آخر 10 مشاركات
212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          173 - كذبة العمر - فاليري مارش ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          134- قضبان من حرير - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1099 - اسرار الماضي - جوانا مانسيل - د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-20, 10:20 PM   #361

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي


مساء الخير
تسجيل حضووووور


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:10 PM   #362

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر


الفصل الثالث عشر



حلمها تحقق في حلقه دائرية ذهبية تحيط بنصر كفها الأيمن... لكنها و للعجب تشعر بشيء ناقص...شيء لمحته في عينيه حينما أتى مع اهله بعد زيارتهم الاولى بأيام لتُعلن خطبتهما الرسمية...بدا مبرمجا يقوم بحركات سبق و ضبط نفسه عليها و جاء ينفذها امامهم...لم يتحدث سوى كلمات قليلة متفرقة... و بعد الحفل الصغير الذي اقيم في بيتهم سافر مع والديه بوداع اقل من العادي!... و كأنه أدى مهمته و رحل
(هنيئا له من يأخذ عقلك منا مودة)
التفتت مودة تنظر لأختها بأعين شابها التساؤل... ابتعدت عن النافذة لتتجه ناحية السرير تجلس عليه و اصابع كفها الايسر تتلاعب بحلقة ايوب الذهبية في بنصرها الايمن... اسرعت مسرة تجلس جوارها و تقول بصوت مشاغب عالٍ..
(لا تقلقي لن تطير من اصبعك)
رفعت مودة عينيها الواسعتين تنظر لأختها بوجه مضطرب... همهمت بصوت خافت تائه
(اشعر انه كان مختلفا يوم الخطبة)
عقدت مسرة حاجبيها بتفكير ثم قالت ببساطة...
(لا بد من ان يكون مختلفا انتما لم تريا بعضكما منذ سنوات طويلة)
هزت مودة رأسها نفيا لتحتل خصلة من شعرها وجهها فتزيد حالة التيه بها... همهمت مجددا بصوتها الخافت
(لم اقصد هذا... ما اقصده انه بدا لي رسميا زيادة عن اللازم و كأنه لا يعرفني من قبل... حتى انني لمحت في عينيه نظرة ضياع لم افهم كنهها!!)
اتسعت عينا مسرة بدهشة من تحليل اختها لخطيبها... فقالت بصوت مفكر توضح كيف ظهر لها خطيب اختها...
(اجدك تبالغين... الشاب لم يرنا من مدة طويلة جدا فطبيعي يشعر بالغرابة لأننا كبرنا و تغيرنا فعلا... و يبدو رسيما لأنها خطبة يا مودة فماذا اردت منه ان يمزح معك وسط الناس!!...و ماذا عن نظرة الضياع التي لمحتها انا لم المح أيًا من ضياع او تيه)
بسطت ذراعيها جانبا تقول بهيام...
(بل عيناه ما شاء الله تسحر القلوب... كم انت محظوظة اختي الشاب وسيم بطريقة تخطف الانفاس... منذ رأيته في الخطبة و انا ادعو الله ان يهبني عريسا وسيما مثله)
ابتسمت مودة بسحر خاص حينما احتلت صورة ايوب الشاب عقلها... وسيما جدا كما تخيلته دوما بل افضل مما تخيلت... شاب يملأ العين و القلب... اتسعت بسمتها فضربت مسرة فوق ذراعها تسألها بخبث...
(بماذا تفكرين مودة؟!)
سحبت مودة وسادتها تلقيها على اختها لتقول بمرح...
(لا دخل لك هذه افكار كبار و انت لا تزالين صغيرة)
ضحكت مسرة عاليا لتقذف الوسادة على اختها قائلة بمزاح...
(لم تمر سوى ايام على خطبتك و اصبحت قليلة الادب!!)
اقتربت مودة من اختها تكمم فمها و تهمس برجاء...
(اصمتي مسرة صوتك عاليا و ربما استمع والدانا لحديثنا ماذا سيظنون بي؟!!!)
فلتت مسرة من تحت كفي اختها لتهب واقفة و تتجه نحو باب الغرفة قائلة بضحك...
(لا تقلقي هما يعرفان انك مجنونة)
وقفت مودة تواجه اختها و تتخصر قائلة بتذمر...
(يا بنت من منا الكبيرة هنا؟!!... عليك احترامي و إلا..)
اسرعت مسرة تقطع حديثها لتقول بحاجبي يتلاعبان بمشاغبة...
(و إلا ماذا؟!!... هل ستشكونني لأيوب؟!)
تضرجت وجنتي مودة بالخجل لتهمس بصوت خافت...
(مسرة!!)
وضعت مسرة يدها فوق قلبها تستند على باب الغرفة و تقول بصوت درامي متأثر...
(عيون مسرة)
احتدت نظرة عين مودة حينما استفزتها اختها فصاحت بأمر...
(الى الخارج و لا تدخلي غرفتي لنهاية اليوم)
اعتدلت مسرة تناظر اختها بصدمة لكنها قالت بشقاوة...
(و ان رفضت؟!)
اتجهت مودة اليها تمسكها من ذراعها و تدفعها خارج الغرفة بعدما فتحت الباب... اغلقت بابها و صوت مسرة المتذمر يعلو بالخارج... انتظرت حتى خفتت جلبة اختها و اتجهت للأسفل حيث والدتهما... فلتت منها ضحكة صغيرة على شقاوة مسرة و عبثها... حانت منها نظرة جديدة لبنصرها الايمن فرفعت كفها امام وجهها تنظر للمعان الذهب بأعين براقة... ابتسمت بحب لتقبل الحلقة الذهبية بشفاه ارتعشت متذكرة لمسة يد ايوب لها و هو يدخلها في كفها... تنهدت بحرارة تستند على الباب و تهيم بعينيها الى النافذة المفتوحة و المطلة على حقل والدها الاخضر البديع... همست بصوت مطمئن و نبرة تأكيد
(كلام مسرة صحيح هو لم يعتد علينا بعدما كبرنا...يكفيني انه اختارني انا زوجة له)



...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:13 PM   #363

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر




(هل وصلتما ابي طمئنني؟!)
مستندة على المكتب الصغير في الصيدلية تتشبث بمعطفها الطبي بقلق... والداها سافرا فجر اليوم حيث ركن من اركان الإسلام تهفو قلوب الجميع اليه... و بعد وداع مفعم بالمشاعر و البكاء رحلا بقلب وجل عليها... و الآن يفترض ان يكونا وصلا للفندق الذي سيقيمان فيه حتى تنتهي مناسك الحج...
(نعم حبيبتي وصلنا الحمد لله... كيف حالك انت؟!)
تنهدت غسق براحة كبيرة تقول...
(حمدا لله على سلامتكما ابي... انا بخير لا تقلقا علي و انتبها لصحتكما جيدا)
تناولت امل الهاتف من زوجها تطمئن عليها بدموع لم تتوقف منذ بداية اليوم...
(غسق حبيبتي لا تتأخري في الصيدلية و لا تنسين اغلاق باب الشقة و النوافذ جيدا... و ضعي الطاولة الجانبية التي جوار الباب امامه قبل النوم... و تناولي طعامك كله جيدا... حبيبتي هذا اول عيد ستقضينه بمفردك!!)
صوت والدتها الباكي و كلماتها الكثيرة الغير مرتبة استثاروا رغبتها في البكاء... التفت تولي ظهرها لباب الصيدلية و تهمس بصوت مختنق...
(حسنا امي لا تخافي سأفعل ما تريدين... فقط كونا بخير و عودا لي سالمين)
اعادت امل الهاتف لزوجها الذي كبح دموعه القلقة على ابنته ليقول بصوت مهتز...
(اذا اردتِ هاتفي ديما او اريج ليقضيا معك بعض الوقت كي لا تبقين بمفردك)
رفعت رأسها عاليا لتمنع نفسها من البكاء...صوت والدها يهزها من الداخل و يشعرها بأن الايام ستمر ببطء حتى يلتقوا مجددا... همهمت بكلمات مرحة
(لا تشغل بالك ابي ديما ستأتي تقضي معي اليوم كله ان شاء الله و اريج دوما تهاتفني... فقط لا تنسى ان تجلب لي معك هدية كبيرة فهذا اول عيد دون عيدية منك)
ضحك ثروت بحبور يقول بلهجة حنونة...
(لك مني اكبر هدية ان شاء الله عند العودة... فقط كوني بخير لتستلميها مني و تهبيني بسمتك الحلوة)
انهت غسق مكالمة والديها مبتسمة و حامدة انهما وصلا بخير و سيؤديان فريضة الحج التي حلما بها منذ زمن... انتبهت لصوت سوسكا الذي دلف للصيدلية ببحته الرجولية يقول...
(السلام عليكم يا ست غسق كيف حالك...)
وضعت هاتفها في جيب معطفها تتجه نحوه ببسمة صغيرة مهتزة كحال اهتزاز مقلتيها بدموعهما...ضيق سوسكا عينيه ليسألها بقلق...
(هل كنتِ تبكين ست غسق؟!)
وصلت لتستند على طاولة العرض و تهز رأسها بلا صغيرة هامسة...
(لا أبدا لقد دخل بعض الغبار عيني فأحرقها...هل كنت تريد شيئا؟!)
تفحص وجهها بتدقيق ليهز رأسه هو هذه المرة نفيا يقول...
(لا فقط مررت لأرى ان كان ينقصك شيئا)
رفعت له عينين ممتنتين تهمس بشكر صادق...
(لا ينقصني شيء...شكرا لك سيد)
احتلت الجدية ملامحه ليقول بخشونة رجولية تميزه...
(لا تترددي ست غسق في طلب ما تشائين... نحن نعرف ان الاستاذ ثروت و الست الوالدة قد سافرا للحج فأي شيء تحتاجينه رقبتي و رقبة باقي الشباب تسد و تكفي ان شاء الله)
ناظرته بنفس البسمة الشاكرة لتهمس بدهشة مصطنعة...
(هل يعرف الحي كله ان والداي سافرا للحج؟!!... ألم اطلب من ابن المراكبي ان يتوقف عن ارسال رجاله خلفي!)
اسرع سوسكا يوضح الامر قائلا بجدية...
(اخي كرم لا يرسل رجاله خلفك فقط أنا من يفعلها منذ ثلاث سنوات او ازيد قليلا... قبلها كنتِ تحت عينه هو مباشرةً و احيانا يتولى الامر اخي ايوب)
اتسعت نظرتها لتتلاشى ابتسامتها الصغيرة و تسأله بأعين ضيقة غير مستوعبة...
(من قلت كان يراقبني؟!!!)
رفع سوسكا كفه يهزها يمينا و يسارا نافيا بالفعل الذي اقترن بالقول...
(نحن لا نراقبك ست غسق و الله يعلم... فقط انتِ في حماية اخي كرم و تحت عينيه)
اشتدت نبرتها بغيظ تسأله...
(و لمَ كل هذا هل يعمل هو حارس شخصي؟!!!...ألم ننتهي بعد؟!)
فلتت ضحكة صغيرة من سوسكا كرد فعل على هيئتها المغتاظة و التي زادتها رعونة... تنحنح بحرج يقول
(السبب الذي اعرفه انك في حمايته من ابناء السمري)
ركنت ملامحها للتروي خصوصا و هذه اول مرة يشرح احدهم لها حقيقة حماية ابن المراكبي المزعومة...كل مرة كانت هي من يتكهن عن مبرره و كان جوابه الوحيد "أنتِ في حمايتي" فلم يسقي حقول فضولها ابدا... فهمست بصوت لمح فيه سوسكا القلق...
(تقصد هذا المدعو داغر... ذو الندبة في وجهه)
احتقنت عينا سوسكا بحمائية يسأل بصوت توحشت نبرته...
(هل تعرض لك ست غسق؟!!... اقسم بربي لو فعل ستنقلب الدنيا فوق رأسه)
شعرت بخطورة ما تلوح في الافق فأسرعت تهز رأسها بقوة نافية...
(لا لم يفعل... ارجوك سيد كف عن استخدام القوة في حل الامور... انت شاب جيد جدا و بك صفات كثيرة تزكي سيرتك لكن لا تتلبس زي شباب الحي هنا ارجوك)
احمرت انفه بحرج بالغ من مدح غسق له فتحرك يعطيها جانبه و يتنحنح قائلا...
(عشتِ ست غسق فكلامك فوق رأسي العمر كله... لكن وجب ان اوضح لك امرا هاما لأعتق رقاب رجال الحي من سكين ظنك)
كلامه يشبه كلام ابن المراكبي كثيرا... يدافع عن رجاله بكل روحه و كأنهم جيشه الوحيد... يبرر و يختلق الاعذار و الحجج ليرفع قدرهم عاليا... لكن هل هذه الحجج حقيقية ام فقط لتبيض الوجه و حفظ ماءه ليس اكثر؟!!!... حروف سيد المتخمة بالفخر و العرفان سحبتها من بوتقة التفكير لبراح ارض الحكايات..
(نحن رجال ولدنا في حي يعترف بالقوي و يجهل الضعيف، تأكل فيه نيران الثأر منذ زمن حتى لوثت بسخام رمادها القلوب... و لتتوقف تلك النيران كان علينا بإخمادها و لكي نفعل و نسيطر عليها كان يجب ان نتبع قانون الكف بالكف و العين بالعين... لم يحدث يوما اننا اختلقنا شجارا او تباهينا بقوتنا نحن فقط رجال تتصدى معترفة بما لها و ما عليها)
رغم انها استمعت للحكاية من ام عيد قبلا إلا انها تستمع لها من فم سيد بمذاق مختلف... هذا المراهق الفتي الذي لم يشهد ما صار بين العائلتين يقف كالأسد يزأر لحماية عرينه بمن فيه... اي رجال هم و اي نهج ينتهجون ليجعلهم مفتخرين بما تصنع ايديهم؟!!... راقبت لين ملامحه و خفوت صوته ليقول...
(الحاج سليمان رجل تضج لأجله الصدور بالعرفان و المهابة... هو رجل يتقي الله و من يتقِ الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب... فلا تحسبين ان رجال خرجوا من تحت يديه مجرد مفتعلي شجار)
ابتسمت بمحبة لهذا الذي تلمحه في وجه سيد... الصغير يدافع بكل ما تعلمه يوما عمن يأويه... همهمت بلهجة شاكرة لامسته
(أجاد من رباك سيد فهنيئا له برجل مثلك)
التفت من وقفته الجانبية ينظر لهاتين العينين المشعتين بصدق حديثها...فوضع كفه خلف عنقه يحكه بحرج لم يشعر به من قبل ليغمغم بصوت متحشرج..
(اخي كرم دوما يجيد ما يفعله)
ضيقت عينيها قليلا تستوعب ما قاله... هل تفهم من حديثه ان ابن المراكبي هو من قام بتربيته؟!... استمعت لصوت سيد المتلهف بعدما نظر للخارج
(اذا احتاجتِ لأي شيء فقط نادي لي... سأذهب الآن لأن خراف الاضحية وصلت و علي مساعدة الرجال في ادخالها بيت الحاج سليمان)
اومأت له بضحكة مرحة حينما عم الشارع صوت الخراف... صيحات الاولاد بالخارج كانت مرحة و هم يزفون الخراف بأغاني سعيدة... خرج سوسكا من عندها لتتعلق عيناها بباب الصيدلية و سؤال واحد يطوف طوفا في خلدها... هل كل معتقداتها باتت خطأ؟!!...




...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:15 PM   #364

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر




تحركت يدها ببطء فوق قماش فستانها النفيس...لم تكن تحلم يوما ان ترتدي مثله...حتى في كل زيجاتها لم ترتقي لمكانة زوجة حقيقية يهديها زوجها شيئا ما و يدلل انوثتها المتطلبة... اما الآن بفضل قرار ابنتها السديد ها هما تخطوان خطواتهما نحو السعادة... راقبت بأعينها المظللة بمواد الزينة ابنتها... تجلس في غرفتها و يقف فوق رأسها العديد من الفتيات المنمقات و اللائي ارسلهن طارق صباح اليوم ليجهزن له عروسه بعدما اصرت هي بألا تتحرك خارج حيّها إلا معه متأبطة ذراعه مرفوعة الرأس... اتسعت بسمتها الراضية حينما وقفت فلك تتجهز لترتدي فستان زفافها... حانت من هيام نظرة للفستان الفخم المرصع بفصوصه الزاهية اللامعة... شيء كهذا بالنسبة لها خيال و تحمد الله الف مرة ان ابنتها حكمت عقلها هذه المرة... اطلقت زغاريدها المنغمسة بانفعال الفرح و السعادة لتعلن للحي بأسره ان هيام و ابنتها قد كسبتا في نهاية المطاف... وفود الجارات ليباركن و يهللن كان مكشوفا من تحته الهمز و اللمز اللذان لم يخفيان على هيام... لكنها استقبلتهن بحفاوة و تفاخر و هي تتحرك معهن من هنا لهناك تعرض كل ما قدمه طارق لها و لعروسه بصورة مباشرة و غير مباشرة... اما في الداخل انسدل فستان الزفاف يغطي فلك حتى اخمص قدمها... ناعم كالحرير و ابيض كالثلج... زهوته تشرح القلب و ثمنه الباهظ يرفع الرأس لكن هي هل تشعر بكل هذا؟!!... لا هي لا تشعر بأي من هذا... هي فقط سيدت العقل و اغلقت على القلب اقفال الحياة كلها و هو بالأساس كان منغلقا الا من شق يسير تسلل منه ضي ايوب لينير عتمتها او هكذا ظنت!!... وضعن الفتيات طرحة العروس فوق رأسها لتزيد من بهاء صورتها و حلاوته... جميلة و هي تعترف و لولا الجمال ما كانت هنا اليوم... طارق مثله مثل باقي الرجال و ما عاد يهم ما ستأخذها الحياة اليه معه... ابتلعت ريقها بوجل حينما صاحت الجارات بالتصفيق و التهليل بعدما دلفن غرفتها ليباركن... ناظرتهن من فلكها الخاص نظرات اختلط بها التشفي مع الحزن و قليل من الندم... خليط عجيب يساور نفسها و هي مقدمة على تنفيذ اصعب قرار في حياتها كلها... ستتزوج رجل بحثت فيه عن أب و ستترك آخر كان ملاذا احتواها دوما... رفعت رأسها عاليا بشموخ بعدما تداركت الموقف و عيناها اجادتا كتمان نزيف روحها و تشتت عقلها جيدا... فقط ما ظهر منهما بريق ساحر سعيد يسرق عقول من حولها و يبرهن ان فلك ابواب الحياة قد فتحت لها يدها لتأخذها بالأحضان... فور سماع بوق السيارات بالأسفل هرولت هيام تراقب من نافذة غرفة ابنتها قدوم العريس... لقد جاء بهيبته و وقاره للحي البسيط ليفرد جناحي الراحة و الامل لها و لابنتها... التفتت هيام بوجه متوهج بألق العزة تقول بتفاخر مكشوف بين النساء...
(السيد طارق طلال عريس ابنتي وصل بسيارته الفخمة و ينتظر العروس)
عوجت معظم المتواجدات شفاههن باستياء مما تفعله هيام من رسم صورة ليست لها... بينما تشدقن الاخريات بكلمات مباركة في ظاهرها و في باطنها همسات ساخرة و ربما غير مصدقة لما آل اليه حالهما... ابتسمت فلك بسخرية و قد وصلها حديث جارتين يقفان بالقرب منها...
قالت الاولى بنبرة حسرة و عدم تصديق..
(يقولون رجل اعمال و يعيش في قصر كبير... ابنة هيام الخادمة ستعيش في قصر و تملك خدم... حسرة علينا)
تشدقت الاخرى بكلمات هامسة تندب حظها...
(و كأنهما وجدتا دجاجة تبيض لهما الذهب...حظوظ)
تقدمت منهما فلك تزيد من غيظهما بمشاعر طال كبتها في قلبها منذ سنوات...الجميع يتعامل معها بقسوة حتى و ان كانت مجرد نظرة...لكن نظراتهم بألف كلمة منطوقة من السن كالسياط... وقفت امامهما تنزل طرفي فستانها المذهل في عيونهن جميعا و تمد كفها الايسر بخاتمها الالماسي اللامع لتقول ببسمة تشفي و نبرة مستلذة بما تفعل...
(أرأيتما خالتاي خاتم زواجي انه من الالماس الحر)
تابعت نظرات الجارتين الحاقدة و التي حاولتا اخفائها خلف قناع البسمة المزيفة...امتدت اصابعها تتحرك على طول فستانها و تكمل بنفس النبرة...
(كما ان فستان عرسي اشتراه زوجي لي من بلاد الخارج خصيصا)
مالت بوجهها ناحيتهما تهمس بخفوت و بسمة اهتزت رغم كل شيء و هي تراقب ملامحهما الشاحبة و التي بهتت بشدة...
(لقد كلفه الكثير جدا... فقط ليسعدني)
همهمت احداهما بوجه شابه الانكسار...
(بارك الله لكما ابنتي)
لملمتا عباءتهما كما لملمتا كرامتهما لتخرجا من الغرفة و الشقة بأكملها... سحبت فلك نفسا عميقا تمد نفسها بالدعم لتستكمل ما بدأته... هي اليوم ستمحو بيدها تاريخ الماضي لتسطر تاريخا جديدا... ستبدل صورة ابنة هيام المخزية دون سبب وجيه فقط لكونها ابنة هيام لصورة زوجة طارق طلال الغني... بالرغم من هذا الثقب الذي يستع في قلبها و برغم ندمها على معاملة جاراتها بهذا الاسلوب و برغم وجع متروك منذ لقاء ايوب الاخير برغم كل شيء تنهرها فيه نفسها عما تريد فعله... لكنها ستفعل و تستكمل دون توقف دون تردد دون مزيد من الالم...او هكذا صبرت نفسها و ظنت!!!...
انتبهت للجلبة التي حدثت بالخارج و لم يتكلف الامر سوى بضع لحظات و زفت لها اصوات النساء حضور صفية المراكبي لبيت هيام... هذا الشعور بكونها محط انظار الجميع... ملكة الليلة و ستكون ملكة كل الليالي... الاصابع التي تؤشر عليها تفعل ككل مرة و لكن باتت تعزف بلحن جديد... لحن هي فيه سيدة بدلا من ابنة هيام... انتشاء يملأ فراغ روحها بقوة و ينسيها كل ما فكرت فيه قبل لحظات... هي خطت اول خطوة و لن تتراجع و ها هي البشرى زوجة سليمان المراكبي هنا في بيتها المتواضع...
اسرعت هيام ببسمتها المتسعة تستقبل صفية بحفاوة خاصة جدا... بادلتها صفية الابتسامة و رغم رفضها هي و زوجها لهذه الزيجة لكنها أتت لتؤدي مهمتها... الفتاة طلبت من زوجها ان يحل محل والدا لها و سليمان دوما عند حسن الظن... و هي زوجته تشاركه كل شيء و حفاظا للأصول يجب ان تتواجد في الصورة فهيام و ابنتها لا رجل لهما و تواجد سليمان بمفرده معهما سيسبب حرجا... رفعت صفية كفها تسلم على هيام و رنين اساورها يصدح بنغمتها المعروفة...
(مبارك هيام بارك الله لهما و رزقهما الخير معا)
وضعت هيام كفها الحر فوق كفها الآخر الذي يستكين كف صفية به لتطبق عليه بحرارة و تتكلم بصوت عالٍ مبتهج...
(الله يبارك فيكِ يا حاجة صفية... انارتي بيتنا و وجودك انت و الحاج فوق رؤوسنا... ان شاء الله سيكون الخير نصيبهما فالسيد طارق فعل المستحيل ليتزوج ابنتي بالتأكيد سيضعها بين رموش عينه)
مقصد هيام بالتباهي كان واضحا وضوح الشمس مما جعل صفية تسحب كفها ببطء دون ان تتأثر بسمتها لتهمس...
(ان شاء الله هيام... هل تجهزت العروس فالحاج سليمان ينتظرها بالأسفل مع العريس؟!)
اسرعت هيام تهز رأسها و تتحرك بحماس تقول اثناء هرولتها لغرفة ابنتها...
(جهزت منذ زمن... لماذا لم يصعد الحاج معك اعرف ان بيتنا ليس مقامه و لكن لا يصح ان ينتظر في الشارع!!)
تكلمت صفية ببساطة و هي تعيد يدها ذات الرنين الصادح جوارها...
(البيت كله نساء يا هيام و الحاج اراد ان يمنحهن حريتهن... كما ان العريس يبدو متعجلا فلا داعي لإهدار الوقت في الصعود و الهبوط(
نادت هيام لابنتها لتخرج فلك من غرفتها مرفوعة الرأس مبتسمة الثغر و مشرقة المحيا... تمتمت صفية بحبور فبعد كل شيء البنت هي من اختارت حياتها و تبدو مرتاحة...
(بسم الله ما شاء الله حصنتك بالحي القيوم من عيون البشر ابنتي)
اقتربت منها فلك ببسمتها المتسعة و التي لا يعلم احد هنا ما تخبئه خلفها من وجع... مالت لتستقبل قبلات صفية و مباركتها بأعين طمست الدموع بقوة لتترك انعكاسها الخادع الذي ظنه الناس لمعان سعادتها...
(مبارك فلك)
همهمت فلك بخفوت مبحوح رغم ابتسامتها...
(بارك الله في عمرك يا حاجة صفية... شكرا لوجودك معي)
ربتت صفية فوق ذراع فلك لتتحدث وسط صوت اساورها...
(لا تشكريني ابنتي نحن نعتز بك)
ارتعش فكها بقوة و هي تلمح نظرة الحب و الطمأنينة في عيني صفية… اومأت برأسها موافقة و قد ذابت كلماتها خوفا من ان ينفلت معها حبل الجرة التي كبحت بداخلها فيض دموعها المتألمة... صوت احدى الجارات حثهن جميعا على النزول لأن الحاج سليمان يتعجلهن... و على اثر النداء لبت و تحركت تحمل طرفي فستانها الذي كان ابعد بكثير من خيالها و تتجه الى باب الشقة... محملة بغبار الروح و الذي لم يقدر على طمسه بياض الثوب... هي اليوم انهت بيدها ابنة هيام لتدون قصة جديدة عنوانها فلك زوجة طارق طلال....





...يتبع...










AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:16 PM   #365

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر



لم يلقِ بالا بوقفته التي طالت و لا المكان المتواجد به... بنظرات السيدات من نوافذ بيوتهن او تأمل الصغار له و لسيارته... لا يهتم ببعض النظرات المتواري خلفها تهمة صريحة بأنه العجوز الذي نال فتاة في عمر ابنته لترضيه ما تبقى من عمره... لا يهتم بكل هذا و لا يريد ان يرخص مشاعره تجاه فلك بتلويثها بظنون الناس... ما له هو و الناس فليتركوه يحيا ما تبقى له مع المرأة التي حركت بداخله مشاعر ظن انها انتهت... فلك المميزة الفتاة الكسيرة الوحيدة يتيمة النظرات و شحيحة الكلمات أبية النفس و عزيزة الروح... هي فقط من تستحق ان يغامر لأجلها ضاربا بكل معتقدات مجتمعه عرض الحائط... هي التي اقسم بأنه سيكون لها مأوى و يبني معها راحته... تظنه لا يملك لها مشاعر لكنه اليوم حان وقت ان يفرغ عن مكنون صدره... لا ضير باختلاف اعمارهما فالعمر لا يحسب بالأرقام العمر عنده خبرة و مواقف و فلكه الصغير تشرب المواقف و بكل اسف السيئة... وضعه الله في طريقها ليمحو عنها كل الم و وضعها في طريقه ليعوضه عن صبر سنوات يربي فيهم ابنته... عند ذكرها اغمض عينيه لثوان يطلق زفير مثقل مهموم... ميرنا التي تبدلت و تحاسبه على افعاله... اقسم لها بأن مكانتها ابدا لن تتغير و لكنها كمن يُقاد بخيوط خفية تغير نمط تفكيرها... ترى هل لبنى هي السبب لكنه منذ افصح عن حقيقة معرفته بما فعلته بفلك و هي تتجنبه بحجة الكرامة التي دهسها... ابنته زهرته الجميلة يعذبه حالها و لكنه بقادر على ايجاد اول الخيط ليوطد اواصر المحبة بينها و بين فلك... فلك!!!!
(يا الله!!!... يا من وهبت قلبي الحياة بها احمها و قدرني على اسعادها)
كلماته المشدوهة خرجت بغير شعور من فمه المتمتم بها... لقد ظهرت امام عينيه اخيرا بفستانها الابيض... اميرة فرت هاربة من اسطورة الحياة لتتلقفها يده... و وعده امام الله و نفسه بأن تحاوطها يده لما بقي له من عمر... ابتسم بتلقائية جعلت ملامحه السعيدة اصغر من سنه بكثير... و قد تلاقت عيناهما في لحظة خاطفة اصابته بسحر عينيها المميز و جعلتها هي تتوارى عنه بتهرب... اقتربت من سليمان المنتظر اسفل بيتها ليتمتم بحنان اشعل بداخلها رغبة البكاء... هل هي مذنبة لهذه الدرجة لتحرمها الحياة من أب؟!!... تحرمها من سند و داعم في يوم كهذا... ماذا افتعلت من جرم لتعاقب بذنوب غيرها؟!...
(اللهم بارك... تعال ابنتي)
امتدت ذراع سليمان لترفع فلك عينيها اليه بلمعان الدموع... نظرتها اوجعت قلبه الحكيم عليها... الفتاة تنظر بعدم تصديق لدعوته بأن تتأبط ذراعه... يا لها من نظرة مسكينة محتاجة بل في اشد حالة العوز للمشاعر الحنونة... منحها بسمة حانية للغاية ليعيد امره بلطف لامسها...
(تعال ابنتي لأسلمك لعريسك)
ابتلعت ريقها بغصة مؤلمة و قد تقدمت تفعل كما طلب... لامست بكفها ذي الاظافر المنمقة الملونة بزخرف براق قماش عباءته ليستوطن خلاياها السكون التام...هل هذا الذي تشعره هو دفء الأب؟!!... هل ما يسري في عروقها الآن هو شعور الأمان؟!... يبدو ان سكونها طال فصوت والدتها من خلفها حثها لتتحرك... و تحركت الى طارق الذي يناظرها بنظرات لم تكن في حالة ادراك كامل لتعي معناها... هل يحتويها بحنان ابوي عن طريقها ام يشتهيها بشعور رجل يريد امرأته... وقف سليمان بها امامه تحت اصوات التهليل و الزغاريد من النسوة... امتدت يد طارق برقي يسلم على سليمان و يشكره بصدق على وقوفه مع فلك حتى هذه اللحظة... و اختتم حديثه القصير بنبرة حنان و وئام..
(سلمت يا حاج سليمان على وقوفك مع زوجتي...من اليوم انا كفيل بها و بكل ما تريد)
يعرف سليمان ان ما قاله طارق نيته عبره بث الامان في قلبه من ناحيته و قلب فلك من ناحية اخرى... لكنه احكم ذراعه حول كف فلك يمنحها الثقة فيما سيقول... ضرب بعكازه الارض يقول ببسمته البشوشة...
(لا تحسب بأن ها هنا انقطعت فلك عن حيّها و اهل حيّها و انه لا احد يقف في ظهرها.. ابنتنا ملزمة منا لنهاية اعمارنا)
اسرع طارق يقول بحرج مما فهمه سليمان من حديثه الغير مقصود بالمرة...
(اطال الله عمرك يا حاج... يبدو ان حديثي فهمته بشكل خاطئ)
اكمل سليمان بنفس البسمة يرى من طرف عينيه تتبع فلك لوجهه بنظرات شاكرة دامعة...
(مقصدك وصلني سيد طارق و كما تريد انت... لا تقلق انا رجل يجيد قراءة الناس حوله جيدا... و لو اني شككت لمرة في قراءتك لم لأكن اعطي ابنتنا لك... انا فقط اسمعها لفلك قبلك)
حانت منه نظرة داعمة لفلك التي تناظره بنظرات مسكينة كسيرة ليقول بصدق رجولي...
(بيتي قبل الحي مفتوح لك ابنتي في اي وقت تشعرين فيه بالحاجة لنا... اهلك معك و حولك و دائما سندك)
هل كان عليها الموافقة على بيع نفسها كي تسمع و ترى كل هذا الحنان ممن حولها... ابتسمت و فيض من الدموع يهدد بالهطول و لكنها كبحتها بقوة تحسد عليها... العيون تراقب و تترصد كل نفس تخرجه ابنة هيام اليوم و هي ستكمل ارتداء وجه التشفي و الراحة لأخر دقيقة... فك سليمان صراح كفها من ذراعه ليمسكها من عضدها برفق و يمد كفها لكف زوجها الذي افصحت عيناه عن حنان كبير لفلك... شدد طارق من تمسكه بها و لا تزال نظرته لها غير مفسرة لعقلها المرتبك... صوت الطبول من الشباب و صيحات النسوة و الاطفال زينوا طريقها مع طارق حتى هذا السرداق الذي اقامه سليمان ليستقبل فيه العروسين قبل ان يذهبا من هنا حيث حفل العرس الذي اقامه طارق في فندق شهير يطل على البحر... وقفت جواره برأس مرفوع و قلب تاه و لم يجد دليله لطريق صحيح... اندمجت رغما عنها مع الاحتفال المعتاد في الاعراس هنا في حيّها... اجبرت نفسها على التشاغل كي يمضي الوقت دون بكاء... فقط لو سنحت لها الفرصة لحررت روحها المكبلة لتصرخ و تبكي... هي التي اختارت و هي التي تتلظى بنيران الاختيار!!!
بعد وقت قليل اوشك الاحتفال على الانتهاء بعدما استأذن طارق سليمان كي يلتحق بمعارفه المنتظرين في الفندق... همس لفلك في اذنها ان تتجهز ليذهبا فأومأت بسكون تنحني لتجمع ذيل فستانها لكنها تجمدت في وقفتها حينما صدح صوته!!!... انقبضت كفاها على قماش فستانها لتغمض عينيها برجاء تهمس...
(ارجوك لا تفعل...)
لم يتحمل صوت الطبول و الزغاريد المتطايرة فوق رأسه... يغلي و أمه تكبله ببكائها كي لا يخرج من البيت... يحترق و هي تزف لرجل آخر... خائنة مثلها لا يحق لها الفرح و لا السعادة... هي يجب ان تذوق النيران المشتعلة في جسده بسببها... لم يتمكن من الصمود فأسرع يقطع البقالة بخطوات ملتهبة ليخرج و يقف امامها... تسمر مكانه فور خروجه يلمحها بفستانها باهظ الثمن و الذي لم يكن ليقتني لها مثله في عمره كله... تبتسم بخيلاء جديد عليها و تتأبط ذراع هذا الرجل الذي فضلته عليه... اهتاجت انفاسه و لهيب عينيه يزداد ليحرقها و يستدعي الدموع بتوسل لتفيض و تطفئ نيرانها... لكنه أبى ان يذرفها فلمن سيفعل لواحدة رخيصة مثلها؟!... ابتلع ريقه حينما ظهر وجهها كاملا له... انها سعيدة!!!... عيناها معذبتاه تلتمعا برونق عروس تزف لرجل تهيم به عشقا!!... كيف كان مخدوعا لهذه الدرجة بها؟!... أم ان ابنة هيام تجيد فنون الرخيصات من النساء الغانيات لتأخذ ما تريد وقتما تريد؟!!!... زفر نفسه ليخرج مرتعشا متقطعا و دموعه يحجزها بقسوة في زوايا عينيه... عيناها تلتمعان يا ايوب... عيناها تفضحان سعادتها... همس بصوت مختنق متألم و كأنه يرسل لها كلماته... يؤنب حبه لها... يودع الفتاة التي ظن انها امرأته... يغلق اخر باب بينهما للأبد...
(و سترجع يوما يا ولدي مهزوما مكسور الوجدان...و ستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان)
حروفه باكية و صوته متحشرج يوجع حلقه... طحن ضروسه بعنف ليرفع رأسه عاليا للسماء... يناجي بلا صوت فقط عينان معذبتان و قلب متفحم اسود لونه من خيانة اصابته في العمق...
"امنحني القوة فما أمر به صعب يا ربي"
انزل عينيه اليها مجددا لتنهدم كل حصونه في لحظة... حينما مال عليها زوجها يهمس بشيء ما في اذنها... هذا القرب الذي تمناه يوما.... تمنى ان يحظى به بمفرده ينتسب لرجل آخر... انه يحترق يموت ببطء و صوته حشر في حلقه بضعف رجل فقد الحياة... لم يشعر بنفسه و هو يتجه اليها بأعين تصرخ في كل من يقابله لماذا سرقت مني حياتي و هربت لحضن غيري؟!... لمحه كرم الواقف خلف والده كحال أخويه و رجال والده فشعر بعظم ما يمر به صديقه... اسرع يقطع طريقه واضعا يده على صدر ايوب يعيده للخلف و رغم ان دقات قلب صاحبه تهدر بعنف بري تحت كفه إلا انه تماسك ليأمره بخفوت محذر...
(تراجع ايوب... هي اختارت بملء ارادتها و ما تريد فعله سيضع رأس ابي ارضا!!)
حقا لا يعرف من اين جلب كل هذه القوة لتحين منه نظرة لسليمان الواقف بهيبة تخصه يراقب بعينين راضيتين الاجواء...عاد يناظر صاحبه بأعين يعلو صراخها و آه من صدى صوت صرخته الواقع في قلب صاحبه...يكوي كرم كيا يحرقه معه في غياهب ظلمة قلب ايوب... ايوب عنده ليس مجرد صديق و ربما لان القلوب كلها تعاني في صمت...ارتعشت شفتا ايوب بضعف ليهمس بصوت مطعون بالغدر...
(يوم اضع وجه الحاج سليمان ارضا يحرم علي العيش فلا تخف كرم... انا فقط)
ضربات قلبه تكاد تحطم صدره و تزأر مع زئير روحه...غامت عيناه بدموع مقهورة ليهمس...
(انا فقط سأبارك لها...ألا يحق لي هذا أليست ابنة حيّ؟!!!)
ازاح كف صاحبه من فوق صدره ليتحرك ناحيتها بخطوات ثقال...العالم يلف من حوله و الهواء يتلاشى ليترك رئتيه فريسة للاختناق...الاصوات تخفت و تخفت حتى تموت كما يموت هو فلا يسمعها و لا اصحابها يسمعون آهاته...وقف قبالتها و قد اعطته ظهرها تلملم فستانها فلم يجد سوى حروف اسمها المرتعشة التي ابتلعها في جوفه مذكرا نفسه بألا يصغر سليمان امام اهل الحي...جملته التالية دس بداخلها كل الثبات الذي عرفه يوما لتخرج حروفه بسيطة لمن لا يعرفه مدمرة لمن يجيد معرفته...
(لن ترحل العروس من هنا قبل أن تزف برقصة حيّنا)
تهدلت اصابعها من فوق فستانها لتلتف ببطء مميت ناحيته...اتسعت عيناها بهلع من حالته التي تراها...يبدو ثابتا عاديا لكنه...يموت!!!... هي قتلته ببرود اعصاب قاتل محترف لا يرمش له جفن حينما يسلب روح فريسته...اهتز كيانها و هي تتوسله ان يتوقف بعينيها لأجله ليس لأجلها...اخبرته انها لا تستحق حبه فلماذا يصر على تعذيبها... تحكمت في ملامحها بصعوبة بعدما رمق طارق ايوب بتعجب...ابتسمت بقلق تهمس له...
(هذه عادات شباب الحي في الاعراس)
اومأ لها ببسمته الحنونة المراعية فتمسك بيدها يقترب منها ليهمس بدوره...
(حسنا سنبقى لتتم الزفة كما هو معروف هنا... فقط لتخرج زوجتي معي بعد عرس يرضيها)
لم تكن عيناها تركزان سوى على ايوب الذي يراقب قربهما اللعين...ماذا فعلت به؟!...بل ماذا فعلت بهما الدنيا معا؟!...ايوب ليس ضحية بمفرده هي ايضا و لكنها و بكل اسف كانت ضحيته و ضحية الدنيا... راقبت كفيه المتقبضين ثم صدح صوته الجهور يطلب من الشباب دق الطبول...و قد فعلوا ليخرج هو مديته و يتحرك بخطوات مدروسة تعلمها منذ الصغر كرقصة تعاد مع كل عرس... يناظرها بنظرات تذيب عظامها...لا ينطق لكن عيناه تبوحان بألمه و صراخه الداخلي... اقترب منها هي يحرك المدية امام وجهها تحت تصفيق المتواجدين و متابعة طارق الذي وقف احد الشباب الذين انضموا لأيوب ليرقص امامه كما يفعلها ايوب... عيناهما التحمتا لوقت طال...يعاتب في صمت مختنق و يصرخ في سكون سالب للروح... تعافر و تتجلد كي لا تبكي و هي تراقبه يتأرجح كمطعون يطلب النجدة...تحركت عينا كل منهما على اصابع الآخر لتتسمر هناك...خاتم الالماس العظيم مقابل حلقته الفضية بخسة الثمن و التي ربط نفسه بها مع فتاة لينسى... انفرجت شفتاها بتأوه مكتوم و هي تتضرع بصمت مؤلم ان تكون هذه التي يرتدي حلقتها الفضية في يده طوق نجاته من فيضانها المدمر... اما هو فتوقفت حركته لترتسم بسمة جانبية ساخرة على زاوية فمه و هو يخبر نفسه ان البيعة تستحق... حانت منه نظرة لطارق الذي انشغل مع تحية الرجال و الشباب له ليقف قرابة وجهها و يهمس بصوت محترق...
(قدم لك الالماس و قدمت انا قلبي... و كنت غبيا يوم ظننت ان قلبي اغلى عندك من مجرد احجار...خسرتني و قبلي خسرتِ نفسك)
رفع كفه قرب وجهها يكمل بصوت متحشرج...
(لكنني استبدلتك في ايام بواحدة ظفر قدمها بمائة من امثالك...واحدة تصون لا تخون... اصيلة و ليست رخيصة مثلك)
لو حمل مديته و غرسها في صدرها لكان ارحم عندها مما فعله و قاله...كلماته ازهقت روحها بظلم بيّن...كم توجعها كلمة رخيصة منه هو تحديدا...كم تود لو تصرخ به بأن يصمت و لا يؤثر على صورته في قلبها...هي ابتعدت عنه لمصلحته ايضا لماذا لا يُقدر... همهمت بصوت واهٍ مشوب بالضعف و الذل رغم هيئتها البعيدة كل البعد عن هذا...
(لست رخيصة...فلا تكررها و تمحي ما لك بداخلي بأسوأ طريقة ايوب)
فلتت منه ضحكة ساخرة مستهزئة ليبتعد عنها صائحا بينما يدس يده في جيب بنطاله يخرج اوراقا مالية و يضعها في يد فلك بمهانة..
(مبارك للعروسين... و هذه تحية من العم رجب و ام ايوب و ايوب نفسه)
راقب كرم ما يحدث بأعين رافضة و حينما وقعت عيناه على عين والده تلقى منه الامر بحركة رأسه ان ينهي مهزلة ما يفعله ايوب...اسرع كرم يسحب صاحبه المتسمر امام فلك التي تقبضت كفها بذهول فوق الاوراق النقدية و قد شحب وجهها بصورة تثير الشفقة...تحرك معه ايوب بصعوبة في نفس الوقت الذي قرر طارق الرحيل فيه مع عروسه...و كما كان ايوب فاقد للرغبة في الحركة كانت هي تماما...انه يلقنها اقسى الدروس في يوم هي فيه اضعف ما يكون...تستتر برداء التشفي و هي مسكينة عارية الروح...ركبت السيارة بعدما ساعدها طارق و هيام التي رمقت ايوب بحدة مغتاظة... لانت خطوات ايوب مع كرم ليتجه نحو سليمان الذي ناظره بحدة يهمس بتوبيخ..
(لولا معزتك عندي ايوب لكنت تصرفت تصرفا يجعلك تخفي وجهك عن الناس باقي عمرك من الخزي)
غمغم ايوب بروح مستنزفة...
(رقبتي لك يا حاج افعل بي ما تشاء)
ازعج سليمان حالته بشدة و كره استسلامه الذي لا يليق برجل مثله فقال بحدة كي يستفيق..
(الحياة لا تقف بني و كله نصيب...أفق)
هز رأسه بلا معنى ليهمهم بصوت خافت مهموم...
(امرك يا حاج...اذا لا تحتاجني في شيء سأذهب بعد اذنك)
حرك سليمان كفه كتأشيرة مرور ليذهب فأسرع ايوب يخترق الجمع و يهرب...يريد خلوة مع نفسه يضمد بها جراحه كي يعود ثابتا من جديد فقط لأجل امه...اوقفه كرم بقلق يقول...
(سآتي معك)
خرج صوت ايوب راجيا يقول..
(احتاج البقاء وحدي)
اعترض كرم رافضا فتوسله ايوب بنبرة مذبوحة...وافق كرم على مضض فهمس له بتشجيع...
(لا تحزن... كله سيمر)
ابتسم ايوب بسمة جانبية يقول بسخرية
(ما عاد يهم...)
و على اثرها فر هاربا من الجميع يختلي بنفسه و كم يحتاج لمجالسة روحه و ايجاد مخرج ينقذه من هذه الظلمة...




...يتبع...










AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:18 PM   #366

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر




وضعت يدها فوق صدره تبعده عنها بملامح متغضنة و رافضة... ابعد وجهه عنها قليلا لينظر لها مليا بنظراته المخيفة و يسألها دون ان يتزحزح اكثر...
(ما بك هدير؟!)
رفعت له مقلتين محتدتين تقول بلهجة افتقرت للصبر...
(ما بي!!!... و كأنك تجهل ما بي داغر و تجهل سبب انكساري)
تأفف بصوت خافت ليبتعد بجسده و يلقيه جوارها على السرير قائلا بصوت ضجر...
(سنعيد نفس الموضوع ككل مرة تأتين فيها الي؟!...)
تحفزت ملامحها بغضب من نفسها قبله لتعتدل في جلستها و تهتف بعدم فهم...
(لماذا لم تعلن زواجنا حتى الآن؟!!... قلت لي انتظر ان تتضح نيتي للحاج سليمان و ها مرت شهور منذ ابداء نيتك هذه و الاحوال تمر بسلام)
زفر بصوت مسموع يقف ليبتعد عن السرير قائلا بنزق...
(اخبرتك مرارا ان اعلان امر كزواجنا ليس سهلا و يجب ان تمتلئ يدي من سليمان و ابنائه كي اضمن لزواجنا الاستمرارية)
اسرعت تترك السرير و تتجه تقف خلفه لتهمس بصوت ضعيف باكٍ...
(لقد نفدت كل حججي التي استخدمها مع امي داغر... باتت تشك في و هي التي لم تفعلها من قبل!!... كي آتي لك اليوم استغليت عرس فلك!!)
فلتت منه ضحكة صغيرة ليلتفت يقرص خدها قائلا ببساطة...
(جيد تدبرين امورك معها)
اتسعت عيناها بصدمة من رد فعله البارد لأمر هام كهذا... غصبا سالت دموعها و هي تنعي فعلتها الشنيعة و الثقة الوليدة التي منحتها له قبلا فكان جزاؤها ما فعله بها... كيف تمكن منها لدرجة غسيل المخ الذي صار لها فتبدلت و باتت غيرها تخطو خطوات ملوثة نحو هاوية مخيفة؟!... تلعثمت بسبب انفعالها لتهمس بصوت مختنق...
(جميع فتيات الحي اللائي في مثل سني تزوجن بعرس و زفة و دفوف و فستان أبيض... فاطمة ابنة الحاج سليمان و حتى فلك ابنة هيام حظيت بكل هذا... لماذا صار معي كل ما صار و لماذا تحرمني من رفع رأسي بين الناس؟!!!... أتستحق ثقتي بك ان اُدهس بمهانة و تحقير هكذا؟!!)
تحكم في حنقه منها و كاد يلتفت يختلق لها اي عذر يجعلها تصمت ككل مرة لكن رنين هاتفه اوقفه...منحها ظهره و فتح الخط و صمت ليستمع ثم اتسعت بسمته المخيفة ليقول بانتشاء...
(يعجبني ان عملك يتم على مياه بيضاء)
اغلق الخط ليلتفت لها بوجه مرتاح الملامح...اصابها التعجب من حاله و ما زاد تعجبها هو اقترابه منها السريع ليحاوطها اسفل ذراعه قائلا بنبرة لينة...
(هانت يا عروس البحر و سأفعل كل ما تريدين)
ابتلعت ريقها بوجل تهمس...
(انها نفس الكلمات التي اسمعها منك منذ تزوجنا!)
ضمها اليه بقوة يلعب جيدا على اوتارها الضعيفة...هدير فتاة تحتاج للدلال و هو يجيد تدليلها و ازكاء انوثتها كما تريد اي انثى... دس رأسها في صدره لتغمض عينيها و تتأرجح بين شعورين احدهما ذنب و الآخر ندم و لكن قوته المسيطرة عليها بطريقة تتعجب منها هي شخصيا انارت لها بصيص من التصديق لقوله... بينما هو همس بصوته المؤثر بها...
(هذه المرة غير صدقيني...قريبا جدا سأخبر الجميع عن علاقتك بي)
اضاء شاشة هاتفه من خلف ظهرها لتظهر صورة غسق فمرر اصابعه عليها يهمس بداخله بتأكيد مخيف...
(قريبا جدا سأنتقم منها جراء ما فعلته قبل سنوات و لأعلمه ان أمانه الذي يحاوطها به مجرد وهم امام انتقامي... ثم أسلمه اياكِ كعروس نلتها قبله)
فلتت منه ضحكة خافتة جعلتها تتساءل لكنه شدد من ضمها ليهمس لنفسه مجددا ساخرا...
(جهز نفسك يا كرم فضربتين في الرأس توجع... و لأنك عندي غالي سأتأكد من ان يزول الوجع سريعا ليحل محله موت)



...يتبع...










AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:19 PM   #367

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر




بعدما تعللت بالصداع انهى طارق الحفل العائلي و ودع ضيوفه المنمقين برقيه المعهود... و ها هي وصلت لجناحهما المحجوز في نفس الفندق... اليوم كان طويلا مرهقا و قاتلا... بدءا بقناع وضعته كحمقاء غبية تتباهى بما حصلت عليه من الدنيا حتى معاملة ميرنا لها بالأسفل بقلة ادب و تحقير دفعها لطلب الهروب من الناس كي تختبئ بمفردها..
(فلك هل انت بخير؟!)
آه انها ليست بمفردها بالمرة... بل ربطت نفسها لوقت لا يعلمه إلا الله بهذا الرجل... رفعت له عينها المميزة لتروعه بمنظر التيه و الضياع فيهما...اسرع اليها يجلس على عاقبيه امام جسدها الجالس فوق السرير يسألها بتوجس...
(يا الهي!!!...تبدين شاحبة جدا)
غامت عيناها بتلك النظرة المنكسرة لتهمس بصوت اوجعه...
(مرهقة لدرجة تجعل التقاط انفاسي اصعب ما يكون)
يا لها من كلمات يا فلك!!... تعبرين عن حالتك النفسية لا الجسدية يا مسكينة... تحكم في شعوره نحوها في رغبته ان يضمها لصدره كزوج يخفف عن زوجته حملها... ربت فوق ركبتها ببسمته الحانية ليهمس بصوت رقيق برفق...
(القي انفاسك الصعبة داخل صدري و خذي من انفاسي ما يحيكِ بلا الم قدر ما تشائي)
كانت منهكة بذهن مشتت لدرجة لم تستوعب معها ما قاله... عينها تتراخى بتعب كبير و حلقها يجف بصورة مؤلمة...همهمت بنبرة مسكينة ترجوه
(هلا منحتني بعضا من الماء؟!)
حالتها هذه تقلص عضلة قلبه لكنه يقسم بأن يبدلها في اقرب وقت ما دام في صدره نفس... اعتدل ليقف و يتجه ناحية البراد المرفق بالجناح يجلب لها مطلبها...بينما هي ظلت على وضع الشرود لثوان قبل ان تنظر داخل كفها بدهشة...انها ورقات ايوب النقدية هل بقيت هنا طوال الوقت؟!... لم تشعر بشيء بعدما وضعهم في كفها ليحرقها هو هذه المرة كما فعلت هي من قبل... ترقرقت عيناها بالدموع و ما عاد في القلب مكان يخبئ اكثر... انتفضت واقفة كمن لدغت لتناظر كفها بدموع حان وقت هطولها... شيء فشيء علا صوت شهقاتها المكتومة و التي جاء هرولة على اثرها طارق...وضع الزجاجة فوق طاولة قريبة من السرير ليتجه نحوها مجفل المحيا متسائلا بوجل...
(فلك ماذا حدث...لمَ البكاء؟!!!)
فتحت قبضتها لتتساقط منها الاوراق النقدية و التي لم يقم لها طارق وزنا بسبب حالتها التي تسوء... امسك كفيها بين كفيه يهمس بصوت متوتر مما اصابها و متألم لحالها...
(كفي عن البكاء و اخبريني ماذا حدث و ما تريدين سأفعله لك في الحال)
كتائهة متشردة متعطشة و كسيرة القلب و الروح نظرت بعينيها الملتهبتين بدموعها تهمس بصوت متقطع...
(ضمني اليك...ارجوك)
لو تعرف انه تمنى ان يفعلها منذ وطآ الغرفة معا...لكن الآن سيضمها بنية مختلفة...سيضم طفلة صغيرة تحتاج اليه و يسقي روحها كما سقي روح ابنته مرارا... فتح ذراعيه بترحاب حار يقربها من قلبه ببطء حتى سكنت ضلوعه و ظن ان سكونها ما هو سوى تمهيد لهذه الرجفة المصاحبة لشهقة مقهورة...شدد من ضمها اليه يبثها كلمات حنونة مهادنة...تشبثت بسترة حلته التي لم تتغير كحال فستانها و كأنها تريد الاختباء بداخله من العالم...صبر و منحها كل الوقت لتخفت حدة بكائها و تهمس هي بصوت مبحوح...
(لماذا لم تمنحني الحياة أبا مثلك؟!)
تحركت يده فوق ظهرها صعودا و هبوطا يربت عليه بحنو هامس بصوت رقيق...
(ربما لو فعلت ما تقابلنا نحن و ما رأيتني أبا مثالي كما ترينني الآن)
فلتت منها شهقة موجوعة مجددا تهمس...
(لكن حتى انت لا ينفع ان تصبح ابا لي بعد الآن!)
ضيق عينيه و شعور احساسه بها يتضاعف... الفتاة تنهار ببكاء يتيمة حرمتها الدنيا ظلما من والدها او نبذها هو كما عرف و هو يجمع معلوماته عنها قبل الزواج...لم يتمكن من الرد عليها سوى ضمه الذي يشتد مع مرور الوقت... سكنت مرة اخرى بين ذراعيه ليخرجها هو منهما و يناظر وجهها الباكي...ترك ذراع خلف ظهرها يدعمها و الآخر تحركت اصابعه فوق وجنتيها الملطختين يمسح دموعها... لامس وجهها بكفه الحنون يقول...
(اخبرتني يوم موافقتك على طلب زواجي انك تجهلين سببي لفعلها و انا اخبرتك حينما تكونين زوجتي سأخبرك)
لاح الانتباه على ملامحها المشتتة لتزيدها في عينيه جمالا...ارتفعت يده من وجهها لرأسها ليحل طرحتها بينما يسترسل في حديثه...
(لا تزالين صغيرة و لا تعرفين كيف يعيش الرجل و زوجته و كيف يتقاسمان حلو الحياة و مرها... المرأة تكون لزوجها اما، ابنة، صديقة، حبيبة و زوجة)
فك طرحتها ليلقيها على السرير المجاور لهما و يكمل...
(و الرجل يكون ابا، ابنا، صديقا، حبيبا و زوجا... انا لا اعرف بمن ستعاملينني فلك هل كابنة ام زوجة... لا يصح ان نفترض انك ستعاملينني كأم هكذا سنظلمك)
جملته الاخيرة خرجت مرحة مازحة و كانت لها صدى في روحها المشتتة فابتسمت...و كم شجعته ابتسامتها لتمتد كفه حيث قرطها ينزعه...
(لكن انا اعرف جيدا بمن سأعاملك)
قبل جبينها بقبلة عميقة حنونة دافئة جعلتها تفلت نفسا مرتعشا متعطشا لهذا الدفء...ابتعد عنها يراقب بهاء ملامحها رغم حالتها المزرية و يقول...
(كأب صدره يحتويك في كل وقت و كل حين)
ناظرته بشكر ثم التفتت نظراتها حيث كفه الذي التقط كفها بعدما نزع القرط ليقبله بمرح شاب شقي و يهمس...
(و كابن يأتي يشكو اليك ما مر به في يومه الطويل)
شعرت بالحرج من تقبيله ليدها لكنه التقط الاخرى يفعل معها المثل و يكمل...
(و كصديق يتسامر معك و يسري عنك وقت الضيق)
حرك ذراعه من خلف ظهرها لتحط كفاه معا على وجهها يضمه بينهما و يتعلق بكل شبر في وجهها قائلا بصوت تسمعه منه لأول مرة... صوت محمل مشاعر جما كنظرة عينه و التي استقبلها بها في حيّها...
(و كزوج حركت قلبه الساكن من سنوات بنظرة عينيك السحرية فأحبك)
اتسعت عيناها بصدمة كبيرة لتتحرك تلقائيا للخلف بصورة مصعوقة...همهمت بعدم فهم تسأله...
(احببتني...انا!!!!)
تقدم منها يقول بصدق شعرته من شفافية حديثه...
(نعم فلك احببتك منذ رأيتك و قد ظننت ان رجلا مثلي في عامه الخمسين عزف عن الزواج وقتا طويلا لن يشعر بما شعرت به معك مجددا)
صدمتها كانت كبيرة...فماذا يجب ان تصدق اولا...ان طارق و هي حقا تزوجا... ام ان معاملته معها نابعة من حنانه و ليس مطلبا ذكوريا كما ظنت... ام الكارثة انه يحبها؟!!...تلعثمت بينما تحك جبهتها تهمس...
(كيف و متى...انا و انت... انت تحبني... انا مجرد خادمة و انت...رجل له اسمه و قدره...لا اصدق ابدا!!)
تفهم صدمتها ليلتقط كفيها يحرك ابهاميه عليهما هامسا ببسمة حنونة لكن حنان من نوع آخر ليس ابوي و ليس ذكوري بل حنان رجل يعشقها... يا الهي؟!!!...استمعت لصوته الذي ارخى اعصابها رغم رغبتها في التأهب..
(الحب يحدث قدرا ليس صدفة و لا يحتاج لمتى و كيف... انا رجل له اسمه و قدره و له قلب ايضا... و قلبي جعل الله لك فيه نصيبا...جعلك قسمتي و جعلني قسمتك)
اكمل بمزاح ليخفف عنها شعور صدمتها...
(و بشأن سني فهو ليس رقما مخيفا للدرجة فقط خمسون عاما... لا تنظري لي على انني احمل كل هذه السنين فوق كتفي بل الى رجل يضاهي الشباب في هيئتهم و بنيتهم)
تحركت عيناها عليه رغما عنها...نعم تتفق انه كشكل و جسد من يراه لا يمنحه سوى نهاية الثلاثينات او اوائل الاربعينات لكن ما يقوله صعب عليها التعامل معه... هو يحبها و هي ظنت انها... خرجت كلماتها بدموع سالت دون شعور و كأنها فهمت للتو ما قاله...
(يا الهي انت تحبني و انا التي ظننت انني كأمي...بعت لمن دفع اكثر)
احتقن وجهه بحدة ليقول بصوت أجش رافض...
(لا ترخصي نفسك بمثل هذه الافكار فلك...لست شابا صغيرا لأنصاع خلف شهواتي... بل انا رجل يعرف جيدا ماذا يريد... و وجودك هنا اليوم عليك فهم شيء واحد منه... انني احببتك)
هي ليست رخيصة... هو قالها اخيرا ليزيح عن كاهلها صفة بشعة كهذه... اين انت ايوب لتستمع لرجل عرفني لمدة اشهر قليلة و وثق بي بينما انت هدمت سنوات اتخذتك فيهم مأوى و آمنتك علي... تعترف انها جرحته بل ظلمته و لكنها كانت ستظلمه اكثر لو استكملت معه طريق كله نتوءات ستعرقلهما... هي لم تحبه الحب الذي يتمناه هي احبته سندا و ظهرا... انتبهت لتقدم طارق منها و يبدو من نظرته ان يريد مساعدتها في نزع فستانها... تشبثت به تبتعد و تهمس بخجل فطري و رفض مرهق...
(ارجوك ليس اليوم...ارجوك)
تنهد ليشملها بنظرة عين متفهمة قائلا بهدوء...
(لم اكن انوي سوى مساعدتك في نزع الفستان تبدين مرهقة)
هزت رأسها بحرج تتحرك امامه تهمهم بوجنة حمراء...
(شكرا لتفهمك حالتي... نعم انا مرهقة جدا)
افسح لها الطريق يؤشر على الحمام قائلا...
(الحمام هناك... اذهبي و بدلي ثيابك فيه حتى تجيدين حرية التعامل امامي دون حساسية او حرج)
اومأت لتسرع ناحية الحمام لكنها توقفت حينما همس اسمها فالتفتت...تواجه وجهه الجدي و رغم جديته يتقطر منه الحنان و ال...الحب!!
(حياتنا معا ستكتمل بالشكل الطبيعي...لك كل الوقت الذي تحتاجين لكن في نهاية المطاف انت زوجتي تفهمين هذا أليس كذلك؟!)
رمشت بعينيها مرات متتالية تستوعب انها تقف امام السيد طارق بمفردهما و يحدثها عن علاقتهما معا...هزت رأسها بموافقة واهية بعدما اسبلت اهدابها للأسفل تداري خجلها من فحوى الحديث...
لتسرع بعدها الى الحمام تحت نظراته...التفت يواجه الشرفة المفتوحة في الغرفة ليهمس بصوت خافت...
(دعيني أمد لك يدي فلك و لا تفلتيها ابدا)




...يتبع...












AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:24 PM   #368

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث عشر



(عيد مبارك أبي...)
رفعت حقيبتها فوق ذراعها بعدما خرجت من الصيدلية و انهت دوامها متجهة الى البيت...وصلها صوت والدها الحنون يقول بلهفة...
(عيد مبارك غسق...هل انهيتِ دوامك؟)
ابتسمت باشتياق لهما لتهمس بينما تراقب بأعينها بعض الاطفال الذين يلعبون في الشارع احتفاء بالعيد الذي يفصلهم عنه ساعات معدودة... همهمت بنبرة مبتهجة لترفع عن والديها شعور القلق..
(نعم ابي و انا في طريقي للبيت)
بعدما اعترضت امل انه يتحدث مع ابنتهما اكثر منها ضحك قائلا...
(حسنا حبيبتي انتبهي لنفسك...خذي والدتك تريد محادثتك)
لاح المقهى الشعبي امامها يحتله بعض الشباب و هو جالسا مع صديقه الآخر غير دائم الوجود الذي لم تره معه في الصباح ايضا... وصلها صوت والدتها المتلهف فغامت عيناها بضعف مشتاق...لم تكن تتخيل ان مجرد ايام ستؤثر فيها بهذا الشكل...انها لا تقوى على العيش دونهما حقا...دوما تتعب و تكد في دراستها و تتسلح بأخلاقها و قيمها فقط لترفع هامتهما... دوما هي تضعهما قمة هرم تسعى لبلوغه و هما يستحقان منها هذا و اكثر... بعد حديث قصير يعاد كل مرة هاتفتها بها والدتها وصلت الى باب البيت الذي تسكنه... ابتسمت تهمس بإرهاق لوالدتها...
(لا تقلقي افعل هذا كل ليلة و اغلق كل الابواب و النوافذ...لا غدا اجازة من الصيدلية و انا سأستغلها في النوم)
وصلها صوت والدتها النزق تقول...
(ألن تحتفلي بأجواء العيد؟!!)
صعدت غسق الدرج حتى توقفت امام باب الشقة تبحث في حقيبتها عن المفتاح و تقول ببساطة...
(لا سأؤجل الاحتفال حتى تعودان لي بالسلامة...عيدي هو رؤيتكما امامي بصحة و عافية يا حاجة امل)
صوت بكاء والدتها وصلها بعدما فتحت الباب...دلفت الشقة تغلق الباب خلفها و تقول بصوت مهتز...
(امي لماذا تبكين حبيبتي و الله انا بخير و انتما تحققان حلمكما فليتقبل الله منكما صالح الاعمال)
همهمت امل بصوت مختنق...
(حفظك الله حبيبتي هل تحتاجين منا شيئا عند العودة؟!)
اتسعت بسمة غسق لتهز رأسها نفيا قائلة...
(فقط ادعيا لي كثيرا كثيرا و عودا سالمين)
بالأسفل...
وضع كوب الشاي فوق الطاولة يستمع لحديث انور الذي نص على طريقة توزيع لحم الاضحية...كل عام يختص انور و صالح بهذا الشأن لتصل الاضحية لمن يستحق اولا... كان يستمع له بتدقيق و يرتب معه توزيع الشباب و ما سيفعلونه بعد صلاة العيد... لا ينكر انه شعر بالراحة حينما لمحها تدلف بيتها امام عينه... فمن بعد أذان المغرب و انتهاء صيام يوم عرفة و هو يجلس هنا ليطمئن عليها... الليلة ككل عام يهلل الصغار حتى بعد العشاء بقليل و يتسامر الشباب على المقهى حتى منتصف الليل و ميعاد غلق المقهى ثم يخلو الشارع من ساكنيه كعادتهم في اللجوء للبيوت باكرا...لذا لم يكن هانئا البال بمكوثها الليلة في الصيدلية اكثر من هذا و بالأخص و هي بمفردها دون والديها... تنهد بخفوت حينما انهى انور حديثه قائلا بصوت غاضب...
(اين هذا البغل ضيق العقل ايوب؟!... ألا يجب ان يكون معنا ليتشارك مهمة الاضحية؟!!)
وقف كرم من مجلسه يقول بهدوء...
(ايوب يريد ان يختلي بنفسه ليلملم شتات امره... انا ذاهبا اليه)
اومأ انور بضيق لما يمر به صاحبه فقال بخشونة لكرم...
(اذهب يا عمي و عقّله و اخبره انني لو رأيته سأوسعه ضربا ليخرج مما هو به... عليه ان ينتبه لحياته فهناك فتاة ربطها به فلينسى من نسيه و يعيش)
سحب كرم نفسا عميقا يهز رأسه موافقا...القى السلام ثم تحرك ناحية البحر حيث ايوب هناك منذ الامس...
و من زقاق ضيق مطل على المقهى رفع احدهم هاتفه قائلا...
(الدكتورة في شقتها الآن و كرم ذهب في اتجاه البحر)
انتظر قليلا ثم عاود يقول...
(سأنتظرك هنا داغر...)
بعد قليل...
وصل داغر للزقاق بملامح راضية... وقف جوار الشاب الذي هاتفه قبل قليل ليقول بأمر...
(هيا هاتف صاحب الصيدلية و دعه يفعل ما طلبناه منه و ان عاود التردد هدده بفضح امره للشرطة و الإبلاغ عن صيدليته)
في لحظات قد اتم هذا الشاب ما طلبه داغر ليقفا متأهبين
ينظران ناحية بيت غسق...
تطلع داغر في ساعته ليجدها اقتربت من منتصف الليل و الشارع لم يبقَ فيه سوى عدد قليل يعد على اصابع اليد من الشباب... تأهبت ملامحه حينما لمحها تخرج من بيتها بملامح متذمرة رافضة تحث خطاها ناحية الصيدلية....زفر نفسه بارتياح غريب ليستند على الحائط خلفه قائلا بصوت منتشي...
(هاتف الشابين...)
دلفت الصيدلية بوجه مضطرب و ملامح ناعسة... لقد هاتفها صاحب الصيدلية قبل لحظات يتوسلها ان تنزل و ترى ما اصاب ابنه الذي ارتفعت حرارته بصورة فجائية و مخيفة...و حينما وصلت لم تجد سواه بمفرده ليخبرها بتعجل و هو يهرول الى باب الصيدلية ان ابنه مع والدته في السيارة كي يأخذه للمشفى لأن الوضع أصبح خطيرا...كما طلب منها أن تحل محله لساعة فقط فلا يصح ان تغلق الصيدلية لربما احتاج احدهم علاجا ضروريا و لم يجدهم... قلبها غير مطمئن و الشارع الخالي الذي خفت ضوئه يرعبها... رفعت هاتفها تتصل بأريج و فور سماع صوتها قالت بقلق...
(اريج اعتذر عن مهاتفتك في وقت متأخر لكنني قلقة بعض الشيء و احتجت لسماع صوتك)
وصلها صوت اريج تقول بلطف...
(حبيبتي لا تعتذري انا سأبيت اليوم في المشفى... ما بك؟!)
اهتز صوت غسق و هي تخبرها بما حدث فصمتت أريج لتقول بعدها بطمأنينة...
(لا تقلقي حبيبتي هل تودين مني ارسال أكمل لك حتى تنتهي؟!)
شعرت بالحرج فقالت بسرعة...
(لا اريج ليس الامر بهذه الخطورة هو فقط مجرد قلق لأنني لا انزل الى الشارع في مثل هذا الوقت)
اصدرت اريج صوت تفكير لتقول...
(ما رأيك اذًا لو تطلبين من هذا الشاب المراهق ان يأتي و يقف خارج الصيدلية حتى يعود صاحبها)
شعرت غسق بالراحة لفكرة اريج و خصوصا انها حصلت على رقم سيد من قبل... اغلقت معها لتبحث في هاتفها عن رقم سيد لكنها و قبل ان تصل خيم على باب الصيدلية خيال شابين مخيفين...
بالخارج...
أتى عزت مهرولا الى داغر يقول بعدم تصديق...
(هل حقا فعلت ما خططت له؟!!)
هز داغر رأسه ببسمة مخيفة لزجة يقول...
(الشابان بالداخل معها و أهل الحي نيام حتى المقهى اغلق ابوابه يعني لن يؤشر اصبع واحد علينا)
زفر عزت برفض يقول..
(لكن الدكتورة لا دخل لها بما بينك و بين كرم داغر انت هكذا تحفر لنفسك قبرا لا نعرف من سيضعك فيه... بماذا سنستفيد بتلفيق فضيحة لها وسط الحي البنت دوما في حالها؟!)
توحشت نظرة داغر بقسوة ليقف يناطح عزت بصوت مخيف يؤشر على وجهه...
(سأستفيد ان آخذ ثأر هذه الندبة فوق خدي... ان اذل كرم الذي اعتقد انه قدر علي... ذنبها انها لعبت دور المنقذ قبل سنوات... هي بيدها اقترفت ذنبها فلتتحمل)
تقبض عزت بقلق يناظر داغر... هم ليسوا بقادرين على تصدي ابناء المراكبي... لقد فقدوا الكثير من رجالهم و داغر فقط رجل عمي الغضب عينيه... تكلم عزت بصوت ثابت عله يردعه...
(لقد ابلغت والدك بما تنويه و هو يبحث عنك حاليا)
احتقنت عين داغر بقسوة ليمد كفه و يتعلق بعنق عزت يضغط عليه بعنف و يهمس بصوت ترتعد له الاوصال...
(ايها الغبي الحقير لماذا فعلت هذا؟!!... ممدوح السمري لن يصمت قبل ان يرسل رجاله خلفي و هكذا ستنهدم خطتي!!!)
ابعد كفه عن عنق عزت ليشرد لحظات في الفراغ ثم يقول بنظرة عين لاعنة...
(تعال معي يجب ان الحق ممدوح قبل ان يتخذ خطواته و يقلب المركب بمن فيه)
تحرك عزت خلفه بعدما رمق الصيدلية بنظرة عين رافضة... الفتاة لا دخل لها و هذا ما لم يرتضيه ألا يكفي انه صمت على زواجه السري من هدير و التي لا يعلم سوى الله ماذا سيحدث بسببه... لكنه هرول خلف داغر مطمئن نفسه ان ممدوح السمري سيسطر عليه و ان الصور التي اتفق داغر مع الشابين عليها لن تفلت من تحت ايديهم و سيحجمون الموقف..
داخل الصيدلية...
اطرافها تثلجت بخوف حقيقي... هذان الشابان بهذه النظرة لا يعني سوى انهما متعاطيان شيئا ما... وقفت بجسد مهتز من القلق و عيناها تمشطان الشارع بالخارج بأمل ان يمر اي شخص...رأت احدهما يخرج ورقة مقطوعة من علبة دواء للسعال و يقول بصوت ثقيل...
(نريد هذا الدواء يا دكتورة)
وضعت يدها جانبا تتقبض على تنورتها و تهمس بصوت واهٍ...
(هذا الدواء لا يصرف دون وصفة طبية(
نظرا الشابان لبعضهما ليضحكا ضحكة ساخرة ارعبتها و يعاود نفس الشخص الكلام...
(نحن نأخذه دوما من هنا دون وصفة طبية)
تلعثمت مرات لتقول بصوت مرتعش...
(لن اصرف لكما هذا الدواء دون وصفة يمكنكما البحث عنه في مكان آخر)
ضرب الشخص الثاني بكفه بحدة فوق طاولة العرض يقول بنبرة مهددة...
(هل ترفضين بيع الدواء لنا؟!)
تراجعت للخلف بجسد يختض برعب تقول بصوت ارادته حادا لكنه خرج مرتعدا...
(التزم حدودك... لن ابيع لكما دواء دون وصفة طبية و ان لم تذهبا سأتصل بالشرطة)
احتدت نظرة عين الشاب الثاني ليهز رأسه بوعيد يقول...
(نحن لا نتهدد و ما نريده نحصل عليه... ان رفضتي جلب الدواء لنا سنأخذه لكن بعد ان نعلمك ان لا ترفضي طلبا لشخص يريد خدمة مزاجه)
اتسعت عيناها برعب قد تضاعف حينما لمحت الاول يعود لباب الصيدلية يغلقه و الثاني يتعدى الباب الصغير الفاصل بين طاولة العرض و مساحة الصيدلية الداخلية... شعور لم تمر به يوما احتلها و هاجس ضرب اذنها بطنين مؤلم ان ما ستمر به الآن ابشع ما حصل في حياتها... صرخت بصوت مهتز و تراجعت للداخل ترفع هاتفها بأيد ترتعش كي تتصل بأي شخص... سيد... اريج... الشرطة فلا يهم هوية الذي ستستنجد به الاهم ان يسمع صوتها احد ما و يأتي لنجدتها... ضربة قوية من يد الشاب الذي دخل لها فوق كفها اوجعتها بقوة و اسقطت الهاتف ارضا... نظرت له برعب و لسانها يطلق نداء الاستغاثة بلا وعي... حاول جذبها من ملابسها لكنها فلتت منه الى الملحق الصغير بالصيدلية من الداخل حيث الحمام و البراد الذي يحتفظ فيه بالأدوية التي تحتاج لدرجة حرارة منخفضة... عقلها لا يجد سوى حلا واحدا و هي ستنفذه لتنجو... وصلت لدرج الحقن البلاستيكية تفتحه بسرعة و ارتعاش لتخرج ابرة و تفتح كيسها البلاستيكي ناوية تهديدهما بالقتل عن طريقها.... مجرد ذرات من الهواء لو دخلت اجسادهما ستنتهي حياتهما في الحال... لكنها لم تجد الفرصة لتكمل خطتها و قد سحبها احد الشابين من خصرها ليحملها و يخرج بها عند المكتب الصغير... صرخاتها كانت مدوية لكنها لا تعرف أهي كذلك بالفعل ام فقط هي من تظن انها مدوية... هاجت بهستيرية تحاول الفكاك منهما بكل طاقتها حتى انها اطاحت اكثر من رف يحمل علب للدواء لتسقط و تتهشم بصوت مزعج... و في لحظات شعرت بجسدها يطرح ارضا بعنف لتصدر تأوه مميت حينما انغرست قطع الزجاج في جسدها...
رجلان و امرأة... عقل مغيب بفعل مواد مخدرة و عقل يحترق من هول ما يمر به... لحظة لذة محرمة و ستنتهي بالنسبة لهما و لحظة قد تدمر فيها حياتها كليا... انفاس تسعى بهدير صاخب لاستكمال طريق زينه الشيطان و انفاس تهدر لتنجو من براثن شيطانهما... تكمم فمها بقسوة و سالت دموعها الما و رعبا... الزجاج يخترق لحمها كما تخترق ايديهما حرمة جسدها... انفرجت عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج مقلتاها من محجريهما لتطلق صرخة روح تُذبح اختنق صداها في كف رجل حقير....لتعلم وقتها انها النهاية




...انتهى الفصل...
...اتمنى تكون قراءة ممتعة...


الفصل نزل بدري شوية عن ميعاده و ده نظرا لإمتحاني بكرا...
... تصبحوا على خير...














AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:52 PM   #369

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

احلى حاجه القراءه الممتعه 😂😂😂😂😂😂
ما تعرفش أن ممتعه ماتت محروقه ومشنوقه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-20, 11:58 PM   #370

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور وايدى على قلبى



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 19 والزوار 24)

ام زياد محمود, ‏أم الريان, ‏Maryam Tamim+, ‏جزيرة, ‏zezo1423, ‏م ام زياد+, ‏منال سلامة, ‏mariam sayed, ‏ghada.samir, ‏سيلينان, ‏MonaEed+, ‏هنا بسام, ‏Dall, ‏عبق السنين, ‏Hayette Bjd, ‏noga2009, ‏الذيذ ميمو, ‏نعيما, ‏كيس فاضي


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.