آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          305 - عــــلاقات خـــطرة ليليان دارثي(كتابة /كاملة )** (الكاتـب : الملاك الحزين - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          347 - الراقصة والأرستقراطى - سوزان بيكر - م.د ** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          285 - أنين الذكريات - هيلين بروكس (الكاتـب : عنووود - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-20, 02:43 PM   #11

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي


اتمنى ان تكون الفصول قد نالت على اعجابكم لا تحرموني ارائكم و افكاركم
انتظروني غدا مع فصلين جديدين و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته




mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 23-06-20, 01:05 PM   #12

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Icon26

الفصل السابع


مدت يديها بتعب
أخيراً انتهى كل شيء
التفتت إلى تلك الشابة الطويلة صاحبة الشعر الطويل المرفوع للأعلى
"أميرة... أتمنى في المرة القادمة ألا تتصرفي بمثل هذا التهور، فنحن لن نكون دائماً بجانبك لمساعدتك، كان بإمكانك تسجيل الفيديو لكي تتمكني من فضح ذلك الأحمق دون الاضطرار لتعريض نفسك للخطر... و كان الشرطي ليتفهم الأمر"

رمقتها أميرة بنظرة غاضبة
"أعتذر لتوريطي لك في مشاكلي، و أشكرك حقاً لإنقاذي، و لكنني لست آسفة لتصرفي.... نعم أنا لست آسفة و لن أعتمد على نصيحتك.... لأنني لا أحبد التصرف مثل الجبناء"

اطلقت سحاب تزفيرة طويلة
"حسناً ، أياً يكن قومي بما تريدين... أنا لن أورط نفسي في مشاكلك فكل ما أريده هو حياة جامعية عادية... أتفوق فيها و اتخرج كطبيبة... هذا فقط و لا يتواجد داخل مخططاتي الذهاب إلى الشرطة أو أي شيء مشابه... حتى أنني متأكدة من أن والدي قد سمع بالأمر و لن يدع الأمر يمر بكل سهولة"

لاحظت زهرة اضطراب الأمور بينهما لتتنهد بهدوء
"لماذا كل هذا الغضب....؟ هيا ابتسمن.... لقد قمنا بالقبض على مجرم... ألسنا نشبه أبطال العدالة؟ "

بقيت علامات البرود مرسومة على وجه سحاب أما أميرة فقد رسمت ابتسامة كبيرة على وجهها
"أنت محقة ههههههه.. إذاً دعينا نسرع في العودة و إلا سيتم إغلاق الاقامة... و نبيت خارجاً و نتحول من بطلات إلى مجرد متشردات... "

.............

عيون شديدة الخضرة
شعر أشقر ناعم يغطي معظم ملامحه
و لحية شقراء خفيفة مرسومة باتقان مما أعطته جاذبية خاصة
قامة طويلة و جسم عضلي
كيف لا ....و هو في الأخير يعمل في سلك الحماية المدنية
وقف أمام باب منزله و علامات الاضطراب مرسومة على وجهه
لقد مر يومين كاملين على تلك الحادثة
هو متأكد من أن كلاً من والدته و شقيقته غاضبتان منه بسبب فعلته
هو يعلم بأنه مخطئ في ضربها و لكن وقاحتها معه تجاوزت الحدود
تمالك أعصابه
حسناً هو سيعوضها على ما فعله معها
سيأخذهم إلى حديقة الملاهي كوسيلة للاعتذار على فعلته و لتسوية الأمر فهو لا يستطيع أن ينام قرير العين بينما والدته غير راضية عنه
فتح الباب بهدوء
"السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..."

خرجت امرأة في منتصف العمر ذاة عيون سوداء و شعر بنفس لون عيونها تتخلله بعض الخصل البيضاء
"و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته....بني تعال معي إلى الصالة علينا أن نتحدث عن تصرفك الأخير..."

ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه و قام باتباعها دون أن يبدي أي اعتراض على أوامرها

جلست على الأريكة ثم أشارت إليه بالاقتراب و وضع رأسه على حضنها

تنهد باستسلام و قام بما أمرته به

بدأت تلك المرأة في مداعبة شعر ابنها بينما ابتسامة صغيرة مرسومة على وجهها
"هل تعلم لماذا سميتك بزيد؟ "

ارتسمت ابتسامة هادئة على وجه ذلك الشاب فلمسات والدته و مداعبتها لشعره أبعد كل ذلك الاضطراب الذي كان يحس به
"نعم لقد سميتني بزيد نسبة إلى زيد بن عمرو الشخص الوحيد الذي خالف قريش قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم و آمن بوحدانية الله فقد تحدى مجتمعه و لم يهتم لكلامهم... كما أنه كان يقوم بانقاد الفتيات اللاتي كانت عائلاتهن تقوم بدفنهن و يربيهن في كنفه ثم يزوجهن أو يعيدهن إلى عائلتهن.... و هو والد سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة كما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أنه ييعث يوم القيامة أمة لوحده..... أمي لقد قصصتي علي هذه القصة حتى حفظتها... "

ابتسمت تلك المرأة
"لقد سميتك على اسمه لكي تكون شخصاً مثله... شخصاً شجاعاً لا يهتم و لا يتأثر بالظلم و الفجور الذي يحدث حوله.... شخصاً لا يخاف في الله لومة لائم...و مع هذا.... "

"أمي أنت تعلمين أن سبب منعي لزهرة من الدراسة في قسنطينة ليس اهتماماً لكلام الناس فوالله لو سمعت شخصاً يتكلم في عرض أختي لأضربن عنقه... و لكن... امي تخصص الهندسة المعمارية متواجد هنا في جامعة مدينتنا... كان بامكانها دراسته هنا أمام عيناي و لن أمانع ذلك... "

"أنت تعلم بأن الامر مختلف يا عزيزي ففرص العمل في قسنطينة أحسن بمليون مرة منها هنا في جيجل"

"و ما حاجتها في العمل؟ المال متوفر.. و لو طلبت مني النجوم لجلبتها لها... هي غالية علي.... و إذا كانت خائفة من المستقبل ...فهناك العديد من الأشخاص من يتمنونها... بل سأبحث أنا عن رجل يستحقها... قلنا رفضت زهير بسبب ماضيه... و قلنا لا بأس... بالرغم من أن الفتى لا غبار عليه... ف والله لو لم أكن أعرفه مثل معرفتي لنفسي لما وافقت... و لكن قلنا رأي أختي و لها الحق باختيار الرجل الذي ستعيش معه... و لكنني أخاف من أن تتغير بسبب بعدها عنا.... أنا لا أشكك في تربيتك يا أمي.... حاشا لله و لكن ان النفس أمارة بالسوء.... و أنت رأيت بأم عينيك ما حدث معي و مع لميس"

ابتسمت تلك المرأة بألم
"عزيزي هذه زهرة أختك و ليست لميس رحمها الله و غفر لها ذنبها"

ابتسم بألم فور تذكره لتلك المرأة التي كان من المفترض أن تصبح حلاله
"لقد أحببتها يا أمي... لقد أردتها أن تصبح زوجتي و حلالي.... فور نجاحها في البكالوريا تقدمت لها و خطبتها...لم اتكلم معها و لو لمرة فقد أردت أن تكون علاقتنا مبنية على الحلال الخالص... خفت عليها حتى من نفسي... لم تكن ترتاد الأسواق و لم تضع و لو لمرة مساحيق التجميل... كانت فتاةً هادئة ناعمة و متجلببة... والديها حاجان يسمع من منزلهما صوت تلاوة القرءان.... أبوها إمام مسجدنا و صديق والدي المقرب... تربت في الصلاح و لكن و مع هذا...... لم أمتلك حتى رقم هاتفها يا أمي... تخيلي مدى حرصي على براءتها و طهارتها.... دعوت في صلاتي و في سجودي ان يبارك الله زواجنا... و حتى عندما قامت بتأجيل زواجنا بحجة اكمالها لدراستها في الجامعة... لم أعترض على ذلك و تجاهلت كل تلك الاشاعات التي كانت تتحدث في عرضها... قالوا انها تغيرت... قالوا انها لم تعد تلك الفتاة البريئة... و لكنني تجاهلتهم يا أمي.... لم أهتم لهم و لا لكلماتهم بل كنت دائماً ما أقف في وجههم و أعاتبهم... إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم.... حادثة سير كانت السبب في اكتشافي لحقيقة معدن زوجتي المستقبلية... أمي لقد كانت هي.... ذهبنا برفقة زملائي نحو مكان الحادثة لأتفاجأ بوجود خطيبتي العزيزة و رجل آخر داخل تلك السيارة في وضعية غير محترمة.... حتى أن التحاليل كانت تؤكد أن كلاهما كانا منتشيان بسبب المخدرات... "
توقف عن الكلام فجأة و رفع عيناه نحو والدته
"هي أيضاً كان والداها يثقان فيها.... هي أيضاً كانت فتاةً بريئة..... "
احتدت عيناه فجأة
"أمي... أين زهرة؟ في العادة كانت لترحب بي حتى. ... حتى و لو كانت غضبة مني.. ."

"زيد اسمعني.... زهرة... "

أبعد رأسه فجأة عنها
رفع عيناه الخضراوتين لتحدقا بتمعن في عيون أمه شديدة السواد
"لا تخبريني.... أرجوك أمي... لا تقولي أنها خالفت أوامري.... "

"زيد اسمع.... "

نهض من مكانه بسرعة ليتجه نحو غرفة شقيقته

و لكن أمه أمسكت بيده كمحاولة لها لإيقافه فهي تعرف ابنها و تعرف جنونه عندما يغضب

أبعد يده عنها بقوة و لكن هذه الحركة الأخيرة أوقعت والدته أرضاً لتبدأ الدماء في السيلان من على جبينها

توقف ذلك الأشقر عن الحركة فجأة فور التقاط أذنيه لصوت الارتطام داك
"أمي أمي... هل أنت بخير؟ أمي أرجوك ردي.... أمي أنا حقاً آسف... "
بلل يده بالماء و أخد يرشه على وجه والدته

فتحت تلك المرأة عيونها ببطئ لتلاحظ ملامح الاضطراب المرسومة على وجه ابنها

انهار ذلك الشاب و بدأ في تقبيل رأسها و قدميها في تدلل
"أرجوك اعفي عني أمي.... أرجوك... أنا لن أستطيع النوم و أنت غير راضية عني... "

ابتسمت تلك المرأة بتعب
هذا الشبل حقاً من ذاك الأسد
كلاهما يغضبان بسرعة و لكن دائماً ما يسارعان إلى الاعتذار
حسناً هي لم تغضب عليه أصلاً فهي تعرف ابنها و تعرف مزاجه الناري خاصة عندما يغضب
يمكنها و ببساطة استغلال حب ابنها لها و جعل الأمور لصالحها
رسمت ملامح البرود على وجهها ثم أبعدته عنها بقسوة
"يا خسارة تربيتي فيك يا زيد.... تضرب شقيقتك من لحمك و دمك و الآن جاء الدور على من حملتك تسعة أشهر و ربتك و كبرتك لتعيد لها معروفها بهذا الشكل! "

تجمعت الدموع في عيون ذلك الشاب
هو حقاً قد اقترف كبيرة من الكبائر
كيف طاوعته نفسه أن يقوم بهذا
لقد كان يخال نفسه رجلاً قوياً و لكنه اكتشف أنه مجرد صعلوك ضعيف يرفع يده على النساء بحجة الغضب
"أمي سامحيني... أمي سأفعل أي شيء لكي تسامحيني... "

أحست تلك المرأة بالسعادة فقد نجحت خطتها بالفعل
حسناً هي تحس بالقليل من عذاب الضمير بسبب الألم الذي تسببته لابنها
"أنا لن أسامحك حتى تقوم بالاعتذار إلى شقيقتك.... هي ستكمل دراستها هناك برضاي أنا و والدك و رغماً عن أنفك فإذا كنت تريد رضاي كما تدعي فعليك أن ترضى بما رضيت به"

نظر لها ذلك الشاب باستسلام
اذا كان هناك شخص في هذا العالم يستطيع أن يتلاعب به كيفما يشاء فحتماً هذا الشخص سيكون والدته
أغمض عينيه مفكراً لتخطر على باله فكرة سترضي كلا الطرفين
ابتسم بهدوء
"و هل أستطيع أن أقول لك كلمة لا؟ لن يكون سوى ما في خاطرك أمي"

قطبت تلك المرأة بعدم ارتياح هي متأكدة من أنه يخطط لأمر ما و حتماً هي لن تحب هذه الفكرة

أخرج ذلك الشاب هاتفه و قام بالاتصال على شخص ما
ثم غاذر الغرفة ثم المنزل
فهو لا يريد أن تسمع أمه خطته قبل أن يتممها لأنها حتماً ستلعب على أوتار حبه لها و ستجعله يستسلم عن قراره لذا عليه أن يضعها تحت الأمر الواقع
" السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته نعم يا عيسى هذا أنا زيد... أوقف بحثك عن الشخص الذي سيتبادل معك لأنني سأكون ذلك الشخص....لا بأس لا بأس لم يحدث أي شيء فقط لدي بعض الاشغال في قسنطينة و اردت الانتقال الى هناك و صادف انك تريد الانتقال الى جيجل... أكيد أكيد أنا لن أندم على قراري... لا شكر على واجب... نحن اخوة... هل نسيت ايام العسكرية؟ ههههه أكيد أكيد سوف ابلغ امي سلامك لها.... حسناً في امان الله"

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه
حسناً يا أمي
لعبت لعبتك و حان دوري لألعب لعبتي

..................

كانت سحاب مسلقية على فراشها تقرء إحدى الكتب التي جلبتها معها ليقاطع خلوتها صوت رنين هاتفها
بلعت ريقها بصعوبة فور قراءتها لاسم المتصل
رسمت ابتسامة كبيرة على وجهها
و أجابت بصوت مرح و سعيد
"السلام عليكم بابا ما هذه المبادرة الجميلة...لا بد من أنك قد اشتقت الي..."

كانت كل من أميرة و زهرة تحدقان بعدم استيعاب في الفتاة الواقفة أمامهن
هل هذه هي سحاب حقاً؟

أطلقت أميرة ضحكة قصيرة
"أنا لا أصدق أن ملكة الجليد تمتلك مثل هذه التعابير"

لم ترد عليها زهرة بل اكتفت بأن تومئ لها بالإيجاب فمن كان ليعتقد أن سحاب الهادئة و الرزينة تمتلك مثل هذه التعابير الغريبة

...............

شابة شقراء شديدة الجمال كانت جالسة أمام تلك الطاولة الخشبية و علامات الحياء مرسومة على وجهها

اقتربت منها تلك السمراء التي كانت تناقضها في كل شيء و كأن الليل و انهار اجتمعا في مكان واحد
"إذن أيتها الجميلة... ما سر هذا الزواج الأسطوري الذي لا يحدث إلا في الروايات أو في الدراما التيليفيزيونية؟ حتى أن عبد الرحمن لم يقم بإعلام عائلته عن زواجه... لا بد من أنه قد غرق تماماً في حبك... فعبد الرحمن الذي أعرفه شخص رزين عقلاني لا يترك أبدا مشاعره تتحكم فيه... أنا حقاً أريد التعرف على الفتاة التي استطاعة تدمير الحصن الفولاذي الذي كان يخفي فيه قلبه"

بقيت مريم صامتةً تحاول ترجمة كل تلك الكلمات الفرنسية
نعم هي تجيد الفرنسية
بل و تتقنها
و لكنها ليست بتلك المهارة التي تسمح لها بفهم كل شيء على الفور
احمرت وجنتاها فور تمكنها من ترجمة كل ما كانت تقوله تلك الفتاة
"أنت تخجلينني بكلامك... الحقيقة أنه لم يحدث بيننا أي شيء... أنا أعجبت بأخلاقه و بتصرفاته و هذا ما دفعني لدخول الاسلام... أما هو فلا أعلم سبب اختياره لي... و لكنني سعيدة بالأمر فشخص مثل عبد الرحمن من النادر أن يتواجد"

ابتسمت تلك السمراء و أومأت لها بالإيجاب
"في الحقيقة أنا أستطيع فهم ذلك الأحمق قليلاً ففتاة بمثل جمالك ستجعل أعتى الرجال يقعون في حبها... "

أحست مريم بالغضب لأن هذه المرأة وصفت زوجها بالسطحية
"لا أظن أن عبد الرحمن من ذلك النوع من الرجال... هو ليس شخصاً بمثل هذه السطحية... "

أحست نورة بالانزعاج قليلاً من تلك الفتاة الجالسة أمامها
"إذن أخبريني مالذي سيدفع شابا، طموحاً مثل عبد الرحمن أن يتزوج من فتاة لا يعرف عنها شيئاً..لنكن منطقيين هناك ثلاث احتمالات لا رابع لهما... اما من أجل المال و الجنسية أو بسبب جمالك... أو لأنك قمت بتهديده"

أحست مريم بالصدمة هناك شعور بعدم الارتياح يتسلل الى قلبها
حدسها يخبرها بأن هذه الفتاة تكرهها
لا لشيء محدد سوى لزواجها من عبد الرحمن
يبدو أنها قد كانت محقة
لا بد من أن هذه الشابة تحمل مشاعر خاصة لزوجها

قاطعت أفكارها ضحكة قصيرة لتلك الشابة
"أعتذر على اخافتك... أنا حقاً أحب ازعاج الآخرين... لا تخافي أنا لن أسرق منك زوجك.... لا أخفي عنك أمرا لقد كنت أحب زوجك و لكن هذا عندما كنت صغيرة... أنا الآن مخطوبة و سأتزوج هذا الصيف..... لقد كان من الممتع اغضابك"

أحست مريم بالانزعاج و لكنها فضلت ألا تقوم بالرد لأنها متأكدة من أنها ستندم على الكلمات التي ستقوم بلفظها

ارتسمت ملامح الجدية فجأة على وجه تلك السمراء
"ماري... أو مريم.... أريد أن أنصحك كأخت كبرى.. أرجوك قومي باشتراط منزل لوحدك بعيداً عن عائلة ذلك المزعج لأنني أؤكد لك بأنك لن تستطيعي أن تعيشي بسلام مادامت زوجة أبيه و أخواته من أبيه يعشن معك تحت سقف واحد"



mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 23-06-20, 01:15 PM   #13

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Icon26

الفصل الثامن

* ملاحظة بسيطة
أحداث هذه الرواية جميعها من نسج خيالي و لا تمد للواقع بأي صلة و أي تشابه بينها و بين الواقع فهو مقصود و بشدة
قراءة ممتعة
*
*
*
*
*
*
*
*
*
"أبيييي.... أرجوك.... حسناً حسناً لا يهم ....أنت لم تخبر والدتي بما حدث معي صحيح؟.... هههههه... أعلم أعلم.... هذا سيتسبب في طرد كلانا من المنزل.... أحياناً أتساأل عن السبب الذي جعلك تتزوج من إمرأة عصبية مثلها"

أطلق ذلك الرجل ضحكةً قصيرة فابنته دائماً ما تسأله نفس السؤال
"كما ترين ...لقد خدعت بجمالها... ههههه...لم أكن أتوقع أنها ذئب مختبئ في ثياب حمل ... أبقي هذا سراً عن والدتك و إلا أنا متأكد من أنني سأجد أوراق الطلاق امامي فور عودتي الى المنزل... اه ايضاً صغيرتي... لقد سمعت كل شيء لذا لا داعي للارتعاب... انا سعيد لأنك وجدت أخيراً أشخاصاً يمكن أن تطلقي عليهم لفظ أصدقاء"

ابتسمت سحاب
"يا لك من عجوز غريب....ههههه ...أسرع و عد الى عملك يا حضرة الدكتور فأنت الشخص الوحيد الذي يعيلنا... و بفقدانك لعملك سنتحول الى متسولين"

"يا لك من ابنة عطوفة.... لا بأس إلى اللقاء يا غيمتي الجميلة"

ابتسمت بلطف و فور استدارتها تفاجأت بتلك العيون التي كانت تحدق فيها باستغراب
"ماذا؟ "

"سحاب... أنت بخير صحيح؟ أنت لم تقومي برطم رأسك في أي شيء أليس كذلك؟... هل أنت متأكدة من أنك لم تصابي بالحمى؟ "

رمقتها سحاب بنظرات متسائلة
"أظن أن الشخص الذي صدم رأسه في مكان ما هي أنت يا زهرة... أنا لا أفهم ما ترمون إليه... ألم يسبق لكم أن رأيتم فتاةً تتكلم مع والدها في الهاتف؟ "

"لا بأس يا زهرة... ربما هناك شيء آخر"
قالت أميرة تلك الكلمات و ابتسامة ماكرة مرسومة على وجهها
هي متأكدة من أن المزحة التي ستوشك علئ القيام بها ستزيد من سوء علاقتها بسحاب و لكنها تحب السخرية من هذه الأخيرة
اقتربت من تلك الشقراء ثم وضعت يدها على شعرها الأشقر وسط استغراب كل من سحاب و زهرة فكلتاهما لم تفهما ما تخطط اليه تلك المجنونة
"باسم الله باسم الله أخرج يا عدو الله... و إلا سأحرقك بكلماته تعالى.. أخرج لعنك الله... "

لم تستطع زهرة تمالك نفسها لتنفجر من الضحك بسبب ملامح سحاب المصدومة

احمر وجه سحاب من الغضب
"مالذي تفعلينه ايتها المجنونة؟ ابتعدي عني... تباً لك... أستغفر الله... هذا ما كان ينقصني... "
دفعتها عنها ثم عادت الى فراشها لتمسك ذلك الكتاب و تعود إلى قراءته

اما اميرة و زهرة فقد كانتا تضحكان على ردة فعلها المبالغ فيها بينما وجهيهما قد احمرا من شدة ضحكهما فمن كان يعتقد أن تلك الفتاة المثالية تمتلك مثل هذه الجوانب المحرجة
ييدو أنها ليست تلك الفتاة الجليدية التي كانوا يتخيلونها في الأخير بل هي مجرد فتاة لا تجيد التعبير عن مشاعرها
............

شعر بني محروق طويل مرفوع على شكل ديل حصان
قامة طويلة و بنية جسد نحيلة جداً
كانت صاحبة تلك المواصفات جالسةً بعيداً عن الجميع
كانت علامات البرود و الجمود مرسومة على وجهها
رفعت عيناها العسليتان إلى السماء مفكرةً
عليها أن تجد عملاً جزئياً في أقرب وقت ممكن فهي لا تريد أن تثقل على والدتها باعتبارها معيلها الوحيد
كما أن مدخرات والدها في البنك على وشك النفاذ
تنهدت بانزعاج
و لا ننسى المعاملة المقرفة التي تتلقاها من طرف الأساتذة و الطلاب على حد سواء
نهضت من مكانها بانزعاج بسبب صوت رنين هاتفها و الذي كان يخبرها بأن وقت الفسحة قد انتهى و عليها العودة إلى ذلك الجحيم مرة أخرى
همست بصوت مخنوق
"انتظروا و سترون... سأثبت براءة والدي حتماً و سوف أجعلكم تندمون على كل حرف خرج من أفواهكم أيها السفلة المنحطون"
نهضت من مكانها و اتجهت إلى ساحة التدريب فيبدو أن هذه المرة سيتدربون على الاطلاق
ارتسمت ابتسامة مائلة على وجهها عندما لمحت تلك النظرات المشمئزة و التي كانوا يرمقونها بها
"حسناً أيها الحمقى... لنرى من سيضحك أخيراً"
قالت تلك الكلمات بصوت عال و علامات التحدي مرسومة على وجهها مما أثار حفيظة كل من كان متواجداً هناك

ابتسم رجل في الأربعينات من عمره
يبدو من ملامحه و من لباسه الرسمي أنه هو المسؤول عن تدريبهم
"تعجبني حماستك يا فتاة... حسناً أيها الحمقى... اذا تجرأتم و خسرتم أمام هذه الطفلة ستضطرون للاعتذار منها واحداً واحداً..."
ثم التفت اليها
"اما اذا خسرتي فسوف تقومين بأداء ألف تمرين ضغط"

ارتسمت ابتسامة تحد على وجه تلك الشابة
"إذن فليجهزوا أنفسهم للاعتذار فأنا لا أخطط لأن أهزم هنا"
أمسكت بمسدس التصويب
أغمضت عينها اليسرى ثم ركزت على الأهداف

لتضغط على الزناد دون تردد و تنطلق الرصاصات متتالية
لتصيب كلها في الأخير مركز الأهداف

علت ملامح الاندهاش وجوه الجميع و على رأسهم ذلك الرجل الأربعيني
هذه الفتاة تمتلك موهبة تفوق رجالاً بأعلى المراتب
بل هي تفوقه مهارة
هناك شيء غريب يحوم حول هذه الطفلة
فبالاضافة لكونها ابنة الجنرال حمزة الذي استعمل ككبش فداء من أجل ارضاء الناس هي تمتلك مواهب تفوق أقرانها بكثير
فبالاضافة الى سرعة فهمها و استيعابها للدروس هي تجيد جميع الفنون العسكرية بالإضافة الى الاساعافات الاولية و تجهيز الاسلحة و تركيبها
و كأن هذه الفتاة ولدت لتكون شرطية او عسكرية
تنهد بهدوء
هو يستطيع أن يحزر سبب اختيارها لهذا المجال بالرغم من أن معدلها يمكنها من دخول كلية الطب
لكن ما لا يستطيع فهمه هو سر تلك الموهبة التي تمتاز بها هذه الصغيرة
................
"أنيس تعال أيها الشقي"

كان ذلك الطفل ذو الشعر الأسود و العيون التي تكاد تماثل لون شعره في اللون يلعب بهاتف والدته و فور سماعه صوت شقيقه الأكبر يناديه ترك الهاتف و ركض بسرعة ليرمي نفسه بين يدي شقيقه الأكبر

طيره في السماء و سط ضحكات ذلك الطفل السعيدة و التي ملأت المكان
"حسناً أيها البطل الصغير... أين هي أمي؟ "

"أنا هنا أيها العنيد.... أنت حقاً نسخة طبق الأصل عن والدك.... أنا حقاً لا أعرف ما هو الخطأ الذي ارتكبته في حياتي ليبلوني الله بفتى عنيد مثلك؟ "

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه ذلك الشاب
"خيراً فعلتي يا أمي ليكافئك الله بابن مثلي.... "

ضربته أمه على كتفه
"حسناً نحن مستعدون... هل أنت سعيد الآن... بسبب عنادك المزعج نحن سوف نضطر لازعاج جدك... اه منك يا زيد و من عنادك ...كل هذا بسبب تدليلي لك ...و ها أنا أجني ثمار ما زرعت... "

قرصها من خدها ثم حمل جميع حقائبها و نزل الدرج متوجهاً نحو سيارته
"أمي ...أنتم لم تنسو أي شيء في المنزل صحيح؟ "

رمقته تلك المرأة بنظرات غاضبة و تجاهلته

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجهه
"ماذا عن بطلنا الصغير... أنت لم تنس أي شيء صحيح؟ "

رفع ذلك الفتى عيناه السوداوتان من على الهاتف و ابتسم بساعدة
"أنا لم أنس أي شيء.. فبما أنك أنت و أمي ستكونان معي أنا سأكون بخير أينما ذهبت"

شحبت ملامح زيد فجأة و رمق والدته بنظرات معاتبة
"انت لم تخبريه؟ "

لم تجب عليه والدته و بقيت في إضرابها عن الكلام

ضرب مقود السيارة بغضب
"أمي كفانا مكابرة.... آه منك يا أمي و من تصرفاتك الطفولية... ألن تكبري؟..... "

تجاهلته تلك المرأة و استدارت نحو النافذة متجنبةً نظرات ابنها المعاتبة

تنهد زيد بقلة صبر فأمه ستتسبب في جنونه عاجلاً أم آجلاً
التفت إلى شقيقه الصغير راسماً على وجهه ابتسامة مضطربة
"أنيس... أخي... أنظر... مع الاسف أنا لن أكون معكما... مع الأسف شقيقك الأكبر سيذهب الى حيث تتواجد اختنا زهرة فهي بحاجتي.. "

أسقط ذلك الطفل هاتفه الذي كان يلعب به قبل لحظات قلائل و تجمعت الدموع في عينيه
"انت ستتركني أيضاً مثلما فعل بابا و زهرة.... أنتم لا تحبونني... كل يوم يتركني أحدكم... أنا أكرهكم أكرهكم جميعاً "
قال تلك الكلمات و بدأ في البكاء بصوت عال

عض زيد علئ شفته السفلى
والدته غاضبة منه و شقيقه الأصغر يبكي... حسناً لقد كان يتوقع الأسوء... و لكن و مع هذا يبقى الأمر مثيراً للإنزعاج
"انظر يا أنيس... شقيقك يعدك بأنه سيشتري لك العديد من الألعاب و الملابس الجميلة... أنيس عزيزي أنظر إلى عيون شقيقك... "

توقف ذلك الفتى عن البكاء و لكنه تجاهل كلمات شقيقه و انحنى ليحمل الهاتف الذي أسقطه قبل لحظات و عاد ليلعب به بدون أن يبدي أي اهتمام لكلام شقيقه
و لكن و مع كل ذلك البرود الذي حاول تصنعه إلا أن دموعه استمرت في النزول من عيونه

تنهد زيد بحنق يبدو أن هذا الشقي الصغير لا يشبه أمه في الملامح فقط بل حتى في التصرفات
"اللهم صبر أيوب"

ثم انطلق بسيارته متجهاً الى منزل جده و علامات الانزعاج مرسومة على وجهه
حسناً كل شيء سيكون بخير
هي ستغضب لعدة أيام و لكنها ستخضع للأمر الواقع

"اللهم اني أسألك أن ترزقني الصبر و تسددني للطريق الصحيح"

قال ذلك بصوت كئيب فهو حقاً لا يستطيع أن يتعايش مع عذاب ضميره
حسناً هو متأكد من أن والدته تعلم تأثير تصرفاتها عليه و مع هذا ما زالت تحاول أن تثنيه عن ما سيقوم به و لكن هذا لن يحدث لأن هذه الحرب الباردة لن تنفع معه مجدداً


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 23-06-20, 01:18 PM   #14

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Elk

اتمنى ان تنال احداث الرواية على اعجابكم
لا تحرموني تعليقاتكم و اراءكم في الرواية
نلتقي الثلاثاء القادمة في فصل جديد
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 30-06-20, 07:41 PM   #15

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Icon26

الفصل التاسع


كان المكان مزدحماً وسط مطار محمد بوضياف الدولي
أناس يدخلون و آخرون يخرجون
كان الأمر أشبه بخلية النحل
أحست ماري أو مريم حالياً فقد قامت بتغيير اسمها رسمياً بعد دخولها في الاسلام بالدوار بسبب كل تلك الحركة
لقد مر شهر كامل على زواجها بعبد الرحمن
حسناً لقد مر وقت طويل حقاً على بقائها في مثل هذا البلد الغريب كما أنها بدأت في تعلم اللغة العربية بما أنها ستعيش في هذه البلاد التي يطلق عليها اسم الجزائر
لقد حفظت سورة الفاتحة و بعض السور القصيرة من أجل أن تصلي و الحمد لله هي من المواضبين على الصلاة
كيف لا تفعل و هي تنتظر سماع صوت الأذان بفارغ الصبر من أجل أن تصلي و تبث لله همومها
تلك السكينة التي تحيط بقلبها تجعلها تتمنى ألا تتوقف عن الصلاة
هي تحمد الله و تشكره على فضله عليها و إدخاله إياها لهذا الدين
لقد أمضت ذلك الشهر بأكمله في منزل نورة تلك الشابة المرحة و اللطيفة
و مع كل تلك السعادة التي كانت تحيط بها إلا أن هناك أمر يؤرقها بالاضافة إلى أمر لقاء والديها
هناك أمر آخر بدأ يثير فضولها و انزعاجها أيضاً
حسناً عبد الرحمن أخبرها بأنه لن يقترب منها و لن يلمسها حتى يوافق والداها على زواجهما
حسناً لقد تقبلت الأمر برحابة صدر
بل إن مكانة زوجها قد زادت و ارتفعت في عينيها
و لكن ما يزعجها هو عدم اخبار عائلته عن زواجهما
هي لا تستطيع فهم سبب ابقاء أمر زواجهما سراً عن عائلته
لقد أخبرتها نورة أن والده متزوج من امرأتين و أن والدته قد توفيت وهو لا يزال صغيراً كما أنه يمتلك أربع أخوات يكبرنه في السن
أما والده فهو رجل صارم و سريع الغضب
حسناً هي لن تنكر الأمر
هي تريد أن تتعرف على المحيط الذي كبر فيه شخص رائع و قوي مثل عبد الرحمن
رفعت عيناها لتحدق في ذلك الشاب الجالس بجانبها
ثم ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها عندما لمحت تلك اللحية التي بدأت تنبت على ذقنه الأسمر
هي حقاً لم تتوقع أنه سيأخد بكلماتها المتهورة التي قالتها في لحظة توتر على محمل الجد
أغمضت عيناها بتعب فقد أمضوا اليوم بأكمله يركضون من شباك إلى آخر و يبدو أن طائرتهم ستقلع في وقت متأخر من اليوم
أرخت رأسها على كتف زوجها و استسلمت للنوم الذي داعب أجفانها

أجفل ذلك الأسمر من ذلك الجسد الذي وقع عليه فجأة و لكن سرعان ما ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه عندما لاحظ ملامح زوجته النائمة
هو لا يستطيع أن يصدق أنها و فور اسلامها طلبت من نورة أن ترافقها لشراء جلابيب لكي ترتديها

هي حقاً قد اختارت أن تستر جسدها بإرادتها الحرة
لقد كان يتوقع أنه سيحاول اقناعها بارتداء الحجاب فور عودتهم من ألمانيا غير أنها قامت بمفاجأته
إن حبه لها يزداد يوماً بعد يوم فبراأتها و عفويتها قد سلبته لبه
قاطع أفكاره ذلك الصوت الذي كان يعلن أن موعد إقلاع طائرتهم قد حان
"مريم... مريم... استيقظي أيتها النائمة"

فتحت تلك الشابة عيونها بتعب
"ماذا؟ هل حان وقت إقلاع طائرتنا؟ "

ابتسم بمكر
"ماذا؟ هل غيرت رأيك؟ "

نهضت تلك الشقراء من مكانها
"كفانا تحامقاً يا عبد الرحمن... أنا لا أمزح هنا... "

"حسناً حسناً أيتها الجميلة النائمة لا داعي للغضب فأمامنا حياة زوجية طويلة و يمكنك فيها الصراخ علي كيفما تشائين"

احمرت وجنتا تلك الشقراء و ضربته على كتفه ثم أمسكت بحقيبتها
"هذه الاميرة تحتاج الى امير قوي و سريع..و لكن يبدو انها اقوى و اسرع منه"
قالت تلك الكلمات و ابتسامة كبيرة مرسومة على وجهها ثم ركضت نحو الطائرة و ضحكاتها قد ملأت المطار

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه
يبدو أنه قد وقع في حب طفلة
أطلق ضحكةً قصيرة ثم حمل حقيبته و ركض وراءها هو الآخر

كان صخبهما مثيراً للانتباه فالجميع التفت إلى ذلك الزوج المرح الذي بدأ يركض في المطار كالأطفال الصغار
كان منظرهما مثيراً للضحك
امرأة ترتدي جلباباً أسوداً تركض في المكان و رجل ذو لحية خفيفة يركض وراءها بينما كانا يضحكان كالحمقى و كأنهما الشخصان الوحيدان المتواجدان في المكان

لم يهتم عبد الرحمن لتلك التعليقات التي كانت تنعتهم بالمجانين و الحمقى بل أكمل ملاحقته لزوجته الهاربة و التي لم تفهم أي شيء من تعليقاتهم
زاد في سرعة ركضه ثم أمسكها و حملها عالياً
"حسناً أيتها المشاغبة الصغيرة... علينا أن نصعد الطائرة و إلا سيذهب ثمن التذكرة التي قمت بشرائها سداً"

حسناً حسناً لقد فهمت... هيا اتركني.... أنت تخجلني... الجميع ينظر إلينا... هيا يا عبد الرحمن... أنت كبير... لا تتصرف كالأطفال.... إن هذا مخجل... أرجوك"

ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجه ذلك الشاب
"عندما كنت تركضين في المكان مثل المجانين لم تحسي بالخجل... و الآن عندما حملتك انتبهت أخيراً أنه يتواجد إحساس يسمى بالخجل"

نفخت تلك الشابة فمها بطريقة طفولية
"حسناً حسنا أنا آسفة أنا لن أعيدها مرةً أخرى هيا اتركني الآن"

تجاهل ذلك الشاب كلامها و صعد الطائرة بعد أن قدم بطاقة هويته و تذكرة السفر و اتجه نحو مقعديهما و هو لا يزال حاملاً تلك المجنونة التي توقفت عن المقاومة و استسلمت عن محاولة إقناعه بتركها
كان منظرهما ملفةً للانتباه
شاب طويل.. بائن الطول يحمل إمرأة شقراء ترتدي جلباباً أسوداً على كتفه و كأنها كيس دقيق

كانت تلك الشابة واضعةً وجهها بين يديها كمحاولة منها لإخفاء ملامحها بسبب الإحراج الذي تسبب فيه لها الشخص المدعو بزوجها

.................

نزعت سترتها الرياضية و وضعتها على كتفها و وضعت يدها اليسرى في جيبها بينما كانت تسير بخطوات متباطئة متجهةً نحو موقف الحافلات و بدأت تدندن ألحان أغنية لا تتذكر أين سمعتها و لكن ألحانها علقت في رأسها
كانت علامات السعادة مرسومة على وجهها فقد حققت أول انتصار بالنسبة لها
بالرغم من أنه مجرد اعتذار بسيط غير أنها استطاعت أن تنتصر لكرامتها المجروحة
أطلقت ضحكةً عالية لتصرخ بصوت عال
"انتظروا أيها الحمقى سأعمل على تمريغ أنوفكم في التراب... أجل سأعمل على اذلالكم و سأجعلكم تعتذرون لوالدي فرداً فرداً "
صمتت فجاة عندما لاحظت تلك الأعين التي كانت تحدق فيها بنظرات مستنكرة
حاولت أميرة تجاهل نظراتهم رغم أن الأمر قد أثار حفيظتها
إلا أن كلمة خرجت من فاه امرأة لا تعرفها جعلتها تستشيط غضباً

"تربية آخر زمان... أنا لا أدري أين والديها... يبتعدون عن عائلاتهم بضع كيلومترات ثم يقومون بما يحبون"

التفتت أميرة نحو تلك المرأة و التي و فور أن التقت عيناها بعيون أميرة الكهرمانية التي كانت تشتعل غضباً و حقداً من تلك المرأة أبعدت تلك المرأة عيناها بسرعة و شحب وجهها من شدة الرعب فيبدو أنها قد ورطت نفسها مع فتاة مجنونة
استدارت بسرعة و غيرت من وجهتها غير أن أميرة لحقتها بسرعة و أوقفتها بقوة لدرجة أنها كادت أن تسقط تلك المرأة المسكينة
"هل يمكنك إعادة ما قلتيه يا حضرة المرأة الفاضلة؟ "

أحست تلك المرأة بالاضطراب
"ااابتعدي عني أيتها المجنون... أففف هذا ما كان ينقصني... "

زاد غضب أميرة لتصرخ في وجه تلك المرأة
"انظري ايتها الشمطاء القبيحة... لا تبدئي في اخراج قادوراتك من لسانك العفن... لقد أخبرتك بالفعل... أعيدي ما قلتيه... "

أحست تلك المرأة و كأن لسانها قد أصيب بالشلل.. لم تستطع أن تتفوه إلا بهمهمات غير مفهومة.. بينما قلبها بدأ ينبض بسرعة من شدة الخوف الذي غزاه.. أحست بالدوخة و بالغثيان و كأنها كانت مشاركةً في مراثون ما

زاد غضب أميرة
"أنظري أيتها الشمطاء الوقحة ذات اللسان المتعفن... اذا سمعتك تتكلمين في تربية والدتي مرة أخرى سأتأكد من أنها ستكون آخر كلمات تخرج من فمك المقرف لأنني سأتكأد من قطع لسانك الثرثار و إعطائه كهدية للكلاب"
ثم قامت بترك يد تلك المرأة و التي قد رسمت آثار زرقاء على معصمها النحيل بسبب قبضة أميرة المحكمة عليه
لم تستطع قدما تلك المرأة حملها من شدة الرعب لتسقط على الأرض ترتعد و كأنها عصفور مبتل
"أنا اااأنا آسفة... أرجوك لا تقتليني.... "

تجاهلتها أميرة و أكملت سيرها نحو محطة الحافلات بينما تبدلت ملامح السعادة التي كانت مرسومة على وجهها قبل لحظات معدودة إلى ملامح الغضب و الغل
..................
ألقت بجسدها المتعب على فراشها الحديدي ليصدر صوت ضجيج مزعج
لقد كان يوماً طويلاً و متعباً بالنسبة لها
أغمضت عيناها الزرقاوتين بتعب
لتعود إلى ذاكرتها أحداث هذا اليوم المزعج
كانت تسير بخطوات متسارعة متجهةً نحو كلية الهندسة من أجل الالتقاء بزهرة و العودة معاً كما اعتادتا فكلية زهرة هي الأقرب إلى بوابة الخروج
غير أن هذه المرة لم تسر الأمور بتلك السلاسة المعتادة
و هذا كله بسبب أحد الشبان الطائشين
في الحقيقة لقد اعتادت على تعليقاتهم المستفزة
و لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً عن العادة فقد تجرأ أحد الحمقى و اعترف لها بحبه لها
عادت تلك الذكرى إلى ذهنها

"لقد كنت أراقبك دائماً....فتاة جميلة و خلوقة و لا تهتم لتعليقات الرجال .... في الحقيقة لقد استجمعت كامل شجاعتي لأقول لك هذه الكلمات... أممم أنا أحبك أيتها الآنسة الجميلة... "

بقيت ملامح البرود مرسومة على وجهها و حاولت بشتى الطرق أن تتجاهله و تمضي في طريقها غير أن ذلك الأحمق بقي واقفاً في طريقها
"إذن لماذا لا تزال واقفاً أمامي؟ ها قد أخبرتني عن مشاعرك... اذن ابتعد عن طريق و دعني أمر فصديقتي تنتظرني و قد تأخرت عنها بالفعل بسبب ثرثرتك عديمة الفائدة"

شحب وجه ذلك الفتى من شدة الصدمة التي تلقاها تواً فهو لم يتوقع أن تقوم برفضه بمثل هذه البرودة
هي حتى لم تعر أي اهتمام لمشاعره التي أمضى الأيام و الليالي ليستجمع شجاعته و يعترف بمكنونات قلبه
"هل هذا كل ما تريدين قوله؟ ألن تجيبي على اعترافي؟ "

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجهها
"هاه؟ أجيبك؟... بماذا تريدني أن أجيبك؟... بل بماذا سيفيدني حبك لي مثلاً؟ هل سأستطيع أن أحقق حلمي بأن أصبح طبيبةً مثلاً؟..انظر يا هذا أنا لا أمتلك الوقت الكافي لأضيعه مع فتىً يعيش مراهقةً متأخرة و يتابع المسلسلات الرومنسية ظاناً أنها تمثل الواقع... لذا من فضلك ابتعد عن طريقي"

اشتعل غضب ذلك الشاب و كاد أن يصرخ في وجهها لولا تدخل صاحبة الحجاب الأخضر الطويل و التي نادت باسمها لتغادر كلتاهما وسط نظرات ذلك الشاب الغاضبة

تنهدت سحاب بهدوء و التفتت إلى زهرة التي كانت تغط في نوم عميق بالفعل
لحسن الحظ أن زهرة قد تفهمت موقفها و لم تقم بطرح أي سؤال بل اكتفت بالسير بجانبها بينما تحكي لها عن أساتذتها المزعجين و البرنامج الطويل و زملائها المتعجرفين
و لكنها هذه المرة لاحظت أمراً غريباً آخر
سيارة سوداء ضخمة كانت تتبعهما بالفعل
في الأول حاولت تجاهل الأمر و لكن الأمر زاد عن حده
و الأسوأ من كل هذا أن زهرة لم تنتبه مما جعلها تشك في الأمر و في الأخير قررت أن تقوم بتسجيل رقم تلك السيارة المجهولة

حكت شعرها الأشقر بانزعاج ثم قامت بإخراج هاتفها لتمعن النظر في ذلك الرقم
هناك إحساس بداخلها يخبرها بأن تقوم بإرسال الرقم إلى والدها للاحتياط فهي لا تأمن ما قد يحدث معها كما أن هناك احتمال لأن يكون ذلك الشخص ينوي بها سوءً
أغمضت عيناها بانزعاج
و لكن ماذا لو كانت مخطئةً في حقه
هي حقاً لا تريد أن تقلق والدها من أجل أمر قد تكون مخطئة فيه بسبب وساوسها الغريبة
قاطع أفكارها صوت الآذان الذي كان يعلن أن موعد صلاة العصر قد حان
نهضت من مكانها و اتجهت نحو زهرة لكي توقظها
"هيا استيقظي أيتها الكسلانة... لقد حان موعد صلاة العصر بالفعل.. "

فتحت زهرة عيناها الخضراوتان بتعب
"لا بأس أنا في عطلة مدفوعة الأجر حالياً..شكراً على أي حال... "

أطلقت سحاب ضحكةً قصيرة
"هذه أول مرة أسمع بمثل هذا الوصف.... و لكن و مع هذا عليك الاستيقاظ لأنه ليس من الصحي أن تنامي في فترة العصر"

تنهدت زهرة بانزعاج و نهضت من مكانها بتعب
"حسناً حسناً يا حضرة الطبيبة ها قد استيقظنا... هل أنت سعيدة الآن؟ "

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجه سحاب ثم قامت بوضع سجادتها جهة القبلة و ارتدت ملابس الصلاة
فاتحة فسورة قصيرة فركوع فرفع من ركوع فسجود
و لكن و فور أن لامست جبهتها الأرض في تدلل لله إذا بالباب تفتح على مصراعيها و تصطدم حافتها بوجهها بقوة رامية اياها أرضاً










mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 07-07-20, 01:51 PM   #16

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
من المحرن رؤية انعدام التفاعل مع الرواية
و لولا عدد القراء الدي يزداد بشكل و بالرغم من كونه غير كاف الا انه محفز لتوقفت عن الكتابة
و لكن لا يهم فتلك المشاهدات تكفيني
اتمنى ان تستمتعوا بالفصل و اعتدر عن الاطالة
قراءة ممتعة


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 07-07-20, 02:12 PM   #17

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Icon26

[FONT="Tahoma"]الفصل العاشر

طفل صغير ذو عيون عسلية كبيرة و بشرة فاتحة مقارنةً مع سكان مدينته و أهله
كان ذلك الطفل نائماً في حضن والدته التي بقيت تدرف الدموع طوال الليل بسبب سكان هذا المنزل
كان ذلك الطفل الصغير ذو الأربعة أعوام يحس بشيء غريب
نعم إن معاملة والده له هو و والدته غريبة
بل لنكون واضحين أكثر
هي معاملة قاسية
و كأنهم حيوانات و ليسوا ببشر
هو لا يتجرأ أن يناديه بوالدي خوفاً من أن يتلقى ضرباً مبرحاً منه هو و زوجة أبيه الأخرى التي كانت تتفنن في تعذيبه هو و والدته
و لكن كل هذا يهون أمام دفئ عناق والدته المحبة
ابن لقيط
ابن زنى
ابتعد عني أيها القذر
لا تناديني بأبي فأنت لست بابني و لولا عطفي و سخائي لقمت برميك انت و والدتك الزانية خارج منزلي
كانت تلك الكلمات دائماً ما تتردد على آدانه و هو الطفل الصغير
دمروا طفولته و براءته
حتى أن شقيقاته كن يتمتعن بضربه و اذلاله لأنه لا يوجد أي أحد يوقفهن
كل هذا بسبب بشرته الفاتحة و لون عينيه
فمن النادر وجود فتى يمتلك عيوناً عسلية و بشرة خمرية في مدينة صحراوية مثل ورڨلة
و ما زاد الطين بلة هو أن كلاً من أمه و أبيه يمتلكان بشرةً داكنة و عيوناً سوداء
تحامل على نفسه و توجه بخطوات متباطئة إلى غرفته هو و والدته
المكان الآمن و الوحيد الذي يستطيع فيه أن يتصرف على حريته ذون أن يتلقى شتيمةً ما أو صفعة أو ركلة
كان جسده الصغير يؤلمه كثيراً بسبب الضرب المبرح الذي ناله من زوجة أبيه بسبب مطالبته بصحن آخر لكي يأخده لوالدته النائمة
دخل إلى الغرفة و ابتسامة انتصار مرسومة على وجهه فقد استطاع و بمساعدة نسيبة أخته التي تكبره بسنتين أن يهرّب قطعة محشيةً بالجبن و لحم الابل
كانت تلك هي حصة نسيبة و التي تنازلت عنها من أجله هو و والدته
بالرغم من أن نسيبة هي أخته من أبيه فقط إلا أنها كانت مختلفةً عن بقية شقيقاته
نعم هي لم تكن تدافع عنه عندما كان يتعرض للضرب من طرف أمها و شقيقاتها بسبب خوفها منهن إلا أنها أيضاً لم تكن تشاركهن التنمر عليهم
كما أنها كانت دائماً ما تعطيه حصتها من الطعام لكي يأخذها لوالدته
فتح باب الغرفة لتفتح تلك الشابة هزيلة الجسد و التي لا تزال في التاسعة عشرة من عمرها عينيها السوداوتين و رسمت ابتسامة متعبة على وجهها عندما تعرفت على القادم

"مرحباً أمي لقد قمت بجلب حصتك من الطعام "
أعطاها الخبز لتبدأ في تناوله ببطئ
لقد تم تزويجها إلى والد ابنها و هي لا تزال طفلة في الرابعة عشرة من عمرها ثم انجبت ابنها الوحيد و هي لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها
كانت حياتها صعبة بسبب حجم جسدها الضئيل و المعاملة السيئة التي كانت تتلقاها من ظرتها
و فور انجابها لابنها الصغير و تحديد جنسه بأنه ذكر
تم الاحتفال بها لأشهر عديدة و تغيرت معاملة زوجها لها فقد قام بتقريبها إليه و رفع مكانتها مما جعل ظرتها تشعر بالغيرة و الحسد منها فقد كانت تسيء معاملتها و دائماً ما تنشر الشائعات عنها حتى أنها حاولت في إحدى المرات قتل طفلها حديث الولادة
غير أن جميع محاولاتها باءت بالفشل و تم كشف أمرها أمام زوجها
هي لم تبال بالأمر في ذلك الوقت فقد كانت معاملة زوجها الحسنة لها كفيلةً بأن تنسيها جميع تعبها و آلامها
و لكن كل ذلك تغير عندما أكمل ابنها سنته الأولى
كان جميلاً
بل شديد الجمال بعيونه العسلية الكبيرة و المحاطة برموش سوداء كثيفة و تلك الغمازة التي دائماً ما كانت تظهره على خده الأيسر عندما يضحك
أحبه والده و قربه منه و قام بتدليله كثيراً
غير أن ظرتها الشمطاء قامت بإفساد الأمر من خلال نشر شائعة بكون هذا الطفل ناتج من علاقة غير شرعية
و ما قام بدعم حجتها ملامح ابنها الغريبة بالنسبة لهم فقد كان يمتلك بشرةً فاتحةً و عيوناً ملونةً

ليتحول النعيم الذي كانت تعيشه إلى جحيم
ضرب و شتم و اساءة جسدية لها و لابنها الصغير
حاولت الهرب إلى عائلتها و لكنهم أعادوها إلى زوجها مخافة العار
حتى أنهم لم يقوموا بتصديقها و قاموا باتهامها في أغلى ما تملك
شرفها و عرضها
حاولت بكل ما تملك الدفاع عن نفسها و لكن لم يصدقها أي أحد بالرغم من أن براءتها كانت واضحاً للعيان
قامت بتحليل ال dna و استشارت الطبيبة النسائية حول موعد انجابها الطبيعي بالاعتماد على ليلة دخلتها
و كل ذلك كان يبين بأن ابنها هو من زوجها
كل الأدلة كانت تؤكد براءتها
و لكن و في وسط مجتمع جاهل لا يهتم بكل هذه الأمور
من سيصدقها
تجاهلوا كل تلك الأدلة و أصروا على اتهامها في شرفها

تغير ذلك المحيط فجأة
كان ذلك الطفل ذو العيون العسلية متكئاً على الحائط و قد اختفى بريق البراءة من على عينيه الجميلتين
لقد أصبح في الثامنة من عمره و فهم معنى كل تلك التهم التي كانت توجه له و لوالدته

اقتربت منه فتاة تقاربه في السن ثم نظرت بألم إلى تلك العلامات الزرقاء المطبوعة على عنقه
"هل حاولت فعل ذلك الليلة أيضا؟... عبد الرحمن أرجوك ابتعد عنها ....أخي هي ستقوم بقتلك و هي لا تدري... لقد جنّت يا عبد الرحمن.. أرجوك افهم يا أخي هي لم تعد والدتك اللطيفة و كثيرة الابتسام..... هي تخنقك كل ليلة... هي تريد قتلك.... أخي... "

رمقها ذلك الفتى بنظرات باردة لا تتناسب مع سنه الصغيرة
"أظن أن هذا الأمر لا يعنيك.... على الأقل هذا سيسعد أمك الحبيبة و شقيقاتك العزيزات... فأنا بالنسبة لهن كالشوكة في الحلق... "

تجمعت الدموع في عيون تلك الطفلة و لكنها سرعان. ما مسحتها عندما لاحظت قدوم شقيقتها الكبرى

ابتعد ذلك الفتى و اتجه ناحية غرفة والدته التي قد فقدت عقلها تماماً بسبب المعاملة السيئة التي كانت تتلقاها طوال تلك السنين و عدم تصديق أي شخص لبراءتها من تلك الجريمة المنكرة مما دفعها لأن تعترف بجريمة لم تقم بفعلها و سيتم تطبيق حد الزنى عليها يوم الجمعة القادم

رمق أمه بنظرات حزينة
هو متأكد من براءة أمه من تلك الجريمة المنكرة غير أنه لا يعرف كيف سيدافع عنها
هم سيقومون بقتل والدته
سيرجمونها حتى الموت في يوم الجمعة القادم
و لنكون أكثر تحديداً
غداً سيتم قتل أمه ظلماً
لقد ترجى شيوخ قبيلتهم و بكى بشدة
حتى أنه قام بتقبيل قدم شيخ قبيلتهم من أجل أن يصفحوا عن أمه فهي بريئة
و لكن لم ينل من تلك المحاولات الفاشلة و البائسة سوى الضرب المبرح و الشتم
اقترب منها ببطئ و مسح على شعرها الأسود ببطئ
ثم طبع قبلة طويلة على خدها و غادر الغرفة تاركاً اياها تنام

انه اليوم الموعود
اليوم الذي سيتم فيها قتل نفس طاهرة جوراً و عدوانا
كان ذلك الفتى جالساً القرفصاء يحدق قي والدته النائمة
هو لا يستطيع أن يصدق أن أمه سيتم قتلها اليوم
تلك الفكرة لم تغاذر ذهنه و أمضى الليل كله يراقب والدته النائمة
دقت ساعة الصفر
حان موعد تنفيد الحكم على المتهم البريء و المدعو بوالدته
تم اقتحام غرفتهم بطريقة همجية من طرف مجموعة من النساء غير عابئات بحرمة المسكينة النائمة بعمق
حاول ذلك الطفل الدفاع عن والدته بقوة و لكن جسده الضئيل لم يسعفه ليتلقى ضرباً مبرحاً و يتم رميه جانباً و كانه قطعة أثاث و ليس طفلاً بريئاً لم يرتكب أي ذنب في حياته سوى أنه ولد في مجتمع مغلق يسوده الجهل

حاولوا ايقاظ تلك المرأة النائمة من نومها و لكن لا فائدة
ليتحسسوا ظربات قلبها و يكتشفوا أنها ماتت
ماتت ميتةً طبيعيةً أثناء نومها
لم يرد الله أن يتم قتل تلك المظلومة بدعوى أنهم يطبقون حداً من حدوده عز وجل و أخد روحها الطاهرة البريئة إليه
تم دفن تلك المرأة المسكينة بعد أن صرح الطبيب الجنائي أن سبب وفاتها هو توقف قلبها فجأة عن النبض أو بمعنى آخر سكتة قلبية مفاجئة
لتعود إلى بارئها و هي نائمة
لم يصل أي أحد في جنازة تلك المرأة المظلومة سوى الإمام و الذي كان الشخص الوحيد الذي رفض تطبيق الحد على تلك المسكينة
و حاول أكثر من مرة أن يثنيهم عن قرارهم و لكن من تحدث ؟
لقد صدق فيهم قوله عزّ وجلّ
<<كَـلـّا بـَلْ رَانَ عـَلـَى قُـلـوبِـهِـمْ مَـا كـَانُــوا يَـكْــسِــبُـــون>>

تم دفن المرأة من طرف الامام وحده بحضور ذلك الطفل ذو الثمان سنوات
قرر الامام أن يقوم بتربية ذلك الصغير لوحده
و العجيب في الأمر أن والد ذلك الصغير رفض بشدة الأمر في الأول
و كأن أبوته استيقظت فجأة رافضةً التفريط في فلذة كبدها
غير أنه استسلم للأمر الواقع عندما هدد الامام بفضح ما كانوا يقومون به لتلك المرأة البريئة بعد أن وقعت مذكراتها بين يديه
كبر ذلك الطفل و أصبح في الثامنة عشرة من عمره و بسبب الصدمة التي تلقاها عندما كان صغيراً نسي كل تلك الأحداث التي وقعت معه و مع والدته و أصبح شاباً يافعاًً و سيماً ذكياً حلمه أن يصبح طبيباً
كان ذلك الفتى متفوقاً جداً في دراسته محباً للإمام و زوجته فقد تربى بين يديهما أحسن تربية
و كان الامام لا يمتلك أي أبناء فاعتبره مثل ابنه و أعز كما فعلت زوجته ذلك فقد كانت تحبه حباً جماً
و ما ساعده في نسيان تلك الحادثة هو انتقال الامام من تلك الضيعة إلى وسط المدينة
غير أن تلك الحياة الهانئة لم تدم فقد وقعت مذكرات والدته بين يديه عندما كان يحاول مفاجأة الرجل الذي قام بتربيته بتخبئة هدية صغيرة له في درج مكتبه
و لكن و فور أن وقعت عيناه على تلك المذكرة الغريبة لم يستطع احتمال فضوله و قام بقراءتها لتعود كل تلك الذكريرت البائسة إلى ذهنه
صرخ و بكى و لكن لم يستطع اخراج ذلك الألم الذي تجمع في قلبه
لقد أحس و كأنه قام بخيانة والدته بنسيان ذكراها و العيش بسعادة بينما هي الآن في قبرها لوحدها
هو لم يتذكر حتى الدعاء لها عند سجوده لأن جميع دعواته كانت منصبة نحو الامام و زوجته اللذان اعتبرهما والداه اللذان لم بنجباه

اعتذر كل من الإمام و زوجته له
في الأول لم يقبل اعتذارهما و لكنه تراجع عن رأيه عندما تذكر أفضال الإمام و زوجته عليه
أكمل دراسته و حصل على معدل مرتفع نسيبياً و التحق بكلية الطب في مدينة قسنطينة بعيداً جداً عن مدينة ورقلة و مشاكلها التي لا تنتهي
قام بتجميد دراسته لأنه قرر أن يعمل و يكسب المال الذي يكفيه لكي يبني حياته من جديد
استأجر شقةً لوحده بمساعدة ابنة عمه نورة التي تم تزويجها رغماً عنها برجل عجوز لا تعرف عنه أي شيء و بعد زواجها به عانت منه الأمرين ضرب و اعتداء و سب
مما دفعها إلى طلب الخلع
و فعلاً تمت القدية لصالحها و قامت برفع دعوى قضائية على ذلك العجوز و لكنه تملص منها بسهولة بسبب فساد المنظومة القضائية
فلم يتطلب منه الأمر سوى دفع رشوة معتبرة و من ثم فاز بالقدية
لتجد تلك المسكينة نفسها بين ليلة و ضحاها في الشارع لا تمتلك أي مكان تعود إليه
فكرامتها لم تسمح لها بالعودة إلى العائلة التي قامت ببيعها بدريهمات بخسة إلى عجوز مجنون يتمتع بتعذيب النساء
فقد فاحة رائحة المصائب التي كان يفعلها و لم ترض أية عائلة أن تقوم بالتفريط ببناتها
ما عدى عائلتها بالطبع
فقد تناسوا ماضيه الأسود و قاموا بتقديمها كلقمة سائغة له مقابل دريهمات قليلة
و لكنها لم تستسلم للأمر الواقع و كافحت و بنت نفسها و اشترت شقة كبيرة في إحدى المجمعات السكانية الفارهة و أصبح اسمها مشهوراً في كل مكان بكونها أمهر طبيبة نفسية في مدينة قسنطينة

لتقوم هي الأخرى بمساعدة ابن عمها الذي عانى مثلها و لكن بطريقة مختلفة
ليقوم هو الآخر ببناء نفسه و بعد سنوات قليلة كسب المال الكافي لاستئجار منزل لمدة خمسة عشرة سنة قام بدفع الثمن كله و عاد إلى دراسته الجامعية كطالب كلية طب
بالطبع لم ينس فضل الامام الذي قام بتربيته و كان يزوره بين الحين و الآخر أما المنزل الذي كان يعيش فيه برفقة أمه فإن قدماه لم تطآه منذ وفاتها
..........
فتح عيناه العسليتان فجأة بسبب ذلك الصوت الأنثوي المألوف الذي كان يناديه بقلق فيبدو أنه قد أطال في نومه كثيراً
"لا تقلقي أيتها الجميلة... هو مجرد كابوس عن الماضي"

رمقته تلك المرأة بنظرات مستفسرة

ليرسم ابتسامة حانيةً على وجهها
"هي قصة مملة... لا داعي لسماعها... "

قطبت تلك الشابة بغضب
"و لكنني أريد التعرف على الماضي الذي عشته.... ألست زوجتك؟ ألا تثق بي؟ "

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجه ذلك الشاب
"حسناً حسناً لا داعي لكل هذه المأساة... دعينا نحل مسألة والديك و بعدها أعدك بأن أجيبك عن جميع تساؤلاتك... هل اتفقنا؟... "

قطبت تلك المرأة و لكنها استسلمت في الأخير
"هل هذا وعد؟. ....انت لن تخدعني صحيح؟... أنظر يا عبد الرحمن ...هذه الحيل لن تنطلي علي ليكن في علمك و بعد عودتنا من ألمانيا سأتكد من أن أسحب كل الكلمات من فمك"

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه ثم أغمض عينيه مرةً أخرى واضعاً رأسه في حضن زوجته العنيدة



mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 10-07-20, 03:41 PM   #18

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Rewity Smile 4

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
نظراً لأن الدخول الجامعي ق اقترب قررت الاسراع في تنزيل الرواية
لذا موعدنا سيصدح أيام الأحد و الثلاثاء و الخميس
نلتقي بعد غد باذن الله و إلى اللقاء


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-20, 02:05 PM   #19

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Elk

الفصل الحادي عشر

كانت تسير بخطوات متسارعة و علامات الغضب لا تزال مرسومةً على وجهها النحيل
أمسكت بمقبض البابا و فتحته بقوة
"سحاب من الأحسن ألا تنطقي بأي حرف لأنني غاضبة اليوم و بشدة"
و لكنها صمتت فجأة عندما لمحت الفتاة التي كانت تتحدث معها ملقاةً على الأرض
"أ.. أنا أعتذر... يا إلهي... أنا حقاً آسفة... لم أكن أعلم أنك كنت تصلين وراء البابا..... هل آلمتك ....أنا لم أتسبب في أي أدىً صحيح؟... "
انحنت نحوها و مدت لها يدها من أجل أن تساعدها على الوقوف و لكن سحاب تجاهلت تلك اليد الممدودة نحوها و نهضت معتمدةً على الفراش

أحست تلك الشقراء بشيء دافئ ينزل من أنفها
يا للسعادة ! لقد أصيبت بنزيف أنف أيضاً
رمقت سحاب تلك الشابة الواقفة أمامها بنظرات غاضبةً
"تعتذرين؟... هاه؟ ...هل قلت أنك آسفة؟... لقد سئمت منك يا أميرة و من اعتذاراتك التي لا تنتهي.... لقد مر أسبوعين... هل تفهمين؟... أسبوعين مروا يا أميرة و أنت لم تتغيري... تتسببين في المشاكل و بعدها تعتذرين و تتحججين بأنك حظيت بيوم سيء ..... أنت لست الشخص الوحيد الذي يعاني هنا..... أميرة أرجوك.... "
لم تكمل كلامها فقد قاطعها ضحك هذه الأخيرة
احمر وجه سحاب من شدة الغضب
"أظن أنني لم أكن ألق أية نكات.... أم أنني مخطئة يا حضرة الأميرة؟ "

ابتسمت لها أميرة
"منظرك هو الذي أضحكني.... "
أخرجت منديلاً ورقياً من حقيبة يدها
"امسحي أنفك أولاً و بعدها أكملي ما كنت تقولينه لأنك تذكرينني بشخصيات الأنمي المنحرفة"

قطبت تلك الشقراء بغير فهم
أنمي؟
هل هي تسخر منها؟
تنهدت باستسلام فلا أمل يرجى من هذه الشابة الواقفة أمامها
أمسكت بالمنديل و مسحت أنفها ثم خرجت من الغرفة متجهةً ناحية الحمام لكي تزيل آثار الدماء من على وجهها و ثيابها

كانت زهرة تلك الفتاة الصغيرة ذاة السبعة عشرة ربيعاً جالسةً على فراشها تحدق بصمت في كل ما كان يحدث أمامها
حاولت تجميع شجاعتها لتسأل أميرة بصوت متردد و منخفض
"لماذا أنت غاضبة اليوم؟ هل عاد زملائك إلى الحديث عن والدك؟ "

ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجه أميرة ثم اقتربت من تلك الفتاة و مسحت على شعرها الأسود بلطف

"لا بأس أيتها الصغيرة.... لا داعي للقلق علي فأنا فتاة قوية كما ترين.... آه يا لي من حمقاء علي الاسراع و أداء صلاة العصر قبل أن يفوت موعدها"

....................
كانت تقف أمام ذلك المنزل برفقة ولديها
مدت يدها لتطرق الباب و لكن ابنها الأكبر سبقها إلى ذلك
لم تمض سوى ثوان معدودة لتُفتَح تلك الباب على مصراعيها و يظهر رجل عجوز ذو ملامح بشوشة
ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه ذلك. العجوز فور رؤيته لزواره ليفتح يديه على وسعهما
"تعالي إلى هنا يا ابنتي..... تعالي إلى أحضان عمك... "

تجمعت الدموع في عيني تلك المرأة لترمي بنفسها بين أحضان ذلك العجوز
"لقد اشتقت إليك يا عمي... حقاً لقد اشتقت إليك... "

بادلها ذلك العجوز العناق و بدأ يمسح بلطف على خمارها

توقفت تلك المرأة عن البكاء ثم أبعدت نفسها بصعوبة عن أحضان ذلك العجوز
هي لن تستطيع نسيان دفئ الرجل الذي تولى رعايتها بعد وفاة عائلتها
بل و قام بتزويجها لابنه الوحيد و لم يحسسها و لو لمرة أنها شخص غريب

قاطع أفكارها صوت ضحكات ابنها الصغير التي امتلأ بها المكان
مسحت تلك الدموع التي تسللت من عيونها السوداء
و رفعت عينيها نحو مصدر تلك الضحكات لتجد ابنها الصغير بين يدي جده و هو يدور به في المكان
"عمي أرجوك انتبه لصحتك... أنت لم تعد شاباً لقد كبرت في السن بالفعل.... "

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه ذلك العجوز
" لا بأس لا بأس فأنا لم أكبر إلى تلك الدرجة... و حتى و لو حدث معي أي شيء لا سمح الله فيتواجد موظف في سلك الحماية المدنية هنا و سيتكفل بالقيام بالإسعافات الأولية لي ....أليس كذلك أيها الأشقر؟"

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجه ذلك الشاب
"لا ...مالذي تقوله يا جدي؟... كفانا كلاماً عن هذا... أممم جدي... هل سنكمل كلامنا في الخارج؟ "

ارتسمت ملامح الاضطراب على وجه ذلك العجوز
"آاااه اعذروني... من فرط سعادتي بلقائكم لم أنتبه لهذا.... آه! يا لي من عجوز! يبدو أنني بدأت أصاب بالخرف.... هيا هيا.. مالذي تنتظرونه؟ أسرعوا بالدخول... البيت بيتكم "
...................
إنه يوم السبت
يوم عطلة بالنسبة للجميع
كانت سحاب جالسةً أمام مكتبها تراجع دروس الأسبوع
أما زهرة فقد كانت مستغرقةً في النوم بعد أن أمضت الليل كله تتحدث مع والدتها
بينما أميرة كانت تستعد للخروج من الشقة
لم تعرها سحاب أي اهتمام فهي لا تزال غاضبةً منها بسبب ما حدث آخر مرة
حتى أن أنفها لم يتعاف بشكل كامل فهو يؤلمها كلما سجدت و لامس وجهها الأرض في تدلل إلى الله مما جعلها تضطر إلى عدم الإطالة في السجود كما اعتادت فعله في العادة
هي تعلم أن الخطأ لا يقع على أميرة بالكامل
و لكنها و كلما سجدت لله تتذكر هذا
لمست أنفها بغير وعي لتقطب من شدة الألم
يبدو أنه قد كسر بالفعل
يا لحسن حظها
هي متأكدة من أنها ستحصل على محاضرة طويلة من طرف والدها خصوصاً و أنها ستعود إلى المنزل في نهاية هذا الأسبوع
لقد اشتاقت كثيراً لوالدتها
خصوصاً و أنهما لا تتحدثان كثيراً على الهاتف
قاطع أفكارها صوت رنين هاتف أميرة

قطبت تلك الشابة ذاة الشعر البني المحروق بغضب فور قراءتها لاسم المتصل
حاولت في الأول تجاهله و لكن هاتفها استمر في الرنين
تنهدت باستسلام و قامت بالضغط على زر الرد لينتقل إلى مسامعها صوت رجولي غاضب

"أين أنت؟... لماذا لا تردين على اتصالاتي؟... و لماذا أتلقى العديد من الشكاوي بخصوصك؟... أعتقد أننا أرسلناك إلى هناك لتدرسي لا لتتسببي في الشجارات..... حتى أنك قمت بكسر دراع أحدهم.... "

ارتسمت ابتسامة مستمتعة على وجهها عندما تذكرت ملامح ذلك الشاب
"حسناً هذا ليس خطئي... هو الذي قام يتحداني و بكل غرور في الحصة البدنية... و قمت بإعطائه ما يريد و يستحق.... "

تنهد ذلك الشاب بانزعاج
"لحسن الحظ أنني أعطيتهم رقمي بدل رقم والدتك و إلا.... "

تغيرت ملامح أميرة فور انتقال كلمات ذلك الشاب المستفزة إلى أذنيها
كزت على أسنانها من شدة الغضب ثم ردت عليه بصوت حاولت بكل جهدها أن تجعله بارداً فهي لا تريد منه أن يكتشف أنه استطاع استفزازها بكلماته المنمقة
"أنظر يا هذا... إياك و أن تتجرأ و أن تفكر مجرد التفكير في إخبار والدتي... و إلا فأنا أعدك بأنك لن ترى وجهي مرةً أخرى... سأقوم بأخذ والدتي معي و أرحل... و انس أمر خطوبتنا تماماً"

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجه ذلك الشاب
"أظن أنك فهمت الأمر بشكل خاطئ عزيزتي فأنت من تحتاجينني لا العكس ....و الخاسر الأكبر من فسخ خطوبتنا سيكون شخصاً واحداً و هو أنت..... و لا تفكري مجرد التفكير أنني سأترك عمتي المريضة بين يدي فتاة متهورة مثلك... عمتي ستبقى معي... بل سآخذها إلى مسكني في العاصمة و لن تريها مجدداً ...لذا فكري مرتين قبل أن تتلفظي بترهاتك..... و إن فرضنا أنك استطعتي أخد عمتي مني... بماذا ستصرفين عليها... أين ستسكنين أنت و هي ؟...و أهم شيء، كيف ستتكفلين بعلاجها؟.... أنت مجرد فاشلة غبية تحاول أن تبدو كفتاة ناجحة.... لذا من الأحسن أن تتوقفي عن هذا فأنت لم تعودي مجرد طفلة صغيرة و عليك أن تزني كلماتك قبل أن تتلفظي بها "

تجمعت الدموع في عيون تلك الشابة
هو لم يتغير
رغم مرور كل ذلك الوقت إلا أنه بقي يتصرف معها بقسوة شديدة
هي تعلم أنه قام بالتقدم لها ليس حباً لها بل ليستطيع الاعتناء بوالدتها ذون أن تحس بأي حرج باعتباره صهرها المستقبلي
و لكن وراء ذلك الحنان الذي كان يغرق به والدته كان هناك وجه آخر له
وجه قاس دائم العبوس و الغضب و الانتقاض لها
"تباً كم أكرهك يا سامر.... "

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجه ذلك الشاب المدعو بسامر
"حسناً لقد سمعت ذلك أكثر من مرة.... ليس و كأنني سأموت بمجرد كرهك لي... المهم لا تنسي ارتداء خاتم خطوبتنا... و ارتدي ملابس أنثوية فأنا لا أريد أن أبدو و كأنني اخرج في موعد برفقة شاب ما...."

لم تمهله أميرة الوقت لكي يكمل كلامه بل قامت بإغلاق الخط في وجهه
أحست بالغضب و كأنه يكاد يفتك بها و كادت أن تقوم بتحطيم هاتفها لولا أنها تراجعت في آخر لحظة لتقوم في الأخير بتمالك أعصابها
قامت بفتح حقيبة سفرها لتخرج منها علبةً جميلة
فتحتها لتجد بداخلها ذلك الخاتم الذهبي في وسطها
كان خاتماً في غاية الجمال تتوسطه وردة ألماسية
كانت لتحبه لولا أن الشخص الذي قام بإهدائها إياه فهو أكره شخص بالنسبة لها
قامت بوضعه في بنصر يدها اليسرى و ارتدت حذاءها الرياضي و استعدت للمغادرة
إلا أن ذلك الصوت النعس أوقفها

"إلى أين ستذهبين يا أميرة في مثل هذا الوقت الباكر؟ الساعة لم تتجاوز الثامنة بعد... "

تنهدت أميرة باستسلام و التفتت إلى تلك الفتاة التي كانت نائمةً قبل لحظات
"صباح الخير يا زهرة.... علي المغاذرة بسرعة للالتقاء بخطيبي ....أجل أنا مخطوبة... لا داعي لتطرحي علي أي سؤال سأخبرك بكل شيء عندما أعود فذلك الأحمق ينتظرني بالفعل و أنا لا أريد أن أستمع إلى محاضرة طويلة عريضة عن احترام الوقت و المواعيد"

ابتسمت لها تلك الفتاة
"حسناً طريق السلامة... و لا تنسي أن تخبريني بكل ما حدث معك "

بادلتها تلك الشابة الابتسامة ثم غاذرت الغرفة بخطوات متسارعة من أجل اللحاق بذلك المزعج الأحمق فهي لا تريد الاستماع إلى شكواه بعد الآن
................
كانت واقفةً أمام باب منزلها و علامات الاضطراب مرسومة على وجهها
يبدو أن جميع الشجاعة التي حاولت استجماعها خلال فترة مكوثها في الجزائر قد قامت بمغاذرتها بالفعل

لاحظ ذلك الأسمر علامات الاضطراب التي بدأت في الارتسام على وجه زوجته
مد يده اليمنى ليضغط على يدها المرتعشة محاولةً منه لبث الطمأنينة في قلبها

أحست تلك الشابة بلمسات يد زوجها و كأنها مهدئ يبعد عنها ألمها
رفعت عيونها الزرقاء نحوه ليقوم ذلك الشاب برسم ابتسامة صغيرة على وجهه
ضغط على يدها بلطف
"كل شيء سيكون بخير....ثقي بنفسك "

بادلته تلك الشابة الابتسامة و أومأت له بالإيجاب
هو محق
كل شيء سيكون بخير بإذن الله
حسنا، ما أسوأ ما قد يحدث؟
سيصرخان في وجهها و ربما يقومان بمقاطعتها لعدة أيام و لكنها متأكدة من أنهم سيقومون بمسامحتها كما اعتادوا أن يقوموا

"هل تفضلين أن تواجهيهم لوحدك؟... إذا كنت تريدين ذلك سأغاذر بالفعل.... سأتجول قليلاً و أقوم بحجز غرفة في فندق ما.... "

حركت تلك الشابة رأسها يمينا و يساراً دلالةً على رفضها القاطع لتلك الفكرة
لتقوم بإمساك يده بكلتا يديها
"كلا... أنت ستبقى معي هنا... نحن سنواجههم معاً ...ألست زوجي؟. عليك أن تكون بجانبي في مثل هذه المصيبة"

"حسناً يا رفيقة الكفاح و لكن هل أنت متأكدة من أن والدك لن يقوم بقتلي؟.. هو لن يفعل ذلك صحيح؟... أنا لا أزال شاباً صغيراً في مقتبل العمر و أمامي حياة طويلة كما تعلمين و أنا لا أريد أن أخاطر بحياتي "

أطلقت تلك الشابة ضحكة قصيرةً
"يا لك من جبان... من يراك الآن لن يصدق أنك الشخص نفسه الذي رفض أن نعيش تحت سقف واحد حتى يرضى والداي عن علاقتنا"

"هاهاهاها... يا لك من ظريفة!.. أنت ابنتهما لذا لن يحدث لك أي شيء... أما المسكين الواقف أمامك.... "

.لم تستطع تلك الشابة كتم ضحكتها أكثر من ذلك لتنفجر ضاحكةً عليه
"أنا حقاً لم أكن أعلم أنك مجرد جبان.... هههههههههه.... لقد فاجأني الأمر بالفعل.... هههههههههه.... أنت حقاً مجرد أحمق"

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجه ذلك الشاب
يبدو أن خطته قد نجحت
لقد نسيت تماماً خوفها و اضطرابها
"حسناً أيتها الظريفة... أظن أن ساعة الصفر قد ضقت... هيا بعد العد إلى ثلاثة"

ابتسمت تلك الشابة و صرخت بصوت عال
"ثلاثة"
ثم أغمضت عينيها و مدت يدها لترن الجرس

لم تمض سوى ثوان معدودة لتُفتَح الباب كاشفة عن امرأة في أواخر عقدها الخامس ذاة عيون زرقاء و شعر أبيض شديد القصر

التمعت الدموع في عيون تلك الشابة و قامت بترك يد زوجها لترمي بنفسها بين أحضان تلك المرأة
"أمي... أمي لقد اشتقت لك كثيييييراً"




mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-20, 02:06 PM   #20

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

اتمنى ان يكون الفصل قد نال على اعجابكم انتظروني يوم الثلاثاء بادن الله مع فصل جديد
و السلام


mimichita غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رومنسي عاطفي ميليودراما

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.