آخر 10 مشاركات
651 - الجميلة والسجين - Iris Carole - د.م (الكاتـب : الحبــ الكبير - )           »          69– يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة(حصريا) ( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          سكنتُ خمائل قلبك (3).. سلسلة قلوب مغتربة *مكتملة* (الكاتـب : Shammosah - )           »          فوق رُبى الحب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree859Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-20, 11:07 AM   #621

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rana m. M مشاهدة المشاركة
الحقيقة اني اول مرة اكتب كومنت علي المنتدي هنا بس انا بحب جدًا ان حد بيتطرق لقضايا الاغتصاب في مجتمعنا العربي و نظرة الناس ليهم ، مع ان القصة مكانتش من بداية الرواية الا اني مبسوطة و مستمتعة جدًا بيها، اتمني من قلبي انك تعرضي الجوانب النفسية للشخصية المغتصبة (غسق) و تبيني لنا مثلًا طريقة لبسها خوفها و توترها خطوة بخطوة ازاي هتتلغب علي الحاجز النفسي دا ، و ياريت ياريت يكون في دماغك إن كرم مياخدش حقها و خلاص من غير ما حد يعرف ياريت الكل يعرف لأنها معملتش حاجة غلط و مش هي الـ لازم تخاف او تتحرج بالعكس هي مجني عليه مش جاني.. انا طولت اوي بس انا حقيقي مستمتعة بكل حرف بتكتبيه تسلم أيدك و شكرًا إنك عرضتي القضية دي شكرًا من قلب قلبي ♥️♥️♥️♥️
اهلا بك حبيبتي وجودك اسعدني و ممتنة لرأيك الجميل♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 12:39 PM   #622

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

مبروك الرواية الجديدة قرأت الفصل الأول منها البارت رائع واسلوبك حميل حدا
يسلمو اديكي يا رب 💖💖💖💖💖💖💖💖👍👍👍👍👍👍👍👍


راما الفارس متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 04:35 PM   #623

Mon abdou

? العضوٌ??? » 449919
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » Mon abdou is on a distinguished road
افتراضي

ياترى ياترى اخبار غسق ايه واريج هيحصل ايه
بس جامدة جامدة الاحداث


Mon abdou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 07:06 PM   #624

مهيف ...

? العضوٌ??? » 373083
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 498
?  نُقآطِيْ » مهيف ... is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووووووور

مهيف ... غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 09:22 PM   #625

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 6 والزوار 15)

‏موضى و راكان, ‏شارلك, ‏Gufran 97, ‏الثقلين, ‏راما الفارس, ‏سيلينان


فى أنتظار منتصف الليل يا أيويا


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 10:01 PM   #626

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,076
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير ..🌹🌹

تسجيل حضور ❤
بانتظار الفصل ✋


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 10:20 PM   #627

ميرنا ميار

? العضوٌ??? » 441360
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ميرنا ميار is on a distinguished road
افتراضي

روايه تحفه بالتوفيق ان شاء الله

ميرنا ميار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 11:23 PM   #628

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع عشر


الفصل التاسع عشر



السكينة
ذلك الشعور بالراحة بعد الأنس...بعدما يتآلف قلبك مع قلب آخر فتملأ الطمأنينة روحك... بعدما تصل بعد رحلة متعبة لنقطة نهاية فتجد بها الفوز...بعدما تملك يدك حلما حلمته منذ صباك و منّ الله به عليك... هكذا يستنير داخلك و يستكين...
تحرك في سريره ينقلب على جانبه فيشعر بشيء غريب لم يعتد عليه بعد... جعد ما بين حاجبيه يفتح عينيه ببطء فتتوقف حدقتاه على هذه الصورة أمامه... كفه المستريح عند الوسادة تستقر بوجنتها داخله كعصفور يلمس الدفء في عشه... عدل من وضع رأسه ليتمكن من رؤيتها بشكل أوضح... انها هنا معه ملك يمينه هو... لولا تعبه الكبير و ارهاقه ما كان سقط في النوم عقب عودته من صلاة الفجر بل كان سيظل مستيقظا يراقب غفوتها الحلوة جواره... اتكأ على ذراعه النائمة هي على كفه لينهض بنصف جسده يراقبها من علو... لحظات مرت و هو يستشعر ملمس بشرتها فوق جلده... و هو يستقبل انفاسها بين اصابعه... و هو يراقب شعرها الطويل خلفها... مال بوجهه عليها يستنشق عبق انفاسها الناعمة المداعب لوجهه... ابتسم بسمة مرتاحة زادته رجولة دافئة...لاحظ تغضن وجهها لثوان ثم عاد لطبيعته المستكينة فانقبض قلبه هلعا من ان تكون قد راودتها كوابيسا بشعة عن حادثها... سحب نفسه بقوة يصبر نفسه بأن حقها سيعود بيده لا مجال للشك... لا لن يفكر على الاقل الآن و هما بهذا القرب الخيالي بالنسبة له في امور سيسعى كي يحررها منها... تحركت رأسها فاحتكت وجنتها الملامسة لكفه به فزادت بسمته و حركتها هذه تبعد عن عقله التفكير... كقطة ناعمة صغيرة و عنيدة لعبت فتعبت و استكانت في حضن صاحبها... مال مجددا ليقترب من وجهها اكثر يتمتع بما سيطول به الوقت كي تمنحه له لكنه الصابر في عشقها للأبد...دون قصد منه تلامست انوفهما فسرت رجفة تخص لمسها بداخله... ضحك بخفوت يدقق في ملامحها و يتشرب كل أنشا بها ليهمس بصوت متأثر بقربها هذا...
(إنه الصباح الأجمل على الإطلاق)
ارتفعت شفتاه يلامس بخفة حذرة مقدمة أنفها مرتين متتاليتين ثم يبتعد بوجهه ذي البسمة الراضية قائلا بخفوت...
(انارتي دنياي يا غسق روحي من بعد طول انتظار كاد يقتلني)
جعدت ما بين حاجبيها بصورة اوضحت انها على وشك الاستيقاظ... التفت ينظر الى شرفة الغرفة الواقعة خلفه ليلاحظ توهج اشعة الشمس فتوقع ان حبة المنوم قد اوشك مفعولها على النفاذ...
صوت الطرقات المفزعة فوق باب غرفته جعله يلتفت تجاه الباب باستنكار للوهلة الأولى...من هذا الذي يدق بابه بهذه الصورة الضوضائية؟!!...انتفضت جواره مع تكرار الدق للمرة الثانية فخرج صوت فزعها متوترا...انزل بصره سريعا يراقبها مهمها بخفوت
(اسم الله حولكِ...لا تفزعي)
ارتفع له ليلها القابع في عينيها يحمل بقايا النعس فيترك بصمة لم يكن يحلم يوما في ان تُمنح منها له...تناظره نظرة مفزوعة تحمل التساؤل و التعجب و هناك خجل يزيدها جمالا يتسلل ببطء اليها فيبدو عقلها يبلغها بمعلوماتها بصورة متأنية...و حينما اكتملت الصورة استقامت بسرعة تسحب وجنتها و انفاسها بعيدا عنه لتجلس مكانها و تسأله بجزع...
(ماذا يحدث؟!!!)
عيناه ارتفعتا الى الباب مجددا لتحتقنا بضيق متوقعا هوية الطارق... لكنه عاد ينظر اليها يقول بهدوء و يده تتحرك امام وجهها يطمئنها...
(لا شيء اهدئي احدهم يدق الباب)
انفاسها لم تنتظم بعد فتناظره بشفتين منفرجتين تسحبان قدرا كبيرا من الهواء و نبض قلبه يتأرجح بجنون...ضيقت عينيها تسأله بتعجب مستنكر...
(هل تُدق الابواب بهذه الطريقة؟!... قلبي سيتوقف عن النبض)
حطت عيناه على كفها الذي وضعته تزامنا مع جملتها الأخيرة فوق قلبها لتهمس نفسه بصدق...
(و خافقي ايضا...قربك مهلك اكثر من بعدك!!)
لكنه تكلم بهدوء مسيطر يطمس جنون مشاعره الغير مصدقة انه يجري حديثا فوق سريره مع غسق...
(اصبحنا في الظهيرة على ما اعتقد فالشمس ساطعة بقوة بالخارج لذا ينبهوننا ان نستعد فالمهنئون سيأتون قريبا)
ابعدت يدها عن قلبها تومئ له بتفهم ما لبث ان تحول لضيق بعدما اجفلت من دق الباب بنفس الطريقة الغوغائية مجددا...ابتلعت ريقها تنظر له قائلة برجاء
(ارجوك انظر من بالباب و دعه يتوقف)
قد ظن ان من بالباب ابتعد بعدما طرقه لينبهما لكنه تعجب بل و غضب من استمرارية إلحاحه المفتقرة للذوق...لو كانت والدته لكانت دقت منادية عليه و رحلت و هبه تتحرج من الاقتراب من غرفته كي تعطيه حريته لا يوجد سواها!!!...ازاح مفرش السرير عنه ليقف ينتعل نعله و يتوجه ناحية الباب بخطوات تشعر بالضيق حقا...فتحه بحدة لتطل سهر بوجهها المتبسم بشكل مبالغ به...تكلم بحدة مقصودة و وجه ملامحه غاضبة...
(ماذا هناك يا ام مازن؟!)
عبرت عيناها من خلف كتفه تجولان في المساحة المتاحة للنظر من الغرفة بسبب فتحة الباب الضيقة...لم تستطع رؤية شيء سوى ساقي غسق المستترة اسفل مفرش السرير...حركته المباغتة و التي سحبت الباب اكثر ليضيق فتحته و يسد هو بجسده غرفته عن رؤيتها جعلها تنظر له قائلة بسماجة..
(حقك علينا يا عريس ابعدناك عن عروسك لكن امي الحاجة قالت ننبهكما لتتجهزا فالمهنئين على وشك الحضور)
بصوت جامد رد عليها و نظرة عينه تبلغها رغبته الشديدة في أن ترحل من هنا...
(نحن مستيقظان و سنتجهز يمكنك الذهاب الآن)
اومأت بنظرة سوداء تهمهم بكلمات مباركة لا تحمل من المباركة شيء سوى حروف يختبئ خلفها حقد كبير...اولته ظهرها لتبتعد لكن صوته اوقفها حينما قال بتحذير...
(لا تتعبين نفسك مجددا معنا يا أم مازن...نستطيع تولي امورنا)
التفتت تناظره من خلف كتفها بوجه محتقن ما لبث ان تحول لباسم فتومئ قائلة بينما تؤشر على عينيها...
(من هذه العين قبل الأخرى...كم كرم لدينا لنهيئ له جو يليق بعروسين!)
حرك رأسه بهزة بسيطة ليغلق الباب دون كلمة واحدة...بينما هي جزت فوق اسنانها بغيظ و كفاها يشدان جلبابها بغضب كبير...همهمت بلسان متوعد و متمني ان تتحقق امنيته ذات العقلية البسيطة و ربما المحدودة...
(هانت و لم يبقَ سوى القليل لنعرف و ينكشف المستور)
اغلق باب الغرفة متوجها للداخل فوجدها قد نهضت من السرير و تقف عند الخزانة تستخرج ملابس منها...اكمل خطواته للداخل يحاول ان يتصرف بشكل عادي رغم ان قربها بهذه الصورة شديدة الخصوصية معه في غرفته يدك ابراج التعقل في عقله...التفتت بعدما اخذت ما تريد تحدثه بنبرة محرجة دون ان تنظر في وجهه هامسة..
(سوف استخدم الحمام)
ضمتها عيناه بحنان جارف يراقب وقفتها المتوترة بهذه المنامة الحريرية الناعمة التي ابرزت انوثتها برقة تسلبه ارادته...اشاح بوجهه عنها يتحرك تجاه الخزانة قائلا بصوت هادئ...
(خذي راحتك انا لن احتاجه الآن)
اسرعت للداخل تغلق الباب خلفها بإحكام ليس خوفا منه بل حرجا من الموقف كله...عقلها لا يستوعب بعد انها و كرم باتا زوجين يعيشان في غرفة واحدة...علقت ملابسها لتبدأ في فك ازرار منامتها هامسة بحرج مرتبك...
(ستعتادين يا غسق عليك ذلك فالرجل تورط معك دون ذنب و يبدو متعايشا اكثر منك مع الأمر)


بعد دقائق انهت حمامها و لفت شعرها الطويل في المنشفة الصغيرة لترفعه فوق رأسها...نظرت حولها بتفحص لتتأكد من ان كل شيء نظيفا جافا حتى إذا أحب ان يستعمل الحمام بعدها لا يستاء...تنهدت بحرج شابه الحزن هي حتى لا تعرف عنه أي شيء بصورة خاصة...ماذا يحب و ماذا يكره و هذا سيجعلها دوما مشدودة الاعصاب في تعاملها معه كي لا تزعجه...زفرت نفسها ببطء لتأخذ شهيقا كبيرا بعده و تتمسك بعتلة الباب تفتحه...
خرجت تتوجه ناحية طاولة الزينة فلفت نظرها انه ليس هنا...دارت بعينيها لتتسع بصدمة خجولة حينما وجدته يوليها ظهره عند خزانة الملابس...يرتدي بنطال قطني رمادي اللون و جذعه العلوي عارٍ بينما يرفع جلبابه الأبيض بين يديه و يدخله في رأسه...اشاحت بوجهها بسرعة ترمش بعينيها مرات متتالية بتوتر من رؤيته هكذا...توجهت للمرآة عند طاولة الزينة تلهي نفسها في فك المنشفة عن شعرها حتى ينتهي...ابعدتها لينسدل شعرها الطويل المبتل خلف ظهرها...تناولت فرشاة الشعر تمشطه بهدوء خارجي بينما داخلها يقفز كحبة ذرة وسط الزيت الساخن...الجو حولها مربك جدا و لا تعرف كيف ستعتاد كل هذا و الى متى سيستمر هذا الزواج؟!!!...سرحت اثناء تمشيط شعرها في صورتها عبر المرآة تتساءل مرارا أهذه هي غسق نفسها التي اعتادت النظر اليها؟!!...
بينما هو انهى ارتداء جلبابه الأبيض فتمسك بأزراره العلوية يغلقها اثناء التفاتته...عيناه لمحتا ظلها عند طاولة الزينة فتعجب متى خرجت دون ان يشعر بها...رفع بصره اليها لتتوقف اصابعه عما تفعله و تبقى معلقة في الهواء كحال نظراته المعلقة عليها هي...نظراته انسابت عليها بتمهل يرتفع معه ضغط دمه تدريجيا...منامتها القطنية رمادية اللون ذات الورود الحمراء الصغيرة تفصل جسدها بأنوثة تحرقه...شعرها هذا الليل الطويل الذي خر صريعا له منذ زمن يتطاير يمنة و يسرى يوزع قطرات الماء الملتصقة بنهايته حولها لتزيد لهيب قلبه بدلا من أن تطفئه...كل ما بها بات امامه دون حدود او قيود كلها باتت له بعد سنوات طوال...همهم بانشداه تام دون ان يحيد ببصره عنها ينعي حال نفسه و لا يعرف كيف سيتحمل القادم...
(يا ويل قلبك يا ابن المراكبي!!)
تحرك نحوها دون شعور فقط يتبع مطلب قلبه بأن يقترب...يتعمق...يلامس جمالها...يضم خصرها الذي يداعب كل حواسه بيده ليميل بعدها على اذنها يهمس بحروف حبه لها...
(أخيرا أنتِ هنا يا غسق )
لكن قدمه التي اصطدمت بالطاولة الصغيرة اوقفته و جعلتها تلتفت بأعين قلقة...اشاح بوجهه يهدأ من انتفاضة جوارحه المتأثرة بقربها يجز فوق ضروسه لاعنا هذه الطاولة...صوتها المتوتر جعله ينظر لها يتأمل ملامحها المشرقة بعد حمامها الصباحي...
(هل أنت بخير؟!)
كبح بصعوبة مشاعر جمة تقوده الى الجنون بها...حافظ على ملامح وجهه العادية ينظر لها بأعين غامضة قائلا بهدوء...
(الفطور جهز)
لم تلحظ من البداية هذه الصينية الكبيرة الموضوعة فوق الطاولة التي اصطدم بها سوى بعد اشارته عليها...تقبضت فوق فرشاتها بحرج من مشاطرة الفطور معه...همهمت بسؤال خافت متلعثم لم يكتمل لكنه فهمه دون مجهود
(متى...؟!)
تحرك ليقف جوار كرسي من اصل كرسيين موضوعين حول الطاولة يقول...
(أمي احضرته و أنت في الحمام...تعالِ)
اومأت بموافقة تعيد الفرشاة مكانها و تتوجه اليه...جلسا سويا حول الطاولة لتمتد يده و يزيح المفرش الأبيض الذي يغطي محتوياتها...تجهمت ملامحها بشدة و هي ترى أن طعام الافطار ليس الطعام الذي حضرته والدتها...بللت شفتيها بلسانها بضيق تحاول ايجاد حل غير جارح تفهمه عبره انها مستحيل ان تأكل طعام بيتي من أناس لا تعرفهم بعد...غصبا عنها لا تستطيع فبعد محاولات عديدة من ديما على مدار سنوات تقبلت الأكل في المطاعم...ماذا تفعل سيظن انها تقرف منهم و لا يعرف هو مطلقا عن وسواس نظافتها!!!...صوته اخرجها من تفكيرها حينما قال بدعوة دافئة..
(بسم الله هيا مُدِ يدكِ)
قضمت شفتيها تنظر له نظرة متوترة فهمست...
(هل سنفطر هذا الفطور؟!)
عيناه تحركتا بين اطباق الفطور...العديد من الطيور المحمرة المختلفة و بعض المقبلات كالسلطة و المخلل و كأسين عصير...ضيق عينيه يعاود النظر لها متسائلا
(ما به؟!)
تنفست بحرج تقول...
(آسفة لا استطيع تناول هذه الانواع من الطعام في وقت باكر من اليوم)
لانت ملامحه يراقب كل خلجة من خلجاتها قائلا بمتعة خفية تلفه...
(نحن اصبحنا في وقت الظهيرة!)
ابعدت عينيها عنه تقول...
(اعرف لكني لست معتادة على تناول هذا الطعام فور استيقاظي...معدتي ستتعب)
اقترب بجذعه قليلا من كرسيها يسألها بجدية...
(هل تحبين ان اطلب لك فطور غيره... جبن و بيض مثلا؟!)
ارتبكت بشدة لتسرع بقولها...
(لا ابدا ليست لدي شهية على كل حال...سأكتفي بهذا العصير)
امتدت يدها تلتقط كأس العصير تقربه من فمها بتردد كبير لكنها في لحظة تخلد لها تغلبت لجزء بسيط من الوقت على وسواسها و ارتشفت قطرات معدودة منه...
لاحظ ترددها ففطنت نفسه ما تشعر به بسهولة كحاله معها دوما...هل روحها شفافة امام عينيه زيادة عن اللازم ام هو العشق ما يجعلنا مقترنين بأرواح من نحب لدرجة الشفافية؟!...اعتدل في كرسيه يمد يده الى الصينية و يلتقط دجاجة محمرة يقطعها الى اجزاء ثم يفصص لحمها و يحمله مباشرةً الى فمها بينما يقول...
(عليك ان تكوني شديدة الحرص مع أمي فيما يخص المطبخ و الطعام...فهي امرأة شديدة النظافة لدرجة كبيرة اتعبت معها كنتيها في بداية زواجهما)
اجفلت بشدة حينما حطت يده قرب فمها...فرفعت عينيها اليه بدهشة زادت مع كلماته و كأنها تسأله بلا صوت كيف استنبطت ما كنت افكر فيه...حرك يده امام فمها يقول بنبرة شديدة الدفء...
(سمي الله و كُلي... لن تتعب معدتك)
احرجها و اربكها بشدة فلم تجد مفر سوى ان تتقبل ما بيده ...اقتربت بفمها منه ليطعمها برفق كبير...كرر ما فعله مرات متتالية حتى همست هي بحرج متوتر...
(لقد شبعت حقا لا استطيع ان آكل أكثر من هذا)
مد يده مجددا بقطعة لحم جديدة يقول بوعد...
(هذه اخر قطعة)
شعرت بالتخمة معترفة ان الطعام لذيذا جدا و مع اطعامه لها نسيت تماما مخاوفها من النظافة كما لم تشعر بخوفها من قربه...كرم مختلف...كرم مرفأ الأمان هذا ما يعرفه عقلها عنه للآن...اومأت بموافقة تقترب من يده و تلتقط اخر قطعة...مضغتها بتمهل لم يدم طويلا حينما لامست اصابعه شفتيها دون سابق انذار فتوقف كل شيء بها مجفلا...انفاسها انحصرت داخل صدرها و هي تراقب عينيه المتسمرتين فوق فمها...حرك اصبعه ملامسا شفتها السفلى ببطء و كأنه يمسح شيئا ما...ابعد يده عنها يتوجه بها الى فمه هو يلعق اصبعه المحمل بنعومة شفتيها...عادت برأسها للخلف و جسدها يشع حرارة من فرط الحرج الذي تمر به...انه يتعامل بحرية كبيرة معها...حرية زوجين!!!
(الحمد لله الذي اطعمنا و سقانا و جعلنا مسلمين)
دعاؤه دفعها لأن تقف مسرعة متجهة الى الحمام تتمتم بالحمد لله على نعمة الطعام...راقبها حتى اغلقت الباب لتتسع بسمته فيرفع اصبعه الذي تذوقت خلاياه شفتيها يمرره بسعادة فوق شفتيه...
بعدما انتهى وقت الفطور و غسلا ايديهما اجتمعا مجددا قرب السرير بعدما طلب منها هذا...وجنتاها تحترقان بخجل طبيعي مما افتعله على الفطور حتى و ان كان بحسن نية لكنها ترسم الجدية فوق ملامحها بينما تنظر له منتظرة ما سيقوله...انحنى يلتقط عباءة بيضاء نسائية بفصوص ذهبية لامعة ترصع صدرها كله كحال اطراف اكمامها و ذيلها المتسع قائلا...
(ارتدي هذه العباءة عند مقابلة أمي و النسوة)
عقدت ما بين حاجبيها تقول بعدم فهم...
(لدي عباءة بالفعل لمقابلة المهنئات)
لكن صوته خرج مصمما بينما يضع العباءة بين يديها..
(أريدك ان ترتدي هذه... ان لم يضايقك)
هزت رأسها بلا بأس تأخذها منه...ترددت ان تدخل الحمام مجددا و لا تعرف لماذا شعرت بأنها ان فعلت هذا ستكون غريبة الأطوار...لذا دون مماطلة في التفكير رفعت العباءة الى رأسها ترتديها امامه فوق منامتها القطنية...احتجبت رأسها قبل ان تنزلق العباءة على باقي جسدها في ثوان معدودة لكنها كانت كافية لتتبع عيناه دون شعور منه جسدها الرشيق و مواطن انوثتها الناعمة...انسدلت العباءة تغطي جسدها كله فزفر هو نفسا محترقا يعاني تعب الصبر...احنت عنقها تعدل اكمام العباءة فتقدم منها يمد كفيه و يلتقط شعرها من اسفل ياقة العباءة و يسحبه للخارج تحت نظراتها المتوترة...ابتعدت للخلف عنه بعدما انتهى تهمس بخفوت
(شكرا لك)
تحرك مجددا الى السرير يداري تأثره برائحة الخزامي "اللافندر" المنبعثة من شعرها يلتقط هذه المَحْرُمة البيضاء...عاد بها اليها يفتح كفها و يضعها بداخله قائلا بصوت جدي...
(اعطي هذه لأمي حينما تدلف الى هنا)
تطلعت في المنديل بين يديها بجهل جعلها تضيق عينيها و تسأله بعدم فهم...
(أعطي لوالدتك هذا المنديل؟!!!)
تلاحمت نظراتهما لفترة...هي تعاني عدم الفهم التام و هو غامضا يتعمق في ليلها المنير...لحظات مضت حتى اتسعت عيناها بقوة و قد فطنت ماهية هذه المَحْرَمَة فتخضب وجهها بحمرة الانفعال ففي هذه اللحظة لا مجال للخجل بل هناك مساحة كبيرة للغاية للذل!...اسبلت اهدابها للأسفل تكور اصابعها فوق المنديل و تهمس بصوت مبحوح...
(لماذا اعطيها شيئا كهذا؟!)
هذه الهيئة امامه لا يحبها بها...هذا الخزي الذي تتشح به ليس لها...لا يحق لفتاة مثلها سوى الشعور بالعزة و الكرامة...تكلم بصوت متضايق بسبب حالتها..
(لأنها يجب أن تراها)
دون ان ترفع وجهها جادلته بنفس البحة الذليلة...
(لا اعتقد انه يحق لأحد ان يرى شيئا شديد الخصوصية مثل هذا...انه ينتمي للزوجين فقط!)
لو عليه يقسم بالذي خلقه لم ليكن يمنح هذا الحق لأيًا كان حتى لو والدته و رضوخا لعادات يسيرون عليها...لكنه مجبر لأجلها هي كي يقطع الشك باليقين التام أنها لا غبار عليها حتى تخرس الألسن الحقيرة و تنحسر البلبلة ليكمل بحثه عن قليلي الشرف اللذين فعلا هذا بها...لذا تكلم بجمود غير قابل للنقاش...
(انها عاداتنا على نساء البيت رؤيته كي يباركن لك)
هربت منها انفاسا مرتعشة تومئ برأس منكس لا يملك القدرة على الرفض...اتجه هو الى باب الغرفة قائلا
(تجهزي لاستقبال المباركة و كوني طبيعية)
عيناها تسمرتا على المنديل في يدها فتحركت اصابعها تفتحه بشعور قابض على الروح...شهقت بجزع جعله يتوقف قبل ان يلمس مقبض الباب...ركضت اليه بأعين متسعة تقول بصوت منفعل...
(كنت أظنه لا يزال نظيفا و انا من سيهتم به... يا الهي هل جرحت نفسك؟!!)
يداها تحركتا اليه بعفوية تتحس ذراعاه بقلق مرتسم على محياها...ملامستها له و خوفها هذا عليه حتى و ان كان يصدر منها بشكل غير مقصود به أي مشاعر خاصة يذيبه كليا...برفق امسك يديها يعيدها جوارها قائلا بحنان...
(لا تفكري في شيء سوى ان تبتهجي كي لا نثير شكوك أحد...و لا تخرجي من الغرفة مطلقا امي ستهتم بأمر من سيدخل لك و من لا)
عيناها تحملا دموعها المحجوزة بضعف بينما تتفحص وجهه بنظرات متألمة...ارتعشت شفتاها بقوة تهمس بخزي
(نحن هكذا نكذب عليهم...أنت لا ذنب لك في كل هذا)
اقترب منها يضع كفه خلف رأسها و يقرب جبهتها من فمه يطبع قبلة حانية ثم يبتعد ببسمة صغيرة قائلا...
(مبارك يا عروس)
فتح الباب ليخرج منه متأهبا لمقابلة الرجال و استقبال التهاني مع والده و أخويه...تاركا إياها خلفه تنظر في اثره بأعين غير مصدقة أن كل هذا يصدر منه...من كرم "زوجها"!!!...


بعد وقت قليل...
دلفت أمه و أختاه و زوجتا أخويه اليها...تنقلت بين ايديهن يقبلنها و يباركن لها ببشاشة و محبة مقروءة في ملامحهن...جاهدت لتحافظ على قوتها فطيبتهن معها تزيد شعورها بالنفور من نفسها... انها ستخدعهن و تكذب عليهن هناك شعور قاسي بداخلها يقتلها لأجلهن...و اثناء انشغالهن بها تسللت سهر بخبث الى السرير تراقبهن جيدا قبل ان تمد يدها خفية ترفع المفرش عنه... ستموت من فضولها لتعرف هل تم الأمر أم لا و هل هي حقا فتاة أم صدقت الاشاعات عنها... التقطت اصابعها المفرش و قبل ان ترفعه قبضت يد قمر فوق يدها تنزل المفرش و تقول بهمس غاضب للغاية...
(ما هذا الذي تحاولين فعله بالضبط؟!!!)
رغم توتر سهر إلا انها تماسكت لتنظر داخل عيني قمر تهمس بفحيح سام...
(ما بك قمر كنت اطمئن على عروس أخيك)
اعتصرت قمر كفها بين يدها تهمس من تحت ضروسها بضيق...
(و من أنتِ كي تطمئني أو لا؟!!)
اقتربت منها سهر تهمس جوار اذنها بوسوسة هي استاذة بها تبث الشكوك و الحقد...
(معذورة يا قمر فأنتِ لم تعرفي بعد ما عرفناه نحن)
ضيقت قمر عينيها تجذب زوجة اخيها اليها بقسوة تسألها
(ماذا تقصدين؟!)
همست سهر بنبرة مرتاحة من رؤية الرعب من سماع المتوقع على ملامح قمر...
(هناك اشاعات عن الكنة الجديدة بأنها سيئة السمعة و كرم لم يصدق هذا بل وقف في وجه خالد يدافع عنها... لذا دعينا نتأكد من كونها فتاة عفيفة ربما تلاعبت بأخيك!)
هذه الصدمة الجلية المرتسمة على ملامح قمر اسعدت قلب سهر بقوة... افلتت قمر يد زوجة اخيها تتنفس بشكل مرعب... كرم هل وقع في فتاة سيئة؟!!... التفتت بحدة تنظر لغسق المبتسمة امام والدتها و التي لم تنهي حديثها معها بعد... احترقت بخوف على اخيها الصغير فتحركت الى العروس تقف امامها بوجه متحفز و تأمرها بلهجة عنيفة...
(أين المَحْرَمَة؟!)
اتسعت ابتسامة سهر بقوة خلفهن تراقب بأعين متسلية ما يحدث... رغم توترها و ترقبها المميت و شعور الذنب تجاههن إلا ان لهجة قمر استفزتها بشدة... هي طوال عمرها يتعامل معها الجميع باحترام و تحضر لن تقبل ان تستهين أي منهن بها... لذا براحة عجيبة اتجهت للخزانة تخرج المَحْرَمَة بثقة كبيرة و تتوجه بها لهن برأس مرفوع و قوة غابت عنها طويلا...التقفتها قمر من يدها بسرعة قبل حتى ان تصل اليها يد والدتها و التي تعجبت بل و استاءت مما تفعله ابنتها بطريقة غير متوقعة و فجة فهذه الأمور شديدة الحساسية لا يصح فيها التعامل هكذا ...فتحت قمر المنديل لتزفر بارتياح كبير ثم تمده بأدب الى امها التي رمقتها بتوبيخ تخبرها بنظراتها ان هناك عقاب لكل ما حدث...ثوان و صدحت زغاريد صفية المبتهجة لأجل بدء حياة جديدة لابنها...ثم تبعتها هبه بينما فاطمة تضحك بسعادة لتتجه تضم غسق بقوة اليها...التفتت قمر تحدج سهر بشر لترفع كفها الى فمها و تطلق زغاريدها الرنانة براحة فرت منها كما فرت الدماء حرفيا من عروقها بعد حديث سهر السام...
شدت سهر جلبابها بحقد لا تصدق ان الأمر مر بسلام...هذه اللحظة كانت تنتظر مصيبة ان تحدث لكنها لم تحدث...احتقنت عيناها بشدة و هي ترى صفية تقترب من غسق تلبسها سوار ذهب كبير يعادل ضعف سوارها هي الذي منحتها إياه قبل سنوات يوم صباحيتها...همهمت بغل دفين و حقد لا يقل بل يتكاثر..
(لا بأس لن تفلتي من تحت قبضتي يا دكتورة)





...يتبع...












AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 11:27 PM   #629

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع عشر



عيناه زادت زرقتها قتامة و قد تلبست صورة جديدة غير ما عُرف عنها من قبل... لقد تخلى عن العينين الثلجيتين و هو يراقب بتدقيق صورة الأشعة التي يرفعها بيده امام وجهه... يضيق عينيه بتفحص لكل صغيرة و كبيرة فيها و ينتقل من تلك الى هذه... و ها هي أخر صورة أشعة تخص رأسها... زفر زفرة قد اثقلت بأنفاسها روحه حينما تأكد ان الجمجمة سليمة تماما... لا نزيف داخلي او ارتجاج فقط هذا الجرح المتروك خلف الرأس و خلع في الكتف الأيمن مع بعد الكدمات الغير مخيفة في الظهر... ترك صور الأشعة من بين يديه لتلتقفها الممرضة الواقفة معه في الغرفة... التفت مؤيد الى السرير خلفه يراقب جسدها الغافي اثر المخدر الذي حقنوها به لتتم خياطة الجرح... اقترب منها بخطوات بطيئة و عيناه تحدجان فيها بنظرة غير مفهومة... لامس بأصابعه نهاية السرير ثم توقف و كأنه لم يقوَ على التقدم أكثر من ذلك... نظراته تشملها كلها و كأنه يدرس شئيا ما بداخل عقله...هذه المرأة ضحت بحياتها لأجل ابنه... اسبل اهدابه للأسفل بعدما رمقها بنظرة اخيرة تعبر عن تخمة افكاره و انه لأول مرة لم يصل لقرار بعد في امر ما...التفت برأسه ينظر خلف كتفه الى الأريكة المقابلة للسرير حيث يائيل هناك...يبكي!
منذ التقطه من الشرفة و شاهد معه أريج المضرجة بدمائها و هو يبكي في صمت...فقط عيناه تفيضا بدموع صامتة دون ان تبرح جسد أريج المسجى على الفراش...ابتعد عن السرير يتوجه اليه ببطء... لا يصدق انه بعد ثلاث سنوات يرى ابنه برد فعل انساني يخرجه من قالب الصنم الذي اصابه...توقف عنده ليجلس على عاقبيه بعدما صرف الممرضة بحركة يده...يلامس ساقي ابنه بحنان و ينظر في وجهه البريء...رفع اصابعه يلتقط دموعه و يتجه بها امام عينيه هو و اللتين نضحتا حنانا خالصا مختلطا بأمل ليهمس بصوت متأثر...
(و اخيرا يائيل)
ابتسم بسمة صغيرة يتمسك بكتفي ابنه و يهمس بصوت ابوي يختلف كليا عن مؤيد الجراح الماهر بارد الروح...
(ابك يائيل و اسمع صوتك لوالدك)
عين الصغير لا تتأثر بحركة والده أمامه فقط باقية على جسد اريج دون ان تتغير...سحب مؤيد نفسا كبيرا يعود برأسه للخلف ينظر لجسدها كما يفعل ابنه و عيناه تعودان تدريجيا لجمودهما لتدل على انه قد وصل لبر كما يبدو...
صوت الطرقات على الباب جعله يستقيم و يعتدل في وقفته سامحا للطارق بالدخول...دلف الطبيب الذي قام بتقطيب رأس أريج يبتسم قائلا...
(أنت هنا دكتور مؤيد...ظننت ان الممرضة فقط هنا لذا اتيت اطمئن على حالة دكتورة أريج)
هز مؤيد رأسه يقول بهدوء...
(لقد فحصت الأشعة كلها قبل قليل الدكتورة بخير و حالتها مستقرة)
اومأ الطبيب بتفهم و كان على وشك الخروج لكنه التفت يقول بتساؤل...
(ألا يجب أن نهاتف اهلها ليعرفوا بالأمر)
جواب مؤيد كان سؤالا بدلا من اجابه...
(هل انهى الضابط تحقيقه؟!)
اسرع الطبيب يقول بتوضيح...
(نعم الأمر انتهى بعدما شاهد ما حدث في كاميرات المراقبة و الممرضة كما طلبت تم الاستغناء عنها)
هزة رأس بسيطة من مؤيد كانت الرد ثم اشاح بوجهه ناحية أريج ليصمت قليلا...تنحنح الطبيب يقول بحرج
(سأذهب أنا و...)
(سأهاتف أهلها بنفسي)
صوت مؤيد خرج واثقا كعادته جامدا كما اعتاد عليه الناس بحروف تعلن عن عجرفة لا يتنازل عنها أمامهم...
بعدما خرج الطبيب توجه مؤيد الى النافذة المتواجدة في الغرفة يتحسس جيب معطفه...بعد ما حدث اوصلت له الممرضة هاتف أريج و الذي وضعته قبل انقاذ ابنه فوق المكتب...ادخل يده يسحب الهاتف و يفتحه لكن كلمة المرور اوقفته و التي كانت بصمة اصبعها...تنهد بخفوت يذهب اليها يتمسك بكفها و يضغط بإصبعها على البصمة ...انار هاتفها في يده فعاد به ناحية النافذة مجددا يسحب الشاشة للأعلى كي يصل الى سجل الارقام و يهاتف اهلها...لكن ما صادفه هو صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي...هناك منشور قامت بنشره قبل ساعتين أي قبل الحادث بدقائق...استند بجانب جسده على اطار النافذة يقرأ بعينيه ما نشرته...
« و حينما تكون أكبر امنياتك هي أن تتلاشى من الوجود و يختفي أثرك، تُمحى و كأنك لم تكُ شيئا »
ضيق عينيه بعدم استيعاب لمعنى ما كتبته...و كأنها تمنت رحيلها قبل الحادث بدقائق...رفع بصره نحوها سريعا بسؤال يطل من حدقتيه بفضول لم يعد سمة من سماته "ماذا يحدث معها؟!"... تحرك اصبعه للأعلى يسحب الشاشة ليظهر له المزيد من المنشورات التي اتخذتها معبرا لها تعبر فيه عن صوت روحها فكلهم تحت خصوصية "فقط أنا"!!!...
«هناك في العمق سواد يؤلم بقوة»
«حينما يأتيك الخذلان من كل جانب و تضيق بك الأرض بما رحبت و تصارع فقط لتلتقط أنفاسك كي تعيش أعلم وقتها أنك كبرت و رأيت الدنيا على حقيقتها و تأكد من كونك وحيد... وحيد تماما»
«أنت مجبر أن تكون بخير ... ببساطة لا خيار آخر لديك...»
توقف عن القراءة عند منشور صغير للغاية... أمنية ثانية لها تتمنى بها ما يتمناه الكثير حولها في صمت...
«ليتني لم أكبر»
ضيق اجتاح صدره فجأة حتى شعر بأن التقاط انفاسه بات صعبا...ذكريات من الماضي تهاجم عقله مع جملتها هذه... لو تعرف أن هناك من يتمنى مثلها بألا يكبر بأن يظل حول من احبهم بصدق لنهاية العمر...زاغت عيناه بعدم تركيز فتحرك اصبعه مجددا فوق الشاشة ليستقر عند هذا المنشور الذي قامت بمشاركته و يحمل نفس اختيار الخصوصية...
«الأخ الكبير هو هذا الطفل الذي البسوه زي المحارب و زجوا به في طريق الحياة...و رغم خوفه و ارتعاده من المضي قدما إلا أنه تقدم ليمهد الطريق و يزيح العقبات يتحمل الاصابات و يتماسك بقوة تبثها به الدنيا...و حينما تثخنه بالجروح يصل لنهاية الطريق ثم يلتفت للخلف يراقب اخوته الصغار يلعبون و يمرحون فيهمس بصوته المتعب هيا تقدموا فالطريق بات ملائما لكم»
انتبه لكلمات المنشور فوضحت الصورة اليه...أريج ذات الواحة الخضراء ذاتية الاشتعال تعاني من تراكم اعباء اسرية فوق كتفيها...سحب نفسا كبيرا ليغلق التطبيق و يبحث عن سجل الارقام حتى وصل الى اسم "أبي" فقام بالاتصال به دون تردد...فبعد ما حدث اليوم لن يدع مجالا واحدا للتردد...
(مرحبا... نعم انه هاتفها بالفعل معك دكتور مؤيد مدير المشفى الخاص الذي تعمل به دكتورة أريج...أود أن أبلغكم أن ابنتكم اصيبت اثناء العمل و هي الآن في المشفى كمريضة)
بعد ساعة....
فتحت عينيها ببطء متعب حينما شعرت بتمسك احدهم بكفها...هناك ألم رهيب خلف رأسها و عظامها تشعر بها تئن...اصدرت همهمة متعبة فأسرع من يتمسك بكفها بتركه ليتوجه سريعا اليها و يقف قرب رأسها...صوت والدتها الباكي استطاعت ان تميزه بعد فترة فرفعت عينيها اليها تهمس بخفوت...
(أمي لا تبكي)
زاد بكاء والدتها فتكلمت بصوت متقطع...
(حبيبتي كيف تشعرين؟!... و الله لا أصدق ما قيل لنا فور وصولنا هنا...كدت اموت عليكِ حينما عرفت ما حدث)
ابتلعت أريج ريقها بصعوبة تهمس...
(أنا بخير أمي المسافة لم تكن مخيفة)
مالت أمها تلثم جبهتها بدموع لا تنضب بينما تقول...
(ليتني أنا و أنتِ لا حبيبتي ليتني أحمل عنكِ ما تشعرين به من ألم)
اغمضت أريج عيونها تكبح دموع تأثرها...تعرف أن والديها يحبانها لكنهما دوما يسيئان التصرف بجهل...و كم يؤلمها جهلهما هذا!!...حركت كف يدها تلتقط يد والدتها القريبة من رأسها تقبل ظاهرها فهمست أمها بحزن...
(حينما استيقظت في الصباح و لم أجدكِ انقبض قلبي...تأكدت أنك خرجتي حزينة بسبب الأمس و حينما هاتفوا والدك و عرفنا ما حصل شعرت ان انفاسي سُحبت من صدري)
فلتت دمعة أريج من عقالها فقضمت شفتيها بضعف تمنع نزول المزيد...همهمت بصوت متألم
(أمي!)
ندائها خرج مبهما رغم انه مكتظ بالمشاعر...فقط كأنها تتلمس هذا الحنان الذي يحتويها من أمها الآن...حنان مقدم دون شروط لا نجاح و تميز يجب ان تصل له...لا انهاء مهمة موكلة اليها...لا موافقة على قبول عريس...فقط حنان تمنحه الأم لأولادها دون شروط او مقابل...
انتبهت الى صوت والدها القلق فابتعدت عن امها تطمئنه ببسمة متعبة...جلس أكمل بثياب مدرسته جوارها على السرير يضم كفها بقوة كبيرة...تعرف انه متعلقا بها حتى اكثر من امهما...لا يملك القدرة على اتخاذ قراراته بمفرده...هي دليله الأول و الأخير في كل شيء...و رغم رفضها التام و الذي حاولت ان توصل مغزاه لأهلها أن أكمل لا بد ان تكون له شخصيته المستقلة و يصبح حر قراراته إلا انها حاليا لا ترفض هذا الشعور...الآن هي تراه ذاك الرضيع الذي حملته و هي ابنة الثالثة عشر بفرحة عارمة و لم تكن تعرف انها ستحمله للباقي من العمر...ابتسمت له بحنان تهمس بصوت حاولت ان يكون مرحا...
(لا تخف أنا بخير و أتذكر ميعاد امتحان الكيمياء و عند وعدي سأذاكر معك كي تحصل على درجات عالية)
ارتعشت شفتاه بضعف و لم يتمكن من السيطرة على نفسه أكثر...مال يدفن وجهه في تجويف عنقها يبكي بصوت مسموع و يتشبث بملابس المشفى التي ترتديها...ارتعش قلبها لأجله فعاندت الألم لترفع ذراعها تضمه بكل قوتها تهمس بصوت مختنق من الدموع...
(أكمل حبيبي ريجو بخير اقسم لك لا تبك)
لم يرفع رأسه بل تكلم لتشعر بحرارة الخوف النابعة من كلماته...
(ظننت أنني لن أراك ثانية أريج...تخيلت امورا سيئة جدا ارعبتني)
ابتلعت ريقها تغمض عينيها و كفها يلامس شعره بحنان جارف تزيل عنه الخوف كعادتها...
و عند الأريكة التي لم يتركها يائيل يقف مؤيد جواره يراقب ما يحدث من بدايته...عيناه تعلقتا بأريج طويلا...هذان الذراعان المحتويان أخاها الصغير...هذه العاطفة المشعة من جوانبها لعائلتها رغم ما فهمه عبر منشوراتها...تأثيرها العجيب على ابنه... هي الأنسب بالتأكيد!!...ركنت زرقة عينيه للراحة بعدما اتخذ قراره أخيرا...




...يتبع....












AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-20, 11:31 PM   #630

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع عشر




في نهاية الأسبوع...
خرجت من غرفتها بمنامتها القطنية ذراعها يتعلق في الحامل القماشي الازرق و رأسها ملفوفا بضمادة تغطي جرحها...عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم حينما وجدت الصالة فارغة تماما...أين اهلها فهي منذ ان خرجت من المشفى باتت تنام كثيرا بسبب ادويتها...نادت بصوت عالٍ قليلا عليهم فلم يصلها سوى صوت أكمل من غرفته...تحركت حيث طاولة الطعام تستند على كرسي من كراسيها و تسأله...
(أين والداي؟!)
وصلها صوته من الداخل يقول...
(نزلا منذ ربع ساعة ليشتريا ما ينقص البيت)
عيناها توجهتا الى ساعة الحائط فوجدتها تقارب على السابعة مساء...ضيقت عينيها تسأله مجددا
(أليس الوقت متأخرا لشراء نواقص البيت؟!)
خرج يقف بباب غرفته ينظر لها قائلا...
(سيذهبان الى المجمع الاستهلاكي بدلا من السوق)
هزت رأسها بتفهم ثم ابتسمت بحنان تقول...
(إذا كنت تذاكر ادخل و اكمل ما تفعله سأشاهد التلفاز حتى يعودا لأنني لا أريد ان انام مجددا)
ضحك أكمل يقول بمزح...
(ألا تشبعين نوما؟!...منذ خرجتي من المشفى و أنتِ نائمة)
تحركت تجاه التلفاز تقول...
(و هذا لا يشفع الأدوية تسبب لي النعس الشديد و الخمول ايضا)
وصلها صوته المحب...
(شفاك الله يا ريجو سريعا)
جلست على الكرسي المواجه للتلفاز تقول ببسمة...
(آمين...هيا حبيبي لا تعطل نفسك معي)
اومأ لها ليعود الى غرفته يستكمل دراسته... و قبل ان تلتقط جهاز التحكم عن بعد سمعت رنين جرس الباب...وقفت تتجه نحوه معتقدة ان والداها من به و بسبب تشوشها بفعل الأدوية لم تفطن انها ستفتح الباب بلا غطاء رأس و بمنامتها القطنية!!...
صوتها زامن فتح الباب فهتفت بمرح...
(أين ذهبتما من دونن....ا)
كلمتها الأخيرة بهتت حينما عرفت هوية الطارق...اتسعت عيناها بصدمة جلية تتحرك عليه بعدم تصديق بالمرة...انه هو المدير البارد يرتدي حلته الرسمية و يحمل بين يديه باقة ورد!!!...انتبهت لصوته الهادئ بنبرته المعروفة...
(مرحب....)
و قبل ان يكمل حديثه اغلقت الباب في وجهه بعدما انتبهت لصورتها أمامه...هرولت بخطوات متعثرة بسبب جروح ظهرها الى غرفتها تلعن حظها الذي وضعها في هذا الموقف أمام سيادة الجراح المتعجرف...مؤيد!!
جعد ما بين حاجبيه بضيق لسوء الاستقبال...امتدت اصابعه بحدة هذه المرة يضغط على الجرس طويلا...خرج اكمل من غرفته بسبب الرنين المستمر بلا توقف...ظن ان اريج في الصالة فتكلم بتعجب...
(لماذا لا تفتحين الباب ريجو؟!... ريجو اين أنتِ!!)
لم يمنحه الطارق فرصة البحث عنها فأسرع ليرى من بالباب...فتحه ليواجه مؤيد الغاضب و نظراته قد اتشحت بزرقة داكنة...ضيق أكمل عينيه ينظر له و حينما تذكره قال...
(أنت مدير مشفى ريجو اقصد اريج!)
دلف مؤيد للداخل دون دعوة يجول ببصره بحثا عنها و كم يود لو يعنفها على ما فعلته...فلم يجدها لذا همهم بجمود...
(نعم)
اشار أكمل على احد الكراسي يقول...
(تفضل بالجلوس سأخبر أريج انك هنا)
اتجه مؤيد يجلس على الكرسي واضعا باقة الورد فوق الطاولة الصغيرة المتواجدة و سط الكراسي يدقق النظر في شقة اريج... اسرع اكمل متجها الى غرفة اخته و قبل ان يدق الباب فتحته هي لتخرج بملابس خروج بسيطة و غطاء رأس لم تتمكن من وضع دبوسه فرفعته في وجه اكمل تهمس بنزق...
(يدي لا تسعفني ضع هذا لي)
اخذه اكمل يغرزه في حجابها هامسا...
(مدير مشفاك بالخارج)
همهمت بغضب...
(أعرف...تعال معي لنقابله)
تحرك خلفها حتى وصلا اليه فرفع هو عينيه اليهما يناظرهما بتفحص صامت...تغضنت ملامح اريج بغضب من قلة ذوقه و تفحصه لهما الغير مبرر لتقول بصوت متسائل..
(اهلا بك في بيتنا دكتور مؤيد ترى ما سبب الزيارة؟!)
استند بظهره على الكرسي يقول بلهجة آمرة...
(اجلسي)
لمح اشتعال الغضب في عينيها لكنها كبحت جموح شعورها لتجلس قبالته بوجه محتقن...جلس اكمل بدوره جوار اخته لكن صوت مؤيد الذي وصله جعله ينظر له بدهشة كبيرة...
(هلا تركتنا بمفردنا قليلا؟)
التفت أكمل يناظر اخته متسائلا فجزت فوق ضروسها تومئ له بينما ترمق مؤيد بعدم فهم متضايق...فعل أكمل و تحرك مبتعدا لكنه عاد يقول بحمائية...
(سأكون قريبا منكما فلا يصح أن تبقى مع اختي بمفردكما)
رمقه مؤيد بنظرة خاطفة يقترب بجذعه للأمام و يهز رأسه متفهما ليقول...
(حسنا)
شعر بأنه تحت مجهرها المشتعل فرفع عينيه اليها حتى اصطدم برودة نظرته بفتيل صغير مشتعل في عينيها... صوتها كان متحفزا حينما قالت...
(لا يوجد زائر يأتي بلا موعد دكتور مؤيد فما هو سبب زيارتك الغريبة هذه؟!)
رفع رأسه بعجرفة يقول...
(حسنا هذه شقتك اتفقنا لكن لا تنسي أنني مديرك لذا تكلمي بطريقة أكثر ادبا عن هذه)
فغرت فاها بصدمة من فظاظته فكادت تتكلم لكنه قاطعها حينما حطت عينه على ذراعها يسألها بجدية..
(كيف حال جروحك؟)
تنفست بصورة سريعة تعلن عن رفضها لوجوده هنا الغير مفهوم... كما أنها تشعر بضيق عظيم منه بسبب رؤيته لها بملابس البيت و بشعرها! فقالت...
(بخير هل هذا سبب مجيئك؟!)
صمت لفترة اصابتها بالحنق منه لكنه تكلم بهدوء..
(بالتأكيد لا...جئت اليوم اخبرك بقرار هام لكلينا)
ضيقت عينيها بجهل تؤشر على نفسها و عليه قائلة بتعجب...
(أنا و أنت يجمعنا قرار هام!!!)
نبرة صوته خرجت جدية جدا حينما استرسل...
(الطفل الذي قمتي بإنقاذه يعاني من حالة نفسية معقدة قد ارهقت اطباء نفسيين هنا و بالخارج في ايجاد حل لها...لكن منذ ظهورك في حياته طرأت عليه بعض التغيرات كالانتباه للأشياء حوله و اهمهم...انه تأثر يوم الحادث و استخدم اراداته الحرة ليبكي حتى انه رفض ان يترك غرفتك يومها حتى سقط في النوم)
كلامه عن هذا الولد تحديدا جعلها تركن كل غضبها و تنصت بتركيز...سألته بنبرة عملية
(لم أكن أعرف انني اثرت به!...كيف حاله الآن؟!)
اكمل بنفس الجدية...
(عيناه تدمعان بلا توقف و اعتقد يبحث عنك في كل مكان)
اصاب كلامه قلبها بالحزن عليه فهمهمت...
(حقا!!...ما الذي يوجد في يدي لأساعده به؟!)
تنفس مؤيد بهدوء ليقول...
(يائيل عانى كثيرا على مدار ثلاث سنوات من النبذ و التحقير حتى من العاملين على رعايته...لم يشعر بالدفء سوى معك أنتِ)
غامت عيناها بتأثر تستمع له...
(تواصلت مع طبيبه النفسي و عرضت عليه تطورات الحالة فنصح بأن يبقى الشخص الذي أثر فيه جواره طوال الوقت حتى يقابله و يرى بنفسه مدى التطور الذي حصل ليائيل)
هزت رأسها بتفهم تقول بصدق حاني...
(لا بأس لو كنت خطوة في علاجه سأكون حوله دائما حتى لو تطلب الأمر ان احضر معه جلسات علاجه)
اسبل مؤيد اهدابه للأسفل يقول بصوت مختنق...
(يائيل يفتقد حنان الأم في حياته ما يحتاجه هو أما تحتويه...تبقى معه ليل نهار...تداعبه بحنان و الأهم لا تشعره بكونه منبوذ)
رفع عينيه اليها فلمحت فيهما لمعة تأثر لأول مرة حينما قال...
(يائيل يحتاج اما مثلك في حياته...ابني يحتاجك)
اتسعت عيناها بصدمة كبيرة...لم تستفيق من جملته الاولى حتى القى بالثانية و التي كانت أشد فتكا بها...هذا الطفل ابنه هو!!!!... تلعثمت بغرابة تهمهم بعد فهم
(عفوا دكتور مؤيد ما الذي...)
تكلم بهدوء عاد يزحف اليه مجددا...هدوء يختبئ خلفه و يترك الساحة لعجرفته المتعنتة...
(سنتزوج لتكوني جوار ابني)
انتفضت في جلستها تناظره بهلع كبير...كيف يتحدث بهذا الهدوء و هذه العجرفة عن امر زواجهما العجيب هذا!!!... ابتلعت ريقها بتيه تهمهم مجددا...
(هذه مزحة أليس كذلك؟!!!)
عاد الجمود يستوطن حدقتيه فعاد بظهره للخلف يقول ببرود....
(لا هذا عرض زواج و جوابه القبول)
عاد الغضب اليها مجددا بسبب طريقته الفجة في الكلام معها احتدت نبرتها و هي تهتف به...
(لا هذا كثير جدا...ما الذي تتفوه به هل أنت بكامل قواك العقلية لتأتي الى بيتي تأمرني بان اتزوجك؟!!!)
عاد جملته مجددا لكن هذه المرة كانت هادئة للغاية و كأنه اقرار روتيني مسلم به...
(ابني يحتاجك)
تنفست بسرعة تهتف بعدم تصديق...
(أي عقل هذا الذي تملكه و جعلك موقن من قبولي لهذا السفه؟!!!)
تقدم بجزعه للأمام يستند بكوعيه على ركبتيه يسترسل بنفس الهدوء المغيظ ...فالآن هو لا يدع للمنطق مجالا...لا يهتم بالتعقل أو التأني فأي تأني هذا و ابنه يعاني أمام عينيه لسنوات...أبوته تدفعه فلا يكيل لظنون الناس به شيئا فليظنوا به ما يظنوا ما عاد يهتم سوى بطفله...اردف بنبرة صريحة قاطعة يستغل حقائق يعرفها عن المجتمع حوله و تعرفها هي ايضا و أكيد هو من معاناتها منها...
(ستقبلين دكتورة أريج الزواج بي...فلنعتبرها عملية جراحية تحتاج كلينا أنتِ ترعين ابني و أنا ازيل عنك لقب عانس الذي يؤرق مضجعك)
انتظر رؤية اشتعال واحتها الخضراء بالغضب...ان يرى الشرار المتطاير حوله ليصهره...لكن ما قابله منها كانت نظرة باردة توازي برود عينيه... سؤالها الهادئ للغاية كان رد الفعل الوحيد...
(هل انتهيت؟!)
صمته كان الجواب لترتفع عيناه مع انتصاب جسدها بعدما وقفت...تابع تحركها حتى استقرت عند الباب تفتحه و تؤشر بيدها السليمة للخارج قائلة بلهجة شديدة الصرامة...
(انتهت الزيارة دكتور مؤيد... و لا تأتي ثانية لأنك ضيف غير مرغوب فيه)
اومأ رأسه بتفهم ليقف يغلق زر سترته و يتحرك حيث هي...وقف قبالتها يقول بأمر اغلبه يقين...
(الرفض ليس خيارا في عرضي لكني سأمنحك وقتا لتفكري جيدا...سأنتظر ردك)
ناطحته بقولها المتيقن...
(يؤسفني أنك ستنتظر لنهاية العمر و لن تحصل عليه ايضا)
تعلقت نظراتهما طويلا و كل منهما يجابه الثاني بيقين من صحة قوله ...قطع نظراتهما المشحونة صوت والديها المتعجب من تواجده...التفت هو اليهما يقول بهدوء...
(مرحبا لقد ظننت انكم جميعا بالبيت اعذراني)
تكلمت والدتها بترحيب تقول...
(لا تعتذر بني أكمل هنا على كل حال)
اشار والد أريج للداخل قائلا...
(تفضل بني لا يصح الحديث على الباب هكذا)
رمق أريج نظرة متحدية يقول...
(شكرا لك لقد انتهت زيارتي بالفعل)
تابعت والدتها نظرة ابنتها له فتساءلت بقلق...
(خيرا ان شاء الله!)
سحب نفسا راضيا عما سيفعله الآن...سيضيق عليها من كل اتجاه فلا تجد فرصة للرفض...ابتسم بعملية يقول
(جئت اعرض الزواج على الدكتورة أريج و انتظر ردها...آسف لكوني لم انتظر قدومكما لكن الأمر يتعلق بها الآن لو وافقت بالتأكيد سيكون لنا جلسة معا)
التمعت عينا والدتها بفرحة كبيرة...رجل كالذي يقف امامها سيكون تعويض الحياة لابنتها...انشغل والداها معه متغافلين عن استشاطت ابنتهما من الغضب خلفهما بينما هو يتابع بتحدٍ ما تمر به و كأنه يقولها ردها علي ان استطعتِ!!!
في العاشرة مساءً...
دخلت عليها والدتها الغرفة تحمل كوب الحليب الدافئ و تجلس جوارها على السرير تعطيه لها...تنفست بضيق فقد حاولت الهرب من والديها بعد المصيبة الذي اوقعها بها لكن لا مزيد من الهرب و هي تعرف...ربتت والدتها على ظهرها تقول بسعادة...
(انا و والدك مرتاحين للعريس و هناك موافقة مبدئية منا)
حاولت بقدر امكانها ان تسيطر على غضبها فقالت بجمود...
(انا لست موافقة)
بهتت ملامح والدتها لتشيح بوجهها بعيدا عنها قائلة بتعب...
(مجددا يا أريج!!)
حاولت ان تخفف على والدتها فقالت بتوضيح...
(نحن لا نعرفه أمي كيف توافقان عليه؟!...بحق الله هل كان هذا عرض زواج إنه حتى لم ينتظر قدومكما!!!)
شعرت أمها ببعض الأمل فتكلمت بفرحة...
(كيف لا نعرفه!!... انه مدير مشفاك شاب وسيم كالذين يظهرون في التلفاز بسم الله ما شاء الله)
شعرت بالخطر يحوم حولها فأسرعت تقول...
(هذا كله ليس كافيا لأوافق على القبول به...انه أبا يا أمي)
تنهدت والدتها بحزن على ضياع سنوات عمر ابنتها امامها فقالت بجدية...
(و ما بها ان يكون أبا ألم نتفق من قبل أن من سيتقدمون لك سيكونون من هذه النوعية!!... الرجل لا يعيبه زواجه لأكثر من مرة ابنتي)
ارتفع حاجبا أريج بدهشة تقول برفض لمبادئ أمها...
(أمي!! ما الذي تقولينه؟!... بل يعيبه بالطبع ألا يعني انه تزوج و تطلق ان به مشكلة تجعل زوجته تفر منه)
تكلمت والدتها ببساطة...
(او ربما هي صاحبة المشكلة لتخرب بيتها بيدها)
زفرت أريج بقنوط تهتف...
(أمي حتى نحن لا نعرف هل طلق زوجته الاولى أم سيتزوج عليها أو حتى لو ميتة!!!)
ربتت أمها مجددا فوق ظهرها تقول...
(الرجل قال لو وافقتي سيأتي الينا مجددا ليطلبك رسميا وقتها اعرفي منه ما تشائين)
وقفت والدتها تهمس برجاء...
(وافقي أريج نريد ان نفرح بك)
راقبت خروج امها من الغرفة لتزفر بصوت أعلى...تخرج كل الضيق من صدرها...همهمت بغضب تلعنه به...
(ايها المتعجرف المتسلط البارد من أين خرجت لي...أمي توافق عليك و لا تعرف ان هذا الزواج مجرد خدمة لمصالح سيادتك!!)
صمتت حينما حلت عيني ابنه على ذاكرتها...هذا الطفل المسكين ماذا دفعه لحالة الانفصال عن الواقع هذه...انه يستفز بداخلها شعور امومتها نحوه و كم تود لو تساعده...لا تصدق حتى الآن انه تأثر بها هي لكنها منذ لقائهما الأول شعرت معه بشيء غريب و كأن هناك خيط يربط بينهما منذ زمن!... ارتمت بظهرها على السرير بعدما وضعت كوب اللبن فوق الطاولة المجاورة له تغمغم بغضب كبير...
(حتى ابنه لم يتحمل برودة روحه و عجرفته فأصيب بحالة نفسية و ينتظر مني القبول به...تحلم يا سيادة المدير العظيم)
تذكرت جملته التي صدمتها كليا لتعوج شفتيها و تغلظ صوتها تقلده بغيظ...
(سأزيل عنك لقب عانس)
عادت لنبرتها الطبيعية تقول بتأكيد...
(لقب عانس افضل من رؤية وجهك البغيض يا صاحب الجليد و الروح المشوهة)




...يتبع....












AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.