آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          457 - الحب خط أحمر ـ تريش وايلي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-21, 12:25 AM   #1311

بت الجوف

? العضوٌ??? » 381739
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 620
?  نُقآطِيْ » بت الجوف is on a distinguished road
افتراضي


مساء الخيرات انتهت الروايه حزينه لذلك مع اني لم أقرأ حتى الآن اخر جزءين

بت الجوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 12:39 PM   #1312

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


لقياك لي المأوى ...
الفصل 32 والاخير ..


فصل اكثر من راااائع مثخم بالاحداث والتفاصيل لم يترك شخصية الا وتعرض لها ..
كل شخص أخذ حقه سواء من ظُلم طوال رحلة طويلة وصعبة كانت مثقلة بالوجع والجراح .. وكذلك من ظَلم نال جزاه وعقابه لأنه استحقه ..

بداية ...
بداغر ..
صحوة ضمير وان كانت متأخرة ..انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ..وان تاتي متأخر خير من ألا تأتي ابدا .. لقد اعاد لهدير وغسق حقهن ..وكان القصاص العادل من حكيم وسلطان اساس البلاء من تسببوا في اغتصاب غسق ..وقتل الشابين الفاعلين فلا اسف ولا رحمة لامثالهم يستحقون ما نالهم ..
هدير للاسف ماتت وما فيه يرجعها للحياة لكنه اوقف الالسن التي طالتها ..

سهر ..تستحق الطرد والطلاق جزاء طمعها وجشعها وسواد قلبها جراء ما فعلت ..

لبنى وسواد قلبها الذي لم ينتعي رغم ما حدث لها تكابر وتعاند لتعود كما كانت سيدة مجتمع راق ..

اما البطل الرئيس والمفضل لدي كرم وغسق ..انتهت اخيرا كل اشباح الماضي وساد الحب وسيطر على القلوب وام يبقى أي شائبة اي ضغينة حتى بعد ان عرفت أنه كان سببا فيما حدث لها لكنه ايضا كان الحاني والسند والجسر الذي استطاعت من خلاله العبور ونفض كل الاوجاع بمساعدته ومساندته .. وايضا اكتملت فرحتها بقطعة صغيرة غرسها في رحمها ..

فلك وحكمت عقلها واختارت مصلحة ابنها لتستمر مع طارق بعد ان استمعت لنصيحة تهاني ..فخراب البيوت ليس بالساهل .. ايضا ذهاب ميرنا الى بيت فلك واعتذارها وندمها على ما فعات كان عامل مساعد لتحكم قرارها وتذهب الى طارق

خالد وعوضه الله بالزواج من راضية واعتقد انها ستكون اسم على مسمى وستكون زوجة صالحة له بدلا من سهر ..

صالح وهبة وعوض الله مدهش وجميل عندما يجازي عباده الصابربن المحسنين ..

مؤيد الساحر والمشتعلة ...

مشاهدهم كانت قمة في الروعة والجمال فرحت وسعدت جدا بحملها واستقرار حياتهم ..والاروع كان نطق يائيل الفرحة الكبرى كانت بعد طوال رحلة صعبة شاقة في العلاج الحمد لله التي بفضله تتم النعم .. " انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " فكان ذلك جزاء صبر مؤيد واريج على كل الابتلاءات التي تعرضوا لها ..


مسرة ايضا وجدت سعادتها مع انور .دواستقرت حياة مودة وايوب ولم الجميع بحملها واجواء من السعادة والفرح سادت بعد فثول كثيرة من المنغصات والاوجاع ..
حتى امل وثروت فكان رضاهم وقناعتهم له نصيب الاسد من سعادة غسق وهدوء نفسها بعد ان اطمئن والدها على سعادتها مع حرم وحبهم لبعض ..

سليمان المراكبي وصفية ..
اخيرا حصدوا ما زرعوا واستطاع رغم كل الصعاب العبور باولادهم الى بر الامان وتحقيق السعادة ..
غض طرف عن داغر بعد ان اعاد لهدير حقعا ةرفع راس والدتها ..
اولادهم حولهم عناية الله ترافقهم وقد تحقق حلم هبة وصالح ..واستقر خالد ..وعادت الروح لكرم .. وعادت الاجواء السعيدة المفرحة ترفرف على بيتهم من جديد ..

لن ننسى فاكهة الرواية كاظم الساهر وديمة وحواراتهم الممتعة الجميلة وقد نالهم من السعادة والفرح نصيب ...


تسلم ايدك آية حبيبتي الفصل فخم جدا جدا 👏👏👏👍👍👍 ..استمتعت على مدار شهور بمتابعتك❤❤❤❤❤ ..فالف مبرووووووك على تلك النهاية السعيدة المرضية الواقعية وابنتظاااار الخاتمة ان شاء الله ..😘😘😘😘
كل الود والحب لك ..🌹🌹🌹🌹🌹


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 01:24 PM   #1313

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بت الجوف مشاهدة المشاركة
مساء الخيرات انتهت الروايه حزينه لذلك مع اني لم أقرأ حتى الآن اخر جزءين
ممنونة لرأيك كتير و اتمنى الجزئين ينالو اعجابك❤


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-21, 01:25 PM   #1314

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


لقياك لي المأوى ...
الفصل 32 والاخير ..


فصل اكثر من راااائع مثخم بالاحداث والتفاصيل لم يترك شخصية الا وتعرض لها ..
كل شخص أخذ حقه سواء من ظُلم طوال رحلة طويلة وصعبة كانت مثقلة بالوجع والجراح .. وكذلك من ظَلم نال جزاه وعقابه لأنه استحقه ..

بداية ...
بداغر ..
صحوة ضمير وان كانت متأخرة ..انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ..وان تاتي متأخر خير من ألا تأتي ابدا .. لقد اعاد لهدير وغسق حقهن ..وكان القصاص العادل من حكيم وسلطان اساس البلاء من تسببوا في اغتصاب غسق ..وقتل الشابين الفاعلين فلا اسف ولا رحمة لامثالهم يستحقون ما نالهم ..
هدير للاسف ماتت وما فيه يرجعها للحياة لكنه اوقف الالسن التي طالتها ..

سهر ..تستحق الطرد والطلاق جزاء طمعها وجشعها وسواد قلبها جراء ما فعلت ..

لبنى وسواد قلبها الذي لم ينتعي رغم ما حدث لها تكابر وتعاند لتعود كما كانت سيدة مجتمع راق ..

اما البطل الرئيس والمفضل لدي كرم وغسق ..انتهت اخيرا كل اشباح الماضي وساد الحب وسيطر على القلوب وام يبقى أي شائبة اي ضغينة حتى بعد ان عرفت أنه كان سببا فيما حدث لها لكنه ايضا كان الحاني والسند والجسر الذي استطاعت من خلاله العبور ونفض كل الاوجاع بمساعدته ومساندته .. وايضا اكتملت فرحتها بقطعة صغيرة غرسها في رحمها ..

فلك وحكمت عقلها واختارت مصلحة ابنها لتستمر مع طارق بعد ان استمعت لنصيحة تهاني ..فخراب البيوت ليس بالساهل .. ايضا ذهاب ميرنا الى بيت فلك واعتذارها وندمها على ما فعات كان عامل مساعد لتحكم قرارها وتذهب الى طارق

خالد وعوضه الله بالزواج من راضية واعتقد انها ستكون اسم على مسمى وستكون زوجة صالحة له بدلا من سهر ..

صالح وهبة وعوض الله مدهش وجميل عندما يجازي عباده الصابربن المحسنين ..

مؤيد الساحر والمشتعلة ...

مشاهدهم كانت قمة في الروعة والجمال فرحت وسعدت جدا بحملها واستقرار حياتهم ..والاروع كان نطق يائيل الفرحة الكبرى كانت بعد طوال رحلة صعبة شاقة في العلاج الحمد لله التي بفضله تتم النعم .. " انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " فكان ذلك جزاء صبر مؤيد واريج على كل الابتلاءات التي تعرضوا لها ..


مسرة ايضا وجدت سعادتها مع انور .دواستقرت حياة مودة وايوب ولم الجميع بحملها واجواء من السعادة والفرح سادت بعد فثول كثيرة من المنغصات والاوجاع ..
حتى امل وثروت فكان رضاهم وقناعتهم له نصيب الاسد من سعادة غسق وهدوء نفسها بعد ان اطمئن والدها على سعادتها مع حرم وحبهم لبعض ..

سليمان المراكبي وصفية ..
اخيرا حصدوا ما زرعوا واستطاع رغم كل الصعاب العبور باولادهم الى بر الامان وتحقيق السعادة ..
غض طرف عن داغر بعد ان اعاد لهدير حقعا ةرفع راس والدتها ..
اولادهم حولهم عناية الله ترافقهم وقد تحقق حلم هبة وصالح ..واستقر خالد ..وعادت الروح لكرم .. وعادت الاجواء السعيدة المفرحة ترفرف على بيتهم من جديد ..

لن ننسى فاكهة الرواية كاظم الساهر وديمة وحواراتهم الممتعة الجميلة وقد نالهم من السعادة والفرح نصيب ...


تسلم ايدك آية حبيبتي الفصل فخم جدا جدا 👏👏👏👍👍👍 ..استمتعت على مدار شهور بمتابعتك❤❤❤❤❤ ..فالف مبرووووووك على تلك النهاية السعيدة المرضية الواقعية وابنتظاااار الخاتمة ان شاء الله ..😘😘😘😘
كل الود والحب لك ..🌹🌹🌹🌹🌹

الريفيو اكتر من رائع يا منال ما شاء الله شامل و وافي بكل احداث الفصل.. سعيدة ان الاحداث كانت موفقة و نالت اعجابك و ممنونة لوجودك معايا فصل بفصل على مدار شهور.. شكرا من قلبي حبيبتي ❤


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-21, 11:15 PM   #1315

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل والياسمين ..🌸🌸🌹🌹🌹
تسجيل حضور للرائعة آية ..❤❤❤
بانتظاااار الخاتمة ...❤❤❤الف مبروووووك وعقبال اعمال ثانية ياارب 🤲🌹🌹🌹


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-21, 11:30 PM   #1316

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الخاتمة






الخاتمة




بعد تسع سنوات...
توقف المركب عند الميناء فألقى الرجال حبالهم الى اصحابهم المنتظرين عند رصيف الميناء كي يربطوه و ينزلوا من عليه...و بعدما ألتقف الرجال الحبال و قبل أن يربطوها قفز كرم من المركب و قد بدا أنه على عجلة من أمره...استقبله أنور ببسمة مرحبة قائلا...
(حمدا لله على سلامتكم كرم...لا تقلق ستصل في الموعد)
أسرع كرم في خطواته يقول بصوت لاهث...
(سلمت أنور...هل السيارة هنا؟!)
رفع أنور صوته عاليا ليصل الى صاحبه الذي يبتعد عنه لمسافة طويلة نوعا ما...
(نعم ستجد المفاتيح في درج المكتب...)
ضحك أنور بصوت مسموع بعدما وصله صوت أيوب من خلفه...
(قد السيارة على مهل يا كروم فقلبي سيبقى منشغلا عليك)
ألتفت أنور يطالع صاحبه الواقف أعلى المركب يراقب كرم من بعيد و يضحك...أنزل أيوب بصره الى أنور قائلا بترحيب مشاغب...
(مرحبا يا عديلي اشتقت لك يا أنور)
اشار له أنور قائلا ببسمة يائسة منه فمهما مر عليهم الزمن سيبقى أيوب هو أيوب...
(أنزل أولا من عندك و بعدها رحب بي كما تشاء)
توجه نظر أيوب للأسفل ينادي على شخص ما...
(سُمعة يكفي لعبا في شباك الصيد و أخرج ألم تشتاق للبيت و...أهله)
كلمته الأخيرة اختص بها أنور بمناكفة جعلت الأخير يتنهد بضجر من أيوب و ابنه...ظهر الولد الصغير عند حافة المركب و قد بدا عليه الحماس و هو يقفز من فوق اطار المركب ليفعل كما فعل كرم تماما...أتاه صوت والده المحذر بقلق...
(يا ولد لا تقفز هكذا طولك لا يسمح و ستسقط في البحر كما المرة السابقة...و الله أمك ستأكلنا هذه المرة لو أصابك مكروه!)
ضحك أنور من افعال ابن صاحبه الذي ورث منه كل جينات المشاغبة...ألتقف جسد الصبي بين احضانه لينزله بحذر على الأرض قائلا بنصح بينما يمشط شعر الصغير بأصابعه...
(ألم نتفق المرة الماضية ألا تشاغب حينما تكون في البحر يا إسماعيل؟!...هكذا ستحرمك والدتك من الذهاب مع أبيك في رحلاته القادمة)
برم إسماعيل شفتيه بحزن يبرر فعلته باقتناع...
(يا عمي أنور أنا في الميناء الآن و لست في البحر كما إنني أجيد السباحة عمي كرم علمني إياها من قبل)
وصل أيوب اليهما ليرفع ياقة قميص ابنه من الخلف قائلا بتوبيخ...
(و رغم ذلك غرقت المرة الفائتة و كنت كالحجر في وسط البحر)
تملص إسماعيل من تحت قبضة والده يقول بعناد...
(لقد تعرقلت في شباك الصيد يا أبي هذا لا يعني أنني لا اعرف العوم!)
زفر أيوب بضجر من ابنه ليترك ياقة قميصه ثم ينحني يحمله فوق كتفه بخشونة...يعرف ان ابنه بات يتحرج من هذه الحركة لكنه لم يهتم فهذا بسبب عناده...هتف إسماعيل بوجنتي حمراوين بينما ينظر للرجال حوله الذين بدأوا يتابعونه و يضحكون عليه...
(يا أبي انزلني أنا لم أعد طفلا...أبي!!)
ربت أيوب على كتف صاحبه كي يتحركا بينما يكتم ضحكته من افعال ابنه قائلا بتأكيد...
(عمرك كله على بعضه ثمان سنوات يا ولد)
حركة إسماعيل كانت كثيرة و عصبية لكن ايوب أحكم قبضته حوله فهتف الصبي بصوت يخفت بحرج...
(كلها أيام و سيصبح عمري تسع سنوات يا أبي)
هز أيوب رأسه بيأس من ابنه جعل أنور ينظر له بعدم تصديق ليقول...
(الحمد لله الذي خلق ابنك نسخة منك في كل شيء لترى بنفسك كم نعاني معك)
ضحك أيوب عاليا ليقرر ان ينزل ابنه كي لا يزيد حرجه...إسماعيل من كثرة اختلاطه بوالده و عميه كرم و انور قد تشرب منهم رجولة مبكرة على سنه...لكنه لا ينكر ان هذا يشعره بالفرح...ان ترى ابنك امامك رجلا يعتمد عليه أيًا كان عمره فهذا يسعد قلب أيوب...احتوى ابنه تحت ذراعه يربت على كتفه بخشونة رجولية قائلا بمناكفة مقصودة في أنور...
(قلت عيد ميلادك التاسع بعد أيام يا سُمعة...ما رأيك إذًا أن نطلب من أمك و خالتك و نور ابنة خالتك أن نحتفل سويا)
تقطب حاجبا انور بشكل واضح جعل أيوب يضحك مجددا...فابنة أنور فتاة هادئة ناعمة للغاية مما يجعل انور متأهبا دائما حولها...و إسماعيل لا يحتاج توصية ليزيد تأهب أنور فالولد يتعامل مع نور و كأنها صبي مثله بل و يعلمها افعال الصبيان...صاح إسماعيل باستحسان كبير لفكرة والده...
(موافق يا أبي...هكذا سأشتري الألعاب النارية و أشعلها فوق السطح ليلة عيد ميلادي مع نور)
توقف أنور يقول بحزم رافض و خائف على ابنته...
(لا تشرك نور معك في هذه الألعاب الخطيرة يا إسماعيل)
ضيق الصبي عينيه بعدم فهم ليبرر قائلا...
(لكنها كانت متحمسة حينما أخبرتها عن الألعاب النارية من قبل و ودت لو تجربها بنفسها)
نظر انور لصاحبه بحدة يطلب منه أن يبعد ابنه عن ابنته كي لا يقتله هو و ابنه...لملم أيوب ضحكته ليهادن غضب صاحبه حينما قال لابنه...
(سنؤجل الالعاب النارية لعيد ميلادك السنة القادمة على الأقل تكبر نور قليلا و ترحمنا من نظرات والدها)
تحركوا ثلاثتهم مستكملين طريق العودة للحي لكن اعتراضات إسماعيل لم تتوقف...
(يا أبي أرجوك أنا أريد ان اجربها جدا...و نور ليست صغيرة فعمرها سبع سنوات!!)
قرر انور ان يتغاضى عن أيوب و ابنه و كأنهما ليسا معه كي لا يعود و يلقيهما في البحر و يخلص نفسه...
وصلوا للحي فتوقف أيوب عند بيت المراكبي يضيق عينيه متسائلا حينما لمح سيارة كرم...
(هل لا يزال كرم هنا؟!)
نظرات أنور لم تختلف كثيرا عن صاحبه لكنه قال بتفكير...
(ربما لم يسعفه الوقت ليذهب الى شقته)
قوس أيوب شفتيه للأسفل بتفكير لم يدم حينما سمع صوت نور الرقيق و هي تهتف لوالدها...
(لقد عاد أبي...)
تلقائيا ابتسم حينما رآها تهرول بنعومة كنعومة جديلتها المتراقصة خلف عنقها...وصلت الى أنور الذي استقبلها بذراعين مفتوحين يحملها داخلهما ثم يقبل وجهها بحنان بينما هي تحاوط عنقه بدلال...رفع أيوب حاجبه عاليا يشاكسها بقوله...
(ألا يحق لنا مثل هذا الترحيب الحار فنحن من كنا بالبحر و ليس والدك يا بنت؟!)
احمرت وجنتاها الخمريتان بخجل جعلها تختبئ في عنق والدها بعدما همست لأيوب بخفوت...
(اشتقت لك ايضا يا عمي أيوب)
اقترب أيوب يحملها من بين احضان والدها ثم يقبلها بحنان قائلا...
(يفديك عمك أيوب بعمره يا حبيبة عمك)
قضمت نور شفتيها خجلا زاد من ابتسامة أنور و هو يراقبها...بينما قد ضجر إسماعيل من كل هذا فشد بنطال والده قائلا بملل...
(أبي انزلها هيا....)
جذب نور من طرف فستانها يقول بتجهم واضح...
(يكفي دلالا يا بنت هيا انزلي لأريك الصدف الذي جمعته)
اومأت له نور بهدوء جعل أيوب يضحك بينما ينزلها ارضا...و تحت نظرات انور الحذرة حاوط إسماعيل رقبة ابنة خالته و كأنها صاحبه ليتحرك بها تجاه بيت جده رجب قائلا....
(لقد وجدت تلك الصدفة الوردية التي أحببتها مجددا...سأطلب من أمي أن تجمعهم لك كسلسال لتلبسيه حول عنقك ما رأيك؟)
اومأت نور بوجنتيها الحمراوين تتحرك مع ابن خالتها نحو بيت الجد رجب فاليوم سيقضونه هناك كما اخبرتها أمها...
اقترب أيوب من أنور يلجم غضبه الذي هو في طور التصاعد قائلا بضحك...
(اهدأ يا عمي و لا تشعرني بالخوف على ابني منك)
ضحك أنور بخفة يقول لصاحبه...
(هذا القرد لا خوف عليه)
علت ضحكة أيوب ليوضح بصوت مهتز...
(هذا ليس ذنب ابني فلا يوجد حوله غير نور بعدما انتقل ابن كرم من هنا)
تنهد أنور بوجه مبتسم يقول بصدق...
(و الله خير ما فعله كرم انه نقل ابنه بعيدا عن ابنك فيكفينا قرد واحد)
التفتا معا للخلف حينما انفتح باب بيت المراكبي و خرج منه كرم بحلته الرسمية يتوجه سريعا الى سيارته المركونة امام بيت والده...صاح أيوب بصوت جهور قائلا بمرح...
(تأخرت يا كروم...)
رفع كرم بصره له متسائلا بلهفة...
(كم الساعة الآن؟!)
راقص أيوب حاجبيه متسائلا بمشاغبة...
(ألا ترتدي واحدة؟!)
رمقه كرم بيأس ثم توجه الى أنور قائلا بقلة صبر...
(استعارت حلة من صالح و أنت تسأل عن ساعة معصم!... اجبني أنت يا أنور بدلا من السمج هذا)
ضحك أنور مصدقا على قول صاحبه فرد عليه مخمنا...
(قرابة الرابعة و النصف...)
هز رأسه شاكرا ليفتح باب السيارة على عجلة...صاح ايوب بمحبة حقيقية...
(على مهلك يا كرم لا تتعجل...يسر الله لك طريقك و مبارك لأجل الدكتورة)
شغل محرك السيارة بينما ينظر لصاحبيه مردفا بشكر...
(بارك الله فيكم جميعا...)
ودع كلاهما كرم ليتوجها الى بيت رجب...و عند البقالة استقبلتهما وجيدة ببسمة متسعة تدعوهما للدخول...و بعدما دلفا وجد أيوب مودة جالسة ارضا جوار ابنه و ابنة اختها في غرفة المعيشة تحاول صنع سلسال من الصدف الذي جمعه إسماعيل...اقترب منهم ينحني يجلس جوارها و يقبل وجنتها بحب فتهمس له بانشغال بما في يديها...
(حمدا لله على سلامتكم يا أيوب...)
مد يده يتلاعب بالصدف و عيناه تعلقتا على ابنه فيهمهم لها بعشق...
(سلمك الله من الشر يا يمامة أيوب...)
و بالخارج..
خرجت مسرة من المطبخ تستقبل زوجها ببسمة حلوة ثم تقترب منه و تضم خصره بينما تريح رأسها على صدره...تنحنح انور بخفة ينظر حوله فيهمس لها بخفوت...
(لقد كنت معك قبل اقل من ساعة يا مسرة)
رفعت له وجهها تقول بصدق...
(ماذا افعل و أنا اشتاق اليك كل لحظة!!)
لامس وجهها بحنان يهبها ابتسامة عاشقة و يهمس...
(أدامك الله لي يا خمرية...)
صوت وجيدة العالي وصلهم جميعا بينما تدلف من البقالة تقول...
(هيا يا بنات لنضع الطعام عمكم رجب وصل...)
خرجت مودة لهم لتذهب مع اختها و حماتها الى المطبخ بينما صوت إسماعيل يعلو بصخب رافض...
(يا جدتي الطعام لن يطير دعي أمي تكمل لنور السلسال)
عادت وجيدة لحفيدها تقول بلهفة مضاعفة...
(يا روح جدتك سأكمله أنا لك بنفسي)
اومأ لها الصبي قبولا حتى جلست جواره ارضا فمال عليها يهمس...
(جدتي أبي رفض أن اشتري العاب نارية يوم عيد ميلادي دعيه يوافق)
همست له وجيدة بتفكير...
(لكن هذه الأشياء ربما ستؤذيك يا إسماعيل)
أسرع الصبي مستغلا حبها الكبير له يقول ببراءة ليصل الى هدفه...
(سأشعلها برفقة أبي هذا وعد فقط دعيه يوافق أم يرضيك أن ما وعدت به نور لا استطيع فعله)
ضحكت وجيدة من قلبها على مشاغبة حفيدها فمالت تقبل وجهه قائلة بوعد...
(لا يرضيني بالطبع يا روح جدتك...أرتح انت و ما تريده سأفعله لك)
ابتسم إسماعيل بنصر ليضم جدته بقوة جعلتها تميل للخلف...و من وراء رأسها لمح نور المراقبة لهما بصمت خجول فمد يده يقول بوجه عابس...
(تعالِ يا بنت و لا تجلسي صامتة هكذا)
اقتربت نور من وجيدة التي فتحت لها ذارعها تضمها على كتف بينما إسماعيل على الآخر...نظر لها من طرف عينه قبل ان يخبئ وجهه في وشاح جدته و قد احمرت وجنته بصورة واضحة...
*******
قصر طارق طلال...
تعلقت نظرات فلك بابنها الذي يجري بمرح ضاحك في حديقة القصر...تبتسم براحة و قلبها ينبض لأجله كما لم يفعلها من قبل...فلتت منها ضحكة مسموعة حينما ضرب الكرة بقوة في جسد ميرنا التي تلهو معه و مع ابنها الصغير...تنهدت برضا حتى وصلها صوت هيام التي جاءت تجلس جوارها و تراقب حفيدها ببسمة حنونة...
(ألن تأتي للداخل لتشاهدي معي التلفاز فالدكتورة زوجة كرم ستظهر عليه...)
ابعدت فلك بصرها عن ابنها لتنظر الى امها قائلة ببسمة صغيرة...
(قالوا الحفل سيبث عند الخامسة أمي...)
هزت هيام رأسها بتفهم تقول...
(اعرف هذا و الساعة الآن الخامسة إلا عشر دقائق...هيا تعالِ لنشاهد ابناء حيّنا و هم على التلفاز)
ابتسمت فلك بمحبة لما تراه في عيني أمها من قبول و قناعة...هيام الماضية تلاشت تماما و لم يبقَ سوى هيام جديدة...حانية و أمومية...همهمت فلك بيقين..
(الدكتورة و كرم يستحقان كل الخير...)
وافقتها هيام القول المؤكد...
(معك حق...ابناء المراكبي دوما عاليين)
اجفلت فلك حينما ضربتها الكرة بقوة في يدها...دلكتها بصوت متألم بعدما توجهت نظراتها الى ابنها المهرول نحوها بوجه قلق...اقترب منها يمسك كفها ينظر فيه بتدقيق متسائلا بصوت آسف...
(هل تؤلمك أمي؟!)
ابتسمت له فلك بحنان تهز رأسها نفيا قائلة...
(لا يا حبيبي و لكن انتبه كي لا تتأذى أنت يا عبد الرحمن)
مال ابنها يلثم كفها بشفتيه قائلا ببسمة معتذرة...
(آسف أمي لأن الكرة اصطدمت بك...و لا تخافي فميرنا معي و تنتبه علي أنا و تيم)
لامست فلك وجه ابنها بعشق يفيض من عينيها حتى وصلها صوت ميرنا اللاهث...
(هل أنت بخير يا فلك؟)
رفعت فلك بصرها لها تقول بهدوء مبتسم...
(بخير لا تقلقي...)
صدر صوت ابن ميرنا الصغير بعدما استند على ساقي هيام التي لامست شعره ببسمة حينما قال...
(أنا جائع جدا ماما)
توجهت ميرنا اليه تحمله بضحكة ثم تضم أخاها تحت ذراعها تقول...
(حسنا هيا ندخل و نطلب من فاتن أن تعد لنا طعاما لذيذا و كثيرا)
صاح ابنها بحماس جعل الجميع يضحك بينما عاد عبد الرحمن لفلك متسائلا بحنان تعتقد ان الله خلقه به ليعوضها عن حياتها الماضية كلها...هذا الولد هو حبها و حياتها و كل شيء قد تمنته يوما من الدنيا...
(ألن تأتي معنا يا أمي؟!)
استقامت فلك من فوق كرسيها تبتسم له و تقول...
(بلى حبيبي...دعنا نسأل بابا لو أنهى أعماله و نأكل جميعا)
استقامت هيام تناظر ابنتها و حفيدها بعينين دامعتين...كانت رحلة طويلة و شاقة للغاية على فلك لكن نهايتها تستحق الصبر الذي صبرته...فبعد عودتها لطارق و رغم يقين هيام ان ابنتها لا تزال تحمل غصة تفريطه بها قبل سنوات إلا انها تجيد اخفائها و تناسيها لتتعايش و لا تحرم ابنها من أبيه...دلفوا جميعهم للداخل فأسرع كل من عبد الرحمن و تيم الى غرفة مكتب طارق ينادون عليه بصخب حتى خرج لهما مبتسما حنونا...تعلق تيم بساقه يقول بمسكنة...
(هيا يا جدي لنأكل فأنا جائع جدا)
ضحك طارق بخفوت لحفيده قائلا...
(هيا بنا يا حبيبي...)
ضم ابنه اليه فاستند رأس عبد الرحمن على خصر والده ليرفع وجهه و يهبه ابتسامة رزينة و قد التمعت عيناه اللتان ورثهما عن أمه...مال طارق يلثم رأس ابنه بحنان كبير متسائلا...
(هل كنت تلعب فخديك حمراوين بشدة؟)
اومأ له ابنه قائلا بتوضيح...
(نعم أبي كنت ألعب مع ميرنا و تيم بالخارج)
هز طارق رأسه بحب حتى وصل بهما الى سفرة الطعام فصاحت ميرنا في ابنها...
(تيم هيا الى الحمام أغسل يديك جيدا...)
و على مضض تحرك ابنها بعدما زفر بقنوط جعلها تبتسم...حانت منها نظرة لأخيها تقول بتعجب زائف.
(و أنت استاذ عبد الرحمن لماذا ما زلت هنا...هيا الى الحمام لتغسل يديد قبل الأكل)
ابتسم لها عبد الرحمن موافقا ليترك والده و يتوجه الى الحمام...بينما طارق تعلقت عيناه بفلك الواقفة قرب السفرة مع أمها تتحدثان بشأن شيء ما على التلفاز...و حينما انتبهت له منحته نظرة طويلة...كانت شاكرة كحالها منذ سنوات معه لكنها ما زلت ناقصة شيء يعرف أنه لن يعود...ابتسمت له بسمة مشرقة فردها لها بواحدة حانية...لا بأس فهناك بعض الأمور التي لا يمكن محوها من النفس تبقى عالقة للأبد لكننا نسايرها رغبةً منا في منح احدهم فرصة جديدة يحتاجها و نحتاجها نحن قبله...صوت رنين الباب نبأهم أن باهر قد وصل فأسرعت ميرنا تفتحه و حينما ظهر زوجها قالت بتأنيب...
(تأخرت ساعة إلا ربع يا باهر الأولاد شعروا بالجوع)
التقط باهر انفاسه المرهقة يقول بأسف...
(آسف ميرنا...آسف للجميع لكن كان لدي عمل طارئ في الشركة)
وصله صوت طارق المتبسم بتفهم...
(لا بأس باهر هيا تعال...)
توجهوا جميعهم الى سفرة الطعام يجلسون في جو عائلي ليس بجديد...فهم منذ سنوات باتوا معا...و هذا ما يريح طارق و تريده فلك...أن يعيش ابنها في جو حُرمت منه هي.
********
نظرت في ساعة يدها بوجه متعب لم يمنعها من الركض على درجات السلم لتصل سريعا فقد تأخرت و بالتأكيد تسببت في تأخيره ايضا...وصلت للطابق الثاني من البناية لتتوقف عند باب مكتب مفتوح يعلوه لافتة كبيرة دوّن عليها "مكتب المحامية فاطمة المراكبي"...دلفت سريعا تعطي حقيبتها للساعي بينما تهرول للداخل و تسأله...
(السلام عليكم يا عم إدريس هل الأستاذ سيد ذهب؟!)
تحرك خلفها إدريس يقول بنصح أبوي...
(تمهلي يا استاذة شروق و ألتقطي انفاسك)
توقفت شروق أمام باب مكتب سيد تعقد حاجبيها و تلتفت للعم إدريس تتساءل...
(هل يوجد معه أحد بالداخل؟!)
هز الرجل رأسه قائلا...
(نعم يا ابنتي جاءتك هذه الفتاة التي يريد صاحب البيت اخراجها منه عنوة و لم تجدك فأضطر الاستاذ سيد لاستقبالها)
اتسعت عينا شروق بشكل مضحك لكنها كانت بعيدة كل البعد عن الضحك...هل مع سيد بالداخل تلك الفتاة ذات الشعر الطويل و الوجه الجميل و القوام الفتاك!!!...ابتلعت ريقها تقترب من إدريس تسأله بخفوت قلق...
(منذ متى و هما بالداخل بمفرديهما؟!)
ضيق الرجل عينيه متذكرا فشهقت قبل ان يجيبها قائلة باستنكار...
(هل هي مدة طويلة لهذه الدرجة؟!)
اجفل الرجل الذي هز رأسه قائلا بنفي...
(لا يا استاذة شروق ليست طويلة...ممكن من ربع ساعة!)
اغمضت شروق عينيها تتنفس ببطء فتقول للعم إدريس ببؤس...
(حسنا يا عم إدريس يمكنك العودة لعملك...)
ابتعد الرجل عنها فعادت تقترب من باب المكتب تلصق أذنها عليه و تزفر بحنق حينما لم يصلها شيء...ابتعدت عنه قليلا تهمهم بغضب و غيرتها تعلو بلا رادع...
(ربع ساعة ها!!...هذه من خمس دقائق فقط كفيلة أن تأسر العيون...)
تحركت حول نفسها في المكتب تقضم اظافرها بغيظ و هما لا يخرجان بعد...استندت على الحائط تناظر الباب أمامها بعينين تسودان كلما مر الوقت...متى سيخرجان هذان من الداخل؟!...همست بضيق و غيرتها لا تتوقف...
(تتعامل بلطف مع النساء و قلنا لا بأس فهذه مهنتنا...تطيب خاطرهن و تعيد حقوقهن و قلنا هذا عز الطلب لترتفع مكانتك في مهنة المحاماة...تتعمد تجاهلي و تحدثني بجدية لا اطيقها و أنا التي جف حلقي من الركض حولك و إظهار مشاعري منذ كنا في الجامعة و قلت لا تحزني يا شروق ربما هو لا يفكر سوى في العمل...لكن ما لا يمكن أن أسمح به يا سيد أن تجلس مع هذه الفتاة أكثر من هذا...يا الهي لقد صدمتني بجمالها و ملابسها المرة السابقة و أنا فتاة مثلها ما بال أنت؟!!)
هزت ساقيها بقوة أكبر و حبل صبرها يحترق تماما...تنفست بصورة متسارعة لتتوجه الى باب المكتب ناوية ان تدخل و لا يهم ما سيحدث و بعدما لامست المقبض من الخارج فتح سيد الباب من الداخل فقابلها وجهه الحبيب و هو يناظرها بتعجب رافقه الضيق...ابتعدت للخلف بوداعة تلاشت و تحولت لشراسة حينما خرجت الفتاة بعده تبتسم بطريقة تزيد غيرتها و تحدث سيد بدلال مغيظ...
(حقا لا أعرف كيف أشكرك استاذ سيد)
رد عليها سيد بجدية لم يتخلى فيها عن لطفه...
(لا شكر على واجب آنسة نانسي...كما أخبرتك الأمر ليس صعبا يمكننا حله بشكل ودي مع صاحب البيت دون اللجوء للقضاء)
تابعت شروق وداعهما بعينين تحترقان من لهيب الغيرة لكنها انكمشت حينما التفت لها سيد يتفحص وجهها بتدقيق ثم يسألها بصوت حازم...
(ما كل هذا التأخير ألا تعرفين أنني أريد الخروج باكرا كي ألحق حفل الدكتورة)
ابتلعت ريقها بحرج تهمس...
(و الله ليس ذنبي لقد خرجت من المحكمة قبل ساعتين لكن المرور مزدحم جدا)
زفر بصوت مسموع قبل أن يسألها بتجهم...
(هل كنتِ في المحكمة بهذه الحمرة فوق شفتيك؟!)
رفعت عينيها له تبحلق في وجهه ببلاهة رهيبة...لقد ذهبت للمحكمة من البيت قبل أن تأتي للمكتب و لم يرها اليوم سوى الآن...لكن كل هذا لا يهم فسيد تقريبا لأول مرة يعلق على شيء يخصها...بللت شفتيها بحركة خاطفة تسبل اهدابها بخجل و تسأله...
(هذه أول مرة تعلق علي!)
(لأنها أول مرة أراكِ بها بمثل هذه الحمرة اللافتة للنظر...هل كانت مرافعة أم موعدا لتناول الغداء؟!)
ارتعشت شفتاها بسعادة لا توصف...سيد يغار...و الله يغار عليها...يا لفرحة قلبها!...استمعت الى صوت زفرته الغاضبة قبل ان يقول بحدة غير مقصودة...
(امسحي هذه الحمرة فسيأتي بعض الموكلين اليوم و لا يوجد غيرك هنا في المكتب)
اومأت له بهدوء تتحكم في صرخة سعيدة تعبر بها عن بهجة قلبها...راقبته يدخل مكتبه و يخرج منه بعد دقائق يحمل حقيبته و يخرج من المكان كله دون ان يلقي سلامه حتى...دارت حول نفسها بسعادة بينما تردد بصوت عالٍ....
(يغار...و الله سيد يغار...و اخيرا نطق و عبّر)
توقفت فجأة حينما ارتطمت بصدره فشهقت بهلع قبل ان تناظره بفيه مفتوح تعاني منه صدمة و حرج لا يوصف...رأته يبتسم بسمة تذيب كيانها قبل أن يقول بهمس محذر...
(لا تفعلي مثل هذه الأفعال في المكتب مجددا فالأستاذة فاطمة و زوجها لا يحبان هذا...و أنا ايضا لا أحب هذا)
اومأت له بسرعة و الصمت يلجمها فاتسعت بسمته ليقول مجددا بنفس الصوت...
(لقد نسيت أن أخبرك كي تبلغي أخاك عادل أنني سآتي لأزوركم نهاية الأسبوع)
ضيقت عينيها بغباء تسأله...
(لمَ؟!)
اشاح بعينيه بعيدا عنها و بسمته تلاعب قلبها بقوة ليعاود النظر قائلا...
(لأنني أغار و لا أملك حق الغيرة دون رباط رسمي بيننا)
رمشت بعينيها تردد خلفه بعدم تصديق...
(رباط بيننا...أنا و أنت!)
ضحك هذه المرة لينظر في ساعة يده مردفا بعجلة...
(شروق نشطي مخك معي قليلا...أنا أحبك)
(اقسم على هذا!)
طلبها العالي و الغير مصدق جعل سيد يرفع حاجبيه بدهشة كبيرة...تمكن من السيطرة على دهشته حينما التمعت عيناها بدموع السعادة فقال ببسمة حلوة...
(اقسم بالله أحبك يا شروق هل صدقتني الآن؟!)
هزت رأسها بتفهم كبير...و عيناها تدمعان بصورة تسارع في نبضه...اقترب منها يقول بحنان...
(بعد نهاية الأسبوع سنمتلك كل الوقت لأشرح لك أكثر و أخبرك بمشاعري)
رفعت وجهها له تهمس بعشق جارف...
(أنا أحبك سيد)
ضحك بخفة يقول...
(أعرف...)
اسبلت اهدابها بخجل يحبه...لقد طال انتظارها يعترف بهذا لكنه كان بحاجة ان يُكوّن نفسه و يصنع مستقبلا يُمكّنه من الزواج و تحمل مسؤولية أسرة...لذا كان يتجاهل كل محاولاتها في القرب منه و كم كان صعبا ان يتجاهلها و هو يحبها...ما كان يصح أن يعلقها به قبل أن يجهز أو يعترف بحبه قبل هذه اللحظة...و أخيرا حانت.
*****
زحزح ربطة عنقه قليلا ليفك زر قميصه العلوي بعدما شعر بالاختناق...نظر الى والد زوجته القابع خلف مكتبه في مشفاه و الذي قال بصرامة أقرب للاحتقار...
(رامي في رأسي ألف شيء يؤرقني فلا ينقصني سوى لارا لتأتي لي و تشكو منك)
اغمض رامي عينيه يلجم غضبه قائلا...
(تشكو!...يا دكتور زاهر ما أطلبه أقل حقوقي...أريد طفلا و ابنتك ترفض دون سبب مقنع!)
تنهد زاهر بضجر يقول...
(أنتما لا تزالا شباب)
احتد صوت رامي بغضب مذهول...
(شباب!...لقد تزوجنا منذ ما يقارب عشر سنوات و أنا شارفت على الأربعين متى سأحصل لي على ابن يحمل اسمي؟!)
زفر زاهر بحدة يقول بتحذير...
(رامي لا تغضبني منك و لا تزيد من غضب لارا...)
تسارعت انفاس رامي بغضب ليقول بصدق متعب...
(ما عدت أحتمل هذه الحياة...الأفضل أن ن...)
(تنفصلا!...أهذا ما تريد قوله أليس كذلك؟!)
صوت زاهر المتهكم نال من رامي بقوة...لقد أحكموا الطوق حول رقبته منذ عرفهم...طمع في أسمهم و منصبهم و تغاضى عن أي شيء حتى توقيعه الذي أخذوه منه كشريك فأتضح أنهم يستغلون توقيعه في صفقات تخص مجموعة مشافيهم و بات هو الموضوع في وجه الخطر إن تركهم...ببساطة هو لا يملك ربع المال الذي الصقوا توقيعه به...استمع لصوت زاهر المهدد بهدوء...
(يبدو نسيت ان مؤخر ابنتي وحده إن بعت نفسك كي تدفعه لن تفلح...رامي نصيحتي الوحيدة لا تغضب لارا لأنك ستّضرر أنت)
انشغل زاهر بالتلفاز امامه بعدم اكتراث لرامي.. فألتقط جهاز التحكم عن بعد يرفع الصوت قائلا بتمني لمشفاه...
(انظر الى شركة "..." للأدوية أين كانوا و إلى أين وصلوا بعدما ضموا اليهم نخبة من الصيادلة و خبراء في الكيمياء و علم الأحياء الدقيقة...الآن اسمهم بات عالميا بعدما اعتمد لقاحهم الذي توصلوا اليه قبل ثلاث سنوات)
رفع رامي رأسه الى التلفاز فتجمدت عيناه على وجه غسق بين عدد من الناس...انها تبتسم بسعادة توازي لمعة عينيها المبهرتين...حقا أين هو و أين هي الآن؟!...انتبه الى صوت الباب بعدما طرقه احدهم و أذن زاهر له بالدخول...دلفت طبيبة تتحدث مع زاهر فكانت اللحظة الثانية التي تجمد فيها رامي...غير معقول ان تكون هذه هي هدى!...تتبعها كيف تتعامل مع زاهر بعملية دون ان تنظر اليه حتى خرجت فوقف يستأذن زاهر و يخرج خلفها مناديا عليها بخفوت مترقب...
(هدى!)
توقفت تسحب نفسا عميقا قبل ان تلتفت اليه...يا له من عمر مضى بينهما...هل هذا نفسه رامي زميلها في الجامعة الذي نسج لها خيوطا من الحب و الهيام بكلماته و تصرفاته حتى تعلقت به و منت نفسها بالارتباط به ثم فجأة ابتعد دون سبب واحد و كأنها سراب لا قيمة له...ابتعد ليرافق غيرها غير عابئا بقلبها الذي تحطم اشد تَحَطُم...تركها تعاني خلفه قلب كسير و صدمة كبيرة...غيرت بداخلها كل شيء...
(هذه أنتِ حقا؟!...منذ متى و أنتِ تعملين هنا)
بعملية بحتة جاوبته...
(منذ وقت ليس بطويل...هل تحتاج شيئا مني؟!)
ضيق عينيه يراقب جمود روحها و التي كانت يوما روحا مفعمة بالحياة فسألها بخفوت...
(كيف حالك؟!)
بنفس النبرة الجافة قالت...
(أفضل منك بكثير...)
اشاح عينيه بعيدا عنها متسائلا...
(هل تزوجت؟!)
الآن فقط خرجت من قالب الجفاء لتبتسم بسخرية مريرة و تقول...
(لم يعد في قلبي مكان أمنحه للغير لقد تحطم كليا...أنا لست الغبية التي تقع في الخطأ مرتين )
رفع بصره لها ينظر اليها فيرى ملامح غسق مختلطة بملامحها...لقد كسرهما و كسر بداخلهما شيء لا يمكن تعويضه...كان يعرف انهما تعلقتا به لكنه لم يبالِ و تركهما تعانيان...سحبت هدى نفسها مجددا لتقول بنظرة محتقرة...
(كسر القلوب موجع يا رامي فأتمنى أن تتوجع نفس الوجع)
تركته و ابتعدت عنه بثقة ترتسم في خطواتها...نكس رامي رأسه للأسفل يهمهم بتعب كبير...
(أنا أتوجع بطريقة أخرى صدقيني...)
******
ركضت بفستانها الأزرق بسرعة لم تمكنها من تفادي الوقوع على الأرض الاسفلتية...احتكت يداها بقوة فتألمت بصوت مسموع و هي تعتدل و تنظر في كفيها بعينين دامعتين...شعرت بخياله ينحني جوارها و يمسك كفيها يتفحصهما بقلق حتى صدر سؤاله الحنون...
(انه خدش بسيط...هل تؤلمك يا رحيق؟!)
قوست شفتيها تمنع بكاءها بصعوبة فهزت رأسها بتأكيد بينما ترد عليه...
(يدي تحرقني يا يائيل)
تغضنت ملامح يائيل بألم لأجلها فأسرع يخرج منديلا مرطبا من جيبه و يضعه على كفها ثم يسندها لتستقيم قائلا بتوبيخ حنون...
(هذا كله لأنك كنت تركضين و لا تستمعي لكلامي)
ازداد تقوس شفتيها بقوة تنظر خلفها علها ترى والديها لكنهما لم يظهرا بعد...عاودت تنظر الى أخيها الذي مال يحملها بين ذراعيه و يرفعها الى صدره متسائلا بحب...
(هل تحرقك كثيرا حبيبتي؟!)
اومأت له و بعدها لم تتمكن من التحكم في صوت بكاءها...هدهدها يائيل بحنو يهمس لها
(لا بأس رحيق سيزول الألم قريبا...أخاك هنا و لن يدعك تتألمين)
رفع كفها الى فمه يقبله بحنان جعلها تهدأ قليلا...ابتسم لها يائيل بتشجيع حتى وصلهما صوت أريج المتعجب...
(ماذا حدث؟!)
نظرت لها ابنتها تقول بصوت باكٍ...
(لقد وقعت ارضا و يدي انجرحت ماما)
اسرع مؤيد الى ابناءه يحمل رحيق من يائيل و يتفحص كفها بقلق لم يدم حينما وجد الجرح سطحيا فابتسم لها قائلا بحنان...
(لا تخافي حبيبتي الجرح بسيط...)
مالت تدفن وجهها في عنق مؤيد و تهمس بدموع...
(لكنه يحرقني يا بابا)
جاءها صوت أريج الموبخ بحنان...
(هذا لأنك لا تسمعين الكلام يا رحيق)
رفعت الصغيرة وجهها لوالدها تقول ببكاء...
(يائيل قال لي هذا ايضا)
ابتسم مؤيد لعينيها الجميلتين و اللتين تفقداه جديته و اتزانه...رحيق تحمل صفاته و صفات أريج معا...هي نسخة مصغرة منهما معا...فهي القوية المشتعلة و هي المتعجرفة الهادئة...أما الآن فالمحتالة تهرب من توبيخ والدتها باللجوء اليه و استثارت عاطفته نحوها...رفع كفه يمسح وجهها الباكي فيهمس لها...
(أنتِ مخطئة و لكنني سأقف في صفك هذه المرة على شرط أنكِ ستعدين بابا بألا تتهوري و تنصتي لنا فيما بعد اتفقنا)
هزت رأسها بسعادة كبيرة ثم مالت تقبل وجه مؤيد بشقاوة جعلت أريج تتقدم من يائيل الذي بات يقارب طولها تقريبا تتعلق في ذراعه قائلة بتعب من مؤيد و ابنته...
(دعنا نتحرك يائيل فوالدك و أختك شكلا فريقا ليس لدي وقت له)
ابتسم يائيل ليتحرك مع أريج الى القاعة التي تضم حفل الاحتفال بصديقتها غسق...راقب مؤيد أريج و هي تتعلق بذراع ابنه فابتسم بحنين لذكرى ولد صغير تعلق في رقبتها و الآن بات شابا قويا...تحرك مع ابنته خلفهما ليهمس لها بمشاغبة...
(والدتك هي أجمل امرأة في الكون)
هزت رحيق رأسها بموافقة تقول...
(و أنت أجمل بابا في الكون)
ضحك مؤيد ليقبل وجهها الجميل و يدلف خلف زوجته القاعة المقصودة...توجهوا الى حيث عائلة غسق...والداها وعائلة كرم كلهم هنا...يجلسون بوجوه سعيدة و ينتظرون كلمة غسق بفارغ الصبر...وصلت أريج اليهم فرحبت بها فاطمة بحفاوة تدعوهم للجلوس...القت أريج التحية على الجميع ثم جلست تسأل هبه المجاورة لها تحمل ابنتها الصغيرة بينما ابنها الكبير يجلس مجاورا ابن عمه خالد.
(ألم يأتي كرم حتى الآن؟!)
هزت هبه رأسها نفيا تقول...
(ليس بعد حتى غسق كل كم دقيقة تنظر ناحية باب القاعة ثم تنشغل مع زملائها)
اومأت أريج بتفهم ثم تعلقت عيناها على غسق جوار زملائها...تبدو متوهجة و كم تستحق هذا!
و جوارها رفعت هبه رأسها جانبا حينما كلمتها راضية بقلق...
(هبه هلا انتبهت على سليمان الصغير حتى أخرج و أعود)
سألتها هبه بترقب...
(ماذا هناك يا راضية؟)
نظرت راضية في هاتفها بقلق تقول...
(مازن لم يصل بعد و قلبي قلق عليه...تعرفين كلما زار والدته يعود حزينا من حديثها معه)
تجهمت ملامح هبه بشدة فلا تريد ان تزيد من خوف راضية على ابن خالد لذا قالت...
(لا تخافي حبيبتي...اخرجي هاتفيه و سليمان معي لا تقلقي)
اومأت راضية و خرجت سريعا لتهاتف مازن و تطمئن عليه...لكنها قبل أن ترفع هاتفها و تتصل به وصلها صوته المتعجب...
(خالتي راضية ماذا تفعلين بالخارج؟!)
اسرعت اليه راضية تسأله بقلق...
(لقد تأخرت يا مازن و قلقت عليك)
تنهد مازن بضيق فباحت ملامحه لزوجة والده عن شكل هذه الزيارة ايضا...سهر لا ترحم ابنها كلما زارها بل تبخ سمها في عقله و الولد يتماسك بشق الأنفس و كم يرعب خالد ان تؤثر عليه فهو مراهق قد يصدق حديثها و لا يمكنه منعه عن زيارتها فقد فعلها قبل سنوات لكن سهر اهتاجت كالمجانين تطلب حقها في ابنها...سألته راضية بحنان
(أنت بخير يا مازن؟)
تنهد بتشوش يقول...
(أمي تتعبني يا خالة و أخشى أن أقطع زيارتي لها فيعاقبني الله)
ربتت راضية على كتفه تقول...
(لا تحزن بني كلنا حولك و نحبك فلا تصدق ما تقوله لك...)
ابتسم لها قائلا...
(أعرف خالتي...هداها الله لنفسها)
صوت غسق صدح في مكبر الصوت فرفع مازن حاجبه عاليا يقول بلهفة...
(حانت كلمة زوجة عمي دعينا ندخل خالتي سريعا...)
اومأت له ليدلفا للداخل بسرعة و تدخل خلفهما ديما التي تحدث كاظم بضيق...
(هيا يا كاظم غسق بدأت كلمتها...)
امسك كاظم بيد ابنه يهرولا خلفها قائلا...
(حسنا يا ديما و كأن تأخيرنا لستِ السبب به...لقد بدلتي ثلاثة فساتين و كأنك أنتِ من ستلقي كلمتها اليوم و ليس غسق)
التفتت له تحدقه بتحذير جعله يكبح ضحكته بينما يقول...
(لكنك مثل القمر حبيبتي...هيا لنلحق مقاعد قريبة)
و فوق خشبة المسرح وقفت غسق تلقي كلمتها و عيناها لا تنفكان تبحثان عن كرم مع كل كلمة...و حينما تأخر شعرت بالحزن فكم ودت أن يكون هنا الآن يرى بعينيه الى أين وصلت هي...حانت منها نظرة لابنها الجالس فوق حجر صفية جوار أمل يبتسم لها بسعادة مسحت الحزن من قلبها...كرم الصغير يبلغها في نظراته انه هنا معها حتى يأتي والده...ابتسمت بحنان له ثم ختمت حديثها بثقة...
(أود أن أشكر والداي لأنهما سبب وجودي في هذه الدنيا...و أحب أن أشكر زوجي كرم لأنه ساندني و آمن بقدرتي وشجعني لأستكمل الطريق...)
التصفيق الذي صدح بعدما ابتعدت عن مكبر الصوت لم يطمس صوت ابنها و هو يصيح بسعادة...
(أبي...)
طارت روحها الى حيث يهرول ابنها و يستقر عند ساقي والده...حمله كرم بين ذراعيه يقبله ثم ينظر اليها في وقفتها الساحرة...جميلة بهذا الفستان الأسود...قوية بهذه السترة البيضاء فوقه...ناعمة كحمرة شفاهها الوردية...و عذبة كلمعة عينيها السعيدتين برؤيته...انتهى الاحتفال و سارع اقرباء زملائها في الوصول الى ذويهم فاقترب من المسرح بلهفة واضحة حتى بلغه فأرتقى درجاته ليصل اليها...اقتربت منه ببسمة فخورة فتعلقت عيناه ببطنها البارز قليلا...توقفت قربه تقول بعتاب مشتاق.
(تأخرت علي...)
حمل ابنه على ذراع و ضمها اليه بالآخر يقبل وجنتها قائلا...
(سامحيني حبيبتي...)
نظرت له بعشق تهمس بسعادة...
(لا بأس حبيبي...أنا سعيدة جدا و لا يمكنني وصف شعوري)
قال بصدق فخور...
(و أنا فخور بك جدا...)
ابتسمت بخجل تسبل اهدابها للأسفل فسألها ببسمة...
(كيف حال وردتي الصغيرة؟)
لامست بطنها بكفها تجيبه ببسمة مطمئنة...
(اشتاقت اليك كثيرا)
نظر كرم الى ابنه فوق ذراعه و الذي طلب منه...
(انزلني يا أبي لأخبر أختي أنك عدت)
ضحكت غسق تراقب ابنها الذي ينزله والده حتى التصق ببطنها و بدأ يهمس لأخته بكلمات غير مسموعة...نظر كرم حوله فوجد عدد من المصورين الذين يغطون الحدث فنادى على واحد منهم قائلا...
(إذا سمحت هلا التقطت لنا صورة معا؟)
وافق المصور ببشاشة فتوجه كرم الى اهلهما ينادي عليهم حتى يصعدوا اليهما...و بعد دقائق كان المسرح كله عبارة عن افراد عائلة المراكبي جهة اليمين و أهل و أصدقاء غسق جهة اليسار و كرم و هي و ابنهما في المنتصف...ضم كرم خصرها اليه فابتسمت بسعادة عاشقة لتكتمل الصورة و يلتقطها المصور كذكرى لن تُنسى...
******
يتحرك وسط المقابر ممسكا بلعبة كبيرة في يده حتى وصل الى قبرها فتوقف...صمت للحظات طوال حتى استجمع قوته ليهمس بصوت ضعيف...
(السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هدير)
جلس على عاقبيه أمام القبر يضع اللعبة جواره هامسا...
(هذه لأجل ابني)
ثم أدخل يده في جيب قميصه يستخرج حلقة دائرية ذهبية و يضعها جوار اللعبة قائلا...
(و هذه لأجلكِ...)
انسابت دموع داغر بحرقة ليلامس تراب قبرها هامسا بوجع...
(اشتقت لكِ كثيرا فقررت أن أول شيء أفعله بعد خروجي من السجن أن آتي اليك...)
لقد مرت السنون دونها مقفرة و موحشة...لم تكن مرته الأولى التي يدخل بها السجن...لم تكن هذه التجربة مختلفة عن تجربته قبل سنوات طوال...فكما خرج أول مرة حسن سير و سلوك أخرجه محاميه هذه المرة بعد سنوات قليلة مستغلا أنه من سلّم نفسه و يريد التكفير عن اخطائه...و بالطبع أمر مقتل الأربع رجال قبل سنوات لم يعلمه سوى من شاهده حينها فقط...لكن قلبه الآن مختلف كليا...انه قلب رجل فقد حياته...تقطع صوته بضعف يقول....
(قضيت سنوات من دونك كالجحيم فلا أدري ماذا سأفعل فيما تبقى لي من عمر!)
ربت على تراب قبرها قائلا...
(رحلتي قبل أن أعي قيمتك في حياتي و أعي أنني أحببتك...)
رن صوتها من الماضي في أذنه فأغمض عينيه يسمح لدموعه بأن تنهمر أكثر...


(حسبي الله و نعم الوكيل...فليذيقك الله ما أذقته لي و يحرق قلبك على كل عزيز في حياتك)

فتح عينيه يردد بقهر...
(كنتِ أنتِ العزيز الذي حرق قلبي رحيله... لم أملك عزيزا غيرك في حياتي... فليسامحك الله و يسامحني... فليرحم حالي و يجمعني معك عنده)





...تمت بحمد الله...

...إلى اللقاء...







AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-21, 12:02 AM   #1317

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

خاتمة جميلة و رواية اجمل

شكرا على ابداعك و ارجعي لنا في اقرب فرصة

دمتي بخير


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-21, 12:22 AM   #1318

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 90 ( الأعضاء 38 والزوار 52)

‏موضى و راكان, ‏ام زياد محمود, ‏mariam sayed, ‏احمد حميد, ‏فوز الأمل, ‏ام حسن ر, ‏شيرى حازم, ‏الصلاة نور, ‏شيماء ام البنات, ‏اويكو, ‏Amanykassab, ‏amana 98, ‏غائب, ‏Suli, ‏جزيرة, ‏روجا جيجي, ‏noga2009, ‏الياسمين14, ‏Wejdan1385, ‏Seham elhenawy, ‏Bint almahri, ‏Sm-alamri, ‏رانيا خالد, ‏همس البدر, ‏hadeer22, ‏Batol210, ‏Sohair 88, ‏فديت الشامة, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏14sq17, ‏هيثم رمضان, ‏نسائم ., ‏نجمة مساء, ‏سر الاحساس, ‏Arjoana, ‏فتين, ‏زهرة الكركديه, ‏بفاريا


خاتمة واقعية و جميلة و كل واحد أخذ جزاءه بما يتناسب مع عمله

دمتى بكل خير يا أية و فى إنتظار إبداع جديد أتابعه معك يا مبدعة🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-21, 12:54 AM   #1319

الذيذ ميمو

? العضوٌ??? » 474879
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » الذيذ ميمو is on a distinguished road
افتراضي

بالتوقيق جبيبتى بانتظارك فى القريب بروابة جدبده ودائما مبدعه

الذيذ ميمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-21, 01:02 AM   #1320

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 108 ( الأعضاء 44 والزوار 64) ‏


Maryam Tamim, ‏احمد حميد, ‏شيرى حازم, ‏هامة المجد, ‏donia dody, ‏Soy yo, ‏Mon abdou, ‏ديمة دمدوم, ‏amana 98, ‏هنا بسام, ‏ميساى, ‏Uniesah afaneh, ‏ام جواد, ‏Sohair 88, ‏الضوءالناعم, ‏Saro7272, ‏الذيذ ميمو, ‏ام زياد محمود+, ‏Bint almahri, ‏mariam sayed, ‏فوز الأمل, ‏شيماء ام البنات, ‏اويكو, ‏Amanykassab, ‏غائب, ‏Suli, ‏جزيرة, ‏روجا جيجي, ‏noga2009, ‏Wejdan1385, ‏Seham elhenawy, ‏Sm-alamri, ‏رانيا خالد, ‏hadeer22, ‏Batol210, ‏فديت الشامة, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏14sq17, ‏هيثم رمضان, ‏نسائم ., ‏نجمة مساء, ‏سر الاحساس, ‏Arjoana, ‏فتين


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.