آخر 10 مشاركات
معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رحلة عذابي انا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : جواهر بني صخر - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          433 - وداعا يا ملاكي - ديانا هاملتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 47 58.75%
كاظم و تيجان 25 31.25%
غسان و شمايل 10 12.50%
معتصم و رونق 22 27.50%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 80. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2107Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-20, 08:28 PM   #11

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


إحدى شقق العاصمة ....ليلا


واقف أمام النافذة يتأمل أضواء العاصمة وسط ظلمة الليل...أضواء لامعة بزهو خادع يوحي بحياة عصرية مشرقة خالية من الهموم...
تساءل بصمت وقد سيطر على فكره مزاجه السوداوي الكئيب .. كم من بيت خيمت عليه الأحزان يا ترى........كم من نافذة مضيئة لنفس السبب ....
حيث يقبع شخص جافاه النوم وقد أثقلت كاهله المصائب يا ترى ؟
أتم جميع الإجراءات الإدارية على خير ليتمكن غدا صباحا من استلام الجثمان فتغيرت الحسابات وفقا لذلك فكان عليه أن يرسل أمه وجدته مع ابن عمه إلى الشقة الخالية حاليا والتي يتقاسمها مع زميل له من القرية يرتاد رفقته نفس الجامعة و غسان ابن خالته فيما يقصد هو و عمه مقر الشرطة وفي نيته إقفال القضية وإقامة جلسة صلح دون أية تدخلات قانونية....
إلا أن جدته باغتته بموقفها الغريب إذ أصرت على مرافقتهما فما كان منه إلا أن أذعن لها مرغما و مرتابا منها خصوصا بعد أن اكتشف أن المتسبب في موت والده هو زوج عمة أمه التي لم يعرف بوجودها إلا اليوم؟.....
و هناك كاد يفقد أعصابه حين اعترضت أمام الجميع وقررت رفع القضية مخالفة بذلك العادات و الأعراف التي اشتهرت بها عشيرته الميالة إلى العفو و الصفح....
لولا عمه الذي ضغط على كتفه برفق و اومأ له بتشجيع ليتركها تتصرف على هواها (مؤقتا) إن كان ذلك سيطفئ جمرة الفقد المتوقدة في أحشاءها.....
ألصق جبهته بزجاج النافذة زافرا بعمق و إجهاد ....لا طاقة له أبدا لتحمل المزيد من خرجاتها ....
استمع إلى صوت خطواتها في الغرفة المجاورة بينما تذرعها ذهابا و إيابا بعد أن أغلقت الباب معلنة رغبتها في الإنفراد بنفسها ....
سلوكها هذا يؤكد أنها تحيك أمرا ما.... وأقصى ما يتمناه اللحظة هو أن يمر نهار الغد على خير......
يُتبَـــــع



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:30 PM   #12

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فيلا في أحد الأحياء الراقية....العاصمة


وضعت كريم العناية الليلية بالبشرة على وجهها تدلكه برفق تفرد ملامحها المتشنجة ....
أخيرا خلدت تيجان إلى النوم بعد أن أجبرتها على ابتلاع حبتين من منوم قوي.....كادت تفقدها صوابها حين أصرت بهستيرية على المبيت في المشفى قرب غرفة العناية المركزة......و هل سيفيد هذا معتصم في شيء ؟؟
تيجان ابنتها طفلة غير ناضجة على هيئة شابة ....قراراتها المتهورة دائما تحكمها عاطفة رعناء دون أي حس تفكير سليم تضطرها دائما للتدخل و التنظيف خلفها
أما مشاعرها فحدث و لا حرج..... تتفجر دفعة واحدة دون حواجز... من حزن عميق هستيري نحو سرور بالغ أهوج.... و قد احتارت حقا كيف تسيطر عليها.....
زفرت بعمق و قد بلغ منها الإجهاد مبلغه .. أما كلام المحامي الذي عرّج عليها منذ قليل ما يزال يرن في عقلها مرارا و تكرارا ولا يبشر أبدا بأي خير"لن أخفي عنك شيئا سيدة نادين...منذ مدة و الشركة في وضع مالي حرج فضّل المرحوم ان يتكتم حوله على أمل أن ينقذ الموقف دون بلبلة ....
موته زاد الطين بلة مع الأسف...والأسوأ أن الوضع سيتفاقم أكثر فأكثر إن قررت عائلة الضحية رفع القضية ...فكما تعلمين زوجك كان يقود السيارة بسرعة جنونية وفي حالة سكر أيضا فقد أسفرت التحاليل عن منسوب الكحول الذي كان مرتفعا إضافة إلى مجموعة أخرى من ....الممنوعات.....
لذا فمهما بلغت قيمة الدية فإنها لن تضركم أبدا مقارنة بالفضيحة المدوية التي ستسببها تفاصيل القضية في دائرتكم الإجتماعية ناهيك عن الأسهم التي ستنخفض قيمتها نحو الحضيض.....
أعلم أن الأمر قاس عليك لكن اسمحي لي أضيف أمرا أخيرا....ما خفي أعظم...أنا شبه متأكد أن الأمر سيؤول إلى ماهو أسوأ إن تم النبش أكثر في خلفية زوجك التي تجهلينها بلا شك فحسب خبرتي المتواضعة الركون إلى التعاطي لا يبدأ هكذا من العدم...عادة ما تكون هناك عدة حلقات متسلسلة (لن يعجبك) أن يطلع جميع معارفك عليها ....
فكما تعلمين إذا أثيرت القضية لن تتوقف إلا عند نقطة النهاية الحقيقية......حيث يتم سحب كل الغسيل المتسخ تباعا.....
نصيحتي الوحيدة لكِ هي أن تحاولي مفاوضة أسرة الضحية لينتهي الأمر بسلام دون إحالة الملف إلى القضاء "
مسدت عنقها بارتجاف بينما تتابع حركاتها هذه على المرآة قبالتها بشرود وقد راح عقلها يعمل دون هوادة مفكرة بروية عازمة على إنقاذ سمعتها (اللامعة) التي تباهت بها لسنوات وسط المجتمع المخملي......
سيكون عليها أولا إزاحة تماضر من طريقها و إعادتها إلى قريتها البائسة دون رجعة وبعدها...ستفكر في الخطوة التالية....
في هذه الأثناء رن هاتفها الشخصي الموضوع على طاولة الزينة بجانبها فأجابت على الرقم الغريب الذي ظهر على الشاشة مرجحة أن يكون أحد معارفها الكثر و الذين لا ريب قد علموا بما عصف بأسرتها
"لدي عرض لكِ......ولا أعتقد أنكِ سترفضينه إذا كنتِ ذكية بما يكفي "
تشنجت يدها على الهاتف فعصرته بعنف و قد أشرست ملامحها الناعمة فأضحت بشعة لا تمت للجمال بصلة ما إن تعرفت على هذا الصوت البغيض كصاحبه....
هكذا إذا ..تماضر لا تضيع وقتها أبدا وهاهي قررت اللعب بوتيرة أسرع ......
غطت السماعة بيدها الأخرى بينما تتنفس بعمق رتيب تجلي حلقها و تستجمع تركيزها ليأتيها صوت تماضر الساخرالمستفز وكأنها تستمتع بإخراجها عن طورها " هل فقدتِ لسانكِ قبل أن نبدأ حتى؟؟"
أغمضت عينيها تعد إلى رقم خمسة تهدئ نفسها عازمة على عدم ابتلاع الطعم ثم ردت بثبات وبرود متعمد باقتضاب " هات ما عندكِ و دعيني أحكم بنفسي"
انتهى الفصل الثاني
كما سبق و نوّهت هذه محاولتي الأولى في عالم الكتابة


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:33 PM   #13

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث


"ثمة ارتباط قديم بين اليأس والعادات السيئة.....لا يوجد ما هو أشد خطرا على مبادئ إنسان من حالة يأس"


قرية "الجبل الأسود"....... دار الحاج عبد العليم .
سحبه أوس بأعجوبة نحو المستودع الصغير الخالي المحاذي لمجلس الرجال الخارجي المنفصل عن تصميم البيت وحين انزويا هناك بعيدا عن الأنظار هزه بقوة علّه يستفيق بينما يقول و قد أدهشه بسلوكه المندفع الفائر الذي لم يعهده منه من قبل أبدا "هل جننت ....هل تدرك عواقب ما تنتويه.......لم يحسن تربية ابنه ...أهذا ما تريده أن يقال عن أبيك في عزاءه؟"
كان ليث ينفث أنفاسه الثائرة بهياج و قد انتفخت أوداجه واحمرت عيناه غضبا ...أسبل أهدابه للحظات دون أن يرد عليه يحلل كلامه بينما احتدمت معركة ضروس في صدره...
لولهة خُدِع به أوس فبدى له وكأنه يميل إلى الاستماع إليه إلا انه انتفض في آخر لحظة و قد أعلنت موجة التمرد التي اعترته انتصارها الساحق فهتف يطحن أسنانه و قد فقد كل تعقله "لا أطيقه ...لا أريده أمام ناظري و في بيتي" ... ثم يتابع ضاربا صدره بكلتا يديه بقلة حيلة" إنه عزاء أبي ...أبي أنا ...فلينقلع من هنا ...لا يحق له الحضور "

ثبت أوس وجه صديقه بكلتا يديه بإحكام و ترجاه بالقول فيما ينظر مباشرة في عينيه المهتزتين نظرات واثقة محاولا بكل قوته إختراق سحابة الغضب المعتمة لإرشاده نحو الطريق الصحيح "إسمعني جيدا ...أعلم أنك غاضب و أتفهم موقفك هذا ففي النهاية لا نملك سلطانا على مشاعرنا نحو الأشخاص ....إن كنت تكرهه فلا بأس لكن من مصلحتك كرجل أن تكظم شعورا كهذا في قلبك ...فإظهار العداء دون سبب مقنع سيضر بك كثيرا لا سيما و إن تعلق الأمر بالشيخ عباس ابن عم عبد الحي شيخ عشيرة(......)....لا تتصرف برعونة و غباء فتربح أعداء من العدم فهذا لا يليق بك يا صاح"
لم يقل شيئا بالمقابل لكن هدوء أنفاسه النسبي واهتزاز حدقتيه الذي خف دل على اقتناعه المبدئي ليستطرد أوس مستغلا شعلة النور التي ظهرت على استحياء يغذيها لتمحو السواد المستفحل في روحه "أدرك شدة المصيبة التي حلت على رؤوسنا ووقعها الشديد عليك أنت بشكل خاص...لكن ينبغي عليك أن تحلل المشاعر التي تنتابك و تستنبط مصدرها.....ألا تعتقد أن من الخاطئ أن تفرغ كل حزنك و غضبك على الشيخ عباس لا لسبب وجيه عدا أنك تمقته؟"

تشنجت ملامحه المتألمة تحكي قصة حزينة عن صراع رهيب متنامي تدور رحاه دون هوادة فينهش روحه نهشا ....لمعة زجاجية غطت حدقتيه حين شعر بالهزيمة أمام أوس الذي أفحمه بكلامه الصائب ...ناظره للحظات بتشوش وكأنه يعجز عن وصف ما يعتريه ليردف أخيرا بانكسار معذب وقد تهدلت أكتافه"أنت لا تفهم ..من الصعب علي أن أستوعب أن آخر كلام لي مع أبي دار حول ذلك ال........سلبني آخر ذكرياتي مع أبي يا أوس....أنت لا تفهم...لا تفهم..... شيء ما خاطئ هنا ....لماذا يظهر كل هذا الود المبالغ به.....لماذا يصر على الحضور كل يوم مصرا على مجالستنا منذ ثلاثة أيام "

رق قلب أوس لحاله لكنه أبى أن يظهر تعاطفه فأنبه بحزم قائلا" وان يكن....هذا لا يبرر ما كنت على وشك فعله....احمد الله الذي سترك فلم ينتبه أحد سواي لنظرات الحقد التي كنت ترميها نحوه"...
ضرب كفا بكف بينما يواصل هجومه "لو لم يغطِ دخول أولئك الرجال المجلس في نفس اللحظة التي وقفت فيها تنوي جره نحو الخارج لكنت الآن على لسان من يسوى و لا يسوى"
أغمض ليث عينيه شاعرا بعجز شديد....انعدمت السبل وأقفلت كل الأبواب في وجهه ...قلبه دليله.....وهو في العادة لا يخطئ أبدا...الشيخ عباس يُبيِّت أمرا ما......بات الآن متأكدا أن أباه لم يخبره حقيقة (المطلب والمقابل) يومها....فقط لو كان يعلم ما يريد لحاربه وفق ذلك بكل قوته.....تخلل شعره بيديه بعصبية و قال بصوت أجوف يائس "ما الذي علي أن أفعله....كيف أثبت شيئا أجهله....سامحك الله يا أبي...لماذا لم تصارحني .....ماذا إن فات الاوان...ماذا إن"
قاطع أوس هذيانه المبهم هاتفا في وجهه بحدة وقد أقلقه بضعفه هذا"وحّد الله يا رجل..... أمر واحد عليك استيعابه كما ينبغي .....أنت الآن خليفة والدك المرحوم في بيته لذا ستتحمل المسؤولية كاملة كما عهدتك و ستكف عن التصرف بغباء هكذا وستتصرف بروّية وفق ما يستجد من أحداث فقط لا غير....لن تجازف أبدا مستدلا بإحساسك.... "
رغما عنه كان عليه أن ينصاع ....أن يجلس على جمر متوقد مكتوف الأيدي منتظرا....أن تسقط مصيبة ما جديدة فوق رؤوسهم؟
يُتبَـــــــع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:35 PM   #14

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كان ليث متوجها نحو المجلس كدأبه منذ أسبوع ... أيامه باتت متشابهة بلا طعم...
يجالس طوال النهار الرجال بفكر غائب معظم الوقت لا يسمع من كلامهم إلا ما نذر ثم يبيت ليلته جالسا قرب نافذة غرفته يتأمل سكون الليل الذي كان يعشقه يوما ..
وانقلب الحال فبات يمقته بشدة ..ينفر من هدوءه القاتل ...هدوء أضحى يراه مرآة للوحدة الموحشة بدل السكينة المريحة ....
أليس هذا التناقض غريبا ؟...كان قبل أيام ينشد خلوة ينآى فيها بنفسه عن الجميع .....يتجرع فيها آلامه و يلعق فيها جراحه مستأنسا باجترار ذكريات صارت فجأة تبدو كحلم بعيد .....بعيد لدرجة تجعله يشك أحيانا إن كانت حقا أحداثا عاشها أم مجرد أحلام تداخلت بواقعه...
والحال أنه حين اختلى أخيرا بنفسه لم يجد الراحة المنشودة التي تخيلها بل زاد شعوره بالاختناق أكثر و أكثر
لكنه رضي بهذا الوضع و استسلم لا لشيء سوى أنه يدرك تمام الإدراك أن الزمن سيكون كفيلا بتطبيب الألم....هو لن ينساه .....لا بالتأكيد لن يفعل...... لكنه سيعتاد على غيابه.....
لمح جدته واقفة أمام جناحها بتأهب تتأمله بتركيز ...ملامحها خاوية لا تنم عن شيء كعادتها ...ثيابها توحي بأنها خارجة إلى مكان ما لكنه لم يكترث أبدا..... ألقى عليها تحية صباحية باردة كبرود تعامله معها طيلة الأسبوع المنصرم ناويا تجاوزها دون أي كلمة إضافية معلنا عن استمرار مقاطعتها إلى أجل لم يحدده بعد لكنها كانت مصرة هذه المرة على ما يبدو إذ استوقفته قائلة بخفوت وبنبرة قاطعة لا تقبل التراجع"خذني إلى المقبرة حالا"
التفت نحوها بكليته بحدة ....وقف يبادلها نظراتها الجامدة بأخرى عاتبة....مجروحة وغاضبة لتكون هي أول من تشيح بوجهها جانبا بينما تكرر نفس طلبها ....
كان يريد أن يصرخ في وجهها..... أن ينكر حقها في زيارة قبره بعد ما خيبت أمله بفعلتها (الشنعاء) في نظره لكنه تراجع في آخر لحظة و آثر الصمت .... مواجهتها لن تجدي نفعا ففي نهاية المطاف ....قد حدث ما حدث ...
دون أن يقول شيئا توجه نحو الباب الخارجي للبيت بينما تتبعه خطواتها موقنة أنه لن يرفض لها طلبا مهما كان غاضبا منها.....
قرأ فاتحة الكتاب بخفوت و هم بالانصراف ناويا تركها وحدها لبعض الوقت
لم يكد يخطو خطوة واحدة حتى شدت معطفه تأمره بصمت البقاء.....كانت تفترش الأرض غير عابئة لثيابها تربّت على تراب قبره بحنو أم تداعب صغيرها بحركات بطيئة شاردة ...
طالع ليث رأسها المطرق للحظات متسائلا عن رغبتها في أن يلازمها إن كانت لن تقول شيئا......
وكأنها سمعت ما اختلج في دواخله إذ رفعت رأسها نحو وجهه المظلل بفعل أشعة الشمس التي سطعت على ظهره وقالت دون أن تحيد بعينيها عن عينيه " إبنك غاضب مني .... يقاطعني منذ أسبوع"
تصلب ليث في وقفته و توترت ملامحه بينما واصلت هي بنبرة أشد وطأة"ما كنت لتسمح له أبدا لو كنت.....رحمك الله يا نور عيني "
أجفل من كلامها الذي لم يتوقعه أبدا ثم همهم بخفوت ممتعض يتلّفت حوله يتأكد من خلو المقبرة وكأنه يرفض أن يشهد أحد آخر على ما يدور بينهما " جدتي دعينا نخرج من هنا أولا....هل عَدِمْتِ الأماكن لنتناقش في المقبرة ؟"
لكنها كانت في واد آخر مصرة على ما تنتويه واستطردت دون أن تلين قسماتها المتجمدة بقسوة فطرية و التي زادت في الآونة الأخيرة"ابنك يتهمني ببيعك بالرخيص.....هل تصدق هذا ؟"
تصمت هنيهة ثم تهز رأسها نفيا وتقول وكأنها سمعت ردا منه" وأنا أيضا لم أصدق ...إبنك كبر...كبر و أصبح يرميني بالباطل"
إلى هنا و كفى...لم يعد يستطيع التحمل أكثر ...تصرفها هذا أفزعه بشدة لدرجة انه بدأ يرتعش بقوة ....
حاول أن يجرها لتقف على قدميها وقد حسم أمره...الفقيه عبد الحفيظ ينبغي أن يقرأ عليها ما تيسر من كتاب الله الليلة أيضا فيبدو أن حالتها النفسية تزداد سوءا ...تجمد في مكانه حين سمع ضحكاتها بينما تعانده رافضة التزحزح من مكانها ثم تداهمه بالقول وكأنها تستطيع أن تقرأ ما يدور في خلده بوضوح " يظنني جننت يا فاتح ....هل أبدو بهذه الهشاشة ..أعتقد أنني غفلت عن نفسي و تساهلت قليلا "
توقفت ضحكاتها كما صدحت على حين غرة و اعتصرت كفه بين يديها ثم سحبته نحوها فينحني مقرفصا أمامها وقد قرر مسايرتها علّ هذا الجحيم ينتهي ...
هسهست من بين أسنانها وقد برقت عيناها المرسومتان بالكحل الأسود تدور بنظراتها المتفحصة على قسماته "قال أني بعت روحك الغالية بثمن بخس ...مقابل أراض انتزعتها كديّة من تلك الفاجرة .....أراض شاسعة ورثتها عن أمها وأهملتها لسنوات دون أن تستغلها في شيء...نادين أختي غير الشقيقة .....كنتَ فتى يافعا حين هربت مع الكلب الذي أصبح زوجها ....زوجها الذي قتلك"
زادت من اعتصارها لكفه أكثر وقد احتدمت عيناها فيما تواصل بشراسة " لا تكفي....لن تفديك البسيطة بما عليها يا قرة عيني ...لا تكفي...لا تكفي"
وكما تعلقت بكفه فجأة أطلقت سراحها ثم أولته ظهرها و عادت تمسد التربة الندية وتقول بحنان فياض لم يره ليث منها قط " ستبنى عليها عيادة و مدرسة قرآنية ومرافق أخرى وستكون جميعا بإسمك " ثم انحنت تلثم قبره وتردد متلذذة بنشوة" فاتح......فاتح عبد العليم رضوان ...."
فغر ليث فاه بالكامل....هل هذا ما كانت تنتويه حقا؟....و هو الذي ظن.....وهو الذي ظن.....انتفض قائما و قد تشوش ذهنه المرتبك....لا يعقل أن يكون قد أساء تقدير الأمور إلى هذه الدرجة....فتح فمه عدة مرات ينوي قول شيء ما إلا أنه في كل مرة كان يطبقه دون أن ينبس ببنت شفة .....
أما هي فقامت أخيرا من مكانها دون أن تكلف نفسها عناء نفض الأتربة عن ثيابها ثم قالت ببساطة دون اكتراث و كأنها لم تخض منذ ثوان حربا نفسية ضروسا ...و كأنها لا ترى تخبطه أو ارتباكه الجلي للعيان " أعدني إلى البيت"
"جدتي أنا..." قاطعت همهمته الخافتة تشيح بيدها بإهمال ثم قالت وقد سرحت نظراتها تدور في أنحاء المقبرة " قلت ما أردت قوله ....لست بحاجة لسماع أي شيء بالمقابل"
عيناها اللامعتان حطتا على وجهه أخيرا....كم ينعش حواسها هذا الشعور....
حين تفعل ما لا يتوقعه أحد منهم....أولئك الذين يتشدقون بمعرفتهم لشخصها حق المعرفة فيتسرعون بالحكم عليها مهما (تخيلوا) تأنيهم في إصداره وتأكدهم منه .....ثم تكشف عن خباياها وقتما تشاء هي ...
أطبقت جفنيها تتنعم بنشوة الانتصار....آه من نظرات الندم و الأسف على وجوههم ....تشعرها بقوتها و تفردها وتزيدها ثقة على ثقتها بحكمة قراراتها .....فقط لو ....لو كتب له أن يعيش أكثر....كانت بكل تأكيد سترى كل هذا في وجهه....حين يتأكد أنها كانت على حق .....كان سيعود نادما و يرتمي في حضنها كما لم يفعل يوما .....ثم....ثم يفعل كل ما تراه هي مناسبا لمكانته و مقامه ..
لكن..كل هذا لن يحدث ...لن يحدث..
طفى كل غضبها المختزن على السطح مجددا نافخا نشوتها (الصغيرة) المؤقتة كالرماد ....لتفتح عينيها المتوهجتين بنار لن تنطفئ بسهولة أبدا..أبدا...
يُتبــــــــــع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:36 PM   #15

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


جناح"فاتح "....

"هاتها يا بنت " صاحت فريدة بنزق مجددا و قد سئمت من تصرفات شمس ابنة أخيها المتعبة...تقف على بعد محدد منها تحسبا لأي حركة خطيرة مفاجئة دون أن تملك الجرأة على التقدم أكثر ...
شمس كانت لاهية عن كل شيء حولها كعادتها تعقد حاجبيها مركزة على قطعة القماش بين يديها والتي كانت منذ دقائق خلت غطاء مطرزا للطاولة لفت انتباهها فقررت إضافة لمساتها عليه بالسكين التي كانت فوق الطاولة جنب صحن للفواكه ......
عمتاها سماح و رقية كانتا واقفتين تتفرجان على المشهد (المثير) قبالتهما إحداهما تمصمص شفتيها بحركة شعبية معروفة تنم عن امتعاضها وأسفها على ابنة أخيها المأسوف على حياتها ....أما الأخرى فكانت تكتم ضحكاتها بصعوبة غير قادرة على مقاومة الاستمتاع بالمنظر الطريف في نظرها و المغاير للأجواء الثقيلة السائدة ...
تأتأت سماح بأسف هازة رأسها تخاطب فريدة متبرمة"تؤ تؤ تؤ...كيف تتركها أمها وحيدة هكذا ...أسرعي و احصلي على تلك السكين قبل أن تجرح نفسها أو تجرحك أنت "
هتفت فريدة بنزق و قد فاض بها الكيل "بإمكانكما مساعدتي لتكبيلها بدل الثرثرة" ثم لوحت بيدها في وجه رقية مبرطمة شفتيها" إني لأدعو الله أن يمنحني مزاجك الرائق....ما شاء الله على الضحكة الواسعة من الأذن إلى الأذن.....قد ينشل فمك بهذه الوضعية لا سمح الله "
في هذه الأثناء دخلت سمية التي كانت تحمل بعض الأغراض ووقفت للحظات تنقل نظراتها الدهشة بين ثلاثتهن ثم قالت متسائلة بنبرة يشوبها الاستغراب"ما الذي تفعلنه هنا ؟"
رمقتها فريدة شرزا غير راضية من تدخلها غير المرحب به ثم تخصرت و أشارت نحو شمس تهسهس بثورة " جئنا نتفقدها بعدما تركتموها وحدها في الجناح...." لتنظم سماح إليها فتعالجها بالقول الساخر" هل هذا كل همك ...أننا دخلنا جناح المرحوم أخينا دون إذن الحكومة زوجته والتي بالمناسبة تهمل ابنتها ؟"
هزت سمية رأسها بهدوء تنفي اتهامات أختها الصريحة فقد اعتادت على سلاطة ألسنتهن معها ثم أردفت تشرح لهن الوضع على حقيقته " دائما تبقى لوحدها هنا و لم تفعل يوما ما يؤذيها ......وجودكن حولها هو ما يوترها أكثر و يجعلها عنيفة....أخرجن و سترين...ستتوقف عما تفعله لوحدها دون تدخل من أحد....أما صفية فمشغولة في المطبخ فكما تعلمن دارنا تعج بالمعزين منذ أيام "
ضربت فريدة الأرض بساقها و هتفت مصرة على رأيها بعناد مغيظ " ماذا تعرفين أنت عن تربية الأبناء....كيف تسمحون لها بتخريب الأشياء هكذا دون توبيخ أو عقاب.....لن أبرح مكاني حتى أنتزع ما بيدها"
حوقلت سمية في سرها ثم قالت بصبر تحسد عليه" في العادة هي هادئة مسالمة لا تلمس شيئا....موت أخي رحمه الله جعلها مضطربة و عنيفة "

بادلتها فريدة نظراتها الهادئة المستفزة بأخرى مشتعلة بالتحدي للحظات ثم أولتها ظهرها و اندفعت بخشونة نافخة صدرها بترفع مقيت نحو شمس مختصرة مسافة الأمان التي كانت قد وضعتها بنفسها " وهل تفقه هذه معنى الموت ....هات السكين يعني هاتها " شمس التي خافت من هجوم عمتها المفاجئ أخذت تتخبط بين يديها بهستيرية وقد فرطت دموعها دفعة واحدة حين لمحت بقع الدم على يد فريدة بعد أن جرحتها دون قصد جرحا طفيفا "جرحتني المجنونة المختلة.....المتوحشة.....آآآه"
تماضر التي كانت عائدة من المقبرة لتوها بعد أن أوصلها ليث إلى الباب ثم توجه نحو المجلس سمعت جلبة تصدر من جناح فاتح المحاذي لجناحها حين كانت تهم بالدخول فما لبثت أن غيرت وجهتها تنوي معرفة ما يدور هناك....
ولسوء حظ فريدة كانت كلماتها تلك أول ما إلتقطته أمها بينما تلج الغرفة....كانت تكبل ابنة اخيها الهائجة بينما سمية تحاول تهدئتها ....
أطلقت سراحها في لمح البصر وتراجعت بذعر حين تبينت من ملامح تماضر التي توحشت بشدة أنها سمعت ما تفوهت به " أقطع لسانك السليط ذاك و أطعمه للكلاب الشريدة..."
فريدة التي ألجمتها الدهشة للحظات غير متوقعة هذا التوبيخ الحاد تلون وجهها غضبا و إحراجا من الموقف (المخزي) الذي وجدت نفسها فيه....
حادت بطارفها إلى أختيها اللتان كانتا تتفرجان عليها بترقب للآتي مما زادها اشتعالا أكثر فقالت تستنكر المعاملة السيئة التي لن تسكت و (ترتضيها) لنفسها "تعيرينني يا أمي و قد فاقني أولادي طولا بدل أن تعيري كنتك المهملة"
لم يحز كلامها الباهت في نفس تماضر الغاضبة شيئا إذ نهرتها بالقول "ما عملك هنا في جناح أخيك ....هل بقيت تربية ابنته عليك أنت ......هل طلب أحد مساعدتك......أعرفك يا ابنة بطني تعشقين التفرج على ما يرضي فضولك المريض"
تدلى فك فريدة هذه المرة فلا عقلها الخائن طاوعها لإيجاد رد مناسب ولا لسانها الأحمق الذي كان قبل قليل يتفنن في الكلام سايرها الآن لتعيد الاعتبار لنفسها....
على كل حال أمها لم تكن لتمنحها الفرصة حتى لو كان لديها ما تقوله حيث صاحت هذه المرة بصوت جهوري بينما تشير بأصبعها ناحية الباب"انقلعن ثلاثتكن من هنا فورا نحو المطبخ حيث ينبغي أن تتواجدن يا خائبات الرجا تتسكعن وكأن لا شغل لكنّ ......لا أريد أن أسمع حسّكن "
ثم تضيف متوعدة بملامح صارمة تدل على جديّة كلامها"قسما برب العزة ....لو صادفت واحدة منكن مرة أخرى هنا في هذا الجناح فإن بيت أبيها سيكون حراما عليها ....لا تطؤه قدماها إلا بعد مماتي "
شيعتهن بنظراتها الحادة إلى الباب فيما يجرجرن أقدامهن منصرفات يتمتمن بانزعاج تام من موقفها المعادي .....
لم تكن أول مرة يتطفّلن فيها على خصوصيات فاتح ...دوما ما تدخلن في قراراته الشخصية ....تارة بالتعقيب و طورا بالانتقاد و هكذا.... و تماضر كانت تغض الطرف عن تصرفاتهن ...لا لشيء سوى لأنها لم تكن تأخذها على محمل الجد....لكن ما سمعته اليوم بأذنيها كان لو وقع مغاير في نفسها.....
وقفت تتأمل سمية التي كانت تطبطب على ظهر شمس بحنو هامسة في أذنها بضع كلمات مهدئة
"إذهبي إلى أشغالك " رفعت سمية رأسها بسرعة وقد انعكس تفاجؤها الشديد على محياها حين سمعت ما قالته أمها بفتور بينما تمتد كفها نحو شمس لتسحبها من بين أحضانها بهدوء وقد أخفضت وجهها فانحجبت ملامحها تماما ....
ربما هذه أول مرة تنصف فيها أمها شمس التي دوما ما كانت مركز الاهتمام و محور الهمس و اللمز بين أخواتها خاصة و الأقارب و الجيران عامة.....
الفتاة اليافعة ذات الثامنة عشر ربيعا ... بينما عمر عقلها ثماني سنوات أو ربما أقل .....
نادرا ما كانت تماضر تحتك بها ...أوجدت حلا وسطا للتعامل معها فكانت ببساطة تتجاهلها كليا وكأنها غير موجودة أصلا ....
أسلوب لم تتمكن سمية من فهمه على حقيقته....هل يندرج ضمن خانة النفور ....أمها التي تعشق كل شيء مثالي تنفر من حفيدتها الناقصة؟ أم.. أنه شعور بالشفقة.....حيث يؤلمها حال شمس بشدة لدرجة أن مجرد النظر إليها يجعلها تتلظى في نار العذاب فترفض التعامل معها متبعة أسلوب القطع و البتر بدل إتعاب قلبها متشبثة بأمل واه في شفاء يبدو بعيدا...بعيدا جدا بعد السماء عن الأرض......
وبكل بساطة حملت سمية( وقد غلبها طبعها المتفهم المسالم) الأغراض و قررت تركهما بمفردهما بل و أغلقت الباب عليهما وكأنه أمر طبيعي اعتادت على فعله بدل أن يكون موقفا شاذا غريبا لم يسبق له مثيل....
تماضر التي كانت تلمس حفيدتها للمرة الأولى منذ سنوات كانت ترتجف بشدة وقد اصطكت أسنانها ببعضها .....قد يبدو هذا غريبا ....لكن الأغرب حقا هو تصرف شمس التي من المفترض أنها لا تعرف جدتها بما أنها لم تتقرب منها يوما مما يعني أن تنفر منها بمجرد أن تلمسها نظرا لطبيعتها الرافضة للمس أي شخص (غريب ) غير مألوف لها ...تقبلت لمستها ببساطة دون أن تبعد يدها كما تفعل عادة ...بل و رفعت وجهها المبلل بالدموع نحوها و هي التي تقريبا لا تنظر في وجوه الآخرين مباشرة إلا ناذرا فعيناها دوما إما مطرقة نحو الأرض أو مركزة على الأشياء حولها ...
عيناها المذعورتان لم تهدءا بعد لمرأى الدماء في كف عمتها فريدة...كانتا متسعتان بشدة بينما ترتج حدقاتها بشكل سريع غير طبيعي فيما تنظر في وجه تماضر مباشرة نظرات ملؤها الحيرة وقد عجز عقلها عن تفسير ما حدث لها للتو....
سرعان ما قطعت اتصال العيون الناذر مخفضة عينيها نحو حجرها ترمش دون توقف بينما تناظر الغطاء الممزق بين يديها المرتجفتين وأنينها المتقطع لم يتوقف بعد.....
مررت تماضر كفيها على ذلك الوجه البريء تتأمله بتأن وقد لاحظت كم تشبهه ...ثم على كتفيها ببطء و مع كل حركة كان ارتعاشها يزداد أكثر و أكثر
أغمضت عينيها مركزة على هذا الشعور الذي يتنامى في قلبها مع كل لمسة ....ليفيض مغرقا أعصابها كلها فيقشعر كل إنش من جلدها .... شوق جارف يخالطه أسى رهيب يذبح قلبها المكلوم ذبحا ....
وندم مرير أبت أن تعترف به حتى بينها و بين نفسها ....عما فات ...عما قيل ....ضمتها إلى صدرها تتشممها بهوس ...."المجنونة ....المجنونة " كلمات تصر بكل عجرفة على الظهور أمام عينيها....لن تنسى أبدا ....لن تنسى ...ليتها تستطيع أن تعيد عجلة الزمن إلى الوراء....فقط لو تستطيع ...
دموعها التي لسعت مقلتيها تدفقت مدرارا تنتحب بحرقة وقد انفلتت سيطرتها أخيرا لأول مرة بعد وفاته ....تبكي نفسها قبل أن تبكي ابنها ....تدفن وجهها في عنق شمس تهذي بصوت متقطع مبحوح بين شهقاتها الخافتة " لم أكن أقصد....والله لم أكن أقصد أن أؤلمه بك ...يا ابنة الغالي .....رائحة الغالي و قطعة روحه......لكنه عنيد ...عنيد....مثلي تماما.....ماذا علي أن أفعل ليبرد قلبي اللعين...ماذا أفعل ؟"
أما شمس فقد همدت تماما بين ذراعي جدتها واستسلمت لحضنها مستمعة بهدوء إلى انفجارها المثير للشفقة والذي طال كبته.
يُتبــــــــع



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:37 PM   #16

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مشفى العاصمة ....وحدة العناية المركزة

يراقبها في وفقتها الحزينة تلك بتأن متتبعا كل خلجاتها و تفصيلاتها.... توليه ظهرها تفرد كفيها على الزجاج الفاصل و قد تعلقت عيناها العسليتان الوجلتان بأخيها ...صديقه الراقد في الداخل منذ أسبوع خلا...
كان قد أنهى حديثه مع الطبيب المسؤول عن حالته ثم بقي واقفا أمام الحاجز الزجاجي يتأمله لبضع لحظات أخرى بحزن مشفقا على الحالة التي وصل إليها أو ....التي (أوصله إليها والده المرحوم) قبل أن ينصرف إلى عمله...
حينها لمحها عند نهاية الرواق تسرع الخطى بلهفة...عرفها من نظرة خاطفة فقط...حتى وإن لم يرها منذ ما يزيد عن عامين... حتى و إن تغير شكلها الخارجي قليلا..أو ربما كثيرا....شعرها الناعم الهفهاف الذي كان قصيرا يلامس عنقها بإغراء استطال معانقا أسفل ظهرها ....قوامها الممتلئ بعض الشيء صار في خبر كان ليحل محله قد مياس بخصر نحيل و رشيق ...لكن وجهها المشرق عادة كان ذابلا شاحبا تحيط بعينيها دوائر داكنة رسمتها الهموم التي أحكمت طوقها حولها .....
أزاح عينيه المتأملتين عنها وانسحب بهدوء قبل أن تلاحظه وإن كان متأكدا أنه إن بقي مسمرا في مكانه فإنها لن تفعل ....
يمكنه أن يتخيل ما قد يحدث ...تقف قربه لدرجة أن يخترق عطرها المألوف أعماق رئتيه وقد تصل بها لامبالاتها لدرجة أن تبكي على كتفه باحثة عن المواساة .... بصفته أقرب شخص واقف جنبها طبعا...
لكنها لن تلاحظه أبدا..... كما اعتاد منها دائما وكأنه طيف غير مرئي لعينيها.....غضب قديم اندلع مجددا بشكل فاجأه بشدة ....كيف لرؤيتها مجددا أن تؤثر عليه بقوة و فعالية هكذا...و في ظروف كهذه؟؟؟.....كيف لقلبه الغبي الخائن أن يسمح لنبضه أن يعزف لحن الهوى لأجلها ...كيف ؟
أطبق اليأس عليه بفكيه ليرميه على قارعة طريق يدهسه فيها الإحباط بشراسة مفتتا روحه (التي تباهى طويلا بتعافيها ) إلى مئات القطع الدقيقة كأحجية يُستعصَى ترتيبها بشكل صحيح......
ليجلس في النهاية على احد المقاعد المقابلة مقررا البقاء لفترة أطول قليلا يلملم فيها شتاته و يستجمع تركيزه المبعثر...حين وصلت وقفت في نفس المكان الذي كان واقفا فيه قبل لحظات متسمرة متهدلة الأكتاف وقد تبخرت أمانيها في الهواء ليحل محلها تدريجيا خيبة خانقة ملّت من الشعور بها كل يوم حين تصطدم بعنف بالواقع المرير الذي ظل لأسبوع يعاندها .....
ترسم بأناملها الرقيقة على الزجاج خطوطا عشوائية مضطربة تترجم خيبة أمل طالت كثيرا واشتياقا بلا حدود لحبيب معلق بحبل رفيع ما بين الحياة و الموت ...تأرجحت ستارة شعرها البني الغامق حين هزت رأسها بتعب بينما تمسد جبهتها ثم كانت تنحني نحو الأرض تغطي وجهها بكفيها تنتحب بهدوء بينما تتحرك شفتاها بتمتمات غير مسموعة
تارة تجلس أرضا تبكي وتشهق وطورا تقف فتراقبه بتركيز شديد تهذي بصوت مسموع دون أن تدرك تترجاه أن يستيقظ و كلما مر بها طبيب تسأله نفس السؤال فتسمع (نفس الجواب السلبي) لكنها لا تكل و لا تمل أبدا...هذا دأبها منذ ما يقارب الساعة متأرجحة ما بين قنوط مفجع و أمل ضعيف أتعب أعصابها المشدودة......

استقام واقفا ليغادر معلنا بذلك انتهاء استراحته المزعومة التي طالت أكثر مما ينبغي في نفس الوقت الذي ظهرت فيه نادين التي كانت تطرق الأرضية الرخامية برتابة بكعبها الرفيع العالي ....
شتم في سره غبائه الذي جعله ينسى نفسه بدل أن يرحل بصمت دون أن يعلم أحد بزيارته حين لمحته لتنحرف خطواتها عن مقصدها متجهة نحوه ...
كان تفاجؤها الذي لم تفلح في مداراته جليا في صوتها حين همهمت بإسمه .
"مرحبا خالة نادين عظم الله أجركم و أعاد معتصم سالما معافى كما كان" جاهد قدر الإمكان ليجعل نبرته رسمية متعجلة تشي بلطف برغبته في قتل هذا الحوار البائس في مهده و الانصراف بهدوء .....
نادين لا ريب فهمت الرسالة لكنها تجاهلتها تماما حين ابتسمت بتهذيب وردت بود مبالغ فيه" اللهم آمين شكرا من القلب .......مر وقت طويل كاظم"
دس كفيه بدفاعية في جيوب بنطاله الكلاسيكي الكحلي الذي ناسب قميصه الرمادي الأنيق رافعا أسواره الخفية أمام عينيها ....لطالما حيرته عيناها....رغم لطافتها الباردة المدروسة التي لا تفارق محياها إلا أنه كان يلمح جشعا وقحا يتخفى في سواد مقلتيها.....ومشاعر أخرى مظلمة لم يتبيّنها ...مهما حاولت مداراتها فإنه كان يراها بوضوح شديد ..
كان يستشعر نفورها منه وإن أخفته ببراعة ...وكأنها...وكأنها تعلم أنه يعلم ....يعلم أن بها خطبا ما غير سوي وإن كان لا يستطيع أن يضع يده عليه بدقة....
أومأ بإيجاب مؤكدا كلامها باقتضاب " أجل....وقت طويل"
وكان يعلم أنها لن تضيع فرصة كهذه مطلقا ....قطبت حاجبيها بحيرة حقيقية هذه المرة ثم سألته مفكرة " أنت مازلت على اتصال بمعتصم؟"
افترت شفتاه عن ابتسامة فاترة زادت قسماته برودا على برودها ثم سألها ببساطة استفزتها "ولماذا لا أكون؟"
كان من الواضح أنه يرمي في وجهها قفاز التحدي .....تحدي(من يقع في فخ من) لكنها لن تكون نادين التي يعرفها إن هي استسلمت هكذا دون محاولات أكثر (جدية) ...لتقرّ بهزة من كتفيها ببساطة وبأسلوب مباشر بينما تنظر في عينيه الرماديتين تتقصى ردة فعله"ظننت....أنت تعلم.....لم تعد تتردد عليه في البيت.....كما كنت"
أرخى أهدابه للحظة يحجب عنها ما أرادت قراءته في عينيه و ليرفعهما مقابلا نظراتها الفضولية بأخرى فارغة بشكل مغيظ ثم وضّح بنبرة صادقة ثابتة " تقتصر لقاءاتنا على المرافق العامة .......الأمور تتغير كما تعلمين.....هناك ما يصح و ما لا يصح و أنت أدرى. "
فاجأها هذه المرة بلا شك .....لو كان صفعها لما شعرت بمثل هذه الإهانة.....هل سيعلمها ما يجوز وما لا يجوز وهو في عمر ابنها.....
كان كاظم دوما مثالا للرجل الهادئ الرزين ...اسم على مسمى ...كاظم لمشاعره....إلا أنه رغم ما يتمتع به من صبر كان يفتقر إلى الحديث بشكل مباشر صريح....إن حدث ما لا يعجبه ينسحب بصمت ....لا يبرّر و لا يمنح فرصة للتبرير ....والأهم...لا يرمي الكلام المبطن في وجه الآخرين أبدا....
لكن كاظم الواقف أمامها اليوم مختلف.....مباشر بشكل(مخيف).....
تجاهلت شعورها بالضآلة أمامه مصرة بعناد على سحب الكلام سحبا من فمه " إذا مازلتما مقربين لبعضكما ؟"
" ولما لا نكون كذلك ؟.....هل القطيعة بهذه البساطة بالنسبة إليك ....ثم أليس من الغريب أن تسأليني(أنا) عن علاقتي بابنك (أنت)"
إن كان كلامه قبل قليل إهانة مبطنة فإن ما تفوه به للتو بدى لها كأقذر شتيمة ممكن أن يبصقها أحد في وجهها....
احتدمت عيناها وقد فار غضبها ممتصا قناع اللطف التي ظل صامدا لمدة أطول مما ينبغي ....اخلتجت عضلة فكها تعافر لتسيطر على نفسها ....
شمخت بذقنها بترفع وأشهرت سلاحها في وجهه دون مواربة حين قالت بنبرة أسف مصطنع تشدّد على كل حرف بتأنّ وكأنها تستلذ طعم الكلمات اللاذع " أنا فقط فكرت أن ما حدث لم يكن هينا بالنسبة إليك.....فكان من المفترض أن تبتر علاقتك به بدلا من أن تستمر في ....تعذيب نفسك"
كان جليا له أنها أرادت أن تنكأ جرحه تشفي غليلها منه حين أغاظها بتلاعبه بمسار الحوار الذي انحرف (رغما عنها) بعيدا عن ما رسمته في ذهنها ....
أثناء سعيها هذا و المثير للشفقة نسيت (التحدي) ووقعت في الفخ الذي نصبته بنفسها ومنحته الفرصة التي كان يريدها .....
قابل ملامحها المترفعة بابتسامة ساخرة ثم تساءل باستغراب " أليس من الغريب أن تتحدثي في موضوع (كهذا) في مكان( كهذا) وفي وضع (كهذا )؟"
توسعت عيناها المصعوقتان من توبيخه الواضح لشخصها (كأم مكلومة وأرملة موجوعة)...
ارتجفت شفتاها رغما عنها وقد أدركت أخيرا أنها خسرت التحدي وكشفت نفسها بنفسها.....وفي لمح البصر تناوبت على صفحة وجهها الكثير من المشاعر....
كان من الممكن أن يشعر بالندم لتواقحه معها بهذا الشكل بصفتها أم صديقه المقرب و الوحيد لكنه لم يفعل ....و كيف يفعل و قد انتهى بها المطاف مبتسمة ؟.....نعم فقد اكتفت في النهاية بابتسامة إدراك .... ترمقه بعينيها بلا حياء بإعجاب واضح ....
تعمدت إدامة النظر إليه ليكون أول من يشيح بوجهه.... وكأنها تصر على أن تخيب أمله بأي طريقة....بقلب السحر على الساحر.....أرادته أن يفهم أن وقاحته المتعمدة لم تنفرها كما توقع بل.... أعجبتها بشدة....
قطعت تيجان ابنتها الحمقاء عليها مغامرتها الشيقة حين قفزت في حضنها فجأة دون سابق إنذار غافلة تماما عن (الواقف أمامها) وأخذت تتكلم بتقطع بين شهقاتها " ماما ....لا جديد ......اليوم أيضا لا جديد "
أبعدتها نادين عنها قليلا تتأفف بتبرم بينما تردف وقد ملّت من تكرر نفس الحوار بلا طعم كلّ يوم "معك حق.....لا جديد فأنت اليوم أيضا غادرت الجامعة مبكرا ولم تحضري من الأساس أي محاضرة..." ثم تواصل آمرة بحزم "إمشي أمامي إلى البيت ...الآن"
لم تمنحها أي فرصة حين فتحت فمها تنوي التذمر مصرة على البقاء ودفعتها أمامها هاتفة " صه...ولا كلمة....امشي ...يكفيني ما خلفه أبوكِ على رأسي من مشاكل أساسا... "
كان لا يزال على وقفته المتأهبة تلك ينظر في إثرهما بصمت مفكر حين التفتت نادين تلقي عليه نظرة أخيرة بينما تدفع ابنتها قبلها ليلوّح لها مودّعا ثم يدير ظهره لها مغادرا في الاتجاه المعاكس.
...........................
كانت نادين تقود سيارتها الأنيقة بسلاسة تسبح بأفكارها في عالمها الخاص ...ألقت لمحة خاطفة بطرفها على تيجان الجالسة قربها التي أمالت رأسها على زجاج النافذة وأغمضت عينيها الحزينتين الحمراوتين باستسلام تريحهما قليلا وقد أتعبها سهاد الليالي ...
" هل زار أحد ما أخاك اليوم؟" بدى كسؤال عابر لا أهمية له عدا أنها أرادت أن تشغل به الصمت المطبق بينهما لتجيبها تيجان دون أن تفتح جفنيها المطبقين بفتور " لا ....لماذا تسألين ؟"
شردت نظراتها الراضية تجيبها ساهمة بلا مبالاة " مممم.....لاشيء.....خطر على بالي هكذا دون سبب" ثم تواصل كلامها بحدة هذه المرة مقررة تغيير مسار دفة الحديث "لن أتساهل معك بعد اليوم....ستعودين إلى دراستكِ التي أهملتها بكل غباء وكأن هذا سيفيد معتصم.....وستكفين عن التصرف كطفلة خرقاء لا عقل لها "

يُتبــــَـــــــــع


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:38 PM   #17

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مرعى وسط أراضي الحاج عبد العليم

يستظل بشجرة الزيتون الوارفة من قيظ شمس الظهيرة مرخِيا ظهره على جذعها براحة يضع السماعات ينصت بتركيز شديد لبضع لحظات ثم يضغط زر الإيقاف ليكرر بصوت رخيم عذب خلف القارئ المعروف محاولا تقليده مطبقا أحكام التجويد.... دون أن يغفل عن المواشي التي تفرقت ترعى قبالته فتطرف عيناه إليها بشكل دوري يتفقدها ....
أغمض عينيه يرتل بشغف شديد آية عزيزة على قلبه يستلذ كل حرف منها متمهّلا يستمتع بسكينة تثلج نار الفؤاد بفعالية لا يضمنها شيء على هذه البسيطة أفضل من كلام الله تعالى ...وهو أدرى ....بعد أن تعذب طويلا وقد هامت روحه ضائعة تبحث عما يطفئ نار عشق اندلعت دون رحمة .... بعد أن تقلب من حال إلى حال دون أن يملك لنفسه نفعا ....
إلى أن منّ الله عليه بفضله و هداه إلى الحسنى...فقرر أن يحفظ القرآن الكريم أثناء عمله...وأن يكون هذا سره الصغير فلا يطلع عليه أحدا ....سره الصغير الثاني ...بعد حبها المكبوت في قلبه منذ سنوات .....سبب عذابه ...و سبب تقربه من الله أكثر أيضا ....
أليس من العجيب أن يعيش تناقضا كهذا ؟...يلجأ إلى الخالق سبحانه هربا من حب أثقل كاهله....فيرتاح و يستكين ...وفي نفس الوقت يشتد به الهيام فيزداد وجدا على وجده؟؟؟؟
فتح عينيه ببطء يحط تدريجيا على أرض الواقع لتتشابك نظراته (بواقعه المرير)...هل بلغت به هلاوسه أن يَمثُل طيفها أمامه في وضح النهار....منذ متى كانت تخيلاته ناصحة بهذا الوضوح؟؟.....إلا إذا...إذا.....توسعت عيناه وقد شلته المفاجأة لولهة سرعان ما كان يعتدل في جلسته بسرعة وقد احمرّ وجهه حياء منها ...وبحركات خرقاء متعجلة أطفأ هاتفه وخلع السماعات من أذنيه بينما تلعثم لسانه معتذرا دون سبب وجيه و متهربا من أسر عينيها البهيتين الظاهرتين من خلف نقابها "آسف...لم أنتبه... لوجودك"...
يا رب السماوات ما هذا الوضع الذي وجد نفسه فيه دون حساب.....هل تنوي إصابته بسكتة قلبية ؟.......كيف تظهر أمامه هكذا دون سابق إنذار....تسقيه جرعة زائدة دفعة واحدة.... وهو الذي تهرب منها لشهور و شهور طويلة حيث بلغ أطول لقاء بينها عدة ثوان حين تزور أمه فيلقي عليها السلام ولا يزيد أكثر من السؤال عن حالها دون أن يرفع عينيه في وجهها ثم يهرب ....يهرب حرفيا من أمامها نحو اللا مكان ....
قلبه يقرع كالطبول صارخا بلوعة بين أضلعه يشكو علّة طالت وطال عذابه فيها...تشوش تفكيره تماما وغابت حكمته التي تميز بها وقد انشغل بتهدئة روحه العاشقة التي ثارت بشكل مباغت غير مسبوق مهددة بالانفلات الفاضح لما كبته عن عيون الخلق واشتكاه للخالق منذ أن وعى بنفسه كرجل يحتاج حب (امرأة)

فكانت هي المرأة التي احتاج ....ولم يكن احتياجه أي احتياج .....
استجمع أول ما خطر بباله في بضع كلمات ألقى بها على مسامعها بشق الأنفس رافضا وبقوة النظر في عينيها لا لشيء سوى خوفا على نفسه من الغرق في زرقتهما "عظم ...الله أجرنا و...أجركم "
كانت تجلس على ركبتيها بالقرب منه ...عيناها اللتان لم يألفهما سوى مشرقتين وضاحكتين أظلمتا بحزن عميق وقد ترقرقت بالدموع...
رنت إليه بنظراتها تراقب تلجلجه وارتباكه منها بحسرة شديدة...
كيف استحال الوضع بينهما هكذا ؟... كانت وليث في طفولتهما يلعبان معه قرب والده المرحوم محمد حيث كان يجلس تحت نفس الشجرة يرعى مواشي العائلة ....
وحين كبرت قليلا كانت تبقى في البيت رفقة أمه زاهرة بينما يرافق ليث أوسا إلى المراعي وحين يعودان مساء يحكيان لها مغامراتهما الشيقة بشغف فتحسدهما لحريتهما الممتعة وتغار من حقهما بالولادة والذي حُرِمت منه كونها فتاة.... فلابد أن تحجب عن العيون بمجرد أن تطرق أولى معالم الأنوثة أبواب جسدها الغض على استحياء ....
و مع مرور السنوات تباعد أوس عنها بهدوء شيئا فشيئا بعد أن حلّ مكان والده الراحل في الوقت الذي انتقل ليث إلى العاصمة لاستكمال دراسته ورسم أولى خطواته نحو مستقبله الواعد الذي ينتظره.... إلى أن صارت العلاقة بينهما جافة تماما وانحصرت في القاء التحايا الفاترة بروتينية مملة لا حياة فيها .....
لم يعجبها أبدا سير الأمور بهذا الشكل لكنها رغم كل شيء أدركت دوما أنها لا تملك الحق في الاعتراض ....علام تعترض أصلا؟؟....أوس عامل لدى عائلتها ...شاب غريب عليها فقدت الحق في التباسط معه و الفضفضة له حتى و إن أرادت ذلك بحسن نية .....
حتى وإن كان لأمه التي ساهمت في تربيتها مكان خاص في قلبها....
حتى وإن وُجد ألف تبرير و تبرير ستعترف في قرارة نفسها أن الوضع لم يعد صحيحا بعد الآن....و ستمنحه العذر و تتفهم عدم رغبته في كسر حدود لم يكن لها فيما مضى وجود .....
إلا أنه رغم ما يفرضه عقلها من منطق أرادت بشدة أن يكون إلى جنبها في محنتها ...يواسيها بكلامه المنتقى بعناية ....بحنانه الفياض الذي يبث في الروح سكينة عجيبة....فرغم تقاسمها حزنها العميق مع عائلتها إلا أنها ظلت تشعر برغبتها في أن تبكي على كتفه هو بالذات....
استيقظت صباحا راغبة بزيارة الخالة زاهرة هربا من الجو الكئيب المخيم على الدار منذ أيام فبدت لعينيها رغم اكتظاظها بالمعزين والأقارب خاوية على عروشها بشكل مهيب ...إلا أنها بمجرد أن وصلت إلى هناك وحين همت بطرق الباب لمحته من بعيد فسارت كالمغيبة نحوه إلى أن وصلت حيث يسترخي براحة تحت ظل الشجرة ....صوته العذب المرتل مرر إليها بعضا من سكينة روحه الفطرية المميزة.... وفي نفس الوقت منحها شعورا آخر موازيا ومناقضا ... بالضياع....والغضب أكثر....تفصيلة أخرى (جديدة عليها) ...متى بدأ يحفظ القرآن ...لماذا غفلت الخالة زاهرة عن إخبارها....لماذا لم يعد يطلعها على كل صغيرة و كبيرة كما كان يفعل دوما....كما كان يحكي لها بشغف منبهر وكأنها جزء لا يتجزأ من عالمه...وكأنها كل عالمه....صوت متهكم تردد صداه داخلها بسخرية سوداء مريرة "لماذا يعتبرك كل عالمه أصلا" .... توقفه عن التلاوة شاعرا بالحرج حين لا حظ وجودها ليحرمها دون رحمة من متعة الاستماع إليه أجج من ثورتها أكثر فردت عليه بهدوء ظاهري رغم انجرافها خلف أحاسيسها المشتعلة بنبرة منكسرة يتخللها عتاب غاضب "لم يكن العشم يا أوس ....كان من المفروض أن تكون أول من يعزيني ؟"
كان لا يزال مطرقا برأسه حين قال مبررا بصوت خفيض متجاهلا قلبه الذي راح يرقص رقصته الرعناء متجاوبا مع عتابها الرقيق (المهتم) " كنت حاضرا كل يوم جنب ليث في مجلس الرجال طوال أيام العزاء الأربع الأولى ...كما..أرسلت تعازي مع أمي...هذا أقصى ما يمكنني تقديمه.....لا...يجوز أن أدخل دار الحاج عبد العليم "
أخفضت وجهها بدورها تعتصر عينيها التعبتين وقد زاد كلامه المنطقي من فورة تمردها ...وكأن ما قاله للتو لم يكن كافيا إذ استزاد يهمهم بأسلوب مؤدب فاتر أتلف ما تبقى من أعصابها " كان عليك البقاء في البيت مع أمي كالمعتاد.....لم...يعد من اللائق...أن تأتي إلى هنا بمفردك هكذا...."
كان في غفلة عما يضرمه داخلها بيديه...... "لا يجوز"....."لم يعد من اللائق" ....ألفاظ عادية جدا يستخدمها الجميع يوميا ...لكن في نظرها بدت كأقسى الكلمات المنتقاة بعناية بالغة تنكأ جرحها أكثر و تزيد من عمق الهوة بينهما التي لطالما كرهتها كرها تنامى بالتدريج ليبلغ المقت الشديد الذي تشعر به الآن تحديدا.....لم تعد تطيق هذا الوضع البغيض الذي يجب أن ينتهي ......
هدوءها المزعوم عجز عن احتواء كل ما يعتمل في دواخلها فانسحب صاغرا مفسحا المجال لانفجارها الوشيك....
احتدت عيناها فاشتعل لهيبهما الأزرق بلمعة تخطف الأنفاس وهتفت بحنق وقد كورت قبضتيها على جانبيها بتحفز وإصرار"لكنني اليوم أردت رؤيتك أنت"
يا ويل كلامها الذي ترميه هكذا( بمعنى) فيفهمه عقله.... إلا أن قلبه الملتاع يلتقط (معنى آخر) مخالف تماما للمعنى الحقيقي....
تنحنح يجلي حلقه ليردف بهدوء ظاهري خدّاع يداري عواصف تعصر جوفه عصرا بينما رفع عينيه واستقام واقفا بخفة يتشاغل عنها مراقبا كلبه الراعي الألماني بنظرات حادة وقد تعالى نباحه راكضا خلف بضع غنمات تخلفن عن القطيع فيعيدهن بمنتهى المهارة... سألها بصوت عادي بعد لحظات منحها لها (متعمدا) لتندم عما تفوهت به بتهور بينما لا تزال نظراته مركزة بعيدا "هل تريدين مني خدمة ما إذا...؟"
أغاظها بنأيه الجلي عنها أكثر فأكثر.....
ماذا سيحدث لو انه طبطب على ظهرها مواسيا كما كان يفعل في أيام الصبا؟....
ماذا سيحدث لو انه استمر في تلاوته العطرة تلك فتكون بلسما لقلبها الموجوع؟.....
ماذا سيحدث لو جلسا يتجاذبان أطراف حديث طبيعي كباقي البشر براحة تشكو له همها فيتقبله بصدره الرحب؟ ....
اختناق رهيب تسلل إلى قلبها ....فشدت نقابها بقوة نحو الأسفل كاشفة وجهها وقد ضاق صدرها بأنفاسه فلم تعد تحتمل حتى قطعة القماش الرقيقة تلك بينما صاحت فيه بقسوة معذبة وقد امتلأت عينيها بدموع القهر "وهل ما بيننا مجرد خدمة تقدمها أنت حين أطلبها أنا...فقط...مجرد خدمات مسود لسيدته....هذا كل ما تراه بيننا ....وأنا التي ...وأنا التي ؟"
توقفت وقد غلبتها العبرات ....أما هو فقد رفع عينيه المتوسعتين صوبها و قد فاجأته بكلام لم يسمع مثيله منها من قبل ويا ليته لم يفعل..... تجمد تماما في مكانه وقد طار ما كان سيقوله في الهواء...... منذ متى لم ير وجهها البهي مكشوفا ...تسع سنوات و شهرين بالضبط منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها تحديدا....وهل سينسى ...وهو الذي عد الأيام و الليالي دون أن يغفل أبدا منذ ذاك اليوم الأسود... يوم خرّ قلبه صريعا عند قدميه حين تيقن أن النظر إلى وجهها المليح بات عليه محرما ....حينها أدرك فعليا أنها نجم بعيد لن يناله أبدا مهما حاول ...فكانت تلك نهاية حلم مراهقة جميل حيث تنتعش فيه روحه بحبها فيعيش اللحظة دون حساب ...دون تفكير في المستقبل ...يتقرب منها على استحياء....ويسعى دوما لإسعادها بأبسط ما يملك فقط ليشاهد بسمتها النقية ترتسم على محياها فيرقص قلبه البريء بفخر فارس مغوار أسعد أميرته....كانت هي أميرة بالفعل...لكنه لم يكن فارسها أبدا ....ومن النهايات تُكتب البدايات....بداية عذاب حب مستحيل...بعد أن نفض عنه ثوب المراهقة وأضحى رجلا بالغا يدرك الفروقات .....حيث يرسم المجتمع حدودا وهمية بين البشر....فلا يرفع المسود عينيه نحو سيده و إلا سيُلوى عنقه ......
هامت عيناه الذاهلتان رغما عنه على ملامحها التي تخيلها مرارا كل ليلة.... قسمات نضجت فأضحت أجمل بكثير عما يتذكرها ..
أجمل بكثير عما تخيله.....
أجمل بكثير عما يتحمله فؤاده ...
آآآه منها ....آآآه من كل تفصيلة من ملامحها اشتاق لرؤيتها ...ليملي عينيه بنورها.....وجهها المحمر من أثر البكاء ...عيناها المجروحتان المتهمتان .....والحائرتان .....شفاهها الحمراء المرتعشة .....لحظات خاطفة أفلتت فيها سيطرته المعهودة من عقالها الحديدي فترك لنفسه الحرية لتساير هواها ...وبدل أن يبعدها عنه راح يجاريها .. فينطق لسانه متسائلا( بأمل )وكأنه سيد نفسه"وأنت التي؟" ثم تجيبه هي الأخرى بأمل(من نوع آخر) دون أن تحيد بعينيها عن سواد مقلتيه بصوت خفيض وقد لانت تعابيرها المتشنجة قليلا "وأنا التي ظننت أنك مقرب إلي تماما مثل أخي ليث"...
ليث ...ليث....وكأن دلو ماء مثلج أفرغ على رأسه فأيقظ ضميره الذي نام براحة تاركا قلبه يعيث فسادا دون رادع ...أشاح بوجهه جانبا وقد شعر بالخزي مما فعله في حقها ..
لااااااا..لا يستطيع....ليس بعد الآن ....لم يعد مجرد مراهق لا يفقه في الحب شيئا فيضج قلبه الفتي حين يلمح طيفها من بعيد فيختلس النظر إليها بين الفينة و الأخرى شاعرا بفطرته النقية بالخجل من أخيها التوأم الغافل عنه و(الواثق به)......
أضحى رجلا يتوجب عليه أن يحفظها في غيابه فيخاف عليها من نسمة الهواء..... اختض داخله بذعر حين أدرك أن سيطرته المزعومة على نفسه والتي لم يفقدها يوما قد ضعفت للتو ومن الممكن أن....تنفلت في المستقبل أكثر دون وعي منه كما حدث قبل قليل....ترنح في وقفته وقد لطمته الصدمة و تراجع كالملسوع نحو جذع الشجرة وأحكم قبضتيه بقوة رهيبة على نتوءاتها البارزة خلفه لدرجة مزقت جلده و أدمت كفيه دون أن يشعر حتى فشعوره المتعاظم بالخزي طغى على أي شعور آخر ... قال بعض لحظات غاضا بصره وقد تسارع تنفسه و ارتعش صوته غضبا (من نفسه) " غطِ وجهك..."
انفجرت دموعها دفعة واحدة دون أن تفهم أصلا لماذا تبكي....لكن إحساسها أنبأها بوجود خطأ ما فصاحت فيه متذمرة برجاء وقد تاهت تماما " لماذا أفعل ....لماذا ...إنه أنت فقط ....لا بأس إن كان أنت ....لا بأس...."
آآآه من ظلمها المجحف في حقه .....
آآآه من كلامها الموجع القاسي ترميه بتهور في وجهه دون أن ترأف بحاله.......
أطبق جفنيه بقوة بينما غارت تكتلات الجذع القاسية أكثر في لحمه جراء التحامه الشديد به....وكأنه يؤلم نفسه ليوقظها من سكرات الهوى قبل أن تنجرف أكثر إلى موضع يفقد فيه السيطرة كليا .... ....ارتجافه زاد أكثر مما جعله يعض على نواجذه ويصرخ بحدة وحزم من بين أسنانه دون وعي منه "غطِ وجهك جوري واذهبي إلى البيت حالا.... ستهتم بك أمي لستِ في وضع طبيعي.... "
شهقة متألمة ندت عن شفتيها أتبعتها بالقول تترجاه "أنظر إلي أوس...لماذا صرت تتجنبني هكذا و كأني وباء ...تبخل علي حتى بنظرة صغيرة ....لماذا أصبح الوضع هكذا....لم أعد أطيق كل هذا "
همساتها الناعمة الباكية ضربته في مقتل لكنه بقي على وضعه المتشنج ذاك مقابلا رجاءها بالصمت ومنتظرا انصرافها وبعد عدة لحظات حين تسلل اليأس إليها وقد أيقنت بعدم استجابته سمع وقع خطواتها المبتعدة.....حينها فقط فتح عينيه مراقبا مشيتها المتخاذلة المنكسرة نحو بيته وتمتم بخفوت أجش متحسر كأنه يكلمها لتسمعه" ولأنه أنا....لأنه أنا ينبغي أن تغطي وجهك...."
تنهد متألما وقد ضاق صدره....لماذا كشفت وجهها بعد كل هذه السنوات...لماذا أنعشت ذاكرته وجددت صورتها في مخيلته...بملامح أكثر نضوجا وأشد جمالا وأنوثة....
آآآه لو تعلمين ...آآه لو ترين ما أكبت داخل صدري لوليت هاربة مني إلى أقاصي الدنيا بدل أن تطلبي قربي وتعتبريني كأخيكِ....لست أخاك ..لست أخاك...
انزلق جالسا مسندا رأسه على الجذع خلفه والعرق يتصبب من جبينه وقد اُنهِكَتْ روحه بالكامل .....ردد لسان حاله بعذاب وقهر "يا رب الكون ......هل أكون من القانطين إن يَئِستُ وصالها أم تُراني تجرأت إن تمنيت....ماذا أفعل بقلبي ...رباااه ماذا أفعل لقلبي "
..................
كانت تماضر تجلس وحيدة في جناحها الخاص حين أتاها صوت الخادمة من خلف الباب قائلة "سيدتي الشيخ عباس هنا وقد طلب رؤيتك.....على إنفراد "

تم الفصل الثالث بحمد لله


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 08:42 PM   #18

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,021
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وبهذا اكون قد نزلت جميع الفصول التي انحذفت ....موعدنا يوم الأربعاء بحول الله تعالى مع الفصل الرابع
لم أحزن على حذف الفصول أبدا إنما اتعسني أنني أضعت تعليقاتكم المشجعة التي أسعدتني كثيرا



دمتم بود

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 10:55 PM   #19

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
ياهلا بعودتك لنا بروايتك المتميزة احيييك واشكرك وف انتظار الفصول

الديجور likes this.

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 11:04 PM   #20

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

"فخ النفس..... أكثر فخ يقع في مصيدته البشر في هذه الحياة ..
الديجور likes this.

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.