آخر 10 مشاركات
تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : CFA - )           »          229 - كذبة بيضاء - ديانا هاميلتون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : وهوبه - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-20, 10:36 PM   #41

اسيل 215

? العضوٌ??? » 438480
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » اسيل 215 is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لل 6 او ال 7 اللى بيتابعونى بقيت المنتدي لا

اقدم خالص اعتزاري عن فصل هذا الاسبوع

انتظروا التعويض قريبا

لا تنسوني في دعواتكم بالتخرج والنجاح يا رب


اسيل 215 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 04:09 AM   #42

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

كان الله فى عونك ياحبيبتى
ربنا يوفقك يا رب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 07:56 PM   #43

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

بالتوفيق حبيبتي ❤❤😘

Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 11:11 PM   #44

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

ربنا يوفقك حبيبتي ويصلح حالك ان شاء الله😍😘❤🌹🌺🌷

Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 07:39 PM   #45

اسيل 215

? العضوٌ??? » 438480
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » اسيل 215 is on a distinguished road
Icon26

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاملين ايه يارب تكونوا بخير
وحشتونى كتير كتير كتير
طبعا الفصل انا بكتبه وانا محشورة وعندي امتحان بكرا بس مينفعش اتأخر عليكوا
اتركمم مع الفصل السابع ومتنسوش تسبولي أراكم

الفصل السابع
***************
يظن الغالبية ان البياض هو بداية الحياة حيث الطهارة والنقاء ولكنهم يجهلون ان الابيض هو شريعة النهاية فعند النهاية تنتهى كل متلفات النقاء فيدثرونا بوشاح ابيض طويل يخفي كل تفاصيلنا الزائفة ويخفي شوائبنا الفانية و يحفظون اسمائنا على ألواح بيضاء مع تاريخ حياتنا وفنائنا.....
تستند بجسدها المنهك على أحد حوائط المدفن القديم بينما نظارتها مثبتة عليه تراقبه بصمت كما راقبها من قبل.....
تبدلت الأدوار...
فمنذ دقائق كانت تقف مثله أمام قبر والدها تحدثه بحديث صامت ينطقه القلب ويلتقطه من لا يحتاج لأذن كانت تبكي بصمت وتشتكى فراقه وتناجي خالقها بالصبر والقوه في اكثر مكان ترتعد له القلوب...
تسأله السكينة كما سألته يوم فراق والدها....
تتذكر نظرات المحيطين بها وهى تقف متحجره....
الجميع يتعاطف مع تلك المنكوبة بالفقد...
لم يمر خمسة أشهر فقط على موت زوجها!!
تعود اليوم وتودع أبيها كأن الرمال تطالب بكل ما لديها....
تتذكر تلك المرأة العجوز الحانية وهى تحتضنها ومن كان معها يومها سواها هي و رنيم.....
وها هي الأن تقف شاهدة على قبر تلك المرأة الجميلة التي عوضتها أياماً عن فراق والدتها...
وتري ذاك الذي تصلب أمامها لا يدري أيعود طفلاً صغير فيبكي حرقه فراقها دون وجوده أم يبكي حزنها عليه وهو حي لا يدرى اي شيء...
أم يبكي الخذلان والأنكار من أهله...
كلها مشاعر تعلم انها تحرقه حياً دون رحمة وللأسف ليس بيدها ما تفعله لأجله فيبدوا أن الابتلاء في أشده يعتصرهما سوياً وليس لهما ألا الصبر.......
نهضت من جلستها الحانية لتقف بجواره تستند برأسها على كتفه بينما كفيها أحدها يدلك ذراعه والثاني يرتخي على كتفه الأخر تبثه الدعم والمواساة......
"متى رحلت..."
خرجت همساً من شفتيه..
لا يدري سبباً للسؤال والتاريخ شاهد أمام بصره ولكن يبدوا أنه يناجيها ان تبدد الصمت القاتل حوله....
ويبدو أنها استوعبت حاجته للكلام عنها فبدأت بالاسترسال وهى تنظر ناحيه اللوح الرخامي الخاص بالقبر
"كانت تدعوا لك في كل لحظة...
أتعلم كانت الوحيدة التي تشاركني ذاك الشعور الصامت بأنك حي!!
لم تنطقها أحدانا يوماً لكنها كانت تدعوا لك دوماً دعوات بعضها رحمة وعفو ومغفرة للذنوب وبعضها...."
ارتفعت مقلتيها لتناظره في جوف مقلتيه وتكمل
"وبعضها دعوات للأحياء... كالحفظ والصبر وقوة التحمل"
قالتها وهي تعلم أنها أفرغت دلواً من الماء المثلج فوق قلبه الظمأ للعاطفة والأمان وقد كان
خرجت منه تنهيدة متألمة في باطنها مطمئنة في ظاهرها ليحيطها بذراعيه يدفن نفسه بأحضانها وهى يتمتم بهمس مكتوم
"ما أجملكِ....أنتِ عوض الله الجميل لارا"
صدمها كلامه قبل أن تفيق من صدمة احتضانه لها بتلك الحميمة فها هو رأسه يرتاح على مقدمة صدرها ويداه تتشبث بخصرها وأنفاسه تحرق عنقها من فوق خمارها فلم تجد ما تفعله سوا أن تلمس خصلات شعره برتابة محببه أشعرته بأنه طفل صغير بأحضان والدته التي تداعب خصلاته النامية بعاطفة أمومية نقية...........
**********
"مرحبا ميرااااا
هل اشتقت إلي يا حلوتى
*يتعالى صوت ضحك*
أعلم أعلم لا تحبين ان يناديك احد ميرا وبالطبع كنت ستقتلينني الأن أنى قلت لك حلوتي لكن للأسف لن تستطيعي ذلك...
معنى مشاهدتك لهذا التسجيل انه حدث شيئان
الأول أنك عثرت على مخبئي السري الصغير...
أترين كم انا فاشل في إخفاء اسراري حلوتي...
لابد انني سأكون حزين الان أن كنت حياً...
لكن هذا هو الحدث الثاني
انني لم اعد اشاركك هذا العالم اللعين...
اخبريني كيف تقبل الاشيب الخبر...
لابد انه يلعنني الأن لفساد مخططاته
لكن لا تقلقي سيجد بديلاً سريعاً...
كما تعرفيه لا يقبل ان يدمر أحد مخططاته...
المهم بما أنى لم اعد حياً فدعيني اكشف لك بعض الأسرار
فكما تعلمين انا اعشق تدمير خطط الأشيب
*صوت ضحكات متعالي*
لماذا لم تتسائلي يوماً عن سبب موافقتي على خطة الأشيب البائسة تلك؟؟
او لماذا كنت أماطل في زواجنا؟؟
او لماذا تحمل الأشيب كل هذا مني؟؟
لأنك ساذجة يا عزيزتى..
ولأني اعلم هذا تركت لك بعض الأوراق التي تشرح لك العديد من الأجابات...
لكن انتظري قليلاً
سأخبرك شيئاً يجب أن تسمعيه مني فلن تجديه في تلك الأوراق...
حمزة..
أنظري لاحمرار وجنتيك الأن
*صوت ضحك*
حمزة يحبك..
وأنا
سرقتك منه...
أسف يا حلوتي
لكنك تعلمين انى احب سرقة أشياء الاخرين..."


*******************
السحب هي المثال الأوحد لما يدور بداخلنا...
هي نقية ومسالمة وتسر القلوب ببياضها...
لكنها تخفي بداخلها ذرات متكاثفة من البخار الذي يتحامل فوق بعضه فيتحول بياضها للظلال الرمادية دون أن يلاحظها أحد....
لتنصدم يوماً بما تحمله داخلها من أمطار قد تصل حد أن تغرق كل ما تطاله قطراتها......
في تلك الغرفة الطفولية الصغيرة
حيث كل شيء يدعوا للأمان والراحة
الألعاب الصغيرة والملابس الملونة والكتب المدرسية وغيرها...
هنا حيث المأمن الوحيد الذي تمتلكه في هذا السجن البغيض...
تفترش الأرض وأسفلها بساط الصلاة...
تلتحف بثياب الصلاة متخذه وضع السجود بينما يصدر صوت ضئيل....
صوت شهقات مختنقة....
أن سمعتها يوماً ستظن أن صاحبها ينازع سكرات الموت!!
ولكن أتختلف هي عنهم؟!
لا فهي تنازع مثلهم...
ولكن هي فلقد فارقتها الحياة منذ كبد....
والأن تنازع جلد الذات وتنازع الحسرة!!
تبكي ما حرمت نفسها منه يوماً....
صورته وهو يحتضن تلك الأخرى لا تبارح مقلتيها أبداً
أتحقد عليها؟!
أم
تلعن ذاتها؟!
تتصارع بين شعورين كل منها يتنافس من يقتلها أولاً...
الأول يجعلها تحقد على أخري حصلت على ما كان ملكاً لها....
تتنعم بقربه ودفئه والأمان بين ذراعيه....
بينما
هي تحترق كقطعة من اللحم منسية فوق قطع الفحم المشتعلة فتفقد كل مظاهر الحياة على ألهبه الفحم المستعرة....
أما الثاني
فيلعنها حتى الموت....
هي من تخلت عن ما كانت تملكه لأنها خنوعة و ليست لديها الجرأة لتحارب الجلاد يوماً
لقد تركت أخيها وهي مدللته
تركت من رباها كطفلته
تركت الأمان والحماية
تركت نفسها ذاك اليوم معه ورحلت بجسد خاوي وهي لا تقدر على الارتماء بأحضانه
تركت الحياة ترحل معه يوم أتى يذكرها بما لا تنساه فرفضت حتى الاعتراف به
تركت الروح وهي ترى أخري تتمتع بنعيم قربه ومشاركته فقدان الأم وعادت للسجن كطائر خنوع لا يملك شيئاً يدافع عنه...
تركته يعاني ألام الخسارة و تركت نفسها تعانى الجلد بأنواعه على أيدي من فضلته على ذويها...
"رنيم!!"
كلمة جاءت كطلقة تشق السكون فتصيب القلب بمهارة صياد محترف...
تنتفض من سجودها بذعر تخلع رداء الصلاة وتلملم البساط سريعاً خوفاً ان يقبض عليها بالجرم المشهود
تسرع بمسح وجهها المتورم من البكاء وتخرج لتصدم بمشهد لم تكن تحسب أنه أت قريباً هكذا....
ها هي القشة التي تتحمل من أجلها مرار الجلد خوفاً من خسارتها
ما يصبرها وهو نسخة من وجه تشتاق للقياه حد الموت
ما يذكرها أن اخيها قد يسامحها يوماً عندما يعلم ما تعيشه
من ستتحجج لأخيها به انه كان حائل دون مساندتها له
ولكن!!
الأن تري فلذتها الصغير بجسد مكتدم ومتورم
لقد تعرض لضرب مبرح على يد من لا يرحم.....
أجل...
منذ متى سعد يرحم أحداً...
هو قاسي وجاف...
ظهر على حقيقته بعد وفاه والدتها وأصبحت دون أهل مع ميراث هائل من أخيها ووالدتها....
كان كبوابة الجحيم عليها وهي تراه يضع يديه على ذاك الميراث كأنه حق له... تتذكر ذاك اليوم عندما انهالت ضربات الحزام على جسدها لأول مره ولم يكن قد مر خمسة أيام على وفاة والدتها....
تتذكر كلماته القاسية
"أتعلمين كم تحملت تدخلات أخيك في حياتنا!!
هاه!!
يتدخل كأني عبد لديه!!
لكن الأن انتهي كل شيء..
أصبحت حقاً لي أنت وأمواله"

هناك كانت بداية السجن...
كانت تتذكر تحذيرات أخيها فتبكي غبائها وألمها...
وكم كانت تلك السنوات طوال عجاف!!
تحملت كل شيء يكفي أن لا يمس صغيرها...
"خذيه وطببيه ونبهيه أن يحسن السلوك فأنا لن أترك عملي مجدداً لأجل تفاهاته بالمدرسة..."
قالها وهو يلقيه عليها بعنف...
تلتقطه بأحضانها بسرعة تكتم بكائه بصدرها حتى لا يسمعه فينهال عليه من جديد بينما يخترق أذنها صوته وهو يغادر باب الشقة كما أتى منه
"لقد سئمت منه حقاً....
لماذا لم تتركيه يذهب معه ذاك اليوم كنت ارتحت من وجهه كذاك الأخر"
تبع كلماته صوت ارتطام باب المنزل مع صوت انغلاق باب المنزل بالقفل...
ترفع وجه ولدها المكتوم بالبكاء وتقبل كل أنش فيه....
بينما شهقات الصغير تتعالي بألم...
لسانها يردد بخفوت
"أسفه...
أسفه..."
تتكرر الكلمة كأنها ترنيمة ليهدأ بين ذراعيها ويغفو وتستقر على خده دمعة بريئة وتأتى دمعة صامته منها لتمتزج بدمعة طفلها فتنحدران من وجنته تلامسان طرف القميص المدرسي فوق بقعة من الدماء الجافة ....
***************
يجلس على ذاك الكرسي الذي يحتل احد اركان غرفته القديمة وعيناه تتركز على جنته التي تحتل فراشه بهدوء وعمق...
كم من ليالٍ لم تذق جفونها النوم
كم من أيام غفت من كثرة الألام
بل للأدق
منذ متى لم تنام قريرة العين
لا يستوعب عقله حتى الأن كيف!!
كيف هانت عليه!!
ما جنس ذاك الرجل ليفعل بصغيرته هذا!!
حتى الأن لا يستوعب ما بين يديه وما سمعته أذنيه يشعر كأن أعصار اجتاح قلبه فلم يعد يعي ما يحدث بعد!!
هي لم تقترف أثماً سوى كونها أبنته!!
أنكرها فأضحي حياتها جحيماً....
يتذكر جيداً بكاء أمارا قديماً كون أبناء الأشيب ينعتوها بأبنه أمها
يتذكر كلماتها البريئة الملطخة بدمعاتها الطاهرة
"ما ذنبي أن أبي مات قبل ولادتي يا حمزة!!
أهذا سبب ليشككوا في أنه أبي فألقب بأبنه أمها"

يتذكرها متألمة تتشبث بيديه وتسأله لماذا لا تكون أخته فتبقي معه ولا تعود إليهم
يتذكرها حانقة عليهم وعلى حياتها وتتمنى الهرب بعيداً
لقد كرهتهم طفلة بريئة لا تفقه شيء في الحياة فكيف تشعر بعدها وتلك الصدمات التي كانت كماء نار على قلبه
والأن..
بعد ما تثبته تلك الأوراق التي وصلت إليها أمارا
لقت أحكموا حبال المشنقة حولها وقتلوها!!
يريد قتلهم جميعاً رغم كونهم أموات لكنه يشتهي أن يقتلهم ضرباً لما فعلوه بها.....
حتى ذاك القذر...
أستغلها وهي التي ظنته ضحية مثلها فتمسكت به لأنهم يتشاركون الألم.....
وهو أستغل حبهما ليخرج منتصراً!!
يشتهي الأن ان يذهب لقبره ويخرج جثته ويبرحها ضرباً ليشفي غليله...
ألقي الأوراق بعنف للتناثر على الارض بعشوائية....
يتحكم بصعوبة في أعصابه عن أن يذهب لذاك الاشيب ويبرحه ضرباً على ما عاشته صغيرته بسببه...
فليحترق في الجحيم كما حرق قلب صغيرته...
لكن لا سيبرد ناره ونارها الهائجة وسيفعل ما يرد حقها ولو قليلاً فلن يصمت الأن عن أي أذية في حقها......
نهض بغضب يقتات عليه ليعمى بصيرته
يتحرك بهدوء كي لا تشعر به تلك النائمة وتحرك للخارج يدعس على الأوراق التي تثبت كيف حولها ماهر والاشيب لسلعة فعقدوا العقود ليضمن كل طرف حقه ونصيبه بها.
سيدفع الثمن وحده فحظه العثر جعله المتبقي منهم على وجه الأرض.........
**************
********************
نظن أن الرسائل الإلكترونية الحديثة هي أوضح وانقي للفهم...
هذا صحيح ولكنها جافة متحجرة لا تعطينا أي انطباع عن ما يشعر به مرسلها لنا....
الرسائل الورقية تحمل في طياتها أكثر من كلمات فهى تحمل الروائح والمشاعر وتظهر التردد والخوف والحب بين حروفها....
تحمل لنا جزء من المرسل نستشعره مع كل حرف كُتب بها.....

" صغيرة انتِ يا أميرتي....
صغيرة على تحمل فدائح الأخرين و تسديد الحسابات البائسة ولكن عذراً منك فانا غافل كثور مغمض العينين يدور في ساقية يروى أهداف أخرين وهو لا يدري ما حوله....
كنت ضعيف الإرادة لأبعد غمامة سمومهم وأري ما خسرته ولن يعود....
أجل لن يعود فقد رحلت جنتي منذ رحلت عنها و كُتبت شهادة وفاتي مع شهادة وفاتها...
أتعلمين لماذا أحببتها ؟؟
لأنها دوماً الصورة التي رغبتها لنفسي....
طفل بريء ونقي لم تلوثه سموم أفاعي ظننتهم يوماً من سأدخل الفردوس ببرهم وأعلاء كلماتهم ولكنهم لم يكونوا سوا نسور جائعة تشتهى صيدها دون النظر لصغار فريستهم....
أنا لم أجد من يهتم لأمري يا أميرتي...
لقد أرادوني سلاحاً لأهدافهم وفقط....
والدي الذي أحبته والدتك صغيرة لم يحبني يوماً...
كان يرانِ كأمي الماكرة التي حاكت شباكها ببراعة لتنتزع لقب زوجة الأشيب...
وأنا مثلها...
نزعت لقب أبن الأشيب منه عنوه وأصبح مجبراً على ترك ميراثه له....
والدتي التي لم تنجبنا سوا لأكمال خطتها العظيمة لحصر ثورة الأشيب كنصيب لها...
أمراه مخادعة بارعة...
حتى أنى لم أكتشف مشاعرها الزائفة نحوى سوا ذاك اليوم الذي أدركت أن ماهر أبن غير شرعي وليس أخ لك.....
كانت تعلم أن الفتاه التي اختارتها عنوه عنى تحمل صغير ينتمي لأخر.....
لكن الثروة أهم....
كرمتها الزائفة أهم فخذلت شباك الحزن والأنوثة المجروحة حتى تنتصر على تلك المرأة التي فضلها أبي عليها...
جعلتني أهجركم دون ان تهتم كيف سأعيش أنا...
فأنا الثور الأعمى الذي يسير في ساقية طموحها فأنكر نسب صغيرتي وأنسب ما ليس بدمى لتجمع ثروة تجعلها الملكة على عرش الطبقة المخملية...."

تقف عيناه عند نهاية الصفحة البيضاء بعد أن أنتهى من كتابة طويلة لم يعتد عليها يوماً....
ينظر أمامه للوح الأبيض و تترقرق دموع حُبست داخله منذ دهور الزمن
هنا فقط يبكي..
هنا فقد يجد الأمان..
فهنا لن تمنعه أن يؤنس قلبه برفقتها كما فعلت حيه..
يستند برأسه على اللوح الرخامي ويداه تتحرك على حروف الاسم المنقوش ويعتصره الخواء
يحتاج ضمتها الحانية....
يحتاج ما فقد الشعور به ولم يكن قد شبع منه بعد....
يحتاج أن يراها فيبكى كل ما أكتشفه من ظلم دفعه ليقدم على قتل نفسه...
فقد قتل نفسه يوم تركها....
لا يجرؤا على طلب الرحمة ولكن أيمكنه طلب القصاص...
القصاص من أهل قدموه قربان لشهواتهم فتشوهت ملامحه ليصير مسخ لا يتحمل حتى الراحة...
فهو يعيش على جلد الذات وجلد الرهف!!!
******************
اتعلم اين تكمن عظمة وقدسية النوم؟!
بكونه النسخة المصغرة للموت الأبدي...
حيث تغفو فتفقد أتصاك مع العالم الواقعي وتفارقك روحك لملكوت لا يصله أيدي العابثين فتتجرد من كل قيود الحياة وتسبح في ملكوت لا تعيي منه شيء سوا الحرية الكاملة المؤقتة لأنك ستعود يوماً للاستيقاظ فتكمل حربك الباردة لذلك أن كان علينا اختيار شيء بعناية فيجب أن نختار من نقدر على الموت أمامهم وترك أجسادنا كأمانة بين أيديهم....
استيقظت من غفوتها العميقة تتمطئ على الفراش الوثير وتغرق وجهها بين ثنايات القماش التي تتسرب منه رائحة الدفيء والأمان...
إن أخبرها أحد يوماً ان للأمان رائحة لكانت تهكمت عليه بالتأكيد ولكن الأن فهي تعلم جيداً أن رائحة الأمان هي رائحته هو..
تحرك ذراعيها باحثة عنه حولها بينما هي مغمضة الجفنين تنعم برائحته الشهية المذيبة لقلبها المسكين الذي عاد للحياة على يد نبضاته فلم تعد تعيي للحياة مفهوم دونه كأنها مولود لا يدرك ما حوله دون والدته تحتضنه فتريه كيف تكون الحياة وكيف هو الحب.....
تعاود تحريك ذراعيها باحثة عن جسده بالجوار ولكن دون جدوى فتصدر صوت أنين خافت عندما لم تتلقي ذراعيها سوى الأقمشة فتدرك أنه ليس هنا فتتحرك ببطيء قلق..
أتراه غاضب منها؟!
أم
يعاقبها لما فعلته بالأمس؟؟
فعندما استيقظت قبل ساعات....
لم تدرك سوى أنها أبصرت بمقلتيها لتجد نفسها تتوسد أحضانه وكليهما يغفو فوق الفراش فأدركت فعلتها المشينة....
لقد غفت بين ذراعيه أمس دون أن تشعر...
لم تكن تقصد ولكن لا باليد حيلة فكثرة الصدمات أنهكتها فلم يكن لديها من الطاقة ما تحافظ به على وعيها فغفت بين ذراعيه مقاطعة عليه لحظتهم الخاصة.....
تعتدل على الفراش وتستلقي على ظهرها فتشرق شمس عينيها على الغرفة العاكسة لروح صاحبها تبحث عنه لتشرق ضياءاً وذكري كلماته الناعسة تتردد في أذنها تبيد الأعماق المعتمة بداخلها وتشرق كلؤلؤة خرجت من قوقعتها المتهالكة فتضيء قلب المحيط المظلم وتضيف له عبق السحر والغنج...
قسم لكِ أحبك يا أمارا.....
أقسم لكِ أحبك يا أمارا....
أقسم لكِ أحبك يا أمارا....*

تنقطع الأفكار وهي تري الفراغ أمامها فتدرك عدم وجوده بأكمل الغرفة
*أين تراه ذهب؟!*
تتسع أعينها برعب كانت تنسي ماهيته وهي بين ذراعيه
رعب من الفقد
رعب من الخسارة
رعب من التخلي
يبدوا أن الرعب لا يرغب بتركها وحيدة وكأنه أستوطن في قلبها ويصارع الحب الذي بدأ ينبت بداخلها....
يستعر الصراع بداخلها بين حب وليد يفتح عينيه بحياتها وبين رعب عاش أذلاً ملكاً لقلبها دون منازع....
تنهض بفزع تتشبث بجسدها تجاهد تلك البرودة التي تنتشر بجسدها والتي جعلها تسقط على عقبيها مع محاولتها النهوض من الفراش والدمعات تتسابق وصولاً للأرض....
تحاول النهوض فتفشل وتأبي قدميها الثبات فتتحرك زاحفة ببضع الأمل الضئيل
أمل أن ما تفكر به ليس بصحيح وأن ما تراه من وريقات متبعثرة على الارض ليس سوا ورق أبيض فارغ أو اي شيء أي شيء ألا ذاك الورق اللعين....
تزحف...
تزحف...
والخوف يتناثر بداخلها كبقعة لون في كوب ماء نقي فتصبغ كل ذرة به...
تتباطئي سرعتها ورؤيتها تندثر وأبشع التصورات تتسرب لكيانها فنهمر الدمعات ولسانها يردد بعشوائية هائجة
"لالالا....لالا..لا...لا.."
أتركها ورحل...
لا لا لن يتخلى عنها الأن بعد كل ما مرت به
أذهب الى الأشيب!!
عند هذه الخاطرة توقف كل شيء عن الخفقان بداخلها....
ذهب لقاسم...
سيعلم قاسم بعودته...ٍ
سيعلم بزواجهم...
سيتواجهان.....
وحمزة لا يعرف جحود الأشيب......
سيؤذيه.....
في تلك اللحظة نهض الخوف من على عرشه العظيم وتوجه بخطى متهادية
خطوة
خطوة
خطوة
فيقف أمام قلبها الصغير وابتسامة الانتصار تغذي شفتيه فيتشكل بقبضته خنجر حاد من المشاعر القاتلة ثم ينتهي كل شيء في ثانية واحدة
ثانية
كان الخنجر بالقلب
ثانية
تبصر أمضاء ماهر والأشيب على الورق
ثانية
الحاسوب المحمول على الكرسي وحافظة الأقراص فارغة
ثانية
"لااااااااااااااااااااااا� �اااااااااااااااا"
*******************
كانت تغفو بسكون بين ذراعيه تتشبث به كعادتها غير واعية لتلك النار التى تشتعل بصدره....
تحرقه أنفاسها التي تخترق ثيابه تتوشم صدره وليس بقادر على الأقدام على شيء....
زوجته..
نعم يعلم ولكن ما بيده حيله ليس بقادر على أعطائها أي حقوق...
فأي حقوق ستحصل عليها وهو ليس بذاته.....
أنه يحترق كفحم أضرمت به النيران ولم ينطفأ...
لارا تشنقه حياً وهو ليس بقادر على حمايتها وأزاله الحزن الكامن بداخلها...
رنيم يشعر بأنها تخفي شيء رغم تخليها عنه لكن قلبه يخبره بأن هناك شيء لا يتذكره يخصها...
الأشيب الذي أرسل له رسالة يخبره بأنه مستعد بأن يسير في خطته ولكن بشروط خاصة ولكنه لم يحصل على أي رد فعل مما يزيد حيرته أتراه يئس منه أم أنه يخطط لشيء...
هذا ما يرعبه ويجعله لا يفارقها لثانية....
الخوف عليها...
فهو يعلم بأنه سيؤذيها لأنها العقبة الوحيدة التي تسد طريق عودته للأشيب صاغراً....
وخوفه من تلك الفتاه التي يتهرب من اتصالاتها خوفاً ان تكون أحد مصايد الأشيب ليوقعه فيها...
فهي من عائلة ذاك الرجل وبالتأكيد هي وكل من حولها يعلمون الحقيقة ويريدون الإيقاع به لمصلحتهم الخاصة....
يتسرب إليه اليأس و أحساس الألم الفتاك الذي يجمد أوردته فيفقده أي شعور بالحياة....
كيف يثبت أنه عاصم...
كيف يثبت أنه ليس ماهر...
كيف سيعيش...
كيف ستعيش....

نهاية الفصل


متنسوش أرائكم وريفيوهاتكم والناس اللى بتابع في صمت تحسسنى بوجودها ونبي
حد صعب عليه الأشيب؟؟
طب ماهر ايه رأيكم كان يستحق الموت فعلا..
طب رنيم وابنها ؟؟
لا تنسوني من صالح دعائكم
ونلتقي على خير ان شاء الله


اسيل 215 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 12:02 AM   #46

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بالتوفيق حبيبتي ربنا يوفقك ويصلح حالك ان شاء الله 🌹🌺🌷

Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 05:04 PM   #47

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

رنيم غلطت بحق عاصم و انكرته بس عشان ابنها و سكوتها عن اهانات زوجها و ضربه لها كمان عشان ابنها بس الان بعد تعرضه للضرب من ابوه بلا شفقة على سنه الصغير لازم تاخد موقف و تحتمي بعاصم بعد ما بين زوجها على حقيقته بموت امها و اختفاء عاصم😥
عاصم محتار بالامور اللي تكالبت عليه لارا و تشتته بمشاعره و انه ما بده يقدم منها ليرجع عاصم زمان و رنيم اللي خايف عليها و حاسس انه مخبي شي عنه و الاشيب الهادئ اللي خايف من غدر من ناحيته🙄
امارا اللي اكتشفت الحقيقة الصادمة بعد اكتشافها مخبئ ماهر اللي كانت مشترك بمخططات الاشيب لصالحه هو😒 و كان ملاذها حضن حمزة اللي الان خوفها و رعبها من فقدانه بحياتها بعد رجوعه🤭
حمزة بعد قراءة الورق و سماع اعترافات ماهر قرر يحاسب الاشيب على كل الحزن و الصدمات اللي تعرضتلها امارا🤭
تسلم ايديكي😘😘❤


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 07:37 PM   #48

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع
غريب الانسان كيف يتغير عند مصلحته رنيم جحدت وانكرت عاصم خوفا على نفستا وطفلها من بطش زوجها الذي لم يشفع لها حين ضرب ابنه بوحشيه رنيم لازم تتخذ موقف ضد زوجها..
عاصم تائه كيف يمكن له استرجاع نفسه و ذاته ويثبت انه عاصم وليس ماهر ..
لارا وحمزة بعد معترف كل واحد بحب الثاني بس الفرحة لم تدم بمعرفة حمزة لما يخططه الأشيب و ماهر و أكيد راح لعنده و حيحدث صدام كبير بينهم..


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 09:34 PM   #49

اسيل 215

? العضوٌ??? » 438480
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » اسيل 215 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم حبيبتاتي
يا رب تكونوا بخير وصحة
فصل اليوم ممكن أسميه فصل الذكرياات
هنشوف هيجصل ايه ويارب يعجبكم
حبيت اعرفكم ان رحتلنا اوشكت على النهاية
وان شاء الله نتقابل في اعمل اخري
متنسونيش في دعواتكم ربنا ييسرلى مشروع التخرج والامتحانات
طولت عليكم معلش
يلا بينا على الفصل :heeheeh:
""
""
الفصل الثامن
...
..
.
الفصل الثامن....

الحب لعنة تفوق قدرة العقل على استيعابها او توقع مكنونها فهو ليس وسيلة او غاية او هدف بل مصير....
مصير ذا حدين أحدهما قاتل والأخر شافِ ولا تدري النفس أيهما ستلقي وبأيهم ستكون النهاية.....
يجلس محدقاً بتلك الصورة الصغيرة التي تضم كل ما يملك في الحياة او كما يعتبره هو الحياة بأكملها فباقي ما يحيط به لم يكن يوماً أختياره....
هو ظالم؟!
هل ظلم؟
أجل لقد ظلم حياته في سبيل رضا الأخرين بينما هم لم يفكر أحدهم بحاله وهم يفرضون عليه الأوامر ووالدته....
والدته التي ذرعت فيه أنه ملاذها الوحيد الذي يجب أن يحتضن رغباتها حتى لو كانت بها دماره!!
فهو السند المتبقي لها بعد فرض الذل والانكسار المجتمعي العريق لكونها سليلة الأسرة الراقية...
تركها زوجها لأجل أخري لا تملك من النسب شأن ولا قدر.....
لقد تغذت روحه على حقد وكره والدته لزوجه أبيه فلم يستطع تقبلها رغم بساطتها وطيبتها ولكن استطاعت طفلتها المشاغبة حتى عثرت على مفتاح قلبه فأصبح أسيراً لها دون حول ولا قوه....
استوطنته كما تستوطن الخضرة للأرض الطينية الرطبة فأصبحت جذور حبها بداخله كشعيرات دموية دونها تنتهي الحياة.....
تشبث لأجلها بخصاله من والده التي يمقتها وقرر أن يحارب مثل والده من أجلها فلن يتحمل أن تضيع تلك المشاغبة منه او أن تقترن بغيره يوماً...
ولكن يبدوا أن ما تشربه من حقد وكره والدته كان أقوى من أن يتخلص منه بسهوله فبعد وفاه أخيه الأصغر تغيرت حياته بما أشبه بالطوفان قضي على كل العمران وتركه أرض خاوية ليستوطنها الحقد و الغضب بأيدي والدته فلا تترك له ملاذ منها...
لقد تحكمت به بواجب الأمومة المفروضة عليه بواقع كونه الأمل المتبقي لها بكونها ستموت أن انتصرت عليها زوجة أبيه....
أفاق من بحر الماضي القاتل وأصوات رنين تخترق بركان الذكريات فترك الصورة ليمسك بالهاتف ويجيب على المتصل بهدوء
"وصلت لهناك؟!
جيد أذهب لغرفة مكتبي واذهب لأخر جزء من المكتبة ستجد بالرف الخامس الكتاب التاسع كتاب عن توت عنخ أمون "
صمت قليلا يترك للمحامي الخاص به ومساعده المخلص بعض الوقت لينفذ ما طلبه منه...
عاود الأبحار لتلك الأيام التي يعيش على ذكراها حين كان زواجهم سرياً تثرثر في كل شيء تحبه...
كانت مولعة بالثقافة الفرعونية وخصيصاً بالملك الصغير الذي تولى الحكم صغيراً ومات صغيراً....
لم يتم ذكره إلا في القليل من الكتب التاريخية حتى مقبرته التي وعدها يوماً أن يزورها معها عندما تنهى دراسة الأثار و تصبح عالمة أثار عظيمة...
لكن يبدوا ان لعنة المقبرة حلت عليهم مبكراً...
"أنت متأكد يا قاسم من الذي أشك به الأن؟!"
أخترق صوت محاميه أذنيه فأعتدل يرد عليه ببرود وكأن الأمر بسيط جداً فقد كان يعلم ان رفيقه سيدرك بغايته ما أن يجد الورقة....
"أجل.."
"ولكن ما الفائدة لا أفهم فهي بكل الأحوال متوفاة ماذا سيفيدك تسجيل زواجك من أرملة أخيك سوى الفضائح الأن!!"
خرجت الكلمات من فم ذاك المساعد ولكنها لم تصيب أذن قاسم بل قلبه!!
أهكذا سمح لهم بأن يتحدثوا عنها!!
أأصبحت رهف فضيحة؟؟
من كانت جنته
الأن يستنكرون عليه الضياء بعد دهر من الظلام...
"ستسجل زواجي من رهف يا طه!!!
وستثبت أن أمارا أبنتي وليست أبنه حازم أيضاً واريد كل هذا قبل الغد!!!"
كانت كلماته كفرمان ملكي واجب النفاذ...
لكن ألم ينتهي عصر الملوك؟؟
"أجننت يا قاسم!!!
أتعلم معنى فعلتك هذه!!
ستنفضح العائلة و
وأسهم الشركات لن تساوى شيئاً!!
بعدها ولن نجد من يتعامل معنا بعدها....
أستهدي بالله واترك المستور كما كان ونستطيع حفظ نصيبها في الشركات بعقود بيع وشراء....."
يبدو أنه تساهل معه كثيراً ليسمح لنفسه بالتدخل بحياته بذاك القدر!!
"نفذ ما طلبته منك يا طه وإلا فسأجد غيرك يقوم بهذا..."
قالها ثم أغلق الخط وألقي الهاتف بعيداً عنه وعاد يمسك بتلك الصورة التي تضم أمرأته وطفلته وصوتها مازال قابعاً بقلبه يدوي بكل كيانه يعيد ترميم ما أتلفه الزمن
* أتركها تختار وتعيش حياتها يكفيك تدميراً في صغيرتي رد لها حقها واعترف بها فما منعك قديماً ذهب ولن يعود صدقني*
***********
ليس ما نراه دوماً هو الحقيقة وليس ما نشعر أننا نتشاركه سوياً متساوياً فما تخفيه القلوب والأرواح أعظم من أن يدركه سوا صاحبها....
قد يعصي علينا أن ندرك الحروب القائمة بداخلنا فنحن نشعر بألم ولا ندرك لماذا فعلنا ولماذا لم نفعل....
ندري فقط اننا نتألم بعمق ونصارع ما هو أقوى من الاستيعاب...
تقف على مشارف ثلاث طرق متفرعة لا تدري أيهم تسلك...
تتنازع بين قيود لا تنفك إلا أن تزيد الخناق عليها....
تتضارب الإشارات وتتصارع الدروب ولا تجد سبيل سوا الاختيار!!
احدهم مزدهر بالورود والنباتات المتداخلة....
تعلم ماهية تلك النباتات....
نبات العليق المميز ممر مريح وزاهي لكن نهايته سوداء تقبض القلوب وتقتل الأمان...
واخر...
مضيء النهاية ببصيص من البياض...
لكن طريقه مظلم و طويل لا يحدد البصر مداه..
ترتجف خوفاً من الظلام و تتعلق بمكنونتك بالضوء الطفيف وتخشي الدرب الطويل....
وآخرهم قصير...
تكاد تري نهايته كأنها بعد ذراع منك...
مضيء بشكل يكاد يعمى البصر ولكن الضوء مريب؟؟
برتقالي يميل للحمرة تظنه ضوء نار مستعرة يناشدك للقرب ويخبرك بقرب هدفك ولكن حمرتها تدفعك للهرب والفرار كأنها جحيم مستعر....
تكاد تقترب خطوة من الاخير فيأتيها صوت طفيف أشبه بهمس خافت من ثانيهم....
همس خافت تعرفه ولكن لا تدرك أبعاده يبعث الأمان بكلماته ويناقض طوله المظلم
"انت عوض الله الجميل يا لارا...
.انت عوض الله الجميل يا لارا..."
تلتفت لذلك الطريق وكأن الأمان يحرك خلاياها يتحدى خوف الظلام...
تلتفت العين لذلك الخضار الذي يخطف الأبصار بالطريق الأول..
يشجع على الراحة والسهولة..
لكن تعود النفس للتردد ما نهاية ذاك الطريق وما يختفي خلفه من مجهول؟
تتشجع الروح للعودة لبصيص الضياء البعيد و محاربة السواد.....
فيباغتها شده التوهج من الطريق الثالث تلتفت إليه بفضول لتلمح ما قد يدمر كل خططتها لاتخاذ الممر الثاني.....
لمحته يقف هناك يحدق بها بأعين سعيدة وابتسامة شاسعة الضياء وكفه ممدودة يدعوها الاقتراب
تتحرك مغيبة بمشاعر الطفلة اليتيمة تسعي راكضة للأمان والحب والابوة....
لقد اشتاقت احتضانه وتمليسه على شعيراتها برتابة مهدئة...
تتسارع خطواتها ويزداد الضياء حمرة فتظهر تفاصيل تقبض القلوب!!
ليس هو..

لا ليس هو!!
ليست ابتسامته الحانية وليست نظراته الأبوية
تتلاعب بها الأفكار
فتتسارع خطواتها للخلف
تكتشف انها كانت تسعى للهلاك وعقلها يتلاعب بها....
عقلها ام شيطانها الذي يدعوها للهرب واختيار طريق الضلال يناشدها للمحرمات ومعصية خالقها
تسرع باكية للبداية
فتجد أن كل ما كان هناك اختفي أمامها الفراغ الاسود و خلفها الجحيم!!
و
تراه...
تسمع الهمس الخافت من جديد...
نعم تراه...
ذاك الطريق المضيء بضوء قليل
ينهار وسط الظلام ولا تدري ماذا تفعل.....
أتلقي بنفسها سعياً للأمان ام تبقي كما هي تخشي الغرق وسط الظلام الدامس.....
أغمضت عيناها بيأس لتبصر بهما فجأة بقوة والهمس أصبح أكثر قوة.....
أصبح دافعاً...
أصبح نبض يهز كيانها
تفتح مقلتيها
تنظر خلفها بنظرة انتصار مبهمة
تلقي بنفسها للظلام تناشد الطريق الحق و تتسع ابتسامتها وتغمض أعينها للأمان!!
فهل هي على حق!!
تتململ بهدوء
تشعر بقبضتين قويتين تتمسكان بها
تشرق عيناها
تبصر تلك الرأس التى تتثاقل على صدرها مرتخية سابحة بسبات عميق
أذنيها تدرك خواتيم سورة البقرة و فتردد شفتيها مع صوت القارئ
"لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ¯ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ¯ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحَـمْنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ¯ "
تتداعب شعيرات رأسه الناعمة بأناملها الرفيعة وتحمد الله على كونه بحياتها ينتشلها من ظلمات قلبها و تدعي ربها...
"اللهم اننا وكلنا لك أمرنا فأختر لنا فأننا لا نحسن الاختيار"

******************
تتكدس المشاعر بداخلنا و تتفارق الرغبات ممزقة قلوبنا أشلاء متناثرة دون قرار واضح أنفعل هذا ام لا؟!
أنهتم ام نتجاهل ما يحدث؟!
أنفعل الصحيح ام ضللنا الطريق؟
لا نعلم أو لا نجرؤ على رؤية الحقيقة القاسية
لكن تنتشلنا الحياة بأبشع الطرق لجبرنا على تقبل الفشل ونهاية الطريق
أما الهروب بجروح نازفة أو العودة صاغرين للجحيم.....
تنظر لصغيرها ممدد على الفراش الابيض ينام بهدوء كملاك لا يعي ما حوله...
ملاك انجبته ليدفع ثمن اختيارها لأبليس زوجاً واباً
أيغفر لها ربها جرمها في التخلي عن أخيها و إزهاق الحق و نصر الباطل....
أما زال باب التوبة منفرج لها لتعيد ما اضاعته من عمرها و من عمر احبائها....
تخشي الفراق المؤلم..
تخشي أن يكون جزاء فعلتها أن يذهب صغيرها منها للأبد....
لن تتحمل تأنيب الضمير بفقدها لصغيرها نتيجة جرمها....
هي تتحلم الألم فقط لينجو طفلها...
لكن
أكان عليها أن تري صغيرها يصارع الموت أمامها لتدرك فداحة ما فعلته.....
وماذا تنتظر أكثر لتغير حقيقة دفنت ما يكفي حتى أن فلذتها يدفع ثمن هذا.. تتقاذفها الأفكار فتري أن فعلتها لها جزاء يجب أن يسدد....
*أذا نجا صغيرها
ستغادر
ستعود طالبة الأمان والحماية
ستقدم العون تكفيراً لذنوبها
ستعيش لصغيرها تعوضه ما فات.....
وان شاء المولى استرداد أمانته...
فهذا أذا قدرها...
ستعاقب نفسها بالخلود بالجحيم الابدي
فتدفع ثمن هذا وحدها...
ستنتقم من نفسها ومن قاتله
ستنتقم لأخيها بكل شيء
ستترك حينها لعاصم أملاكه
ومفتاح حقيقته المختفية
ستنتقم بنفسها ولنفسها ومن نفسها.....
لكن الأن
إن كان الله رحيم بها فسيشفي طفلها حتى تعوضه عن ما هدر منهم.....*
هكذا كانت تفكر الساعات الماضية وصغيرها بغرفة عمليات نتيجة نزيف داخلي لم يستطع الأطباء إيقافه دون جراحة....
تقف حائرة أمامه مضمض بلفائف قماشية بيضاء و صوت الرنين المتقطع للأجهزة يخبرها أن مازال هناك أمل....
تمتد يد تربت على كتفها فتلتفت لتجد الممرضة تخبرها بضرورة خروجها من العناية ويجب أن تغادر كي لا تتسبب بمشاكل لها....
تغادر للخارج بألم وتترك فلذتها يصارع ما يصارعه
تستدير مجددا وتقترب من أذنه هامسة برجاء...
"انهض يا صغيري
أعدك سأرد المظالم
ستجد الحماية عند عودتك....
ستجده هنا مهما كلفني الأمر...."
تتحرك بجمود للخارج وقلبها ينفطر.....
تتقدم لخارج القسم بأكمله
لتتخذ من المقعد الخارجي منزل لها حتى يفيق صغيرها
تنصدم مقلتيها بوجهه بمجرد انفراج الأبواب
يتملكها القلق والرهبة مما هو قادم....
****************
نسعى دوماً للهدوء...
هدوء القلب أبلغ مطالب البشر
فهناك نسكن ونغفو
ونجد ذاتنا...

أمام البحر الهائج
تضرب الأمواج الصخور بأشد عزمها
لكن الصخور صلبه يابسه
كأنها تسخر من ضعف الأمواج
لم تدري تلك الصخور أن غرورها زائل
تضرب موجة ثانية
فتفاجئ بتفتت جزء من الصخور
فينتهي مصيره مبتلعاً للأعماق!!
هكذا يفكر الأن
يفكر كما لم يفكر يوماً
أهو تلك الصخور أم الأمواج ؟؟
هل يذهب ويحارب لأجل صغيرته
أينتقم لها مما فعلوه...
دون أن يفكر في نهاية فعلته!!
وكأنه لا يعرف قاسم الأشيب..
يتذكر ذاك الموقف كأنه ب الأمس
قبل 7 سنوات
يقف حمزة أمام قصر الأشيب يتحدث على الهاتف
"ألا ترأفين بحالي أيتها الفتاة...
أنا هنا أنتظرك منذ ساعة"
"و ستنتظر أكثر فأنت من صممت على الذهاب..."
أجابته بهدوء بينما تتحرك بين تلك الفساتين المتناثرة على الأرض
"أتمزحين معي!!
ألم تكوني تتلوين شوقاً للذهاب وكانت عيناك تخرج قلوباً مستفزة كلما رأيت الأعلانات!!"
تجيبه وهي تصفف خصلاتها للأعلى
"أجل لكنك لم توافق على فستاني أم نسيت هذا
ظللت تعترض وتقول منفتح ولن نذهب أن لم أبدله..
وها انا ذا لا أعرف ماذا أرتدي.."
"ماذاااااااا...
ألم ترتدي أي شيء حتى الأن!!
أتعلمين أرتدي بجامتك واخلدي للنوم
لن نذهب لأي مكان
لقد تعبت!!"
أجابها وقد تعب من الجدال معها
أغلق الخط ولم ينتظر ردها عليه..
"أيهااا الوغد!!
أتغلق الخط في وجهى!!"
يبدو أن يومه لن ينتهي من مشاكستها
"ماذا تريدين هاه؟
ألم تقولى لم تجدي شيء لترتديه
حسنا لـ..."
كان يتحدث وظهره للقصر لكن أثناء استدارته لم يكن يتوقع أن يجدها بهذه الهالة المهلكة....
*متى نضجت تلك الطفلة!!
كل مره تصبح أجمل من التي قبلها...
فلترفق بقلبه الصغير...*
قاطعت كلامه بموجه دلال من موجاتها التي تجعله يسقط راكعاً لطلباتها..
"أنت تعلم أنى لا أعصي لك أمراً...
كنت فقط أتدلل عليك
ألا أستحق أن تتحملني
سأحضر حقيبتى والهاتف ونذهب
فأنت تعلم كم أحب
مسرحيات "بابا ونيس"
تركته راكضه للأعلى
تركته وقد أذابت غضبه في ثوان..
ليعطيه الله الصبر لنهاية هذا العام فقط
لينهي دراسته الجامعية
وحينها سيتقدم لخطبتها
وحينها لن تفلت منه بهذا الدلال...

****
هكذا كانت أمارا..
كانت ملكة الدلال
كانت مالكة القلب
تقترب منه فتتحول حياته لمساء ليلكي يبعث البهجة فتنسي أن الليل ظلام...
تتدل عليه فيصبح قلبه وريقات زهور تتناثر حولها..
لكن
الحياة أقسي من أن يمر ذاك العام بسلام...
من أن تسمح له بالنجاه...
في ذاك العام ومع نهاية أمتحانات التخرج..
فقد والده...
فأصبح الليل الليلكي سواداً حالكاً
أجبرته الحياه على السفر للخارج لأداره شركات والده..
أصبح تواجده بقربها نادراً
شاهدها تتغير ولكن لم يكن قريب ليهتم بها..
كانت الظروف ترغمه على الفراق..
وكانت الظروف تقتلها دون رحمه!!
يفاجئ ببضع الماء يصطدم بوجهه ليخرجه من شروده..
يبدوا أن الأمواج توصل له رسالة..
عليك أن تختار
أن تذهب للانتقام
أم
أن تعود إليها
عليك الأختيار
أن تصبح صخره حمقاء تظن ان الغضب لن يضرك فتصبح غريقاً له
أم
أن تصبح موجه تتسرب بذكاء بين الصخور لتنتصر في النهاية!!
يبدو أن الحياه لن تنتهى بهذه السهولة
يبدو أن هذا المكان لا يساعهم سوياً
في النهاية
سيأخذ ما يخصه
ويرحل..
ولتكن الجحيم كفيلة بهم!!
*********************
أيتها الحياة
لن تنتصري
فنحن نريد النجاة..
وأنت لست أكثر من زمان...
تتجول في هذا البيت الجميل..
تتذكر كل لحظة أمضتها في أختيار المفروشات والأثاث
تلك الأريكة كانت متحيره جداً في شرائها..
أحبتها جداً لكن ليس هناك متسع لها..
ظلت هي ورنيم فوق الساعتين يحاولان إيجاد طريقة ما لجعل المكان يتسع لها دون جدوي...
حتى جاء عاصم معترضاً على التأخر كعادته أمام الجميع..
لتخبره رنيم بالمشكلة وهي تتوقع سخريته منها
فاعقل يقول أذا لم يتسع المكان لشيء أذا فيترك..
لكن حقاً ان يجد هو حلاً لتحصل عليها فهي لم تتوقع ذلك...
"حسنا لنري...
يمكننا أن نضع دولاب الفضيات (النيش) في غرفة المكتب
ونضع الأريكة في ذاك المكان.."
أتكذب ان قالت إنها كادت تحتضنه في تلك اللحظة...
ليس لأجل الأريكة بالطبع..
لكن لأنه لم يقلل من شيء ترغب به...
انطلقت منها صرخة خافته وهي تشعر بيدين عضليه تحاوط خصرها..
حاولت الاستدارة لكنه منعها...
"هكذا أفضل أرجوك..
لا تسمحي له بأن يصبح جزء من ذكرياتنا..."
يتألم قلبها لأجله...
تتمني لو تنزع تلك الألآم منه
لكن يبدوا أن امتحانهم مستمر..
"أتذكرت أي شيء جديد"
قالتها وهي تحاوط يديه بيديها
"لا..."
كانت كلمة خافتة ألا انها تحمل ما لا يحتمل من ألم
"أتعلمين أن رائحة شعرك رائعة.."
قالها ليبدد الجو الحزين الذي يحيط بهم..
لكن لم يتوقع أبدا أن تضحك على ما يقول..
أما هي فضحكت كما لم تضحك منذ زمن..
أنه عاصم أجل..
"لماذا تضحكين ايتها الفتاه؟"
قالها بفضول
"لأنك قلت ذلك المرة الماضية أيضاً..
ألديك مشكلة مع شعري أم ماذا"
أجابته ضاحكة
"متى هذا..
أخبرينى"
قالها بشوق لأن تقص عليه قليلاً عنهم...
لتشرق فكرة في عقلها لا تعلم كيف لم تفكر بها من قبل..
"لا لا..أنتظر
سأحضر هاتفي ولتقرأ تلك المحادثة..
لا لا. بل تقرأ كل المحادثات
لربما ساعدتك على تذكر أشياء عنك"
انطلقت راكضة للداخل تحضر هاتفها فربما يؤثر ذلك...
*********************
الغضب أشبه صديق خائن
يدفعك لتسلق المرتفع بلحظات من التهور والطيش
وعند النهاية يدفعك من أعلى
فتسقط صريعاً لطيشك الأحمق
وتموت وحيداً
.....
تتلاحق شهقاتها المتعالية
يتكاثر الخدر بجسدها
وبلحظة الاستسلام جاءت الرحمة من السماء....
تستمع لصوت انغلاق أحد الأبواب
تغرق في بحر بارد تفقد معه الشعور
تحارب جاهدة للحفاظ على وعيها
تخرج منها نداءات متعثرة
لكنها ذات مكنونة واحدة
" حمزة..
حمزة.."
تتشبث بأمل بطئ وهي تشعر بخطوات بطيئة تقترب من الغرفة...
أهو؟!
أعاد سليماً؟!!
احقاً لم يصبه مكروه....
ام
انها تتخيل هذا
أنها هلوسات كما تمنتها يوماً أن تكون حقيقة
تمنتها عند وفاة والدتها
فظلت اشهر تتوهم انها قادمة لتقتحم غرفتها
لتحاورها كما اعتادت ولم يحدث..
تمنتها في ليله خطبتها لماهر...
أن يقتحم حمزة غرفتها ويخبرها أنها لن تكون لغيره...
انتشلها الواقع من سوداوية الماضي
باب الغرفة يفتح
طلته المنعشة لقلبها الصغير تشرق عليها
فما لبث أن رآها تفترش الأرض وجهها مرقط بالدموع والبقع الحمراء حتى هرول إليها مصعوقاً بحالتها البائسة المعذبة لقلبه وقد توقع أن يجدها كما تركها نائمة...
خائفة
تنظر له كطفلة خائفة تاهت من أهلها بالسوق الكبير
وسط صيحات وصراخ البائعين
وفجأة وجدتهم بعد ظنها انها لن تعود ابدأ....
ترفع زراعيها الاثنين نحوه تناشده الأمان
وقد كان ونعم المجيب فقد افترش الأرض بجوارها بلمح البصر
ليسمح لها أن تعانقه وذراعيها يلتفان حول عنقه
تتشبث به بلا حيلة ولا مقدرة على التحكم بنفسها
تصيح بصوت أرادت أن يكون كصهيل الفرس
لكنه خرج كزقزقة العصافير
"ظننتك لن تعود...
ظننت انى سأفقدك...
ظننت أنها النهاية...
سترحل كما رحل كل شيء...
سأعود ذليلة دونك يا حمز....."
كانت تسترسل في الكلام المفجع لقلبه الشريد....
تذكره لما نسييه وهو يقرر الذهاب لهم تاركاً ايها بالخلف تصارع الحياة من جديد وهي من أخبرته أنها لو علمت بحبه حينها لتمسكت به ولو كان شفقة.....
انتزعها من أحضانه لينظر لعينيها المتورمة ووجهها المحمر بالحزن والألم.....
فيزداد تأنيبه لذاته لما جعلها تمر به في تلك الساعات الماضية
"ما رأيك أن نسافر؟!..."
تحدق به بعدم فهم وكأنها لا تفقه أي لغة يتحدث بينما كفيه تتحركان بهدوء على وجنتيها وترتسم ابتسامة صافية على شفتيه تزيد الطين بلة فتهمس وعيناها تتركز على محياه
"نسافر؟! إلى اين؟!'
تتسع ابتسامته وهو يري اللمعة في جوف مقلتيها فهو يعلم عشقها لفكرة السفر منذ كانوا صغار ولكن قيود عائلتها حجمت بينها وبين ذاك الشغف.....
"إلى اطلانتيكا..."
قالها مصحوبة بغمزة تعرفها جيداً
تعرفها حد انها إعادتها مراهقة صغيرة تعشق الحياة وتخطط لحياة واسعة مليئة بالحرية والسفر....
تتسع شفتيها لتنفرج ابتسامة مضيئة تملأ الحياة أمل وتضيف لعتمة الليل بهجته وتميزه....
ابتسامتها كانت له كقمر انتصر على ليلة معتمة فأشرق بضيائه ليضيء الكون حوله فيظهر المساء الليلكي و يعكس ضياء الحياة على كل شبر بأرضه المليئة بالظلام ....
أتعلم الضياء خاطف البصر...
يسحبك دون شعور لتغرق بين أشعته المتناثرة
تفقد الشعور بالزمان والمكان والحياه
فتصير نجم صغير يرتفع ليتقافز بمرح
حول هاله البصيرة و الضياء.....
.....
لا تدري ما حدث سوا انها تتشبث بعنقه بقوه
تدفن رأسها بصدره الفسيح
جسدها يرتفع على ذراعيه كأنها تحلق في عنان السماء...
جسدها يفترش على حرير مبطن بريش نعام واوراق اللوتس الزهرية تتناثر في كل مكان كأنها في كون بديع لم تعلم يوماً أنه قد وجد.....
خيال حقيقي يسحبها إليه صوته المتعالي بجوار أذنيها
تزيد من تشبثها به
تغرق به ويغرق بها
فلا حياة يمكن أن تكون حياة سوى بين ذراعيه....
تتخلي عن كل قيودها
تتساقط واحدة تلو الأخرى
تحلق كطير قارب الانقراض
يحلق بمحمية طبيعية
يعلم أنها تمنع عنه شرور العالم الخارجي...
فهو
محميتها الخاصة...
همزتها.....
أول حكايتها ونهايتها...
*****************
النهاية
متنسوش أرائكم في الفصل والأحداث
ياتري حد تعاطف مع الأشيب؟؟
طب تفتكروا ابن رنيم هيعيش
هل حمزة و أمارا هيسافروا بجد؟؟
طب مين كداا هيساعد عاصم
إلى لقاء قريب
أتركم في حفظ الله



اسيل 215 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 01:26 AM   #50

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

حمزة قرر يرمى الماضى ورا ضهره ويسيب قاسم لعقاب ربنا

قاسم خلاص قرر انه يكشف كل الحقيقة ويعترف بأمارا بنته ياترى هيقدر يوجه وهل هى هتقبل بيه

ربنا يستر وابن رنيم يعيش وتخلص من الزفت سعد وتستعيد حياتها وحقوقها اللى نهبها وترجع لأخوها

عاصم ولارا ولسه الحكاية معقدة معاهم وعايز يثبت حقوقه

تسلم ايدك ياجميل وربنا يوفقك ان شاء الله


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.