22-07-20, 07:01 PM
| #405 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اغوار جاري .... الفصل الثالث والعشرون اغوار جاري الفصل الثالث والعشرون......... (لفحات من لهيب الماضي) قادت سيارتها وهي ترى كل ما حولها بهيئة ضبابية وتسرب إحساس سقيم من الكآبة الى داخلها وسيطر على تعابيرها وقسماتها التي راقبتها خلال مرآة واقية الشمس ووجدت الهالات تغطي معظم بشرتها الفاتحة حول عينيها وكأنها عادت الى نفس نقطة البداية ولم تنجز شيء من احلامها وامالها الضالة ووهبت أيام وليال من عمرها في تلك القرية الغريبة المعقدة كهدية مجانية بلا مقابل ولا هدف ولا سبب واضح فقط من اجل ان تهدر حياتها وتنقص من ايامها التي تمنت لوهلة ان تكون محدودة ليت عمرها قصير مثل تمارا من اجل من تعيش ولمن؟ هزت رأسها وهي مستاءة جدا مما وصلت اليه بعد ان كانت الآمال تكتظ بداخلها معتقدة انها ستغير مسار حياتها بيدها وبطموحها بالتحرر لكن يبدو ان كل ما فعلته هراء وسخافة وكأنها تسير على جهاز السير الرياضي ومهما هرولت وركضت فهي تراوح بمكانها الى متى يا سحاب؟ الى تبقى تبقين ممسحة اقدام لمن حولك؟ الى متى تبقين تستنزفين نفسك بالإحساس بالذنب؟ الى متى تبقين تتوقين عبثا الى مسحة حظ ربما تغير قليلا من واقعك الذي ترفضينه بكل نبضة قلب ودقة ميل ساعة معطلة يراوح بمكانه؟ حررت زفير طويل من اللاراحة زفير مثقل بالحسرات والخيبات وجالت ببصرها حولها وفاقم الطقس كآبتها اذ حجبت الغيوم الغامقة الباردة حزمة الشمس الذهبية التي كانت تؤنس السفوح والمراعي بدفئها وحنانها وكأنها تعاقبها على الدفيء الذي تبثه بالأرجاء والنفوس! حادت عن الطريق الوعرة المؤدي الى بيتها واعتلت اخر لتصعد فوق التلال وتفتح النوافذ الى أقصاها وتسمح للنسيم البارد ان يلاعب خصلات شعرها التي تحررت من شعرها المعقود خلف رأسها وتناثرت حول وجهها بحركات رتيبة وراودها شعور ورغبة ان تبقى تقود وتجوب الشوارع الخالية لساعات الى حد الانهاك انها تفكر بعمق باحثة عن حلول تفكر بكيفية الخروج من الحفرة التي تلت الحفرة سابقتها والتأهب للحفرة القادمة كما عودتها الأيام ان تنزلق قدمها بمطبات كل حقبة زمنية من حياتها .... طفولة معذبة ومخدة مبللة بالدموع بكل مراحل العمر مراهقة بائسة يتخللها الخوف والاجهاد وعيون غائرة تنهكها الحرقة والوخزات من قلة النوم .... من السبب بكل ذلك؟ ميرال؟ ام انت يا ابي؟ انا وتمارا ضحية لأبوين تافهين متهرئين المشاعر والاحاسيس عديمي المسؤولية والحرص تتوج رأسيهما تيجان الغرور وبهرجة الاماني المزيفة وتسيرهما الشهوات الشيطانية لتتمخض تلك المشاعر المتناقضة التي اشتبكت بالخطأ عن اسرة مفككة ضائعة تمزقت الى أشلاء تناثرت هنا وهناك كقطع لحم بشرية كل في ناحية. مررت كف يدها البيضاء المعروقة على جبهتها العريضة الساخنة وهي تتذكر موقفها مع بارع ذلك الرجل الذي غير بداخلها مشاعر وقتل احاسيس واحيا أخرى وقلب موازين واعتقادات بأعماقها وبعثر رواسخ وثوابت كانت بداخلها وادخلها في متاهات جديدة صدمها مرار وجعلها تضحك مرارا وبكت من كلماته أحيانا وسهرت تفكر بتناقضاته منحها الأمان مرات وملأ عروقها بالرعب مرات وجعلها في ازمة مع قلبها بارد وهادئ الى حد ما كالبركان الراكد الخامد الذي يؤمن من حوله بعدم انفجاره وسكونه لكن وجوب عليهم ان يبقون يرقبون ويتوجسون من قربه ويفضلون البقاء مبتعدين مسافة خشية من زوبعته انسان غريب وعيونه تتكلم كثيرا بدلا عن لسانه الذي ينطق قليلا أحيانا تشعر ان قلبه مدجج بالمشاعر والعواطف وأحيانا أخرى تكاد توقن ان قلبه صحراء قاحلة لا حياة بها ويموت كل ذي روح لو فكر ان يعيش بداخلها. مع يقينها الكامل بحماقة التصريح الا انها تعترف انها تكافح الرغبة به كلما حاول الاقتراب الرغبة التي ظنتها انطفأت او ولدت ميتة أساسا وكانت كجثة مركونة بأحد زوايا جسدها وعفى عليها الزمن حتى باتت مهجورة تغزوها بيوت العناكب والاعشاش من خمودها ورقودها الطويل انا احبه ولم اخطط لذلك نمت وصحوت وجدت نفسي احبه وأول مرة بحياتي اعرف معنى هذا التعبير وهذه الكلمة .... احبه لكني محاصرة من كل جانب احبه لكني مذنبة احبه لكني قاسية بذلك وقذرة. ربما علي ان ارحل من تلك القرية واغادر بارع واهرب من خليل واخذل فوزية واسمح للحشرات والعناكب والفئران ان تستوطن البيت من جديد .... اترك كل شيء واعتبره محطة ملونة من حياتي اهتز عندها قلبي بمشاعر مختلفة ومتشابكة ارحل؟ اهرب مجددا؟ مرة من بشير مرادي ومرة من بارع او بالاحرى من قلبي؟ الى اين اذهب الى من الجأ؟ انزل في محطة أخرى لأكون مادة دسمة لأناس جدد ربما لا يرحمونني كما يفعل خليل اليوم؟ خليل لديه إصرار غريب على تحطيمي ونهش اعصابي قبل جسدي وكل ذلك بأمر من ميرال امي .... امي التي تسقيني المرار نقطة نقطة امي التي تزهقني الروح حبة حبة ببطء شديد ليتها تموت بالفعل ليتها تموت وتغادر حياتي الى الابد لكن لا فائدة من موتها لانها سلمتني بحياتها الى ايدي لا ترحم .... امي باعتني الى بشير مرادي لتطفأ نيران هياجه بعد موت تمارا ليرى بي صورة اكثر وضوح وصفاء ونقاء من صورة تمارا الضبابية المخدشة سلمتني ليديه ليمارس علي مشاعره المريضة السادية ويغدق عليها بالمال والخيرات ثمن لدمية القطن التي لا يمكن ان تتوقف عن استقبال الوخزات والدبابيس وجلدها متوطن لتلقي حتى السكاكين والخناجر بشير قتل تمارا خنقا عقابا لها على تمردها على حبه وعشقه المجنون السادي عقابا على انتفاضتها ضد سجنه وعذابه وقسوته وحقارته قتلها لانها قاومت رغبته الهمجية مرارا واتعبته وهو السيد المطاع الذي لا يجب ان يرفض له امر وكل من حوله عبيد بلا قلوب ولا احاسيس كل من حوله كلاب ذليلة مطيعة كل ما عليها ان تلعق بأقدامه كتعبير عن الامتنان له دائما وابدا وإقرار بالعبودية .... انتزعها من بركة الوساخة والقذارة التي رماها بها توفيق بمباركة الام الحنون لينقلها الى بركة موحلة بالدم والاضطهاد واتخذها عبدة له ولشهواته السقيمة العدوانية وهي ابنة السابعة عشر .... راقبت الماء النحاسي الجاري من جدول قريب وأوقفت السيارة وترجلت حتى وصلت الى الجدول وتنصتت الى خرير جريانه وانزلت قدميها لتلسعها برودته وبقيت جالسة هناك لتنعم بشيء من الخلوة وصفاء الذهن لتسترجع الصور والاحداث بوضوح دقيق اعتقدت ان اليد القوية لذلك الشاب الريفي المفتول العضلات الذي ظهر بحياتها وهي بسن السادسة عشر صمام الأمان هي النجادة التي امتدت لها لتنتشلها من بقعة الظلام وتمسكت بها بقوة وإصرار وبراءة وقلبها مكتظ بالمشاعر الحقيقية والوفاء والرغبة بالعيش بأمان واستقرار بعيد عن هيمنة توفيق وسطوة ظلمه لكن بعد حين تبين لها انها مغدورة من الحبيب الفارس الذي شدها اليه وابتعد بها وعاشرها معاشرة الأزواج دون ان يكتب عليها كما وعدها متحججا بصغر سنها وعائلته المحافظة وعندما ادركت ان غايته وهدفه ان تبقى تحت مسمى خليلة وعشيقة وصاحبة يتعلل عندها بين الليلة والأخرى غادرته واختارت العودة الى أحضان الظالم وهيمنته خافية معها سرها الذي تحت ضعفها وصغر سنها باحت به لوالدتها اقرب الناس اليها وهل هناك اقرب من قلب الام لابنتها؟ اخبرت أمها عن خطئها عن سوء اختيارها عن وقوعها بالغلط معتقدة انها ستحتويها وتقف بصفها وتطالب الشاب القروي ان يصلح ما افسده لكن الذي حصل عكس توقعاتها تماما اذ باعت الام السر للزوج الفاسد الحقير الذي اتخذ من الحادث شرعية للتصرف بتمارا وتقرير مصيرها وفق مصالحه واهوائه وبدأ باستثمارها لأصحابه الأثرياء بحجج عجيبة ومريبة يقنع بها الزوجة الجشعة ليغير من حاله المادي ويدخل صفقات رابحة نقلتهم نقلة جيدة وقتلوا قلب تمارا عندما عاد الشاب القروي نادم واراد ان يصلح غلطته ويتزوج تمارا التي خلي بها وخدعها بعد ان اكتشف انه بالفعل يحبها لكنه كان خائف من اهله ومن الناس وحالما سمع اخبارها وان زوج أمها يريد استغلالها بعد ان بعثت له برسالة طالبة منه انقاذها من صفقات توفيق اقبل وطلب يدها من ميرال وتذلل وتوسل لكن توفيق احكم قبضته عليها وطرده وسجنها وهددها بقتل خليل حبيبها الذي يحاول انقاذها .... من اجل الحب ضحت في البداية بشرفها ومن اجل الحب ضحت ثانية بالستر والزواج وقررت ان تبتعد عن خليل خشية من قتله على يد توفيق البغيض الذي يتمتع بعلاقات مع رجال مهمين واثرياء وتجار كبار حقراء مثله. بدأت جلسات البيع تعقد في الدار على مستوى عال من السرية وبمقابل مادي مرضيا لتوفيق وميرال التي خدعها بداية بمؤامرة الزواج العرفي واستحصل مباركتها ليتطور الامر فيما بعد الى تجارة وأصبحت تمارا تانيا معشوقة الرجال المهمين حتى لقطها بشير مرادي من كبارات الرجال في المجتمع واتخذها له الشاب القروي لم يستسلم للفراق حتى بعد ان اكتشف ضياع حبيبته وقرر ان يأخذ نصيبه منها ولم يعجبه ان يخرج من المعادلة خال اليدين وبادر بمقابلتها قبل ان يحكم بشير مرادي قبضته عليها وبسبب سقوط المبادئ والاستسلام من قبل الاثنين عادت علاقتهما المحرمة من جديد وبدون مقابل من اجل الحب فقط بشير مرادي طرد ذلك العشيق النزق من طريق تانيا والأخيرة وافقته خوفا وطمعا ولأنها بقرارة نفسها كرهت خليل لانه كان السبب بوقوعها وضياعها وكرهته لانه رضي لنفسه ان يعاشرها دون محبة وانما من اجل إرضاء رجولته المتدنية. اعتقدت تمارا انها تحت قبضة بشير ستسيطر وتقوى وتنتقم من توفيق وتذله وتنتقم من كل من اذاها لكن الحقيقة المرة خذلتها اذ ان بشير كان لا يقل عن توفيق وغيره حقارة وزندقة واحتكرها لنفسه من سن السابعة عشر الى ان بلغت الثامنة عشر وهام بها حبا لدرجة انه كان يفرض نفسه عليها متى شاء ولو كانت غير راضية وعاشت معه أبشع الأيام حتى اضطرت ان تترك سجنه وتهرب الى أمها طالبة الرحمة وكل مرة يعيدها وتهرب منه حتى بلغ به الغضب وتحت تأثير الشراب الى ان يقتلها خنقا بيديه وفي بيت توفيق وامام ناظرهم جميعا. طلعت الشمس بين الغيوم واشرقت على السفوح ومنحت الجدول لون ذهبي رائع واكسبت شعر سحاب شقرة كلون الزنجبيل ونهضت عندما لسعت الاشعة عيونها وجرتها قدميها بخطوات متثاقلة نحو السيارة ما ذنبها بكل تلك القصة التي جعلت منها فتاة مريضة خائفة منطوية على نفسها بليدة المشاعر تقضي معظم يومها حبيسة غرفتها في بيت توفيق وتطاردها الكوابيس كل ليلة لا تفارقها صرخات تمارا من ضربهم وتعذيبهم لا تفارقها دموعها من الظلم الواقع عليها حتى انها شهدت ممارسة الحروق على جسدها من قبل بشير لمعاقبتها على صدها وتمردها .... شهدت كل عذاب تمارا وعاشته لحظة باللحظة وكانت تمارا تحبها وتحاول حمايتها لان توفيق وميرال اتخذوها كوسيلة ضغط على تمارا كل مرة يهددونها بأختها الحبيبة النقية وضرورة سحبها الى نفس الطريق. لم تكن امي راضية عني لأني بليدة الملامح ولا اتمتع بالأنوثة وانا كنت اصطنع ذلك بمساعدة تمارا ونصحها دائما ترشدني الى أمور تجعلني عديمة الفائدة بنظرهم وكنت اتظاهر بالاختلال العقلي أحيانا وكنت اجبر نفسي على القيء والتظاهر بالمرض امامهم وكثيرا ما كنت اجلس امام المرآة واصبغ الهالات الغامقة حول عيني وامشط بشعري الى الحد الذي يجعله اشعث ومنكوش كنت احب ان ابدو سقيمة بعد موت تمارا دخلت بأزمة عصيبة كنت اصرخ طوال الليل ويغمى علي بين الحين والأخر وادخل بنوبات بكاء طويلة .... جلبت لي ميرال الأطباء الى البيت ورفضت ان تدخلني المصحة واكتفت بوصفات الأطباء مهدئات ومنومات خنت تمارا بسبب الخوف وشهدت زورا لصالح بشير مرادي وضاع دمها وتاه قاتلها امام الشرطة نفذ بشير الذي انهار تماما بعد موتها واعتزل حياته المألوفة وأصيب بمرض السكري وكان غاضب على حبه الذي دفن تحت التراب جراء لحظة طيش وغضب من عقله .... أراد ان يجد تمارا من جديد وللأسف وجدها وتعافى ووقف من جديد عندما وجد صورتها بجسد اخر.... انهالت دموعها للحد الذي لم تعد ترى الطريق امامها .... لم تكن تمارا توافق على الذي حصل بعد موتها عندما وضعوني انا بمكانها ولم تغفر لي وتسامحني على ضعفي وخوفي منهم واستسلامي .... لم يشفع لي مرضي ولا تظاهري ولا صدمتي ولا حتى بلادتي امام بشير وتوفيق لم يرضي توفيق ان يستسلم لرحيل الدجاجة التي كانت تبيض لهم ذهبا وقرر ان يوظف أخرى وقد خدمه الشبه ليقدمني على انني تانيا جديدة ولان مرادي كان يبحث عن تمارا حبيبته لكن بصورة أخرى وبجسد اخر اكثر براءة ونظافة فرح كثيرا بأختها التؤام وقرر ان يحقق بها ما لم يحققه بتمارا وهنا ظهر مكر ومخطط ميرال وتوفيق بظهرها ان يستنزفون بشير ويستغلونه افضل استغلال خاصة انه ممتن لهم على صمتهم امام جريمته تم البيع من جديد وبأحكام وحنكة اكبر مستفيدين من براءة سحاب ونقاءها ليفتعلوا شروط ويختلقوا طلبات خيالية ويعقدوا صفقات مستغلين خوف وضعف شخصية سحاب ولهفة وشوق مرادي لعصفورة جديدة يدخلها قفصه ويقفل عليها. زواج .... هنا حصل زواج واضطرت سحاب ان توافق لانهم هددوها وارعبوها بفكرة انتهاكها غصبا اذا رفضت الزواج هددوها بمصير تمارا وصورا لها انهم سيجعلونها تمتهن نفس المهنة وتلاقي نفس المصير .... تزوجت .... نعم انا زوجة بشير مرادي. التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 22-07-20 الساعة 07:24 PM | ||||||
|  |
|
22-07-20, 07:35 PM
| #407 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 6 والزوار 10) هند صابر*, mango20103, ريتاج تاج, جنوني عشقك, ع عبد الجبار, بت الجوف | ||||||
|
| |
|
23-07-20, 01:45 AM
| #409 | ||||
| نجم روايتي  
| الاباء يزرعون الحصرم والابناء يحصدون ميرال ليست ام هي وزجها احقر من بعض باعت ابنة وانتقلت لاخرى ف سبيل المال والجشع واب ترك ابنتيه بعهدة ام لاتمت للامومة بصلة ماضي قاسي كيف شهدت كل هذا وقتلت تانيا وضاع حقها | ||||
|
| |
|
25-07-20, 05:54 PM
| #410 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
لانعرف ما دوافع الام وما مبرراتها وهل بالفعل هي ظالمة ام مظلومة؟ تسلميلي غاليتي على التفاعل | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2Likes
العرض العادي
