21-05-20, 07:12 PM
| #21 | |||||||||
|  رفعت وجهها له وهي تراه يُكمل قائلاً " سنطلب مهر كبير ، كما أن ذهبكِ ستعططينني إياه و لن تكفي عن العمل و إعالة العائلة حتى بعد زواجكِ" قاطعته صائحة " ومن قال لك أنني أريد الزواج ؟ أنا لن اتزوج " أظلمت عيناه وهو يقترب مت أذنها قائلاً بصوت يُشبه الفحيح " و من قال لكِ أنني اطلب رأيكِ ؟ ستفعلين ما أريد و إلا فلتجدي لكِ مكانا ً أخر لتعيشي به " كان يعلم انها لن تفعل بسبب عجزها المادي و العاطفي ، عجزها عن تدبر ثمن مكان مناسب للعيش الكريم حيث إنه يتفنن في سلبها أموالها و عجزها عن ترك أمها وحدها معه مع أختها التي تريد أن تُراضي زوجها النتن حتى لا يُقال عنها مُطلقة . وضعت رأسها بين يدها بقلة حيلة حين رتب على كتفها بقوة وهو يقول " فتاة جيدة ، سأجعله يمر غداً للإتفاق على كل شيء " ثم تركها و غادر ، بينما بقيت هي على حالها لوقت لا يعلمه إلا الله ... نظرت إلى هاتفها بتفكير وهي تقيس العواقب ، على الأرجح سيفهمها جابر ، سينسى أمر الزواج حين يعلم انها لا ترغب في ذلك . أخذت نفساً عميقاً وهي تعزم الاتصال بجابر حين علّى رنين هاتفها برقم المشفى الخاص ، اتسعت عيناها وهي تُدرك أن مُصيبة ما قد وقعت و تحديداً في قسم العمليات الخاصة .... ****** إن الأمر مرهق للغاية ، أن تضطر للتخلي عن مبادئك ، أن تصل إلى أقصى حدود تحملك ، وفي النهاية تجد أن ما سعيت إليه كان محض سراب . رفعت مريم عيناها إلى سامح بعد أن سمعت منه مخططه القذز لسرقة نخاع تلك الفتاة و من ثم قالت " هل جربت أن تتحدث معها ؟ " أغشت الظلمة عيناه وهو يقول لها بقسوة " وهل أطلب منها كى تستغلني وتطلب مال مقابل ذلك ؟" رفعت مريم إحدى حاجبيها وهي تنظر له بضيق " أذكر أنك كنت مستعد لدفع أموال العالم للحصول على متبرع ، فماذا حدث الآن ؟" استرخى سامح في جلسته و هو ينظر إليها قائلاً بصوت جامد " إلا هي ، ليس لديها حق الإعتراض ، لقد صبرت عليها كثيراً وهذا وقت سداد الدين " علمت مريم أن الأمر قد انتهى عند ذلك الحد ، إنه لن يتقبل منها كلام أخر ، إن كانت قد علمت شيء عنه عندما كانت زوجته ألا وهو أنه إن عقد العزم على شيء فإنه على أتم الاستعداد أن يفقد حياته لأجله. وقفت على قدميها وهي تنظر له بيأس قائلة " حين تُحضر الفتاة حدثني على الهاتف " ابتسم من زاوية فمه وهو يقول " فتاة جيدة " خرجت مريم من منزله و هي تشعر بالاختناق ، لا يمكنها أن تُشارك في شيء كهذا ، ليس بعد ما حدث معها و نضالها أن تكون حرة دون قيد عذاب الضمير . يُتبع ... | |||||||||
|
|
21-05-20, 07:13 PM
| #22 | |||||||||
| استقلت سيارة أجرى وهي تعبث في هاتفها ، يجب عليها أن تتصرف ، أن تجد المخرج لتلك المسكينة التي يُحاول سرقة نخاعها . نظرت إلى اسم عمر على شاشة هاتفها وفكرة قليلاً ، على الرغم من العلاقة الوطيدة التي لاحظتها بين حسام الذي يسعى إليها و عُمر إلا أنها لا تظن أن يكون لحسام علم بتلك الرقعة السوداء في حياة عمر ، لقد كان عمر واضحاً معها منذ أن عملت في المشفى أنه لا يُريد لأحد أن يعلم صلتها به بمقابل ذلك سيمد لها العون متى احتاجته وفي أي شيءِ كان . ضغطت على زر الاتصال و كعادته لم يخذلها و أجاب بسرعة قائلاً " مريم ، ماذا هناك ؟" ازدردت مريم ريقها بصعوبة وهي تقول له " أحتاج لمساعدتك " رد عليها عمر بإرهاق " لنتحدث غداً إن أمكن ، فبعد حادث البارحة و تلك الأحداث المتلاحقة بعده لا قوى لدي " ضربت مريم رأسها وهي تلعن غباءها و ضعف ذاكرتها ، كيف نسيت حديث الممرضات حول الحادث الذي تعرض له حسام و عمر . أخذت نفساً عميقاً وهي تقول " بالطبع ، بالطبع آسفة على إزعاجك " أصدر عمر همهمة خافتة ولم يُعقب ، كانت تُوشك على توديعه ولكن لا تعلم السبب الذي دفعها لقول " كيف حال حسام ؟" اتسعت عينا عمر بدهشة ولكنه رد بهدوء " اصابته لم تكن خطير ربما سيخرج غداً " كانت تريد أن تغوص في التفاصيل ولكنها لجمت نفسها ، تصرفاتها مؤخراُ لم تعد منطقية ، لقد خالفت كل المبادئ التي أقسمت على الحفاظ عليها يوماً ، ولا وقت للندم . ****** كان يقود السيارة عائداً بهم إلى المنزل وهو يُتابعها من خلال مرآة السيارة ، قلبه يخفق بقوة و هو يرى يدها التي تُرتب على يد أختها الصغري ، يتذكر يوماً عندما كان يُداعب يدها ، يُسمعها كلمات الغزل و يشتم رأحتها المميزة . كانت منسية ساهمة في حالها و حالة أختها الصغرى و الأهم حال والدتها الحبيبة ، عليها تدبر مال الجراحة لها ، إنها ما تبقى لها في تلك الحياة . رفعت عيناها بعفوية حين التقت بعيناه الثائرة ، هالها تحديقه بها تلك القوة و كأنه يستحضر ذكراهم معاً ، يا الله ، هل مرت ثلاث سنوات حقاً ؟! إنها تذكر كل شيء و كأنه البارحة . ابتسمت له في المرآة و هي تحاول أن تكسر حدة تلك اللحظة المتخمة بالمشاعر ، بينما كان هو يُصارع ألم جسده جراء المرض و ألم من نوع خاص يكتمه في قلبه . توقفت السيارة أمام منزلها القديم فنظرت منسية إلى أختها التي غفت وهزتها قليلاً وهي تقول " ندى هيا لقد وصلنا " فتحت ندى عيناها بصعوبة وهي تخرج من السيارة متجه إلى شقتهم ، بينما دلفت منسية إلى الخارج بهدوء وكذلك عامر . اقترب منه منسية وهي تقول له " لا أعلم كيف أعبر لك عن امتناني " يُتبع ... | |||||||||
|
|
|
21-05-20, 07:14 PM
| #23 | |||||||||
| نظر عامر إلى عينها بقوة و هو يقول " ربما عناق سيفي بالغرض " اتسعت عينا منسية و كسى الخجل وجهها حينما ابتسم عامر وهو يقول " أمزح ، أمزح " عضت منسية على شفتيها وهي تشعر بالإحراج حين أمسك عامر يدها بهدوء وهو يقول " أنا لا أحتاج لإمتناكِ منسية ، لقد أقسمت لكِ من قبل أنني سأكون هنا لأجلكِ دائماً " اتسعت عينا منسية وهي تُدرك العطب في وجهه ، إنهما حاجباه الخاليين من الشعر ما الذي حدث معه بحق الله ، هل يُعقل أن .. وقفت منسية على أطراف أصابعها حتى وصلت إلى تلك القبعة الصوفية على رأسه ، مدت يدها وهي تقرر نزعها حين وضع عامر يده على يد منسية مانعاً إيها وهو يقول " حسبكِ منسية فهناك بعض الأبواب التي لا يُمكن غلقها بعد فتحها " تأكد الأحساس بداخلها فنظرت إلى عينه بقوة وقد تجمعت العبرات بها وهي تقول " تباً لك " و من ثم خلعت عنه قبعة رأسه لترى رأسه الخالي من الشعر جراء شيء واحد فقط ألا وهو الأدوية الكيميائية ، إنه مريض سرطان هذا ما تأكدة منه منسية ولا تدري ماذا ستفعل مع تلك الصدمة الجديدة .. ****** للحياة أمورٌ لن نفهما ، أو ربما نحن من ندعي عدم الفهم ، كان حسام جالساً على الفراش وهو ينظر إلى كتفه المضمد ، تلك اللحظة حين اخترقت الرصاصة كتفه كانت من أكثر االلحظات وضوحاً في حياته . لقد رأى حياته البائسة بأكملها وكم هاله هذا البؤس المشبع فيها ، لا يذكر أن أحداً قد أحبه يوماً ، لقد ظل في ملجأ الأيتام حتى عمر الثامنة عشر . لم يرغب أحداً في تبنيه ، لم يكن يلعب معه أحد ، كان يدرس و يدرس حتى يصل إلى هدفه في الحياة ألا وهو أن يكون طبيباً ذا صيت و سمعة طيبة ، و أن يجد فتاة يقع في حبها و يبثها تلك العاطفة الفائضة بداخلها و أن يسلبها كل مشاعرها لتكلل قصتهم بالزواج ، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه . طرد ذلك التفكير من رأسه حين سمع طرق على الباب تلا دخول عمر إلى الغرفة ، ابتسم عمر وهو يقول له مازحاً " حمداً لله على سلامتك ، لقد ظلت معجباتك تصرخن في الخارج " قهقه حسام وهو يقول بالم " أخبرهم أنني جاهز لتوقيع التذكرات الآن " جلس عمر بجانب صديقه وهو يقول له " لقد مضى حسام " عقد حسام حاجبيه وهو ينظر إلى عمر قائلاً " عفواً " رتب عمر على كتفه وهو يقول له " ذلك الوقت قد مضى ، نحن أسياد قراراتنا الآن " فهم حسام ما يرمي إليه صديقه فأثر الصمت ، إنه مرهق الآن من كل شيء ، يحتاج أن يختلي بنفسه قليلاُ بعيداً عن الجميع كان يريد عمر أن يسترسل في الحديث حين على رنين هاتفه ، نظر عمر إليه بلامبالاة سرعان ما تحولة إلى قلق وهو ينظز إلى حسام قائلاً " يبدو أن هناك خطب في قسم العمليات الخاصة " انتهى الفصل  | |||||||||
|
|
|
28-05-20, 06:07 PM
| #24 | |||||||||
| السلام عليكم غالياتي ، اليوم استثناءً راح نزل الفصل بدري ، قراءة ممتعة .gif "Eh S(7)") الفصل الخامس بقلبٍ مُثقل بالعاطفة حاوط عامر خصرها النحيل وهو ينظر إلى عيناها ، يا الله لقد وضع الكثير من الاحتمالات لتلك اللحظة و من المؤكد أن ذلك الأحتمال لم يكن من ضمنها . تنهدت منسية بهدوء وهي تُحدق بعينيه ومن ثمة وضعت يدها على صدره وهي تدفعه بعيداً عنها قائلة بهدوء " نحن في الشارع " و كأنه قد أدرك وضعهم ذلك فتركها على مضض وهو يقول " يجب أن نتحدث منسية " نظرت إلى هاتفها وهي ترى الساعة التي قاربت على الثانية عشر ظهراً وهي تقول " بقي ساعتان على موعد زيارة أمي " اتسعت عيناها بفزع مع هذا الإدراك ، عليها أن تذهب اليوم و معها مال العملية أو نصفه على الأقل ، نظرت حولها بتوتر وهي لا تدري ماذا عليها أن تفعل ؟ يا الله إن قلبها سيتوقف الآن . نظر عامر إلى وجهها الممتقع بحيرة ، هل تنفر منه أم أنها استوعبت ما حدث و تريد تركه ؟ اقترب منها و هو يُمسك يدها قائلاً " ماذا هناك منسية ؟ " كان عقلها مشتت ، لا تستطيع أن تُفكر بأي شيء عدى السبيل الوحيد الذي ستحصل منه على المال ، تنفست بعمق وهي تجيب عليه " علّي الذهاب " ثم تركت يده وهي تهرع إلى الطريق الرئيسي مُشيرة إلى سيارة أجرى تاركة اياها مصدوماً لا يعرف ماذا عليه أن يفعل ؟ أظلمت عيناه وهو يفهم الأمر بمنحنى خاطئ أنها تفتعل الموقف ، أنها تدفعه بحجة الصدمة ، اتجه إلى سيارته وهو يتبعها قائلاُ " ليس تلك المرة منسية " توقفت سيارة الأجرى على مقربة من المشفى ، أععطت منسية السائق أجرته وهي تتجه إلى الداخل ستتوسل الطبيب إن استدعى الأمر لإنقاذ حياة أمها ، يمكنها أن تأخذ قرضاً بضمان منزلها ولكن الأمر سيحتاج بعض الوقت . دلفت إلى المشفى وهي تتجه إلى الاستقبال محدثة الممرضة الواقفة بلهفة " أريد أن أتحدث مع الطبيب المسؤول عن حالة المريضة فيروز محمد " نظرت الممرضة لشاشة الحاسوب أمامها و هي تُدخل البيانات ومن ثم قالت " السيد فيروز تُوفيت منذ يومان " شعرت بأذناها تطنان ، وكأنها فقدت السمع أو شيء من هذا القبيل ، ما الذي تهذي به تلك الممرضة بحق الله ؟ لقد كانت هنا البارحة و أخبروها أن والدتها تحتاج إلى جراحة كي يتم شفاءها ماذا يحدث ؟ نظرت إلى الممرضة وهي تقول بصراخ " ما الذي تهذي به ؟ لقد أخبروني البارحة أنها تحتاج إلى جراحة " يُتبع ... | |||||||||
|
|
|
28-05-20, 06:07 PM
| #25 | |||||||||
| اتسعت عينا الممرضة بفزع وهي تُدرك الخطأ الذي تفوهت به الآن ، تُريد أن تطرق رأسها في الحائط لقد استلمت العمل منذ يومين وجل ما طُلب منها ألا تُخبر أحد المدنين ان المريض قد فارق الحياة دون الرجوع إلى الطبيب الخاص بحالته . على صوت منسية بالصراخ " أين المسؤول عن تلك المشفى سأبلغ الشرطة ؟" ساد الهرج والمرج في أنحاء المشفى و تجمع الأطباء ليروا ما بها تلك الفتاة التي تصيح بقهر ، في تلك الأثناء خرج أحد الآطباء كبيري السن من غرفته وهو يتجه لها . نظر لها بهدوء وهو يقول لها " ماذا هناك يا ابنتي ؟" نظرت له منسية وهي تقول ببكاء و صوت مبحوح من الصراخ " لقد توفت أمي منذ يومين و قد أخبرتني أحد الممرضات البارحة أنها تحتاج لجراحة " نظر الطبيب إلى موظفة الاستقبال بقوة جعلت الدماء تهرب من عروقها ، و من ثم عاد بالنظر إلى منسية وهو يقول " مؤكد أن تلك الممرضة اختلط عليها الأمر و سأعمل على تلقينها الجزاء على هذا الإهمال " انهارت منسية على ركبتيها وهي تبكِ بقهر لقد أرادت أن يُكذب أحد كلام ممرضة الاستقبال أن يُخبروها أن والدتها مازالت بخير ولكن عالمها الآن قد انهار . في تلك الأثناء كان قد وصل عامر و هاله ما رأى ، لقد كانت جالسة على الأرض غارقة في البكاء ، هرع إليها وهو يقول " منسية ، ماذا هناك ؟" رفعت منسية وجهها إليه وهي تشعر بأن العالم يُظلم من حولها ، لقد انهار ما سعت طوال حياتها في الحفاظ عليه ، لقد ماتت مصدر الدعم لها و صيقتها الوحيدة التي ساعدتها في التغلب على سوء العالم ، كان أخر شيء رأته هو وجه عامر الفزع وهو ينظر إلى عيناها . ****** لم يكن العالم عادل معها ، منذ أن قررت أن تتخلى عن كل شيء مقابل وهم وجدت أن الوهم قد زال ولم يعد هناك سوى الفراغ . دلفت مريم إلى شقتها الخالية في أحد الأحياء الراقية ، إن تلك الشقة هي ما تبقى لها من تلك الحياة ، خلعت حذاءها ببطء وهي تنظر إلى الأثاث العصري بشرود ، لقد أختارة ذلك الأثاث مع سامح عندما كانا على وشك الزواج ، لقد كانت تلك الفترة الأسعد في حياتها . سارت إلى الأريكة و استلقت عليها بهدوء ، الذكريات تتدفق إلى رأسها كسرب من الدخان ، لا تعلم تحديداً من أين بدأ الأمر ولكنها تعلم من أين بدأت العاصفة ... الخامس و العشرون من آب عام ألفان دار الأيتام العام ... كانت تجري في حديقة الملجئ برداءها الأصفر و جديلتها ذات الشريط الأسود ، تمسك بدميى مصنوعة يدوياً وهي تقهق ، اقترب منها أحد الفتية وهو يقول لها " مريم لقد أخبرتكِ أن ترتدي بنطال تحت ذلك الرداء " نظرت مريم إليه وهي تعبث بشعر دميتها قائلة " سيكون منظري قبيحاً عُمر ، لقد اشترى لي العم فايز هذا الرداء و أخبرني أنه جميل علّي " يُتبع ... | |||||||||
|
|
|
28-05-20, 06:09 PM
| #26 | |||||||||
| نظر لها عُمر بغضب وهو يقول لها " هل تحدثتِ معه مرة أخرى ؟" قبضت مريم على دميتها ووهي تقول بخوف " لقد كان يُساعدني في إرتداء ملابس و جدل شعري " شعر عُمر بأذناه تطنان وهو يقترب منها ممسكاً بيدها قائلاً بصرامة " ماذا " تجمعت العبرات في أعين مريم و شرعت في بكاء مرتفع ، نظر لها عمر هو يُريد أن يُسعها ضرباً إنها صغيرة للغاية لا تفهم كيف هو الأمر هنا و ماذا ينوي فايز معها . شعر بيد قاسية على رأسه و من ثم قامت تلك اليد بسحب شعره بقوة ، رفع عُمر رأسه وهو يكتم الألم الذي يشعر به وهو ينظر إلى وجه فايز . عجوز يدعي المراهقة ببنطاله الضيف و بطنه الكبيرة و قميصه الذي يفتح نصفه ، ينفره عمر إلى أقصى درجة ، يعلم ما يفعله هنا فهمو ليس بصغير إنه في الثانية عشر . نظر فايز إلى وجه عمر وهو يقول له بصوت بارد يُثير قشعريرة النفور في الجسد " ألم أخبرك ألا تعترض طريقها مرة أخرى ؟" نظر له عُمر بتمرد ولم يُجب ، ابتسم له فايز وهو يُخرج عصى رفيعة من ملابسه ومن ثم هوى بها على جسد عُمر ، لم يصرخ عُمر ، لم يتوسله الخلاص فقط بقى تلقى الضربات وهو ينظر إلى مريم التي تضم الدمية الخاصة بها إلى صدرها وهي تبكِ بصمت ، إنها لا تعلم ماذا ينتظرها ، ذلك الفج وما ينويه تركه بعد أن أوسعه ضرباُ ومن ثم اتجه إلى مريم وهو يجلس على ركبتيه ممسكاً بيدها وهو يقول " صغيرتي لا تبكِ " مطت مريم شفتيها وهي تقول له " لِمَ تضربه ؟" عبث بشعرها الذي جدله وهو يقول بهدء " لأنه طفل سيء " أطرقت مريم برأسها وهي تبكِ بصمت حين حملها فايز وهو يمرر يده على جسدها بشهوة قذرة ، كانت عينا عُمر متسعة وهو يرى يد فايز المتطاولة على جسد مريم ، إنه يذكر ذلك المشهد مع فتاة أخرى قد اختفت ، كما اختفىى هو معها في غرفة ما . تحامل على نفسه بعد قليل و هو يجر نفسه إلى حيث تتواجد مريم ، لاح له قطعة زجاج كبيرة حادة الحواف موضوعة على أحد الجوانب فأخذها وهو لا يدري بما ستفيده ولكنه عميقاً كان يُدرك أنه سيحتاجها . اقترب من الغرفة حيث غاب فايز و مريم وهو يستمع إلى صوت بكاء خافت و صوت فايز الأجش وهو يقول " لا تقلقِ يا صغيرة ، سيكون كل شيء على ما يرام " حاول عُمر فتح الباب ولكنه كان مُوصد ، نظر حوله وهو يرى الشرفة القديمة المكسورة للغرفة ، اتجه إليها و هو يدخل عبرها مسبباً لنفسه جروج بالغة في يده و قدمه ، اختبئ خلف أحد الخزانات وهو يرى فايز يخلع ملابسه و مريم الصغيرة تبكِ . لم يدري ماذا حدث سوى أن قطعة الزجاج تلك صارة في قلب فايز و الدماء قد غطته بالكامل و صراخ مريم يصدع في الخلفية .... شهقت مريم وهو تهرع إلى المرحاض مفرغة ما في جوفها من طعام ، يا الله على الرغم من مرور كل تلك السنوات إلا أن الأمر مازال مؤلم وكأنه حدث البارحة .. ****** يُتبع ... | |||||||||
|
|
|
28-05-20, 06:11 PM
| #27 | |||||||||
| كانت ترتدي ملابسها بهدوء ، على الرغم من القلق المستعر في جوفها من ما يحدث في غرفة العمليات الخاصة إلا أنه لا رغبة لها في الاسراع و الذهاب ، في الحقيقة لقد ملت ذلك العمل و عليها أن تجد سبيل للخلاص دون خسائر . نظرت إلى جسدها البدين في المرآة وهي تقول ساخرة " أظن أن كل تلك المحاولات في دفعه بعيداً لم تزده إلا قرباً " تأكدت من وضع حجابها على رأسها وهي تخرج من غرفتها مقبلة وجنة أمها الحبيبة قبل أن تخرج ، اتجهت إلىى الطريق العام وهي تبغى سيارة أجرى ، حينما توقفت أمامها سيارة حديثة الطراز زجاجها معتم . لم تكترث لها و ابتعدت كل تشير لسيارة أجرى حين سارت تلك السيارة و توقفت أمامها مرة أخرى و توقفت أمامها ، شعرت سعاد بعدم الراحة وهي تنظر لساعة يدها التي تُشير إلى السابعة مساءً . فُتح زجاج السيارة ليطل منه وجه جابر وهو يقول بعبث " إلى أين يذهب الجميل ؟" تنفست سعاد الصعداء وهي تضع يدها على قلبها قائلة " لقد أفزعتني جابر " ابتسم لها وهو يقول " أصعدي سأوصلكِ إلى المشفى " نظرت له سعاد بتردد وهي تقول له " لا داعِ جابر ، سأستقل سيارة أجرى " تحامل على نفسه وهو يقول لها بعقلانية " سيارة الأجرى ستكنيني فيها مع رجل غريب ، و بما أني في منزلة خطيبكِ فأظن أن الأمر أفضل قليلاً " لا تُنكر أن كلمة خطيبك جعلتها تشعر بالفراشات في معدتها و كلامه اقنعها ، دلفت إلى السيارة بهدوء وهي تشم رائحته الذكية . لم تعلق طوال الطريق ولكنها لم تستطع منع نفسها من التحديق به و بزيه العصرى و شعره الطويل الذي يجمعه في عقدة مجهولة المعالم خلف رأسه ، أحياناً كثير لا تعلم ما الذي يراه بها ، شاب مثله قادر على جعل أي فتاة تذوب من رؤيته ، ولكنها لا تستطيع أن تكون معه ، لا يمكنها . بينما كان هو غارقاً في أفكاره التي لم تكن بعيدة عنها ، يُفكر كيف سيجعلها ترضى به ، كيف سيجعلها تعجل الزفاف . توقفت السيارة أمام المشفى حين التفت جابر لها وهو يقول " سأمر عليكِ حين تنتهين فهناك حديثٌ علينا خوضه " هزت رأسها وهي تخرج متجه إلى المشفى تحديداً إلى قسم العمليات الخاصة حيث كان يقف عُمر هناك ، دنت منه وهي تقول " ماذا حدث هنا ؟" نظر لها عُمر بغموض وهو يقول " هناك جُثة مفقودة " اتسعت عينا سعاد وهي تقول برعب " كيف هذا ؟" اطرق عمر برأسه وهو يقول لها " و المُفزع في الأمر أن ابنة صاحبة الجُثة قد علمت أن والدتها قد توفت و تُريد استيلام الجُثة اليوم " جف حلق سُعاد وهي تقول " و لكن لا يمكن هناك اجراءات يمكننا أن نخبرها أننا نحتاج وقت لتدبرها ، ربما يوميين " هز عمر رأسه بأسى وهو يقول " الأمر ليس بسيطاً لتلك الدرجة سُعاد ، نحن على مشارف كارثة حقيقية " أخرج عُمر هاتفه وهو يطلب أحد الأرقام حين قالت سعاد " ماذا تفعل ؟" تنهد عُمر بيأس وهو يقول " الخيار الوحيد المتاح أمامي ، سأبلغ الموزع " بهت وجه سعاد وهي تُدرك ما يعنيه هذا ، إن بركة من الدماء على وشك الحدوث قريباً .. انتهى الفصل  | |||||||||
|
|
|
11-06-20, 06:39 PM
| #29 | ||||||||||
| اقتباس:
معادنا اليوم في تمام السادسة بتوقيت مصر وراح وضح شوية أمور | ||||||||||
|
|
|
11-06-20, 06:52 PM
| #30 | |||||||||
| يسعد مساءكم غالياتي ، بعتذر عن عدم تنزيل الفصل الأسبوع اللي فات و إن شاء الله راح تكون هادي أخر مرة ما بنزل فيها فصل ، بتنمى تدعموني و أعرف شو رأيكم بالرواية الفصل السادس كان نائماً على سرير المشفى المعدني يُحدق بسقف الغرفة ، لقد خف الألم كثيراً ولكن عقله لازال يعمل فيما رأى إن الحياة أقصر مما كان يظن ، لقد ظل طوال حياته يسعى وراء ما يجهله لم يستطع يوماً تقدير ما بين يديه ، فقط كان يُفكر فيما لم يحصل عليه . جلس على الفراش وهو يبحث عن هاتفه ، عليه أن يتحدث معها الآن ، بدلاً من إتباع سياسة طويلة الأمد يُمكنها أن تجعله يخسرها هي الأخرى ، و إن رفضت سيجبرها على حبه ، لقد تقبل كل ما أعطته الحياة على مدار واحد وثلاثين عاماً و قد حان الوقت أن يقتنص فرصته . كان الهاتف موضوعاً على طاول بجانب السرير ، مد يده وهو يفتحه باحثاُ عن اسمها حتى اهتدى إليه ، وضع الهاتف على أذنه و انتظر قليلاً ، كانت ثوانٍ قليلة مرت عليه سعات طويلة تنهد بارتياح حين فُتح الخط وهو يسمع صوتها الهادئ يقول " مرحباً " ابتسم بهدوء وهو يغلق عينه باسترخاء " مرحباً " عقدت مريم حاجبيها وهي تُجيب " من معي ؟" استلقى على السرير وهو يضع يده الحرة خلف رأسه " حُسام " استرخت مريم قليلاُ وهي تتجه خارج المطبخ بعد أن أعدت لنفسها كوب من الأعشاب الساخنة عله يُهدء ألم بطنها وهي تقول " هل هناك شيء ؟" مازال مغمضاً عينه وهو يقول " أريد أن أتحدث معكِ ، أن أشارككِ كل شيء ، و ربما أجعلكِ تقعين في حبي " اتسعت عينا مريم بدهشة وهي تجلس على الأريكة واضعة الكوب أمامها وهي تنظر إلى الهاتف لتتأكد من هوية المتصل ، أليس هذا هو حسام نفسه الذي كان يُريد قضاء ليلة معها ظناً منه أنها عاهرة من نوع ما ، تمالكت نفسها و هي تقول له " ما الذي تغير حسام ؟" تنهد وهو يفتح عينه بهدوء وعلى وجهه ابتسامة خافتة " منذ أن رأيتكِ أول مرة في المشفى و أنا لا أفكر بأحد غيرك ، لقد ظننت الأمر في البداية مجرد شوق سينتهي ببضع لمسات " ثم صمت قليلاً و من ثم اضاف بصوت أجش من العاطف " لكن هذا الشوق الذي في صدري لا يكفيه بضع لمسات " تسارعت أنفاس مريم وهي تحدق بالهاتف ، كست الحمرى وجهها وهي تتلقى كلمات الغزل الصريح تلك لأول مرة في حياتها ، على الرغم مما مرت به إلا أنها لم تسمع لكلمات غزل مثل تلك من قبل ، سعلت بخفوت وهي تقول له " أنا لا أعرف ماذا أقول ؟" عض على شفتيه وهو يُجيبها بصوت خافت " لا تقولي شيئاً ، فقط أعطيني الفرصة " كانت تُدرك أنها بمجرد إعلان الموافقة فهي تُعلن التمرد على كل شيء ، أنها ستكشف ذلك الجانب المظلم من حياتها له ، حتى و إن لم يكن الآن . تنهدت وهي تتمرد على كل شيء لأول مرة وهي تقول " حسناً " وو من ثم أغلقت الهاتف بينما هو لم يستوعب مُجريات الأمور و إلى أين آلت ، إن أخبره أحداً أن الطريق المباشر سيكون بتلك السهولة لم يكن سيفعل كل تلك الأمور الحمقاء ، أحياناً تكون الأمور واضحة امامنا ولكن الهواجس في رأسنا تجعلنا نفرض أمور ليست واقعية وتجعلنا نضل الدرب الذي طالما سعينا إليه . جلس على السرير و من ثم اتجه إلى الخزانة وهو يُخرج ملابسه متجهاً إلى المرحاض ليُبدلها تاركاً هاتفه الذي كان يُصدر صوت رسائل متلاحقة .. ****** نظرت سعاد إلى عمر وهي لا تدري ماذا عليها أن تفعل ؟ تنهدت وهي تُخرج هاتفها قائلة " سأتحدث معه أنا " نظر عمر لها بهدوء وهو يهز رأسه ، يعلم أن الأمر سيكون في غاية السوء ، وأن القادم كارثي ولكن أن يكون الموزع على دراية بما حدث أفضل من أن يُخفوا الأمر و تقع كارثة أكبر . سارت سعاد مبتعدة عن موقع عمر وهي تضع الهاتف على أذنها بعد أن ضغطت على زر الإتصال برقم الموزع ، توقفت عند غرفة الممرضات وهي تفتحتها حين أجاب الموزع بصوت جامد " ماذا هناك ؟ لقد أخبرتكِ ألا تتصلي على ذلك الرقم إلا في حالة الضرورة القصوى " يتبع... | |||||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
