شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   وفي القلب أمنية (1) .. سلسلة ثلاثية الجسر *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t468993.html)

أمل بركات 03-04-20 09:38 PM

وفي القلب أمنية (1) .. سلسلة ثلاثية الجسر *مكتملة *
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"وفي القلب أمنية"



https://f.top4top.io/p_15549qyh50.jpeg
....................

عطر الله مسائكم بكل خير
وددت إعادة نشر الجسر الأول على هيئة فصول هنا بالمنتدى
............

ثلاثية الجسر عبارة عن ثلاثة روايات منفصلة، لكل منها قصة حبكة ونهاية مكتملة، وهذا الجسر هو جزئها الأول...
..........
أسميتها بالجسر لأنها ستقرب بين القلوب من خلال جسر الحب الذي بنيته خصيصًا لكل من ضاعت هويّة قلبه مع قسوة الأيام وظنّ أنه سيعيش للأبد في التيه , لكن معي ستعلم أنك كنت مخطئًا لأن القلوب تتقلب بين يدي الرحمن .
قد تكون خدشت الحياة بقسوتها قلبك لكنك ستتعافى وستتمكن من المواصلة لتستقر على الجسر المؤدي لسعادتك لتصل منه إلى من تحب و تتشبث بقلبه و لسان حالك يصك عهدًا بعدم الفراق حتى وإن تفرقت الأجساد فالروح لا تفنى .

.............................................
الرواية، القصائد و الغلاف بقلم: أمل بركات
مراجعة لغوية: فاطمة محمد، آية شمس
......................................


قد تظنينه عنيدًا، لكنك مخطئة!
فالعند سياج أحاط به هشاشة طبعتها الأيام على روحه....

مع خالص مودتي....
أمل بركات












الإهداء
..................
إليكَ أنت آدم!




المقدمة
بنيتُ على قلبى جسرًا يمر بين حناياك
لعل روحي تتسلل لتبحث عنّي هناك
أنا تلك الأمنية التي دومًا تهواك
أنا الكون برمته حين تزدان دنياك
فيهديك قلبا بِكرًا سكناه يداك
على أمل أن تأويه تحت سماك
ليسمع لحن أشواقٍ تغنت به شفتاك
لم أعهد الحب قبلك, فهلا جدت بهواك ؟
ألا ياسيدى تشعر بقلبٍ يهفو لرؤياك ؟
أما آن أن تلحظ حبًا يسري بدماك ؟
قلبًا ينبض اسمك به الرب حباك ؟
ألا تخشى رحيل فؤاد بات يحلم بلقياك ؟
وإن رحل ..... فلن تلقاه أبدًا عيناك
فلن أمضي في دربٍ لم تطأه قدماك
ومهما كنت كريمة لن أطيق استنزاف
يبعثر من كرامتي و يكسرني بجفاك
.............
سيتم تنزيل الفصل بداية من الغد، الساعة الثامنة مساء ان شاءالله، ليكون هو موعد تنزيل الفصول السبت والأربعاء الثامنة مساء

روابط الفصول

المقدمة .... اعلاه
الفصل الأول .... بالأسفل

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع والخامس متتابعان
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن والتاسع

الفصلين 10 و 11

الفصلين 12 و 13
الفصلين 14 و 15
الفصلين 16 و 17
الفصلين 18 و 19
الفصلين 20 و 21
الفصلين 22 و 23
الفصلين 24 و 25
الفصلين 26 و 27
الفصل 28، 29 نفس الصفحة
الخاتمة

أمل بركات 03-04-20 09:46 PM

حازلت ارفع الغلاف، مترفعش للأسف

قصص من وحي الاعضاء 04-04-20 01:41 AM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

أمل بركات 04-04-20 08:59 PM

الفصل الأول
( العودة للأوراق)
...........................

قد يكون المرض النفسي أعظم وأشد خطورة من نظيره العضوي ومع ذلك لا سبيل للذهاب لطبيب يهتم, هل نفقد الأمل في الشفاء حينها؟ أم نصنع طبيبنا الخاص من خلال قلم وعدة أوراق ؟
.....................
في الواحد والعشرين من شهر يوليو القادم سأتمم ثلاث سنوات لمكوثي في ذلك القفص الذهبي المزعوم وقد انتصف بي العقد الثالث ....
منّ الله عليّ بأجمل ريم, لم تكمل عامها الثاني بعد, هي أجمل ما تراه عيني في هذا الكون وأعذب ما تحياه روحي، فلولاها لما تناسيت ما يضيرني...
ولكن خلال فترة زواجي وددت زيارة الطبيب النفسي , نعم وبكل صراحة, أنا أحتاجه وبشدة
لايُشترط التجول في الشوارع بجنون لأضمن ارتياد العيادة النفسية , ولكن ثقافة مجتمعنا للأسف هي من صورت لنا ذلك , وكأن الذي يود الذهاب للعيادة النفسية سيلحق العار بنفسه وذويه
وسيأخذ لقب المجنون...
أصعب شيء في الدنيا أن يتألم المرء نفسيًا ويسيطر عليه الهم والحزن
ولا سيما إن كان السبب متعلقًا بالقلب والهوى ...
لقد أصبحت دائمة البكاء وقلّ وزني, حتى شعري أخذ في التساقط وصارت لي فراغات في غرّتي لم تكن عندي من قبل , لا أعرف إن كان السبب سوء أحوالى النفسية , أم مسؤلية طفلتي التي أكاد أحملها وحدي؟
أنا تلك الضعيفة التي أحبت شخصًا يرى أنه في عالم ليس به سواه ...
بل أنا المغيبة لأنني لم أرّ الطريق الذي لابد أن أتبعه وخدعتني عيناه التي أذوب عشقا في ليلهما.

كتبت آخر عبارة رغمًا عنها وكأن القلم تحرك وحده لينقش تلك الكلمات ...
صاحت : ماهذا الذي كتبته؟
شخبطت على الجملة بعصبية وهي تردد: و مالذي أخذته منهما لأظل رهن عشقهما؟ أنا مغفلة .
ظننت صمته الدائم في فترة الخطبة بسبب التزامه لأنني غريبة عنه
أو ربما لأن الزواج كان تقليديًا, أو كما يسمونه زواج "صالونات"
والأكثر غرابة هو قصر فترة الخطبة, الفترة التي لابد أن يتعرف كل طرف على الآخر عن كَثَب وبدون تزييف , ولكن ستبقى هذه الفترة تلك الفترة الرومانسية هي فترة الكذب الكبرى بين كل زوجين .
لم أكن أعلم بذلك حتى وقعت في الفخ نفسه...
لقد عاشرت شخصًا في مرحلتين , مرحلة الخطبة ومرحلة الرباط المقدس..
خلال تلك المرحلتين لاحظت فروقًا شتّى , ربما أنا حساسة بشكل مفرط
أو ربما لا أملك حدسًا قويًا للحكم على الأشخاص , لكن ماذا عساي أن أفعل؟
ولا سيّما أنني خجولة ولم أكون علاقات اجتماعية تمدني بالخبرة اللازمة ..
فقد أحكم والداي غلق الباب عليّ وأخي لخوفهما الزائد علينا
جدير بالذكر أيضا حسن ظني بالناس الذي يضع غشاوة على عينيّ
ولا يمكّنني من رؤية حقيقة من أمامي , ياله من عيب...
لقد حرصا أبواي على تنشئتي أنا و أخي تنشئة سويّة صحيحة بفضل الله...
كثير من الآباء يربون أبنائهم للوصول إلي مناصب مرموقة لكنهم نسوا أهم شيء وأعظم مطلب وهو بناء إنسان سوي نقي... لا أعلم هل الأهل فقط المسؤل الرئيسي عن ذلك أم ثقافة المجتمع؟ ثقافة المجتمع الذكوري التي جعلت كلمة رجل ميزة لصاحبها والعكس صحيح للمرأة ...
وياترى لم لم أعلم تلك الثقافة قبل زواجي؟ هل لجهلٍ بي؟ أم لأنني كنت الأميرة
المتّوجة في بيت أبي والمستشارة لأي قضية تعتري الأسرة باعتباري الابنة الكبرى؟ هل مكانتي في أسرتي أمر مبالغ فيه؟ أم هي مكانة طبيعية ؟ أم أنني حساسة للدرجة التي أثقلت كاهلي وأتعبتني من التفكير ؟؟ سألت نفسي كثيرًا , لأنني أعتقد أن كل ذلك سبب معاناتي .
استفاقت من تلك الفضفضة الحارة مع مفكرتها التي عادت لتدوين ما يعتريها بها مؤخرًا كما كانت تفعل أيام دراستها الجامعية بعد انقطاع دام لثلاث سنوات، على جرس الجوال , إنها سحر صديقتها الحميمة التي لطالما استأنست برفقتها منذ ارتياد الجامعة وحتى زواج كل منهما لم يفرقهما الزواج والإنجاب بل زاد ارتباطهما ببعض لتبادل الخبرات الحياتية و استعادة الذكريات الجميلة حتى الفترة التي تقضيها سحر رفقة زوجها فى الكويت تتواصلان عبر الإنترنت رغم أنه لم يكن كاللقاء وجه لوجه لكنه يروي الاشتياق حتى وإن كان بالنذر اليسير .
حدثت نفسها حينما رأت اسم سحر قائلة : وجود صديقتي فى حياتي نعمة أسأل الله أن يديمها ولا يحرمني إيّاها... كيف حالك, توأمتي ؟
ابتسمت سحر و كأنها رأت وجه صديقتها من خلف الشاشة أم أن نبرة صوت أمنية كشفت عن قسماتها ؟ فردت : بخير يا نور عيني , سنتقابل غدًا إن شاء الله ولكن بالنادي لذلك هاتفتك..
ـ ولماذا لايكون عند والدتي أو حتى والدتك ؟؟
قالت سحر وهي تتذكر طفلها النائم : وددت أن يتنزه محمد كما أن ريم ستسعد بذلك..
تذكرت أمنية تلك النائمة في فراشها , قالت : معك حق , لها فترة طويلة لم تتنزه ...
- إذن , سنتقابل الساعة الخامسة مساءً بإذن الله...
- بإذن الله يا عزيزتي, فأنا أحتاج للخروج أكثر منهما ..
شعرت سحر بذبذبات حزينة تتخلل صوت رفيقتها فقالت : كلما حادثتك , يزداد قلقى عليكِ , ماذا ألمّ بكِ ؟؟
-لاشيء حبيبتي , ربما مسؤلية ريم أتعبتني قليلا ..
لم تود الضغط عليها , فتابعت : يالها من مسؤلية كبيرة , فمهمة الأم هي أصعب المهمات على الإطلاق
ــ نعم , نعم...لكنها تستحق حفظهما الله ورزقنا برهما ..
قالت سحر وهي تحاول تدليل أمنية : آمين , وحفظكِ يا أُمنيتي الجميلة .
تتابعت ضحكات أمنية حتى ضحكت سحر ثم صمتتا ...
تعجبت سحر من كل ذلك الضحك , حتى أنها ظنت صديقتها تتابع شيء ما على التلفاز أثناء المكالمة
جعلها تضحك هكذا فقالت لها: أضحكيني معك يا أُمنية ..
شعرت أمنية بالندم لفعلتها , لم يكن هناك شيء يستدعي الضحك , فقالت: أعتذر منك يا سحر , أنا أضحك على ذلك الدلال الذي أحصل عليه بمناداتك لي أمنيتي الجميلة , و نور عيني لكم أحب ذلك , أنا محظوظة لكونك بجانبي , ثم تابعت متسائلة :من سينعتني بكل ذلك الدلال غيرك أنتِ يارفيقتي ؟
شعرت سحر بالألم الذي تسلل لها من كلمات أمنية فقالت : إذا, أنتِ لست بخير.
حاولت أمنية التملص من أي تحقيق , فسألتها متصنعة اللامبالاة : لماذا تقولين ذلك؟؟
ــ امممم, لن يجدي الهاتف نفعا, مقابلتنا ستكون الدواء وسط الخضرة والزهور وبرفقة طفلينا ولاتنسى تناول المثلجات والشوكلاتة وبعدها فنجان القهوة , أراك يوم الجمعة يا حبيبتي...
كانت لكلمات سحر وقعًا طيبًا على نفس أمنية , تناثرت على أثرها طاقة التفاؤل إلى نفسها فقالت مبتسمة : بإذن الله غاليتي , في رعاية الله وأمنه ...
حدثت نفسها قائلة : أشتاق للجمعة القادمة من الآن , مكالمتها مدتني بالطاقة الإيجابية اللازمة لأكمل باقي يومي بسلام ..
أغلقت الهاتف وعادت إلى مفكرتها , قبل النزول لحماتها برفقة صغيرتها التي مازالت نائمة فلا زال الوقت مبكرًا..
فقد اعتبرت تلك المفكرة طبيبها النفسي الذي تحكي له بمكنونات قلبها ، استأنفت كتابتها فى السنة النهائية من الجامعة حتى تجاوزت الكتابة منتصفها بعدة ورقات ، نسيتها داخل درج المكتب حتى باتت جزءًا منه ، وهاهي عادت لها منذ أيام حينما تذكرت اقتراب موعد ذكرى زواجها الثالثة ، نادتها المفكرة عندما كانت تنظف المكتب فقررت تدوين ما تشعر به كما كانت تفعل من قبل ....
أخذت تقلب الصفحات بأصابعها حتى استقرت على هذه..
أعرفكم عليّ , أنا أُمنية لست اسمًا فقط بل لطالما كنت أُمنية أُمي وأبي ابنتهما الكبرى التي حظيت باهتمام بالغ ويصغرني أخي الوحيد مازن الذي تفرق بيني وبينه خمس سنوات ورغم ذلك أتعلم منه فن التعامل الراقي وخاصة أنه يتميز باللباقة وخفة الظل فيحبه كل من يتحدث معه ، لا أعلم كيف تعلم كل ذلك رغم أننا تربينا سويا لكننا مختلفين لكل منا منهجه بالحياة ربما اكتسب كل منا مايناسبه من المجتمع الذي لم يسعنا رؤيته عن كَثَب ... ها أنا بالسنة النهائية في الجامعة بكلية الهندسة ....
تلك الفتاة الجميلة بشهادة من حولي ومتفوقة في دراستي فبالرغم من صعوبة دراستي إلا أنني لم أتوان في الاهتمام بنفسي ومظهري ولاسيّما أنني ترعرعت في كنف أسرة ميسورة الحال تقريبًا وأنا بمثابة طفلتهم المدللة ..
لن أقول أنني الحلم المُنتظر لأي شاب , لكنني تلك الفتاة الحالمة التي تسعى لتطوير ذاتها بالقراءة والثقافة اللازمة لخوض أي تجربة بأعلى نسب نجاح ممكنة ... ساعدني في ذلك مكتبة أبي العظيمة التي تحوي القديم والمعاصر من الكتب .... لطالما اعتبرت الزواج أعظم تجربة محاطة بأسس مقدسة لتعمير الكون حاولت الاجتهاد في الدراسة قدر المستطاع كي أكون عند حسن ظن نفسي بي وقبل ذلك أبي وأمي من وازنا بين الحب والحياة الكريمة ...
زفرت بضيق وهي تقرأ وتمتمت قائلة : هه ، وماذا أصبحت الآن ؟
عادت لسطورها
..................................................
تختلف روعة الصباح باختلاف ما يلاقيه كل منا حالما يستيقظ , لكن ماذا عمّن رهن صباحه برؤية من يحب ؟ وكأنه بذلك يستمد الطاقة من الخفقات التي يهتف بها قلبه باسم محبوبه ...
بمجرد انتهائها من مهاتفة صديقتها , اتجهت للمرآة تعدل هندامها وتضع مساحيقها بعناية حتى أصبحت راضية عن هيئتها التي تضج أنوثة , عادت للهاتف مسحت عليه لتهاتف زوجها بمكالمة فيديو , الذي ما إن رآها حتى أطلق صفيرًا ثم أرسل لها قبلاته عبر دائرة الكاميرا
ظننتك ستوقظيني يا سحر , لكنك تأخرتِ اليوم .... قالها وهو ينظر لنفسه عبر المرآة ليتأكد من تناسق هندامه قبل الذهاب لعمله..
غضنت جبينها وهي تبتسم لتقول : أنا آسفة .. حبيبي , كنت أتحدث مع صديقتي .
ــ لا عليكِ حبيبتي ، لو لم أكن متقيدًا بالعمل لواصلت الحديث معك طوال اليوم...
ــ أحبك , حسن
لم تطل ثرثرتهما فقد كان على عجالة من أمره من أجل الذهاب لعمله... أغلقت هاتفها وعقلها شارد بحبيبها , تحاول نفض أي أفكار سلبية تعترض نبضاتها, جال بفكرها أعراض مفاجئة تقتحم حياة والدتها لا تعلم كنهها .. هل أصابها مكروه ؟ انقبض قلبها لمجرد التخيل , وتشعر بالخوف من اللجوء لطبيب حتى لا يتضاعف ألمها إن علمت أن هناك شيء أصابها ...
تذكرت صوت أمنية , فشعرت بالحزن عليها , فقد بدت كوردة انطفأ بريقها... لكنها لا زالت على عهدها بها ولن تتركها حتى تتخلص من كل ما آلمها لتسترجع بريقها من جديد...
قامت بترتيب المنزل قبل أن يستيقظ صغيرها , لتستعد بعد إفاقته للذهاب لوالدتها لمشاركتها الإفطار ومجالستها طوال اليوم كما تفعل في المعتاد خلال تواجدها بمصر ...
.................................................
للذكريات طعم مختلف , متعة أثيرة تتوهج النفس على إثرها لا سيّما إن كانت مميزة , لكن كيف سيكون الحال إن تم تدوينها بين دفتي مفكرة ؟
استقامت متجهة نحو غرفة ريم حيث كانت واقفة على أطراف أصابعها مستندة على حافة السرير تحاول الوصول إلى تلك الأجراس المتدلية من أعلاه ربما تصدر أصواتًا فتأتي أمها ، وها قد نجحت بالفعل...
دلفت أمنية إلى الغرفة و هتفت قائلة : صباح الخير يا ريمي .
هللت ريم لدى رؤيتها أمها التي حملتها وانطلقت بها إلى دورة المياه لغسل وجهها وتغيير حفاضتها. ..
عندما خرجت من دورة المياه نظرت إلى الساعة فوجدتها تجاوزت الثامنة بنصف الساعة ، حمدت الله أن وقت الإفطار لم يفتها وإلا سمعت ما تكره من حماتها، نظرت لريم قائلة : سأكمل فقط ما كنت أقرأ و أعدك بألا أتأخر ، هرعت إلى المكتب ثم جلست على كرسيه وعلى حجرها ريم، و فتحت المفكرة حيث كان القلم...
لقد تربيت بين أحضان أسرة غالية , لكنها لاتلقي لاجتماعيات الحياة بالاً للأسف , أخشى أنني أعاني الانطوائية , رغم كم الثقافة التي حصل عليها والداي إلا أنهما يعشقان العزلة والبعد عن الناس , فكل منهما ينتمي لعائلة عريقة لكن لايجتمعان في مناسباتها كثيرًا ..
حتى أنا و أخي مازن كنا كالفاكهة النادرة التي يبحث عنها أي فرد من أفراد العائلة عند أي تجمع أو مناسبة بل إنني كنت أفضل البقاء في المنزل عن الذهاب لمثل تلك المناسبات في بعض الأحيان .
مازن كان عكسي تماما , لطالما أحب الاجتماع بالناس رغم حداثة سنه , دائما يبهرني بأسلوبه الرائع ولطفه الزائد مع كل الناس وبالأخص فتيات العائلة , وكان ينتقد أمي وأبي على العزلة التي فرضاها علينا
كانت حجة أبي و أمي للرد على أخي : نحن أدرى بمصلحتك , ونعلم الأفضل لك ولأختك , فمشاكل الاجتماعيات لاحصر لها وقسوة الحياة فرضت علينا ذلك ...
كل تلك الكلمات هى الراعي الرسمي للرد على أخي إذا طلب منهما الذهاب لأي حفلة أو عزيمة كل هذا لايعنى أن أبواي قد فاتتهما الواجبات الاجتماعية , بل كانا يذهبان في اليوم التالي للحفل للتهنئة وتقديم الهدايا المنتقاه بعناية ...
لطالما تمتعت أمي بفن اختيار الهدايا ولديها حدس قوي في كل مايناسب من ستحضر له الهدية وساعدها فى ذلك كرم أبي وثراءه فحينما تطلب منه المال لايسألها لماذا ؟ وكيف لا وهو يثق بها ويحبها حبًا جمًا , لم يكن الحال ميسورًا هكذا في بداية مشوار أبي هو حاليًا يمتلك شركة كبيرة للمقاولات ساهمت في تأمين حياة كريمة لأسرتنا الحمد لله .
لقد أغنى أبي أمي عن طلب العمل رغم قسوة الحياة في بداية مشوارهما وضيق العيش , حيث أن أمي حاصلة على بكالوريوس تربية وتخصصت في اللغة الإنجليزية ومن المؤكد أن مجالها مطلوب في العمل , حتى أن جدتي كانت تندهش من عدم إقدام أمي على أي من مسابقات التربية والتعليم وتلح عليها دائما أن تتقدم بطلب عمل بأي مدرسة حكومية حتى تتمتع بمرتب ثابت ومعاش حال وصولها عمر الستين وتقول : يا ابنتي قدمي لوظيفة ميري ... لكن تلك الرغدة الجميلة التي مازالت محتفظة برونقها وجمالها رغم توالي الأيام عليها , كانت تقول : يا أمي لست في حاجة لأي وظيفة لأن وظيفتي هى ملكة داخل بيتي , فكيف لملكة أن تطلب وظيفة خارج مملكتها , هل سمعت بذلك يوما؟؟
لم يكن هذا هو النقد الوحيد من جدتي , بل كانت أيضًا تشفق على والدتي من قلة اجتماعها بالعائلة في الحفلات وتخشى عليها من العزلة, لكن أمي لم تكن تشعر بذلك مطلقًا, بل كانت تخبرها أنها تعيش برفقة أغلى أصدقائها, وأقربهم لقلبها , نعم وكيف لا؟
أبى العصامي جمال لم يكن لأمي مجرد زوج فقط , بل كان صديقًا حميمًا , أغناها عن التجمع النسوي الذي لاريب أنه مفضل لأي امرأة على هذا الكوكب .
جال بخاطرها حوارها مع سحر عن فتى الأحلام , لتعود بالذاكرة حيث كانتا بالحرم الجامعي في الحديقة قبل موعد المحاضرة ...
ماهى صفات فتى أحلامك يا أمنية ؟؟ .. سألتها سحر .
اعتدلت أمنية في جلستها استعدادًا للرد عليها بحكمة : أُريده مثل أبي... قطعًا وبدون تفكير , فأنا أتمنى صديقًا يسمعني كما يفعل أبي واسأله عما يعتريني وأطلب منه النصيحة فيرشدني بلا تردد , و أشكو مما يزعجني فيحتويني ويريح قلبي , يراني أجمل نساء الدنيا كما يفعل أبي مع أمي .
تنهدت سحر مطرقة رأسها, وقالت : من أين لك بمثيل أبيك؟؟ ستتعبين لامحالة , أسأل الله أن يرزقك .
رفعت أمنية كفيها قائلة : آمين أنا و أنت ياسحر , ثم بادرتها سائلة : وماذا عنك حبيبتي في مواصفات فتى أحلامك ؟
ردت سحروقد ضيّقت عينيها وكأنها مازالت تفكر, صمتت للحظات ثم قالت بشجن : أريده يعوضني فقد أبي , وأن يكون رجلاً ثريًا , وهناك توافق فكري بيننا , فالمال أصبح من أولويات الحياة يا أمنية , وأظنك تتفقين معي في ذلك , أليس كذلك ؟
أومأت أمنية برأسها علامة الإيجاب قائلة : نعم أتفق معك ولكن أحيانًا يذلل الحب الكثير من الصعاب المادية ولا سيّما إن كان الرجل طموحًا وفى مقتبل حياته كما كان أبي , فهو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه وكافح فى صغره .... لم تكن حياة أمي الآن كما كانت في الماضي في بداية زواجها , لقد تحملا صعابًا شتى حتى وصلا لرغد العيش ومانحن عليه الآن , الحمد لله , أسأل الله أن يبارك لنا فيما رزقنا .
صمتت سحر ونظرت لي نظرة اعتراض بعبوس ثم قالت : تحملت والدتك ذلك وكافحت مع أبيك ,لكنكِ لم تفعلي ذلك , فقد عاصرت طيب العيش وكبرت في ظل الثراء ولم تكافحي مع أمك في القليل .. كذلك أنا , لا أحدثك باعتباري بعيدة عما ذكرتِ , بل أنا مثلك تمامًا , لذلك عندما أخبرتك أن الثراء ...صفة من صفات زوجي المستقبلي كان ذلك بناء على حياة لن أستطيع تحمل غيرها و...
قاطعتها أمنية قائلة : لقد حان وقت المحاضرة يارفيقتي , أخذنا الحديث وكدنا ننساها.
أغلقت المفكرة على عجالة بعدما تلاشت تلك الذكرى اللطيفة من مخيلتها قبل أن تقوم بوضع القلم بين الصفحات ليسهل عودتها إليها بعد ذلك ,همّت بوضعها داخل درج المكتب فقفزت أمامها مجموعة من الصور القديمة الخاصة بحفل تخرج آدم , رأتهم من قبل لكنها لا تمل رؤيتهم أبدًا, أخذتهم تطالعهم بشغف لتتمتم و قد أرخت جفنيها في جذل : أوسم الواقفين... ما الذي سيحدث إن جعلت حياتنا كتابًا مغلقًا بمنأى عن والدتك ؟
أشارت ريم على الصور وهي تقول : أبي .
ابتسمت لها أمنية قائلة : أليس وسيمًا؟ تابعت بعبوس : لكن مزاجه متقلب ياريم ولم أعد أفهمه ، أغمضت عينيها وهي تتذكر لطفه الليلة الماضية ...
كانت ترتب الصالة بعد نوم ريم , لم تشعر به وهو يمشي حثيثًا نحوها عائدًا من المكتب فقد كانت مولياه ظهرها, لكنه فاجأها ليحاوط خصرها فقفزت فزعة ثم استسلمت للضحك بعدها وكذا هو ليقول بصوته الأجش : كلما فاجأتك ترتعدين وكأنك تعيشين وحدك .
قطبت جبينها ثم استدارت قائلة : قلبي لا يتحمل ظهورك فجأة يا آدم.
ــ لماذا؟
نظرت لعينيه حتى ذابت كليا فلم تقو على الرد... فتابع بصوت هامس: ألن تردي؟
تملصت من حصاره متحججة : سأعد لك العشاء... قالتها وفرّت قبل أن تسمع رده...
شيعها بنظراته وهو يتمتم : لن تتغيري أبدًا .
رنّ جواله برسالة التقطه ثم شعشعت ابتسامته مع قراءة تلك السطور الأنيقة , اتجه على إثرها للشرفة بخطواته الرزينة ...
بعد انتهائها من العشاء نادته لكنه كان منشغلًا بهاتفه للدرجة التي صمّت أذنه , فاتجهت نحو الشرفة وما إن رآها حتى ارتبك و أغلق الهاتف..
ــ هل هناك شيء؟
ــ لا... لا شيء!
ــ ألن تتعشى؟
ــ بلى؛ اذهبي وسآتِ خلفك .
على إثر تلك الذكرى , نهشها الفضول لمعرفة سر ارتباكه حالما رآها.. ضغطت زر التوقف بعقلها حتى لا تسترسل بالخواطر السيئة , لا سيّما أن مزاجه هذه الأيام رائقًا بعض الشيء على غير العادة .
قاطع حديث عقلها صوت حماتها القادم من الأسفل لتبلغها أن وقت الإفطار قد حان , التقطت ريم على عجالة وهبطت الدرج ملبية النداء.
........................................

أمل بركات 05-04-20 05:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء (المشاركة 14778240)
اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

ممتنة جداً لحضرتك
فرصة سعيدة ياغالية 🌹🌹
بارك الله فيكم

ام زياد محمود 07-04-20 04:42 AM

مبروك نزول روايتك ياجميل

بداية مقلقة جدا مع امنية وذكرياتها بالذات تجاه ادم

امنية كانت بنت حالمة بتحلم ببيت واسرة وزوج محب ليها زى ما شافت واتربت فى بيت اسرتها

احلام تشاركت فيها مع صديقتها المقربة سحر اللى هى كمان كان من احلامها البيت والاسرة بس مع زوج غنى ويعوضها عن فقدها لأبوها

امنية اتجوزت من الانسان اللى حبيته بس واضح ان الامور فى بيتهم ماشية بشكل عكسى مع كرهها الواضح لحماتها وخوفها منها

تسلم ايدك بداية موافقة ان شاء الله

م ام زياد 07-04-20 03:19 PM

فعلا النظره للطبيب النفسي في مجتمعنا الشرقي ام كل ايلي بيتردد عليه مجنون
لكن هل طريقه امنيه في انها تعتبر المفكره طبيب نفسي هل هي فعلا العلاج بإخراج مكنونات الصدر بالكتابه
تسلم ايدك حبيبتي

Aya Slieman 07-04-20 09:30 PM

امنية تمر بفترة متوترة بحياتها الزوجية مع ادم بتقلب مزاجه و انها صارت ما عم تفهمه و مع تذكر مواقفه و بتحاول تبعد الافكار السيئة عنه🤭
حالتها النفسية اثرت عليها كتير عدلت فكرة انها تزور طبيب نفسي لتساعد حالها بسبب نظرة المجتمع اللي بتنظر لشخص كأنه مجنون و هالشي من خلال تفكيرهم الغلط و السطحي اللي بعتبروا انه طبيب النفسي بس للمجانين😒 بس امنية رجعت لدفتر مذكراتها و كتابتها فيه لتخفف حمل الصخب الافكار جواتها اللي بترمي حملهم على المذكرة و مع وجود سحر بجوارها عم تعطيها دعم و هالشي بريحها🤭
امنية كأي بنت حالمة بفارس الاحلام و كانت امنيتها انه يكون مثل ابوها و تعامله مع والدتها بس هل ادم حقق امنيتها و مان هو الفارس😟
انا حاسة انه عم بخونها من ارتباكه🤔
بداية حلوة تسلم ايديكي بانتظار القادم😘😘❤

أمل بركات 07-04-20 09:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود (المشاركة 14788272)
مبروك نزول روايتك ياجميل

بداية مقلقة جدا مع امنية وذكرياتها بالذات تجاه ادم

امنية كانت بنت حالمة بتحلم ببيت واسرة وزوج محب ليها زى ما شافت واتربت فى بيت اسرتها

احلام تشاركت فيها مع صديقتها المقربة سحر اللى هى كمان كان من احلامها البيت والاسرة بس مع زوج غنى ويعوضها عن فقدها لأبوها

امنية اتجوزت من الانسان اللى حبيته بس واضح ان الامور فى بيتهم ماشية بشكل عكسى مع كرهها الواضح لحماتها وخوفها منها

تسلم ايدك بداية موافقة ان شاء الله

حبيبتي الغالية ربي يسعدك ويفرح قلبك يارب
ممتنة جدا لكلامك ودعمك ربنا يبارك لك ويرضى عنك وما يحرمني من وجودك

أمل بركات 07-04-20 09:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد (المشاركة 14789924)
فعلا النظره للطبيب النفسي في مجتمعنا الشرقي ام كل ايلي بيتردد عليه مجنون
لكن هل طريقه امنيه في انها تعتبر المفكره طبيب نفسي هل هي فعلا العلاج بإخراج مكنونات الصدر بالكتابه
تسلم ايدك حبيبتي

أحياناً بتكون الفضفضة أمر جيد وخاصة طالما واثقين ان محدش هيطلع عليها
نورتيني ياغالية 😍😍😍
ممتنة جدا لكلامك ودعمك


الساعة الآن 01:12 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.