آخر 10 مشاركات
الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          الشعلة الأبدية (49) للكاتبة: آن أوليفر .. كـــــاملهــ.. (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كتاب الف ليلة وليلة النسخة الكاملة (الكاتـب : بندر - )           »          234 - ستيفاني - ديبي ماكومبر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          واقعة تحت سحره (126) للكاتبة: Lynne Graham (الجزء 3 من سلسلة العرائس الحوامل) *كاملة* (الكاتـب : princess star - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-20, 03:24 AM   #661

Sohair 88

? العضوٌ??? » 452228
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » Sohair 88 is on a distinguished road
افتراضي


عايزه اعرف اسم روايتك الأولى

Sohair 88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 05:33 PM   #662

ghada.samir

? العضوٌ??? » 363403
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » ghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الفصل بالتوفيق

ghada.samir غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 08:38 PM   #663

شغف123
 
الصورة الرمزية شغف123

? العضوٌ??? » 438815
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 766
?  نُقآطِيْ » شغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond repute
افتراضي


كلمة رائعة هي قليلة في حق إبداعك دون مجاملة بل هي الحقيقة التي لاخلاف فيها، مضيت يومين و انا سائحة في حروفك دون عمل ثاني تقريبا، وكم حزنت حينما انتهت الفصول المنزلة و بقيت مجبرة على انتظار أربعاء جديد،
كرم...و بأي حروف سأوصل لك ذلك الشعور حياله الذي أصابني، رجولة و شهامة قلت في هذا الزمن و عشق فياض معشش في قلبه، عشق عشقته انا دون ادراك ، عشق بقى لي فترة لم اجد مثله في أي رواية ، حب عميق موصول بالروح و كأن غسق هي روحه كما يسميها "غسق روحي" ، حب متفاني لاينقصه شيئا و مهما فعلت مكلل بالتفهم و الحنان، و كم حزنت على حاله اكثر منها في حادثتها فما كان في صدره اتحدى انه اكثر وجع منها هي شخصيا صاحبة الحادثة، طريقه طويل معها ليس الى قلبها فما أراه أنه قطع اميالا من تلك الناحية، بل الى روحها المجروحة و انوثتها المغدورة فاصعب شيء عليها هو اقتراب رجل منها ،
غسق... جمال و طموح و روح ثائرة ،لكم اعجبت بها و بشخصيتها الفريدة الى ان تلقت تلك الصدمة مصابها ليس بالهين و خاصة على شخصية مثلها عزيزة النفس و ذات كبرياء خاص، و لكن وجود كرم في طريقها كان و كأنه الفرج، شخص حماها بروحه و عرضه ، و الاهم قلبه المعلق بها منذ الازل رغم كل ما قالته له و ظنها السيء به الا انه كان دائما وراءها خطوة بخطوة ، لازالت ترى انه حماها فقط من باب الشفقة و المروءة ورد الدين غافلة كما يسميها عن ذلك القلب المتخم بها، و بالتأكيد ذلك القلب لن يتسنى له النوم و الراحة دون الاخذ بحقها و دون مداواة جراحها فراحتها هي هدفه و طمئنينة قلبه،
فشتان بين رامي -الذي ظنت انها احبتها و احبها ليتركها عند بداية المطاف- و من كان لها المأوى.

و من بداية قراءتها الى الآن و انا لدي سؤالين فقط
"ترى هل يوجد حقا حب كهذا؟ و هل يوجد أجمل من هذا؟"

و هناك إحساس كبير و ربما أمنية اتمنى ان تكون حقيقة و هي ان غسق ربما لم تغتصب و بسبب النزيف المهبلي ظنوا انها حالة اغتصاب ، و النزيف ربما بسبب ضربة او سقوط جعلها تفقد الوعي و لم تفق على غير ذلك، احساس عززه لدي هو خروجك عن موقع الحادث بسرعة دون تعميق،
(شوفي يا ست آية حتى لو احساسي خاطئ و كل هذا تراهات ياريت ما اتقوليلي خليني على الأقل أعيش بأمنيتي هذي لحتى كرم ايقرب منها و نكشف المستور وكم رح اكون انا و كرم سعيدين و نحن نكتشف انهم ما قربو منها "افيس متمني و من كثرة التمني صار ايخربط و ايحلل😂"

لي عودة للتعليق على باقي الابطال بس لأني مشغولة ما قدرت الا أحط تعليق على كرم و غسق قبل نزول الفصل

وترى يا بنات كرم محجوووووز حتى لو متأخرة


صدقا انت مبدعة يا آية و لست نادمة على دخولي هنا ❤❤❤❤❤❤❤❤
في انتظار الفصل على أحر من الجمر


شغف123 غير متواجد حالياً  
التوقيع
فقط حين ندرك ،حقيقة وجودنا في هذه الدنيا ،ونقتنع بالهدف من عيشنا سيزهر الإيمان في قلوبنا و سنفلح.
رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 08:38 PM   #664

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضووووور


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 08:47 PM   #665

شغف123
 
الصورة الرمزية شغف123

? العضوٌ??? » 438815
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 766
?  نُقآطِيْ » شغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond reputeشغف123 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sohair 88 مشاهدة المشاركة
عايزه اعرف اسم روايتك الأولى
فوق ربى الحب رواية رااائعة


شغف123 غير متواجد حالياً  
التوقيع
فقط حين ندرك ،حقيقة وجودنا في هذه الدنيا ،ونقتنع بالهدف من عيشنا سيزهر الإيمان في قلوبنا و سنفلح.
رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 10:29 PM   #666

Mona eed

? العضوٌ??? » 386376
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » Mona eed is on a distinguished road
Rewitysmile3

نسجيل حضووور💜💚💖

Mona eed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 10:29 PM   #667

Mona eed

? العضوٌ??? » 386376
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » Mona eed is on a distinguished road
Rewitysmile3

تسجيل حضووور💜💚💖

Mona eed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 11:41 PM   #668

Mon abdou

? العضوٌ??? » 449919
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » Mon abdou is on a distinguished road
افتراضي

هاى آية روقيييييييييينا
والف شكر على الابداع


Mon abdou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 11:44 PM   #669

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرا لظروف طارئة لدى الكاتبه الجميله آيه أحمد يشرفني تنزيل الفصل بدلا عنها

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-20, 11:47 PM   #670

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون


توقفت خطواتها البطيئة أمام السور الحديدي الصدئ المطل على البحر...رفعت كفها تستند به عليه بينما الأخير يتقبض على ورقة بيضاء بداخله...رفعت بصرها للبحر تتطلع فيه بصمت مطبق...انفاس مهتزة تهرب من رئتيها بارتجاف يوازي نظرة عينيها المصعوقة و الخائفة...ظلت فترة طويلة كما هي تناظر البحر بموجه الهائج و كأنه يعاني معها كارثية ما عرفته للتو...لحظات طوال مضت حتى تحركت يدها الى حقيبتها تلتقط منها هاتفها و تتصل به...عليه ان يعرف و ان يفي بعهده معها...عليه فعل هذا و إلا لا خلاص لها!!...
(داغر أريد رؤيتك ضروري في شقتنا)
في بيت السمري...
أغلق الهاتف معها موافقا على مقابلتها بشق الأنفس...فعقله ما عاد يستوعب ما عرفه قبل قليل من ابن عمه...لقد تغيب طيلة الاسبوع الماضي بحثا عن الشابين كحاله مؤخرا ليضمن صمتهما بنفسه و ابتعاده عن قبضة الشرطة لكنه فشل و كأنهما مكعب ملح ذاب في الماء...و الخبر الأشد وطأة هو ما سمعه قبل قليل ابن المراكبي تزوج الدكتورة!!!!
(ماذا ستفعل يا داغر؟!)
صوت حكيم القريب من أذنه اخرجه من دوامة عميقة معتمة...رفع بصره له بتيهٍ يسأله بعدم تصديق
(هل أنت متأكد من خبر زواج كرم بالدكتورة حكيم؟)
فلتت ضحكة ساخرة من حكيم يقول...
(أنزل و لف شوارع الحي و اسأل اصغر طفل يقابلك سيخبرك أن كرم تزوج منها)
اسودت ملامح داغر بشرٍ رغم تيه افكاره...زاد معدل تنفسه بصورة مخيفة فكل اوراق اللعبة تبعثرت بل احترقت و صارت رمادا لا قيمة له...صوت حكيم تسلل له مجددا يسأله...
(ما هي خطوتك مع ابنة عبد الصبور؟!)
ابتلع داغر ريقه بتفكير فهدير باتت لا قيمة لها في مخططه...لكنها الوحيدة التي وقفت جواره الأيام الماضية...قربها منه بات شيئا يخصه وحده و للعجب يستنفر ان يُمنح قربها هذا لغيره...صوت حكيم عاود التسلل مجددا
(لماذا صمت؟!!...هل اعجبتك الفتاة داغر و تريدها لك؟!...هل ستتخلى عن مخططك بهذه السهولة؟!!!)
ابعد داغر عينيه عن ابن عمه يقول باقتضاب...
(لا شيء يثنيني عن الانتقام من عائلة المراكبي)
ربت حكيم فوق كتفه بقوة يقول...
(هذا هو الكلام السليم يا ابن السمري...و الآن دعنا نستغل ما تبقى معنا من ورق)
ضيق داغر عينيه متسائلا بعدم فهم...
(أي ورق هذا الذي تبقى؟!)
ابتعد حكيم عنه ليقف قبالته قائلا بصوت منتشي...
(لا يا داغر لم اعتد عليك غبيا...لدينا العديد من الاوراق التي ستحقق غرضك كاملا)
اتسعت ابتسامته الخبيثة ليكمل...
(مثلا صور الدكتورة و التي بالتأكيد ستعلو قيمتها الآن بعدما اصبحت زوجة كرم...و هناك الحلوة ابنة عبد الصبور المتزوجة عرفيا منك...تخيل معي لو انتشر خبر زواجكما للعلن سنضع وقتها رأس سليمان ارضا)
تغضنت ملامح داغر بالضيق الغير مبرر له هو نفسه...فقاطع كلام حكيم بشدة
(نحي هدير جانبا الآن حكيم لأنني لن استفيد ما اردته كما لو كانت زوجة كرم...و الصور لأخر مرة سأقولها اخرجها من رأسك لأن ظهورها سيورطني مع الشرطة)
فلتت ضحكة متهكمة من حكيم ليقول بعدها...
(في كل مرة لا اريد التسرع في حكمي عليك لكنك في كل مرة تثبت انك اضعف من مجابهة ابناء المراكبي...كرم يسبب لك عقدة منذ الصغر و لا يزال داغر)
جن جنون داغر بعدما لفظ حكيم كلامه الجارح لشخصه...لم يشعر بنفسه و هو يكور قبضته ليضرب بها حكيم بقسوة في وجهه... يضرب مخلصا نفسه من متاهات دخل بها بإرادته و الآن ضل الطريق...لم يبتعد عنه إلا عندما ظهر سلطان يكبل كف داغر و يزيحه بعيدا عن أخيه...وقف داغر بصدر ينهت قائلا بكلمات متقطعة لاهثة بينما عيناه مسلطتان على عيني حكيم الذي نزفت شفتاه...
(كررها حكيم مجددا لأقتلك بيدي)
حجب سلطان جسد اخيه ليواجه هو داغر بطلته القابضة للروح قائلا بصوت لا يبرز ما خفي في بواطن روحه...
(و أنت لا تغتر بقوتك داغر و تذكر نحن اثنان بينما أنت واحد)
احتدت نظرة داغر بشدة فاكمل سلطان بهدوء مقيت...
(إن كان حكيم يساعدك فهذا لا يعني أنه تحت اشارتك وقتما تشاء...و ان كنت غرا لا يفقه من الانتقام ابجديته لا تلومه هو بل لُم نفسك...يا ابن العم)
زاغت عينا داغر بقلة حيلة و ضياع...ماذا الآن عليه ان يفعل...لقد كسر عرائس ابن المراكبي بالفعل لكن لماذا لا يقوى على التشهير بهما...كرم يتفوق عليه مجددا يسيطر مجددا...رفع بصره لابني عمه بينما انفاسه تحترق بغضب...تحكم في صوته المهدد رغم تأرجح تفكيره فقال...
(سيريكم داغر كيف يكون الانتقام و وقتها الزما جحوركما لأنني لن ارحم احد...يا ابن عمي)
تحرك قاصدا باب البيت ليخرج منه بعقل مشتت و روح غاضبة...عليه ان يصل لحل يمكنه من انهاء عائلة المراكبي...لا لم ينسى سنوات عمره في السجن و لن ينسى...هدير وقفت جواره و ماذا بها لقد فعلتها لأنها غبية وثقت بشخص مثله...يجب أن يعود لنفسه التي لا تتردد قبل الاقتناص من احدهم و سيفعل...ان هربت دكتورة الحي من تحت قبضتيه الآن سيهتم بشأن هدير حتى يرتب لزوجة كرم الحقيقية انتقاما مزدوج يليق بما فعلته ماضيا و حاضرا...
بعد نصف ساعة...
سمعت صوت المفتاح فتأهبت حواسها لتقف مبتعدة عن طاولة الطعام و تهرول ناحية الباب تستقبله...دلف بوجه محتقن و غضب مرتسم فوق ملامح روحه قبل وجهه...لم يقل حرفا واحدا بل تخطاها ليتحرك للداخل حتى جلس امام طاولة الطعام...تبعت خطواته بخطوات مترنحة و قلب مقبوض برعب...جلست جواره و همت بقول شيء ما لكن سؤاله قاطعها ليصيبها بالغباء...
(لماذا لم يتزوجك كرم؟!)
عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم تهمهم بتيهٍ...
(ماذا تعني داغر ما شأن كرم بي أنا؟!)
احمرت عيناه بحقد ليقبض بقسوة فوق ذراعها و ينظر داخل عينيها بعينيه المخيفتين قائلا بهدير...
(ألم تعرفي بعد أن سليمان ارادك زوجة لابنه؟!...أم انك كنت ذكية كفاية لتلمحي رغبة كرم في الزواج من الدكتورة فوجدت ان تقبلين زواجا سريا فرصة لك)
اغرورقت عيناها بدموع متوجعة من قبضته و من كلماته الغير مرتبة و التي لم تستوعب منها اي شيء...تأوهت بضعف لتبكي بصوت مسموع بينما تقول...
(لا افهم ما تقوله داغر حقا لا أفهم اي شيء و أعتقد أن زواجنا تم دون رغبتي...أنا هنا اليوم لأخبرك عن شيء هام للغاية)
افلتها ليبعد وجهه عنها بحدة بعدما لمح دموعها اللعينة...صوت بكائها يصله فيلجمه و يخرسه بينما هي تعاند ضعفها لتهمس بخفوت باكٍ...
(داغر أنا في ورطة كبيرة...مصيبة تأكدت منها اليوم)
لم يمنح كلامها اهمية بل ظل على جلسته مبتعدا بوجهه عنها حتى افضت عن المزيد الذي جعله يتشنج في جلسته شاعرا ان الكون كله يتآمر ضده...
(أنا حامل داغر)
التفت وجهه لها كالطلقة يمرر نظراته فوق ملامحها الباكية مهمها بصدمة...
(ماذا؟!!!)
اطرقت برأسها يعلو نشيجها برثاء لما آل اليه حالها معه...تكلمت برجاء كبير نابع من ثقتها الواهية به و حبه الذي حكى عنه مرارا لها...
(يجب ان نسرع في اعلان زواجنا داغر...يجب ان تفي بوعدك لي)
صوتها الباكي تداخل مع صوت حكيم في رأسه ليزيد من تيه تفكيره أكثر...اشاح بوجهه بعيدا عنها و قد تكررت جملة حكيم التي انتقصت من شأنه في روحه فجعلته يغلي...وقف فتبعته عيناها الحمراوان بأمل وأده هو في لحظته حينما قال بهدوء شديد...
(هذه غلطتك هدير فتحملي عواقبها وحدك)
انتفضت خلاياها بهلع رهيب لتسرع و تقف تتشبث بذراعه متسائلة بهستيرية...
(ما الذي تعنيه داغر...هل تتخلى عني و عن ابنك...هل ترفض اشهار زواجنا للعلن كما وعدتني؟!!!)
سحب ذراعه من تحت كفها بحدة ليقول...
(لم أقل لك احملي مني كما لم اجبرك على الزواج...كله حدث برغبتك هدير تصرفي وحدك)
انحصرت انفاسها بصدمة جلية لتراقب وقفته بأعين متسعة تعاني التشوش...دموعها تتساقط و نبضها يخفت و عقلها يؤكد انها في خطر...وجهه الذي اصبح في مجال رؤيتها حينما مال اليها تنظر له برجاء و توسل أن يفي بعهده لكنه بدل وفاءه بكلمات اثارت رغبة التقيؤ بداخلها...
(لا تنكري انك استمتعت برفقتي كما استمتعت انا هدير)
فلتت الكلمة من بين شفتيها بوهن...
(رفقة!!!!)
ابتعد عنها يكمل بنفس اسلوب الحديث الملتوي لتتوه في تفكيرها غير عابئ بحجم الكارثة التي حلت بها...
(كنت سأفي بعهدي و اتزوجك علنا لكنني اكتشفت للتو ان عروس البحر الملاك ليست سوى فتاة تركض خلف المال...حينما عرفت ان كرم لا يرغبها لهثت خلف داغر لكن داغر لا يقبل ان يكون بديلا)
هزت رأسها نفيا ببكاء مرير تقول...
(انا لست كذلك اقسم لك داغر...ارجوك لا تتركني و انا في هذا الوضع...و اذا احببت ان تطلقني فلتفعل لكن اعقد علي رسميا بين الناس احفظ لي سمعتي و شرف ابي ارجوك...هل هذا جزاء ثقتي بك؟!!!)
هدر فيها بحدة آلمتها...
(لا أحد يضع داغر أمام الأمر الواقع يا ابنة عبد الصبور...أنت من حمل و أنت من سيُخلص نفسه بنفسه)
ضيقت عينيها الباكية بعدم فهم ما لبث ان تحول لصدمة كبيرة حينما قال...
(تخلصي منه قبل أن تكبر بطنك فأنا لم أعد أريدك)
صرخت بصوت كسير تتمسك بذراعه تتوسله ببكاء يقطع نياط القلب...
(لا داغر ارجوك لا تفعلها بي بعدما اجبرتني على زواجك)
ازاحها يقول بجمود حط على روحه فلا ينكر انه في هذه اللحظة لا يريد فعل هذا بها لكنه عاد لينتقم و لن يتراجع...
(ابتعدي عن طريقي هدير)
بهتت ملامحها بجزع تنظر له بأعين التهبت من فرط البكاء...لم يتحمل مزيد من التشتت او الخروج عن طريق خطته لذا ابتعد عنها مشيحا بنظره حتى وصل الى باب الشقة يخرج منه سريعا متحاشيا صوت بكاءها...
راقبت الباب الذي اغلقه بوجه تلبد...عيناها حانتا منهما نظرة الى بطنها من خلف عباءتها لتهمس بصوت مقهور مرتعد...
(يا للمصيبة...لمن ألجأ أنا؟!!)
تهاوت على الكرسي خلفها تبكي بصوت دامي...تعتصر بقبضتها بطنها و عقلها يعرض لها صورا من المستقبل القريب جدا حال عرف الجميع عن زواجها و حملها...اغمضت عينيها تنتحب بصوت مسموع...ماذا قال هو عن كرم؟! هل فكر بها كرم كزوجة حقا؟! إذًا لماذا لم يتخذ خطوته اليها بل ذهب بها الى الدكتورة!!...يا ليتها عرفت انها في بال سليمان لابنه يا ليتها لم تصدق داغر و لو للحظة يا ليتها لم تخشى فضيحة كانت بريئة منها حينها أما الآن جلبت لنفسها فضيحة شاركت بها...وصفها بالملاك بكل قسوة و هي فعلا كذلك هي مجرد ملاك تدنس حينما وطأ جنته...لم تكن جنة هدير بل كانت نارا احرقتك!!!

دلفت من الشرفة بعدما أشرق الصباح و بدأ أهل الحي يملئون الشارع...لقد رحل كرم بعد صلاة الفجر في رحلة صيده...تاركا إياها هنا بمفردها في بيت عائلته الذي لا تعرف فيه أحد...زفرت زفرة متوترة خوفا من الاختلاط بهم غير شعورها المرهق نحوهم بالذنب...نزعت وشاحها تضعه فوق السرير الذي جلست عليه تفكر مليا كيف ستقضي اسبوعا كاملا حبيسة هذه الغرفة...وجوده كان مؤنسا رغم حرجها منه حتى دخول أمه لهما لجلب الطعام كانت تتخطاه معه...دوما هو متصدر الصورة و هي محتمية به خلفا...تنهدت بصوت مسموع تدعو ان ينتهي الاسبوع قبل ان يبدأ...امتطت بجسدها تأخذ هاتفها من جوار السرير تنظر في ساعته لتجدها السابعة و النصف صباحا...الوقت لا يزال باكرا جدا لمهاتفة أريج...وضعت هاتفها مكانه مجددا ثم استقامت تتوجه الى الخزانة تفتحها و تلتقط منها منامة جديدة و تتحرك الى الحمام لتغتسل عل الوقت يذوب منه القليل...
بعد دقائق...
قد انهت حمامها و مشطت شعرها لتعاود التقاط الهاتف من جديد و تحاول مهاتفة أريج...الصوت المسجل بأن الهاتف مغلق أثار رعبها عليها لذا لم تفكر لثانيتين قبل أن تقرر الاتصال بديما علها تريحها هي...
(صباح الخير ديما كيف حالك؟)
وصلها صوت ديما المرح تجيب بنشاط...
(صباح الورد يا عروس انا بخير و سأكون افضل حالا حينما تجدون لي عريسا اتزوجه)
ابتسمت غسق بدفء لتجلس على السرير و تقول بصوت حنون...
(لا تتعجلي و سيأتي هو بمفرده و أراهن انكِ حينها ستهربين منه أنتِ)
صاحت ديما بتعجب كبير...
(أهرب منه!!!...هل انا معتوهة يا ابنتي فقط دلوني عليه لأتزوجه و أصبح ربة منزل مثالية)
فلتت ضحكة من غسق خافتة لتقول بدهشة...
(ستتخلين عن عملك!!... ربما سأصدق ما وصلني و أن ابن عمك المتعجرف يعذبك عن طريق العمل)
حمل صوت ديما الارهاق و التعب لتتقمص دور البكاء قائلة...
(انه يستعبد طاقم العمل كله يا غسق...من أصغر عامل حتى أكبر طبيب)
وصل بها حديث ديما الى حيث تريد فلملمت بسمتها لتسألها بترقب قلق...
(صحيح ديما أحاول الاتصال بأريج منذ أيام و هاتفها مغلق هل ترينها في المشفى فبالي منشغلا عليها)
تلعثمت ديما بصورة ملحوظة لترد سؤال غسق بسؤال آخر...
(ألم تعرفي بعد ما حدث؟!)
انقبض قلب غسق بخوف فسارعت بالنطق بكلماتها التي خرجت كتكرار لسؤال ديما...
(ماذا حدث؟!!)
طال صمت ديما حتى سمعت غسق انفاسها المتوترة فهتفت بجزع...
(هل أريج ليست بخير؟!!)
اسرعت ديما تجيب بعدما تلمست خوف صديقتها...
(اصبحت الآن بخير)
ابتلعت غسق ريقها بتوتر تقطب ما بين حاجبيها بعدم فهم و تسأل...
(ماذا تعني؟!!)
زفرت ديما لتقول بهدوء تمتص عبره صدمة غسق الأكيدة من حدوثها...
(لقد تعرضت أريج لحادث)
انتفضت غسق من فوق السرير تلهث بينما تتشبث بكلتا يديها بالهاتف فوق أذنها تهتف بعدم تصديق...
(يا الهي!!! حادث كيف و متى حدث؟!!)
حاوطت ديما خوف غسق بنفس الهدوء كي لا تخرج الأخيرة عن شعورها...
(اهدئي غسق اقسم لك كل شيء بخير الآن...لقد تعرضت لحادث في المشفى في ثاني يوم عرسك لكن الحمد لله اصابتها لم تكن خطيرة و خرجت من المشفى بعدها بأيام و حاليا هي في اجازة مرضية)
اتسعت عينا غسق بذهول لتهمس بعدم استيعاب...
(كل هذا حدث و لا أعرف!!... لماذا لم يخبرني أحدكم؟!)
تنهدت ديما ببطء تقول...
(و الله ظننتها عرفتك بما حدث لها لذا صمت أنا...ثم بالله عليك لم ارد مهاتفتك هذه الأيام لأنك عروس لا يجدر بنا ازعاجك و تريدين مني ان اهاتفك لأفجعك بحادث أريج!!)
حكت غسق جبهتها بأصابع ترتعش لتهمس بخفوت متوتر...
(لا بأس ديما...هل هي بخير حقا؟)
وصلها صوت ديما المؤكد...
(نعم بألف خير لا تقلقي حبيبتي و لا تحزني منها إذا لم تخبرك كانت تخشى ان تفسد فرحتك بالتأكيد)
هزت غسق رأسها بتفهم لتصاحبه بالقول...
(حسنا حبيبتي عملا موفقا و سأحاول أنا الوصول لها لأطمئن عليها)
انزلت الهاتف عن أذنها و قلبها لا يزال غير مطمئنا على صديقتها...زفرت زفرة مرتعشة و عقلها يرسم لها مئات السيناريوهات لبشاعة الحادث الذي تعرضت له أريج...يجب ان تطمئن عليها لكن كيف و هي تغلق هاتفها و لا تعرف ما السبب...يجب ان تراها بعينيها ليرتاح قلبها...تحركت في الغرفة تفكر جديا في زيارة أريج لكنها ستواجه صعوبات عديدة فهي عروس لم يمضِ على عرسها سوى أسبوعا...غير انها تتوتر من معاملة من يسكن خارج هذه الغرفة و لا تعرف كيف ستكون ردود افعالهم لطلبها هذا...ضاق صدرها من كثرة التفكير و قلة حيلتها فزفرت مجددا بقنوط تحرك بصرها في كل الاتجاهات...حتى توقف هناك عند المشجب المجاور للخزانة حيث سترة منامته التي نزعها قبل ساعات ليبدلها بقميص قديم و سروال جينز لا يقل عنه قِدما...عيناها ثبتتا عليها لفترة و كأنها هنا تخبرها بأنه دوما معها حينما تضيق بها الدنيا...قضمت شفتيها بتفكير لم يطل لتعيد بعده رفع هاتفها الى اذنها تتصل به دون تردد...
في المركب...
على عكس عادته تعلقت عيناه بأيوب الشارد بوجوم شديد بدلا من ان تتعلقا بالبحر ككل مرة...صديقه به شيء مختلف منذ تزوج و قد ظن ان بعد زواجه سينسى و يتهيأ لحياة جديدة وافق عليها فبعد كل شيء زوجته لا ذنب لها...تحرك متجها نحوه حتى اقترب منه فتنبه له أيوب و قد رفع رأسه اليه لكن رنين هاتف كرم اوقف حركته ليضيق عينيه بتعجب فلا أحد يهاتفه حينما يكون في البحر و خصيصا عند بدء رحلته كالآن...دس يده في جيبه يخرج هاتفه و ينظر به فيعلو نبض قلبه بمشاعر كثيرة تغلب فيها القلق على العشق...اولى جانب جسده لأيوب و فتح الخط يقول بصوت مترقب ملهوف...
(غسق ماذا هناك؟!!)
شعر أيوب بالقلق فرغما عنه تأهبت حواسه لحديث صديقه مع زوجته...كل ما يدور في عقله الآن هل كُشف امرهما؟!!!... انتبه لصوت كرم الآمر بهتاف عالٍ بعض الشيء لكنه يعرفه جيدا فعلو صوته هنا لا يعني الصرامة بل يعني انه يتفتت من القلق عليها...
(غسق اهدئي قليلا و تكلمي ببطء كي أفهم ماذا حدث و من اصيب!!)
تخصر في وقفته يداري لهفته عليها و هي تهمس بصوتها المهتز داخل مسمعه فيتغلغل صوتها لأعماقه...لحظات منحها فيهم ما تريد من حسن الانصات لتنفك كفه من فوق خصره و تلين ملامحه قليلا فيقول...
(لا حول و لا قوة إلا بالله متى اصيبت و كيف هي الآن؟!)
فهم أيوب أن الأمر مختلف عما ظنه فوقف ليتحرك مبتعدا مانحا صديقه حرية الحديث مع زوجته...تابعه كرم بعينيه يتحرك الى الجانب الآخر من المركب بينما يستمع الى غسق...حينما اختفى ايوب من مجال نظره التفت يستند على سور المركب الحديدي قائلا...
(نحمد الله انها بخير الآن لا تخافي فصديقتك اخبرتك انها تركت المشفى بحالة جيدة)
صوتها وصله راجيا حينما قالت...
(أريد زيارتها لأطمئن عليها)
تنهد بهدوء مقدرا خوفها على صديقتها الطبيبة...هو نفسه يشعر بالحزن لما اصابها فبعد موقفها مع غسق يوم حادثها و هو يحمل جميلها في عنقه...رد بهدوء شديد و كأنه يحدث طفلة صغيرة...
(أنت عروس لم يمر سوى اسبوعا على زفافك و لا يصح خروجك من البيت بعد هذا الوقت القصير و زوجك ليس معك ايضا)
انفاسها المهتزة القريبة جدا منه تحثه على اغماض عينيه و التنعم بها...انتبه لصوتها الخافت و هي تقول بنبرة يائسة مهددة بالبكاء...
(أعرف كل هذا لكن...انها أريج)
رفع رأسه عاليا يناظر السماء فقال بهدوء مهادنا اياها...
(و انا ايضا اعرف انها غالية عندك...انا لا امانع زيارتك لها و لكن هناك اصولا فُرض علينا اتباعها)
صمتت كما صمت هو فشعر بقلبه ينخلع من مكانه حينما ضربت شهقتها الناعمة أذنه لتقول...
(انا قلقة عليها جدا كما انها تغلق هاتفها و لا اجد طريقة اتوصل لها بها...)
انزل رأسه بسرعة و ابتعد عن السور يقول بصوت حنون...
(لا تبكين و اهدئي...سأعود بعد اسبوع ان شاء الله و أول شيء افعله هو أخذك لزيارتها هل هذا يرضيكِ؟)
وصله صوتها المتلهف باقتراح خرج من بين انفاسها المرتعشة كطوق نجاة...
(ما رأيك أن يأخذني أبي اليها؟!)
احنى رأسه و عاد يتخصر مجددا قائلا بحنان شديد...
(لا يصح حتى هو سيرفض فعل هذا...الناس لن تصمت لو رأوا والدك يأخذك من بيت زوجك بعد اسبوع زواج و لا واحد منهم سيهتم ليعرف ان العروس تقوم بزيارة مريضة!)
همسها الناعم بعفوية متوسلة ألجمه...
(ارجوك كرم...ارجوك)
في هذه اللحظة لم يتمالك نفسه ليغمض عينيه متنعما بهذا السحر الناعم الذي منحه الله اياه حينما جعلها زوجته...طال صمته دون قصد حتى سمعها تقول بصوت عاد للعقلانية بعدما ركنت الاستجداء جانبا...
(لا بأس لقد تحملت معي فوق طاقتك كثيرا...رحلة سالمة)
كادت تغلق الخط لكنه ناداها بسرعة قائلا...
(انتظري و لا تغلقي)
تنفس بعمق ليكمل...
(أنتِ زوجتي و لك علي حقوقا يجب ان امنحها لك فلا تعطي لخيالك مساحة تفكير و لو صغيرة بأنني مجبرا لفعل أي شيء يخصك...و بخصوص صديقتك سأتصرف)
همهمة مودعة وصلته منها ليغلق بعدها الخط و ينظر مليا الى هاتفه في يده ليهمس بخفوت...
(ضيقة عقل دوما أنتِ يا غسق...لست مجبرا يا بنت بل عاشقا يهيم بك و يريد راحتك حتى لو على تعبه هو)
في الجانب الآخر من المركب...
شاردا في زرقة البحر حوله يعيد لقاءه بها بعد مناداتها بفلك كل لحظة...كانت عادية للغاية لم تظهر له اي ضيق بعدما عاد ليقضي ليلة خاوية كعادته معها...ينامان فوق نفس الفراش ينأى بنفسه بعيدا عنها خوفا من ان يظلمها بقربه الخالي من المشاعر... لكنه هكذا ألا يظلمها؟!!!... زفر زفرة متعبة للغاية يرفع كفيه و يحيط بهما عنقه من الخلف رافعا بصره للأعلى يناجي ربه كي يعينه على ما هو به... ما كان يخشاه ها هو يحدث و مودة باتت ذنبه الملفوف حول عنقه...همهم بصوت تعب من كثرة التفكير و الترقب...
(اللهم دلني على الخير لأجلها هي يا رب...اشعر بذنبها يطوقني فلا اقوى على التنفس...ارجوك كن لي عونا كي لا اظلمها و سامحني لما فعلته بها لكنك تعلم انه دون قصدي و خارج عن ارادتي...و الله خارج عن ارادتي)
نكس رأسه بعدها بصمت يتنفس بصورة متسارعة...يستعيد كل لحظة مرت عليه مع مودة...كم مرة كسر بخاطرها و خطف فرحتها ليدهسها بمُر ما يعيشه و لا تفقهه هي...الفتاة تبدو قبلته بكل روحها كزوج و استعدت لتكمل معه حياتها فما باله لا يزال قلبه يفكر في فلك و التي يعلم خير العلم انها الآن تنعم في احضان غيره بكل إرادتها...دفن رأسه بين ركبتيه اللتين رفعهما لينهي هذا العذاب المسمى بالتفكير...يحتاج ان يعيد صياغة صورة حياته مع مودة و هذا ما سيحاول بكل جهده ان يفعله حينما يعود...
بخطوات ساهمة نزلت الدرج تتوجه بآلية نحو باب البقالة المتواجد داخل البيت...وصلت الى عتبته و قبل ان تخطو سمعت صوت امرأة ما مع أم ايوب فشعرت بالحرج من الظهور امامها الآن...ابتسمت بمرارة ساخرة فهي لا تزال عروسا و لم تتعرف على أحد هنا بعد...ارهفت السمع لصوت المرأة الصاخب مع حماتها حينما قالت...
(و الله يا أم أيوب كدت اشد شعري غيظا منها...الفتاة تتبجح على حماتها أمامي دون خشية او حياء!!)
شهقت أم ايوب بصدمة لتقول...
(عيني عليها أم كمال و على حالها...هل لأنها طيبة و تمرر الكثير لزوجة ابنها تستغل هذه الفتاة هذا!!)
تشدقت أم عيد بنزق تقول...
(آه يا أم أيوب فتيات هذه الأيام غيرنا حينما كنا في نفس سنهن)
هزت أم أيوب رأسها موافقة لتردف...
(هذا كله يرجع لتربية اهلهن لهن فبسم الله ما شاء الله زوجة أيوب ابني كالبلسم ينشرح الصدر لها)
احمرت مودة خجلا من اطراء ام ايوب لها فشعرت بالحرج من التنصت أكثر...تحركت لتبتعد عن باب البقالة الداخلي لكن أم عيد التقطتها بعينيها خصيصا مع هذا اللون الملفت لعباءتها...صاحت المرأة ببسمة اظهرت اسنانها المتكسرة...
(ابن الحلال عند ذكره يبين...ها هي عروس أيوب تعالِ حبيبتي لا تخجلي مني أنا أم عيد)
التفتت أم أيوب تنظر الى مودة التي كبلها الحرج فتضحك ببشاشة و تدعوها للدخول...دلفت مودة بوجنتي حمراوين تسبل اهدابها مستمعة لمدح ام عيد لها...
(بسم الله قمر في ليلة تمامه...هل تخبئينها عن الحي يا ام ايوب خوفا من العين؟!)
تمسكت ام ايوب بكتفي مودة تقربها منها ببسمة سعيدة لتناغش ام عيد قائلة...
(من يحق له رؤيتها هو ابني فقط...كما ان ايوب يغار عليها من الهواء فظهورها هكذا صعب قليلا)
تغضنت ملامح مودة بالحزن الشديد لعدم صحة أي كلمة من كلمات حماتها... أيوب لا يعرفها حتى يغار عليها...رمشت لمرات متتالية كي تمنع دمعة متألمة من الهطول...اصغت لحديث ام عيد التي قالت..
(لو أردتم اخفائها عن الحي بأسره لن تخفى على ام عيد التي تعرف كل شخص هنا منذ ولدته أمه و حتى اليوم...الحي كله من كبيره لصغيره يقبع هنا)
تتبعت عينا مودة اصبع المرأة و هي تؤشر على رأسها عندما نطقت جملتها الأخيرة...ضيقت عينيها بتفكير بينما تتفحص أم عيد جيدا و بعدما رست على بر لما نوته ابتسمت بحياء تقول...
(خالتي هلا وصفتي طريقة عمل الشراب الذي صنعته قبل يومين لعمي رجب)
تفحصت ام ايوب وجه مودة لتسألها بترقب...
(لمَ حبيبتي؟!)
استرسلت مودة في كذبتها الصغيرة فقالت بنبرة خافتة...
(اشعر بإعياء منذ استيقظت و بطني يؤلمني قليلا)
ارتعشت بسمة كبيرة على ثغر ام ايوب و عيناها التقطتا بطن مودة بأمل كبير لتهمس بنبرة سعيدة...
(سأصنعه لك أنا حبيبتي حالا اجلسي أنتِ هنا و لا تتحركي كثيرا)
اجلستها ام ايوب على الكرسي الخشبي المتواجد في البقالة لتمضي للداخل سريعا بينما تتمتم...
(اللهم اجعلها بشارة خير ليفرح قلبي)
تابعت مودة اختفاء حماتها لتتوجه بنظراتها الى ام عيد التي بدأت الحديث دون دعوة...
(يبدو سنسمع خبر سعيد قريبا...اهتمي بصحتك و لا تحملي الاشياء الثقيلة و بعدما تتأكد البشارة لا تعلنوا الخبر سريعا انتظري حتى يستقر كل شيء...هذه الاشياء تُحسد)
صبغت مودة بسمة فوق ثغرها تجاري حديث أم عيد فقالت...
(هل تعرفين كل الناس هنا حقا؟)
شمخت أم عيد في وقفتها لتقول باعتداد...
(بالطبع اعرفهم كلهم)
سحبت مودة نفسا عميقا لتعود برأسها للخلف تراقب الاجواء قبل ان تصل ام ايوب...التفتت للمرأة تسألها بصوت خافت متردد و مرتعب من الإجابة...
(هل لو سألتك عن أي شخص ستعرفينه؟!)
اومأت أم عيد بتأكيد جعل مودة تلقي سؤالها دفعة واحدة...
(تعرفين واحدة اسمها فلك؟!)
بهتت ملامح ام عيد بينما تناظر مودة بتفحص اثار التعجب في روحها...ضيقت ام عيد عينيها لتسأل مودة
(لماذا؟!)
قضمت مودة شفتيها المرتعشتين لتهمس بكذبة جديدة...
(سمعت اسمها من أكثر من امرأة هنا في البقالة فدفعني الفضول لأعرف قصتها)
تنهدت ام عيد و نظرتها الثاقبة توضح لمودة انها لم تصدق كذبتها لكنها قالت بهدوء شعرته مودة تحذير اكثر منه نصيحة...
(لا تسألي عن شيء إن وضح لك اتعب قلبك)
تقبضت كفي مودة على عباءتها لتبتلع ريقها بوجل و تسأل بصوت متخوف...
(و ما دخل قلبي في معرفة قصتها؟!)
هزت ام عيد رأسها مجددا لتقول بصوت موبخ...
(لا اعرف ماذا سمعتي عنها لكن ما اعرفه ان الافصاح عن المزيد عنها لن يجلب لك سوى المتاعب لذا لا تفكري بها مطلقا و اهتمي بحياتك مع زوجك وحافظي عليها)
وصلت ام ايوب الى البقالة تحمل قدح من الشراب الساخن فوصلها صوت ام عيد...
(سأذهب أنا يا ام ايوب...خذي كنتك للداخل فوقوفها هنا سيء عليها)
اومأت أم ايوب لها تودعها حتى اختفت من امامها...مدت يدها بالقدح الى مودة المتماسكة بكل قوتها كي لا تبكي...حديث هذه المرأة اشعل دواخلها و لم يطفئها...هل هناك ما جمع بين ايوب و فلك هذه؟!..
(مودة حبيبتي خذي اشربي هذا و اصعدي غرفتك لترتاحي...و لا تتعبي نفسك هذه الأيام لربما اصابت ظنوني و كنت حامل)
نظرت لها مودة نظرة أسف دامعة لتحمل منها القدح و تقرر ان تنهي كذبتها ها هنا...فبعد كل شيء ام ايوب لا تستحق منها فرحة كاذبة...
(سلمت يداك خالتي لكن...لا يوجد حمل لقد انتهت دورتي الشهرية قبل ايام)
عم الحزن على روح ام ايوب فطفح على ملامحها مما اوجع قلب مودة أكثر...لكنها رسمت بسمة مشجعة لتتمسك بيد مودة و تقول بأمل لا يتبدد..
(لا بأس حبيبتي ان لم يحدث الآن سيكتبه الله لكما فيما بعد...هيا كي ترتاحي ما دام تشعرين بالتعب)
مالت مودة باعتذار غير منطوق تقبل وجنة ام ايوب و تحمل القدح متوجهة الى شقتها في الأعلى لتصارع غياهب تفكيرها ككل يوم...و حينما وصلت وضعت القدح فوق طاولة الطعام تلتقط هاتفها من عليها و تتصل بأختها...فور سماع صوتها المرح فرت دمعة ساخنة من عين مودة لتهمس بصوت متعب...
(مسرة أنا متعبة)
تبدلت لهجة مسرة للترقب القلق فسألت اختها بتوجس...
(مما حبيبتي احكي لي ما بك؟!)
جلست مودة على كرسي طاولة الطعام تهمس ببكاء خافت...
(أيوب....يرهق قلبي معه)
صمتت مسرة بتفكير لتسأل بعدها...
(هل يسيء التعامل معك...احكي مودة لأنه لو حدث منه ما يؤذيك لن نسكت و أبي لن يسكت)
وضعت مودة يدها فوق جبهتها تمسح عرقها بارتعاش و تهمس...
(أنا لا افهمه مسرة لا افهم هل اعجبه أم لا...كل شيء حولي يتعبني عقلي مرهق من كثرة التفكير)
تنهدت مسرة لتقول بهدوء...
(ربما أنتِ تفهمينه بشكل خاطئ فلا تنسي انه غير زمان لقد كبر و تغير)
سحبت مودة نفسا مرتعشا و لم تقوَ على الرد...فوصلها صوت مسرة المقترح
(ما رأيك أن توضحي معه الأمور)
همهمت مودة بخفوت...
(كيف؟!)
قالت مسرة بيسر في محاولة منها لإزاحة حزن اختها و قلقها...ألا يكفي انها بعيدة عنهم في مدينة غريبة بمفردها..
(تحدثي معه عن شعورك بلا تزييف و اخبريه ان هذا يضايقك و هذا لا تحبينه...صارحي زوجك مودة بما يقلقك و لا تخشي شيئا حبيبتي لكن ان تبقي متأرجحة بين لهيب افكارك فهذا لن يفيد)
هزت مودة رأسها بموافقة لتغلق الخط مع اختها...مواجهة صريحة هذا ما تحتاجه مع ايوب فقط لتفهم من هي في حياته و ماذا تعني له...و الأهم من هي فلك التي تسربلت حروف اسمها من بين شفتيه بسهولة حميمية تتمنى فقط لو ينطق اسمها هي بها؟!..

بقية الفصل على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t469585-68.html





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-10-20 الساعة 12:14 AM
م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.