آخر 10 مشاركات
إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لوكاس...غرايس(111) للكاتبة: Caitlin Crews (ج2 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          346 - سجينة الحب - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-20, 04:58 PM   #21

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لقد قمت بتصميم خواطر لابطال الرواية ساقوم بتنزيلها بعد قليل




mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 14-07-20, 05:13 PM   #22

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Elk









mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 14-07-20, 05:15 PM   #23

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

اتمنى ان تكون قد نالت على اعجابكم اترككم الان مع فصل جديد من روايتي لعبة الحياة

mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 14-07-20, 05:19 PM   #24

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Icon26

الفصل الثاني عشر

فتحت عيونها السوداء ببطئ و لكنها لم تستطع رؤية أي شيء سوى الظلام
حاولت أن تتحرك و لكن ألماً شديداً عصف بجسدها
أين هي؟
كان ذلك أول سؤال تبادر على ذهنها

بدأت الرؤية تتضح شيئاً فشيئاً
دماء
دماء في كل مكان
أما جسدها فقد كان ملقى على الطريق بإهمال
أصوات تداخلت في بعضها
أصوات سيارات و صراخ مارة و صوت صافرة سيارة الاسعاف طغى على تلك الصوات كلها
حاولت أن تتحرك و لكن ألماً شديداً باغتها لتصرخ بصوت باك من شدة الألم
خف الضجيج فجأة لتلتفت جميع تلك الأعين إليها
هي لا تتذكر ملامح أولئك الأشخاص
فقط تلك العيون التي كانت تحدق فيها و كأنها شيء غريب

صرخ شخص ما
"الفتاة حية ...أسرعوا الفتاة لا تزال على قيد الحياة "

لم تستطع فهم أي شيء مما يجري معها
يبدو أنه كابوس آخر
حلم مرعب آخر يحكي لها ماضيها الأسود
تاريخ فقدانها لوالديها
جالت بعينيها في المكان محاولة منها إيجاد جثة والديها لترتسم ابتسامة متألمة على وجهها فور رؤيتها لتلك الأحشاء المتناثرة في المكان
كيف لها أن تنسى أنها لم تستطع توديع والديها لآخر مرة لأن جسديهما قد تم طحنهما بسبب شاحنة نقل الحبوب
هي تعلم أن الخطأ يقع تماماً على والدها
لقد كانت جالسة في حضن والدها أما والدتها فكانت تجلس معهما
هو لم يكن يضع حزام الأمان و كان يقود بسرعة كبيرة من أجل الوصول إلى منزل عمها قبل أذان المغرب فقد كان أول أيام رمضان و قد تمت دعوتهم للإفطار عند عمها
هي كانت مجرد طفلة صغيرة لم تتجاوز سنتها الرابعة
كانت تجلس في حضن والدها بسعادة تستمع لقصصه التي كان يرويها عن شقيقه الأكبر الذي كان له بمثابة الأخ و الأب بسبب كونهما يتيمين
و كيف أنه رفض أن يتزوج مرة أخرى بعد أن توفت زوجته و تركت له طفلاً رضيعاً ولد قبل أوانه
و لكنها لم تتوقع أنها هي الأخرى ستصبح هي الأخرى فتاةً يتيمة و لكنها و على عكس والدها لم تمتلك أي شقيق ليكون لها بمثابة الأب
مناورة خطيرة كانت هي السبب في حصول هذه المأساة
قام بمناورة حافلة نقل مسافرين و لم ينتبه لتلك الشاحنة الضخمة التي كانت قادمة في الاتجاه المعاكس
و فور اكتشافه للخطأ الفادح الذي قام به رمى ابنته الصغيرة و التي كانت تجلس في حضنه بدون فهم أي شيء من النافذة و سلم روحه و روح زوجته إلى الله

"أمي أمي... افتحي عينيك... أمي أرجوك افتحي عينيك.... أمي لا تتركيني مثلما فعل كل من والدي و شقيقاي... "
كان ذلك الصوت الباكي يرن في أذنها
ليتسبب في إياقدها من ذلك الكابوس الذي دائماً ما يتكرر عندما تعود إلى هذا المنزل
فتحت عيناها السوداوتان ببطئ و لكن و على عكس المرة الفائتة كان وجه ابنها الصغير هو أول شيء وقعت عليه عيونها الخائفة
"أنيس... صغيري ...ما كل هذا البكاء؟ "

صمت ذلك الطفل فجأة فور انتقال صوت والدته إلى أدنيه الصغيرتين
"أمي أنت بخير؟... لقد كنتي تبكين و تصرخين بشدة.... لقد حاولت كثيراً إيقادك و لكنك لم تفتحي عينيك.....حتى أن جدي قد ذهب لكي يجلب الطبيب "

ابتسمت تلك المرأة بألم
دائماً ما تتكرر نفس القصة
هي تعلم أنها تقلق عمها الذي قام برعايتها منذ أن كانت طفلة
و لكن تلك الكوابيس رفضت أن تتركها و شأنها
لقد كانت تظن أنها و أخيراً قد استطاعت أن تتعدى تلك الذكرى
و لكن يبدو أنها لا تزال تلك الطفلة الباكية و المتمسكة بماضيها الذي ذهب و لن يعود

…………………………
فُتحت الباب فجأة لتطل منها إمرأة في منتصف العمر قد غزى اللون الأبيض شعرها بينما عيونها الزرقاء كانت تحدق بعدم فهم في وجوه أولئك الزوار الغرباء
و فجأة و دون سابق إنذار ألقت تلك الشابة المرتدية جلباباً أسود فضفاضاً نفسها بين دراعيها و كأنها اعتادت على فعل ذلك مند زمن بعيد

كانت تلك الشابة الشقراء تبكي بحرقة بين دراعي والدتها
"أمي أمي... لقد اشتقت إليك أمي..... أمي أنا آسفة على تركي لكم و هروبي من المنزل... لقد كنتم محقين... ذلك الفتى لم يكن أميري المقدر"

بقيت تلك المرأة واقفة بدون أن تبدي أية حركة من شدة الصدمة التي تلقتها تواً
لتبدأ هي الأخرى بالبكاء ثم قامت بمبادلة ابنتها الوحيدة العناق
"حبيبتي... صغيرتي...هل أنت بخير يا صغيرتي؟... لقد كنا خائفين جداً عليك... فجأة و دون سابق انذار انقطعت جميع الأخبار عنك... اتصلنا بالشرطة و فتحنا تحقيقاً و لكن بدون جدوى... كل ما استطعنا التوصل له أنك هربت إلى الجزائر ثم انقطعت جميع الأدلة.... "

انهارت كلتهاهما أرضاً و و امتزج صوت بكائهما ليصبح أشبه ما يكون لسمفونية حزينة تحكي ألم الفراق و فرحة لم الشمل

بقي عبد الرحمن واقفاً مكانه بدون أن يبدي أية ردة فعل و ابتسامة متألمة مرسومة على وجهه
هو حقاً يحسدها على الحب العائلي الذي تتلقاه من والديها على عكسه هو
أبعد تلك الأفكار السلبية عن ذهنه
فهو أيضاً قد نعم بحب الإمام و زوجته ربما يكون مختلفاً قليلاً عن الحب الذي كان يطمع أن يتلقاه من أبيه الحقيقي
و لكن هذا لا يهم فكل من الإمام و زوجته قد أديا واجبهما و زيادة حتى أنهما قد أنقداه من شبح الجنون الذي كان يتربص به
و هاهو الآن قد صار شاباً يافعاًً يعتمد على نفسه
هو متأكد من أنه لن يتمكن من تحقيق كل هذا لو بقي برفقة والده البيولوجي و أخواته غير الشقيقات

توقفت تلك المرأة عن البكاء ثم أبعدت ابنتها عنها لتمعن النظر في وجهها
لقد تغيرت تماماً
لقد أصبح وجهها أكثر بياضاً و اختفت تلك الهالات السوداء التي كانت محيطة بعيونها الزرقاء الجميلة
بمعنى آخر لقد أصبحت أكثر جمالاً
رفعت عيناها إلى ذلك الأسمر الذي كان واقفاً بعيداً عنهما و الذي كان يراقب كل ما يحدث بصمت مطبق
ارتسمت ابتسامة مائلة على وجهها
هي تستطيع أن تحزر كل ما حدث مع ابنتها بالنظر إلى ملابسها و إلى ملامح ذلك الأسمر
حسناً هي لن تمانع فكرة تغيير ابنتها لديانتها فيبدو أن الحل الذي كانت هي و زوجها يبحثان عنه لكي يكبحا جماح ابنتها هو الاسلام
تنهدت بهدوء
هي متأكدة من أن زوجها سيصدم من هذا الأمر خصوصاً و أنه كان قساً سابقاً في إحدى الكنائس
"أظن أنك تدينين لي بالشرح... و لكن أولاً أدخلي للمنزل... "
رفعت عينيها لذلك الشاب
هي متأكدة من أنه لا يفهم لغتهم
تنهدت بهدوء
"حبيبتي أخبري ذلك الشاب بأنه هو أيضاً مدعو للدخول إلى المنزل"

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه تلك الشابة
"لا حاجة إلى ذلك يا أمي فهو و كما ترين يفهم لغتنا"













mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 14-07-20, 05:44 PM   #25

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اعتذر على الخطأ الذي ارتكبته فبعد تنزيلي لتلك التواقيع لاحظت انها ليست بالحجم المناسب
لذا انتظروني قليلاً سأقوم بتعديلها و اعادة تنزيلها و اعتذر مرة اخرى


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 14-07-20, 05:53 PM   #26

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي



mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 14-07-20, 09:10 PM   #27

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

اريد ان اسال فقط هل الصور بحجم مناسب او اغير حجمها و شكراً لانني لم اعرف كيف افعل ذلك

mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 16-07-20, 07:39 PM   #28

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Elk

الفصل الثالث عشر

غرفة ذات جدران مغلفة بورق ذو لون أبيض تتخلله بعض الخيوط الذهبية التي تتشابك فيما بينها راسمة وردة ضخمةً شديدة الجمال
وسط تلك الغرفة كانت هناك مائدة زجاجية عليها باقة ورود إصطناعية
تحيط بها العديد من الأرائك المصنوعة من الجلد الأسود
على تلك الأرائك كان كل من بطلينا جالسين بقرب بعضيهما و يحدقان في تلك المرأة التي لم تتجاوز عقدها الخامس و التي كانت تجلس في الجهة المقابلة لهما

كسر ذلك الصمت سؤال تلك المرأة
"حسناً أستطيع أن أحزر ما حدث معك أيتها المزعجة.... لا بد من أن ذلك الأحمق قد قام بخيانتك كما توقعت أنا و والدك.... لكن ما أريد أن أعرفه.... كيف التقيتما؟... لا بالأحرى كيف لشاب مهذب مثلك أن يتزوج بفتاة همجية مثل ماري؟.... "
ارتسمت ابتسامة مائلة فور ملاحظتها لعلامات الصدمة التي رسمت على وجه ذلك الشاب
"يبدو أنني قمت بمفاجأتك صحيح؟.... ههههههه... لا بأس أيها الوسيم أنا لست من أولئك المتعصبين لديانة ما.... كما ترى أيها الوسيم فأنا أحترم حرية الاختيار و الاعتقاد و كما ترى أنا لست إمرأة متدينة"

قطب ذلك الشاب الأسمر حتى احتدت عيونه العسلية
"أعذريني يا سيدتي... و لكن هل أنت ملحدة؟.... سيدتي لقد كان انطباعي الأول عنك أنك إمرأة ذات تفكير منطقي... لذا أجد من الغريب من إمرإة تمتلك مثل هذا العقل أن تتبع أفكاراً أقل ما يقال عنها غبية و فلسفات ليس لها أي ارتباط مع الواقع أو العقل مثل أفكار لينيين و داروين"

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه تلك المرأة
"يبدو أنك تجيد التكلم بلغتنا حقاً...لا بل و يبدو أنك شخص مثقف.... أنا حقاً لا أستطيع الفهم كيف لشخص مثقف مثلك أن يعجب بفتاة هوجاء لم تكمل حتى تعليمها الثانوي.... و لكن لا بأس... سأجيبك على سؤالك.... لقد قلت أنني لست متدينة و لم أقل أنني ملحدة... كما ترى أيها الوسيم أنا لا أتبع أية ديانة... أنا أومن بوجود إله واحد و لكنني لا أؤمن بوجود الأنبياء و ما إلى ذلك.... لقد قرأت كلاً من التورات و الإنجيل و لكنني وجدت العديد من التناقضات و أنا كما ترى أكره الأشياء التي تتعارض مع العقل و لا أحبد تصديق أن الله اختار أنبياء سفاحين و عنصريين لذا قررت أن أتصرف مثلما أحب "

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجه عبد الرحمن فقد أعجب حقاً بتفكير تلك المرأة... لتخطر على باله فكرة غريبة
أحس و كأنه يستطيع أن يقنع إمرأة مثقفة و ذات عقل مستنير مثلها للدخول في الدين الحق
بل الأمر أكيد
فامرأة بمثل ذكائها من المستحيل أن تتجاهل الحق

كان ذلك الأسمر غارقاً في أفكاره ليقاطعه صوت تلك المرأة الضاحك

"ووووو عزيزنا يمتلك. غمازات على وجهه.... يا إلهي أين كنت عندما كنت أصغر بثلاثين سنة؟ "

شحب وجه مريم من كلام والدتها
"أمي كفي عن التغزل في زوجي و إلا سأخبر أبي بهذا... "
ثم التفتت إلى زوجها
"و أنت أيها الخائن لماذا لم تخبرني أنك تمتلك غمازات؟... "

أطلق ذلك الشاب ضحكة قصيرة
"حقاً؟ هل أنت جادة فيما تقولينه؟... كيف تقترحين أن أخبرك؟... مثلاً...مرحباً أنا عبد الرحمن و كما ترين أنا أمتلك غمازات تظهر عندما أبتسم؟...هل أنت جادة؟ "

قطبت مريم بغضب
"هل تحاول أن تقول أنني غبية؟ "
قالت تلك الكلمات بغضب ثم قامت بلكمه علي دراعه

ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجه ذلك الشاب
"هل تريدين استفزازي؟ أنت تعلمين ما أنا قادر على فعله... أم أنك تريدين أن نعيد تمثيل السيناريو الذي حدث في المطار؟ "

احمر وجه مريم من الاحراج فور تذكرها لما حدث معهم في المطار
"لا كفى.... ارجوك كف عن احراجي"

ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجه تلك الكهلة
"هوهوهوهو!. ...ألا تخجلان من التغزل أمامي؟... أنا أيضاً كما تعلمون أمتلك زوجاً يحبني يا عصفورا الحب فأنتما لستما الشخصان الوحيدان المتزوجان في العالم"

احمر وجه مريم من شدة الإحراج بينما انفجر ذلك الشاب بالضحك بسبب تعليق حماته الأخير
"هل حقاً نبدو كعصفوري حب؟... أنت حقاً تمتلكين نظراً ثاقباًيا حماتي"

"ألست كذلك؟.... يبدو أننا سنتفاهم فيما بيننا يا صهري العزيز"

قاطع كلامهما صوت انفتاح الباب

أطلقت تلك المرأة تزفيرة طويلة فيبدو أن زوجها قد عاد أبكر مما كانت تتوقع
أخفت ملامح الارتباك ببراعة عن وجهها ثم رسمت ابتسامة كبيرة على وجهها
"يبدو أن زوجي الحبيب قد عاد أخيراً إلى البيت....أخيراً أنا لن أبقى بينكما أيها الحبيبان المزعجان ...فأنا أيضاً أمتلك حبيباً كما ترون"
قالت تلك الكلمات بصوت مرح ثم غادرت الغرفة بسرعة لكي تلتقي بزوجها

رجل يبدو في أوائل عقده السادس ذو ملامح حادة و شعر شديد البياض و عيون بلون رمادي فاتح يكاد يشابه لون شعره أنف طويل شديد الاستقامة ووجه صارم يبين عن مدى قوة شخصية ذلك الرجل
قطب باستفهام عندما انتقل ذلك الضجيج إلى أدنيه
هو لم يعتد على تواجد الضيوف في منزله منذ اختفاء ابنته المدللة
"كريستين ما هذه الضجة؟ نحن لم نعتد على الزيارات منذ اختفاء ابنتك العاقة"

تنهدت تلك المرأة بانزعاج
يبدو أن لسان زوجها السليط لم يتغير رغم مرور كل تلك السنوات
هي تعلم بأنه يحب ابنته كثيراً حتى أنه كاد أن يجن من شدة القلق فور تلقيه لخبر اختفاء ابنتهم
أبعدت تلك الأفكار عن ذهنها
"حسناً يا عزيزي.... ما رأيك أن تقوم بالترحيب بضيوفنا؟ ....فهم أشخاص مهمون كما تعلم"

قطب ذلك الرجل بعدم فهم و لكنه آثر عدم مجادلة زوجته العنيدة
انتقل إلى الصالة يخطوات بطيئة و واثقة

في الجهة الأخرى كانت مريم تشعر بالقلق و الخوف الشديدين فور سماعها لنبأ وصول والدها
يبدو أن التحدي الحقيقي قد بدأ
اختفت كل تلك الأفكار السوداوية فور التقاء عيونها الزرقاء بعيون والدها الفضية لتهمس بصوت لا يكاد يسمع
"أبي؟"

تجمد ذلك الرجل فور انتقال كلماتها إلى أدنيه و أوقع جميع الأكياس التي كانت بين يديه
احمر وجهه من الغضب ثم سار بخطوات كبيرة نحو تلك الشابة التي كانت تدعوه بأبي

أحست مريم برعب كبير يقتحم قلبها صغير و تمنت في تلك اللحظة لو أنها بقيت في الجزائر و لم تعد إلى بيتها و لكن يداً حانية و دافئة أمسكت بيدها لتبث في داخلها الدفئ و الطمأنينة
ارتسمت ابتسامة واثقة على وجهها تجاهلت ذاك الصوت الذي كان يدعوها للهروب من المكان مثلما اعتادت أن تفعل كلما واجهت أية مشكلة
استجمعت شجاعتها كلها و أبعدت يد زوجها الدافئة ثم وقفت هي الأخرى و اتجهت نحو والدها بخطوات واثقة
لتقف أخيراً مواجهة له بينما اجتمعت عيونها الزرقاء الخائفة بعيون والدها الصارمة و المخيفة

توقف ذلك الرجل فجأة و رفع يده نحو ابنته مستعداً لضربها

أغمضت مريم عيونها مستعدة لتلقي تلك الصفعة و لكنها تفاجأة بذلك الدفئ الذي اقتحم جسدها
فتحت عيناها ببطئ و تحسست خدها بعدم تصديق
هو لم يقم بصفعها!
هي الآن بين أحضان والدها
هي حقاً لا تستطيع أن تصدق ما يحدث معها الآن
بادلت والدها الحضن و دفنت وجهها في صدره تستمع إلى ضربات قلبه المتسارعة
"أنا أحبك أبي"

تنهد ذلك الرجل باستسلام ثم قام بإبعاد ابنته عنه و وجه ناظره نحو ذلك الأسمر الذي كان يجلس بارتياح
ارتسمت ملامح الغضب على وجهه فكيف لرجل غريب مثله أن يجلس في منزل شخص آخر بمثل هذه الأريحية ؟
أبعد ابنته عن طريقه بهدوء ثم توجه بخطوات متسارعة نحو ذلك الشاب و أمسكه من ياقة قميصه ليرفعه من مكانه بقوة

بقي عبد الرحمن محافظاً على ملامح الهدوء على وجهه مما أثار حنق ذلك الكهل ليرفع يده نحوه مستعداً لضربه غير أن زوجته تدخلت بينهما
"سيزار توقف عن هذا.... مالذي تفعله لزوج ابنتك؟ "

احمر وجه ذلك الرجل من شدة الغضب
"هل قلت زوج؟ انا لن أبارك هذا الزواج و لو بكيتم دماً"
قال تلك الكلمات بصوت غاضب ثم استدار إلى ابنته
"اظن أنك تدينين لي بشرح مفصل"
ابتعد عن ذلك الشاب و اتجه صوب ابنته... أمسكها من يدها و جرها وراءه
"علينا القيام بحديث عائلي بعيداً عن أعين الغرباء"
شدد على تلك الكلمات الأخيرة و غادر الغرفة برفقة ابنته التي جرها و راءه

تنهدت تلك المرأة الخمسينية بانزعاج
"يبدو أن ذلك الأحمق لم و لن يتغير... "
....................
عيون دائرية سوداء اللون ذات شكل دائري واسع مرفوعة قليلاً إلى الأعلى محاطة برموش سوداء كثيفة يعلوهما حاجبان كثيفان مستيقما الشكل
أنف أشبه ما يكون بمنقار الصقر معقوف عند نهايته و بشرة أشبه ما يكون لونها بلون الحنطة
جسد نحيل بائن الطول عضلي بعض الشيء و شعر أسود مرفوع إلى الأعلى
فك بارز مخفي وراء لحية سوداء مسرحة باتقان
كان صاحب تلك المواصفات جالساً على إحدى الكراسي الرخامية البيضاء و الموزعة بشكل عشوائي في تلك الحديقة التي اتفق أن يلتقي فيها بابنة عمه المجنونة
أو بالأحرى خطيبته
تنهد بحنق و قام بتجعيد كوب القهوة الورقي و رماه في سلة المهملات
هذا رابع كوب قهوة شربه و مع هذا لم تصل تلك الحمقاء
أخرج هاتفه من جيب بنطاله لتحتد عيناه السوداء معلنةً عن غضبه الذي يحس به في هذه اللحظة
لقد مرت ساعة كاملة على الوقت المحدد للقاء و مع هذا لم تصل
و يا حبدا لو كان سبب تأخرها هو تجهيز نفسها
و لكن مع الأسف هي دائماً ما تفاجئه كل يوم بشكل أشبه ما يكون بالفتيان المراهقين
هي لا تهتم بشكلها و لا بأنوثوها
في الأول كان معجباً بقوة شخصيتها و عدم اهتمامها لكلام الناس و لكن الآن
تنهد بحنق و أعاد فتح تلك الجريدة التي أنهى قراءتها قبل لحظات رغبةً منه لإضاعة بعض الوقت ريتما تصل تلك المزعجة
لقد كان متأكدا، من أنها لن تصل في الوقت الموعود لكنه لم يتوقع أنها ستتأخر إلى هذه الدرجة
قاطع أفكاره ذلك الظل الذي حجب عنه نور الشمس
تنهد بهدوء فقد حزر شخصية الوقح الذي وقف أمامه بدون أن يتلفظ حتى بتحية الاسلام على الأقل
رفع عيونه السوداء لتلتقي بتلك العيون اللوزية عسلية اللون
ارتسمت ابتسامة مستهزئة
"واو! جميل... رقم قياسي جديد.... لقد اعتقدت و بكل حماقة أنه و بعد انظمامك إلى كلية الشرطة فإن شخصيتك المستهترة ستتغير أخيراً و ستصبحين أكثر انضباطاً و لكن مع الأسف لقد كنت مخطئاً فأنت لم تتغيري و لو بقيد أنملة"
قال تلك الكلمات و ابتسامة مستهزئة مرسومة على وجهه بينما كانت عيناه تتفحص ملابسهو الرجولية

رمقته تلك الشابة بنظرات باردة
"مالذي تتفوه به؟ "
أخرجت هاتفها النقال من جيب سترتها
"أنظر انها التاسعة بالفعل.... لقد وصلت في الوقت المحدد كما اتفقنا"

ارتسمت ابتسامة مستهزئة على وجهه
"التاسعة؟ ....هل أنت تسخرين مني؟... أنها العاشرة و النصف من فضلك أعيدي ضبط ساعة هاتفك"

رمقته بنظرات متحدية
"و لماذا لا تكون ساعة هاتفك هي المعطل أيها النرجسي؟"

عض على شفته السفلى مانعاً نفسه من الضحك فهي حقاً لم تتغير
"تقولين أنني أنا المخطئ؟...حسناً يا عزيزتي "
نهض من مكانه و توجه ناحية رجل ما
"سيدي أعتذر ...أريد معرفة كم الساعة الآن لكي أقوم بتعديل ساعة هاوفي فيبدو أنها قد تعطلت"

كانت أميرة تقف بالقرب منه هي الأخرى بينما بدأت ملامح الثقة تختفي من على وجهها

أخرج ذلك الرجل هاتفه
"إنها 10:35 "

ارتسمت ابتسامة الانتصار على وجه ذلك الشاب
ثم عاد إلى حيث كان جالساً
"حسناً أيتها العنيدة يبدو أن هذا النرجسي قد كان محقاً كالعادة"


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 16-07-20, 07:47 PM   #29

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

اتمنى ان يكون الفصل قد نال على اعجابكم انتظروني يوم الاحد باذن الله مع فصل جديد
و شكرا على القراءة


mimichita غير متواجد حالياً  
قديم 19-07-20, 02:09 PM   #30

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
Elk

الفصل الرابع عشر

مرت ساعة كاملة مند خروج أميرة
توقفت سحاب عن الكتابة ثم مدت يديها بتعب
اتجهت نحو خزانة الملابس و أخرجت جلباباً أخضر غامق اللون و استعدت للخروج

انتقل ذلك الضجيج إلى مسامع زهرة النائمة على الفراش الذي يعلوه فراش أميرة
"إلى أين ستغادرين أنت أيضا؟ "
قالت تلك الكلمات بصوت ناعس أما علامات النوم فلم تختف بعد من على وجهها

ارتسمت ابتسامة باردة على وجه تلك الشقراء
"سأقوم بزيارة طبيبة الإقامة لأتحقق من أنفي إن كان مكسوراً أم لا... فهو لا يزال يؤلمني كلما لامس الأرض عند سجودي أو حتى عند نومي أو وضوئي"

ارتسمت ملامح القلق على وجه زهرة
"بالطبع يجب عليك زيارة الطبيبة هذا أمر مفروغ منه.. و لكن ما يزعجني هو عدم اخبارك لنا بألمك في وقت مبكر... لماذا أبقيت الأمر سراً عنا يا سحاب؟... هل تعلمين أن الأمر يؤلمني عندما تشعرينني أنك لا تثقين بي؟ "

علت ملامح البرود على وجه سحاب لتردف بصوت شديد البرود
"أنا لا أفهم ؛...لماذا يجب علي أن أثق بك؟..... أنت لم تقومي بأي شيء من أجلي يجعلني أمنحك ثقتي...... أنظري يا زهرة... أنا لا أحاول السخرية منك و لا حتى إزعاجك و لكنني أريد أن أخبرك أن الشخص الوحيد الذي يستحق ثقتي هو أبي و فقط..... لذا إذا أزعجك كلامي أو أغضبك فلا داعي لاخفاء ذلك فأنا أكره الأشخاص المنافقين و لا بأس إذا قررت عدم مرافقتي لزيارة الطبيبة"

شحب وجه زهرة من شدة الصدمة... و آلمت تلك الكلمات قلبها الصغير... فهي من الأشخاص الذين يضعون ثقتهم في أول شخص يلتقون به
تجاهلت ذلك الألم الذي عصف بقلبها... كما أنها حاربت و بضراوة ذلك الصوت الذي كان يوسوس لها بأن تلغي فكرة الذهاب مع صديقتها إلى الطبيبة
"كلا ...انتظريني يا سحاب سأغتسل و أغير ملابسي بسرعة...."
قالت ذلك راسمة ابتسامةً كبيرة على وجهها
ثم أكملت بصوت بريء بينما الدموع كانت متجمعة في عيونها الخضراء الناعسة معطية لها شكلاً طفولياً بريئاً
"أنت محقة ...أنا لم أقم بأي شيء يجعلك تثقين بي...لذا أنا سأحارب من أجل أن أظفر بها....أممم كما أنني لن أستطيع النوم بارتياح بينما صديقتي مصابة بأذى "

أحست سحاب بصدمة خفيفة... فهي لم تتوقع هذه الإجابة من طفلة مدللة مثل زهرة

جلست على الفراش بينما ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها لتهمس بصوت لا يكاد يسمع
" أنا أيضاً أتمنى أن أثق بك يا زهرة... لذا سأنتظرك إلى أن تكسبي ثقتي"

بعد مرور عدة دقائق... كانت كلتا الفتاتان تجلسان على كراسي خشبية داخل غرفة مطلية بطلاء أبيض قد بدأ في التقشر
كانت تجلس مقابلة لها طبيبة ييدو من شكلها أنها في أواخر الأربعينات من عمرها
أمامها كان هناك مكتب مليء بالأوراق و الدفاتر الضخمة بالاضافة إلى الختم الخاص بها
بمعنى آخر كان في فوضى حقيقية
قاطع ذلك الجو الثقيل كلام الطبيبة
"اعذروني على الفوضى التي أمامكم..... المهم من هي المريضة بينكما؟ "
.....................
كانت الشمس في كبد السماء
حرارة شديدة انتشرت في المكان
نعم انه منتصف النهار و الكل قد اتجه إلى منزله ليختبئ من حرارتها
أما تلك الحديقة العمومية فقد أصبحت فارغة من الناس إلا من شخصين
تنهد ذلك الشاب بهدوء
"أميرة كما تعلمين أنا لم أقطع كل تلك المسافة فقط لأتشاجر معك..... "

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجه تلك الشابة
"حقاً؟....لقد ظننتك قد اشتقت إلى وجهي"

تنهد ذلك الشاب بهدوء فهذه الحمقاء دائماً ما تحاول استفزازه و دائماً ما تفشل كالعادة
"أنا سأقوم بنقل والدتك لتعيش معي في العاصمة مما سيسهل علي متابعة حالتها الصحية.... و لقد أتيت لأعلمك بالأمر لأن والدتك كانت قلقةً عليك و لم تستطع اخبارك بنفسها خوفاً من ردة فعلك ...و أنا لا ألومها فأنت عندما تغضبين لا تستطيعين التفريق بين عدوك و صديقك و تبدئين في التلفظ بكلام تافه لا معنى له"

احتدت عيون تلك الشابة لتكشف عن شعيرات خضراء كانت مختبئة بشكل محتشم داخل كل ذلك العسل المصفى
"مالذي تعنيه بأنك ستأخد والدتي لتعيش معك في العاصمة؟.... لا تفكر في الأمر مجرد التفكير ..أمي لن تغادر منزل والدي... "

تنهد ذلك الشاب بانزعاج
"حقاً؟.... ماذا لو أخبرتك أن والدتك موافقة على الانتقال و العيش معي؟.... "

شحب وجه تلك الفتاة من شدة الصدمة التي تلقتها تواً
"أنت تمزح صحيح؟... أمي لم تقبل ذلك..... أمي من المستحيل أن تعيش مع ابن شقيقة قاتل زوجها"

تنهد ذلك الشاب
"لا تنسي أن الشخص الذي تتحدثين عنه هو خطيبك و ابن شقيقها... و الفتى الذي تربى تحت يديها... أميرة اسمعيني.... "

"لا أنت اسمعني... لقد تحدثت مع والدتي البارحة مساءً و هي لم تلمح لي مجرد التلميح عن موضوع انتقالها للعيش معك... لا بد أن هذا من نسج خيالك الخصب... أمي هي والدتي أنا و ليست والدتك... أمي ستبقى معي... أجل ستعيش معي... سأوفر المال الكافي لزراعة كلية جديدة لها و سأقوم بشراء منزل جديد بعيداً عنكم جميعاً سنعيش فيه فقط أنا و هي و أبي الذي سأثبت براءته.... افهم يا هذا لا مكان لأمثالك في حياتنا... ابتعد أرجوك... ابتعد عنا"

اقترب منها و هزها بقوة
"ما كل هذا الهراء؟.. هل أنت حقاً تصدقين كل تلك الأحلام الغبية التي كنت تتفوهين بها الآن؟.... أميرة افهمي أبوك مات... لقد مااات.... أنا متأكد من هذا و والدتك أيضاً تعلم بالأمر... إذاً لماذا لا تستطيعين تقبله؟ "

دفعته عنها بقوة بينما تجمعت الدموع في عينيها
لتصرخ فيه بصوت باك بينما استمرت الدموع في النزول من تلك العيون الكهرمانية
"لا ...أبي لم يمت... أبي لا يزال على قيد الحياة..... مستحيل أن اصدق أنه مات.... أين هي اذاً جثته؟... بل أين قبره؟..... نحن لا نعلم أي شيء عنه سوى أنه مات بأزمة قلبية قبل سبع سنوات.... و تم تغسيله و دفنه في مكان لا نعرف حتى أين هو... هل تظن أن هذا أمر منطقي؟ "

تنهد بانزعاج فهذه الحمقاء تمتلك رأساً أصلب من الحجر
"أميرة لماذا أنت عنيدة هكذا؟.... دعيني أسألك سؤالاً بسيطاً....لماذا سيبقونه على قيد الحياة؟.... أجيبي عن هذا السؤال و سأقتنع بأن والدك لا يزال على قيد الحياة ..لا بل و سأتحرى مكان سجنه اعتماداً على مكانتي كمجند يعمل في الحرس الجمهوري"

تلعثمت تلك الفتاة فور انتقال ذلك السؤال إلئ أذنها
"إذن أين هو قبر أبي؟... لماذا أخفوا مكان دفنه ؟...أنا لا أستطيع أن أفهم.... ما كل هذا الهراء؟ "

"آه منك يا أميرة... بل أنت من لا تريدين أن تفهمي.... عنوان المقبرة التي دفن فيها والدك قد تم ارساله الى والدتك....و قد تم دفن والدك بدون جنازة باعتباره خائناً للبلاد و احتراماً لضحايا العشرية السوداء كما يدعي الرأي العام....و لكن كلانا يعلم أن هذا محض هراء استخدموه للتغطية على جرائمهم...."

صرخت أميرة في وجهه
"لا انت لن تستطيع خداعي ...أبي لا يزال على قيد الحياة...أبي لم يمت و أنا من ستقوم بتحريره و سنعيش معاً أنا و هو و أمي معاً مرةً أخرى و لن يستطيع أي أحد افساد معيشتنا"

تنهد ذلك الشاب باستسلام
"أياً يكن افعلي ما تشائين.... المهم أنا سآخد والدتك لتعيش معي في العاصمة و لأشرف على علاجها في المستشفى العسكري و سأقوم بارسال العنوان ليلة الغد"
قال تلك الكلمات بصوت بارد ثم غادر المكان دون أن يهتم لملامح الصدمة التي ارتسمت على وجه تلك الفتاة و لا للدموع التي بدأت في النزول من عيونها




mimichita غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رومنسي عاطفي ميليودراما

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.