آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          1041 - ميراث خطر - ستيفاني هوارد - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree15Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-20, 09:45 PM   #1

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile16 اصابه خدر الحب *مميزة ومكتملة *






السلام على كل من مر بهذه القصة تاركا اثرا طيبا اذكره به.
اول شيء احب ان أقول ...
عالم القصص هو العالم السحري ما بين الحقيقة والخيال أتوجه فيه لتحويل ما تراه عيني وما تسمعه اذني الى قصص انسجها بحبكة خيالية والونها بالوان الحياة الغير مثالية فينتج ما أسميه قصة من قلمي. قد تجدون في كثير من قصصي تساؤلات مخبأة بين طيات الاسطر انتظر اجوبتكم عليها وقد اضع في بعض قصصي اجوبتي . وقد اضع بين الحين والأخر مشكلة يمر بها المجتمع او البعض امامكم لمناقشتها فنخرج بحلول عقلانية من خلاصة الأفكار المشتركة. قد لا تكون قصصي مثالية او كاملة لان الحياة ببساطة ليست مثالية او كاملة. قد تكون شخصياتي مليئة بالعيوب تقترف الأخطاء وفي بعض الأحيان ثائرة على التقاليد اوغير متدينة او متزنة او مجنونة او غير عقلانية بتصرفاتها لاني ببساطة اكتب عن شخصيات نعايشها كل يوم ونمر عليها كل حين لذا سامحوني مقدما ان رايتم في قصصي بعض الجنون. أخيرا احب ان أوضح ان قصصي هي اعمال مستوحاة من الحياة مع انها خيالية وقد تكون مختصرة لتتماشى مع الفكرة العامة وليس بالضرورة انها تمثل افكاري او معتقداتي او ما اراه صحيحا اوخطا بل هي ببساطة تمثل قصة منفصلة عن كياني لذا وجب التنويه. وانا لا احلل أي تصرف بالقصة بدون الرجوع لي.
أتمنى لكم بعد هذه المقدمة العملاقة ان تستمتعوا بالقصة وتقضوا وقتا ممتعا في رحابها
هذه الرواية القصيرة منشورة سابقا سرد فصحى وحوار بالعامية العراقية ولكني سانشرها في المنتدى فصحى بالكامل لمحبي الفصحى فقط او لمن يجد صعوبة بفهم اللهجة



اصابه خدر الحب




ستكون القصة فصلين يوميا باذنه تعالى



روابط الفصول

الفصول 1 ،2، 3 .... بالأسفل
الفصول 4، 5، 6، 7، 8، 9 نفس الصفحة
الفصول 10، 11، 12 نفس الصفحة
الفصل 13، 14، 15 الأخير



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-04-20 الساعة 05:13 PM
رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 01:52 AM   #2

bahija 80

? العضوٌ??? » 436190
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » bahija 80 is on a distinguished road
افتراضي

رواية جمييييييييلة كثيرا

bahija 80 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 03:11 AM   #3

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مبرووك روايتك منتظرينك ..موفقة بإذن الله 🌹

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 02:48 AM   #4

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا يا بنات على تشجيعكم

رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 06:33 AM   #5

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك على رواية اعجبتني المقدمة جدا بانتظار الرواية لا تطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 09:59 PM   #6

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار مشاهدة المشاركة
الف مبروك على رواية اعجبتني المقدمة جدا بانتظار الرواية لا تطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸
ان شاء الله حنزل الفصول اللي انحذفت بسبب الصيانة ومعاها الفصول الجديدة


رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 03:09 AM   #7

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
New1

السلام عليكم احبائي اتمنى لكم الاستمتاع بالاحداث
اصابه خدر الحب
كتابة رؤى صباح مهدي
وقتنا الحالي
دع كل شيء ينساب من حولك.. كل الذكريات... كل الألم ... كل العذاب والخيبات.. كلها دعها تنساب كما تنساب هذه السفينة بين موجات الماء الصاخبة. بوداعه .. بشراسه تحارب كي تصل الى مقصدها... لا يشعر من على متنها سوى بتموجات بهيجة... وحين الوصول هم لا يعرفون ما جرى كي يصلوا.. ولا يهمهم ان يعرفوا لان كل ما يهم هو ان شخصا اخر استطاع التغلب على كل خدع البحر لاجلهم.. حتى نالوا مقصدهم.
على دكة السفينة العملاقة حيث هدير الأمواج وزقزقة النوارس ورائحة الماء التي تضرب انفها وتحرك حواسها الخمس, هنا ستكون زهرة مجبرة معه على استرجاع ما مضى من ذكريات عندما كانت في كنف عمتها محال ان ينسياها.. ذكريات حصلت لهما قبل ان يصبحا جسدا واحدا.. هذه الذكريات عجنت بلحمهما وتخللت عظامهما ونبتت مع شعرهما وكونتهما ... يال الايام كيف تقودنا بعشوائية مدروسة الى ما نهرب منه فنسير اليه... ويظل يكبر فينا اذا لم نواجهه حتى ياكلنا احياء..
حياتهما كالماء الأزرق الذي هو شارع تلك الباخرة العملاقة الان... وكرائحة الدم كانت ذكرياتهما ... مريرة وتلتصق باقنية انفهما كما تلتصق أيامهما الماضية بخلاياهما الرمادية..
استيقظ طه بعد ان دخلت الشمس من الشباك الدائري الصغير في وسط الغرفة الصغيرة على متن الباخرة الكبيرة. طوابق وطوابق حتى يصل الراكبون الى اعلاها .. نظر الى الساعه وعلم لما كان فراشه خال منها... من ملئت عليه حياته وغيرته وغيرت قدره بعد ان ارتبط بها الى الابد. ولكن ليس ما يربطهما مأذون وحسب.. بل كل الذكريات التي راوحت جيئة وذهابا بينهما. كل المواقف التي تولدت بينهما وكل الليالي الي بكاها فيها عليها وكل الليالي التي قضاها في احضانها. شاء ام ابى هو سيعيش بحبها الى الابد... ما هو الحب الا جنونه فيها.. ولعه ولهه انقسامه بين عينيها.. جنته حين يراها تضحك وجحيمه حين يرى انسياب الدموع من مقلتيها.
على عجل دلف الى الحمام الصغير واغتسل لينتعش ثم نظر الى حاسوب وفتحه.. رغم انه واعد نفسه الا يقرأ الاخبار طوال فترة رحلتهما على الباخرة العملاقة الا انه لم يقدر على المقاومة وبينه وبين نفسه قال... فقط هذه المرة ولن افعلها مجددا... ثم فتحه واصابته الدهشة... مظاهرات في عموم العراق.. ابتدأت بالبصرة والجيش منتشر في الكثير من المحافظات العراقية... يطالبون بتحسين الأوضاع السيئة بالبلاد كتابة الدستور من جديد.. الى اخره ..
كبت زفرة قهر وهو يتابع الاخبار بعيون متلهفة. في احد الصور شاهد صديق عمره.. امير يحمل العلم ويقف جنبا الى جنب مع متظاهري ساحة التحرير ببغداد. أراد الاتصال بامير ليفهم منه مايحصل لكنه لم يستطيع تحصيله عبر الانترنيت. ثم قرأ في الاخبار ان النت مقطوع على العراق هذه الأيام.. لم يكن بيده الكثير ليفعله مع كل تلك الظروف . فقال أخيرا وبعيون ملؤها الفخر :
"احسنتم.. اسود"
وحانت منه التفاته الى النافذة الدائرية في وسط غرفته وكان البحر يحيط بهم لابعد نقطة ممكنه تراها العين. بكفه شد شعره وهو يعرف جيدا ان لا شيء بيده ليفعله وسط البحر الاعزل.
ثم قرر ان يكمل ماجاء من الأساس في هذه الرحلة لاجله .. اعترافات مع حبيبته... يجب ان ينتهي منها حتى تتوقف اشباح الماضي من مطاردتهما. لبس قميصه الأسود الذي لطالما فضله على غيره من القمصان.. لبسه ثم وضع يشماغه الذي لا يتخلى عنه. هرع الى سطح السفينه وكانت جالسه.. كأنها حورية بحر يتراقص شعرها الجميل كلما هب النسيم وعيناها تنظر في الأفق تخرج من تحت القبعه البيضاء العريضة التي تحجب عن بشرتها الناعمة اشعه الشمس... اقترب من خلفها وانحنى ليقبلها فانتفضت.. ثم استرخت عندما رأته. رغم انها تركت الماضي بيد ان الماضي لم يرض ان يتركها.. لازالت تنتفض اذا ما باغتها احد او سمعت صوتا عاليا او رأت شخصا يتطلع بها من بعيد. قال لها:
"وأخيرا... سنتكلم عن سنة 2012"
تبسمت وارتشفت بعض القهوة المثلجة واجابته:
"اذا لم نتكلم عنها ستبقى تطاردنا بكل مآسيها"
هز رأسه وقال لها:
"الماضي اليم وكل الذين فقدناهم والحب الذي خسرناه بعدهم مستحيل لنا نسيانه"
هزت رأسها موافقة ثم قالت:
"صحيح"
ثم اردفت:
"وأيضا كنوع من العلاج فمهما كابرنا من المستحيل ان نعيش تجربة لا تغير فينا ولو قليل"
همهم وهو يمسك يدها وينظر في عينها:
"حبيبتي عندما تشعرين انك مستعدة للامر نبدأ واذا شعرت انك غير قادرة على الاستمرار بإمكاننا التوقف"
هزت رأسها وبان التأثر على وجهها حتى قبل ان تتحدث.. ثم تحدثت.. استرجعت كل ما اخفته وصدمت بمقدار ما تتذكر وبمقدار ما نسيت منه وصدمت اكثر بمقدار ما كانت تجهله عن زوجها وما اخفاه عنها...
كان عليهما التناوب في الحديث بعض الاحداث شاركاها سويا.. سنوات قضياها معا لم يتحدثا باحداث سنة 2012 وما بعدها ... تلك السنة التي لعبت دورا عظيما في مستقبلهما وما وصلا اليه.. ومهما سار بهما الوقت يشعران ان عليهما الجلوس والحديث بما يخفيانه عن بعضهما ولكن دائما يؤجلان الامر حتى قررا ان يحجزا تذاكر الرحلة العملاقة ويركبا مع الراكبين فيها فيعزلهما الماء عن اليابسة ويجبران على مواجهة ما واجهاه مرة أخيرة وبعدها سيمحيان تلك الاحداث تماما من رأسهما.
---
الفصل 1
الاحداث وما يلاحقها حصلت في سنة 2012 وما تلاها .....
هو وهي
وقف امام شباك بيتهم المتواضع ذا الحديقة الصغيرة المزروعه بشجرتي نارنج متزاحمتين تعيشان في ذات البقعه منذ عاش هو مع جدته العجوز الطيبة وهذا كان وقتا اخرا عندما كان كل شي مقلق ليس من شانه ولا يعنيه. نظر الى عش الطير الذي يزعجة مع اول نسمات الصبح الدافئه حيث لا يحتاج الى منبه وقت مع وجود الصديق المزعج المرابط على احد الشجرتين منذ وقت واعتبرهما مكانا اهلا للسكن فبنى عشه عليهما قشة بقشة كما بنى جده المرحوم هذا البيت حجارة على حجارة واختار لها الطابوق الجمهوري الجيد النوعية كي لا يتندم تاليا بعد 10 او 11 سنة عندما تتعفن الاساسات ويسقط البيت على ساكنية لسبب او لاخر. حفر الأساس وملأه بالاسمنت واغدق على الحائط بصافي الاصباغ التي لم تتضرر بسبب الرطوبة وظل يحارب الارضة التي تنخر الأبواب الخشبية والمنتشرة في حيهم المتواضع حتى بات بيتهم المتواضع الوحيد تقريبا الخالي تماما منها. تبسم طه الشاب الطويل الحنطي ووضع الغترة بين رقبته وبين ياقة قميصه كي تمتص العرق المتساقط من رقبته وشم منها رائحة جميلة فقد تعلمت جدته منذ ان بدأ العمل كسائق تاكسي بسيارته السايبا الصفراء التي كتب عليها في الخلف على لوحة التسجيل "اجرة" تحت الرقم..
سمع نداء العجوز المتعبه له كي يتناول افطاره:
"يا ولدي تعال وكل قبل ان تخرج"
اجابها بصوته العميق الهادئ:
"حاضر"
ذهب لها وقبّل يدها كعادته فتبسمت هي كعادتها وقالت له:
"رزقك الله يا ولدي وحماك. كل يوم يركب معك أنواع الناس وفي هذا الزمن لا يمكن معرفة معدن الناس ولا يعرف جيدهم من سيئهم"
شرب "استكان " الشاي المذهب بشربه واحدة واجابها:
"الله هو الحافظ يا جدتي . ساذهب لاني تأخرت ويجب ان اخرج الان فالفتيات اللاتي انقلهن الى الجامعة لديهن امتحان ولا نريد التأخر عليه"
بدأت تدعو له بالتوفيق بينما جلست بسرعه على احد الكراسي بسبب الروماتيزم الذي أصابها منذ سنوات هي غير قادرة على الحركة بسهولة كما السابق.
ركب السايبا الصفراء وكانت رائحتها تخنق الانفاس ففتح كل الشبابيك على مصارعها كي يتبدل الهواء في سيارته واتجه الى اول بيت كي ينقل منه احد طالبات الجامعه اللاتي سجلن عنده خطا صباحيا ينقلهن من البيت الى الجامعه في الصباح فقط مقابل مبلغا شهريا او أسبوعيا بحسب الاتفاق وهذا الامر ساعده كثيرا على كسب بعض المال الجيد وأيضا عدم تنقله في الصباح الباكر بلا ركاب.
بعد ان اقل جميع الطالبات واوصلهن تفاجأ باحداهن تنحني على شباك سيارته وتقول له:
"طه ممكن طلب؟"
اجابها بابتسامته الهادئة :
"الجميل يأمر"
عقفت حاجبيها وتمتمت:
"أتمنى الا يكون كالمرة السابقة عندما قلت الجميل يأمر وعندما تشجعت وطلبت فاذا بك ترفض"
ضحك وعدل غترته وأجاب:
"اطلبي وسنرى"
قالت له بنكهة لطيفة:
"لدينا فتاة طالبة بكلية الطب وهي بحاجة الى توصيلة يوم الجمعة الى الجامعة الساعة العاشرة صباحا وفي الحقيقة هي بحاجة الى شخص ثقة وجميل يوصلها فهل تقبل؟"
نظر امامه وأجاب ضاحكا:
"للأسف انا لست جميل لذا اعتذر منك هذه المرة ايضا"
تفرسته متضايقة وقالت له:
"تمزح؟"
اجابها بجدية لانه لاحظ استيائها:
"بل انا جاد جدا لاني غير قادر على العمل في هذه العطلة لدي التزام اخر يجب ان اذهب مع جدتي لاجل الفحوصات الطبية لو كان يوما غيره لفعلتها وبدون مال لاجلك فقط"
هدأت ملامحها الغاضبة وقالت له:
"ليست مشكلة. شكرا على أي حال "
تركته وذهبت وانطلق هو بحال سبيله ينظر في الشوارع عسى ان يؤشر له احدهم فيكسب بعض المال من جراء تلك التأشيرة..
---
نظرت زهرة لساعتها التي لاتفارق يدها اليسرى. ساعه يدوية قديمة الموديل ذات سوار رفيع انيق جدا من الذهب الخالص مرصع ببعض الأحجار الكريمة صغيرة الحجم مرتبة على طوله بشكل بالغ الاناقة. اشاحت نظرها ناحية زين اخيها الأصغر المصاب بمرض وراثي ورثه من عائلة والده وكان هو تعيس الحظ ليحمل هذا المرض الذي شوه تفاصيله الجسمانية وحوله الى شكل طفل رغم بلوغه ما بعد ال20. رأس صغير وجسد قصير وكفين ككفي الطفل الصغير. تعرض زين لضربة على راسه قبل عدة سنوات بسبب حادث عندما كان طفلا جعل ادراكه للامور ضعيفا ولا يكاد يستطيع الاعتماد على نفسه بلا مساعدة .. ومازاد الطين بلة انه مصاب بالزكام بسبب تعرضة لموجات حر وبرد حيث يتصبب منه العرق أوقات غياب الكهرباء الوطنية ويجلس امام مكيف الهواء والعرق يتصبب منه فاصيب بالزكام واحتقان الرئتين.
وهذا ما كانت زهرة قلقة بشأنه فهي عليها الذهاب الى الجامعه لا تستطيع ترك زين لوحده .. فقد خرجت العمة صباحا لتحضر بعض المواد لصنع الفطور وزهرة لا تستطيع ترك زين مع زوج عمتها .
زين وزهرة يعيشان مع عمتهما منذ وفاة والديهما قبل عدة سنوات. وهي وزوجها اصرا على الوصاية على زهرة وزين رغم ان جدة الأخيرين من جهة والدتهما على قيد الحياة وارادتهما عندها.
تأفأفت زهرة وهي تنظر الى الوقت فها هي هي ستتأخر مجددا على الامتحان وحظها قد ينفذ مع الدخول بعد الوقت وحجتها بان الازدحام هو سبب التأخير قد لا تعمل.
سمعت صوت الباب يفتح وصوت عمتها عواطف تدخل وتنادي:
"زهرة ذهبت الى الجامعه ام لا؟"
هرولت زهرة عبر الدرج المؤدي من الطابق الثاني حيث غرفتها وغرفة زين الى الطابق الأول حيث عمتها تضع الأغراض في المطبخ وقالت لها:
"سأتأخر على الامتحان "
لم تجبها عواطف بل تركتها تسرع راكضة خارج الباب وسمعت انطباقه القوي . لعنت زهرة صاحب الخط -الذي أجرته منذ بداية السنة مع مجموعه من الفتيات ليأخذها للجامعه كل يوم - لانه خذلهن مع بداية الامتحانات . والقصة انه طلب زيادة على المال الذي يأخذه وعندما رفضن الفتيات مجتمعات تركهن ولم يستطعن سوى تدبر امرهن لوحدهن وكان هذا نوعا ما مستطاعا في أيام الدوام ولكن في أيام العطل حيث يذهن للدراسه في الجامعه ومن اجل المختبرات - التي سمح عميد الكلية ببقائها مفتوحة كي يتسنى للطلاب استخدامها وقت الامتحانات- فقد كان الذهاب الى الجامعه في تلك الأيام صعبا جدا لان سيارات الخطوط والاجرة في أيام العطل لا تتجه الى ذلك المكان لذا من الصعب إيجاد وسيلة مواصلات اليه.
أوقفت زهرة سيارة كيا ذات 11 راكب وانزوت على طرف الكرسي بجانب شاب هو الاخر انزوى بعيدا كي لا يلامسها اثناء الجلوس. ثم بعد ان وصلت الى وجهة معينة نزلت من الكيا وركبت سيارة اخرى توجهت بها الى الجامعه. دخلت بسرعه متجاوزة التفتيش الصباحي لجميع من يدخل الجامعات وركضت الى قاعه الامتحان وبالفعل كان الطلاب قد ابتدوأ امتحانهم منذ ربع ساعه تقريبا. طرقت الباب فنظر لها المدرسان ولم يتكلما بل اشر احدهما وهو الأكبر سنا ومن الواضح انه مدير القاعه الامتحانية . أشار لها بالدخول بسرعه فدخلت وهي تحمد الله على سلاسة الامر. جلست وبدأت تكتب بعد حصولها على ورقتها واندمجت بشكل رهيب مع الإجابات.
---
توقف طه بجانب مطعم شعبي مكتظ بالناس. بعض يجلس على الطاولات القديمة المغطاة بكيس بلاستيكي قديم اغبر لونه بسب الشمس. وبعضهم يقف منتظرا "التيك اوي" الذي طلبه من صاحب المطعم والذباب يلف حول راسه. ترجل طه من السايبا بعد ان ركنها في مكانها وظل يدور برأسه يمنة ويسرة حتى رأى شابا يعرفه يقف في احد اركان المطعم. ذهب اليه وتصافحا. قال طه للشاب متعجبا:
"هنا الموعد؟"
أجاب الشاب واسمه امير عبد الواحد صحفي ويتواصل أيضا في بعض الأحيان مع فريق ويكيليكس الذي يسرب وثائق سرية شديدة الخطورة تخص أناس متنفذين في كافة الدول العالمية:
"بلى هنا تعال"
ذهب طه مع امير يتبعه وسط الحشود المزدحمة حتى وصلا الى درج ضيق جدا يؤدي الى اعلى المطعم فقال طه:
"امير ... لست مرتاحا لك يارجل"
ضحك امير وقال:
"حتى انا لست مرتاحا لنفسي لكن مع هذا ما عسانا نفعل. لم اجد مكانا اخر فالامريكان قد ضيقوا علينا الخناق جدا هذه الأيام"
أجاب طه:
"الله يلعنهم. "
وصلا الى غرفة في نهاية الدرج مباشرة حيث دخلا وكان فيها اثاث قديم متسخ بفعل القدم تراكمت عليه الدهون والدخان المتصاعد من اسفل المطعم عبر السنين. قال طه لامير:
"هذه المرة لا اكذب عليك.. الصراحة خائف لان المرة السابقة كانت الحراسة مشددة جدا"
نظر له امير بجدية وأجاب:
"طه لايزال يوجد وقت كاف للانسحاب صدقني اهم شيء حياتك واذا امسك بك الامريكان سوف يكون سجن أبو غريب محطتك النهائية او احتمال سجن غوانتنامو"
تنفس طه نفسا عميقا جدا وقال:
"الامر لا يخص الامريكان يا امير. انه موضوع اكبر بكثير. هذا موضوع بلد يحتاج لكل تضحية ممكن ان نضحيها حتى يرجع لازدهاره. العراق اعطاني حياتي والان يجب ان اساعده ليعيد حياته"
تبسم امير بثقة وأجاب:
"طه ... وانا عندي ثقة بك...لكن احذر فاذا احسست باي خطر ارجوك لا تجازف"
رد طه:
"لنراجع الخطة وبلا تضييع للوقت "
---
عادت زهرة الى البيت متعبة بشكل لا يوصف. اتجهت الى غرفتها التي هي بجانب غرفة زين واستلقت على السرير بملابسها وغفت خلال ثواني. لم تستيقظ حتى خيم الظلام بعبائته السوداء . كانت الغرفة مظلمة الا من شعاع فضي دخل غرفتها من شباكها المفتوح. تنحنحت مفزوعه فلديها امتحان بعد غد ويجب ان تدرس له جيدا ولم تعتمد يوما على عمتها كي تصحيها. نهضت من رقدتها وأول شيء فعلته دلفت الى غرفة زين حيث كان لايزال صاحيا في سريره . نظرت الى وجهه وقالت له:
"تركتني نائمة للان؟ لماذا؟"
وتبسمت فتبسم لها بالمقابل. نظرت الى علبة دواءه وكانت منتهية. سمعته يسعل بصوت يقطع القلب. قالت له:
"كان المفروض ان تحضر عمتي الدواء اليوم"
ذهبت الى الطابق السفلي حيث كانت عمتها عواطف جالسة تشاهد برنامجا تلفزيونيا مع زوجها زامل. فور ان لاحظ زامل زهرة اعتدل في جلسته وظل ينظر لها كعادته نظرات تملأها العاطفة... قالت زهرة لعمتها:
"عمة هل اشتريت دوا ء لزين؟"
اجابتها عواطف بدون ان يحيد نظرها عن التلفاز:
"لقد نسيت يا زهرة كان من المفترض ان اذهب الى الصيدلية لكني نسيت"
نظرت زهرة الى الساعه وكانت حوالي ال9 فقالت لعمتها:
"ساذهب انا اذا لاحضر الدواء له عسى ان تكون الصيدلية لازالت مفتوحة"
نهض زامل وقال لها:
"لوحدك؟ وهل يعقل ان تذهبي لوحدك في هذا الوقت؟"
اجابت زهرة بخشونة:
"هو ليس ببعيد انه على ناصية الشارع لن اتأخر. دقيقتان واعود انتما فقط راقبا زين ان احتاج لشئ"
ولم تقبل من زامل أي نقاش وعمتها لم تعلق على خروجها. ظل زامل ينظر لها بعينيه الضيقتين الحادتين وهي تلبس حذائها "الفلات" الخالي من الكعب وتضع حقيبتها وتخرج. اسرعت زهرة الخطى ناحية الصيدلية خوفا من ان يغلق صاحبها فيظل زين بلا دواء طيلة الليل وهذا سيؤذي رئتيه ويعكر مزاجه مما يؤدي الى صراخه طيلة النهار . وصلت الى الصيدلية وسرعان ما اعتلى وجهها خيبة امل وتوقفت عن السير. كانت الصيدلية مغلقة. فكرت قليلا ونظرت الى ساعتها وقررت الذهاب الى صيدلية ابعد كي تحضر الدواء. وقفت في المكان المعتاد الذي تقف عنده وأشارت الى تاكسي... ركبت معه حيث اقلها الى اقرب صيدلية وكانت الأخرى مغلقة. شعرت بخيبة امل اكبر وقررت العودة الى البيت.. حيث ظل زين يسعل طيلة الليل وظلت هي مستيقظة معه تحاول الدراسة تارة وتهدئته ببعض السوائل الساخنة تارة أخرى.

noor elhuda likes this.

رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 03:11 AM   #8

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أصابه خدر الحب
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل 2
لقاء الملثم
أوقف طه سيارته الصفراء في مكان اختاره سابقا وترجل منها. كان الوقت ليلا حوالي الساعه ال12 بعد منتصف الليل وكل شي وكل احد ساكن. لا هواء في الجو ولا حركة في الشارع. حتى ورق أشجار التين والياس توقفت عن الحركة ولا شيء يثير اهتمامها لتهتز له. ابتلع ريقه ونظر بحذر شديد حوله ثم اخرج هاتفه ليتأكد انه يعمل وتأكد ان ايقونه الكاميرة جاهزة ليضغط عليها وقت الحاجة . وصل الى حيث العوارض الكونكريتيه ونظر بحذر شديد لحارس كان يقف امام باب صغيرة يسمح لفرد واحد فقط الدخول منها والحارس كان يقف مرتبكا امامها ينظر الى ساعته بشكل مستمر. عندما سمع الحارس وقع اقدام بجانبه زاد ارتباكه ولكنه سرعان ما هدأ برؤيته لطه. هتف بصوت منخفض:
"اسرع الحارس الثاني سيرجع"
فتح الحارس الباب الصغير ودخل منه ينظر بحذر كي لا يفاجئه احد ثم ادخل طه من الباب وقال له على عجل:
"احذر طه فهم قد شددوا الحراسة بالداخل"
هز طه رأسه وركض في عتمه الليل واضعا غترته على وجهه مخفيا ملامحه التي تبدلت من الهدوء واللطف الذي يتميز به الى القوة والعزيمة وتحت جناح الليل بدا مصمما على ماجاء لاجله.
دخل الى غرفه مكتب أعطاه امير مواصفاتها ثم اقترب من المكتب الخشبي وعليه أوراق بعضها مرتب وبعضها متناثر فبدأ ينظر فيها ويأخذ صورا بهاتفه ثم انتقل الى الادراج وبعضها مقفل فحاول فتحه عبثا فكسره واخذ صورا لما فيه ... سمع وقع خطى تقترب من الباب. جفل وتوقف تمام عن أي حركة وخفض مستوى تنفسه وانزوى تحت المكتب مترقبا حيث دخل رجل وسمعه يتكلم باللغه الإنكليزية عبر جهاز اللاسلكي :
"Yes I’m in the room"
ثم استمع الرجل للطرف الاخر واكمل:
"something is not right. Come here at once"
شعر طه ان الجندي علم بوجوده وتأكد عندما صاح الجندي بلغه عربية لايكاد يفهم منها أي شيء:
"اهرش مين هوناك"
"اخرج من هناك"
تنفس طه وقال بينه وبين نفسه:
"اشهد ان لا الله الا الله وان محمد رسول الله"
وقذف بنفسه على الجندي قبل ان يشعر الجندي باي شيء.. امسك طه بيد الجندي ذات السلاح وحاول عكسه عليه فاطلق الجندي عبارا ناريا ثم اتبعه بثان وسقط على الأرض.. دماء في كل مكان وطه لم يدر ما عليه ان يفعل. وقع اقدام تسارعت باتجاه الغرفة التي كان فيها وصياح باللغة الإنكليزية ولم يك امام طه سوى ان يقفز من النافذة ويسقط على الأرض. حمدا لله لم يكن الارتفاع بذي خطر فقد تمكن طه من الوقوف على قدميه والركض وهو يردد:
"الخطة الاحتياطية... اين هذا المكان..."
كان يبحث وهو يركض الى مكان يطابق ما وصفه له امير اذا ما حصل شيء خاطئ وقد وجده. ثقب صغير من الحائط يمكن الزحف من خلاله والهرب.
--
نظرت زهرة الى زين وهو يطالعها تهز قدمها باضطراب وتدرس لامتحانها. قالت له وهي تتبسم:
"خير ان شاء الله؟ الظاهر انت مشتاق لي"
تبسم وهو يسعل فقالت له:
"غدا فور ان نستيقظ مبكرا ساذهب لشراء الدواء لك يا عزيزي"
ثم شعرت انها تريد البكاء. الكثير من الهموم والمسئولية تجاه الحياة التي تعيشها منذ وفاه والديها. عضت على شفتيها كي تتمكن من كتمان حزنها ولكنها لم تستطع. انه الدمع . قوي جدا ولا يمكن هزيمته. وقد يكون خروجه نعمة لان في التخلص من ملوحته راحة.
وضع زين ذراعيه الصغيرتين حولها فنشجت. قالت له :
"انت الشخص الوحيد العاقل في حياتي يا زين. اعدك اني لن اترك ابدا وفور ان اتخرج واستلم الإرث ساشتري بيتا اخر كبير نعيش فيه انا وانت فقط"
شعرت بزين يحتضنها بقوة اكبر وتنفسه تصاعد فقالت له:
"سيحمينا الله سبحانه وكل شيء سيكون على مايرام "
اغلق عينيه والله فقط يعلم مايدور في خلده. سمعت صوت خطوات تقترب من باب الغرفة وصرير فتحها جعلهما ينظران الى القادم لهما. كان زامل. تفاجأ عندما رآها تجلس في غرفة زين. قال لها:
"ماذا تفعلين هنا ؟"
اجابت:
"لم افهم؟ ماذا تقصد؟"
اجابها وهو ينظر الى زين:
"اخوك مريض أي يحتاج للنوم ولكن انت جالسه هنا تمنعيه من الراحة؟ اتركيه لينام"
هتفت بعصبية:
"هو بالفعل مريض وهذا سبب عدم نومه. ونحن متعودان قبل بدأ امتحاناتي السهر اذما جافاه النوم لكن السؤال هو ماذا تفعل انت هنا في هذا الوقت؟"
اجابها مترددا:
"اطمئن عليه قد يحتاج ليتغطى"
عقفت حاجبيها ولوت فمها وقالت متهكمة:
"الجو حار فأي غطاء تتكلم عنه؟"
لم يجبها بل اضطرب وصاح فيها:
"يكفي استجواب. هيا اذهبي الى غرفتك اكملي دراستك واتركيه لينام ولا تناقشيني كثيرا والا ساعود الى معاقبتك يا زهرة"
اهتزت برؤيته يغضب فهي تخاف غضبه كثيرا . نظرت له بعين منكسرة وخوفها ظهر على احمرار خدها وقالت له:
"لا اقصد الاستجواب لكن كما اخبرتك هو لايقدر على النوم وانا اريد ونس بجانبي كي لا انام وهكذا اقدر على القراءة ساعة أخرى ثم اذهب للنوم"
نظر لها ووجهه الضعيف حاد الملامح يتفرسها ولم ينطق ببنت شفة بل غادر الغرفة وتنفست الصعداء بذهابه. نظرت الى زين وتبينت انه باهت ينظر الى الباب بخوف حتى بعد مغادرة زامل. قالت له وابتسامة طمأنينة تعلو شفتيها:
"ذهب لا ارجعه الله الينا"
نظر لها زين ولم يبدو على ملامحه أي تعبير. نظرت الى سريره وكان يوجد تحته بقعه من المياه تبللها. صدمت زهرة بما رأت. قالت له:
"ماهذا يازين؟ لماذا بللت سريرك؟"
ثم وبكل خيبة أبعدته عن السرير وازالت الشراشف المتبلله التي تحته واستبدلتها ثم احضرت منشفة وبعض الماء الدافئ من الحمام وحاولت تنظيف زين بدون ان تجذب انتباه زامل الذي كان لايزال على الاغلب صاحيا في مكان ما من المنزل. نظفت زين وبدلت ملابسه ثم استقر مرة أخرى في سريره وشعرت بالتعب والنعاس فقررت الذهاب الى سريرها لتنام قبلت جبهته وقالت له:
"اعتقد اني ساذهب الان الى النوم فقد تعبت كثيرا. تصبح على خير يا حبيبي"
---
تصاعدت حدة تنفسه وهو يشعر ان شيئا ما ليس على مايرام. اقترب الفجر وعليه ان يختبأ قبل ان يراه احدهم و يبدأ السين والجيم والدماء التي تملأ قميصه والتي اعتقد انها ليس دمائه بل دماء الحارس اتضح انها تعود له. لقد أصيب اثناء الصراع والطلقتين اللتين انطلقتا كتب اسمه على احدهما. امسك بكتفه واستند على الحائط وبدأ نظره يغيم وانفاسه تتثاقل. اخرج هاتفه واتصل برقم امير:
"لقد تم قنصي وسافقد الوعي... تصوبت بكتفي مكان قريب الى صدري وفقدت الكثير من الدماء ... لم اعرف الا بعد فترة وحسبت ان الدم على قميصي ليس دمي ثم احسست بالم الرصاصة.... تعال وخذني قبل بزوغ الفجر سيارتي قريبة"
اسرع امير واستقل سياة اجرة الى حيث كان طه وبعد ان تأكد ان المكان خال اسرع الى سيارة طه واحضرها ونقل طه فيها.. فور ان دلف طه الى المقعد الخلفي من سيارته فقد الوعي تماما وغطاه امير بقماش اسود كي يخفيه وانطلق به على غير هدى وكل ما اراده هو الابتعاد عن هذه المنطقة قبل ان يبدأ التفتيش والبحث فيها ومادام الجميع الان منشغل بالبحث داخل مقر السفارة. لم يدرك امير انه يقود سيارته الى حيث المطعم الذي التقى فيه طه سابقا وكان المطعم مغلقا فرن على صاحبه طالبا منه الحضور فورا بعد ان اوجز له ما جرى فحضر الرجل على عجل وصدم برؤية طه فاقدا للوعي بوجه اصفر ... ادخلاه الى المطعم ونقلاه الى الطابق الثاني ووضعاه على اريكة قديمة وحاولا تنظيف الجرح على امل ان الرصاصة قد خرجت من الجانب الثاني ولكن الامل سرعان ما تلاشى عندما لم يك هنالك ثقب خروج. نظر صاحب المطعم لامير وقال له:
"يحتاج الى طبيب لقد فقد الكثير من الدم"
أجاب امير:
"اذا اخذته للمستشفى الان فلن نسلم من السين من الجيم وان تم الإمساك ب طه فكلنا سنقع معه. الا تعرف طبيب من أي مكان حتى لو كان طالب يريد ان يسترزق سادفع أي مبلغ"
فكر صاحب المطعم ثم قال لامير:
"اعتذر يا امير فانا لا اعرف أي احد بامكاني الوثوق به لهذه الدرجة. انت قلت هذا الشاب يقوم باعمال ضد الحكومة وضد الامريكان أي ان كثر يطلبون رأسه ويتمنون موته ويجب ان نحافظ على سرية هويته وعلى حياته. والان يا امير يجب ان افتح المطعم كي لا اثير التساؤلات انت اعتن بصاحبك وسيفرجها الله من حيث لا نعلم"
خرج صاحب المطعم لادارة عمله بينما نظر امير لطه الفاقد الوعي بخوف شديد على حياته ... شعر ان طه بدأ يتسرد وعيه فاقترب منه وقال :
"طه... طه!!"
أجاب طه بصوت ضعيف:
"امير ... اين انا؟"
أجاب امير:
"لا تقلق انت بامان... لكن يجب ان انقلك الى المستشفى"
هدر طه:
"لا اريد الذهاب الى المستشفى. اذهب الى الصيدلية واشتري بعض الكحول والشاش ومخدر موضعي ومسكنات وارجع بأسرع وقت ممكن"
نظر امير للشباك وكانت الشمس قد اشرقت وزقزقة العصافير غطت عليها أصوات محركات السيارات والناس في الشارع ورواد المطعم العتيق وكل الضوضاء في الشارع. قال لطه:
"ساذهب وارجع بأسرع وقت ممكن ولكن اخبرني هل تعرف كيف تخرج الرصاصة؟"
لم يجبه طه فقد كان غائبا عن الوعي مرة أخرى وهكذا خرج امير ليحضر ما طلبه طه منه تاركا إياه وحيدا في تلك الغرفة المشتعلة نارا بسبب الحرارة.
لم يذهب الى صيدلية قريبة من المطعم تحسبا وقرر الذهاب الى صيدلية صغيرة في احد الشوارع الفرعية في منطقة سكنية بعيدة قليلا عن المطعم... توقف امام دكة البيع حيث كانت تقف امامه فتاه لم ير وجهها بل كانت تعطيه ظهرها طوال فترة انتظارها للصيدلي الذي كان يبحث بين ادويته عن طلبها. اخيرا وجده وعاد لها يحمله وقال لها:
"تفضلي يا دكتورتنا هذا الدواء وان شاء الله سيصبح زين افضل"
تبسمت وهي تقول:
"شكرا لك يا عم البارحة لم ينم زين طوال الليل مسكين هذا الفتى"
كان امير يجمع ما يحتاجه من الأشياء و يراقب المحادثة بأكملها والفتاة جذبت انتباهه. لقد قال لها الصيدلي دكتورة فهل هي طبيبة؟ عمرها يبدو اصغر من ان تكون طبيبة ولكن لايهم.. هو بحاجة الى طبيب وقد قاد القدر له هذه الفتاة. بعد ان استلمت الدواء واعطت المال همت بالخروج وهنا اسرع امير للصيدلي وقال له بعد ان جلب كل ما يريده:
"كم السعر"
قال له الصيدلي السعر فاعطاه امير المبلغ بسرعه وخرج خلف "الطبيبة".. لم تبتعد كثيرا ومن خلفها ناداها:
"اختي... هل انت طبيبة"
لم تعرف زهرة انها المقصودة ومع هذا بحركة لا ارادية ادارت وجهها للخلف لتراه يتبسم لها فتصورت انها نسيت شيئا او وقع منها شيء لان هذا الرجل كان في الصيدلية. توقف وهي تنظر له مستغربة فقال لها:
"اختي ارجوك انا محتاج لخدمة ضرورية"
تراجعت للوراء بحركة دفاعيه وقالت له:
"اتركني بحالي "
عادت لتواصل مسيرها فقال لها:
"ارجوك اختي.. الحالة حرجة. احتاج الى طبيب فورا... مسأله حياة او موت"
لم تجبه بل واصلت السير اسرع من ذي قبل فقال لها وهو يترجاها:
"ارجوك اختي... عندي مريض وسيموت اذا لم نساعده"
توقفت وقالت له بعصبية:
"خذه للمستشفى... انا لست طبيبة ... انا لا زلت طالبه ولا استطيع عمل شيء"
قال لها وهو يترجاها:
"لقد صوبته رصاصة ويحتاج الى مساعدة اقسم لك بالله وهو موجود في مطعم شعبي أي ليس بمكان معزول وليس ببعيد أيضا. ارجوك يا اختي ساعديه نصف ساعة فقط اخرجي الرصاصة واذهبي"
وقفت تفكر بكلامه فقال لها ليقنعها:
"ساعطيك المبلغ الذي تطلبيه"
قالت له:
"لا احتاج الى مالك اين يقع هذا المطعم؟"
لم يصدق انها وافقت على المجئ.. ولكنه لا يعرف زهرة فهي فتاة طيبة تحب المساعدة ولا يمكنها ان تترك أحدا يحتاج مساعدتها.. هذا ما علمها إياه والدها المرحوم. قال لها امير:
"اختي ارجوك لنذهب الى هناك منفصلان. ساسير وسيري انت خلفي"
سالته زهرة:
"لماذا؟"
اجابها امير:
"المجروح ليس مجرم لكن الامريكان هم من اطلقوا النار عليه"
بدت على ملامحها الجدية وقالت له:
"امريكان؟؟؟ "
لم يقل كلاما اكثر بل اخذها وذهبا حيث سارت خلفه حتى وصلا الى المطعم ولاحظ صاحب المطعم دخول امير ودخول زهرة خلف امير. أشار له امير ان الفتاة معه ثم ذهبا الى الأعلى بحذر بدون ان يلحظهما احد. دخلت زهرة الى الغرفة خلف امير وكان طه مستلقي على الاريكة بوعيه ضعيف جدا ومتعب بينما كل الظاهر من وجهه عينان وبقيت الوجه غطاه بغترته التي لوثها بعض الدم. نظرت له مرتبكة وهي تستطلع حالته ثم نظرت الى المكان وشعرت بحالة استنفار من الوضع وبعض الندم لانها وافقت على الحضور. اقتربت من طه وسألت:
"كيف انجرحت؟"
لم يجبها طه فقط نظر لها بعينيه المتعبتين مع انهما صارمتين غاضبتين تجعد مابينهما بعصبية ... طالعته هي الأخرى وكل ما علق براسها من تلك النظرة الحوّر البسيط الذي في عينه وكمية الغضب التي اعتلتهما. قال لها امير:
"اختي اشتريت مستلزمات طبيبة"
انتبهت لما قاله امير ثم قالت له:
"اريد ماء مغلي .. "
ذهب امير ليجلب لها ما طلبت بينما اغلق طه عينيه من شدة الضعف والالم... فضولها اجبرها على ان تمد يدها للغترة التي تغطي وجهه لتراه وعندما لامست اصابعها المرتجفة الصغيرة خده الملتحي ودخلت تحت قناعه لم تشعر سوى بيد صلبه كالحديد امسكت يدها وابعدتها وعينين كعيني الفهد انفتحت لتواجه عينها المرتبكة الخائفة وتكسر فضولها ... قال لها طه بصوت خشن متألم:
"لا تفعليها الا اذا اردت ان تصبحي زوجتي"
ابتعدت عنه ونظرات الفضول حل محلها نظرات الخوف بسبب ماقاله.

noor elhuda likes this.

رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 03:12 AM   #9

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هذه الفصول كانت منشورة قبل صيانة المنتدى ثم تم حذفها وها انا اعيد تنزيلها لكم

رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 03:19 AM   #10

رؤى صباح مهدي

كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية رؤى صباح مهدي

? العضوٌ??? » 349300
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,054
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » رؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond reputeرؤى صباح مهدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اصابه خدر الحب
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل 3
جحيم في منزلي
ابتلعت زهرة ريقها وركزت نظرها عليه وقالت له بشجاعه تعلمت اصطناعها:
"يجب ان تضع شيئا بين اسنانك لحمايتها فقد يكون الامر مؤلما"
اجابها وهو يتألم:
"اخرجي الرصاصة وعودي الى بيتك وانسني. يبدو انك فتاة طيبة وبنت أصول لا اريد توريطك"
لمح نظرة حزن في وجهها عندما ذكر كلمة" بيت" تلك العينان السوداوان ببؤبؤ كبير جدا .. قد يكون هذا اكبر بؤبؤ رأه في حياته .. رموش حاده ومنسدله في ان واحد كثيفة وشعر اسود اصطنعت منه ضفيرة طويلة متسقة القوام حتى النهاية... في حياته لم ير ضفيرة كتلك التي لديها؟ كل الضفائر تكون قليلة الشعر من الأسفل الا هذه. طويلة ومتسقة.. دخل امير بيده ماء ساخن يتصاعد منه البخار الحارق وبعدها ابتدأت زهرة عملها...
اخذت سكينا وعقمته ثم قالت لامير:
"حاول ان تثبته الرصاصة غائرة في اللحم وهذا المخدر نوعه ضعيف لذا على الاغلب سيشعر بكل شيء"
ثم نظرت له ونظر لها بكل إصرار وحاجبيه متصلان وعيناه دامعتان لا اراديا وجبينه امتلأ بالعرق. قالت له:
"مستعد!؟"
هز راسه إيجابا فادخلت السكين وسمعته يأن من شدة الألم... كبحت دمعة حزن عليه كانها تشعر بما يشعر به وكبح هو دمعة الم لا يطاق.. أخرجت الرصاصة ورمتها على الأرض ثم تنفست الصعداء وهمت بان تقول له شيئا ولكنه كان قد غاب عن الوعي...
قال لها امير:
"اختي... شكرا على المساعدة ... كم تطلبين ؟"
قالت له وهي تنظر لطه متجاهلة سؤاله:
"يجب ان نعقم الجرح ونخيطه"
هز امير رأسه وقال لها:
"ساكمل انا اذهبي انت الى البيت حتى لا تثيري الشكوك وانسي ما حصل هنا من فضلك"
ثم شدد على كلمة :
"انسيه"
ثم عاد منهمكا مع طه بينما همت زهرة بالمغادرة لتشعر انها داست على شيء ما. لم تفكر بل قادها فضولها لرفعه ووضعه في حقيبتها ثم خرجت بارتباك والقت نظرة أخيرة على مريضها الذي تركته بلا وداع ثم فور ان أصبحت على الدرج تذكرت زين الذي ينتظرها في البيت لاجل الدواء وامتحانها الذي لم تدرس حتى نصفه فاسرعت الخطى عائدة الى البيت وما حصل قبل قليل بعيد كل البعد عن النسيان.
وصلت الى البيت وفور ان فتحت الباب سمعت ما تسمعه تقريبا كل يوم.. صراخ زامل على عمتها عواطف والأخيرة تبكي بصوت مكتوم:
"من المستحيل لك ان تتعلمي لان عقلك غادر في إجازة مفتوحة"
مرت زهرة من امام موقع الصراخ ولمحها زامل فسار خلفها وصرخ فيها:
"أين كنت؟"
اجابته وهي لا تزال تسير:
"عند الصيدلية احضر الدواء "
امسكها من ضفيرتها الطويلة وسحبها بعنف كي تتوقف ثم قال لها:
"بحجة الدواء تخرجين كثيرا. لقد قلت لك سابقا وساقولها الان يا زهرة لا تختبري صبري معك لاني قادر على حبسك في البيت ومنعك من الجامعة اذا لم يعجبني سلوكك"
ابتلعت ريقها برعب لانها تعرف تمام انه قادر على فعل ذلك. قالت له بعد ان طرف بصرها :
"اسفة اعتذر منك ومن عمتي ولن افعلها مرة أخرى. لن اخرج بدون اذنك ورضاك هل تسامحني؟ "
ترك ضفيرتها وظهرت ابتسامه ماكرة جدا على شفتيه النحيلتين وقال:
"سامحتك. انت تعرفين اني غير قادر على عدم مسامحتك. انت بالذات يا زهرة"
تراجعت للوراء وحانت منها نظرة الى عمتها التي كانت تطالع كل ما يجري بفم مغلق وعين منكسرة. قالت لزامل:
"هل من الممكن ان اذهب الان؟"
تركها تذهب وعاد ليعنف عواطف ثم انقطع الصوت عندما خرج للقاء بعض من شركائه في العمل...
أعطت زهرة الدواء لزين وقالت له:
"بالشفاء حبيبي.."
نظر لها كطفل بالغ فسالته:
"أتمنى لو اعرف فقط ما بك؟ نظراتك غريبة . هل ياترى يؤذيك زامل؟"
واصفر وجهه عند ذكر اسم زامل وشعرت زهرة بخوف غير طبيعي منه. هذا الخوف تصاعد منذ اللحظة التي دخل فيها زامل هذا البيت.. يعود الامر لسنوات طويلة وبالتحديد قبل8 سنوات .. في ليلة مظلمة من أيام شهر اب الحارة لم يك للقمر فيها ظهور واشتد طنين البعوض فلم يستطع احد النوم على سطح منزله ولا في الحديقه خلد افراد العائلة المتكونة من 4 افراد الى مضاجعهم يتقلبون على اسرتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي ... استمر الامر حتى الساعه ال2 صباحا حيث عادت الكهرباء ومباشرة مع نسمات مكيف الهواء استغرق الجميع بالنوم... لم يشعر أي احد بالفردين اللذين دخلا للبيت بنية السرقة ... فالكل متعب ونائم وحينها لم يك زين يعاني من اضطراب عقلي. السارق كان يعلم جيدا اين يخبأ الجراح المعروف أمواله واموال زوجته الصيدلانية التي ورثت عن عائلتها الكثير من الأموال.. المشكلة الوحيدة انه لم يحسب حساب ان الطبيب قد نقل كل أمواله واموال زوجته لحساب في سويسرا قبل أسبوع بعد ان تخلخل الوضع بالعراق كي يأمن عليها. ولم يحسب السارق حسابا لانقطاع مفاجئ بالكهرباء أدت الى استيقاظ الاب والام وتمت المواجهة بين السارق والابوين أدت الى مقتل الطبيب وزوجته واصابة زين بضربة قوية على رأسه افقدته الوعي لايام في المستشفى... وهرب اللصوص بلا اثر.. كان خبرا كبيرا وقتها وكل الصحف كتبت عنه على انه عمل إرهابي يستهدف الكفاءات في البلد. ولم تمسك الشرطة ابدا بالقاتل...
بعدها بقيت زهرة وزين في وصاية جدتها الحاجة منصورة والدة امهما حتى أصرت عواطف على اخذهما في كنفها. عواطف لم ترزق باطفال لانها تزوجت على كبر ... ومع انها حاولت مرارا وتكرارا ان تحمل الا ان الله لم يرد لها وهكذا اسلمت امرها الى ربها وتوقفت عن المحاولة وقطعت الامل... وظلت تحت رحمة زوجها خوفا من ان يتركها او يجلب لها ضرة وشخصيتها الضعيفة امامه جعلته متحكم بها من كافة الجوانب .
عندما بقيت زهرة وزين في بيت جدتهما اقام زامل الدنيا ولم يقعدها طالبا من عواطف الضغط على الحاجة منصورة كي تنتقل الوصاية لعواطف. ثم وفي يوم من الأيام .. استسلمت وسلمت الأطفال لعمتهما... ولأسباب مختلفة أولها ضغط عواطف عليها وثانيها ان منصورة سيدة وحيدة وتسكن في اطراف بغداد ولا تستطيع العناية بطفل مريض وفتاة مراهقة. واخرها ان عواطف لعبت كثيرا على وتر الامومة بحجة ان ليس لديها أطفال وان أطفال اخيها هم اطفالها فامنت لها منصورة وسلمتها الأطفال..
فور ان تسلمت عواطف الأطفال أصبحت هي وزامل وصيين عليهما وعلى اموالهما المتكدسة ولم يتمكن زامل من السكن في البيت الذي قتل فيه الطبيب بسبب رفض الأطفال لذا سكن في بيت اخر كان الطبيب يملكه ويؤجره حيث اخرج المؤجرين وسكن فيه مع عواطف والأطفال وهو يعيش منذ ذلك الحين متأملا اليوم الذي يستطيع صرف الميراث... فبحكم الوصية التي كتبها الطبيب ان لا تسلم الأموال كاملة الى أبنائه الا بعد ان تبلغ زهرة سن ال25 فتكون مسئولة عن اخيها ووصية عليه وعلى أمواله في حال وفاته ووفاة زوجته. اما السنوات التي تسبق ال25 فلا يحق لابنائه بيع اي من الأملاك ولديهم راتب شهري مما يملك يصرف لهم بواسطة المحامي ... لقد كان الطبيب حريصا على ان لا يضيع حق ابناءه وبالذات وهو يعلم تمام العلم ان زامل زوج اخته سيكون بشكل او باخر موجودا في حياتهم اذا ما جرى له شيء...
لم يك زامل والطبيب فلاح (والد زهرة) على وفاق بل رفض فلاح تزويج عواطف لزامل لانه لم يشعر ناحيته بالارتياح على الاطلاق. ثم أصرت عواطف عليه وخضع الأخ .. ورغم محاولات زامل تبيان حسن النية بيد ان فلاح كان يتحاشاه قدر الإمكان وكثيرا ما تسائل عن العمل الذي يقوم به زامل فلا احد يعرف كيف يكسب المال.. حتى زوجته لا تدري من اين له بالمال.
كثيرا ما شك فلاح ان زوج اخته يقوم باعمال مشبوهة بالذات بعد 2003 ولكن لم يك لديه أي دليل وبقى الامر محصورا على الشك لا اليقين.
ومنذ وفاة الدكتور فلاح وزامل يعيش في قصره وقد رتب خطة كاملة كي يستولي على كل شيء... وكل هذا الصبر على وضع زوجته وتربية أولاد اخيها ليس سوى لانتظار اللحظة الحاسمة التي يأخذ كل الممتلكات الخاصة بهم ويترك البلد الى غير رجعه.
--
استعاد طه بعضا من قوته وفتح عينيه ليرى امامه امير.. قال له بصوت خافت:
"يجب ان اعود الى البيت جدتي بالتأكيد قلقة جدا علي الان"
حاول امير منعه من النهوض اكثر وقال له:
"كلمها بالهاتف وطمئنها عليك افضل من الذهاب وانت في هذا الوضع"
حنى طه حاجبيه وقال مستذكرا:
"ادخل يدك في جيبي يوجد فلاش ميموري وجدته في المكتب. ويوجد عدد من الصور التقطتها بالهاتف"
كان الهاتف مغلقا بسبب انتهاء الشحن وعندما ادخل امير يده في جيب طه لم يجد الفلاش... شعر طه بخيبة امل شديده لان كل ما فعله قد ذهب ادراج الرياح فلم يحصل الا على بعض الصور التي قد لا تنفع أي احد. كان حصوله على بعض المعلومات يشعره ببعض القوة لتحمل الألم ولكن الان وبعد ان اجتاحه شعور عدم الفائدة اصبح الألم عليه اضعاف. هتف امير:
"لا تقلق يا طه قدر الله وماشاء فعل لنركز الان على صحتك وهذا هاتفك ساشحنه لك كي تتصل بالحاجة وتطمئنها عليك"
قال طه:
"اعتقد اني يجب ان اقلل من نشاطاتي هذه الأيام حتى تهدأ الأمور"
هز امير رأسه وهو يعطيه ظهره كي يضع الهاتف بالشاحن وقال:
"اكيد هذا امر واجب بالذات والامريكان يبحثون عنك. اليوم فتشوا كل المحلات القريبة على السفارة والله وحده يعلم ماهي خطوتهم القادمة"
زفر طه بينما اكمل امير:
"يجب ان تبتعد قليلا. اسمع يوجد منظمة لحقوق الانسان تحتاج لمتطوعين وانا اعرف جيدا كم تحب المساعدة"
هز طه رأسه وسأل:
"متطوعون لماذا؟"
أجاب امير موضحا:
"نازحون يحتاجون الى مساعدة فالمنظمة قد رتبت حملات للتبرع وتحتاج قوى بشرية لتساعدهم وانت لديك سيارة لذا سيكون عونا عظيما ان نقلت لهم بعض الأشياء. ولديك خبرة كبيرة بامور التطوع لانها ليست المرة الأولى لك وقد تصادف وجوها تعرفها هناك. لان اغلب المتطوعين من طلاب الجامعات سيبدأ العمل بعد نهاية الامتحانات وسيتلاءم ذلك معك حيث ان جرحك سيشفى قليلا"
ثم اخذ نفسا عميقا واكمل:
"وبالنسبة لمصاريفك هذه الفترة لا تحمل هما"
انتفض طه وقال لامير معاتبا:
"عيب عليك يا امير منذ متى اخذ المال على أي عمل أقوم به "
تبسم امير وقال لطه:
"الله فقط يعرف مقدار تضحياتك طه"
أجاب طه بفخر:
"وهذا يكفيني"
--
كانت العجوز ام محمد المقعدة تقريبا بسبب الروماتيزم في قمة القلق على حفيدها طه. وبالعودة بالزمن قليلا فان ولدها محمد اخر أبنائها قد تزوج وسكن مع والديه كي يرعاهما. ولد طه في بيت جده وجدته وتربى في كنفهما لسنوات طويلة حتى قرر محمد ان يعزل جزء من البيت له ولزوجته وابنه بعد ان بدأت المشاكل تدب بينها وبين والد محمد.. الجد الذي لم يرد لابنه ان يتزوج غريبة واراد منه الزواج بابنة أخيه (ابنة عم محمد). بعد تفاقم المشاكل بين الكنة والأب اقترحت ام محمد ان يقوم ابنها بعزل جزء من البيت لنفسه ليسلم وفي نفس الوقت سيبقى قريبا على عائلته ولن يضطر لدفع أموال طائلة للايجار. وهكذا اصبح طه بعمر ال5 يعيش في بيت شبه منعزل عن جدته. حتى وفاة محمد وزوجته سنة 2003 حيث كان طه بعمر ال19 فقرر العودة الى بيت جده وتأجير البيت الاخر من اجل مدخول إضافي. وهكذا هو يعيش معها منذ ذلك الحين .
سمعت طنين الهاتف وكان اصبعها المتجعد ينتظر هذا الاتصال وينتظر ظهور اسم طه لتجيب بسرعه قصوى :
"ولدي طه اين انت من البارحة؟ لقد قلقت عليك كثيرا"
اجابها طه محاولا ان يبدو صوته عاديا:
"لا تقلقي ارجوك انا مع امير"
نهرته من شدة خوفها عليه:
"من المفترض ان تتصل لتخبرني انك ستبقى في الخارج اليس هذا ما نفعله دائما؟"
ثم هتفت:
"تنفسك غير طبيعي اشعر ان شيئا سيئا حصل اريد منك ان ترجع بأسرع وقت ممكن"
اجابها محاولا تهدئتها:
"ان شاء الله سارجع ليلا لا تقلقي.."
وكيف لا تخاف وهي تعتبره بقية المرحوم .. كيف لا تخاف وهي التي ربته وكفلته.. في عقيدتها محرم عليه ان يقول لها لا تخافي علي.. وعندما يقولها فهي تعرف جيدا ان شيء ما ليس على مايرام.. ولكن ما باليد حيلة فهي تعرف طه افضل مما يعرف طه نفسه. لانها هي من ربته على ان يكون ما اصبح عليه اليوم.
--
نظرت زهرة لما تبقى لها من مادة الامتحان وشعرت بالكثير من الضغط يجتاحها... تذكرت فجأة الشي الذي التقطته من الأرض في غرفة ذلك الغريب... زياتها له تبدو كالحلم... بقيت في غرفته نصف ساعه ولكن في سجل يومها يبدو انه كان حلما جريئا يغمرها بالقوة والبهجة لمساعدته وبالندم وشعور بالغباء لانها ذهبت من الأساس. مدت يدها في حقيبتها وسحبت الفلاش ميموري منها وحركتها بين اصابعها وقالت بينها وبين نفسها:
"الفضول سيقتلني"
تمنت لو ان لديها كمبيوتر كي ترى ما بداخل هذا الجهاز الصغير وقد لا يكون فيه أي شيء يذكر على الاطلاق.. غدا الجمعه وعليها الذهاب للمختبرات وهناك بالتأكيد ستجد كمبيوتر تستطيع استعماله لتكشف مافي داخل الفلاش ميموري الذي سرقته من ذلك الغريب...
وضعت راسها على مخدتها وغاصت في نوم عميق مباشرة وبدون أي انتظار .. في الغرفة المجاورة كان زين لايزال صاحيا... هذا الرجل الذي ولد بخلل جيني اكتسبه وراثيا رغم كبر عمره الا ان مظهره الخارجي يوحي بانه طفل صغير ومازاد الطين بلة ... انه في يوم مقتل والديه استيقظ وشاهدهما يقتلان امام ناظريه. هجم على احد المقنعين كي يحمي ابيه وتشابك معه... فعضه من اذنه ليقطع نصف الصيوان..
فتلقى ضربه على رأسه اذته كثيرا وافقدته الرشاد. ومنذ ذلك الحين ليس بعاقل تمام العقل وليس بمجنون تمام الجنون... عند الحديث معه تشعر بانه يفهم ويعقل كل شيء ثم ... يضيع وتضيع منه النظرات والكلمات..
انتبه على صوت خافت يقترب من الباب. تركزت نظراته حيث فتحت باب غرفته ودخل زامل... كان يلبس شورتا ابيضا وروب خفيف .. تكور زين بينما تبسم زامل له وقال:
"زين... اتحتاج شيئا؟"
لم تصدر من زين أي إشارة ولا تعبير جمد في مكانه فقال له زامل:
"اعرف جيدا انك تميزني. اذا هذا يعني انك تعرف ما الممكن ان افعله بعمتك وباختك الجميلة اذا لمحت لها ولو تلميح بسيط باسم قاتل اهلك تفهمني؟"
ارتعش زين وظل صامت يحرك راسه للامام وللخلف حتى بعد ان غادر زامل الغرفة متبسما...
تلقى زامل وهو في طريقه الى غرفة نومه اتصالا هاتفيا.. أجاب متعجبا:
"مالذي ذكرك بي؟"
قال الطرف الاخر:
"زامل نحن بحاجة اليك. لدينا عملية مثل عملية السوق هل تذكرها؟ لا احد قادر على فعلها غيرك"
رد زامل:
"وبعد هذه السنين تذكرتم زامل ... هذه المرة اريد ضعف الاجر "
وافق الطرف الاخر على طلب زامل... واغلق الهاتف لتعود الذكريات للرجل الخمسيني الماكر ... أيام مضت من حياته مرت من امامه واولها عندما ابتدأ حياته المهنية ... كسارق!!

noor elhuda likes this.

رؤى صباح مهدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.