آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          134- قضبان من حرير - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          135 - الخطوة الأخيرة - مارغريت بارغيتر ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          136 - أرض الضياع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          215 - أرجوك افهمني - ديبي ماكومبر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          137 - اسمع همس الجراح - فلورا كيد (الكاتـب : monaaa - )           »          138- العرافة .... كلير هاريسون (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          139 - سجن الماس - ساره كرافن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          140 - سيدة الرماد - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree86Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-20, 12:32 AM   #61

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيلينان مشاهدة المشاركة
***
في وقت متأخر من الليل
فتحت مرزاقة باب الشقة لتجد ابنها الحبيب مستندا على إطار الباب و الإرهاق متمكن منه ، اقتربت منه تأخذه في حضنها وتقول بصوت باك :" اشتقت لك يا فلذة كبدي"
طبع قبلة على رأسها المغطى بمحرمة صفراء :" وانا ايضا يا اماه"
تساءلت بأمل مخادع :" هل من أخبار عن خالك "
" ليس بالكثير يا امي ..كل ما اعرفه أنه ربما يكون بمدينة '..' "
شهقت مرزاقة بعدم تصديق :" ما الذي أخذه هناك يا علي ..المدينة بعيدة عن البلدية "
توسلها قائلا:" أخفضي صوتك يا امي أرجوك لا نريد إيقاظ البنات ..لا أعرفه ما اخذه هناك ..لكني تركت صورته ومعلومات عنه لدى أصحابي هناك ولدى الشرطة أيضا...وغدا منذ الصباح سأستأنف البحث عنه إن شاء الله "
لم ينتبه كلاهما للمتلصصة التي تسترق السمع وراء الباب وهاهي ذي عائدة لغرفتها بخطوات مكتومة بعد أن عرفت من الاخبار مايرضيها ، أمسكت أرنبتها العوراء بوسي وبدأت بالتربيت على رأسها الابيض ثم همست في أذنها :"بوسي يا عوراء

لقد التقيت أخيرا بالسمكة الذهبية التي تسبح في حوض الشركة ، وأقصد بذلك المدير ... الأستاذ عاصم عسال بشحمه ولحمه ، وكما خططت ظن أنها مصادفة ، لم تكن كذلك ، يظن أني لا أعرفه ... وظنه خطأ فأنا قضيت الثلاثة أشهر الماضية أجعله شغلي الشاغل ، لقد رأيت نظراته ويمكنني القول أن السمكة الذهبية ابتلعت الطعم وغدا سأبدأ عملية الاصطياد... لكن ماحيرني أنه يعرف اسمي ... هل تصدقين ، لقد ناداني به ... تعلمين أن نصائحك تعلق في ذاكرتي خاصة تلك الخاصة بالحب :" من الأفضل الوقوع في حب رجل غني على الوقوع في حب رجل فقير " معك حق يا بوسي ...لا يجب أن أكون حمقاء رومانسية .. ففي الأخير أنا امرأة ..اه ! كدت أن انسى ..لقد تخلصت من والدي اليوم ..أنا اعرف انك أخبرتني أن اتحمله حتى اتزوج من غني احمق..وان لا الوث يدي..ولكن صورته المثيرة للشفقة وهو جالس فوق الصخرة استفزتني بشدة ويبدو أن ابن خالتي الغبي لم يجد له أثر..واتمنى ان لا يفعل ..فلا اريد ان يضيع مجهودي هباءا

إلى الغد بوسي !
وضعت الارنبة بجانبها على السرير واطفأت الإنارة لتنام قريرة العين .
***
غريب ! أمر غريب حقا ! ...كيف لها أن تنام بل كيف للنوم أن يرضى لمثلها ان تنال قسطا من رفاهيته ، أين العدل في ذلك ؟ كيف لمن ارتكب المعاصي أن ينام ، كيف لمن سرق ونهب أن ينام ، كيف لمن قتل وشرد أن ينام كيف لمن رمى والديه في الشارع أن ينام ، كيف لمن عذب قطة بكسر قوائمها أن ينام كيف لمن وضع جروا في كيس وجره على صخور مدببة دون أن يرأف لأنينه أن ينام ربما حواء لم تفعل كل تلك المعاصي ولكنها فعلت ما يسرق النوم منها دون أن تجد له قرار ولكن هاهي ذي نائمة بوجه صاف وذهن خالي تحتضن ارنبتها ولا تبالي بمدى تأثير فعلتها الشنيعة على من حولها ، فبينما هي نائمة كانت أختها في الغرفة المجاورة جالسة على سجادة الصلاة وكتاب الله بين يديها ، والدمع يملأ مقلتيها بينما الحزن يطغى على قلبها ، دخلت عليها عمتها مرزاقة واتجهت تستلقي على السرير بعد أن انهكها الإرهاق ، تدثرت جيدا بغطاء من الذنب كان ثقيلا على جسدها الضعيف وكأنها تحمل جبلا يكتم نفسها فاختنقت به ، أخذ لسانها يلهج بالدعاء ، تناجي ربها القادر على كل شيء ان يحفظ اخوها من كل سوء ويرده سالما غانما .
أما علي فكان يتقلب على الكنبة الصغيرة الموضوعة في الصالة بعد أن جافاه النوم..فهو لم يستطع النوم على فراش خاله بينما عقله لا يتوقف عن التفكير في حاله وبأي أرض يكون .


اليوم الموالي ...صباحا
نطقت فاتن أخيرا وصوتها يقطر ذهولا:" والدك مختفٍ يا حاوء ؟!"
أزمات حواء وهي تحشر أخر قطعة من الكرواسون في فمها وتبتلعها مع العصير :" منذ يوم أمس ...للاسف لم نجد له أثر " رفعت رأسها للسماء وأضافت بحزن :" وجهي عليك يا أبي ...المسكين عقله يأتي ويذهب "
واستها فاتن بعطف حقيقي:" لا تقلقي حواء ...هو في حفظ الله ...ولكن ألم تنادي ابن خالتك ليساعدكم في عملية البحث عنه ؟"
ردت حواء بانزعاج مصطنع:" ابن عمتي ! لا تذكرين به ارجوك... وجوده كعدمه الحقير... هل تعلمين ماكان أول شيء فعله عند وصوله ... لقد تحرش بي النذل ، هل تصدقين ؟"
هتفت فاتن بانشداه:" لا تقوليها!"
أومات حواء بتأكيد :" بلى، ولأعلمك لقد تحرش بي في جنازة أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته "
علقت فاتن بصدمة :" حسنا ! ابن عمتك هذا ليس لديه كياسة اطلاقا "
سخرت منها حواء قائلة:" أقول لك نذل حقير وانتِ تقولين كياسة "
تساءلت فاتن بصدمة متأخرة:" حواء والدك ضائع... ما الذي تفعلينه في الشركة اليوم "
ردت حواء بلا مبالاة:" أنت تعلمين إن غبت اليوم سيلقين بوكرش أمام الباب بلا رحمة "
" ولكن يا عزيزتي لديك عذر مقنع ، ولا يد لبوكرش أن يتفهم الوضع "
" لن يصدقني! بالإضافة أنني بالفعل بحثت عن والدي ولم يحالفني أي حظ، الأمر متروك بيد الشرطة الآن "
فتحت فاتن فمها لتقول شيء ما إلا أن قدوم فتاة قاطعا:" فاتن ! الأستاذ شعبان يناديك "
نهضت فاتن لتلحق بالفتاة بعد أن قالت لحواء :" علي الذهاب الآن ، اطلعيني إذا استجد شيء ما ... لا تحزني عزيزتي ستجدونه بإذن الله"
ابتسمت لها حواء بينما في سرها تدعي:" معاذ الله! قولي خيرا بديت مرأة أو صمتي "
رن هاتف حواء الموضوع على المكتب أمامها، وجدت المتصل حبيبها ياسر ، فكرت بحنق كم اتصل اليوم ؟ هل هي المرة العاشرة بعد المئة، أمسكت هاتفها وكأنها تحدث المتصل :" عندما لا يتم الرد لا تلح بالإتصال أيها الغبي " ، ردته على الوضع الصامت ثم أعادته إلى المكتب ، فكرت وهي تنظر لشاشة هاتفها التي تنبض وتبنض ثم تنطفئ بسكون لعاود النبض من جديد ، لقد رمت شباكها في البحر وعلقت به سمكة الأنشوجة ، وبينما هي فرحة بما اصطادته قنصت عينها أكبر سمكة تونة في المحيط فسال لعابها بشراهة ورغم ذلك لم تترك سمكة الأنشوجة بل اصطادت معها سمكة سلمون والتي هي حبيبها ياسر ورمت شباكها من جديد في محاولة يائسة للصطياد سمكة التونة تلك، لم تكن حواء تدرك أن البصر خائن ، فسمكة التونة تلك لم تكن سوى قرش ضخم اشتم رائحتها هو الآخر واقترب منها بخبث منتظرا اللحظة المناسبة ليفتك بها ، فكرت بغرور أن حبيبها ياسر الحالي عريس لقطة ، فهو تاجر أبا عن جد وماله كثير...كثير جدا ولكن هذا العاصم، نسب وأصل ومنجم ذهب .
حواء عبد الجبار امرأة فاتنة بحق ...تخرجت من كلية العلوم ...وأتبعتها بشهادة في السكرتارية من إحدى المعاهد الخاصة ...تقلبت كثيرا بين الأعمال ، فهي تشعر بالملل سريعا فلا تستطيع إكمال عمل بدأته وكم تحمل في رصيدها من أعمال غير منتهية ...هي الآن في الخامسة والعشرين من عمرها شابة وجميلة ولعوبة للغاية ! والآن هي موظفة عادية في شركة ضخمة ، لم تجتهد كثيرا للحصول على هذا العمل ، ولماذا تفعل وهي لا تحتاج إلى ذالك ، يكفي أنها تعرف كيف تنقر على لوحة مفاتيح الحاسوب وتجيد استخدام بعض البرامج ومع القليل من الحركات المغرية حصلت على الوظيفة ولكن هل هذا كافٍ بالنسبة لها ؟ لا! ليس كافيا هي تريد أن ترتقي سلم النجاح، ليس درجة درجة ، بل تريد أن تصل للقمة بسرعة ، قد يقول المتكاسلون: مستحيل! أما هي حواء فلا توجد كلمة كهذه في قاموسها محدود المفاهيم، حواء أشبه بعلقة طفيلية تتربص بفرائسها وتختار الفريسة الدسمة بينهم لتنقض عليها وظهر هو بشخصه المبهر " عاصم عسال" رجل الأعمال الخطير ، جذاب بشكل لا يوصف وأهم ما فيه هو خزنة الذهب الجالس عليها، كانت لتتزوجه ولو كان كهلا يرشها بلعابه من بين أسنانه المتساقطة ، لحسن حظها أن عاصم هذا شاب مفعم بالحيوية ، لا تنكر ابدا وسامته التي لا يختلف عليها إثنان بجسده الخاطف للانفاس ووشعره الطويل الجذاب ولكن وجهه حكاية أخرى، يجب أن تحصل عليه، مهما كلفها الامر ... حتى لو استدعى النوم في فراشه ، يكفي أن يتراءى لها قصر ال عسال لتشهر كل أسلحتها ، عند هذه الفكرة انتفخت أوداج حواء وارتفعت معنوياتها حتى خرقت سقف المكتب الذي تتشاركه مع متدربتين أقل ما يقال فيهما أنهما مثال للغباء، أعطت لنفسها قبلة هوائية في مرآتها الصغيرة بعد أن أطلقت تنهيدة راضية عن شكلها المتقن الصنع ابتداءا من عينيها السوداوتين المخطتين بكحل زاد في حجمهما نزولا إلى وجنتيها المرفوعتين بتحدٍ ثم شفتيها المصبوغتين بلون أحمر قاتم ، شعرها البنفسجي مرتفع لأعلى في عقدة فرنسية أنيقة ، التقى حاجبيها الرقيقين في انزعاج بسبب همسات المتدربتين و التي تجزم أنها محور الحديث، هزت كتفيها بلامبالاة وكأنها تكترث بما يتكلم عليها الناس ،أنتصبت واقفة على حذاءها الأحمر ذو الكعب العالي وعقلها يومئ باشارات كلها تحمل صورة المدير ، تهادت في مشيتها قاصدة المصعد وما إن فتح بابه حتى اختارت رقم الطابق الأخير في ناطحة السحاب هذه حيث يقبع عرش الملك ينتظرها هي ، لم تنسى طبعا عذرها في التواجد هنا هي موظفة الإختزال البسيطة، واجهتها نظرات سكرتيرته الحاقدة، فكرت حواء بسخرية :" لست الوحيدة إذن من تخوم حول المدير" ، كانت إيمان الحرباء تجلس خلف مكتبها المبالغ في ترتيبه تقذفها بسهام مسمومة، سهام امرأة غيرورة، طبعا حواء لم تعرها أي اهتمام وكأنها لا ترتقي لتنافسها .

كانت إيمان أول من يكسر حاجز الصمت هذا قائلة بحنق:" ماذا تفعلين هنا؟"
اقتربت منها حواء بتأن مستفز ثم قالت بصوت أجش:" لقد أحضرت بعض الأوراق الخاصة بالصفقة الأخيرة"
احتقن وجه إيمان حتى سكت حواء في أنه سينفجر:" لماذا تحضرينه أنت هذه مهمة الساعي ، هل انقرض السعاة في هذه الشركة،"
انحنت حواء قائلة بهدوء :" لا أرى سببا لهذا الغضب ، أحببت فعل الخير فقط ، اهدأي وخذي نفسا وإلا ستصابين بجلطة ترقدك في المستشفى، أو أسوء القبر ، يقولون واحد تقلق فمات"

ضربت إيمان سطح مكتبها بقوة والكلمات تتعثر على فمها من شدة الغضب :" أنتِ ..أيتها الوصولية...الحقيرة ...وضيعة الشأن "
كتمت حواء ابتسامة كادت تفلت منها ، لم تدر أن لها هكذا تأثير على الناس .
" إيمان ما كل هذه الجلبة؟"
صوت رخيم نفذ لداخلها مسرعا نبضات قلبها ، أخفت ارتباكها بسرعة مذهلة ثم ارتدت أكثر وجوهها براءة ثم التفتت ناحية صاحب الصوت بحرج مصطنع وانطلق صوتها المبحوح في ترنيمة حزينة:" أنا آسفة سيد عاصم، لقد كان عبد الله تعبا يعاني من ألم في ساقيه فتطوعت لأحضر بعض الملفات "
انعقد لسان ايمان من تمثيل حواء الصاعق بينما حدق عاصم في حواء شزرا ثم قال بنبرة جليدية:" سألت إيمان لا أنت، تعلمي متى تفتحي فمك، بالتحديد عندما يوجه لك سؤال و الآن عودي لمكان عملك ولا تتركيه ثانية واحتفظي بكرمك في فعل الخير لنفسك المرة القادمة " واستدار عائدا لمكتبه ولكنه توقف قليلا أمام الباب :" آه ! كدت أنسى ، يمكنكِ اخبار عبدالله أن خدماته غير مطلوبة بعد الآن"

وتركها بشفة متدلية لامست الأرضية المصقولة، أعادها لواقعها ضحكة إيمان المتشفية:" آنسة حواء ، لقد سمعتِ المدير ، هل تعرفين طريق الخروج أم أدلك عليه بنفسي "





******
داخل حمام السيدات ... ضربت حواء رخام الحوض الأبيض بسخط وشتمت بصوت عالٍ عدة مرات ، حاولت تهدئة نفسها بالكلمات المعتادة :" اهدئي ! اهدأئي ! ستظهر تجاعيد الغضب حول عينيكِ و تصبحين ساحرة شمطاء تفزع الأطفال وتجهض الحوامل .... نعم ...آه نعم .... هكذا "

نظرت لصورتها المثالية في المرآة وقالت بحب :" مرآتي يا مرآتي ! هل توجد أجمل من حواء في البلاد " ...سكت لبرهة ثم قالت :" طبعا لا "
سمعت صوت المياه يتبعه خروج سيدة متوسطة العمر تنظر لحواء وكأنها جنت ، بادلتها حواء النظر دون أن يرف لها جفن وكأنها تخبرها:" تجرئي ووانطقي بحرف "
تجاهلت السيدة وجودها فقامت بغسل يديها وتجفيفهما ... اتجهت ناحية الباب وتمتمت قبل خروجها بكلمات تعمدت أن تصل لمسامع حواء :" اللهم ثبت علينا العقل و الدين "
وتركت حواء ترغي وتزبد .


انتهى ...قراءة ممتعة
رائعه حبيبتي
وكأن هناك شيء جعل من قلب حواء صلب 😱 عاصم ربما يغير من حواء😊ا وأشعر بانه اسوأ منها 😱

سيلينان likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 02:34 AM   #62

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يسري مشاهدة المشاركة
رائعه حبيبتي
وكأن هناك شيء جعل من قلب حواء صلب 😱 عاصم ربما يغير من حواء😊ا وأشعر بانه اسوأ منها 😱
شكرا ليكي حبيبتي عنجد فرحتيني بردك... أحيانا نحن من نكون السبب في الحالة التي صرنا عليها فبعد كل شيء اختياراتنا من كونتنا أما عاصم فهو سيغير حواء لكن السؤال هو هل سيغيرها للافضل؟
شكرا على مرورك الحلو ولا تحرمينا من طلتك الجميلة 🥰🥰🥰🥰🥰


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 02:38 AM   #63

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

الفصل السادس : مرحبا بك في كابوسي !

مرحبا بك في كابوسي! حيث كل شيء مباح ...
قد ترغبين في السعادة ... لكني لن أعطيك سوى الحزن والكثير من ألم لا يطاق
مرحبا بك في كابوسي ... حيث تبحثين عن ضوء شمس ينير حياتك للأبد... لكنك لن تجدي سوى الظلام.... وربما - إن كنت محظوظة- عويل الذئاب
مرحبا بك في كابوسي ... لا داعي للاعتذار ....فقد دخلت الوكر برجليك.... بل وحملت في اليد هدية وباقة أزهار



***

على عاصم ببرود:" لقد ظننت أنني من كنت أتولى أمر الدفن "
قلبت السيدة ضاوية عينيها بانزعاج:" لا أصدق مدى حقارتك... تقتل القتيل وتمشي في جنازته ... هل تظن أنك ستفلت هذه المرة أيضا كالشعرة من العجين.... اسمعني يا ابن بطني ... ربما تظن أنني ساصمت " و غطت بيدها على فمها ثم أردفت بانفعال:" لكن هذه المرة .... وأنا اعني ما أقول ... سأفضحك... وسأسعى بكل ما املك لأجعلك تتعفن خلف قضبان السجن في أقذر زنزانة ... حتى أن جرذان المجاري تقرف من العيش فيها ... أرني كيف ستجد فتيات بريئات هناك؟ "
ضيق عاصم عينيه وقال بنبرة خطرة" هل إنتهيت؟"
" ماذا ؟" تساءلت السيدة ضاوية بغباء
اقترب منها عاصم وغمغم بتهديد :" استمعي يا ... أمي ...التي خرجت من بطنها... حظا سعيدا في مسعاك النبيل ... فأنا أؤمن أشد الإيمان انك ستحتاجينه... لكن إن قررت فتح فمك الحلو والصغير وقررت قول أشياء كبيرة ... لا أعرف كيف ستكون ردة فعلي ... " هز رأسه مغمضة عينيه الشبيهتين بعيني القطط ثم أضاف بنبرة تشوبها بعض الشقاوة :" لكن يمكنني إعطاءك تلميحا صغيرا ... مارأيك أن أدفنك بدلا عنها ... أدفنك حية ...يعني كرد فعل اولي ... وأنا اعتقد لا بل أجزم أن المكان هناك مظلم وضيق بالكاد تستطيعين التنفس ... لا ليس بمكان لطيف بالنسبة لعجوز مثلك "
ارتد رأس السيدة ضاوية للوراء بينما غزا الشحوب وجهها الأسمر... لم تقوا على الأتيان بأي رد بالأحرى خرست وشعرت بدوار خفيف من كلام ابنها الفضيع.

شبه ابتسامة زينت شفتي عاصم القاسيتين... خرج صوته كفحيح الافاعي :" ظننت ذلك... هيا اذهبي للنوم كفتاة جيدة "
استدار تاركا إياها ترتجف والدموع تهدد بالانهيار
تراجعت بضع خطوات إلى الوراء...حتى اصدم جسدها بالجدار البارد تركت نفسها تتهاوى على الأرض ولسان حالها يردد :" يا إلهي ! أي وحش أنجبت ؟ .... أي وحش حملت في بطني؟ آه يا عبد القادر ... لماذا تركتني أتحمل هذا الذنب ؟"

***

راود القلق حواء عندما مرت دقائق أخرى ولم يظهر زوجها بعد، كانت قد تخلصت من الطرحة المخرمة القصيرة ... ورمتها جانبا على كرسي أحمر فاخر ... نزعت أيضا حذاءها الأبيض ذو الكعب العالي ورمته على الأرض كيفما اتفق ... دلكت قدميها وهي تتأوه براحة...
فكرت أنها لن تمانع في شرب كأس شكولاطة ساخنة.... بل إنها تريدها الآن وبشدة ... وستكون مسرورة أيما سرور إذ وجدت علبة نوتيلا ضخمة...
بينما تشتهي أكل هذا وشرب ذاك ، دخل عاصم على حين غرة... لم يتفوه بحرف ومن خلال ما لاحظته كان منزعجا من شيء ما ... شيعها بنظرات غريبة ... بينما يده تعبث بأزرار قميصه الأبيض ... بل تطاولت لفتح الثلاث أو ربما أربع الأزرار الأولى ، استدار ناحية الخزانة مرة أخرى مواجها حواء بظهره.... سمعت أصوات .... ماذا يفعل ... غلبها الفضول ... فهربت بعينيها ناحيته تتطاول بعنقها ... علها تعرف ماذا يفعل ؟ لم تر شيئا ...بدا وكأنه يبحث عن شيء ...لم يتركها تخمن طويلا، فقد اعتدل بجسده الخال من العيوب واستدار حاملا كأسين وزجاجة .... زجاجة نبيذ ، وقفت لا إراديا من شدة الهول ، شهقة مفجوعة انطلقت من حنجرتها دون أن تستطيع كبحها .تساءلت بغباء :"" هل ...هل هذا خم.. ر ؟"
أجابها بسخرية :" لا بل زيت زيتون ....بالطبع خمر ...أتشربين ؟"
تراجعت بعنف حتى تعثرت بفستانها فسقطت على الأرض .
نظر إليها مطولا ثم قال باستهزاء :" ساعتبر هذا بلا "
قام عاصم برج الزجاجة ثم فتحها فانفجرت كمفرقعات أعياد الميلاد ، رأت الرغوة تفيض متجاوزة يد عاصم لتنسكب على الأرض ، لعق يده بانتشاء ... لا تزال في استكانتها على الأرض تراقب السائل الذهبي يتدحرج غارقا في الكأس الشفاف الرفيع .
قال بهدوء :" إذن سأحتفل لوحدي ... هل أعجبتك الأرض أو ربما فقط هي الشيء الوحيد المألوف لديك من حيث ... أتيت "
رددت وراءه بعدم فهم :" من حيث أتيت ؟"
تحطم الكأس الهش حينما اشتدت أصابعه القاسية حول أسواره الهشة .. نظر لبقايا الكأس في يده ثم نظر إليها و صرخ بجنون :" أنظري ماذا فعلت ؟ هل سمحت لك بفتح فمك ؟ "
تمتمت حواء بخفوت :" ماذا؟"
" مازالت تتكلم ... ستعاقبين على كسر الكأس وتبذير نبيذي "
هزت حواء رأسها باعتراض:" لكني لم أفع..." قطعت كلامها حين رأت ابهامه وسبابته الملتصقين تتحركان أمام شفتيه في دلالة على الصمت ..
وضع عاصم الزجاجة في فمه وتجرعها بضمأ، نظرت إليه حواء وكأن عفريتا تلبسه ، تابعت تذبذب تفاحة آدم بين ارتفاع وانخفاض مع كل جرعة ، أمسكت بعنقها الأبيض تشعر بحلقها يحترق.
رمى عاصم الزجاجة على الأرض فتهشمت لقطع صغيرة ودقيقةا نتثر النبيذ ملوثاالأرضية المصقولة، مسح بظاهر يده فمه ثم نظر إليها نظرة ليست كأي نظرة ، نظرة جمدت الدماء في عروقها البارزة ... بخطوات سريعة اقترب منها ... أغمضت حواء عينيها في هلع... ارتجفت عندما أمسكها من كتفيها ولكن خلاف لتوقعها بضرب وشيك ، رفعها عن الأرض برقة أدهشتها ، سمعت صوته مغلفا بنبرة لطيفة لم تسمعها منه قط :" افتحي عينيكِ حبيبتي "
نظرت له ملأ عينيها بانشداه حقيقي
قالت بصوت مرتجف :" إنها أول مرة تناديني فيها حبيبتي "
أظلمت عيناه بينما تحول وجهه من اللطافة إلى الشراسة .
غار قلبها داخل أضلعها حين قال بصوت جليدي :" وآخر مرة ..."
مال لوجهها ينظر لشفتيها بطريقة أوهنت ساقيها ، لم يطل انتظارها المترقب، فقد غطا شفتيها بقبلة محمومة غيبتها، لم تكن عجولة كقبلة صديقها المراهق شريف بل كانت متأنية و مستكشفة، لطيفة رغم جنونها ،.... لم تشعر أبدا بيديها وهي ترتفع ببطأ على صدره ... متلمسة إياه بشغف لتستقر أخيرا حول عنقه الأسمر ... رائحة عطره الغريبة أسكرتها.... لقد شعرت وكأن روحها السقيمة وجدت ملاذها أخيرا .. هنا بين أحضانه تستقبل عناقه الفريد والمتوحش لأول مرة ...
تركها فجأة دون سابق إنذار ، شهقت رئتيها تطالب بالهواء في حين بان الإنزعاج على محياها لهذه المقاطعة،
دمدم عاصم ضاحكا:" لا تستائي...لايزال الليل في أوله...مارأيك أن نلعب لعبة "
قالت حواء وهي ترفع حاجبيها بوقاحة متجاهلة ردود أفعاله الغريبة:" لعبة الزوج والزوجة على السرير "
ضحك باستمتاع :" لا ! لا! لنقل لعبة أكثر تشويقا "
ضحكت بميوعة ...ثم اتجهت للسرير بغنج ورمت نفسها عليه ، استندت على ذراعها ورفعت الآخر مشيرة باصبعها لعاصم وخرج صوتها بدلال ومليئا بالرغبة :" تعال ! ودعني أحزر اللعبة رغم أن لا شيء في بالي غير السرير "
مشى عاصم ببطأ ناحيتها، لقد كانت خطواته حقا مخادعة فعندما ظنته يميل إليها حتى انها رفعت نفسها بعفوية نحوه ... لكنه بدل أن يأخذها في عناق آخر ، غير اتجاهه فاتحا الدرج بجانب السرير وأخرج شيئا لم تتبين حواء ماهيته .
قالت بنفاذ صبر :" أترك هذه الألعاب عاصم وتعال ..تعال إلي "
كان صوتها رقيقا ومغويا،
قال عاصم بنبرة خطيرة :" لا تكوني لحوحة وقليلة الصبر .. " سكت لوهلة ثم أردف متسائلا بينما عينيه الصفراوتين تلمعان كعيني قطة :"هل تحبين المخاطرة "
قالت بثقة وهي تعبث بخصلة طويلة من شعرها الأسود :" ولدت لها "
توقفت عيناه على إصبعها الذي يلف خصلة الشعر حوله للحظات ثم تشدق قائلا بمرح " رائع إذن لن نجد مشكلة في لعبتنا "
وأخرج يده المختفية وراء ظهره وهتف ضاحكا :" تارا! تعلمين ما هذا؟ صحيح؟"
جف حلقها وبردت يداها فجاة ، شعرت حواء بقطرة عرق تتجمع على جبينها ، كل هذا فقط لمرآه
تشدق عاصم :" هيا ! لا بد أنكِ تعرفين اسمه ..ليس صعبا ... أخبريني اسمه "
عندما لم تجب حواء
زمجر بصوت مرعب خطف النبضات من قلبها :" ماهو اسمه ؟"
اهتز بدنها فاجابت باختناق:" ........"
اقترب بأذنه من فمها المرتجف:" لم أسمع ...ارفعي صوتك "
كررت :" كابوس "
اعتدل واقفا :" صحيح أظن أن الجزائريين أصابوا حين أطلقوا عليه كابوس ...لا أظنك تعرفين نوع هذا الكابوس ...لابأس ...سأخبرك...إنه مسدس دوار من نوع إم 1917ريفولفير صنع أمريكي عام 1917 قديم لكن فعال ... أخبريني ..هل أنتِ محظوظة ؟ "
حركت رأسها بعنف نافية
قال عاصم بسخرية :" حقا ! سمعت في مكان ما ... في وقت ليس ببعيد ... أنك هتفت أمام صديقاتك أنك محظوظة جدا ...أين ذهب حظك ؟"
كانت أعصاب حواء مشدودة كأوتار الغيتار بينما عيناها لا تحيدان عن المسدس الرابض في يد زوجها ...
لم تستطع حواء تحمل كل هذا الضغط فأجهشت في بكاء مرير...
انحنى عاصم نحوها ووضع اصبعه الأسمر الغليظ على شفتيها المرتجفتين:" أشششش ! لماذا تبكين ... المرح الحقيقي لم يبدأ بعد ...اسمعي أنها لعبة سهلة ...نحن هنا نتكلم عن لعبة الروليت الروسية ..."
فتح المسدس وأخرج كل الرصاصات التي بداخله ووضعها بيد حواء ... رمتها على السرير رافضة لمسها ..
توحشت نظرات عاصم :" التقطيهم وإلا سأجعلك تبتليعنها واحدة تلو الأخرى "
ازدادت وتيرة نواح حواء ... صرخ عاصم بضجر:" هيا !"
بدأت حواء بجمعهم بينما يدها لم تتوقف عن الارتجاف كسائر جسدها .
قال عاصم وابتسامة راضية علت وجهه :" أحسنت ! والآن أعطني الرصاصات "
ضبابة الدموع التي تشكلت على صفحة مقلتيها صعبت عليها الامتثال لأمره ، فسقطت الرصاصات على الأرض مخطئة يده الممدودة، شهقت بهلع منتظرة سيلا عارما من الشتائم .
تنهد عاصم بسأم :" ما كل هذه الدراما بالله عليك؟" انحنى بجذعه والتقط رصاصة واحدة ووضعها داخل المسدس ... أمسك حواء من شعرها بقوة ثم همس في أذنها بينما يده الأخرى تلوح بالمسدس أمام صفحة وجهها المتغضنة بألم :"
هذا المسدس يحتوي على رصاصة واحدة من أصل ست أي أن لديك فرصة واحدة من الستة للعيش "
فتح لها أسطوانة المسدس وتأكدت هي من بين غشاء الدموع أنه لم يكن يمزح ... أدار الأسطوانة عدة مرات ووضع المسدس في منتصف جبهتها.
اتسعت عينيها السوداوتين في ذعر حين أحست بفوهة المسدس الصغيرة تلامس جبهتها
ترجته بخفوت:" أرجوك عاصم ! أتوسل إليك ! إنها ليلة زفافنا...لا تفعل "

هتف بانشداه مصطنع:" حقا ! هل هي كذالك ؟"
مسح وجهه وأردف :" أنتِ ترتدين فستان زفاف ...ويالاالعجب أنا أرتدي بدلة سوداء ..إنها حقا ليلة زفافنا " زفرت بارتياح حين أبعد المسدس عن وجهها تستعيد أنفاساها المفقودة وتهدأ ضربات قلبها المتسارعة .

هرش عاصم بالمسدس في شعره الناعم و عنف نفسه :" اللعنة ! لم أكن أبدا جيدا بالتواريخ ... أنا آسف حبيبتي... أعدك لن أكررها "

باغتها على حين غرة حين وجه المسدس نحوها مرة ثانية :" اسمعي ! سأضغط الزناد ...لا مفر ، إن نجوت الليلة ...سنكمل ليلة الزفاف الموعودة... إن لم تفعلي ....أممممم .... أنا لا أعاشر جثة بعد كل شيء "
رأت إصبعه يتحرك ضاغطا الزناد فصرخت حواء :" لا لا تفعل " ثم أغمضت عينيها مستسلمة لقدرها...

بعد مدة ...فتحت حواء عينيها ببطأ متوجعة من شدة ضغطها عليهما ، صوت انفاسها أنبأها أنها لاتزال حية ....حية ! تتنفس أجهشت حواء بالبكاء ... انهارت في بكاء مرير كما انهارت أحلامها .. كما انهارت ليلة زفافها .... وتحطمت حياتها ..أحست بعاصم يطبع قبلات على وجهها ...اعترضت بوهن... أما هو فتابع تقبيلها بحرارة..استسلمت ...لم تعد تحتمل ...استسلمت وتركت الظلام يبتلعها... لم تفقد الوعي كما تمنت بل استسلمت فقط ...وسترى أين يقودها استلامها .



***



مرت مدة ليست بالقليلة على انتهاك عاصم بجسدها.... لو استخدمت كل قواها العقلية لم تكن لتخرج ليلة زفاف كهذه ... ظلت مضطجعة السرير على ظهرها ، عارية وباردة تحدق في سقف الغرفة وسط الإنارة الخافتة ،
لقد رحب بها في كابوسه أيما ترحيب حتى حلمها ، احساسها، والدها ، ابن عمتها، حتى السيدة ضاوية ... كلهم حذروها وهي بغباء تجاهلت كل التحذيرات وها هي الآن ترى النتيجة لا بل عاشتها وهي الأن تتجرع مرارتها على مهل .
صوت شخير اخرجها من جمودها، نظرت لزوجها تتأمل ظهره الاسمر العاري ، لاحظت ثلاث شامات صغيرة تتوسط ظهره وبقدرة قادر كانت على استقامة واحدة، اقتربت حواء من ظهره طابعة ثلاث قبلات على الشامات.... الأولى والثانية الأخيرة ، تململ عاصم في نومه ثم استكان جسده وهدأ شخيره .
فرت بعينيها نحو فستان زفافها النائم على الأرض ، بدى لها ميتا لا روح فيه وكأنه لم يكن نفس الفستان المشع والذي سلب لبها في وقت سابق ، تحركت نحو فستانها ، التقطته بيديها وارتدته على عجل وبذهن غائب وقلب منطفئ دخلت الحمام تجر وراءها ذيل الفستان محملا بالخطايا الذي داهمتها كاعصار، دخلت الحوض الرخامي الفاخر، لم تكن في وضع يسمح لها بمسح الحمام وتفقد جماله، فتحت الرشاش ورفعت وجهها تستقبل المياه الباردة برحابة صدر ... تريد لتلك المياه أن تغسلها وتطهرها، تذكرت لمساته التي احرقت جسدها، تذكرت رائحته التي استوطنت انفها ،ولن تنسى همساته القاتلة:" إنها ليلة يا حواء ليلة كالخيال أنستني للحظة أنك أسيرتي وأنا جلادك...لكن غدا أعود ومعي كابوسي "
شهقة ملتاعة خرجت من فمها تتبعها الكلمات دون توقف :" رغبت في ذرف دمعتين...فقط دمعتين !
مرت هنيهة!...تحولت الدمعتين ألفين!
فيا مرحبا بالشهقتين!
هل انشق عن حلقي همس أم صرختين!
هل اعتصر الجوف وتقيأ بدل القطرة اثنتين!
هل انقبض القلب وأفلتت منه نبضتين!
هل تمردت الدماء وأغضبت الوريدين!
فيا مرحبا بالطعنتين!
لقد رأيت القمر وحوله نجمتين!
هزيم الرعد دوى ثاقبا الأذنين !
صفير الرياح صفع الوجنتين!
الصاعقة خطفت البصرين!
وتركت خلفها طفلين!
فيا مرحبا بالملكين!" كلمات لطالما رددتها والدتها بعد أن يذيقها والدها ويلات العذاب ... الآن فقط أحست بالمعنى المستتر خلف تلك الكلمات ... الآن فقط .
" آه يا أمي خذيني إليك... لقد اشتقت... اشتقت يا أمي "
***
كانت حواء تبدو كقملة مبتلة بفستان زفافها الذي يقطر ماءا... جسدها يرتجف وعيناها غائرتان.... وجهها القاتم لا يوحي بشئ ... لا بأفكارها السوداوية ولا بإحباطها الانتحاري... ظلت تنظر لزوجها النائم على بطنه ... جذعه مغطى بينما ظهره العضلي يرتفع وينخفض دلالة على كونه يتنفس ! أزعجها الأمر.... كونه نائم براحة ويتنفس ببساطة... وكأنه لم يدمر أجمل ليلة في عمرها ... على الأقل باعتبار ما يفترض أن يكون ... أهكذا يجازي طمعها في أمواله؟
تحركت بخطى خفيفة مخلفة وراءها أثار من المياه علقت على السجادة ، توقفت على بعد خطوة ! ... خطوة من زوجها النائم ببراءة خادعة.... ككل شيء فيه ... تفكر أتقطع عنه نفسه بوسادتها التي تلقت دموعها المغدورة أم بمسدسه الذي كان شاهدا على تذللها ... بذهن متلبد ويد مرتجفة استدارات متجهة نحو الخزانة ... فتحتها ببطأ...انقبض قلبها عندما أحدثت صوتا ... هربت بعينيها نحو عاصم ، زفرت بارتياح حين انقلب على ظهره متنهدا بصوت مسموع... أخرجت المسدس بسرعة ثم اعتدلت واقفة... أخذت تقلب المسدس بين يديها تتحسس الحديد البارد الذي يزيدها ارتجافا فوق ارتجافها..
:" ماذا تفعلين عندك؟"
أجفلت بعنف عندما سمعت صوت عاصم يأتي من خلفها...استدارت بصمت وهي تخفى المسدس وراءها ...لقد كان جسده عاريا بلا خجل بينما عيناه ترمشان بتساءل... اقترب منها وقال بنبرة خطرة:" عندما أسألك فأنا أتوقع منك اجابة على سؤالي ...وإلا "
رفعت المسدس في وجهه، ممسكة إياه بكلتا يديها وقالت بابتسامة منتصرة :" وإلا ماذا أيها السافل الحقير ...هاه وإلا ماذا ؟"
لم يتفوه عاصم بحرف بل ظل صامتا يحدق فيها بثوبها المبلول وكحلها السائل.. بدت كعروس هاربة من الأساطير لولا المسدس الذي جعلها تبدو كمجنونة بثوب زفاف .
" هل أكل القط لسانك...هاه ؟ " لوحت بالمسدس تحاول ارعابه وأطردت بجنون:" ما رأيك بكونك في الجهة الأخرى حيث لا يضغط اصبعك الثري على الزناد.... هيا أخبرني وإلا ماذا؟"
بصق في وجهها بالكلمات:" إن لم تعيدي مسدسي لمكانه كفتاة مطيعة أقسم بربي أني سأحرقك... سأحرقك وأنت حية ..."
شخرت حواء ساخرة:" هل تظن أنك بموقف يعطيك قوة التهديد... أفق من نومك أيها الوغد.... أنت مجرد غبي بجسد عار ...إنها أنا من تحمل السلاح.... هذا السلاح الموجه نحو رأسك "

. ابتسم بشر وتابع وكأنها لم تقل شيئا :" سأقتل والدك وأختك وكل من تحبين "
تحجرت الدموع في عينيها ثم قالت ببرود:" بعد أن أقتلك يمكنك تعذيب الناس في الجحيم... أقصد العكس...لم تتوقع ذلك ؟ ... أستمع لي أيها الوغد المدلل ... روادني حلم ....حلم جميل مليئ بالأمل
وهم حسبته حقيقة والآن غادرني الحلم ...ليته اكتفى بذلك...بل أخذ كل شيئ معه وتركني أتخبط بكابوس أبدي"
أغمضت عينيها وضغطت على الزناد... لكنها لم تسمع شيئا ... لا شيء سوى أنفاسها... فتحت عينيها....لايزال عاصم واقفا مكتفا ذراعيه .... لقد تخيلت العديد من السيناريوهات وليس هذا أحدها ... لم يكن مستلقيا على الأرض والدماء تنزف منه بغزارة بينما هي تطلع في عينيه المفتوحتين بإنطفاء.
" لم تتوقعي هذا "
بعد جملته لم تعي ما حصل... كيف نزع المسدس من يديها أم ربما هي من أعطته إياه طواعية... لم تعي على نفسها وهي تقع أرضا بين رجليه تقبل قدميه تتوسله الرحمة بعائلتها...الرحمة بها .


يتبع....


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 02:42 AM   #64

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي



***


اليوم التالي
صباحا

تتمشى باسترخاء مع والدتها التي أصرت على إخراجها من عزلتها كما قالت هذا الصباح ، رواء لم ترد الخوض في مجادلة خاسرة مع سعاد فرضخت في الأخير وخرجت للتنزه في الحديقة العامة، تعترف أن أعصابها مشدودة منذ الأمس قد ارتخت قليلا، فالشمس الدافئة تلامس صفحة وجهها السمراء بنعومة والهواء المنعش قادر على تلطيف أكثر الأشخاص مزاجية، وسط هذا الجو المشمس الرائع شعرت رواء بالغرابة ! نعم الغرابة فوالدتها وعلى غير العادة والمعتاد صامتة ! ...كم مرت دقيقة؟
خمسة عشر دقيقة وأمها لم تتفوه بحرف ... منذ ليلة البارحة وبعد العشاء الكارثي الذي بدأ بإخبارها عن الخاطب الوسيم الذي كان فيما مضى المنقذ الوسيم وهي تنتظر منها ردا تتوقعه والدتها بالإيجاب ، لقد تعجبت كيف تذكرت نبرة صوته منذ أخبرتها عنه، في الحقيقة صوته لم يبارح ذهنا وكأنه علق في إحدى
خطوط عقلها ، حسنا لقد تفاجأت بجديته بطلب الزواج، وأمها أثارت زوبعة ليلة امس عندما تلقت رفضها البارد والقاطع .
تنحنت سعاد بصوت جهوري للفت انتباه ابنتها الشاردة دائما ثم قررت الدخول في الموضوع الذي أثار أرقها ، على أية حال هي لا تجيد اللف والدوران :" إذن ما ردك؟"
أرادت رواء إثارة غيظها قليلا فادعت الغباء قائلة :" ردي على ماذا بالتحديد يا أمي؟"
أطلقت سعاد زفرة طويلة :" ليس وقت التغابي يا رواء ... أنا أتكلم عن الخاطب ... الذي تقدم لك "
" ااااا ! الآن تذكرت ... ماذا به ؟"
صرت سعاد على أسنانها تكتم رغبتها في جر ابنتها من أذنها :" ما هو ردك على طلبه في الزواج منك يا ابنتي الغالية ؟"
عبست رواء مدعية الحزن :" أنت تجرحين مشاعري يا أمي أتردين التخلص من ابنتك الوحيدة؟"
تمتمت سعاد بنفاذ الصبر:" إن كان تزويجك و جعلك سعيدة مع عائلتك يسما تخلصا فنعم أنا أتخلص منك ، إذا ما ردك ؟ "
قالت رواء بمراوغة :" كيف ستضمنين سعادتي يا أمي ، أنت حتا لم تسألي عن الرجل بل والانكى تريدينني أن اتزوج شخصا لا أعرفه "
شهقت سعاد شاعرة بطعنة مؤلمة في صدرها:" اوهذا ظنك ... بي يا ابنتي ... لعلمك لقد أخبرت خالك أن يسأل عنه وسمعته مسك ولا غبار عليها ماشاء الله أما بالنسبة لكونه غريبا فلهذا وجدت الخطبة، ستتعرفين عليه وإن كان خيرا يتممه الله "
أحست رواء بتأنيب ضمير فبعد كل شيئ هي عبئ مهما حاولت والدتها الإنكار و إخبارها عكس ما تؤمن به بكل تلك العبارات المنمقة تظل عبئا فقالت بصوت تملؤه مرارة العالم :" لا ... لا تفعلي يا أمي... لا زرعي أملا لا وجود له بداخلي... لا تجبري شخصا آخر على تحمل عاهتي... فأنا نفسي ... لا اتحملها فكيف بشخص آخر ... لا تجبريني على خوض لا قبل لي بها... لا تجبريني على شيء قد يكون أقسى من خسارتي لعيناي... أنا أعرف أني عبء عليك لكنك أمي... وأنت بمقدورك التحمل "
تغرغرت عينا سعاد بدموع لم تكن رواء قادرة على رؤيتها لكن سعاد لجمت عاطفتها الأمومية نحو ابنتها وقالت بصلابة:" معك حق ... أنت عبء ... على نفسك وعلى من حولك "
ارتد رأس رواء للوراء بصدمة بينما أكملت والدتها :" لكنك عبء فقط لأنك ترين نفسك كذلك.... لقد سئمت ضعفك هذا وإن لم تكوني قادرة على أخذ قراراتك بنفسك فأنا لن أقف كشاردة متفرجة عليك وأراك تدفنين نفسك وشبابك خلف مخاوف واهية... سأخبر علي بأن يأتي لزيارتنا مع عائلته "
قاطعتها رواء باعتراض :" لكن "
حركت سعاد يدها لتمنع ابنتها من الاسترسال في الكلام :" لا يوجد لكن... لقد قررت وانتهى الأمر..." أخذت وجه ابنتها ببن يديها وأضافت بحنان:" لا تقلقي سأكون معك في كل خطوة... ساراقب كل صغيرة وكبيرة ... ضعي ثقتك بالله ثم بي ... وأقسم لك بالله أنني إذا شعرت بخطأ ما حيال هذه الزيجة فأنا سانهيها قبل أن تبدأ "

***

في بيت علي

تجلس مرزاقة على الكنبة الصغيرة البنية والتي تحتل وسط الصالة بسيطة الفرش ... تمد قدميها المنتفختين أمامها على الطاولة الخشبية المستديرة... محرمة لفت رأسها بشدة وجزء من شرائح البصل ظاهرة من تحت المحرمة على صدغيها...
هزت رأسها بعنف رافضة ماتقوله ام السعد على الجهة الأخرى من الهاتف.... وعلى إثر تلك الهزة سقط فص ثوم من فتحة انفها ليتدحرج على صدرها ويستقر مفترشا بطنها البارزة دلالة على السمنة .... أعادته مرزاقة لمكانه بتأفف وردت على صديقتها بنفاذ صبر:" أنت لا تفهميني يا ام السعد... لا أحد يفهم مرزاقة.... الكل يظنها شريرة... لكني أم وكأي أم تبتغي صلاح ابنها وتريد له الأفضل.... والأفضل ليس في عروس عمياء ... لن تلبي أبسط احتياجاته بل والمصيبة إذا أنجبت له أطفال عميان ... أنسيت جاركم عبد العزيز الأعمى ... لقد أنجب خمسة أولاد وكلهم عميان يا ام السعد ... الخمسة!
.. لن احتمل والله .. أموت ولا أدعه يتزوجها "
جاءها صوت أم السعد هادئا :" استغفري مولاك يا مرزاقة لم أعهدك سيئة الظن بالله ... كما أن عبد العزيز أعمى منذ ولد... أما أولاده فقد كبرو وتزوجوا وانجبوا ثم أصابهم العمى إنه أمر الله وهذا لا يعني أن يحدث نفس الشيء لاحفادك لسمح الله ... أنا أتفهم توجسك من هذه الزيجة و لا يمكنني تفنيد أفكارك... لكن إن أراد ابنك الزواج منها فهو قراره وهو من يتحمل مسؤولية تبعاته "
قاطعتها مرزاقة على عجل :" أوتريدين مني أن أقف متفرجة على وحيدي وهو يدمر حياته؟ لقد أردت أن أزوجه امرأة ونصف لوذهبت المرأة بقي النصف ولو ذهب النصف بقيت المرأة "
تنهدت أم السعد:" لا أحد يا مرزاقة يعرف مايخبئه لنا القدر إلا سبحانه وتعالى... نحن كأمهات نختار عروسا كاملة الأوصاف مكملةالأخلاق متناسين أن الكمال لله... شهدي واستفغري ودعي أبنك يتزوج الفتاة... هو اراد خيرا فساعديه على فعله و عله الخير يكمن في الشر "
صمتت مرزاقة للحظات مفكرة بهدوء يشوبه بعض الاقتناع لكن فمها نطق باعتراض :" لكن.."
" لا يوجد لكن يا مرزاقة... لا يوجد لكن ..الزواج رزق وأنت تعترضين على رزق الله.."
" معاذ الله أن أفعل "
" أنت بالفعل تفعلين... أنسيت ما يقوله أجدادنا اللهم لا تجعلنا نعترض رزق أحد وبرفضك هذا أنت تقفين حائلا دون حصول الفتاة على رزقها .. ماذا إن قلب الله الموازين وأعاد لزوجة ابنك بصرها وأخذه منك ...ماذا لو
زوجت علي من امرأة صحيحة ترى وتسمع وجعلها الله عليلة، ماذا لو كان ابنك أعمى.. "
أفلتت شهقة مفجوعة من فم مرزاقة :" بعيد الشر على ابني "
" أرأيت لا يمكنك ضمان مستقبله على أقل ادعميه "
تمتمت مرزاقة باختناق:" حسنا ! حسنا" ثم علا صوتها وهي تكمل :" لندعه ينفذ قراره ولتغلق مرزاقة فمها "
غمغمت عليها أم السعد بحنق :" قوليها لا تخرقي بها طبلة أذني... هل قالوا لك أني صماء "
حوقلت مرزاقة:" الرحمة للوالدين لا تزيديني همك يا ام السعد ما فيا يكفيني "
" لا تشغلي بالك وسرعان ما تقبلتي الأمر كان أحسن لك ولابنك... هيا أغلقي لقد عطلتني عن شغل البيت "
رمت مرزاقة الهاتف بجانبها وبدأت تعيد كلام صديقتها في عقلها وتستوعبه على مهل
يتبع ...


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 02:46 AM   #65

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي


***


كانت لميس تنزل سلالم البناية بعد أن ودعت صديقتها أجوان، كان الوجوم المسيطر على وجهها... تعترف أن الاحباط غزاها بعد أن غادرت بيت صديقتها دون أن تلمح طيفه، ومن غيره علي ساكن أحلامها ومؤرق لياليها... كانت تطيل الحديث مع أجوان...وتطيله بلا جدوى ، تختلق المواضيع من تحت الأرض كلها من أجل أن تراه مرة واحدة ... تسكت بها قلبها المشتاق له ، منذ ليلة أمس حين أخبرتها أجوان أن علي يريد المرور عليها للاطمئنان ومحادثتها في شيء ما وهي لم يغمض لها جفن، كادت أن تقبل قدمي والدتها للحصول إذن للذهاب لمنزل أجوان... لقد أخبرتها والدتها أنها كانت معها فقط .... وقد حصلت على الاذن بعد أن فاضت روحها ...تنهدت بحزن... لماذا لم يأتي ... لماذا ؟
بينما هي تائهة وسط حسرتها اصطدمت لميس بحائط بشري، كادت أن تقع لولا يده التي امتدت لتثبتها ككماشة التفت حول ذراعها النحيل، تسارعت دقات قلبها عندما عرفته من رائحته ...
قال علي بمزاح:" انتبهي أيتها الشاردة "
احمرت بشرتها البيضاء وعيناها تتعلق بابتسامته... يا إلهي لقد رأيته اليوم ... إنه أمامي... رائحته تحيطني وتدير عقلي....
تنحنح علي بحرج:" كيف حالك لميس وكيف حال موح؟ ..."
لا زالت لميس على وقفتها البلهاء ولا زال لسانها منعقدا... إنها تكاد تموت فرحا يا ناس !
فرقع علي بأصابعه أمام وجهها فاستيقظت من غيبوبتها المفعمة بمشاعر رومانسية .
تساءلت لميس بتعلثم:" نعم ! ماذا قلت ؟"
تنهد علي بنفاذ صبر :" كنت اسألك عن حالك وحال أخيك موح...لم اره منذ افترقنا في الثانوية ... سمعت أنه تزوج "
لوحت لميس بيدها:" اوه! لابد وأن الآخبار تصلك قديمة...حالته الاجتماعية الآن مطلق وأب لطفلين "
اتسعت عينا علي بانشداه وضرب جبينه بكفه:" لم أعرف بذلك... يبدو أنني كنت أعيش في كهف ...أنا آسف لذلك "
هزت لميس برأسها:" أرجوك لا تتاسف... موح الآن على أحسن مايرام.... لقد تخلص من تلك الافعى زوجته كما أنك تعرف أن الخير في مايريده الله "
ردد وراءها بحزن :" معك الحق الخير فيما يريده الله...." صمت قليلا ثم استدرك قائلا:" إذن ..حمدلله أنكم بخير..يجب أن أرى أجوان قبل أن أعود لعملي غدا "
لم تستطع لميس إخفاء ملامح الحزن في صوتها:" بهذه السرعة!"
"ليس باليد حيلة ... إنها تبعات المهنة "
ودعته لميس بحزن
تحرك كلاهما في نفس الوقت ونفس الاتجاه وكلما التقيا كانت ردة فعلها نظرة خجولة من عندها تقابلها ضحكة بلهاء من عنده وامتد الوضع حتى أوقفها علي بحزم :" أنظري سأدعك تعبرين أنت بهذا الإتجاه وريثما تعبرين بسلام أكمل طريقا أنا ...بهذا الاتجاه " وشدد على كلمة الاتجاه بطريقة دغدغت قلب لميس ...
ما إن خرجت لميس من بوابة البناية حتى اطلقت الريح لساقيها... لقد شعرت وكأن جسدها خفيف كالريشة وشعرت بروحها تطفو بلا هوادة... إنها سعيدة...سعيدة لدرجة تقبيل زهرة بيضاء متسللة من بين فتحات سياج أحدى المنازل... سعيدة لدرجة مرورها على شجرة مشمش دون سرقة حباتها الحامضة واللذيذة وملأ جيوبها منها ... لم تعرف بانها وصلت لمنزلها بسرعة البرق إلا عندما لاحظت أرنبتها البيضاء مستكينة بين يديها.. أطلت عليها امها من نافذة المطبخ بوجه أبيض منتفخ ومحمر ونادتها بصوتها الجهوري :" لميس يا بنت تعالي وساعديني في تنقية حبات العدس "
ردت عليها لميس بسعادة:" من عيوني يا أم موح "
قالت أم لميس بحنق:" لقد عرفتها! تتذمرين ولم تبدئي حتى ..." عقدت حاجبيها ثم قالت :" هل قلت من عيوني.... بهذه البساطة ؟ ...اقتربي يا بنت لأراكي "
تحركت باتجاها لميس والارنبة لا تزال بين يديها، أمسكت امها بوجهها تقلبه بين كفيها:" والله شكلك يبدو كابنتي... ماذا أكلت عند صديقتك حتى انقلبتي..." سكتت لوهلة ثم هتفت بجزع:" هل شربتي دواء والدها المخرف يا بنت "
قهقت لميس :" لا يا أمي... لم أشرب او آكل أي شيء "
تطلعت فيها بشك ثم قالت:" إذن هيا بدلي ملابسك و إلى المطبخ "
ضربت لميس بقدمها الارض كجندي واخشوشنت صوتها هاتفة :" هاي هاي كابتن "
وتركت والدتها تضرب كفا بكف وتمتم:" اللهم صبرني على بلائي"
انتهى
قراءة ممتعة للجميع 😘😘


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 02:51 AM   #66

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحا عيدكم وكل عام تعيدو وتزيدو
سمحولي لبنات وأنا كثير آسفة على عدم تنزيلي الفصل في موعده بصح تعرفو الاعياد وخدمتها لي تدي الوقت بتمنى تعذروني... اقراو الفصل واعطوني أراكم 🥰🥰🥰
دمتم في رعاية الله


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 04:40 AM   #67

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 2 والزوار 6)
‏سيلينان, ‏asaraaa


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 04:45 AM   #68

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

سلام يا بنات
حابة تنويه صغير
كتبت شخصية أم رواء بزوج أسامي سوري غلطتي
يعني لامية وسعاد والاسم لي يعجبكم نكمل بيه وممبعد نصححو نشالله
سوري مرة ثانية


سيلينان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-20, 12:41 PM   #69

أمارلس
 
الصورة الرمزية أمارلس

? العضوٌ??? » 471005
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أمارلس is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا تقل ما لا تحب أت يقال لك🌹🌹
افتراضي

مرحبا سيلينان
المقدمة والفصول الاولى رائعة
حواء وأجوان اختان مختلفتان كالماء والنار فمثلا حواء تلسع كل من يقترب منها وتؤذيه
اما أجوان تطفئ ظمأ الغير بطيبتها
جاري قراءة الفصول الاخرى


أمارلس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-20, 11:56 PM   #70

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء السعادة ، عيدك مبارك مؤخرا ....فصل غامض إلى الآن لم نعرف نوايا عاصم المظلمة التي وقعت حواء ضحية لها ...
عزيزتي فقط ملاحظة واحدة ( لا تتعمقي كثيرا في الأمور الزوجية لكي تتناسب روايتك مع كل الأعمار )

علي يبدوا بأن مرزاقة قد اقتعنت برواء التي ترى بأنها عالة على المجتمع ، ولم تفكر بأنه قد تكون لحكمة من الله ...

لميس ، احببت شخصيتها ...كيف ستكون ردة فعلتها عند معرفتها بما يخطط له علي ...رغم اني احببتها أكثر ...



تسلم ايدك...دمت بخير

سيلينان likes this.

تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.