28-05-20, 12:32 AM | #61 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
وكأن هناك شيء جعل من قلب حواء صلب 😱 عاصم ربما يغير من حواء😊ا وأشعر بانه اسوأ منها 😱 | |||||
29-05-20, 02:34 AM | #62 | ||||||||||||
| اقتباس:
شكرا على مرورك الحلو ولا تحرمينا من طلتك الجميلة 🥰🥰🥰🥰🥰 | ||||||||||||
29-05-20, 02:38 AM | #63 | |||||||||||
| الفصل السادس : مرحبا بك في كابوسي ! مرحبا بك في كابوسي! حيث كل شيء مباح ... قد ترغبين في السعادة ... لكني لن أعطيك سوى الحزن والكثير من ألم لا يطاق مرحبا بك في كابوسي ... حيث تبحثين عن ضوء شمس ينير حياتك للأبد... لكنك لن تجدي سوى الظلام.... وربما - إن كنت محظوظة- عويل الذئاب مرحبا بك في كابوسي ... لا داعي للاعتذار ....فقد دخلت الوكر برجليك.... بل وحملت في اليد هدية وباقة أزهار *** على عاصم ببرود:" لقد ظننت أنني من كنت أتولى أمر الدفن " قلبت السيدة ضاوية عينيها بانزعاج:" لا أصدق مدى حقارتك... تقتل القتيل وتمشي في جنازته ... هل تظن أنك ستفلت هذه المرة أيضا كالشعرة من العجين.... اسمعني يا ابن بطني ... ربما تظن أنني ساصمت " و غطت بيدها على فمها ثم أردفت بانفعال:" لكن هذه المرة .... وأنا اعني ما أقول ... سأفضحك... وسأسعى بكل ما املك لأجعلك تتعفن خلف قضبان السجن في أقذر زنزانة ... حتى أن جرذان المجاري تقرف من العيش فيها ... أرني كيف ستجد فتيات بريئات هناك؟ " ضيق عاصم عينيه وقال بنبرة خطرة" هل إنتهيت؟" " ماذا ؟" تساءلت السيدة ضاوية بغباء اقترب منها عاصم وغمغم بتهديد :" استمعي يا ... أمي ...التي خرجت من بطنها... حظا سعيدا في مسعاك النبيل ... فأنا أؤمن أشد الإيمان انك ستحتاجينه... لكن إن قررت فتح فمك الحلو والصغير وقررت قول أشياء كبيرة ... لا أعرف كيف ستكون ردة فعلي ... " هز رأسه مغمضة عينيه الشبيهتين بعيني القطط ثم أضاف بنبرة تشوبها بعض الشقاوة :" لكن يمكنني إعطاءك تلميحا صغيرا ... مارأيك أن أدفنك بدلا عنها ... أدفنك حية ...يعني كرد فعل اولي ... وأنا اعتقد لا بل أجزم أن المكان هناك مظلم وضيق بالكاد تستطيعين التنفس ... لا ليس بمكان لطيف بالنسبة لعجوز مثلك " ارتد رأس السيدة ضاوية للوراء بينما غزا الشحوب وجهها الأسمر... لم تقوا على الأتيان بأي رد بالأحرى خرست وشعرت بدوار خفيف من كلام ابنها الفضيع. شبه ابتسامة زينت شفتي عاصم القاسيتين... خرج صوته كفحيح الافاعي :" ظننت ذلك... هيا اذهبي للنوم كفتاة جيدة " استدار تاركا إياها ترتجف والدموع تهدد بالانهيار تراجعت بضع خطوات إلى الوراء...حتى اصدم جسدها بالجدار البارد تركت نفسها تتهاوى على الأرض ولسان حالها يردد :" يا إلهي ! أي وحش أنجبت ؟ .... أي وحش حملت في بطني؟ آه يا عبد القادر ... لماذا تركتني أتحمل هذا الذنب ؟" *** راود القلق حواء عندما مرت دقائق أخرى ولم يظهر زوجها بعد، كانت قد تخلصت من الطرحة المخرمة القصيرة ... ورمتها جانبا على كرسي أحمر فاخر ... نزعت أيضا حذاءها الأبيض ذو الكعب العالي ورمته على الأرض كيفما اتفق ... دلكت قدميها وهي تتأوه براحة... فكرت أنها لن تمانع في شرب كأس شكولاطة ساخنة.... بل إنها تريدها الآن وبشدة ... وستكون مسرورة أيما سرور إذ وجدت علبة نوتيلا ضخمة... بينما تشتهي أكل هذا وشرب ذاك ، دخل عاصم على حين غرة... لم يتفوه بحرف ومن خلال ما لاحظته كان منزعجا من شيء ما ... شيعها بنظرات غريبة ... بينما يده تعبث بأزرار قميصه الأبيض ... بل تطاولت لفتح الثلاث أو ربما أربع الأزرار الأولى ، استدار ناحية الخزانة مرة أخرى مواجها حواء بظهره.... سمعت أصوات .... ماذا يفعل ... غلبها الفضول ... فهربت بعينيها ناحيته تتطاول بعنقها ... علها تعرف ماذا يفعل ؟ لم تر شيئا ...بدا وكأنه يبحث عن شيء ...لم يتركها تخمن طويلا، فقد اعتدل بجسده الخال من العيوب واستدار حاملا كأسين وزجاجة .... زجاجة نبيذ ، وقفت لا إراديا من شدة الهول ، شهقة مفجوعة انطلقت من حنجرتها دون أن تستطيع كبحها .تساءلت بغباء :"" هل ...هل هذا خم.. ر ؟" أجابها بسخرية :" لا بل زيت زيتون ....بالطبع خمر ...أتشربين ؟" تراجعت بعنف حتى تعثرت بفستانها فسقطت على الأرض . نظر إليها مطولا ثم قال باستهزاء :" ساعتبر هذا بلا " قام عاصم برج الزجاجة ثم فتحها فانفجرت كمفرقعات أعياد الميلاد ، رأت الرغوة تفيض متجاوزة يد عاصم لتنسكب على الأرض ، لعق يده بانتشاء ... لا تزال في استكانتها على الأرض تراقب السائل الذهبي يتدحرج غارقا في الكأس الشفاف الرفيع . قال بهدوء :" إذن سأحتفل لوحدي ... هل أعجبتك الأرض أو ربما فقط هي الشيء الوحيد المألوف لديك من حيث ... أتيت " رددت وراءه بعدم فهم :" من حيث أتيت ؟" تحطم الكأس الهش حينما اشتدت أصابعه القاسية حول أسواره الهشة .. نظر لبقايا الكأس في يده ثم نظر إليها و صرخ بجنون :" أنظري ماذا فعلت ؟ هل سمحت لك بفتح فمك ؟ " تمتمت حواء بخفوت :" ماذا؟" " مازالت تتكلم ... ستعاقبين على كسر الكأس وتبذير نبيذي " هزت حواء رأسها باعتراض:" لكني لم أفع..." قطعت كلامها حين رأت ابهامه وسبابته الملتصقين تتحركان أمام شفتيه في دلالة على الصمت .. وضع عاصم الزجاجة في فمه وتجرعها بضمأ، نظرت إليه حواء وكأن عفريتا تلبسه ، تابعت تذبذب تفاحة آدم بين ارتفاع وانخفاض مع كل جرعة ، أمسكت بعنقها الأبيض تشعر بحلقها يحترق. رمى عاصم الزجاجة على الأرض فتهشمت لقطع صغيرة ودقيقةا نتثر النبيذ ملوثاالأرضية المصقولة، مسح بظاهر يده فمه ثم نظر إليها نظرة ليست كأي نظرة ، نظرة جمدت الدماء في عروقها البارزة ... بخطوات سريعة اقترب منها ... أغمضت حواء عينيها في هلع... ارتجفت عندما أمسكها من كتفيها ولكن خلاف لتوقعها بضرب وشيك ، رفعها عن الأرض برقة أدهشتها ، سمعت صوته مغلفا بنبرة لطيفة لم تسمعها منه قط :" افتحي عينيكِ حبيبتي " نظرت له ملأ عينيها بانشداه حقيقي قالت بصوت مرتجف :" إنها أول مرة تناديني فيها حبيبتي " أظلمت عيناه بينما تحول وجهه من اللطافة إلى الشراسة . غار قلبها داخل أضلعها حين قال بصوت جليدي :" وآخر مرة ..." مال لوجهها ينظر لشفتيها بطريقة أوهنت ساقيها ، لم يطل انتظارها المترقب، فقد غطا شفتيها بقبلة محمومة غيبتها، لم تكن عجولة كقبلة صديقها المراهق شريف بل كانت متأنية و مستكشفة، لطيفة رغم جنونها ،.... لم تشعر أبدا بيديها وهي ترتفع ببطأ على صدره ... متلمسة إياه بشغف لتستقر أخيرا حول عنقه الأسمر ... رائحة عطره الغريبة أسكرتها.... لقد شعرت وكأن روحها السقيمة وجدت ملاذها أخيرا .. هنا بين أحضانه تستقبل عناقه الفريد والمتوحش لأول مرة ... تركها فجأة دون سابق إنذار ، شهقت رئتيها تطالب بالهواء في حين بان الإنزعاج على محياها لهذه المقاطعة، دمدم عاصم ضاحكا:" لا تستائي...لايزال الليل في أوله...مارأيك أن نلعب لعبة " قالت حواء وهي ترفع حاجبيها بوقاحة متجاهلة ردود أفعاله الغريبة:" لعبة الزوج والزوجة على السرير " ضحك باستمتاع :" لا ! لا! لنقل لعبة أكثر تشويقا " ضحكت بميوعة ...ثم اتجهت للسرير بغنج ورمت نفسها عليه ، استندت على ذراعها ورفعت الآخر مشيرة باصبعها لعاصم وخرج صوتها بدلال ومليئا بالرغبة :" تعال ! ودعني أحزر اللعبة رغم أن لا شيء في بالي غير السرير " مشى عاصم ببطأ ناحيتها، لقد كانت خطواته حقا مخادعة فعندما ظنته يميل إليها حتى انها رفعت نفسها بعفوية نحوه ... لكنه بدل أن يأخذها في عناق آخر ، غير اتجاهه فاتحا الدرج بجانب السرير وأخرج شيئا لم تتبين حواء ماهيته . قالت بنفاذ صبر :" أترك هذه الألعاب عاصم وتعال ..تعال إلي " كان صوتها رقيقا ومغويا، قال عاصم بنبرة خطيرة :" لا تكوني لحوحة وقليلة الصبر .. " سكت لوهلة ثم أردف متسائلا بينما عينيه الصفراوتين تلمعان كعيني قطة :"هل تحبين المخاطرة " قالت بثقة وهي تعبث بخصلة طويلة من شعرها الأسود :" ولدت لها " توقفت عيناه على إصبعها الذي يلف خصلة الشعر حوله للحظات ثم تشدق قائلا بمرح " رائع إذن لن نجد مشكلة في لعبتنا " وأخرج يده المختفية وراء ظهره وهتف ضاحكا :" تارا! تعلمين ما هذا؟ صحيح؟" جف حلقها وبردت يداها فجاة ، شعرت حواء بقطرة عرق تتجمع على جبينها ، كل هذا فقط لمرآه تشدق عاصم :" هيا ! لا بد أنكِ تعرفين اسمه ..ليس صعبا ... أخبريني اسمه " عندما لم تجب حواء زمجر بصوت مرعب خطف النبضات من قلبها :" ماهو اسمه ؟" اهتز بدنها فاجابت باختناق:" ........" اقترب بأذنه من فمها المرتجف:" لم أسمع ...ارفعي صوتك " كررت :" كابوس " اعتدل واقفا :" صحيح أظن أن الجزائريين أصابوا حين أطلقوا عليه كابوس ...لا أظنك تعرفين نوع هذا الكابوس ...لابأس ...سأخبرك...إنه مسدس دوار من نوع إم 1917ريفولفير صنع أمريكي عام 1917 قديم لكن فعال ... أخبريني ..هل أنتِ محظوظة ؟ " حركت رأسها بعنف نافية قال عاصم بسخرية :" حقا ! سمعت في مكان ما ... في وقت ليس ببعيد ... أنك هتفت أمام صديقاتك أنك محظوظة جدا ...أين ذهب حظك ؟" كانت أعصاب حواء مشدودة كأوتار الغيتار بينما عيناها لا تحيدان عن المسدس الرابض في يد زوجها ... لم تستطع حواء تحمل كل هذا الضغط فأجهشت في بكاء مرير... انحنى عاصم نحوها ووضع اصبعه الأسمر الغليظ على شفتيها المرتجفتين:" أشششش ! لماذا تبكين ... المرح الحقيقي لم يبدأ بعد ...اسمعي أنها لعبة سهلة ...نحن هنا نتكلم عن لعبة الروليت الروسية ..." فتح المسدس وأخرج كل الرصاصات التي بداخله ووضعها بيد حواء ... رمتها على السرير رافضة لمسها .. توحشت نظرات عاصم :" التقطيهم وإلا سأجعلك تبتليعنها واحدة تلو الأخرى " ازدادت وتيرة نواح حواء ... صرخ عاصم بضجر:" هيا !" بدأت حواء بجمعهم بينما يدها لم تتوقف عن الارتجاف كسائر جسدها . قال عاصم وابتسامة راضية علت وجهه :" أحسنت ! والآن أعطني الرصاصات " ضبابة الدموع التي تشكلت على صفحة مقلتيها صعبت عليها الامتثال لأمره ، فسقطت الرصاصات على الأرض مخطئة يده الممدودة، شهقت بهلع منتظرة سيلا عارما من الشتائم . تنهد عاصم بسأم :" ما كل هذه الدراما بالله عليك؟" انحنى بجذعه والتقط رصاصة واحدة ووضعها داخل المسدس ... أمسك حواء من شعرها بقوة ثم همس في أذنها بينما يده الأخرى تلوح بالمسدس أمام صفحة وجهها المتغضنة بألم :" هذا المسدس يحتوي على رصاصة واحدة من أصل ست أي أن لديك فرصة واحدة من الستة للعيش " فتح لها أسطوانة المسدس وتأكدت هي من بين غشاء الدموع أنه لم يكن يمزح ... أدار الأسطوانة عدة مرات ووضع المسدس في منتصف جبهتها. اتسعت عينيها السوداوتين في ذعر حين أحست بفوهة المسدس الصغيرة تلامس جبهتها ترجته بخفوت:" أرجوك عاصم ! أتوسل إليك ! إنها ليلة زفافنا...لا تفعل " هتف بانشداه مصطنع:" حقا ! هل هي كذالك ؟" مسح وجهه وأردف :" أنتِ ترتدين فستان زفاف ...ويالاالعجب أنا أرتدي بدلة سوداء ..إنها حقا ليلة زفافنا " زفرت بارتياح حين أبعد المسدس عن وجهها تستعيد أنفاساها المفقودة وتهدأ ضربات قلبها المتسارعة . هرش عاصم بالمسدس في شعره الناعم و عنف نفسه :" اللعنة ! لم أكن أبدا جيدا بالتواريخ ... أنا آسف حبيبتي... أعدك لن أكررها " باغتها على حين غرة حين وجه المسدس نحوها مرة ثانية :" اسمعي ! سأضغط الزناد ...لا مفر ، إن نجوت الليلة ...سنكمل ليلة الزفاف الموعودة... إن لم تفعلي ....أممممم .... أنا لا أعاشر جثة بعد كل شيء " رأت إصبعه يتحرك ضاغطا الزناد فصرخت حواء :" لا لا تفعل " ثم أغمضت عينيها مستسلمة لقدرها... بعد مدة ...فتحت حواء عينيها ببطأ متوجعة من شدة ضغطها عليهما ، صوت انفاسها أنبأها أنها لاتزال حية ....حية ! تتنفس أجهشت حواء بالبكاء ... انهارت في بكاء مرير كما انهارت أحلامها .. كما انهارت ليلة زفافها .... وتحطمت حياتها ..أحست بعاصم يطبع قبلات على وجهها ...اعترضت بوهن... أما هو فتابع تقبيلها بحرارة..استسلمت ...لم تعد تحتمل ...استسلمت وتركت الظلام يبتلعها... لم تفقد الوعي كما تمنت بل استسلمت فقط ...وسترى أين يقودها استلامها . *** مرت مدة ليست بالقليلة على انتهاك عاصم بجسدها.... لو استخدمت كل قواها العقلية لم تكن لتخرج ليلة زفاف كهذه ... ظلت مضطجعة السرير على ظهرها ، عارية وباردة تحدق في سقف الغرفة وسط الإنارة الخافتة ، لقد رحب بها في كابوسه أيما ترحيب حتى حلمها ، احساسها، والدها ، ابن عمتها، حتى السيدة ضاوية ... كلهم حذروها وهي بغباء تجاهلت كل التحذيرات وها هي الآن ترى النتيجة لا بل عاشتها وهي الأن تتجرع مرارتها على مهل . صوت شخير اخرجها من جمودها، نظرت لزوجها تتأمل ظهره الاسمر العاري ، لاحظت ثلاث شامات صغيرة تتوسط ظهره وبقدرة قادر كانت على استقامة واحدة، اقتربت حواء من ظهره طابعة ثلاث قبلات على الشامات.... الأولى والثانية الأخيرة ، تململ عاصم في نومه ثم استكان جسده وهدأ شخيره . فرت بعينيها نحو فستان زفافها النائم على الأرض ، بدى لها ميتا لا روح فيه وكأنه لم يكن نفس الفستان المشع والذي سلب لبها في وقت سابق ، تحركت نحو فستانها ، التقطته بيديها وارتدته على عجل وبذهن غائب وقلب منطفئ دخلت الحمام تجر وراءها ذيل الفستان محملا بالخطايا الذي داهمتها كاعصار، دخلت الحوض الرخامي الفاخر، لم تكن في وضع يسمح لها بمسح الحمام وتفقد جماله، فتحت الرشاش ورفعت وجهها تستقبل المياه الباردة برحابة صدر ... تريد لتلك المياه أن تغسلها وتطهرها، تذكرت لمساته التي احرقت جسدها، تذكرت رائحته التي استوطنت انفها ،ولن تنسى همساته القاتلة:" إنها ليلة يا حواء ليلة كالخيال أنستني للحظة أنك أسيرتي وأنا جلادك...لكن غدا أعود ومعي كابوسي " شهقة ملتاعة خرجت من فمها تتبعها الكلمات دون توقف :" رغبت في ذرف دمعتين...فقط دمعتين ! مرت هنيهة!...تحولت الدمعتين ألفين! فيا مرحبا بالشهقتين! هل انشق عن حلقي همس أم صرختين! هل اعتصر الجوف وتقيأ بدل القطرة اثنتين! هل انقبض القلب وأفلتت منه نبضتين! هل تمردت الدماء وأغضبت الوريدين! فيا مرحبا بالطعنتين! لقد رأيت القمر وحوله نجمتين! هزيم الرعد دوى ثاقبا الأذنين ! صفير الرياح صفع الوجنتين! الصاعقة خطفت البصرين! وتركت خلفها طفلين! فيا مرحبا بالملكين!" كلمات لطالما رددتها والدتها بعد أن يذيقها والدها ويلات العذاب ... الآن فقط أحست بالمعنى المستتر خلف تلك الكلمات ... الآن فقط . " آه يا أمي خذيني إليك... لقد اشتقت... اشتقت يا أمي " *** كانت حواء تبدو كقملة مبتلة بفستان زفافها الذي يقطر ماءا... جسدها يرتجف وعيناها غائرتان.... وجهها القاتم لا يوحي بشئ ... لا بأفكارها السوداوية ولا بإحباطها الانتحاري... ظلت تنظر لزوجها النائم على بطنه ... جذعه مغطى بينما ظهره العضلي يرتفع وينخفض دلالة على كونه يتنفس ! أزعجها الأمر.... كونه نائم براحة ويتنفس ببساطة... وكأنه لم يدمر أجمل ليلة في عمرها ... على الأقل باعتبار ما يفترض أن يكون ... أهكذا يجازي طمعها في أمواله؟ تحركت بخطى خفيفة مخلفة وراءها أثار من المياه علقت على السجادة ، توقفت على بعد خطوة ! ... خطوة من زوجها النائم ببراءة خادعة.... ككل شيء فيه ... تفكر أتقطع عنه نفسه بوسادتها التي تلقت دموعها المغدورة أم بمسدسه الذي كان شاهدا على تذللها ... بذهن متلبد ويد مرتجفة استدارات متجهة نحو الخزانة ... فتحتها ببطأ...انقبض قلبها عندما أحدثت صوتا ... هربت بعينيها نحو عاصم ، زفرت بارتياح حين انقلب على ظهره متنهدا بصوت مسموع... أخرجت المسدس بسرعة ثم اعتدلت واقفة... أخذت تقلب المسدس بين يديها تتحسس الحديد البارد الذي يزيدها ارتجافا فوق ارتجافها.. :" ماذا تفعلين عندك؟" أجفلت بعنف عندما سمعت صوت عاصم يأتي من خلفها...استدارت بصمت وهي تخفى المسدس وراءها ...لقد كان جسده عاريا بلا خجل بينما عيناه ترمشان بتساءل... اقترب منها وقال بنبرة خطرة:" عندما أسألك فأنا أتوقع منك اجابة على سؤالي ...وإلا " رفعت المسدس في وجهه، ممسكة إياه بكلتا يديها وقالت بابتسامة منتصرة :" وإلا ماذا أيها السافل الحقير ...هاه وإلا ماذا ؟" لم يتفوه عاصم بحرف بل ظل صامتا يحدق فيها بثوبها المبلول وكحلها السائل.. بدت كعروس هاربة من الأساطير لولا المسدس الذي جعلها تبدو كمجنونة بثوب زفاف . " هل أكل القط لسانك...هاه ؟ " لوحت بالمسدس تحاول ارعابه وأطردت بجنون:" ما رأيك بكونك في الجهة الأخرى حيث لا يضغط اصبعك الثري على الزناد.... هيا أخبرني وإلا ماذا؟" بصق في وجهها بالكلمات:" إن لم تعيدي مسدسي لمكانه كفتاة مطيعة أقسم بربي أني سأحرقك... سأحرقك وأنت حية ..." شخرت حواء ساخرة:" هل تظن أنك بموقف يعطيك قوة التهديد... أفق من نومك أيها الوغد.... أنت مجرد غبي بجسد عار ...إنها أنا من تحمل السلاح.... هذا السلاح الموجه نحو رأسك " . ابتسم بشر وتابع وكأنها لم تقل شيئا :" سأقتل والدك وأختك وكل من تحبين " تحجرت الدموع في عينيها ثم قالت ببرود:" بعد أن أقتلك يمكنك تعذيب الناس في الجحيم... أقصد العكس...لم تتوقع ذلك ؟ ... أستمع لي أيها الوغد المدلل ... روادني حلم ....حلم جميل مليئ بالأمل وهم حسبته حقيقة والآن غادرني الحلم ...ليته اكتفى بذلك...بل أخذ كل شيئ معه وتركني أتخبط بكابوس أبدي" أغمضت عينيها وضغطت على الزناد... لكنها لم تسمع شيئا ... لا شيء سوى أنفاسها... فتحت عينيها....لايزال عاصم واقفا مكتفا ذراعيه .... لقد تخيلت العديد من السيناريوهات وليس هذا أحدها ... لم يكن مستلقيا على الأرض والدماء تنزف منه بغزارة بينما هي تطلع في عينيه المفتوحتين بإنطفاء. " لم تتوقعي هذا " بعد جملته لم تعي ما حصل... كيف نزع المسدس من يديها أم ربما هي من أعطته إياه طواعية... لم تعي على نفسها وهي تقع أرضا بين رجليه تقبل قدميه تتوسله الرحمة بعائلتها...الرحمة بها . يتبع.... | |||||||||||
29-05-20, 02:42 AM | #64 | |||||||||||
| *** اليوم التالي صباحا تتمشى باسترخاء مع والدتها التي أصرت على إخراجها من عزلتها كما قالت هذا الصباح ، رواء لم ترد الخوض في مجادلة خاسرة مع سعاد فرضخت في الأخير وخرجت للتنزه في الحديقة العامة، تعترف أن أعصابها مشدودة منذ الأمس قد ارتخت قليلا، فالشمس الدافئة تلامس صفحة وجهها السمراء بنعومة والهواء المنعش قادر على تلطيف أكثر الأشخاص مزاجية، وسط هذا الجو المشمس الرائع شعرت رواء بالغرابة ! نعم الغرابة فوالدتها وعلى غير العادة والمعتاد صامتة ! ...كم مرت دقيقة؟ خمسة عشر دقيقة وأمها لم تتفوه بحرف ... منذ ليلة البارحة وبعد العشاء الكارثي الذي بدأ بإخبارها عن الخاطب الوسيم الذي كان فيما مضى المنقذ الوسيم وهي تنتظر منها ردا تتوقعه والدتها بالإيجاب ، لقد تعجبت كيف تذكرت نبرة صوته منذ أخبرتها عنه، في الحقيقة صوته لم يبارح ذهنا وكأنه علق في إحدى خطوط عقلها ، حسنا لقد تفاجأت بجديته بطلب الزواج، وأمها أثارت زوبعة ليلة امس عندما تلقت رفضها البارد والقاطع . تنحنت سعاد بصوت جهوري للفت انتباه ابنتها الشاردة دائما ثم قررت الدخول في الموضوع الذي أثار أرقها ، على أية حال هي لا تجيد اللف والدوران :" إذن ما ردك؟" أرادت رواء إثارة غيظها قليلا فادعت الغباء قائلة :" ردي على ماذا بالتحديد يا أمي؟" أطلقت سعاد زفرة طويلة :" ليس وقت التغابي يا رواء ... أنا أتكلم عن الخاطب ... الذي تقدم لك " " ااااا ! الآن تذكرت ... ماذا به ؟" صرت سعاد على أسنانها تكتم رغبتها في جر ابنتها من أذنها :" ما هو ردك على طلبه في الزواج منك يا ابنتي الغالية ؟" عبست رواء مدعية الحزن :" أنت تجرحين مشاعري يا أمي أتردين التخلص من ابنتك الوحيدة؟" تمتمت سعاد بنفاذ الصبر:" إن كان تزويجك و جعلك سعيدة مع عائلتك يسما تخلصا فنعم أنا أتخلص منك ، إذا ما ردك ؟ " قالت رواء بمراوغة :" كيف ستضمنين سعادتي يا أمي ، أنت حتا لم تسألي عن الرجل بل والانكى تريدينني أن اتزوج شخصا لا أعرفه " شهقت سعاد شاعرة بطعنة مؤلمة في صدرها:" اوهذا ظنك ... بي يا ابنتي ... لعلمك لقد أخبرت خالك أن يسأل عنه وسمعته مسك ولا غبار عليها ماشاء الله أما بالنسبة لكونه غريبا فلهذا وجدت الخطبة، ستتعرفين عليه وإن كان خيرا يتممه الله " أحست رواء بتأنيب ضمير فبعد كل شيئ هي عبئ مهما حاولت والدتها الإنكار و إخبارها عكس ما تؤمن به بكل تلك العبارات المنمقة تظل عبئا فقالت بصوت تملؤه مرارة العالم :" لا ... لا تفعلي يا أمي... لا زرعي أملا لا وجود له بداخلي... لا تجبري شخصا آخر على تحمل عاهتي... فأنا نفسي ... لا اتحملها فكيف بشخص آخر ... لا تجبريني على خوض لا قبل لي بها... لا تجبريني على شيء قد يكون أقسى من خسارتي لعيناي... أنا أعرف أني عبء عليك لكنك أمي... وأنت بمقدورك التحمل " تغرغرت عينا سعاد بدموع لم تكن رواء قادرة على رؤيتها لكن سعاد لجمت عاطفتها الأمومية نحو ابنتها وقالت بصلابة:" معك حق ... أنت عبء ... على نفسك وعلى من حولك " ارتد رأس رواء للوراء بصدمة بينما أكملت والدتها :" لكنك عبء فقط لأنك ترين نفسك كذلك.... لقد سئمت ضعفك هذا وإن لم تكوني قادرة على أخذ قراراتك بنفسك فأنا لن أقف كشاردة متفرجة عليك وأراك تدفنين نفسك وشبابك خلف مخاوف واهية... سأخبر علي بأن يأتي لزيارتنا مع عائلته " قاطعتها رواء باعتراض :" لكن " حركت سعاد يدها لتمنع ابنتها من الاسترسال في الكلام :" لا يوجد لكن... لقد قررت وانتهى الأمر..." أخذت وجه ابنتها ببن يديها وأضافت بحنان:" لا تقلقي سأكون معك في كل خطوة... ساراقب كل صغيرة وكبيرة ... ضعي ثقتك بالله ثم بي ... وأقسم لك بالله أنني إذا شعرت بخطأ ما حيال هذه الزيجة فأنا سانهيها قبل أن تبدأ " *** في بيت علي تجلس مرزاقة على الكنبة الصغيرة البنية والتي تحتل وسط الصالة بسيطة الفرش ... تمد قدميها المنتفختين أمامها على الطاولة الخشبية المستديرة... محرمة لفت رأسها بشدة وجزء من شرائح البصل ظاهرة من تحت المحرمة على صدغيها... هزت رأسها بعنف رافضة ماتقوله ام السعد على الجهة الأخرى من الهاتف.... وعلى إثر تلك الهزة سقط فص ثوم من فتحة انفها ليتدحرج على صدرها ويستقر مفترشا بطنها البارزة دلالة على السمنة .... أعادته مرزاقة لمكانه بتأفف وردت على صديقتها بنفاذ صبر:" أنت لا تفهميني يا ام السعد... لا أحد يفهم مرزاقة.... الكل يظنها شريرة... لكني أم وكأي أم تبتغي صلاح ابنها وتريد له الأفضل.... والأفضل ليس في عروس عمياء ... لن تلبي أبسط احتياجاته بل والمصيبة إذا أنجبت له أطفال عميان ... أنسيت جاركم عبد العزيز الأعمى ... لقد أنجب خمسة أولاد وكلهم عميان يا ام السعد ... الخمسة! .. لن احتمل والله .. أموت ولا أدعه يتزوجها " جاءها صوت أم السعد هادئا :" استغفري مولاك يا مرزاقة لم أعهدك سيئة الظن بالله ... كما أن عبد العزيز أعمى منذ ولد... أما أولاده فقد كبرو وتزوجوا وانجبوا ثم أصابهم العمى إنه أمر الله وهذا لا يعني أن يحدث نفس الشيء لاحفادك لسمح الله ... أنا أتفهم توجسك من هذه الزيجة و لا يمكنني تفنيد أفكارك... لكن إن أراد ابنك الزواج منها فهو قراره وهو من يتحمل مسؤولية تبعاته " قاطعتها مرزاقة على عجل :" أوتريدين مني أن أقف متفرجة على وحيدي وهو يدمر حياته؟ لقد أردت أن أزوجه امرأة ونصف لوذهبت المرأة بقي النصف ولو ذهب النصف بقيت المرأة " تنهدت أم السعد:" لا أحد يا مرزاقة يعرف مايخبئه لنا القدر إلا سبحانه وتعالى... نحن كأمهات نختار عروسا كاملة الأوصاف مكملةالأخلاق متناسين أن الكمال لله... شهدي واستفغري ودعي أبنك يتزوج الفتاة... هو اراد خيرا فساعديه على فعله و عله الخير يكمن في الشر " صمتت مرزاقة للحظات مفكرة بهدوء يشوبه بعض الاقتناع لكن فمها نطق باعتراض :" لكن.." " لا يوجد لكن يا مرزاقة... لا يوجد لكن ..الزواج رزق وأنت تعترضين على رزق الله.." " معاذ الله أن أفعل " " أنت بالفعل تفعلين... أنسيت ما يقوله أجدادنا اللهم لا تجعلنا نعترض رزق أحد وبرفضك هذا أنت تقفين حائلا دون حصول الفتاة على رزقها .. ماذا إن قلب الله الموازين وأعاد لزوجة ابنك بصرها وأخذه منك ...ماذا لو زوجت علي من امرأة صحيحة ترى وتسمع وجعلها الله عليلة، ماذا لو كان ابنك أعمى.. " أفلتت شهقة مفجوعة من فم مرزاقة :" بعيد الشر على ابني " " أرأيت لا يمكنك ضمان مستقبله على أقل ادعميه " تمتمت مرزاقة باختناق:" حسنا ! حسنا" ثم علا صوتها وهي تكمل :" لندعه ينفذ قراره ولتغلق مرزاقة فمها " غمغمت عليها أم السعد بحنق :" قوليها لا تخرقي بها طبلة أذني... هل قالوا لك أني صماء " حوقلت مرزاقة:" الرحمة للوالدين لا تزيديني همك يا ام السعد ما فيا يكفيني " " لا تشغلي بالك وسرعان ما تقبلتي الأمر كان أحسن لك ولابنك... هيا أغلقي لقد عطلتني عن شغل البيت " رمت مرزاقة الهاتف بجانبها وبدأت تعيد كلام صديقتها في عقلها وتستوعبه على مهل يتبع ... | |||||||||||
29-05-20, 02:46 AM | #65 | |||||||||||
| *** كانت لميس تنزل سلالم البناية بعد أن ودعت صديقتها أجوان، كان الوجوم المسيطر على وجهها... تعترف أن الاحباط غزاها بعد أن غادرت بيت صديقتها دون أن تلمح طيفه، ومن غيره علي ساكن أحلامها ومؤرق لياليها... كانت تطيل الحديث مع أجوان...وتطيله بلا جدوى ، تختلق المواضيع من تحت الأرض كلها من أجل أن تراه مرة واحدة ... تسكت بها قلبها المشتاق له ، منذ ليلة أمس حين أخبرتها أجوان أن علي يريد المرور عليها للاطمئنان ومحادثتها في شيء ما وهي لم يغمض لها جفن، كادت أن تقبل قدمي والدتها للحصول إذن للذهاب لمنزل أجوان... لقد أخبرتها والدتها أنها كانت معها فقط .... وقد حصلت على الاذن بعد أن فاضت روحها ...تنهدت بحزن... لماذا لم يأتي ... لماذا ؟ بينما هي تائهة وسط حسرتها اصطدمت لميس بحائط بشري، كادت أن تقع لولا يده التي امتدت لتثبتها ككماشة التفت حول ذراعها النحيل، تسارعت دقات قلبها عندما عرفته من رائحته ... قال علي بمزاح:" انتبهي أيتها الشاردة " احمرت بشرتها البيضاء وعيناها تتعلق بابتسامته... يا إلهي لقد رأيته اليوم ... إنه أمامي... رائحته تحيطني وتدير عقلي.... تنحنح علي بحرج:" كيف حالك لميس وكيف حال موح؟ ..." لا زالت لميس على وقفتها البلهاء ولا زال لسانها منعقدا... إنها تكاد تموت فرحا يا ناس ! فرقع علي بأصابعه أمام وجهها فاستيقظت من غيبوبتها المفعمة بمشاعر رومانسية . تساءلت لميس بتعلثم:" نعم ! ماذا قلت ؟" تنهد علي بنفاذ صبر :" كنت اسألك عن حالك وحال أخيك موح...لم اره منذ افترقنا في الثانوية ... سمعت أنه تزوج " لوحت لميس بيدها:" اوه! لابد وأن الآخبار تصلك قديمة...حالته الاجتماعية الآن مطلق وأب لطفلين " اتسعت عينا علي بانشداه وضرب جبينه بكفه:" لم أعرف بذلك... يبدو أنني كنت أعيش في كهف ...أنا آسف لذلك " هزت لميس برأسها:" أرجوك لا تتاسف... موح الآن على أحسن مايرام.... لقد تخلص من تلك الافعى زوجته كما أنك تعرف أن الخير في مايريده الله " ردد وراءها بحزن :" معك الحق الخير فيما يريده الله...." صمت قليلا ثم استدرك قائلا:" إذن ..حمدلله أنكم بخير..يجب أن أرى أجوان قبل أن أعود لعملي غدا " لم تستطع لميس إخفاء ملامح الحزن في صوتها:" بهذه السرعة!" "ليس باليد حيلة ... إنها تبعات المهنة " ودعته لميس بحزن تحرك كلاهما في نفس الوقت ونفس الاتجاه وكلما التقيا كانت ردة فعلها نظرة خجولة من عندها تقابلها ضحكة بلهاء من عنده وامتد الوضع حتى أوقفها علي بحزم :" أنظري سأدعك تعبرين أنت بهذا الإتجاه وريثما تعبرين بسلام أكمل طريقا أنا ...بهذا الاتجاه " وشدد على كلمة الاتجاه بطريقة دغدغت قلب لميس ... ما إن خرجت لميس من بوابة البناية حتى اطلقت الريح لساقيها... لقد شعرت وكأن جسدها خفيف كالريشة وشعرت بروحها تطفو بلا هوادة... إنها سعيدة...سعيدة لدرجة تقبيل زهرة بيضاء متسللة من بين فتحات سياج أحدى المنازل... سعيدة لدرجة مرورها على شجرة مشمش دون سرقة حباتها الحامضة واللذيذة وملأ جيوبها منها ... لم تعرف بانها وصلت لمنزلها بسرعة البرق إلا عندما لاحظت أرنبتها البيضاء مستكينة بين يديها.. أطلت عليها امها من نافذة المطبخ بوجه أبيض منتفخ ومحمر ونادتها بصوتها الجهوري :" لميس يا بنت تعالي وساعديني في تنقية حبات العدس " ردت عليها لميس بسعادة:" من عيوني يا أم موح " قالت أم لميس بحنق:" لقد عرفتها! تتذمرين ولم تبدئي حتى ..." عقدت حاجبيها ثم قالت :" هل قلت من عيوني.... بهذه البساطة ؟ ...اقتربي يا بنت لأراكي " تحركت باتجاها لميس والارنبة لا تزال بين يديها، أمسكت امها بوجهها تقلبه بين كفيها:" والله شكلك يبدو كابنتي... ماذا أكلت عند صديقتك حتى انقلبتي..." سكتت لوهلة ثم هتفت بجزع:" هل شربتي دواء والدها المخرف يا بنت " قهقت لميس :" لا يا أمي... لم أشرب او آكل أي شيء " تطلعت فيها بشك ثم قالت:" إذن هيا بدلي ملابسك و إلى المطبخ " ضربت لميس بقدمها الارض كجندي واخشوشنت صوتها هاتفة :" هاي هاي كابتن " وتركت والدتها تضرب كفا بكف وتمتم:" اللهم صبرني على بلائي" انتهى قراءة ممتعة للجميع 😘😘 | |||||||||||
29-05-20, 02:51 AM | #66 | |||||||||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صحا عيدكم وكل عام تعيدو وتزيدو سمحولي لبنات وأنا كثير آسفة على عدم تنزيلي الفصل في موعده بصح تعرفو الاعياد وخدمتها لي تدي الوقت بتمنى تعذروني... اقراو الفصل واعطوني أراكم 🥰🥰🥰 دمتم في رعاية الله | |||||||||||
29-05-20, 04:45 AM | #68 | |||||||||||
| سلام يا بنات حابة تنويه صغير كتبت شخصية أم رواء بزوج أسامي سوري غلطتي يعني لامية وسعاد والاسم لي يعجبكم نكمل بيه وممبعد نصححو نشالله سوري مرة ثانية | |||||||||||
01-06-20, 12:41 PM | #69 | |||||||||
| مرحبا سيلينان المقدمة والفصول الاولى رائعة حواء وأجوان اختان مختلفتان كالماء والنار فمثلا حواء تلسع كل من يقترب منها وتؤذيه اما أجوان تطفئ ظمأ الغير بطيبتها جاري قراءة الفصول الاخرى | |||||||||
02-06-20, 11:56 PM | #70 | ||||||
نجم روايتي
| مساء السعادة ، عيدك مبارك مؤخرا ....فصل غامض إلى الآن لم نعرف نوايا عاصم المظلمة التي وقعت حواء ضحية لها ... عزيزتي فقط ملاحظة واحدة ( لا تتعمقي كثيرا في الأمور الزوجية لكي تتناسب روايتك مع كل الأعمار ) علي يبدوا بأن مرزاقة قد اقتعنت برواء التي ترى بأنها عالة على المجتمع ، ولم تفكر بأنه قد تكون لحكمة من الله ... لميس ، احببت شخصيتها ...كيف ستكون ردة فعلتها عند معرفتها بما يخطط له علي ...رغم اني احببتها أكثر ... تسلم ايدك...دمت بخير | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|