آخر 10 مشاركات
389 - رقصة على ايقاع الحب - سوزان ستيفنز (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          343 - غرقت في بحر الشوق - جيسيكا ستيل (الكاتـب : سيرينا - )           »          83 -حائرة - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة (كاملة &الروابط)** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          طفلة في الحب (19) للكاتبة المُذهلة: بيـــــان *كاملة & مميزة* (الكاتـب : تماضر - )           »          302 - الحب وحده لايكفي - كلوديا جايمسون - ع.ج** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 47 58.75%
كاظم و تيجان 25 31.25%
غسان و شمايل 10 12.50%
معتصم و رونق 22 27.50%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 80. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-20, 01:22 AM   #141

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



وقف أمام البوابة الرئيسية للعمارة فلمحه على بعد عدة خطوات يستند بجسده على مقدمة سيارته يتشاغل بالتحديق إلى المباني المحيطة دون فضول حقيقي...لم يتغير أبدا ..كان دوما طالبا هادئا متزنا بملامح جدية ثابتة ...لا يتفاعل مع من حوله مطلقا وكأنه رجل آلي مبرمج... خلافا لعينيه ...عيناه الرماديتان كانتا أبعد ما تكون عن عيون ربوت باردة بلا حياة... عيون مميزة تلفت الانتباه تمنحه بعض الآدمية بنظرات حادة قد تجدها الفتيات رجولية ومثيرة فتضفي عليه هالة من الغموض و العنفوان ...وبما أن الناس بصفة عامة يفضلون الشخص المرح العفوي و يجدونه سهل المعشر فقد كان الطلاب يتحاشون التعامل معه ...كان وحيدا طيلة الوقت لكنه لم يكن يبدو وكأنه يكره وحدته...

تنحنح يجلي حلقه فيما يقترب منه "كيف عرفتَ أين أقطن؟
فيجيبه بصوت بعيد فاتر دون أن يحيد بنظراته الشاردة عن المجمع السكني المقابل "لدي طرقي الخاصة...أهذا كل ما يثير فضولك حقا؟"
يبتسم غسان ويعترف هامسا بينما يدقق في جانب وجهه"أنت لم تتغير أبدا .."

فيلوي كاظم عنقه يحدق في غمازتيه المغيظتين فتمر ذكرى خاطفة أمام عينيه عن فتاتين تتهامسان بحالمية وقد سُحِرَتَا بابتسامته فتشعره هذه الذكرى البغيظة تلقائيا بالنفور حين (يتخيلها) موضعهما مأخوذة بسحره المغوي..فتبرق عيناه الهائجتان برفض قاطع صاعدا بنظراته إلى عينيه المستفزتين باستكانتهما و يفحّ بصوت ينتفض غضبا "أنتَ أيضا لم تتغير...مازلتَ تهوى التّغرير بالفتيات"

ينفجر غسان ضاحكا ويبسط كفه اليمنى يغطي وجهه الذي شع احمرارا من فرط حرجه ...


كان ذلك الموقف المخزي أول ما تبادر إلى ذهنه ما إن رأى كاظم أمام بابه قبل قليل ...وكان يتساءل بصمت ..هل مازال هو أيضا يتذكره ..وهاهو يحصل على إجابة باترة للشك رغم أن حدسه أنبأه أن شخصا ككاظم لن يفصل في ذهنه بينه و بين ذلك الحادث أبدا ولو صادفه بعد أربعين عاما ..

وكان يذكره بذلك الموقف السخيف ...حين اتهمته فتاة أنه يتحرش بها وصادف أن كان كاظم يجلس وحيدا قبالتهما فهب لنصرتها.. طالبة جامعية أصغر منه تدرس نفس تخصصه حاولت مرارا استمالته إليها لكنه لم يستجب لمحاولاتها نافرا من انحرافها المقرف وقد لمحها عدة مرات في وضعيات مخلة فاستغلت فرصة مروره بالقرب منها لتنتقم منه و تشفي غليلها منه ...موقف لم ينطلي على الكثيرين كونهم يعرفونها لعوبا لا حدود لتماديها .... طبعا كاظم كان له رأي آخر إذ لم يصدقه بل وتجاوز نحو رميه بمحاولة استغلال تساهلها مع الشباب ومعاملتها بقلة أدب ظنا منه أنها لن تعترض ...كان الوضع سيتطور بينهما من مجرد ملاسنة ومشادة كلامية إلى شجار بالأيدي لو لم يتدخل الشباب لفصلهما ...وقد كانت تلك الفرصة الأولى و الأخيرة التي يتحدثان فيها إلى بعضهما ...ورغم ذلك لم ينسى أي منهما الآخر..
أصبح كاظم يناظره بازدراء خفي منذ ذلك اليوم و لسوء حظه فقد ساهم بنفسه في تعزيز الصورة القذرة المنحطة التي كونها عنه حين أمسكه كم مرة يتغزل بالفتيات ...

ربما أحرجه حين أشار على حين غرة إلى ماضيه المخزي لكنه لن ينكس رأسه أمامه قطعا ...كان طائشا بعض الشيء ..يعترف ...لكنه لم يكن أبدا على تلك الصورة القذرة المبالغ بها والتي حدث أن كاظم مازال يراه عليها بذات الإصرار مع الأسف..

يتمالك نفسه أخيرا بعد هنيهة فتنحسر ضحكاته تحت أنظار كاظم المحترقة وقد استفزه على نحو خطير مزاجه الرائق ثم كان يعلق مبتسما بأسى متجاوبا مع تلميحه المبطن "ما كل هذا الحنين لذكرياتنا في الجامعة ...في الواقع كانت ذكرى واحدة فقط لا تُنسى ...كسرت قلبي حينها حقا وها أنت تنوي معاودة الكرة...لم يكن العشم يا ...كاظم "

فيستقيم كاظم واقفا معلنا اكتفاءه من المناورات الكلامية ثم يهسهس بصوت خفيض إلا انه خطير بتار كحد السيف "ابتعد عنها ...واهم أنت إن ظننتها ضعيفة بلا أحد يحميها من أشباه الرجال أمثالك...كان كرما بالغا مني أن أحذرك بدل أن أهشم رأسك "

لجزء من الثانية استحضر ذهنه (شمايل) دون سبب وجيه وكانت عبارة (ضعيفة بلا أحد ) تشير نحو شخص واحد شغل باله في الآونة الأخيرة كثيرا فكان يهمس مخاطبا نفسه بخفوت حائر وذاهل في ذات الوقت "تيجان؟"

همسه باسمها اعتبره كاظم تأكيدا على تورطه فكان يشده من ياقة قميصه يفح بشراسة و قد توحشت ملامحه وازدادت نظراته حدة على حدتها الفطرية "أيها اللعين كيف تجرؤ ؟...كيف تجرؤ على استغلال وحدتها ؟"

عرف غسان أن أحدهما ينبغي أن يبقى هادئا متزنا بكامل تركيزه فكانت ملامحه تتسم بالجدية أخيرا وقد غادره المرح ...الموضوع حساس بخيوط متشابكة لذا يتحتم عليه أن ينتقي كلماته ليؤثر عليه و يجذبه إلى صفه بما أنه ظهر من العدم وكأنه استشعر حيرته أمام ما اكتشفه (عنها)..فيرفع كفيه و يبسطهما مستسلما ويناشد عقله يبغي نصرته على غضبه الذي أعمى بصيرته و شوش تفكيره السليم " ربما كنت تعرفني على شكل معين لكن هذا لا يعني أني كنت أغرر بالفتيات ...ألا تبالغ قليلا..تمهل ودعنا نتكلم كراشدين فقد ولّت أيام الطيش "


ربما أحرز انتصارا صغيرا يبشر بإمكانية تبادل حوار عقلاني متحضر حين أرخى قبضتيه المكورتين عن ياقة قميصه و سحبهما إلا أنه ظل يحدق في عينيه مباشرة على مقربة من وجهه فتضرب ملامحَه أنفاسه الساخنة المتلاحقة ممزقة من صدره الهائج ...كان يحدق في عمق عيونه الخضراء يسبر الأغوار ...يبحث عن الصدق ...عن الثقة ..عن الرجولة التي لا يمكن تزييفها بحفنة من الأقوال المأثورة و الكلمات المرتجلة ...وكان يهدأ نسبيا يستمع إلى همسه الواثق حين استزاد "أيا كان ما جعلك تلصق بي تهمة كهذه ...ألم يخطر ببالك أن تستفسر أولا فربما ما فهمته كان خاطئا كليا ...ماذا ...لو لم أكن الجاني ...ماذا لو كنت المجني عليه..ربما هي ليست بملاك بريء كما تتخيلها"

ارتجت حدقتاه مرتاعا ارتجاجا خاطفا ما كان غسان الذي كان يراقب أدنى خلجاته ليفوته أبدا سرعان ما كان يسيطر على الذهول الذي انتابه ويهمس طاحنا أسنانه بعنف "لماذا لا تكون أنت من يسير وفق خطة مدروسة ...علّقتها بك تغدق عليها باهتمامك الفياض مستغلا الفراغ العاطفي الذي خلفه موت أبيها و مرض أخيها ...لا تحسب أني نسيت لسانك المعسول ومغامراتك العاطفية المثيرة للشفقة.. ثم أرخيت الحبل لتجعلها تركض خلفك كالمهووسة و تشاركك منشورا كل خمس دقائق فتتعمد تجاهلها لتزيدها جنونا ...وترضخ لك في النهاية "

هكذا إذا ...تفقد حسابها على موقع التواصل و بنى استنتاجاته وفق ما رآه إضافة إلى الرجل المنحط القذر الذي هو عليه بالنسبة إليه وزد على ذلك معرفته الوثيقة بتيجان فيبدو أنه ملمّ بما تمر به من ظروف عصيبة وكانت المكونات تمتزج بعضها ببعض فترسم قصة حيث كل أصابع الاتهام تشير نحوه...فكر غسان بصمت يجمع القطع ببعضها بسرعة البرق ثم يتنهد و يردف باتزان " اسمع أنت أتيت في وقتك ...أنا كنت حائرا في أمري وقد وجدت نفسي في ورطة لا فكاك قريبًا منها يلوح في الأفق لتظهر أنت من حيث لا أدري ويصادف أنك مهتم بأمرها ..دعنا نتحدث بروية من فضلك فأنا أحتاجك ..ولا داعي لتكابر و توهمني أنك صاحب اليد العليا هنا فقد أدركت أنك أيضا تحتاجني "

وكان قلبه يصرخ يذكره بسبب وجوده هنا ...ليهدّد و يتوعد و يضرب ربما لا أن يصغي ... وكان شعور خبيث يتسلل إلى روحه ...شعور بالارتياح يخبره أن غسان ليس بذاك السوء ربما ...وكان يراه بعين شاب ناضج أكسبته سنوات من الخبرة بحكم عمله الذي يقتضي الاحتكاك بكل أنواع الخلق القدرة على تمييز طينة البشر...
نظرة حلّت محل نظرة الطالب اليافع الذي ينفر من شخص ما بمجرد اختلافه عنه ... لكنه لم يكن يقيّم زبونا أو شريك عمل بل كان عاشقا غيورا يقف أمام منافس محتمل فكان من البديهي أن يستسلم لحكم قلبه فيقف العناد حاجزا يحول بينه و بين التفكير العقلاني ...

وكم كره أن يعترف أنه يحتاجه ...وكم أبغض نداء العقل الذي ألح عليه أن يسايره ويسمع ما في جعبته ثم يحكم بنفسه ...معركة ضروس كانت تحتدم في عينيه المتوهجتين بأنهار من الفضة السائلة ...ما بين التصديق و النكران ...والغضب و الخوف ...

فيفكر ...هل كان يقف حقا أمام مرآة الحقيقة ...حيث من المحتمل أن تتداعى كل أحلامه حولها و تصوراته؟...
هل من الممكن أن يكون غسان يعرفها أكثر منه؟...
وكان قبله ينتفض مستنكرا ...وهل بيده لومه مادام على ثقة أن اجتثاث شجرة عتيقة شامخة بغصونها نشبت جذورها بالغة عمقا سحيقا لن يكون بالأمر الهين أبدا؟ ...

تتحرك حنجرته المتورمة فيبلع ريقه بصعوبة بالعا معه إحباطا جديدا تنامى رغما عنه يضيفه إلى قائمة طالت وطال عذابه معها من مشاعر كريهة نجحت تيجان في إثارة زوبعة منها في داخله دون أن تفرقع أصبعا واحدا...
ويستمر في تحديقه الشرس في عيني غسان مباشرة دون أن يرف له جفن وكأنه يخاف أن يرمش فيضيع تفصيلة ما ...يواصل صمته منتظرا ما سيقال تاليا وقد عزم على صب تركيز على فهم الكلمات و تحليلها بدلا من البحث عن أجوبة يناطحه بها ...وكم كانت أجوبته تلك في نظره الآن بلا قيمة ...بلا دعامة حقيقية ترتكز عليها تجعلها أكثر منطقية وواقعية وقد بدأ الشك يتسلل بخبث إلى روحه ينخر أطرافها كخرقة بالية انسلت خيوطها و تشابكت ...

كل هذا كان يقرأه غسان على سحنته وقد استحال لون وجهه رماديا مغبرا يحاكي اختناقه بمشاعر لا سبيل له للتخلص منها فيتحرك قلبه شفقة على حاله وقد أدرك أن تلك المدعوة تيجان شغفته حبا ..حبا من طرف واحد مع الأسف فيقول في خطوة أخرى لاستمالته أكثر علّه يتعاون معه لإبعادها عن طريقه "أكره أن أفسد الصورة المثالية التي ترسمها لها ...لكن ...أعتقد أنك ملزم بمعرفتها على حقيقتها إذ يُخيّل إلي أنك تنوي الارتباط بها " وكان يواصل همسه السري محدثا نفسه "هذا إن بقيت على رأيك حين يتعرى جانبها المظلم الموارى أمام عينيك ...فلا أظن أن شخصا بمبادئك و نضجك قد يرضى الارتباط بمجنونة كتلك "

خطوة حسبها غسان خطأ كما يبدو إذ ثارت ثائرته مجددا وقد انسلخ من شكوكه وكان يغرز سبابته في صدره الصلب بقسوة مؤلمة ويهمس بصوت خطير مهددا بعزم لا يلين "لا شأن لك بما يربطني بها ...من الأفضل لك أن تركز على النفاذ بجلدك فصدقني أنت في ورطة حقيقية "
رغم غضبه المسيطر إلا أن ارتياحا نسبيا أنعش روحه كنسيم عليل حالما استشعر عدم اهتمام غسان بها... ففي النهاية مهما بلغت درجة انفعاله سيظل رجلا ذو مبادئ لا تتزحزح ..يفضل الاستسلام و الانسحاب نحو الظل بدل الدخول بين اثنين يحبان بعضهما ..في هذه الحالة سيكون أقصى ما يمكن أن يفعله لأجلها هو مراقبة غسان للتأكد من حسن سيرته ثم تمني دوام السعادة لهما بقلب ينزف عشقا ...كان من المفترض أن يبتهج لهذا الاكتشاف المثلج للصدر إلا أن اكتشافا آخر نغص هذا الانتصار الضئيل ...وكانت العبارة اللعينة تدور وتدور تصادم جدران عقله (معرفتها على حقيقتها ...).

فيواصل قائلا باستعجال ليعرف كل التفاصيل التي أوصلت تيجان إلى حالة التشبث الغريبة به "كيف تعرفتما ؟"
ينزل غسان الأصبع الناغز عن صدره برفق و يترجاه بالقول المهادن "اسمع القصة طويلة ..لماذا لا تهدأ وترافقني إلى شقتي نجلس براحة و .. "

إلا أن كاظم قاطعه معاودًا صياغة سؤاله بلهجة أخطر و نبرة أكثر إصرارا يتلكأ على كل كلمة مشددا بقسوة"من...أين.... تعرفها؟"

فيزفر مقرا في سره أنه أعند من البغل برأس أصلب من الحجر الصوان ويرد ببساطة " أضافتني على موقع التواصل "

كان كاظم يعلم ...فبعد كل شيء رأى بنفسه حسابها ...لكنه كان يريد أن يسمع شيئا آخر مطمئنا ..كأن يكون البادئ غسان ...و كأنه يصر على تحميله الذنب مهما كانت قصته فيهتف بحدة مستهجنا وقد كور قبضتيه على جانبيه يعتصرهما بشدة ابيضت لها سلامياته "وأنت قبلتها هكذا بكل بساطة ..وعشتما سعداء إلى الأبد ؟"

فيطالعه غسان مستنكرا بدوره وقد بدأ صبره ينفذ فعلا "ماذا الآن...ما العيب في هذا ؟"
فيسأله كاظم مضيقا عينيه وقد تغضن جبينه "هل تقبل كل من يضيفك..أم أنها كانت استثناءً ؟"

يهز غسان كتفه بلا اكتراث و يستطرد شارحا ببساطة "لدينا نقطة اختلاف هنا على ما يبدو ...إن كنتَ متحفظا لا تقبل إلا من تعرفهم فالأمر لا ينطبق على الجميع ...كما أن هذا لا يعني أن من يختلف عنك يكون بالضرورة يضمر نوايا سيئة ...مثلا أنا لا أتردد في قبول طلبات صداقة من بيني و بينهم أصدقاء مشتركون فهذا يعني في النهاية أننا في نفس الدائرة الاجتماعية ما لم يكون الحساب مريبا طبعا ...مع الأسف أنا معتاد على تلقي العديد من الإضافات يوميا لذا لم أدقق في صورتها حين تصفحت حسابها للمرة الأولى فقط نظرة خاطفة تشي بأن كل شيء طبيعي دون منشورات خادشة أو ما شابه كما لا أعرف اسمها فقبلتها بكل بساطة ...لذا صدقني لم أكن أعرف من تكون "

يصمت كاظم قليلا مفكرا ثم يسأله بعد برهة بصوت مكتوم يتخلله الحذر وقد انتابه شعور أن الإجابة ستكون مهمة جدا بالنسبة إليه "بما أنك لا تعرف اسمها كما يبدو ...لماذا سيشكل لديك التدقيق في صورتها فارقا ...أم أنك مازلت تتردد على الجامعة وحدث أن غازلتها كعادتك ؟"

أدار حدقتيه زافرا بصبر نافذ مدمدما بنزق بينما يشوح بيده " يا صبر أيوب ... أعترف أني كنتُ طائشا فيما مضى لكني نضجتُ على مثل هذه التصرفات... على كلٍّ لستُ مجبرا على إقناعك...و إجابةً على سؤالك ...نعم كان التدقيق في صورتها سيشكل فارقا لدرجة أني ما كنت لأضمها أبدا إلى قائمة أصدقائي لو أني عرفتها من الولهة الأولى "

كانت قبضتاه المضمومتان ترتعشان حرفيا لهول الانفعالات المحتدمة في حشاه لكنه وبقدرة قادر قرر لجمها متجلدا فيستمر على ذات هدوءه المريب ويرمي كلامه بصوت أجوف فاتر"لماذا...مادمت تقبل أيا كان ..لماذا هي بالذات ؟"

فيحدق غسان في عمق رماديتيه بثقة إلا أنه يهمس بصوت أجش حذر للغاية "لأني... مهتم بصديقتها المقربة"
يتبع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 01:23 AM   #142

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وكان اهتزاز حدقتيه أقوى هذه المرة وقد شحب وجهه تماما يحاكي شحوب الأموات فيهمس بخفوت بعدم تصديق "محال ..؟؟" لم يهتم بمداراة صدمته عن عيني غسان المراقبتين فلم يكن يراه من الأساس في هذه اللحظة ...عقله تبلد تماما وكانت الحيرة تنهشه بضراوة ...هل عليه أن يفهم ما فهِمَه بالفعل أم أن هناك خللا ما في دماغه ...؟

بقاؤه هادئا هكذا كان في حد ذاته انجازا عظيما بالأخذ عينَ الاعتبار ما يتصاعد في دواخله من جنون..فقلبه كان ينتفض هادرا بين أضلعه يتضرع راجيا الانسحاب إلا أن عقله كان يلح بالاستمرار و مواجهة المزيد ..فمرارة الحقيقة أهون من علقم الأوهام فيسأل مجددا بصوت ميت " هل .. تعلم هي أنك مهتم بصديقتها ؟"

وكانا يصلان إلى ما تأكد منه اليوم فقط بعد أن أمضى أياما مضنية يتقلب في شكوكه لا يدري أحدسه مصيب أم أنها مجرد تهيؤات لا أساس لها من الصحة ..فيجيبه غسان بالقول الصريح دون مواربة "أعلم أنه من الصعب عليك تصديق شيء كهذا ...لكن صدقني لم أكن سأرميها بما قد يعتبر اتهاما خطيرا لو لم أكن متأكدا... بعد أن أرهقني الشك طويلا حائرا في أمرها تبيّن لي أن تصرفاتها ليست بتلك الطبيعية و العفوية كما تبدو "

يمسح كاظم العرق المتفصد في جبهته بظهر كفه و يسبل أهدابه مركزا على حذاءه اللامع تهتز عضلة أسفل فكه العريض إلا أنه يواصل استجوابه وقد عاد إلى طبيعته الهادئة بملامحه الباردة مغلِقا على مشاعره ...هادئا أكثر من اللازم فيما يشبه سكون ما قبل العاصفة "لماذا سمحت لها بالتمادي ما دمت تعرفها بهذا (الخطر)؟"

فيهتف غسان ببعض الغضب وقد ذكره بالعذاب الذي جعلته يمر به بتصرفاتها التي( لا تثير) الريبة و( تثيرها) في آن واحد"وهنا بيت القصيد ...في البداية بعد أن قبلت طلب صداقتها ألحت علي برسائلها دون توقف فانتابني الفضول وعدت و تفحصت حسابها باهتمام أكبر هذه المرة و تفاجأت حين علمت من تكون حين دققت في صورها الشخصية ... كان من الغريب أن تثق في شخص لا تعرفه و تحكي له كل تفاصيل حياتها ..أخبرتني أنها وحيدة ...أم غير مبالية ...أب ميت ..وأخ عليل ....شعرت بالشفقة عليها وأدركت أني متورط مع شخص محروم عاطفيا لذا كنت حريصا على أن أرد عليها برسمية و برود في سعي حثيث لتفهم أني لست مهتما بها ... لكنها لم تكن تكترث ...بدى وكأنها تريد أن تفضفض فحسب ...حيرتني بأفعالها المريبة المتناقضة "

يعقب كاظم بصوت أجش بعيد دون أن يرفع عينيه عن حذائه "لا أرى أي فعل مريب متناقض ...ربما كانت مثلك تماما لا تهتم إذا ما أضافت الغرباء ...بل ترى الفضفضة لمن لا يعرفها أسهل و أرْيَح"

وكان غسان يدري أنه لا يملك حلا آخر عدا إطلاعه على كل التفاصيل إن كان يرجو أن يكون تدخله لكبح جموح تيجان فعالا ..فكان يفجر قنبلته بحذر شديد وتؤدة يراقب ردة فعله "قبل أن تتواصل معي ..كنتُ... قد لاحظتُ أنها تخالني أحدق بها بينما كانت نظراتي مركزة على صديقتها لكني بصراحة لم أكترث لهذا الالتباس ظنا مني أنها لن تعيرني أدنى اهتمام بما أنها معتادة على جذب الأنظار أينما حلت... "

شعور من الذنب هاجمه حين تذكر هدفه السري من استغلال نظراتها...صحيح أنه لم يتعمد أبدا أن يُحدِث التباسا كهذا لكنه كان ممتنا لتدخلها بينه وبين شمايل ...فهذه الأخيرة ظنته بدورها أنه مهتم بتيجان مما أثار غيرتها التي تجلت بوضوح ...تفاعلها هذا طمأنه أنه على الطريق الصحيح نحوها ..شعوره بالسعادة شغل عقله تماما فأساء تقدير الأمور حين فكر أن تصحيح سوء الفهم هذا ليس أمرا مهما مادامت شمايل ستكتشفه بنفسها قريبا حين يتقدم لها ومادامت تيجان لن تهتم بأمره فلن يكون سوى شاب عادي آخر ضمن طابور طويل من الشباب المتلهفين معتمدا على كلام ليث حين أخبره عن مدى شعبيتها في الجامعة ...

أنفاسه المتلاحقة كانت الدليل الوحيد الملموس على هيجانه بعد أن ارتدى قناعه الصلب المحايد وكان يتمتم بصبر لا يعلم كيف لم ينضب لحد الآن بنبرة مرتعشة تشي بالكم الهائل من ضبط النفس الذي يعافر لاستجماعه "هل علي أن أفهم أنها عمدت إلى التواصل معك حين ظنتك معجبا بها ...كيف تعلم أنك مهتم بصديقتها و تخالك مهتما بها في آن واحد ....؟"

يبتلع غسان ريقه بصعوبة كارها هذا الحوار القابض للنفس و يتمتم بصوت أراده واثقا متزنا إلا أنه خرج خشنا متوترا " اصبر قليلا و دعني أشرح لك الأمور وفق تسلسلها الزمني لتفهم ...كما قلت حيرتني فعلا حتى أني ظننتني أخطأت في تفسير نظراتها إلي ذاك اليوم ...لم أفهم ما أرادته مني حقا ...هل كانت تجرني نحو الاعتراف بإعجابي بها (الذي لا وجود له سوى في مخيلتها) ...أم أنها كانت مهتمة بي تمهد للاعتراف بمشاعرها...فكرت كثيرا في طريقة أجعلها تختصر علي الطريق و تبدي نواياها الصريحة لكني لم أهتدي لأي حل فقررت أن أنتظر و أرفضها بلطف إن هي تجرأت و صارحتني ...ثم توقفت عن مراسلتي وفعلت شيئا غريبا ...من بين كل المنشورات التي شاركتها على صفحتي انتقت صوري الشخصية فقط و طافت معلقة أسفلها واحدة واحدة ...حتى تلك التي نشرتها منذ سنوات ...كانت تعليقاتها توحي وكأننا مقربان من بعضنا وفي نفس الوقت لا تحتوي أي كلمات غير عادية...ثم أضحت تشاركني منشورا كل خمس دقائق ...كما رأيت بأم عينيك ...لم أعرف كيف علي أن أعاملها وبصراحة أوجست خيفة من أفعالها المبهمة تسدد هنا و هناك دون هدف واضح ..انتابني شعور وكأنها تريد أن توحي للملأ أننا مقربان من بعضنا ...بل تريد أن توحي بذلك...لصديقتها...شمايل"

تختلج عضلة فكه بقوة و يرفع عينيه المحتدمتين أخيرا يحدجه بنظرات مقت سوداء ويهتف بجفاء يلومه طاحنا أسنانه بعنف ومستميتا في دفاع يائس "قلت بنفسك أن نظراتك إلى صديقتها التبست عليها ...يعتبر هذا إقرارا صريحا منك على أنك أنت من سحَبتَها نحوك...فلو لم تتوهم اهتمامكَ بها لما اهتمت بك في المقابل ..ولو أنك وضحت سوء الفهم منذ البداية لما وصلت الأمور إلى هذا الحد"

فيهتف غسان بدوره يبوح بهول ما اكتشفه "هذا ما ظننتُه بداية حتى أني شعرت بالذنب لأني ساهمت دون أن أدري في توهمها وجود مشاعر ما بيننا...لكني بت واثقا أنها كانت تعلم منذ البداية أني لست مهتما سوى بصديقتها...أمر لم يعجبها كما بدى لي فأوهمت شمايل عمدا أني أحدق بها هي رغم تيقنها من العكس تتعمد سحقها وحشرها في الزاوية مستغلة عدم ثقتها بنفسها ...وكأنها واثقة أني لم أكن لأريد شمايل إلا ليأسي في نيل رضاها هي الأكثر جمالا و أنوثة .. واثقة لو أني لاحظت استعدادها لتفتح لي بابا أغلقته في وجوه كل الشباب فلن أتوانى عن استبدال شمايل بها ... فقررت النزول من علياءها والتقرب مني تجرني نحو الاعتراف أنها الخيار الأمثل ... فمادمنا جميعا على البر لا ضير من قطع علاقة لم تبدأ أصلا و استبدالها بأخرى ...تعلم تماما أن شمايل بطبعها سترضى و تتنازل بل وقد تخال أنها توهمت اهتمامي بها...لذا ففي نظرها ...عمليا لا أحد سيتضرر "


وكان كاظم يلتف نحو مقدمة سيارته يخبط المعدن بقبضتيه صارخا بعنف وقد فقد سيطرته أخيرا "وما أدراك أن هذا الشعور المريض شعورها ...تتكلم وكأنك وَلَجْتَ عقلها ..اللعنة علي لماذا أصغي إليك "

فيرفع غسان ذراعه يشير نحو خدوش صغيرة و يقول عارضا ورقته الأخيرة وقد غامت عيناه حالما استرجع الموقف الشاذ الذي عايشه صباحا
"كنت في الجامعة صباحا فأتت راكضة نحوي علما أنه لم يسبق لي أن كلمتها وجها لوجه.. تحدثني بمرح وكأننا أصدقاء مقربون منذ زمن بعيد ...لم تفتني الصدمة التي سمرت شمايل في مكانها وقد حارت فيما تراه أمامها ...أنا متأكد أنها رأت تعليقاتها على صوري أيضا فقد بدت مكتئبة و متعبة للغاية ...وكان تصرفها التالي هو ما أدهشني حقا ..إذ غرزت أظافرها في لحم ذراعي تستقطب انتباهي حين رأتني ساهما أناظر شمايل ...من المستحيل أن أخطئ تفسير نظراتها المشتعلة ..حانقة واعية للمسار الذي اختاره قلبي..غيورة رافضة..متحدية بإصرار مخيف أن أجرؤ على اختيار صديقتها عوضا عنها..وفي اللحظة التالية تستكين عيناها وتعود لأسلوبها المرح متجاهلة تماما الآثار الدامية التي خلفتها أظافرها ...وكأنها تتصرف أحيانا كالمغيبة ثم تعود إلى وعيها فجأة ... وكأنها شخصان في واحد تتقلب ما بين ذاك وذاك ... "

وأمضى بقية نهاره شاردا يتساءل ..كيف غفل عن نظراتها (غير الطبيعية ) من قبل ...كان قد استشعر ضعفها حين حكت له عن حياتها الكئيبة ...ضعف كان السبب في تراجعه عن ردعها بقسوة ...لكنه لم يلمس مدى اهتزاز شخصيتها إلى حد يقارب الخطر بخلاف ما تظهره من عنفوان و ثقة إلا صباحا من خلال تصرفها الذي صعقه حرفيا ...مؤكد أشفق عليها إلا أن كل هذا لم يكبح نفوره و مقته فلا عذر يخول لها أن تكون أنانية تسعى لتطال ما بأيدي غيرها

يتبع



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 01:25 AM   #143

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كان هذا كثيرا جدا عليه...ثقيلا جدا لا طاقة لقلبه أن يتحمله ولا قدرة لعقله أن يستوعبه ..وكما يحدث مع الأجهزة حين يكون الضغط هائلا بما يفوق قدرتها الاستيعابية كان كل شيء ينطفئ ...
غسان كان كل ما يراه الآن ...جل ما يفكر فيه ...هو السبب في كل ما حدث ..حتى أنه السبب في الاحتباس الحراري ..السبب في ثقب الأوزون وليجرؤ على الاعتراض ...يبسط راحتيه على صدره و يدفعه صارخا بجنون وقد جحظت عيناه "وما عملك أنت في الجامعة ..ما عملك .."

غسان الذي أُخِذ على حين غرة كان يرتد إلى الخلف يوشك أن يقع ثم سرعان ما كان يوازن جسده حين ارتطمت قدماه بحافة الرصيف ..تدلى فكه بذهول حالما اكتشف أنه عاد لنقطة البداية وكأن كل ما قاله كان هباء منثورا وهاهو ابن المحروسة يشهر قرونه مجددا في وجهه ينوي مناطحته عنادا فيه وكأنه بساط أحمر فيرد له الدفعة و يهتف مغتاظا بصبر نافذ " لا تتمادى ...من باب اللباقة أن تشكرني لأني أطلعتك على تفاصيل حياتي الشخصية بصدق ...لست في مخفر الشرطة لتستجوبني كالمجرمين يا كاظم ..حاول إظهار بعض الاحترام المزيف على الأقل "
لكن كاظم كان في واد آخر مصرا على تحميله المسؤولية فيصيح مشيرا إلى نفسه وقد نفرت عروق عنقه واحتقن وجهه غضبا أسودا لا حدود له "في عرفي إن لاقيت ميولا في نفسك نحو الفتاة انقلع و أخطبها ...كان عليك أن تكتفي بتلك الإشارة اللعينة حين أظهرت غيرتها "

فتتسع عيناه مستهجنا وقاحته وتدخله السافر في حياته ويهتف بجفاء يلوح بكفيه بسأم"وهل كل شاب ملزم بتبني أفكارك ؟ ...احتجت وقتا كما أنه كانت لدي أسبابي الخاصة ..لست مجبرا على تسريع خطواتي فقط كي لا أزعج راحة المعدولة ؟..يال المراعاة ..أنتَ لا تختلف كثيرا في النهاية ...كلاكما لا يفكر سوى بنفسه..فإن لم تلاحظ بعد أنتما الاثنان دخيلان على قصة أنا بطلها ..."

فيزداد جنونا على جنونه وينقض على ياقة قميصه مرة أخرى يوشك أن يخنقه هامسا بفحيح يقطر مقتا و ازدراءً "هنيئا لكَ أيها الملعون أوقعت اثنتين في شركك بدلا من واحدة ...وماذا تنتظر أكثر... هااا؟ ...أن يزداد تعلقها بك ؟..خسئت أنت و أسبابك أي فوضى خلّفتها ؟؟"

يلف غسان كفيه حول معصمي كاظم ضاغطا بشدة ويهتف بانزعاج واضح وكره جلي وقد ضاق ذرعا من هذه الفوضى "هل تحملني المسؤولية الآن ؟؟...البنت ضائعة مهووسة بنفسها و بمتطلباتها ...أنانية تضع أولوياتها قبل أي شيء ولو كان على حساب صديقتها الوحيدة المفضلة ...لا تلعب بعدل أبدا بل تضرب تحت الحزام بمنتهى الخبث ...لو أني تحركت الآن فإنها لن تتوانى أبدا عن قلب شمايل علي ..والأدهى والأمر أنها لا تترك خلفها أي دليل يدينها..أنا الضحية هنا يا سيّد ..بدل أن أوجه اهتمامي إلى من يستحق ألف و أدور عالقا في حلقة مفرغة "
يصرخ كاظم بصوت أجش لا يحتمل سماع المزيد "اخرس... أي تفكير مريض تملكه...لابد أن للأمر تفسيرا آخر ...محال أن تكون تيجان هكذا ..محال " ثم يطلق سراحه فجأة ويتخلل شعره بيديه الاثنتين في حركات مضطربة توحي بالتيه الذي يتخبط فيه ...


غسان الذي نفذ مخزون الصبر لديه كان غاضبا بشدة للإهانة التي تعرض لها على يد المجنون الماثل أمامه فيدمدم بنبرة ساخرة يذكي النار بالمزيد من الحطب دون أن يبالي "ماذا هناك... هل ضربت كبريائك المثير للشفقة ...ألم يتحمل قلبك المرهف الحقيقة... حقيقة أن تكون هي من تلاحقني منغصة علي حياتي و مفسدة كل حساباتي عن عمد ...كن على يقين أنها لن تتوقف عند هذا الحد أبدا ...بل لنقل أنها تبدأ للتو "


وصلا إلى مرحلة متقدمة من التجريح حيث لا رجعة ..أين الكلمة العليا لهرمونات الذكورة بتوجيه من الشيطان اللعين الذي كان يرتع بينهما مستمتعا فكان كاظم يهمس ببرود بنبرة استخفاف واضحة يستفزه أكثر "وماذا تخال نفسك ...سلطان زمانك ...ما الذي قد يعجبها بك أصلا ..أحمق معتوه بلا عقل ...مهرج مائع ؟ "

غسان المستفز أصلا لم يكن ينقصه المزيد من جرعات التحدي و العناد كان يضحك دون أدنى حس للفكاهة و يعقب بقسوة "أظنك محقا هذه المرة فمؤكد هي تحتاج صنما باردا بلا مشاعر ليجمد شعلة مشاعرها التي أحرقتها و أحرقتنا معها...لكن مع الأسف هي لا تريدك ...أعتقد أني قد أغير رأيي يا صديق ...من يدري فعناد النساء قد يهزم إرادة الرجال ؟؟"

وفعل ما كان يتوق لفعله منذ البداية إذ عاجله بلكمة شديدة ارتدت على إثرها رأسه للخلف بقوة ثم رفع رأسه يناظر ليثا الذي كان مسمرا في الشرفة بنظرات ملؤها التحدي و السخرية . ليلتف بعدها بإباء رافضا الاعتراف بانكساره ..بهزيمته و ألمه و يركب سيارته دون أن ينبس ببنت شفة ...

أما غسان فمسح خيط الدم النازل من أنفه بظهر كفه و ابتسم متحديا يتأمل صدره الذي كان يعلو و يهبط وقد تمزقت أنفاسه الثائرة بما يجيش في صدره يراقبه يدعي السكينة تفضحه يداه المرتجفتان بينما يشغل سيارته فيقترب منه متأنيا و ينحني برأسه ويطالعه عبر النافذة المفتوحة "لن أرد لكَ الضربة هنا أمام بابي رغم أنك لم تكن ضيفا محترما كالبشر ..لكني أعلم من سيقتص لي منك دون أن أطلب أصلا. ..أشفق عليك لهول ما ستكابده على يديها ....مازال طريق ألمك طويلا ...طويلا جدا..ابتعد عنها ...ها أنت تسمعها مني في النهاية كما أسمعتني إياها في البداية...ابتعد عنها قبل أن يفوت الأوان وتعض أصابع الندم"
وعلى كلماته كان يرفع زجاج النافذة دون أن يرد وكأن الكلمات ماتت على شفتيه ...وبملامح متصلبة خالية من أي تعبير كان يركز أمامه ينطلق بسيارته مصدرا بعجلاتها صريرا عاليا...
وقف غسان يتأمل السيارة تختفي في ناصية الشارع وصدره مازال يعلو و يهبط انفعالا ..في هذه اللحظات كان ليث يصل مهرولا ناحيته يلهث إثر نزوله المتعجل على السلالم ويهتف بقلق يتفحص وجهه "يا الهي هل هو مختل ...هل أنت بخير؟ "

غسان كان في واد آخر فغضبه الشديد لم يبرد بعد...ناكر الجميل عامله كالكلب حاطّا من قدره ...من يكون ليحاسبه هكذا ..فكان يهتف دَهِشا و عيناه مسمرتان على ناصية الشارع " ما تلك الصفاقة ... ما الذي دهاني لأعامله كالبشر ...هل أنا أمه ليتدلل علي ..كان علي أن أربطه و أقذف به في سيارته أشحنه كطرد بريدي ثم أقطع فراملها ولينقلع بلا رجعة ...يناسبها والله كحذاء و فردته ...فيأكلا بعضهما ما شأني أنا "

يهمس ليث بصوت خفيض دون أن يتجاوب معه وقد انصب تركيزه على جرح أنفه الذي لم يتوقف بعد عن النزيف" "أنفك.... ينزف "

فيرد غسان متشفيا يمسح الدم بكم قميصه "قد يكون الدم دمي لكن الجرح جرحه "

فيقطب ليث و يجيبه قائلا بعد فهم "لكنك لم توجه له ولو ضربة واحدة صغيرة؟"
فيقول غسان بجفاء "إنه تعبير مجازي عن...دعنا منه ...هيا لنملأ بطوننا بذاك الطعام البائس ..منه لله ..أفسد علي عشائي ...طبقي المفضل أمضيت كل أمسيتي أحضره بعناية ...الحق علي لأني عاملته كحاضنته ...لماذا راعيته يا عباد الله ...وحكيت له كل حياتي أملا في أن يساعدني ...الأحمق لا يمكنه مساعدة نفسه أصلا؟؟ "

فيناديه ليث عدة مرات بارتباك واضح "غسان "
فيصيح غسان متذمرا"غسان غسان.. ماذا بك أنت أيضا... هل تتدرب على نطق اسمي؟؟ "

يبتسم ليث بارتجاف ويهمس بإثارة مبتذلة "دعنا نتعشى خارجا سيفيدك هواء الليل العليل "
فيتأمله غسان مستهجنا ويلوح بذراعه بسأم بينما يرتد على عقبيه قاصدا بوابة العمارة "لن أتحرك خطوة واحدة من بيتي ...فلن أضمن ألا أتناطح مع كل ما أصادفه في طريقي دون أن أفرق بين عباد أو جماد "
يلحقه ليث محاولا يجاري خطواته الواسعة ويهتف بهمس من خلفه"غسان ...احترق العشاء "

فيتجمد غسان عند أول درجات السلم و يلتف إليه صارخا بجنون يفش غليله فيه "هذا ما كان ينقصنا و الله ...أين كنت يا روح أمك ...؟؟"

فيجيبه ليث ببؤس شاعرا بالذنب وقد ضربته موجة غباء "كنت أحمي ظهرك في الشرفة "

يطالعه غسان مضيقا عينيه بشك ويتفحصه وكأنه يتأكد من أن ما قاله ليست مجرد مزحة سمجة وحين يتبين جديته يقول مرتابا "كيف تحمي ظهري وأنت على ارتفاع عشرات الأمتار فوقي ...مؤكد كان لديك خطة جيدة لتمدني بنوع ما من الدعم الجوي؟"

يضرب ليث جبهته و يهمس بيأس محدثا نفسه وقد احمر وجهه حرجا"يا إلهي ...كنت نسيتُ أنه يتحول إلى مذياع معطل دون زر إيقاف حين تنتابه نوبات غضبه النادرة ..."

فيقول غسان متوجسا وقد تذكر أمرا مهما "ماذا عن القِدر ؟" ودون أن ينطق ليث الذي ازداد تلجلجه كان يعرف الجواب فيواصل قائلا يرفع عينيه نحو السقف زافرا بتعب " يا صبر أيوب ...كانت قدر أمي الأثيرية سافرت إلى هنا مئات الكيلومترات..وحدث أن كانت هذه أول مرة أستعملها بعد تردد طويل ...ماذا سأفعل بك الليلة فكما ترى عقلي مضبوط على وضع الإجرام "

لا يستوعب ليث أهمية قدر فخار يتواجد المئات منها في الأسواق فيتشدق متبرما"أنت في وضع خطير حقا...تتصرف كالحماة...سأشتري لك غيرها..هانَت "
يقبض غسان على رأس ليث بيده اليسرى و يطوق عنقه بذراعه اليمنى ويقول بعفرتة "تعال يا حبيبي لأريك ماذا يمكن لحماة دعت عليها أمها لتبتلى بكنة مثلك أن تفعل "

فيصيح ليث بصوت مكتوم محاولا تخليص رأسه"لم يكن العشم يا غسان ...أنا كنة؟؟ "
يضيف غسان بذات النبرة المتسلطة "احمد الله أني لم أقذفك بكلام الشوارع الذي يدور في بالي يا كنتي...والله لن تصدق أذنيك ..أصبح صعلوكا تماما "
فيخلص ليث نفسه بعد بضع تخبطات ويهمس متنهدا بأسى "منك لله يا من قلت أن اسمك كاظم ...منك لله خربت النظام العصبي للرجل "

وكان يذكره به فيفور غضبه مرة أخرى ويتمتم بخشونة مغتاظا دون أن يجد ما يبرد به ناره "أتوق لليوم الذي سيراها على حقيقتها ...آه لو يتسنى لي تصوير وجهه حينها ...يبرد قلبي إلهي... ثور بَرَد قرونه قبل أن يحل علينا لا سهلا و لا مرحبا "
يحدق ليث به للحظات متعجبا ويهمس ممتعضا مبرطما شفتيه "بضاعتنا رُدت إلينا ..تلك كانت مقولتي ؟؟...إذا كنت لا تنوي التوقف عن ثرثرتك فقل شيئا جديدا لأستمتع على الأقل بوصلة الردح الاستثنائية "
وكان غسان يفغر فاه مندهشا ثم ينطلق يركض خلفه بينما يتسلق ليث السلالم بخفة يسبقه بعدة درجات "مقولتك؟؟..هل ستقاضيني حول حقوق الملكية الحصرية أم ماذا...يبدو أني تساهلت معك هل نسيت جريمتك النكراء ؟؟
وفي طريقهما كانا يمران بالجارة الأربعينية التي تسكن تحتهما تعافر لتصعد الدرجات وقد أعاقها قوامها المكتنز ..توقف غسان يحدق فيها متهربة من مواجهته على خلاف عادتها ترتدي ثوبا وخفا منزليين وتلف شالا حول رأسها بإهمال فكان يستنتج مباشرة السبب وراء تصرفاتها المريبة "كنتِ تتلصصين علينا...ما الذي تفعلينه في الدرج بثياب كهذه..لا تخبريني أنكِ كنتِ ستنزلين إلى الشارع هكذا؟؟
فتعاجله بالقول وقد توسعت عيناها ببراءة مضحكة "أبدا يا جاري ...كنتُ سأنزل إلى شقة جارتي ثم تذكرت أني نسيت هاتفي وها أنا عائدة لإحضاره"
لم يأبه لليث الذي كان يغمزه ليتركها وشأنها ليواصل مصرا مكتفا ذراعيه وقد وجد ضحية جديدة لينفس عن غضبه " بما أنكِ تقطنين في الطابق الثاني فأنت بكل تأكيد تريدين النزول إلى الطابق الأول "
تهز رأسها موافقة بلهفة فيستمر بينما يتفحصها بعينيه الصقريتين "حسب معلوماتي ..الشقة الأولى غير مأهولة أما الشقة الثانية المقابلة لها فهي لشريكتك في النميمة ..لكني سمعت أنها غاضبة في بيت أبيها منذ شهر وصادف أن كنتِ أنتِ من نقل الخبر إلي بمنتهى الأمانة بما أنكِ قد تنفجرين ما لم تكوني أول من ينشر الفضائح الحصرية على سكان العمارة واحدا واحدا ...إلا إذا كنتِ ستطبطبين على ظهر زوجها المكتئب بعد أن ملّ الطعام المعلب ..طبعا فهذا حقكِ"
وكانت تحني رأسها بخجل لاعنة في سرها الكيلوغرامات الزائدة فلو كانت بقوام رشيق لطارت على السلالم وأقفلت شقتها دون أن يكشف أمرها بدل أن يدركوها تتدحرج على الدرج كسلحفاة مسنة...

يراقب غسان سكوتها تأبى الاعتراف بخطئها ...ما بال البشر يعتقدون أن الاعتراف قد يحط من أقدارهم و ينقص من كرامتهم وكأنهم بتنازلهم هذا يقترفون غلطا أبشع من خطئهم في حد ذاته ..؟؟
فكان يتجاوزها يتمتم بلا اكتراث " على كلٍّ أعتقد أني سأذهب إلى المتعوس زوجك وأسهر معه الليل كله أؤنسه في مناوبته بمغامراتك التلصصية التي لا تنتهي واستغلي الفرصة واحزمي حقائبك فيبدو أنك ستعتكفين أنتِ أيضا في بيت أبيكِ لبعض الوقت ...لا تحزني يا ميمونة تتبادلين همومكِ مع شريكة النميمة فالمصيبة إذا عمت خفت كما تعلمين"

وكان ليث يعض أنامله غيظا و إحراجا يتفرج على المسرحية الهزلية فيهمس مخاطبا نفسه "هل علي أن أنكر معرفتي لهذا الكائن الحي المسمى عرضا غسان ...فضحتنا يا أخي فضحتنا..منك لله يا كاظم أي سحر ألقيته على الرجل "



فتتشبث ميمونة بطرف قميصه وقد توسعت عيناها فزعا تتضرع إليه "انتظر يا جاري العزيز...قسا بالله لن أتجسس عليك ما حييتُ ...سمعتكما بالصدفة تتحدثان عن عشائكَ الذي أحرقه ذاك البائس ...أجهز لك حالا صينية الطعام على عيني ورأسي فمن حسن حظك أني دعوت اليوم أختي لتتعشى عندي ...تشهد العمارة كلها ببراعتي في الطبخ "

فيصيح ليث مستنكرا "سمعتِ بالصدفة؟...البائس؟ وأنا الذي أشفقت على حالكِ...ماهذه الليلة ؟؟.."
وكان يأمل أن مخزون الجنون النادر هذا قد نفذ ...فلا طاقة له لتحمل المزيد...


انتهى الفصل الحادي عشر




ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 03:06 AM   #144

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

المشهد الاخير يفطس من الضحك
جننت غسان ياكاظم
واضح فعلا ان تيجان عندها مشكلة وتصرفاتها غير طبيعية اما شوفناها من وجهة نظر غسان

بنت وحيدة فقدت الاب والاخ بمرضه وبعده عنها والام فاقده الشعور بيها من زمان وفى نفس الوقت تشوف صديقتها المقربه وحنان ابوها وامها فى تعاملهم معاها ونظرات غسان المهتمه والمتولهه بيها وكل دا بالرغم من حالتها الفقيرة مقارنة بحالتها هى المادية المتيسرة وفاقدة كل اللى عند شمايل

تصرفات تيجان كلها للفت النظر ومحاولة للحصول على شئ من اللى عند شمايل

انا مشفقه عليها جدا وزعلانه على حالها اتمنى ليها مساعدة سريعه وان كاظم يتصرف فعلا بدل ما يفقد السيطرة

غسان وليث ومشهد مضحك جدا مع الجارة الفضولية

الفصل روعه كالعادة تسلم ايدك



الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 08:52 PM   #145

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
المشهد الاخير يفطس من الضحك
جننت غسان ياكاظم
واضح فعلا ان تيجان عندها مشكلة وتصرفاتها غير طبيعية اما شوفناها من وجهة نظر غسان

بنت وحيدة فقدت الاب والاخ بمرضه وبعده عنها والام فاقده الشعور بيها من زمان وفى نفس الوقت تشوف صديقتها المقربه وحنان ابوها وامها فى تعاملهم معاها ونظرات غسان المهتمه والمتولهه بيها وكل دا بالرغم من حالتها الفقيرة مقارنة بحالتها هى المادية المتيسرة وفاقدة كل اللى عند شمايل

تصرفات تيجان كلها للفت النظر ومحاولة للحصول على شئ من اللى عند شمايل

انا مشفقه عليها جدا وزعلانه على حالها اتمنى ليها مساعدة سريعه وان كاظم يتصرف فعلا بدل ما يفقد السيطرة

غسان وليث ومشهد مضحك جدا مع الجارة الفضولية

الفصل روعه كالعادة تسلم ايدك


والله حبيبتي لا يمكنك أن تتخيلي كم يعني لي وجودك بين أروقة روايتي

فعلا اتضح أن تيجان تعاني من الكثير من العقد النفسية ...أصعب مافي الأمر هو عدم دراية كاظم ...طريقته في التعامل معها ستعتمد على تصرفاتها هذا إن كان سيظل على تعلقه بها حين يتعرى كل ما خفي أمام عينيه...
كلي شوق لرأيك في القادم



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 09:34 PM   #146

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

ريفيو متأخر😁😁😁
الفصول 9..10..11
#جوري بداية فاجأتني بغيرتها الشديدة من البنت اللي بتخدم أم أوس في مرضها البنت ضاع عقلها عالآخر و جنت😂😂😂 و لما حبت تفتح قلبها و رغبتها في أن تحافظ على وجود أوس بحياتها يمكن هي خطت نحو النار بقدميها.. باكتشافها البائس لحبها له ...
#أوس يبدو حقا بائس و يائس من حبه لجوري كان شقيا عليه ان يحبها ولا يعلم مشاعرها ناحيته ولكن نظرتها التي فضحت مشاعرها أججت مشاعر البؤس داخله مع علمه ان أحدا لن يدعم ارتباطه بها.
دائما أرى احتمال انكشاف المستور و كون ان جوري و ليث ليسا أبناء فاتح .. هو ما قد يقلب كل الموازين.
#معتصم غضبه ونقمته على ما آل إليه وضعه وما اكتشفه فيما يخص والدته جعله عدائيا بشكل سافر ضد الجميع.. لكنه مع ذلك فضل ان يهتم لأمر شقيقته وكشف لكاظم أسباب رفضه لعدة مرات..
#كاظم المكبل بعشق من لم تراه يوما.. وعندما أتيحت له فرصه الاقتراب اصطدم بما لن يرغب عاشق بسماعه عن محبوبته بصراحة حتى انا صدمت بما فعلته تيجان ولا أزال أتمنى ان توجد حلول لا تخسر الصديقتين بعضهما ..
#تيجان الأنيقة المتوهجة مطمع الجميع تنجذب لغسان .. هل حقا اعجاب به ام مجرد غيرة من اعجابه بشمايل!
#غسان بصراحة عدم لامبالاته في البداية وطريقته في التواصل المنفتح بالكل هو سبب المشكلة الحالية .. و طالما كان حدد رغبته في الارتباط من شمايل كان الأجدر انه يقطع اي محاولات تواصل مع طرف أنثوي آخر بصراحة محبيت أبدا هذا الطبع فيه..
المشهد الأخير موتني ضحك على رأي ليث انفتح مثل المذياع وكان يتلم😂
#شمايل أكثر وحدة زعلت عليها بتمنى تسترجع قوتها وتعافيها سريعا وتكمل المواجهة وحياتها الطبيعة و لو ان الوضع صار مريب بتدخل تيجان فالوسط ..
علاقتها بوالديها لطالما كانت مميزة والفكاهة تحاوطهم حتى في أقسى الظروف ..
دمتي مبدعة وتسلم إيدك بانتظار القادم بشوق❤❤

الديجور likes this.

Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 09:57 PM   #147

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hayette Bjd مشاهدة المشاركة
ريفيو متأخر😁😁😁
الفصول 9..10..11
#جوري بداية فاجأتني بغيرتها الشديدة من البنت اللي بتخدم أم أوس في مرضها البنت ضاع عقلها عالآخر و جنت😂😂😂 و لما حبت تفتح قلبها و رغبتها في أن تحافظ على وجود أوس بحياتها يمكن هي خطت نحو النار بقدميها.. باكتشافها البائس لحبها له ...
#أوس يبدو حقا بائس و يائس من حبه لجوري كان شقيا عليه ان يحبها ولا يعلم مشاعرها ناحيته ولكن نظرتها التي فضحت مشاعرها أججت مشاعر البؤس داخله مع علمه ان أحدا لن يدعم ارتباطه بها.
دائما أرى احتمال انكشاف المستور و كون ان جوري و ليث ليسا أبناء فاتح .. هو ما قد يقلب كل الموازين.
#معتصم غضبه ونقمته على ما آل إليه وضعه وما اكتشفه فيما يخص والدته جعله عدائيا بشكل سافر ضد الجميع.. لكنه مع ذلك فضل ان يهتم لأمر شقيقته وكشف لكاظم أسباب رفضه لعدة مرات..
#كاظم المكبل بعشق من لم تراه يوما.. وعندما أتيحت له فرصه الاقتراب اصطدم بما لن يرغب عاشق بسماعه عن محبوبته بصراحة حتى انا صدمت بما فعلته تيجان ولا أزال أتمنى ان توجد حلول لا تخسر الصديقتين بعضهما ..
#تيجان الأنيقة المتوهجة مطمع الجميع تنجذب لغسان .. هل حقا اعجاب به ام مجرد غيرة من اعجابه بشمايل!
#غسان بصراحة عدم لامبالاته في البداية وطريقته في التواصل المنفتح بالكل هو سبب المشكلة الحالية .. و طالما كان حدد رغبته في الارتباط من شمايل كان الأجدر انه يقطع اي محاولات تواصل مع طرف أنثوي آخر بصراحة محبيت أبدا هذا الطبع فيه..
المشهد الأخير موتني ضحك على رأي ليث انفتح مثل المذياع وكان يتلم😂
#شمايل أكثر وحدة زعلت عليها بتمنى تسترجع قوتها وتعافيها سريعا وتكمل المواجهة وحياتها الطبيعة و لو ان الوضع صار مريب بتدخل تيجان فالوسط ..
علاقتها بوالديها لطالما كانت مميزة والفكاهة تحاوطهم حتى في أقسى الظروف ..
دمتي مبدعة وتسلم إيدك بانتظار القادم بشوق❤❤
يا مراحب بيك يا قمر ولا يهمك التأخر

أكيد هناك بعض الأسرار لا يمكن إخفاؤها...كما قد يشكل انكشافها منعطفا جديدا في حياة الكثيرين كيف تنجلي الحقيقة وماذا سيترتب عنها هذا ما سنعرفه لاحقا بحول الله...
بالنسبة لغسان فمعك حق في رأيك لكن لنكن منطقيين ما من شخص كامل في هذه الحياة ومن يدري هناك دوما فرصة للتغير في المستقبل نحو الأفضل ...الأمر ينطبق على كل شخوص الرواية لكل نواقصه وعقده ...جميعنا ننشد الكمال لكن السقوط و النهوض مجددا أمر لا مفر منه...
قد تكون الرواية مجرد رحلة خيالية نبحر عبرها لنرتاح و نستمتع لكن حلاوتها في نظري تكون حين تتسم بنوع من الواقعية ....
تسلمي حبيبتي


الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 08:54 PM   #148

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

جوري اشتعلت غيرتها لما عرفت انه في بنت بتساعد ام اوس بكل شي بالبيت حتى الغسيل و تخيلها انها بتشوف ملابس اوس طير عقلها😂
غيرتها كانت السبب لتصير المواجهة بينهم لتبدى اعتراض ابتعاده عنها و عدم حديثه معها زي قبل كلامه اشعل غضبه و مان شوي و مشاعره هتنفلت و يعترف و لكن دارو باخر لحظة كونها محرمة عليه و ما يجوز اي تباسط بينهم و بالمقابل اوس بعد اصرار جوري على رأيها و انهم يرجعوا زي قبل قرأء مشاعرها بعينيها اللي هي بعدها ما اكتشفتهم غير بعد ما اقعدت مع نفسها و حللت كل شي لتعترف انها بتحبه🤭
اوس واعي للفروق اللي بينهم و رغم اكتشافه انها بتحبه و هو بحبها هالشي ما فرحه زيادة لاستحالة ارتباطهم😥 انا بتوقع الرفض يكون من ناحية تماضر هيك حاسة غير موضوع عباس اللي بعدها خافيته و ابصر شو بتخطط😥🤔
معتصم بوضعه و المه ما هاد يجامل اي حدا و اصبح نزق بطريقة كبيرة و مباشر باي حديث حتى لو محرج و نادين بتاخد النصيب الاكبر من الكلام الجارح و الاهانة. و كاظم رغم كل كلام معتصم لكنه بقي مصر على زيارته و الكلام معه حتى لو جرحه هو متفهم لوضعه🤭
المواجهة بين غسان و كاظم كشفت كتير اشياء عن تيجان لحبها لذاتها على حساب شمايل و انانيتها و تصرفها الاخير تجاه غسان بثبت هالشي و ممكن زي مقال اذا عمل ردة فعل كالرفض تحرض شمايل عليه و تخليها تكره لهيك هو محتار و واقع بورطة كبيرة عنجد بس الصراحة هو سمحلها بالاول لو صدها ما كان وصل لهون و مع عدم تصديق كاظم له و تصديق انه تيجان مستحيل تعمل هيك و رمى الغلط كله على غسان اللي تحول يا حرام مشهده الاخير مع ليث فطسني ضحك😂😂😂😂😂
شمايل للاسف هتكون ضحية انانية صديقتها لحبها للذات و رفضها انه صديقتها اللي اقل منها تحوز على اعجاب شاب ما لفتت نظره هي😢 بس طبعاً شمايل مغيبة عن افعال تيجان و ساءت حالتها لتورط قلبها مع شخص باعتقادها انه بحب صديقتها و تحميل نفسها الذنب لتورطها بالامر و سماح لنفسها بالتمني شي هي بمستواها اقل منه😢 بس بالقابل تيجان ما عندها دفئ العيلة اللي بتحاوط شمايل من ابوين زي العسل كل همهم راحة وحيدتهم و مشكساتهم اللي بتضفي طعم على معيشتهم و ذنب اخر بنضاف لشمايل بنفسها انها اخفت عن ابويها تورطها بالحب مع شخص مفكرك انها ما ببدالها و بحب صديقتها😢
تسلم ايديكي الفصول روعة حبيبتي😘😘❤

الديجور likes this.

Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 11:58 PM   #149

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
جوري اشتعلت غيرتها لما عرفت انه في بنت بتساعد ام اوس بكل شي بالبيت حتى الغسيل و تخيلها انها بتشوف ملابس اوس طير عقلها😂
غيرتها كانت السبب لتصير المواجهة بينهم لتبدى اعتراض ابتعاده عنها و عدم حديثه معها زي قبل كلامه اشعل غضبه و مان شوي و مشاعره هتنفلت و يعترف و لكن دارو باخر لحظة كونها محرمة عليه و ما يجوز اي تباسط بينهم و بالمقابل اوس بعد اصرار جوري على رأيها و انهم يرجعوا زي قبل قرأء مشاعرها بعينيها اللي هي بعدها ما اكتشفتهم غير بعد ما اقعدت مع نفسها و حللت كل شي لتعترف انها بتحبه🤭
اوس واعي للفروق اللي بينهم و رغم اكتشافه انها بتحبه و هو بحبها هالشي ما فرحه زيادة لاستحالة ارتباطهم😥 انا بتوقع الرفض يكون من ناحية تماضر هيك حاسة غير موضوع عباس اللي بعدها خافيته و ابصر شو بتخطط😥🤔
معتصم بوضعه و المه ما هاد يجامل اي حدا و اصبح نزق بطريقة كبيرة و مباشر باي حديث حتى لو محرج و نادين بتاخد النصيب الاكبر من الكلام الجارح و الاهانة. و كاظم رغم كل كلام معتصم لكنه بقي مصر على زيارته و الكلام معه حتى لو جرحه هو متفهم لوضعه🤭
المواجهة بين غسان و كاظم كشفت كتير اشياء عن تيجان لحبها لذاتها على حساب شمايل و انانيتها و تصرفها الاخير تجاه غسان بثبت هالشي و ممكن زي مقال اذا عمل ردة فعل كالرفض تحرض شمايل عليه و تخليها تكره لهيك هو محتار و واقع بورطة كبيرة عنجد بس الصراحة هو سمحلها بالاول لو صدها ما كان وصل لهون و مع عدم تصديق كاظم له و تصديق انه تيجان مستحيل تعمل هيك و رمى الغلط كله على غسان اللي تحول يا حرام مشهده الاخير مع ليث فطسني ضحك😂😂😂😂😂
شمايل للاسف هتكون ضحية انانية صديقتها لحبها للذات و رفضها انه صديقتها اللي اقل منها تحوز على اعجاب شاب ما لفتت نظره هي😢 بس طبعاً شمايل مغيبة عن افعال تيجان و ساءت حالتها لتورط قلبها مع شخص باعتقادها انه بحب صديقتها و تحميل نفسها الذنب لتورطها بالامر و سماح لنفسها بالتمني شي هي بمستواها اقل منه😢 بس بالقابل تيجان ما عندها دفئ العيلة اللي بتحاوط شمايل من ابوين زي العسل كل همهم راحة وحيدتهم و مشكساتهم اللي بتضفي طعم على معيشتهم و ذنب اخر بنضاف لشمايل بنفسها انها اخفت عن ابويها تورطها بالحب مع شخص مفكرك انها ما ببدالها و بحب صديقتها😢
تسلم ايديكي الفصول روعة حبيبتي😘😘❤
لنشوف توقعاتك فيما يخص أوس و جوري
بالنسبة لتيجان أنانيتها نابعة من نقص التربية و التوجيه فهي حرفيا لا تدرك معنى أن تأخذ و تعطي في هذه الحياة مع الأسف ينتظرها الكثير لتفهم الحياة على حقيقتها
مشكورة على وجودك الراقي و مرورك العطر حبيبتي

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:14 PM   #150

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"الفصل الثاني عشر"


منزل خلدون ...الحارة الشعبية ليلا


تتوسط والديها في غرفة الجلوس بعد أن اقترحا عليها أو بعبارة أخرى أرغماها على مشاركتهما سهرة عائلية يتابعون خلالها فلما كوميديا قديما يحبانه كثيرا و لا يملاّن من مشاهدته أبدا في محاولة مكشوفة يسعيان من خلالها لإبهاجها وسحبها من حالة الكآبة المسيطرة على نفسيتها..

نامت أمها الجالسة على يمينها لحظات بعد شارة البداية بفعل آثار دواءها كعادتها يتأرجح رأسها المائل على عنقها في حركات دائرية لتنتفض بين الفينة و الأخرى مستيقظة جاحظة العينين تعلّق مباشرة على اللقطة التي تتعرف عليها من فورها ما إن تقع عيناها على الشاشة فقد حفظت كل تفاصيل الفلم في حركة يائسة توهمهما عبثا أنها تتابع معهما أولا بأول ثم ما تلبث أن تعود إلى نومها المتقطع ... وعلى شمالها كان والدها الحبيب متكئا كدأبه يمطرها بتعليقاته المضحكة أكثر من الفلم نفسه فتتجاوب معه دون رغبة حقيقية تميل شفتاها في شكل مشوه من المفترض أن يكون ابتسامة خلابة ...

وفجأة أظلمت الغرفة و انطفأ التلفاز ...ولأول مرة تشعر أن الكهرباء انقطعت في وقتها تماما تريحها من الوضع الكارثي الذي حُشِرت فيه قسرا ...وكم كانت ممتنة لهذا الانقاذ المريح لأعصابها المشدودة حد الألم ..
استمرت أمها لعشر دقائق تطرب الآذان بسيمفونية شخيرها بينما ينتظرون عودة الكهرباء لاستئناف السهرة ليستسلم خلدون في النهاية ويستقيم واقفا يسحب هاتفه من جيب منامته يضيء شاشته يسلط نورها على سعاد بينما يهزها ببعض الخشونة فتنتفض معتدلة في جلستها وتقول مباشرة بإثارة بصوت متحجرش ناعس "كان الفلم رائعا " ثم سرعان ما تضيف بهمس متسائلة تحدق في نور الشاشة الخافت "لماذا الدنيا ظلام هكذا ؟"

فيأتيها صوت خلدون المتذمر يهز رأسه يائسا " مكشوفة يا سعاد مكشوفة... الفلم انتهى قبل أن يبدأ أصلا ...قومي إلى غرفتنا لننام " فتتدخل شمايل شارحة "انقطعت الكهرباء يا أمي كالعادة" ثم تذكرها بعد صمت قصير بحرص بينما تستقيم واقفة "لا تنسي أن موعدك مع طبيبك من أجل الفحص الدوري غدا " فيعقب خلدون قائلا "صحيح ..سأطلب منه أن يغير ذاك الدواء الذي وصفه لها آخر مرة ...فمنذ ذلك اليوم أصبح شخيرها أقوى من المعتاد ...هل ندفع له ليهتم بشخيرها ؟؟ أطباء آخر الزمن ؟؟"

بخطى متثاقلة كانت تلج غرفتها بعد أن انتهت أقصر سهرة في تاريخهم الأسري الحافل وحين كانت تغلق الباب رأت النور ينبعث من الردهة فكانت تهرول على أطراف أصابعها حافية القدمين نحو غرفة الجلوس الملاصقة لغرفتها تطفئ الأنوار والتلفاز الذي عاد للعمل تلقائيا قبل أن يسمعه والدها و يجبرها على مشاركته ذاك الفلم حتى النهاية...

جلست على حافة سريرها تتقلص أناملها على منامتها القطنية الزرقاء الباهتة من كثرة الغسيل ترمق بطرف عينها الجزء الظاهر من هاتفها...كانت قد ضبطته على الوضع الصامت ودسته تحت وسادتها وغرقت في نوم عميق بلا أحلام بعد الظهيرة بعد أن أضناها التفكير المفضي إلى طرق مسدودة ودوائر مفرغة...
ثم تعمدت عدم لمسه لما تبقى من الأمسية وكأنها تخشى أن يتشوش عقلها الضبابي أكثر مما هو عليه ...

تعض طارف شفتها السفلى وتميل على سريرها صوب الوسادة لتسحبه بعد طول تردد ...وبلمسة واحدة من أصبعها المرتعش أنارت شاشته لتتفحص الإشعارات بلهفة لم تستطع السيطرة عليها ..لهفة استحالت خيبة أمل حين اصطدمت بالحقيقة المرة ...لاشيء ...من كليهما ...

غمرها شعور بالحسرة ...واعترفت أخيرا أنها كانت تتمنى أن تجد مكالمة فائتة من تيجان أو رسالة... حتى وإن كانت مجرد إيموجي غاضب أو حزين ..أو حتى رسالة فارغة تماما ...المهم إشارة ما كما اعتادت منها ...لكن اللاشيء البغيض عمّق شعورها بخواء رهيب يصفر كريح حزينة داخلها ...

ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد ...فما كانت لتذوب في عذاب ضميرها الذي يبدو بلا نهاية مستمرا في جلد قلبها بالسياط دون رحمة لو تمكنت من التحكم في زمام أفكارها ...لكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من انتظار رسائله كديدنه كل ليلة ...رسائل تستمر في قراءتها سرا دون أن تسمح له بمعرفة ذلك أو (هكذا يُخيّل إليها) ...تتخيلها كخيط رفيع غير مرئي يربطها به ...فيؤنس وحدتها وينير سماء ليلتها بنجومه اللامعة المتلألئة...

إلا أن انتظارها اليوم كان مختلفا ...وكأنها تمني نفسها أن ما رأته صباحا كان مجرد لقاء عادي لا يعني شيئا لكليهما ...وكأنها تريده أن يطمئنها أو ربما ...أن يتشبث بها ...

وكم تكره نفسها في هذه اللحظة بالذات ...وكم تشعر بالسخط عليها ...أي نذالة أوصلها إليها قلبها الخائن ..وكأن ما فعلته صباحا لم يكن كافيا حين استحال لسانها شفرة حادة مزقت سعادة تيجان محتدة عليها بمنتهى القسوة و الأنانية ...

تلمع في مقلتيها دموع القهر فتضغط على الهاتف دون وعي منها ...لطالما كانت مسيطرة على حياتها ..انفعالاتها ...مشاعرها ...
ما الذي تغير ؟...
لماذا لا يمكنها الشعور بالاكتفاء ؟...
لديها كل ما تحتاجه ...والدان رائعان محبان ...مسار دراسي ناجح يعد بالكثير ...صديقة رائعة لم تبخل عليها يوما بأي دعم ..كانت سببا في التخفيف من حدة طبعها الميال للانعزال ...
ماذا تريد بعد ؟..
لماذا لا تنجح في إقصاءه من تفكيرها حتى الآن بعد كل ما رأته ... ؟؟

ربما كانت تيجان محقة ...حين اتهمتها بالغيرة ...
اعتصرت جفنيها تنتحب في صمت غير قادرة على تحمل المزيد من احتقار الذات ...
عدة نقرات وكانت تفتح نافذة الدردشة ..من يدري قد يخفف الاعتذار من حدة الوجع ...

(تيجان؟؟...مرحبا)
(أرى أنكِ هنا)
(أنا ...أعتذر عن كل كلمة قلتها ...لم يكن يجدر بي معاملتكِ بتلك الطريقة )

كانت تنشب أسنانها في شفتها السفلى توشك أن تمزقها بقهر ...تيجان قرأت رسالتها منذ دقائق ..لكنها لم ترد ...وحين كاد اليأس أن يفتك بها مقررة إغلاق نافذة الدردشة كانت تتنبه أنها تكتب شيئا ما أخيرا ...ارتياح كبير غمرها مستدرا دموعها ..لن يهم ما ستقوله لها مادامت لن تجافيها ...

(تركتني جالسة وحدي والجميع يحدق بي...لم أعهد منكِ كل هذه القسوة ؟؟)

(أنا محرجة حقا ...لم أملك الشجاعة لأهاتفكِ...لا أعتقد أني قد أقوى في هذه اللحظة على تحمل الجرح في صوتكِ)

(بحثت عنكِ في الجامعة لأكتشف أنكِ فوتِّ محاضراتكِ...هل أزعجتكِ فرحتي إلى هذا الحد...أهنئك فقد نجحتِ تماما في إفساد ما تبقى من يومي )


(صدقيني لم أقصد إيذاءكِ... كونكِ أخفيتِ الأمر عني كان أمرا مهما بالنسبة إلي لأنكِ في مقام أختي ..جرحتني كثيرا ..لكنني أعترف أنه لم يكن بأهمية أن أفرح لأجلكِ...)



(أن أشعر أني على قيد الحياة أخيرا بعد شهور من الموت البطيء ..أن أفرح بعد طول اكتئاب ...أن أحب ...هل هذا خطأ ؟)

(أنا آسفة ...آسفة ...أريد أن أضرب نفسي على ما فعلته بكِ...)
(يجدر بكِ أن تكوني كذلكِ ...أفسدت فرحتي بتعنتكِ ...أدهشتني حقا ...وأغضبتني )


(قولي بالله عليكِ..ماذا علي أن أفعل لأمحو ما فعلته بكِ؟)
(تيجان؟)
(أين ذهبتِ؟؟)




(أعتقد أني لن أقوى على الغضب منكِ أكثر ..)

(حقا؟ بهذه البساطة ؟)
(ماذا ...هل تريدين أن أربطكِ خلف سيارتي و أجرجركِ في طرقات العاصمة؟)

(قليل علي و الله)

(لماذا لا تردين على مكالمتي ؟...هل تبكين ؟)

(لااااا...تأخر الوقت ووالدي نائمان ...نتكلم غدا )

(لن أنام قبل أن أسمع صوتكِ ...ردي حالا..)



تتأمل من خلف دموعها بنظرات مشوشة اسم تيجان يضيء الشاشة فيضيء عتمة قلبها ..تماطل في الرد عليها تبغي التنعم للحظات إضافية بهذا الشعور الدافئ مطبقة جفنيها وقد ارتعشت ابتسامة جذلى على شفتيها لتفتح الخط بعد الرنة الرابعة فتجالد لكتم نشيجها عن تيجان التي هتفت مغتاظة بصوت متحجرش " يا حمقاء لماذا تبكين ؟"

فتنفجر شمايل ضاحكة بعنف تنشف دموعها ثم تهمس بتأثر بصوت أجش "أنتِ أيضا تبكين... يا حمقاء "

واستمرت كل واحدة منهما تصغي إلى ضحكات الاخرى ...وكما كان التشابه كبيرا بينهما في هذه اللحظة رغم اختلاف الأسباب...
يحفر الوجع في القلوب مع كل ضحكة شجن ...
يزداد انهمار دموع الحرقة مع كل قهقهة...
تتصارعان بصمت ..فتجرحان بعضهما ثم تطبب كل واحدة جروح الأخرى.. وتتقاسمان الشعور بالذنب وعذاب الضمير...

لكن و لا واحدة كان بإمكانها كبح مشاعرها...
ولا واحدة كانت بقادرة على التوقف عن المسير نحو الأخرى بحيث تتقاطع الطرق و يحدث الاصطدام ...كان وضعا غريبا حقا ...ومؤلما كون هذه الصداقة تعني لكلتيهما الكثير فلا مجال للتفريط أو الاستغناء أبدا ...

وحالما خفتت الضحكات وهدأت النفوس قليلا كانت تيجان تهمس بنبرة دافئة " "لنعقد اتفاقا ...مهما حدث لن نتكلم في الموضوع مجددا ما لم نكن مستعدتين"
فتتصلب شمايل عفويا وتجيبها بلهجة مرتبكة "يناسبني هذا ...في الواقع أنا أيضا لدي ما أقوله لكِ...لكني لست جاهزة بعد "

فتمازحها قائلة براحة "كعادتكِ.. شجاعتكِ الكاملة لا تظهر إلا حين تختبئين خلف شاشة هاتفكِ"
وكم كانت مزحتها مؤلمة فأصابت من بعيد بدقة شديدة قلب الهدف ملامسة وترا حساسا للغاية ...تبتسم شمايل متوجعة في صمت و تجيبها بخفوت وشجن "لا يمكنكِ أن تتصوري كم أنتِ محقة "

وعلى أمل لقاء قريب بعد أن انزاح الهم عن الصدور أو هكذا بدى الأمر انتهتِ المكالمة...

وقبل أن تغلق غرفة الدردشة كانت تحيد بطرفها رغما عنها نحو رسائله تتأملها بحسرة فات الأوان على إنكارها فتعود دموعها إلى الجريان مجددا حين تقرأ تاريخ آخر رسالة ...منذ يومين ..تحديدا منذ اللحظة التي رد فيها على تعليقات تيجان على صوره الشخصية ...

تتنهد باستسلام ..ها قد سئم منها أخيرا كما توقعت..لكنها فخورة على الأقل بصمودها المتأخر فلم تفعل عيبا أو منكرا لتخفيه أو تخجل منه ...

تبتسم بانتصار زائف تدعي سعادتها لانتهاء الأمر و رسوه على البر بعد طول تقلب إلا أنها لم تحتمل المزيد من التظاهر فكانت تنتحب بمرارة تهمس محدثة نفسها بوجيعة تسمعها حقيقة أنكرتها طويلا "حسمتَ أمركَ و اخترتها إذا...كنتُ اعلم أني لن أصمد أمامها .. لكني لم أستطع أن أنكمش كعادتي وأفسح لها المجال ..لم أستطع أن أتنازل عنك ...لم أستطع كبح رغبتي الدنيئة في منافستها ... لم أسيطر على انجذابي المخزي نحوك واعتقدت بكل غباء أني قد أعني لك شيئا ...انتظرتُ يوما تكسر فيه حواجز واهية أصدك عني بها .."

ثم تواصل هامسة بحرقة تطبطب فوق خافقها "لدي والدان يحبانني و يغنيانني عن الدنيا بما فيها...اللعنة علي لماذا مازلت أرجو اهتمامك..ماهذا الفراغ المقيت الذي ظهر من العدم هنا ..لماذا لا أريد لأحد غيرك أن يشغله...أنا أكره نفسي لأني أحبك...أنا لم أعد أطيق هذا العذاب..أنا تعبت حقا هذه المرة...تعبت "

..............................


بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t468707-16.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 23-07-20 الساعة 12:10 AM
ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.