فالقلب مثقل بات لا يطيق أحمالا على أحماله...

..........................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:05 PM   #123

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تداعب الحمل الصغير مربّتة بحنو على جذعه المكسو بصوف أبيض ناصع دليلا على ولادته الحديثة وتهمس له بأرق الألفاظ بنعومة صوتها الأجش بينما اكتفى هو بالوقوف مسندا ظهره على إطارالباب مكتفا ذراعيه يتشاغل بالنظر هنا وهناك عن كل تفاصيلها المهلكة...همسها الناعم...صوتها الدافئ ...حتى جلستها البسيطة مفترشة القش بدت لعينيه في قمة البهاء و الفتنة ...

استمرا على نفس الوضع للحظات إضافية ثم كانت جوري تسترعي انتباهه حين همْسِها بصوت خفيض به لمحة من شرود "أردت أن أراك ...لأعتذر لك عما بدر مني ذاك اليوم"
صمتت تنتظر جوابه دون أن ترفع عينيها عن الصغير بين يديها ...

كانت قد أمضت أياما خجلى مما فعلته بعد موت والدها ..لم تكن نفسها حيث كانت تعيش حالة من الصدمة و الذهول ووجدت قدميها تقودانها إليه تستصرخه دون وعي منها لينقذها من ألم الفقد الرهيب ...

ثم استغرقت أياما أخرى لتصحو من هذيانها فكانت فظاعة الموقف تُصفع في وجهها بقسوة فغرقت في الشعور بالذنب والخجل الشديد ...واعتقدت أنها لن تملك الجرأة أبدا على مواجهته مرة أخرى في حياتها ...

إلا أنها فكرت بعقلانية مطولا وأدركت أن الهروب لم يكن يوما حلا ناجعا بل و اعتبرت ما حدث خيرا وفرصة لها لتبوح له بمكنوناتها فحسمت أمرها أخيرا و جالدت لشحذ همتها ثم قررت المضي قدما و الذهاب لرؤيته....


ترتعش ابتسامة شجن على شفتيه وقد تمثل المشهد أمامه بكل تفاصيله القاسية ثم يستجمع كل اتزان يملكه و يردف متسائلا بفتور مقتضب "أي يوم؟"

ابتسامته الحزينة كانت معدية لها حتى وإن لم يتسن لها رؤيتها حين أدركت أنه وكعادته يريد تجنيبها إحراج اللحظة وإراحتها بأسهل الطرق و أقصرها ...بادعاء النسيان ...والحال أن كلاهما لم ينسى ...كلاهما يتذكر الموقف ويراه على طريقته الخاصة ...

لكنها لن تسمح له اليوم بهدم جسر تسعى لتشييده نحوه فتهمهم بثبات واتزان بما دربت نفسها على قوله "دعنا نعقد اتفاقا أولا ...لن يكون اليوم بيننا إلا الصراحة ...لذا فقبل كل شيء ...اِعلمْ أني اليوم لم آتي إلا لرؤيتك ...لأبوح بالكثير ... "


يا ويلها من صراحة تطلبها ...
لو تطلع على فؤاده ...عما يداريه عن العيون ...وكم تُصَعّب عليه الأمر بتفننها في تعذيبه دون أن تدري ...فتزيده على شقاء عشقها مشقة المداراة ...

وكان يعلم أنه لن يستطيع أبدا الالتزام باتفاق كهذا ...
وهل يجرؤ على إخبارها أن ما حدث لا ينفك يداهم خياله كل يوم ...؟
هل تريد أن يصارحها حقا أنه لا يريد أن ينسى قسمات وجهها الذي لم يتخيل يوما أنه سيراه مرة أخرى أبدا...؟
أم تريد أن تطلع على ما تخيل نفسه يفعله بها بدل أن يصرخ في وجهها يومها عند الشجرة...؟


اعتبرت سكوته علامة الرضا فكانت تسترسل في كلامها مركزة نظراتها على كفها التي كانت تمسد ظهر الحمل بحركات لطيفة رتيبة شاعرة بالتوتر المصاحب لترقبها لردة فعله" كان الخبر أشبه بصاعقة ضربت دون سابق إعصار ...لم أستطع السيطرة على عقلي الذي رفض أن يصدق ..كيف يموت أبي وهو في أتم الصحة والعافية لا يعاني من أي داء ...كنت أبدو للناظر صامدة راضية بقضاء الله لكن..كنت أعيش حالة من الذهول و الانفصال عن الواقع في داخلي ...لا أظن أن هناك ألما أشد من ألم فراق أحب الناس على قلبك ...رهيب لا يحتمل والأقسى لا يمكنك التخلص منه أو رميه بعيدا و المضي قدما ...كنت فاقدة للسيطرة على تصرفاتي ..متعبة و مخنوقة ووصلت مشاعري المشوشة إلى ذروتها يومها...وفعلت ما فعلت ...أنا آسفة حقا لأني وضعتك في موقف محرج "

ارتفعت غصة مسننة في حلقه وقد ذكرته بموقف مماثل عاشه حين كان مراهقا وكان يتفهم شعورها وكأنه كان مكانها ...لأنه ببساطة كان كذلك ذات يوم ...
قال أخيرا بصوت أجش عميق مثخن بالمشاعر "أعرف هذا الشعور...حين يذوب المرء في حزنه العميق ... حين مات أبي عانيت الأمرين ...أمضيت أياما غاضبا ساخطا على حياتي ...لماذا أكون الوحيد الذي يعاني ...لماذا يجب أن تكون حياتي صعبة هكذا بينما أرى الناس من حولي يعيشون براحة ... والحال أني حين أتذكر ما دار في خلدي حينها أتساءل أي شيطان تلبسني لأسخط على قدر الله وأنكر ما وهبني من نعم بمنتهى السهولة...."

كلامه كان كالبلسم أنعش روحها فكانت تغرق في أمواج من عاطفة دافئة ...من شعور بالارتياح وقد أزيح حمل ثقيل عن كاهلها ...وكم كانت ممتنة لهذا الإحساس الرائع ...أن يكون هناك شخص يفهم تماما ما تمر به فيهدئ من روعك ويشعرك أنك لست وحدك من عاش مشاعر غريبة مضنية ...

فتسترسل شارحة بحماس و عفوية و قد غادرها القلق "أتصدق أنني اعتقدت أني جننت ...لم أفهم أبدا التناقض الذي عشته ...أتصرف بما بدى لي مناسبا في حين ...ثم بعد حين أكاد أفقد عقلي محاولة إيجاد تفسير منطقي مقنع لما فعلته " ثم تضيف بصوت أجش ونبرة تشي بوصولها إلى نقطة توازن جعلتها تعي ما تمر به مستنبطة الدوافع و الأسباب "وارتكز كل شيء حول قوة المشاعر ...من الرائع أن يكون المرء مرهف الحس لكن في المقابل...من المخيف حقا انفلاتها عن مسارها الصحيح"


أي انسجام هذا ؟...وكأنها ترى ما في الجوى فتصف ما يعيش في التو بمنتهى الدقة ...و القسوة ...

وكان يعيش على بعد أقدام قليلة منها حالة غير مسبوقة من فقدان السيطرة ....
يقف على حافة جرف هار يوشك أن ينهار به في أي لحظة فيضيع فاقدا توازنه متناسيا من يكون ...ومن تكون ...

وكان...فيتخيل نفسه يدنو منها ...يضع الحمل جانبا ...يمددها على القش... ثم يرتوي من ثغرها ويرتوي إلى أن تفقد وعيها بين ذراعيه...
فيبتلع ريقه يبل حلقه الناشف ويعاجلها بالسؤال يصرف ذهنه عن الجنون الذي تلبسه " وهل أنت أفضل حالا الآن؟"

تهز رأسها المنكس إيجابا و تهمس بصوت ناعم هادئ ممتن زاد قلبه لوعة على لوعته " كلما حاولت موجة الألم واليأس أن تسيطر علي أذكر نفسي أن هناك أشخاصا في هذا العالم حرموا من نعمة الأب ...بل من نعمة أب حنون مراع كأبي حتى وإن كان آباءهم إلى جانبهم ..فمن أنا لأعارض قدر الله وقد عشت أروع الأيام معه رحمه الله ...لذا عمليا ..أنا بخير "

تتوقف عن مداعبة الحمل وتطلق سراحه وتراقبه يهرول نحو باقي الصغار في الزاوية يوشك أن يفقد توازنه وقد ارتعشت قوائمه الضئيلة إلا أنه يتجلد و يقاوم يشق طريقه ليلتحق بالركب ...
تعتدل في جلستها تقابله وتقول بينما تفرك راحتي كفيها ببعض التوتر "أمر آخر ...أنا أمقت هذا التباعد الذي نشأ بيننا من العدم "
يا رب الكون ...مجددا؟...ألم تقل أنها كانت يومها تحت تأثير صدمة الفجيعة التي داهمتهم دون سابق إنذار ...لماذا تناقض أقوالها الآن ؟؟

وكأنها عرفت ما دار في خلده فكانت تعاجله بالقول الهامس تبغي توضيح الصورة قبل أن يتيه في حيرته أكثر "أعلم أني قلت لك أني كنت مشوشة إثر المصيبة التي حلت على رأسنا ...لكن في الواقع ... مشاعري كانت موجودة قبل ذلك بكثير ...موت أبي لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير .....أرجوك امنحني فرصة لأشرح لك وأوصل مشاعري على وجهها الصحيح هذه المرة "

واقترب خطوة أخرى من حافة الجرف ...وارتفعت ضربات قلبه تصم أذنيه وقد هبت زوبعة عشق في حشاه فكانت تثير فوضى حسية عاتية ...ويفضل الصمت يكز على أسنانه يحاول النجاة بما تبقى من عقله المغيب...

تواصل وقد شجعها صمته دون أن ترفع عينيها المطرقتين أرضا تعافر لتوصل إليه مشاعرها كاملة دون نقصان هامسة بصوت مشحون أجش " أتذكر كيف كنا نحن الثلاثة لا نفترق عن بعضنا ..كانت أوقاتً ثمينة أسعى اليوم جاهدة للاحتفاظ بأدق تفاصيلها في أعماق ذاكرتي بعد أن غدت مجرد ذكريات لا أمل في استمرارها ...نأيت بنفسك عني تدريجا إلى أن نجحت في الانسحاب تماما من حياتي بعد أن ابتعد ليث أيضا و انشغل بدراسته و حياته الجديدة ...حيث لا وجود لي ...أنا ...افتقدت مجالستك...نوادرك و طرائفك ...ولكني لم أستطع أن أصارحك بتبرمي من هذا الوضع واحتفظت بشعوري هذا طيلة سنوات ..إلى أن حدث ما حدث يومها و انفجرت دفعة واحدة على نحو مبهم مغلوط "

ماذا عليه أن يفعل ...؟؟
ربااه...
لو كان الأمر بيده لولى هاربا بعيدا عنها إلى أن يهدأ قليلا و يستعيد توازنه العقلي الذي ما فتئ ينسحب ببطء خبيث مستسلما لقلبه الذي قرر أن يأخذ بزمام الأمور هذه المرة ..
ومتى كان القلب حَكَما عادلا إذا ما احتكم إليه الحبيب ؟؟...


زفر نفسا لاهبا طويلا يكابد لمداراة تنفسه الذي أضحى خشنا متسارعا على نحو قد يخيفها إذا ما استشعرت الجو الذي طفق يثقل بينهما وهمس بصوت جالد ليجعله ثابتا رزينا محايدا كعادته إلا أنه خرج خشنا أجشا به لمحة من أسى
"كنا صغارا و كبرنا ...من الطبيعي أن نتغير و تفترق سبلنا "

وكانت عبارته المنطقية تعزف على الوتر الحساس إذ انتفضت واقفة بحركة خشنة أجفلت الخرفان و جعلتهم ينحشرون في الزاوية متكدسين بذعر وهتفت بثقة من يؤمن بفكرة و يستميت في الدفاع عنها "وهنا مربط الفرس ...لماذا يجب أن نتغير إذا ما كبرنا ...لا أرى سببا وجيها ليتكهرب الجو بيننا و نتباعد ...مازلنا نفس الأشخاص ...نعرف بعضنا و نثق ببعضنا ...إليك مثالا حيا يوثق كلامي ...ألم تلاحظ أني أفضيت لك منذ قليل بآلامي ...أنت تفهمتني دون جهد يذكر دون أن تحاكمني ...وأرحتني من تكدري ...ألا يمكنك أن ترى الانسجام الكبير بيننا ؟...لماذا نهدر مثل هذه المشاعر الجميلة لأجل لاشيء "

لم يعد يطيق ما يجيش في صدره أكثر ...فيسقط الخط الدفاعي العقلاني الأخير ويضيع بلا عودة قريبة قبل أن يخرج كل العاطفة المشبوبة في قلبه الذي يوشك أن ينفجر ...

وكم هو خطير الانفلات بعد طول كبت ...يشتعل سواد مقلتيه يرنو بنظراته إلى عينيها فيزداد جنونا على جنونه ..لكنه لا يبالي ..لن يبالي بعد الآن وقد عيل الصبر من صبره فيتوجه نحوها بخطوات بطيئة ثابتة كفهد يتربص بطريدته ويهمس متسائلا بصوت مخنوق بالعاطفة "وما يدريك أنني نفس الشخص الذي عرفته ...."
فيتغضن جبينها وتتألق عيناها بتحد سافر وتهتف مصرة على رأيها "أعرف أنك أوس ذاته...أوس الذي أحببت وجوده المميز المريح في حياتي ...وأريده أن يكون دوما كذلك "

فيقبل التحدي ويقابله بتحدي ...وشتان ما بين الأول والثاني ...

وكان يتقدم خطوة صغيرة أخيرة فتصبح إحدى قدميه معلقة في الهواء ...وكان الجرف ينهار به...

يصل إليها ويقف أمامها تفصلهما بضع إنشات ...ويتصاعد التوتر بينهما بالغا أوجه وكلاهما يرفض الحياد بعينيه ...أصابعه المكورة تحفر في باطن كفيه المتقبضين يمنع نفسه بشق الأنفس من لفهما حول تكوين كتفيها الناعم وهزها لتستيقظ من حلمها الطفولي اللعين ...يطحن أسنانه غضبا و يهمس بصوت عاطفي خفيض "لكني لم أعد أراك جوري ذاتها " ويواصل بنبرة نارية تحمل بين جنباتها حنق مئات الليالي ...بل الآلاف ...أمضاها مؤرقا لا يعرف الرقاد سبيلا إليه "بل أخرى ...قاسية ...أنانية ..ظالمة.."

تخرج أخيرا من فقاعة قناعاتها الخاصة التي كانت تسعى باستماتة لإيصالها إليه و تتنبه إلى قربه...نظراته المشبوبة وقد فاضت بألق معذب مجروح ..ورهيب ...صدره الذي كان يعلو و يهبط يحاكي انفعالا يجيش فيه وقد ضاق بأنفاسه فتمزقت متسارعة لاهبة كبركان ثائر وتجفلها كلماته القاسية التي لم تسمع لها مثيلا منه من قبل أبدا فتسأله حائرة ضائعة في عمق قطران حدقتيه "أوس؟؟..ما الذي فعلته لك لِ..."

فيقاطعها مقتربا أكثر منها تلفح أنفاسه الحارقة وجهها ويهتف هذه المرة بانفلات معذب خائب "هل أنا مجرد لعبة في نظرك ..لألتزم بالترفيه عنك و إراحتك؟...ماذا عن رأيي من هذا كله...ماذا لو لم أعد أريد الاكتفاء بدور كهذا و حسب ...ماذا عن رغباتي ...مشاعري ...أنا إنسان ...من لحم و دم ...أنا ...رجل جوري ...رجل "
تتسع عيناها مع كل كلمة ينطقها وقد داهمها على حين غرة فيختض داخلها بعنف وتشعر بكل الموازين تنقلب رأسا على عقب في عقلها فتلهث شاهقة بخفوت وتهمس اسمه بذهول وقد جمّدت صدمة انفجاره المفاجئ كل شبر منها لتشمل دماغها الذي تبلد للحظات ..

كان قريبا منها كما لم يكن يوما في حياته ...لدرجة تسمح له برؤية أدق تفاصيل الزرقة المتماوجة بدرجاتها المختلفة في حدقتيها...
وأن يرى الصدمة التي سكنت عينيها ...والذهول...
وكانت رحمة الله تهبط عليه من حيث لا يدري فيتنبه أخيرا إلى ما كان يفعله وما كان يقوله فينسحب خطوة إلى الوراء و يتدارك نفسه ممحورا الكلام يوجهه نحو تيار مغاير وقد بات قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في المحظور ...فيدمدم بخيبة دون أن يقدر على سحب عينيه بعيدا عن مغناطيس عينيها "أنا ...رجل ...غريب عنك ككل الأغراب"

فتخرج من صدمتها و تهتف بحدة تشوبها الخيبة وكأنها كانت تنتظر تفسيرا آخر ويشتعل حنقها من محاولات صدها عنه التي لا تنتهي "لا تقل هذا ...لست غريبا عني "

عنادها السخيف يسحبه نحوها بينما كان يكابد لينغلق على نفسه كعادته ...فكانت تستفزه بإصرارها العجيب لكنه لم يكن اليوم في مزاجه السمح ليجاريها و يداهنها بل كان مصرا على دحر معتقداتها مهما كلفه الأمر وقد أيقن أن لا حل ليبعدها عنه ما دامت مصممة على إقحامه في حياتها عدا أن يريها الأمور على حقيقتها ...

" بلى ...رجل غريب يمكن لكثرة اختلاطي بك أن تفتنني ...لست معصوما ...ولا منزها ... "

فتقاطعه هامسة بنبرة مرتعشة مرتاعة غير قادرة على سماع المزيد"لاااا...أنت لست هكذا ...أنت لست "

وكان دوره ليقاطعها مصمما على المضي قدما فينطق كلمات انطلقت كسهام نارية أحرقت قلبها المختض "لماذا تنكرين طبيعة جبل عليها البشر ...ما اجتمع رجل و إمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ...لا تحمليني ما لا طاقة لي به ...لا تطلبي ما لا يقبله عقل و لا منطق ... واسألي نفسك...تحت أي مسمى قد يندرج وجودي الذي ترجينه في حياتك "

فتضرب الأرض بقدمها تستشيط جنونا يوازي جنونه وتحتد عليه بينما تبرق عيناها تترجاه لينصاع (كعادته) "لا يهمني مسمى وجودك في حياتي ...ولن يهمني ...كف عن التفوه بالسخافات ...لماذا تتعمد استفزازي و تعقيد الأمور البسيطة ...ألا يمكن أن نمثل استثناء مما أسميته طبيعة جبل عليها البشر .."

وكان يشعر بنفسه مستنزفا وقد استهلك كل عواطفه في مواجهتها وقد وصل معها إلى طريق مسدود فكان يقابل رجاءها برجاء آخر ...يتوسلها أن تصغي إليه ...أن تنهي ما لا تعلم أصلا ما تخوضه فيردف بصوت متعب فاتر يناقض الاشتعال الذي لا يزال قابعا في عينيه المحترقتين بعنفوان عاطفته المتقدة "قلتِها بنفسك ...طبيعة جبل عليها البشر ...متأصلة داخل كل واحد منا ...ووجد لها الدواء ...وحدث أن كان البعاد ... لا يوجد سوى طريق واحد يمكن أن يجمعنا جوري...طريق واحد تعرفينه تماما دون أن أشرح لك ...وإلا فعلى ما كان بيننا السلام..فلا وجود لأنصاف علاقات بلا عنوان .....لذا فآن لك أن تلفظيني من حياتك و تتقبلي أن لكل بداية نهاية في هذه الحياة ...وتبقى الذكريات تلامس قلوبنا وتسعد أرواحنا ... "

تضعها مفاهيمه البسيطة الحازمة في مفترق الطرق ...
تملك خياران لا ثالث لهما ..أن تتقبل أنه ما عاد جزءا من حياتها بعد الآن ...أو أن ...

تسمح لذهنها أن يسرح بأفكاره في الاحتمال الأول فتزداد اختضاضا على اختضاضها متخيلة نفسها مجبورة على تركه يغادر حياتها كأن لم يكن له فيها يوما وجود بحكم الفوارق بينهما وتجنح بخيالها إلى من قد تحل محلها فتمثُل صورتها أمام عينيها بمنتهى الوضوح ..فتثور روحها كمحارب يذود بحياته عمن يحب فتلتهب في عينيها غيرة عاتية و تصرخ فيه ملتاعة بصوت مخنوق "وماذا تسمي اختلاطك بتلك المتملقة ...أم أنك تريد أن يجمعك بها ذاك الطريق...أنت فقط تحاول إخافتي ...أنت لا تعني أي كلمة قلتها "

يستشعر بحدسه كرجل غيرتها الصريحة فيقف تائها حائرا في ردود فعلها العنيفة ...يصرخ قلبه منتشيا بسعادة ينبئه بميلها إليه وإن لم تكن على دراية بنفسها بعد ويحثه على استغلال الفرصة و سحبها إليه أما عقله فقد تكالبت خلاياه مستميتة لردعه ...فيحرص على تذكير نفسه مجددا أن لا أمل لهما معا حتى وإن بادلته الغرام غراما فسيعارض الكل زواجه بها ....فيسألها أخيرا بصوت متعب مباشرة دون مواربة وقد حار في أمرها "لم أعد أفهمك حقا ...ماذا تريدين مني بالله عليك؟"
فتعيد إليه سؤاله بتساؤل حذر "ماذا تريدني.... أن أريد منك ؟"

(أن تعشقيني ...أن تغرقي في و معي ...)
لكم ود لو كان بوسعه التشدق بما يريد دون أن يهتم لأي اعتبار ...

وبدل ذلك كان يبتسم بدفء ويردف بصوت أجش خفيض"أريدك أن تفهمي أني لا أتهرب منك ...أنا فقط أتصرف وفق الأصول ...وفق الشرع ...لا حق لي فيك ..لا حق لي عليك ...كما قلت سابقا ...أنت مرهفة الحس بشكل كبير وقد شعرت بفراغ ابتعاد أخيك ...زاده اتساعا فراغ موت أبيك ...فأردت أنيسا لوحدتك ...جليسا في وحشتك ...لا تبحثي هنا و هناك ...لديك أمك ..وعمتك سمية ...لديك أمي أيضا فضفضي لهن...صدقيني ستجدين فيهن كل العزاء و تنسين أمري تماما "
وكان الجواب يتردد بصداه المدوي كطلقة رصاصة في قلبها ....(لكني أريدك أنت ...دون سواك)
وظلت للحظات هامدة تستوعب وصرخ به قلبها مغافلا عقلها الذي أعلن الخنوع ...
عيناها المصدومتان مثبتتان في عينيه دون أن تراه فعليا إلى أن نطقت أخيرا بشرود أجش "هلا ...ذهبنا من فضلك "

...............................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:07 PM   #124

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لماذا تخبرني بتفصيلة صغيرة كهذه الآن ؟)

سؤال بسيط يملك إجابة ككل سؤال ...إجابة أبسط ربما ..إلا أنها تجمع ما بين القسوة و مرارة علقم الواقع ...

سؤال في محله أيضا ...يتناول سيكولوجية الإنسان فيكون لكل تصرف دوافع ...
حتى تلك السلوكيات المسماة (بالعفوية) ليست نابعة من العدم ...بل من عقل باطني ...فيتصرف المرء بشكل لا إرادي قد يعجز عن تحديد دوافعه وأسبابه لكنها تظل موجودة دائما في أعماق أعماقه حتى وإن غابت عن إدراكه ....

والحال أن معتصم كان مدركا بشكل مفرط لوضعه ...لدوافعه ...لتصرفاته أكثر من أي وقت مضى ...وكأن غشاوة رفعت عن عينيه فكشفت كل شيء دفعة واحدة مولدة تأثيرا رهيبا قد لا يقوى على تحمله قلب بشر من لحم و دم...

" ربما لن يروقك ما ستسمعه...لكن وجب علي تحذيرك مسبقا لأختصر عليك الطريق إذا ما قررت التراجع ما دمت على البر ...قلبي مات ومشاعري تجمدت ..لم أعد معتصم الذي عهدته..لن أتوانى من الآن فصاعدا عن استغلال كل من حولي دون أدنى حس للمراعاة ...بمن فيهم أنت ..."

استقبل كاظم كلامه بهدوء وتؤدة دون أن يبدي أي انطباع لعيني معتصم المترقبتين بوضوح لأنها لم تكن معلومة جديدة عليه فمن خلال ملاحظته لما انقلب إليه حاله مع أمه عرف أن رصيده من التفهم و الحلم قد نفذ تماما , ربما كان السبب غامضا بالنسبة إليه لكنه بات واثقا أنها فعلت أمرا جللا لا يمكن تمريره أو غفرانه بسهولة ...

لكنه كان أدرى بما يعانيه معتصم ...فبقدر الحب يكون الكره... وبقدر الغدر تكون المعاناة...ويغدو العفو ضربا من المحال ...لا مجال للسماح ..لا سبيل للنسيان ...فقط عالق في حلقة حقد مفرغة يدور ويدور ويذكي النيران على مسارات مستعرة حفرها أقرب الأقربين على قلبه ...
نار لن يهدأ له بال حتى يخمدها مهما كلفه الثمن...

يرمي إليه نظرة واثقة و يتمتم بهدوء بينما يسحب الكرسي المحاذي لسريره ويستقر عليه جالسا بارتياح تام "ربما ...لا أمانع أن يتم استغلالي من طرفك"

فيجيبه معتصم بنبرة فاترة ذات مغزى "أنت مدين لي على كل حال ...أردت فقط أن أكون صريحا واضحا معك "
فيفهم كاظم رسالته ...يريد أن يحسسه إلى أي مدى تغير بقيامه بتصرف مناقض لما عرفه عنه ... بتذكيره بالمساعدة التي قدمها له من قبل( وهو الذي تحاشى دوما الإشارة إليها كي لا يحرجه ) كان يُفهِمه أنه مجبر على الانصياع ردا لدينه ...
مُصيَّر لا مُخيَّر ...مهما كان ما سيطلبه منه...

ثم يشيح بوجهه جانبا و يبادره بالسؤال المباغت "هل ما زلت تكن المشاعر لأختي ؟"

وكانت هذه نقطة أخرى تشي بتبدله ...لم يكن الحديث بينهما مباشرا من قبل أبدا ...حتى حين خطبها منه لم يعبر عن مشاعره بشكل سافر صريح بل تركه ليفهم من تلقاء نفسه من خلال إصراره على معاودة الكرة ...
معتصم أيضا لم يناقش ولم يحاول التوغل في الحديث ...فالموضوع يدور حول أخته وحتى وإن كان يثق بصديقه يظل الأمر حساسا ...لذا كان من المفاجئ أن يسأله دون مواربة هكذا ...

فيحتوي كاظم صدمته بعد أن داهمه بحق هذه المرة ويرد باقتضاب مجليا حلقه
"وهل إجابتي تشكل فارقا فيما تنوي طلبه مني ؟"
يجيبه معتصم ببساطة "إذا كنت سأطلب منك أن تهتم بها ...فنعم...إجابتك تشكل فارقا"
فيقول كاظم بفضول "ماذا إن أجبت ب(لا)"
"سأطلب منك حينها أن تراقبها من بعيد ...ولا تتدخل إلا إذا وضعت نفسها في موقف خطير ...أي أنك ستلعب دوري " تمتم شارحا بهدوء فيسأله كاظم هذه المرة "وإن كانت إجابتي بلى ؟"

فيعاجله بالقول كمن درس الوضع مسبقا من كل الجوانب "سأعكس الأدوار حينها ...وأكون أنا من يطلب منك أن تتزوجها "
كانت هذه أمسية الصدمات على ما يبدو وكان كاظم مجبرا على كتم انفعالاته وبذل جهد أكبر للتركيز على هذا الحوار الغريب الذي لم يتخيله يوما ولا في أعتى أحلامه فيسأله مترقبا إجابته "وماذا عن رأيها ...هل ستضعها في نفس الموضع مجددا ...وتقرر عوضا عنها ؟"
فيرد معتصم مقرا بصراحة"ولماذا قد ترفض شخصا مثلك ...لا ينقصه شيء"
كان دور كاظم هذه المرة ليدمدم بصراحة محاولا قدر المستطاع أن ينحي عدم الارتياح الذي لازمه بينما يتحدثان في موضوع حساس للغاية بالنسبة إليه"رفضي لثلاث مرات على التوالي يعني أنها تستحق من هو أفضل مني ..وسكوتك كل هذا الوقت يعني تأييدك لما تم اتخاذه"
يدير معتصم وجهه ويطالعه بنظرات خاوية بينما يقول مبتسما بغرابة "كما سبق وقلت ...لن أتردد في استغلال مشاعرك لحماية أختي بما أني عاجز ضعيف لا أستطيع مساعدة نفسي من الأساس ...لأكون صريحا ما كنت لأطلعك يوما على الحقيقة لو لم ينتهي بي المطاف مسجى بلا حراك هكذا"

يتعمق شعوره بالشفقة نحوه ...محاولاته لاستفزازه هكذا لا تدل إلا على حجم معاناته الداخلية وكأنه يصر على إقناع نفسه أن كل من حوله سيتركونه وحيدا عاجلا أم آجلا فيحاول تجنيب ما تبقى من روحه خيبة أخرى محتملة يوجهها إليه من تبقى إلى جانبه ...يسأله بهدوء بعد لحظة تفكير ينوي سحب المزيد من جعبته التي فاضت بعد طول امتلاء "ماذا لو لم أكن أرغب في التورط معها مادامت بهذا الضعف ....ماذا إن تغيرت مشاعري نحوها ؟"
فتبرق عيناه بغضب ويقول بحدة يتحداه لينكر"لا ...لم تتغير ....لم أعد أصدق أنك قد ترفض قطع صداقتك بي فقط لأجلي ...لاشيء بلا ثمن مقابل ...لا تحاول أن تقنعني بأنك لم تستمر في الأمل ...في البحث عن فرصة أخرى تقتنصها لتحقق مرادك "
يظل كاظم على سكونه ويمنحه فرصة ليلتقط أنفاسه ثم يجيبه شارحا بصبر "وهل رأيت مني ما يدل على كلامك ....النادي الرياضي حيث كنت أراها دوما وهجرته ...بيتكم حيث يمكن أن أصادفها وعزفت عن زيارتك ...إلا إذا كنت تظنني قد أحاول التقرب منها خلف ظهرك ...هل عرفت عني مثل هذه النذالة؟"
لا يبدي أي تأثر وتظل ملامحه على فراغها بلا أي تعبير وكأنه لم يعد يثق بأحد ...وكأنه لا يريد أن يتسرع في الحكم يتأمله لبرهة وقد خفت بريق الغضب في مقلتيه قليلا ثم يقول ببرود مقتضب"ربما ...معك حق "

يقرر كاظم أن دوره قد حان ليدير دفة الحديث على هواه فيهمس بجدية قائلا "أنت مشوش معتصم....أنصحك أن لا تتخذ أي قرار وأنت في هذه الحالة ...قد تفعل ما تندم عليه لاحقا "
يصدح حلقه بضحكة سوداء بها من المرارة ما يضني الروح ويقول بنبرة ساخرة يتخفى ألم فظيع بين طياتها "لا أعتقد أني قد أندم أكثر مما فعلت ...ندمنا وشبعنا ندما "
فيسأله كاظم بحذر وقد قرر التقدم بخطوة واسعة نحوه "هل ...ترغب أن تفضفض لي ... لماذا تجافي أمك...هل حدث أمر آخر لا أعرفه؟."
فتتوهج عيناه مجددا ويقول بفحيح مخيف يقطر مقتا "هل أتتك شاكية ...عجيب ...وأنا الذي ظننتها لا تطيقك ؟"
فيرد باختصار مراقبا كل خلجاته وقد لاحظ عدم إنكاره لمجافاتها "لا ...لم تفعل ...حالكما ظاهر للأعمى"
وكان يغير الموضوع مناورا متجنبا سؤاله "أريد أن أعوضها ...ولو قليلا من حقها المهضوم ...كانت أكثر شخص تأذى في كل هذه المعمعة ...والحال أني عاجز مكبل في هذا السرير بلا فائدة تماما ...هل... يمكنك أن تفكر في عرضي ؟ "
وقرر أن ينصاع لرغبته و يكتفي بهذا القدر على أمل معرفة المزيد من التفاصيل خلال زياراته القادمة عله يتمكن من مساعدته ولو قليلا...


ربما يبدو تصرف معتصم استغلالا في منتهى الأنانية و القبح ...وهل هناك ما هو أقبح من اللعب بمشاعر الآخرين ؟
بات الآن متأكدا أنه أراد إحياء مشاعره مجددا تجاه تيجان بتصريحه ذاك ..بمنحه الأمل من جديد ...

من المفترض أن يجرحه استخدامه كدرع في وقت الحاجة لكن كاظم كان قادرا على قراءة ما بين السطور ...


نظرا للحالة التي يعيشها معتصم يمكنه أن يلاحظ بمنتهى اليسر أن المحرك الأساسي لكل تصرفاته مشاعر متشابكة معقدة من غضب عارم وحقد رهيب تجاه أمه لا طاقة له لاحتوائها لذا فقد أخبره بما فعلت بدافع فضحها بعد سنوات من مداراة فعالها ...ورغم كل الألم الذي حفرته بيديها في قلبه إلا أنه لم يرد إطلاعه على أي شيء....

وكان مخطئا حين قال أنه تغير جذريا ...شتان ما بين أسباب الأمس و اليوم ...كان ولا زال يداري عنها ...لكنه بالأمس كان يسعى لتلميع خلفيتها الراقية أما اليوم فيهدف إلى مواراة غسيل الأسرة القذر عن الأعين المترصدة بفضول لا يشبع...

ما قاله معتصم يظل صحيحا إلى حد ما ...هكذا هم البشر تحركهم مصالحهم ..وهذه المصالح لا تتخذ بعدا ماديا و حسب كما يعتقد غالبية الناس ...مثلا قد تظن أن الصداقة التي تجمعك بشخص ما لا مصلحة لك فيها ..فقط تبادل مشاعر نقية صادقة ...إلا أنك تستفيد منه في مطلق الأحوال ...ولو بشعورك بالارتياح إذا ما كنت معه تفضفض له عن همومك و مشاغلك ...ففي النهاية راحتك النفسية بعد الإفصاح عن مكنوناتك تعتبر مصلحة معنوية...لذا فوراء كل تصرف منفعة مهما بدت تافهة أو ضئيلة ...


ربما نسي أو بالأحرى تناسى أمرها خلال العامين المنصرمين ...لكنه حين رآها مجددا قبل شهرين في قسم العناية المركزة تساءل ...
هل مازال يرغب فيها بنفس الشدة ...هل ينبغي عليه أن يحاول مجددا ...للمرة الرابعة ...؟

وعرف الإجابة ...وعرف لماذا كان يجاهد أن لا يصادفها أبدا ...كان خائفا أن ينسف الرماد عن مشاعره الراكدة فيعود للانصياع لها مجبرا ...وكم كره ضعفه نحوها ...كم كره فقدانه للسيطرة على مشاعره فيما يخصها ...

ربما لم يشأ أن يقطع علاقته بمعتصم رغم أن هذا الأخير أبدى تفهمه التام لأنه أراد أن يظل مربوطا بها ولو من بعيد عبر أخيها ...
أو ربما لأنه أراد أن يراها بأم عينيه تحظى بمن يفترض أن يكون أحق بها منه ...
لأنه أراد تصديق صوت داخلي بعيد كان يهمس له ...أنها لن تكون لسواه...

ورغم هذا يظل معتصم شخصا عزيزا على قلبه سانده في أحلك أوقاته بغض النظر عن مشاعره نحو تيجان...

فحتى لو قُدِّر لها أن تكون الآن مرتبطة بشخص آخر حيث لا أمل له معها ما كان أبدا ليتوانى عن زيارته كما دأب طيلة الفترة الماضية ..كان سيسانده بنفس الطريقة تماما...

لكنه كباقي البشر لن يتردد في اقتناص الفرص إذا ما أتيحت له ولن يسمح أن يتم استغلاله دون أن يكون له من الفوائد نصيب ..

....................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:08 PM   #125

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



تلصق أذنها بالباب المغلق تصيخ سمعها محاولة الاستراق وقد نهشها الفضول ..تنتظر بصبر علّها تلتقط كلمات متناثرة تلمح إلى ما يدور بينهما لتتأفف بعد عدة محاولات يائسة وقد فشلت في فهم الهمهمة المكتومة ...

يباغتها الباب حين فتح على حين غرة بينما تقف على وضعها ذاك كلص متربص ينوي التأكد قبل الاقتحام فتلعن السجاد الذي كتم صوت خطوات الشخص الماثل أمامها فلو سمعته يهم بالانصراف لما رآها على هذه الحالة المخزية...

تعض طارف شفتها السفلى تناظره بإحراج بالغ و تصرخ عيناها برجاء صامت ليغلق الباب خلفه دون أن يفضح وجودها ...
فيطالعها بعينيه الرماديتين الخاليتين من أي تعبير ثم ينصاع لرجائها دون أن ينبس ببنت شفة...

يهز رأسه في تحية مقتضبة فاترة ثم يدس كفيه في جيوب بنطاله ويوليها ظهره مغادرا دون أن يبدي أدنى اهتمام أو تفاجئ للموقف الغريب الذي شهده منذ لحظات...

فتتدارك نفسها حين تتبين نيته وتلحقه ثم تردف بهمس متوتر" انتظر ...أريد أن أتحدث إليك من فضلك " ثم تواصل قائلة حين استدار بكليته إليها"هل ترافقني إلى غرفتي؟ "

يرفع حاجبيه وقد أدهشته عفويتها المبالغ بها ...ألهذه الدرجة لا يمكنها التمييز بين ما يصح و ما لا يصح ...يرافقها إلى غرفتها ...وبهذه الملابس البيتية الفاضحة...ما تلك العاهة؟؟...وأدرك لماذا يقلق معتصم عليها أكثر من قلقه على نفسه ...
تلاحظ ذهوله قارئة الرفض في عينيه فتعاجله بالقول "يمكننا أن نتحدث هناك في الشرفة المقابلة إذا كنت تمانع "
.......................

تبتسم بامتنان وتقول بصدق خالص وبعض التردد"أنا ...ممتنة لإصرارك على الوقوف إلى جانب أخي في الوقت الذي تخلى فيه الجميع عنه"
فيباغتها بهدوء هامسا"مثلما تخليتِ أنتِ "
كان قد لمحها عدة مرات تراقبه من شق الباب الموارب لغرفتها المقابلة لغرفة أخيها حين يأتي لرؤيته ...
يواصل هجومه بلا هوادة "هل تحتاجين إذنا مكتوبا لتدخلي إلى غرفته...أم ستكتفين فقط بأن أبلغه سلامكِ "
تتحجر الدموع في مقلتيها وتهمس بنبرة مجروحة مهتزة "أنت..... لن تفهم أبدا ما أعانيه"
يجيبها ببرود غير عابئ بانفعالها "صدقيني ولا رغبة لي في ذلك ...فما يمر به أخوك على كل حال أهم و أصعب..."
تهتف بألم وقد تهاطلت عبراتها "سيطردني كما طرد الجميع ...لا يمكنني أن أتحمل ذلك "
"عليكِ المحاولة لتتأكدي من صحة توقعاتكِ...من يدري ربما تفاجئين بالعكس"
تتأمله للحظات بنظرات شوّشتها الدموع ثم تسأله بأمل "هل هو بخير ...ما الذي تحدثتما عنه؟"
يبتسم لعينيها و يطمئنها بدفء"أخبرني أنه يفتقدك ...أنه تعيس بدونك "
تنشج بخفوت معذب و تقول بتقطع بين شهقاتها "أنا أيضا أفتقده ... لست قوية كفاية لأتحمل النبذ عشرات المرات مثلك ...لكن... أعتقد أني سأعمل بنصيحتك " وحين خفت نشيجها قليلا كانت تطالعه بفضول أخيرا وكأنها تراه للمرة الأولى وسألته ما كان يجب أن يقال منذ البداية "نسيت أن أسألك عن اسمك .. تفاجأت كثيرا حين رأيتك تتردد على أخي يوميا وتعجبت كيف تكون مقربا منه إلى هذا الحد دون علمي .. "
يجيبها باتزان دون أي يبدي أي ردة فعل "كاظم ...صديق قديم لأخيك .."
وكانت تبتسم بصفاء و ارتياح في وجهه ...كطفلة بريئة تتخبط باحثة عن بر الأمان ...وكانت دوما براءتها ما خطفت قلبه...
فيتردد صوت فؤاده من بعيد
(وظننتُني غدوت منيعا ..فوجدتُني مخطئا )


............................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:09 PM   #126

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


دار الحاج عبد العليم ...ليلا


تجلس على سريرها كالمغيبة ...على نفس حالتها منذ ساعات ...لا تذكر كيف وصلت إلى الدار رفقة أوس ولا كيف أمضت بقية الأمسية ...حتى أن أمها سألتها عدة مرات عما يقلقها وقد لاحظت حالة الشرود ونقصان التركيز التي اعترتها منذ عودتها ...
لا تصدق ..لا قدرة لها لتستوعب وكأنها تعيش حلما غريبا لم تحسب له حسابا ...
تتعجب كيف حاد الحديث الذي جهزت له طويلا عن أصله...كيف انحرف الحوار فأوصلها إلى ما لم تتخيله يوما ولو في أغرب خيالاتها ..

همست غير مصدقة بخفوت تُسمِع نفسها ما تردد صداه داخلها منذ ساعات
"أنا ...أحبه...أحبه؟"

أحيانا يحتاج الإنسان إلى موقف واحد فقط يضعه أمام الأمر الواقع..
يكتشف أعظم خباياه فتتعرى مشاعره الحقيقية أمام عينيه
مشاعر لربما عاشت متخفية في قلبه لأعوام دون أن يفهمها أو يحاول تحليلها ...
وكان هذا ما حل بجوري ...اعتبرت وجود أوس كجزء لا يتجزأ من حياتها بمثابة مسلمة لا نقاش فيها دون أن تقف يوما مفكرة فيما يعنيه لها...
تفسير بسيط للأمور من طرفه جعلها ترى ما عجزت عن رؤيته لسنوات ربما
فتتساءل مجددا ...كيف بلغ بها الحال ما كان ضربا من المحال ....
كيف غفلت كل هذه المدة دون أن تنتبه لما نمى في قلبها في غفلة منها إلى أن تجذر تماما وتأصل ...
وكانت تفكر في كلماته تجتهد لاستنباط معانيها الحقيقية...

هل فُتِن بها حقا أم أنه يفعل كل هذا لخوفه من أن يفتن ؟...

هل كان يقصد الفتنة بمفهوم فيزيائي بحث لمحتوم قد يجمع رجلا و امرأة بوجه عام دون تخصيص حدث أن مال إلى جمالها دون مشاعر حب حقيقية...؟
و تتقلب ما بين مخافة وأخرى فتشعر بخيبة أمل رهيبة وقد تخيلت نفسها تحبه دون أن يبادلها مشاعرها ...فتمثل بإلحاحها عليه ثقلا لابد من التخلص منه ببتر علاقته بها و المضي إلى الأمام لبناء حياته بعيدا عن تطفلها ...
وابتسمت بشجن تردد ما خطر ببالها وليد شعور اللحظة
(وإن كنتَ تخشى أن تُفتن فقد فتنتُ أنا و انتهى أمري ...دون أن أدري
فهل لي في قلبك الرحب متسع فقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت )

.............................

لم يكن بأفضل منها حالا إذ فضل السهر تحت شجرة الزيتون القريبة من الدار وقد شعر بجدران غرفته تحكم خناقها عليه ..
يسترجع الحديث العجيب الذي دار بينهما ...كل كلمة ..كل همسة ..كل نظرة ...
لم يتخيل يوما أن يرى نظرة العشق في عينيها ...نظرة وإن لم تكن بعد على دراية بها ما كان أبدا ليغفل عنها ...
كان ينوي إيضاح الأمور لها بمنظور منطقي فخيّرها ما بين خيارين وقلبه ينزف بقايا عشق مذبوح بيديها متأكدا من أنها ستختار البعاد...
لكنها فاجأته بما لم يخطر على باله ...وكان يقرأ في عينيها ما يصرخ به قلبها الغيور ...
لم يتخيل يوما أن يكون بهذه التعاسة إذا ما تحققت أعتى أحلامه و بادلته مشاعره ...والحال أنها زادته وجعا على مواجعه ...
فلن يكون رجلا إن هو استغل ضعفها و أحكم طوقه حولها ...
يدرك تماما أن له المقدرة عل التأثير عليها و سحبها إلى مجاله دون عودة لكنه لن يفعل أبدا ولو كان الثمن أن يتعذب قلبه العاشق حتى الممات ...لأنه أدرى بأن كل الظروف ستعرقل هذا الارتباط ...لن يقف أحد إلى جانبهما ..حتى ليث رغم المعزة التي يكنها له لن يرضى أن تتزوج أخته بمجرد راع فقير معدم لا أصلا عريقا ليتغنى به ولا خيرا عميما ليغدق به عليها بما يناسب حسبها و نسبها ...
أمه أيضا ستفضل ألا يجرؤ على رفع رأسه إلى أعلى ..وستميل إلى إيجاد فتاة بسيطة غير متطلبة كل همها رجل طيب المنبت يسترها في الحلال ...
لماذا يجب أن تكون الدنيا بهذا التعقيد ...؟
كيف سيواجهها بعد اليوم ...كيف سيقوى على إضاعتها عن طيب خاطر وهو يعلم أنها تنجذب إليه....؟
وهو الذي ظن أن العذاب الذي اصطلى به حين عاش حبا من طرف واحد لهو أشد العذاب ...
وكان يتجرع مرارة الندم لأنه ساهم دون وعي منه في نفخ الغبار عن مشاعرها الغافية ...
وكان كل العذاب يبدأ للتو ...فكيف السبيل لإطفاء نار أشعلها بيديه
يغمض عينيه مريحا رأسه على جذع الشجرة خلف ظهره وتنساب الكلمات من شفتيه محترقة بحروفها النابعة من أعماق قلبه المتعب الذي لن يرتاح أبدا على ما يبدو
وإن كنتُ أدمنتُ عذاب الهوى وبالبعاد رضيتُ
فلن يرديني قرب الحبيب إلا قتيلا
أيا قلبا ناح بين أضلعي يرجو الوصالا
فما أبعده من رجاء... ويا ليته ينقطع الرجا
ورثيت حالي حين علمتُ
أن الرجا باق مادام في القلب عرق ينبض
وأن العشق باق مادام في الصدر نفس يتردد....
أيا قلبا هويت حبيبا يهوى عذابك
فكان كل حظك عذاب الحبيب
فيا رب ارحم هذا المُعَذَب ويا رب هَوِّن عذاب الحبيب ...

..................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:10 PM   #127

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اليوم التالي ...الجامعة صباحا



تجلس على أحد المقاعد في الحرم الجامعي تحتضن بين كفيها كوب القهوة الكرتوني الذي اشترته منذ قليل من الماكينة المقابلة ..
لا تعلم كيف ستتمكن من التركيز في محاضرات اليوم برأسها الثقيل المدوّخ ..
لو كان الأمر بيدها لفضلت البقاء في البيت لبضعة أيام أخرى لكنها ملزمة بالتفكير في والديها اللذان سيقيمان الدنيا ولا يقعدانها إن هي تغيبت عن الدروس لأول مرة في تاريخها الدراسي كطالبة مجدّة لا تتهاون أبدا إذا تعلق الأمر بتحصيلها العلمي ..
ضغطت على نفسها ضغطا رهيبا خلال اليومين الماضيين تتحامل على تعبها مدعية أنها بخير فكانت أطول عطلة نهاية أسبوع في حياتها على الإطلاق...
دعمت رأسها بكفها مغمضة عينيها المتقرحتين من فرط قلة النوم حين داهمتها موجة صداع أخرى فكانت تسحب قنينة الماء الصغيرة من حقيبتها لتتجرع حبة الدواء ...
غصة مسننة سدت حلقها وتغرغرت الدموع في عينيها فكانت تعاند و تحبسها مصرة على عدم البكاء مهما كلفها الثمن...
غبية ...غبية ...كيف سمحت لنفسها بالانجراف إلى هذا الحد ...كيف طاوعت قلبها الأحمق و تعلقت به هكذا ..
كان أولى بها أن تحتاط جيدا فهاهي عند أول فرصة تخلت فيها عن حذرها تلقت الضربة من حيث لا تدري ...
لكن أكثر شيء يغضبها ردة فعلها المبالغ بها ...كم مرة حاولت إقناع قلبها المغفل أن الوضع لا يستحق كل هذا الاكتئاب لكنه لا يفهم ومستمر رغم أنفها في نواحه المضني و حداده التعيس كمن قتل له قتيل .....
مجرد حالة عاطفية مؤقتة مرت بها و السلام ..
الحق أنها أول حالة عاطفية في حياتها انتهت قبل أن تبدأ إن كان يمكن تسميتها كذلك من الأساس فقد باتت متأكدة أنها كانت كمن يناطح الجدران تعيش افتتانا من طرف واحد ..فلو علم غسان كيف أوّلت إهتمامه بها لتدلى فكه ذهولا ...وهي التي تخيلت نفسها شابة ناضجة متوازنة تعلم تماما ما تريده وحدث أنها قررت التركيز على مستقبلها المهني أولا وبعدها ربما قد تصادف فارس أحلامها ...هذا إن وجد من الأساس...
والحال أنها اكتشفت جانبا محرجا منها لم تتخيل له وجودا ...جانبا عاطفيا حد الثمالة ...متعطشا للحب و الاهتمام..وطبعا براءة هذا الاكتشاف غير المسبوق تعود إلى غسان زينة الشباب..

لمحت من بعيد تيجان قادمة نحوها في أبهى حلة تدير الرؤوس بأناقتها وذوقها الراقي كعادتها تشع منها أمواج من الجاذبية والإثارة فتزيدها إحباطا و تعاسة ولأول مرة في سجل صداقتهما تشعر بالانكماش والضآلة أمامها ...
تيجان كانت دوما محط الأنظار بجمالها المميز وعفوية تصرفاتها
مثارا للجدل أيضا بمصاحبتها لشمايل الفتاة العادية جدا الهادئة المنعزلة ..والأغرب أنها صديقتها المقربة الوحيدة رغم شعبيتها الكبيرة حيث اقتصرت علاقتها مع البقية على إلقاء التحية أو تبادل بضع كلمات عابرة مقتضبة لا غير ...
شمايل كانت دوما تقرأ تساؤلا صامتا في العيون من حولها ...ما الذي يجمعهما رغم اختلافهما الجسيم على كل الأصعدة , إلا أنها لم تكن تبالي أبدا بما يدور في رؤوس الآخرين مادامت تجد كل راحتها بصحبة تيجان فلم يشكل التباين القائم بينهما أي مشكلة أمام النقاء الذي ميز علاقتهما ...نقاء كان نتاج مشاعر صادقة و عفوية بعيدا عن التكلف والرسمية ...
تيجان وجدت في شمايل مستودعا لأسرارها ...لآمالها ...وآلامها وشمايل بدورها وجدت فيها عزاء لوحدتها بعد أن عانت في سنوات طفولتها و مراهقتها من النبذ و التنمر من أقرانها ...كانت قد سلمت أنها مملة يهوى الجميع إقصاءها ورضيت بوضعها مركزة على دراستها و مشاكلها الأسرية حيث كان والدها وقتها يثمل بشكل يومي تقريبا ...
إلى أن ظهرت تيجان في حياتها كشعاع أمل مبهج وفاجأت الجميع كما فاجأتها بدورها حين تقربت منها تطلب ودها و صحبتها ...وكان لها الفضل دون أن تدري في منحها جرعة من الثقة بالنفس كانت في أمس الحاجة إليها ...وخالفت كل التوقعات حين سلم الجميع أنها ستمل من صحبتها قريبا ما إن تتعرف أكثر على شخصها فاستمرت صداقتهما لسنوات طويلة وحالفهما الحظ أكثر بارتياد نفس الجامعة ...

لم تر منها هذا النشاط و الحيوية منذ عدة أشهر ...منذ وفاة والدها تحديدا ثم إصابة أخيها حيث غرقت في اكتئاب حاد مقلق حاولت سحبها منه مرارا دون أن تفلح ...
استقرت قربها على المقعد بعد أن عانقتها مبتسمة بإشراق ثم مباشرة دون مقدمات كعادتها هتفت بصوت أجش يشع سعادة وقد تألقت عيناها البنيتين " لن تصدقي أبدا شمايل ...البارحة استجمعت شجاعتي و دخلت غرفة أخي أخيرا ...كنتِ محقة ..لم يصرخ في وجهي كما فعل مع الجميع ..."وتواصل بتأثر ماسحة بطرف أصبعها دمعة فرت من عينها " لم أستطع قول أي شيء من فرط تأثري...كل ما فعلته هو أن عانقته بقوة وبكيت مطولا على صدره ..لولا خوفي على إصاباته لكنت قضيت الليلة نائمة بحضنه "
ابتسمت شمايل من قلبها سعيدة لأجلها وأجابتها بدفء ممسكة بكفها بتشجيع "من الرائع سماع خبر جيد كهذا....كما سبق و قلت لك حاولي أن تقفي إلى جانبه قدر المستطاع ...جالسيه حدثيه عن أي شيء وكأن حالته لا تفرق معك ...باختصار عامليه كما كنت تفعلين من قبل دون مراعاة زائدة تحسسه بعجزه و تعمق من عقده..."
وكانت تتحدث عن تجربة بالفعل فما مرت به و أمها من صعوبات في سبيل تقويم والدها لم تكن هينة مطلقا ...
أومأت تيجان برأسها موافقة ثم سرعان ما جعدت أنفها ممتعضة و قد تذكرت شيئا "أين كنت يا فتاة ..لم تظهري بالأمس أبدا على النت .. حتى مكالمتي لم تجيبيها ..كنت متشوقة لأحكي لك كل التفاصيل "
"آه نعم ...انتهى أول أمس اشتراك النت المنزلي وهاتفي كان مرميا في ركن قصي ...تعرفينني أهمله في العطلة " قالتها بشرود كئيب تطالع كوب القهوة بين يديها متذكرة العذاب الذي اصطلت فيه اليومين الفائتين..

فتضيق تيجان عينيها وتمد كفها ترفع به ذقن شمايل فتدقق في قسماتها وتلاحظ متأخرة شحوبها ...احمرار عينيها والهالات السوداء أسفلهما ..فتهمس متوجسة "لا تبدين بخير ...هل تضغطين على نفسك مجددا ..كم مرة قلت لك أنك لا تحتاجين ملحمة تحضيرية لتنجحي مادمت بهذا الذكاء " وتواصل ضاحكة بمرح مشيرة إلى نفسها " صحتك أهم عزيزتي ...أحدهم على شفا حفرة الرسوب ..وهل يبالي ..؟"
فترسم شمايل ابتسامة متصلبة على شفتيها تحاول مجاراتها بعدم افساد مزاجها الرائق الذي اشتاقت إليه حقا بعد شهور من النكد ...

تدير تيجان رأسها فتلمحه يدخل الحرم الجامعي رفقة ليث ثم يحث الخطى متوجها نحو مبنى الإدارة المركزية فتهب واقفة وتعدل من ثيابها بسرعة و احترافية و تنفض شعرها الحر لتلقي في النهاية نظرة خاطفة على وجهها في مرآتها المدورة الصغيرة وتعيدها إلى الجيب الخارجي لحقيبتها الجلدية اليدوية..
تغمز لشمايل و تهمس مبتسمة بإثارة "لا تتحركي من مكانك قبل أن أعود ...حكاياتي المشوقة تبدأ لتوها "
وأمام نظراتها المتجمدة تماما كتجمد الابتسامة على شفتيها كانت تتوجه نحو غسان ...
لم تكن لتتحرك من مكانها في مطلق الأحوال فما كانت ركبتاها الهلاميتان لتحملانها أبدا وبدل أن تشيح بعينيها بعيدا تحمي ما تبقى من حطام قلبها كانت تتمعن في وقفتهما معا فتتمعن في القسوة على نفسها وكأنها تعاقبها فتهبط دمعة يتيمة من عينها وتمر بجانب الابتسامة الجامدة على شفتيها وكأنها تواسيها ....

انتهى الفصل التاسع ....قراءة ممتعة ...





ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:13 PM   #128

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يمكن إعتبار هذا الفصل البداية الحقيقية للأحداث الرئيسية ...أتمنى أن ينال إعجابكم بانتظار آرائكم و انتقاداتكم
دمتم بخير

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 02:40 AM   #129

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اسفه جدا على التأخير

واخيرا جورى اعترفت لنفسها بحبها لأوس جورى بعد مافاقت من صدمة موت فاتح وبعد وحدتها لسفر ليث للدراسة انتبهت لأنها تقوم بزيارات مربيتها الحبيبة باستمرار لتفاجأ بوجود شهرزاد وتقربتها الغير مستساغه من زاهره وبالتالى من اوس
وقررت انها هى اللى تقوم بالدور من مساعدات لزاهره عشان تبعد شهرزاد عن طريق اوس .. الاول اعتبرته صديق الطفولة وممنوع تقرب انثى غيرها منه بالذات بعد تباعده عنها بعد ماكبرت
لكن بعد حديثه معاها وهو بيوصلها وتلميحاته لرجولته واحتمال لمشاعره من ناحيتها فكرت واكتشفت انها فعلا بتحبه
المشكلة فى تخوف اوس نفسه من التقرب لجورى لبساطة حاله وعدم انتمائه لأسره عريقة تخليه فى نظر اهلها جدير بيها .. يمكن لو كان فاتح لسه عايش اكيد كان هيرحب بالعلاقة دى انما فى وجود امه ما اعتقد ابدا موافقتها عليه
معتصم مش عايز يفضح امه ولا عايز يعرف كاظم افعالها المخجله اللى اكتشفها وبيعرض عليه انه لو فعلا بيحب تيجان يبقى يجدد عروض رفضه ويتقدم لها حماية ليها لأن معتصم خايف من عجزه انه ما يقدر يحمى اخته ويمكن يكون عايز يبعده عن تأثير نادين
شمايل واه من حسرتها ان صديقتها بتحاول تلفت نظر الانسان اللى بتحبه بس دى كلها غلطة غسان وهو اللى لازم يضع النقاط على الحروف بتحديد علاقته بتيجان واعلان حبه لشمايل على الاقل ليها هى دلوقتى
الفصل فى منتهى الجمال تسلم ايدك

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 12:51 PM   #130

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
اسفه جدا على التأخير

واخيرا جورى اعترفت لنفسها بحبها لأوس جورى بعد مافاقت من صدمة موت فاتح وبعد وحدتها لسفر ليث للدراسة انتبهت لأنها تقوم بزيارات مربيتها الحبيبة باستمرار لتفاجأ بوجود شهرزاد وتقربتها الغير مستساغه من زاهره وبالتالى من اوس
وقررت انها هى اللى تقوم بالدور من مساعدات لزاهره عشان تبعد شهرزاد عن طريق اوس .. الاول اعتبرته صديق الطفولة وممنوع تقرب انثى غيرها منه بالذات بعد تباعده عنها بعد ماكبرت
لكن بعد حديثه معاها وهو بيوصلها وتلميحاته لرجولته واحتمال لمشاعره من ناحيتها فكرت واكتشفت انها فعلا بتحبه
المشكلة فى تخوف اوس نفسه من التقرب لجورى لبساطة حاله وعدم انتمائه لأسره عريقة تخليه فى نظر اهلها جدير بيها .. يمكن لو كان فاتح لسه عايش اكيد كان هيرحب بالعلاقة دى انما فى وجود امه ما اعتقد ابدا موافقتها عليه
معتصم مش عايز يفضح امه ولا عايز يعرف كاظم افعالها المخجله اللى اكتشفها وبيعرض عليه انه لو فعلا بيحب تيجان يبقى يجدد عروض رفضه ويتقدم لها حماية ليها لأن معتصم خايف من عجزه انه ما يقدر يحمى اخته ويمكن يكون عايز يبعده عن تأثير نادين
شمايل واه من حسرتها ان صديقتها بتحاول تلفت نظر الانسان اللى بتحبه بس دى كلها غلطة غسان وهو اللى لازم يضع النقاط على الحروف بتحديد علاقته بتيجان واعلان حبه لشمايل على الاقل ليها هى دلوقتى
الفصل فى منتهى الجمال تسلم ايدك
جمعة مباركة يا قمر
أوس إنسان منطقي يعرف مكانته في عيون عائلة جوري ورضي بوضعه ذاك و حبه اليائس إلى أن يفتح الله عليه بفرج قريب فجوري بالنسبة إليه لن تزيد سوى الأمور تعقيدا خاصة وأنه يعرف طبيعة شخصيتها ...قصتهما تبدأ للتو و ما ينتظرهما ليس بالهين أبدا ...
معتصم محتجز بين أشباحه الخاصة وبما أنه أيقن أنه معطوب ولا سبيل له لدعم تيجان كعادته قرر إيجاد حلول مناسبة في أقرب وقت
إلى الآن لم يظهر بعد ما يفكر به غسان وما يراه لذا فالحكم على تصرفاته مبكر قليلا ...غسان ليس شخصا سطحيا يرى الكثير و يفهم الكثير من مجرد الملاحظة ...سيكون له دور في العلاقة بين تيجان و كاظم ...
شكرا لمرورك العطر :heeheeh:

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.