02-06-20, 05:19 AM
| #141 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اغوار جاري .... الفصل التاسع اغوار جاري الفصل التاسع .... نفحات ندم بقي المتعهد يعمل طيلة فترة الصباح وهي مأخوذة من حالها وغير مستوعبة تصرف الجار ترى ماذا يرتب لها؟ واي عذر تلتمسه له وهو يكذب عليها وبالدليل القاطع. لم تكتمل فرحتها بعودة التيار الكهربائي بل كانت مذعورة بداخلها وقلقة. عندما غادر الرجل خرجت من المنزل قاصدة متجر البقالة لحاجتها الى الخضار والفاكهة رغم كونه رجل متهكم لكن ما باليد حيلة هو القريب المتوفر وعليها ان تتجاهل بعض الأمور لكن الذي حدث أفقدها تركيزها وجعل الفأر يلعب بعبها اذ ان متجر البقالة مغلق وأخبروها المارة ان حادث اعتداء أصابه! ابتلعت ريقها وامسكت رأسها .... اعتداء! عادت الى البيت بخطوات متثاقلة وكأنها لا تريد العودة وبدى البلاط تحت اقدامها كأنه كرة من المطاط تعرقل اتزانها حتى وصلت وقبل ان تدخل تجنبت النظر الى الدار المجاور وكأن به لعنة تخشى ان تصيبها كالآخرين دخلت وسحبت الباب خلفها بهدوء لكن ذهنها مشوش للغاية وبدأت خيوط الشك تنسج من جديد لكن بإتقان أكثر اذ اجتمعت ادلة جديد تدين الجار الغامض صاحب النظرة الحادة والبرود المحير بنفس الوقت وأصبحت موقنة انها لا يجب ان تمنحه الثقة مجددا انه كاذب ومعتد انساب الى الرجل المسكين الى حيث مصدر رزقه كانسياب الثعبان الصامت ولدغه ليدس السم بأوصاله ببطء انتقاما منه وحساب عسير ورسالة الى القرويين ليخرس لسان كل من يذكره ولو همسا ومن هنا جاء خوف وهلع الأهالي من سرعة النقمة والبأس ومن هنا جاء استسلامهم الخانع جلست امام طاولتها العتيقة واسترجعت ما دار بينها وبينه بوضوح ملون واستطاعت ان تلاحظ وقتها حمم الغضب في محجريه عندما اخبرته عن البقال المسكين وهنا غمرتها نفحة من الندم كونها السبب وراء ما حصل وضعت رأسها بين يديها واسندت مرفقيها على جسم الطاولة القاسي وارخت كتفيها لانها منهكة بالفعل ثم تنهدت متى يطالها الخطر يا ترى اليوم او غدا او بعد غد؟ ستنتظر دورها باستسلام خانع مثلهم؟ ام تكمم فمها وتبتلع لسانها وترضى بواقعها الجديد؟ انها تواجه نوبة حقيقية من القلق واستبعدت كل احاسيسها الساذجة السابقة المندفعة بنوايا طيبة وسلمت انها تجاور سفاح القرية المتخفي خلف قناع البراءة والشهامة الغامضة المصطنعة ليجعل ذهن المقابل مكتظ بالظلال التي تحجب وضوح الحقيقة كما تحجب الغيوم صفاء السماء. لا تعرف لماذا تشعر ان عينيه تلاحقانها باستمرار حتى وهي في قعر دارها وكأنها تشكل له أهمية ما وتشغله بطريقة او باخرى والدليل كذبه المتسلسل منذ عرفته. لقد استحوذ ذلك الرجل على كامل احاسيسها وكيانها ولا تعرف ان كانت ممتنة له لانه انتشلها من الغوص في ماضيها ام تمقته لانه سلبها لذة الوحدة والحرية والسكينة؟ كلا الحالتين غير مناسبة لا يمكن ان تكون ممتنة لمجرم منبوذ ولا تقدر ان تمقته دون ان تتبين حقيقة ما يقوم به .... لحد الان لم يمسسها بسوء او يطالها اذاه انها تسمع فقط مع وجود ادلة لكن الأدلة غير كافية وهدفها من الساعة ان تجمع بقية الخيوط لتكون شبكة قوية تمكنها من اصطياده وتسليمه للسلطات. وكل ما عليها الان ان تتخذ موقف حيادي ومترقب وتتجنب الاحتكاك المباشر به وغدا باكرا تخرج لتتقصى الحقيقة من فم صاحب الشأن عليها ان تقصد بيت صاحب البقالة وتستلهم منه دليل الإدانة بوضوح ملون. خشيت من الليل ومن ساعاته الطويلة وقررت ان تغير من نظام نومها المثالي وتلجأ للسهر هاربة من خطر اقتحامها وهي في غفلة النوم وستحاول ان تنجز اعمال مفيدة اثناء ذلك فالمنزل بحاجة الى كثير من الجهد والتركيز كأن تسخر كل ساعات الليل لإنجاز أكبر عدد من المهام وبذلك تكون قد استثمرت الوقت وحماية النفس من الاعتداء المجهول. اعتداء؟ ان كان ذلك الرجل يفكر بالاعتداء عليها ماذا ينتظر؟ فقد سنحت له أكثر من فرصة لفعل ذلك لكنه لم يفعل! هذا دليل كافي لتبرئته مما ينسب اليه؟ بالطبع لا .... غالبا ما يكون المجرم على مقدرة كبيرة من التأني لكي ينفذ جرائمه بدقة متناهية دون ان يترك أثر ودليل وربما هو يريد ان يكسب ثقتها وثقة الناس أولا ويوظف تمديد الوقت لصالحه. بحلول الظلام انارت مصابيح المنزل وفوجئت بأغلبيتها معطلة وخافتة لكن الذي جعلها تشعر بالامتنان الابريق الكهربائي الذي يمكنها من تحضير قهوتها على وجه السرعة لكن اسوء ما في الامر ان الثلاجة معطلة وبذلك يتعذر عليها تخزين المواد والرغيف وحمايتها من التلف بعد ان احتست قهوتها ومدتها بالطاقة والنشاط الإيجابي رفعت شعرها المنسدل الذي كان بحاجة ماسة الى الاستحمام ورتبته على شكل كعكة كعادتها وبهذه اللحظة بالذات تذكرتها وتكدست غصة مرة في حلقها: "ما هذه التسريحة الغبية التي تجعلك كسيدة متقدمة في العمر ومعقدة انت لا تعرفين كيف تستثمرين ما وهبك الله من انوثة انت لا تشبهيني ابدا لا اعلم الى أي فئة تنتمين؟ لا قطرة ماكياج ولا عطر مثير ولا ملابس مغرية لا اعرف كيف تتقبلين شكلك الكئيب! لكن مع هذا الحظ يلعب لعبته معك لكن ليس لشيء سوى لانك تشبهينها وهذا يعني ان لا دور لك بذلك انها مسألة حظ ايتها البليدة المشاعر والملامح والعقل .... كم أتمنى ان الكمك في منتصف وجهك اللئيم هذا واضيع معالمك لكن بالكاد امسك نفسي" شمرت عن ساعديها باندفاع غاضب وبرمت أطراف بنطلونها الى أسفل ركبتيها وأوقفت شريط الذكريات السيئة بكبسة زر كأنها أغلقت ينبوع الوحل بصمام غليظ وبرأسها تدفق سيل من الكلمات التشجيعية لتحقق دعم نفسي لها بعد كمية الإحباط التي تلقتها خلال ساعات اليوم وانهمكت بالعمل الجاد لعل ذلك ينتزعها من فقاعة القلق والخوف التي تحيط بها رفعت السجادة القذرة من الردهة وكانت مشبعة بالرطوبة كأنها بركة موحلة مخصصة لاسترخاء الحيوانات وفوجئت بكمية الغبار الرطب تحتها مما جعلها تتنهد وتشعر بالحيرة من اين ابدأ وكيف انتهي وهنا أدركت قدرتها الجسمانية كم هي ضئيلة وسلمت انها ليست مدبرة منزل ضليعة وشاطرة تهاوت على الاريكة وارخت ظهرها وتمنت ان يكون لها ذراع كرافعة اثقال كي تزج اثاث المنزل كله في الشارع كما ترمى المخلفات وخاصة تلك الارائك الارجوانية البشعة التي تزيدها كآبة اغمضت عينيها فجأة ولا تعلم ان كانت سرقتها غفوة ام حفرة الذكريات جذبتها كمثلث برمودا! لامس أسفل قدميها بلاط ناعم بارد ولامع واريكة مخملية على الطراز الحديث متكدس فيها جسد دقيق كدمية قطنية سهلة الوخز يغطيها قميص ناعم يحكي اخر صيحات الموضة ليس من اختيارها ولا من ذوقها كدمى متاجر الأزياء التي لا تملك لنفسها شيء .... عيون تكسوها نظرة حزن خانعة تحكي فرحة مغتصبة ومساحيق غالية من ماركات عالمية كي تحافظ على صحة وشباب بشرتها لاستهلاك تلك البشرة أكبر فترة ممكنة من العمر مع انها بالحقيقة تشعر انها تلوث جلدها كما يلوث دخان المصانع نقاء الهواء .... عطر ثقيل يجعل انفها أرجواني وتتحسس منه قصباتها لتعيش ساعات من اختناق وضيق الصدر لكنها تعايشت معه خوفا وطمعا! : "لان الثمن غال يا سحاب .... انهم يساومونني بأغلى ما املك بهذه الدنيا .... انا أضحي .... اضحي" رفعت جفنيها بصعوبة لتخبر نفسها انها تحلم وان الحقيقة هنا لتنبه نفسها عنوة وتقطع عليها سبيل الخوض في أوهام الماضي واضغاثه اعتدلت بسرعة غريبة وضمت ذراعيها حول جسدها وطوت ساقيها بجانبها وهمهمت بندم "اسفة .... انا اسفة يا تمارة .... انا ضيعت التضحية وقبلت ان اضيعها لكن ليس بملك ارادتي .... كنت خائفة انه جائحة انه عاصفة لولبية تجعل كل شيء يدور بداخله انه زلزال يدمر من حوله انه اخطبوط واذرعه كثيرة أذرعه توفيق وامي وجنود كالعبيد انه بركان هلاك وانت أكثر واحدة تعرفين ذلك" امسكت صدرها الذي يتحرك صعودا وهبوطا ورفضت ذلك رفضت كل شيء تذكرته وهتفت بعمق وصوت مخنوق: "لا اريد ان أتذكر ان الماضي مات كله .... مات كما مت يا تمارة" .................................................. ................. عندما استيقظت صباحا كانت الساعة تشير الى الحادية عشر وشعرت بوخز بفكها المتورم ونحول والآم بعضلات جسدها كأنها مارست تمرين رياضي قاسي وصداع ينقر برفق بمقدمة رأسها كم شعرت برغبة بالبقاء مستلقية بفراشها لعدم كفايتها من النوم ويعود ذلك الى اضطراب نومها وسهرها الى ساعة متأخرة من الليل والكوابيس التي جعلتها تعيش مشاعر متزلزله وكأنها تخالط الحقيقة وليست أحلام فقط اذ رافقت احلامها تلك الأصوات العجيبة التي سبق وان سمعتها هنا ورافقتها اختلاجات من الخوف الحقيقي كان الضجيج بعقلها مبهم لكن واضح انه آدمي .... انه ضجيج بشري خارج نطاق الاحلام مما جعلها تشك انها كانت مستيقظة كل الليل وان ما سمعته حقيقي! تراقصت ابتسامة على شفتيها عندما تذكرت فوزية ليتها تنقر الباب وتمضي معها بعض الوقت رفقتها ممتعة ولا تعرف اين يكمن السر بذلك! وأكثر ما يشدها اليها ويشعرها بشقاوة الطفولة صوتها .... صوتها مازال حادا ومرتفعا لانها لم تنضج كفاية. اوه تذكرت مخططها لهذا اليوم .... زيارة صاحب المتجر! بعد تناولها القليل من الرغيف الممسوح بالزبدة الذائبة ورشفتين من الشاي الخفيف القوام هرعت الى غرفة النوم وكأنها تلميذة فاتتها الحصة وارتدت فستان برتقالي يتماشى مع لون شعرها الصاخب وأدركت ان مظهرها فاقع بالنسبة لهذا الوقت من بداية الظهيرة لكنها لم تولي لذلك الكثير من الاهتمام تركت شعرها ينساب من الكعكة السخيفة ولاحظت تموجاته أصبحت اقل جمالا من المعتاد بسبب تراكم الغبار عليه لذلك اعدلت عن رأيها وربطته على هيئة ذيل الحصان انها بحاجة الى شراء الكثير من المستلزمات ليت فوزية ترافقها بالفعل. انتعلت صندل ابيض انسجم مع لون بشرتها التي طالما تمنت ان تكسبها الشمس لونا برونزيا ساحرا بدلا من ذلك اللون الطفولي الذي يجعلها تشبه الاميرات في اغلفة قصص الأطفال كما كانت تخبرها صديقتها المتبرمة دوما أيام الثانوية. قبل ان تنزل التلة المرتفعة سمعت مواء قطة شديد جعلها تتلفت يمينا وشمالا باحثة عن مصدر الصوت رباه كأن القطة تستنجد ودون ان تشعر وجدت نفسها تبحث حول الدار حتى قادتها قدميها الى المنزل المجاور! كان مواء القطة يتعالى كلما اقتربت مما جعل قلبها النابض ينخلع حتى تسمرت واتسعت عينيها عندها شاهدت بقع الدم على البلاط! رباه ان البقع تقودها باتجاه المنزل! ان قلبها لا يحتمل ان تتغاضى عن كل هذا المواء المعذب! كادت ان تطرق الباب مندفعة بعاطفتها لكنها اعدلت عندما وجدت بقع الدم تتسع وتتجه الى الجانب الاخر من المنزل! تتبعتها حتى وقفت وقد شعرت باهتزاز ساقيها وانخلاع قلبها .... لقد رأت كارثة حقيقة وجريمة إنسانية تقشعر لها الابدان .... كاد ان يغمى عليها لكنها تماسكت ووضعت كلتا يديها على فمها وبقيت تتطلع الى المنظر باهداب مرتعشة ودموعها تتطاير كقطرات مطر مضطرب! وما ان التفت اليه السفاح بعينيه النمرية الشرسة حتى رمقها بنظرة مخيفة مظلمة تنطوي على التهديد وربما الوعيد لانها رأته يمارس شذوذه وطقوسه في خلوته! وجدت نفسها تهرب حتى ركضت بكل طاقتها وهبطت التل كانها تتزلج على الجليد! لا تريد ان تتوقف بقيت تهرول حتى صعد الحمض من معدتها الى المريء وبدأت تبطئ الخطا وهي تجهش بالبكاء .... انهم محقين انه ممسوس ومضطرب وقوى الشر متمكنة منه لتجعله يتلذذ بتعذيب الأرواح حتى الحيوانات لم تنجو! لماذا؟ ما ذنب القطة الصغيرة؟ عليها ان تفعل شيء انها تخاف لقد رآها وربما سينتقم. وجدت نفسها تطرق على باب أحدهم بقوة حتى خرجت لها امرأة محجبة وتأملتها بتعبير مستغرب وعندما هتفت سحاب وهي تشير الى اعلى التل البعيد بهلع: "انه يعذب القطة ويمزق جسدها انه المجرم رأيته بعيني" ابتلعت المرأة ريقها وقالت بخفوت متردد: "ما شأننا .... لا دخل لنا" واتسعت عينا سحاب عندما أغلقت الباب بوجهها! بقيت تهتف وتردد بعد ان اخبرت المارة وطرقت الأبواب وكل يدير لها ظهره وكأنهم مشتركين بالشر او خوفهم يجعلهم صم بكم كالأموات: "اين المخفر احد يرشدني اريد ان ابلغ عنه أحدا يجيبني" شعرت كأنها ظل يمشي على الأرض او شبح بلا جسد حتى قال لها فتى يعتلي دراجته: "تبلغي عن قطة أي هراء هذا .... اذهبي ايتها الغريبة واهتمي بشؤنك" بدأت كأنها تجر أقدامها ووجدت نفسها تبكي بحرقة خوفا منه وحزنا على القطة وعلى كل الناس هنا وعلى الضحايا لقد رأت لون الشر بعينيه ولا تعرف كيف ستعود وتنام في بيتها وهو بالقرب! كأن الله بعث لها رسالة لينقذها من سذاجتها وتهورها لانها كانت تقدم له نفسها كفريسة سهلة جدا وبنفسها تقصد منزله! لا بد انه كان يتسلى كونها لا تخشى منه واراد ان يلاعبها .... اليوم وجدت دليل شديد تجعله بنظرها أقسى مجرم على وجه الأرض وليست بحاجة الى مزيد من الأدلة. ارتجفت شفتيها عندما عادت الى متجر البقالة ووجدته مكتوب عليه بالأحمر الصريح "مغلق بأمرنا" وهرولت كالهاربة قاصدة منزل فوزية وكبر مقتها لما تأكدت ان هذه القرية النائية يقودها سفاح ويتحكم بمصير افرادها. عندما فتحت لها والدة فوزية الباب استغربت سحاب كمية الضجر والمقت في عيني المرأة وكأن دليل ادانتها بيدها! وقبل ان تنطق همست المرأة بصوت مبحوح يغلي: "لا اريد رؤية وجهك مرة أخرى اغربي ولا تطأ قدمك عتبتي" وأغلقت الباب بوجهها! استنكرت موقفها وارادت ان تطرق بقوة شديدة وتسالها ما سبب كل ذلك الحقد؟ معقول لمجرد إشاعة تافهة يبدر منها ذلك؟ لكنها اعدلت ولم تسمح لها كرامتها ان تطرق وتبرر استدارت لتعود لكنها سمعت همسا منبعث من شجرة قريبة وعندما التفتت رأت فوزية تشير لها! اقتربت بسرعة وسحبتها فوزية لتتواريان خلف الجذع الغليظ وقالت لها بهمس وعيون بنية لامعة واسعة البؤبؤ وكأنها تخوض مغامرة: "لا تأتي الى هنا بعد الان .... انا من سيأتي اليك وسنلتقي ونخرج معا بدون علمهم" سحاب وبحرقة: "دليني على مخفر الشرطة اريد ان ابلغ عنه .... لقد اعتدى على البقال ورأيته يمزق القطة بعيني وهي حية ارجوك ارشديني" تألقت عيون الفتاة وكأنها تتفرج على فلم اثارة وتشويق وهمست: "قام ذلك بالفعل؟ الم اقل لك انه اسطوري" وضعت سحاب يدها على جبينها لانها تلقت صدمة جديدة فالفتاة بدت منبهرة وكأنه خارق! والصدمة التالية عندما قالت متجاوزة الامر: "الا نذهب للسوق لنتبضع؟" امسكتها سحاب من ذراعيها الصلبتين وهتفت بعيون صقرية: "الا يحرك بداخلك شيء ما قلته؟ هناك رجل يملأ قلبه الشر بالجوار وانت غير ابهة!" فوزية وبانفعال: "ما شأني .... لقد اعتدنا على ذلك .... كل يوم نصحو على سماع اخبار مريعة انها قرية النكبات والذي يبلغ او يحاول يعاقب .... ارجوك اتركي الامر واتركي البيت أفضل وعودي ادراجك قبل ان تنالي جزاءك" سحاب وبإصرار: "خذيني الى منزل صاحب المتجر ارجوك" فوزية وبضجر: "قلت لك لا شأن لنا لماذا تقحمين نفسك بمواقف خطيرة" سحاب وبنبرة باتة: "الم تقولي مسبقا انني قوية؟ انا قوية وربما سأساهم بإنقاذ أرواح عديدة وسيحتسب ذلك لي عند الله ليكفر ذنوبي" قالت عبارتها الأخيرة بشيء من الحسرة جعلت فوزية تتأملها باهتمام. كانت الطريق طويلة حتى وصلت الى المنزل المقصود وكانت فوزية برفقتها لكنها كانت خائفة وقلقة وقبل ان تقترب من المنزل برزت خلفهما سيارة وفوجئتا بتوقفها بالقرب جدا ومما جعل سحاب تشهق ان فوزية تركتها وهربت راكضة بين الأشجار واختفت كأنها غزال هارب من الصياد! تراجعت سحاب خطوة الى الخلف وشعرت بالوحدة وأنها بالفعل غريبة هنا عندما برز لها رجل من السيارة وبدى شكله غير مريح! قالت باضطراب عندما كان يرمقها بنظرات عميقة وفي عينيه التي تشبه لون الشكولاتة وميض لامع: "ما الامر؟ من انت؟ ماذا تريد؟" كان بمنتصف الثلاثينات تقريبا ويمتلك شارب غليظ وموجات من البشرة البرونزية الداكنة التي تغطي عضلات صلبة ورائحة العرق النظيف تفوح من جسده عندما اقترب قائلا: "ابتعدي عن فوزية لا اريد ان اراها معك بعد اليوم مطلقا" كان صوته غليظ وهمجي ونظرته حقيرة جدا هتفت سحاب: "من انت؟ ولماذا تحذرني هكذا؟" اجابها بعيون متجولة بوجهها وقد دعك شاربه ببطء: "انا خال فوزية ولو رأيتك برفقتها سأوجه لك عقوبة كبيرة" ابتلعت ريقها وقالت باستنكار: "بأي حق تكلمني وتهددني؟ لست مضطرة ان استمع اليك وانفذ ولا افهم لماذا علي ان ابتعد عن البنت لست مصابة بالجرب" اجتاحتها نوبة من الخوف والغضب والقلق عندما اقترب اكثر وقال بوعيد: "بل مضطرة .... ومن واجبي ان احافظ على سمعة ابنتنا ومن واجبك التنفيذ والا افشيت سرك في القرية قاطبة" شهقت وتراجعت لكنها أطلقت صرخة فزع عندما شدها من ذراعها فجأة وقال وابتسامة مبتهجة تتراقص بعينيه: "معقول لا تتذكرينني؟" ثم انزل بصرة بوقاحة شديدة الى جسدها وهمس: "معقول سنوات قليلة تغير ذاكرتك ومعالم وجهي امامك" ارتجف قلبها وغمرتها نفحة من الخزي عندما تطلعت بعينيه وهو يقول: "نسيت الليالي الملاح يا فتاتي؟" تدفقت الدموع من عينيها وبالكاد همست: "اتركني" هو وبصوت كالفحيح: "سأخبر القرية من انت ومن اين اتيت .... امرأة سيئة السمعة .... انا من اشعت ذلك الخبر البارحة عندما بالصدفة رأيتك هنا" | ||||||
|  |
|
02-06-20, 05:20 AM
| #142 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 5 والزوار 10) هند صابر*, روحي أنا, Jeeja, Norsiin, zozah2000 شكرا لحسن المتابعة واليكم الفصل الجديد | ||||||
|
| |
|
02-06-20, 07:59 AM
| #146 | ||||
| نجم روايتي  
| صباح التميز الف مبرووووك تميز مستحق عن جدارة مازال التشويق عالي جدا والغموض والترقب ظهور ماضي جديد علي يد خال فوزية يبرر موقف القرية وام فوزية صدمه جديدة للجار الغامض هل هو مريض نفسي او مجرد شخص كتوم اسئ فهمه والتصقت به احداث زادته غموض تمارا تلاحقها حتي ف الحقيقة فيبدو الخال من معارف اختها هل خذلت اختها وخانت تضحيتها من العنكبوت الذى استسلمت لها هنودة غلبتي روايات اجاثا كريسني غموض وتوتر شعرنا وقف هههههه ابدعتي بحق ولون جديد من كتاباتك يضاف لمسيرة تمييزك دومتي موفقة دومتي مبدعه | ||||
|
| |
|
03-06-20, 05:45 AM
| #148 | ||||
| مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي 
| ياعالم ياهو أنا متشوقه يعني هلئ هيك شو يصبرني عنجد فصلين من العيار الثقيل وكل مااقرأ شوي بقول ياريت مو هون النهايه وأتاري نهيتيها بلحظة ............. (يعجز عن التعبير) خال فوزية يعني ماكان ناقصنا غيرك الله يعينها الجار والقرية و كملت بخال فوزيه وهالمعترة عساس جايه بتعمل نقاهه وتريح رأسها عنجد اللي مالو حظ لايتعب ولايشقى خلني البس النظارة 🧐 وبلش بتحليل الأحداث فوزية قلبي مو مطمن لها يعني فجأة اجت وبدها تصادقها معقول فضول مراهقه ( بنقول إن شاء الله ) و الا عتداء على صاحب البقالة عليه اشارات استفهام كثير ...... والأهم من هذا كله ماضي البطلة المبهم يعني كلو غموض الماضي والمستقبل والحاضر يعني انا كنت مثل فوزيه حاسدتها على الجار بس هلئ الله يعينها .......... مابعرف بس حسيت انو خال فوزيه مخربط بينها وبين أختها تمارا مع أنو ماذكرتي أوجه شبه وبارع واه من بارع يعني عند ماصفى قلبها من ناحيته رجع كل شي خرب ولا وهالمرة بدليل ........ مابعرف اذا لازم نتهموا او لا ( مع أنو كل الطرق تؤدي إلى روما ) لسا شخصيتو غامضه بالنسبة لي وماراح نفرض توقعات عليه بس نضل على أمل أنه بريئ 😥 وأخيرا كنت حابه نعمل جمعه وبنروح ننضف مع سحاب البيت مشان بتواجه المصايب على نظافه .................😂😂😂😂 | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2Likes
العرض العادي
