آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-20, 08:55 PM   #111

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي


بسم الله
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-20, 12:11 AM   #112

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر



(طعنة)
.................................................. .......
أيا عشقًا !
به أيقنت أني على قيد الحياة
أيا حبًا !
أنار الدرب .....
فحار القلب ..
من أين يبدأ ؟
حتى يصل لمنتهاه ...
حيث قلبك , لأسكن فيه ..
و ارتوي ...
من نهر غرامك ...
فهو لن يرى سواه
حللتِ أرضي المقفرة ...
فأزهرت ...
وزرتِ كابوسي المقيت ..
فلونته كحلم العيد ...
آه من ذاك الحلم !
يسعدني ... يسمو بي ... يأسرني
في بحر الحب ..
لأبقى معك طول العمر
فأنتِ العشق !
الذي أيقنت به أني على قيد الحياة
...............................................

...............................................
نظن أننا أوصدنا أبوابنا جيدًا , فنأمن للحياة ونوقن بأن لا سبيل للمصائب , لكن ماذا إن قام فلذات الأكباد بفتح الأبواب مرحبين باستقبالها رغمًا عنا ؟ وسيبقى السؤال الأصعب حائرًا ومحيرًا , أيهما أعظم ؟ ألمنا على مصابنا ، أم ألمنا على من اقترفها ؟
إلى من علمتني معنى العشق حتى صرت متيمًا بهواها ...
عرفت معنى الحب بوجودك في حياتي ,بل علمت أنني على قيد الحياة حينما رأيتك .
لقاؤنا الأول هو المنحة التي منحني إياها الله في أيامي المقفرة , لأنه طريق البداية لرحلة عشقنا الأبدية.
سأظل على قيد غرامك يا أمنية حتى ينتهي بنا الحال ونحن تحت سقف واحد .
أووه , مجرد كتابة تلك الكلمات تشعرني بالنشوة , فبها قد لامست عنان السماء , كيف لا ؟ و أنا متيم بأمنيتي الجميلة ... سأحتفظ بتلك الورقة الحبيبة خلف المرآة كما طلبتِ منّي حتى استمد منها السعادة .
كلما نظرت في المرآة , يكفي أنها تحمل أغلى ذكرى وأحبها لقلبي ...
.....................
ظلت تقرأها مرات ومرات وهي تصرخ : لااااااا , تبكي دون توقف حتى تورمت عيناها , صاحت قائلة :
ــ زوجي و زوجة أخي ؟؟؟؟ .... أخذت تلطم وجهها ثم شقت جلبابها حتى ذيله , تهاوت الأرض من تحتها فخرّت جالسة لتكمل نحيبها ولطم وجهها الذي أصبح كجمرة من جهنم ... فجأة دخل عليها الولدان و أعينهما قد غارت من الفزع لدى رؤيتها بهذا المنظر المزري , اختبئ علي خلف أخيه وقد وضع كفيه الصغيرين على وجهه وجسده يرتجف من هول ما رأى بينما ظلّ عمر يحدق في أمه لدقائق ثم سألها :
ــ ما الذي حدث ؟ ظلّت تبكي وتصرخ بالآهات ... فقطب جبينه قائلًا :
ــ لماذا قلبتِ حال الغرفة هكذا ؟ ولماذا تبكين يا أمي ؟
ــ دعني وشأني .... قالتها وسط نشيجها ... فقال :
ــ تشاجرتِ مع أبي كالعادة ؟
صاحت به :
ــ أغربا عن وجهي ... ركض الولدان خارج الغرفة في فزع لأنهما يعلمان جيدًا ماسيحدث لهما إن عارضاها وهي بتلك الحالة .
فجأة رن هاتفها حيث كان بالصالة , اتجه عمر نحوه ثم ردّ بلهفة علّها النجدة التي ستأتي لتنقذهما , ما إن وجد جدته على الجانب الآخر حتى قال :
ــ تعالي يا جدتي بسرعة !
ــأين أمك يا حبيبي ؟ سألته زينب .
ــ ففففففف في غرفتها تتتتتتصرخ و تتتتلطم ... تابع بتلعثم : لللللل لقد مزقت ملابسها ووووقلبت الغرفة ، شهقت زينب وطرقت على صدرها قائلة :
ــ لماذا ؟... هداكِ الله يانور
ــ لالالالالا أعلم ياجدتي .
ــ ادخل لها ياحبيبي و أعطها الهاتف لأحدثها .
ــ للل لكن ستصرخ في وجهي .
ــ قل لها جدتي على الهاتف ولن تفعل , لا تقلق .
عاد للغرفة , وأطل برأسه من خلف الباب , عندما رأته صاحت :
ــ ماذا تريد ؟ رفع يده ملوحًا لها بالهاتف ثم قال :
ــ جدتي زينب على الهاتف .
ــ ومن سمح لك بالرد على هاتفي ؟ قالتها وهي تنهره بعينيها الحمراوتين ،
صمت , والخوف على محياه من أن تضربه , فهتفت به :
ــ هاته ، أعطاها إياه بيده المرتجفة ثم ركض خارج الغرفة .
ــ مالذي حدث لكل ذلك يانور ؟ تابعت زينب بنبرة غاضبة : ما ذنب الولدين في كل ماتفعلينه ؟ لقد تقطع قلبي على الفزع الذي سمعته في صوت عمر ، ألم يرق قلبك لخوف الصغيرين ؟
واصلت نور بكائها ... فقالت زينب :
ــ هيا ، قومي من مكانك وجهزي نفسك والولدين للقدوم , أنا في انتظاركم .
أطلقت نور الآهات وسط نشيجها , مما زاد قلق زينب وشعرت أن هناك أمر عظيم , فقالت :
ــ تعالي , وسنجد حل لكل ماحدث .
صاحت نور :
ــ بل سينتهي أمر العائلة إن علمتم .
ــ ماذا ؟! عادت نور لبكائها الذي لا ينتهي , فأعادت زينب عليها السؤال :
ــ ما كان قصدك يانور ؟
ــ أمنية .
ــ مابالها ؟
قالت بصوت مكتوم , وسط تقطع أنفاسها :
ــ على علاقة بزوجي .
ــ أعيدي ماقلته للتو , لم أفهمك .... قالتها زينب علّها تستوعب ماسمعته , وعندما أعادت نور كلامها , صاحت بها زينب : عيب عليكِ ... أنسيتِ أنها زوجة أخيكِ ؟! أم نسيتِ أنكِ ستورطين زوجك بهذا الكلام؟ أي غيرة تلك التي ستدفعك لتدمير العائلة بأكملها ؟ كفي عن اختلاق المشكلات .
ــ وإن كان معي كل الأدلة التي تؤكد كلامي ؟
ــ أدلة ؟؟ ....... قالتها زينب ومازالت غير مصدقة لما سمعته .
ــ نعم , أدلة سأفضح بها الساقطان .
ــ تريثي يا نور , وفكري فيما تقولينه ... قالتها و شعرت بوخز في رأسها من ذاك الكلام .
ــ في أي شيء أفكر ؟ و كل شيء معي يدينهما ... ضحكت بمرارة : سآتي و أخبرآدم , لتتم المواجهة .
ــ آه ، ياويحي ... أين كانت تختبئ لنا تلك الفضائح ؟ .... تابعت راجية : أرجوكِ لا تفعلي .
ــ ألهذه الدرجة تحبينها ؟ سألتها نور وهي تمسح دموعها .
ــ بل أحبك وأحب أخيك , ولا أريد أن تدمري حياتكما و حبكما بسبب وهم .
رفعت نور صوتها :
ــ ليس وهمًا .
ــ وهل سألت محمود لتتأكدي منه أولًا ؟ سألتها وسط تقطع أنفاسها وكأنها كانت تركض .
أخذت نور طرف قميصها الممزق ومسحت به أنفها ثم قالت :
ــ لا ؛ لأنه لن يقول الحقيقة ، حاصرتها زينب بسؤالها :
ــ ومن أدراكِ أن ما معك من أدلة حقيقية ؟
عقدت نور حاجبيها وتأففت قائلة :
ــ إنها بحوزتي , وسأطلعكم عليها .
ــ أرجوكِ يا نور ! لا تخبري آدم .
ــ بل سأخبره وأخبر الجميع ... قالتها نور بتحدٍ ولم تلق لرجاء والدتها بالًا .
أطلقت زينب أمام ابنتها سؤالها الأخير :
ــ وهل أنتِ مستعدة للطلاق ؟
ــ سأستعد لأي شيء في سبيل أخذ حقي و استرجاع كرامتي .
ــ يا إلهي استرنا ، قالتها زينب وقد وضعت كفها على رأسها علّها تخفف الصداع الذي زاد أجيجه مع كلمات نور , فقد استأنفت المصائب قرع بابهم الذي لطالما أحكمت إغلاقه في وجوه البشر , لتأتيها الفضائح من حيث لا تدري وهي في عقر دارها .
.................................................. ..............
لا شيء يضاهي وجود قلب يخاف عليك , يدعو لك ويحبك بكل قطرة دماء تمر عبر شرايينه , حتى إن قسوت عليه , سيحزن ويغضب منك لكن سيظل يحبك لأن معينه لا ينضب أبدًا , فقد جُبِل على ذلك , إنه باختصار شديد قلب الأم ....
على مائدة الإفطار كادت رنا تنتهي من طبقها بينما فضّلت سعاد البقاء شاردة ولم تأكل لقيمة , بترت رنا شرودها قائلة :
ــ أمي ، فانتبهت لها سعاد وهمهمت لتعلمها بتركيزها معها .
ــ لم تأكلي شيئًا ... قالتها رنا وهي تشير بسبابتها على الطعام .
رفعت سعاد كفها قائلة :
ــ لست جائعة , كلي أنتِ بالهناء والعافية .. التفتت لغرفة شمس ثم سألتها :
ــ ألن تذهب أختك للعمل اليوم ؟ رفعت رنا كتفيها بلا اهتمام قائلة :
ــ لا أعلم ، تفحصت سعاد زجاج باب غرفة شمس ثم قالت :
ــ الغرفة مازالت مظلمة , يبدو أنها لم تستيقظ بعد ..
ــ إذن لن تخرج اليوم ... تابعت رنا وهي تلوك الطعام : تجهز نفسها باكرًا إن نوت الخروج .
نظرت سعاد لساعة الحائط قائلة :
ــ لقد تأخر وقت ذهابها للعمل ... تشعر بالقلق حيال غياب شمس رغم أنها ليست المرة الأولى التي تتغيب فيها , لكن قلبها يحدثها بأن هناك أمر سيء حدث لابنتها .
أومأت رنا بنعم فتابعت سعاد :
ــ لِمَ لا توقظيها يا رنا ؟ أشارت رنا على نفسها مستنكرة :
ــ أنا ؟؟... لست مستعدة لاستئناف وصلة توبيخ أخرى هذا اليوم .
تنهدت سعاد قائلة :
ــ لم تخرج من غرفتها منذ مشاجرة الأمس يا رنا .
ــ لعلّها فعلت بعد أن نمنا ... قالتها رنا غير عابئة بقلق أمها , ثم تابعت : لا تنسي أننا ننام باكرًا .
ــ من أين جئتِ بهذه القسوة ؟ سألتها سعاد
ــ منها يا أمي ... قالتها رنا وأشاحت ببصرها حتى لا تلتقي عينا والدتها .
ــ أتعالجين الخطأ بخطأ مثله يا رنا ؟
هزّت رنا رأسها نافية ثم قالت :
ــ لا , لكننا أسرفنا في الحنو عليها حتى اعتادت عليه ولم تشعر بقدره وهذا هو الخطأ الحقيقي .
قامت سعاد من مكانها , اقتربت من رنا ثم أحاطتها بذراعيها قائلة :
ــ لا تسمحي للقسوة بالعبور إلى جدران قلبك , أنتِ طيبة بالفعل يارنا وكذا شمس لكنها متأزمة نفسيًا لفراق أبيها وهو على قيد الحياة , فهل سنتركها تعاني ذاك الألم وحدها ؟ أم نتحملها ونحتويها ؟
عقدت رنا مابين حاجبيها قائلة :
ــ تقولين هذا بعد إهانتها لكِ , وطريقتها المستفزة في الحديث ؟؟
ــ إن لم أتحملها و أنا أمها , كذلك أنتِ أختها , من سيتحملها ؟ تابعت سعاد وهي تربت على كتف رنا : هيا اذهبي لتوقظيها من أجل الفطور.
ــ ستثور عليّ يا أمي إن فعلت , فهي تصحو متأخرة حال إجازتها ... استكملت رنا وهي تمسح فمها من أثر الطعام : كما أنني سأخرج بعد قليل , وعندما أعود سأتحدث معها .
ــ إلى أين ؟؟ سألت سعاد
حاولت رنا تغيير الموضوع قائلة :
ــ ألا تودين ابتياع بعض المعلبات من أجل الثلاجة ؟
بلى , أود .... تابعت سعاد وقد ضيّقت عينيها قائلة :
ــ لكن منذ متى والتسوق الخاص بالبيت يعجبك ؟؟ تنحنحت رنا قائلة :
ــ إن لم يكن لكِ رغبة في ذلك لن أذهب .
رفعت سعاد كفيها قائلة :
ــ لا , بل يعجبني الأمر .... صمتت لبرهة و كأنها تذكرت شيء : ولكن , دعيني أكتب لكِ كل ما نحتاجه حتى لا تنسي شيئًا .
طرقت رنا بكفها على رأسها ضاحكة ثم قالت :
ــ يا إلهي ، هل تفعلين ذلك في كل تسوق ؟ أشارت سعاد بسبابتها نافية , قالت :
ــ لكنها المرة الأولى لكِ .
ــ قولي لي كل ماينقص البيت ... أكملت وهي تشير على رأسها : سيتم حفظه في هذا الدفتر .
................................................
هناك من تربيه الأيام , وآخر تربيه المواقف , أما ذاك ففعل والداه , وهذا يربيه الأصدقاء ليكون نسختهم , لكن ماذا عمن احتضنته الذكريات لتعيد تربيته بعدما شاب ؟ هل سيجدي ذلك نفعًا ؟ أم أنه محض ألم يضيف لقلبه مزيدًا من العذاب ؟؟
كان يختبئ خلف المكتبة , فنحافة جسده ساعدته على المرور بسهولة من خلفها , بحث عنه الجميع وخاصة نور لتقدمه على طبق من فضة لوالدهم حتى يتلقى نصيبه من الضرب المبرح , بعد أن وشت عنه عندما رأته يلعب في وقت الراحة بفناء المدرسة مع إحدى زميلاته , لطالما تمنت أن يُضرب كما يحدث معها وأختها , لاسيما أنه مميز عنهما .
تقطعت أنفاسه ولازال في مكانه والكل يمشط البيت بحثًا عنه , رأته زينب ولم تحرك ساكنًا حتى لا يضربه أباه , لكن هيهات فبالرغم من محاولاته المضنية في كتم أنفاسه , تمكنت نور من سماعه , فأمسكت به ثم قامت بسحبه وكأنها تجره إلى جهنم , وهو يرتجف من الخوف ويترجاها :
ــ أرجوكِ يا نور، اتركيني .. لن أفعلها مجددًا صدقيني لن أفعلها ... سأعطيكِ نقودي ... أرجوكِ ! ... ركضت دينا نحوه حاولت تخليصه من قبضة نور لكنها دفعتها بيدها لتسقط أرضًا ..
ــ اتركيه ... قالتها زينب , لكن سبقها ظهور جابر بجسده الضخم و كأنه كان لا يجيد سوى التمرن في الصالات الرياضية , قال بصوته الأجش :
ــ هاتيه يا نور .
ازدردت زينب ريقها , ثم اقتربت منه تجذبه من نور و قالت :
ــ ما الذي فعله لكل ذلك ؟ ستقتله لأنه لعب مع فتاة ؟ أنسيت أنه ابنك الوحيد ؟
صاح جابر وهو يشير بيديه :
ــ اصمتي يا امرأة و لا تتكلمي عندما أتحدث وإلا لقنتك درسًا عنيفًا بعد أن انتهي منه .
بلعت زينب غصتها وسكتت , وتركت العنان لدموعها , فاستكمل بنبرته الغليظة: ــ أوليس لعبه مع فتاة جرم ؟ ألم أحذرك يا ولد من التعامل مع الفتيات ؟ كيف ستكون رجل إن لعبت معهن يا غبي ؟
التقطه من نور وصبّ عليه الصفعات , ثم قام بركله كما الكرة ليطير مستقرًا من حيث أتى بجوار المكتبة وهو يصرخ من آلام ظهره , و وجهه الذي اشتعل من أثر الضرب , ركضت زينب نحوه واحتضنته باكية , شاركته دينا البكاء , واضعة كفيها على عينيها وهي تصيح قائلة :
ــ يكفي يا أبي ، أولسنا بنات ؟ لما تريده لا يلعب مع زميلاته ؟ بينما كتمت نور ضحكاتها خلف كفها على ذاك المنظر الذي تحبه , فهو قلما ضُرب ليس مثلهما هي ودينا .
ــ لأنه رجل , أيتها الحمقاء ... تابع متوعدًا إياه : إن سمعت أنك لعبت مع إحداهن سأقطع رقبتك , رفع آدم كفيه وجسده مازال ينتفض بعد سماع ذلك الوعيد , قال وسط بكائه :
ــ لا ؛ لن أفعلها مجددًا ... للللللن لن أفعلها .
زفر بضيق لدى مرور تلك الذكرى الأليمة على مخيلته , والتي على أثرها كره التعامل مع الجنس الآخر , حدث نفسه قائلًا :
ــ رحمك الله يا أبي ، لقد تركت لي أسوء ذكرى في حياتي على الإطلاق , تحسس ظهره على ذكر تلك الواقعة وكأنه لازال يتألم كلما استرجع عقله تيك الذكرى .
حاول تبرير ما فعله والده بأنه يريد مصلحته ويقوم بتربيته , ولم يكن صارمًا معه فقط , بل مع الجميع أيضًا , وكيف تغير عندما دار به العمر ليتركه في دائرة المرض , فيضعف و تقل سيطرته , ليكن آدم هو الأقرب إليه , فيلمع عقله بوصايا والده التي علقها في أذنه قبل وفاته , كانت آخرها .... لا تطلق لقلبك العنان في حب امرأة ، تعجب من تلك النصيحة فسأله :
ــ لماذا؟!
ربت والده على كتفه قائلًا :
ــ لأنك حينها ستفقد سيطرتك عليها ... وليس هناك أسوء من ذلك ...لن تكون أضحوكة المجالس فقط , بل سيحدث الأعظم وهو أنك لن تتعدى حدود طفل في بيتك .
أومأ آدم بنعم ليتفكر كلام والده , فاستكمل جابر :
ــ أما ترى كيف تخافني أمك ؟ صمت آدم لأنها لم تعد كذلك بعدما مرض ... فتابع والده : أريدك أنت كذلك تسيطر على من ستتزوجها , وإياك ثم إياك أن تظهر لها حبك , لأنها ستتمرد .
حاول تنفيض سيل الذكريات الذي قرر إغراق عقله , في هذا الوقت بالتحديد , كل شيء أمامه مبهم , يشعر أن هناك أمرًا تخفيه أمنية , لكن كيف يستجوبها عن ذلك ؟
لم يجد في نفسه القدرة على استكمال يومه بالشركة , أغلق الحاسوب , ثم قام من مكانه ليغادر , وهو عازم على استئناف الحديث ليعلم ما أصابها ولكن عليه أولًا المرور على المحل الذي أوصاه بهدية أمنية ليفاجأها .
.................................................
السند هو المعنى الحقيقي لكلمة أب , حتى إن قسى وابتعد , ستظل أنفاسه هي الخيط الرفيع المودي للأمل بإمكانية وصله , قد لا ينجح في دوره أو احتواء ذويه ومع ذلك بأول مشكلة سيتجه إليه الجميع ..
كانت مترددة في أمر اللجوء إليه , لحل مشكلة أختها , تكره بعده , جفاءه لكن بالنهاية لم تجد بدّ من الذهاب إليه لأنه والدهما وعليه مسؤلية كبيرة في كل ما يحدث لهما , بل هو السبب الأكبر في تحول شمس , كان خيارها الأخير حتى لا تشعر بتأنيب ضمير عن تقصيرها في حق أختها التي تسقط أمام عينيها .
وصلت لتلك البناية الضخمة القابعة بقلب العاصمة حيث يعمل والدها , وقفت تنظر للمكان ودقات قلبها تتعارك , إنها المرة الأولى التي تأتِ هنا بمفردها , فقد أتت العام الماضي مع شمس بعد إلحاحها عليها لزيارته لعله يحن ويأتي للبيت ولو مرة , لكن لم يحدث ، حدثها عقلها :
ــ لعله مشغول ... ماذا لو رفض لقائك ؟ ... استدارت لتعود للبيت لكنها تذكرت شمس وحالتها المزرية , فصعدت الدرج لتتجه للمصعد حيث كان يقف أمامه شخص ما ، ولجت المصعد , وقفت تنظر عبر المرآة , وجدته ينظر لها , ارتبك عندما لمحته فقال وهو يشير نحو أزرار الطوابق :
ــ عذرًا , أي طابق وجهتك ؟
ــ حيث أبي ... قالتها بسرعة وهي تنظر للأرض وقد احمر وجهها .
قطب حاجبيه مبتسمًا من ردها العجيب ثم قال :
ــبأي طابق يكون هو ؟
تنحنحت قائلة :
ــ الدور الخامس بإذن الله .
ــ وأنا أيضًا نفس الطابق وجهتي ... قالها وضغط على الزر الحامل لرقم خمسة .
استدارت و أولته ظهرها كي لاتنظر إليه , فقد تسلل بعض الخوف إليها من نظراته المتفحصة وبسمته الغريبة رغم أنها لم تراه من قبل , حدثت نفسها بغضب : ــ لعل زوجتك تتجرع ويلات بعدك , فيما أنت تبتسم و تحدق في الأخريات , كلكم هكذا ؛ تعشقون الغدر .
.................................................. ..
عندما تحبسنا الذكريات المؤلمة , نسارع بالهروب منها إلى أفضل خيار واقعي , فمهما ساء سنتمكن من تغييره لأنه واقع ملموس نراه بأعيننا و نعيشه بجوارحنا , لكن ماذا إن حاصرنا الواقع بأسوء مما يمكن تخيله ؟ هل حينها ستكون لدينا الشجاعة الكافية لمواجهته وتغييره ؟ أم صدمتنا فيما وجدنا ستجعلنا نسعى لتدميره غير مبالين بتدمير أنفسنا و أحبابنا معه ؟ ...
وصل البيت , ليجد حالة حداد عارمة قد اجتاحت البيت و وشحت والدته وأخته بالسواد , الولدين يجلسان بجانب جدتهما التي كانت مسندة رأسها على كفها كمن تلقى مصيبة كبيرة للتو , أما نور فكان وجهها مكفهرًا وعينيها قد اختفت خلف التورم , وعلى حجرها ورقة لم يعلم كنها .
ألقى السلام بصوتٍ خفيض , وهو ينظر لهما في فزع , ظل واقفًا عند الباب يحدق فيهما و الأفكار السوداوية تغزو عقله , سألهما :
ــ أين أمنية وريم ؟
نظرت زينب لنور بعينيها الدامعة , ورد عمر :
ــ بالأعلى يا خالي .
زفر بارتياح , فقد خشي أن يصيبهما أذى , اقترب منهما سائلًا :
ــ ما الذي حدث ؟ هل مات أحد أقاربنا ؟
هزّت نور رأسها نافية ثم التقطت الورقة من على ساقيها , ولوحت بها أمامه , بينما أخفت زينب وجهها خلف كفيها وعادت لنحيبها بصوتٍ عالٍ .
ــ ما تلك الورقة يانور ؟ ... سألها آدم
ــ خذها لتعلم .... قالتها نور وقد مدت يدها بالورقة نحوه .
ضيّق عينيه متربصًا لتلك الورقة المجهول محتواها , لا يعلم أي سطور تلك التي تعكر مزاج بيت بأكمله وتقلب حاله , لكنه بالنهاية أخذها ليعلم ما أصابهما , فتعالى صوت زينب بالآهات مما زاد قلقه فانفلتت من بين أصابعه لتهبط على الأرض , أحنى جذعه نحوها ثم التقطها متجهًا نحو أقرب كرسي , جلس عليه ليستأنف قرائتها وسط نهنهات زينب ونشيجها المرتفع .



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 06-05-20 الساعة 04:51 PM
أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-20, 12:14 AM   #113

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

تم نزول الفصل الرابع عشر بالأعلى

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-20, 12:15 AM   #114

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس عشر
( على حافة الهاوية)
......................................
أرفرف بين أشجاني
بجرحٍ نبضه دامي
يقطع كل أوصالي
تتحشرج معه أنفاسي
كما المحتضر ...
أطالع روحي تتعذب
و لا تصعد لخالقها
فلا أرتاح ....
أتاني العار على غفلة
و أوصد خلفه الأبواب
باغتني بطعناته
و أنا أقف له باستسلام
ألاقي مرارة خيانتها
كصفعات خبئتها الأيام
لمن أشكوكِ يا عمري ؟
و أنتِ من خان عهدي ..
لمن آوي لأحضانه ؟؟
فأشكو قسوة الأيام ؟
ومن سيضمد جرحٍ
شققته بنصل يديكِ
بكل برود ...
أنا المجروح يا أمنية !
أنا الملتاعُ يحتضرُ !!
.................................................. ....
.................................................. .......
عندما تتعاون الأدلة المشبوهة مع الشيطان لن تدمر صاحبها فقط , بل ستلتهم في طريقها كل من يقف أمامها من مشاعر بريئة , لتبدلها بالحقد والكراهية تاركة القلوب مجرد أنقاض ...
مسح سطور الورقة بعينيه في عدم استيعاب , وما إن انتهى حتى نظر لنور مستفهمًا , بينما أخذت زينب الولدين متجهة لغرفة نومها ثم أغلقت الباب لتكمل نحيبها ، أعاد القراءة مرات ومرات , كل ما وصل لعقله أن اسم أمنية مرفق بكلمات الغزل والحب , لكن هل هي أمنيته أم أخرى ؟؟ وهل هذه الكلمات سبب في تلك الكآبة الموجودة بالبيت ؟؟
تبادلا النظرات المطبقة بالصمت , لكن مالبث أن قطعه وهو يلوح بالورقة قائلًا :
ــ ما تلك الورقة ؟ رفعت نور أحد حاجبيها قائلة :
ــألم يصلك ما كُتب فيها ؟
هزّ رأسه نافيًا , فتابعت : إنها من محمود لأمنية .
- من تقصدين ؟ ... قالها وقد ضيّق عينيه لأنه مازال لا يفهم ماترمي إليه .
صاحت قائلة :
ــ زوجي كتبها لزوجتك ، كمش الورقة بقبضته ثم ألقاها في وجهها قائلًا :
ــ ماهذا الهراء ؟ هل جننتِ ؟
- بل أنت من سيجن إن رأيت ما بهاتفي .... قالتها ثم التقطت الهاتف وأخذت تتلمس شاشته وكأنها تبحث عن شيء ما بحوزته .
ــ هبّ واقفًا وهو يرمقها بنظرات الغيظ ثم اتجه للدرج لكنها استوقفته ووضعت الهاتف أمام ناظريه وقالت :
ــ أليسا هما ؟ أم أن عينيك ستكذب صور هاتفي أيضًا؟
قطب جبينه ثم صاح قائلًا :
ــ كيف حصلتِ على تلك الصورة؟ وأين أخذتيها ؟
- في بيت دينا ... تابعت وهي تطالع وجهه الذي امتقع وبدا عليه التسمم مما قالته : ــ كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل بنصف الساعة وقاطعها قائلاً : ــ يكفي ، أمسك بتلابيب جلبابها قائلًا :
ــ ألا تعلمين أيتها الغبية أنكِ تورطين زوجك قبل زوجتي بهذا الكلام ؟
أبعدت يديه عن ملابسها قائلة :
ــ حتى وإن كان , هل سندعهما يفعلان الخطيئة تحت مرئى ومسمع منا ؟
لم يشعر بيده وهو يدفعها بكل قوته حتى سقطت أرضًا , فبكت من ألم ظهرها , ثم صرخ قائلًا :
ــ أين زوجك الغافل من إتهامك ؟ أم أنك فضلتي إشعال بيتنا قبل معرفة الحقيقة منه ؟ ... تابع وهو يشير بسبابته عليها : هاتفيه الآن ليأتي في الحال , وبلغيه أنه إن فكر في عدم المجيء أو تأخر سأجعله يتمنى الموت .
لم ترد , واصلت بكائها مع الآهات ... فتركها مكملًا طريقه نحو الدرج ليصعد إلى شقته و قد تمكن السم من رأسه بعدما دسته نور , حفزه الشيطان سائلاً :
ــ ألا تذكر عندما استيقظت في تلك الساعة لتجدها ممسكة برواية ؟ وحينما طلبت منها النوم , رفضت بل وخرجت للحديقة ؟؟ أيعقل أن يكونا اتفقا على اللقاء في هذا الموعد ؟؟ بل وقدم لها طبق الحلوى في الحفل ؟؟ أيعقل يا آدم ؟؟
.................................................. .......
غضب الأم هو أسوء ألم لأنه ينخر الوتين فيزيد عذاب صاحبه , مهما حاول الخروج من حالة الكآبة , لن يفلح لأن مليكة قلبه حزنت والأسوء أنه سبب ذلك الحزن , لكن أمله موجود طالما أنفاسها تتردد في الأرجاء وتعطر الهواء , سيظل يرجو رضاها مهما كلفه الأمر.
قام بإعداد كوب القهوة خاصته ثم اتجه ناحية الأريكة , يتفحص هاتفه , فجأة انتبه لمن كانت ترمقه بنظرات الغيظ , فالتفت لها لكنها حادت ببصرها بعيدًا عنه .
ثبت بصره على قسماتها التي تصنعت التكبر حتى لا تضعف على أثر بسمته الصافية , رفعت رأسها غير مبالية بثغره الباسم , وقامت بالتنقل عبر قنوات التلفاز وكأنها لا تراه ...
- أمي .... قالها وهو يرجو أن تقطع جفاءها.
لم ترد عليه , فتابع وهو يرشف من قهوته :
ــ هل ستطول فترة خصامك لي ؟
رمقته بطرف عينيها وهي رافعة أحد حاجبيها ثم عادت للتلفاز , فقام من مكانه متجهًا نحوها , جلس بجوارها فهمّت بالنهوض متأففة , فجذبها من يدها.
- ماذا تريد يا مازن ؟ ... قالتها بتذمر
- أريد التصالح ... تابع وهو يقبل يدها : لن يجدي تمثيلك بالقسوة , فلا مثيل لطيبة قلبك ...
لانت ملامحها لما فعله , جلست ثم قالت :
ــ ليتك تضع نفسك مكاني .
- أووه , من يرقى لذلك يا أمي ؟ أنتِ هنا الملكة .
- ملكة .... تابعت بامتعاض : بل غافلة , آخر من يعلم بمايحدث ببيتها.
صمت مازن , فتابعت : أتعب بالحمل و الولادة ثم أربي و أسهر الليالي إن مرض أحدكما , أقدم مصلحتكما على مصلحتي , حتى صلاتي كرست الدعاء فيها لكما , حتى تكبر أيها المهندس المحترم و تبعد عني , بل وتخفي عني سرّك ....أشارت بكفيها على صدرها ثم استكملت وقد ترقرقت الدموع في مقلتيها : أهذه مكافئتي بالنهاية ؟؟
اقترب منها مازن ثم طوقها بذراعيه , قال :
ــ أنا آسف إن ضايقتك , لم أكن أعلم أنكِ ستغضبين هكذا , صدقيني .
استرسلت في بكائها , فقبل جبينها ثم ربت على كتفها قائلاً :
ــ أرجوكِ يا أمي اهدئي .
- لطالما حلمت ببيت كبير كما القصر ... تابعت وسط نشيجها : لنتجمع فيه بعد أن تكون لديك عائلة , أهدهد أطفالك , و أنعم بوجود زوجتك معي , لكنك محوت كل ذلك الحلم بجلسة واحدة مع أبيك .
ازدرد ريقه , عندما تذكر أنها لم تعلم بعد بأمر الورشة التي سيصنعها له أبوه وكذا المعرض , حدثه عقله : - ليس الوقت المناسب لإخبارها يا صاح ! .... ستقضي عليها هكذا , فأمك رقيقة !
- لمَ لا ندع أمر الغد للغد ؟ ... قالها وهو يربت على ظهرها .
هزّت رأسها نافية , ثم قالت :
ــ إنها طريقة الكسالى والضائعين , لا أعلم كيف وافقك أبوك ؟
حكّ رأسه ضاحكًا :
ــ شكرًا أمي على هذا الإطراء الجيد .
زوت مابين حاجبيها قائلة :
ــ أنت دومًا هكذا ، تأخذ كل المواضيع على محمل المزح .
احتضن كفيها بين كفيه , قال :
ــ بدون المزح لن نواصل الحياة يا أمي ، لقد تخطت قساوتها الحد الذي يمكن للنفس البشرية تحمله ... تابع وهو ينظر لعينيها : ألا تظنين ذلك ؟
تأففت قائلة :
ــ أنت دائمًا هكذا ... تعشق التفلسف علي , كلما جادلتك في أمر , قفزت من عقلك المبررات والحلول في أقل من ثانية .
- قفزت ! تتابعت ضحكات مازن , قال : تعجبني مصطلحاتك يا أمي..صمت هنيهة ثم قال : أخذنا الكلام ونسينا أمرالصلح , هل هكذا تم ؟ أم أنكِ لازلت غاضبة ؟
ابتسمت له , زفر بارتياح ثم قبّل جبينها قائلًا :
ــ لقد أثلجتِ قلبي , سأخرج الآن و أنا مرتاح البال .
عقدت جبينها وهي مبتسمة , قالت :
ــ وهل يهمك الأمر لهذه الدرجة ؟
- طبعًا ياأمي... تابع وهو يعدل هندامه بعدما وقف :
ــ أي مجنون ذاك الذي يسير مطمئن على طريق وهو يعلم أن أمه غاضبة عليه .
- حفظك الله يا ولدي وحفظ أختك وكفاكما شر الطريق والحياة ... قالتها وهي تودعه .
.................................................. ......
رفرفت الأحلام الوردية حول مخيلتها بأنها ستجد الحل عنده , لا سيما أن أختها تهابه , لم تكن تعلم أنها ستعود بخفي حنين , فكما تركهما في صغرهما كيف سيهتم بأمرهما الآن ؟
ولجت المصعد , وقفت تنظر عبر المرآة , وجدته ينظر لها , ارتبك عندما لمحته فقال وهو يشير نحو أزرار الطوابق :
ــ عذرًا , أي طابق وجهتك ؟
- حيث أبي ... قالتها بسرعة وهي تنظر للأرض وقد احمر وجهها .
قطب حاجبيه مبتسمًا من ردها العجيب ثم قال :
ــ بأي طابق يكون هو ؟ تنحنحت قائلة :
ــ الدور الخامس بإذن الله .
- وأنا أيضاً نفس الطابق وجهتي ... قالها وضغط على الزر الحامل لرقم خمسة.
استدارت و أولته ظهرها كي لاتنظر إليه , فقد تسلل بعض الخوف إليها من نظراته المتفحصة وبسمته الغريبة رغم أنها لم تراه من قبل , حدثت نفسها بغضب : ــ لعل زوجتك تتجرع ويلات بعدك , فيما أنت تبتسم و تحدق في الأخريات , كلكم هكذا؛ تعشقون الغدر.
ما إن وصلت , حتى ترجلا نحو المكتب , دخلا سويًا فالتفت لها قائلًا :
ــ السيد رجب القاضي والدك ؟ أومأت بنعم ولم ترد , رجعت قليلًا وسارت خلفه
ألقى التحية على سكرتيرة المكتب ثم قال :
ــ لدي موعد الآن مع السيد رجب.
مسحت الورقة الساكنة أمامها بعينيها ثم وضعت سبابتها على أحد السطور قائلة :
ــ أستاذ أيمن راضي .. هزّ رأسه موافقًا , فأمسكت الهاتف واتصلت على السيد رجب لتعلمه بحضور أيمن , ثم قامت وهي تشير نحو باب المكتب قائلة :
ــ تفضل , أستاذ أيمن .
ما إن اتجه للداخل حتى اقتربت منها رنا , تفحصتها بنظراتها لا سيما أنها لاتذكر أن رأتها العام الماضي , سألتها السكرتيرة :
ــ عفواً آنسة ... هل لديكِ موعد ؟
- موعد ؟! .... أنا ابنته .
- ابنته ؟ ... لا تذكر أنها رأتها من قبل رغم وجودها هنا منذ شهور ... تابعت بشكل رسمي :
ــ لكنه مشغول، أخذت دفتر المواعيد تبحث فيه ثم قالت : سأعطيك موعد في الغد و ... قاطعتها رنا بغضب :
ــ لعلكِ لم تسمعيني جيدًا .. قلت لكِ أنني ابنته ... اتجهت نحو الباب وطرقت عليه . فقامت السكرتيرة واتجهت نحوها وقالت :
ــ غير مسموح بذلك يا آنسة .
سمع رجب الضجيج بالخارج , فقال لأيمن :
ــ أستأذنك للحظات ، قام متجهًا نحو الباب , ما إن فتحه حتى تسمر لدى رؤيتها وكذا هي , ظلت تتطالعه , تتفحص شعره الذي حرص على صبغه كما يفعل بالمعتاد ليكون لونه أسود قاتم , ترهلات وجهه التي لن تسمح لتلوين شعره بإضفاء روح الشباب على هيئته , جسده الضخم الذي زادت ضخامته عن العام الماضي ....
- أنا آسفة , أستاذ رجب ، لكنها أصرت على الدخول رغم أنني عرضت عليها أخذ موعد .... قالتها السكرتيرة ممتعضة .
- لا عليكِ , إنها ابنتي ... قالها ثم جذب رنا من ذراعها قائلًا : أهلا بكِ يا رنا , لم تأتِ منذ زمن .
- أهلا أبي ... قالتها رنا وهي تطالعة بوجوم ... خالجها شعور غريب لدى رؤيته , مزيج من السعادة والحزن المختلطا بالحنين ... كان أيمن يطالعها بإعجاب وهو يمسد ذقنه وينصت لطريقتها في الحديث , صوتها , تعبيرات وجهها الذي شعر وكأنه مألوف رغم أنه لم يراها من قبل.
- هل هناك شيء يا ابنتي ؟ سألها وهو ينظر لعينيها الدامعة ... لم ترد فتابع وهو يشير على الأريكة الموجودة بجوار المكتبة :
ــ اجلسي هنا حتى انتهي من عملي ، عاد لمكتبه , استوى على كرسيه ثم قال لذلك الشارد :
ــ ماذا تريد أن تشرب أستاذ أيمن ؟ لم يسمعه أيمن فقد كان منتبهًا لتلك الجالسة على الأريكة وهي تفرك كفيها وتنظر لحقيبتها الساكنة على ساقيها , فأعاد عليه السؤال بصوت أعلى : أستاذ أيمن .
انتبه له أيمن , فقال له :
ــ ماذا ستشرب ؟
- قهوة ... قالها مرتبكًا فقد شعر بالحرج جراء تحديقه في ابنته هكذا , ولا يعلم سر ما فعله , فهو لم يعتد على فعل ذلك مطلقًا , لكنه شعر بشيء غريب حالما رآها في المصعد , أخذه حياؤها الذي أصبح نادرًا هذه الأيام.
اتصل على سكرتيرته التي انتهت لتوها من إبلاغ زوجته بما استجد , لطلب فنجاني قهوة وكأس ليمون لرنا , ثم استأنف الحديث عن سبب مجيئه .
ما إن انتهى من عمله مع أيمن حتى أشار لرنا لتجلس أمامه , ثم سألها :
ــ ماذا حدث ؟
تنهدت قائلة :
ــ هل لابد أن يحدث شيء لآتي ؟ أوليست رؤيتك سبب كافي ؟
ضيّق عينيه قائلًا :
ــ لكنك لا تفعلينها في المعتاد , لي عام لم أراكِ فيه ... تابع مبتسمًا : لقد كبرتِ وصرتِ شابة ... بأي كلية التحقتِ ؟ أشاحت ببصرها بعيدًا عنه قائلة :
ــ أنا في السنة الثانية من كلية الحقوق ...
- حقاً ؟ .... استكمل وهو يضغط بأصابعه على المكتب :
ــ مكانك هنا يا رنا , من الغد إن شئت استئنافه ...
قطبت جبينها قائلة : لكنني لم أنهي دراستي ...
- لا يهم ... تابع وهو يبتسم : يمكنك التدرب مع الشباب , يوجد هنا مكاتب صغيرة حيث شباب وفتيات يقومون على القضايا الصغيرة , ستتعلمي الكثير من وجودك بينهم وعندما تنتهي دراستك لن تواجهي أي صعوبة من العمل معنا.
هزّت رأسها موافقة ثم قالت : سأفكر في الأمر ... تنهدت متابعة : بصراحة , لم آتِ لهذا الشأن ...
انتبه لها والدها وقال : أنا أسمعك .
- شمس يا أبي .
- ما بالها ؟ زفرت بضيق عندما تذكرتها وقالت :
ــ تمر بمشكلة كبيرة , وتحتاجنا كلنا بجانبها .
شبّك رجب أصابعه وهو مستند بمرفقيه على المكتب ثم قال :
ــ وما نوع المشكلة بالضبط ؟
- مشكلة عاطفية .... قالتها وصمتت
هزّ رجب رأسه متفهمًا ثم قال :
ــ إن كانت تحب أحدهم فليأخذ منّي موعد لنتفق على كل شيء.
أومأت رنا بلا ثم قالت :
ــ حتى إن قلت لكَ أنه متزوج ولديه طفلة .
امتقع وجهه لأن نفس الأمر حدث معه عندما تزوج للمرة الثانية , ازدرد ريقه ثم قال :
ــ أهو زميلها ؟
- نعم ... قالتها رنا بمرارة , ران عليهما بعض الصمت ثم قال :
ــ وماذا فعلت أمك ؟ لعلها بقيت صامتة كما تجيد .
قطبت رنا جبينها ولم ترد , فتابع رجب :
ــ دعينا من أمك , ماذا عنك ؟ ألم يكن لكِ دور في تلك القصة ؟
ردت رنا باقتضاب :
ــ أمي لاتعلم شيء , وعندما تحدثت مع شمس ثارت عليّ ،رفع أحد حاجبيه قائلًا : ــ وما الذي تعلمه أمكما , إذن ؟
احتقن وجه رنا , وردت بغضب :
ــ من فضلك يا أبي ،لا تعلق على أمي خطايانا , لا تنس أنك أخطأت بتركنا في هذه الدنيا وحدنا .
نظر لساعة يده ثم قال :
ــ لدي الكثير من المواعيد , فلتقولي لي مايتوجب عليّ فعله .
نظرت له بوجوم ولم ترد , فقاطعها : هيا ، أنا أسمعك يا رنا .
زفرت قائلة :
ــ من عليه نصح الآخر ؟ ومن عليه أن يسمع الآخر ؟ شعرت بأنها أخطأت حين لجأت إليه ، شعر بذلك في عينيها , فقال :
ــ لماذا لم تأتِ معك لأعلم منها كل شيء ؟
- لأنها لا تعرف أنها مخطئة ... تابعت وهي تفرك يديها : لا أحد يعلم أنني هنا ، ظننت أنك ستنقذ شمس مما ستقدم عليه ... لامست كلماتها شغاف قلبه ورأى خيبة الأمل في نظراتها , فتنحنح قائلًا :
ــ سأهاتفها يا ابنتي , من أجل الحضور للتحدث معها في الأمر وسيكون كل شيء على مايرام .
انتهت الزيارة التي لم تجدي ثمارها نفعًا , وهل كان لها ثمارًا من الأساس لتنتظر هي ؟... سارت خارج البناية كما جائت بل ازدادت حيرة من قلب ذلك الأب الذي لاتعلم له طريق , تمنت لو أنها لم تأتِ حتى لا تشتاق لرؤيته مجددًا , فبالرغم من جفاءه إلا أنها تود لو تأتي إليه مجددًا , لا تعلم سر ذلك , هل هو الحنين؟ أم الشعور بأن لها أب هو السبب في ذلك ؟؟
.................................................. .............
أي سوء تفاهم يحتاج لمواجهة ... لكن ماذا إن كانت تلك المواجهة ستشعل الوضع أكثر مما ينبغي ؟ و لا يمكن تجاوزها لإخماد النار ...
دلف إلى الداخل ثم صفق الباب خلفه محدثًا صوتًا عنيفًا , خرجت على إثره أمنية من مخدعها فزعة , وقفت أمام باب الغرفة لتجده مستندًا بظهره على الباب يلهث , وجبينه يتفصد عرقًا وكأنه عاد لتوه من سباق .
- حمدًا لله على سلامتك يا حبيبي .... قالتها أمنية وهي تتفحص هيئته المجهدة.
- هه , حبيبي ! ... قالها آدم ثم دخل في نوبة ضحك هستيري.
اقتربت منه أمنية قائلة :
ــ آدم ، هل أنت بخير ؟!
- طبعًا طبعًا يازوجتي العفيفة ... قالها وعاد لضحكاته العالية حتى دمعت عيناه
لم تشعر بالراحة أبدًا من طريقته الغريبة تلك , قربت كفها من جبهته وعندما وجدت الأمر طبيعي , ربتت على ذراعه قائلة :
ــ سأعد لك عصير الليمون.
همّت بالذهاب للمطبخ لكنه جذبها من ذراعها قائلًا :
ــ ما الذي بينك وبينه ؟
- نعم ! ... قالتها ثم استدارت له ،رفع صوته قائلًا :
ــما الذي بينك وبين محمود ؟
وضعت كفيها على صدرها وقد اصفر وجهها من سماع هذا الاتهام المشين , قالت بصوتٍ مهزوز مما زاد شكه :
ــ بيني أنا ومحمود ؟؟... تابعت متلعثمة : هل فقدت عقلك ؟!
ــ اممم , فقدت عقلي... قالها وهو يرمقها بنظرات ذئب على وشك التهام فريسته
صمتا لبرهة , نظرت لعينيه الملتهبة , علمت ما يدور بداخله , شعرت بوخز يدمي قلبها , بالكاد واصلت الوقوف أمامه لتوهمه بأنها قوية , لكن الخزي كاد يفتك بها .
أشاح ببصره بعيدًا عن عينيها حتى لا يضعف , قال :
ــ أجيبي ، رفعت أحد حاجبيها سائلة بتحدٍ:
ــ ما الإجابة التي ترضيك ؟
رفع سبابته في وجهها قائلًا :
ــ الحقيقة .
- لكنك بالفعل تشك بي و أنا لم أفعل شيء ... اغرورقت عينيها بالعبرات قائلة : أنا يا آدم ؟ أنا ؟
هتف بها والدماء تغلي في عروقه من مرواغتها , وقلبه تتسارع دقاته وكأنه يحاول الفرار من الموت :
ــ قولي الحقيقة ...
سألته بشيء من الحزن مما زاد غيظه ثم تابعت :
ــ أتظنني مثلك ؟
لم يلتفت لتلميحاتها المبطنة , فقد كان عقله مشغولًا بمعرفة حقيقة ما رآه مع نور , هزّ كتفيها بقوة قائلًا وسط أنفاسه المتقطعة :
ــ ماذا حدث بينكما في الحديقة ؟
- أي حديقة ؟ ... قالتها بارتجاف فقد كان قلبها يغلي من اتهامه .... زاد حنقه وكأن روحه تسحب مع كل كلمة تنطق بها ، صرخ فيها :
ــ حديقة دينا .
صمتت حتى كاد يُجن , شعر بأن قلبه سينفجر , لا يريد أن يصدق لكن عقله يأمره بتصديق كل ماسمعه ورآه , تمنى لو أنه يرى كابوس فيأتي أحد ليوقظه ...
كانت ترى قسماته الموجوعة , تتألم لما تراه على وجهه لكنها ظلت واجمة , خائفة بل مشتتة لا تعلم أين ذهب الكلام من على لسانها وكأنها صارت بكماء .
قطع صمتها قائلًا :
ــ لماذا ترواغي ؟
رفعت صوتها قائلة :
ــ قلت لك لم أفعل شيء , لو أردت الإنتقام منك لفعلتها بطريقة شريفة .
ــ انتقام ؟ تابع وقد بلغ صراخه مداه : لا تحيدي عما أريد معرفته , لماذا قابلتيه في الحديقة ؟
ــ لم أقابل أحداً ، قالتها ونظرت لعينيه بخوف من أن يتهور معها إن قالت الحقيقة لا سيما أن الشك تمكن منه ومهما قالت لن يصدقها .... زفر بغضب ثم قال :
ــ لن تتحملي ما سأفعله معك .
ــ لقد توغل الشك لقلبك , ومهما حاولت الدفاع عن نفسي لن يجدي نفعًا .. استكملت باستكانه : إذن فلتظن ما تشاء .
- أيتها الخائنة...لم يشعر بنفسه وهو يصفعها على وجهها بقوة لترتطم بالأرض , تمنى حينها لو صعدت روحه لخالقها قبل أن يسمع منها ذاك الكلام , كانت كل جوارحه تؤلمه من صدمته فيها ...وضعت يدها على خدها الذي طُبع عليه كفه تتلمس تلك السخونة ثم شعرت بخط دماء رفيع يخرج من أنفها و انخرطت في بكائها الحار .
لم يكن ليصدق ماسمعه لكنه لم يقتنع بكلامها , لاسيما أنها كذبت عليه بأمر لقائها بمحمود في الحديقة , مما زاد عذابه , ألهذه الدرجة هان عليها ؟ شعر بوخز في عظامه , و نخر في قلبه يتبعه ألم ينبض ذهابًا وإيابًا , كان صدره يعلو ويهبط تمكن بالكاد من التقاط أنفاسه وهو منحني ممسكًا بركبتيه , يطالعها بنظراته المكفهرة ... جذبها من شعرها قائلًا :
ــ منذ متى ؟ خلصت نفسها من قبضته ثم صاحت قائلة :
ــ أهو حلال لك ولشمس ؟؟
- ماذا ؟! ... قالها ثم صمت لبرهة بعد ذلك سألها : من أين علمتِ بأمر شمس ؟
أشارت بكفيها وهي تبكي ثم قالت :
ــ تظنني غافلة ، هل الخيانة جائزة لكما ؟ انتظرت أن تأتي وتعترف بخطيئتك , لعلّي أسامح ... لكنك لم تفعل .
كانت اتهاماتها بمثابة مطرقة حادة , طرقت على رأسه لتخرج كل ماحدث , كل ماحاول اخفاءه لحماية علاقتهما , ومع ذلك كل محاولاته بائت بالفشل ... طاف بعقله منظر هيثم عندما رآه بالمطعم , ومع كل ذلك لم يفكر سوى في أمر واحد وهو خيانتها , كيف جرؤت ؟ بل كيف فكرت ؟
اتجه نحوها وقبض بقوة على ذراعها حتى تأوهت , قال :
ــ وهل هذا يسوغ لكِ الخطيئة ؟ أشارت بلا وسط نشيجها ثم قالت :
ــ أنت من أخطأ و لست أنا ، أمسك بشعرها قائلًا :
ــ أنا رجل لن يعيبني شيء مهما فعلت , ومع ذلك لم أخنكِ أيتها الحقيرة .
- اتركني ، لم أخنك أبدًا .... قالتها وسط نهنهاتها وهي تتوجع من الألم .
- لن أفعل حتى تصعد روحك لخالقها ... تابع وهو يوجه لكماته لجسدها النحيف , حاولت قدر المستطاع الدفاع عن نفسها لكنها لم تفلح , عندما زاد الألم , قالت وسط تقطع أنفاسها :
ــ لم أفعل , صدقني .
- كاذبة ! ... تحاولين الفرار منّي لكن هيهات .
أفلتت نفسها من قبضته فقد خارت قواه , ثم ركضت لغرفتها قبل أن يمسك بها , أغلقت الباب على نفسها , اتجهت لخزانة ملابسها , وما إن رأت وجهها المضرج بآثار كفه على المرآة المثبتة على باب الخزانة حتى علا نحيبها , التقطت منديلًا ورقيًا قامت بمسحه ثم بدلت ملابسها وأخذت حقيبة سفر كبيرة , وضعت بها ملابسها ومجوهراتها , خرجت من الغرفة لم تجده ، ذهبت إلى غرفة ريم ثم أيقظتها وحملتها على ذراعها وقامت بسحب الحقيبة خلفها حتى وصلت لباب الشقة وما إن همّت بفتحه , حتى وقفت فجأة عندما أتاها صوته الثائر :
ــ إلى أين ؟... شعرت بالفزع , كادت تموت من الخوف من أن يأتي ويصب عليها ضرباته وريم على ذراعها .
- إلى أبي ... قالتها ولم تستدر , لكن أوصالها كانت تنتفض وجوارحها ترتجف من الخوف .
ــ اتركيها...صاح بها وقد تصنع الثبات رغم أنه تمكن بالكاد من الوقوف , فقد خارت قواه , تباطئت نبضاته لكنه لازال مصممًا على استكمال تلك الحرب الضروس التي استئنفتها ، تركت الحقيبة أرضًا وفتحت الباب , لكنه هتف بها :
ــ اتركي البنت .
ما كانت لتستوعب طلبه , استدارت ونظرت له بعينيها الدامعة تسأله :
ــ ماذا ؟! رفع صوته لينذرها بخطر قادم :
ــ اتركيها .
عادت للخلف خطوة ثم نظرت لريم واحتضنتها بقوة , قائلة :
ــ مستحيل ... لديها خيارين كلاهما قاتل , أن تخرج بدون روحها وهذا لن تطيقه أبدا ... و أن تعود أدراجها ليتم جلدها كخائنة ..... أيهما تختار ؟ غارت عيناها وهي تراه يقترب منها , شعرت بأنها في كابوس , تود لو يفيقها أحد , لكن من يفعل وهي وحدها بصحراء الخديعة التي نُفيت فيها , حتى نفيها لذلك الجرم الملصق بها لم يصدقه ماذا عساها أن تفعل وقد أوصد الشك أبوابه حول قلبه ... فضلت الرحيل حتى تتمكن من الفرار من أجل استئناف محاكمة عادلة لكل الأطراف , لم يكن بحسبانها أن الأمر سينقلب عليها هكذا , ويجذبها آدم من ذراعها الضعيف ليضاعف ألمها , فريم هي نقطة ضعفها الوحيدة وهاهو زوجها نجح بالضغط عليها بكل قوته , لتخرج آهات قلبها الحارة و كأنها تحتضر .
تشبثت بريم أكثر وهي تحيطها بذراعيها بقوة ثم تمتمت قائلة :
ــ لن أترك روحي هنا , أفضل الموت على تركها ... تابعت وهي تدعو ربها في سرها عندما رأته يقترب منها أكثر و أكثر كالبركان الثائر :
ــ يا إلهي أنقذني .


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-20, 04:44 PM   #115

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعة و مشوقة في أحداثها المثيرة واسلوب سلس.....ضعف امنية مستزف الصراحة و تصرفات ادام اكثر استفزاز وان كنا عرفنا اسباب ضعف و تسلط كل واحد جاي من تربية الوالدين فالاول اتمنى من نور تتخلى عن خنوعها حتى وان كان من اجل بنتها و اضن لو طلبت مساعدة من ابوها او اخوها حيسعدوها ويوقف معها....لان امها هي سبب في ضعفها دا ....وشخصية نور اكثر واحدة تاثرت بسلبيات امها و جبورت ابوها لكون منها انسانة غير سوية الكره والانتقام وسوء لضن اكثر مايميزها الله يحفظ من جوزها يمكن كانت هي امنيته...او بيعرف امنية اخرى وحيهد المعبد على كل....لان نور اساءت التصرف كثييييييرا ....ننتظر الفصل الاخر لنرى تدعيات ما عملته نور ....موفقة باذن الله و رمضان مبارك عليكم 🌷🌷🌷🌷

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-20, 05:24 PM   #116

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سبحان الله


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-20, 05:29 PM   #117

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
رواية رائعة و مشوقة في أحداثها المثيرة واسلوب سلس.....ضعف امنية مستزف الصراحة و تصرفات ادام اكثر استفزاز وان كنا عرفنا اسباب ضعف و تسلط كل واحد جاي من تربية الوالدين فالاول اتمنى من نور تتخلى عن خنوعها حتى وان كان من اجل بنتها و اضن لو طلبت مساعدة من ابوها او اخوها حيسعدوها ويوقف معها....لان امها هي سبب في ضعفها دا ....وشخصية نور اكثر واحدة تاثرت بسلبيات امها و جبورت ابوها لكون منها انسانة غير سوية الكره والانتقام وسوء لضن اكثر مايميزها الله يحفظ من جوزها يمكن كانت هي امنيته...او بيعرف امنية اخرى وحيهد المعبد على كل....لان نور اساءت التصرف كثييييييرا ....ننتظر الفصل الاخر لنرى تدعيات ما عملته نور ....موفقة باذن الله و رمضان مبارك عليكم 🌷🌷🌷🌷
حبيبتي، الله يسعد قلبك يارب 😍
ممنونة كتيييير لرأيك و كلامك الطيب
الريفيو جميل وهستناه كل فصل 🌹🌹
ويارب القادم ينول رضاك حبيبتي
كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة يارب😍


أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-20, 05:30 PM   #118

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

لا إلهَ إلاّ الله ♥

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-20, 05:30 PM   #119

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-20, 05:31 PM   #120

أمل بركات
 
الصورة الرمزية أمل بركات

? العضوٌ??? » 463957
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » أمل بركات is on a distinguished road
افتراضي

موعدنا مع الفصل السادس عشر والسابع عشر في الغد بإذن الله

أمل بركات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.