آخر 10 مشاركات
بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يُخطئ حبيبان!! (21) -رواية شرقية- بقلم: yaraa_charm *مميزة & كاملة* (الكاتـب : yaraa_charm - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-20, 09:36 PM   #981

مهيف ...

? العضوٌ??? » 373083
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 498
?  نُقآطِيْ » مهيف ... is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووووووووووور يا مبدعه وبتوفيق

مهيف ... متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 09:43 PM   #982

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوور متحمس وخايف بنفس الوقت بعد ماسمعت سهير بتفضح أكرم وزوجتو قلبي بيدق والله وادعي ماتتكلم كانو حقيقي الحكاية😂😂😂الله يسعدك انتي كاتبة مبدعة بجددد شفتي لأي مرحلة وصلتيني .. بانتظارك حبيبتي ❤️🌹

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 10:04 PM   #983

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار الفصل

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 10:27 PM   #984

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 10 والزوار 35)
‏Lamees othman, ‏وجدان1417, ‏هيون القحطاني, ‏Wejdan1385, ‏سوووما العسولة, ‏rowdym, ‏Nana96, ‏أنثى المجدولين, ‏shf2000, ‏sosomaya


بانتظارك يا آية.😍😍


Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 10:42 PM   #985

Mona eed

? العضوٌ??? » 386376
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » Mona eed is on a distinguished road
Rewitysmile1

تسجيييييل حضووووووور💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💖💖💖💗💙💙

Mona eed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 11:20 PM   #986

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

هنزل الفصل بدلا عن ايه لحين عودتها بالسلامه ان شاء الله


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 11:23 PM   #987

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الفصل السادس و العشرون

(آسفة غسق لو تدخلت في شيء خاص كهذا و لكن يجب أن أضع كل الاحتمالات كالحمل مثلا...عموما لا تقلقي حبيبتي ربما هرموناتك غير منتظمة لذا سأنتظرك في المشفى لأفحصك و تقومين ببعض التحاليل)
توردت وجنتا غسق من تخيل لم تضعه يوما في حسبانها...هل ستكون قادرة على استكمال حياة زوجية طبيعية؟!...ماذا لو حملت بداخلها ابنا لكرم؟!!...التفتت فجأة لصوت الجلبة الصادر من الخارج فقالت على عجلة من أمرها...
(صعب قليلا أن آخذ إجازة الآن و أنا لم ابدأ العمل إلا من وقت قريب...كما أن أنا وأنتِ ننهي العمل في نفس الوقت تقريبا...سأنظم وقتي وآتي في اقرب فرصة متاحة لأنه حقا ما عدت احتمل تقلبات مزاجي هذه ابدا)
اشتد الصوت بالخارج فضيقت غسق عينيها بعدم فهم لتتوجه الى باب الغرفة بينما تقول..
(أريج مضطرة ان اغلق الآن شكرا لك حبيبتي)

في غرفة الضيوف...
انتفض صالح من كرسيه لسببين أولهما طلب والده الغير متوقع بالمرة وثانيهما صوت التهشم بالخارج...وكأنه فقد القدرة على الاحساس فقط يناظر والده بعينين متسعتين ذهولا وترقبا...وقف سليمان سريعا يتجه الى باب الغرفة مهمها بجزع...
(سترك يا الله...)
فتح الباب فأوقفه عن الحركة جسد هبه القابع أمامه...نظر أسفل قدميه فوجد فناجين القهوة مكسورة ومحتواها قد لطخ نهاية جلباب زوجة ابنه...رفع عينيه اليها فآلمه قلبه على نظرتها الدامعة المليئة بالخزي...قبض سليمان على رأس عكازه غاضبا من عدم تنفيذ سهر لأمره وها هي أرسلت من لم يردها أن تعرف الآن وبهذه الطريقة الموجعة!...تكلم بنبرة مهادنة حنونة...
(هل آذيتِ نفسك يا ابنتي؟!...هل أنتِ بخير هبه؟!)
اسمها أصاب صالح بالهلع فلم يفكر ابدا أنها مصدر الجلبة بالخارج...نفض عنه الذهول ليسرع بخطواته اليها وقلبه ينتفض لأجلها...تخطى والده ليخرج فأصاب عمق روحه وجهها الشاحب ونظرتها التي تعترف بعيبها وتشكي له قلة حيلتها...اهتز كيانه ليقترب منها ممسكا كتفها مهمها بحنان آسف لما سمعته...
(هبه أنا!...)
خانته الكلمات حينما رفعت له عينيها و قد فرطت في دمعة قهر تهمس بعدها بتيهٍ واضح...
(لقد سقطت الصينية، سأنظف الأرضية في الحال)
ابتلع صالح ريقه بحزن لأجلها وضيق من هذا الطلب العجيب من والده...متى اشتكى لأي أحد عن لهفته في الانجاب؟!...لماذا يحمله والده فوق طاقته؟!...ثم ألم يكن سيعطي هدير لكرم ما دخله هو الآن؟!...يعرف تفكير والده وأنه يريد الاطمئنان على هدير لكنه لا يريد من الدنيا سوى هبه...إن اكرمه الله بطفل منها فله الحمد والشكر وإن لا فيكفيه أنها زوجته...عجز عن فهمها وعن التحدث اليها... ارتعش فكه بصورة ملحوظة حينما مالت أمام عينيه لتلتقط الفناجين...أوقفها عن استكمال ما تفعله ليرفعها من كتفيها ناظرا في عينيها بأسف جلي...صوت سليمان المتداخل بين نظراتهما نبأ صالح بأن والده ظن أن ما طلبه قبل قليل يدخل في نطاق المقبول عند صالح...إنه الممنوع بذاته
(هبه يا ابنتي تعرفين أنك غالية بالنسبة لي والله يشهد على قدرك عندي وأن ما سمعته...)
رفع صالح وجهه سريعا لوالده يقاطعه برجاء مميت ألا يكمل حديثه...
(أبي بالله عليك لا تُكمل...لا توجعها أكثر أرجوك)
ترك كتف زوجته ليواجه سليمان بنظرة دامعة قائلا بحزم...
(أبي تعرف ان كلمتك سيف فوق عنقي وتعرف أنني لا أعصيك ابدا وأوافقك الرأي في كل شيء...قبل قليل طلبت مني طلبا سامحني أبي لا استطيع تنفيذه بالمرة)
اشتدت قبضة سليمان على عكازه وهو يرى رفض ابنه الصريح...الله يعلم أنه لم يرد سوى ان يحفظ ابنة عبد الصبور ويصونها ويرى حفيدا له من صالح...نادى باسمه ليطلب منه التريث فالأمر مهما كان مستحيلا عليه التفكير به
(صالح بني دعنا نؤجل الكلام في هذا الأمر الآن)
لم يفشل يوما في ضبط اعصابه أمام والديه وها هو يكاد يفقد اتزانه كله...جز على ضروسه بقوة يهدأ نفسه ثم يقول بحزم مصمم...
(لا أريد ابنا إلا من زوجتي ولن تحمله لي غيرها وإن أراد الله ألا يطعمنا الذرية فهذا سيكون نصيبي وأنا راضٍ به يا أبي)
خرجت غسق من غرفتها بأعين شاخصة لما يحصل...هل ما سمعته حقيقي ويودون تزويج صالح مجددا ومن هذه المرأة؟!... عيناها التقطتا هبه في وقفتها المتشنجة جوار زوجها فلامست قلبها بقوة وودت لو ركضت اليها تضمها بحنو...تابعت صالح الذي نظر لزوجته جواره فلم يقوَ على التمعن أكثر لهيئتها فحان وقت كلمته الأخيرة...
(زواج لن اتزوج لا ابنة العم عبد الصبور ولا غيرها)
جاء صوت هبه المختنق مرتعشا بنبرة بالية
(صالح...أبي الحاج محق)
حدقها بذهول موجوع ليسألها بصوت غاضب...
(ماذا تقولين يا هبه؟!...أتطلبين مني أن أتزوج غيرك لأجل الانجاب؟!)
أحنت عنقها لتخبئ وجهها عنه وتسيل دمعة جديدة وهي تهمس بغصة مؤلمة نابعة من امرأة تشعر بالنقص...
(حقك أن تكون أبا يا صالح وأنا لا يمكنني...)
(اصمتي هبه ولا تكملي)
قاطعها بحدة آمرة يناظر كسرتها جواره فتغلي دماؤه ليقول بتأكيد...
(إن كان هينا عليك أن تريني مع غيرك فليس هينا علي...)
همست بصوت باكٍ عصر قلوبهم جميعا...
(ليس هينا يا صالح والله...لكن كيف لي ان أحرمك من نعمة الابناء)
غزت الدموع عينيه ليقول بلهجة مزجت الأماني بالمرار...
(هذه النعمة دونك ستصبح نقمة يا هبه ولا أريدها...)
نظرت في عينيه بقلة حيلة جعلته يشعر بأن روحه تنقبض...تحرك مبتعدا عنهم الى باب الشقة بينما صفية تنادي عليه كي يتوقف...هدّأ خالد أمه وخرج سريعا خلف أخيه ليكون معه يؤازره...بينما صفية توجهت لزوجها تناظره بعتاب فيرد نظرتها بصوت مهموم...
(لله الأمر من قبل ومن بعد)
لم تنتظر غسق أكثر من هذا فتقدمت الى هبه تحتويها في حضنها حتى تكلم سليمان بحزن...
(خذيها الى غرفتها يا ابنتي وابقي معها)
اومأت له غسق لتتحرك مع هبه الباكية الى غرفتها... مرا بسهر التي رمقت غسق من أسفلها لأعلاها بنظرة متوعدة لتتشدق بالقول الفاتر...
(قلبي عندك يا هبه لكن الحق يُقال زوجك صبر كثيرا ومن حقه أن ينجب ولدا يحمل اسمه)
احتدت نبرة غسق بينما تحدجها بقرف...
(إما أن تقولي خيرا أو لتصمتي)
ابتسمت سهر بطريقة أثارت قلق غسق لتقول ببطء متعمد...
(سأقل كل شيء لكن ليس الآن لا تقلقي أنتِ)
اخرجتها غسق من حيز تفكيرها لتوليه الى هبه فهي الآن تستحق المساندة...ابتعدا حتى دلفا غرفة هبه فتحركت سهر بسعادة لا تليق بالموقف تهمس...
(في الغد القريب ستقول سهر كل شيء والجميع سيقف ويستمع فلن أسمح بأن أهدر هذه الفرصة كما حصل قبل زواجك يا دكتورة)

*************
لم يتمكن صالح من الابتعاد سوى الى السطح فجسده كله متشنج و عضلاته اصابها الوهن...دلف خالد بعده للسطح فوجد اخاه يجلس فوق صندوق خشبي يدفن رأسه بين كفيه اللذين يستند بهما على ركبتيه...تنهد بحزن لأجله فتقدم منه ليجلس جواره هامسا ليهون عليه...
(ستمر يا أخي فأبي مستحيل أن يُلزمك بالزواج ما دمت ترفض)
دون أن يغير وضعه همس بصوت مختنق...
(بماذا قصرت أنا و زوجتي؟!...على مدار سنوات نتابع و نهتم بوضعها...سنوات لم تسهو عن ميعاد دوائها ليلة واحدة حتى...سنوات تنام و تستيقظ على أمل أن يُسكن الله ابني في رحمها مجددا)
صمت لقليل من الوقت جعل خالد متوجسا و في لحظات اتسعت عيناه بصدمة حينما سمع صوت بكاء أخيه المتقطع...لم يتحمل هذه الصورة لصالح ابدا فأسرع يحاوط عنقه بذراعه و يقربه من كتفه يضمه بتأثر جلي ليهمس...
(وحد الله يا صالح و لا تفطر قلبي عليك يا أخي)
تكلم صالح ببكاء رجل مغلوب على أمره...
(تعبت يا أخي فساعة الانتظار قاتلة ما بال سنواته...قلبي يوجعني على حالي و فرحتي قد فرطت من بين يدي بفقد ابنائي قبل أن احملهما...و أنا أرى زوجتي صابرة آمله في الغد...تعبت من شوقي لأن يكون لي ابنا من صلبي لكن منها هي)
دمعت عينا خالد على وجع أخيه فرفع ذراعه الآخر يضمه اليه بقوة أكبر قائلا بيقين...
(هون عليك أخي...الله كبير و مطلع على حالنا و ان شاء الله نهاية الصبر فرج...أنا سأتحدث مع أبي بشأن ابنة العم عبد الصبور و أنت لا تحمل هم)
رن هاتف خالد فاضطر لأن يبعد صالح بعدما قبل رأسه بحنان ليخرج هاتفه...وجد اسم كرم عليه فأسرع لفتح الخط و حالما وصله صوت كرم اجابه بأمر حاني...
(أولا اهدأ و التقط انفاسك صالح بخير الحمد لله...أمي هاتفتك لتأتي و تؤازره بالتأكيد)
صمت قليلا يستمع لكرم المتلهف فيجيبه...
(كرم هل تريدني أن اقسم أن صالح بخير؟!...إذًا اهدأ و تعال على مهلك و إياك أن تقود السيارة و أنت بهذه الحالة... أعرف أنك لم تبتعد كثيرا عن الحي لكن هذا لا يمنع أنك لن تقود إلا أن تهدأ...حسنا نحن بالسطح ننتظرك)

في الليل....
قضى الأخوة الثلاثة باقي اليوم فوق السطح في محاولة للتخفيف عن صالح رغم تعجب كرم من طلب والدهم...هدير مجددا هل الى هذه الدرجة تشغل بال سليمان المراكبي أم تراها افتعلت شيئا اثار قلقه فيريد ان يعجل بزواجها...هذا الخاطر تقاسمه مع خالد الذي رجح ألا يتناقشا به الليلة لأجل صالح...و عند العاشرة و النصف مساء نزلوا من الأعلى يناشدون النوم فتوجه كل منهم لغرفته...دخل صالح غرفته فانتبه لصوت بكاءها المكتوم و الصادر من الحمام...اسرع في خطواته اليها يدق على الباب قائلا بقلق...
(هبه ماذا يحدث؟!...هل أنت بخير)
وصله صوتها المتقطع بنحيب...
(بخير)
استند برأسه على الباب يهمس برجاء متألم...
(اخرجي حبيبتي من عندك لا يصح ان تبكي في الحمام)
لحظات مرت حتى فتحت له الباب فضمها بعينيه قبل يديه هامسا بينما تستند برأسها على صدره...
(دموعك غالية يا هبه فلا تهدريها على شيء لن يحدث من الأساس)
تكورت اصابعها فوق ملابسه هامسة ببكاء...
(مرت السنون بلا نتيجة مجدية يا صالح...سأكون انانية لو منعتك عن حقك)
تنهد بتأثر يلثم بعده شعرها قائلا...
(و لو انتهت سنوات عمري كلها دون فائدة من العلاج يكفي انها ستنتهي معك)
(لكن...)
صوتها البالي قاطعه هو حينما اخرجها من احضانه يضم وجهها بين كفيه ينظر في عينيها الدامعتين قائلا بيقين...
(دون لكن و دون تفكير يا هبه...زواج لن اتزوج)
شهقت بصوت مسموع لتنخرط بعده في موجة بكاء جديدة جعلته يغمض عينيه بألم ليقترب من جبهتها يقبلها بعمق حنون ثم يغمرها بين احضانه مجددا قائلا بأمل رغم كل شيء لم ينطفئ...
(الله كريم ففي عطاءه رحمة و في منعه حكمة)

لامس مقبض الباب بيده لفترة قبل أن يفتحه و يلج...التردد كان مسيطرا عليه فلا يعرف حقا كيف سيقابلها...أكيد من أن هناك شيء أزعجها لكن ما هو و ما معنى انها شعرت بالاختناق من مجالسة ضيوفهم؟!...الاضاءة الخافتة في الغرفة جعلته يوقن انها نامت فزفر بضيق لأنها نامت حزينة من طريقته في معاملتها...حسنا يعشقها بكل ما بها لكنه لم يحتمل ان ترفع صوتها عليه دون سبب وجيه حتى!...تحرك بهدوء الى المشجب يأخذ ملابسه من عليه و يتوجه الى الحمام...دقائق و قد خرج مرتديا ملابس نومه ليتوجه الى السرير و قبل أن يصل لمح ورقة موضوعة فوق وسادته...نظر الى غسق سريعا فوجدها نائمة في وضع غير مريح و كأنها كانت تنتظره و سقطت سهوا في النوم...اتجه الى جانبها يلامس كتفيها ببطء حذر و يعدل من وضعيتها في النوم...مال على جسدها ليصل الى وسادته يلتقط الورقة و يفتحها بعينين ضيقتين...قربها من مصدر الضوء فوق الطاولة المجاورة لجانب غسق من السرير ليقرأ ما خطته ضيقة العقل...
"سأحاول جاهدة ألا أنام حتى تأتي لكن أظن انه صعب...ما حدث الليلة كان خارج عن ارادتي، أعرف كنت عصبية و تصرفت بلا تفكير لكن تأكد بأن هناك سبب لهذا...لا أريد أن اخبرك عنه حتى افهمه أنا اولا بشكل صحيح...لست بارعة في تنسيق الكلمات مثلك لكن آمل أن يصل اعتذاري لك...آسفة كرم"




اصابعه تلامس حروفها بقلب ينبض حتى وصل لكلمة الأسف منها...عاد بجسده ينظر لها غافية بعمق فمنذ بدأت عملها و هي تنام باكرا و تستيقظ باكرا...مال اليها يلتقط خصلات شعرها يقربها من انفه يشمها ثم يلثمها بحب هامسا جوار اذنها...
(أخبرتك بها من قبل قلبي متسع و لك يغفر الزلات...)
رفع رأسه ليبقى مقابل وجهها فتلامسه انفاسها و تعلو بداخله اهازيج العشق...طالت نظرته لها متأملا و متألما!...ما أصعب ما يشعره و هو بهذا القرب الذي حرَّمه الزمن عليه!...في قانونه يعترف ان العشق نهايته وصال أما لأجلها إن طال وصالها لأمد بعيد فسينتظر...همهم بصوت خافت فلفحت أنفاسه ملامحها
(آه يا غسق الروح متى ستنجلي عتمتك و تنيري روحي؟!)
ابعد وجهه عنها ليناظر الغطاء الذي يغطي ساقيها فقط...سحبه للأعلى ليدثرها جيدا و يستقيم في وقفته يضع الورقة في جيبه ثم يتوجه نحو الجانب الخاص به من السرير...استوى في مكانه يسحب غطاءه فوقه و يحاول ان يغمض عينيه...جفاه النوم رغم ارهاقه فتحركت كفه الى جيبه يلامس ورقتها هناك...يشعر بنبضه يتسارع و خافقه يلهث خلف أضلعه متفقا مع خيال جامح يراوده نحوها...أن يستبدل ملمس ورقتها بملمس بشرتها هي!...تنفسه يخرج مسموعا مع الوقت فانتفض فجأة جالسا في مكانه يحاول ضبط مشاعره الهادرة نحوها...الصبر كلمة سهلة القول لكن من يتقن تنفيذها قلة قليلة خاصة و ان غسق بدأت تعبر و ان لم تدرك بصورة كاملة عن مشاعرها نحوه...شعر بنفسه تهدأ فابتسم بسخرية من حاله يهمهم...
(هذا كله و قد تركتها بعد مشاحنة غاضبة قبل ساعات!... سيقتلك عشقها يا كرم!)
التفت يتمتع برؤيتها نائمة قريرة العين و لا تشعر بما يمر به بسببها فابتسم بحب يهمس...
(كله يهون لأجلك فإن كان عشقك قاتلي فيكفي أنني أموت على بابك يا عمر كرم كله)

فجرا...
صوت المنبه رن في تمام الخامسة فجرا...هذا الميعاد الذي بات معتادا لأجل عملها الجديد...تقلبت في نومتها بعدما سرقها الرنين من نوم عميق دافئ...ما أصعب أن تترك سريرك المريح في الشتاء لتواجه برد الصباح القارس!... حسنا ستفتح عينيها الآن فقط تتمتع بعشر دقائق اضافية حتى يصمت المنبه و ستستيقظ...اقنعت نفسها بهذا فعادت تغرق في النوم حتى افزعها صوت الرنين التالي...فتحت عينيها نصف فتحة غير مقتنعة انه مضى عشر دقائق كعشر ثوان...تنهدت بنعس ناوية ان تلتفت الى المنضدة و تغلق الهاتف لكنها حينما رفعت رأسها عن الوسادة لتنقلب صدمها نظرة كرم الجالس جوارها يحدق فيها ببسمة مستمتعة...ضيقت عينيها بعدم فهم ليصلها صوته الحنون...
(أكملي نومك كنت سأيقظك عند الخامسة و النصف)
استندت على مرفقها الأيمن لترتفع بجذعها متسائلة بنظراتها و همسها...
(كرم!!...متى عدت و لماذا تجلس هكذا؟!)
بهدوء شديد دون ان تتغير بسمته قال بصراحة سلسة...
(جفاني النوم طيلة الليل فلم أجد أجمل من وجهك الغافي لأمضي وقتي أتطلع اليه)
اتسعت عيناها بصورة كبيرة و قد صمت صوت الرنين مجددا بمفرده فكانت ضحكة كرم الخافتة مدوية بداخلها...قال بصوت رخيم يلفه النعس و عيناه المرهقتان خير شاهدا كما تتعلق بقايا ضحكته في ذيل حروفه فتأسرها كليا...
(ما هذه النظرة المصعوقة؟!...ظننتك ستحمرين خجلا بدلا من هذه الصدمة!)
استقامت في وضع الجلوس لتصبح مثله تماما تعقد ما بين حاجبيها بعبوس غير مفهوم لتطرح سؤالها الذي لاعب قلبه...فغسق يبدو لم تستيقظ بشكل كامل بعد!
(هل ما حدث بالأمس هو سبب عدم نومك؟...كرم لقد تركت لك ورقة ألم تقرأها لقد كتبت بها اعتذاري)
صمته كان جوابه لكنه حقا لم يكن صامتا فبداخله ألف سؤال يُطرح و الإجابة لن يجدها إلا فوق هاتين الشفتين المغريتين لروحه...لملمت خصلات شعرها ببؤس لفت نظره قليلا عن اسئلته فهنا نوع خاص من الأسئلة في هذا الشعر الكحيل حكايات عديدة يود لو يسمعها بعدما يقترب يلثم خصلاتها واحدة تلو الأخرى...جذبه صوتها البائس
(أنت تستحق اكثر من اعتذار على ورق...بالأمس كان مزاجي مريعا جدا فلم أركز بما قلته أو فعلته...آسفة كرم رجاءً تقبل اعتذاري)
رق وجهه كثيرا لهذه الأنوثة الحزينة الغير مفتعله...سارع بقوله الهادئ رغم انه حازم...
(أحزنني ما حدث بالأمس غسق منكِ و مني و لن أنكر فقد كان أحد اسباب سهادي الليلة الماضية)
نكست رأسها بحرج أمامه ففلت شعرها من كلا الجانبين ليميل يقبل وجنتيها فيزيد غيرته...نعم يغار من شعرها الملاصق لها ملامسا بشرتها دونه!...لكن حنانه غلب غيرته فقال ببسمة دافئة...
(لكنه ليس الوحيد فبالي كان منشغلا على صالح)
أوجعها قلبها بصدق لأجل صالح و هبه فرفعت وجهها له تقول بتأثر...
(يؤلمني حالهما جدا يا كرم...لم أكن أظن أن والدك يفكر بهذه الطريقة فبعدما تعرفت عليه أكثر عرفت كم هو حكيما رشيدا لكن لأكون صادقة صدمني طلبه بالأمس!...أخاك راضٍ و هبه لم تقصر في علاجها ابدا فلماذا يلحون عليهما بأمر ليس بأيديهما؟!)
تنهد كرم بصوت مهموم فقال...
(حتى أنا تفاجأت بطلب أبي و لم أفهم لمَ الآن تحديدا يطلب من صالح الزواج و لماذا هدير بالذات؟!!)
قبضة غادرة عادت تعتصر فؤادها بقوة بعدما سمعت اسمها من بين شفتيه...ابتلعت ريقها تتحكم في نفسها محافظة على قوتها لتسأله بصوت مهتز...
(هدير هي نفسها التي كانت هنا بالأمس؟)
اومأ بصمت شاردا ليصدر صوتها المتسائل و الذي نزعه انتزاعا من شروده...
(و التي طلبتها للزواج قبلي؟!)
اقتنص عينيها بعينين متفحصتين فسألها بترقب...
(من أين عرفتي هذه المعلومة؟)
اسبلت اهدابها بحزن و كلامه يؤكد لها هوية هدير المعنية في زواج صالح...ثوان مرت لتهمس بغصة مريرة في حلقها..
(كيف يطلب والدك هذا و يزوج أخيك لحب...لحبيبتك أنت؟!!)
(حبيبتي!!)
صوته خرج مندهشا بذهول غير مصدق...هيئتها أمامه كانت كقطعة أخيرة مفقودة في لعبة الألغاز و عقله التقطها ليضعها في المكان الناقص فتتضح الصورة و يُحل اللغز...غسق تغار!!!...تغار عليه؟!!...كلمة "اختناق" التي أرقت مضجعه بالأمس و رفضها استكمال الطعام مع ضيوفهم و تفسيرها الغبي أنه وضعها في مقارنة فلن تعجبه تصرفاتها بعد ذلك!!...الانتظار القاتل في مقلتيها اللتين اشاحتهما بعيدا عنه يفجر بداخله براكين لن تخمد بعد اليوم!...ناداها بتصميم دافئ
(غسق انظري الي)
فلم تستجب مما دفعه لأن يكرر أمره برفق عاشق...
(هيا غسق)
التقط ذقنها بأصابعه يرفع وجهها اليه و يتوه في عينيها قائلا بصوت مرتجف كحال جسده...
(انظري الى عيني بتدقيق و اسمعي كلامي بتأني و رجاءً لا تكوني ضيقة عقل في هذه اللحظة...أبي من عرض علي ذات يوم أن أتزوج هدير و لست أنا من طلبها للزواج...و قد رفضت لأنني أعشق امرأة واحدة "حبيبتي" و التي هي ليست هدير بالمرة و لا تقارن بأي فتاة أخرى...فلم أرَ في حياتي كلها فتاة مثلها و أعرف أنني لم أرَ)
تاهت كليا في عينيه الحانيتين فلم ترَ سوى انعكاس صورتها هي في مقلتيه...أمنية خانتها فخرجت من معقلها لعقلها بأنه يا ليت!...لكنها ليست غبية لتصدق مجرد انعكاس تعيش خلفه بل و في قلبه غيرها...غير كل الفتيات!...غامت عيناها بلمعة شجن سرقتها منه و من الزمن و من كل شيء فلم يتحمل المزيد بعد...و الله لا يستطيع التحمل أكثر بعد...مال بوجهه كثيرا اليها فداعبته انفاسها الرتيبة و ذقنها بين اصابعه تُعلن أن على ارتفاع بضع سنتيمترات ستجد مكان الارتواء...رفع بصره فتعلقت عيناه بشفتيها عليه أن يتأنى بينما القلب يعنفه إياك ان تفعل فطاوع قلبه بصمت راغب حتى كاد يلامسهما فيعرفهما و يُعرفهما عليه...و قبل أن يفعل عاد رنين منبهها بالصياح ليسرق منه فرحة لم تكتمل...أما هي فكانت غائبة فعليا عما يفعله و حينما رن المنبه تحرك ذقنها بين اصابعه بحدة لتتعلق عيناها المتسعتان بعينيه فترسل له ذهولا و خجلا و توترا مميتا...افلت اصابعه من فوق ذقنها ببطء يخبر نفسه لا بأس فيكفي انه لا يوجد النفور بين نظراتها...صوت حنجرتها المتحركة كان مسموعا لهما معا فابتعدت بجسدها للخلف تهمس بتلعثم واضح...
(سأتأخر عن العمل...)
و هكذا هربت من أمامه الى الحمام بخطوات متعثرة رغم انها صبغتها بالتحكم و الثقة الواهية لتخبر نفسها قبله أن ما كاد يحدث ليس كما تظن...بالتأكيد ليس كما تظن!
رمى كرم جسده على السرير يتطلع الى السقف بعبوس شديد...اغمض عينيه بتعب يغمغم بقنوط
(لا بأس كرم من يدري ربما توترت علاقتكما بعد هذه...القبلة)
تأوه بصوت خافت يهمهم...
(آه يا له من حظ!...)
************


يتبع



ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 11:24 PM   #988

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

سبقته في الخروج من الغرفة قبل ان ينهي ارتداء ملابسه فنظراته الملاحقة لها توترها...توتر تستسيغه انوثتها العجيبة و التي كانت في سبات طويل و ها هي تستيقظ فتجد كرم بأفعاله و شهامته و تتعلق في عنق رجولته بكل قواها...زفرت بصوت مسموع بعدما وصلت الى طاولة السفرة حيث يجلس معظم افراد العائلة...القت تحية الصباح ببال منشغل لكن غياب صالح و زوجته عن السفرة انتبهت له...سمعت صوت صفية الحنون
(اجلسي غسق و تناولي فطورك قبل الذهاب يا ابنتي)
صوت فتح باب الغرفة و خروج كرم اربكها كثيرا فقالت بتيه...
(شكرا لحضرتك و لكن لا شهية لدي)
اقترب كرم الذي عقد حاجبيه بعدما سمع سؤال أمه...
(ما بك حبيبتي هل أنتِ مريضة لا قدر الله؟!)
هزت غسق رأسها بنفي تهمس بأي شيء أتى في بالها...
(لا...معدتي غير مستقرة منذ الأمس ليس أكثر)
ارتسمت بسمة ساخرة من سهر لتترك الخبز من يدها و تتفحص وقفة غسق التي تتلقى نصائح عدة من صفية كي تحافظ على نفسها من البرد...سحبت نفسا كبيرا راضيا لتقرر بأنه حان الوقت لتلاعب غسق بتأني فتحرق اعصابها و تضيق الطوق حول عنقها حتى يحين وقت الفضيحة الكبرى...تشدقت بنبرة عالية مفكرة
(و بالأمس ايضا كانت الدكتورة متوعكة!!...قلبي يخبرني يا أمي الحاجة أن قريبا سنسمع خبرا سعيدا)
حدقت في عيني غسق المتسلطة عليها لتهمس الحروف بتلذذ...
(فوارد أن تكون الدكتورة حامل)
سقط قلب غسق في قدميها حينما ابتهجت ملامح صفية و صوتها المنفعل بالتمني و التصديق على قول سهر يوجعها...
(معك حق سهر ربما حقا أذن الله لهما بالذرية)
هزت سهر رأسها بموافقة تبتسم بمبالغة لتقول...
(ان شاء الله يا أمي الحاجة فهما متزوجان منذ أشهر عديدة و ليس هناك ما يمنع الحمل...أليس كذلك؟!)
في هذه المرة تولى كرم رمق سهر بتحذير مخيف بدلا من غسق الضائعة جواره فلأول مرة تتناول العائلة مناقشة علاقتها بكرم!!...همس من تحت اسنانه بغضب مكتوم..
(قولي يا رب يا زوجة أخي)
استندت بوجنتها على كفها تبتسم بغيظ و تهمس...
(يا رب نرى ابناءكم حولنا في القريب العاجل يا كرم)
تمتمت صفية خلفها بالدعاء ليتسمك كرم بذراع غسق ملقيا السلام على اهله معللا أنهما تأخرا على عمل غسق...

بعد خروجه التفت خالد لوالده يقول...
(أبي من بعد إذنك أريد أن اتحدث معك بشأن زواج ابنة العم عبد الصبور)
ابتعدت عينا سليمان عن غرفة ابنه صالح و الذي غاب لأول مرة عن الفطور معهم و قد أخبر صفية ان تتركه يفعل ما يريد فلقد أوجعه طلبه بالأمس...نظر لخالد بتدقيق يقول
(الأمر يخص صالح؟)
تنهد خالد بضيق لأجل أخيه فهز رأسه نفيا يقول برجاء...
(لا تحمل صالح ما لا يقوى عليه يا أبي...إذا سمحت دعنا نتكلم بمفردنا و انا واثق بأنك ستفكر بجدية على الأقل فيما سأقول)
تابعتهما صفية بأمل و سهر بفضول لكنها و للعجب لم تقم له وزنا الآن...فهي متخمة بالفرح منذ عرفت حقيقة غسق و لا تريد سوى ان تفضحها و ما غير ذلك مجرد شكليات...تتبعت صفية زوجها و ابنها اللذان دلفا غرفة الضيوف و اغلقا الباب عليهما لتدعو بتوسل...
(يا رب دبرها من عندك)

بداخل غرفة الجلوس...
استند سليمان بذقنه على رأس عكازه مستمعا لخالد بتأني...
(و أنت خير من يعرف الحاج رضا و تربيته يا أبي)
سأله سليمان باهتمام...
(و نعم الرجل هو لكن هل أنت متأكد من حديثك هذا؟!)
هز خالد رأسه مطمئنا ليردف...
(قبل شهرين تقريبا تقابلت مع الحاج رضا و دردشنا قليلا حتى أخذنا الكلام لابنه عز و رغبته في تزويجه ليطمئن عليه و يرى ابناءه)
انشرح قلب سليمان فسأله...
(و أين هو مسافر تحديدا؟)
ابتهج خالد لتجاوب والده معه فقال...
(يعمل مُدرس لغة انجليزية في دولة عربية لكنني نسيت أي دولة تحديدا رغم ان الحاج رضا اخبرني...و الشاب نعرفه حتى تخرجه من الجامعة أدب و أخلاق و تربية حسنة...ابنة العم عبد الصبور هي عرضنا و حمايتها واجبة علينا معك يا أبي فلن نسلمها إلا لمن يستحقها و يصونها و إن حصل نصيب ان شاء الله فلن يمانع الحاج رضا بأن يسكن ابنه هنا في حيّنا بدلا من حيّهم لتبقى هدير جوار أمها)
ابتعد سليمان عن رأس عكازه يتنفس بحمد انه وجد حلا لا يظلم به احد...حدث خالد بنبرة مرتاحة
(هذا كله يريح القلب لكن رأي البنت أهم من كل ما قلته و نعرفه إن رفضته فلن نجبرها)
ابتسم خالد قائلا...
(و هل أجبرنا قمر او فاطمة يا أبي؟!...هدير كأخت لنا فلا تخف حقوقها محفوظة كما أن عز لن يعود من السفر إلا بعد شهر يعني سننتظر رأيه هو ايضا و ليفعل الله بما به الخير)
**********
بعد عدة أيام...يوم الجمعة
(أبي ما زال غاضبا من قراري و أمي رغم أنها لانت قليلا مؤخرا إلا انها تعاود و تعبس في وجهي بسبب و بدون حتى سئمت من البيت...حينما هاتفتني اول أمس و دعوتني لقضاء يوم الجمعة معك انتشلتني من اجواء كئيبة و ضغط نفسي وضعاني فيه)
يرص أكمل الاطباق فوق السفرة مع أخته تجهيزا للفطور بينما يشكو لها همه الكائن بعدما انتقل من قسم العلمي الى الأدبي ضد رغبة والديه اللذين أرادا ابنا طبيبا كأخته... تنفست أريج ببطء و الثقل فوق قلبها يتحرك من جديد ليجثم على شرايينه و يضيق انفاسها...نفس الخطأ الذي ارتكباه معها ها هما يودان ارتكابه في حق أكمل...لكنه محظوظ... محظوظ جدا لأنها على الأقل تقف جانبه و تسانده ليفعل ما يحب و يريد...وضعت الطبق من يدها لترفع وجهها إليه ببسمة صغيرة مفتعلة و تهمس بما باتت لا تصدقه مؤخرا...
(لا تحزن أكمل فأبي و أمي يريدان لك الأفضل...هكذا هو تفكيرهما بأن كلية الطب هي أعلى مكانة قد يصل لها المرء)
زفر أكمل بضجر مراهق يقول متذمرا...
(جف حلقي و أنا أخبرهما أنني لا أحب المواد العلمية و أن درجاتي بها متدنية و لن تشفع لتحقيق حلمهما الغالي و لكنهما لا يفقهان قولي ابدا...الجلوس في البيت بات أمرا ثقيلا جدا على قلبي)
ضوء انذار أحمر يعلن عن قدوم الخطر اضاء أمامها بقوة... يجب أن توقف أكمل عن الحديث بهذه الطريقة عن والديهما... عليها أن تلجم جموح تفكيره و فورة مشاعره المراهقة... أن تهذب من قوله و فعله و تذكره بطاعة الوالدين و برهما... لكنها صمتت بكل أسف!...و كأن روحها تؤيد كل كلمة من أخيها الصغير الذي يصف حالتها حينما كانت في مثل سنه و ضعفت عن قول ما يقوله الآن...عقلها بدأ يعنفها بقسوة عليها أن تتحدث بكلمة.. فقط كلمة لتعيد توازن عائلة بسيطة يرعاها أبوان طيبان رغم جهل تفكيرهما...انفاسها زادت و كأنها تقارع افكارها تود طمس أنانيتها و تحترم مكانة والديها و تحفظها لكنها تعترف انها بكل خزي تشعر بالتشفي من سماع هذا!!!...تكورت اصابعها بحدة جوار الطبق الذي وضعته بعدما اهتزت الكلمات بعنف على عتبة شفتيها...ما يحدث خطأ كبير و لا يصح أن تزيد من تراكم افكارها الناقمة على والديها...
(أكمل ما تقوله....لا يليق)
كلمتها الأخيرة خرجت خافتة و كأنها نُطقت لتعبئ مكانة لا بد منها... مكانة باتت مهتزة داخلها...ناظرها أكمل بحمرة خديه الخجلة و شعوره بالذنب تجاه والديه فقال بحرج متلعثم
(أنا لا اقصد ما فهمته أنا فقط تعبت من طريقتهما في معاملتي مؤخرا)
لامست كتفه بحنان متفهم فتهمس بنصح...
(اصبر و اجتهد لتجعلهما يوقنان في نهاية المطاف ان اختيارك كان موفقا و توضح أن أكثر من طريق سيأخذك للنجاح الذي يريدانه لك)
مالت تقبل خده ببسمة حنونة...اجفلت حينما سمعت خطوات مؤيد... ابتعدت عن أخيها بسرعة لتراه ينظر لها بتفحص واضح فأسبلت اهدابها تبعد عينيها عنه خوفا من ان يصل بذكائه الى ما لا تريد...أن يفهم بسهولة حقيقة مشاعرها المؤخرة لوالديها...صوت أكمل و هو يلقي تحية الصباح عليه جاء في وقته فقررت ان تنشغل في اعداد السفرة و تدعهما يتسامران بعيدا عنها...تحديدا بعيدا عن عينيه الخارقتين لمكنون صدرها...رفع بصره الى أريج التي التهت في ترتيب بعض الاشياء على السفرة موقنا بأنها تهرب منه...لا يصدق ان شخص مثلها ملئ بالعاطفة و الحنان يقف عاجزا عن امداد والديه بالمزيد...ربما غمرتهما بحنانها طويلا حتى تعبت أو سئمت و هي تنتظر حنانا مقابل منهما...أريج في قلبها ثقب و للأسف يبدو يتسع بلا توقف...تكلم بثقة و يقين يوجه كل حروفه لها و يعرف انها تنصت له...
(لن تفهم مقصدي حتى تصبح أبا مسؤولا عن طفل صغير ضعيف في دنيا كبيرة...ستنسى كل رغباتك و احلامك فقط لتحاوطه و تسعده...)
رفعت أريج عينيها الى يائيل الذي تعلقت نظراته بوالده و كأنه يسمعه و يفهمه...ارتعشت اصابعها بصورة ملحوظة و عقلها يعنفها بقوة...مؤيد عرف ما تخبئه من سنوات تحت قناع بر الوالدين...لم تسمع ما قاله لأخيها لكنها توقن بأن هذه الجملة موجهة منه اليها و ها هي تهتز في جدران روحها و تثير رجفتها...نعم في البداية كانت تؤمن بهذا بأن والديها يحتاجان وجودها...يقويان بها...يستشيرانها في كل شيء...و كانت راضية لسنوات طوال كانت متفهمة و راضية...وافقت أن تنحي مشاعرها جانبا لأجلهما...لكن عند نقطة ما انقطع حبل الصبر و التجلد و باتت تشعر بألم رهيب يجثم على عاتقيها من شدة الحمل فلم تجد بد سوى ان تصرخ فيهما نافضة كل الألم عنها...تلاقت عيناها بعينيه المتفحصتين فأشاحتهما عن قصد لتتجه نحو يائيل تحمله بين ذراعيها و تبتسم بحنان لتهمس في أذنه بكلمات لم يسمعها لكن لمعة عين ابنه السعيدة تكفيه...جلسوا حول السفرة و قد بدأت أريج بإطعام يائيل حينها مال أكمل الجالس جوارها يهمس لها بشيء فتزجره بنظرة توبيخ جعلت مؤيد يبتسم بسمة خفية متسائلا بتكاسل متسلٍ
(هل تحتاج لشيء يا أكمل قل لي و ابتعد عن اشتعالها)
تدخلت أريج بسرعة ترد ببعض التلعثم الحانق
(لا يريد شيء...و لا تصفني بالاشتعال مجددا!)
قوس شفته السفلية يقول ببساطة...
(انها الصفة الملائمة لك...أليس كذلك أكمل؟)
كبح أكمل ضحكته بعدما حدقته بتحذير ليتنحنح قائلا...
(ربما...احيانا...لا ادري)
اتسعت بسمة مؤيد و هو يراها كيف تنظر له بتحذير مندهش ليغير المسكين اجابته كلما اجاب...حمل كوب اللبن ليسقي ابنه فتساقط بعضه على ملابس يائيل...بحث بعينيه عن منشفة يمسح له بها فلم يجد لذا نادى على مربيته لتجلب له واحدة نظيفة...
(نبيلة هاتِ منشفة نظيفة)
(نبيلة ليست هنا...منحتها اجازة هذا اليوم)
و على إثر صوتها المترقب التفت لها بعينين ضيقتين متسائلتين فرفعت ذقنها امامه تقول...
(قررت أن نقضي هذا اليوم كعائلة و أنا من سيهتم بيائيل...إن لم تمانع!)
ارتخت ملامح التساؤل عن وجهه ليجيبها بهدوء ساخر..
(و هل تتركين لي فرصة لأمانع... هذا بيتك و نحن ضيوفك سيدة أريج)
حملت الشوكة الى فم يائيل تكمل إطعامه لتقول بوجنتين حمراوين بنبرة معتدة بنفسها...
(جيد...)

و بعد وقت قصير انهوا طعامهم فوقفت مع أخيها يجمعان الأطباق و قبل أن يقف مؤيد ليساعدهما صدر صوت أكمل المذهول بينما ينظر لرأس أخته...
(أريج هل هذه شعرة بيضاء!!!!)
اهتزت الاطباق في يدها لوهلة شعرت فيها بالحرج و الوجع...لم تكن تحبذ ان يرى هذه الشعرة أي أحد خاصة مؤيد و ها هو من اوائل من يراها!...لكنها استجمعت اتزانها لتنظر في عينيه المتعلقتين بها و تقول بهدوء مازح لكن المرارة فيه وصلته كاملة...
(كنت مجبرة أكبر قبل عمري...انا خُلقت كبيرة)
وضع أكمل الأطباق من يده ليلامس ذراع أخته بتأثر جعلها تلتفت له و تبتسم ملء شدقيها قائلة...
(لن نهدر الوقت في جمع الاطباق)
نظرت ليائيل الذي تعلقت عيناه بها لتقول بحنان..
(يائيل سيكون سعيدا بما خططناه فضع الاطباق من يدك سأجمعها أنا و ألحق بكما...هيا خذه للحديقة)
اومأ لها أكمل متفهما ليحمل يائيل بين ذراعيه و يتوجه به للخارج فاليوم هو عيد ميلاده و اخته قررت أن تفاجئه بيوم دافئ و عائلة حوله...تابعهما مؤيد حتى خرجا ليتقدم منها بينما تجاهد لتُظهر له كم هي منشغلة في معضلة جمع الاطباق... وقف جوارها يحمل بعض الاكواب و يضعهم فوق ما جمعته من اطباق بين يديها...تغاضى عن توترها الواضح و عبوس وجهها فرفع عينيه لتستقرا عند شعرتها الفضية...ناظرها بحنان جارف فمد يده يلتقطها من بين خصلاتها البنية هامسا بمزح ليخبرها عبره انها ما زالت جميلة بل مبهرة و قد تحملت بمهارة قلما وجدت ما وضعه الزمان على عاتقيها حتى ترك أثره جليا في شعرة بيضاء...
(يبدو تم خداعي)
زادت رجفتها من قربه منها و صوته يتخلل أذنها من مسافة تكاد تكون منعدمة...شعرتها الدخيلة بين يديه يلامسها بلطف ظاهر...مزحه و إن كان باردا ساخرا إلا انها تسمعه بلغة اخرى...لغة اجاد مؤيد التعبير بها لمن يخصه و يقربه...لغة الحنان!...ابعدت رأسها عنه فأفلت شعرتها كي لا تنقطع بين اصابعه مستقبلا نظراتها الخجولة و صوتها الساخر المعاكس هذا الخجل كليا
(أرأيت يمكننا خداع الساحر نفسه لقد زوجناك الجدة العجوز)
التمعت زرقة عينيه بمشاغبة ليقول...
(الساحر!...تقضين وقتا طويلا تتصفحين الأنترنت ليلا كما يبدو)
تضرجت وجنتاها أمامه بغباء يؤكد مقصده من كلامه دون عناء...انها تقضي وقتها ليلا بين منشوراته القديمة و ذكرياته مع حبيبته...تمكنت من ضبط خجلها لترفع رأسها عاليا تحدثه بثقة..
(منشوراتك هي من تظهر أمامي...ثم دعني انهي ما بيدي لأخرج للأولاد)
ابتعدت عنه بخطوات سريعة و ما زال وجهها يحمل الثقة الكاملة...فلتت منه ضحكة خافتة و بداخله يعم دفء اعتاده مع أريج...

بالحديقة....
انقضت ساعات النهار تقريبا في صخب و مرح صنعاه أريج و اخاها...لهو طفولي أحاط ابنه كفقاعة وردية تريح النفس... كم هو شاكرا لهما!...يائيل يعيش أجواء العائلة لأول مرة في حياته...استند بجانبه على اطار الباب المؤدي للحديقة الخارجية...بعينين كسولتين مرتاحتين يشاهدهم كيف يلهون في ساحة كرة السلة...أكمل ليس سيئا في اللعب و لكن هي حالها يرثى له...ضحك بخفة حينما جاور ابنه ساقها النحيلة و الطويلة يناظر أكمل بحنق واضح...يائيل بات قادرا على توظيف تعابير وجهه بشكل شبه كامل و هذا يجعله يود لو يقضي عمره الباقي يتعمق في تعابير هذا الوجه البريء و ذكرى إيڤا...انحنت أريج تلتقط يائيل و تجلسه على جانبها فيتشبث ابنه بكلتا ساقيه حول خصرها...تتكلم مع أكمل بتذمر و هي تأمره بشيء ما...لحظات مضت حتى فهم ما تريده... فها هو اكمل يأتيهما طواعية يضع الكرة بين يدي يائيل لتحمله أريج عاليا و تشجعه كي يرمي الكرة داخل السلة... ابنه استجاب و كأنه ارتبط بها عبر تعويذة تملك هي مفتاح طلاسمها...عيناه الزرقاوان لمعتا بعذوبة جلية...تبهره و تعجبه...ضحكة اكمل العالية ابلغته ان خطتها فشلت و يائيل لم يصب الهدف...انزلت ابنه ارضا لتركض بخفة الى الكرة و تعود تعطيها له مجددا بينما تحمله لتضعه داخل احضان اكمل و تجبره أن يرفعه ليسجل الهدف...و قد امتثلا الولدان لزوجته النارية الحانقة...و سجل يائيل هدفه الأول...الحرج الذي لون ملامحها في كونها فشلت داعب عينيه و...قلبه...المشتعلة لو تعرف ان هدفها الأول احرزته منذ فترة و لم يضع هباءً...مرح أكمل و هو يقفز حاملا ابنه و يشاكس أخته الحانقة دفعها أن تحمل الكرة و تعده ان الهدف التالي لها...اعتدل مؤيد في وقفته يتابع خطواتها البعيدة كل البعد عن قواعد كرة السلة لكن الرغبة في احراز الهدف تشع من عينيها و تتراءى لعينيه فتدفعه لأن يتخلى عن وقفته الكسولة و يقرر الدخول الى الساحة بنفسه...
زفرت مرات متتالية تقيس المسافة بينها و بين السلة العالية همهمت بنزق...
(يا له من لعب أطفال!...ضاع وقارك يا أريج و أنت تجارين أخاك)
عيناها التقطت عيني يائيل المتعلقة بها كليا...الولد ينتظر خطوتها بحماس يتفتق من روحه قبل ملامحه...ابتسمت له بحنان تهمس بحماس
(ليس مجرد لعب أريج انه اكثر من ضروري لأجل هذا الطفل...انه يود لو يشعر بكونه في عائلة حقيقة)
ضربت الكرة في الأرض فارتدت لتصطدم بكفها...التقطتها بين راحتيها تخطو للأمام و ترفع كفيها للأعلى لترميها...و قبل ان تفعل شعرت بكفيه يطوقان خصرها من الخلف و يرفع جسدها مرة واحدة عاليا بينما يهمس في أذنها بهدوء عجيب رغم دفء انفاسه...المتسارعة
(اهدئي و ركزي على السلة فقط...)
جسدها غصبا يختض تحت كفيه و انفاسها تكاد توازي سرعة انفاسه...جنون ما يحدث داخلها الآن لا بد انه الجنون بذاته...انها تموت خجلا و هما بهذا القرب...أمره الصادر جعلها تتخشب قبل ان ترمي الكرة
(الآن أريج...)
الكرة مرت من داخل السلة في لحظة فقد عقلها تفسيرها... صوت رفض أكمل الصائح بأن ما حدث هو غش لم يكتمل فالمطر هطل فجأة ليلتفت مؤيد له قائلا...
(خذ يائيل و ادخلا كي لا تمرضا يا أكمل)
توجه أكمل مع يائيل حيث الداخل بينما أريج تهمس له بأمر مهتز...
(أنزلني...)
تحركت كفاه على خصرها للأعلى فتنزلق كطفلة صغيرة بين ذراعيه حتى لامست قدميها الأرض...كفاه لم يتزعزعا عنها فأجبرها ان تلتفت له بوجه متورد لكنه حازم فتقول...
(دعني مؤيد سنمر...ض)
صورته أمامها كانت سالبة للروح...شعره الذي لطالما صففه بعناية فائقة تمردت حبات المطر عليه لتبعثر خصلاته و تجعلهم يلتصقون بجبهته...و هناك يتدفق المطر عابرا عينيه اللامعتين بقوة لينهمر كشلال تتساقط مياهه بعدما تلامس نتوء انفه فتتفرع فرعين فوق شفتيه و تعاود اللقاء قرب ذقنه فتتناثر بعشوائية على صدره و صدرها...ابتلعت ريقها ببطء تتطلع فيه كما لم تفعل من قبل فيزداد توردها الخجول دون حاجة للتفسير...ما عادت تعرف اي منهما تزداد انفاسه اكثر و ما عادت تعي حقا ما يحدث حولهما...قلبها ينبض و روحها تُسقى بقربه...بقرب مؤيد لا غيره!
(حتى المطر تُشعلينه...)
جملته الهامسة اصطدمت حروفها المختلطة بأنفاسه في بشرة وجهها فزادت تيهها و خجلها...ضيقت عينيها من كثرة المطر المتساقط فتهمس بصوت ناعم متأثر...
(لم أفهم!)
فيبتسم هو بجذل عبث بقلبها الخافق له هامسا...
(تبدين كقطعة حلوى شهية و أنتِ مبللة هكذا)
اتسعت عيناها فتملصت بين يديه تأمره بتلعثم...
(مؤيد...الأولاد بالداخل...و نحن...)
شدد من تمسكه بها يسألها بنفس البسمة المهلكة لها...
(نحن ماذا؟!)
بطريقة ما عجيبة استعادت جزء من قوتها لتتعمق في عينيه بتحدٍ فشلت كليا في كبح خجلها معه فقالت بصرامة...
(نحن تبللنا بالكامل و علينا أن ندخل)
ابعدت كفيه عنها بقوة لتتحرك و تعبره الى الداخل...رفع رأسه للسماء ليغمض عينيه سامحا للمطر ان يتخلل عمق روحه فيبتسم و تتسع هذه الابتسامة ليهمس بصوت مرتعش...
(أريج...)




**************


يتبع



ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 11:24 PM   #989

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الثامنة مساءً....
بدلت ثيابها بأخرى شتوية ثقيلة و انيقة رغم بساطة تكوينها...كنزة باللون الكريمي ذات رقبة عالية و بنطال جينز باللون البني و قد جمعت شعرها في ذيل حصان مرتفع زاد من جمالها...تحاول ان تتحاشى وجوده و لكنها تشعر بنظراته تخترقها منذ ما حدث تحت المطر قبل ساعات... يائيل في غرفته مع اكمل كما طلبت منه ان يفعل كي لا تفسد المفاجأة...حركتها المستمرة و التصاقها بالنافذة الزجاجية المطلة على الحديقة و باب البيت كانت اكثر من كافٍ ليقترب منها و يسألها بصوت تشعره تغير...و كأنه فتى مشاغب لم يتخطى العشرين!
(أعرف أنك و أخاك تخططان لشيء ما ألا تودين ان تعترفي ما هو؟!)
دون ان تنظر له اجابته بثقة وحدها من يعرف انها واهية للغاية فيكفي قربه هذا الذي اصبح يبعثر هدوئها...
(لا أود...)
وقف جوارها يدخل كفيه في جيبي بنطاله القماش متسائلا بنبرة هادئة للغاية...
(أهي مفاجأة لأجل يائيل؟!)
تنهدت بصوت مسموع و الحنق يلفها فتهتف بضيق...
(مؤيد!!!...يا الله لو تكف عن استخدام عقلك هذا ليوم واحد فقط)
اقتنص وجهها بوجهه ليقول ببراءة جعلته نسخة من ابنه...
(الأمر لا يحتاج للذكاء دعوتك لأخيك و اجواء الطفولة و اللعب الذي خرب بقيته...المطر...و تاريخ اليوم)
اسرعت تقاطعه و هي تطلب برجاء حقيقي...
(لا توحي ليائيل بشيء ارجوك دع الخطة تسير كما هي... أريد رؤية المفاجأة في عينيه)
طالت نظرته لها كما طال صمته فشعرت بالخجل من تحديقه بها...تراجعت للخلف خطوتين ليقول هو باستفزاز مقصود...
(لن أخبره لكن ابني ذكي مثل والده ربما فهم كل شيء من البداية)
تهدلت اكتاف أريج و حماسها يخبو ليسرع هو موضحا...
(و لكنه سيكون سعيدا بما سيرى...واثق من هذا)
اهتزت شفتيها بتأثر لتبتسم بنعومة و تهمس...
(و كل ما اريده هو أن اراه سعيدا...)
حركة الحارس عند بوابة البيت اخبرتها ان قالب الكعك قد وصل...تحركت الى الباب و قبل ان تفتحه طلبت منه ببسمة حلوة...
(تعال و ساعدني لننهي ترتيب كل شيء قبل نزوله من غرفته)
اخرج كفيه من جيبي بنطاله يتحرك نحو الأريكة فيلتقط حجابها و يتوجه نحوها يغطي شعرها به قائلا بهدوئه المعتاد..
(حسنا...)
غرز مؤيد الشمعة ذات الرقم سبعة وسط قالب الكعك ليعتدل في وقفته و ينظر حيث الغرفة التي احتلتها أريج و غيرتها لتلائم اجواء الرسم...خرجت منها تحمل لوحة كبيرة مغطاة بقماشة بيضاء و تتحرك بها نحوه حتى توقفت فأسندتها قرب
مؤيد لتخرج بعدها هاتفها من جيبها تخبر اكمل بأن حان وقت النزول عبر رسالة نصية بينما تقول لمؤيد الذي تعلقت عيناه باللوحة...
(اطفئ الضوء سريعا مؤيد سينزلان...)
صوت خطواته الصغيرة كان يقترب كما يزداد التأهب و الترقب في قلب أريج...ترى كيف سيتفاعل مع المفاجأة و هديتها؟!...توقفت خطواته عند اخر درجة في السلم حينما قابله الظلام...توجس فشدد على كفه اكمل و هو يقول...
(لا تخف يا بطل أنا معك...)
وصله صوت أريج الحنون بعدما وصلت اليه تفتح ذراعيها في دعوة له قائلة...
(تعال يائيل نحن ننتظرك...)
انحنت تحمله و تتوجه به نحو والده الذي اضاء الشمعة فلمح على ظلها رونق عيني ابنه المذهول...اقتربت به أريج من قالب الكعك ليبدأ الاحتفال و الصغير يناظرهم جميعا بأعين متسعة...مالت به أريج نحو الشمعة تهمس له بتشجيع...
(انفخ فيها حبيبي...)
استجاب لها فأطفئها ليسرع أكمل و يشعل الضوء...الكعك، الأطباق، البالونات، التجديد و هم حوله كل شيء يداعب روحه البريئة بالانبهار...قبلته أريج من وجنته الصغيرة تقول بصدق حاني...
(نحن محظوظون لأننا نملك ولدا مثلك...سعداء لأنك ولدت)
تحركت عيناه على وجهها كله و كأنه يمليها حبه لها... ضحكت لتداري دموعها المتأثرة به فأنزلته ارضا لتتجه الى لوحتها و تمسك قماشتها قائلة ببسمة مضيئة...
(و الآن حان وقت الهدية...هل أنت جاهز يائيل)
اقترب مؤيد من ابنه و في لحظة نادرة نبض قلبه ترقبا و كأنه المعني بما خلف هذا القماش...ابتلعت أريج ريقها و تنفست نفسا عميقا لتسحب القماشة فتظهر لوحتها لهم...الأب و ابنه تجمدا للحظات يحدقان اللوحة بأعين متسعة بصدمة أو ذهول لا تعرف...توجست و رد فعلهما هذا طال لكن حركة يائيل كسرت الذهول و الجمود...اتجه الى اللوحة بخطوات متلهفة تباطأت حينما اقترب...حجراه الكريمان يلتمعان بوهج الحنين و الألم...اقترب اكثر فمد كفه الصغير يلامس الورق تحديدا جهة اليسار حيث إيڤا...أما مؤيد فحركة ابنه كسرت جموده لكنها لم تكسر ذهوله...كيف لها أن تفعل ذلك؟!...أن ترسم لوحة نابضة بالحياة هكذا؟!...أن تجمع عائلة صغيرة بألوانها لم تجمعهم الدنيا؟!...هو و إيڤا و يائيل...يضحكون ضحكة يكاد يسمع صوتها!...رفع بصره لها في نظرة اوضحت كم ضعفه و احتياجه...لها...فوجدها تقضم شفتيها بقوة لتمنع دموعها بينما تناظر ابنه الذي يلامس وجه أمه بشوق عارم...ابتلع ريقه بصعوبة ليقترب منه ثم ينحني جواره يحاوطه من خصره يتطلع بنظرة مشتاقة و بسمة تحكي الكثير من العشق لصورتها فيهمس بعذوبة...
(إنها ماما...كم هي جميلة!)
التفت له ابنه بجانب وجهه يشكو بعينيه الصامتتين لعيني والده و مصابهما واحد...و دون مزيد من الصمت سالت دموع الصغير مدرارا أمام وجه مؤيد و كفه ما زال يلامس وجه أمه بوجع رهيب...
لم تتمكن من البقاء أكثر فهرولت تكتم فمها بكفها الى غرفة الرسم...فتحتها و دلفت لتغلقها و تستند على الباب تبكي بصوت مسموع...يا له من وجع و هي ترى هذا المسكين المشتاق!...و يا لها من غيرة عمياء نشبت في روحها بعدما شهدت نظرة العشق في عيني مؤيد لمجرد صورة رسمتها هي بيدها...تنفست بصعوبة لتتحرك للداخل تلملم ادوات الرسم و التي كانت في محلها من الاساس و لكن عقلها هو من بات في غير محله لتهمهم بدموع...
(هذا الحب سيجعلك بشعة و انانية يا أريج...لا تفكري هكذا توقفي عن هذا...هل ستغارين من لحظة لقاء وهمية بينهما و أنتِ من حددها لهما)
(أريج...)
صوته خلفها دفعها لأن تقبض بقوة على ما بيدها تستمد منه القوة...التفتت له تقول بصوت مختنق بالبكاء...
(آسفة لم أكن أظن أن يائيل سيبكي...إنه يعاني بالخارج!)
لم تعرف متى اقترب هكذا ليأخذ ما بيدها و يضعه مكانه هامسا بهدوء...
(يائيل لم ينسَ أمه ابدا و بكاءه هذا أمر جيد...ابني يعبر عن حزنه بإرادته)
شهقت بقوة تنكس رأسها و تضع كفها فوق فمها و قد فقدت القدرة على قول أي شيء...انفاسه باتت قريبة للغاية لكنها أضعف من أن تبتعد...صوته كان قريبا و كأنه نابع من روحها هي...
(من يعاني هو أنتِ أريج...)
شهقة اخرى فلتت منها لكنها كانت خافتة...ناعمة...كصوتها حينما قالت بضيق شعره من حروفها و هي تعترف بذنبها في لحظة ضعف...
(أنا...أنانية جدا)
لامس ذراعيها بكفيه و صوته فقط ما يصلها منه فيقول بهمس هادئ...
(أنانية لأنك تغارين!!)
جملته ضربتها كالصاعقة فرفعت وجهها له بسرعة كبيرة... بوجنتين حمراوين و عينين باكيتين...بأنف تخلى عن مهمته و ترك التنفس كمهمة شاقة لهاتين الشفتين المنفرجتين...و المغريتين
(مؤيد أنا...أنت فهمت...الأمور بشكل...خط....)
شفتاه اللتان هبطتا على زاوية فمها اخرستاه...ما هذا الشعور الذي اصابها بالشلل...خدر يتسلل في روحها كما تتسلل شفتيه الى ثغرها حتى تملكتاها كليا...شعرت بالدوار و قلبها يهدر و يهدر بلا توقف...قدماها خارتا فارتخت عضلاتها بوهن و كادت تسقط ارضا لولا اسناده لها...تشبثت بذراعيه مغمضة العينين غير قادرة على اعطاء اشارة واحدة لأي خلية من جسدها...عقلها مغيب تماما...و قلبها سعيد بطريقة تثير الغضب!!...
(أريج هلا خرجتي من فضلك فأبي يتصل و يسألني متى سأعود فالمطر عاد ليهطل بغزارة)
صوت أخيها جاء كإنذار الحرائق يخترق ضباب وردي ضاعت داخله...فتحت عينيها بصدمة فاصطدمت بعينيه المغلقتين شديدتي القرب...شهقت بهلع مما يحدث فدفعته من ذراعيه اللذين تتشبث بهما...أطلق سراحها ببطء دون أن يفلتها كليا...كم تبدو شهية بخجلها هذا...مال بفمه من اذنها فشعر برجفتها لكنه لم يبالِ ليهمس بصوت متهدج و مرتعش..
(اهدئي و نظمي تنفسك قبل أن تخرجي...)
انفاسها السريعة تلفح جانب عنقه فيغمض عينيه مسترسلا...
(لا تدعي الغيرة تدق بابك...ابدا)
فك حصاره كليا عنها لكنها احتاجت وقتا اضافيا لتستوعب ما عليها فعله...صوت أكمل دفعها دفعا لأن تتحرك الى باب الغرفة لتهرب من أمامه...رفع كفه الأيسر يضعه خلف عنقه يتنفس ببطء ليعيد تنظيم انفاسه هو بعدما خرجت بخطوات متعثرة...أريج لم تيقظ بداخله شعوره كرجل نسي النساء قبل سنوات فقط...بل ايقظت قلب هذا الرجل و كم يختلف شعوره بالحب كرجل عن شعوره كشاب مع إيڤا!!!

************
صباح اليوم التالي...
التفت خلفه يتأكد من أن مودة لا تزال بالمطبخ و لم تخرج بعد...دلف غرفة الضيوف ليقابل مسرة التي تنتظره بتأهب...ابتسم لها بسعادة فزادت وسامته و هو يهمس...
(كل شيء تجهز)
صاحت بفرحة لم تكتمل بعدما حدجها بصدمة ثم رفع اصبعه لفمه يخرسها...هزت رأسها متفهمة فاقتربت منه تهمس مثله...
(لا تؤاخذني صهري لقد تحمست قليلا)
هذه المرة اصبعه السبابة كان يهتز أمام وجهها بينما يهمس أيوب بتحذير...
(إياكِ ان تخربي المفاجأة التي احضر لها منذ أيام)
ضحكت بخفوت متفهم فهمست...
(لا تقلق صهري الغالي سرك في بئر عميق)
ابتعد أيوب بوجهه عنها يناظرها بشك جعل ضحكتها تعلو قليلا...صوت مودة وصلهما و هي تهتف
(أيوب أنور ينتظرك عند باب البقالة)
تحرك سريعا الى باب الغرفة فقطع عليها خطواتها قبل أن تدلف ليسألها بصوت مترقب بغضب...
(هل خرجتي للبقالة مجددا ألم أنهيكِ عن دخولها؟!)
رفعت له عينين واسعتين بوهج خجول لتهمس بصدق..
(و الله لم أخرج خالتي هي من اخبرتني كي أخبرك)
تلاشى غضبه لكنه حافظ على عبوس وجه زائف ليتسأل...
(و لماذا لم يدخل الى هنا؟!)
رفعت كتفيها للأعلى بجهل لتقول...
(لا أعرف هو قال يريدك في امر ضروري)
هز رأسه متفهما ليخرج من الغرفة لكنه توقف ليلامس خدها الأيسر بأنامله هامسا ببحة متأثرة...
(جهزي نفسك حضرت لك مفاجأة)
ضيقت عينيها بعدم فهم تردد...
(أي مفاجأة؟!...)
صوت أم أيوب و هي تستعجل ابنها لأجل انور جعله يتعجل خطواته بعدما غمز لها بعينه قائلا بحرارة...
(ستعرفين بعد قليل...)
احمرت خجلا فأسبلت اهدابها للأرض ليتحرك هو برضا من هذا الخجل الى حيث ينتظره أنور...دلفت مودة الغرفة فوجدت أختها بحالة تماثلها تقريبا...وجنتان متوردتان بخجل تكاد تفقه سببه... تتعثر في خطواتها المترددة فاقتربت منها تتساءل بحنان...
(ما بك مسرة تبدين متوترة!)
كبحت مسرة احاسيسها المبعثرة منذ عرفت بتواجد أنور بالخارج...فبعد تصريحه لها بأنها جميلة و هي و هو لم يتكلمان بعدها...حتى وقت حضوره مع كرم و زوجته لم يوجه لها كلمة و ها هي انقضت أيام مرض أيوب و تعافى كليا و لم تره...همست بمشاغبة مفتعلة
(أنا!!...ابدا أختي لست متوترة ربما حانقة قليلا لأنني ما عدت اشاكس صهري كما قبل)
ضحكة أيوب و أنور الصاخبة بالخارج سرقت من الأختين نبضتين متشابهتين و جعلتهما ترفعان نظراتهما حيث باب الغرفة فتبتسمان بألق خجول زادهما جمالا...تحركت رأسهما ببطء معا حتى تقابل وجههما فتنحسر بسمة مسرة بخجل و تتسع بسمة مودة بخبث تعلمته من أيوب...تحركت حول أختها التي طأطأت برأسها للأسفل تهمهم بقصد...
(أمممم وردتي الحلوة الصغيرة تتضرج بخجل بات مألوفا كلما حضر شخص بعينه الى هنا...ترى حدسي سيصيب قريبا أم أتوهم أنا؟!)
ابتلعت مسرة ريقها بخجل مفرط...تدعك يديها معا بتوتر و دون ان ترفع رأسها تهمس بتعجب واهٍ...
(ما الذي تتحدثين عنه مودة؟!)
توقفت مودة عن الحركة أمام اختها لترفع ذقنها بيدها تناظر عينيها اللامعتين بمشاعر عاشتها قبلها لتهمس بسؤال حاني..
(مسرة هل مال قلبك لأنور أختي؟)
ازدادت حمرة خجلها فأشاحت بعينيها جانبا ليصلها صوت مودة الرقيق...
(صارحيني حبيبتي فلا يوجد لنا سوى بعضنا...)
عادت مسرة تنظر لأختها فتتوهج ملامحها برونق جذاب يعترف بلا صوت أن حدس مودة قد أصاب..

بالخارج...
بعد تحيته لصاحبه و دردشتهما في أمور عادية حان الوقت ليخبره أنور بما أراد قوله و مهد له...فأيوب لم يعد للعمل بعد لكنه فقد صبره و عليه أن يعرف هل يوجد ما يعيق رغبته...تنحنح يجلي صوته ليقول برزانة...
(أيوب أردت أن أحدثك في شيء هام)
تحفزت ملامح أيوب ليسأل صاحبه بترقب...
(اللهم أجعله خير قل يا أنور)
تنحنح ثانٍ أصدره أنور ليحك طرف أنفه قبل أن يقول...
(منذ أيام و أنا متردد من مفاتحتك في الأمر و قد انتظرت حتى تُشفى تماما لأجس نبضك قبل أن أتخذ خطوات رسمية)
ضيق أيوب عينيه بجهل يقول...
(أدخل في صلب الموضوع يا عمي بلا لف و دوران...نحن عشرة عمر و لا تحتاج لهذه الأطروحة الطويلة لتمهد لما تريد قوله!)
عندها اتشحت ملامح أنور بالجدية التامة ليقول ما في جوفه دفعة واحدة...
(لقد جعل الله في قلبي لأخت زوجتك نصيبا فها أنا أدخل البيت من بابه فهل هناك فرصة أم أنها مرتبطة بشخص آخر؟!)
تجهمت ملامح أيوب فجأة لينفجر بعدها ضاحكا بقوة و هو يهذر بعدم تصديق...
(خيالي يأبى أن يجمعك مع المشاكسة مسرة في صورة واحدة...هل أنت تعي ما تطلبه حقا؟!...)
عبس أنور قليلا يردف برفض...
(لا تصفها بهذا مجددا أيوب)
توقفت ضحكات أيوب ليستند بمرفقه على طاولة البيع غير آبها بعلب البسكويت المتراصة ليقول بخبث...
(و تغار أيضا!...)
تبخر عبوسه و لانت ملامحه ليبتسم بسمة رزينة فيهمس...
(و أكاد أجن حينما ألمحها تقف في بقالة الخالة تبتسم لهذه و تلك و أنا أتخيل أن عيون الشباب قد تُسحر بجمالها مثلي)
استند أيوب بوجنته على كفه هامسا ببسمة مشاكسة...
(وقعت أنت أيضا و لا سمى عليك أحد)
ضحك أنور بخفة ليسأل بعدها بجدية اعادت له شخصيته المعتادة...
(المهم الآن هل تعتقد أن أتوكل على الله و أطلبها من والدها أم....)
خفتت لمعة الفرحة من عين أنور و لسانه لا يطاوعه في عرض فكرة أنه ربما مسرة مرتبطة بأحد ابناء بلدتها...لحقه أيوب بقوله المتريث و المطمئن...
(بدون تردد يا عمي توكل على الله فالعم شوقي لن يجد رجلا مثلك...لكن)
تباطأت حروف أيوب ليبتسم بمكر قائلا...
(لكن لا تفاتحها هي الآن مطلقا...دعني آخذ حقي منها)
رغم عدم فهم أنور لما يقصده أيوب قال موضحا...
(لا تقلق أيوب الأصول تسير على رقابنا...و الله يشهد أنني منذ تأكدت من رغبتي في الارتباط بها و أنا بعيدا عنها احتراما لها و لأهلها و لحرمة بيت عمي رجب)
ابتسم أيوب بحب يربت على ذراع صاحبه قائلا بتفهم...
(لا تحتاج للتوضيح يا أنور و هل هناك من يملك مروءتك!...فقط امنحني بعض الوقت لأفاتح أهلها و نسافر سويا لخطبة رسمية ان شاء الله)
و على جملته الأخيرة دلفت أم أيوب تتساءل بسعادة مترقبة...
(خطبة من بني؟)
التفت أيوب ليجيب عليها لكنه لمح ظل مسرة القادم فعلم أن وقت استعادة حقه قد بدأ...أجلى صوته عاليا ليقول
(باركِ لأنور يا أم أيوب فقد قرر أن يدخل القفص بقدمه)
ابتهجت ملامح وجيدة و هي تتحرك تجاه انور تبارك له بحفاوة و تسأله مئات الأسئلة...بينما توقفت خطوات مسرة في منتصف المسافة و قلبها يتوجع بقوة...هل سيتزوج حقا؟!...كادت تلتفت و تهرب الى غرفتها لكن أيوب نادى لها ببراءة يقول...
(مسرة هل هذه أنتِ؟)
ابتلعت ريقها بصعوبة لتتوجه الى باب البقالة بعينين تكادان تفرطان في دموعهما لتهمس...
(نعم صهري)
أزعجه حزنها البادي على ملامحها فتأكد من تخمينه طوال الأيام الماضية مسرة معجبة بصاحبه...لكنه سيقرص أذنها قرصة طفيفة نكالا بشقاوتها معه...سألها بصوت مغيظ
(هل صعدت مودة للشقة؟!)
هزت رأسها بتيه تهمس...
(نعم...أقصد لا هي لا تزال بالأسفل سأذهب و أبقى معها كي لا تصعد الآن)
و قبل أن تتحرك طلب منها بتلاعب...
(ألن تقولي لأنور مبارك فقد قرر الزواج)
ارتعشت شفتاها بضعف فهمست باختناق قبل أن تهرب من امامهم...
(مبارك...)
ضحك أيوب بخفة ينظر لأنور فيجده بملامح مستغربة قصد أيوب من كل ما فعله معها فيسأله بضيق...
(ما معنى فعلتك هذه؟!)
تقدم منه يقول بهدوء ماكر
(أبشر يا سيدي البنت تحبك ايضا)
ابتهجت ملامح أنور لكنه مازال مصمما ليعرف نية أيوب فأراحه أيوب بالتوضيح...
(لا تقلق عليها يا عمي فقط أردت ان أعرف بطريقتي هل ستوافق عليك أم لا و ايضا تستطيع أن تقول تصفية حساب قديم بيننا)
نهره أنور بتحذير...
(أيوب لا تتخابث عليها...فقط أخبر اهلها و بعدها سنعرف إن وافقت أو رفضت)
ضحكت وجيدة تقول
(ستوافق ان شاء الله يا أنور...و الله لن تجد في جمال و أصل مسرة)
ابتسم أنور بقلب يخفق و تعلقت عيناه بالباب الذي غادرت منه للتو هامسا...
(أعرف يا خالة فلا جمال يضاهي جمال الخمرية)




************


يتبع



ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 11:25 PM   #990

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

بعدما جف حلقه معها في محاولة اقناع ان تصعد معه لشقتهما ها هي وافقت و لكنها حزينة بطريقة تجعله متوجسا من ان تضيع مفاجأته لها هباءً...نظر لها جواره تبرم شفتيها بحزن و ملامح وجهها عابسة بشدة...فتوقف في صالة الشقة يسألها ببساطة
(لمَ كل هذا الحزن و كأن الرجل مقدم على ارتكاب جريمة و ليس زواج؟!!)
زفرت مودة بأسى تنظر له قائلة...
(أنت لا تعرف يا أيوب)
اتسعت بسمته متسائلا بخبث...
(ما الذي لا أعرفه يا يمامة؟!)
زفرت مرة ثانية تبعد وجهها عنه مكتفية بالصمت و قلبها يحترق على حزن أختها...لقد دلفت لها بعدما عرفت الخبر تبكي بصمت مؤلم...جملة أيوب بعد ذلك صدمتها و جعلتها تنظر اليه بسرعة
(أن مسرة تحب أنور مثلا)
شهقت بصوت خفيض لتسأله ببراءة عجيبة...
(يا الهي!...كيف عرفت أنت؟!)
ضحك بمرح يقول...
(الأعمى يستطيع ان يرى خجل اختك كلما رأت أنور)
احمرت مودة بانفعال مدافع لأجل اختها فهتفت فيه...
(إنها فتاة صغيرة من الطبيعي أن تتأثر بمن حولها خصوصا أنها في مكان مختلف عن بلدتنا)
ابتسم بحب لها و هي تدافع بكل قوتها عن اختها فقال بمناكفة...
(و ابننا ايضا يتأثر بمن حوله خصوصا انها من مكان مختلف عن مدينتنا الساحلية)
ضيقت عينيها بغباء تسأله...
(ماذا تقصد أنت؟!)
ضحك بخفة يقترب منها موضحا...
(أنور يريد الزواج بأختك مودة)
تبدلت ملامحها في ثانية لتبتهج بشدة و تسأله بعدم تصديق..
(حقا؟!!!...)
لكنها نظرت له بشك لتطرح سؤالها
(لماذا إذًا تهيئ لها انه سيرتبط بأخرى؟!!)
لاعب حاجبيه بشقاوة مشاغبة ليقول...
(آخذ حقي منها فيكفي أنها تخرج لي من كل مكان كعفريت العلبة و ها هي غير موجودة الآن لكنها تعيق طريقي ايضا...دعينا ننسى الجميع الآن)
تمسك بكفها ليتوقف بها عند باب غرفة النوم قائلا ببسمة...
(افتحي الباب...)
ناظرته بحيرة تقارب الشك تهمس...
(و لمَ لا تفتحه أنت؟!...)
ضحك من شكها الطفولي به...ماذا تظن انه مقلب؟!... بصوت مبحوح بعاطفته
(لا تخافي يا بنت فأيوب يموت لأجلك)
خرجت جملتها بلهفة حقيقة...
(بعيد الشر عنك...)
التمعت عيناه بقوة ليقترب منها يلامس خصرها بكفيه و يقربها منه هامسا بتأثر...
(أريدك ان تفتحيه بيدك لأنه المكان الأول الذي جمعنا لوحدنا
...اليوم احتاج أن اخطفك من نفسك و من الناس لأبقى معك وحدنا بلا تشتت...فقط أنا و أنتِ...عندي كلام كثير جدا أود الهمس به لك...كلمة كلمة)
الصقها في صدره مع أخر كلمة قالها فلفحت انفاسها الخجولة ذقنه لتزيد من تأثره بها...تحركت يده ببطء فوق خصرها صعودا الى عنقها ليزيح شعرها جانبا ثم يميل يلثم جانب عنقها بحرارة جعلتها تتشبث بصدره هامسة اسمه بتوسل...
(أيوب...توقف بالله...عليك)
ابتعد عنها بتعقل لينظر في عينيها الغائمتين بدموع طفيفة قائلا بينما يلامس رموشها بأصابعه برفق...
(علينا أن نتحدث مودة أن نضع النقط فوق الحروف لنفتح صفحة جديدة معا...بلا ألم أو شك)
اغمضت عينيها فسالت دموعها لتلامس كفه الملامس لوجهها...انزله ليلتقط كفها الموضوع على صدره و يتوقف به عند قلبه هامسا بصدق...
(هذا النبض حان وقت تفسيره لك بالقول و الفعل)
اخذ كفها من فوق صدره لعتلة الباب يفتحه معها ليدلفا فتتفاجأ بصندوق كرتوني كبير...اوقفها عنده ليبتعد عنها و يتحرك الى الصندوق ثم ينحني على عاقبيه يفتحه تحت نظراتها المترقبة بجهل...يزيل اللاصق عنه بينما يقول ببسمة حنين مضنٍ...
(سنوات عمري العشرة التي قضيتها معك تبخرت من ذاكرتي كاملةً...لا أذكر منها سوى اشباح مبهمة و لهو طفولي ظننت انني لن احتاج الرجوع اليه مجددا فمسحه عقلي تلقائيا...عكسك تماما مودة احتفظتِ بكل شيء جمعنا و اضافتي عليه مشاعرك النامية نحوي)
ازال اللاصق بأكمله و رفع الغطاء ليرفع رأسه لها باسما بحنان فيرى دموعها المهددة بالهطول...عاود النظر للصندوق فمد يده داخله ليستخرج طائرة ورقية ملونة قائلا ببسمة جذلى...
(كنتِ تمنعين نفسك من النسيان بتذكيرها كل يوم بتفاصيل فعلناها سويا بمرح طفولي...أتذكرين مودة يوم الجمعة صيفا في الصباح كيف كنا نطير طائراتنا الورقية عاليا لتشق سحب السماء و تتعانق بعدما تتشابك خيوطها)
سالت دموعها دون سيطرة و عدم الفهم يكبلها كما يفعل حنينها الجارف لتلك الذكريات...عيناه في عينيها باسما وسيما فقال...
(خيوط طائراتنا تشابكت و كأنها خيوط مصيرنا فهل ستتعانق أرواحنا قريبا كما تعانقت الطائرات؟!)
قلبها يقرع بعنف و عيناها تتسعان كما حلقها يجف بذهول...استيعابها بطئ جدا و لا تدرك كيف ينطق بكلماتها التي لطالما باحت بها لورق دفترها الثمين...كيف عرف عن اسرار عشقها له؟!...لاحظت يده التي تضع الطائرة جواره على الأرض و يمد كفه مجددا يستخرج وردة حمراء نضرة يتدلى منها بطاقة ورقية بينما يردف...
(كان عيد ميلادك التاسع و كنتِ تبكين عند النهر لأنه لم يحتفل به أحد...وقتها قررت أن أبهجك فركضت الى بستان العم مجاهد و اقتطفت وردة حمراء كبيرة و جئت اليك)
استقام ليقف امامها و يرفع الوردة اليها دون ان تختل بسمته...اخذتها منه بذهول تفتح البطاقة و تقرأ كلمات قالها بنفسه قبل سنوات و قد دونتها يومها في دفترها بخط متعرج يليق بطفلة في سن التاسعة...
"خذيها و لا تسألي أنتِ لا تعرفين ما أشعر به من حماقة الآن و لكنكِ كنتِ حزينة لأنه لم يهدكِ أحد هدية بمناسبة ذكرى مولدكِ"


شهقت مودة بقوة و دموعها تنهمر لم تتمكن من كتم دهشتها أكثر فسألته ببكاء...
(كيف؟!...كيف تذكرت كل هذا؟!...بل كيف عرفت ما كتبته أنا قبل سنوات؟!)
ابتعد عنها متوجها الى السرير فتتبع خطواته بعينين باكيتين و كفين يهتزان فوق فمها...مال يزحزحه بصعوبة بينما يقول
(كنت احتاج ما ينشط ذاكرتي و يزيل عنها الغبار كي اتذكر فتاة خمرية حلوة و مبهجة تقف جواري في كل شيء تتشاجر بنحافتها المفرطة مع الأولاد الذين يضايقونني...كنت فقط احتاج لدفتر قديم خطت عليه بخط طفولي تصف صديقها المقرب و مكانته عندها حتى تحول لخط انثوي ناعم كنعومة مشاعرها التي تغيرت نحوي لتحبني...كنت احتاجه لأتذكر مودة الصغيرة و حب الطفل داخلي لها فأربطه بمشاعر الرجل الذي داخلي الآن و الذي لم يحتج لذكريات أو دفتر ليعرف معدنك و طيبة قلبك و يقع في حبك)
عيناها تتسعان بعدما ازاح جزءً كبيرا من السرير فيظهر الحائط من خلفه... قلب مرسوم عليه و بداخله اسمها هي... تغمض عينيها بتأثر مرتعش لتسمح لدموع أكثر بالهطول... عاد اليها فتحركت كفاه على طول ذراعيها معترفا بصدق كبير...
(و الله أحبك يا بنت)
فتحت عينيها تناظره و تسأله بترقب تقتنص عينيه لتتأكد من نظرتهما بما قد يحيها او يميتها...
(و فلك...هل نسيت حبها هكذا بسهولة؟!)
لاحت في عينيه لمعة ألم واضحة فاعتصرت قلبها و جعلته مترقبا خصوصا حينما سألها بشجن...
(هل تريدين الحق؟!)
نبضها يعلو حتى شعرت بقلبها و كأنه في حلقها لكنها أصرت أن تعرف أن تتيقن فهزت رأسها بنعم صامتة و عيناها تلتقفان ردود فعله...
(أنا لم أنسَ فلك كما لم أتذكرها كما تتوقعين)
ابتلعت كلماته كحجر غير مستوي جرح حلقها فهمست بسؤال مرتعش...
(كيف لم تنسها و لم تتذكرها؟!!)
لاحظت كيف ابتلع ريقه بصعوبة فزاغت نظراته بعيدا عنها قبل أن يقول...
(فلك جميلة الحي دوما كانت وجهتي التي اسعى اليها دون تفكير و هي عززت بداخلي هذا حينما جعلتني احس انني سندها في هذه الدنيا لكنها لم تكن تحتاج مني سوى هذا فقط...سكن تلتجئ له كلما ضاقت بها الحياة)
تدحرجت دمعات مودة على خديها و ما يقوله أيوب يرعبها أكثر مما يطمئنها...لا يزال شاردا و عيناه شجيتان كما صوته
(لكنني لم استوعب هذا غير مؤخرا جدا...جدا للأسف)
عاد ينظر لعينيها فتلمح فيهما دموعه المحترقة بذنب يطوف فيهما ليهمس بطعم الندم الشديد...
(أنا أحببت فيها هذا اللجوء الي و كأنني منقذها الوحيد في الكون...أحببت راحتها بعدما أطيب خاطرها كلما أتت الي باكية...فلك ناشدت بداخلي مروءتي ليس أكثر...كانت تعرف قبلي أن لا حياة لنا معا و حاولت أن تريني هذا بشتى الطرق لكن كبريائي منعني من التصديق...لم أرد ان اصدق انه في هذه الدنيا من تلتجئ اليه غيري أو يحميها مثلي...الأمر كان نابع من كبريائي لا حبي...أنا لم أحب فلك كما لم تحبني هي...كلانا وجد في الآخر ما يُشبع نقطة معينة في روحه لكنها ابدا لم تكن الحب..)
ارتعشت شفتاه قليلا ليبتسم بحسرة يهمس...
(لو كان حبا لكنت أغمضت عيني عن غلطتها الأولى في حق أمي...لكنت بحثت لها عن عذر لكنني لم افعل...بل بكل صلف حاسبتها و جرحتها جرح عميق...بداخلي كان يعي أنها ليست هكذا و رغم هذا نعتها بال...الرخيصة!!)
اهتاجت انفاسه ليتكلم بغضب من نفسه...
(يا الله كيف نطقتها مرارا و أنا أعلم الناس بها وبطهرها... أردت أن اجرحها فظلمتها ظلم كبير...خذلتها يا مودة و هي التي ظنتني ملجأها الآمن...نظرتها لي محفورة في عقلي تؤجج غضبي من نفسي)
دمعت عيناه فسالت دمعة على خده ليهمس لها بألم...
(لا استطيع ان انسها و أنا ظالمها بهذا الشكل السافر...كم أود ان تسامحني)
شهقت مودة بصوت مسموع أمامه فأغمض عينيه يسمح لباقي دموعه ان تنهمر فيكمل ببحة...
(قالتها لي يوم اخبرتني عن نيتها في الزواج من غيري...
ستأتي من تعيد لرمادك الروح وقتها سيبعث قلبك من جديد...)
نظر لمودة بعينين دامعتين يقول...
(و ها قد أتيتِ لتعيدي لقلبي الحياة فلا تغلقي بابك في وجهي فأنا أعرف كم يؤلم ان تغلق بابك في وجه احدهم...و قد اغلقت باب انسانيتي في وجه فلك)
لأول مرة تسمع عن فلك من شخص في هذا الحي باستفاضة... و يا ليته أي شخص انه ايوب الذي ظنته عاشقا لها...و الآن ها هو يصل لحقيقة ادركتها فلك قبله بنفسها... انهما لا يصلحان لبعضهما...يا الهي كيف تحملت فلك كل هذا؟!...كانت تظنها مجرد فتاة تجري وراء الفرص و تدهس القلوب فكرهتها لكن ان تتضح الصورة من أيوب عنها و تعرف لو نذر يسير مما مرت به فكم يوجعها قلبها عليها...مسحت دموعها ببطء فأمسكت كفه تلامسه بمؤازرة تقول...
(ستسامحك يوما يا أيوب صدقني...ففتاة مثلها عانت سوء ظنك بها و رغم ذلك تمنت لك ان تقابل من تحبك فهي فتاة ذات قلب من ذهب...)
قال بصوت متوجع من ظلم فلك...
(آمل أن تكون راضية و سعيدة في حياتها و الله يشهد أني أريد هذا لأطمئن على ابنة حيّ التي اتخذتني سندا لها من قبل)
صوته المتألم و حالته جعلتها تضمه اليها بقوة و هي تهمس له بحنان عاشق...
(ستكون بخير كن متأكدا ان الله سيعوضها عن صبرها و تحملها...لا تحزن و لا تحمل نفسك هذا الذنب أكثر فلك سامحتك أيوب...كان واضحا من نظرتها لك حينما اتت للحي انها سامحتك...)
حاوطها بذراعه يدفن رأسه في شعرها هامسا بأمل...
(و أنتِ مودة هل سامحتني؟!)
هزت رأسها بسرعة و كأنها تريد أن تخفف عنه ما يشعره...
(نعم و الله سامحتك على ما حدث بيننا...قلبي لا يملك سوى أن يسامحك...أنا أحبك أيوب و الله أحبك)
ارتفعت ذراعه الثانية ليحملها في احضانه و يرفعها قليلا عن الأرض هامسا بصوت مرتاح...
(فليسعد قلبك رب العباد يا تاج رأسي...)
تعلقت بعنقه تردد خلفه بصدق عفوي...
(و يسعد قلبك أيوب...و قلب فلك)
انزلها ارضا يناظرها بشكر جلي فكم كان متخوفا من رد فعلها لو فتح أمر فلك مجددا معها...لكن قلبها الطيب تفهم علته و تقبل سوء فعله بها و بفلك...مودة هي كل ما يريد من هذه الدنيا...قبل رأسها بشكر ليسألها بأمل
(لقد عرفتي كل شيء سوء افعالي قبل حُسنها فهل تقبلين باستكمال حياتك معي؟!...هل توافقين أن نعد هذه الليلة هي ليلتنا الأولى معا؟!...قولي نعم يا مودة لأجلي)
هزت رأسها نفيا فهاله رفضها حتى همست بحياء...
(بل سأقول نعم لأجل قلبي قبلك..)
مال يلثم شفتيها بسعادة ليردف بهمس مشاغب...
(حبيبي أنا صاحب القلب الحنون...إذًا دعيني أدلل هذا القلب و صاحبة هذا القلب)
**********
تحاملت على شعور الدوار الذي يداهما...مضت فترة طويلة التزمت الفراش فيها و كانت تتركه لدخول الحمام ليس اكثر... اغمضت فلك عينيها تستند على طاولة الزينة لتلتقط انفاسها...تحرك كفها الأيسر تلامس بطنها بأصابع مهتزة...زفرت بخفوت لتفتح عينيها و تتمالك نفسها لتكمل ما تفعله...رفعت كل ادوات طاولة الزينة تقريبا و لم تصل لما تريد...ضيقت عينيها بنزق و عصبية اصبحت قليلة الصبر في الآونة الأخيرة...حركت الادوات بحدة نوعا ما فانزلقت زجاجة العطر الخاصة بطارق لتسقط ارضا وتنكسر... اغمضت عينيها بضيق تتنفس بصوت عالٍ قبل ان تفتحهما و تستند على كرسي طاولة الزينة لتنحني تلملم بقايا الزجاجة المنكسرة...تأوهت بوجع حينما انغرزت قطعة زجاج في بنصرها الأيمن...و على صوت وجعها انفتح الباب ليدخل طارق و عيناه تتوجهان الى السرير لكنه توقف للحظة يستوعب ان هذا الجسد المتكور جوار الكرسي هو فلك!... أسرع في خطواته بلهفته و حنانه انحنى يلتقط كتفيها وصوت تساؤله يصلها بكل ما به من قلق...
(فلك حبيبتي ماذا حدث و لماذا تجلسين هكذا؟!)
استقامت معه لتقف و تواجهه بملامحها المتغضنة بالألم فتترحل عيناه الى اصبعها المجروح فتتسعان و هما يتحركان على طول خط الدماء النازف على اصبعها...اخرج منديله من جيب سترة حلته الرسمية ليغطي به اصبعها و يجلسها على الكرسي ثم ينحني على عاقبيه يهتم بجدية بالجرح مردفا بجزع...
(كيف انجرح اصبعك هكذا و لمَ لست في سريرك؟!)
تأوهت بعدما ضغط على الجرح فتلكأت حركته ليخفف من ضغطه متأسفا بوقار حنون...تنفست ببطء سببه شعورها بثقل في جسدها و كأنه خارج عن سيطرتها...تكلمت بصوت ضعيف بعدما رسمت بسمة صغيرة لتطمئنه..
(اهدأ طارق الأمر بسيط...كنت أبحث عن هاتفي و سقطت زجاجة عطرك و عندما انحنيت اجمع شظاياها انجرحت)
لف المنديل حول اصبعها بعدما تأكد من سطحية الجرح ليستقيم واقفا قائلا بتوبيخ حاني...
(لا يجب ان تتحركِ و تبذلي مجهود يا فلك...هاتفك اطلبي من وردة ان تبحث لك عنه و زجاجة العطر اخر شيء قد تمنحينه اهتماما)
مال يلتقف خصرها بكفيه و يرفعها الى صدره ليتحرك بها نحو السرير...رفع الغطاء و ساعدها لتستوي عليه ليدثرها بلطف قائلا...
(لا تهتمي بأي شيء سوى بصحتك و صحة الطفل...أنتِ ضعيفة البنية و الطبيب نبه على أهمية الراحة)
ابتسمت له بشكر يفيض من عينيها لتهمس...
(كما تريد طارق)
اقترب من وجهها يلثم وجنتها قائلا بصوت رخيم...
(طارق لا يريد سوى راحتك حبيبتي)
اعتدل في وقفته ليردف بينما يتوجه الى الحمام...
(سأجلب علبة الاسعافات الأولية لنطهر اصبعك و نلفه بضمادة)
اومأت له بصمت متبسم كطفلة مطيعة لأب حنون...بعد قليل كان يجاور ساقيها على السرير في جلسته بينما يجمع ادوات الاسعافات الأولية و يعيدها في علبتها...دلفت هيام الغرفة فتوقفت عند الباب تقول ببسمة معتذرة...
(لا تؤاخذني سيد طارق لم أطرق الباب ظننت فلك بمفردها)
وقف طارق يحمل العلبة بين يديه قائلا برقي..
(لا بأس تفضلي)
ثم نظر لفلك قائلا بوجه يبث بها الراحة...
(سأذهب أنا للشركة)
اومأت له تضع كفها ذو الأصبع الجريح فوق حجرها قائلة ببشاشة...
(في أمان الله..)
تقدمت هيام منهما فحدثها طارق بجدية...
(لا تتركِ فلك بمفردها من فضلك و لا تسمحين لها بالحركة سوى للحمام..)
برمت فلك شفتيها بضجر تهمس بشكوى...
(طارق لقد سئمت السرير و الغرفة و الله)
عاود طارق النظر لعينيها قائلا بهدوء...
(بقي القليل حبيبتي و تكملين شهرك الرابع بعدها سنطلق سراحك...لكن بحذر)
ضحكت هيام ترد عليه بتأكيد...
(لا تحمل هم سيد طارق أنا معها و سأهتم باحتياجاتها)
شكرها بلطف و نوى الدلوف للحمام ليعيد العلبة فتقدمت هيام تأخذها منه قائلة..
(دعها لي سأعيدها أنا كي لا تتأخر على عملك)
خرج طارق من الغرفة فوضعت هيام العلبة على الطاولة الجانبية للسرير تنظر لابنتها متسائلة...
(على ماذا كنت تبحثين حتى جرحتي اصبعك؟!)
استندت فلك بظهرها على الوسادة خلفها تجيب بتعجب...
(هاتفي لا أجده ابدا)
عوجت هيام شفتيها تقول ببساطة...
(و أين سيذهب يعني؟!...سنجده ملقى هنا أو هناك)
بدأت تتحرك في غرفة ابنتها تبحث عن الهاتف بينما صوت فلك يأتيها بيأس...
(بحثت في كل ارجاء الغرفة و لم اجده)
سألتها هيام و هي تستكمل بحثها..
(متى امسكته اخر مرة؟)
ضيقت فلك عينيها بتفكير لتهمس...
(لا أذكر متى فأنا لا استخدمه كثيرا و طارق بات يتصل على هاتف البيت أو بك ليطمئن علي خوفا من ان يقلق راحتي....و لكنني دوما اضعه جواري!)
تخصرت هيام في وقفتها تناظر ابنتها و تردف بتعجب...
(بالتأكيد هو بالغرفة!)
صوت الطرقات على الباب جعل فلك تلتفت للباب و تأذن للطارق بالدخول...
(أدخل...)
فتحت وردة الباب تحمل بين يديها صينية عليها كأس عصير بينما تدلف قائلة...
(السيد طارق قبل أن يذهب طلب مني أن أعد لك عصيرا)
ابتسمت لها فلك بشكر تقول...
(تعالِ وردة سلمت يداك)
بنفس الغصة التي تخنقها كلما نظرت في عيني فلك الحنونة تقدمت لتعطيها الكأس...حركة هيام في الغرفة جعلت فلك توجه حديثها لها...
(لم تجدينه بعد؟!)
زفرت هيام بنفاذ صبر تهز رأسها نفيا...شعرت وردة بالرعب حينما حطت عينا هيام عليها تسألها بنبرة عادية...
(هل رأيت هاتف السيدة فلك يا وردة؟)
ارتعشت اصابعها التي تتمسك بالصينية و شحبت ملامحها بشكل يثير الريبة بينما تتلعثم في حروفها...
(أنا لا...لا لم أرَه)
ضيقت هيام عينيها تتفحص وردة بشك جعل الأخيرة تكاد تنهار من خوفها...ابتلعت ريقها لتتوجه سريعا الى باب الغرفة تهذي بتوتر...
(سأنزل اسأل فاتن و خليل عنه)
اختفت في لحظة مما دفع شكوك هيام للنمو...قلبت افكارها في رأسها لتحدث ابنتها بما يجول في خاطرها...
(هذه البنت تبدو غريبة!)
انزلت فلك كأس العصير بعيدا عن فمها لتسألها بعدم فهم...
(ما بها؟!)
نظرت لها هيام تقول...
(أنتِ ملتزمة الغرفة منذ فترة لا الطاهي و لا الخادمة المساعدة يصعدان هنا فلمَ ستسألهما و هي وحدها من يصعد للغرفة!...ينتابني شعور انها هي من أخذته)
(أمي ما الذي تقولينه؟!...وردة تعمل هنا منذ كنا خادمات و لم نرَ منها العيب)
صوت فلك المتيقن من قوله جعل هيام تعوج شفتيها بنزق منها لتقول بسخرية...
(بطيبة قلبك هذه لن تري العيب من أي شخص...ألم تري كيف شحب وجهها قبل قليل؟...هذه البنت لم ارتح لها)

بالخارج...
هرولت وردة على الدرج و بدلا من ان تتوجه للمطبخ خرجت الى الحديقة تقف في زاوية بعيدة عن الانظار... اخرجت هاتفها من جيب تنورتها تتصل بالسيدة لبنى لتجد لها حلا...لحظات و وصلها صوت لبنى فحكت لها ما حصل بصوت مهتز بالرعب...صوت لبنى الهادر من الجهة الأخرى و تهديدها الصريح زاد من رعبها...
(ايتها الغبية الحمقاء سيخرب كل شيء بسببك...لماذا تحتفظين بالهاتف حتى الآن؟!...لو انكشف الأمر لن أرحمك بالمرة)
ابتلعت وردة ريقها بجزع تسألها بارتعاش...
(لم تطلبي مني ان اتخلص من الهاتف...كيف سأتخلص منه اصلا و هذه الرسائل باتت عليه؟!!)
وبختها لبنى بحدة تهدر بها...
(ايتها الجاهلة عديمة العقل دون أن أطلب كان عليك التخلص منه...استخرجي شريحة الهاتف و احتفظي بها جيدا و حذاري ان تضيع منك...و الهاتف املئ حوض الاستحمام و ضعيه بداخله و تأكدي أنه تلف ثم فككيه و جدي طريقة لترميه في أي ركن من غرفتها)
نضح عرق بارد على جبهة وردة و هي تهمس...
(هكذا ستجده و تعرف أنه تالف!...)
صرخت بها لبنى...
(لا يهم وقتها يمكنك اقناعها انه سقط و ارتطم بقوة بالأرض فتلف...تصرفي فالمهم ألا تفتحه ابدا)



************


يتبع



باقى الفصل على الرابط التالى




https://www.rewity.com/forum/t469585...l#post15231686

sira sira and noor elhuda like this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.