08-04-20, 03:34 AM
| #11 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اقتباس:
سعيدة بمتابعتك وترحيبك | |||||||
|  |
|
11-04-20, 04:53 AM
| #14 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  اغوار جاري .... الفصل الثالث اغوار جاري الفصل الثالث .... ارحلي! تناولت فطائرها وهي منكمشة بجلستها في الصالة الوحيدة على كرسي نكتت الغبار عنه جيدا وتاقت بقوة الى كوب شاي او قهوة بالحليب لكن .... وقبل ان تكتمل سلسلة افكارها وتخيلتها اوقفها صوت غريب جعلها تقفز من مكانها وتتجول في المنزل بتخبط قرب النوافذ باحثة عن أي منفذ يرشدها لتتبين ماهية ذلك الصوت الذي خرم اذنها رغم خفوته! صوت ليس له معنى محدد لا تعرف له شبيه .... صوت رهيب صوت غريب صوت دق كل نواقيس الإنذار والترقب بداخلها! وهي في ازمة التنصت والفزع غزى السكون الارجاء من جديد ولم يعد لتلك الهمهمات او الزفرات او الضربات الرتيبة او حتى الصرخات الايقاعية أي إثر! هنا تملكها الشك نحو احساسها المضطرب المشتت حتى ظنت انها تتوهم أصوات ليس لها وجود لأنها أساسا غير مفهومة وكأنها ضرب من الخيال! ابتلعت ريقها ولفت حول نفسها وحتى اللقمة مازالت في فمها متسمرة! بعد ذلك الذي سمعته او توهمت سماعه أصبحت ترهف السمع وتخترق اذنيها حتى خشخشة العشب وحفيف الشجر في الخارج اما نباح الكلاب فقد بدى كأنه تضخم بواسطة مكبر الصوت! قامت بتسليط فوهة المصباح على كل زاوية من زوايا البيت البالي والوحدة بدت لها ليست كما ينبغي اذ انه مزيج إحساس غير مريح بين التقبل والتردد ولأول مرة انتابها الاحتياج الى وجود شخص يشاركها القلق على الأقل! نقرت بأناملها الرقيقة بحركات ايقاعية على جبهتها كأنها تريد ان تنبه ذلك الصداع الذي بدأ يتسلل الى جمجمتها بأن يرحل بسرعة او على الأقل يؤجل زيارته غير المحببة لوقت لاحق اقل توترا مما هي الان. خاتمة يوم تعيسة بكل ما للكلمة من معنى بل نهاية مأساوية خلاف ما كانت تأمل تماما .... في اليوم التالي وعندما رفعت اهدابها كأنها ترفع ستارة ضخمة على خشبة مسرح تمنت ان تكون بداية يوم حافلة بأمور أخف وطأة على نفسها مما عاشته الليلة الماضية وهذه الامنية نابعة من كمية الإيجابية بداخلها اليوم والذي زادها ارتياحا ان الصداع اللعين والدوار المقزز قد زالا تماما وكأنها تناولت جرعة من مخدر ما وعندما رفعت ساعدها وتطلعت بساعة يدها الفضية الدقيقة استغربت انها السادسة صباحا! لقد ابكرت جدا مع انها كانت تعتقد انها نامت لدهر كامل وربما يرجع ذلك الى فرارها الليلة الماضية الى النوم بساعة مبكرة ربما الثامنة. اعتدلت بشيء من النشاط وتأملت الستارة التي تتمايل مع تيار الهواء البارد وزقزقة العصافير حلت محل كل صوت كان يزعجها بالأمس اسرعت الى النافذة باندفاع وانشرح صدرها وتألقت عينيها ذاتا اللون المميز الغير مألوف كأنه لون مزيج من زبدة مخلوطة بالعسل هذا ما كانت تصفها احدى صديقاتها المشاكسات أيام الثانوية انها لا تشبه والدها لا من قريب ولا من بعيد وتلك حسنة بالنسبة لها لكن ذلك ليس مفرح تماما لأنها لم تنفرد بشكلها الخاص بها بل هي النسخة الثانية ل تانيا .... تانيا! لماذا تتذكر ذلك الاسم رغم انها تمقته؟ ليست تانيا ليست تانيا انها تمارا وتانيا ذلك مجرد اسم مستعار ومزيف لشخصية مستعارة أساسا انتبهت انها غرقت مجددا في ذكريات تنساب الى ذاكرتها عنوة كالماء الجاري من خرم دلو كبير مثقوب لا يريد ان ينفد ونسيت ذلك المنظر الخلاب الذي بث الدفأ في قلبها ونفسها وطردت بسرعة الخوض في مستنقع الماضي ومنحت نفسها فرصة للاستمتاع بالمروج الخضراء والتلال اللامعة المتألقة الخضرة ومشاهد الرعاة اللاهثين خلف مواشيهم المتناثرة كنقط سوداء هنا وهناك وهيئة نساء بعيدات يزاولن اعمال تبدو شاقة على قوامهن الرقيق لكنها نافعة كنوع من رياضة الروح والجسد للمقدرة على التحمل والعطاء ربما هذه أكثر ساعة تفضلها من ساعات اليوم بأكمله وتزودها بالطاقة لبقية اليوم اغمضت عينيها وبسطت ذراعيها وسحبت نفسا عميقا جدا حتى برزت عظام الترقوة من الفتحة الواسعة لقميص بيجامتها القطنية ذات الملمس الناعم واللون الأزرق الفاتح كصفاء السماء ونقاء البحر وبدت كتمثال منحوت بحجارة ماسية مصقولة بعناية دون ان ترى وجهها استطاعت ان تتخيل تألقه وكأن هالاتها الارجوانية اختفت وطفح الدم الى وجنتيها ليكسبها اللون الزهري كخدود دمى الأطفال هو هكذا الطقس في الأرياف كما سمعت وقرئت يمنح النفس راحة ويفرض على الاعصاب الاسترخاء والتأمل انه ما تبحث عنه بكل معانيه. عندما تجولت في الدار قد تغيرت نظرتها السقيمة السابقة وارغمت نفسها على التحلي بالروح المرحة واستحضرت كل ذرة نشاط بداخلها لتوظفها في تغيير واقع تلك الحاجيات المكدسة بعدم انتظام وفوضى همجية وستجبر تلك الجرذان اللعينة والزواحف على الفرار بحثا عن مأوى اخر فتحت الباب الخارجي غير آبهه بمن في الخارج وفتحت كل النوافذ لينفذ تيار قوي داخل البيت ويخفف من وطأة رائحة العفن المكدسة المكتومة واثناء ذلك القت نظرة على المنزل المجاور وتملكها فضول لمعرفة أصحابه لكنها الجمت ذلك الشعور واصرت ان تبقى بمعزل عن الاخرين خاصة وان شكل المنزل أوحى لها بإحساس غير مريح نحوه اذ ان كل نوافذه مغلقة بإحكام وكأن داخله يغرق في ظلام دائم فضلا عن لونه البني الغامق الكئيب وبابه المغلق وكأنه يخلو من الحياة لولا انها رأت ستارة بداخله تتحرك! ضغطت بأناملها على جوانب جبينها ولفت بهم بحركات دائرية لتخفف من التوتر الناجم من الحاجة الى المشروبات الساخنة التي اعتادت عليها ثم بحثت في حافظتها عن بقايا طعام كالتائهة في الصحراء والتي تعاني مجاعة! ليس هناك سوى قطعة فاكهة وبقايا فطيرة وما ان قضمت شيء منها حتى شعرت بالحموضة يبدو انها فقدت قيمتها الغذائية وبطريقها الى التعفن! أحدثت أصوات في المطبخ كأنها خاضت معركة لخصمين متكافئين ولا أحد سينتصر بالأخر وسيبقى الوضع كما هو عليه تسمرت بمكانها عندما سمعت وقع اقدام عند الباب الخارجي وربما صوت طرق خفيف بعد ساعة من العمل بدون إفطار ولا حتى كأس ماء مجرد قطعة فراولة معظمها تالف! عندما خرجت من المطبخ مسرعة ابطأت الخطا وتغير تعبير بعينيها عندما رأت فتاة مراهقة غريبة واقفة هناك وبدورها الفتاة تأملتها بإمعان وعمق وكأنها جاءت لتقييمها! وهي تقترب منها لاحظت عيون الفتاة الداكنة تخيطها من الأسفل الى الأعلى بحماس ونهم حتى قالت بلكنة مختلفة عن اهل المدينة وبشيء من الاستغراب والقلق الخفي: "عندما وجدت الباب مفتوحا استغربت .... لم أتوقع ان أجد شخص مثلك هنا؟" نفضت الغبار عن كفيها وقالت بلطف: "نعم .... سأقيم هنا و" اتسعت عينا الفتاة التي تبدو صغيرة السن ربما السادسة عشر وقالت بدون تفكير: "عليك ان ترحلي .... ارحلي بسرعة .... اتركي المكان" تسمرت سحاب من نبرتها واصرارها وتملكها القلق قائلة بدهشة: "لماذا؟" تراجعت البنت قائلة وكأن أحدا يطاردها: " ارحلي فقط .... تذكري انني حذرتك" واستدارت وخرجت مسرعة وجدائلها البنية الداكنة السميكة الطويلة تتدحرج خلفها كحبال باخرة مما ترك بداخل سحاب انطباع غير مريح لما قالته .... ارحلي! لماذا؟ خرجت خلفها الى الشارع وهتفت: "انت .... انت يا فتاة" كأن البنت اختفت ولا أثر لها .... غريبة هذه المنطقة وناسها كأنها جزيرة اشباح والناس بها مجرد أرواح تقتحم فجأة وتختفي فجأة وكلهم يتسمون بالغرابة وبسرعة اقتحم ذاكرتها حارس الليل صاحب المصباح ثم عادت ادراجها بإحباط وشغلت تفكيرها تلك المراهقة بعبارتها المقتضبة وبهيئتها الرثة ورائحتها التي تشبه رائحة عرق المراهقات اللاتي اعتدن العزوف عن الاستحمام لأيام! كم تمنت ان تكون جاءت من اجل المساعدة حاملة معها بعض الطعام كنوع من أنواع الترحيب والمجاملة بدلا من ذلك الهجوم والتحذير الصبياني غير العقلاني انقضت ساعات الصباح الأولى وهي منهمكة بعملها في تصفية المنزل من الأغراض الغير ضرورية والتي يعد وجودها عبأ على حجرات الدار الصغيرة المساحة وقد اسقطت كل بيوت العناكب وقتلت بعض الحشرات حتى أصبحت بحال يرثى لها مما دفعها بلا تردد الى الخروج بحثا عن المساعدة تأملت المنزل المجاور بتردد وتساءلت ان كان اهله اموات؟ لا حركة ولا صوت ولو كانوا يمتلكون القليل من الحس والذوق لطرقوا بابها وعرضوا عليها المساعدة كنوع من نبل الاخلاق واحترام الجار لكن يبدو انهم انطوائيين أكثر مما ينبغي .... لا بأس لا حاجة لها بهم وستتدبر امورها بنفسها. اعدلت عن قيادة سيارتها وقررت استكشاف المنطقة سيرا على الاقدام .... شعرت بأنها منهكة حرفيا وخطواتها بطيئة وبدت غريبة بهذا العالم الجديد عليها .... نعم انها طلبت العزلة لكن ليس على هذا النحو المثير للتذمر .... لا أحد مد لها يد العون وربما يرجع ذلك ان منزلها يبعد عن بقية الدور المتفرقة هنا لكن ماذا عن المنزل المجاور؟ عندما وصلت الى متجر البقالة لمحت الرجل الخمسيني صاحب المتجر ينظر اليها بطريقة استكشافية هو الاخر! كأنه مستغرب وجودها في المنطقة وصنفها من الاغراب ربما هيئتها ولباسها مختلف والاجدر ان تكون كل نساء القرية شبيهات لهيئة الفتاة ذات الثوب الفضفاض من الأسفل ويضيق عند الخصر! تبادلت معه بعض العبارات وطلبت ان يرشدها الى متعهد لصيانة بيتها واخبرته انها جديدة بالقرية ومنزلها بحاجة الى صيانة ومن حسن الحظ ان شحن بطارية هاتفها اكتمل من بطارية السيارة وستطلب رقم هاتف المتعهد الذي حصلت عليه منه لكن الذي احبطها مجددا ان موظفة الشركة اخبرتها انها سترسل المتعهد غدا بعد الظهيرة وهذا يعني انها ستبقى بقية اليوم بلا كهرباء ولا ماء جاري في الحنفيات! ثم سألته مجددا وبدت لحوحة: "من اين لي ان اجد انبوبة غاز من فضلك؟" الرجل وباهتمام: "اين يمكث دارك ايتها الغريبة؟" عندما وصفت له فاجئها بنظرات عميقة وبريق غامض سرى بعينيه وهو يهمس: "اوه .... لا اعرف كيف اخدمك ..... لكن" وتوقف عن الكلام وبدى متردد للغاية حتى نطق بعبارة حيرتها واشعلت شرارة مخاوفها: "الأفضل لك ان ترحلي يا ابنتي" وهي تتسلق التل المؤدي الى بيتها وبيدها تحمل الرغيف وكيس الخضار كانت مهمومة وشاردة .... لماذا لا أحد يريد ان يخبرها شيء؟ لماذا عليها المغادرة؟ .... هناك امر مبهم لم تتوصل اليه. عندما أدخلت الأغراض التي ابتاعتها تنهدت ولم تعد تحتمل ان يمضي يوما اخر وهي بلا موقد ولا شاي ولا قهوة وليس لديها خيار سوى ما فكرت به الان ورغما عنها اتجهت الى المنزل المجاور! | ||||||
|
| |
|
11-04-20, 04:55 AM
| #15 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله يبارك بك غاليتي اشكرك من قلبي على كلامك الرقيق تحياتي | |||||||
|
| |
|
11-04-20, 06:19 PM
| #18 | ||||
| نجم روايتي  
| اهلا وسهلا وعود تحمد كل عام وانت بصحه وسعادة يارب اهل علينا رمضان الامن والايمان والسلامة ورفع البلاء وحشتينا كتير صدفه من الفيس عرفت بروايتك الجديدة وكم سعدت جارى القراءة باذن الله مبارك عليك الروية الجديدة | ||||
|
| |
|
11-04-20, 11:44 PM
| #20 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
شكرا لترحيبك وانتظارك دمت سالمة | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2Likes
.png)
العرض العادي
