آخر 10 مشاركات
[تحميل] المشاكسه والمستبد، بقلم / نورا نبيل"مصريه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          لن..أغفر لك! (48) للكاتبة heba45 ×كــــاملهـ× مميزة (الكاتـب : heba45 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-20, 11:42 PM   #511

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر



الفصل السابع عشر

(لأطلب يدكِ...)
جملة طنت في أذنها بوقع غريب كليا...و كأن حروفها معقدة و غير مفهومة...تحدقه بوجه متيبس الملامح يعاني تعسر الفهم...عيناها ثبتتا على وجهه جدي التعابير...تحركت حنجرتها ببطء و قد رمشت بعينيها لتُحث حالة الإدراك لديها المتأخرة...همهمت بسؤال تائه تحاول به اسعاف عقلها الخاوي...
(عفوا ماذا تقصد؟!)
رفع كف يده الأيمن يضعه فوق الطاولة بينما الأيسر مستقر فوق فخذه ليقول بجدية و هدوء...
(ما الصعب فيما قلته كي لا تفهميه؟!...أنا أريدكِ زوجة لي)
اتسعت عيناها بصدمة جلية و تأكيده لمطلبه يأجج في روحها شرارات تشتعل ببطء...زاغت عيناها بعيدا عن وجهه ليحتل التيه ملامحها و تزداد استنكارا لما سمعته...هزت رأسها بحركات عشوائية تهمهم بصوت مؤكد...
(مستحيل...أنت بالذات مستحيل!!)
كفه الأيسر المستريح فوق فخذه تقلصت اصابعه تدريجيا لتتكور بحدة...حاول ان يتريث يهدأ و لا يدع ما بداخله يثور...كلماتها و آه منهم يخرجون كخناجر مسمومة تقتل روحه... كم مرة في سنوات معرفته بها تخيل مشهدا مماثلا لهذا...يطلب يدها و هي ترفض باستهجان رغم يقينه منه لم يتوقع ان يكون عاصفا برجولته كما هو الآن...انفاسه تخرج ثقيلة تجر في ذيلها ذل الرفض لرجل يعتز بنفسه و قلبه...نظراته ترمقها بتساؤلات عدة تود لو تلتقط منها ما يداوي هذا الجرح في كرامته...زفر نفسه بتريث يهمس لقلبه بتعقل يعيد به التمسك بزمام الأمور...
"لمَ تهدر بأنين لكرامتك كنت تعرف أنه لا طريق يجمعكما؟!...اصمت كما صمت عمرك كله و ارضى بقسمة القدر...أنت هنا لأجلها لا لأجلك...أنت هنا حاميا لا عاشقا"
صوته خرج رزينا رغم عربدة جوارحه يقول بمصداقية...
(أعرف أن هناك فوارق كثيرة بيننا...أننا متناقضان و..)
قاطعته بنظرة عينها المتلألئة بدموع تجاهد ألا تذرفها...ارتعشت شفتاها بضعف ليخرج صوتها خافتا يعاني ذلا من نوع آخر...ذل جعل قلبه يخفق بجنون يود لو يخفيها بهيئتها هذه عن العالمين...
(أي تناقض هذا الذي تحكي عنه...أنت تعرف...تعرف ما حدث لي فأي زواج هذا الذي تطلبه؟!!!)
ارتخت اصابعه فوق فخذه تستريح بعدما فهم مقصدها...عيناه غامتا بنظرة تقطر عشقه فيها من مقلتيه...لو تعرفين فقط عن حبي لكِ...لو تفهمين ما تعانيه روحي...لو تشعرين بقلبي و أنا اتذكر تلك الليلة...خفت صوته دون ان تتخلى ملامحه عن الجدية فقال...
(و لأنني أعرف)
زال التيه عن ملامحها و قد بدت و كأنها تزن الأمور بعقلانية رغم بشاعة الذكرى التي تمر الآن في عقلها...ابتلعت ريقها ببطء لترفع رأسها تواجهه قائلة بهدوء غريب...
(ما السبب الذي يجعلك تتخذ خطوة كهذه؟!...كنت أمامك طوال سنوات من قبل لمَ الآن بعدما اصبحت...مجرد فتاة معيو...)
(لا تكملي)
صوته الصارم بتحذير جعلها تقضم كلماتها التي تحرقها رغم كونها الحقيقة... التقط عينيها بنظرة عميقة شعرت معها ان الكون يتلاشى حولهما خصيصا مع هذه النبرة الدافئة التي تسللت منه اليها...
(ابدا لا تصفي نفسكِ بهذا الوصف...كان حادثا دون ارادتك كان قدرا و مكتوبا...أنت دوما هذه الفتاة الشجاعة الحرة التي تمد يدها بالعون...أنت دوما ستظلين ست الدكتورة)
اسبلت اهدابها ببطء تسمح لدمعاتها الحارة ان تسيل...راقبها تنكس رأسها بخزي لا ذنب لها به فزاد لهيب روحه...الأمر فوق طاقته و يشهد الله كم يجاهد ليظهر أمامها بكل هذا الثبات...انه يموت بقهره كل يوم يحاول دفن تلك الذكرى لكنها لعينة تطفو فوق سطح عقله و تحرقه مرات و مرات...اشاح بوجهه ناحية البحر يترك لها الفرصة لتستعيد قوتها...صوت نشيجها الخافت يفتت ذرات تماسكه...فقط لو تتاح له الفرصة فقط لو يملك الحق لضمها اليه بكل قوته...لوضَعَ وجهها فوق صدره و استقبل قلبه دموعها لتحرقه هو بدلا من وجنتيها الذابلتين... صوتها الخافت وصله فعاد ببصره لها يراقب هاتين العينين المتألمتين كحال روحه...تناظره بحرج جعله يتساءل ماذا طرأ في بالها...متيقن من انها ستثنيه عن طلبه لكن ترى ما الحجة...ارتفع حاجباه قليلا للأعلى حينما قالت بهمس رغم ان حروفه تحترق في خجلها إلا انها كانت عازمة مصممة بقوة تتلمس الطريق لاستعادتها...
(لا املك ما امنحه لك)
صمته طال فدفعها للنظر اليه بتعجب...زفر بخفوت و قد نوى ان يخبرها حقيقة الأمر ففي النهاية عليها ان تعرف ليتعاملا معا لتحجيم الموقف الذي لو انتشر ستصبح كارثة...صوته وصلها متحفزا بعض الشيء
(أنا لا انتظر منحك...افعلها لأجلك لأنه...)
انفراج عينيها و ذهولها الذي بدا يتحول تدريجيا لغضب هادر جعله يتعثر في استكمال جملته...احتقنت عيناها بشدة و الجرح بداخلها عاد لينزف مجددا...هتفت بصوت معنف مدافع عن كرامتها...
(هل تعتقد انني سأوافق ان تتزوجني من باب الشفقة؟!...كيف خطر ببالك انني قد اساير طلبك هذا؟!...ان كنت فقدت كل شيء بعد الحادث فلم افقد كرامتي بعد...أنا لا احتاج احسانك و منّك علي!!!)
حان دوره ليهتف بعصبية بعدما تفكك صبره...لماذا دوما تحور حديثه لما يعيبها...لماذا تتخذ موقفا ضده طوال الوقت...
(لماذا دوما تسيئين الظن هكذا؟!!!...من اخبرك ان الرجال يتزوجون شفقة؟!...من اوهمك انني افعلها و اختارك لتحملين اسمي شفقة؟!...)
بهتت ملامحها و عادت لحالة التيه من جديد فرق قلبه لها...زفر بصوت مسموع يقول بهدوء يحاول التسلح به...
(لقد كان لحديثي بقية لولا مقاطعتك النارية لي)
توجست ملامحها و نظراته تخبرها بأن الأمر جلل...توترت بقلق تهمس بسؤال مهتز...
(ماذا كنت ستقول؟!...هل هو أمر يتعلق بالحادث؟!)
الغيرة تنهشه نهشا دون رحمة و هو يراها بهذه الصورة أمامه...تكلم بلهجة حمائية خشنة
(وعدي لك امام الله ان اعيد حقك لو كلفني عمري و ألا اسمح لمخلوق ان يمسك لو بكلمة سواء كنت كرم المراكبي او...زوجك)
عقدت ما بين حاجبيها بترقب ينقبض معه قلبها بعنف فهمهمت بصوت واهٍ...
(كُشف الأمر!!)
ملامحه حينها لم تكن مطمئنة ابدا فتشابكت اصابعها معا تستدعي قوتها المتهالكة...صوته خرج مشتعلا بغضب رجل انتهك عرضه يسألها...
(هل قاما ذاك الشبان بتصويرك؟)
السؤال فجعها فاتسعت عيناها لهول ما سمعته...اصابعها اشتد تمسكهم ببعضهم و نبضاتها تكاد تصم أذنيها...تكلمت بوجل حقيقي
(لا اتذكر...لا اعرف حقا لا اعرف...ماذا حدث بالله عليك قلبي سيتوقف من الترقب؟!)
تكورت قبضته بعنف يشيح بنظره بعيدا عنها...غصب حروفه على الخروج فخرج صوته يصرخ بتحطم رجولته...ينعي حمايته لها و التي ظن بأن لا تطولها يد ابدا بعدها...يبكي قلبه في صمت و ينتحب عليها...
(تسربت بعض الصور و التي لا أعرف من اين اتت و ممن لكننا سيطرنا على الأمر حتى الآن...القلق كله من ان يُعاد تداولها من جديد قبل ان نصل لقليل الشرف الذي يمتلكهم... غير ان هناك تساؤلات عن سبب اغلاق الصيدلية و غيابك هذه الفترة)
تحدقه بعدم استيعاب لكل ما يصلها منه...بالتأكيد هي لم تصل بعد الى هذه الدرجة من الاهانة و الخزي...بالتأكيد كل هذا مجرد اضغاث احلام ستستفيق منها قريبا...لا تصدق و الله لا يستوعب عقلها بأنها مهددة بفضيحة تمس شرفها و شرف والديها!!!...رمشت بعينيها لتهمس بصوت مرهق من كثرة الخوف...
(و ما العمل؟!!!...هل سيُفضح الأمر و بهذه الطريقة؟!!!...ماذا فعلت في حياتي لأستحق كل هذا؟!)
صمتت قليلا تمسح فوق وجهها بأيد ترتعش و نظراته تحاوطها...يود لو يهدم الكون كله و لا يرى في عينيها هذه النظرة...همهمت بصوت خافت
(لو ابتعدت ستقل التساؤلات صحيح؟!...يمكنني السفر الى عمتي...لكنها سافرت الى زوجها مؤخرا!...لا بأس سأتحدث مع والداي و اقنعهما بأن نرحل من هنا...سنعود الى مدينتنا القديمة أو نذهب الى أي مكان غير هذا الحي...وقتها لن يتحدث أحد عني)
يستمع الى هذيانها و يراقب محاولاتها الواهية لإيجاد حل...تود الرحيل لكنها لا تعرف بأن وطنها الوحيد بات بداخله هو...و الوطن لا يفرط في ابناءه مطلقا...
(لن أدعك ترحلين)
جملته الحازمة خرجت بتأكيد تام أنها لن ترحل...و حق من اودع حبها في قلبه لن يسمح لها بالبعد عنه...أهون عليه الاحتراق بنيران الحب المستحيل على ان يحترق بنيران الاشتياق و الفقد...اكمل بنفس النبرة الحازمة بيقين
(لست مذنبة لتهربين خوفا من أي شيء...لن أسمح بهذا ما دام في صدري نفس يتردد...أنت في حمايتي شئتِ أم ابيتِ سواء وافقتي على زواجي منك او لا...طلبي سيظل مطروحا حتى اتلقى ردك بعد تفكير و اتمنى ان تفكري بتأني كي تمنحيني الأحقية في الدفاع عنك أمام الناس حينما تكونين زوجتي...احتاج هذا الحق لأجلك لأنه مهما بلغت مكانة عائلتي سأظل غريبا يدافع عن دكتورة المنطقة و لربما اساء الناس موقفي و زادت تساؤلات نحن في غنى عنها...لذا تريثي في اجابة طلبي)
اثقلت كلماته روحها فزاد الوهن و حل الضعف و بات الاستسلام للمصاب الذي اصابها امرا مباحا...اسندت رأسها بين كفيها تستند على الطاولة و تخفي وجهها للأسفل...مر بعض الوقت ليخرج صوت شكوتها مختنقا بغصة مريرة...
(كل يوم...كل يوم بلا استثناء اهرول الى باب غرفتي و اتمسك بمقبضه اود لو امتلك القوة لأفتحه...اود لو اركض الى حضن أمي ابكي و اصرخ و اخبرها عما حدث...أود لو تضمني اليها و تخبرني انها معي و ألا اخاف بعد الآن...كل يوم احارب نفسي كي تتحمل و تثابر...كل يوم اتلبس شبح روحي القديمة عنوة لأبقى على الأقل ثابتة امامهما...كل يوم اقول غدا سيزول كل هذا و لكنه لا يزول لا ينمحي بل هو باقٍ ملتصق بي...انا اكتم بداخلي احتياجي لهما و انا في امس الحاجة اليه فقط كي لا يعرفا كي لا اقتلهما بنبأ كهذا)
صمتت تزفر نفسها بتثاقل و تهمس...
(ماذا لو عرفا بعدما ينتشر امر الصور و تُفضح ابنتهما الوحيدة...لست قوية كفاية لأواجه كل هذا)
صوته تسلل الى أذنيها فجعلها تبعد رأسها عن كفيها و ترفع عينيها اليه تستمع بنظرة تسأله العون حتى و ان جهلت صاحبتها احتياجها له...و هو خير من يمنحها روحه لو فقط نادت
(تلك الفتاة الصغيرة التي ساعدتني يوما في موقف يثير الريبة دون تردد قوية... و هذه الفتاة التي أمامي و التي تجاهد لتحمي والديها قوية...أنتِ قوية بطريقتك الخاصة فلا تدعي وسواس الضعف يراودك ابدا)
لو يعرف أي شعور منحته كلماته لها...لو يعرف هذه الاحرف المتراصة باختيار دقيق لتكون جملته كم أثرت بها...لو يعرف بأنها تحتاج المزيد و المزيد من مثل هذا الحديث...فقط لو يعرف انه مدها بعزيمة و لو بسيطة لكنها كافية لتبث الطمأنينة بداخلها...فقط لو يعرف انها آسفة لكل السنوات الماضية و التي ساءت الظن فيهم به...
بعد قليل...
يسيران متجاورين في محاذاة البحر عائدان للحي...بداخله يتمنى ان توافق على مطلبه و بداخلها تستعيد اتزانها...لكنها لم تكن تعرف انها تكابر و بمجرد ظهور هذان الشبان القادمان في اتجاهها سيعيد لعقلها الذكرى...تعثرت خطواتها جواره و قد تخشبت في وقفتها بأنفاس تزداد سرعتها تدريجيا...يقتربان و مخيلتها لا ترحم...راقبها كرم بكل ما تمر به و لسوء حظه يجيد قراءة ما يعتمل صدرها بسهولة...رغم زئير روحه و هو يراقب رعبها إلا انه اسرع يتخذ مكانها المواجه للبحر و يبعدها للاتجاه المجاور للطريق...مرا الشابان اللذان لم يكيلا لكل ما حصل مكيال ذرة...اما هو تابعها بقلق حتى هدأت قليلا و عاد تنفسها للطبيعي شيئا فشيء...شعرت بالاضطراب فلم تنظر إليه و استكملت طريقها...يكفي ما يراه معها يكفي حقا ان تظهر بكل هذا الضعف و هذه الشفقة...
عادا للحي و قد تركها قبل الاقتراب منه لتسبقه هي و يسير هو خلفها حتى يطمئن عليها...تحث خطواتها على المضي من أمام الصيدلية فقط لترى بنفسها أنها اغلقت و ان صاحبها سامحه الله بات مسجونا...لقد عرفت منه انه ابلغ الشرطة عن الصيدلية و ما كان يحدث بها...و كم ارتاح قلبها و شعور استعادة حقها يطوف حولها و يعدها بصوته انه سيعود كاملا يوما ما...وصلت لتقف قبالة الصيدلية تنظر لها بأعين ترجف كل ثانية...لم تتخطى بعد ما حدث...بل تكاد تستمع لصوت التحطيم و الصرخات المكتومة...رعشة اصابتها فابتعدت بسرعة من امامها تتحرك بلا هوادة حتى استمعت لصوت امرأتين تجلسان ارضا امام فرشتهما للخضار...
(تقتل القتيل و تسير خلف جنازته!)
(اصمتي يا نبوية لدينا فتيات ستر الله عرضهن)
(و لماذا اصمت هل دعوت على شخص بعينه...انا فقط ادعو على قليلي التربية و خاربي البيوت)
( هاني ابني قال الصور تركيب و ان كانت صحيحة لقام الحي و لم يقعد...الفتاة لم نرَ منها العيب يبدو افتراء و الله اعلم)
اصابعها تكورت فوق يد حقيبتها بقوة...الأمر تسرب و النساء عرفن و ان كذبن بعضهن فقد صدقن البعض الآخر...استكملت خطواتها السريعة و الغير متزنة للبيت...ستهرب من كلماتهن و سوء ظنهن و لكن الى متى الهروب...الى متى؟!



...يتبع...







AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 11:44 PM   #512

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر



تستقبل نسمات الصباح المتسللة من نافذة مكتبها ببسمة اخيرا وجدت الطريق لثغرها من جديد...زيارة غسق لها قبل أيام هنا و خضوع الطفل الاول الذي ولد على يدها لعملية قلب ناجحة سببان اكثر من كافيين لتبتهج...غسق لا تزال تحت تأثير صدمة ما حصل لها و لكنها تبحث عن مخرج و هي ستقف جوارها للنهاية...اتسعت بسمتها حينما زقزق العصفور الصغير الواقف عند النافذة...تحركت يدها الممسكة بالقلم الرصاص تخط خطوطها لتكمل رسمتها الصغيرة...هنا في هذا المكان و يا للعجب وجدت مميزات...لا تنكر جدية العاملين هنا و تفانيهم المختلف تماما عن المشفى الصغير التي عملت به...لا تنكر عبقرية المتعجرف و عمله فائق الدقة كجراح محنك لا مثيل له...لا تنكر انها هنا باتت تلمس مواطن راحة و جمال خاصة هذه الحديقة الرائعة في ساحة المشفى الخارجية...مطت شفتيها بتفكير و بسمتها لا تزال متعلقة بشفتيها لتهمس بصوت خافت...
(بت تغيرين قناعتك يا ريجو ترى ماذا سيتغير فيما بعد؟!)
انتبهت لرفرفة جناحي العصفور الذي حلق بعيدا عن النافذة لتهتف بملامح بائسة...
(انتظر لم تكتمل الرسمة بعد... آسفة لأنني انشغلت عنك عد رجاء)
تذمرت ملامحها لتتنهد بقلة حيلة و تعود تنظر للورقة في يدها هامسة بخسارة...
(رفض الاستماع الي...لذا لم يتبقَ سوى ان استعين بصورته في ذاكرتي)
اتجهت الى ذيل العصفور الغير مكتمل فوق الورق تخط ما تحمله ذاكرتها من صورة له...لم يعجبها تعرج الخط الأخير لذا قلبت القلم لتوجه الممحاة الملتصقة في رأسه الى الورقة و تمسح...حركتها اختلت فقفز القلم من يدها يتدحرج فوق الارضية...تنهدت بيأس و شعور ان هذه الرسمة لن تكتمل يسيطر عليها...انحنت من فوق الكرسي تمد ذراعها ناحية القلم الذي بات خلفها حتى التقطته و قبل ان تعتدل اصطدمت عيناها بهذا الحذاء الصغير الواقف عن باب الغرفة الغير مغلق...رفعت عينيها الخضراء تجاهه لتتسمر فوق صاحب الحذاء قليلا...تمتمت بخفوت منبهر
(ما شاء الله)
لتبتسم بعدها بحنان و تعتدل تتقدم منه قائلة برقة...
(مرحبا يا صغير كيف الحال؟)
التقطت واحتها الخضراء عينيه لثوان...حجران كريمان خلقهما الله داخل محجريه...زرقة صافية تلتمع بداخلها طفولة بريئة محدقة في عينيها باتساع...جلست على عاقبيها امامه ترفع يدها تملس فوق شعره الأشقر ببسمتها ثم قالت...
(يا لك من ولد جميل... ما هو اسمك و اين والدتك؟)
ضيقت عينيها بترقب لحالته...الولد عيناه متسمرتان فوق عينيها لا تحيدان عنهما...وجهه لم تتغير تعابيره لوهلة...حتى وقفته لم يتزحزح خطوة كأي طفل عادي في مثل عمره...ما به؟!...انزلت يدها من فوق رأسه و بسمتها تخفت شيئا فشيء...جالت بعينيها خلفه فلم تجد أحد يقف معه...عادت تنظر له متسائلة بحنان...
(هل أنت بمفردك؟!...هل تائه عن والدتك؟!)
ظهرت خلفه ممرضة تلهث بخوف فاستندت على اطار الباب تلتقط انفاسها قائلة بحمد...
(الحمد لله انك هنا...لماذا تحركت بعيدا عني كنت اكلم زميلتي لدقيقتين فقط و فجأة اجدك كالملح ذبت في الماء و اختفيت!!)
وقفت أريج من جلستها تبتسم لها قائلة...
(لا تخافي الاطفال دوما تحب الاستكشاف...لكن لا تهمليه مجددا كي لا يؤذي حاله)
اومأت لها الممرضة بأنفاس لا تزال متقطعة لتهمس...
(يا ليته مثل باقي الاطفال انه غريب جدا)
ضيقت أريج عينيها تنظر للولد متسائلة بفضول...
(لماذا تقولين هذا؟!)
اقتربت الممرضة منها تقول بهمس خافت...
(انه لا يتحدث مطلقا و لا يتأثر بأي شيء حوله...حالته غريبة جدا و الله تعبت من مجالسته ليومين فقط...طوال الوقت عيني في وسط رأسي كي لا يبعد عني و مللت من صمته و ركوده هذا الولد حتى لو ضربته لن يبكي!!!)
امتقع وجه أريج من حديث هذه الممرضة...كيف يمكنها التحدث عن حالة تهتم بها بهذه الطريقة الجارحة...نهرتها بتأنيب تقول
(لا تتحدثي هكذا أمامه إن لم يكن يتكلم لربما يسمع و كلامك بالتأكيد سيجرح مشاعره...)
قلبها رق له كثيرا في وقفته التي لم تتغير...هل هي حالة عضوية أم نفسية لكن في الحالتين الولد لا ذنب له فيما هو به...توجهت ناحية مكتبها تتمسك بالورقة و تعود له بها...جلست امامه مجددا على عاقبيها تبتسم بدموع سهلة الخروج من شخصية أمومية مثلها لتهمس...
(كنت تراقب رسمتي أليس كذلك؟!...ما رأيك أن امنحها لك كهدية صغيرة...فهل تقبل عصفوري غير مكتمل الذيل لربما تمكنت يوما من استكماله لوحدك)
بهتت ملامحها بغصة متأثرة و هي تراه لا يحرك ساكنا...فقط يتعمق بنظرته الساحرة في عينيها...زفرت بخفوت لتكبح دموعها ثم طوت الورقة لتتوجه بها حيث جيب بنطاله الصغير تضعها هناك بضحكة مرحة تغمز له قائلة بنبرة تحاول التغلب فيها على حزنها على طفل مثله...
(سأعتبرك قبلتها و اعجبتك...سعيدة بتعارفنا يا...)
رفعت رأسها للمرضة تسألها...
(ما اسمه؟!)
كادت الممرضة تجيب لولا صوته الهادر ببرودته المعهودة...
(أميرة!!!)
انتفضت الممرضة في وقفتها لتتوجه بجسدها اليه تتكلم بتلعثم...
(نعم... دكتور مؤيد)
صوته الآمر اثار رجفة في اوصال أريج فوقفت بتوتر رغم انها لا تزال داخل الغرفة لم تتخطى عتبتها و لم تظهر لعينيه بعد...
(اذهبي حيث طلبت منك و لا تتجولين هنا و هناك...ما الذي اتى بك الى هنا معه؟!!!)
اسرعت الممرضة تلتقط كف الصغير بسرعة تجذبه معها مبتعدة عن مكتب أريج بينما تقول...
(حاضر دكتور مؤيد سأوصله حالا الى مكتبك...)
صمته ترك لخيال أريج حرية التخيل لنظرة باردة متعجرفة رمق بها الممرضة ثم اولها ظهره بخيلاء يتحرك تاركا اياها خلفه تهرول و تدعو الله ألا يعاقبها...اخرجت رأسها من الباب ببطء لتتحقق صورة خيالها كما توقعت...عوجت شفتيها بامتعاض من تعنته و عجرفته الغبية لكنه تلاشى حينما لقطت عيناها الولد الصغير يتحرك خلفه متمسكا بيد الممرضة...صغير آخر مسلوب الإرادة في سن يلهو و يفرح فيه الاطفال بلا هم و لا تعب...تنهدت لتقضم شفتيها بعدما ارتعشتا و قد غلبتها رغبة البكاء...دخلت الغرفة سريعا تمسح زوايا عينيها قائلة بنبرة متهكمة...
(ما بك أريج بت عاطفية زيادة عن اللازم...هرموناتك تسيطر بجدارة يا حضرة الدكتورة النسائية هذه الايام من الشهر!)
دلف المكتب الخاص به لتدلف الممرضة بعده تسحب الولد الصغير في يدها...التفت يتتبع خطواتهما حتى اجلست الصغير فوق الأريكة الجلدية المجاورة للباب...تشابكت اصابعها بقلق من رد فعله فسألته بترقب...
(هل تريد شيئا آخر دكتور مؤيد؟!)
لم يجبها من فوره بل ظلت نظراته المخيفة ترمقها لوقت شعرت فيه بالتجمد...صوته خرج بعد فترة يقول بلهجة رغم هدوئها شديدة الصرامة...
(حينما اطلب منك الذهاب به لمكان معين فلا تذهبين لغيره مهما صار...أنت هنا لتهتمي به لا لتتسامري مع صديقاتك و تلتهين عنه)
هزت رأسها بسرعة تقول بلهجة متلعثمة...
(و الله يا دكتور مؤيد لقد كنت...)
(انتهى الأمر...للخارج)
امره القاطع جعلها تومئ بسرعة و تخرج من مكتبه حامدة الله انه لم يقم بطردها من المشفى...الكل يهابه يخشاه و هو بوجهه القاسي كروحه يضع نفسه داخل قالب يراه الكل عبره و لا يقوى على لمسه...فمن ذا الذي يشعر في الجليد بالدفء و يود البقاء؟!...
عيناه ثبتتا على الصغير الساكن كليا في جلسته...اشاح بهما بعيدا عنه يستخرج هاتفه من جيبه و يتصل للمرة التي فقد عدها بحارس بيته...انتظر حتى وصله الرد فقال بلهجة صارمة...
(كم يوم مضى و لم تُحضر مربية جديدة؟!)
استمع لصوته و مبرراته الغير مجدية ليهدر به...
(لا يهمني هذه الاسباب التافهة...كل ما يهمني ان تجد لي واحدة تجيد عملها و تتحمل ظروف حالته في اقرب وقت)
تخصر في وقفته يبعد وجهه عن الصغير محاولا السيطرة على انفلات اعصابه...غامت عيناه بنظرة غاضبة يقول بعدها بأمر واضح...
(جدها في اسرع وقت...لن اصطحبه الى مكان عملي و اخصص له من يهتم به و يقصر في حق عمله بالمشفى هنا كثيرا)
اغلق الهاتف بحدة يتنفس بصورة متسارعة و عيناه تتمايل بداخلها عواصف غضبه...ادخل هاتفه في جيبه ليلتفت و ينظر للصغير...راقب حذائه بنظرة غاضبة فتوجه نحوه مغمغما بضيق...
(ايتها الغبية أميرة كيف تتركينه برباط غير معقود لربما وقع ارضا بسببه و تأذى)
جلس على عاقبيه امامه يلتقط قدمه الصغيرة و يربط حذائه بهدوء شديد...انتهى مما يفعله لترتفع عيناه بنظرتها الجامدة تلتقط عيني الصغير ذات الرونق الأزرق الساحر...طالت نظرتهما لبعضهما دون كلمة واحدة...تحركت يدا مؤيد صعودا من قدم الصغير لساقيه حتى توقفت عند جيب بنطاله يستشعر ورقة ما...ادخل يده يسحبها و يفتحها ليتعجب من الرسمة بداخلها...ضيق عينيه ليرفع وجهه للصغير يسأله بهدوء...
(من منحك هذه؟!)
و كعادته لا جواب يمنحه إياه...تنهد مؤيد بخفوت و زرقة عينيه للمرة الأولى تتحول...انقشع الجمود و تباعد الغرور لتترك الحرية للمحة من الحنان المتوهج بزرقة تحكي حكايات كثيرة...لكن ما من مستمع بالمرة...ادخل الورقة في جيب الصغير يلتقط بعدها وجهه بين كفيه و يقترب يقبل جبينه قبلة طويلة ثم يبتعد لتتشقق بسمة صغيرة فوق ثغره هامسا له...
(سأتركها معك حتى يحين الوقت لتخبرني بنفسك عنها...سيأتي هذا الوقت حتما يائيل والدك لن يتراجع حتى يسمع صوتك...لن اتراجع بني)




...يتبع...










AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 11:46 PM   #513

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر





يداها اللتان تحاوطا عنقها من الخلف اغلقتا قفل السلسال المبهر لتنظر بعدها لنفسها في المرآة...عيناها تتحركان ببطء فوق ملابسها زينتها و حليها...كل شيء بات مختلفا بات رائعا بات لامعا كما تمنت أمها طول حياتها...لكن و رغم كل الحنان الذي يغدق طارق به عليها لا تزال تشعر بحلقة مفقودة...طريقها للراحة و السعادة لم تصل له بعده...رغم تقاربهما الحديث كزوجين و رغم تفهمه لها دون ان تنطق بحرف و احتوائه الاكثر من حاني...رغم المكانة التي منحها إياها منذ رجعا من شهر العسل هنا في قصره...و وعده بألا تجرحها ميرنا و لو بكلمة حتى يحين وقت عرسها القريب...كل شيء يسير بطريقة مميزة لكن هي لا تشعر بالراحة الكاملة بعد...تشعر و كأنها متلبسة دور غير دورها تحيا و تهنئ بأشياء ستزول في لحظة ما...و كم يرعبها هذا في قرارة نفسها...ترتعب من ان تفقد طارق بحنانه و احتوائه لا تهتم بالمال او القصر كحال والدتها التي تعيش كما يحلو لها هنا بعد عودتها من شهر العسل...هي تخشى ان يحرمها القدر من الحنان ككل مرة و لكن الأمر ها هنا صعب للغاية لقد تذوقت الحنان و اغترفت منه و لن تقوى على تركه...ستموت لو نبذها طارق لأي سبب من الأسباب
(جميلتي فيما تشرد يا ترى؟!)
يبدو شردت كثيرا فعلا...فطارق يحاوط كتفيها بيديه الحنونتين...رأسه يجاور رأسها و يناظر عينيها في المرآة ببسمة تريحها...بادلته بسمته بواحدة شاكرة لترفع كفها الى كفه فوق كتفها تربت عليه قائلة بنبرة هادئة بنفس راضية...
(لا شيء مهم...هل انهيت ارتداء ملابسك؟)
اومأ لها ليبتعد عنها خطوتين قائلا...
(حلة رسمية حذاء و ساعة معصم و ينهي الرجل مهمته عكسكن انتن)
ضحكت بخفة تمتد يدها الى زجاجة عطره فوق طاولة الزينة امامها و تقف تلتفت اليه و تحركها بين يديها قائلة...
(لقد نسيت العطر فلا يمكن اهدار حقه)
ضحك ضحكة مرحة جعلت يقينها يتجدد ان العمر لا يشكل فارقا بينهما ابدا...حتى الآن على الاقل فزوجها يعيش بروح شاب قد حصد من الرجولة افعالا و خبرة فبات كشيخ الشباب...استمعت لصوته المداعب برقته المعروفة...
(صحيح كيف انسى عطري الذي نال اعجاب جميلتي فلك)
شعرت بالخجل يداهمها فأسبلت اهدابها للأسفل تهمهم...
(ستجعلني اصمت فيما بعد و لا ابدي اعجابي بأشيائك)
ضحكته لا تزال مسموعة لها و قد الحقها بنبرة باتت تسقي جزء خاصا بداخلها...عجيب طارق يلعب كل الادوار باحتراف كبير...فهو الأب الذي حرمت منه...و هو الزوج الذي يهيم بها عشقا...لليوم لا تصدق انه يحبها فقد ظنت انها بالنسبة له امرأة حسنة الهيئة ستعوضه عن سنين عمره العجاف دون امرأة...لكنه يؤكد لها دوما أنه رأى جميلات كثيرات و لكنها من خفق قلبه لها مجددا...ما تحبه به انه لا يبخس قدر زوجته الاولى كلما أتت سيرتها...بل يحكي عنها بنبرة حنين و احترام و هي على عكس كل الزوجات لا تغار...بل تحب ان تسمعه و كأنه يقص لها عن رجل غيره فيخفق قلبها لأجل قصة حبه لزوجته دون غصة واحدة...
(حسنا لن اعلق على اعجابك مجددا هذا وعد...لكن لدي شرط تعالِ ضعي عطري لي)
ابتسمت بحرج لا تزال تشعره من تقاربهما...تقدمت منه بخطوات خجولة ليراقب هو فستانها الأكثر من ملائم...جميلته ذات الروح النقية المتألمة...منذ منحته دور الزوج برضا و قد ادخلت حلاوة خاصة في حياته...من يصدق ان تصبح رفيقة روحه فتاة تقارب ابنته في العمر لكن في امور القلب من يدع للتصديق مجالا...توقفت امامه تتشبث بزجاجة العطر و تفتحها ببطء جعله يبتسم...رفعتها الى رقبته تنثر ذرات العطر عليها دون ان تنظر اليه...همس جوار أذنها بحرارة باتت لا تنفر منها معه هو
(لا تحرميني من عينيكِ المميزتين فلك)
على استحياء بوجنتي تشتعلان بخجل كبير رفعت عينيها اليه...فاتسعت بسمته ليحاوط وجهها بين كفيه يقبل جبينها و يعود ينظر اليها قائلا بصدق...
(سبحان الذي خلقهما بهذا الجمال!)
جملته ضربتها في مقتل و قد تردد صوت ايوب بجملته المماثلة في عقلها "عيناكِ سبحان المعبود"... بهتت ملامحها و قلبها تخزه الذكرى بعنف...ما بها هل نسيت أيوب حقا؟!...لم تفكر به و لو لمرة بعد موافقتها على اتمام الزواج من طارق...ليس لأي سبب سوى انه حقا لم يأت ببالها لمرة!!...ترى كيف هو الآن؟!...هل تزوج ممن خطبها؟!..هل سيكون سعيدا معها؟!...و هل ستمنحها الحياة فرصة اللقاء به من جديد؟!...فقط لتتأكد من انه بخير من دونها و ان حياته ازهرت مع واحدة تستحقه...فقط لتعتذر عما سببته له و لقلبه الطيب...صوت طارق عاد لسمعها فجعلها تضيق عينيها حينما ضربت كلمة الموت روحها بقسوة...
(النظر الى عينيكِ بهذه الحرية و أنت زوجتي يمنحني شعورا بالسعادة...تعرفين اتمنى ان اظل انظر اليهما حتى اخر يوم في عمري...سأموت سعيدا لو كانت عيناك آخر نافذة ابصرها من الدنيا)
اسرعت تضع اصابعها فوق فمه بلهفة خائفة تهمس بصوت مهتز...
(لا تقل هذا طارق...لا احب سماع هذا ارجوك)
راقب توتر ملامحها و قد احتلت الدموع عينيها فهمس من اسفل اصابعها...
(حبيبتي لم أقصد اخافتك صدقيني)
اسبلت اهدابها تبكي بنعومة و تهمس...
(لا تذكر الموت بيننا طارق رجاء...و الله لن اتحمل خسارة رجل مثلك...بت كل شيء لي فلا تفلت يدي بعدما التقطتها ارجوك)
فاض الحنان من روحه تجاهها فسحبها من يدها الى صدره...يشدد من ضمها اليه بقوة يعبر فيها عن رغبته في عدم الرحيل ابدا...مال بشفتيه يقبل جانب عنقها هامسا بخفوت مداعب...
(يسعدني سماع انني بت كل شيء عند زوجتي... لا تخافي و لا تفكري في الغد دعينا نعيش لحظاتنا كما هي)
اومأت بهدوء بطيء داخل احضانه فأثرت نعومتها به...رفع وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه قائلا بمشاغبة شاب مرح...
(ستفسدين روح الأب بداخلي فلك)
ضيقت عينيها بعدم فهم تسأله بتوجس...
(لمَ؟!)
مال الى وجهها يهمس بحرارة ارسلت الخجل داخلها...
(لأن روح الزوج تطلبك الآن غير عابئة بحفل او مدعوين)
قضمت شفتيها تداري وجهها منه فاستمعت لصوت انفاسه القريبة...اغمضت عينيها مستسلمة لعاطفته المتفهمة الحانية...لا تنفر منها و لكنها لا تطلبها و تعتقد انه لو لم يمنحها اليها لن تسعى هي للحصول عليها...شعرت بحركة يده فوق خصرها و قد فطنت خطوته التالية...اخرجت نفسها من بين يديه تقول بأنفاس متسارعة تعاني الخجل...
(طارق سنتأخر على الناس...دعنا ننزل لهم كي لا نثير غضب ميرنا)
اسند جبهته فوق جبهتها مغمض العينين و شعوره بها داخله يتفاقم...يود لو ينتهي وقت الحفل حالا ليجتمع بفلك في لقاء رقيق مثلها...لا يعرف حقا كيف تمكن طوال السنوات الماضية من قتل احتياجه لزوجة بداخله لكنه لم يجد حقا من تبث بداخله يقين الاحتياج...حتى عندما التقى فلك لم ينظر لها ابدا بهذا المنظور لكنها حينما باتت تمثل مكانة خاصة بداخله استيقظ احتياجه و تجدد بل بات متطلبا كثيرا لها... و كم يجاهد كي لا يؤذيها دون قصد...ابعد جبهته عنها ينظر لخجلها الحلو هامسا...
(لقد افسدت حمرة شفاهك)
رفعت بصرها له بسرعة تراقب فمه لتشهق بعدم تصديق...امتدت يدها داخل جيب سترته تستخرج منديله و تمسح به فمه قائلة بتأنيب...
(فمك كله حمرة شفاهي تخيل لو نزلنا بهذا المنظر للناس؟!!)
انتهت من مسح فمه لتبتعد الى طاولة الزينة تلتقط حمرة الشفاه و تعيد ترتيب مظهرها...حاوطها بنظرته المحبة و بسمته الحانية و قلبه و كل جوارحه تدعو ان ينتهي حفل كتب كتاب ابنته توا...
بالأسفل...
انتفخت اوداج هيام بخيلاء و هي تراقب ابنتها تتأبط ذراع طارق و ينزلان معا ببسمة سعيدة من فوق الدرج...حانت منها نظرة لثنائي المصائب ميرنا و حماتها اللعينة...تقفان بأجساد متحفزة و نظرات حاقدة تتبعان ابنتها و زوجها...ابتسمت لتتقدم منهما و تتحرك امامهما بفستانها باهظ الثمن تهمس بغيظ...
(حصنتك يا فلك يا ابنة بطني من اعين الحاقدين و الحاسدين)
اعتصرت لبنى كفها بقوة تكتم انفعالها كي لا تفسد صورتها امام العالم...لكن ميرنا فشلت تماما في كبح غضبها...فمنذ عاد والدها من شهر عسله المشؤوم و هذه المرأة و ابنتها كُتب عليها العيش معهما و تحملهما...اقسمت انها ستتزوج قبل عودته كي توجع قلبه لكن عمل باهر وقف لها بالمرصاد و لم يعد من سفرته سوى قبل أيام لتصمم هي على الرحيل من هنا في اسرع وقت...تقدمت من هيام تتمسك بذراعها بحدة و تنظر في عينيها المغيظة بنظرات غاضبة تهتف...
(الافعال السوقية و انحلال الذوق و الاخلاق هذا لا يتماشى في قصر عريق و أناس راقية كهنا!!)
عوجت هيام شفتيها بسخرية تقول بنبرة مستفزة...
(من تتهمينها بعدم الاخلاق تُعد الآن في مقام جدتك لذا ما سيشينني بالتأكيد سيشينك مثلي)
اشتدت قبضة ميرنا فوق ذراعها تهمس بصوت رغم غضبه يعاني...
(لا تحلمي بأن ترتقي لمكانة أنت أدنى بكثير منها...لست سوى خادمة تلهث خلف المال و ابنتك مجرد لصة سرقت أبي)
ضحكت هيام باستفزاز تخرج ذراعها بحدة من اسفل قبضة ميرنا لتقول...
(والدك ليس صغيرا حبيبتي لتظني انه وقع في شباك لم تنصبها ابنتي من الاساس)
رمقت لبنى المتابعة لهما في صمت بطرف عينيها لتقترب من ميرنا تهمس بخفوت...
(و لا تحاولي اهانة زوجة ابيك مجددا لربما عاقبك)
احتقنت عينا ميرنا بشرارة الغضب لتهتف بصوت مسموع لفت انظار المدعوين...
(اخرسي...انت و ابنتك كنتما تخططان لكل شيء من...)
(ميرنا!)
صوت والدها العالي اوقفها عن الاسترسال...حدقته بنظرة دامعة تشكو اليه ما يؤول له امرها...ألم تخبره من قبل أنه سيهمشها من حياته ليهتم بزوجته...و قد اخبرها بألا تخاف فلها في قلبه مكانة لن تتزحزح مطلقا...تقدم منهن و قد ترك يد فلك التي سارت خلفه بملامح نزقة معترفة أن امها تزيدها في حرق دم ميرنا حتى و ان كانت الأخيرة تسيء اليهما كثيرا...
(ماذا حدث ليعلو صوتك هكذا؟!...ألا تحترمي الناس و كونك العروس؟!)
اغرورقت عيناها اكثر لتلتقط وجه فلك تناظرها بحدة قائلة...
(أم زوجتك الخادمة تهينني و ت...)
(ميرنا لأخر مرة سأنبهك فيها لكلماتك...لقد سئمت من افعالك الصبيانية هذه!!)
تهدلت اكتاف ميرنا بجزع تراقب وجه والدها الغاضب بذهول...همهمت بصوت متأثر يعاني الحزن
(سئمت ابنتك أبي!!!)
امتدت اصابع فلك الى ذراعه تضغط عليه بعدما اثرت حالة ميرنا بها بشدة...الفتاة مقهورة في يوم كتب كتابها هذا حرام...اقتربت تهمس له بخفوت راجي
(توقف طارق ارجوك... أمي ترمي كلمات تؤلم اعترف بهذا حتى لو انتقصت من قدرها ميرنا... لكن أنت لا تقسو على ابنتك في يومها المميز)
تنهد طارق بحزن على حالة ابنته المنفلتة...لقد حاول مرارا ان يوفق بينها و بين فلك لكنها لا تقبل...هز رأسه متفهما ليقترب من ابنته الحزينة يحاوطها تحت ذراعه هامسا بحنان كبير...
(حبيبتي ميرنا اليوم يوم حلمت به منذ حملتك لأول مرة فوق كفي...تمنيت ان ارى سعادتك و انت تزفين لعريسك الذي تحبينه...رجاء حبيبتي لا تحزني و دعيني ارى بسمتك المشرقة يا عروس ابيك)
ضم رأسها الى صدره و كان غافلا عن تراشق النظرات بين ثلاثة أطراف...لبنى تحدق ما يحصل بصمت غاضب ثم تتحرك الى فلك بكره دفين...بينما ميرنا تعلقت نظراتها على فلك ترسل لها عبرها وعيد لم يكن خفيا على اعين الاخيرة و التي بادلتها النظر المتوتر في البداية لكنها تعرف جيدا ان خافت هنا ستؤكل لذا شحذت قوتها كلها لترد نظرتها بنظرة لا مبالية رغم تأثرها حقا بدموعها...
بعد كتب الكتاب...
وقفت ميرنا بين والدها و زوجها تستقبل التهاني من المدعوين...ترسم بسمة مصطنعة اخبرتها لبنى عن اهميتها كي لا تمنح فلك فرحة النصر...لو ضعفت و تركت لها والدها لن تسترجعه مجددا ابدا...تقدمت لبنى منها ببسمة راقية تجيد رسمها هي ايضا لتستخرج من حقيبتها علبة مخملية و تفتحها امام المدعوين قائلة بتفاخر...
(هذا عقد جدتي الكبيرة نتوارثه جيل بعد جيل...لم اجد اجمل من ميرنا زوجة ابني لأمنحه لها...مبارك حبيبتي)
قبلتها بفرحة مبالغة عن الواقع لتلبسها إياه و تبارك لابنها السعيد بزواجه من ميرنا...نظر طارق تجاه فلك الواقفة جوار أمها فحثها على التقدم لتمنح هديتهما لابنته...تشدقت هيام بصوت متهكم
(و الله خسارة فيها سوار غالي الثمن كهذا...ابنة قليلة الادب)
زفرت فلك بتعب تهمس لأمها...
(و ما دخلنا نحن أمي...انها ابنته الوحيدة يمنحها ما يريد و رجاء لا تختلقِ معها المشاكل)
عوجت هيام شفتيها تهمس...
(غبية و ستظلين غبية بدلا من ان يمنح ابنته دعيه يمنحك انت...هيا الى زوجك انه يجدد النداء اليك)
زفرت فلك بتثاقل تتجه نحوه بخطوات كارهة...لا تريد الاحتكاك بميرنا مطلقا و كم هي سعيدة لأنها ستعيش في بيت غير هنا رغم انها متعاطفة معها جدا...وقفت جوار زوجها الذي اخرج من جيبه علبة السوار المخملية و الذي اشتراه لابنته قبل ايام بمساعدة فلك و بالتأكيد تحت مرئ و مسمع هيام التي تشاركهما كل شيء...مد يده الى فلك يهمس ببسمة دافئة...
(قدميه لها فلك)
اتسعت عيناها بصدمة فتلعثمت تقول...
(أ أنا!!... لا طارق انت والدها الافضل ان تفعل أنت)
همس مجددا بنية صادقة...
(أود تقريب المسافات بينكما فلك ساعديني رجاء)
التقطت العلبة منه بوجل و تقدمت من ابنته التي تحفزت كليا لرؤيتها...عينا ميرنا توقفتا فوق العلبة لتجز على اسنانها بغضب مكتوم...وقفت فلك امامها تقول ببسمة مترقبة بقلق و متأملة ألا تثير فضيحة...
(مبارك ميرنا هذه هدية والدك)
رمقتها ميرنا بحدة جعلت طارق يتدخل قائلا بأمل...
(انها اختيار فلك...ذوقها يشبهك كثيرا و انا متأكد ان الهدية ستعجبك حبيبتي)
ابتسمت ميرنا بسخرية تقول...
(اعرف أبي ان ذوقها رفيع جدا...ألم تختر سواري من قبل لتأخذه)
تقبضت يد فلك فوق العلبة و اتسعت عينا طارق بعدم تصديق لما تفعله ابنته امام الناس...رمقتها لبنى برضا و قد اراح اتهام ميرنا لفلك قلبها بينما زادت الهمهمات من الناس حولهم و الجميع يترقب باستمتاع...يبدو سيخرجون من هنا بفضيحة تتناولها الألسن لمدة أشهر في النادي...ابتلعت هيام ريقها بوجل و لسان حالها ينادي على ابنتها بأن تتعقل و تجد حلا للخروج من هذا المأزق بلا خسائر...سحبت فلك نفسا عميقا تهدأ فيه من روعها...لن تسمح لها او لأي شخص ان يجرح فلك الجديدة او يقلل من شأنها...كي توجد هذه الفلك دفعت من روحها كثيرا و دفع الغير معها من دموع عينه و وجع قلبه الكثير...التقطت ذراع ميرنا على حين فجأة تضغط عليه بقوة قاصدة سماع صوت وجعها...فتحت العلبة تستخرج السوار و تربطه حول معصمها بغضب ظاهر من حركة اصابعها...رفعت لها عينيها تحدقها بتحدٍ قائلة بصوت عالٍ...
(كنت بحاجة لمعرفة مقاس معصمك عزيزتي ميرنا فلم اجد سوى ان آخذ سوارك لأتأكد)
اعتصرت يدها بقوة اكبر تكمل...
(مبارك لكما...)
نفضت يدها بقسوة لتتحرك عائدة باعتداد بالنفس الى حيث يقف زوجها الذي يحمد الله أن فلك احتوت الموقف امام الناس...تحركت اصابع ميرنا بألم تتحسس موضع قبضة فلك لتهمس من تحت ضروسها...
(سأدفعك ثمن كل هذا غاليا ايتها الحشرة)




...يتبع...








AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 11:48 PM   #514

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر



تمد كاحلها الأيسر في خجل مختلط بسعادة جمة الى المرأة المسؤولة عن رسم الحناء...عيناها تلتمعان بفرحة و هي تراقب كاحلها الأيمن و قد تخضب باللون البني الغامق بنقوش مزخرفة...قلبها يقرع دفوف الغرام كما تقرع النسوة حولها دفوفهن...اقتربت منها مسرة تضم كتفيها الى صدرها بفرحة مشابهة لأختها الكبيرة...لم تكن تظن ان حب مودة الطفولي سيصبح حبها الابدي و سيكلل بالزواج...كانت شاهدا على صداقتهما منذ الصغر و على تقاربهما معا و التي فهمت عند رحيل أيوب عن هنا ان قلب اختها البريء أحبه...و قد اعتقدت ان في سن مراهقتها ستنسى تعلقها به لكنها كحالها دوما الملاصق لأختها شهدت اعتراف ابن جارهم حماد بحبه لها و ما كان من مودة إلا الرفض الشديد...و بعدما تعجبت من حالها سألتها صراحةً عن مشاعرها للجار القديم و صديق الطفولة المهاجر و الذي يبدو لن يعود مجددا...و ما كان من مودة إلا ان تجيب بسلاسة راسخة انها تنتظر ان يفي بوعده لها...الحمقاء تنتظر لطفل بلغ العاشرة ان يفي بوعده...حاولت كثيرا ان تثنيها عن تعلقها الذي سيوقف حالها مع العرسان و كم كررت جملة "البعيد عن العين بعيد عن القلب"...و جاء جواب مودة العاشق "ربما لا تراه العين لكنه يجاور الروح فكيف سيبعد عن قلبي؟!... هو بداية كل شيء هو اول روح تلمس روحي... لم يكن مجرد صديق سأنساه بل كان كل شيء"... و ربما جدد شعور عودته في قلب مودة الصور التي كان يرسلها العم رجب على مدار سنوات لوالدهما... صور لثلاثتهم حتى وصل أيوب لسن الخامسة عشر ثم انقطعت هذه العادة بعدما شغلت الحياة الجميع... مالت الى اذن اختها تهمس بمشاغبة سعيدة
( تضعين الحناء يا عروس لحبك البريء و اول كل شيء و ماذا ايضا آه و حبيب الروح....كلها ساعات معدودة و سيتحول حبكما البريء الى اشياء قليلة الادب)
امتدت اطراف اصابع مودة الملطخة بالحناء تقرص ذراع اختها و تهمس بتوبيخ...
(و الله سأبلغ أمي انك اصبحت منحرفة و انها اخطأت حينما سمحت لك الجلوس معنا امسا و الاستماع لنصائحها لي)
ضحكت مسرة بمرح متغاضية عن قرصة اختها و مستغلة الضوضاء حولهما لتعيد همسها المشاغب...
(أمي مشغولة جدا حاليا و لن تستمع لك...دعينا للشيء المهم هل حقا ستفعلان ما قالته أمي؟!...قالت يبدأ الأمر عادة بقبلة هادئة ثم يقوم العريس ب...)
انتفضت مودة في جلستها فتعرج خط الحناء فوق كاحلها و قد تذمرت المرأة بحنق تهتف...
(ما هذا يا ابنتي تعبي كله ضاع!!)
وقفت مودة لتسحب مسرة الهالكة من الضحك و تهمس باعتذار...
(سامحيني خالتي سأعود لك حالا و نصحح الرسمة)
خرجت من الغرفة المتكدس بها النسوة تسحب اختها معها حتى الغرفة المجاورة و التي تم وضع اوعية الطعام بها الجاهزة للعشاء...اغلقت الباب خلفهما لتنفض ذراع مسرة بغضب و تصيح بها...
(مسرة ما هذا الكلام الذي تتفوهين به ألا تخجلين من استماع النسوة لك؟!!)
ضحكاتها تحاول بشق الانفس السيطرة عليها...تراقب غضب مودة و حنقها يتحول تدريجيا الى خجل مميت...و ها هي ستعيد الكرة و تبكي كحالها حينما جالستها امهما بالأمس تحاكيها كعروس...راقبتها تغطي وجهها بكفيها و تهمس بصوت مكتوم...
(أنا قلقة جدا يا مسرة يا ليتها لم تحكي لي شيئا)
لحظات و استمعت لصوت بكاء اختها فتلاشى الضحك لتسرع تضم مودة اليها قائلة بنبرة متعاطفة...
(مودة بالله عليك لمَ البكاء؟!... أليس هذا حبيب القلب الذي تحلمين به قبل ان تفقسين من البيضة؟!...من منا الكبيرة بحق الله تماسكي و لا تخافي فكل النساء تزوجن و مرت بسلام)
هزت رأسها نفيا من تحت كفيها بينما تستريح بها على صدر أختها و تهمس ببكاء...
(لا استطيع التخيل أن أيوب سيفعل ما قالته أمي...سأفقد الوعي بالتأكيد يا مسرة و الله لن اتحمل...أنا بالكاد اصدق انه سيصبح زوجي)
ضحكت مسرة بخفوت تقول...
(لا بالله عليك ستفضحيننا و يقولون العروس التي فقدت وعيها ذهبت و العروس التي فقدت وعيها أتت)
خرجت مودة من بين احضانها تزيل كفيها عن وجهها تناظرها بحنق...ضربتها فوق ذراعها تقول بتوبيخ...
(كنت متماسكة و في طريق الحماس للغد لكنك بقلة ادبك ذكرتني بمخاوفي)
اطلقت مسرة ضحكة عالية تقترب من وجه اختها تسأل بخبث...
(متحمسة لماذا بالضبط؟!)
تضرجت وجنتا مودة بخجل تهمس بتلعثم...
(لضربك ايتها المنحرفة)
اطلقت مسرة صوت تفهم تقول بغيظ...
(آه قولي هذا فمخيلتي المنحرفة اعتقدت انك متحمسة لقبلة ايوب مثلا!)
حل الصمت للحظات و قد ارتفعت اصابع مودة تمسح دموعها...تتبعتها عين مسرة بنظرة متسائلة فلم تتمالك الاولى نفسها و قد سمحت لضحكتها بالخروج...وقعتا في نوبة ضحك صاخب متبادل متناسيتان اي شيء قد يعكر سعادتهما...اقتربت مودة من اختها تسحبها الى احضانها و تربت فوق ظهرها قائلة بصدق..
(سأشتاق الى شقاوتك جدا مسرة)
شددت مسرة من تمسكها بها تقاوم البكاء لفراق اختها و صديقتها الوحيدة فهمهمت بعبث...
(جدي لي عريسا من اصدقاء أيوب و سأصبح قريبة منك طوال الوقت... لكن اختاريه كصهري وسيما و إلا سأرفض)
ضحكت مودة عاليا و قد تلألأت عيناها بحبها له لتهمس بخجل...
(لا يوجد لأيوب مثيل يا فتاة)
الحي بيت أيوب....
داخل السرادق الخاص بالشباب و الذي اقيم امام بيت العم رجب وقف أيوب مستندا على الحائط... السيجارة تتعلق في زاوية فمه بكسل كحال نظراته المتابعة رقص الشباب و حماسهم... التفت الى مدخل السرادق ليرى الحاج سليمان و خلفه رجب يدخلان...اسرع في نزع سيجارته و القائها اسفل قدمه و قد اولى وجهه للجانب الآخر يزفر دخانها بعيدا احتراما لهما...انهى ما يفعله و اسرع يستقبل سليمان بحفاوة حقيقية...
(أنرت يا حاج)
رفع سليمان كفه يربت به فوق كتف أيوب قائلا...
(مبارك أيوب فرحتي بك كفرحتي بأولادي... بارك الله لك في زوجتك و رزقكما الذرية الصالحة)
امتلأ قلب أيوب بالامتنان من كلمات سليمان فابتسم بشكر يقول...
(كلنا ابناءك يا حاج و في خدمتك)
انزل سليمان كفه من فوق كتف أيوب مبتسما ليتدخل رجب قائلا بتمني سعيد...
(سلمت يا حاج...العقبى لكرم ان شاء الله في القريب العاجل نزفه لعروسه)
عينا سليمان التقطتا كرم الواقف بعيدا يبدو منشغلا مع أحد الرجال المسؤولين عن طعام العشاء...منذ فاتحه في امر ابنة عبد الصبور و قد تحجج وقتها بزواج فاطمة و لم يرد له خبر...قلبه يخبره بحدس اقرب لليقين ان روح ولده تسكنها فتاة ما...عقله يؤشر على واحدة بعينيها فخبرته و معرفته بدواخل ابنائه ترجح هذا لكن كل الادلة حوله تخيب ظنه...هو و هي خطان متوازيان لا و لن ينقطعا إلا جبرا...
في ظلمة غرفتها واقفة تتمسك بستار النافذة و عيناها تجولان على الشباب المتجمهر بالأسفل احتفاء بصديق كرم المقرب...صوت الاغاني و الصخب السعيد بالأسفل يبدد سلامها الداخلي...منذ قابلته قبل أيام و عرض عليها الزواج و لم تره...بعد استماعها لكلمات المرأتين عادت لبيتها متوجسة من انتشار الخبر بين اهل الحي...ظلت كل يوم تتابع خروج والدها الى العمل و عند عودته تتفرس ملامحه بتدقيق لتعرف هل استمع هل رأى هل وصله شيء...بات امرها مشكوكا فيه من قبل والديها و اخر موقف جمعها مع والدتها كان صباح اليوم حينما نزلت امها للسوق و عادت...راقبتها و سألتها الكثير من الاسئلة المبطنة حتى شعرت بقلق والدتها من حالتها الغريبة عليها...عيناها التقطته وسط الزحام يقف بين الشباب بوجه هادئ و عين لا تفصح عن اسرار روحه مطلقا...شردت فيه لوقت طويل و نفس التعجب يراودها...لماذا يتحمل مصابها معها و يود الزواج بها...كلمة حماية في هذا الموقف حجة باهتة لا تشبع عقلها و لا تزيدها سوى تساؤلا...ابتعدت عيناها عنه قليلا لتقع على شابين مراهقين التقطاها من خلف ستار نافذتها...رمقاها طويلا ثم وقفا يتهامسا بشكل يثير الرعب في اوصالها...سحبت ستار غرفتها بسرعة لتختبئ خلفه...رجفة اصابتها بقوة و سؤال يتردد في عقلها "هل يعرفان بشأن الصور؟!"...اتجهت نحو سريرها تجلس عليه تفكر للمرة التي فقدت عدها في عرض ابن المراكبي...ضمت جسدها بذراعيها تغمض عينيها و قلبها ينعي ما تمر به و يسأل اين الخلاص... قد توجعك نظرات أعينهم.. همسات ألسنتهم.. صوت قلوبهم.. و قد تشعر انك وحدك بالكامل في ظلمة مصيبتك.. لكنك و من شدة الألم لا ترى وميض الرحمة الذي انزله الله على روحك.. و كوعد رباني بأن مع العسر يسرا سينير داخلك من جديد... سيخلق لك عكاز تستند عليه و تستكمل به الطريق...و قد يكون عكازك بشر سخره الله لك.. برحمته وحده تطمئن القلوب فدع قلبك يطمئن و لا تفجع إنك بين يدي علام الغيوب... فتحت عينيها ببطء و قد حسمت امرها ستكون انانية لا تفكر سوى في مصلحتها لا بأس...فلم يعد لديها حرية الاختيار و عليها ان تسرع...التقطت هاتفها تبحث عن رقم سوسكا به و فور وصولها له ضغطت زر اتصال...تنتظر و انفاسها تعلو لما هي مقدمة عليه لكنها خبت بعدما انتهى الاتصال بلا رد...رجحت انه سيكون منشغلا في الاحتفال بالأسفل فقررت ترك رسالة له...
«سيد من فضلك أريد ان احدث كرم»
اغلقت هاتفها و تركته فوق سريرها لتتحرك ناحية باب غرفتها تفتحه ...لكنها توقفت حينما استمعت لصوت والديها الخافت المهتز بخوف لايزال يراودهما عنها...
(الحمد لله يا ثروت انها تتحسن و لو قليلا)
صوت والدتها المرتاح بعد أيام طوال من القلق اوجع قلبها و صوت حمد والدها بعده ارسل به غصة مؤلمة...
(هذا ما اراه ايضا لقد سعدت بطلبها لزيارة أريج في المشفى قبل أيام)
توترت نبرة والدتها بقوة لتهمس...
(لا اخفيك سرا يا ثروت لقد توقعت انه اصابها شيء سيء...حالتها يوم عدنا من الحج لم تدع في عقلي سوى تفسير واحد و ان ابنتي لا قدر الله أذاها شخص ما)
تنهد والدها يقول بحروف تهتز من هول التخيل فقط...
(آه يا أمل لقد راودني الشك نفسه حتى كدت اموت من خوفي لو تأكد الخبر... الحمد لله ان الأمر كان مجرد سرقة و قد اثلج قلبي تأكيد أريج و ابن الحاج سليمان الصغير لحديث غسق...ربي يحفظها و لا يريني بها السوء ابدا و يقر عيني بزواجها و اولادها)
(يا رب يا ثروت يا رب يتقبل و يسعد قلبنا بها)
دعاء والدتها الراجي ضرب اخر ابراج قوتها فأسرعت تغلق الباب و تتشبث بمنامتها بضعف...لا يجب ان يعرفا ما حدث و ستفعل هي المستحيل كي لا يعرفا...اسرعت الى هاتفها تلتقطه متمنية ان تجد الرد من سيد لكن للأسف لا رد حتى الآن...
عند صلاة الفجر...
انتهى احتفال ليلة حناء أيوب في وقت متأخر فعاد الشباب الى بيوتهم مرهقين طالبين الراحة...لكنهم كعادتهم كل يوم يتقابلون في مسجد الحي لأداء صلاة الفجر جماعة خلف الشيخ عثمان...اصطفوا خلفه في صفوف متتالية بقلوب خاشعة تناجي المولى أن يخفف من احمالها...الكل يتكئ على عصا رحمته ليكمل العيش بكل ما به من هموم...انتهت الصلاة و بدأ الرجال و الشباب بالخروج تباعا من المسجد...انحنى أيوب يلتقط حذائه يستمع لصوت انور...
(يا عمي الوقت يمر و انت لم تحدد بعد كم سيارة تحتاج لنقل اهل عروسك من بلدتهم الى هنا!)
اعتدل أيوب بوجه مرهق يقول...
(والد العروس قال هم سيتولون الأمر)
لكزه انور في صدره يقول بتعجب...
(ما بك اصبحت مثل البهيم لا تعرف الاصول؟!!...يا بني الرجل يقول ما يريد لكن الواجب ان يذهب العريس و اهله لاصطحاب العروس!!)
تنهد ايوب بتعب و ملامح وجهه لا تنم على خير قادم و كم يوجعه قلبه فقط لتخيل القادم هذا فهمس...
(حسنا انور سأخبرهم في الصباح انني سأجهز سيارات لأجلهم)
هز انور رأسه بتفهم رغم قلقه من حالة الفتور التي اصابت صاحبه ليقول...
(جيد سأنتظر منك مكالمة صباحا لأؤجر العدد المناسب من السيارات)
تدخل كرم الصامت من البداية يقول بهدوء حازم...
(اي تأجير هذا يا انور... و سيارات المراكبي اين ذهبت؟!)
تكلم انور يوضح وجهة نظره...
(يدوم عز الحاج يا كرم لكن لربما احتاجها الحاج او اخواك غدا)
بصوت مصمم اجابه كرم...
(لا لن يحتاجونهم غدا فالكل سيتجهز لعرس أيوب...مر عليّ صباحا لأسلمك المفاتيح بعدما آخذهم من أبي)
اومأ له انور ليلقي السلام بعدما اخبرهما برغبته في النوم لوقت أطول كي يكون متنبها للسفر الى بلدة عروس أيوب...توقفت عينا كرم على صاحبه المتجهم يقول بصوت اختار له نبرة الحزم كي يستفيق لما هو مقبل عليه...
(و ماذا بعد وجه البؤس هذا؟!...عرسك بعد ساعات أيوب فكن مستعدا لحياة جديدة اخترتها بملء ارادتك)
زفر أيوب بصوت خافت يقول...
(لم يكن امامي خيار آخر كرم...اخترت هذا الطريق لأنه كان الوحيد المتاح لي)
ابعد كرم عينه عن صاحبه يتحدث بتروٍ...
(و لأنك رجل يتحمل اختياره ستكمله للنهاية و ستجد سعادتك فيه... أحمد ربك انه كان امامك خيار على الأقل فغيرك حُرم من هذه الميزة)
اتخم صدر ايوب بمشاعر جمة متناقضة...كرم و جرحه و مصيبة غسق التي حطت عليه من لا مكان...هو و حياته المجهولة التي ستشاركه فيها فتاة غريبة...ضاق صدره فابتعد يقول بخفوت...
(سأذهب لأرتاح ساعتين قبل السفر...سلام)
بعدما اصبح وحيدا امام المسجد رفع عينيه ناحية بيتها البعيد من هنا...طوال الايام المنصرمة يفكر كيف ستزن الامور...هل ستمنحه حق الدفاع عنها ام ستعاند في موقف هي فيه للضعف فريسة...لم يصل منها اي رد لا موافقة و لا رفض حتى بات يراوده الشك انها آنفة لتجيب على رجل مثله...زفر ببطء يتحرك ناحية بيته لكنه توقف حينما صدح صوت سوسكا خلفه...
(أخي كرم انتظر)
التفت كرم اليه يضيق عينيه بتساؤل...لقد كان معهم قبل لحظات في المسجد و بعد انتهاء الصلاة اتجه الى بيته...اقترب منه يتمسك بهاتفه فتوجس كرم من ان يكون خبر آخر متعلق بالصور...لكن صوت سوسكا اراحه حينما قال...
(لم انتبه لهاتفي سوى الآن فقط بسبب انشغالي بليلة اخي ايوب...الست غسق تريدك أخي)
الست غسق تريدك...
يا لها من جملة تحمل بين طيات حروفها معانٍ يهتز لها قلب رجل مثله...رجل اجاد العشق و امتثل لقوانينه بصمت...رجل احترق مرات بنيرانه من قبل...رجل مهما تباعدت مسافته عنها سيسلك طريقا جديدا يقربه منها...و بكل رضا سيدفع روحه فداء لعينيها...
التقط الهاتف منه يقرأ رسالتها و يقين كبير يراوده أنها قد اختارت و انتهى الأمر...اخرج هاتفه ينقل رقمها عليه و يعيد هاتف سوسكا اليه ليحمله الأخير و يبتعد...لم يتعد الأمر سوى رنتين فقط ليتزين هاتفه لأول مرة بتردد صوتها الخافت...
( كرم معكِ)
(أعرف)
جوابها دفعه لأن ينظر تجاه نافذة غرفتها ليلمح خيالها المتواري خلف ستارها...لا ينكر انه قلق من جوابها لكن بعض الراحة تسلل اليه...مهما اختارت سيكون في ظهرها...ان لم يمتلك صفة في حياتها بيده سيخلق صفة فقط ليحميها بها... انفاسها المسموعة و القريبة جدا من اذنه تثير بداخله رعشة لم يشعرها منذ تلامست ايديهما قبل ثمان سنوات...حثها على الحديث بهدوء
(اسمعكِ)
فأتى سؤالها متسلحا ببوادر قوتها المغطاة بتراب ما حدث...
(هل أنت واثقا من طلبك؟!)
صمت يتابع خيالها الذي بات يشعره قريبا جدا من روحه...كلماته خرجت واثقة متأكدة بنبرة رجولية يتميز بها...
(كلي ثقة في مطلبي)
اهتزت انفاسها قليلا لكنها همست بصوت استند على حائط قوي...ربما حائط قوتها الذي تهدم جزء منه لكنه لا يزال قائما او حائطه هو و كم يتمنى هذا...
(في الصباح سأخبر والداي عن طلبك و ابلغك بما حدث)
كلمته الوحيدة خرجت محملة بوعد يحققه كل يوم معها منذ عرفها...
(سأنتظر)
اغلق الهاتف يراقب خيالها الذي اختفى شيئا فشيء...من كل ما يعتمل صدره الآن من مشاعر يظل شعور قبولها له طافيا على السطح يربت فوق بشاعة حقيقة القبول... غسق "روحه" ستصبح زوجته هو!!




...يتبع...









AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 11:51 PM   #515

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر



(وجيدة ابنتي في امانتك هي هنا بمفردها بعيدا عنا)
تقولها أم مودة أمام باب شقة ابنتها بعدما انتهت الزفة التي نالت اعجابهم جميعا و شعر فيها اهل العروس بالرضا و الفخر من حسن استقبال العريس و اهل حيه لابنتهم...ربتت وجيدة فوق كفها تقول بصدق
(ابنتك في عيني يا ام مودة و الله مكانتها باتت من مكانة أيوب عندي...ثم هي ليست بمفردها نحن اهلها هنا لا تخافي و تعالِ لنترك العروسين بحريتهما)
نزلتا معا درجات السلم و صوت رجب و شوقي يصلهما قبل ان يدلفا غرفة الضيوف... تكلم رجب بجدية تامة رافضا ان يستمع لقرار صديقه العنيد و الذي يعيب ضيافته...
(لا سفر الليلة يا شوقي يعني لا سفر...هل ستبيت في بيت غريب انه بيت اخيك يا رجل)
ضحك شوقي بمحبة يقول...
(دائما عامر يا رجب... و الله لا يوجد بيننا فوارق لكن علينا العودة كي نأتي باكرا بزيارة العروس)
تدخلت وجيدة تقول بعتاب رقيق...
(نحن واحد يا ابا مودة و بسم الله ما شاء الله لم تقصروا في حق ابنتكم...الحي كله يتحدث عن أثاث العروس و كرم اهل العروس)
جاء دور والدة مودة لتقول بفخر...
(لا يوجد اغلى من مودة عندنا يا وجيدة و لولا مسافة السفر لكنا حملنا أكثر من هذا بكثير)
ردد رجب بسعادة يقول...
(كلكم خير و الله يا أم مودة...ابنتكم باتت ابنتنا و في اعيننا و الله لا تخافا عليها)
بالخارج وقفت مسرة مستندة على سيارة من السيارات التي اصطحبتهم من البلدة الى هنا بنزق... اليوم كان طويلا و مرهقا و حذائها يتعب قدمها بقوة و بالداخل تتناطح الرؤوس الصلبة معا... والدها لن يغير رأيه و يبقى و العم رجب لن يتنازل عن كرم ضيافته بسهولة... ارتفعت عيناها للأعلى حيث طابق شقة اختها تبتسم بعبث بعدما تذكرت هيئة مودة المتوترة لتهمس...
(إياك ان تبكِ للرجل يا مودة ستفضحيننا)
زادت تخيلاتها و تعمقت لتفلت من بين شفتيها ضحكة مسموعة لكنها سارعت لتكتمها قبل ان تكتمل...لم تكن تعرف بأن هناك من استمع لها و قد كان في طريقه للسيارة كي يعيدها لبيت سليمان المراكبي...
(الفتيات لا تضحك في الشارع انتبهِ كي لا يتطفل عليك أحد خصوصا انك غريبة هنا)
التفتت بجزع بعدما اخافها صوته القريب تنظر له...انه نفس الشاب الذي اقلهم بسيارته خلف سيارة العروس...ابتعدت عن السيارة تنظر له بغضب لكنها قالت...
(الشارع خلى من ساكنيه فلا وجود لمتطفلين...بل يوجد متلصصين)
ضيق انور عينيه بحدة يتقدم منها بجسد متحفز يسألها بصوت خشن اخافها...
(ماذا تقصدين؟!)
عادت للخلف بقلق تهمس...
(لماذا غضبت أم أن من فوق رأسه بطحة يحسس عليها؟!!)
اتسعت عيناه بشرار غاضب و قد تقدم منها ينوي توبيخها بطريقة اغلظ لكن خروج اهلها اوقفه...قضمت شفتيها بخوف منه خصيصا نظراته المحدقة بها بغضب كبير...التصقت بوالدتها تخبئ وجهها خلفها حتى ينتهي سلامهم للعم رجب و زوجته و ترحل من امام هذا الغاضب...صوت رجب صدح مناديا لأنور برجاء...
(انور هلا اوصلت عمك شوقي و عائلته للبلدة بني)
عيناه حادتا عنها بصعوبة ليسيطر على نفسه قائلا بقبول خشن...
(امرك عمي...تفضلوا)
اندست جوار والدتها في المقعد الخلفي بينما والدها جوار أنور في المقعد الأمامي...غصبا تلاقت نظراتهما في المرآة الأمامية فرمشت بخوف و حرج لتحجب وجهها عنه في كتف أمها و التي تعلقت عيناها بشرفة شقة ابنتها تدعو لها بحياة جميلة كروحها المرحة...
بالأعلى....
عيناها انفرجتا بقوة تشاهد انعكاس صورتها على المرآة...جسدها المكشوف تماما من خلف قميص الشيفون القصير جدا جعلها تهمهم بخجل مميت...
(يا الهي ما هذا الشكل الفاضح؟!!!!)
هزت رأسها رفضا لتسرع ناحية الخزانة تفتحها و ترتفع يدها الى صف القمصان الطويلة...لكنها توقفت قبل ان تلمس أيًا منهم تقول بخجل...
(لكن أمي قالت القصير افضل و اسهل من الطويل)
عادت تنظر لنفسها انها عارية لا تمزح!!!...زفرت تهمس لتبدد خوفها و ترقبها...
(لا بأس هو زوجك الآن...إن لم يرَ هذا اليوم سيراه فيما بعد!)
ابتلعت ريقها و يدها تجذب قميصها للأسفل قليلا تداري فخذيها العاريين فهمست بنزق...
(ماذا أداري أنا بحق الله إذا نزعته كله اصلا لن يفرق!)
صوت طرقاته على باب الغرفة اجفلها بشدة...اغلقت خزانتها بأيد ترتعش ثم انحنت تلتقط مئزر قميصها تلبسه عله يستر جسدها و لو قليلا...أجلت صوتها لتهمس بنبرة مهتزة...
(ت...تفضل)
سمعت صوت مقبض الباب يدور و قلبها يكاد يخرج من فمها من شدة النبض...اطرافها تجمدت و انفاسها تسارعت بترقب يفتتها...راقبته يدلف بحلته الرسمية لينحني نبض قلبها في طريق آخر طريق اوله ايوب و اخره ايوب...كم يبدو وسيما في حلته و كم احترقت شوقا لتقولها له اليوم لكنها خجلت...
وقف امام باب الغرفة بعد فتحه بنفس غير راغبة بالمرة...ما يفعله في حق هذه البنت لا يرتضيه...لا يجوز ان يستغلها كي يتخطى مرحلة ما في حياته...التفت اليها يراقبها في قميصها المثير...و للعجب لا إثارة بداخله!!...هو يؤمن بأن المشاعر هي دفة القارب و لولاها لبقي القارب ساكنا في محله...ابعد عينه عنها و شعور الذنب ها هنا يتفاقم...أين كان عقله و هو يزج بها في حياته...و الأدهى ماذا سيفعل معها فيما هو قادم؟!...اتجه نحو الخزانة بلا حرف واحد يفتحها لكن صوتها الخجول اوقفه...التفت ينظر لها فوجدها تتجه الى طرف السرير تلتقط منامة رجالية من هناك و تتقدم منه بها تهمس...
(هذه هدية أمي لك...اتمنى ان تعجبك)
سحب نفسا عميقا ليهز رأسه و يلتقطها منها فأكملت بحروف تذوب خجلا...
(مسرة طرزت اسمك على احد الاكمام ايضا)
تقبضت يده فوق المنامة يغصب حروفه على الخروج...
(سلمت يديهما)
اتجه ناحية باب الغرفة يفتحه قائلا دون ان ينظر لها...
(سأبدل ملابسي في الغرفة المجاورة...خذِ راحتك)
اومأت له بتفهم رغم اصابة مشاعرها المتأهبة ببعض القلق من ردة فعله...لم تلمح في عينيه نظرة اعجاب واحدة همهمت بصوت موبخ لنفسها تتلمس الاعذار له...
(و ماذا تعرفين أنت عن اعجاب الرجال لربما اعجبته لكنك لم تلاحظي هذا)
مر وقت طويل كما تعتقد و لم يعد بعد...توجست بقوة مما يحصل فالتصقت بأذنها على الباب تتنصت لأي شيء لكن الصمت كان نصيب اجابتها...تمسكت بمقبض الباب تديره ببطء حرج من الخروج من هذه الغرفة بمثل هذه الملابس لكن قلقها عليه اكبر...اتجهت الى الغرفة المقصودة لكن الضوء الخافت في الصالة لفت انتباهها...عقدت ما بين حاجبيها بتعجب كبير لتتسع عيناها بصدمة حينما وجدته يغط في نوم عميق فوق الأريكة...بهتت ملامحها و شعور باليأس يتسلل بداخلها...كلمات قاسية تطوف في عقلها و كلها تصرخ بنفس الشيء "هل لم أعجبه؟!!"... لكنها تنهر نفسها بعنف و تعبه حقا باديا على وجهه...تحركت الى غرفة النوم مجددا تسحب غطاء و تعود له به تدثره جيدا و تراقب وجهه الغافي عن قرب...ابتسمت رغم كل شيء لتمتد اصابعها خفية و تلامس ذقنه ذو شعر اللحية النامي...دغدغت اصابعها شعراته فضحكت بخفوت لتقف خوفا من ان تقلق نومه و تعود للغرفة...ارتمت فوق السرير تغمض عينيها بتعب كبير اكثره كان بسبب قلقها من ليلة كهذه لتهمس بصوت نعس...
(لا بأس مودة لا تحزني فهو يبدو مرهقا حقا)
في الصباح...
ارتفعت كفه تدلك عينيه بتعب كبير بعدما اخترق نومه صوت الطرقات...ظن انه يحلم فعاود للنوم مجددا لكن الطرقات عادت من جديد...فتح عينيه تدريجيا و كان في حالة من فقدان الذاكرة المؤقت...ضيق عينيه بغباء يراقب الاثاث حوله بتعجب...اتسعت فجأة ليتذكر ما حدث بالأمس لقد تزوج فعلا و ترك عروسه في غرفة النوم بمفردها!!!...عادت الطرقات مرة ثالثة فتوجه الى الباب بعقل مشتت لم يسعفه ليخبئ غطائه حتى...فتحه لتطل منه أم أيوب تحمل بين يديها صينية كبيرة مزدحمة بأطباق عدة للفطور...ابتسامتها متسعة و نظرتها تحاوط ابنها بحنان...دلفت الى منتصف الصالة حيث طاولة الطعام تضع ما بيديها عليه و قبل أن تنطق بحرف صدمها الغطاء فوق الاريكة...التفتت تواجه ابنها بنظرات الشك و تسأله بتعجب...
(ما هذا يا معدول؟!!!...هل نمت في الصالة من اول ليلة؟!!!)
صوتها الذي بدأ يعلو دفعه أن يسرع بقوله...
(وحدي الله يا أم ايوب ليس كما تعتقدين الامر كله انني سقطت سهوا في النوم من كثرة التعب)
عوجت شفتيها بتأنيب تقول...
(و تركت المسكينة تنام بمفردها في ليلتها الاولى!!...يا مصيبتك في ولدك يا وجيدة يا فضيحتك!!)
اتسعت عيناه قائلا بدهشة...
(لا حول و لا قوة إلا بالله ماذا حدث لنذكر الفضيحة...و الله تشعريني بأنهم قالوا لك ابنك ليس رجلا انت تعيبين فيّ يا أم أيوب)
اقتربت منه بقلق ترى في عينيه عزوفا عن زوجته و كم يوجعها قلبها عليهما معا...ربتت فوق صدره تقول بهدوء...
(البنت لا ذنب لها كي تنام حزينة في ليلة كهذه بني)
ابعد عينيه عن عين أمه يعترف بأنه تلكأ بعدما بدل ملابسه امسا كي لا يدخل لها مجددا...و قد فضل المكوث بمفرده قليلا لكنه حقا لم يشعر بنفسه و هو يسقط في النوم لقد كان مرهقا بشدة...همهم بصوت مقتضب...
(لا يوجد حزن ان شاء الله... ان لم يحدث اليوم سيحدث غدا)
تغضنت ملامح امه بالغضب لتتكور كفها فوق صدره و تضربه بحدة قائلة بأمر موبخ...
(غدا يا معدول غدا!!!...اسمع يا أيوب ستدخل لزوجتك الآن و تجبر بخاطرها و تبدأ حياتك معها من هذه اللحظة)
تذمر برفض يسألها بتعجب...
(و هل الأمر بضغطة زر يا أم ايوب؟!...لا تقلقي سأبدأ حياتي معها و لكن ليس ضروري من الآن)
جذبته من منامته بحدة تقول بعدم تصديق...
(ما بك ايوب اصبحت غبيا...اهل الفتاة سيأتون اليوم ليطمئنوا على ابنتهم ماذا سنقول لهم بحق الله...ابني المعدول ترك ابنتكم ليغط في نوم عميق!!!)
احتلت الجدية ملامحها لتقول...
(الناس بالتأكيد لم يذوقوا النوم طيلة الليل و قلوبهم منشغلة على بكريتهم...أرح قلوبهم بني و دعهم يفرحون و يطمئنون عليها معك)
تنهد بتثاقل و همه يزداد فوق صدره...الأمر بالنسبة له مهمة ثقيلة لا يريدها...الآن على الاقل لأجل البنت لا لأجله هو...سيحتقر نفسه لو اجتمع بها دون مشاعر على الاقل انجذاب لها...في أي دوامة القيت نفسك ايوب؟!!
بعد قليل...
دلف غرفة النوم بهدوء كي لا يفزعها...تقدم من السرير يراقب نومتها عليه...لم تغير قميصها بعد حاول جاهدا ان ينظر لها بنظرة ذكورية عله يتمم مهمته و يخلص لكنه فشل...الأمر لا يحدث بمثل هذه الطريقة ابدا على الاقل في حالتهما...امتدت اصابعه لتصل الى ذراعها يربت عليه برفق مناديا اسمها...
(مودة...استيقظي)
انتفضت حينما وصل صوته الى اذنها...الليلة الماضية كلها انقضت في احلاما كثيرة عنه و معظمها كان غير اخلاقي بالمرة!...شعرت بالحرج فنفضت الغطاء عنها لتهب واقفة بسرعة كبيرة اصابتها بالترنح...و بخطوات غير محسوبة تعرقلت لتصطدم رأسها بخزانة الملابس القريبة من السرير...اغمض ايوب عينيه على صوت الارتطام لكن صوت تأوهها وصله ليفتحها و يسرع اليها...رفع كفه يدلك رأسها متسائلا...
(هل تؤلمك؟!... لم اقصد ان اخيفك حقك عليّ)
هزت رأسها نفيا تهمس بحرج من قربهما و قميصها الذي يسبب لها هي ارتباك...
(لا بأس لم أعتد بعد على وجودك معي)
نظر في عينيها الواسعة و قد تغلفت عيناه بالذنب تجاهها يسألها بصوت حزين لأجلها...
(لماذا تركتني أنام بالأمس في الصالة؟!)
دون قصد منها تعمقت في نظرتها اليه تهمس بصدق محب...
(كنت مرهقا جدا بالأمس فأشفقت عليك...آسفة لو ضايقتك)
ابعد عينه عنها و بداخله يود لو يطلب منها ألا تأسف هو هنا المتأسف الوحيد...تحركت يداه حيث كتفيها يزيح مئزرها عنها لتنكشف له بشرتها الخمرية...انفاسها تعالت لكنه مجبر ان ينهي كل هذا...عليه ألا يتراجع لأنه لو فعلها سيصيب حياتهما معا الركود...اسقط المئزر ارضا ليعود ينظر في عينيها بأسف جلي و يهمس بصوت مختنق...
(سامحيني...)
تمسكت بالغطاء تحكمه عليها جيدا و عيناها متسعة تناظر السقف...انتهى الأمر في دقائق معدودة لم تشعر فيهم بأي شيء سوى انه يقوم بواجبه فقط...لا تعرف هل هكذا تسير هذه الامور أم ان هناك خطبا ما معهما؟!...كانت تظن الأمر سيكون مختلفا عما حدث و ان مشاعرها بعد زواجها من حبيبها ستكون غير هذه المشاعر القلقة بداخلها الآن...صوت رشاش المياه توقف فعرفت انه انهى حمامه...اعتدلت تجلس فوق السرير تنتظر خروجه لتسمع منه أي كلمة فقد كان صامتا تماما و هذا يزيد خوفها...خرج لتتأهب كليا له لكن جملته المنتظرة اصابتها بالفتور...
(سأنزل لأم ايوب لاستقبال اهلك...اجهزي و انزلي)
لم تحرك ساكنا حتى خرج من الغرفة لترمش بعينيها متسائلة بجزع...
(هل بي خطبا ما ضايقه؟!!!)
و بالخارج توقف عند باب الشقة يعاود النظر للغرفة هامسا بضيق و ذنبه يلتف حول عنقه...
(لا تنظري لي بهذه النظرة المتسائلة فلا خطب بك صدقيني انا هنا من به العلة)
زفر بتعب يفتح باب شقته لينزل و يلتهي مع اهله لعل شعوره بالذنب يخفت و لو بنذر يسير...



...يتبع...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-20, 11:54 PM   #516

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر



تسكب الشاي في الاقداح الخاصة به بذهن متأهب...اليوم و بعد غياب دام طويلا خرجت تتناول الفطور مع والديها اللذان استقبلاها بفرحة غامرة...و بعد انتهاء الفطور طلب والدها ان تُعد لهم الشاي الذي اشتاق لمذاقه من يدها...انهت ما تفعله لتحمل الصينية و تخرج من المطبخ بعزيمة في اخبارهما بما نوت عليه...وضعت الصينية فوق طاولة الطعام تقدم الاكواب لوالديها ببسمة تحاول ان تستعيد بها نفسها القديمة رغم كونه مستحيلا...ارتشف والدها من كوبه ليطلق صوت تلذذه قائلا بسعادة...
(لا حرمني الله من مذاق شايك اللذيذ يا غسق...اشتقت و الله لبسمتك الحلوة يا ابنتي)
حافظت على بسمتها تهمس...
(آسفة لو تسببت لكما في الخوف طول الفترة الماضية...لكنني كنت متوترة من حادثة...السرقة... كما انه كان هناك اكثر من أمر يشغلني)
تكلمت والدتها بمحبة...
(ما يهمنا انك الآن بخير حبيبتي)
همهمت بخفوت...
(الحمد لله أمي)
شعرت بأن اللحظة قد حانت لتخبرهما بما في جوفها فقالت بصوت ثابت...
(أبي أمي هناك أمرا هام يجب ان تعرفاه)
تأهبت حواسهما لها فأكملت بنفس الثبات...
(هناك من فاتحني في أمر الزواج و يطلب منكما ميعاد كي يأتي مع اسرته ليتقدم رسميا)
تهللت اساريرهما خصوصا ان هذا الخبر تحديدا يدحدح كل مخاوفهما المتعلقة بحالتها الاخيرة...تكلم ثروت بتأثر كبير...
(يأتون بنيتي لنتعرف عليهم و نرى إن كان مناسبا لك)
شعورها بالراحة لم يحدث خصوصا بعد سؤال أمها المتوقع...
(من هو غسق هل نعرفه ام هو زميل لك من الجامعة؟!)
ناظرتها بوجه جامد الملامح و صوتها لم يتزحزح عن ثباته للحظة...
(هو ليس زميلا لي لكنكما تعرفانه)
سؤالهما خرج في نفس الوقت بفضول كبير..
(من؟!)
تكورت اصابعها اسفل الطاولة لتلقي اسمه في وجهيهما بجمود...
(كرم... ابن سليمان المراكبي)
حل الصمت المطبق للحظات طويلة...لحظات تناظرها امها بجهل كبير و كأنها تستمع لكلمات غير مفهومة من ابنتها... و يضيق والدها عينيه بعدم تصديق للأمر...صوت أمل خرج متسائلا باستهجان رهيب...
(من كرم؟!...تقصدين الصياد؟!!!!!)
ازداد تكور يدها لتهز رأسها بنعم جعلت والدتها تشيط من الغضب...بينما والدها تمالك نفسه يسألها بتريث...
(هل أنت متيقنة مما تقولينه يا غسق...انتما مختلفان كليا ما الذي اعجبك به؟!)
نظرت لوالدها تقول بهدوء عكس ما يعصف بروحها من الداخل...
(الاختلاف بيننا ليس كبيرا ابي يمكننا سد الفجوة بيننا و...)
تدخلت والدتها تهتف بحدة...
(بأي طريقة ستسدين الفجوة غسق...انت الدكتورة غسق و هو مجرد صياد غير متعلم يتشاجر طوال الوقت في الحي)
تمالكت نفسها كي لا تتهاوى قوتها فقالت...
(لكنه من عائلة كبيرة اسمها معروف و سيرتهم طيبة)
صرخت بها والدتها بغضب...
(ما دخلي أنا بعائلته هل ستتزوجينه ام تتزوجينهم...و عن أي سيرة طيبة تتحدثين ألم يكن لقائك الاول به خير شاهد على سوء تربيته...ألم يكن بحوزته مخدرات يا غسق الله اعلم يتعاطاها او يتاجر بها!!)
تحفزت ملامح غسق تدافع عن حقيقة تعرفها عن كرم...
(أمي كانت مكيدة مدبرة له هو ليس سيئا)
وقفت أمل تضرب بيدها فوق الطاولة تقول بدهشة...
(و تدافعين عنه ايضا!!...ماذا تنتظرين من رجل مثله دُبرت له مكيدة كما تقولين بمخدرات...هل تأمنين على نفسك معه هل تتمنين لأولادك ان يكون والدهم هذا!!)
صمتت غسق و قد تاهت كل حججها و كلام والدتها يخرسها بقوة...اكملت امل بحدة لتعيد لابنتها عقلها..
(ماذا عن الطبيب زميل أريج ألم تقولي لي انه معجب بك؟!)
تحفزت ملامح ثروت ليتساءل بترقب...
(أي طبيب هذا؟!)
تكلمت امل بحدة...
(طبيب تعرفت عليه في مشفى أريج و ابدى اعجابه بها من قبل...)
ذكر رامي هنا الآن ايقظ بها جروح عدة...تسألين اين رامي يا امي...لقد هرب من ابنتك التي باتت غير مناسبة له...اهتاجت بألم من الذكرى الموجعة لتقف تواجه والدتها و تقول بصوت متألم رغم قوته الظاهرة...
(الطبيب وجد نصيبه مع غيري أمي و لا تذكريه مجددا...انا موافقة على ابن المراكبي و لن اغير رأيّ)
هدأت أمل قليلا تزن كلمات ابنتها لتسأل بدهشة...
(هل ارتباط هذا الطبيب هو سبب حالتك في الايام الماضية... هل تودين رد كرامتك امامه بالزواج من أيًا كان حتى لو صياد يا غسق)
كان الامر فوق طاقة تحملها و هي بالكاد تحاول ان تتماسك هتفت بغصة مؤلمة في حلقها...
(لست تافهة الى هذا الحد الذي يجعلني اربط حياتي بشخص ما كي ارد كرامتي و اغيظ شخصا آخر...أمر رامي اغلق مذ فترة و لا دخل له مطلقا بما امر به)
تحركت الى غرفتها تفتحها و قبل ان تلج التفتت تقول بتصميم...
(كرم سيأتي مع والده نهاية الاسبوع ليطلبوا يدي منكما...رجاء وافقا)
اغلقت الباب خلفها لتتهاوى أمل فوق كرسيها تنظر لزوجها بعدم تصديق و تهمس برفض قاطع...
(مستحيل ما سمعته هذا... لن اسلم ابنتي لشاب اقل منها في كل شيء... مستحيل يا ثروت)
زفر ثروت بتعجب من موافقة ابنته...يعرفها دوما تدرس خطواتها و تختار الانسب...و ان كان كرم رجل يعتمد عليه و شاب محل ثقة فهذا لا يعني ان يمنحه ابنته الوحيدة...لا توافق بينهما مطلقا و لا يعرف أي حياة هذه التي ممكن ان تجمعهما...لو سار خلف رغبة ابنته العجيبة سيدفعها لخسارة كبيرة... اردف بصوت ابعد ذهوله منه بأعجوبة...
(الحق يقال يا امل الشاب جيد ليس كما تظنين لكنه غير صالحا لابنتنا بالمرة...)
هتفت أمل بجدية تامة تقول...
(جيد سيء فلنفسه يا ثروت...ابنتي ان كانت تتصرف برعونة انا لن افعل مثلها... حتى لو تطلب الامر ان اطردهم من بيتي نهاية الاسبوع دون رجعة)





...انتهى الفصل...
...قراءة ممتعة...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-20, 12:15 AM   #517

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 79 ( الأعضاء 24 والزوار 55)
‏AyahAhmed, ‏جزيرة, ‏Walaa sham, ‏asmaaasma, ‏أمل و ترقب, ‏Saro7272, ‏mariam sayed, ‏منال سلامة, ‏MonaEed, ‏toka_16, ‏noga2009, ‏هيفااا, ‏Booo7, ‏ام جواد, ‏rowdym, ‏Dall, ‏رودينا ابراهيم, ‏nonog, ‏47Asmaa, ‏•.نســــــناس الليـــل, ‏سيلينان+, ‏ghada.samir, ‏zezo1423, ‏@جار القمر@



AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-20, 01:57 AM   #518

انجيليك

? العضوٌ??? » 445396
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » انجيليك is on a distinguished road
افتراضي

ووووااوو الفصل خرافي ابدعتي شكراً على هذه الروايه الجميله لا اعرف كيف ساصبر حتى الاربعاء القادم 🥺🥺🥺
متشوقه جداً للفصل القادم
شكرًا انتي رائعه بكل معنى الكلمه انتظرك الاسبوع القادم بفارغ الصبر ❤❤❤😍😍♥♥♥♥


انجيليك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-20, 02:33 AM   #519

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


اخص عليكى ياامل هتطردى الحاج سليمان وكرم ربنا يسامحك
غسق بقى عندها شعور رهيب بالنقص وصعب جدا تتجاوز اللى حصل وللأسف هتفضل خايفة ومرعوبة وحاسة بنظرات اللى حواليها كلها متوجهه ليها وبيتكلموا عنها .. تجربة قاسية اللى دخلت فيها ورعبها الاكبر من معرفة ابوها وامها بخبر زى دا فى وحيدتهم
كرم وكسبه لعقلها بمواقفه وكلامه مستنين دخوله لحياتها عشان يكسب قلبها كمان
فلك وحياتها اللى دخلت فيها احساس فلك كله متجه لمشاعر الابوه من طارق اللى بتتشربها بكل قوة انما الزوجة مش موجودة اصلا غير اما طارق بيطلبها
ميرنا ولسه الحرب بينها وبين فلك اللى بتحاول تتجنبها على اد ما تقدر وطبعا هيام ولبنى مش سايبين فرصة لإشعال الحرب بين الجهتين
مودة الى حققت حلم عمرها عشان يصدمها ببروده معاها وتصرفاته الغريبة اللى هى مش قادرة تفهمها
مسرة عسل ودمها خفيف جدا اتمنى تقع مع انور عشان تبقى احلوت والله
جزء من حياة جبل الجليد بدأ يظهر فى ابنه المنقطع عن العالم واللى مؤيد لغاية دلوقتى مش قادر يجيبله مربية دائمة وكلهم بيتركوا الطفل المسكين ويمشوا
لمحه خاطفة من حنان غير مكتمل وفضول لمعرفة الرسمه اللى فى جيبه اخدها من مين
ياترى ايه السبب فى الحالة الغريبة دى وهل دا ليه علاقة ببرود مؤيد
الفصل روعه تسلم ايدك يا يويا


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-09-20, 03:03 AM   #520

Arjoana

? العضوٌ??? » 370019
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » Arjoana is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل
ام غسق أكيد ماراح توافق الا اذا درت باللي صار لبنتها والله يستر مانبيها تأخر زواجهم أنتظر اللحظة اللي بيكونون فيها زوجين 😻😻
...
أيوب الله يكون في عونه ونتمنى تكون مودة متفهمة معاه
.
.
.
(الناس بالتأكيد لم يذوقوا النوم طيلة الليل و قلوبهم منشغلة على بكريتهم...أرح قلوبهم بني و دعهم يفرحون و يطمئنون عليها معك)

هل يحدث هالكلام في الواقع .. هذا فيه إحرااج للبنت وعدم ثقة فيها ياإلهي


شكرا عالفصل ومتحمسة للفصل القادم ⚘⚘⚘


Arjoana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.