17-04-20, 02:41 AM
| #32 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اغوار جاري ..... الفصل الخامس اغوار جاري الفصل الخامس .... (انه خطر) قفزت بقوة وكل ذرة بجسدها ارتعدت فزعا حتى نزلت الى الأرض وشبكت ساقيها المرتجفتين عندما سقط الكوب على الأرض محدثا ضجيجا وتهشم الى أجزاء متناثرة بفعل حركتها وهي تزيح الأغراض قرب الموقد .... وضعت يدها على جبينها وسخرت من ضعف اعصابها الليلة ولم تجد امامها الا ان تبتسم ساخرة من الذي حصل يبدو ان جارها نجح باستدراج خوفها. عند حلول المساء أغلقت نافذة غرفة النوم بسبب قشعريرة البرد التي سرت بأوصالها وشعرت بأن انارة المصباح بدأت تخفت تدريجيا وتمنت ان تحرك اميال الساعة بيديها كي يمضي الوقت .... كانت نهاية يوم ليست سيئة تماما وربما غدا سيكون أفضل خاصة بعد قدوم متعهد الصيانة سيكون يوم حافل بالعمل وستحاول ان تغير من واقع بيتها التعيس .... تأملت الجدران مطولا وأدركت انها قادرة على إضفاء لمسات مريحة للعين وبما ان حجرات المنزل صغيرة المساحة ستختار طلاء فاتح كالأبيض الناصع بدلا من اللون التبني الغامق وسترمم تلك الشقوق بالطلاء لكن ذلك سيتطلب منها إزالة الغبار المتراكم على الجدران والخطوة الأهم شراء الطلاء الأبيض .... غدا تستفسر من عامل الصيانة عن أقرب موقع متخصص بالطلاء وانواعه رغم ان كل شيء في الدار بعينيها تعيس للغاية الا انها توقعت ان تحصل على نتيجة إيجابية بعد اجراء الترميمات والانارة ونباتات الظل وستعمد الى شراء ستائر جديدة بيضاء مطعمة باللون الذهبي او الزهري الفاتح وبقيت تتأمل وقد أنعشت روحها تلك الأفكار الإيجابية ومنحتها مزيج من الامل والرغبة بالتجديد وربما ستستعين بجارها ذا البنية القوية لإنجاز بعض المهام الخشنة. دست ساقيها تحت الغطاء الذي كان سيئا للغاية لكنها مضطرة ان تتعايش مع واقعها لحين المقدرة على تخطي الصعوبات المهم الان انها حققت أكبر انجاز بحياتها وهو الابتعاد والبدء من جديد وتلك خطوة ليست يسيرة بل بمنتهى الجرأة .... انت شجاعة يا سحاب لأنك لم تستسلمي واستطعت النفاذ من عالم قاسي جدا من خلال فوهة ضيقة بحثا عن عالم خاص بك تخلقين ظروفه وفق رغبتك وتعالجين مشاكله بحلولك وستتجاوزين العقبات بحكمة تناولت كتابها واستغرقت بالقراءة ووجدتها متعة ليس لها مثيل لم تشعر بها سابقا في خضم مشاغل الحياة وزحمتها فلم يسبق لها ان تنال هكذا حيز من الحرية والسكينة والسكون مجددا الصورة! اذ سقطت من بين الصفحات بحجرها لتجعلها تعقد حاجبيها "لم اختر ذلك بنفسي .... لست مخيرة انا مجبرة .... اقحمتني الظروف بقسوة وغرقت ولم اعرف سبيل للنجاة" "لا .... لا .... يمكنك التغيير ولديك خيارات أفضل حاولي .... ارجوك حاولي من أجلي" "انسي امري يا سحاب والتفتي لإصلاح حياتك.... سفينتي غرقت ولم يعد هناك وقت للنجدة" هزت سحاب رأسها ببطء وهي تستذكر ذلك الحوار ربما الأخير بينها وبين تمارة بسرعة اخفت الصورة بالدرج القريب لتقع عينيها على دفتر غريب! جذبته بسرعة ونكتت عنه الغبار وسعلت من رائحته الخانقة وتحسس انفها بشدة لكن ذلك لم يمنعها من تصفحه وبداخلها فضول كبير لمعرفة ما مضمونه .... حسابات! مجرد حسابات وحسابات واعداد .... يبدو ان والدها يستجم هنا ويراجع حسابات مصانعه وامواله الطائلة اللعينة التي حرمهم منها وتركهم كالأشلاء كلا في ناحية لكن الله لكل ظالم بالمرصاد ويسلط عليه من يمتص دمه ويستنزفه ويذل كرامته كما اذلهم وقدمهم لأنياب الزمن ليمزقهم امام عينيه ولم يرف له جفن. الاب الظالم .... الغني ابن الاسياد اسير الشهوات الذي تزوج من عاملة في معمل والده وبالخفاء لان العاملة لا تشرف اهله وليست من مقامه لكن ميزتها انها جميلة .... زيجة دامت ثلاثة أعوام كلها هجر وابتعاد ونفور لتنتهي برمي الام وطفلتيها بقارعة الطريق وكأنهم كيس قمامة كبير من الواجب التخلص منه مطلقة حسناء .... وجدت نفسها قد اخذت أكثر ما تستحقه من الظلم والنبذ وبدلا من ان تضم طفلتيها الى صدرها وتغدق عليهما بالحنان تولد لديها حقد غريب اتجاههما وكأنهما العقبة التي تمنعها من إيجاد منفذ وتحرمها من فرص الحياة .... وكأن جمالها منحها القسوة والانانية والشعور بأنها تستحق أفضل ما وجدت نفسها عليه وان امامها حياة بأكملها ماذا لو كانت وحيدة بمفردها بدون هاتين العقبتين لكانت فرصها أكبر ولربما أصبحت سيدة مالكة تنعم بملذات الحياة من هنا بدأت محاولات التخلي عن الامومة المقدسة وقتل أعظم الاحاسيس بصدر تملأه الاماني والوعود المبهرجة التي اوصلتها الى محاولات عقيمة برمي الطفلتين عند اهل الزوج الظالم الذين بدورهم رفضوا إيواء بنات العاملة المطلقة لتستمر رحلة النبذ والقسوة لسنوات وكل سنة تمضي تنتقم الام بطريقة وبأخرى من العثرة التي ضيعت عليها اجمل سنوات الشباب والصبا وأجبرتها على العمل وتوفير لقمة العيش وكان انتقامها بالابتعاد الروحي عن بنتيها وبالمعاملة الجافة النبذ المستمر والتوبيخ والتذكير بانهما عائق امام سعادتها وانهما اكبر غلطة ارتكبتها وانها مضطرة ان تعمل كي لا تموتان وتضحي بصحتها وشبابها ويتضاءل جمالها بسببهما وقد حملتهما ذلك العبء لينهك قلبيهما ويفسد طفولتهما وبراءة مشاعرهما .... واول ما طرقت على بابها فرصة لل........ شهقت سحاب ووضعت يدها على جبينها ... لا لا انت تخوضين في الماضي يا سحاب! توقفي .... توقفي أسندت رأسها على الوسادة واغمضت عينيها بقوة وضربت على اذنها برفق قائلة: "كفي عن سماع اصوت الماضي ونظفي اذنيك واستمعي لصوت الوحدة" لم تفتح عينيها الا على نور قوي تسلل من فتحة الستارة ليتخذ شكل شعاع ساطع بقلب الغرفة اعتدلت وتطلعت بالساعة .... السابعة صباحا! .... ربما أفضل شيء فعلته انها استسلمت للنوم وتخلصت من كل إحساس مزعج كان يحيط بها ويحاول انتزاع راحتها وثقتها بنفسها. انتفضت على أصوات الطرق على الباب الخارجي وجمعت شعرها وربطته بسرعة آمله ان يكون متعهد الصيانة وصل. عندما فتحت الباب انطفأ حماسها وحل محله شعور الدهشة التي ارتسمت على تعابير وجهها عندما وجدت امامها سيدة ريفية خمسينية مكتنزة ذات وجه مربع وبشرة حمراء مليئة بالنمش ومبتسمة ابتسامة عريضة! تطلعتا الواحدة بالأخرى باهتمام وتفحص وكانت السيدة تحمل سلة كبيرة مغطاة بشرشف ابيض ناعم والرائحة المنبعثة من السلة اقتحمت انفها وحفزت الشهية لديها وقبل ان تقول شيئا بادرت السيدة: "اخبرتني ابنتي ان هناك شابة غريبة نزلت حديثا في القرية ووجدت من واجبي ان ازورك واجلب لك الفطور" وكشفت ما في السلة بيدها ذات الانامل القصيرة الممتلئة لتجد سحاب الرغيف الساخن الشهي ومن ثم ازاحته لتكشف عن اناء كبير يحتوي على القشدة ابتسمت سحاب بامتنان وأشارت الى الداخل قائلة بلطف: "تفضلي سيدتي ولنتشارك وجبة الفطور .... شكرا شكرا من قلبي على صنيعك" دخلت المرأة بسرعة وجالت ببصرها بالبيت وكأنها كانت متحرقة شوقا لمعرفة ما بالداخل اذ كانت نهمة النظرات! وضعت السلة على الطاولة الخشبية وتناولت سحاب منها الرغيف لتحمل السيدة الاناء وتخرج من تحته علبة عسل طبيعي واناء يحتوي على البيض المسلوق وشعرت سحاب بكرمها الفائض وأدركت ان صفة الكرم ليست بجديدة على الريفيين. تبعتها السيدة الى المطبخ قائلة: "البيت مهجور لسنوات .... لما اخبرتني ابنتي إنك تشغلينه استغربت .... عموما اعتقد انه يتطلب منك مجهود مضني لإعادة الحياة اليه" لفت سحاب الحنفية بصعوبة بالغة وابتسمت للسيدة قائلة: "نعم .... كل شيء هنا يتطلب مجهودا" السيدة وبحرص: "ستبقين طويلا؟ انت صاحبة البيت ام استأجرته؟" سحاب وهي تغسل الابريق بنقاط الماء: "نعم باقية .... انه ملكي" ثم التفتت اليها وقالت باهتمام: "اثار قلقي ما قالته ابنتك" خفقت اهداب السيدة: "وماذا قالت تلك البلهاء؟" سحاب وبتفحص: "اخبرتني بضرورة الرحيل" السيدة وبسرعة: "لا تعتدي بكلامها انها طفلة تسمع حكايات خرافية من الأطفال في القرية على انه بيت مهجور تسكنه الاشباح وما شابه تعرفين قصص الأطفال" خفقت اهداب سحاب وتذكرت عبارة جارها" الم تسمعي بالبيت المسكون" لم يخيفها الامر لكن شعور غير لطيف اجتاحها واومأت لتواصل السيدة وكأنها تبرر: "لا تأخذي كلامها على محمل الجد مجرد أوهام يزرعونها الإباء والامهات هنا لتخويف أطفالهم وليضمنوا ضرورة عدم ابتعادهم" اومأت سحاب قائلة: "فهمت .... عموما ذلك لم يخيفني على الاطلاق كما انني لست وحيدة تماما" وأشارت الى المنزل المجاور عبر النافذة مواصلة: "هناك من هم بالجوار" تغيرت ملامح المرأة بسرعة وبدت مضطربة وقالت لا اراديا: "لا .... اياك" خفقت اهداب سحاب وتركت ما بيدها واقتربت قائلة: "نعم؟" السيدة وبقلق وتردد كأنها لا تريد ان تتكلم وبهمس: " اياك .... انه خطر" سحاب وبصدمة: "خطر!" السيدة وكأنها محاصرة لكنها مضطرة ان تدلي بما تعرفه: "لا أحب ان يبدر ذلك الكلام مني لكن .... الرجل .... الرجل الذي يقيم به ممسوس" سحاب وبصدمة أكبر: "ما هذا الكلام الغريب؟ ممسوس؟" السيدة وبهمس وهي تتطلع نحو المنزل: "لا اعرف .... يقال ان لديه انفصام وقيلت عنه حكايات و" ثم توقفت عن الكلام وتراجعت خطوات حتى خرجت من باب المطبخ وتبعتها سحاب قائلة بلهفة وقلق: "ماذا قالوا عنه ارجوك أخبريني" شبكت السيدة يديها وقالت عبر شفاه مضطربة: "انه مريض نفسي .... يقال انه قتل اهله منذ سنوات وبعض الناس قالوا انه قتل زوجته وطفله و" ثم هزت رأسها وقالت بارتباك: "لا اعلم ربما اشاعات .... المهم ان حوله علامات استفهام كثيرة والناس هنا تتجنبه حتى انهم قالوا ان بيتك تابع له ينفذ به اعماله وكثيرا ما يسمع أهالي القرية أصوات غريبة منبعثة من هذه التلة مرة يقولون انها تصدر من ذلك البيت لكونه مسكون ومرة يقولون انها تبدر من بيته .... لا اعرف .... قبل عامين حدثت جريمة هنا بالقرية وكل أصابع الاتهام تشير نحوه اذ وجدت شابة مقتولة مجردة من ثيابها أسفل التلة قرب الشجرة الكبيرة المهم الان ان تبتعدي عنه وتتجنبينه قدر الإمكان" ووجدت السيدة تغادر بسرعة وكأنها خائفة لأنها ادلت بمعلومات خطيرة! أغلقت الباب وأقفلت على نفسها وهي متوجسة خيفة من كلام السيدة ومهما بررت ان أهالي القرية عقولهم بسيطة ويتوقون الى التصديق بالأوهام واختلاق القصص الأسطورية والخرافات ويميلون للأيمان بقصص الجن والشعوذة والسحر الا ان لا دخان بلا نار وان الرجل في المنزل المجاور يحيطه الغموض وربما حياتها في خطر! دعكت راحتي يديها ببطء وشعرت بجفاف ريقها شابة مقتولة! تحت التلة قرب الشجرة؟ هذا يعني انها كانت بالمكان الذي ركنت سيارتها به! وتذكرت خشخشة العشب قرب السيارة عندما جلبت اغراضها وكأن أحدا كان هناك يراقبها ويتتبع خطواتها وباليوم ذاته كان جارها يتجول بالبندقية! اجفلت وتراجعت حتى ارتطم جسدها بالطاولة خلفها عندما طرق الباب مجددا وبنفس القرع الايقاعي الذي سبق ان سمعته! | ||||||
|  |
|
17-04-20, 03:45 PM
| #35 | ||||
|  رواية جميلة وغامضة الأحداث بدأ من البطلة سحاب وماهي قصتها التي أدت إلى فرارها من ماضيها الغير سعيد ووالدها القاسي وطفولتها الغير سوية إلى قرية بعيدة وبيت صغير متروك يقال انه مسكون . وجارها الجلف الذي اتهمها أنها لصة وخمن أنها أتت مع صديقها ولم يعطيها سوى المصباح الى اليوم التالي . ساعدها بعلب القهوى والشاي والانبوب الغاز الذي استعارته منه حتى يأتي مصلح الأنابيب ليصلحهم لترك البيت مدة طويلة . ماسر جارها وماهي الأصوات التي سمعتها وما هي الأسرار والالغاز التي تحيط سحاب والذين حولها وتحذيرات بالابتعاد عن البيت وعن جارها الخطير والغامض و ذلك في رواية أغوار جاري للكاتبة المبدعه هند صبري لها مني اجمل التحيات واحلاها نورتي عزيزتي هند ونور منتدانا الغالي بروايتك الجديدة هذه. | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2Likes
العرض العادي
