آخر 10 مشاركات
7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree84Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-22, 09:04 AM   #41

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت 39

-
-
<<السجن العام >>
عيونه ثابته على السقف بسرحان ، ساند رأسه على معصمه اليسار، متجاهل تحركات اللي حوله ببرود ...
من خطت خطاويه داخل جدران السجن وهدفه واضح ومرسوم وهو أنه يخلص محكوميته ويطلع بسلام ...
أخذ نفس وطلعه بهدوء يحاول يكبت مشاعر الشوق الي حركها بسرحانه ...
تخاطر لعقله حياته بدونها ، وسرعان ما استعجب من حياته قبل لا تدخلها أو أقلها قبل لا فراس يدخلها ، سأل نفسه شلون كان عايش ثلاثين سنه من حياته ، شلون قدر وتحمل سواد حياته بدونهم .؟!
رجع بذاكرته لسنين وقت ما كان صاحب العشره لحتى صاحب العشرين لصاحب الثلاثين ، كيف قدر يتحمل شدّتها ، جديًا ما يذكر أنه عاش ربع الي عاشه الحين بوجودهم بحياته ...
ما ينكر أنه المسؤول الأول والوحيد عن كل اللي حصل له ، لكن دخول قمر وفراس بحياته كان أشبه بالكف اللي صحاه من أوهامه ...
لوهله تخيل أن كل اللي عاشه معها ما صار ، هل بيكون بنفس حاله اليوم ، ولا شره اللي أنعرف فيه راح يطول كل من جالس يضايقه بحكم طبيعة المكان اللي هو فيه .؟!
ارتخت حواجبه بضيق وسرعان ما قشعر جسمه بخوف ورهبه داخليه أول ما أستشعر بُعده عن الله ، كان بعيد عن ربه ، ضعف إيمانه تركه ينجر في متاهات وطرق أتعبته ...
ممكن اللي يمر فيه بالوقت الراهن أمتحان من ربه حتى يكفر عن كل ذنب أقترفه سوا بحق اللي حوله أو بحق صاحبة قلبه ، أو بحق نفسه وذاته ...
دعاء بداخله بهمس وإخلاص تمام على أن الله يغفر له كل ذنوبه "لَا إلَهَ إلَّا أنت سبحانَكَ إني كنتُ من الظَّالمينَ"...
دعاء بكل خشوع مؤمن أن الله هو الوحيد سبحانه القادر على تبديل الأحوال من حال إلى حال ...
تخاطر لعقله ابتلاء الأنبياء وقوة إيمانهم بوقتها ، جميعهم ابتلاهم الله...
ولو راح يفكر الشخص من باب التأمل راح يستدرك أن جميع الابتلاءات الي تصيبنها بمختلف أنواعها سبق وصابت الانبياء من قبلنا جميعهم وقدروا يتخطونها بقوة إيمانهم ، وصبرهم الي استمر لسنين ...
وما كانت حيلتهم إلا الدعاء لربهم ، مؤمنين أن الله سيستجيب ولو بعد حين ، يوسف عليه السلام أنتظر ١٣ سنه ، يعقوب عليه السلام أنتظر ١٤ سنه ، أيوب عليه السلام أنتظر ١٨ سنه ، موسى عليه السلام أنتظر ٤٠ ليله ...
رفع كفه اليمين يدلك فيه جبينه بعد ما اجتاحه صداع من عمق اللي وصله من التفكير ...
حرك رأسه ناحية العسكري اللي بلغه بالزيارة ، وقف من مكانه وتحرك بهدوء خلف العسكري ...
دخل لغرفة الزيارة وحصل مساعده فهد جالس وبيده ملفات ...
وقف فهد أول ما طاحت عيونه على شعيل ، وتوجه له وسلم عليه بحرارة كانت من الطرفين ...
ربّت شعيل على كتف فهد وهمس بهدوء : الله يحيك ...
بعد فهد عن شعيل ورد عليه بابتسامه خفيفة : الله يبقيك ...
جلس شعيل بالكرسي المقابل لكرسي فهد بالوقت اللي جلس فيه فهد قباله ...
مد فهد الملفات لشعيل وسرعان ما انخرطوا بحديث الشغل والأعمال وخاصه مع أخر الأحداث ، كان لازم شعيل يسكر كل الصفحات القديمة اللي ممكن تأثير عليه مستقبلًا ...
-
-
-
<< فلة وليد >>
دخل وليد الفله بهدوء وثبات ، طاحت عيونه على هيام اللي خرجت من المطبخ متوجهه للدرج...
سأل بهدوء وعيونه الأكل اللي بيدها : لمين ..؟
ميلت شفايفها بضيق وقالت بهدوء : لماما ...
تقدم لها وقال بتساؤل : ما أكلت ..؟
تنهد بضيق لما هزّت هيام رأسها بالنفي ، تقدم وأخذ منها الأكل وطلع بخطواته لغرفته اللي تجمعه مع منى ...
لفت هياء لجابر اللي دخل خلف أبوه وعلامات الضيق ترتسم بوجهه ...
قالت باهتمام وهي تشوف الحزن بعيونه : جابر شفيك..؟
جلس جابر على الكنب بتعب وارهاق ، وجهه نظراته لهيام بهدوء وهو يجاوب على سؤالها بعيونه ...
تنهدت هيام وتقدمت له وجلست جنبه بضيق
، بالوقت الي قال جابر بقهر وغيض : طيب ليه ، ليه كلهم ما تحركوا، ليه أحس محد مهتم ..!
عقدت هياء حواجبها باستنكار وقالت : جابر أيش هذا الكلام .؟!
عدل جابر جلسته وقالت بانفعال: هذا الصدق ، شوفي جدي وأبوي محد راح يدورها ، حتى شعيل ما فكر يدورها ليه ..؟
رمشت هيام وقالت بهدوء : عشان هذا طلب قمر ...
هزّ جابر رأسه بالنفي وقال : على عيني ورأسي ، لكن مو مره وحده ننساها ولا ندور عنها ...
ابتسمت هيام بخفيف وقالت : ومن قال بننساها ..؟
كملت بعد ثواني من الصمت : حبيبي جابر، عدم تحركنا ما يعني اننا ما نبي ندور عنها ، ولا يعني أننا مو متشفقين على شوفتها ...
أشرت على الطابق العلوي وكملت : لا تقول لي أنك مو شايف حالت ماما وبابا فوق بسبب فراقها عنا .؟!
رد عليها بقهر : عشان كذا أنا أقول ليه ما ندورها ونلقاها وترجع لنا ..؟
ردة عليه هيام بابتسامه خفيفة: حبيبي جابر ، قمر مو ضايعه عشان ندورها ، قمر تعرف مكان البيت ، ولو هي تبي ترجع لنا ، كان صارت بيننا من زمان ...
رفعت أكتافها وكملت : لكن هي ما راحت إلا لأنها تحتاج وقت بينها وبين نفسها ، تحتاج أنها تتجرد من كل الترسبات القديمه بداخلها ...
مسكت كفوف جابر وقالت بابتسامه: وصدقني أول ما تتحر منهم ، راح تكون بينا بأسرع وقت ...
قوس جابر شفايفه بضيق : متى ..؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه وقالت : للأسف ما أعرف ، لكن اللي أعرفه راح ترجع لنا طال الزمن ولا قصر ...
رفعت أكتافها بعدم معرفه وقالت : للأسف ما أعرف ، لكن اللي أعرفه راح ترجع لنا طال الزمن ولا قصر ...
شدة على كفوفه وكملت : ومن هنا لوقتها راح نكون
بانتظارها كلنا تمام ...
هزّ جابر رأسه بالإيجاب بالوقت اللي وقفت فيه هيام متوجهه لخارج الفلة وقالت بهدوء : ماما وبابا بامانتك ...
ابتسم وهمس بداخله : بعيوني ...
خرجت هيام وتوجهت لفلتها بخطوات ثابته ، لحتى دخلت الفلة ...
ابتسمت اول ما طاحت عيونها على مشاري اللي متمدد على الكنب ويقلب بالقنوات بملل سرعان ما تبخر أول ما طاحت عيونه عليها ...
تقدمت له بحب لمع بعيونها أول ما شافته ، جلست قريب منه وقالت بحب : ليه ما نمت ..؟
رد عليها مشاري وهو يدلك عيونه بتعب وخمول : أنتظرك...
ارتخت حواجبها بتأثر ، مسكت وجهه بكفوفها وقبّلت خده بخفيف ، وقالت بضيق وهي تقوس شفايفها : اسفه ...
حاوطها من خصرها ودخلها بحضنه بحيث صارت شبه جالسه بحضنه : على ..؟
رفعت أكتافها وقالت بضيق: لأن ابتعدت عنك أخر فتره ...
رفع مشاري رأسها وقبّله بعمق وقال بحنيه : يا قلب مشاري أنتي ، معذورة ...
سندت رأسها على صدره ولفت يدها حول خصره ، سكرت عيونها وقالت: تدري أني أحبك .؟!
ابتسم وشدها لحضنه بقوه : ادري ...
كملت بحشرجة وهي تتذكر حال شعيل يوم كانوا بالمكتب: مشاري وعدني..!
عقد حواجبه بعدم فهم واستنكار من حالها اللي تبدل : هيام ..!
دفنت هيام وجهها بصدره وقالت بعبره ودموعها تجمعت بعيونها : وعدني ..!
تنهد وهو يمسح على شعرها وقال بهدوء لحتى يجاريها وسرعان ما عرف ان هذا بسبب تأثير هرمونات الحمل : وعد ، يا راحة مشاري أنتي وعد ...
نزلت دموعها بشكل متتالي من الوعد الي تعهد فيه بدون ما يعرف على أيش ...
قالت بين دموعها بضيق : وعدني ما يجي اليوم اللي تتركني فيه ..!
التزم مشاري الصمت بعد ما عرف سبب حالتها ، لحتى كملت هيام : راح أموت لو أقوم بيوم ما أحصلك جبني ...
رفعت رأسها لرأسه وقالت بخفوت : وعد ما تتركني ، ولا يجي اليوم اللي تودعني فيه لا برسالة ولا بغيره ..!
رفع كفه اليسار ومسك فيه فكها وهمس بحب : قولي لي ، شلون أوادع من معه قلبي وديع ..!
توردت ملامحها بخجل أول ما نزل لحتى يقبّلها بشكل مطول كان كفيل أنه يبعثر توازنها أكثر ...
بعدت عنه وقالت وهي تأشر على بطنها : الواضح أن بنتك تغار ...
عقدت حواجبها أول ما انحنى على بطنها البارز ، لحتى قالت بهدوء : أيش تسوي ..؟
رد عليها وهو للأن عند بطنها : أعقد اتفاق مع بنتي ...
صغرت عيونها وقالت بفضول : أيش هو ..؟
رفع نفسه وقال بعباطه وهو يرجع يدخلها بحضنه : بيني وبين بنتي ، يعني مالك شغل ...
بعدت عنه وقالت بقهر: لا ..!
ضحك بقوة ورجعها لحضنه من جديد قال وهو يلعب بحواجبه : والله عاد أنا وبنتي حلفاء ما نخون ببعض ...
توسعت عيونها وقالت بسرعه : وأنا ..؟
ردت عليها وهو يقبل رأسها بحب : أنتي هيام مشاري بكبره ..!
ابتسمت بداخلها ومشاعر الحب أعلنت انتصارها اليوم على مخاوفها الي تراودها مؤخراً ، وما كان سبب هذا الانتصار إلا صاحب هذه المشاعر ، مشاري بذاته ...
-
-
-
<< الديرة >>
تقدمت قمر ناحية الخالة عايشة والعلياء اللي جالسين بالحوش ...
جلست وسلمت عليهم ، حتى ردت عليها الخالة عايشة : وعليكم السلام ، صبحك الله بالخير يمه ...
ردت عليها قمر وهي تتلفت بعيونها : صبحك الله بالنور ...
كملت بتساؤل لما ما حصلت فراس : وين فراس قمت ما حصلته ...
ردت عليه الخالة عايشة : طلع مع مشعل يلعبون مع ربع مشعل ...
رمش بهدوء وخافت يصير له حاجه وهو بعيد عنها ، رفعت رأسها للخالة عايشة الي قالت بحنيه أول ما شافت سرحان قمر وعرفت سببه : لا تخافين يمه ، المكان حولنا امان ، الحمدالله مامِن خوف ...
ارتخت اكتافها بهدوء واطمئنان تغلل داخلها بعد كلام الخالة عايشة ، وكون ان فراس قدر يتداخل مع الاطفال هنا هذا الشي كان كفيل ان يريحها ويطمن قلبها عليه ...
رفت برأسها وقت قالت الخالة عايشة موجهة كلامها لعلياء : ما قلتي لي يمه بتروحين معي اليوم يم بيت أم جسار للعشاء ..؟
لفت قمر برأسها لعلياء اللي من جت ما أخذت وعطت معها كثير ...
ردت العلياء بصوتها الناعم بهدوء : مدري يمه ما أحس لي خاطر ...
قالت الخالة عايشة بحنية : ليه يا يمه ، ذيك النوبه ما رحتي معي ...
كملت الخالة عايشة وعيونها على قمر : وأنتي بعد يا قمر تعالوا معي كلكم ...
التزمت قمر الصمت وقت طاحت عيون العلياء عليها لثواني ، وبعدها قالت بهمس : ابشري يمه بروح ...
قالته وقفت متوجهه لغرفتها ، لفت قمر على الخالة عايشة وقالت بهدوء : أنا والله يا خاله مدري ، ما أحس أنها زينه أروح ...
عقدت الخالة عائشة حواجبها باستنكار وقالت : وليه ماهي زينه ..؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه وقالت بتفكير : يعني بكون غريبه بالمكان ...
ابتسمت الخالة عايشة وقالت : لا وأنا أمك منتي غريبه ، أنتي ببيتي وإبساطي يعني مننا ...
فتحت قمر فمها بتتكلم لكن الخالة عايشة سبقتها وقالت : بتروحين يا يمه ، ولا ناويه تحبسين عمرك هنا ..!
قوست قمر شفايفها بتفكير لحتى قالت : طيب ما عندي لبس ..!
توسعت عيون الخالة عايشة بذهول : الله وأكبر كل الي داخل ولا عندك شي ..؟!
ضحكت قمر بخفيف وقالت بتوضيح: مو قصدي ، لكن ...
ميلت شفايفها وكملت وهي ترفع اكتافها بعدم معرفه : ما أحس ملابسي راح تناسب جماعتكم ، وصراحة ما ودي أدخل عليهم بشكل هم ما يتقبلونه ...
ابتسمت الخالة عايشة وقت عرفت السبب واحترام قمر الكبير لجماعتها وكيف أنها تحترم كل وجهات نظرهم : أيه على كذا ما يخالف وانا أمك ، هذه العلياء روحي شوفي يمكن تلقين عندها شي يجوز لك ...
زمّت قمر شفايفها بتفكير خافت العلياء ترفض ، هي من غير شي تحس العلياء رافضة وجودها ، والحين تروح تطلبها من أغراضها..!
لفت برأسها لما قالت الخالة عايشة : روحي لها يمه ، عشان تنجزون ...
هزّت قمر رأسها وقامت متوجهه لغرفة العلياء ، طقت الباب بهدوء حتى سمعت صوت العلياء ودخلت ...
رفعت العلياء رأسها وعقدت حواجبها بغرابه لكن قالت بنعومة: تفضلي قمر ..؟
تقدمت قمر ناحيت العلياء اللي كانت تمشط شعرها : بروح معكم اليوم ..؟
كملت وقت شافة تظره عدم الفهم بعيون العلياء : وأبي لبس منك ...
أشرت العلياء على نفسها وقالت باستغراب : مني أنا .؟!
هزّت قمر رأسها بالإيجاب وقالت بهدوء : بصراحة احتاج لبس يناسب العشاء ، وأنا ما عندي ...
ميلت العلياء شفايفها وقالت بهدوء : تمام بشوف لك ...
وقفت العلياء من مكانها وتوجهت ناحية الدولاب ، ثواني وطلعت ثلاث جلابيات : شرايك .؟!
ابتسمت قمر وعيونها على الجلابيات : عجبوني ، لكن أنتي أيش راح تلبسين منهم ...
رفعت العلياء أكتافها : ما أعرف ، ممكن الكحلي لكن إذا ودك في ما يغلى عليك ...
اتسعت ابتسامة قمر من كمية اللطافة الي اكتشفتها في العلياء ، قالت بحب : حبيبي أنا ، لا خلاص خذيه وأنا بأخذ الأسود ...
هزّت العلياء رأسها ، لحتى كملت قمر وهي تتفحص العلياء: العلياء ممكن طلب ...
ردة العلياء بابتسامه وقالت : أمري ...
تقدمت قمر ناحية التسريحة : ما يامر عليك ظالم ، عادي أسوي لك مكياج ..؟
ردت العلياء عليها بهدوء : نعم ..!
شبكت قمر أصابها ببعض بحماس وهي تتأمل تقاسيم ملامح العلياء وقالت : بليز العلياء وافقي ...
قالت العلياء بتفكير: ما أعرف قمر ، عادي ..!
ردت قمر بسرعه وقالت : طبعًا عادي ...
رفعت العلياء أكتافها بعدم معرفه وقالت : صراحة ما قد سويت مكياج ، فما أعرف ...
سحبتها قمر عند التسرحيه وقالت بحماس: معليك ازهليها ، وأنا أضبطك ...
رفعت رأسها ناحية الباب لما دخل فراس من خلفه ويصارخ بحماس : ماما ...
وتابع صارخهه صراخ قمر الي قالت بصدمه وذهول من منظر فراس المتبهذل : يمه وليدي وش مسوين فيه ..؟
رد عليها مشعل الي حاله مشابهة لحال فراس : كل خير ، لعبنا بالطين بس ..!
رفعت قمر عيونها عن فراس الي ثيابه وشعره كلها طين ومويه، قالت لمشعل الي واقف وراء فراس : بس ..!
هزّ مشعل رأسه بعباطة : أيه والله بس ...
تنهدت قمر ولفت ناحية فراس ، قالت بضيق : ليه يا بابا توصخ ملابسك ..؟
رمش فراس عيونه ببراءة ، وأشر على مشعل : هو قال ..!
رفعت عيونها لمشعل بعصبيه ، وسرعان ما رفع مشعل يدينه وقال : مالي دخل ، أنا بس اقترحت الفكرة وهم الي سمعوها ...
تكتفت العلياء وقالت بسخرية: مو أنت رأس الشر ..!
نزلت قمر رأسها لفراس الي قال بسرعه : ماما عادي نروح بقاله ...
توسعت عيون قمر وقالت : بعد ..!
قال مشعل بسرعه وهو يأشر بدينه : عاد هذه مو فكرتي والله ...
سرعان ما سكت أول ما توجهت أنظار قمر والعلياء عليه بعصبية...
لفت قمر لعلياء وهي تأشر على فراس : بغير له وأرجع لك ...
هزّت العلياء رأسها بالايجاب بالوقت الي أشرت قمر لفراس الي بوّز شفايفه بزعل أنه يتحرك للغرفه ...
وقفت العلياء لحتى تجهز الملابس على ما تخلص قمر من فراس ...
ربع ساعه ورجعت قمر لعلياء وبيدها أغراض ، قالت وهي تنزلهم على التسريحة : هيا نبدأ ...
جلست العلياء قدام قمر ، ثواني وبعد قمر شغلها ، وجديًا العلياء ما كانت تحتاج إلا لسمات بسيطة ، بعدت قمر عن العلياء بعد ما خلصت وقالت باعجاب: أحد قالك تفتحين النفس ..؟
هزّت رأسها العلياء بالنفي وقالت بضحكة: الصراحة لا محد قال لي ...
لفت قمر رأس العلياء للمراية وقالت بابتسامه: أجل خذيها مني ، تموتين من الجمال ...
ابتسمت العلياء وهي تشوف وجهها الناعم والي ما تغير لكن زاد جمال ملامحها ، كون أن قمر رتبت حواجبها الكثيفة ورسمت طرف عينها الي زاد من وسعهم ومسكرا لرموشها ، وروج أحمر عكس بياض بشرتها ، ما كانت قمر حابه تزيد من المكياج عشان ما تظلم جمال ملامح العلياء الي جد جميل من غير شي ...
قالت العلياء وهي توقف : بروح البس على ما تجهزين تمام ...
جلست قمر مكان العلياء وكملت شغل على نفسها ، نص ساعة وكانوا كلهم جاهزين ...
دخلت العلياء الغرفة وبيدها المدخنة الي فيها جمر : قمر الجمر جاهز ...
رفعت قمر رأسها بعد ما عدلت شعرها الي كان على طبيعته ومن الاطراف ويفي بسيط بعكس العلياء الي رفعت نص شعرها وتركت النص بحكم طوله وكثافته ...
سحبت قمر المدخنة وحطت فيه العوده بعد ما أخذته من شنطتها ...
دخلت عليهم الخالة عايشة وقالت بتفحص: ولمتوا يمه..؟!
هزّت العلياء رأسها الايجاب وقالت باستعجال: والمين يمه ، هيا ...
ثواني وخرجوا متوجهين للعشاء ، وطبعًا قمر ما حصلت فراس بالارجاء وسرعان ما عرفت أنه سبقها للعشاء مع مشعل
<< الديرة >>
لفت العلياء عيونها و كتمت ضحكتها على قمر الي كانت شبه مفهيه ، همست بابتسامه: علامك..؟
ردت عليها قمر وعيونها ثابته لقدام : ولا شي ...
رفعت العلياء رأسها ناحية وحدة من الجالسين اللي كانت تتلكم وموجهه كلامها لقمر ، طلعت منها ضحكه خفيفه أول ما شافت وجه قمر المتورط ، همست بضحكة: تمدحك ردي عليها ...
رخت قمر اكتافها براحه وردت على الي تكلمها بابتسامه : تسلمين ما عليك زود ...
عضت قمر شفايفها بقهر من العلياء اللي تضحك جنبها ، ولا تقدر تلف عليها بسبب الحرمة الي للان توجه كلامها لقمر ...
وسرعان ما لفت أول ما جذب الحرمة حديث جانبي بعيد عن قمر ، همست بقهر من ضحك العلياء الي ماسكه جنبها بألم : وبعدين..؟
تمالكت العلياء نفسها وهي تاخذ نفس يهديها : أمانه قمر لا تشوفين شكلك وأنتي متورطة...
تكتفت قمر ورجعت ظهرها للخلف ، وقالت بتحلطم: يا ساتر أنتم شلون تفهمون على بعض ..!
كملت وهي تأشر بأصابعها : أنتم ويالله خارجت نفسي وقدرت أفهم عليكم من كلمه أو كلمتين تطلع منكم ...
لفت وجهها للعلياء وهمست بذهول : تبيني الحين أفهم جملة كامله مره وحده ..!
سندت العلياء خدها على كفها اليمين وقالت بعبط : يعني لو أسبك ماراح تفهين..؟
هزّت قمر رأسها بتلقائية : ولا راح أجيب خبر حتى ...
وسرعان ما توسعت عيونها بذهول يوم استوعبت : نعم ..!
لكن قاطعها فراس اللي دخل وتوجه لقمر ، وهمس عند أذنها وهو يمد يده لها : ماما عادي أرفع ردّني .؟!
فتحت فمها بذهول بالوقت اللي ضحكت العلياء بقوة لأنه فراس قال كلمه ما فهمتها قمر والواضح أنه أخذها من الأطفال ...
رفعت قمر رأسها لعلياء وهمست بصدمه : وش ذي الكلمة بعد .؟!
سحبت العلياء فراس من يده لحتى تعدل له كمومه وترفعها لفوق : يقصد أرفع كمي ...
هزّت رأسها قمر وقال لفراس وهي تصغر عيونها : ليه ترفعه ..؟
اتسعت ابتسامته وقال بحماس ووناسه : عشان العب بالرمل ...
رمشت قمر بذهول أول ما ركض فراس من عندها بحماس بعد ما جاوبها : يا ساتر يا الحماس ..!
قالت العلياء وهي تتحسر بعبط : يا عمري عليه ، واضح مكبوت خليه يفرغ الطاقة اللي عنده ...
رجعت قمر جسدها للخلف وعيونها تتابع أحاديث المجلس المتفرقة ، وتجاوب بهدوء على قد ما تقدر من اسئلة الحريم الموجهة لها ...
خرجوا بنهاية العشاء وتوجهوا للبيت وصادفوا بطريقهم العم حمدان وخليل ...
تقدم خليل ناحية فراس اللي كان ماسك يد قمر ويمشي بنعاس وخمول ...
انحنى ورفع فراس لحضنه، وسرعان ما سند فراس رأسه على كتف خليل وسكر عيونه بنعاس وكملوا باقي الطريق بهدوء...
خذت قمر فراس من خليل اول ما دخلوا البيت ، وتوجهت فيه لغرفتها ونزلته على فراشه بهدوء ...
خرجت وطاحت عيونها على خليل الي كان معطيها ظهره متوجهه للمجلس: خليل ...
لف خليل برأسه لها بهدوء بدون جواب ، لحتى قالت بهدوء : يصير استخدم جوالك ..؟
هزّ خليل رأسه بالايجاب ، طلع جواله من ثوبه ومده لها ...
خذته قمر وقالت بشكل سريع وهي تتوجه ناحية الشجره الفاصله بين مقدمة البيت والحوش الخلفي : ماراح أطول ...
هزّ خليل رأسه ورد عليها بهمس ما وصلها : فداك ..
!
قاله ودخل المجلس غافل عن الطرف الثالث الي شهد على حديثهم والأهم على همسه ...
عند قمر اللي رفعت الجوال بأذنها أول ما كتبت الرقم الي ما قدرت ما تحفظه ...
رفعت أصبع كفها اليمين الابهام لشفايفها بتوتر يخالطه شوق تعاظم داخلها ...
لكن سرعان ما تبدد توترها وخالط شوقها مشاعر الحنين أول ما وصل لمسامعها صوت الطرف الثاني من خلف الجوال ، همست بعبره : جدي ..!
-
-
-
<< فلة وليد >>
نزل الجد سعود نظارته من عيونه بتعب ، ورفع رأسه ناحية الباب اللي دخل سعود من خلفه ...
تقدم سعود وانحنى يقبّل رأسه جده بهدوء ، وسرعان عض شفايفه أول ما لف الجد ذراعه على كتف سعود طالبه الحضن ...
ربت سعود بهدوء على ظهر جده وقت حس بضعفه من رجفة جسمه ، همس الجد سعود بضيق: وينك طولت الغيبة يا بوك ..!
التزم سعود الصمت لثواني وقت حس بدموع جده على كتفه ، همس بخفيف : موجود ..!
شده الجد سعود مع كفوفه لحتى يجلس قباله بالسرير ، وقال بين دموعه : طمّن قلبي يا بوي ...
رفع سعود طرف غترته ومسح فيها دموع جده ، قال بثبات: سنَه ، واتّله لك من اذونه ...
نزلت دموع الجد بشكل متتالي وهو يتنفس بارتياح وكنّ جبال من الهموم انزاحت من قلبه أول ما عرف أن محكومية شعيل مدتها سنه وحده ...
رفع الجد كفه لأذن سعود وشدّها بخفيف وهو يقول بين دموعه : سوها ، عشان أتل أذونك معه ...
ابتسم سعود بداخله وقال بمزح خاص بينه وبين جده : أيه يا سعود ، بان الغلا لمين الحين ..!
نزلت دموع الجد من جديد وقال بصدق : والله أنكم عينين بالرأس ، وقلبي معكم كلكم من كبيركم لصغيركم ...
رجع سعود يمسح دموع جده بغترته من جديد ، وقال بإبتسامه: الله يطولنا بعمرك ولا يحرمنا هالعيون ...
ابتسم بداخله بهدوء أول ما شده جده وحضنه من جديد ، خصوصًا أنه فهم وعرف حالة جده من أول ما دخل وشاف عيونه ، يعرف أنه خاف الفقد يعرف أن روحة قمر وسجن شعيل أثرت بجده كثير ، يدري أنه خاف عيونه ما تشوفهم ثاني ، يدري بهذا كله ...
لوهله صابه ضيق وعتب على نفسه كونه زاد على جده بغيبته لأيام، بسبب الشغل وغيره اللي ما خلته يقدر يطل علي جده ساعه ...
سحب الجد نفسه لما سمع رنة جواله ، مسح عيونه بهدوء ، مد يده لجواله ورد بصوته المبحوح : السلام عليكم ...
عقد سعود حواجبه أول ما توسعت عيون الجد بذهول خالطه فرح ، همس بعبره: حي هالصوت يا حييه ...
رمشت قمر بضيق من نبرة الجد الي صابت قلبها ، قالت بخوف : جدي تكبي ..!
ابتسم الجد وقال بهدوء : ما على المشتاق حَرج ، يا جدي ...
جلست قمر وسندت ظهرها على جذع الشجره ، قالت وسط ابتسامتها: وش حيلتنا عند خبث الحنين ، دام الشوق دسّاس .؟!
نزلت رأسها لحضنها وكملت بضيق : كيف حالهم ، طيبين ..؟
رد عليها الجد بنفس الهدوء لما عرف أنها تقصد أبوها وأمها: شوفي نفسك يا جدي ، كانك طيبه فهم طيبين...!
قوست قمر شفايفها بضيق وتجمعت الدموع بعيونها وهي فهمت قصد جدها كونه قرَن حالها بحالهم ،وكيف أن كل الي تمر فيه من مشاعر وغيره هم يمرون فيه أضعاف...
همست بين دموعها : وأن قلت لك ماني ببخير ...
رد عليها الجد بتلقائية وصدق : ماهم بخير ، عايشين لكن ماهم بخير ...
خذت نفس وطلعته بهدوء ، همست : دلنّي ..!
قال الجد بتساؤل صاحبه خوف طفيف : صايّنه الوِد ..؟
هزّت قمر رأسها بالايجاب وقالت بتفكير: مالي بغير الوِد طريق ...
ميلت شفايفها بهدوء وكملت : لكن اطلبكم الصبر ...
توسعت ابتسامة الجد بحب : أجل من هنا لوقتها ، لكم في سكون الليل طاري وحزَه ...
عقدت قمر حواجبها باستغراب لما جمعها الجد مع غيرها وقت قال "لكم "، مين ممكن يكون بعيد عن جدها غيرها ، لكن ما طال استغرابها اول ما توقعت أنه ممكن يكون فراس ...
بعد مده من الكلام ، تنحنحت قمر وقالت بهدوء : جدي ما أوصيك فيهم ...
هزّ الجد رأسه بهدوء وفهم أنها تقصد أهلها : بعيوني يا جدي ، بعيوني ...
سكر الجد ورفع رأسه لسعود اللي كان ملتزم الصمت ، وطلع من صمته أول ما شاف إبتسامة جده ...
مسح سعود على عوارضه وقال بمزح : يسعد قلب من كان سبب هالضحكة ...
رد عليه الجد سعود بابتسامه وهو يغيضه: اي والله يسعدلي قلبها ، والله يقر عيني بشوفتها ...
نص ساعة قضاها سعود مع جده وبعدها طلع وتوجه لفلته ...
دخل الفلة الهادية والمظلمة عدا من الصالة الداخلية ، تقدم بخطواته بهدوء ...
طاحت عينه على توق اللي نايمه على الكنب وحولها كتب وأوراق وكوب قهوة ...
مسح على عوارضه وأبتسم بخفيف أول ما طرأ على باله موقف مشابه لهم كان ببداية زواجهم ...
لف براسه للخلف أول ما حس بخطوات خلفه ، تنحنح وقت شاف الجده أمينه تمشي متجهه له ...
تقدم بخطواته لها وسلم على رأسها ، قال بهدوء وعيونه على ساعته : عسى خير يا عمه ، ليه صاحيه ..!
تكلمت الجدة وهي تمشي وتجلس على أقرب كنبه : الفجر ما بقى عليه شيء ...
لف بعيونه ناحية توق الي عرف أن وراها أختبار مهم ، بسبب عادتهم المشتركة وكيف أنهم ينامون بأي مكان ثاني غير مكان نومهم الأساسي عشان ما تروح عليهم نومه ...
تكلمت الجدة أول ما شافته موجهه نظراته لتوق : تبيني أصحيها لك ...
هزّ رأسه بالنفي وهو يرفع يدينه لحتى يدلك عيونه بإرهاق: لا خليها ، أنا طالع المسجد ...
-
-
-
دخلت توق الفلة بابتسامه و بعيونها تدور جدتها ، وسرعات ما زادت ابتسامتها وركضت ناحية الجده وحضنتها بقوة ...
مسكت وجهه جدتها بكفوفها الثنتين ، وهي تقبّل خدودها بقوة ، قالت بحماس: تيته أحبك تدرين ..؟
بعدتها الجدة عنها وقالت بتكشيره خالطه خجلها المعهود : حبيني مثل ما تبين بس فكيني ...
قوست توق شفايفها وقالت : افا هذا وأنا جايه أبشرك ..!
ابتسمت الجدة بقوة وقال بخبث : حامل ..!
تقلصت ابتسامة توق وتحول لون وجهها للاحمرار من الخجل اللي صابها : تيته ..!
ضحكت الجده بسعاده ورضاء أول ما تشوف تأثير أي طاري لسعود على توق ، قالت بابتسامه: أجل وشهي البشارة ..؟
رجعت ابتسامة توق من جديد رغم خجلها اللي للان موجود : جاني قبول التدريب بأول رغبة لي ...
ابتسمت الجدة بانشراح من فرحة حفيدتها الواضحة وجدًا ، رفعت يدها تدعي وتحمد الله على عطاياه ...
لفت توق برأسها ناحية العاملة الي نازله وبيدها شعيل الصغير ...
نزلت توق اللاب كوت والعباية و الشنطة من كتفها على أقرب كنبه ، وركضت لشعيل الي تحرك أول ما شافها ...
خذته من العاملة وقبّلت خده بقوة: عمري أنا اللي اشتقت لهم ..!
حضنته بقوه ورجعت تقبّله كونها لها شبه يومين مشغوله عنه بالدراسة ، قالت وهي تقوس شفايفها بتعبر : وحشه توته صح ..!
ضحكت لما تفاعل معها شعيل وكنّه يجاوبها ، جلست على الكنب وجلسته على بطنها : جعل توته الصلاح راحت وخلت شعولي ..!
زادت ضحكتها لما بدأ يرجف بطنها بحماس ، لكن تقلصت ابتسامتها أول ما سمعت جدتها تقول: اتركي عنك شعولي وروحي لأبوه ...
رفعت نفسها عن الكنب وقالت بفهاوه : سعود هنا ..!
تحركت من مكانها أول ما استوعبت أن سعود فوق ، مدت شعيل للعاملة ، وركضت بشكل سريع للدور العلوي ...
مررت نظراتها بارجاء الغرفة وقلبها يضرب بمليون شعور تملكها ، وأولهم الشوق الي كان السبب في ركضها السريع...
عرفت أنه ياخذ شور أول ما سمعت صوت المويه تقدمت بخطواتها للطاولة اللي قبال الكنبه ...
مدت يدها للصورة الي بوسط الطاولة، تأملتها لثواني بهدوء وتفكير ...
لفت برأسها ناحية سعود اللي خرج بعد ما بدل وهو يمسح شعره المبلل بالمنشفة ...
لفت برأسها ناحية سعود اللي خرج بعد ما بدل وهو يمسح شعره المبلل بالمنشفة ...
تحركت من مكانها باندفاع ناحيته أول ما تبدد تفكيرها وحل محله مشاعرها اللي دخلت فيها الغرفة ...
ثواني وصارت بحضن سعود اللي تراجع للخلف من اندفاعها ولفت يدينها حول خصره ، وهو بدوره لف يدينه حول أكتافها وهمس بابتسامه : على هونك ...
شدته بقوة لحضنها وقالت بشوق خالطه غيض كون لها أيام اشبه بالطويلة ما شافته فيها : يا ويلك مني تدري..؟
اتسعت ابتسامته وقال بعبط : صراحه ، لا ..!
رفع ذقنها وغمز وكمل بضحكة : لكن دام الويل منك راضي به ...
صغرت عيونها بسخرية ودفته عنها : الأدب ممسوح بقاموسك أنت ..!
شدها له من جديد ومشى فيها ناحية الكنب وجلس وجلسها جنبه ، ميل شفايفه بهدوء وعيونه على الصورة اللي بيدها : رجعيها ..!
شدة على الصورة بكفها وقالت وعيونها بعيونه : أبيها ..!
عقد حواجبه وقال بعدم فهم : تبينها .؟!
كمل بحدة بعد ما هزّت رأسها بالايجاب : توق رجعي الصورة .؟!
قوست شفايفها وقالت بعبره : ليه ..؟
رمش بعدم فهم وقال بصبر : توق ..!
رفعت أكتافها وقالت بإصرار: ليه تبيها ..؟
ألتزم الصمت لثواني لحتى كملت وقالت وهي تتفحص ملامحه : سعود جاوبني ..؟
مد يده بهدوء وسحب منها الصورة وتأملها لثواني معدودة ، رد عليها بثبات : لأنها تخص حلا ...
زمّت شفايفها وقالت بهدوء : تحبها ..؟
رفع حاجبه وقال بسخرية: تغارين .؟!
هزّت رأسها بالنفي وقالت بصدق : أبدًا ، وعمري ماراح أغار منها ...
قال بتساؤل وعيونه بعيونها : أفهم أنك ما تغارين علي من غيرك..؟
توسعت عيونها أول ما استوعبت وش يقصد ، وسرعان ما شدته من تيشيرته بخفيف وقالت بغيض : عشان تعرف أن وياها الويل صح ..؟
ضحك وهو يسحبها لحضنه وثبت جبينه على جبينها : على هونك ، من جرب لذّة وصالك ما عاد يطيب له غيرك
‏بديل ..!
ابتسمت برضاء من بعد كلامه ، لحتى كمل بهدوء : ووش الغير بحلا عشان ما تغارين منها ...
رفعت اكتافها بعدم معرفه وقالت بهدوء : يكفي لأنها حلا ...
رفعت رأسها له وقالت بصدق: إذا أنا دخلت قلبي بغضون أيام كانت بيينا ، شلون أنت .؟!
ابتسم وقال بهدوء وود وحنين لصاحبة الصورة : لها بقلبي قدر ما يعلم به الا الولي الحي ...
ترحمت توق عليها بهدوء ، وخذت منه الصورة وقالت بابتسامه: بس ما عادة الصورة من حقك ...
كملت لما شافت نظرة عدم الفهم بسعود : صارت من حق شعيل...
ارتخت ملامحه بتأثر لحتى كملت توق وهي تتحسس الصورة باصباعها : هي أمه ، ومن حقه تكون الصورة له ...
تحركت من مكانها وتوجهت لأحد الادراج وخرجت منه صندوق متوسط الحجم ،استنتج سعود أنها تحتوي على كل ما يخص حلا بعد ما دخلت توق الصورة داخلها ، وتابع استنتاجه بان هالصندوق بيكون من ممتلكات شعيل الخاصة بعد سنين ...
رفع عيونه ناحية توق الي كانت من أعظم عطايا ربه لروحه وقلبه ...
أيقن أنه مُقيد فيها شعور ، وقلب ، وبال ، وتفكير ، لان مو طبيعي كيف بثانية تقدر تهز توازنه كله وتعيده ...
رجعت وجلست بمكانها لكن يد سعود سبقتها وسحبتها لحضنه ، وشدت على كفوفه اللي حول خصرها...
ثبت خده اليمين على خدها اليسار وهمس بخفوت : أنتِ حظ'ن ما يجيبه غير دعوة ساجد ،راضي ربي عليه ورازقه بر أمه ...
خذت نفس وطلعته بهدوء وقالت بحب : وأنا لا صار مالي حظ فيك انت بذات ،‏ ما عاد ابي غيرك لو يزين حظي ...
بعد دقيقه التزموا فيها الصمت قالت توق بهدوء: مريت على عمي ...
هزّ سعود رأسه بالايجاب وقال بضيق: مريته قبل الفجر...
ميلت شفايفها أول ما شافت ملامح الضيق بوجهه : كيف حاله ..؟
بلل شفايفه باهتمام وقال بخوف : ما تسر ...
عقدت حواجبها لثواني لحتى كمل سعود بخفوت : ضعفه كاسرني ...
رفعت توق كفوفها ومسكت وجهه وقالت بهدوء : تعبان ..؟
هزّ سعود رأسه بالايجاب، وقال بهدوء: حيل ...
زمّت توق شفايفها وقالت بتفكير : ما هقيت أن شعيل يعني له هالكثر ، وينهد له حيل لا غاب ...
رمش سعود بحب عظيم وخاص لأكبر عطايا ربي عليه : وغير شعيل كثير ...
تخاطر لعقلها تساؤل لكن ما حبت تسأله بالوقت الحالي وهي تشوف التعب بعيونه ...
تحركت من مكانها ووقفت وهي تتوجه ناحية غرفة التبديل لحتى تبدل السكراب حقها ...
دقايق وخرجت بعد ما بدلت لبسها لشورت وهودي رياضي لونهم أحمر ...
توجهت بخطواتها ناحيته ودخلت بحضنه من جديد وهي تلف يدينه حول خصرها ...
همست بدلع وعيونها على ساعة الجوال بيدها وتحسب متى ينتهي دوام الجوري : من هنا لساعتين حضنك لي ، ممنوع تتحرك من مكانك ...
رفع سعود سبابته لانفه وقال بهدوء : على هالخشم ...
ابتسمت بحب و غاصت بحضنه وهي تستشعر كلمته الي قالها ، وكيف كان ما يرضى غير بمثلها من اللي قباله ، صار يقولها لها هي ، هي دون غيرها أحد ..!
بوزت من شعرها اللي طاح على وجها وقالت بهدوء : سعود جدل شعري ، ما فيني حيل ...
هزّ رأسه بالايجاب وهمس بنفس الهمس الهادي : أبشري ...
قاله وهو يرفع رأسها و بدأ يضفر شعرها الطويل الي أول ما حركه اجتاحته ريحة عطرها الي تغلغلت بداخله ، خلص ورجعها لحضنه من جديد ودخلوا بينهم بحديث مطول بينهم كان غزل سعود بتوق هو الجزء الأكبر منه ...


نتوقف هنا...

أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 10:00 AM   #42

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 40

-
-
-
<< المرسم >>

"العصر"

خطت خطاويه داخل المرسم بهدوء وعيونه ثابته على لمياء اللي جالسه على الكرسي قبال اللوحة اللي ترسمها ...
توسعت ابتسامته برضاء من منظرها الي أخذ له عقله وغربله ...
كانت لابسه شورت جنز افرول وداخله تيشيرت ابيض لنص البطن ، ورافعة نص شعرها العلوي ببندانه وتاركه الجزء السفلي باريحيه ...
تقدم ناحيتها بابتسامة وقت شاف عبوس ملامحها اللي سرعان ما عرف سببه وانه انشغل عنها اليومين الي طافت ...
تركت لمياء لوح الالوان وفوقهم الفرشه بعد ما فشلت في تركيزها بالرسمة ، قوست شفايفها بضيق : ياربي منك يا طلال ...
توسعت عيونها وشهقت بهلع أول ما حاوط طلال خصرها من الخلف وثبت خده اليمين بخدها اليسار وهمس بصوته : ياللي زعلان مني ومخاصمني ومش عايز تاني تكلمني ...
شدها لحضنه ورفعها عن الكرسي وتوجه فيها ناحية الكنب بالخلف ، جلس وجلسها معه وكمل : واخد على خاطرك اوي مني يا حبيبي انا آسف ...
شدت لمياء على يدينه حول خصرها وابتسمت بداخلها أول ما سمعت صوته الي تعشقه بجنون ...
هزت رأسها بالنفي وهي تحاول ما تبين رضاها بحضنه : طلال بعد عني ممكن ..!
ضحك غصب عنه وعيونه على يدينها الي شاده بيده على خصرها دليل على رضاها بقربه ، قال وهو يتذكر سبب عبوسها : عيونه أنتي ، قولي لي وش سوا فيك طلال ...
تنهدت وبعدها قالت وهي تأشر باصابعها : زعلني يومين ...
قوست شفايفها بتعبر بالوقت الي قال بابتسامة: افا ..!
هزّت رأسها بالايجاب وكملت تعداد : ولا كلمني تخيل ..!
سند ذقنه على كتفها وقال وهو يجاريها : وبعد ..؟
ميلت شفايفها بتفكير ، وسرعان ما تأففت لما ما حصلت شي زايد : بس خلاص ...
قبّل عنقّها من الخلف وهمس بحب : وعسى القلب رضى علي الحين ..!
صغرت عيونها بتمثيل للتفكير ، لكن سرعان ما ضحكت غصب أول ما حست بأصابعه تدلدغها بخصرها : طلال اتركني ..!
قال بعناد وهو مستمر يدلدغها : أول قولي ..؟
انحنت ناحية صدره وقالت بين ضحكها : والله سامحتك ، خلاص فكني ...
ضحك بانشراح اول ما شاف غمازاتها المحفورة : و..؟
كملت وهي تمسح دموعها الي نزلت من ضحكها بيد ، واليد الثانية تحاول تبعد اصابعه عنها : وتوبه ما أزعل منك مره ثانيه ...
قال باصرار وهو مكمل دلدغه : و..؟
عقدت حواجبها وقالت وعيونها بعيونه : أيش ..!
لكن سرعان ما ابتسمت لما فهمت قصده ، تقدمت وقبّلته بخفيف ، بعدت وقالت بحب : وطلال حبيبي وعمري ودنيتي كلها ..!
ابتسم برضاء ورفع يده لخدودها ورجع قبّلها قبّلة مطوله تحمل داخلها كل معاني الحب اللي يكنونها داخلهم لبعض ...

بعدت عنه بهلع أول ما سمعوا ثنينهم طق الباب لحتى قالت لمياء بخجل : مين ..؟
دخلت الجوري من خلف الباب وقالت ببراءة : أنا ...
توردت ملامح لمياء وابتسمت اول ما ذكرت أنها قايله لجوري تجيها : تعالي جيجي ...
اندفعت الجوري ناحية طلال بحماس وجلست جنبه وقالت بابتسامه عبيطه : عمو طلال ...
رجع طلال ظهره للخلف وقال بقهر : نعم ..!
تقلصت ملامح الجوري وقال بعبوس : ليه زعلان ..؟
رفع طلال عيونه ناحية لمياء الي كاتمه ضحكتها وقال بهدوء : مافيني ...
عقدت الجوري حواجبها وعيونها على لمياء : أنتي خليتيه يزعل ..؟
توسعت عيون لمياء وقالت بسرعه: هو اللي بدأ يزعلني ...
لفت الجوري ناحية طلال وقالت بعصبية: ليه زعلت لمياء ..؟
هنا فتحت لمياء شفايفها وقالت بذهول : واه ، يمه كفو جيجي هاوشيه ...
رفعت الجوري يدها وقبصت فيه أنف طلال بخفيف : ترا ما اسمح لك تزعل لمياء ...
مسك طلال معصم الجوري وسرعان ما قلبها وصار حاجز جسمها بمعصمها وقال وهو يلعب بحواجبه : زعلت مين قلتي لي ..؟
قالت الجوري بين ضحكها اللي طلع غصب من حجزه لمعصمها : محد ...
قال باصرار مماثل لاصراره على لمياء : ما اسمع ...
صرخت الجوري بتكرار لكلمتها وهي تحاول تفك نفسها منه بدون فايده : والله محد ...
ابتسمت وقالت بمراوغة : أنت مستحيل تزعل أحد ...
كملت بعبط : أكيد لمياء اللي زعلتك مافيها ون تو ...
شهقت لمياء وقالت بصدمه : يمه ينخاف منك أنتي مالك صاحب ...
غمزت الجوري للمياء وكملت لطلال : بس ما يمنع أنك تراضينا صح ..؟
رفع طلال حاجبه وقال بذهول : أراضيها تمام ، بس أنتي ليه ..!
عقدت حواجبها وقالت ببساطة : يا ليل اعتبرني زعلانه منك وراضيني طيب ..!
بعد عنها طلال وعدل جلسته ، قال وهو يجاريها: على أمرك ...
كمل وهو يسند خده على كفه اليمين : هاتي أشوف ، وش تبين ...
وقفت الجوري وتوجهت ناحية لمياء لحتى تلبسها مريلة الرسم ، وقالت : أنا أبي بيضة كندر ، وأنتي ..؟
ابتسمت لمياء وقت شافت نظرة الجوري لها ، وقالت وعيونها ناحية طلال : خذت رضاوتي أنا خلاص ...
لفت الجوري لطلال الي قال بتفكير: أذكر جابر قبل اسبوع جاب كروتين منه ..!
زّمت الجوري شفايفها بورطه ، وقالت وهي تشتت عيونها : كلتهم ...
هنا ارتفع صوت طلال ولمياء مع بعض بذهول : كل الاثنين ..؟
رمشت الجوري بسرعه وهي تهز رأسها بالايجاب ، وسرعان ما قالت : بس والله فهد يعرف والله ...
تخصرت لمياء وقالت باستيعاب: قلتي لي فهد ، يعني توق ما تعرف ..!
سكتت الجوري وقالت بعدها باحباط: خلاص والله هذه المره ما اكلهم بسرعه واقول لتوق بعد ...

وقف طلال من مكانه وأنحني وهو يشد خد الجوري : الواحد كيف يطاوعه قلبه ويقول لك لا ..؟
قاله وخرج تحت ابتسامة لمياء العاشقه وابتسامة الجوري الطفولية المنتصرة ...
سحبت لمياء الجوري ناحية اللوحة وجلستها على الكرسي ، وبدت معها خطوات الرسم تحت صوت طلال الشجي الخارج من السماعة بعد ما شغلتها لمياء ...
-
-
-
<< فلة هاله >>
وقفت سحر قدام مراية الاستقبال وأخذت نظره سريعة على شكلها قبل لا تدخل المجلس ...
كانت لابسه بنطلون خصر عالي وعليه بدي حرير بيج ومدخله نهاية البدي داخل البنطلون، وشعرها القصير تركته طايح على وجهها بنعومة ، واكتفت بروج نود ومسكرا على رموشها ...
ابتسمت برضاء وشغف يتخلله خجل ، رفعت يدها لقلبها الي يدق بقوة دلالة حتى تأثير اللي داخل المجلس عليها ...
تقدمت بهدوء ودخلت المجلس وسرعان ما اجتاحتها ريحة العود الي عرفت أن مصدرها منه ...
رفعت عيونها ناحية عيونه الحادة الي ثبتت عليها من أول ما دخلت ...
تقدمت ناحيته بخطوات حاولت قد ما تقدر تخليها متوازنة ، لأن نظراته الحادة ما مرت عليها بسلام ...
عدل قاسم جلسته وارتسمت شبه ابتسامة على محياه وعيونه المفتونة تتأمل سحر اللي سلمت وجلست جنبه ...
عضت سحر شفايفها وقالت بخجل : قاسم ..!
رمش بهدوء ورفع يدها وسحبها لحتى صارت ملاصقه فيه ، وهمس : سمِّي ...
رفت يدها لفكه ودفت وجهه بخفيف وقالت بحرج : عيونك ..!
زمّت شفايفها بابتسامه لما سمعت صدى ضحكته الرنانة ونظراته رجعت عليها ...
همست بابتسامه وهي تثبت عيونها بعيونه : يصير تكون مؤدب وترد السلام ..!
هزّ رأسه بالايجاب وقال بطاعة لنهاية جملتها : وعليكم السلام...
كمل وهو ياخذ منها فنجان القهوة : رده واجب ، وبخصوص الأدب ما أوعدك ...
قالت بابتسامه ود واحترام لأم قاسم : مبروك ترقية خالتي ...
ابتسم خاطره أول ما جاء طاري أمه اللي ترقت بوظيفتها وصارت مديرة قسم ، رد بفخر وحب : يبارك بعمرك ، الله يلحقني وأشوف فخر ولدي فأمه بيوم ...
توسعت ابتسامتها وغورقت عيونها بتأثر من كلامه ونطقت من أعماق قلبها : أمين ويخليك لقلبي عُمُر ...
كملت بهدوء بعد ثواني من الصمت : قاسم ...
ثبت قاسم عيونه عليها بهدوء لحتى يحثها على الكلام ، لحتى كملت سحر براحة وامتنان : شكرًا ...
عقد حواجبه بعدم على لحتى قال بتساؤل: على ..؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه وقالت ببساطة: يصير أقول على أنك قاسم ..!
هزّ رأسه بالايجاب وسحب رأسها وهو يقبّله وقال بهدوء : يصير يا بعد الدنيا أنتي، يصير ...
ميلت شفايفها وقالت بتوضيح لكلامها : ولأنك كسرت أكبر مخاوفي ...
رفع قاسم ذقنها بكفوفه وقال بتساؤل: أي مخاوف..؟

رفع قاسم ذقنها بكفوفه وقال بتساؤل: أي مخاوف..؟
ميلت شفايفها وقالت بتفكير: يعني ما كنت من الرافضين أن المرآة تاخذ مناصب عاليه ...
رفع حاجبه وقال باستغراب من كلامها : وليه أرفض .؟!
رفعت أكتافها بعدم معرفه وقالت بتفكير: يعني ممكن تكون من اللي يقولون المرأة تحكمها العاطفة ومن هالكلام الي فيها تنقيص للمرآة ...
بوزّت شفايفها وكملت بسخرية : وماخذين المرآة ناقصة عقل ودين لهم حجه ..!
ابتسم قاسم اول ما رفعت سحر يدينها وهي تكمل كلامها : هم لو فكروا شوي كان ما وصفوا المرآة بالناقصة ..!
قال قاسم بتساؤل بعد أخر كلامها : فكروا في أيش ..؟
مدت سحر فنجان القهوة لقاسم من جديد ، وردت عليه ببساطة : في كمال الله ...
سندت معصمها على ظهر الكنب خلفها وكملت بمنطق : لأنهم بمفهومهم هذا يستنقصون من خلق الله ...
ابتسمت وقالت بثقه وثبات : وحاشاه سبحانه كامل ، اتقن وابدع في خلقه ...
ابتسم قاسم باعجاب من رجاحة عقلها ، وزادت بسمته لما ثبتت سحر عيونها بعيونه وقالت بحب : والحمدالله أنك قاسم ، لأن لو نجحت بيوم فدعمك لي راح يكون أول الأسباب بعد توفيق الله ...
شدها قاسم لحضنه من خصرها وثبت جبينه بجبينها وهمس بنبرة مليانه عشق : وش يقول البدر .؟!
ردت عليه سحر بتفكير وسط ابتسامتها : وش يقول ..؟
كمل بنفس نبرة الهمس الي وصلت لاعماق قلبها : دامك زرعت الحب في داخلي ورد ..؟
همست سحر بتزامن مع همسه وكملت مقولة البدر : ‏انا ما ابي غيرك من الناس يسقيه ...
وسرعان ما توردت ملامحها وقت ضاعت بقبّلة قاسم الي ما قدر يتمالك نفسه أكثر ...
ثواني وبعدت سحر عنه وقالت بخجل : مو قلنا تصير مؤدب ..!
رفع قاسم يده لقلبه وقال بتحلطم: اخخ بس يا عزتي لقلبي الصابر ...
ضحكت بفرحة عجزت تخبيها وعجزت تكتم المشاعر الي يحركها قاسم بوجوده معها ...
-
-
-
<< فلة صقر وغيم >>
رفع صقر عيونه ناحية غيم اللي نزلت وبيدها تركي الصغير ، وتصوت للعاملة حتى تاخذ منها العباية...
وقف وتوجه لها واخذ منها تركي بالوقت الي هي لبست عبايتها ...
ثواني وخرجوا من الفلة حتى يركبون السيارة ويتوجهون للمستشفى عشان تطعيم تركي ...
نص ساعة طريق بعدها وصلوا للمستشفى ، نزل صقر وأخذ تركي من مقعده الخلفي وغيم جنبه ...
جلست غيم على الكرسي وتركي بحضنها وصقر قبالها واقف ، ثواني ودخلت الممرضة وسلمت عليهم بابتسامه...
رفعت غيم رأسها عن تركي الي بحضنها ويلعب باصابعها ، توسعت عيونها بخوف أول ما شافت الابره ...
لفت بعيونها ناحية صقر الي ماسك نفسه لا يضحك من ردة فعلها الي استوعبها اخيرًا لانه من اول ملاحظ توترها ...
همست لصقر بخفيف وعيونها على الابرة : صقر ، الله يخليك قولهم يصغرونها ...
تكتف صقر وسند ظهره على الجدار ، وقال وهو يجاريها بالكلام : يصغرون أيش ..؟
قوست شفايفها وقالت بتوتر : الابره ، حرام عليهم والله كبيره عليه ..!
هزً راسه بالايجاب ورفع راسه للممرضه وهمس بهدوء حتى تبدا تطعم تركي ...
لكن يد غيم منعتها بسرعه بحركة لا إراديه منها ، وقالت بهمس : لحظه شوي ...
قالته وقبّلت رأس تركي وهي تسمي عليه ، ثواني ورفعت نفسها حتى تسمح للممرضة أنها تكمل شغلها ، لكن بدون ما تحس شدّت تركي لحضنها أول ما قربت الممرضة...
تنهد صقر وقال بهدوء وعيونه عليها : غيم وبعدين ..!
تأففت غيم وخففت شد على تركي ، وهمس بهدوء : خلاص طيب ...
وفعلا كملت الممرضة شغلها ، ثواني وصدى صياح تركي كان مالي الغرفة ، وما كان هو لوحده كانت دموع غيم معه ...
ابتسم صقر غصب عنه أول ما شاف دموع غيم الي شاركت تركي بالبكي ...
رفعت غيم رأسها وقالت بقهر بين دموعها وقت شافت ابتسامته : صقر ..!
تقدم صقر ناحيتها وسحب رأسها لحضنه وهو يسمح عليه بالوقت الي طلعت منه ضحكه ما قدر يكبتها ...
اشر للممرضه الي تناظر غيم بذهول لحتى تكمل شغلها ، ابتسمت الممرضة بضحكة بعد ما فهمت ان الوضع طبيعي من ردت فعل صقر وكملت تطعيم الفخذ الثاني ...
دفنت غيم وجهها بحضن صقر اول ما سمعت صراخ تركي من جديد ، وتحس قلبها يتقطع من صياحة وصوته المبحوح من كثر البكي ...
همس صقر بعد ما خلصت الممرضه وعيونه على تركي الي تلون وجهه من البكي : هيا خلصنا ...
تركت غيم حضنه وسحبت تركي لحضنها بخفيف عشان ما تضغط على مكان الابره ، قبّلت رأسه وخده وهي تسمي عليه لحتى يهدأ ...
خرجوا من المستشفى وركبوا السيارة، جلست غيم وحطت تركي عليها بدال مقعده الخلفي ...
قوست شفايفها لما شافت ملامحه اللي مازال واضح فيها البكي وتعابير وجهه المتألمة ...
انحنت وهي تقبّل كفوفه وقالت بغصه : ياروح ماما أنت عوروك الوحشين ..!
كملت وهي تمسح دموعه للمره المليون ودموعها للمره المليار : نخلي عمو صقر يطقهم عوروا حبيب ماما ..!
دفنت وجهها بعنق تركي وهي تتنفس ريحته ، وقالت بخفوت : ياربي لا تحرمني حسه يارب ...
نزلت من السيارة اول ما وصلوا للقصر وبيدها تركي الي غفى من كثر البكي ...
رفعت رأسها ناحية صقر الي قال باستعجال وعيونه على ساعته : انا رايح لأبوي ، سلطان وصل ...
هزّت رأسها بالايجاب وتوجهت بخطواتها ناحية الفلة الي كانت فيها مع تالين قبل زواجها من صقر ، والحين تالين لوحدها فيه ...
دخلت بعد ما فتحت لها العاملة الباب ، وتقدمت لتالين اللي كانت جالسه بملل على الجوال سلمت وجلست جنبها ...
رفعت تالين رأسها لغيم وسرعان ما شهقت أول ما شافت وجهها المنتفخ : يمه ، وش فيك ..؟
نزلت غيم تركي على الكنب بينهم وقالت بتعبر وهي تشوف ملامحه النايمة : كنت بالمستشفى ..!
عدلت تالين جلستها باهتمام وقالت بخوف : بسم الله ، خير ..؟
قالت وهي تقوس شفايفها وقت تذكرت صياح تركي : عشان نطعم تركي ...
رمشت تالين باستيعاب وسرعان ما صرخت بقهر : الله يخرش عدوك ، بس..!
عضت غيم شفايفها وقالت بقهر : وش بس ، ما سمعتي صياحه أنتي ، قطع قلبي ..!
كملت وهي تنحني وتقبل خدوده بنعومة: عمري النايم أنا حبيب ماما ...
قالت تالين بتساؤل وعيونها على وجه غيم : لا تقولين لي كنتي تبكين معاه ..!
مسكت تالين جبهتها لما هزّت غيم رأسها بالايجاب ببراءة : ياويلي فشلتنا ...
ناظرتها غيم بطرف عين وهي تاخذ القهوة من العاملة بعد ما جابتها ، وقالت بجديه : ما علينا ، المهم وش مسويه بدراستك ..؟
زمّت تالين شفايفها وقالت: ماعليها زينه ...
صغرت غيم عيونها وقالت بتشكيك : تالين طالعي بعيوني ، تداومين لو لا ..؟
تنهدت تالين وقالت بضيق: والله اداوم ، والله ..!
عقدت غيم حواجبها بعد ما لاحظت الضيق بعيون تالين : تالين حبيبي أنتي ، ليه الضيق الي بعيونك ..؟
هزت تالين رأسها بالنفي وقالت بهدوء : مافيني شي ، عادي ...
قربت غيم من تالين ورفعت يدها وهي تمسك ذقنها وقالت بتمعن: احكي ، عيونك مليانه كلام ...
قوست تالين شفايفها وقالت بنبرة مرتجفة : أحس بضياع ...
كملت وهي ترفع أكتافها بعدم معرفه: مدري أحس أن مافيه أحد معي ...
عدلت جلستها وقالت بانفعال عجزت تمسكه ولا تمسك دموعها اللي نزلوا : معرف كيف اشرح لك غيم ، بس ...
ارتخت اكتافها وكملت بخجل وهي تشتت عيونها عن غيم : احس اني دخيله بينكم ...
شدت غيم عليها بقوة وقالت بجدية: وأنا وين رحت ...
كملت بنفس نبرة الجدية : خليك مني أنا ، أظن أنك سمعتي بأذنك وش قال لك عمي ، ولا ..؟
هزّت تالين رأسها بالايجاب بخجل ، لحتى كملت غيم : قالها لك بصريح العبارة حياك ببيتك ، وعدّك مثلي ومثل حلا الله يرحمها ، وقبلها مثل بنات عياله ...
كملت بهدوء وثقة: وعمي عمره ما قال كلمه إلا وكان قدها ...
رفعت تالين أكتافها بعدم معرفه وقالت : أدري ...
قالت غيم وهي تمسح دموع تالين بابتسامه: عشان كذا امسحي دموعك ، وتاكدي أن عيال آلـسعود كلهم خلف ظهرك وسند لك دام عمي حطك بعهدته ...
ابتسمت تالين بين دموعها اللي مسحتها ، وقالت: غريبه جايه لي هالوقت وين صقر عنك ..؟
ردت عليها غيم وهي تعدل اللحاف على تركي : راح لعمي ، أتوقع سلطان موجود...
ميلت تالين شفايفها بتفكير وسرعان ما عرفت أن سلطان جاي بخصوص موضوع ام خلود وفعايلها..
ميلت تالين شفايفها بتفكير وسرعان ما عرفت أن سلطان جاي بخصوص موضوع ام خلود وفعايلها ...
لفت رأسها ناحية الباب الي دخل من خلفه صقر بطوله وثباته ، تنحنح وتقدم لهم وعيونه على سبحته الي بيده ...
رفع رأسه لغيم الي وقفت وهي تتقدم له واردف بهدوء : تالين ، سلطان ينتظرك برا ..!
عقدت غيم حواجبها من نبرة صقر الثابتة رغم غرابة الي قاله ، لفت برأسها لتالين الي جمدت بمكانها ولا قدرت تتحرك ، ومليون فكره وفكره برأسها ، وش قال لهم سلطان الي يخليهم يوافقون انها تطلع معه ..!
وفوق المليون فكره اجتاحها مليون شعور ، أوله شوق لسلطان وأخره خوف لكن مو من سلطان وهذا الي متاكده منه ...
رفعت عيونها ناحية غيم وكنّها تأخذ منها الأذن حتى تطلع معه ...
أشرت لها غيم بالموافقة ، رغم كونها مو مقنعة لكن استشعرت من موافقة صقر أن الموضوع يتعدى طلعه ...
تحركت تالين وتوجهت للأعلى ثواني ونزلت وبيدها عبايتها ، لبستها بشكل سريع وهي توقف عند مراية الاستقبال ...
سحبت ربطه شعرها وانحنت بظهرها وهي تلعب بشعرها عشان تفكك خصل شعرها الكيرلي وترتبه أكثر ...
لفت ناحية غيم بشكل سريع وهي ناوية تسألها عن شكلها : غيم ..!
لكن سرعان ما توردت خدودها بفشلة يتخلله حياء أول ما شافتهم يناظرونها بضحكه مكتومه ، رفعت يدينها وخرجت بسرعه : خلاص باي ...
ضحكت غيم من قلب وقالت بين ضحكها قاصده البنات وبشكل أخص توق وهيام ولمياء وليالي من كثر ما تريقت عليهم تالين : وينكم تشوفون اللي أشوفه ..!
لفت رأسها ناحية صقر الي ابتسم بخفيف من حركات تالين لضحكة غيم الي طيرته للسماء : به علم ..؟
هز رأسه بالإيجاب وبسمته ما انمحت: خطبها ...
رمشت غيم بذهول وعدم استيعاب وألف سوال يدور ببالها : متى ،كيف ، من مين ،ليه..؟
رفع صقر كتوفه بعدم معرفه وقال بابتسامة: متى وكيف وليه ، ما أعرف لهم جواب ...
كمل وهو يسمح على عوارضه: لكن من مين ؟ طلب يدها من عمك وعطاه ...
ميلت غيم شفايفها بتفكير ، لا إرادي خافت على تالين ، تحس بالمسؤولية تجاهها ، حست ودها تطمن أكثر على تالين ...
رفعت عيونها لصقر الي مسك ذقنها ورفع رأسها أول ما شاف ملامحها الي ما عطته أي ردت فعل : قولي ..!
عضت غيم شفايفها وقالت بحيرة : ما أعرف صقر ، لكن ...
عضت غيم شفايفها وقالت بحيرة : ما أعرف صقر ، لكن ...
كمل كلامها الي فهمه صقر بعد سكوتها : شايفه سلطان فيه الي يستاهل يتبع اسمه لكن ..!
هزت رأسها بالنفي بسرعه رغم عدم معرفتها فيه ، لكّن سمعت سلطان الطيبة يشهد لها القاصي والداني : بحق ما سمعت عنه إلا كل خير ...
كملت كلامها بنبرة هادية : تالين ، تالين اللي يتبع اسمها بلكن ..!
رفعت رأسها لصقر وقالت بوضوح: صقر تالين من صغرها وهي صاحبة قرارات نفسها ، بعمرها ما أخذت أوامر من أحد ، مو عناد فيها ، لكن من أصله محد وجهها ولا قال عليها كلمه ، خايفه هذا الشي يرجع عليها بشكل سلبي ..!
مسكها صقر من كفوفها وقال بابتسامة: واللي يقول لك تالين شايفه بسلطان حياة ..!
ابتسمت غيم بحب وعيونها بعيون صقر ، وقالت بصدق : الله يسخره لها مثل ما سخرك لي وأكثر ...
زادت بسمته من بسمتها وانحنى وهو يقبّل رأسها بحب واحترام لصاحبة قلبة وعقله وكله ، لها ...
تنحنح وهو يبعد ويعدل شماغه بثبات: غيم أبوي ...
تقلصت غيم ابتسامتها بعد ما شافت ملامح صقر الي تبدلت ، قالت بريبة : صقر أيش فيه ...
مسح صقر حواجبه وقال بهدوء وهو يسحبها معه للخارج : أبوي عنده الي راح يقوله لك ...
ألتزمت غيم الصمت وخرجت معه بهدوء وهي تشد على كفه وبيدها الثانيه لافتها على عضده ، وتوجهوا اثنينهم لمكتب الجد ...
-
-
-
عند سلطان اللي خرج من دوانية سعود وتوجهه بخطواته ناحية سياراته وهو يدخل جوالاته ومفاتيحه داخل جيبه ...
ركب السيارة وعدل شماغه بهدوء سند نفسه للخلف وهو يسترجع بعقله النقاش المطول بخصوص موضوع أم خلود اللي جمعه مع الجد سعود ووليد وجاسم وصقر وسعود ومشاري ، وكان لازم يرجع لهم قبل لا يقدم بأي خطوه ، بما أن وليد وزوجته منى لهم النصيب الأكبر من الموضوع ...
رفع رأسه ناحية تالين اللي خرجت من فلة غيم وتوجهت له بخطوات متردده ، أبتسم خاطره لشوفتها ...
تنهد بهدوء وهو يتذكر أول خطوه وهو أنه يبلغ على أم خلود بشهادة تالين نفسها لحتى يرفعون عليها قضيه ويأخذون ورقة من المحكمة العليا بتفتيش بيت أم خلود ...
انحنى ناحية باب الراكب وهو يفتح لتالين الباب من الداخل ، وحركته هذه ترجمت مشاعر الشوق الي وصلت لأعلى مراحلها داخله وكنّه مو قادر يصبر ثانيه زود ..!
عضت تالين شفايفها ووجهها تفجر بالحياء ، ركبت السيارة وعيونها ناحية كفوفها الي ضامتهم ببعض ...
تحس بتوتر غريب عليها ما تعرف سببه ولا وش مصدره، ممكن عشانها لأول مره تروح معاه بطلب منه مو بحكم القدر والصدف ...
رفعت رأسها ناحيته وسرعان ما رجعت نزلتها وقت لمحت نظراته اللي مثبتها عليها بدون حتى ما يرمش ...
همس بهدوء بين ابتسامته وهو يحرك سيارته خارج القصر : اربطي حزامك ...
ربطت حزامها بطاعه وقالت بحيرة وهي تشوف السيارة تتحرك مبتعدة عن القصر : وين رايحين..؟
رد عليها وعيونه مركزه بالطريق : المركز عند سعود ...
ناظرته بحيره لكن قطع حيرتها بعد ما كمل كلامه : بخصوص أم خلود ، ومحتاجين شهادتك ...
ارتخت أكتافها أول ما فهمت أن سعود راح يرفع القضيه ويتابعها من أولها ...
كتفت يدينها وريحت ظهرها للخلف بضيق ، فكرة أن هي بذاتها الي تشهد على عمتها توجع وتوجع حيل ، مو سهل على القلب أنه يشهد على اللي من دمه ، لكن ما باليد حيله طالمًا صاحب الشأن جنى على نفسه ودمر نفسه بنفسه ، متناسي تمامًا أن أي فعل باطل راح يكون عائد عليه وأن الله يمهل ولا يهمل ...
ورد عن الرسول أحاديث كثيره تحذر من الشر لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ( إنَّ من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإنَّ من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)...
كمل سلطان طريقه بهدوء محترم صمتها الي وضح له لأي مدى هي وصلت بفكرها ناحية عمتها اللي الواضح أنها مشت بنهج أخوها بشرها ...
وصلوا المركز و توجهوا بخطواتهم داخل المبنى وكان سعود باستقبالهم ، ثواني ودخلوا المكتب اللي جالس فيه الضابط الي بيمسك القضية ...
جلس سعود قبال تالين الي معالم الخوف كانت واضحه بملامحها وخلفها واقف سلطان وعاقد يدينه بهدوء ...
ناظر سعود بعيون تالين الخايفة وقال بهدوء : تالين...
رفعت تالين عيونها لسعود وبلعت ريقها وهي مو مستوعبه أنه يكلمها بكل هذا الهدوء المناقض تمامًا لهيئته الي تفسر كل معاني الهيبة والشموخ ، ورجع لعقلها منظره وهو منفعل وقت كانوا بالسفارة بروسيا لما فقدوا شعيل وقمر ، كمل سعود : أبيك تقولين كل الي سمعتيه ، كله ما أبي تغفلين عن أي تفصيل ولو صغير ، تمام ..؟
لفت تالين رأسها للخلف ناحية سلطان كانت محتاجه اشاره بسيطه تستمد منها الأمان ، وما بخل عليها سلطان وعطاها الأمان الي كانت تطلبه وهو يأشر لها بعيونه ...
أخذت نفس وطلعته بهدوء وهي تلف ناحية سعود : أن شاء الله ...
هزّ سعود رأسه بالايجاب ولف ناحية الضابط وقال بهدوء لحتى يترك المجال له : سم يا خالد ...
هزّ سعود رأسه بالايجاب ولف ناحية الضابط وقال بهدوء لحتى يترك المجال له : سم يا خالد ...
لفت تالين للضابط خالد اللي بدأ يسألها وهي تجاوب ومع الوقت راح التوتر منها وصارت تتكلم بكل سلاسه وهدوء ...
نص ساعه وخرجوا سلطان وتالين من المركز بعد ما وقعت تالين على أقوالها ...
جلست تالين وعقلها كله عند كلمت سعود اللي قالها لسلطان قبل لا يطلعون " لا تقطعنا يا أبو يوسف ، الله يوفقك ويسهل دربك وين ما تكون "...
ثبت سلطان أصابع كفه اليسار السبابة والوسطى بشفايفه وساند يده على شباك السياره ، وبطرف عيونه يتابع تحركاتها الي وضحت له أن بداخلها حكي ، لكن قرر يتركها لحتى هي تقول الي تبيه ...
رفعت تالين يدينها لخلف رقبتها وهي تدلكها ، رفعت رجولها وتربعت على الكرسي بالوقت اللي لفت ناحية سلطان بجسمها تنحنحت وقالت بارتباك: آمم سلطان..!
رد عليها سلطان وعيونه بالطريق: سمّي ...
ميلت شفايفها وقالت بتساؤل : أنت ، يعني أنت راح تروح ..؟
ابتسم على جنب أول ما عرف أيش الي يدور بداخلها وقال بثبات : وين أروح ..؟
كملت وهي تأشر بدينها : تروح تروح ، يعني تسافر ..؟
هزّ رأسه بالايجاب وأردف بهدوء : راح أستقر بالشرقية أن شاء الله...
ميلت تالين شفايفها بضيق ، لكن سرعان ما تجمعت الدموع بعيونها بعد ما كمل سلطان كلامه : بعد ما أتزوج أن شاء الله...
انقبض قلبها ، انهارت مشاعرها المولده تجاهه ، كبير عليها هذا الكم من خيبة الأمل ، سلطان كان الحياة اللي تشوفها لحتى تعيش ...
عضت شفتها بقوه وهي تحاول تكتم شهقتها ، يا قسوة قلبك يا سلطان ، والله قلبي ما يقوى تبعد عنه ولا يقوى هذا التصريح منك أنت بالذات ...
عدلت جلستها وعيونها لقدام ، كتفت يدينها وكتمت داخلها أعظم خيبة أمل تجرعتها ، ذاقت بحياتها خيبات لكن ما كسرها إلا زواجه ...
ودها تصرخ ودها تبوح ودها تقول الي بخاطرها ودها تعترف له بلي بقلبها ودها تقوله " أحتاجك بدرب ما أقوى ظلامه " لكن الكلام وصل حلقها ووقف ، مثل الغصه الي لاهي طلعت وريحت صاحبها ولا رجعت وتجاوزها ...
واللي عورها أكثر أنها مالها أي حق فيه ، أضعف الايمان مالها الحق أنها تعاتبه أبدًا ، طالما هي اللي حلمت وهي اللي عاشت الحلم ..!
قوست شفايفها بضيق وقالت بتعبر ما قدرت تخفيه : أبي آيس كريم ...
لف سلطان ناحيتها بذهول وهو الي كان يدرس كل حركاتها ولا فاته دموعها الي علقت بعيونها ، قال بعدم فهم ، أو بالاصح فاهم لكن مو مستوعب : نعم ..!
تحشرج صوتها وقالت بتكرار لكلامها بين دموعها : أبي آيس كريم ...
لوهله ضحك من طلبها الي مناقض تمامًا لحالتها ، لكن قرر يجاريها وقال بضحكه وهو يأشر بعيونه : أبشري ، من هالعين هذه قبل هذه ...
ردت بسرعه بدون لا تركز بكلامه وكنّها مستعده عشان تقول له نكهة الآيس كريم : توفي ...
زادت ضحكته الرنانه الي سحرتها وطيرت لها عقلها ، لكن قالت بحنق بين دموعها : لا تضحك ..!
قالته وهي تلف بوجهها عنه ، بالوقت اللي هو ألتزم الصمت قدام فتنة ملامحها السمراء وعيونها العسلية الي عكستها الشمس بشكل آسره واربك قلبه اللي تاب عن الحب ...
وقف السيارة قدام محل الآيس كريم ثواني ورجع وبيده نكهتين " تشوكلت وتوفي "...
مد اللي بالتوفي لتالين وحرك سياراته وهو يأكل بهدوء ونظراته كانت ما بين الطريق وبين السمراء الي بيمينه والي تاكل الآيس كريم وهي مبوزه وكنّها تحط حرتها كلها بالأكل...
ميلت شفايفها وقالت بضيق وعيونها لقدام : تحبها ..؟
توسعت ابتسامة بحب وقال بصدق : فوق ما تصورين ، لو العالم كله بكفه ، وحبها بكفة تنازلت عن العالم كله لخاطر عيونها ...
ميلت شفايفها بعدم إعجاب : الله عليك ، عمومًا الله يهنيكم ...
توسعت ابتسامته وقال بحب واضح بعيونه : آمين ، الله لا يحرمني حسها يارب ...
عضت شفايفها بقهر ، فيها فضول تعرف مين الي قدرت وكسبت حب واحد مثل سلطان ، بعد ما كانت وحده محتله قلبه وكله ،وما كانت أي وحده كانت قمر الي خذت من أسمها نصيب وكانت أسم على مسمى..!
حركت رجلها بتوتر تبي توصل البيت ما عاد تبي تجلس ثانيه زيادة معه ، خلاص ما عاد فيها تسمع كل هذا الكم من الحب الي تشوفه بعيونه لصاحبة قلبة ...
وصلوا للقصر وسرعان ما نزلت من السيارة ودها تبعد عنه بأسرع وقت ، لكن صوت البوري تركها تلتفت ناحية السيارة ...
أشر لها سلطان لحتى تجي عند باب السايق، ما هان عليه تنزل ودمعتها بعيونها بسبب الي يحبها واللي ما تكون إلا هي بذاتها ، رفع صوته لما شافها للآن ثابته بمكانها : تعالي ...
نفخت شفايفها وهي تضرب الأرض برجلها ،تحركت متوجهه له ووقفت عند بابه بعد ما فتحه، تكتفت وقالت بعصبية مو لايقه على ملامحها البريئة أبدًا : نعم ...
تحرك من مكانه ولف يده حول خصرها وسحبها له وهو الي متعمد تجيه بجهة السايق حتى يختفون عن الأنظار ...
رمشت بذهول أول ما تقلصت المسافه بينهم وبان فرق الحجم والطول بينهم وكيف أنها صايره نقطه عنده ! بلعت ريقها وقالت بارتباك وهي تبعد عنه : سلطان ...
لكن سلطان ما استجاب لها وانحنى وهو يقبّل خدها برقه ، وهمس وعيونه بعيونها : يقول لك ، النظر إلى عيون السمراء موتٌ لذيذ ! أجل الله يرحمني دام عيونك راح تبقى لي عمر ...
تركها وعدل جلسته وسكر بابه وقال بهدوء وهو يشوفها واقفه بذهول : تالين ...
رفعت رأسها وقالت بفهاوه : لبيه ...
ابتسم ونبض قلبه من برائتها : لبيتي حاجه ، أدخلي ...
هزّت رأسها بالايجاب وتحركت متوجه لفلة غيم ومعالم الذهول للان مرتسمة بملامحها بالوقت الي خرج سلطان من القصر وهو يستودع الله تالين بداخله ...
-
-
-
نتوقف هنا...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 01:06 PM   #43

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 41

-
-
-
<< فلة وليد >>
دخلوا صقر وغيم مكتب الجد سعود ،تقدم صقر بخطواته ناحية الكنب الي قبال المكتب بالوقت الي توجهت غيم للجد لحتى تسلم على رأسه ورجعت جلست جنب صقر ...
ابتسم الجد بحنيه لغيم ، بداخله حب عظيم لها ما يعلم فيه إلا الله ، قال وعيونه مثبتها بعيون غيم : طمنيني عن أخبارك يا عمي ، كيف الدنيا معاك ..؟
ابتسمت غيم من كمية الحب والحنية الي تشوفها بعيون الجد سعود : أنا بخير يا عمي ، والحمدالله بنعمة وصحه وعافية ...
كمل الجد بهدوء خالطه حنين لولده اللي ما عاد يشاركهم الحياة: تركي وأنا عمك وش أخباره ...
هزّت رأسها وقالت بحب وحنية: تركي بخير الله ويسلم عليك ...
ابتسم الجد ورفع يده بروحانية: الله يحفظه لك وتشوفينه معرس ...
أمنت غيم وقالت بود وحب للجد : آمين ويخليك لنا وتشوف عياله ...
رفع رأسه الجد لغيم بعد فتره من الصمت وقال بهدوء : أنا يا عمك مو كاسرني بهذه الدنيا غيرك ...
عقدت غيم حواجبها وسرعان ما وقفت وتوجهت للجد وهي تقبّل على رأسه بتقدير وتجلس جنبه : أفا ! ما ينكسر لك ضلع يا عمي وعندك بدل الواحد ثلاث ..!
كمل كلامه بتوضيح وهي يأشر بدينه : ما قدرت أرد لك الي سويتيه لولدي ، ولا ربعه ، أنا ياعمي أفضالي سابقتني للقريب والبعيد ومغرقتهم ، إلا أنتي ما أعرف وش اللي بيدي أسويه عشان أرد جزء من الي سويتيه لولدي ...
تجمعت الدموع بعيون غيم وقالت بعبره : لا تقول كذا يا عمي، والله الي سويتيه قليل في حقكم ..!
هزّ الجد رأسه بالنفي وكمل ودموعه خطت على تجاعيد وجهه : قليل ! والله أن بسمته بكل مره يطلع من عندك أنها تسوى مليون حق سويناه معاكم ..!
قاله وهو يقصد ولده تركي بكلامه وكيف أنه "عاش " وذاق للدنيا طعم بعد ما دخلت غيم حياته ...
اكتفت غيم بالابتسامة وهي تشوف كمية الامتنان بعيون الجد لها ، عمرها ما فكرت بتأثير الي سوته مع تركي على عمها أو حتى على العائلة كلها وكيف أنهم شايلينها من الأرض شيل بسبب فعل كانت تظن أنه بسيط ، لكنه أي شي ثاني عدا أنه مجرد فعل بسيط ..!

لفت برأسها ناحية صقر الي تنحنح وهو يعدل جلسته وقال بهدوء : غيم ، سلطان كان موجود بخصوص عمتك ...
رفعت غيم حواجبها بغرابة وهي تأشر على نفسها : عمتي ..!
كررت كلمتها بعد ما هز صقر رأسه بالايجاب : عمتي أنا ..!
هزّت رأسها بعدم فهم وقالت بتساؤل: ما فهمت وش علاقة سلطان بعمتي ..؟
رد عليها الجد سعود وهو ماسك كفوفها : راح مع تالين وسعود يرفعون عليها قضية...
توسعت عيونها بذهول من اللي سمعته ولوهله حست أنها سامعة غلط : قضية ! وش قضيته ...
لفت ناحية صقر الصامت وقالت بتساؤل وحيرة : صقر ، وش العلم ..؟
مسح صقر عوارضه وقال بتوضيح : مسويه عمل بين وليد ومنى ...
رمشت بعدم استيعاب وقالت بفهاوه : ما فهمت ، كيف ؟ ومتى متى صار هذا ..؟
لفت بعيونها للجد اللي قال بنبرة خافته لكّن واضحة : متى ؟ قبل سنين يا عمي ، ماهو بقريب ...
كمل كلامه بثبات وهو يسرد لها كل الي صار بين عمها وعمتها مع وليد ومنى ، بداية من علاقة محسن مع منى وتأثير الي سواه بحياة وليد ومنى والليلة المشؤومة واللي عمتها كان لها علاقه واضحه فيها ، للسحر اللي سوته عمتها بوليد ومنى واللي اكتشفوه قريب من تالين اللي سمعتهم وبلغت سلطان وهو بدوره بلغ العائلة ، والي فهمته أن تالين راحت مع سلطان حتى يأخذون أقوالها ..!
رجعت غيم ظهرها للخلف بذهول من هول اللي سمعته ، كيف كل هذا صار وهي ما تعرف عنه أبدًا ، يعني عمها وعمتها كانوا سبب بخراب بيت ! ويمكن بيوت مو واحد بس ..!
رفعت رأسها أول ما طرأ على عقلها معلومة ممكن تجننها لو هي حقيقة : قمر .؟!
رد عليها صقر بشكل أسرع قبل لا تكمل جملتها : بنت وليد ...
ارتخت اكتافها بخمول من عمق الي توصلت له بعقلها ، عجزت تربط الامور ببعض ، الوضع مشربك بشكل مذهل ، توها اللي تلامس طرف من الي حياة قمر اللي قبل لا تنولد كانت متزعزعة ...
سرعان ما أنقبض قلبها بقسوه بعد ما سمعت الأسم الي تفوه فيه الجد سعود بثبات: وأبوك ..!
هزّت رأسها بالنفي قبل لا يكمل : لا ، الله يخلي لك أحبابك لا ، إلا أبوي ...
كملت ودموعها تجمعت بعيونها : والله قلبي ما يقوى أسمع عنه الشينة..!
ابتسم الجد بتطمين وهو يربت على كفوفها : ما عاش من يقول عن أبوك الشينه ، الله الشاهد أنه ما كان إلا رجال شهم وأصيل ، وسمعته الطيبة يشهد لها كل مجلس ...
كمل وابتسامته توسعت وهي يمسح على شعرها : أبوك هو الي طلبني أزوجك أنتي وحلا قبّل يتوفى الله يرحمه ...
بللت شفايفها بهدوء وهي الي توها تستوعب ليه أبوها طلبهم يتزوجون هي وحلا بهذه الطريقة لكن الي ما كانت تعرفه أنه هو بعد الي طلب عمها سعود يزوجهم ...
خذت نفس وطلعته ونوَت أنها ما تاخذ الموضوع بصوره ثانيه وهي شايفه نتايج فعلة أبوها لهم ، قالت ببساطة وهي قاصدة الجد وعياله وكيف أنهم من خيرة الناس اللي الكثير يتمنون أنهم يناسبونهم : ما ينلام ، غيره ألف لو سنحت لهم الفرصة ما ردوها ...
نزل صقر رأسه وابتسم بهدوء بالوقت اللي قال الجد بحنيه : الله يكملك بعقلك يا بنتي ، والله يرحم حلا ويغمد روحها الجنة...
كمل الجد بعد ما آمنت غيم على دعوته لحلا : وأنا عمك فيه شي أخير بقوله لك ماهو بالشي الكبير لكن دام فكينا السبحه ، خلينا نمشي لأخرها ...
تثبت غيم عيونها على الجد باهتمام لحتى قال ببساطة: بيوم من الأيام كان أبوك خاطب هاله ...
توسعت عيونها ولفت ناحية صقر الثابت ، ولا إرادي جتها الضحكة: نعم ..!
ضحك الجد من ضحكتها وقال بمرح : أيه والله ، تصدقين ..!
هزّت رأسها بالنفي بين ضحكتها ، حطت يدها على قلبها وقالت بعباطه مو وقتها : جالسه أحاول أصدق ...
كمل الجد بعد ما هداء : هذا الكلام طبعًا قبل لا يصير الي صار بين عمانك ووليد ومنى ...
ميلت غيم شفايفها بحيرة وقالت بتساؤل : وأيش الي صار وفكوا الخطبة ..؟
رد عليها الجد بتوضيح : أبوك وقتها طلع عنه كلام لا يرضي الله ولا رسوله وانه كان يتعاطى، لكن كنا سادين أذونا عنها وعن لسان الحساد ...
قوست غيم شفايفها بضيق ، مو سهل على أي إنسان يسمع العيبة عن أبوه ...
كمل الجد باسترسال: لحتى جاء اليوم الي لقينا السم بسيارته ، ومن وقتها فكينا الخطبه وكلـ'ن راح لنصيبه ...
رفعت غيم اكتافها بعدم فهم : طيب ، وهذا الشيء صدق ..؟
هزّ رأسه الجد بالنفي وقال بضيق: لا حاشى ماهو بصدق ، بعد فتره عرفنا انه مظلوم وان السم أنحط بسيارته ...
قالت غيم باهتمام وهي تبي تعرف وش صار زيادة: مين سوا كذا ، وكيف عرفتوا بعدين .؟!
رد عليها الجد بضيق لما وصل الموضوع عند أكثر أنسان لاوي له ذراعه : سواها كم ورع بظنهم أن بسواتهم ممكن يطيحون أبوك ، لكن الرجال رجال واللي يحط ربه قدامه ماعليه خوف ...
رفع يده وهو يمسح لحيته البيضاء: وكيف عرفنا ؟ هذا الله يسلمك شعيل وقتها كان أبو سبع ثمن سنين ، كان عارف بالموضوع كله ، لكن ما خبرنا إلا بعد ما تمم أبوك خطبته من أمك ، اهل امك كانوا جايين يسألون عن أبوك بعد ما عرفوا عن الي صار ، ووقتها خرج شعيل عن صمته وقال كل الي شافته عيونه ...
كمل وهو يتذكر احداث ذاك اليوم : ما صدقناه بوقتها ، وجاه هواش مني ومن عمانه كثير ليه يتبلاء على الناس ، وهذا الشي رجع عليه بشكل عكسي خصوصًا أنه ماكان له فتره فاقد أبوه وأمه ، وبعد مده سمعنا أن الشرطة داهمت نفس الشباب الي حطوا السم بسيارة أبوك
كمل وهو يتذكر احداث ذاك اليوم : ما صدقناه بوقتها ، وجاه هواش مني ومن عمانه كثير ليه يتبلاء على الناس ، وهذا الشي رجع عليه بشكل عكسي خصوصًا أنه ماكان له فتره فاقد أبوه وأمه ، وبعد مده سمعنا أن الشرطة داهمت نفس الشباب الي حطوا السم بسيارة أبوك ، ورجعنا نعاتبه ليه ما تكلم من البداية ليه سكت ولا قال من بدري وعاد من وقتها وشعيل ملتزم الصمت رغم أنه شهد على الكثير ...
-
-
-
<< الديرة >>
خرجت بخطواتها الخافته للجهة الخلفية من البيت ،رفعت عيونها كعادتها للسماء وهي تتأمل الي تسمت عليه ، غمضت عيونها وخذت نفس عميق وطلعته بكل هدوء ورجعت تكرر الحركه عدة مرات لمدة دقيقتين...
انغمست بسكون الليل وجمال الجو والهواء النقي بعيد عن صخب المدينة ...
شدت عليها الوشاح وتأملت بعيونها الجداريات اللي مكتوبة بالجدار الخلفي من البيت ، ما كانت مرتها الأولى الي تقراء فيها الجداريات كل ليلة تطلع فيها كانت تتأمل فيهم وتغوص فيهم وفي كل حرف أنكتب فيه والسبب اللي دفعهم أنهم يكتبونه ...
مثلها ، مثل الجدارية الي كتبتها بينهم بأول أيامها بالديره ، مثل سببها الي دفعها أنها تكتب الي كتبته ، تبي تعرف أسبابهم ، تبي توصل لمداركهم ، فضولها أشغلها ودها تعرف أصحاب هذه الجداريات وش صار بحياتهم وكيف صارت بعد ما كتبوها ..!
ركزت بعيونها على جداريتها الي خطتها بيدينها ، رمشت بهدوء مثل هداوة وسكون الي حولها ، عكس تمامًا تضخم المشاعر داخلها ، رغم ثبات وقفتها إلا أن دمها ثار بداخلها وضربات قلبها تزيد بكل مره تعمق بتفكيرها ، فيه !!!
تزعزع ثباتها بدمعه ، دمعه نزلت على خدها زعزعت ثباتها كله ...
شهقت وشهقتها كانت النقطة الفارقة بين ثباتها وانهيارها ، استسلمت لدموعها واعلنت انهزامها قدام مشاعرها ...
فزّت بخوف أول ما حست بدين حول ساقها ، وسرعان ما تبدد الخوف لما عرفته ...
بلعت شهقاتها ومسحت دموعها وهي تنزل لمستواه ، قالت بحنيه : بابا ليه قمت ..؟
رفعت فراس أكتافه بطفولة وقال ببساطة: قمت وأنتي مو فيه ، وين رحتي ماما ..؟
مسكت وجهه بدينها ، قبّلت خده وقالت بتوضيح له : همم ، ماما ما جاها نوم وطلعت تجلس برا ...
ميل فراس شفايفه بطفولية تذوب القلب من حلاوتها : أنا بعد يصير ما يجيني نوم وأجلس معك ..؟
ابتسمت بين دموعها وهي تشدها له وتحضنه بكل قوتها : يصير يا بعد روحها لقمر أنت ...
مسكته مع يده وتقدمت فيه ناحية الجلسة الي تحت الشجرة الفاصلة بين مقدمة وخلفية البيت ...
جلست وجلسته بحضنها وهي تدخله معها بالوشاح ، توسعت ابتسامتها ورفرف قلبها أول ما حط فراس يده الصغيرة على بطنها البارز ...
قوست شفايفها بعشق خاص له أول ما قال بتساؤل طفولي : ماما متى يطلع البيبي ، خلاص طول ..؟
شدته لحضنها وهي تستنشق ريحة شعره اللي طال وصار على وجهه ، قالت وهي تعض لسانها بحب : ياربي على قلبي أنا ، الله لا يوريني فيك مكروه يا دنيتي أنت ...
كملت وهي تجاوب على تساؤله : لسى بابا باقي شوي وقت عشان يطلع ...
بوز بزعل يتخلله تفكير وقال : طيب ماما هو نفس شعولي ..؟
ضحكت لما عرفت أنه يقصد جنس الجنين ولد ولا بنت : ما أعرف يا بابا ، بس أنت وش تبي نفس شعولي ولا نفس عنوده ...
رمش بعيونه وهو يذكر بنت الجيران الي راحوا لهم بالأمس وكانت صغيره بعمر شعيل ...
هزّ رأسه بالايجاب وقال بطفولية وهو يعدد بأصابعه : أبي مثل عنوده ، لآن خلاص عندنا شعولي وعندنا تركي ، خلاص نبي مثل عنوده ...
ضحكت بقوة وهي تشد خدوده بقوه وتقبّل أنفه وسط ضحكته ...
لكن سرعان ما تقلصت ضحكتها بعد ما سمعت تساؤل فراس الي رجع لها آلامها كلها : ماما وين بابا ..؟
كمل وهو يبعد عنها ويقول بحزن : وين بابا شعيل ؟ متى نروح له..؟
عضت شفايفها بقوة تحاول تمسك غصتها ، ما تدري تهدي شوقه لأبوه ولا شوقها هي له ..!
احتارت في ردها ، لاول مره يكون لسانها ماله اي رد ، لاول مره تخونها حروفها ، لاول مره تعجز عن الجواب ...
ترد وش تقول ؟ تقوله والله يا ولدي أمك هربت من أبوك وأبوها ؟ تقول أمك أبعدت وابعدتك عنهم بارادتها ...
تقول أنها هربانه من نفسها قبل تكون منهم ، وش تقول وبأي منطق راح تشرح ...
غابت عنه، غابت عن الحضن اللي لا ارتمت فيه سكنت كل جوارحها و تزعزعت كل حواسها ...
غابت ونفسها ترتجي وصاله ، ترتجي دفى حضنه ، ترتجي همسه الحاني ، ترتجي امان وجوده ...
ردت على فراس بهدوء : بابا بعيد الحين ما نقدر نروح له ...
ناظرها بحزن قطع قلبها وقال بعبره: طيب ابي بابا أنا ..!
مسكت كفوفه ورفعت قدام وجهه وقالت : ادعي ربي أنك تشوف بابا ، قول يارب أشوف بابا بسرعه...
ابتسمت بحسرة وهي تشوفه يطبق كلامها ويدعي بكل قلبه أنه يشوف أبوه وهي الي حارمته شوفته بدينها ...
مسكت كفوفه الثنتين الي رفعها ويدعي ،قبّلت راحت يده الصغيرة وسحبته لحضنها وهمست بحنين " أغيب عنك وأنا ميته على وصالك ، صرت أرجي شوفتك لو بالغصيبه والإكراه ! "...
بعد فترة قضتها قمر مع فراس وهي تأشر له على النجوم بالسماء وتسولف معاه نام فراس على حضنها بهدوء، وهي راحت بعقلها وسرحت لبعيد حتى قطع سرحانها الحركة من خلفها ...
رفعت برأسها وابتسمت أول ما حصلت العلياء متوجهه وشايله بيدها كوبين شاي بنعناع ...
جلست العلياء وهي تمد يدها اليمين بالشاي الي بوسطه ورق نعناع لقمر : شفتك صاحيه والواضح ما وراك نوم ، طلعت أجلس معك ...
خذت قمر الشاي وهي تشكرها بابتسامة: حياك يا عيني أنتي ...
مسحت العلياء على شعر فراس وقالت بابتسامة: طولان شعره ، ليه ما تقصينه ..؟
ابتسمت قمر وهي تشوف شعر فراس الي نازل على وجهه بخصل ملفوفه ومعطي وجهه جمال زايد : صراحة أول مره يطول هالكثر ، بالعادة أبوه متوليه...
ألتزمت العلياء الصمت كونها تجهل عمق حياة قمر ، ولا هي بالفضولية عشان تسألها ، والواضح لها أن حتى لو صار وسألت قمر ما راح تجاوبها..!
رفعت قمر الشاي وهي تشرب منه بهدوء ، بالوقت اللي لفت على العلياء وقالت بتساؤل وتأشر بعيونها للجدار : تعرفين أصحابها ..؟
لفت العلياء على الجداريات وهزّت رأسها بالنفي: لا ما أعرف ، وأصلا ما سبق قريتهم ولا فكرت فيهم ...
ردت عليها قمر بفضول : ولا مره ، ولا حتى جذبتك ..؟
رفعت العلياء أكتافها بعدم معرفه: مدري ، ما حسيت أنها مكتوبه من مشاعر صادقه ..!
ميلت قمر شفايفها وهي تتأمل بالجداريات بالوقت الي أشرت العلياء على وحده منهم بسخرية: أجل" الله يجمع غسيلنا بغسالة وحده !!"...
ضحكت قمر بقوه وقالت بصدق بين ضحكها : طيب ضعيف جالس يدعي أنه يتزوجها بس خانه التعبير ..!
هزّت العلياء رأسها بتأييد: هو من ناحية خانه التعبير فهو خانه التعبير...
كملت وهي تأشر على جدارية ثانيه : ما عطاه ربي أسلوب هذا " اللهم إني أحببتها فحفظها لي حتي يجمعنا الحلال "...
أشرت قمر على وحده ثالثة وقالت بابتسامة: طيب هذه عطيني تفسيرك لها ...
صغرت العلياء عيونها وتقراها بتركيز " أغار عليها من ماضي لم أكن فيه " : هذا يحب المقصودة ، لكن ظروفهم بعدتهم عن بعض فترة بالماضي، وهذه الفترة كانت لها بصمتها بحياة الي يحبها لدرجة أنه يغار من ماضيها ..!
هزّت قمر رأسها باقتناع : جايز ، طيب هذه ..؟
قرأت العلياء الجملة " ما تموت المحبة لو يطول الغياب " وقالت ببساطة : غلط ! البعيد عن العين بعيد عن القلب ، إلا في حال ما أبعدها عن عقله فهذا الشي راجع له ..!
وكملت العلياء الجملة الي بعدها " سأعانقك عناق المئة عام حين نلتقي " ميلت شفايفها بتفكير حتى قالت : ما أقدر أحكم على الشوق ، لأنه يتعدى الكلام ..!
لفت ناحية قمر وقالت وهي تأشر على جملة: وش تقولين عنها ..؟
قرتها قمر بعيونها " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها - ردي لي قلبي !" قالت بهدوء : أنكسر قلبه منها ، يا تعشم وطلع من طرف واحد ، يا القدر ما جمع بينهم ...
قرتها قمر بعيونها " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها - ردي لي قلبي !" قالت بهدوء : أنكسر قلبه منها ، يا تعشم وطلع من طرف واحد ، يا القدر ما جمع بينهم ...
أشرت العلياء على جملة وهي تضحك : عاد هذه مني لك ...
قرتها قمر " لا تلوم نظراتي لوم جمالك " ابتسمت وقالت بعباطه : بعض مما عندك ...
أشرت قمر على وحده من الجمل بهدوء وترقب وفضول : وش قولك عنها ..؟
قرتها العلياء وقالت ببساطة: مجرد اقتباس من شاعر ...
ردت عليها قمر بشكل سريع : وممكن هذا الاقتباس يجسد مشاعرها ...
رمشت العلياء وقالت ببساطة: أجل جنوا على نفسهم أثنينهم ...
لفت قمر بعيونها على جداريتها والي كانت اقتباس واضح لأحد الشعراء لكن علقت بتأييد على كلام العلياء بينها وبين نفسها " قتلنا اللي بيننا بيدينا ؟
‏ياقسوتك وياقسوتي ..
أشرت العلياء على وحده من الجمل وقالت بصدق : والله الي فاهم الحياة صح ، وش له بالشقاء...
سرعان ما ضحكت قمر بقوة لما قرتها " مالي خلق أحب وأفترق ! " ...
وكملوا جلستهم بتعليق على الجداريات تحت ضي القمر وسكون الليل ، بين ورقات النعناع وسط الشاي و الهواء البارد بساعات الفجر الأولى ...
-
-
-
<< فلة وليد ومنى >>
جالس على طرف السرير وساند رأسه على كفوفه بهم ، شماغه وعقاله مرمي جنبه بإهمال...
يرفع عيونه ناحيتها تاره وينزلها لحضنه بضيق تاره ، عروق عنقه برزت بشدة الوقت الي يمرون فيه وشدة الهم الي هم فيه ...
عيونه حمراء من حسبه لدموعه ، رفع رأسه للأعلى بحسرة وقهر فضيع وموُلم ...
تعب ! جديًا تعب وانهلك من التعب ، تعرفون شعور الضيق الي يجتاحكم بأسعد أوقاتكم وتسألون نفسكم ليه هذا الشعور بعز ساعدتكم ..؟
هذا بالضبط كان شعور وليد ومنى ، وما كانت بغضون دقيقة ولا ساعه ولا ليلة ولا يوم ! كان عمر بطوله ...
بحياتهم كلها ما ذاقوا للسعادة طعم ، بحياتهم ما حطوا رأسهم على مخدتهم وناموا بهناء ، اصلا ما يذكرون النومه اللي ما قطعتها ضيق أنفاسهم بنص الليل ...
رفع رأسه ناحيتها ، ناحية قلبه وروحه وشريكته بالهم والضيق ...
وسرعان ما طاحت دمعته الي عجز يقاومها ، وشلون يقاومها وهو يشوفها منهارة على سجادتها...
وشلون يقاومها ونقطة ضعفه صاده عنهم تمامًا طالبه منهم البعد ...
تأمل بعيونه منى الي جالسه قبال القبلة وحاضنه ركبها على صدرها وسانده رأسها عليهم وهذا وضعها من ساعات بعد ما وصل لها وليد العلم كامل ...
رفع يده وهو يفتح ياقة ثوبه ، بالوقت الي رفع رأسه للأعلى ودعاء بقلب صادق ومهموم " يارب إني مُحسن الظن في تدبيرك فتولّني "...
-
-
-
<< دوانية سعود >>
متمدد وساند رأسه على معصمه اليسار ، واليمين مريحها على بطنه ...
مسكر عيونه بهدوء مجافيه النوم، وشلون ما يجافيه وخلال ساعات أخوه وعضيده راح يكون بيهنم .؟!
وشلون ما يجافيه وراح يقر عيونه بشوفة أخوه ولد أمه وأبوه ، توأمه ، أهله ودنيته كلها .؟!
شهور مرت وهو بيعد عنهم ، شهور مرت وهو بين أربع جدران ، شهور مرت وبينه وبين أخوه حواجز تفوقه وتفوق سلطته ...
لف برأسه ناحية الباب الي انفتح ودخلت من خلفه فاتنة قلبة ، لا إرادي انشرح خاطره من شوفتها ، ولمعت عيونه باعجاب سرمدي وازلي لها يشك أنه راح ينتهي بيوم بعد ما نزلت عبايتها ...
له اسبوع ونص مو شافيها وهذا الشي ماهو راضي فيه تماماً لكن ، حكم القوي ..!
اتسعت ابتسامتها وتقدمت بخطواتها ناحيته ببجامتها الستان الليلكي مورد وقميص قصير لنص بطنها بنفس لون البطلون ، ورافعه نص شعرها الطويل وتاركه نصه الباقي ونازل خصل من قصتها على وجهها ...
انحنت ودخلت نفسها بحضنه وسرعان ما رفرف قلبها أول ما لف يدينه حول خصرها معلن لها عدم مقاومته لها ...
رفعت رأسها لوجهه ، رمشت بعيونها وقالت ببراءة: زعلان ..؟
شدها ناحيته وهو يدفن رأسه برقبتها وينفس ريحتها واللي غالب عليها المسك ، همس بثبات : أسبوع ونص ..!
ضحكت وقالت وهي تسبل عيونها : مو بيدي حكم القوي! لمياء وتالين ونغم وفوقهم جدتي ..!
كملت وهي تخلل اصابعها بشعرة : تبيني أشوفك وكلهم معسكرين عندي ! ووش حجتهم ما ينفع يشوفك قبل الزواج ..!
رد عليها بسخرية يتخللها غضب : وش هالعُرف الي يمنعني عنك .؟!
عضت شفايفها بابتسامة وقالت بعباطه وعيونها بعيونه : عُرف أم خالد ، أي اعتراض ..!
رفع يده اليمين باستلام وقال يجاريها: لا حاشا ...
عضت شفتها بحياء أول ما طاحت عيونها على اللي يلعب فيه بيده اليمين ، همست : ما يخالف ، كم ساعة و يعتقوني ...
رد عليها بسخرية وهو مازال يلعب باللي بيده : حلو ، وعلى أخر يوم قلتي تخربينها وبكره الزواج ..!
ضحكت بقوه من سخريته وكيف أنها خربت شغلهم كله بأخر يوم وقابلته ، قالت وهي تلعب بشعره من الخلف : همم ، سمعت أنك زعلان مني ، وقلت افا !أنام ورجلي زعلان مني ! عيب علي ...
ضحكت لما سمعت ضحكته الرنانه من طريقة كلامها وتمثيلها للحدث وهي تأشر على نفسها ...
قال بعد ما هداء من ضحكه : ومن مين سمعتي أني زعلان .؟!
رفعت عيونها بتفكير متورط وسرعان ما قالت : العصفورة ، هي الي قالت لي ...
رد عليها وهو يمسح على عوارضه بيده اليمين الي لازال فيه الشي الي يذوبها من الخجل : والعصفورة ما فكرت تقول لك قبل اسبوع ونص .؟!
رد عليها وهو يمسح على عوارضه بيده اليمين الي لازال فيه الشي الي يذوبها من الخجل : والعصفورة ما فكرت تقول لك قبل اسبوع ونص .؟!
ابتسمت بخبث وهي ترفع نفسها وتقبّل خده بشكل مطول تعرف تأثيره على قلب سعود وكله ، وسرعان ما زادت ابتسامتها لما أثبت سعود ضعفه ناحيتها و شدها بقوه على خصرها ...
همست وهي تبعد عنه : عسى بو شعيل رضى عنا ..؟
تحرك وهو يعدل جلسته ويسحبها معه لحتى تصير بستواه ، رفع طرف قميصها عن بطنها ، ولف عليها الي كان بيده ويلعب فيه من أول وما كان إلا خلخال الخصر ...
همس باذنها وهو يتحسس الخلخال عليها : الحين بس رضيت ...
شلون بحركه وحده بس تبدل الحال ! بدال لا تكون هي الي لبعت بحسبته هو لعب بحسبتها ! او بالأصح اثنينهم لعبوا بحسبة بعض وانتهى ...
تنحنحت بعد مدة التزمت فيها الصمت بفعل خجلها، وقالت بهدوء : طيب ، يصير تقول لي شفيك ..؟
كملت وهي تميل شفايفها : فيه شي صاير ، مو..؟
رفع يده وهو يمسح على جبهته بضيق: شعيل راح يفكونه الصباح...
اتسعت ابتسامتها وقالت بفرح: جد ..!
كملت كلامها وهي تتفحص ملامحه : حلو ، يعني طلع قبل المده الي انحكم فيها ..!
هزّ راسه بالايجاب بالوقت الي قالت توق بحيرة وهي تلف وجهه ناحيتها : ليه متضايق..؟
تنهد وهو يرفع يده ويشد شعره : لأنه مو بخير ...
رمشت عيونها وقالت بضيق تخللها من ضيقة سعود على أخوه : ليه ، صار له شي داخل السجن ..؟
هزّ رأسه بالنفي لحتى سألت توق بحيرة : أجل ..؟
رد عليها وهو يسند رأسه على شعرها : قمر ...
ميلت شفايفها بحزن اول ما استوعبت مقصد سعود وسبب ضيقة شعيل الي له شهور غايب عنهم وتشاركه قمر بالغيبة انما إختلفوا بالمكان ...
سندت رأسها على صدره وقالت بتفكير : ما دورتوا ولا سألتوا عنها ..؟
هزّ رأسه بالنفي وقال بتوضيح: بالبداية كلنا لبينا طلبها وأولنا شعيل اننا نتركها ولا نحصل مكانها للوقت الي هي مثل ما طلعت ترجع لنا ...
شدها ناحيته بقوه وهو مو متخيل انه فيوم ممكن يبتعد عنها بظروف أقوى منه ، أصلا للان مصدوم من قوة شعيل وتماسكه وكيف تحمل انها تبعد عنه كل هذه المده وفوقها مو قادر يعرف اخبارها ، ومو لوحدها معها ولده ، يشك انه راح ينهبل لو كان مكان اخوه وتبعد عنه توق ومعها ولده كل هذه المده بدون لا يعرف عنهم خبر ، كمل بضياع : لكن بعد الي صار مع الي ما تتسمى وبنتها صار لازم نحصلها، لان راح تحتاجنا جنبها بالوقت الي نحصل فيه مكان العمل ، ماراح تقوى وتتحمل الي راح يصير لها بدونا ...
لانت ملامحها بحزن على قمر خصوصًا مع موضوع ام خلود وريم وعلى الي ناوينه لها ، وزادها لما استشعرت تاثر سعود ...
قالت بهدوء تحاول فيه تبعد الضيقة عن سعود ولو شوي : ما قلت لي ، وش سوى عمي سعود لما عرفت بطلعة شعيل ..؟
ابتسم سعود على جنب وقال بحب خاص لجده : ما بلغته ، عزّ الله ما ذاق النوم لو عرف بطلعته ...
ابتسمت توق وقالت بصدق وهي تشوف مدى التشابه بين سعود الجد وسعود الحفيد : عساس أنت ذقته ! تراك منت ببعيد عنه ...
ارتسمت ابتسامة خفيفة من سعود ، وقال بمنطق : تربيت تحت يده وتبيني أبعد عنه .؟!
ميلت شفايفها وسألت بتفكير: سعود ، يصير أسال ..؟
كملت بعد همسه بـ"سمي" وهي تسأله بسؤال بخاطرها من أول ما دخلت بيتهم أو بالاصح من أول ما تزوجته : ليه أنت من بدّهم أقربهم لعمي ..؟
كملت وهي تشرح بتوضيح : يعني كلهم عارفين ويشهدون أنهم بكفه وأنت بكفه ثانيه بالنسبه لعمي ...
كملت باعجاب وهي تحط عيونها بعيونه : والغريب أنهم أبدًا مو متضايقين من تفضيلك عليهم ...
رفعت اكتافها بحيره وكملت: بالعكس بكل مره يكون الموضوع فيه عمي ، تكون أنت أول اسم ينذكر على لسانهم ، وكنهم عارفين أنك طبه وعلاجه ..!
رد عليها بهدوء : سخرة الله ...
رمشت بهدوء وهو تتفكر بكلمته ، وقالت بهدوء : ما ودك تقول ..؟
قالته وهي تقصد الأسباب الاساسية الي علقت الجد بسعود ، رد عليها سعود ببساطة: وقت يحكي جدي ، حكيت ...
هزّت رأسها بالنفي وقالت بصدق : ولا راح يحكي ، أصلا أشك أنه حكاها بينه وبين نفسه ..؟
رد عليها بفضول : وليه ..؟
قالت بواقعية ومنطق : لانه لو صار وفكر بالي سويته فيه ، راح يبخص فيك كسعود ، راح يعطي لحبه لك مبررات، وهذا الشي مرفوض بالنسبة له ...
كملت وهي تمسح على عوارضه: تمامًا مثل مو مرفوض بالنسبة لك أنت ...
رد عليها بنفس بالفضول : جدي وعرفنا ليه ما حكى ، لكن أنا ..؟
ردت عليه بنفس نبرة الصدق : لأنك سويت الي سويته لوجهه ربك ما سويته عشان تتفاخر فيه ، وهذا الشي هو الي علق عمي فيك بزود كونك تسوي الخير وتنساه ...
ثبتت انفها بانفه وهمست بحب صادق من قلبها : وانشهد أنه ما ينلام بحبه لك ...
يالله وش كثر هي جميله بفكرها ! يالله وش كثر هو يحب فكرها وعقلها ! يالله وش كثر هي تاخذه لعالمها ويحس بسعادة عظيمه داخله ، يالله وش كثر هي تزيد له ولفكره ، يالله وش كثر هي توعيه للكثير ، حرفيًا يعشق تفكيرها وعقلها وقلبها وكلها ...
بعدت عنه وقالت وهي ترمش بعيونها: بس يصير تريح فضولي وتقول ...
كملت بتفكير : قولي من مبدأ أنك تحكي لي حياتك مو من مبدأ تسؤالي نفسه ، اوك ..؟
صغر عيونه وقال بصراحة: عندك اسلوب بالاقناع فضيع ...
عدلت نفسها بحيث ظهرها يصير ملاصق صدره وقالت بحماس: سمعني ...
تكلم بعد فترة كان يسترجع فيها حياته ومن وين يبدأ فيها : جدي كان متوّليني من وأنا صغير ، وقتها أبوي وأمي كانوا بالمدينة بحكم أن شعيل كان يجلس بالمستشفى لأشهر ...
كمل باسترسال: وطبعًا كنت صغير وما أثر فيني وقتها بعد أهلي بحكم أني بالديرة وجدي أصلا كان ما يترك لي مجال أفكر كان يلهّيني بأي شيء ،ياخذني للصيد ولا أروح معه المهم ما يتركني ، لحد من يرجعون وبكذا ما أحس بفراغ بروحتهم ...
كمل وهو يتذكر وقت وفاتهم : لحتى ربي أخذ امانته وتوفوا امي وابوي ، الصدق ما اذكر شعوري وقتها كيف كان ولا أعرف كيف أوصفه لك ، لكن الي أعرفه هو شعور شعيل وقتها ، وكيف أنه صار ما يترك لنا مجال إلا وحايسنا حوس ...
سكت بتفكير وقال ببساطة: ومن بعدها مشت حياتنا عادي ، طبًعا ما تخلوا من مشاكل شعيل الي مافيه موطى قدم إلا وله بصمته فيها بالهوشات والمشاكل ...
قالت بضحكة وهي تتخيلهم : اتخيلكم تمشون نسخه من بعض بالشبه والحجم ، عدا المظهر مدري ليه حسيتك الطالب المُجد مرسم وثوبك مسكره للأخر ، وشعيل العكس طالب كسلان شماغه على كتفه وثلاث ازارير مفتوحه ومشمر كمومه ..!
ضحك من تخيلها اللي صاب : وفعلا هذا الي كان صاير ، عدا أنه كسلان ..!
فتحت فمها بذهول : امانه ، ما اتخيل شعيل شاطر ..!
ضحك بقوة وقال ولأول مره يصرح عن شي داخل شغله : لا يغرك ، بلاك ما تدرين أنه حاس منظمات لا ترك ليلهم ليل ولا نهارهم نهار بعقله ..!
عض شفته بفشله يتخلله ضحك : أقول لك ..؟
هزَت رأسها بحماس لما شافت نظرة الفشلة بعيونه لحتى كمل : أحيان كثير كان يختبر عني بالمدرسة ...
توسعت عيونها بذهول يتخلله ضحك : تمزح ! طيب واختباره وش يصير عليه ...
رد عليها بضحكه : متعودين المدرسين انه ما يجي يختبر إلا بطلعة الروح ، عشان كذا محد كشفنا ...
كمل بعد ما هداء من ضحكه : لحتى وصلنا ثالث ثنوي، ووقتها عاد شعيل أدمن على المخدرات ، ودخل مركز تأهيل حتى يتعالج ...
رمشت توق بهدوء بعد ما حست انهم وصلوا للُب القصة ، خصوصاً بعد ما التزم سعود الصمت لثواني ...
كمل بهدوء وهو يلعب بشعرها على صدره : وبهذه الفترة طاح جدي وتعب ، طيحتهم اثنينهم بوقت واحد هزتني لدرجة اني اهملت دراستي واختباراتي وتجاهلت كل طموحي وكل اهدافي ، وصار جدي وشعيل أهم ما يشغل بالي ، سخرت حياتي ووقتي وجسدي كله لجدي وشعيل ، يومي كان بين المركز اتطمن على شعيل وبين جدي الي طيحته أضعفته ، كنت ادري انه ضعف رغم انه يكابر لكن ادري بضعفه ...
كمل وهو يتذكر هذيك الفترة: لحتى تخرجت من الثنوي بتقدير ما يدخلني التخصص الي كنت احلم فيه ...
رفعت رأسها له وقالت بابتسامة تفكير: ماكنت تبي تكون ضابط ..؟
كملت بعد ما هزّ رأسه بالنفي : ما اتخيلك بشكل غير ضابط ، لكن ايش كان حلمك ..؟
رد عليها بابتسامة هادية : كنت أبي أدخل طيران ...
صغرت عيونها بتأمل ثواني ، لحتى قالت بصدق : كنت ضابط ولا كابتن ، الهيبة وحده ..!
ضحك بصخب من ردها لحتى قالت بتعبر : وانا صادقه ، الله لا يضرك ...
قالت بتساؤل بعد ما هداء من ضحكه وهي تتذكر كلام البنات عن سعود : طيب سمعت أنك كنت واقف للشباب والبنات ، واي شي يسونه كان بشورك صح ..؟
صغر عيونه وقال بجديه: أحد شاكي لك عني ..؟
رفعت يدينها وقالت بسرعه : قلنا كنت ، كنت فعل ماضي مو الحين ...
هزّ رأسه بالايجاب : اكون صادق ، ايه والله كنت متوَثم فيهم ...
وعدت ليلتهم بين ماضي سعود وخفاياه والي كانت توق هي الوحيدة الي سمعتها منه ، وعرفت ليه الجد يكن لسعود هذا الكم من الحب ، لانه شاف بعيونه شكثر سعود يبدي غيره على نفسه ، شكثر هو مستعد ينسى نفسه في سبيل أن يوفر الراحة لغيره ، شكثر هو قادر انه يتحمل فوق طاقته ولا يشوف الوجع بعيون الي يحبهم ، وهذا كله تجسد بعلاقة سعود الجد وسعود الحفيد ...
شدة توق نفسها لحضنه وقالت بنعاس : أبي انام ..!
رد عليها سعود وهو يمسح على ظهرها : طلعة من هنا مافيه ...
هزّت رأسها وقالت وهي بدت تدخل بالنومة : مو طالعة بس أدعي تيته ما تدري ، ولا أسبوع ثاني مراح تشوفني فيه ...
وكان هذا أخر حديث تحت مسامعهم اثنينهم بعد ما يسحبهم النوم من ليلتهم الطويلة والي اثنينهم انغمسوا بحديثهم ونسوا فيها الوقت ، من سعود الي طلع من صمته وهدوئه المتعارف فيه لحتى صار كثير الكلام والضحك وهذا الشي طبعًا ما يصير إلا بحضورها هي لوحدها دون غيرها ...
فتح عيونه بضيق بعد ما تسلل ضوء الشمس لها ، رفع يده وهو يدلك رأسه بارهاق ...
سحب يده من تحت توق ورفعها لحتى يمرنها وهو يحس بثقل فيها ...
دقايق بعد ما صحصح ونزل عيونه ناحيتها ، اخذ نفس وطلعه وهو يتأمل وجهها الصافي والي عكسه ضوء الشمس ...
رفعت يدها لشعرها بعد ما حست بقبّلته على جبينها ، رفعت نفسها عن الأرض وقالت بنعاس : صباح الخير...
لكن سرعان ما تقلصت ابتسامتها وفزت من مكانها وقالت بهلع : الساعة كم ..؟
جلسها وقال بهدوء : صباح النور ، تونا الساعة ٨ ...
ارتخت اكتافها براحة وقالت باستغراب: مو لازم تروح لشعيل ..؟
هزّ رأسه بالايجاب : طالع له بعد ساعه ...
وقفت وهي تلبس عبايتها وقالت : لا تتاخر عليه ، فمان الله ...
همس وهو يوقف وتوجهه لحتى ياخذ شور ويبدل وهمس مع خروجها : فمان الكريم...
واقف على كبوت السيارة وعيونه من خلف نظارته السوداء مثبته على الباب اللي من خلفه راح يطلع قطعه منه ، من خلفه راح يطلع أخوه ، أخوه اللي عاش فرقاه بعزّ حياتهم بسوات وفعايل أخوه ذاته ..!
عدل وقفته بلهفه وشوق أول ما انفتح الباب وخرج من خلفه شعيل اللي كان يمشي بكل هدوئه ، لكن سرعان ما تبخر هالهدوء أول ما طاحت عيونه عليه ...
واقفين قدام بعض بنفس وقفتهم المتوارثة بينهم وبين ذويهم ، بنفس وقفة الشموخ والعز والي ما ينعرفون بغيرها وقفه ...
يختلف الزمان ويختلف المكان ويختلف المنطق وتختلف الظروف وتختلف المشاعر وتختلف القوانين ، لكن ثباتهم وشموخ وقفتهم وحده ما تغيرها علل الزمن ولا غدرة المستقبل...
تقدم شعيل بخطواته الثابته والمناقضة تمامًا لمشاعره ودواخله ووقف قدام سعود الي عجزت رجوله تشيله ، وانغرس بارضه ...
همس شعيل وهو يتمعن بعيون سعود من خلف النظارة ، وبهمسه سمح لجميع خلايا سعود بالاستجابة : حي الله العضيد...
عض سعود على شفته بقوه من فرط المشاعر وهو يرد عليه بنفس رده وقت حصلهم بالجزيرة: قرة عيني يالعضيد ...
وكان هذا الحوار الوحيد الي يشهد على هدوء نبرتهم ، وبعدها بثواني سحب سعود شعيل لحضنه وشده بقوه بين ضلوعه ، لحتى قال شعيل وهو يمسح على ظهر سعود ويقاوم شعوره ورجفة جسمه هو بذاته : ما عهدتك للدمعة صاحب ..!
شده سعود بقوه وقال بين غصته الي ما قوى يكتمها وهو قاصد حالة شعيل : ولا عهدتك للرجفة صاحب..!
ضحك شعيل بحسره بالوقت الي ضحك معه سعود بنفس الحسرة ، لحتى قال شعيل يتنهيده : ما عهدنا الضعف بينا لكن من يقوى الكسرة ! خذنا الصبر وعلى ربك باقي الخواطر ...!
بعد سعود عنه وهو يربت على ظهره وقال بابتسامة هاديه : سعود ينتظرك وعدته أتّلك مع اذونك له ...
هز رأسه برضاء وسرعان ما قال بعبرة : ولو تتلنّي من مقفّاي والله أنه الرضاء بذاته ...
تحرك شعيل من مكانه لكن سرعان ما نزلت دموعه ، أو دموعهم بشكل أوضح ، اثنينهم كانوا متمسكين بثباتهم لأخر حبل وصل بين الثبات والهدوء ، لحتى قطعه سعود لما سحب شعيل ورجع يحضنه بقوة تضاعف حضنه الأول واعلن ضعفه الكامل تجاه شعيل ، تجاه ضلعه الثابت ، تجاه أخوه ، واخ من أخوه ..!
شده شعيل بقوه وسرعان ما نزلت دمعه لامست كتف سعود بالوقت نفسه الي نزلت دمعة سعود على كتفه هو ، لحتى قال سعود بين دمعته : ربي لا يكتب لي حياة منت فيها يا أخوك ..!
قاطعة شعيل وسرعان سحب رأس سعود وهو يقبّله بحب نابع من كل قلبه : الله يكتب لك حياة فيّي وبدوني يا أخوك ، خابر أن ظيمي وديني هالطاري ..!
هزّ رأسه شعيل وكمل بنبره هاديه لكن تحمل بداخله كم هائل من فيض المشاعر: خابر ! خابر أنك لو طحت طاح من بعدك سعود بن عبدالعزيز وقبيلته ولابتّه وجاهته كلهم ...
كمل وهو يشد على رقبة سعود من الخلف : وأنا والله وقتها مالي للسماحة طريق ، لا تطيح عشان ما نطيح ، لا تطيح يا سعود ، كانك تبي تشوف الرضاء بوجي لا تطيح ...!
ابتسم سعود بين ملامحه المحمرة من شدة مقاومته لشهقاته ، لحتى قال شعيل بابتسامة وهو المشابه تمامًا لملامح أخوه بالخلقة والمشاعر : نمشي قبل لا بنت العرب تدعي لعم ولدها بليلتها ..!
ضحك سعود وانشرح خاطره أول ما جاء طاري توق وليلتهم المنتظرة ، لحتى قال وهو يبلل شفايفه : بلاك ما خبرت بنت العرب الي تقصدها زين ، انشهد انها تبيع وقتها كله لخواطر الغير، دونها ..!
همس شعيل بشبه ابتسامة يتخللها فخر ورضاء لصاحبة أخوه : أصيلة بنت خالد ...
قال بعد ما هدأت نبرة صوته وتبدلت لثبات غير مشابه تماماً لثبات مشاعره الواضحة لشعيل : وأنا ما جابني من أقاصي غير أصالتها ..!
ابتسم شعيل وهو يتحرك ناحية كرسي الراكب بنفس الوقت الي رفع سعود نظارته لعيونه وركب السيارة وحرك فيها بهدوء عاصف يحمل داخله مشاعر متجدده بينهم ، غافلين عن الحارس الي شهد موقفهم من بعيد بكامل غرابته ووضوحه بكامل استعجابه واعجابه ، بكامل بسمته ودمعته ، بكامل نشوته وضحكته ، وهو الي ما يعرفهم لكن موقفهم كان كفيل انه يسبب الرجفة لجسمه وثوران دمعته ، ولولا العيب وانتهاك الحقوق كان جسد موقفهم بفديو تشهده كل عيون وتفتخر فيهم كل نفس ، ويدعي لهم كل لسان ..!
نص ساعة طريق حتى نزل شعيل من السيارة وهو يتوجه بخطوات ثابته ناحية فلة وليد وبالأخص غرفة جده ، لكن استوقفه منظر جابر اللي كان يتسحب بخطواته ناحية بيتهم بحذر ، رفع حاجبه باستنكار لحتى قال بصوت شبه عالي : جابر ..!
ثبت جابر بمكانه بهلع وخوف وهو يلف ناحية شعيل ، وقف لثواني حتى يستوعب هوية الي قدامة ، وسرعان ما تنهد براحه بعدم استيعاب للموقف: اوه شعيل ...
كمل وهو يحط يده على قلبه براحة وقال : حمدالله ، عبالي سعود ...
لكن سرعان ما صرخ بذهول وصدمة لما استوعب مين الي قدامه ، وتحرك من مكانه بانفعال: شعيل ..!
تقدم وحضن شعيل بقوه وقال بصرخة عاليه ملت المكان وهو يرص على كلمته ويكرررها : ارححححبب ، ارحب ، ارحب ، ارحب..!
رد له شعيل الحضن بضحكه عاليه من ردة فعل جابر الي رفرف قلبه منها ، ولأول مره يحس بشعور أن له الي يفقده ويرحب فيه وقت رجعته ...
بعد عنه جابر وقال بعدك تصديق: يمين أن ترحب مليون ...
ضحك شعيل وقال باحراج وهو يمسح على عوارضه: ما هقيت هالقد لي مكانه .؟!
—-
صرخة جابر !!
ضحك شعيل وقال باحراج وهو يمسح على عوارضه: ما هقيت هالقد لي مكانه ...
مسكه جابر من وجه وهو يعطيه حبة احترام على خشمه وقال بصدق وفخر : انشهد أنك صاحب محل ..!
ربت عليه شعيل وقال بابتسامة امتنان : جعلك سالم يا جابر ...
كمل بضحكه بعد ما عرف سبب هلع جابر بالبداية: تراه وراي ...
وما كمل كلامه حتى تقدم سعود بعد ما نزل من السيارة وقال بابتسامة: منهو ..؟
وسرعان ما تلاشت ابتسامته وهو يأشر على جابر بيده بهدوء تحت ملامح جابر الخايفة ، بعد ما استشق ريحة جابر ، لحتى قال جابر بسرعه : يمين الله أنه واحد من الشباب مهوب أنا ..!
عقد سعود حواجبه بضيق وقال بحدة :وتجلس معه ليه ، وبعدين ما أخبر لك خوي يدخن .؟!
تنهد جابر وقال بضيق : مو من اخوياي بس جاء مع واحد منهم وجلس معنا ...
اعتدل بوقفته اول ما نطق سعود بحده كانت كافيه انها تحذره : جابر ..!
كمل وهو يشد على كتفه اليمين : شايفني ولد أمس عشان ألعب معك ، هذا الكلام مشه على غيري ..!
همس جابر وقال بصدق : والله العظيم ما طب بلساني ، وبعون الله ما هوب طاب ليوم الدين...
تنهد سعود وربت على جابر وقال بهدوء : خابر لو مو غلاك ما هميتني .؟!
هزّ رأسه جابر وقال بسرعه: خابر ، وخابر أن مكانا يتحدد بفعلنا ..!
هزّ رأسه سعود برضاء بعد ما سمع وصاياه بلسان جابر ، وألي اهمها ان مكانك يتحدد بطيب فعلك قبل طيب اسمك ..!
لف ناحية شعيل الي قال بعد ما تحرك جابر من مكانه : خايف تشهد عذابي فيهم ..!
تنهد سعود ومسح على وجهه بهدوء : وادعي بصلاتي ربي يبعدهم عن ضيم الي جراء لك ...
ابتسم شعيل بامتنان وحب عظيم لهذا الاخو الي يتجسد تحت مسمى عامود البيت ، ما كذب لو قال أنه لاطاح ، طاحوا كلهم معه ...
قال بمزح لحتى يبعد الضيقة عن سعود وهو يتذكر وجه جابر الخايف : أثرك متوثم فيهم يا أخوك ...
ضحك سعود بالمثل وهو يتذكر كلام توق وقت قالت أنه كان واقف لهم بالمرصاد والواضح جتها الشكوى من البنات : لجل مصلحتهم ، واجب أشد يا أخوك ...
لف شعيل برأسه ناحية الجد سعود الي خرج من باب فلة وليد بثوب النوم وعليه نضارته ويتحرك بانزعاج من جابر الي ساند ذراعه عليه : الله لا يترك لعدوك مطرح وين جارّني ..؟
وقف جابر وقال بابتسامة وعيونه بعيون جده المنزعج : آمين ، هات البشارة ..!
عقد حواجبه الجد ولف ناحية ما يأشر جابر بعيونه ، رمش لثواني بعدم تصديق ، لكن سرعان ما تحرك من مكانه يركض ! يركض بكل حليه ! يركض بكل جهده ، يركض بكل شوقه ، يركض بكل ولهه ، يركض بدون عكازه .!!
وبالوقت نفسه تحرك شعيل بخطوات اسرع من خطوات جده اول ما شافه متجه له ناوي يكون له العكاز الي يستند عليه أول ما تخور قواه ...
وبغضون ثواني بس كان الجد محتضن شعيل بأخر قوه كان يمتلكها ، انحنى شعيل حتى يوازي جده بالطول ، والي فقده الجد بفعل الزمن على تقاسيم جسده الي ورثوها منه ...
قبّل شعيل كتف جده اليمين مره ، و قبّل كتفه اليسار مره ، ورجع قبّل كتفه اليمين مرتين ، ورفع رأسه وهو يقبّل رأسه ثم عيونه اليمين واليسار ثم خشمه ...
انحنى وسرعان ما انحنى معه الجد وهو يقبّل قدمه اليمين وبعدها اليسار ، ورفع نفسه من جديد وحضن جده بقوة عظيمه معاكسه لضعف جده الي بلغ من البكي منتهاه ...
وكان هذا المشهد تحت مرأى من آلـ سعود جميع شبابهم وبناتهم ووسطهم فهد وتوق وجدتها ...
دقيقتين مرت بصمتهم قابله شهقات الجد الي شهدوها ولأول مره بعيونهم وشاركوا سعود فيها ، وتحت تنهيدات شعيل الي كان يصارع مليون شعور بداخله ، أهمه غضبه على نفسه وكونه كان سبب لنزول دمعته ، واخ من شعور الخزي الي مكتسيه بشكل بشع وهو الي توه يشهد بمعزته بقلب جده ...
مسك رأس جده وقبّل خشمه بذات التقدير وقال بغصة : مدري العن الصد اللي حرمني من دفاء حضنك ، ولا أرثي أيامي بدونه ..!
مسكه الجد وجهه بدينه المليانه معالم الزمن عليها : الله لا يعديها من أيام ، والله لا يوريني فيك وبأخوانك الضيم ...
آمن شعيل على دعوته وعارف مقصده بأخوانه هو ذويه وعيال عمامه ، لف برأسه ناحية عمه جاسم تقدم بابتسامة وصوته يعلى بترحيب حار من قبله وخلفه الشباب صقر ومشاري وعبدالرحمن وطلال وماجد وفهد ، وكلهم يسلمون عليه بنفس الترحيب الحار والنابع من قلوبهم ...
رفع رأسه بابتسامة بعد ما رد على ترحيب فهد المماثل لذويه ، لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته وقت طاحت عيونه على أبوها ، على صاحب الدعوة الي منها أختار اسمها ، على صاحب أول فعايله فيها ...
تقدم بهدوء بنفس الهدوء الي تقدم فيه وليد ، وقفوا قدام بعض لثواني ، ثواني بس كان المتوقع ان راح تقوم معركه من معاركهم الازلية ...
لكن ، سرعان ما فتحوا يدينهم لبعض وحضنوا بعض بشكل مطول يتخلله صمت بينهم وبين الشاهدين ، وكنّهم يعزون ويهونون بعض فيها ، وكنّهم يدورونها في بعض ...
مافيه ولا كلمه توصف الي يمرون فيه ولا فيه بيت شعر ولا قصيد ولا قافيه قادره توصف شعورهم ...
لكن الغريب ان شعورهم وصل لكل واحد كان متواجد ، رغم صمتهم الهادي الثابت ...
هنا رفع صقر صوته بابتسامة فرح وانشراح: افا تبكون ، ما قلنا ما عاد لضيقة الصدر محل ..!
كمل كلامه لسعود الي وافق ومكتف يدينه : اخبر المعرس هالوقت يداري عمره ..!
كمل كلامه لسعود الي وافق ومكتف يدينه : اخبر المعرس هالوقت يداري عمره ..!
رفع سعود يده وهو يربتها على كتف شعيل : على خبرك يا عم ، وهذا هو عمري مداريه وراضي ...
-
-
-
<< القاعة ، قبل المغرب >>
كانت توق داخل جناح العروس عليها روب ستان بيج بزخارف متداخله بلون الذهبي ، وشعرها مرفوع بلفافات على رأسها، ووجها الي وابدعت فيه الارتست ولا تعبت فيه من تقاسيم وجه توق الشبه مثاليه ، وعيونها على أضافرها المزينة بالاومبري ...
رفعت رأسها ناحية الجوري الي كانت نسخة مصغرة من توق بالروب الملفوف عليها وشعرها المرفوع كمان نفس توق ، كانت راح تقولها تلبس فستانها لكن قاطعها دخول البنات من خلف الباب...
ابتسمت اول ما سمعت أصوات الاعجاب والتصفير من البنات ، وضحكت بصوت عالي أول ما سمعت لمياء تقول بحماس وخلفها سحر ماسكه السماعة: على الملعب يا عروسة ...
وقفت باستجابة سريعة وهي تسحب طرحة عبايتها البيج وتلفها على خصرها ، وتتقدم بالنص وهي تتمايل بهدوء مع نفس وتيرة نغمات الاغنية ...
التفوا البنات حول توق وهو يصفرون ويصفقون لها باعجاب واضح لهم ...
تقدمت توق بخطواتها الحافية على رخام الغرفة ناحية الجوري الي كانت تماثلها بالرقص بفرق طبيعة أجسادهم ، جسد الجوري الطفولي ، وجسد توق المكتظ أنوثة صاخبة ...
واستمرت توق تتمايل بخصرها وتلعب بكتوفها مع الوتيرة الي تحددها نغمات الاغنية ، نزلت بجسدها وهي تثبت ميلان خصرها لجهة اليمين ، وسرعان ما وقفت باستجابة لوتيرة الاغنية وغيرت ميلان خصرها لليسار وترقص بمنحنيات جسدها لحتى وقفت ترقص بجزئها السفلي فقط ببراعة عالية تماثلها فيها الجوري ...
وكله كان تحت تصفيق وتشجيع البنات الي يذكرون ربي بداخلهم عليها ، ومن الزاوية كانت المصورة تصور كل تفاصيل اليوم من بدايته لنهاية ، بما أن توق مثل البقية ماخذين تصوير لليوم كامل ، ولكل التفاصيل من أول ما تمسك يد الخبيرات توق لحتى يمسكها سعود مودعتهم ...
وقفت توق بعد ما خلصت الاغنية وقالت بحب : أحبكم كيف فاهميني ..؟
فكت الطرحة من عليها وقالت بعباطه : خلصنا قبل تجي تيته وتعلمني الرقص كيف ...
توجهت بخطواتها ناحية الي راح تسوي شعرها ، جلست على الكرسي قدام المراية حتى تبدأ بشعرها بالوقت الي قالت : جيجي روحي بدلي فستانك ...
استجابت الجوري وراحت تغير ، بالوقت الي دخلت العاملة وبيدها شعيل الصغير الي كمل سنه من عمره و يبكي بانهيار ، رفعت رأسها للعاملة تسألها ليه مو نايم كونه موعد نومته : Why did he not sleep..؟
تنهدت وقت قالت لها العاملة أنه مو راضي ينام ، رفعت يدينها وتقدمت العاملة وهي تحط شعيل بحضن توق ...
عبرت توق بملامحها وقت سكت شعيل من البكي وباقي صوت شهقاته العالية ، وبنفس الوقت كان يدفن وجهه بحضن توق ويشد على روبها ويشهق بخفيف ، لحتى قالت : واااه بس ليه الدموع يا بابا ..؟
عدلت جلسته بحيث تخلي رجوله حوالين خصرها ، وسندت رأسه على صدرها بعد ما سحبت البدي لفوق عشان ما يطبع الميكب على وجهه وهي تمسح على شعره ، اشرت للي كانت تسوي شعرها حتى تكمل شغلها ...
ابتسمت الي كانت تسوي شعرها وكملت شغلها رغم الاعجاب الداخلي سواء للي قدامها ولا الي في حضنها ولا النسخة المصغرة منها ولا من باقي البنات ...
ثواني ودخلت الجوري بعد ما لبست فستانها الابيض التوب وممسوك بخيوط لرقبتها لحد خصرها ثم يتوسع بنفشه كبيرة ويوصل لفوق ركبتها ...
تقدمت الجوري الي قالت لتوق بتوسل : توته ...
ردت عليها توق وهي تارة تركز على شعرها وتارة على شعيل النعسان بحضنها : همم ...
ردت عليها الجوري برجاء : الله يخليك أبي ميكب ...
كملت لما شافت صمت توق دلاله على الرفض : الله يخليك ، بس شوي مو كثير ...
رفعت توق رأسها ناحية سحر الي دخلت وقالت بتساؤل : توق وين ذهب الجوري ما لبسته ...
ردت عليها توق : بالعلبة داخل الشنطة...
هزّت سحر رأسها وتوجهت ناحية شنطة توق وطلعت منه علبة مخمل زيتي ، فتحتها وخذت ذهب الجوري : جيجي تعالي ...
توجهت لها الجوري وهي مبوزه ، وسرعان ما قالت بانزعاج: توته ما ابيهم يعورني ..!
قالته وهي تقصد البناجر الي بيد سحر ، قالت توق بهدوء : جيجي يا ماما لا تأخرين سحر والبسي ذهبك ..!
مدت الجوري يدها لسحر لحتى تلبسها البناجر وسرعان عبست ملامحها بألم ، لحتى لبستهم كلهم ، ومدت يدها اليسار لحتى تلبس كفّ اليد المتصل بخاتم لاصبعها الوسطى ، وبعدها جلست لحتى تلبسها سحر الخلخال برجلها اليمين فوق شرابها الصغير الابيض، واخر شي العقد الي على رقبتها والحلق باذنها...
رفعت رأسها بأخر أمل لتوق أنها توافق تحط ميكب : توته ، يالله قولي ايه ..؟
هنا قالت سحر بالوقت نفسه الي تفك شعر الجوري حتى يطيح بطوله على ظهرها : بحط لها قلوس ولاينر نحيف ...
تنهدت توق وهزّت رأسها بالموافقة وسرعان ما نطت الجوري بفرح ، وهي تجيب شنطة سحر ، ثواني ورجعت بالشنطة لحتى تبدأ فيها سحر ، وفعلًا خطت لاينر خفيف على خط رمشها ، وبلشر على خدودها ، وقلوس احمر ، وفعليًا طلعت حورية صغيرة بحلاوتها ولذاذتها ...
وقفت ودارت الجوري حول نفسها بفرح بعد ما كملت أخر تفاصيل لبسها بنفس الوقت الي تاخذ المصورة فيه الصور ، وطبعًا ما تجاوزت طعامة الجوري وقتها ...
وقفت توق بعدما خلصت من شعرها وشعيل النايم بيدها ، تقدمت بخطواتها ناحية السرير ونزلته بهدوء وهي تسمي عليه ...
توجهت ناحية فستانها الي كان مع المصورة تاخذ له صور ، والي كان مميز تمامًا وغير اعتيادي بلونه وتفاصيله الي داخل فيها ألوان كثيرة ، لكن رغم ألوانه إلا أنه فخم ومميز ويسحر بشكل مذهل للعين ، لبسته بمساعدة سحر الي كانت معها داخل الجناح كون الباقين بالخارج يشرفون على التجهيزات ...
دقايق ودخلت المصورة من جديد ، واتسعت عيونها بانبهار ، وذكرت ربي لا إرادي على توق وطلتها الكاملة : ما شاء الله تبارك الله ، ولا غلطة ..!
ابتسمت توق بسعادة بالغة وهي تشوف ردة فعلهم عليها ، وتوردت خدودها بحياء تمكن منها بنفس الوقت ، ردت بلمعة عيونها المبسوطة : حبيبي ، عيونك الحلوة ...
لفت برأسها ناحية جدتها أمينة الي دخلت بدراعتها البيج مطرزه بنقوش فضية ، وعلى رقبتها طقم لؤلؤ كبير متماثل بالشكل مع اسوارة الؤلؤ الي بكفها اليمين والخاتم الي باصبعها البنصر ، وبكفها اليسار بناجرها الي ما تنزل من يدها وماسكه بيمناها المبخر ...
وقفت ثواني وهي تتأمل بحفيدتها ، تجمع الدمع بعيونها يا عظم شعورها وهي تشهد على فرحة حفيدها وتزفها بيدها لزوجها ..!
ميلت توق رأسها على جنب بتأثر وهي ترفع يدينها الثنين وتتقدم بخفيف ناحية جدتها وعيونها لمعت بدموعها ، لحتى وصلت عندها وحضنتها بهدوء وهي تقبّل رأس جدتها ، لحتى قالت الجدة بفرح وبهجة: يا كبر أجره فيني ، يومه خلاني أشوفك عروس ..!
ضحكت توق وهي تحاول تقاوم دموعها حتى ما تخرب الميكب ، وهي عارفه ان جدتها تقصد سعود وانه قوم عرس لتوق رغم ظروف زواجهم : يا روح روحي أنا يا تيته ...
ضحكت الجدة بين دمعتها الي نزلت : جعلني ما أسمع غيرها ولا أذوق حزنك، يا يمه ...
قالته وهي تقصد الكملة البغيضة لعقلها القريبة لقلبها "تبته " وكيف أنها لا سمعت "جده " من لسان توق يعني انها فاضت من الحزن منتهاه ....
بعدت توق وهي تحاول ما تبكي مع فرط المشاعر الي اجتاحتها ، تحت تأثر الموجودين فيهم ...
تقدمت الجدة وهي تأخذ عقد الطقم من سحر عشان تلبسه توق تحت تعليمات المصوره الي تخلد الحدث ، وتابعت بحركاتها حتى انتهت من تلبيس توق للطقم ...
مدت سحر المخبر للجدة بيد واليد الثاني كسرة عود ، وبالمثل كملت الجدة تعليمات المصورة وهي تبخر توق بالمخبر وتطيبها ، لحتى ختمت حركاتها وهي ترفع يدها وتدعي لتوق وتحصنها وتمسح بيدها على جسم توق ، بالوقت الي توق قبّلت رأس جدتها ...
لحتى خلصوا من التصوير ، وبدأت المصورة تاخذ صور لتوق وخرجوا الجدة وسحر حتى يبدون يستقبلون المعازيم ....
جلست توق ترتاح بعد ما خلصت تصوير ، وبيدها موية تشربها ، لكن سرعان ما وقفت بابتسامة واسعة لما دخل فهد من خلف الباب ...
وقفت وهي تشوف ردة فعلة وهو يمسح على وجهه باعجاب وذهول ، ضحكت وسوت نفس حركتها مع جدتها يوم رفعت يدها...
وبالفعل تقدم فهد لها بخطواته السريعة ، لكن الفرق بين فهد وجدتها ، أن فهد حضنها ورفعها عن الأرض من شدة حضنه تحت ضحك توق : لا تحوسني ..!
نزلها فهد وقال وهو قبّل رأسها : تحصني يا أخوك ...
هزّت توق برأسها وهي جدًيا تحس الأرض مو شايلتها من عمق الشعور وحلاوته وهي تشوفهم كلهم حولها وحواليها بفرحتها ...
لف فهد ناحية الجوري الي تقدمت بخطواتها له وهو انحنى ورفعها عن الأرض ودار فيها لحتى قالت الجوري: صرت مثل الحورية مو ..؟
هزّ رأسه فهد بالايجاب وقال بضحكه وهو يقبّل خدها : وفيها كلام ذي ...
لكن سرعان ما تقلصت ابتسامته لما طاحت عيونه على الي دخلت الجناح وكانت متجهه لتوق مع الجوري لكن الجوري سبقتها بخطواتها ...
ثبتت كادي بمكانها ثواني حتى ترجم لها عقلها هوية الي قدامها وسرعان ما انسحبت من مكانها بسرعة تناقض هدوء دخولها ...
هنا قالت الجوري بدون لا تستوعب الصمت الي عم بالمكان ، بعد ما دخلت المصوره داخل الغرفة وهم بقوا بصالة الجناح : صح توته ، كادي جت تسلم عليك ...
هزّت توق برأسها وهي تشوف عيون فهد التايهه لكن وقف وقال وهو يمد يده : يالله جيجي تجين معي ...
عقدت حواجبها توق وقالت بغرابة : وين ماخذها ، مو منجدك ..؟
عدل بشته وشماغه : محد جاء لسى ، دقايق وترجع ...
هزّت رأسها وهي تاشر لجوري تجيها حتى تعدل لبسها ، وتعدل اكسسوار الشعر الي شبه انحاس بعد ما دار فيها فهد ...
بالوقت الي خرج فهد من الجناح وعقد حواجبه لما شافها متوجه ناحية صالة العشاء لين يطلع ، ابتسم بخاطره وتقدم ناحية الصالة ، واللي ما تعرفه كادي ان صالة العشاء هي الوصل بين قاعة الرجال والنساء ...
وقفت وهي تتكتف وجوالها بيدها ، رفعت رأسها للباب اللي انفتح وعبالها الجوري جت تبلغها بخروجه ، لكن سرعان ما شهقت وقت عرفت مين هو ، لحتى قالت بفهاوه : ليه دخلت ..؟
رمش بهدوء تحت تأمله لها ، بفستانها النيلي الي يوصل لنص فخذها ومركب فيها كرستالات كبيره من جهة الصدر والبطن ، وشعرها المصبوغ هايلايت باطرافه الي يوصل لنص ظهرها لملامحها الناعمة ، قال ببراءة وهو يأشر للباب من الجهة الثانية : طالع ...
بلعت ريقها باحراج تملكها خصوصها بعد ما طال تأمله فيها ، عضت شفايفها بخجل وهي تحاول تتخبى خلف الكرسي حتى تغطي جزئها السفلي المكشوف له ، وعقدت حواجبها وهي تشوف لوين يأشر لحتى استوعبت انه باب الرجال ...
تنحنحت وهي تسمح حواجبها وتشتت عيونها : ممكن تعبد بطلع ..؟
هزّ رأسه بالنفي وقال ببساطة: مو قبل ما أخذ اللي أبيه ...
رفعت عيونها له بذهول من كلمته ، وسرعان ما رجف قلبها بتوتر وخوف، ولا إرادي جتها قشعريرة من فكرة أنه يكون عكس رجاويها فيه ...
تنهد وهو يشوف الخوف بعيونها تقدم بخطواته بالوقت الي بعدت هي بخطواتها ورا ، همس بهدوء وعيونه بعيونها : لا تخافين الشينة من يدينـي ،
‏اليدين اللي تحبك ما تخوّف..!
زاد تنفسها بعد اعترافه الصريح ، شعور البهجة زادت بتجاه عكسي مع شعور الخوف الي قلّ بتأثير همس منه..!
يالله كيف بكلمات منه رتب تأجج مشاعرها كله ، يالله كيف بدقائق بس تكون بحاله وتتغير بعدها لحاله ثانية تمامًا بفعل كلمات منه ..!
تقدم بخطواته ناحيتها : علميني وشهو ردك ، لا دخلت مجلس أبوك طالبه القرب ..؟
كمل وهو ما زال يتقدم ناحيتها : علميني ، وجددي رجاي بوصلك اللي رجيته ..!
بلعت ريقها بعدم قدره على الرد ، الي يصير كبير عليها وعلى قلبها وعلى عقلها وعلى روحها وجدًا ، كبير لحد الهلع ، زادت ضربات قلبها أول ما صار ما يفصل بينهم إلا حد النفس ، ارتجفت شفايفها بعد ما تغللت داخلها ريحة العود النابعة منه ...
كمل همسه وعيونها المفتونة بعيونها الثابته بذهول : علميني، ترا لك حبيبـ'ن كلمته علّ وعسى ، طالبـ'ن ربه ويرتجيه صبح يومه ومساه ..!
كمل كلامه الي جديًا ما يساعد حالة كادي أبدًا : وأن كانك عن الخيرة بتّعَذرين ..؟
شد على بشته وهمس بثبات مكمل أخر كلامه : فعني؟ استخرت الله وبرجع أستخير
‏كان فيك الخير ما تبعد أبد ..
‏وكان فيك الشر يمحيه ويصير
‏فيك خير وما تفارقني بعد ..
ارتجفت شفايفها تمامًا من عذوبة كلامه الي وصل لأعماق قلبها ، كيف كذا بالأمس كانت تدعي بصلاتها ، واليوم يصير واقع ...
دقيقة كاملة مرت بينهم بصمتهم المعاكس لثوران مشاعرهم ، لحتى نطقت كادي تجاوبه : تخيل يكون اللي تدعي ربك فيه وترجيه كل ليلة ، هو اصلا مكتوب لك .؟!
كملت وهي تحط عيونها بعيونه : هذا بيكون ردي، لا دخلت مجلس أبوي طالبه القرب ..!
قالته وهي تتحرك من مكانها وتتعداه لحتى تخرج من صالة العشاء بالوقت الي تنهد فهد واتسعت ابتسامته بانشراح من فرط الشعور الي تغلل قلبه من ردها له ، رفع رأسه وهمس : يارب لا ترد لنا دعوة ولا تخيب لنا رجاء ، واكتبها من نصيبي ..!
لف ناحية الجوري الي تقدمت له بابتسامة ، مسك يدها وتوجه فيها ناحية قاعة الرجال ...
ثواني وارتفعت أصوات التصغير من الشباب لما دخلت عليهم الجوري بضحكتها ...
دارت حوالين نفسها بدلال وسعادة وهي تسمع كلماتهم الي يمطرونها فيها ...
انحنى عبدالرحمن لها وقال وهو يقبص خدها : ليه أنتي حلوه هالقد ..؟
رفعت أكتافها وقالت بدلع معروف بطبعها : عشان ربي خلاني حلوه ...
بقاعة النساء توجهت كادي بخطواتها ناحية البنات ، سحبت الكرسي وجلست بهدوء ...
رفعت هيام حاجبها ويدها على بطنها البارز : علامك ..؟
هزّت كادي رأسها بالنفي وقالت وهي تهوي وجهها : ولا شي ...
هزّت هيام رأسها بالايجاب بالوقت الي قالت لمياء بتساؤل : وين جيجي كانت معك ..؟
ردت كادي بعدم وعي وهي تشتت عيونها : مع فهد ...
سرعان ما انفردت حواجبهم من حالتها الغريبة ، وعرفوا سبب غرابتها، لحتى قالت تالين بضحكة : قلتي لي فهد ..!
عضت كادي شفايفها باحراج لما انكشفت من ضحكهم ، وقالت بغيض : الله لا يطيح مسلم بلسانكم ...
ضحكت هيام وقالت بعباطه: والله يا عيني ، إذا ناسية الي سويتيه فينا أفكرك ..!
كشرت كادي وقالت بحلطمه : ما كنت أدري أني بطيح على وجهي ..!
ردت عليها غيم بضحكة خبيثة: هو أنتي لحالك اللي طحتي على وجهك ..؟
توسعت عيون تالين واشرت لغيم بالوقت نفسه الي قالت كادي بضحكة: حلفت عليك تقولين..!
ضحكت غيم بقوة وهي تشوف نغم ماسكة تالين عشان ما تمنع غيم ، وقالت وهي تتذكر يوم دخلت عليها تالين بعد ما رجعت من سلطان: ابد بس عشر دقايق فهاوه ، على عشرين دقيقه صراخ وعدم تصديق ، على ساعة من الدموع ، وأخر كلامها كان ..!
لفت لتالين الي كانت عاضه شفافيها بخجل : ما تخيلت الي دعيت ربي فيه يكون مكتوب لي بيوم ..!
بلعت كادي ريقها بصعوبة ورعشات تسللت لقبلها ، وغابت عن تصفير البنات من تعبير تالين عن سلطان ...
لوهله حست أنها تبي السعادة الي تشوفها بعيون تالين ، تبي الخجل الي قرته بملامحها ، تبي التوهج الي استشعرته من نبرة صوتها ، وكل هذا تبيه معه ، مع فهد ...
وقفوا كلهم متوجهين ناحية جهة الاستقبال ، حتى يستقبلون المعازيم الي بدوا يتوافدون ، عدا هيام الي كانت جالسه بكرسيها بابتسامة كون أنها بشهرها التاسع وثقلت حركتها ...
-
-
-
وقفت توق بتوتر ورهبة أول ما سمعت صوتهم واصل لها من خلف الباب...
وسرعان خفق قلبها وارتجف من طاحت عيونها بعيونه ، شدت على مسكتها تخفف من شدة الرعشة الي سرت بجسمها ...
بللت شفايفها بخفيف وسمعها مع أصوات الي حولها من فهد والجد والجوري وجدتها الي خلفها ...
لكن عيونها بعيونه الثابته مع ثبات ملامحه الرجولية ، لفت برأسها ناحية فهد الي مسكها وقبّلها بضحكة تحت عدسة المصورة الي تلقط كل التفاصيل...
سكرت عيونها لثواني وهي تتنفس ريحة العود العتيق والصادرة منه بعد ما وقف جنبها ، وغابت عنهم لثواني...
سرعان ما تمالكت نفسها وهي تسبق بخطواتها للجد حتى تسلم على رأسه بالوقت الي قال الجد بهدوء ونبرته الخاصه وصلت لتوق : مبروك يا جدي ..؟
رمشت توق لثواني وسرعان ما اتسعت ابتسامتها وانشرح صدرها من بعد ما سمعت "يا جدي " وكيف أن الجد ما يخصها إلا للي يغلينهم والغوالي بقلب الجد بدون ذويه ، قليل !!
وكون أنها فازت وقدرت تتخطى كل المسميات ووصلت لـ" يا جدي" يعني أنها تربعت بقلب الجد مع القلة ...
لفت بعيونها ناحية سعود بترقب لردة فعله من كلمة جده ، لكن سرعان ما رقص قلبها طرب لما لمحت شبه ابتسامه توسطت شفايفه ، وكون أنها تشوف القبول بعيون الجد سعود والرضاء بعيون الحفيد سعود كفيل انه يطريها لسابع سماء ولابه قوة تنزلها لسابع أرض ...
لفت ناحية فهد الي بدأ يلعب بالسيف وقدامه الجوري الي ترقص بكل خفتها ، والمصورة حولهم وتاخذ أعمق تفاصيلهم ...
بعد دقايق قضوها ما بين ضحكة سعادة ودمعة فرح ورقصة طرب ، خرجوا كل من الجد وفهد والجدة والجوري ، وبقت توق وسعود مع المصورات ومساعداتها ...
لفت توق لسعود وناظرته بتمعن لثواني ، حتى لفت للمصورة طلبت منها وهي تاشر بيدها : ممكن ثواني لا هنتي ..!
هزّت رأسها المصورة بالايجاب ، ولا إرادي منها ذكرت ربي عليهم ،لأن إذا الي قدامها ما بين لو بشبه حركه ولعه فيها ، فعيونه تكفي ..!
لفت توق ناحية سعود الي كان مثبت عيونه على ساعته ، لكن سرعان ما رفعها أول ما صاروا لوحدهم ...
ثانية وحدة بس وصارت توق بين أحضانه ، شدها بقوة ومو مصدق أنها بين يدينه وهو الي كان ماسك نفسه من دخل من خلف الباب وطاحت عيونه عليها، رجفة قلبه والرعشة الي سرت بجسمه وقتها تشهد له سنينه كلها أنه ما قد صارت له بيوم ...
ما صدق انها رحمت حاله وفهمت مطلبه وهو أنهم يبقون لوحدهم ، كون كثرة العيون عليهم ما يرضيه ...
هيبة حضورها بأحسن صورها ما مرت على قلبه مرور العابرين ، همس بنبرة عميقة وصلت بعمقها لمسامع توق : ‏يقولك ؟
سرقني ما دريت انّه سرقني
‏سلبني وأحسب إني فاطنٍ له
‏أنا يوم أرسل عيونه لقلبي
‏عطيته مهجتي والمعطي الله...
رفع رأسها وحط عيونه بعيونها الوسيعة وزاد وسعها وجاذبيتها مع لمسات الارتست :
نصف زين الخلايق في عيونه
وباقي الزين في باقيه كلّه...
لمعت عيونها بتأثر من وقع كلماته على قلبها ، ابتسمت بخفوت وهمست بذوبان: قلتها ؟وبرجع أقولها ، أنا لك عليّ أحبك للنهاية، عاد ‏مدريّ وين حُبك ينتهي بي...
اتسعت ابتسامته الي عجز يمسكها وهو العاجز عن رجفة قلبه ، وزادت الرعشة بجسمه أول ما قبّلت توق خده بخفيف حتى ما يطبع الروج بخده ...
عض شفته أول ما سمع ضحكتها الرنانة واللي عرف مقصدها ، كونه ما قدر وأخذ منها القدر اللي يرضيه من القبّل بسبب دخول المصورة ومعها المساعدات...
همس بداخله وهو يعدل شماغه وهو للان يسمع صدى ضحكتها :على قلبك السلام والرحمة في حضرة سمو الدلال ، يا سعود ...
-
-
-
نتوقف هنا...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 01:20 PM   #44

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 42

<< الديرة >>
الصباح
توجهت قمر بخطواتها الخفيفة ناحية الغرفة الي متجمعين فيها ، ويدها على بطنها البارز ...
ابتسمت لما دخلت وشافت فراس جالس على بطن خليل وشاد شعره وجنبهم مشعل الي يضرب على الارض ويعد عد تنازلي والواضح انهم يتصارعون ...
وسرعان ما صرخ مشعل ومعه فراس الي يقول بين صراخه وهو ينقز : فزت ، خامس مره أفوز عليك ...
قاله وهو يمد لسانه لخليل بفرح تحت ضحك خليل عليه ...
لفت ناحية مشعل الي قال بحماس : كفو انشهد أن نشمي ، خشمك ..!
ضحكت بذهول وهي تشوف فراس يسلم على مشعل حب خشوم ، وزادت ضحكتها لما قال فراس بتفاخر : كفوك الطيب ..!
كمل وهو موجه كلامه لأمه : ماما شفتيني وأنا أفوز ، محد يقدر علي صح ؟حتى خليل ما قدر يهزمني ..!
هزّت قمر رأسها وهي تتقدم وجلست جنب العلياء الي كانت مبتسمة وعيونها عليهم : انشهد ، يحفر قبره الي يظن انه يقدر عليك ، كانه بيموت ما لمس شعره منك ...
كشر مشعل وقال وهو موجه كلامه لفراس : أنت يالدلوع ، وشهي ماما ذي ، ارفع علومك وقول يمه خل عنك الدلع ...
رمش فراس بغرابة وهو يفكر بكلام مشعل ولف لأمه وقال بتساؤل : ماما ، يصير أقول يمه ..؟
هزّت قمر رأسها وهي تسحب فراس وتشد خدوده : قول الي ودّك يا روح ماما أنت ...
قالته وهي تطلع لسانها لمشعل حتى تغيضه ، وتحرك حواجبها لحتى كشر وقلدها بسخرية: يا روح ماما أنت ...
كمل وهو مستمر بتكشيره : أقول أنتي ، اشكري جمالك الي مسكتني عندك ، ولا كان كرشتك أنتي وورعك الي قدامك ...
رمشت العلياء بضيق من بعد ما جاب مشعل هذا الطاري وعيونها ناحية خليل من خلف الشيلة عليها ، ميلت شفايفها وهي تشوفه منشغل بجواله رغم أنها تجزم أن الجوال ما أخذ باله ولو شوي ...
لفت قمر ناحية الخالة عائشة الي قالت وهي تمد لها التمر : ما عليك منه يمّه ، كلي وعيني من الله خير ...
كشرت قمر وهي تشوف التمر قدامها لحتى قالت بتحلطم : خالتي الله يخليك ، من دخلت التاسع وأنتي توكليني تمر ، خلاص طفحت كبدي منه ..!
ردت عليها الخالة عائشة بعصبية حنونه : خلي عنك الهرج واكلي وانتي ساكته ، ولا خلصتي قومي لفي حول البيت حركي لي عظامك ...
تعبرت قمر بلامحها لحتى قالت بأخر أمل : لازم أمشي ..؟
كملت وهي تبتسم بعباطة وتسبل بعيونها : شرايك اليوم سماح ..؟
لكن سرعان ما تقصلت ابتسامتها لما شافت الرفض من الخالة عائشة ولفت ناحية ابو خليل تستعطفه لحتى قال بضحكة : ما بعد كلامها كلام يا عمي ...
كمل وهو يشوف تكشيرتها : ولا يزعل هالوجه السمح ياعمي ، رجلي على رجلك اليوم ...
تنهدت قمر وهي تمد يدها للتمر وتاكل منه بهدوء ، وتسولف مع العلياء بجنبها بنفس الهدوء ، وترفع راسها تعلق مع الخالة عائشة وابو خليل ، تحت صمت خليل الي عيونه على جواله ...
وقفت العلياء وتوجهت ناحية غرفة الخالة عائشة لحتى تجيب مطلبها ثواني ورجعت وهي تأشر بيده وهمست بهدوء : هذا يا يمه ..؟
هزّت رأسها الخالة عائشة بفرح بالوقت الي قالت قمر بذهول وعيونها على الجوال الي بيد العلياء: وه ، ما أصدق بعد هالسنين يرجع لي ..؟
ضحك ابو خليل وقال بابتسامة: مال الحلال ما يضيع يا عمي ...
ابتسمت قمر وهي تاخذه من العلياء وتقلبه بيدها والي كان جوالها من أيام الثنوي ...
رفعت رأسها لخليل وقالت : خليل عطني الشاحن ، أبي اشغله ...
مد لها خليل الشاحن وهي شحنته ، وتركته لحتى ياخذ وقته ، ولفت ناحية الخالة عائشة الي تكمل سوالفها ما بين الماضي والحاضر ويتخللها تعليق ابو خليل عليها ...
وقالت بتساؤل وهي تفتح لفراس الحلاوة الي بيده: خاله أذكر كان لي فديوهات وقت الي كنت بالتمهيدي ، تعرفين وينهي ..؟
هزّت الخالة عائشة رأسها بالايجاب : هالله الله ، أعرف وينهي فيه ...
كملت وهي تلف ناحية العلياء وقالت بابتسامة: روحي يا امك جبيها ، تلقينه بالدرج الي جنب راسي بالرف الثاني ...
هزّت رأسها العلياء وهمست بخفوت : أبشري ...
لكن سرعان ما خفق قلبها أول ما رفع خليل راسه وطاحت عيونه عليها ، ثواني ورجع نزلها من جديد ...
سحبت قمر الجوال بعد ما شحن وفتحته ودخلت الرمز وما كان صعب عليها انها تتذكره كونه تستخدم رمز واحد ما تغيره مع كل أجهزتها ...
ثواني واشتغل وسرعان ما شهقت وقالت بحماس : واه ، يمه اشتغل ..!
دخلت الاستديو وقلبت بالصور وهي تضحك على نفسها وتطقطق على فديوهاتها ...
لفت لفراس حتى يجيب شنطة يدها وطلعت منه الوصلة الي تشبك جوالها بالتلفزيون بالوقت الي دخلت فيه العلياء وبيدها اشرطة الفديو ...
ثواني وصاروا كلهم يشاركونها الضحك على صورها وشكلها ، وفراس كان يأشر عليها بكل صورة ويضحك مع ضحكهم ...
لحتى وقفوا عند فديوا كان لقمر وخليل ، قمر كانت جالسة بالارض وخليل خلفها وبيده سطل موية مليان ثلج ، وقمر كانت توجه كلامها للكاميرا : قبلت التحدي ، وانا من هذا المنبر اتحدى ...
لكن ما كملت كلامها من صفقة خليل على رأسها وقال بعصبيه : مهب لازم تتحدين أنتي وراسك ، اخلصي علي السطل ثقيل ..!
ردت عليه قمر بنفس العصبية وهي ماسكة راسها : مالك دخل كيفي بتحدى غصب عنك ...
وسرعان ما شهقت لما خليل كب الموية والثلج على رأسها قبل تكمل كلامها ، لحتى قالت بقهر : يا التيس خربت الفديو ...
رد عليها خليل وهو يلعب بحواجبه : والله محد تيس غيرك ..!
رفعت قمر يدها لعيونها وهي تمسح دموعها الي نزلت من عمق الضحك الي ضحكته ، لحتى قالت بسخرية: وش هالمنظر ! الله يرحم برستيجي لو جوالي يطيح بيد أعدائي ..!
تحركت العلياء وهي تدخل واحد من اشرطة الفديو بجهاز dvd القديم والي يتناسب مع أشرطة الفديو ...
وسرعان ما اشتغل فديو كان لفصل قمر ومعها زميلاتها والمعلمة تمشي على كل وحده وتسألها عن أحلامها وامنياتها ..
لحتى وصلت عند قمر الي كانت مبتسمة بقوة وتعلك علكة وحاطة روج أحمر بشفايفها، وردت على المعلمة : حلمي أعيش مع بارني ..!
ثواني مرت مع ضحك المعلمة الي ما قدرت تمسك نفسها لحتى قالت بين ضحكها: ليه طيب ..؟
ردت عليها قمر وقالت وهي للان تعلك بالعلكة بشكل مضحك : وناسه بس نقوم ونغني ونرقص ونرجع ننام ...
مسكت قمر بطنها بألم من الضحك وقالت بدموع : يا ساتر يا العلكة ..!
كملت وهي تمسك خدودها الي عورتها من الضحك : العلكة أكبر من فمي ، أشك أني ماكله البَكِت كله ..!
بعد ساعة قضوها بين الأشرطة والضحك وبين تعليقات قمر وخليل ومشعل وضحك العلياء الخجول وردود الخالة عائشة وبو خليل ...
وقفت قمر متوجه ناحية غرفتها بخطواتها الخاملة ، تمددت على السرير ، وهي تمسح يدها على بطنها البارز بفستانها القطني المُورد ...
همست بخفوت وهي تربت على بطنها : انتظر متى على الفرحة تجين ،و دنيتي في ناظري بقربك تزين..!
-
-
-
<< فلة وليد >>
دخل مكتب جده بخطواته الهادية وعيونه على شبيهه المتمدد بالكنبه وغارق بنومته ...
تحرك ناحية باب الشرفة وفتح الستارة وسرعان ما انتشر ضوء الشمس حوالين المكتب كامل ...
وكمل خطواته ناحية المكيف وسكره وعيونه على الي تحرك بانزعاج ، وكمل خطواته لحتى سحب الكرسي الي قبال المكتب ناحية الكنبة وجلس عليه ...
ثواني ورفع نفسه شعيل بخمول وكسل وهو مسكر عيونه بانزعاج ، ويحاول يستوعب وينه فيه ، لحتى رفع عيونه للي قباله وقال بغرابه : يالله صباح خير ، يا أخوك أرحم لي حالك ، خابرك معرس..!
رد عليه سعود وهو يكتف يدينه ويرجع ظهره للخلف : محد شكى لك الحال ، وخلنا بالجد ..!
شد شعيل شعره وهو يحاول يصحصح ، رفع رأسه للعاملة الي دخلت وبيدها كوب قهوة ، أخذه وقال وهو يرتشف منها :هات ..!
رد عليه سعود بنفس وتيرة الهدوء وعيونه عليه بتمعن : قمر ..!
ثبت شعيل الكوب على شفته لثواني شبه طويله ، وسرعان ما نزل الكوب على الطاولة ، ورجع ظهره للخلف وعيونه على سعود يحثه على الكلام ...
كمل سعود بعد ما شاف ردة الفعل الشبه غريبة على شعيل : ما لك نيّه ، تعرف مكانها ..؟
دقيقة مرت بينهم بصمت لحتى قال شعيل بهدوء : بيني وبينها وعد يا سعود ..!
هزّ سعود رأسه بالنفي وقال بحدة : خلك من الي بينكم لما يكون بين السطور ، وخذ بعين الاعتبار عناوين الفصول ..!
عدل شعيل جلسته بهتمام بالغ أول ما لقط المغزى من كلام سعود وانه راح يسمع الكايد منه، لحتى قال بحدة مشابهه لحدة سعود : وش العلم ..؟
تنهد سعود وبدأ يخبره عن موضوع سلوى وريم والمصيبة الي طاحت على راسهم ...
ربع ساعة بينهم مرت وانقلب فيها شعيل ، وطلع فوق رأسه مية جني وفوقهم مية عفريت ...
ومن باب الرحمة فالله يكون بعون سلوى وريم على عظم عملتهم ، لأنهم وللأسف يوم قرروا يضرون ما ضروا إلا قمر ، الي لو أحد تسبب فيها بوخز ابرة ان يترحم على روحه بالأول ، وشلون لو عملتهم تكون صلب حياة قمر ومركازها ..!
شد على قبضة يده يحاول فيها يمسك اعصابه الي انشدت ووضحت من عروق عنقه البارزة...
لف ناحية سعود وقال بنبرة ثبات معاكسة للثوران الي بداخله : ما جيتني تقوله، إلا وأنت خابر'ن مكانها..!
هزّ سعود رأسه بالايجاب وقال : ما عندي علم بمكانها ، لكن عندي اللي راح يوصلك لها ...
-
-
-
<< القصر >>
العشاء
رفعت منى رأسها ناحية هيام المية فوق العشر ، ناظرتها ثواني ثم حولت نظراتها لهاله بعد ما شافت هيام تسولف مع البنات بانسجام...
لكن رجعت تناظرها من جديد ، وعقدت حواجبها لما شافت هيام مسكره عيونها وتطبطب على بطنها بخفيف ، قلبها ناغزها ومن أصبحت وهي بس تتلفت كل دقيقة ناحية هيام تشوف وضعها ، وبكل مره تشوف وجه هيام المرتاح ، تتعوذ من ابليس ...
لكن رغم ذلك مازال قلبها مو متطمن لسبب تجهله ، وتجهل عواقبه ...
سرعان ما فزّت من مكانها متوجه لهيام بعد ما سمعت صرختها المدوية ، وكنّ بصرختها أكدت على أمها مخاوفها ، ثانيه وحده وصاروا كلهم حواليها ...
شدت منى على هيام الي كانت تصارخ بصرخات متتابعة وقالت بهلع وعيونها على أمها : ماما..!
ردت عليها منى بخوف مشابه لخوفها وهي تسندها : بسم الله عليك يا ماما ...
لفت لمياء ناحية الجوري وقالت بسرعة : جيجي روحي نادي عمو وليد وعمو مشاري بسرعه ...
هزّت الجوري رأسها بالايجاب وتحركت متوجه ناحية دوانية سعود بالوقت الي تحركت فيه نغم حتى تجيب عباية لهيام ومنى تحت ربشتهم حول هيام الي انقطع نفسها ، وتحت دعوات الجدة أمنية أن ربي يسهل عليها ولادتها ...
رفعوا الرجال رأسهم أول ما دخلت عليهم الجوري وقالت بسرعة : عمو مشاري ، خالتو هيام ...
وما كملت كلمتها أول ما فزّ مشاري من محله وركض بخطواته وهو مثبت شماغة بيده بعد ما وصلت له صرخة هيام العالية، وتابع خطواته خطوات وليد اللي يشابهه بالركض وخلفهم الجد وجاسم وصقر وجابر ...
خفت خطواته أول ما طاحت عيونه عليها وهي تمشي على مهل وماسكه يد أمها ، ثبت بمحلة لما سرت الرجفة بجسمه ووقف شعره من هول الموقف على قلبه ...
لحتى صحى على صرخة صقر الي نطق بحدة : مشاري السيارة ..!
هزّ رأسه بالايجاب وتحرك من مكانه ناحية السيارة ، بغضون دقيقة ركبها وتقدم فيها لهم بعدم وعي منه ...
تحرك أول ما ركبت منى ومعها هيام وخلفهم وليد ومعه جابر الي كان استيعابه بهذه اللحظة بطي وجدًا ...
عشر دقايق قضاها مشاري بتوتر عمره ما شهده من صراخها الي اخترق قلبه قبل مسامعه ، وصوت منى الي يقراء ويسمي عليها ...
وصلوا المستشفى وسرعان ما استقبلهم الطاقم الطبي وخذوا هيام معهم ...
مرت ساعة ومرت الثانية وفوقهم الخامسة والثامنة اقبلت ، وطول هذه المدة كانوا يتقلبون على جمر ، كلهم وعلى رأسهم مشاري الي ما فيه موطى قدم ما مر فيه من عمق التوتر والخوف والهلع الي صابه وخصوصًا بعد ما بلغتهم الممرضة ان الولادة تعسرت معاهم ...
جلس على الكرسي وهو شاد شعره ويحرك رجوله بتوتر العالمين ، ورجع رفعها ناحية بوابة العلميات وكانت هذه المره الثلاثين بهذه الدقيقه بس ...
ومنى ووليد ما كانوا احسن منه حال ، وجابر كان جالس بصمت غريب عليه مشابه لغربة الموقف عليه ...
وسرعان ما تحركوا ناحية الدكتور الي خرج وقابله سؤال مشاري السريع : بشر يا دكتور ..؟
هزّ رأسه الدكتور بابتسامة : حمدالله على سلامة المدام ، والف مبروك المولوده ، الله يجعلها من مواليد السعادة...
تحرك مشاري وانحنى وهو يسجد سجود شكر بعد ما سمع أخر كلام الدكتور ، دقيقين ورجع يوقف على حيله وهو يحضنه ويشكره ويدعي له من كل قلبه ...
وما كان هو لوحده ، كل من منى ووليد وجابر كان لهم النصيب المشابه من الفرح والسعادة ...
ساعتين وصارت هيام بالجناح حقها ، والعائلة كلها مجتمعين حولها ومنتشرين بالجناح ...
لفت برأسه ناحية الممرضة الي تقدمت ، سندت بيدها حتى ترفع نفسها لكن يد مشاري سبقتها وسندها حتى تعدل نفسها ...
مدت يدها للممرضة ، وهي الي توها ما بعد شافتها بسبب انها فقدت الوعي من الجهد الي بذلته بالولادة ...
سرعان ما غورقت عيونها بالدموع أول صارت بنتها بين أحضانها ، رفعت رأسها ناحية مشاري وقالت بابتسامة: مشاري ، مره صغنونه ..!
ضحك مشاري من وصفها وانحنى وهو يقبّل رأسها وقال بضحكة: الحمدالله والشكر لك يارب مشاري وأنت ربه ..!
أخذها منها ورفعها له وبدأ يأذن عند اذونها ، وصدى صوته ملى المكان من صمت الجميع تحت حضرة الاذان ...
تقدم جاسم وأخذها من مشاري وهو يسمي ويذكر ربي عليها جلس فيها وجنبه وليد وعينهم كلهم عليهم ، وسرعان ما رفعت نغم جوالها وأخذت لهم صوره كونها ما قدرت تتخطى منظرهم وكيف أنهم جالسين جنب بعض وبينهم حفيدتهم وعيونهم مليانه دموع فرح عليها ...
تقدمت مناهل وأخذتها من جاسم وهي تسمي عليها بالمثل لحتى قالت بابتسامة وعيونها على هيام : يا بخت مشاري على هالحب يا بخته ...
رفعت البيبي وقالت بضحكة : ربي يخليكم لبعض ، لكن ودنّا بهيام صغيره ..!
وسرعان ما ضحكوا لما فهموا مزحتها وانه من عمق حب هيام لمشاري صارت البيبي تشابه مشاري بشكل كبير ...
ونفس الشي أخذتها منى وهي تسمي عليها وتقبّل رأسها بخفيف ، وقالت لهيام بابتسامة: وش قررتوا تسمونها يا ماما ...
ابتسمت هيام وعيونها بعيون مشاري الي ماسك يدها ويبادلها الإبتسامة ، لحتى قالت بحنين وشوق : سميتها قمر ..!
دقيقه مرت بينهم بصمت مهيب من هيبة صاحبت الاسم ،رمشت منى بهدوء وسرعان ما نزلت دموعها بشكل اهلكها لحتى قالت بنفس الحنين وعيونها على قمر الصغيرة:
دقيقه مرت بينهم بصمت مهيب من هيبة صاحبت الاسم ،رمشت منى بهدوء وسرعان ما نزلت دموعها بشكل اهلكها لحتى قالت بنفس الحنين وعيونها على قمر الصغيرة : جيتني مثل الشروق .. اللي محى عتم الليالي
‏جيتي فرحه للحزين .. اللي من همومه هلك...
وسرعان ما علت أصواتهم بترحيب حار ، وان كانت غاليه بعيونهم مره فغلاها زاد مليون مره بسبب الي تمست عليها ...
كملت منى بهمس داخلي وهي اللي نغزات قلبها ما وقفت رغم حالة هيام المستقرة إلا أنت قلبها ما هدأ ولا ارتاح : ويالله عسى عينك يا يمّه ما تذوق الهم بيوم ..!
رفعت رأسها لهيام اللي قالت بضحكه وهي تشوف وجه جابر المخطوف : جابر ترا تقدر تشيلها ..؟
وسرعان ما ضحكوا أول ما شهق جابر بخرشه وقال بذهول : وش الي أقدر اشيلها ، أنتي شايفه صغرها قد كفي ..!
قاله وعيونه على البيبي الي بيد منى شايلتها ومتوجه فيها ناحية الجد ...
وكملوا جلستهم بين تعليق وضحك وفرح وساعدة ، ومجتمعين كلهم عدا سعود وتوق والأكيد شعيل وقمر...
تقدم مشاري ناحية قمر الصغيرة بعد ما فضى المكان من الجميع ، لمعت عيونه بشعور أبوي تولد بداخله ...
همس عند أذونها وعيونه ناحية الشباك : جيتي بدنيتي بليلة قمرا ..!
ابتسم برضاء وكمل وعيونه على القمر المكتمل بالسماء المعتمة : ناظريني ي سماء حتى انا عندي قمر ...
انحنى وقبّل قبضة يدها الصغيره وكمل ليلته الهنية مع هيام روحه وقمر ليلاه ...
-
-
-
<< الديرة >>
وقف السيارة وعيونه على اللوحة الكبيرة المرحبة دلالة على وصوله لوجهته الصحيحة...
حرك سيارته وهو يتلفت لحتى طاحت عيونه على محطه على بعد كم متر قدامه ...
وقف عندها دقائق حتى يسأل عن صاحب الرقم الي اتصل بجده واللي من خلاله قدر يعرف العنوان الي جابه للديرة...
رجع ركب السيارة وحرك وكمل طريقة ، تنهد وعيونه تتأمل المكان ، لوهلة خاب أمله ...
غرابة المكان الي يمر فيه خيبت له ظنونه ، تخاطر لعقله لو صاحب الرقم كان عابر سبيل في طريقها لدقايق قليلة جمعتها بمكالمة مع جده وبعدها انحرفت عن طريق صاحب الرقم...
رفع يده لقلبه الي انقض وحرفيًا " عوّره " تخيل لو بس هذا يصير حقيقة وانها ماهي بهالمكان...
جنّب بسيارته ونزل منها وتقدم بخطواته ، ثواني لحتى خارت قواه وانحنى وجلس على ركبه وهو يرفع رأسه للأعلى ...
معدل تنفسه زاد لحتى حس ان الاكسوجين انقطع منه ، وارتسمت ضحكه ساخرة منه ...
ما يدري وش يحدد شعوره بالوقت هذا ، ضايع ويا قسوة شعور الضياع ويا كبره على قلبه ...
فتح ياقة ثوبه وزفر بعمق ، همس وعيونه بالسماء المعتمة وضي القمر المكتمل يتوسطها : ليّالي البرد رسّت .. متى على الله تجين بدفاك ..؟

وقف وهو ينفض ثوبه ورجع بخطواته لسيارته ورجع حركها من جديد رغم انقطاع امله التام انها تكون هنا ، لكن دامه اقدم بخطوه ، فراح يبتّل بخطواته ودعواته لربه بعّل وعسى ...
وقف سيارته قبال الخيمة الكبيرة المتمثلة قدامه وداخلها حشود من الرجال يتوسطهم شيخهم ...
تنحنح وهو ينسف غترته البيضاء ورجع طرفها للخلف وتقدم بثوبه الأسود المرتسم على بنيته العريضة ...
رفع يمينه الي ملتف عليها سبحته الفضية ورمى السلام بصوته الجهوري والثابت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ثانيه وحده بس ثانيه حتى تزعزع هدوء الجلسة ووقف الجميع بالتزامن تمامًا مع وقفة شيخهم الي ردّ السلام بنفس الصوت الجهوري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، يا هلا ويا مرحبا ...
تقدم بخطواته وهو راسم شبه ابتسامه وسمعه مع ترحيب الشيخ الي كمل ترحبيه الحار والي ما استغربه تمامًا لانه من سلومهم يرحبون الضيف مين ما كان : الله يحيك ، يا مرحبا والله مليون ...
تنحنح ورد على الشيخ وعيونه على الجميع الي يرحبون ويهللون بترحيب موازي لترحيب الشيخ: البقى ، الله يحيكم ...
جلس جنب الشيخ، بعد ما جنّب عن المكان الي كان جنب الشيخ مقدم الضيف عشان يجلس فيه ...
رفع عيونه للقهوجي الي مد له الفنجان ، أخذه ونزله بالأرض بدون ما يرتشف منه ...
عقد الشيخ حواجبه وسرعان ما عرف أن الضيف جايه بعلم وماهو بخالي ، تكلم بهدوء : ما قلت لي اسمك يالطيّب ؟ان ما خاب لي ظن فمالي فيك معرفه ..!
رد عليه شعيل وهو يلعب بمسبحته : ظنك بمحله ، معك شعيل بن متعب بن سعود الـعبدالعزيز...
ما خلص كلمته إلا وارتفعت الاصوات وارتفع معهم صوت الشيخ بحفاوة: والنعم والله بـبن متعب ...
رد عليه شعيل بنفس نبرة الصوت : ينعم بحالك ، وما عليك زود ...
قاله بالوقت الي دخلوا اثنين للخيمة ورموا السلام على الموجودين وردوا عليهم السلام...
لف الشيخ على شعيل بعد دقايق الي ملتزم الصمت وعيونه على سلام الاثنين الي دخلوا وسؤالهم عن الاحوال ، لحتى قال بحكمة وتريث وهو ملاحظ انه للان ما شرب فنجانه : اقدّع يا بو متعب ، وعين من الله خير ، وعقب هات علمك وبعون الله ما ورانا قصور ..!
حرك شعيل خرزات مسبحته وعيونه على القهوجي الي رجع بدل فنجانه بعد ما برد ، أخذه منه وارتشف منه منصاع لكلام الشيخ بهدوء غريب عليه : جعلك سالم وما عليكم قصور ، مير أنا جايك أنشدك عن واحد'ن يقاله ...
وسرعان ما بتر كلامه دخول مشعل السريع واللي يصارخ بهلع ووجه مخطوف وموجه كلامه ناحية الثنين الي دخلوا بعده ، ونطق بصراخ يتخلله خوف : خليل ، اثم ..!
وما كمل كلمته إلا وخليل فزّ من مكانه وهلع مشعل تسرب له وركض بخطواته السريعه ناحية بيتهم بخطواته متجاهل انه ياخذ سيارتهم الي جايين فيها ...
لف مشعل ناحية العم حمدان الي قال بخوف وعيونه مشعل : وش فيها يا عمك ..؟
رد عليه مشعل وهو يلف حتى يركض من جديد خلف خليل : بتولد ..!
وبالفعل تحرك حمدان بنفس مستوى هلعهم ولكن أخذ سيارته معه ، تارك خلفه الجميع الي ارتفعت اصواتهم بالدعاء ان الله يسهل عليها ولادتها وييسر أمرها ...
نزل شعيل فنجانه وهو بعض على شفافه بهدوء يحاول فيه يهدي ضربات قلبه الي زادت عليه ...
تعوذ من ابليس وهو يحاول يستعيد ثباته ويحاول يسترجع افكاره الي تشتتت مع تشتت الاثنين الي كانوا قبل دقائق يشاركونهم الجلسة ...
لف بنظراته ناحية الشيخ الي قال بثبات: اعذرنا يا الطيّب ، أمر مين نشدت ..؟
تنحنح شعيل وعدل جلسته : ما يامر عليك ظالم ، بنشدك عن واحد'ن يقال له خليل بن حمدان ، ترفعه ..؟
رد عليه الشيخ وهو يهزّ رأسه : هالله الله ...
كمل شعيل ورد بثبات يحاول فيه يتمالك اعصابه : دلنّي عليه ...
أشر الشيخ ناحية بوابة الخيمة وقال ببساطة: شفت هالي زهّم عليه الوَغد من قبَيل ، هاهو الي نشدت عنه ...
عقد شعيل حواجبه بغرابة ، وتذكر حالة الشاب الي ركض من شوي ولوهله حس أنه مو الوقت المناسب انه يكلمه...
لف من جديد للشيخ الي قال على طول بعد ما قيم الوضع وعرف ان جلسة الضيف راح تطول معهم : عشاك الليلة عندنا يا الطيّب ...
كمل اول ما شاف ملامح شعيل المعترضه : حلفت عليك ما تردني ، و اليله تبيت عندنا ولا منا اصبحنا الله يسهل دربك ...
ارتخت اكتاف شعيل بطاعه لامر الشيخ ، وكنّ قلبه دله على المبيت ...
-
-
-
دخل وسرعان ما توسعت عيونه بذهول وقت طاحت عيونه على قمر الي شادة يد العلياء ودافنه رأسها بصدرها وتوّن بصوتها المكتوم ...
عضت العلياء شفايفها بتوجع من شد قمر ليدها ، رفعت رأسها لخليل وقت سمعت صرخة خالتها عائشة : السيارة وينهي ..؟
همس بذهن غايب وعيونه عليهم وهو الي توه يستوعب وضعها : بتولد ..؟
سكرت العلياء عيونها بصبر ، وسرعان ما صرخت عليه ونطقت أول جملة بحياتها كانت موجهه لخليل نفسه : خليل استعجل مهو بوقتك ..!
رفع رأسه للصوت الي لأول مره يتوجه ناحيته
، عقد حواجبه وسرعان ما تحرك بفزع لما سمع صرخة قمر المدويه وتابعها صوت أبوه من خلفه ...
تحركت الخالة عائشة وهي تسحب قمر من العلياء وتسندها وتمشي فيها ناحية الباب تحت صرخات قمر المكتومة ومعهم العم حمدان ومشعل ...
حركت العلياء يدها وهي تفركها بتوجع من مسكة قمر لها ، رفعت رأسها ناحية خليل الي للأن ثابت بمكانه ولا تحرك ...
لوهله جتها ضحكة عجزت تكتمها من شكل خليل الي كان واقف بمكانه بثبات بدون حتى ما يرمش رمشه وحده ...
توجهت له ووقفت قدامه وللان ما تحرك فيه شعره ، رفعت يدها وضربت جبهته باصبعها الوسطى ، وسرعان ما علت ضحكتها لما صرخ بفزع وتوسعت عيونه وهو يناظر العلياء بذهول ...
شبكت العلياء يديها خلف ضهرها ، وقالت بابتسامة : وين وصلت ..؟
ردد خليل خلفها وعيونه عليها بعدم استيعاب: وين وصلت ..؟
رفعت العلياء اكتافها بعدم معرفه وقالت بعباطه : مدري ، بس تراهم وصلوا والوكاد أنها ولدت وقضت ...
ميل رأسه على جنب وقال بفهاوة : مين ولدت ..؟
ضربت جبهتها بنفاذ صبر ، وتقدمت وهي تمسك وجه خليل بيدها الثنتين وقالت كلامها بوضوح : خليل يا عين أبوي أنت ، ركز معي قمر الحين راحت مع عمي وخالتي عشان تولد ...
كملت وهي تحط عينها بعينه : عشان أيش ؟ عشان تولد ...
ردد خليل خلفها وهو يهز رأسه بالايجاب: عشان تولد أيه عشان تولد ...
وسرعان ما فزّت العلياء ورحعت للخلف لما صرخ خليل بهلع : بتولد ..!
مسك العلياء من يدها وقال بسرعه وهو يتحرك فيها ويصارخ : قمر بتولد ، وش اسوي الحين ، كيف بتولد ووينها ، وش اسوي ياربي ..؟
فتحت العلياء فمها بذهول من صراخه لحتى ردت عليه بصراخ : الي اعرفه قمر الي بتولد ، تصارخ أنت ليه..؟
وقف خليل بمكانه وقال وهو يرمش : مدري ...
كمل وهو يتلفت بغباء : طيب قمر وينها ..؟
ارتخت اكتافها باستسلام وقالت بطفش : خليل أنت طيّب ، عقلك به عله ..؟
هزّ رأسه بالنفي وأشر على رأسه : لا والله شوفيه مابه إلا كل خير ...
ناظرته باستخفاف قالت وهي تتحرك من مكانها : انتظرني بلبس فراس ونروح لهم ...
خلل يده بشعره وهو يهز رأسه بالايجاب ، ثواني واختفت من قدامه ...
ما كمل دقيقتين الا وهو يضرب رأسه ويسب غبائه الي طلع فجاءه قدامها وهمس بفشله : الله لا يبارك بالعدو ، أي والله الله لا يبارك به ..!
رفع رأسه وعقد حواجبه لها شافها لابسه عبايتها وتوه يتبه انها كانت قباله بدون عطاء وان وجهها كان مكشوف له، لكن من غبائه ما ركز بملامحها أبدًا ، ميل شفايفه وقال بهدوء وهو يتحرك : هيا مشينا ...
اما العلياء الي تحركت خلفه وهي الي من دخلت داخل جلست دقيقه تستوعب الي صار كله وسرعان ما خفق قلبها وكنهم اثنينهم كانوا بغيبوبة لمدة دقايق كانوا بقيّد اللحظه فيها ...
دقايق وصولوا المستوصف ، وحصلوا قبالهم العم حمدان والخالة عائشة ...
توجهت لهم العلياء وبيدها ماسكة فراس ، سألت باهتمام : كيفها يا يمه ..؟
ردت عليها الخالة عائشة وهي سانده نفسها على الكرسي وشاده عبايتها لصدرها : علمي علمك يا يمه ، خذوها و محد'ن جاء يطمنا ...
تنهدت العلياء وهي تنحني وتجلس فراس جنب الخالة عائشة ، رفعت نفسها وقالت لمشعل الي كان واقف جنبهم وملتزم الصمت يجيب لهم مويه ...
هزّ مشعل رأسه بالايجاب وتحرك يجيب لهم بالوقت الي جلست فيه العلياء بالكرسي الي قبالهم منتظرين خروج أحد يطمنهم عن قمر ...
وفي ساعات الانتظار ما بين الرياض وولادة هيام وبانتظارها وليد ومنى ومشاري وجابر ، كانت ولادة قمر بالديرة وبانتظارها حمدان وعائشة وخليل والعلياء...
وعلى عكس ولادة هيام المتعسرة ، كانت ولادة قمر متسيره وكنّ ربي ارسل له مواساته الربانية ...
تحركت الخالة عائشة اول ما شافت الممرضة خارجه متوجه لهم ، تقدمت لها ومسكت يدينها وقالت بخوف : طمنيني عنها يمك ، عساها بخير ..؟
ابتسمت الممرضة وقالت بلهجه مكسره وعيونها على ملامحهم الخائفة: المدام والبيبي بخير ...
تنهدت الخالة عائشة براحة وتراجعت وهي تجلس بهدوء وقالت : الحمدالله والشكر لك يارب ...
تمتموا خلفها بالحمد والشكر لله ، وجلسوا باقي وقتهم ينتظرون حتى ينقلون قمر لقسم التنويم...
فتحت عيونها قمر وهي تحرك رأسها من غرابة المكان ، رمشت ثواني وسرعان غورقت عيونها بتأثر ...
رفعت يدها لبطنها وهي تتذكر ساعات ولادتها الي على سهولتها إلا أنها تجرعت فيها ألم نفسي أكثر من أنه ألم جسدي ...
همست بحسرة ونزلت دمعتها على خدها وهي تتذكر الاسم الي كانت تناديه بوسط وجعها ، الاسم الوحيد الي تردد لعقلها دون غيره من الاسامي : شعيل..!
كملت وهي تعض شفايفها تحاول تكتم شهقاتها : في الشدّة ناديتك ! أشهد أني غريق في رجاء غريقة ..!
لفت برأسها ناحية الباب الي انفتح ومن خلفه الممرضة معها البيبي ...
زاد تنفسها بوله وشوق ، ورفعت نفسها حتى تعدل جلستها ، همست بعبره : عطيني ...
نزلتها الممرضة بيد قمر الممدودة ، وسرعان ما ابتسمت من شهقة قمر الي تابعها دموعها الي نزلت بفرح وتحضنها لصدرها وتتنفس ريحتها بانغماس...
رفعت رأسها وتنهدت براحة وقالت بنبرة حنية: جيتي مثل العُذر اللي هدم كل الخطايا ..!
انحنت وهي تتنفس عنقّها باستشعار لعمق كلمتها وكيف أن ساعات ولادتها كانت مثل البلسم الي رمم جروحها ودواها وكنّ ما كان للضيق مطَب بقلبها ...
رفعت رأسها وهي تتأملتها بحب ، قالت بحنين : الله يرحم ترابك يا الجوهرة ، والله يبارك لي في سميتك ...
رفعت رأسها وهي تتأملتها بحب ، قالت بحنين : الله يرحم ترابك يا الجوهرة ، والله يبارك لي في سميتك ...
رفعت رأسها من جديد للباب الي انفتح وسرعان ما اتسعت ابتسامتها وفتحت يدها اليسار لفراس الي ركض متجه لها ، حضنته بعمق وهي تستشعر مدى نعم ربي عليها ، قبلت رأسه مره وثنتين وفوقهم عشر ...
رمش فراس وهو يأشر للبيبي وسأل بلطافة: ماما النونو مثل عنوده ..!
ضحكت قمر وهي تشده لحضنها وقالت بذوبان : اكلك أنا اكلك واكل النونو من فمك ...
رفعت رأسها للخالة عائشة الي قالت بحنان: حمدالله على سلامتك يمه ومبارك ما جاك ...
ابتسمت وردة عليها بحب : يبارك بعمرك خالتي ، عقبال ما تشوفين احفادك...
عضت العلياء شفايفها بخجل اول ما طاحت عيون الخالة عايشة عليها ، ولفت لقمر وقالت بابتسامة: ما قلتي اسم المزيونة..؟
ردت عليها قمر وهي تمسح على رأسها البيبي : الجوهرة ، سميتها الجوهرة على جدتي ...
رفعت رأسها لفراس الي جلس قدامها وتربع وعيونه تناظر الجوهرة بفضول...
قالت بضحكة وهي تشوف ملامحه : فراس البطل صار كبير وعنده أخت صح ..؟
هزّ رأسه بالايجاب وكملت قمر : وصار رجال ويخاف عليها وما يخلي أحد يأذيها صح ..؟
وابتسمت على هزّة رأسه بالايجاب ، وتقدمت وهي تحط الجوهرة بحضن فراس المبسوط وهي ماسكتها بيدها من تحت ...
ضحك فراس بحماس وهو يشدها لحضنه بخفيف ، رفعت قمر رأسها للخالة عائشة الي قالت بحنان : الله يخليهم لك ويحفظهم وتشوفين برهم فيك ...
آمنت قمر وعيونها على فراس والجوهرة قدامها ، دعت بسرها ان ربي ما يمحي الفرحة الي استشعرتها بقلبها ولا تشوف فيهم الظيم ...
-
-
-
نتوقف هنا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 01:37 PM   #45

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 43

-
-
-
الصباح

خرجت العلياء من غرفة قمر وبيدها الجوهرة وتوجهت فيها ناحية الجلسة الي جالسين فيها الخالة عايشة وحمدان وخليل ...
جلست ونزلت الجوهرة بالظل تحت الشجرة ولحفتها بالجلال الخفيف، قالت بحب : ربي يحفظها ، تشوق لا خذتها ما ودك تتركها ما شاء الله..!

رفعت رأسها للخاله عايشه الي قالت : قمر نامت ..؟
هزّت العلياء رأسها وقالت باهتمام: يا عمري عليها ما نامت الليل من جينا من المستوصف والجوهرة على صيحة وحدة ، وزادها فراس الي تعكر نومه معها ...
كملت وهي تمسح على رأس الجوهرة: وتوها الي نامت بعد ما رضعت الجوهرة ، وفراس نايم معها ...
رفعوا روسهم لمشعل الي توجه لهم وقال : عمي ، به رجال طق الباب ...
وقف حمدان وقال بغرابة: منهو ..؟
رفع مشعل اكتافه بعدم معرفه وقال : معرفه يا عمي ، لكن اني خليته يقلط بالمجلس ...
وقف حمدان توجه للمجلس وقال موجه كلامه لعايشه: ولمّي القهوة والفطور ..!
هزّت رأسها الخالة عائشة ووقفت وهي تتوجه ناحية المطبخ ، وقفت العلياء معها وقالت لخليل بهدوء: تاخذ الجوهرة؟
كملت وهي تشوف علامة الاستغراب:انا وخالتي راح ننشغل بالمطبخ ...
مسح ذقنه وهزّ رأسه بالايجاب ، وانحنى ياخذ الجوهرة من تحت ظل الشجرة، وتوجه بخطواته للمجلس...
دخل على ترحيب ابوه للضيف ، نزل الجوهرة بالمرتبة خلفهم وتقدم ورمى السلام ...
جلس جنب أبوه بالوقت الي قال شعيل : الله يبقيك يا بو خليل ، ما ودنا نكلف عليك ...
رد عليه حمدان وهو يتكي بيده على المركى : ما به كلافه ، انت ضيف الشيخ و بمثابة ضيفنا و الدار دارك ...
اخذ شعيل الفنجان من خليل وهو يترشف منه ، وقال بهدوء : الله يعز مقدارك ...
كمل كلامه وعيونه على فنجان القهوة : أنا والله جيتك بنشدك ...
وسرعان ما رفع رأسه لما ارتفع صياح الجوهرة من خلف خليل ، وارتفع معه مستوى نفسه الي زاد مع خفقان قلبه الي ذبحه ...
بلع ريقه ونزل الفنجان قبل لا ينكب بيده من الرجفة الي صابته ووقف شعر جسمه بقشعريره ...
تنحنح وهو يعدل غترته البيضاء يحاول يتدارك رجفة جسمه ، وارتباكه ...
تابع بعيونه خليل الي اخذ الجوهرة ورفعها وهو يطبطب على ظهرها ثواني حتى رجعت غفت من جديد ...
قال بهدوء وهو يتذكر الي صار البارح بالخيمة واستنتج انها بنته الي انولدت البارح : مبارك ما جاكم ، تتربى بعز والدينها ...
تابع بعيونه خليل الي اخذ الجوهرة ورفعها وهو يطبطب على ظهرها ثواني حتى رجعت غفت من جديد ...
قال بهدوء وهو يتذكر الي صار البارح بالخيمة واستنتج انها بنته الي انولدت البارح : مبارك ما جاكم ، تتربى بعز والدينها ...
آمن خليل وهو يمد الجوهرة لشعيل وحطها بحضنه ، وقال : يبارك بعمرك ...
ارتخت أكتاف شعيل ولوهله حس انه صابه شلل اول ما صارت بين يدينه ، تأملها لثواني كانت كفيله أنه تضرب بسنين عمره الـ٣٥ بعرض الحائط وتتركه صاحب الدقيقة الي صارت بين احضانه ...
رفعها ولا إرادي أذن عند أذنها بروحانية وانجذاب لها عجز أنه يكبحه ، بالوقت الي استوعب خليل ان محد أذن باذونها غير الضيف الي قباله ..!
همس عند أذنها بعد ما خلص ترتيل الأذان : يا حي الله صوتٍ يجيب اقاصي ويلمه ...
قاله وهو قاصد عمق الحاله الي دخل فيها من لما سمع صوتها الي استمر لدقيقة ...
مدّ الجوهرة لخليل ووقف من مكانه وقال بضيقة تلبسته : العذر منك يا ابو خليل ، الوكاد مالي عندكم حاجه ...
وقف حمدان بغرابة من حال شعيل الي تبدل وقال باهتمام: عسى ماشر يالطيّب ..؟
هزّ شعيل رأسه بالنفي وقالت بشكل سريع : الشر ما يجيك ، مير أني نصيتك بسؤال وطاب خاطري منه ...
توجه للباب وهو يقاوم رجفة جسمه وخفقان قلبه الي وضح من عروق عنقه الي برزت ، لكن تراجع وتوجه ناحية خليل الي واقف وبيده الجوهرة ...
انحنى وقبّل خدها برقه وهمس عند أذونها بنفس الرقه ونفس الهمس الي سبق وهمس بأذن فراس فيه : ليه أحسك شي مقدر اتركه ..؟
رفع نفسه وقال بثبات وهو يرجع يخرج من جديد : فمان الله ...
خرج تحت ملامح حمدان وخليل المذهلة من غرابة الي صار ...
توجه شعيل للسيارة وركب فيها ، رفع طرف غترته البيضاء وتلثم فيها مخفي معالم وجهه الي تلبسه الضيق ، وهمس بجوفه بغصه أوجعته : اقلطي ياضيقه الصدر جعل ماهوب مرحبا ..!
وحرك السيارة مبتعد عن بيت حمدان وعن الديرة بكبرها متوجه للرياض ، غافل تمامًا ان بنته الي من صلبه ودمه كانت بين يدينه قبل دقايق! غافل تمامًا أنه ممكن يطلع من الديره بحال مغاير لحاله الأن لو بس تمهل ولا تعجل بخروجه من بيت حمدان...
كان ممكن يخرج منها بصحبتهم ، بصحبة " ملاكة المهلك " و" ملاذة العذب " والفرد الجديد بعائلته الصغيره و الي راح تكون بحياته "؟؟؟" ...

———————————

sorry not sorry 😜
ادري بتذبحوني 😹🤭

-
-
<< فلة وليد >>
اليوم الثاني
تنهد الجد وهو ينزل نظارته الطبية من عيونه ويمسحها بتعب ، سكر المصحف الي بيده ونزله بالمكتب قباله ...
وقف وتوجه بخطواته ناحية شعيل الي نايم على الكنب ومعالم التعب واضحه بوجهه...
انحنى بجسمه ومسح على رأس شعيل وهمس بحنية: شعيل ...
كمل وهو يتحسس جبهته يتفقد حرارته ويمسح عليها بحنان وكنّ الي قباله صاحب الست سنين ما يلحقها ثلاثين : شعيل يا جدي ، هيا اصحى نلحق الصلاة ...
فتح شعيل عيونه بعد ما تخلل لمسامعه تمتمات جده الحانية...
رفع جسمه وعدل جلسته بإرهاق ، رفع يده لخلف عنقه يدلكها بتوجع من طريقة نومته المتعبه ...
رفع عيونه لجده الي رجع حط يده على أذن شعيل وخده وهمس باهتمام : علامك يا جدي ، التعب هاد حيلك هد ..؟
ابتسم شعيل بضيقه تخللت له وقال وهو ياخذ كفّ جده ويقبلها : ما به الا الخير يا جدي ، مابه الا الخير ...
هزّ الجد رأسه بالايجاب وقال بهدوء: وينك فيه البارح ..؟
نزل عيونه شعيل وهو يدلك جبهته وقال بنفس الهدوء : ماهوب بالبعيد، حولك ...
التزم الجد الصمت لثواني وسرعان ما ادرك المعنى الخفي خلف ردّه ، وهو انه راح للبعيد لكنه معمي عن هالبعد ولو طالت المسافة...
ربّت الجد على كتف شعيل وقال بابتسامة : مقيولة ، راعي الهوى من راحة البال محروم، قربه وبعده نار ما ينعرف له...
سرعان ما علت ضحكته شعيل الرنانة وعلت معها ضحكة الجد المليانه حنان وتوهج ...
مسح شعيل وجهه وقال بابتسامة وهو يمسح ذقنه : اييه يا سعود الهوى غلاب وأمر الله غالب ...
وقف الجد وقال وهو يتوجه للخارج : هيا يا جدي ، حيّ على الصلاة ...
وقف شعيل بعد خروج الجد ، وتوجه بخطواته لحتى يبدل ويتوجه للمسجد لصلاة الفجر ...
دخل المسجد وتوجه بخطواته ناحية جدّه والبقية الي كانوا بالصف الأول وكبّر معهم للصلاة...
لف برأسه وهو يتمتم بالسلام بعد ما انتهوا من الصلاة ، وتفرقوا بينهم الي طلع منه والي كبر يصلي السنه والي سحب القرآن يقرأ وِردهه اليومي...
ربع ساعه ورفع رأسه ناحية سعود الي توجه له وقال بهدوء: متى وصلت ..؟
رد عليه بهدوء وهو يسكر المصحف ويرجعه مكانه : على وحده ..!
عقد سعود حواجبه وقال بغرابة : اشوفك جاي خّالي ..؟
ميّل شعيل شفافيه وقال بهدوء : كتبة ربك ..!
تنهد سعود وقال بجديه وعيونه على ساعته : بمر المركز ، تخاويني ..؟
كمل وهو يوقف ويعدل شماغه الخالي من العقال : الضابط خالد كلمني البارح ...
هز رأسه شعيل بعد ما وقف ويهز رأسه الخالي من العقال بالمثل لسعود : على خير ...

وبالفعل توجهوا أثنينهم للمركز بسيارة سعود وجنّبه شعيل ، نص ساعة طريق ووقفت السيارة قبال المبنى ونزلوا بثبات وتوازن وتوجهوا بخطواتهم الشامخة داخل المبنى ...
وقف الضابط ورحّب بسعود وشعيل بعد ما دخلوا والقوا عليه السلام : وعليكم السلام ، حياكم تفضلوا ...
تكلم سعود بجديه بعد جلسوا : اتمنى نسمع الي يسرّنا يا ضابط خالد ..!
هزّ رأسه الضابط خالد وقال بابتسامة: تطمن يا بو شعيل ، ما يصير خاطرك إلا طيب ...
كمل وهو يشبك اصابعه ببعض : بناء على شهادة الأخت تالين بنت جعفر الموسى أخذنا الأذن على استدعاء المدعي عليها سلوى الموسى ...
هزّ شعيل رأسه وقال باستعجال : طيب ..؟
كمل الضابط خالد وعيونه على الاوراق قدامه : استجوبنا المدعي عليها سلوى على الاتهامات الي ضدها، لكن ..!
رفع سعود حواجبه وقال بهدوء بعد ما استنتج انهم ما خذوا منها لا حق ولا باطل : وصل ..!
كمل سعود وهو يعدل جلسته وعيونه على شعيل : دخلها ..!
هزّ رأسه الضابط خالد بالايجاب وصوّت : عسكري ...
كمل بعد ما دخل العسكري وضرب التحية : اطلب لي المدعي عليها سلوى الموسى ...
وقف بعد ما خرج العسكري وقال بهدوء : صارت بين يديكم ...
كمل وعيونه على سعود : خابرني يا بو شعيل مالي بهالطريق ، لا تخيب لي ظن ...
هزّ رأسه سعود بالايجاب وقال بتفكير : توكل على ربك يا خالد ، اعتبر الموضوع خالص ...
خرج الضابط خالد وماهي إلا ثواني لحتى دخلت سلوى من خلف الباب ، وسرعان ما شهقت لما طاحت عيونها على شعيل وسعود ...
لفت للخلف وجت بتصارخ للعسكري لكن صوت سعود سبقها وقال بهدوء : لا تحاولين محد حولك ...
بلعت ريقها بخوف ورفعت يدها تعدل حجابها الاسود بخوف بالذات من نظرات شعيل الهادية الا انها تشعل الهلع بداخلها ...
رجع شعيل ظهره للخلف بروقان وابتسامة وقال : افا ! احد'ن حاصل له يشارك مجلسـ'ن به آلـ عبدالعزيز ويعطيهم قفاه ..!
سرعان ما تقلصت ابتسامته وتجهم وجهه باشمئزاز ، وقف وتوجه لها وقال بهدوء وكنّه يلقِنها كلامه : ما عاش من عطانا قفاه ، ولا عاش من مسّنا بهرجه ...
كمل وهو يجلس ويحط رجل على رجل تحت صمت سعود الي يتابع الي قدامه بهدوئه المتعارف عليه: هيا سمعيني وعطيني من الاخر ..!
نقطت بتاتأه خرجت منها لا إراديًا من رهبة نظراتهم لها رغم انها ما حطت عيونها بعيونهم : ما سويت شي ، الي عندي قلته وخلصت ...
أنتفضت وتوسعت عيونها برعب اول ما ضرب شعيل بكفه على المكتب بكامل قوته وصدى الضربه علت بانحاء المكتب ...
وقف من مكانه وتحرك لها وأشر بسبابته اليمين وقابض على كفه اليسار بشده ومعالم وجهه تهجمت بشكل مرعب : قسم بالي رفع سبع وبسط سبع ، لو ما رحمتي لي حالك واتقيتي شرّي ونطقتي ، لا اطلع الخافي وابين المستور ..!
كمل وهو يشدد كلامه بالحرف الواحد : الي راح يدينك ويدين الي حولك قبلك ..!
كمل وهو يمسح على شواربه بعيون مليانه شرار مُهيب : وخذيها مني وعد وانا ابو فراس ...
سرعان ما نطقت اول ما سمعت اخر كلامه وانه راح يمّس بناتها : شتقصد ..؟
جلس شعيل وقال بتطنيش لسؤالها وعيونه على ساعته : صبري ضيق ، هاتي العلم ولا تحديني على الرداء ، تراني تارك طريقه من مبطي ..!
كمل وهو يرفع عيونه عليها : الضابط راح يدخل ، كلمه وحده غير المطلوب، انا مو مسؤل عن حجم الأذى الي راح يطولك ، عُلم ..؟
ربع ساعه وخرج شعيل وسعود من مكتب الضابط بعد ما اعترفت سلوى بكامل قواها العقلية على أفعالها تجاها وليد ومنى وقمر ...
رفع شعل نظارته الشمسية على عيونه وتابعه بخطواته خارج من المبنى ، متجاهل تمامًا البنتين الي كانوا جالسين قبال المكتب ...
عكس سعود الي استوقفه منظرهم او بالاحرى وحده منهم ، والي كانت منزله رأسها وساندته على كفوفها المشبوكه وملتزمه الصمت لكنها كانت تبكي بصمت عميق ووضح له من كفوفها المبلولة بدموعها والي استنتج بشاعة شعورها بالخذلان والاحراج ، كانت خلود ...
على عكس الثانيه الي كانت تصارخ باعلى صوتها وأنواع السب والشتم طالعه منها وانواع الدعاوي ، والي ما كانت إلا ريم ...
رفع نظارته وخرج خلف شعيل وهو يتحسب على امثال سلوى الي ما يدركون عظمة افعالهم على عيالهم ، مهما إختلف اعمارهم الشعور واحد ..!
-
-
-
<< فلة وليد >>
المغرب
وقفوا كلهم باستقبال للسفير محمد وسلطان الي طلبهم سعود ...
نطق سعود بهدوء بعد سلامهم وسؤالهم عن الحال : بو كادي ، على حسب علمنا قمر لها حول السنه تحت ولايتك ...
كمل وهو يعدل جلسته : طلبناك وكلنا أمل ان عندك لو شي بسيط يدلنا على مكانها ..!
هزّ رأسه السفير محمد وقال بجديه: لا والله يا سعود عملي علمكم ...
لف السفير لمشاري الي قال بتساؤل : طيب تعرف أحد كانت تتواصل معها وقتها ، او أحد ممكن تلجاء له ..؟
رد عليه السفير ببساطة: أظنكم بقمر مو جاهلين ، لا نوّت بالكتمان فهي قده ..!
كمل بتفكير وتذكر : السيدة مادلين وحفيدتها كبنر ، سألتوهم ..؟
هزّ صقر رأسه بالايجاب وقال : ما يعرفون عنها شي ، من اصله ما طلعت برا السعودية ...
كمل مشاري بتلقائية : وقاسم ما عنده خبر من البداية ...
تنهد وليد وهو يرجع ظهره للخلف بارهاق ووجع ، بالوقت الي قال سلطان بهدوء وهو يشوف وجيهم المكتسية الضيق : لقيتوا مكانه ..؟
هزّ سعود رأسه بالايجاب وقال وعيونه على ساعته : بمزرعتنا مدفون تحت واحدة من الشجر ، الضابط خالد له حول الساعتين بالمزرعة يحفرون عشان يطلعونه ، والحين جاي بالطريق ومعه الشيخ ...
سحب شعيل شماغه من رأسه وهو الي بالويل قدر سعود يمسكه لا يتوثم في سلوى بعد ما عرف وين دفنته فيه، في الشجره الي كان يتوسدها بمعظم لياليه بصغره ..!
قدام بيتهم بالديرة والي حاليًا صارت مزرعة العائلة بعد ما توفت الجوهرة ...
كمل مشاري وعيونه على السفير محمد وسلطان : والحين نحاول نحصل مكانها قبل وصول الشيخ وقبل يفك السحر عنهم ...
حوقل السفير محمد بصوته الجهوري وهو يستوعب عظمة الوضع الي هم فيه ...
حتى قال بعدها بتفكير عميق: ممكن تكون راحت لوحده من صديقاتها أيام المدرسه ...
كمل وهو يحرك يده بشرح : أي أحد كانت تتواصل معه وقتها ...
سرعان ما توسعت عيون سعود بذهول اول ما ضرب بعلقه تخاطر من بعد كلام السفير محمد الي جاء بمحله ...
رفع رأسه بعدم تصديق وعيونه مصوبه ناحية سلطان الي قباله ، ونطق بأول كلمة خرجت من لسانه استجابه لافكاره الي بباله : أثم ..!
عقد سلطان حواجبه بعدم فهم وكرر كلمة سعود الغريبة : أثم ..!
وقف سعود من مكانه وتحرك ناحية شعيل الي أول ما سمع المسمى من لسان أخوه انشلت أعضائه...
رفع عيونه لسعود الي قال بشكل سريع : شعيل الرقم الي عطيتك وين طلع موقعه ..؟
رمش شعيل بعدم استيعاب من حالة سعود ، وقال بذهن غايب تحت وقع المسمى الي أطلقوه من شوي : بديرة تبعد عن الرياض حول ساعتين..!
سرعان ما توهج خاطر سعود بانشراح وفرح ، لكن تبدد أول ما تذكر حاجه وقال بصرامة: شعيل وقت الي رحت سألتهم عن قمر ..؟
هزّ شعيل رأسه بالنفي وقال باستنكار : لا ، ضاقت فيني الوسيعه وطلعت من الديرة بكبرها ...
سكر عيونه بصبر وهو ما يدري وش يسوي بأخوه لكن عذره ولا تكلم ...
لف ناحية جده الي قال بعدم فهم : سعود ، حرقت اعصابنا ، علامك...
جلس سعود لثواني بسيطة ، وبعدها رفع رأسه لسلطان من جديد وقال بجديه وهو يحاول يجمع الافكار براسه : يطري عليك وقت رحنا بديرة نحدد موقع هيثم وقمر معنا ..؟
كمل بعد ما هزّ سلطان رأسه بالايجاب: وقتها قمر صادفت واحد'ن يقاله حمدان وولده خليل ونادوها بأثم ..!
كمل وهو يقول اخر كلامه يحاول فيه يزرع الطمانينة بقلوبهم : خليل بذاته الي اتصلت علينا قمر من جواله ...
لف ناحية شعيل الصامت بشكل مُهيب وغريب بنفس الوقت ، قال وعيونه على ساعته: شدّ عزمك يا أخوك ، الشيخ على وصول ...
لكن ردة فعل شعيل الصامتة أجبرت وليد الي وقف وتوجه ناحيته وشد على كتفه اليمين : وصيتك قمر يا شعيل ، و من بدأ المأساة ينهيها ..!
ناظره شعيل لثواني وسرعان ما لقط المعنى الخفي من كلام وليد، وهو أنه يرجع بقمر ذاتها ولا يرجع ببقايا لجسد وروح كان اسمه قمر ...
وقف من مكانه وتحرك بخطوات شبه مستعجله وخلفه صقر الي ركب بمقعد الراكب جنب شعيل وتوجهوا ناحية الديره الي وصلوا لها بساعة وربع بدال لا تكون ساعتين...
-
-
-
<< الديرة >>
طلعت قمر من غرفتها وبيدها الجوهرة الي بدلت لبسها ، توجهت بخطواتها لهم ...
ابتسمت أول ما سمعت ترحيب حمدان وهو يمد يده ياخذ الجوهرة منها ...
نزلت الجوهرة بدين حمدان وجلست معهم وهي تاخذ الكوب من العلياء...
لفت ناحية الخالة عائشة الي قالت بحنان : طمنيني يمه ، كيفها صحتك ...
هزّت رأسها قمر بابتسامة: طيبة طاب حالك ...
لكن سرعان ما كشرت اول ما وصلتها ريحة المشروب الي داخل الكوب وقال بتقرف وهي تسد خشمها : اووو ، وش ذا ..؟
رفعت عيونها للخاله عائشة الي قالت بحزم : نعمة ربك يا بنت ، أشربيه خليه يرم عظامك ويقوي جسمك ...
تعبرت قمر بوجهها وهي ترجع تشم المشروب الي كان مجموعة أعشاب ، تذوقته بصعوبه ورجعت شكرت من طعمه ...
سرعان رجعته لفمها من جديد بعد ما شافت نظرة الخالة عائشة ، وقالت بعبط : بشربه والله ...
لفت رأسها ناحية مشعل الي قال بعبوس : الحين قمر صدق خلاص راح تروحين من عندنا ...
هزّت قمر رأسها بالايجاب وقالت بنبرة هادية: ان شاء الله بعد الزواج راح ارجع الرياض...
رمش مشعل عيونه بضيق وكملت قمر كلامها وهي تشوف ملامحه : افا ، الله لا يبارك بالضيقه دمها زارت وجهك ..!
ضحك مشعل من كلامها وقال بابتسامة: طيب لازم تروحين؟ حنا نبيك ..!
هزّت قمر رأسها بالايجاب وقال بابتسامة: طيب عندي الي يبيني بالرياض ما يصير بعد أتركهم ...
وقف مشعل وتوجه ناحية فراس وهو يركبه بالعربية الخضراء الي جنب الشجرة ورفعها وركض يلعب فراس فيها تحت صرخات قمر والخالة عايشه عليه لا يطيحون ...
نزلت قمر الكوب اول ما اشتد عليها آلم بطنها ، همست بابتسامة هاديه : بدخل اريح داخل شوي ، الجوهرة عندكم تمام ...
هزّت الخاله عائشة رأسها بالايجاب ، بالوقت الي دخلت قمر وهي عاضه على شفايفها بقوة من شدة الآلم الي تحس فيه ، استندت على سريرها وهي تتلوى بألم وتحاول تكتم ونّتها المتوجعة ...
بالخارج رفعوا روسهم أول ما سمعوا صوت الضرب على الباب ...
رفع خليل حاجبه من الضرب القوي على الباب ، وقف وتوجه له تحت نظرات الموجدين بترقب ...
فتح الباب وسرعان ما تراجع بصدمة من هجوم شعيل الغير مدرك لهوية الي قباله : وينها ..؟
ورد عليه صرخة قمر المدوية الخارجة من أحد الغرف ، مما ترك شعيل يركض باندفاع تجاه مصدر الصوت ، تاركهم خلفه يناظرونه بصدمه وذهول من تصرفه...
لكن ما كملوا ثانية إلا وكلهم مندفعين بالمثل تجاه غرفة قمر بعد ما دوّت صرختها الثانية على التوالي...
فتح شعيل الغرفه توسعت عيونه من الي هول الي يشوفه وكيف انها متكرفسه على نفسها وتعض خداديتها بقوة وبرزت عروق عنقها من شدة الضغط على فكها ...
اندفع ناحيتها وشدها من عضدها بكل حليه لحتى تترك المخده ، ومسك فكها وهو يحاول يعيق حركتها الزايدة...
رفعت عيونها بإعياء ودوخه ، قوست شافيها وهي تنحني لقدام وتسند نفسها على شعيل ، وهمست بتوجع : شعيل ..!
لفها شعيل بحيث يصير ظهرها ملاصق لصدره ، وشد على يدها ألي على بطنها بقوه ، وهمس عند أذنها وهو يحاول يتمالك أعصابه : أبوي أنتي ، سمي..!
زاد الآلم على قمر وزاد معها حركتها الي عجز شعيل يثبتها ، ووسط حركاتها رفعت رأسها بأقصى قوتها وضرب بأنف شعيل بالوقت الي زادت حركت جسمها ودفعت نفسها برجولها للخلف وهي تعض شفتها الي تنزف ...
وسرعان ما طاح شعيل وبحضنه قمر وصقع رأسه على حافة الدولاب وسكر عيونه بتحامل للألم ...
تقدم صقر ودخل بعد ما تعسر الوضع مع شعيل ، وشد قمر مع شعيل لحتى يقيدون حركتها ...
همس شعيل عند أذنها بترتيل للقرآن بالوقت نفسه الي كان الشيخ يرتل آيات منه بمجلس أبوها ...
وما بين المسافات وتكرار الشيخ لآياته وخصّها بـ "
"وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ " يقرأها على قطعة الجلد السوداء و الملفوفه بعدة عقد شبه متحللة من وجودها تحت الأرض واوراق تحتوي على كتابات من يد دجّال متعفنه بالقذارة ، وينفث عليها وبين كل نفثه يردد أدعية لأبطال السحر ...
وبهذه الأثناء كان الوضع عند شعيل وصقر الي قدروا أنهم يسيطرون على قمر الي ارتخت بين يديهم مثل الجثه ...
فتحت قمر عيونها بخمول وهمست وهي تحط يدها على بطنها : شعيل ، بطني ..؟
حركت رأسها من صدر شعيل لكن سرعان ما رجعت كل الي بجوفها عليه وهي تشد بذراع شعيل ، وهذا الوقت رفع شعيل رأسها وهمس بـ"ياواش" عند أذنها وهو مصعوق من الي طلعته من جوفها والي كان السحر الي خرج منها بسائل غليظ لونه بني داكن ويخالطة الدم الي خرج معه ...
بكت قمر وهي ترفع رأسها لشعيل وقالت بانهاك من قوة الترجيع : شعيل ، يعوّر ..!
وسرعان ما رجعت ترجع من جديد على ثوب شعيل وارتفعت شهقاتها الباكية وما خلصت جولتها هذه إلا بدت جوله ثالثه من الترجيع المستمر معها تحت همس شعيل الي ماسك شعرها للخلف ويشدها ناحيته ويكرر بنبرة تختلف على اختلاف ونتّها وشهقتها: ياواش ، ياواش ، ياواش ، ياواش ..!
كرر كلمته للمره المليون بهالدقايق وهو يمسح على رأس قمر الي رجعت الي بجوفها كله حتى وصلت لمرحلة أنها ترجع عصارة المعدة : يا واش ...
سندت قمر رأسها على صدر شعيل وحيلها كله انهد هالليلة هذه ، رفع شعيل يده يبعد شعرها الي لصق على خدها بفعل الدموع والترجيع ...
ثبت رأسه على رأسها من جهة اليمين وهمس بعمق : أعيذك بكلمات الله التامه من نفسك وقت الي تحول بينك وبين حقيقة الأشياء حولك ..!
سرعان ما راحت بنوم عميق بعد ما سمعت همسه الدائم الي يواسيها بأصعب أوقاتها والي لطالما كانت تستحضر وجود شعيل معها وقت الي تتذكره وهذه المره بلسانه ...
رجع شعيل رأسه للخلف بهدّة حيل وطاحت عيونه على صقر الي جالس مصعوق من الي شافته عيونه ...
توجه بنظراته ناحية خليل وحمدان الي كانوا عند الباب ووضعهم ما يقل أبدًا عن وضع صقر ، همس بانهاك : صقر ارفعها ...
هزّ رأسه صقر وتوجه لشعيل ورفع قمر عن شعيل المتدمر دمامًا نفسيًا ووجسديًا ومظهريًا ...
وقف شعيل وهو يرفع اطراف ثوبه المتسخ حتى لا يعدم الارضية ووجه كلامه لخليل : جيب لي ثوب لا هنت ...
رفع الثوب بحذر وبطئ ونزله بنفس الهدوء ولف الثوب ببعض ، رفع رأسه ناحية خليل الي تقدم بيده ثوب وكيس أسود ، أخذ شعيل الكيس ورمى ثوبه فيه ثم بعدها أخذ الثوب من خليل ولبسه ...
لف برأسه ناحية صقر وقال بهدوء : صقر ..!
هزّ صقر رأسه بالايجاب بعد ما فهم ان شعيل بيبدل لبسها ، بالوقت الي قال شعيل بهدوء لخليل: اعذرني ، أحتاج مويه ومنشفة...
بعد ما خلًا المكان من صقر وخليل وحمدان وبقى شعيل مع قمر الي بدل لبسها الي عليها ومسح وجهها وشفايفها بالمنشفة خرج من عندها وتوجه بخطواته للمجلس ...
بجهة ثانية بمجلس وليد والي حاله كان بالمثل لبنته والي رجع السحر بدورة المياة الي جنب المجلس وكان خلفه أخوه جاسم يسنده بكل مره تضعف قوة وليد من الشدة الترجيع وعلى يمينه جابر الي كان وليد شاد على كفه بقوه ...

وكشفنا همس شعيل♾
وبالمثل كانت منى كون السحر يشملهم ثلاثتهم كانت ترجع وساندتها هيام من يمينها ويسارها كانت هاله وخلفها مناهل وهم يالله يوقفونها بسبب رجولها الي ما قوت تشيلها وهذا كله كان تحت استمرار الشيخ بترتيل لحتى وصل لاخر عُقده ملفوفه ونفث فيها وبعدها أنتهى مفعول السحر تمامًا ...
عند شعيل الي دخل بخطواته المجلس لكن سرعان ما استوقفه صقر وشايل بيدة البنت الصغيرة الي بنفس هذا الوقت البارح أذن بأذنها ...
وقف شعر جسمه أول ما رجع لعقلة المسمى الي القاه سعود قبل ساعات " أثم " واللي كان هو ذات الاسم الي كان تحت سمعه بالأمس بلسان الولد الي أعلن خبر ولادتها ..!
رجع للخلف بارتياب ووضع صقر الي كان يمسي عليها ما يساعده ، وفكره وحده بس تجول بخاطره والي زاده التغيرات بجسمها الي كشفه من شوي ...
رفع صقر عيونه لشعيل الي وجهه شاحب وعيونه تايهه بنظرة فارغه ، قال بجدية صارمه لشعيل غير مبالي بحالته الي دخل فيها ومتخطي لردة فعله هو بذاته وقت عرف : مبروك ما جاك يا شعيل ..!
لف شعيل بخطواته السريعة وخرج من البيت بكره ، نزل بجسمه بعد ما خارت قواه يشك ان الشلل صابه ...
نزل رأسه وهو يخلل أصابه بشعره ويشده بقوه ، استمر على وضعه حول الربع ساعه لحتى يستوعب وقع الخبر على قلبه وروحة قبل عقله ...
رفع رأسه للسماء وهمس بالوقت الي نزلت الدمعه من عيونه وخالطت شعيرات ذقنه : ‏يارب قوّ عزم اللي فاقدٍ قوته ...
قاله ووقف وتوجه بخطواته داخل البيت وتابع لحتى وصل المجلس والي كان مثل ما تركه ما تحركوا ومعطينه المساحة الكامله بينه وبين نفسه ...
تقدم لصقر الي وقف وملامحه هادية تمامًا مثل هدوء الجوهرة الي بين يدينه ...
أخذها شعيل بمهل تأملها لثواني وانحنى ودفن رأسه بعُنقها واستنشق ريحتها ، همس عند أذونها تحت رجفة قلبة : جبّر رب العباد عظيم يا بوك ، عظيم..!
وسرعان ما فز قلبه للمره الثالثة لليوم وقت الي سمع صراخ فراس : بابا ..!
لف يرأسه وتوسعت ابتسامته وانحنى بالجوهرة وفتح يده الثانية لفراس الي كان مع العلياء من بدايه دخولهم الي خوف فراس...
ثانية وحده وصار فراس بحضن الشعيل الي قال بفرحة غمرت قلبه عجز انه يكتمها : حيّ حسك يا بعد كلي يا حيّه..!
شدهم له وهو يحاول يتمالك رجفة قلبه الي زادت من عمق نشوة الفرح الي وصل لها ، دفن وجهه بعنقهم واخذ نفس عميق ، وبعدها رفع راسه وطلعه بهدوء وكنّه يودع لياليه السود بتنهيدته هذه ...
نزل عيونه ناحية الجوهرة والي كانت مثل المرهم الي زال كل نقطة حزن بداخله ، ومثل ما كان فراس بيوم " ملاذه العذب " فالجوهرة اليوم هي " مرهمه الوَديع " ...
-
-
<< الديرة >>
بداية الفجر
فتحت عيونها وسرعان ما رجعت سكرتها بتوجع من كثر ما تحرقها من كثرة الدموع الي نزلت منها ...
رجعت فتحتهم على مهلها وهي تتأمل السقف وترمش لدقايق أشبه بالطويلة...
تنهدت ورفعت يدها لرأسها الثقيل تدلكه بهدوء ، لفت بعيونها ناحية يمينها وسرعان ما ابتسمت برقّه وهي تشوف فراس نايم بالجهة الثانية وبينهم الجوهرة وماسك كفها الصغيره بكفه الكبير بالنسبه لها ...
رفعت نفسها لهم وانحنت وهي تقبل رأس فراس والجوهرة ، همست داخلها بحنان : يالله لا تحرم عيني شوفتهم ...
نزلت من السرير وسرعان ما عقدت حواجبها باستنكار من لبسها ، ما تذكر أنها بدلت قبل تنام ...
تقدمت بخطواتها حتى تاخذ لها شور ينعشها ويخفف الصداع الي برأسها ، لأنها تحس اعصابها نقطه وتنفجر من الصداع ...
رفعت رأسها ناحية المراية وتوسعت عيونها وهي تشوف عيونها المنتفخة بشكل مو طبيعي ووجها الشاحب ، فتحت الموية وغسلت وجهها لعلها تخفف الانتفاخ ...
نص ساعه وخرجت بعد ما خذت شاور وبدلت لبسها لبنطلون ترنق وردي فاتح وعليه تيشيرت رمادي غامج واسع مدخله أطرافه داخل البنطلون...
مشطت شعرها ورفعته بربطه وتركت أخر لفه بالنص ما كملتها ، وطالع منها خصل متطايره متناسقة مع خصل مقدمة شعرها الي نزل على وجهها ...
فتحت الباب وسرعان ما لفحها هواء الديرة البارد ، لفت وسحبت وشاحها العنابي وخرجت بخطواتها ناحية الساحة الخلفية للبيت ...
رفعت رأسها لما وصلت للسماء وسكرت عيونها وهي تاخذ شهيق عميق وتطلعه بهدوء وتروي ...
كررت عمليتها للمرة الثالثة ، وفتحت عيونها بانشراح داخلي من جمال الجو والهواء النضيف الي استنشقته ...
طاحت عيونها على الجدار الي قبالها ويحمل جداريتها الي سبق وكتبتها عليها ، لكن سرعان ما رمشت عيونها بذهول وقت شافت جداريتها الناقصه اكتملت فراغاتها ...
بلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول ترجع نفسها المنتظم الي اخترب وقت طاحت عيونها على الجدارية...
شدت على الوشاح بيدها المرتجفة وقت مر تخاطر لعقلها ، فتحت فهمها بخفيف وهي تسترجع بعقلها الي حصل البارح ، وسرعات ما رمشت بذهول وقت استوعبت ان الي صار واقع ، وأنها ما كانت تحلم بكل الي حصل ..!
سكرت عيونها وهي تستنشق الريحة الي اجتاحتها واللي عرفت صاحبها ، وعرفت أنه يشاركها المكان وقبل ريحته كان ارتجاف قلبها دليلها على وجوده معها الحين وبالثانية هذه ...
شدت الوشاح عليها ونسمات الهواء تلعب بخصل شعرها المتطايره ...
زاد تنفسها وقت الي حست أنه خلفها ، شعور الأمان الي حاوطها وعم بالارجاء ما يملكه إلا صاحبها دون غيره من البشر ..!
لمعت عيونها وقت الي استرجعت أحداث الأمس بداية من توجعها، لصراخها، لدخوله، لحضنه، لمعركتها معه، نهاية لهمسه الي همسه بأذنها، والي همسه قبل البارح كثير ، وكيف أنه فهم نظراتها و طمن قلبها ببدايتهم وقت الي كانت تتأمل بعيونها أمها وأبوها وحضنهم لهيام ...
همسه اللي تجهل دواخله وعمق معناه لما تعوذ من نفسها وذاتها وقت يُخيل لها عقلها أشياء عكس الواقع ، والي تمامًا هو مر فيه بفترة من فتراته مثلها ...
وبحنية شعيل المخفية همسه بأذنها حتى يبعدها عن بشاعة الشعور الي راح يصيبها وقت تتعمق بفكرها عنهم ...
همسه الي همسه بكل معاني الرقّه والحنيه والعطف والي ما شهده أحد غيرها " أعيذُگ بكلماتِ الله التامة من نفسگ وقت الي تحول بینگ وبين حقيقة الأشياء حولگ "...
ارتخت اكتافها وهي تشد وشاحها من ناحية قلبها ومشاعرها الداخلية تعصف فيها ، تحس قلبها راح يطلع من مكانه من حلاوة الشعور بداخلها ، ما تدري شلون تحدده بالضبط ، لكن كنّها بشّرت بالجنة...
سكرت عيونها ولفت بجسمها ناحيته ، فتحتها بهدوء ورمشت بهدوء معاكس لتنفسها الي زاد من تأثير شوفتها له ...
تأملته لثواني وكنّها تشبع نظرها بشوفته وتشبع قلبها بوجوده ، وبينهم مسافة المترين ونص ...
واقف بكل ثباته وهدوئه ويدينه داخل جيوبه ، ملتزم الصمت باحترام لا نهائي لها، وهو الي عرف عمق الي داخلها وقت حست بوجوده لما طاحت عيونه على رجفة جسمها ...
همس بنبرة حنونة وعيونه تتأمل عيونها المغورقة : لي قلبـ'ن من الشوق راجي ! طمنيه وقولي ان قلبك مَره حِس الزعل ..؟
تقوست شفايفها من كلمته لها وكيف أنه يسألها على مدى شوقها له وكيف أنها توصل لحد الزعل من كثرة الشوق له ...
هزّت رأسها بالايجاب وهي تتقدم بخطواتها الخفيفة ناحيته ، وسرعان ما دخلت بحضنه وشدة عليه بكل قوتها وشوقها وحنينها ولهفتها وتوقها وولها وحبها ..!
وهو بدورة لف يده حول كتفها وشدها لحضنه ولو الود وده يدخلها داخل ضلوعه ولا تخرج منه أبد ...
انحنى بطوله لمستواها وهو يدفن رأسه بعنقها بالوقت الي هي دفنت رأسها بصدره ويدينها مشبوكه ببعض خلف ظهره لحتى تمنعه أنه يبعد عنها ولو مسافة النفس ..!
وهو ما كان اقل منها بشوقه ولهفته الكامله لها ، شدها وكنه يطلبها الحضن بكل حالاته ، بأنينه ، بضياعه ، بعطفه ، بلينه ، بحنانه ، بقلبه بروحه ، بحبه ...
همس عند أذونها بنبرة مليانه حسرة ووجع وقلة حيلة : ضميني يا أطهر من سكنت قلبي ، بكل يقين ..!
كمل همسه وبنبرته المتوجعة : ضميني ، تراني من رحلتي والليالي السود تشرب من ضلوعي ..!
شدته وسرعان ما علت شهقتها ونزلت دموعها بكثرة ، بالوقت نفسه الي كان شعيل يمسح كتفها بحنانه الي غمّرها ...
مسك ذقنها بيده اليسار ورفع رأسها ناحيته وهو يتأمل وجهها وتحديدًا نفخة عيونها الي جديًا ما مرت على قلبه بسلام من كثر مو طالعة بقمة لطافتها فيها ، وبيده اليمين ماسك خدها اليسار ...
قبّل عيونها اليمين بعمق وتابع بقبلته عيونها اليسار بنفس العمق الي يحمل داخله كم هائل من الاحترام والحب ، بالوقت نفسه الي قمر مسكت كفه اليمين الي على خدها وقربتها لشفايفها وقبّلت باطن كفه بوِد...
همس وهو يثبت ذقنّه على جبهتها : أشوف الرضا بعيونك ..!
رفعت يدها وهي تمسح دموعها وتهز رأسها بالايجاب ، وقالت بابتسامة خالطت دموعها : ما سامحتك عبث، عطاياك بعد الله كانت كفّارة ذنوبك ..!
قالتها وهي تقصد بعطاياه " فراس " و" الجوهرة " وكيف أنها بولادتها بفراس كانت بأعلى مراحل الصبر وقت الي لمتّه لحضنها ، وبولادتها بالجوهرة وصلت لأعلى مراحل الرضا وقت الي لمتّها لحضنها ...
اتسعت ابتسامته بتأثر من حلاوة بسمتها الي بهجت قلبه وسررت خاطره ، رفع كفه وقبّص خدها اليمين برقّه ، وقال بغمزه: محلوه ..!
كمل وقت الي رجعت قمر تدفن وجهها بحضنه بعد ما تملكها الحياء : ما دريت أن البنوته تحلي الأم كذا ...
رفعت رأسها له وقالت بذهول بين ابتسامتها : شفتها..؟
شدها لحضنه على جنب ومشى فيها على مهل ناحية الفرشة الي تحت الشجرة بعد ما اشرقت عليهم الشمس وضوت السماء بنورها عليهم وهم منغمسين ببعض ...
نزل يده تحت ركبتها ورفعها برقّه حتى ما تتوجع ، وجلس وجلسها بحضنه ...
وهي بدورها لفت يدينها حول، رقبته وسندت رأسها على كتفه ...
رد عليها بابتسامة وهو يمسح على خدها : ‏الله يخليها لي كثر ما ردت روحي بشوفتها ...
اتسعت ابتسامتها لكن سرعان ما تقلصت وقالت باسف كونها خبّت عليه حملها : شعيل اسفه ما ...
لكن سرعان ما بترت كلمتها وقت قاطعها شعيل
بابتسامة : عاذرك ، ووالله لو فوقها سبعين خطية ، أني لعذرك وقلبي لك فدّا ...
قالها وهو وهو يقبّل خدها وطرف شفتها ، لمعت عيون قمر بحب له ، وكيف أنه بكل مره يهزمها بحنانه وبغمرها بلطفه بالوقت ذاته ..!
قوست شفايفها وقالت بتعبر وهي مستلذّه بحضنه : يا قسوتي على قلبي وقت الي نوّيت الفراق ، وطالت بينا المسافات ..!
مسح شعيل شعرها وقال بابتسامة حب وهو يطمن قلبها للمرة المليون يتخلله اعتراف كلي منه لها : ما ينتهي حبي لك لو الـبعد طال ، تبقى في حفظ الله ثم في عيوني...
ابتسمت قمر من وقع أعترافه على قلبها وروحها ، لكن تقلصت و قالت قمر بهدوء وهي تلعب بازرار ثوبه : شعيل..!
رد عليها وهو يطبطب على بطنها بأصابعه بخفه : أبوي أنتي ،سمي ..!
رجعت ابتسمت بداخلها من جوابه الدائم لها والي يحرك أحاسيسها تجاهه بكل ارادتها ...
كملت وقالت بتساؤل: أيش الي صار لي البارح ..؟
رد عليها شعيل وهو يسرد لها كامل القصة بداية من معرفتهم لموضوع السحر حتى وصل لغفوتها على صدره ...
شدة على ثوبه بقوه وهي تكتم شهقتها بعد ما استوعبت انه كان معاها بأصعب حاجه ممكن يمر فيها بني أدم بالحياة ، همست بحسرة وتوجع : كنت معي !
كملت وهي تلف يدينها عليه : كنت سندي وقت الي جارَت الدنيا علي..!
رفع رأسها وثبت عيونها المليانة دموع بعيونه ، ونطق جملته برويه وحرف حرف وكنّه يدخل جملته بعقلها ويقفل عليه للأبد : ‏أنا السنّد لك لا هدتّك متاعب الحياة
‏وأنا الحضن لا بغيتي من يلمّك ..!
ثبتت قمر جبهتها بذقنه وقالت بصدق وعمق لما استرجعت حياتها كامله بثواني واستشعرت مدى تأثير وجود شعيل بحياتها : لو كنت ادري إن العوض أنت
‏كان ما حزنت على خيبة الماضي ..!
وكملوا باقي ساعات الشروق بأحضان بعض يروون عطشهم لبعض ، والاهم ينهي شعيل المأساة الي بدأها بحياتها وحياته معها ، وعيونهم تتأمل جداريتهم الي كانت ناقصة بجملتها والي كانت ....
"فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَيَّ صَبابَة
أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا"
لحتى هو يكمل جملتها الناقصة بجملته ...
"خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى
خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا"

—————————-
ونقول يا صباح نهايات الظلام وبداية المسرات ✨🤍...

-
-
<< الديرة >>
متمدد وساند يده اليمين خلف رأسه ويده اليسار يلعب بالعملة المعدنية قدام وجهه بشرود ...
سكر عيونه وشد بيده على العملة بعد ما وصل بأفكاره للحد الي أوجع ضميره ...
لكن رجع فتح عيونه وكلام العلياء له قبل يومين أخذ منه الكثير من عقله وجسمه ...
قلبه مو حمل ثقل كلامها عليه ، ولا حمل العتاب الي شهده بعيونها وقت الي طاحت بعيونه ، ولا كانت نظراتها هينه على قلبه ..!
لمعة عيونها الوساع وسط ضوء القمر تركته تحت رهبة الربكة الي بحياته ما عرفها ...
حتى أيامه مع قمر ما يذكر أنه وصل لحد الزعزعة الي صابه قبل يومين ،رغم معرفته بشعوره ناحية قمر إلا أنه ما حس معها بتدهور مشاعره ، ولا حس انه مو قادر يضبط نفسه قدامها ، عكس الي مر فيه قبل يومين مع العلياء...
رقة همساتها وعتابها الحنون تركه تحت معركة ضميره ...
ابتسم على جنب بخفه وقت تذكر وجهها البَدري ، تفاصيل وجهها الدقيق تحت ضوء القمر أخذته من العالم لثواني عديدة...
وزادت ابتسامته وقت تذكر لحظة التفاتتها عليه لما حست بجود من يشاركها المكان ...
كان متقدم بخطواته ناحية الساحة الخلفية للبيت ، لكن سرعان ما عقد حواجبه لما طاحت عيونه عليها ، لوهله ظن أنها قمر ، لكن سرعان ما تجاوز ظنه لأسباب أولها أن قمر من بعد ولادتها وهي صايره تنام الليل من تعبها ...
ثاني سبب والأهم أن الي قدامه مو قمر ، ودليله كان الوشاح البيج المطرز بالبني والعنابي باطرافه...
كان راح يتراجع بخطواته لكن سرعان ما جمدت رجوله وتصلبت شراينه وقت التفتت عليه بوجهها ...
رمش بشكل متتالي وكان هذا الشي الوحيد الي يتحرك بجسمه الثابت المعاكس لرجفة قلبه وثوران دمه ...
تقدمت العلياء بخطواتها ناحية خليل لحتى وضحت لعيون خليل بالشكل الكامل وبالذات لما وصلت له وصاروا أثنينهم تحت ضوء القمر الي عكس لخليل جمال وجهها البَدري ...
التزمت الصمت تحت تأمل خليل التام لها، وعيونه الي استجابت لقلبه وغرقت بتفاصيل وجهها ...
همست بعد فتره كانوا اثنينهم ببداية المعركة ، واثنينهم كانوا بنفس وتيرة ثوران المشاعر ، مشاعر عتاب من ناحيتها ، ومشاعر ضياع من ناحيته : بسألك ..؟
وسرعان ما جاها الرد وكنه فقد سيطرته على نفسه : سمّي ..!
لفت بنص جسمها وهي تأشر ناحية الجداريات خلفها وقالت بنبرة حاولت أنها تكون متزنه : أنت الي كتبتها..!
عقد خليل حواجبه بعدم فهم وهو يناظر الجداريات وما عرف أي وحده تقصدها ...
كملت العلياء بنبرتها الهامسة وقت شافت حيرته : أغار عليها من ماضي لم أكن فيه ...
نزل عيونه لعيونها ، وعمق نبرتها وقت نطقت الجملة بلسانها ،الي على رغم ثباتها إلا أنه وقعها على أذنه مو عادي ...
كملت العلياء وقالت باتزان تحاول فيه ما تبين رجفة صوتها وقت تجمعت الدموع بعيونها : خليل ..!
بلع ريقه بصعوبة من طريقة نطقها لأسمه وكنها تناجيه ، لحتى كملت بنفس غصتها : أصدقني القول ..؟
رفع عيونه ثواني للجدارية المقصودة ، ورجع نزلها وقال بصدق : وخالقك ماهي حروفي ..!
رمشت لثواني وهي تلتمس نبرة الصدق تحت لعمة عيونه الي لأول مره بحياتها كانت بهذا القرب لها : تظن أني فيك جاهله .؟!
عقد حواجبه من غرابة كلامها ، لكن سرعان ما ارتجف جسمه وقت قربت منه وثبتت سبابتها بجيب ثوبه العلوي وسحبته لطولها بخفيف لحتى صار وجهها قريب وجهه ...
كملت بثبات متجاهله لدموعها الي تنزل على خدها بهدوء : تظن أني جاهله بحالك الي ينقلب وقت الي تكون بينا .؟!
هزّت رأسها بالنفي وكملت : غلطان ، غلطان يا ولد خالتي ...
رفعت اكتافها وكملت بجدية : ما يخالف معذور ، دام قلبي يتحمل الملامة ..!
توسعت عيون خليل لما عرف مقصدها وحبها الخفي له والي وصل لعمقه أنها تعرف خوافيه رغم جهل الي حوله عنه...
ميلت شفايفها وقالت ببساطة : هذا ماضيك ومالي فيه سلطة ، لكن اليوم وبكره ..!
صمتت لثواني قليلة ورجعت كملت جملتها وكنّها تنطق حكمها الرقيق بحياتهم : راح تختلف الموازين ...
كملت سلسلة اعترافاتها وعتابها الهادي بنبرتها المزعزعة لقلبه : ما بطلبك الكثير ..!
شدة بقبضتها جيب ثوبه وثبتت عيونها بعيونه وكملت كلامها : ولا ودي بالكثير ..!
ألتزمت الصمت لثواني لحتى كملت باختلاف نبرتها الي رجفت وقت وصلت بكلامها عن والديها : أبيك العوض الي رجيت ربي عليه بصلاتي وقت الي أخذهم مني ...
تقوست شفايفها وطلعت منها شهقة خفيفه : أبيك الحضن الي يلمّني وقت الي قلبي يحنّ لغواليه ...
زادت من قربها له لحتى ثبتت جبينها على جبينه ، وأنفها بأنفه وسكرت عيونها : ابيك كلّك تجي لقلبي تحتويه ، ابيك دايم تكون يمّي..!
فتحت عيونها الي كانت قبال عيونه بالوقت نفسه الي هو فتح عيونه وتشابكت رموشهم ببعض بفعل طول رموشهم الي متوارثينه بينهم : مطمعي قربك لي لهالحد ..!
قالته وهي تقصد قربهم لبعض بهذه اللحظة بـ" حد الرمش بالرمش " والي خوافي كلمتها كانت أعظم من مجرد تجسيد مظهري لقربهم إنما أعمق بكثير ، وكنّها تطلبه قلبه ، عقله ، عاطفته ، روحه، فكره ، مشاعره ، بالمختصر تطلبه كله ..!
تحركت بخطواتها راجعة غرفتها متجاهله تمامًا خجلها الي تملكها من البدايه لكن حاربته بكل جرائتها الغير معهوده عليها ، وما كانت هذه الجراءة إلا نتايج كبت لمشاعرها لسنين ، والي عجزت تسيطر عليها بأخر شهورها وتفجرت بداخلها ...
رجع لواقعه وابتسامته ما فارقت محياه ، سب نفسه للمرة المليون بهذه اليومين من شدة غبائه الي تركه بعيد عنها بالعين والقلب طول هالسنين ..!
وزادت بسمته وقت الي طاحت عيونه على الساعة بالجدار قباله ، ساعات وتشرق شمس ديرتهم معلنه عن دخول يوم جديد ، والأهم معلنه عن بداية أيامه مع الي شغلت باله ليومين ، معها ..!
-
-
-
الصباح
رفعت قمر رأسها لمشعل الي جلس وبينهم الجوهرة الي منزلتها على الأرض قدامها وهو فوق رأسها ...
ابتسمت لما قال مشعل بلهفة وعيونه على الجوهرة الي ترمش عيونها بنعاس : قمر ، عادي اشيلها ..؟
هزّت قمر رأسها بالايجاب ورفعت الجوهرة وحطتها بحضن مشعل الي ابتسم وانحنى يقبّل خذها ...
رفع رأسه لقمر الي قالت بضحكة جانبيه وقت شافت نظرته للجوهرة: حلوه ..؟
ابتسم وهزّ رأسه بالايجاب وهو يشتت عيونه بخجل :بالحيل ...
ضحكت قمر بصوت عالي وهي تشوف ملامح مشعل الخجولة ، وقالت بعبط : والله أنك ذويق ..!
رفعوا روسهم للخاله عائشة الي دخلت وبيدها صينيه فيها حافظات صغيره والي كان أكل قمر الي تحتاجه عشان صحتها بعد الولادة ، ومعه كوب الاعشاب الي تشربه يوميًا ...
صرخت الخالة عائشة بشبه عصبية لما شافت قمر فاكه ملفة الجوهرة وتاركتها بدون ملفه : ياو ويلي على بنيتي ذبحها البرد ..!
عضت قمر شفايفها بورطه وهي تكتم ضحكتها ، وخذت الجوهرة من مشعل وحطتها بينهم ورجعت تلبسها الملفة من جديد ...
نزلت الخالة عائشة الأكل جنب قمر الي كانت ممنونة لها على حرصها لصحتها ، شتان مابين ولادة فراس والعذاب الجسدي والنفسي الي تجرعته بالسجن ، وما بين ولادة الجوهرة الي كانت مغايرة تماماً سواء جسديًا او نفسيًا ...
رجعت الجوهرة بحضن مشعل الي كان يهز رجوله بخفيف لحتى ينومها ، بالوقت الي كانت قمر تاكل أكلها بابتسامة ...
بعد فترة رفع مشعل رأسه لقمر وقال بضيق : الحين قمر ، اذا رحتوا معاد راح أقدر أشوف الجوهرة مره ثانيه...
هزّت قمر رأسها بالنفي وقالت ببساطة: طبعًا لا ، راح نجي نزوركم كثير ، وانتم راح تزورنا أكثير ...
توسعت عيون مشعل بفرح ونطق بسرعه : جد ..؟
كمل ما هزّت قمر رأسها بالايجاب : طيب ، يصير أقول شي ..؟
رفعت قمر حاجبها وقالت بغرابة: قول ..؟
بلع ريقه بصعوبة وقالت بحياء وهو ينزل عيونه للجوهرة الي نايمه بحضنه : إذا كبرت يصير أتزوج الجوهرة.؟!
ضحكت قمر بأعلى صوتها ، قالت وهي ترفع يدها وتشد خدود مشعل بقوه : يا قلبي على الي يستحون ..!
كشر مشعل بملامحه وبعد يد قمر وقال بعبوس خالطه حياء : وجع بزر عندك أنا ..!
ابتسمت قمر بهدوء وقالت وهي تأشر بعيونها ناحية الباب : هذا أبوها عندك ، اطلبها منه ..؟
قالته وهي تقصد شعيل الي كان ساند جسمه على الباب من نطق مشعل برغبته بالجوهرة ...
توسعت عيون مشعل ، وسرعان ما دمعت عيونه من الحرج والرهبه ، وبالذات مع شعيل الي جديًا عجز يخفف خوفه منه رغم عدم تعرض شعيل له ، لكن يحلف أن هيبته تكفي أنها تزرع شعور الرهبه بداخل كبار القوم قبل صغارهم ..!
تقدم شعيل بخطواته وجلس جنب قمر قبال مشعل ، وقال بهدوء موجه كلامه لمشعل يحثه أنه يقول رغبته بلسانه : سمّ ..!
ابتسم بداخله لما استشعر خوف مشعل من صمته الي ألتزم فيه من دخل ، كمل كلامه باصرار حتى مشعل ينطق بالي بداخله : هات علمك دام أبوها عليك راضي ...
لف مشعل ناحية قمر الي ابتسمت تشجعه لحتى يبادر بكلامه ، رفع عيونه لشعيل لثواني اشبه بالطويله...
لكن نطق بهدوء عكس رهبته من نظرات شعيل له : اطلبك يد الجوهرة بشرع الله ...
رفع شعيل حاجبه ولوهله جته ضحكه عجز يكتمها ، لحتى قال بمزح : تطلبها وهي بين يدينك ، وما صار لها بالدنيا يومين ..!
كمل وهو يغمز بعيونه : مو كنك تأخرت ..!
ضحكت قمر بخفيف وقبصّت عضد شعيل وقت شافت ملامح مشعل المحمره دلالة على كتمه لدمعته من كبر الموقف على قلبه ...
رفع شعيل كفه لكتف مشعل وشد عليه بخفه وقال بجديه بعد ما هدأ من ضحكه : هاخذ العلم من أبوها ..!
كمل كلامه بنبره هاديه يحاول كثر ما يقدر يخفف من ثقل كلماته على مسامع مشعل الصغير بعمره : اتركك من كثر الكلام ، وخلك قليل العذاريب ..!
كمل وهو يشوف نظرة مشعل الثابته بانصات تام : ولا نصيتني طالبـ'ن القرب مني ، خلك على طِيب افعالك محتزّم ..!
ألتزم الصمت لثواني ورجع كمل بواقعية : ومن هنا لوقتها ، للقدر حكمته ..!
لكن قال بابتسامة متطمنه لمشعل الي وصل أقصاه من كثر ما هو متصلب ويحس الجوهرة بتطيح من يده : واليّا كسبت رضى ربك و مرضاته ، تهون الاحلام والدنيا ومافيها ..!
ابتسمت قمر من وقع كلمات شعيل عليها ، وكيف أنه وضح لمشعل أنه مراح ياخذ موافقته بالساهل ...
وأنه قبل يقدم على خطبتها يعرف أن وراها ظهر وسند قوي باس ..!
وكيف أن مشواره بالأفعال طويل عشان ياخذ رضاهم ، دامها ماكانت إلا بنت لشعيل وقمر ، وحفيدة لمتعب ووليد ، وسعود عمٍ لها وجابر خالٍ لها ..!
وأنها ما كانت إلا " الجوهرة بنت شعيل بن متعب بن سعود آلـ عبدالعزيز " .
مدت قمر يدها وأخذت الجوهرة من حضن مشعل الي سرعان ما تحرك وخرج من عندهم ...
لفت بعيونها لشعيل وقالت بابتسامه خفيفة: حرام عليك ..!
مسح شعيل عوارضه بهدوء وهو يأخذ منها الجوهرة ، ويقبّل خدّها برقه ...
ميلت قمر شفايفها وقالت بتساؤل : متى وصلت ..؟
رد عليها وعيونه ما فارقت الجوهرة وهو الي كان بالرياض البارح ورجع من جديد للزواج اللي أصرت قمر ما ترجع الرياض إلا بعد ما تحضره : من شوي ...
كملت قمر أكلها وعيونها على الساعة الي كانت قبل الظهر ، قامت بعد ما خلصت أكلها وقالت بتعبّر : شعيل ..!
رفع شعيل رأسه لها وفزّ قلبه من نبرتها : سمّي ، يعورك شي ..؟
رمشت ببرأة وقالت باستعطاف: بدخل أنام شوي ، خل الجوهرة معك طيب ..!
عقد حواجبه باستغراب ، وقال بعدم فهم : طيب ...
ابتسمت قمر بخبث وتحركت متوجه غرفتها تحت نظرات شعيل المستغربة ، لكن سرعان ما تبدد استغرابه لما اترفع صوت الجوهرة بصراخ حاد ، بالوقت الي ركضت قمر بخطواتها للغرفة ودخلتها وسكرت الباب ...
عض شعيل شفته لما استوعب الورطه الي هو فيها ، تقدم بخطواته لقمر وطق الباب بخفيف ، همس بورطه وهو يهزّ بيده يحاول يسكت الجوهرة: قمر ، افتحي الباب ..؟
ثواني مرت بدون لا تفتحه ، رجع بيتكلم لكنه تنهد لما انفتح ، تقدم بيدخل لكن يد قمر وقفته : وين ..؟
توست عيونه بذهول وقال : بدخل ..!
هزّت رأسها بالنفي وهي تمد يدها له وقالت : ما حزرّت والله ...
كملت وهي تحط رضاعة الجوهرة بيده ونطقت بكلمة واضح أنها اكتسبتها جديد : "صلفانه" ، من أمس ما نمت من صياحها ، وأنا وراي اليوم زواج ...
كملت وهي ترجع تدخل من جديد : لذلك تعامل معها لين أقوم ...
قالته وسكرت الباب ودخلت السرير مع فراس النايم بوسطه ، بالوقت الي فتح شعيل فمه بذهول ،ونزل عيونه للجوهرة الي اسكتت وملامح الانزعاج بوجهها : جحدتنا أمك ..!
كمل كلامه بابتسامة وهو يتوجه بالجوهرة للغرفة الي كانوا جالسين فيها : ما عليها خلاف يا أبوك ، دامها على القلب تمون ..!
-
-
-
العشاء
تقدمت قمر بفراس لحد السرير ، جلست ووقفته قبالها لحتى تلبسة الثوب بعد ما أخذ له شور ...
سحبت الكبك الي وركبته بأكمامة ، ولبسته ساعته الصغيرة ، وسحبته حتى يجلس جنبها وتلبسه جزمته السوداء ...
رفعت رأسها لشعيل الي دخل الغرفة وتوه جاي من صلاة العشاء ، توجه لثوبه المعلق مع بشته ، سحبه وبدل ثوبه ...
وقفت قمر وعطت فراس بشته الأسود الصغير وغترته البيضاء ، وقالت بانشغال: فراس روح لبابا يلبسك ...
قالته وتوجهت ناحية الجوهرة لحتى تلبسها بالوقت الي فراس توجه لشعيل الي جلس بثوبه على السرير وقال : تعال يا أبوي ...
لبس شعيل فراس الغترة وبعدها سحب البشت ولبسه فراس ووازن يدينه عليه حتى ما تطيح أكتافه ...
طلع من جيبه علبه مخملية وفتحها وسحب منها الخاتم الصغير ، وأخذ كف فراس اليمين ودخله باصبعه الصغير ...
ووقف شعيل واخذ شماغه ولبسه ولبس فوقه بشته الأسود ، وأخذ قلمه ومسبحته ورجع لبس ساعته وخاتمه المشابه لخاتم فراس والمتوارث بعائلتهم ...
لفت قمر لفراس وسرعان ما صرخت بحماس معجب ، لما شافت الخاتم باصبعه ، سحبته وعضت اصبعه بخفيف وقالت وهي تعض لسانها بانفعال : ياربي الخاتم ! أكلك أنا ..!
توجه شعيل ناحية الجوهرة الي لبستها قمر فستان أبيض مُوَرد ، فتح العلبة الثانية الي كانت مع علبة فراس وطلع منها ثلاث بناجر ولبسها بيد الجوهرة اليمين ، ورجع سحب منها البروش الذهبي المزين بأسمها ونهاية أسمها " جوهوة " صغيره ، وشبكها بفستانها ...
سحبها لصدره وقبّل رأسها بحنان ، والتفت لقمر الي توجهت له وبيدها البخور بعد ما بخرت فراس ، أخذه منها وبخر بشته وشماغه ، وأخذ تولة العود وحط منه بمعصم يده ، نزل لفراس ودهن فيه رقبته وخلف أذونه ، وبالمثل هو مسح على رقبته ...
ثواني وخرج شعيل مع فراس متوجهين لخيمة الشيخ الي راح يكون فيها زواج الرجال ...
وتوجهت قمر تلبس فستانه كونها مخلصه من شعرها ومكياجها من أول ...
لبست فستانها الأسود والي كان كله شك اسود وثقيل بقماشة والي كانت جذابة فيه وجدًا مع جاذبية مكياجها وخصوصها روجها الاحمر الناري الي كسرت فيه لون فستانها الأسود ...
توجهت للجوهرة ورفعتها بعد ما لفت عليها ملفتها عن البرد وفوقهم بطانيه خفيفه ، خرجت فيها ناحية غرفة العلياء ...
بجهة خيمة الشيخ تقدم شعيل بخطواته وجنبه فراس تحت الترحيب الحار الموجه له من الجموع الموجدين، سلم بصوته الجهوري والثقيل على الرجال الي يردون عليه السلام ، وتقدم يكمل سلامه وعيونه تاره على الرجال وتاره على فراس الي كان خلفه ويسلم عليهم مثل أبوه ...
والي حرفيًا جذبوا الأنظار لهم بدخلتهم المُهيبة ، ولو أن فراس صغير السن إلا أنه كان له من الهيبة النصيب الكبير بدخلته مع أبوه ، وجديًا ما كانوا إلا تجسيد لـ" هذا الشبل من ذاك الأسد " ...
توجه شعيل لصدر المجلس وجنبه فراس الي يناظر الي حواليه بفضول وحماس طفولي ، ويلتفت لأبوه يسأله عن كل حاجه تطيح عيونه عليها ، ويجاوبه شعيل بكل صدر رحب ...

نتوقف هنا...

ريتال22 and قمرااي like this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 02:02 PM   #46

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 44

-
-
-
توجه شعيل لصدر المجلس وجنبه فراس الي يناظر الي حواليه بفضول وحماس طفولي ، ويلتفت لأبوه يسأله عن كل حاجه تطيح عيونه عليها ، ويجاوبه شعيل بكل صدر رحب ...
دقايق وتوجه فراس ببشته الأسود لمشعل الي كان واقف مع عمه حمدان ولابس بشت مشابه لبشت فراس ...
وقف فراس واتسعت ابتسامته وعيونه على الفرقه الي بنص الساحة ويعرضون العرضة النجدية السعوديه ، يتوسطهم حامل "الراية" العلم السعودي ، ويلعبون بالسيف تحت أنغامهم بشكل متناسق ...
وعلى يمين حامل الراية كان خليل الي لاف الراية على كتفه ورافع بشته على معصمه اليسار وماسك السيف بيمنيه، ويسار الحامل ابو خليل كان رافع بشته على معصمه اليسار بالمثل وماسك السيف بيمينه ...
تقدم لهم شعيل بخطواته الثابته تحت ابتسامته الجذابة ، وقف بشموخ وشهامة وسطهم وأخذ السيف من أحد الفرقة الي مده له ...
رفع طرف بشته لكتفه اليسار وبدأ يلعب بالسيف بكل حرفيه ويقابله أثنين من عيال الشيخ تحت أصوات الطبل والملحنين بأشهر قصائد العارضه النجدية ...
“نجد شامت لبو تركي وأخذها شيخنا
واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها
لا بكت نجد العذية تهل دموعنا
بالهنادي قاصرين شوارب قومها
حنا هل العادات مخضبين سيفنا
والطيور الحامية جادعين لحومها
صعبة أفعالنا لابغاها غيرنا
وكلمة التوحيد حنا عمار رسومها
حنا هل العوجا نهار الملاقى عيدنا
والجزيرة كلها مدبين قرومها
لابتي عوج المراكيض هذا سوقنا
بيعوا الارواح في الهوش باول رسومها
مرخصين ارقابنا لا زهمنا شيخنا
والقبايل كلها شيخنا قيدومها
في تواريخ العرب راسمين علومنا
وعادة الدنيا تزول وتدوم علومها ”.
رفع شعيل السيف لخلف عنقه بالتناغم مع الكلمات حتى وصل للنداء الجماعي تحت حماس الكل الواضح بنبرة صوتهم ونزل السيف ببراعة وقت صوتوا بـ " تحت راية سيدي سمعٍ وطاعة "...
اتسعت ابتسامة شعيل ولا إرادي طلعت منه ضحكة وقت ركض له فراس بكل حيله وتمسك بابوه طالبه أنه يسوي مثله ، وما غاب عن شعيل نظرات فراس الي مليانه فخر وهو يشوفه وكن ما يشوف أحد غيره ، وشلون يلف نظره عنه ، وهو أبوه ، عزّه ولابته وسنده وضلعه الثابت ، هو أبوه الي على يدينه تربى وعلى حسه أعتدل هو أبوه ألي بأفعاله يقتدي ...
رفع شعيل أصبعه لأنفه معلن تلبيته لطلب فراس : على خشمي ...
أخذ السيف وأعطاه فراس الي بدأ يلعب بعد ما أرتفعت أصوات الفرقة بقصيدة ثانيه ، ودخل مع فراس باللعب خليل ومشعل الي كان ماسك السيف باريحيه عكس فراس الي كان شعيل ساند يده من الخلف بسبب ثقل السيف ...
جهة النساء عند العلياء الي رفعت رأسها لقمر وسرعان ما تجمعت الدموع بعيونها ورفعت يدينها الثنتين لقمر الي نزلت الجوهرة على السرير وتقدمت لها بسرعه ...
مسكت قمر كفوف العلياء وابتسمت بحب وهي تشوف الدموع بعيونها ، رفعت يدها ومسحت دمعتها بطرف ابهامها ، وقالت بتّعبر : الحين ليه البكي ..؟
هزّت رأسها العلياء بالنفي وشدت قمر لحضنها ، بالوقت الي ابتسمت قمر بهدوء وهي تطبطب على ظهرها ...
عضت العلياء شفايفها حتى تهدي من تأجج مشاعرها باللحظة هذه ...
مسحت العلياء ظهر قمر وهمست بأذنها بكل معاني الامتنان والشكر : حمدالله على وجودك ...
قالتها بكل يقينها لأن لو لا الله ثم قمر كان ما كانت بكل هذا الرضاء بداخلها على أهم يوم بحياتها ، هذا يومها وهذه ليلتها ، ومن أبسط حقوقها فيه تكون بقمة الرضاء ...
ما تدري هل قمر مستوعبة عمق الي سوته لها أو لا ، لكن المهم أنها ممنونه لها لأخر يوم بحياتها ، كونها ما عمرها تخيلت أن يوم زواجها يكون بهذا الشكل المُبهر والساحر للعين ، ولا حتى سمحت لنفسها أنها تفكر فيه بهذا الشكل ، لأسباب كثيره لا تعد ولا تحصى من ظروف المكان لظروف حالتهم المادية لظروف مكانتهم الاجتماعية بديرتهم ...
الي يشوف الساحة الخلفية لبيتهم يشك أنه مجرد حوش خالي بسبب حرفية وابداع المنسق تحول لمكان أقل ما يقال عنه مُفتن ...
وهذا كله بعد الله ومساعدة قمر لها الي طول الفترة الي راحت كانوا ما بين تجهيزات للزواج ومقاضي لحمل قمر وأغراض الجوهرة ...
بعدت قمر عن العلياء بابتسامة وهي الي فهمت مقصدها ، قالت بحب وهي ترفع ذقن العلياء: والحمدلله على وجودكم معي ...
كملت بضحكة وهي تعدل طرحتها وتتأملها باعجاب : أحد قال لك أنك حيل جميلة..؟
ضحكت العلياء بانشراح من إطراء قمر عليها ، هزّت رأسها بالنفي : للأسف لا ...
كشرت قمر وقالت بحلطمة وهي تعدل فستان العلياء من تحت عشان تقدر تتحرك : امسحيها بوجهي ذوقهم هابط شوي ...
تحركت العلياء بخطواتها الهادية لخارج الغرفة مع قمر الي تساعدها بالفستان الثقيل ، والي كان لونه لؤلؤي سادة بدون أي اضافات مع طرحتها التل بنفس لون الفستان وموزع عليه " لؤلؤ" بارز معطي لطلتها رونق خاص كونه ممزوج بين الرّقه والهدوء والفخامة بالوقت نفسه ، خصوصًا مع مكياجها الغالب عليه درجات "البني " وروجها الاحمر الناري الي كسر لون الفستان بشكل جذاب وآسر ...
تعدلت العلياء عند مقدمة الساحة الخلفية دخلت بخطواتها الهادية والثابتة تحت نغمات زفتها الهادية، وتوزع ابتسامتها للموجودين الي عيونهم عليها بكل فضولهم كونهم كانوا قليل يشوفونها والأهم من هذا كله هو فضولهم لشكلها الي تشوقوا له وجدًا من بعد انبهارهم بالمكان ...
وسرعان ما تبدلت نظرتهم لاعجاب وذهول من طلتها اللي آسرتهم من جمالها وفتنتها ...
ابتسمت الخالة عائشة و تذكر ربي بداخلها وتسمي عليها وهي تشوف نظرات الموجودين على العلياء بشكل ارهبها هي كيف العلياء ، وهي الي عارفه كمية فضولهم ناحية كل حاجه ممكن تصير اليوم ...
وزاد حرصها لما طاحت مسامعها على بعض التعليقات المعجبة والي يتخللها استنكار بحكم معرفتهم لحالة حمدان والخالة عائشة...
توجهت بخطواتها لعلياء الي جلست بمكانها المخصص ، انحنت وهمست عند اذنها : تحصنتي يمي ..؟
هزّت العلياء رأسها بالايجاب بالوقت نفسه الي سألت الخاله عائشة قمر : وأنتي ..؟
هزّت قمر رأسها بالايجاب وقالت بحب وهي تسحب الخالة عائشة معها عشان ترقص : تحصنت وحصنتها معي ، لا تشيلين هم ...
كملت وهي تتمايل بفستانها الأسود وماسكة بيد الخالة عائشة واليد الثانيه العلياء : تعالي أرقصي وافرحي ، ويا عجل عين الحسود فيها عود ...
ابتسمت العلياء وهي تتمايل بخفيف تجاري قمر وخالتها بالرقص ، وفرحتها بيومها واضحه لكل عين ...
-
-
-
شدت العلياء مسكتها أول ما سمعت صوت الباب وسرعان رجف قلبها ووقف شعر جسمها من مشاعرها الي تحركت مع حركة الباب ...
بلعت ريقها بخجل مناقض لجرأتها معاه قبل يومين ، زاد تنفسها أول ما تحرك بخطواته ناحيتها ، عضت شفتها لما زادت رجفتها لحد البكي ...
أما خليل الي كان واقف قبالها بمسافة بسيطة بكل هدوء متناقض تمامًا للي فداخله ...
عيونه عليها من دخل ولا غاب عنه رجفة يدينها المشدودة ، لكن سرعان ما تبخر كل هدوئه وطار عقله من مكانه وقت سمع شهقتها المكتومة ...
انحنى قبالها ببشته وجلس عند رجولها ، همس بنبرة خوف من شهقتها الي جننته : علياء ، يا عين أبوي أنتي ليه تبكين ..؟
هزّت رأسها بالنفي ورفعت يدها تمسح دمعتها لكن يد خليل سبقتها ومسك يدها بكفة اليسار وكفه اليمين مسح فيها دمعتها ، وقال بهدوء: طلبتي حضني يلمّك وقت الي قلبك يحن لغواليه ..!
كمل وهو يدخلها بحضنه ويطبطب على ظهرها : هذا هو حضني مشرع لك بيبانه ، ‏و هذا صدري كان بعيونك بكي ...
شدته العلياء بحضنها وسرعان ما شهقت وسمحت لنفسها أنها تبكي كل مافيه خاطرها من ضيق ، يقابله هدوء خليل الي تاركها تبكي بحضنه بكل اريحيتها ، متقبل دموعها على صدره برحب وحتى لو كان سبب دمعتها ما يذكر وشي عادي ، بالمختصر " تدلع " كما يسميه البعض ، إلا أنه راضي فيها وبدمتعها وبدلعها وبكلها ...
دقايق أشبه بالطويلة كانت العلياء فيها بحضن خليل الي تارك لها كامل الحرية بحضنه ، هي "طلبت" وهو " لبّى " وعليه يلبي طلبها لأخر رمق بحياته ...
وقف ووقفها معه وهمس بأذنها وهو يشوفها منزله رأسها للأسفل تتحاشى عيونه : أطلع ..؟
تحرك من مكانه بهدوء وقت ما حصل منها جواب ، نزل بشته على الكرسي قباله وتحرك بيطلع معلن طاعته لرغبتها ، رغم شوقه الكلي لها والي له يومين ماسك نفسه بالقوه ، لكن من سابع المستحيلات يرفض لها رغبه ..!
رفع كفه ومسح عوارضه وهو يحوقل بداخله ، لكن سرعان ما رجف قلبه وتبدلت الموازين ورجع لقلبه نار شوقه لها ، أول ما حس فيها خلفه ...
سكر عيونه بهدوء يتخللها ابتسامة عابثه من شفته ، وقت مسكت طرف ثوبه من الخلف وهمست بخفوت : لا تطلع ...
كملت وهي تلف يدينها حواليه من الخلف وتثبت كفوفها على بطنه : أبي حُضنك ليِله وابَي هَاليله عُمر ...
-
-
-
اليوم الثاني الساعة ٣ العصر
سكر شعيل شنطة السيارة بعد ما ركب كل الأغراض، تحرك بخطواته داخل البيت لحتى يسلم على العم حمدان وخليل ...
دخل المجلس وعيونه على قمر الي كانت حاضنه الخالة عائشة بقوة وهي تطبطب على الخالة عائشة الي تمسح دموعها لثانيه وترجع تنزل من جديد تحت همس قمر الي كانت تجاري دمعتها ...
بعدت عنها وهي تقبّل رأسها لحتى قالت الخاله عائشة: ودعتك الله استودعتك اللي ماتنام عينه ...
قبّلت قمر يدها وقالت بحب : ممنونة لك يا خالتي ، والله مو عارفه أرد جزاك ، الي سويتيه معي مو قليل ...
قالته وهي تقصد عناية الخاله عائشة فيها من بداية دخولها عليهم لوقتهم هذا ، سحبتها الخالة عائشة وحضنتها من جديد وقالت بابتسامة: رديتيه يا بنتي رديتيه وقت الي طيبتي خاطرها ...
ابتسمت قمر وقت طاحت عيونها على العلياء الي طلعت وعليها جلالها ، وهي الي فهمت مقصد الخاله عائشة بخصوص زواج خليل والعلياء الي ما تركة فيه تفصيل إلا وساعدتهم فيه ...
تقدمت العلياء وسحبت قمر من خالتها وحضنتها بكل قوتها : ما أتخيل أقوم وما أشوفك ..؟
ضحكت قمر وهي تشد عليها بالمثل : مين قال ، بس ارفعي رأسك وتشوفيني ...
عقدت العلياء حواجبها بتكشيره من سخافة قمر الي مو بوقتها بتشبيه نفسها بالقمر ، لحتى قالت قمر بسرعه لما شافت تكشيرتها : انكري اني ما اشبهه ..!
ضحكت العلياء من ثقة قمر العالية لحتى قالت بسخرية : ما سوى فيك خير مشعل يوم يرفع لك ..!
لفوا برأسهم لمشعل الي تقدم لهم وقال بتساؤل: وش فيه مشعل ..؟
تخصرت قمر وقالت وهي تسبل بعيونها : تلومك عشانك تمدحني ...
هزّ مشعل رأسه بالنفي وقال بمنطق : والله ما انلام ، من حق الجمال أن يُلاحظ ...
صرخت قمر بحماس وحب وهي تسحب مشعل وتحضنه : يسلم منطوقك يا شيخ ...
تلون وجهه مشعل بخجل من حضن قمر له ، بعدت وقالت وهي تقبص خده : راح توحشني ...
هزّ رأسه بابتسامة وقال باحراج : وانا بعد ...
لفوا روسهم ناحية شعيل الي طلع من المجلس ومعه العم حمدان وخليل الي سلم عليهم وودعهم ...
تقدم وأخذ الجوهرة الي كانت بملفتها بالأرض دخلها بحضنه ، ومسك فراس بيده الثانية ، وتوجه ناحية الباب وخلفه قمر تمشي وهم حولها يسلمون عليها ويودعونها الوداع الأخير ...
لفت قمر لخليل وقال بابتسامة: خليل مثل ما وصيتك ، مكانك موجود والوظيفة جاهزه ، أنت ما عليك إلا تعزّم النية ...
ابتسم خليل ابتسامة امتنان لا نهائي لقمر وهو الي قبل اسبوع دخل معها بنقاش حاد بحضور أبوه ، بسبب طلبها الكبير عليه، وهو أنهم يحتفظون بالفلوس الباقيه الموجودة ببطايقهم والي تنتمي لها ...
لكن قمر ردت عليه تحت اعتراض خليل الكامل : شوف والله ما ألمس ريال واحد منهم، كيفك عاد...
لحتى رفع خليل يده لشعره وشده وهو يقول بذهول : انتي مستوعبه كم باقي من المبلغ..؟
رفعت قمر يدها بعدم اهتمام وقالت ببساطة : ما يهم ، المهم أنها تحرم علي ...
صرخ خليل بصدمة من ردة فعلها : مجنونة أنتي ..؟
تحركت قمر بانزعاج من اعتراضات خليل الي اتعبتها : خليل من الأخر أنا ماراح ألمسهم ، صارت تحت تصرفك هذا الي عندي ...
كملت بابتسامة عبيطة : وايه صح قبل انسى ، رتبت لك وظيفه ، متى ما عزّمت النية أعتبرها لك...
توسعت عيون خليل من كلامها لحتى قال بسرعه : بعقلك أنتي ؟ مؤهلي ثنوي ..!
رمشت قمر ببراءة وقالت : طبعًا بعقلي فيها شك..!
عدلت جلستها وكملت بعدها بجدية : لا تنسى أن مؤهلي أنا ثنوي بعد يعني لا تشيل هم ، راح تشتغل معنا لمدة سنه تكسب خبرة عالية وبعدها راح تقدم على الشهادة المهنية معي ، وبكذا حصلت على شهادة ووظيفة كمان ...
جلس خليل بثبات لحتى يستوعب كلام قمر ، الي جدًا فتح له أبواب من الأمل بوضعه ، رفع رأسه لقمر وهمس بنبرة عميقة : تدرين أنك عظيمه ؟ كلمة شكرً قليله فحقك ، ربي راسلك رضا للي حوالينك ..!
ضحكت قمر وسرعان ما نزلت دمعتها بتأثر أول ما طاحت عيونها على العم حمدان الي يمسح عيونه بشماغه دلاله على بكاءه من عمق فرحة ولده الي وصلت له...
ركبت قمر السيارة واشرت لهم بيدها ، ابتسم خليل وعيونه على شعيل الي ركب الجوهرة بالكرسي المخصص لها بالخلف وجنبها فراس ، رفع يده لشعيل الي صوت : استودعكم الله ، فمان الله ...
رد عليه خليل بهدوء : بحفظ الرحمن ...
وهو الي جديًا شعيل أخذ الكثير من احترامه له ، وما يوقف شعور الامتنان عند قمر إنما لشعيل النصيب كونه ما اكتفى بعطايا قمر الي غرقتهم ، كونه ما حضر الزواج إلا و" عانية " خليل سابقته ...
سكر خليل الباب والتفت ناحية العلياء الي سرعان ما تلون وجهها أول ما طاحت عيونها عليه ، مسح عوراضه يداري بسمته الي ارتسمت بوجهه والي ما غابت لا عن امه ولا عن ابوه ...
عضت العلياء شفايفها بخجل وتفاصيل البارحة كلها تحضرها بعقلها بداية من بكيها على صدره ، نهاية لغفوتها عليه تحت همسه الحنون باذنها بأحلى لحظاتهم " ‏صحيح إنك قدر محتوم ، لكنّك أجمل مقاديري"...
-
-
-
أخذت نفس عميق وطلعته بكل هدوء أول ما أخذوا لفة قصرهم ...
سرت قشعريره ووقف شعر جسمها بحماس فضيع لأول مره تحس فيه بداخلها ...
لأول مره بحياتها تسمح لحماسها أنه ينطلق ، لطالما كانت تكبح حماسها ومشاعرها المندفعة حتى ما تنكسر ولا تنخذل لما تشوف عكس توقعاتها ...
هي جربت شعو الخذلان مره بصغرها ومن طمعه الاذع خذت درسها ، لا ترفعين سقف آمالك عشان لا طحتي ما تتوجعين ويسهل علاجك ، لأن أيامها السّود خلّت قلبها الأبيض يصد عن كل حاجة خاطرها فيه ..‏
لكن اليوم ؟ تحس بتغير عظيم بداخلها وبقد عظمته إلا أنه " مُرعب " لحد الغرابة بالنسبه لها ...
زاد تنفسها مع قربهم للقصر ، ما تمزح لو قالت تحس أنها حره طليقه بدون قيود ، روحها منتعشة وكنها عاشت حياتها بطولها تحت غمامة سوداء وظلام متمسك بروحها مهمها ابتهجت إلا أنه يكون قيد اللحظة فقط وسرعان ما ترجع لظلامها الي يحوم حولها وتزول المتعة " المزيفه " الي استمرت لساعات قد يكون البعض منها طويل ، واليوم تجزم تمامًا أنها حره من كل شعور شنيع ينهش روحها ويبتر توهجها ...
بلعت ريقها بصعوبه من الاحتقان الي حست فيه من تضارب مشاعرها بداخلها ، رمشت بخفوت وهي تتابع بعيونها بوابة القصر الواسعة والشاهقة وهي تفتح لحتى تمتع عيونها بشوفتهم ...
وسرعان ما سكرت عيونها بألم لما اقتحمت ذكرياتها لقائها معهم بعد غياب سنين ، أو بالأحرى مواجهتها الصارمة معهم والي جديًا خذت من عمرها خمس سنين ، خمس سنين وهي تدرس مواجهتها معهم ، خمس سنين تحاول تحصر فيها ردود أفعالهم ناحيتها ...
خمس سنين صقلت فيها شخصيتها عشان وقت الي توقف قبالهم تكون قد الوقفة، خمس سنين تجرعت مُر الحياة بداخلها وشدة عزمتها وقوتها ، عشان وقت الي تلومهم يكون معها كامل الحق ، خمس سنين بحق الله ناضلت فيها وسعت لبراءتها بنفسها عشان لا جد الجد تقول ورأسها مرفوع " هذه برائتي من الأفعال الرديه ولا لخلقه علي منّه " ...
خمس سنين كانت تجلد ذاتها بسبب وحدتها بالدنيا ، لعل الخلل فيها مو فيهم ...
خمس سنين وتلحقهم ١٨ وهي تداوي جرح غيرها عدا جرحها ، مواساتها تتسلل لقلوب غيرها عدا قلبها ، قلبها مشقيها لكن وبطريقه ما كان يجيد المواساة ...
هي عطوفه تنهمر منها الرحمة على كل الي حولها عداها ...
مختصر حياتها كانت ما بين" الوّد ... والخذلان"ودّها بحضنهم ، وانخذلت بصدهم ...
وكل هذه المعمة بكفه ،و دخلوها عليهم مكسورة قلب بفقدها "لولد" بظن منها أنه ميت بكفه ثانيه ...
دخلت عليهم فاقده حضن أب وأم وجاهلة لهوية زوج وجاهلة بحقيقة ولد ، هي انسانه ذاقت كل أنواع الفقد بأغلى الناس على قلبها "ابوها،امها،ولدها" بعزّ حياتهم بهالدنيا ...
دخلت عليهم بكل قوتها " الظاهرية " لمواجهتهم وكانت أبرز دعواها "اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجي مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرا "...
واليوم ؟ ارتسمت ابتسامته واسعه ولفت بطرف عيونها ناحيتهم ، وسرعان ما تقلص الشعور الي تملكها للحظات وهي تتمتع بشوفتهم ...
اليوم دخلت بخطواتها وقلبها يرجف بشوق لحضن أب وأم ، وبديها "ولدها" وبحضنها "بنتها" وخلف ظهرها "زوجها"...
وزادت ابتسامتها بشكل طبطب على قلبها بكل عذوبه لما تذكرت رحلتهم الي استمرت ساعتين ...
استمرت ساعتين ! لكن يهي فارقه عن سنينها كلهم وكنه الحد الفاصل ما بين لذعة الماضي ، وبهجة المستقبل...
وشلون ما تكون فارقه وهي بين عذوبة ورقّة كلمات وأفعال شعيل ، وبين ضحكات فراس ولطافة كلماته وقت الي "ينط" بين المرتبتين ويسولف عليهم بكلمات ومواضيع تتركهم يدمعون من الضحك من غرابتها الي امتزجت مع حلاوة نبرته الطفولية ، لحتى تقاطعه قمر وهي تشد خده بكل قوتها لحتى ينهار من البكي ، وبعدها يجي دور شعيل يراضيه ، غير الاسئلة الغير منطقيه لكنهم يجارونه ويجاوبون عليه بكل اهتمامهم المليان حنيه وحب وسعادة ، وخيرًا ما بين صرخات الجوهرة وبكيّها وقت الي تنزعج من كرسيها أو حاجتها للحليب لحتى تاخذها قمر بحضنها وتوري شوقها لها الي استمر لمدة دقايق طويلة ...
عضت شفتها أول ما استقرت سيارتهم بوسط ساحة القصر ، وعيونها ثبتت عليهم ...
لا إرادي نزلت دموعها بدون توقف على ملامحها الثابته، ابتسمت بين دموعها وهي تشوفهم ..!
فتحت باب السيارة ونزلت بخطوات تسابق بعضها ، وقفت قبالهم بينها وبينهم مسافة المترين ، هم قبالها وشعيل وفراس والجوهرة خلفها بالسيارة...
دقيقتين مرت وهي تمعن النظر بكل واحد تطيح عينها عليها بمختلف المشاعر ...
بدتها بيمينها وسرعان ما تشابكت حواجبها ولمعت عيونها بنظرة امتنان وقت طاحت عيونها على أهم الناس الطيبه الي مرت بحياتها عمها محمد وزوجته سارة وتابعت نظراتها الي تحولت لنظرة حب خاصه لكادي الي كانت بيوم من الايام دواء لجروحها ...
ارتسمت ابتسامه خفيفة تحمل داخلها كم فائض من الاحترام والتقدير وقت طاحت عيونها على سلطان وقاسم الي كانوا بيوم من الايام السند لها بغياب أهلها ...
تابعت بنظراتها حتى طاحت على عمها صقر وسرعان ما جراء بقلبها شعور الأمن الي لطالما يغزي قلبها وقت تشوفه ، وسرعان ما تحولت عيونها لنظرة مودة وقت طاحت على عمها جاسم ...
واتسعت ابتسامتها لجدها ، الي من وجه السمح وملامحه الوقورة انشرت البهجه لقلبها...
تابعت نظارتها المُحبه وبسمتها العطوفه لعمتها هاله وخالتها مناهل الي جديًا يتنافسون بالحنان والطيبة ...
ضحكت بخفيف لا إرادي منها بنشوة سعادة غمرتها وهي تشوف عيال عمانها سعود ومشاري وعبدالرحمن وطلال وماجد وبنات عمانها ليالي ولمياء وسحر ونغم ، ومعهم غيم وتالين ...
تنهدت بأعمق مشاعر الألفة وقت طاحت عيونها على توق و الجوري وفهد وخلفهم كانت الجدة أمينه جالسه على أحد الجلسات...
سكرت عيونها لمدة دقيقه كامله بعد ما قضت دقيقتين كامله تتأمل فيهم يقابلها صمتهم المُهيب والمُقدر تمامًا لوضعها ، والي زاد عليهم هو "لغة العيون " الي كانت تخاطب فيها كل فرد موجود بالساحة ...
بلعت ريقها وفتحتها وقت الي استعادت كامل قوتها لحتى تواجهم ، تواجه الي لهم تسابقت خطواتها قبل دقايق...
قوست شفايفها وسرعان ما شهقت بشهقة عميقه طالعه من أعماق روحها من فرط الشعور الي اجتاحها لما طاحت نظراتها عليها ، وبعمق شهقتها الي طلعت من جوفها وصلت ولامست أعمق نقطة بفرد كل واحد عيونه شهدت دموعها واذونه سمعت شهقتها لحتى وقف شعر جسمهم من هول الموقف عليهم الي رغم هدوئه وصمته إلا أن شهقتها العالية الي دوت بالمكان كانت كفيله إنها تبدل حالتهم تمامًا من الثبات للرجفة ...
اندفعت بخطواتها السريعة ناحية أمها ، الي كانت بينهم تتوسطهم وجاهدت بكل قوة تملكها انها تقبى ثابته بمكانها ولا تستجيب لرغبات روحها انها تركض ناحيتها وقت شافت ثبات قمر وهي تتأمل الي حولها بعيونها ، لكنها عجزت تقاوم أكثر وقت وصل لروحها قبل مسامعها شهقة قمر الي كانة بمثابة نداء استغاثة لها ، وبكامل شوقها القاسي على قلبها ركضت متجه لقمر الي مقبله لها ...
بلمحة عين التحم جسدهم ببعض ، وصاروا
مثل الجسد الواحد، دقيقة كامله بالتمام قضوها بأحضان بعض بـ" بدقيقة صمت" من الطرفين وكنّهم بصمتهم هذا يسمحون لأنفسهم أنهم يتنعمون بحضن بعض ويعيشون لذّة اللحظة وهم بأحضان بعض ، بدون لا يغزو مشاعرهم أي شوائب ولو كان بكاء فرح !!!
دقيقة صمت كامله كانت تحت عيون الجميع الي جديًا يتابعون الموقف بكامل تأثرهم من هول المشاعر الي ترسبت لهم ...
وعلى الرغم من هدوء الموقف إلا أنه كان صاخب على روحهم وعقلهم من عظم المشاعر الي كانت تتصارع بفعل الموقف ...
"دقيقة صمت " وكل وحده شادة بحضن الثانيه ولسان حالهم بقول ...
"فلما التقينا كان شيئاً مقدرًا
علينا بأن نسهو قليلاً ونصمت
دقيقة صمت والقلوب تبحْ بها
‏دموعٌ على الخدين أسياف سُلت “‏
وسرعان تحركوا جميعهم من قوة رعشة جسدهم الي سرت بفعل شهقات قمر ومنى الي ارتفعت بثانية ،ثانية وحدة حتى تبدل حالهم بعد صمتهم ، والغريب أنهم ما كانوا كاتمين لشهقتهم وقت صمتهم على العكس كان الهدوء والثبات ينطق منهم بملامحهم ، بجسدهم ، بوقفتهم ، بكل شيء كانوا هادين ، لكن برمشة عين تبدل حالهم لملامح حزن ،ورجفة جسد ،وانهيار وقفه ...
رفع الجد سعود يده لطرف شماغه وتلثم فيه دلالة على عدم مقاومته لدمعته ، صوت شهقاتهم الي ما وقفت أدمت له قلبه الضعيف ...
شدّت منى جسد قمر وقالت بنبرة ترتجف بين شهقاتها : يا طول وقتي اللي على اللهفه صبر .!!
لحتى ترد عليها قمر بذات النبرة المليانه وجع : جيتك أسابق من ورى اللهفه خطاي .!!
عند وليد الي تقدم بخطواته وملامحه الي كانت ثابته لحتى وقف عندهم ، لمعت عيونه بدمعة قاومها عُمر ..!
بلع ريقه وقت طاحت عيونه على عيونها المغورقة ، لوهله "خاف" ، خاف أن ماله بقلبها محل للعذر ، خاف ترد سنين صبره ، خاف الصد منها..!
لكن هي قمر بذاتها أكتسبت الرحمة قبل القسوة ، ويا هي كريمة على قلبه وقت الي وقفت بكل حيلها ووقفت امها معها ، تقدمت له وسرعان ما تشبثت بحضنه ودفنت رأسها بصدره ...
رمش وليد بعدم استيعاب من حضنها له ، جديًا يحس أنه بيفقد عقله بمجرد حضن منها ..!
رفعت قمر رأسها عن صدره لثواني ، رمشت وطاحت دمعتها العالقة بعيونها ، من نظرة أبوها الي كسرتها من كثر عدم تصديقه لحضنهم ، قالت بنفس نبرتها لأمها لكن يتخللها شوي جدية من نظرة أبوها التايهة : تحضّني من اللهفه ،و سمّ علي ..!
وفعليًا كنّ بكلمتها عطته الضوء الأخضر في أنه يلمّها لحضنه بكل حيله لحتى ارتفعت عن الأرض ...
تشبثت قمر فيه وهي تقبّل رأسه فوق المره ثلاث ، وقبلت كتفه اليمين المقابل لوجها أكثر من مره بطول المدة الي كانت فيها بحضنه ...
رفع وليد رأسه للأعلى وتنهد بأعلى صوته من دفى حضنها الي تسلسل لقلبه وطبطب على رجفة قلبه وزعزعة روحة ، وجديًا تنعكس المفاهيم ويختلف المنطق لا وصل الموضوع لوليد وقمر، و صار بدال لا قمر تطلب دفاء حضنه وأمانه ، صار هو الي يطلبهم بحضنها ...
قبّل وليد رأس قمر من فوق أذنها اليمين بشوي ، وهمس بنبرة عميقه بعد تنهيدته : آخ وأنا أبوك ، يا بخت من له بحضنك نصيب ...
ميلت قمر رأسها وقوست شفايفها بتأثر من كلمة أبوها والي تحمل داخلها معاني عميقه ممكن ما استوعبت مداركها لكن الزمن كفيل أنه يبين لها خوافي كلمته ...
رفعت رأسها لما حست بسحبة جابر القوية لها وسرعان ما دخل بحضنها ودفن رأسه بشعرها ، ولف يدينه على خصرها بقوة...
شدت قمر يدينها على كتف جابر من الخلف ، وجت بتضحك وتلقي مزحتها مع جابر ، لكن سرعان ما تقلصت ابتسامتها ، وقت الي حست برجفة جسم جابر بحضنها ، وسمعت صوت شهقاته المكتومة ...
رفعت يدها لحتى تبعد رأسه بخفيف ، وسرعان ما قالت بذهول وخوف : جابر ..!
شدها جابر بقوه رافض أنه يستجيب لها ، لكن كملت كلمتها وهي ترفع وجهه الي عند كتفها من جديد وتسمح دموعه بابهامها ، وقالت بابتسامة يخالطها غصه : لا تبكي يا أخوي ، ما تهون علي دمعتك ، والله ما تهون ..!
مسك جابر رأسها بعد ما مسح دموعه ، وأنحنى وهو يقبّل رأسها ويحب خشمها حبة أحترام لأخته الي ما قدر يكون جنبها وقت الي جارت عليها دنيتها...
ابتسم وهمس بعد ما قبّل بين عيونها بحب أخوي : الله يقدرني وأصون هالبسمة باقي عمري ، يا أخوك..!
قاله وهو يبعد عنها تارك المجال لهيام الي تقدمت لهم وبين يدينها بنتها ، ناظرت قمر وقالت بابتسامة خفيفه واضح انها تجاري دمعتها فيها : ما ودّك بشوفة اللي على أسمك تسمّت ..!
عقدت قمر حواجبها لوهله بعدم فهم ، لكن سرعان ما تبدد استغرابها لما اشرت هيام بعيونها على قمر الصغيره ، طلعت منها ضحكة لا إرادية من فرط الفرح الي غمرها ، قالت بنبرة مليانه سعادة : يا بختي ويا عظم حظي دام هالحلا كله تسمى علي ..!
قالته وهي تشد هيام وتحضنها بكل قوتها وسرعان ما تمسكت فيها هيام ونزلت دموعها الي عجزت تقاومها أكثر ، طبطبت قمر على ظهر هيام وقالت بحب : انشهد ، يا همّي بعد شُـوفتك تـوارى ..!
ابتسمت هيام بين دموعها وبعدت وهي تقبّل خد قمر ورأسها وسط ابتسامة قمر ، ثواني وتقدمت قمر بخطواتها ناحية جدها وسرعان ما دخلت بحضنه ، لحتى شد عليها جدها وهو يمسح على رأسها لثواني عديدة حتى بعدت عنه وقال بصوته الي رغم ضعفه إلا أنه مليان حنيه ورحمة : ‏و الله إنّا من درينا في مجيّك ، ما بقى في البيت باب إلا مشرّع ..!
تنهدت قمر بحب وهي تنحني وتقبل كتف جدها اليمين بشكل مطول ، لحتى رفعت نفسها وقت قاطعها صوت فراس الي نزل من السيارة وركض بكل حيلة بعد ما كان شعيل مسكر عليه الباب حتى ما ينزل وقت مواجهة قمر بأهلها ويخاف من بكاء قمر وأهلها ، لكن سمح له ينزل بعد ما شاف بعيونه تبدد الحزن الي كان مكتسي ملامحهم...
اندفع فراس بحضن خاله جابر الي كان هو أول واحد صادف طريقه ، شده جابر ورفعه لحضنه بابتسامة: حي ذا العين وحي ذا الشوف يا خالي ..!
تحرك فراس من حضن جابر حتى ينزله وعيونه على الهاسكي "قوست" بحماس، نزله جابر وتحرك بخطواته السريعة ناحية الهاسكي الي كان بطرف الساحة والي سرعان ما صار يركض متوجه لفراس وقت عرف هويته ، جلس فراس بعد ما نط الهاسكي بحضنه تحت صوت ضحك الكل العالي بعد ما تبدل جوهم بدخول فراس اللطيف عليهم وخصوصًا انه توجه للهاسكي و"سحب"عليهم كلهم بكل برود ...
لكن بدقيقة تبدلت نظراتهم لذهول وقت انصعقوا بشعيل الي نزل وبيده الجوهرة ...
رفعت منى الي كانت بحضن وليد يدها لفمها تحاول تستوعب حقيقة الي تشوفه عيونها ...
رمشت لثواني لحتى مررت نظراتها لقمر الي كانت مبتسمة بخفيف وعيونها تشوف ردات فعلهم ، كونها تعرف أن ما عندهم خبر بحملها بالجوهرة ولا بولادتها ...
تشبثت منى بثوب وليد لحتى تستمد قوتها منه لانها وصلت لأخر ذرة تحمل ، ووليد شدها ومسح على كتفها وبسمته الي توسعت اول ما ترجم عقله هوية الي بين يدين شعيل ...
تقدم شعيل بخطواته وبحضنه الجوهرة ، رفع رأسه لهم وقال بنبرة جهورية مليانه فرحة وسعادة وعيونه مرت بكل فرد موجود : هذا هو الفرج العظيم ، كانكم عنه تسألون ..!
ابتسمت قمر وعيونها تتابعه خطوات شعيل الي تقدم ووقف قبال منى ونزل الجوهرة بحضنها ...
ضمت قمر كفوفها ببعض وهي تتأمل أبوها وأمها الي يتأملون الجوهرة بهدوء ...
لكن قطعت هدوئهم منى الي رفعت عيونها لقمر ، كانت بتتكلم لكن عجز لسانها يستجيب لها ، ولا كان له داعي لأن نظرتها لوحدها كفت ووفت بشرح كل الي بداخلها ...
تقدمت قمر بخطواتها وقالت بهدوء يتخلله فرحه : طبّت ، وروحي طابّت بـ الجوهرة...
توسعت عيون منى وطلعت منها ضحكه لا ارادية أول ما سمعت أسم أمها تمثل بحفيدتها ..!
وياكبر فرحتها ويا عظم أجر قمر بفرحتها وقت الي حييت أسم أمها ، يكفيها لا مر طاري حفيدتها يعقبها كم هائل من الدعوات للي تسمّت عليها ، قالت منى بنبرة رضاء بداخلها للجوهرة: الله يرحم امي ويغفر لها ويجعل مثواها الجنة ...
كملت بهدوء وبقلب راضي : ويا جعل أمك تحيّا لي سنينٍ ما تنعد ..!
شدتّها منى لحضنها بالوقت نفسه الي شدهم وليد بداخله من يمنيه منى وبحضنها الجوهرة ويساره قمر ، ثواني ودخلت معهم هيام الي قمر الصغيرة بحضنها ، وجابر الي دخل بوسطهم وشايل فراس بيده الي سحبه بالقوة عشان يشيله...
وكنت هذه الصورة النهائية لحزنهم الي شهدتها عيون الجميع والي جديًا مافيه عين ما تأثرت بموقفهم والي أغلبيتهم ما قدروا يسيطرون على دمعتهم الي نزلت ...
-
-
-
الساعة ١١:٠٠ الليل
دخل شعيل الغرفة وعيونه على ساعته ، تنهد براحة وهو يسحب شماعة من رأسه ونزله على الكنب قباله ...
تقدم بخطواته ورفع عيونه للسرير حتى وقف مكانه ولانّت ملامحة وهو يشوفهم عليه ، يشوف نصيبة من ملذّات الدنيا ...
ويا هي عظمية هالملذّات دامه مكتفي فيهم ، ويا هي كبيرة على قلبه دامه فيهم متهني ...
رفع يدة ومسح ذقنه بخفيف لما طاحت نظراته العاشقة عليها ، على" ملاكه المُهلك " ويا هي أهلكت قلبه وروحة ودنيته بضحكتها اليوم الي ما فارقتها ، والي ما رف له جفن عنها حتى أن محد تجرأ يكلمه حتى ما يقطعون لحظة تأمله فيها، هو المرهون في حبها ولا له غناه عنها ونقطه ...
تقدم لها وهو يشوفها نايمه بتعب وارهاق وهي الي اجهدت نفسها اليوم بمقاومتها لتعبها الي لها حول الأيام ما ذاقت للراحة طعم ...
لحتى قاومت بأخر ذرة تحمل وهي تصلب جسمها وتاخذ شور ، لحتى طلعت بالروب ورمت نفسها على السرير وسرعان ما راحت بنوم عميق ...
شد الروب وعدله عليها ، وانحنى وهو يهمس بأذنها وضحكتها اليوم ما غابت عن باله : يمين أن في ضحكتك شيءٍ ما هو بـ معهود ، شيءٍ يرد الروح من أقصى وجعها ..!
قاله وتقدم ناحية فراس الي كان نايم على طرف السرير ، عدله بخفيف وهو يسمي عليه ...
رفع رأسه ناحية الجوهرة الي تحركت بسريرها دلاله على قومتها ، وقف وتقدم لها وهو ياخذها بحضنه ووفق قبال السرير وهو يتأملهم بعيون تحصنهم بداخله ...
" ملاگه المُهلگ " ،" مـلاذهـ العـذب " ،" مرهمه الوديع" همس بنبرة راجية لربه : عسى الله يخلّيكم ولا منكم يخلّيني ...
قاله وهو يتوجه للخارج وبيده الجوهرة حتى ما تصحي قمر من ازعاجها وقال لها :ليلنا طويل يا أبوي

writer_n99
-
-
-
<< فلة وليد >>
دخلت من خلف الباب وعيونها تدور على فراس والجوهرة الي ما حصلتهم بالبيت أول ما قامت وعرفت أنهم عن أمها ...
تقدمت بهدوء لحتى دخلت الصالة المتوسطة للفلة وسرعان ما لانت ملامحها الهادية بتأثر هي تشوف أبوها متقبلالقبلة يصلي وجنبه فراس الي يقلد حركاته بفشل ذريع كونه كل دقيقه والثانية يتلفت حواليه ، وخصوصًا وقت السجود الي يرفع رأسه وينزله مليون مره ...
ميلت رأسها وعيونها تلمع بحب وحنيه لأعظم منظر ممكن تشوفه عيونها ...
تقدمت بهدوء وهي توجه نظراتها ناحية الجهة الثانية واتسعت ابتسامتها وهي تشوف الجوهرة وقمر الصغيره منومين جنب بعض وتحتهم لحاف كبير وحولهم حاجز من المخدات ...
جلست جنبهم وتحولت ابتسامتها لضحكة لما شافت قمر الصغيرة مكشره بانزعاج ، مدت يدها وخذتها بحضنها ...
ضحكت بكل حيلها وهي تشوفها عاضه على لسانها بالحركة المتوارثة بعائلتهم ...
عضت لسانها هي بالمثل بالوقت الي شدت على خدود قمر الصغيرة وقالت بانفعال : واااه اموت على العصبيين أنا أموت ..!
كملت باسلوب طفولي تحاكي فيه قمر وهي تطبطب على ظهرها أول ما بدأت تبكي : جوعانه ! ماما هيام وحشه ما عطت قمر حليبها !
كملت وهي تدلدغ بطن الجوهرة بأنفها : والله أطقها أنا ، زعلت قمر ..!
رفعت رأسها لأبوها الي خلص من صلاته وجلس على الكنب، ابتسمت بود : تقبل الله ...
رد عليها وليد بابتسامة خفيفه : منا ومنك صالح الأعمال...
ورجع بعدها يستغفر ويسبح ويكمل أذكاره ، ولفت قمر رأسها لفراس الي قال بحماس : ماما شفتي عرفت كيف أصلي ، بابا وليد علمني ...
هزّت قمر رأسها بالايجاب وقالت بين ضحكتها وهي تتذكر صلاة فراس الي بعيدة كل البعد عن مسمى صلاة : شفت يا بابا شفت ، الله يفتح على قلبك يا وليدي ...
نزلت قمر الصغيرة مكانها بعد ما غفت وقامت وهي تتوجه ناحية المطبخ الي طالع منه صوت أمها وهيام ...
دخلت وسلمت وعيونها عليهم باستغراب : السلام عليكم ...
جلست على الطاولة قبال هيام الي ردت عليها السلام وهي منشغلة بجوالها ...
رمشت قمر وقالت باستغراب وهي تشوف أمها منشغلة عنهم : وش تسوين ..؟
رفعت هيام رأسها وقالت بحماس : جالسه أقراء وصفات من كم موقع مجمعتهم من اول ما حملت ...
عدلت قمر جلستها وقالت بنفس الحماس وهي تسحب جوالها من جيبها : اوه صح ذكرتيني ، عندي وصفه حسيتها واو ..!
فتحت جوالها وبدات تقراء المقادير على هيام وتعدد على اصابعها : اسمعي يقولك ، تجيبين شوفان وجوز هند وملح بحر و...
رفعوا روسهم لمنى الي قطعت كلامهم وقالت بسخرية : يا حبيبي وهذا كله متى بتاكلوونه..؟
ردت عليها هيام ببساطة وهي تأشر بيدها بكل ثقه : على الغداء طبعًا ...
هزّت منى رأسها وقالت بجدية : والله ! وهذا مين ياكله ..؟
لفوا روسهم بتزامن ناحية الحافظة وجنبها علب داخلها أعشاب، ورمشوا عيونهم لثواني حتى يستوعبون وش تقصد ، وسرعان ما قالوا بنفس الوقت بعد ما عرفوا قصدها: ما خلصنا منهم ..!
رفعت منى حاجبها وقالت ببساطة: ولا راح تخلصون ، والحين قوموا برا ...
وقفت هيام وهي تتوجه لمنى وتحاول تشرح لها الوصفه بأمل : يا ماما اقري الوصفة أنتي بالأول ، والله مره مفيدة شوفي ...
ردت عليها منى وهي تشوف ابتسامتهم الغبية على وجيههم : وانا قلت أنها مو مفيدة ، سووها براحتكم بس قبل ما تاكلون الي سويته ممنوع ..!
قالته وخرجت تاركتهم وراها يرمشون بهدوء لحتى قالت قمر بعباطه وهم خارجين : Oops the Queen not kidding ، " أوبس الملكة ما تمزح " ...
دخلوا الصالة وفتحوا عيونهم وهم يشوفون جابر جالس بالأرض وقدامه فراس جالس بالنص ويمينه قمر الصغيرة ويساره الجوهرة ، ويكلمهم بكل جديه : القاعدة رقم واحد ، مين أكثر واحد تحبونه وما تحبون أحد ثاني ، طبعًا خالوا جابر ...
كرر سؤاله بتأكيد مضحك : مين أكثر واحد تحبونه ..؟
رد عليه فراس بحماس طفولي وهو يشوف أمه تأشر على نفسها من بعيد : ماما ..!
تقلصت ابتسامة جابر وقالت بعصبية غبية : خطا ، قلنا خالوا جابر ...
أشر باصبعه على فراس وقال بجديه : bad boy ..!
كمل وهو يرفع أصبعه الثاني : راح امشيها لك هذه المره ، المهم القاعدة رقم اثنين ، ما تثقون بأي أحد بالعالم إلا ...
أشر على نفسه بتفاخر : خالوا جابر طبعًا ...
كمل وهو يرفع أصبعه الثالث: القاعدة رقم ثلاثة والأهم وركزوا فيها كويس يا شطار ، ما تسمعون كلام أحد أبدًا إلا خالوا جابر ، حتى ماما وبابا اوك..؟
رفع يده لصدره وقال باسلوب تطمين : لا تخافون ، من ناحيتي بعطيكم كل الصلاحيات وكل شي مسموح عندي...
ورفع أصبعه الرابع لكن سرعان ما شهق بذهول من الخبطة الي جت برأسه وكانت من أمه : أوتش ..!
وما كمل كلمته إلا وجته خبطه ثانيه وكانت من قمر : أوتشش ..!
وهيام ما تركت نصيبها وعطته ثالث خبطه على رأسه ، لحتى قال بانفعال مضحك: أوتشششش ..!
لف على أبوه الي جالس بهدوء ويسمع سخافة جابر مع احفاده : أبوي ، شهدت العنف الأسري الي جالس اعانيه ..؟
رد عليه وليد بحنية مزيفة : شهدت يا ولدي شهدت ...
هزّ جابر رأسه بالايجاب وهو يبتسم : صدق ، والله توقعت تجحد ...
كمل وليد بضحكة وهي يشوف ملامح جابر الي تبدلت : شفت وسمعت أسخف حوار مر علي بحياتي ...
وقف جابر من مكانه وجلس جنب أبوه وهو يسمع أمه تقول : الحين هذا كلام ينقال ..!
تكتف وقال بتكشيره : عساس هالتيوس يسمعون الكلام ...
شهقوا قمر وهيام وسرعان ما قالوا بنفس الوقت " عيالي تيوس !" ، " بنتي تيسه !" ...
وقفت قمر وهي تاخذ فراس من الأرض وترفعه على بطن جابر بالوقت الي هيام قيدت يدين جابر من الخلف : عليك فيه وأنا أمك خذ حقك وحق خواتك منه ...
ضحك فراس بحماس وشقاوة وهو يشد شعر جابر بكل قوته تحت صراخ جابر المضحك لهم : يمّه افزعي لولدك طيب، رجلك خابره بناته خط أحمر ..!
حطت منى رجل على رجل ، قالت وهي تلعب بحواجبها : وانا رَجلي عندي خط أحمر ، الي يقوله يتنفذ ...
رد عليها وليد بنفس الضحكة وهو يشوف فراس يشد أذن جابر : أنا أقول حيلك فيه يا جدي ...
صرخوا قمر وهيام بحماس بعد كلام ابوهم وكملوا ضربهم الخفيف لجابر الي دخل معاهم بالجو ورفع فراس ونزله بالأرض وبدا يتصارع معه حتى يعلن وليد الفايز والي راح تكون لصالح فراس وبدون أي نقاش ...
توجهت قمر ناحية أبوها وعيونها على ساعتها اللي تأشر على العاشرة مساء ، وخلا المكان من هيام الي أخذت قمر وراحت فلتها ، وجابر طلع مع أخوياه ومنى راحت المطبخ ...
جلست جنب وليد وقالت بهدوء : بابا ...
لف وليد برأسه وقال بحنان وهو ينزل نظارته الطبية: عيونه ..؟
لمعت عيونها بأجمل شعور اجتاح قلبها : يصير اطلبك ..؟
عدل وليد جلسته ومسك كفوفها وعيونه تشع حنيه : اعتبريه صار يا أبوك ...
ابتسمت بخفيف وسرعان ما نزلت دموعها وحضنت أبوها لثواني اشبه بالطويله ...
بعدت عنه ونطقت بطلبها والي جديًا ما مر على روحه بسلام ، ياهي تركته وسط الغيم من حلاوة الشعور الي وصل له بمجرد طلب منها ...
همس وهو يمسح على خدها تحت لمعة عيونه المعلنه على تأثره بطلبها : كبرت وهانت يا أبوك ، والله أنه السعد بعينه ...
-
-
-
<< فلة سعود وتوق >>
تابعت الجدة أمنيه توق الي كانت منشغلة مع الجوري وشعيل الي كان يحاول يأخذ اللعبة من الجوري الي كل مره تبعد خطوه وهو يقرب لها بخطواته المهزوزة ، وخلفه كانت توق تسنده بكل مره يختل توازنه ...
رفعت توق صوتها بتشجيع طفولي وهي تشوفه قرب ياخذ اللعبة من الجوري ، لحتى صارخت بفرحة وقت أخذ اللعبة من الجوري ومدها لتوق ...
خذتها توق منه وهي تقبّل خده بقوه وترفعه لحضنها : good job my Marshmello ..!
توجهت بخطواتها ناحية الجدة وجلست جنبها ، صغرت عيونها وهي تشوف نظرة جدتها ومن البداية ما كانت غافله عنها : أقول ام خالد ، عيونك فيها حكي لو لا ..؟
وقف جابر من مكانه وجلس جنب أبوه وهو يسمع أمه تقول : الحين هذا كلام ينقال ..!
تكتف وقال بتكشيره : عساس هالتيوس يسمعون الكلام ...
شهقوا قمر وهيام وسرعان ما قالوا بنفس الوقت " عيالي تيوس !" ، " بنتي تيسه !" ...
وقفت قمر وهي تاخذ فراس من الأرض وترفعه على بطن جابر بالوقت الي هيام قيدت يدين جابر من الخلف : عليك فيه وأنا أمك خذ حقك وحق خواتك منه ...
ضحك فراس بحماس وشقاوة وهو يشد شعر جابر بكل قوته تحت صراخ جابر المضحك لهم : يمّه افزعي لولدك طيب، رجلك خابره بناته خط أحمر ..!
حطت منى رجل على رجل ، قالت وهي تلعب بحواجبها : وانا رَجلي عندي خط أحمر ، الي يقوله يتنفذ ...
رد عليها وليد بنفس الضحكة وهو يشوف فراس يشد أذن جابر : أنا أقول حيلك فيه يا جدي ...
صرخوا قمر وهيام بحماس بعد كلام ابوهم وكملوا ضربهم الخفيف لجابر الي دخل معاهم بالجو ورفع فراس ونزله بالأرض وبدا يتصارع معه حتى يعلن وليد الفايز والي راح تكون لصالح فراس وبدون أي نقاش ...
توجهت قمر ناحية أبوها وعيونها على ساعتها اللي تأشر على العاشرة مساء ، وخلا المكان من هيام الي أخذت قمر وراحت فلتها ، وجابر طلع مع أخوياه ومنى راحت المطبخ ...
جلست جنب وليد وقالت بهدوء : بابا ...
لف وليد برأسه وقال بحنان وهو ينزل نظارته الطبية: عيونه ..؟
لمعت عيونها بأجمل شعور اجتاح قلبها : يصير اطلبك ..؟
عدل وليد جلسته ومسك كفوفها وعيونه تشع حنيه : اعتبريه صار يا أبوك ...
ابتسمت بخفيف وسرعان ما نزلت دموعها وحضنت أبوها لثواني اشبه بالطويله ...
بعدت عنه ونطقت بطلبها والي جديًا ما مر على روحه بسلام ، ياهي تركته وسط الغيم من حلاوة الشعور الي وصل له بمجرد طلب منها ...
همس وهو يمسح على خدها تحت لمعة عيونه المعلنه على تأثره بطلبها : كبرت وهانت يا أبوك ، والله أنه السعد بعينه ...
-
-
-
<< فلة سعود وتوق >>
تابعت الجدة أمنيه توق الي كانت منشغلة مع الجوري وشعيل الي كان يحاول يأخذ اللعبة من الجوري الي كل مره تبعد خطوه وهو يقرب لها بخطواته المهزوزة ، وخلفه كانت توق تسنده بكل مره يختل توازنه ...
رفعت توق صوتها بتشجيع طفولي وهي تشوفه قرب ياخذ اللعبة من الجوري ، لحتى صارخت بفرحة وقت أخذ اللعبة من الجوري ومدها لتوق ...
خذتها توق منه وهي تقبّل خده بقوه وترفعه لحضنها : good job my Marshmello ..!
توجهت بخطواتها ناحية الجدة وجلست جنبها ، صغرت عيونها وهي تشوف نظرة جدتها ومن البداية ما كانت غافله عنها : أقول ام خالد ، عيونك فيها حكي لو لا ..؟

كملت بعد ما اتسعت ابتسامتها بعباطه ، ومدت يدها وهي تقبص خدود جدتها وقالت بين ضحكتها : أووه لا تكونين غيرانه من شعولي ...
كملت وهي تدري شلون بتقلب الوضع تمامًا : لا تخافين أنتي أول والذّ مارشميلو عرفتها بحياتي ، تطمني ..!
قالته وهي تقبّل خد جدتها بكل قوتها وهي تعرف أن جدتها شديدة الحياء بالرغم من أنها المرة فوق المليون الي تستخدم توق هذه الحيلة مع جدتها ، إلا أن حياها ما نقص أبدًا...
نطت الجوري وقبّلت خد جدتها الثاني وكونها تستمتع لما يخلون جدتهم تستحي وتعصب عليهم بعدها ، وشاركهم بهذه المرة شعيل الي دخل بحضن الجده وكفوفه الصغيرة بوجهها ...
دفعتهم الجده بخفيف وقالت بشبه عصبيه خالطتها خدودها الي توردوا بفعل الحياء : بعد'ن عني هناك ...
ناظرت الجوري توق بعيون تلمع وقالت بتقليد لأسلوب اختها : افا يا ام خالد ، هذه نهاية العشرة ...
كملت عنها توق وقالت بصوت خفيف وصل لجدتها يتخلله خبث لطيف : يا عزّتي على جدي ، ياهو تغربل بحياته مسكين ..!
ضربتها الجده على عضدها وقالت بتكشيره : محد شكى لك الحال ، قومي عني هناك ...
ضحكت توق بخفيف ، وبعدها قالت بجديه بعد ما هدأت من ضحكها : سمي يا روحها لتوق أنتي ، وش شاغل بالك ...
عدلت الجدة شيلتها وقالت بهدوء : محد شاغل لي بالي هنا غيركم ، أنتي وأخوانك ...
لقت توق ذراعها حول جدتها وقالت بابتسامة: لا ينشغل لك بال يا تيته، الحمدالله كلنا بألف خير وماعلينا خلاف ...
التزمت الجدة الصمت لثواني وبعدها قالت بهدوء : ريحي عقلي وطمني قلبي يا أمي ، مبسوطه مع بو شعيل ..؟
كملت وهي تشد على يد توق بقوه : أبي أسمها منك ، عيوني شاهده ولا تظنيني غافله عن بسمتك الي تطلع من العدم فجاءه، ولا تظنين أني غافله عن سببها ، لان مابه سبب غير بو شعيل ، هو الشخص الوحيد القادر انه يرسم أعذب بسمه تشوفها عيني ...
ابتسمت وقالت بحنية وهي تمسح على رأس توق : لكن أبي أسمعها منك ، أبيك تقرّين بلسانك أنه سبب اللمعة الي بعيونك والي أنا أجزم أنه هو بذاته ما يتخطاها أبد...
ضحكت توق ببهجة عجزت تمسكها خصوصها وهي تسمع من جدتها حالتها الي صارت طبيعية وجدًا بسبب وجود سعود بحياتها ...
قالت بنبرة خاصه تحمل داخلها مليون شعور صار ملك لشخص واحد ، يتخلله دلع ما انخلق إلا لأمثالها : مالنا لزوم بالحكي ، دام عيوني بالهوى سولفت به ...
ضحكت الجدة من توق الي بدأت بغنجها ، قالت وهي تحط اصبها على خدها تحت عينها : يمه يا شيب عقلي من الدلع ...
ضحكت توق وهي تسبّل بعيونها وتزيد معيار الدلع حتى تغيض جدتها : بعذري ! مـدللنـيّ مـا بيـن أبشــريّ وتـم وعلى هالخشــم ، وأنـا والله مـا قِمـت أبـالغ بالـدلع إلا مِـن سُـواياه ...
قالت جملتها الي كانت صادقه تماماً بخصوص وضعها مع سعود الي جدًيا ما يرفض لها طلب أبدًا ، وكيف أنه من بعد ما كان رافض لأشياء كثير صار الحين يلبيها وبكل صدر رحب ، وأولها وظيفتها الي أول ما فتحت الموضوع مُؤخرًا كان رده السريع والي راضي فيه تمامًا قبل على ما تبدأ بحديثها الي رتبته بعقلها حتى تقنعه بخصوص وظيفتها الي سبق وكان رافضها أشد الرفض " على خشمي "...
لفوا عيونهم ناحية فهد الي دخل من خلف الباب بثوبه الأبيض وعلى رأسه كاب كحلي ...
ارتسمت ابتسامة عبث بشفايفها وهي تتذكر تفاصيل مكالمة الصباح والي منها تحدد قدر أخوها ...
توجهت ناحية فهد الي أخذ الجوري بحضنه بعد ما كانت باستقباله أول ما دخل ، وقفت قدامه وقالت بنص عين: صارت واقعك ، من بعد ما كانت علّ وعسى ..!
قالته وهي تتأمل ملامح وجه المرهقة والي سرعان ما تبدلت للذهول ثم بعدها للاستيعاب وأخرها لصرخة فرح ابهجت البيت وقت وقف وبعد الجوري عنه برفق ، ومسك كفوف توق : استحلفك بالله ، وافقت ..؟
ضحكت بوناسه وهي تشوف فرحته من عيونه ، هزّت رأسها بالايجاب بشكل متتالي : عيب عليك، أحد حاصل له فهد بن خالد ويقول لا ...
صرخت بذهول وهي تتمسك فهد الي رفعها عن الأرض وبدأ يدور فيها بالصالة تعبير عن مدى فرحته الي عجز يستوعبها ...
ارتفع صوت ضحك توق الي تخلله صرخات من خوفها انها تطيح وأصوات ضحكهم معها ...
وقفت توق ثواني بعد ما نزلها فهد حتى تستعيد توازنها وقالت بعدها بذهول وهي تحس برعشة جسده انتقلت ليدها : فهد ..؟
رد عليها فهد بين ابتسامته وقلبه لازال بخفق بجنون : اعذريني يا عين أبوي ، أخوك عند كثر العطايا يتوه ..!
لمعت عيونها بتأثر وهي تستشعر عمق كلمة أخوها الي بيوم من الأيام كانت هي بمحله ، وقت تفاقم عليها شعورها مع سعود لدرجة الخوف انها ما تقدر تتعامل مع كثر عطايا ربها قبل عطايا سعود ...
مسكت توق وجهه فهد بكفوفها وقالت بحنان وصدق : عظيم هو حظها دامك من نصيبها ...
ابتسم بامتنان وتوجه بعدها لجدته وانحنى يقبلها وحضنها تحت دعواتها الي خالطت دموعها ...
بعد عنها وهو يسمح دموعها وقال بابتسامة: يا عجلني ما أبكيك، قولي أمين ...
أخذت توق شعيل الي كان بالأرض وتقدمت لفهد ، وقالت بمزح : عفوًا استاذ فهد ، الشيخ شعيل ينتظر البشارة ..!
رفع فهد حاجبه يجاريها بالحكي : وش بشارته ، الشيخ شعيل ما نطق لسانه حتى ..!
تخصرت وقالت بعبط : والله عاد البشارة ما تروح إلا للشيخ شعيل ...
كملت وهي تأشر له بتحذير : ولا البَركة بتطير من حياتك ، حذرتك عاد لا تقول ما قلتي ...
وقف من مكانه وأخذ شعيل من توق بيده اليمين، ويده اليسار مدها لجوري : دامها وصلت للبَركة ، يآمر الشيخ على الرقبه ...
قاله وهو يتوجه للخارج حتى يأخذهم البقالة ، وتوجهت توق للمطبخ تجهز قهوتهم ...
-
-
-
الساعة ٩:٠٠ العشاء
دخل الغرفة بخطواته الخافته بكل هدوء ، سحب البريهه العسكرية من رأسه وخلل اصابعه بين شعره ...
تقدم وعيونه عليها ممدده على الكنب لابسه فستان انوثي طويل ولونه وردي وفتحة ظهر وسيعة ، وشعرها تاركته بطبيعته وخصل منه نازل على وجهها ...
رفع عيونه ناحية التلفزيون بفضول ناحية الشيء الي ماخذ كل تركيزها ، ابتسم على جنب وهو يمسح عوارضه أول ما عرف سبب تركيزها كله واللي ما كان إلا " أفلام الكلاسيك " الي تعوَد يشوفهم كثير، واللي يشك ان هذه ماهي المره الاولى ولا الثانية ولا الثالثة الي تشوف فيها الفلم ، يمكن فوق العاشر مره ...
استند بجسمه على الجدار وهو يتأملها لثواني بانجذاب تام صار موُخرًا طبيعي بحالته معها ...
يعشق أصغر تفاصيلها ولو بيبدأ يوصفها للناس كيف عيونه تشوفها ، راح تنتهي الايام والشهور والسنين ولا ينتهي من وصفها ...
تحركت من مكانها بعد ما خلص الفلم والي كان من بطولة "سعاد حسني " وتدندن بصوتها أشهر أغانيها لفلم " خلي بالك من زوزو "...
اتسعت ابتسامتها وقت طاحت عيونها على سعود خلف الكنبة ، وقفت على ركبها وفتحت يدينها له ، وهو تقدم لها بدوره ولف يدينه على خصرها من خلف الكنبه وعيونه تتابع ابتسامتها الي سلبت له عقله ، كملت تدندن بكلمات الأغنية بضحكة عبيطة وهي تلف يدينها حول عُنقه : يا يا واد يا تقيل ، يا يا مشيبني ، ياه ده أنا بالي طويل ، وإنت إنت عاجبني ، يا يا واد يا تقيل ...
قالتهم وهي تغمز له تحت ابتسامته الضاحكه على حركاتها ، شدته ناحيتها بخفيف وهي تستند بذراعها اليمين على كتفه وقالت بتفكير : غريبه اليوم جاي بدري ..!
ما كملت كلمتها بسبب جملة سعود الي قاطعها فيها وهو يحسس ظهرها المكشوف بانامله : تدرين أنك جميلة لحد الارتواء..!
عضت شفايفها بحياء الي تملكها وما كانت حركتها تساعد سعود أبدًا ، كيف تقدر تتركه في مواجهة مباشرة مع جمالها وجبروت دلالها لدرجة صارت الثواني بدونها جحيم ..!
تنحنحت وقالت بمزح بين خيوط الحياء الي مرتسم بوجهها : عيب عليك ، تتغزل فيني وقدامك سندريلا الشاشة ..!
قالته وهي تأشر باصبعها على التلفزيون قاصده " سعاد حسني " وجمالها العهود ، لحتى رد عليها سعود وهو يرفع اكتافه بعدم اهتمام وبدون ما يزيح عيونه عنها ولو ثانيه : تركتها للعرب ومسموحين فيها ، أنا حبيبي أمـاريّ به ، لين اغيض سهيل .. ويغار الجديّ..!
ضحكت بصوت عالي من فرط الرضاء الي وصلت له بفعل كلماته ، لحتى قالت بعد ما هدأت وهي تلعب بياقة جكيته الأسود : هممم طيب بتطلع من جديد ، لو راح تجلس ..؟
هزّ رأسه بالنفي وهو يبعدها عنه بخفيف وينزل جاكيته الأسود وتقدم لقدام الكنبة حتى يجلس جنبها ، وقال بهدوء وهو يسحبها حتى تدخل بحضنه : سولفي لي عُمر ، و الله إنّـي لا ملول و لا عجُول ...
ابتسمت بحب له وكيف أنه على كثر الضغط الي عنده سواء بعمله أو بخصوص جده وعمامه ، إلا أنه مستحيل يتغافل عن وقته معها الي حتى لو قلت ساعاته إلا أنه يتركها تحت قيد اللحظة وهي بين احضانه ...
تقدمت وهي تاخذ " الناتشوز " من الطاولة وتحطها بحضنه ، وقالت ببساطة : على كذا اليوم راح تتابع معي الفلم ، دام أملك عُمر كامل معاك ...
شدها لحضنه بحيث ظهرها ملاصق لصدره وسند ذقنه على رأسها ، وسرعان ما اجتاحت انفاسه ريحة المسك العالقه بشعرها ...
وعيونه تتابع الفلم الي بدأ يشتغل والي كان هذه المرة كلاسيك أجنبي " Breakfast at Tiffany's " ، ولا إرادي ضحك بداخله كونه ما بعمره تخيل يتابع هالنوع من الافلام ، لكن الواضح ان كثير أمور راح تتغير بحياته ، هذا اذا ما تغيرت لحد الوقت الراهن...
——————
-
-
<< الحرم المكي الشريف >>
الساعة ٢:٠٠ صباحًا
سندت رأسها على شباك الغرفة المُطلة على الحرم المكي الشريف وتحديدًا على الكعبة الشريفة ، شدت شرشفها الخفيف على جسمها الدافي ...
سكرت عيونها وتشابكت أهدابها لدقايق طويله استرجعت فيها أحداث الساعات الماضية والي جديًا ذاقت فيها عظمة شعور استجابة الدعوة ولو طالت ، دعوة دعوتها بلياليها السود الي ما تنعد ، ، وشهورها الغفيرة ، وسنينها الـ «٢٤ »المكروبة ، دعتها وألحت ربها الجبار فيها ، دعوة تعود لسانها على ترتيلها ، وقلبها على الإيمان فيها ، وكفوفها الي وجهت فيها الدعوة لربها ، وكل جسدها بشرايينه وأوردته وأعضاءه كان على موعد تام بالوقت الي ربي يستجيب فيها دعواتها ، حتى تمر هاذيك السنين العجاف و الشهور الغفيرة ولياليها السود ، ويكتب ربي استجابة دعواتها ، ولأن عوض الله عظيم ويجيك بالكثرة الي تملئ لك قلبك لحد التضخم وبعدها العجز عن التنفس ، تماماً مثل حالتها الأن تحس شرايين قلبيها راح تتفجر من هول الفرحة الي تسربت لقبلها وتربعت فيه ...
لحظة أو بالأصح بجزء من الثانية فزّ قلبها فزّة العُمر ، وقشعر جسمها لحد الرجفة ، ولمعت عيونها لعمة ذهول حرفيّ تمامًا من عمق الي تمر فيه وقت الي وقفت بنص الحرم المكي ، وتمثل لعيونها الكعبة المشرفة ، لوهلة بسطية جدًا تركت نفسها تهيم وتخشع وتنغمس وتنعمي عن كل الي يدور حولها ، تركت نفسها وروحها وقلبها وكلها على " موعد مع الله " ...
تحلف برب الكعبة المشرفة الي قدامها لو تسألونها أي أي حاجه "دنيوية " بالساعات الي كانت تعتمر فيها راح يكون جوابها الصريح " مدري " أضعف الإيمان لو تسألونها عن أحوال " فراس والجوهرة " راح تنطق الـ" مدري " بدون وعي منها ، من عمق الخشوع الي كانت فيه وكنّها وبشكل صادق على " موعد مع الله " ...
حتى أبوها الي كان ملازمها عمرتها والي ما تركها لثانية ما كانت تحس بوجوده معها ، أصلاً فقدت حسّه ووجوده معها من أول ما طاحت عيونها على الكعبة المشرفة ، كان ودّها بوقتها تصرخ يا عالم إذا هذا العشور العذب الي جالسة أحس فيه فقط لمجرد شوفتي للكعبة ، أجل شعور دخول الجنة كيف ؟ الجنة الي لأجلها تجاهد بكل حيلك عشان تكون من أصحابها ، الجنة الي لأجلها تترك كل المعاصي عشان تكون من أصحابها ، الجنة الي دعت ألسنتنا في كتابه " وَٱجْعَلْنِى مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ " وألحت بالدعوة لحتى أخر رمق بحياتنا ..!
وبنفس الخشوع الي كانت فيه بالفترة الي كانت تعتمر فيها ، كملتها بدون انقطاع وقت صلاة العشاء لما أختارت لنفسها زاوية تصلي فيها وطولت بسجودها لمدة لا تقل عن الربع ساعة ...
كانت تدعي وتدعي وتدعي وتدعي فيها وقبل كل دعوة ؟ كانت تحمد ربي فوق المرة المليون ، إذا كنا ننطق " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " بعد كل ركعة نركعها لذو الجلال والإكرام ، وكننا نعنيها تمامًا ونعني قرب الله لنا وقت الحمد ، فكيف لمَن "يشكي " و "يبكي " ..!
حمدت حتى تشربت روحها بالحمد و دعت حتى فاقت دعواها ، وبكت لحد جف جسمها ، وتنهدت لحد ركود جسمها من الويل ..!
كانت غافلة عن عيون النساء من حلوها والي جديًا أغلبهم إذا مو كلهم دمعت عيونهم من هول الي تشوفه ، رغم أنها تشوف مجرد جسد أنثوي ساجد لرب العباد بكل خشوع ، ولكن طريقة اهتزاز جسمها وشهقاتها الي ترتفع وتنخفض على حسب الي يمر بفكرها وروحها وقتها تركتهم تحت هيبّة الموقف ...
غافلة عن الحرمة الي كانت بتطبطب على كتفها ، ولكن تراجعت بأخر لحظة من استشعرت أن الي قدامها مو بحاجه طبطبة بشرية بقد ما هي بحاجة لطبطبة إلهية ...
وتمامًا مثل ما استرجعت شريط حياتها بكل مره تنذهل من حكمة ربها ، استرجعتها بسجودها ولأخر مره ، وكنّ بسجودها هذا توقع على ورقة النسيان ...
بسجودها استرجعت حلاوة حياتها بأول خمس سنين منها وقت كانت بكنف وحضن جدتها الجوهرة ، استرجعت سنتها السادسة الطفيفة الي كانت فيها بالغربة بين أهلها ، استرجعت سنينها الـ" ١٢" الي كانت فيها بالمدرسة الداخلية بحلاوتها وبمرها ، بضحكها وبحزنها ، بلطافتها ووحشتها ، بسهولتها وصعوبتها ، استرجعت أيام زواجها من علي الغريبة ، استرجعت " ليلتها السوداء" ليلة البصمة الي بصمها شعيل بحياتها أو بالأصح الرابط الي ربطهم ببعض ، ليلة الي ربي أخذ امانته وقت علي مات ، ليلة الي تجرعت فيها الظلم وذاقته ، استرجعت بداية سجنها وقت الي كانت تايهه وضايعه وخايفه وتستنجد بالي حولها ، استرجعت أيام حملها بسجنها والضعف والانهزام الي كانت فيه ، لحتى رحمتها هالدنيا وذاقت طعم الفرح وقت ولدة فراس ، لكن حالت هالدنيا ورجعت لحزنها وقت الي مات أو عفوًا وقت أوهموها أنه مات ، ضاقت فيها الأرض ا للحد الي وصلت فيه لمرحلة القنوط من رحمته ، استرجعت سنينها داخل المنظمة والي كانت بـ"جهاد " فيها عشان تخفي رعشة خفوها منهم ببداياتها لحتى قدرت وكسبت ثقتهم بدهائها ورجاحة عقلها وفراستها ...
لحتى وصلت لاخر سنتين بحياتها والي فيهم تجلت " الليالي السود" ونقلبت هالليالي لـ"قمرا " وكنّ دعوة أبوها الي دعاها بليلة من لياليه خذت من عمره "٢٤ " سنه عشان تستجاب ، الدعوة الي كانت تحت مسامع شعيل وسماها " قمر " علهّا تمحي سود الليالي ...
همست بخاطرها بليلة من لياليها السود وهي تتأمل سميها المعتز و المكتمل بالسماء ...
"لِلهِ دُرّ تَحَمّلي وتَوَجّعي
‏يا صبرَ أيوبَ الذي في أضلُعي"
وهاهي تجني ثمار صبرها ، وطلعت منها تنهيدة الصابر ، الي نال بعد صبره ، أيقنت الأن وباللحظة هذه أنها مهما اشتدت وتعسرت و استحالت إلا واستُسهلت وتيسّرت واستهانت ...
" فطوبى للصابرين" على مر الزمان..!
صحت من سرحانها وشاحت بعيونها عن الكعبة المشرفة الي انعكست على عيونها من فوق البرج ، ولفت للباب الي أنفتح وخرج من خلفه أبوها ...
ارتسمت ابتسامة فرحة وهي تتأمله بعيونها وكنّها ترسله الحروف الي عجز لسانها ينطقها ...
أخيرًا جاء اليوم اليوم الي تعرف فيه وش يعني " الأب " بحياتها ...
واااااه من أبوها ، الي بغضون ساعات عطاها المعنى كامل وجاها بكثرة أخجلتها وأبهجتها ...
كانت تقراء على الدوام كثير من الحكاوي عن عظمة الأب ، وكثير من الإقتباسات المعتزة بوجود الأب ، وكان وقتها قلبها يذوب من الحزن الي تتجرعه وهي تقراء من هالحكي ولا عمرها جربته ...
ولكن ! يوم صار وجربته عرفت أنهم كانوا ظالمين بوصفهم ، جديًا كل كلمه وكل اقتباس وكل سطر قرته سابقًا عن الأب كان ظالم وظالم وظالم لأن الشعور الي حسته بالساعات الي طافت مافيه لا حرف ولا كلمه ولا جملة ولا قافية ولا حتى شعر قادر يوصل عظمة هالشعور ، شعور يفوق كل تعبير، وكفى ..!
ضحكت من ملامح أبوها المستنكرة وهو يشوف الفراش منزل من السرير لحد الشباك الكبير المُطل على الكعبة المُشرفة وعليه وسادة ، وقريب منه السجادة وقمر سانده نفسها ولابسة شرشف الصلاة ....
تقدم وليد بخطواته الهادئة وهو يمد لها الكوب ، بالوقت الي قالت قمر بتبرير لفراشها القريب من الشباك أو بالأصح الملاصق للشباك وعيونها على الكعبة المشرفة : لا تحكي لي عن الروحانية إذا ما جربت تصحى من نومك، وأول شي تطيح عيونك عليه يكون أعزّ وأعظم مطل بالدنيا ..!
ابتسم وليد وهو يتأملها بعيونه ، وكنّه ماهو مصدق وجود هاللحظة هذه بحياته ، يجالسّها وهو الي كان الحاسد الأول لجلاسّها ..!
رفعت قمر الكوب ورشفت منه رشفه بسيطه ، وسرعان ما ارتسمت ابتسامة طفيفة على شفايفها وقت عرفت المشروب الي داخله والي ماكان إلا نفس المشروب الي قضت يومها كله تشربه ..!
نزلته لحضنها وهي تتأمله بهدوء هذا الكوب السابع الي تشربه ، لوهله شكت أن أبوها مستوعب هذه المعلومة لأنه وبكل مره يمرون من عند محل قهوة ياخذ لها " hot chocolate " وفي حال ما كانوا يمرون من المحل فالسؤال هو ملجأه : قمر يا أبوي تبين هوت شوكلت ..؟
وبتفكير بسيط عرفت الأكيد ، وهو أن أبوها أبدًا مو مستوعب أنه أكرم فيها بالهوت شوكلت لدرجة تشكر ربي أن معدتها للأن سليمة وما جاها غثيان ...
ولكن ! "والله " حلفـ'ن تحلفه بالي خلقها لو يمد لها بيمينه فوق السبع ثمان ؟ إنها لتشربهه وعمرها له فداء ...
رمش وليد عيونه وقت شاف نظراتها طالت على الهوت شوكلت وسرعان ما استوعب عقله أنه مد لها الكوب السابع لليوم ، وهمس بحنية فاضت بداخله: لا تشرهين علي يا أبوك ، أدين لك بـ ٢٤ سنه من عمرك ..!
قوست شفايفها بانهزام مُحبب قدام حنية أبوها ألي كتب لها ربي تذوقه ، رفعت يدها تمسح دموعها الي علقت بأهدابها وقالت بضحكة خفيفة وهي تتقدم وتدخل نفسها بحضن أبوها : لا تهقى جيتّك معي عادية ! والله أن الكون كله يومنك جيت صار أجودي ..!
لف وليد يدينه حول خصرها وشدّها له بالوقت الي انحنى يقبّل رأسها بكل معاني الشوق والحرمان الي ذاق مرارتهم ببعدها عنه وصده عنها ...
رفع رأسها عن حضنه بدون لا يبعدها عنه وقال بابتسامة: ننزل الحرم لوقت الصلاة..؟
وقفوا اثنين بعد ما هزّت قمر رأسها بالإيجاب ، عشر دقايق تجهزوا فيها ونزلوا الحرم يجلسون فيه ويصلون الوتر ويسبحون ويهللون لوقت صلاة الفجر ...
وعلى عكس صلاة العشاء الي صلتها بفائض من الدموع والانهار الداخلي ، كانت بأعلى مراحل الفرحة المغمورة داخلها ...
خذت نفس عميق لمدة عشر ثواني وطلعته برتابه وتروي ، وهمست بابتسامة طفيفة وعيونها ثابته لقدام بيقين : الحمدالله ...
قامت وتوجهت خارج السياج عند أبوها الي كان واقف ينتظرها ، تقدمت وقالت بابتسامة : نروح نفطر ..؟
هزّ رأسه وليد بالإيجاب وعيونه على ساعته المُشيرة للسادسة صباحًا ، كونهم جلسوا بالحرم لوقت الشروق وما قدروا يطوفون جمال الجو بالفجر مع روحانية الحرم ...
سند وليد جسمه على ظهر الكرسي وهو يكتف يدينه وعلى محياة بسمه عجز يقاومها وهو يتأمل قمر وهي بأعلى مراحل رضاها ...
صغر عيونه باستنتاج مُحبب لخصّلة في قمر توه يعرفها ، ولو بيندم على حاجه بحياته ؟ راح يندم على ٢٤ سنه من عمره ما ذاق لحسّها طعم ، خصلتّها الي تركت قلبه بذوب من فرط حلاوتها ، خصلتّها الي ما كانت إلا أنها "كثيرة الكلام " بشكل يترك الي قدامها يستمر بتأمل لأبداع الخالق بخلقه بدون ملل ولا كلل ...
وألي زاد شعوره حلاوه أن هالخصلة ما تطلع إلا وقت تكون قمر بأعلى مراحل راضاها وراحتها مع الشخص الي معها ، وهذا أن دّل ؟ دّل على عفوها ورضاها وحبها الكامل له ...
تقدم وسند خده على كفه اليمين وقال بابتسامة مزح :
يا عزتّي لشعيل وأنا أبوك ، كانه متغربل مع هالمنطوق ..؟
عقدت قمر حواجبها بعدم فهم ، لكن سرعان ما فهمت قصده لما استوعبت ان طول الجلسة كانت تسولف ولا سكتت وأبوها يرد عليها بكلمات قليلة ما تجي عند كلماتها شيء ، حتى أحيان كانت تسأل وتجاوب نفسها بنفسها بدون لا تنتظر جواب أبوها ...
رفعت يدينها لوجهها لما تلون وأحمّر نتيجة خجلها ، قالت بإحراج وهي شوي وتبكي : بابا ..!
ضحك وليد بضحكته الرنانة على ملامحها الي تلونت ،
مد يده وقبّص خدها اليمين، وبعدها قال بابتسامة هادية لها معنى : يا بخته ، أنشهد أنه كان متهني وغيره يتمناك ..!
ابتسمت بخفيف وقت فهمت قصده ، وكيف أنه كان يتمنى يجالسها ببداياتهم ...
توها بس! الي عرفت معنى قصده لما طق عليها الباب بليلة من لياليها وانذهلت من وجوده ، وأول ما أبدّت تساؤلها بـ"بابا..؟ " ...
ما كان جوابه إلا "حضن " و وهمس بـ" ألا يابخت جلاسك ومن قابل عيونك ، انشّهد انه متهنّي وانا اللي اتمناك ." ...
توها بس الي تفهم مغزى كلامه الي كان مُبهم لها من وقت ما نطقه للحظة هذه ..!
رفع وليد ساعته لعيونه وقال بحيرة : ما خبرتك أمك متى وصولهم ، يا أبوي ..؟
سندت قمر خدها على كفها اليمين نفس ما كان أبوها مسوي ، وقالت بعبط : أفا ، مليّت من قمر يا أبوها ؟! هذا وأنت كنت حاسد لجلاسها أجل لو ما فكرت فيهم وش بتسوي ..؟
تقلصت إبتسامة وليد وقال بنبرة عميقة تحمل داخلها كم هائل من الاعتذارات وقت طاحت على مسامعه الـ" أفا " من لسانها : الله لا يجيب للـ"أفا" طاري دامك بكنف أبوك وسبب ليالية القمرا ..!
قاله وهو يذكر حديثها ألي وجهته له وقت طرح عليها تساؤله بهويتها وقت الي طلعت عليهم بهيئة مغايره تمامًا عن هيئتها الي تعودها عليها ، وكان تساؤله : خلي عنك الألغاز مين أنتي ..؟
وكان جوابها اللين والهادي والواثق وقتها : أفا ، ما عرفت ليلك الأسود يا أبوها ..!
كمل كلامه برتابه وهدوء وكنّه يلقّن عقلها بالكلام ويوصله لأعمق نقطه فيه : وجعلني يا أبوك ، ما أمرك مثل الـ "أفا" في غبنة الهاقي ، بَعّد ..!
تكونت طبقة كرستاليه بعيون قمر وزادت حرارة جسمها وهي تستشعر لأي مدى أبوها وصل بمشاعره فيها ، توها تستوعب أنه كان يعاني وممكن معاناته وقتها تفوقها وتفوق الـ٢٣ سنه من حياتها بطولها ..!
كمل وليد بابتسامة مزح : وبعدين وأنا أبوك ، أنتي بعقلك تحطين نفسك بمقارنه مع أمك ؟ ما أقول هي بكفه والعالم بكفه ؟ هي العالم والكفتين سوا ..!
رمشت قمر بانهيار مُعجب وهي تشوف الحب ينبض نبض بعيون أبوها لأمها ، وكيف لمعت عيونه وقت وصف قدرها عنده ...
أحيان كثير تفكر عن هيام وجابر وأخلاقهم النبيلة وكيف أنهم بعيدين كل البعد عن أي خُلق بشع ، ولو صار وتخلقوا بهذه الأخلاق إلا ما يرجعون يتوبون بنهاية المطاف ...
كانت تاخذها الحيرة بالطريقة الي استخدموها أبوها وأمها بتربيتهم لهم ، هي ما شافت بعينها أساليب تربيتهم بحكم ظروفها معاهم ، ولكن كانت تصيبها الحيرة ...
والحين بس عرفت وفهمت وش أبلغ وأعظم وأرّق اسلوب كانوا يستخدمونه ولو بشكل غير مباشر ، وهو أنهم يظهرون حبهم لبعض ...
ساعات قضتها مع أبوها كانت كفيلة أنها تثبت لها كمية الحب المتراكم بداخله تجاه أمها رغم "ملحمتهم" القاسية، طول هذه الساعات كان بلسان أبوها يذكر امها بشكل تركها تنهار من فرط حبهم لبعض ...
عرفت أن أبوها لطالمًا أظهر حبه لأمها أمام الملاء سواء بفعل او بكلمة او بدعوة أو بحترامه لها ورفع قدراها قدام الغير...
وما كان هذا الاسلوب ينطبق على أبوها وامها فقط ، بل الكل من عائلتها وذويها كلهم ، عمها جاسم ومناهل و حتى عمتها هاله وزوجها المرحوم كلهم ما تخاذلوا فيه أنهم يظهرون احترامهم وحبهم للي حولهم والي بهذه الطريقة عكسوا على البيت أجواء صحية عمّت بالمكان واكتسبوها أولادهم ، ونتج عنها أخلاقهم الحسنة ...
ضحكت وهي توقف مع أبوها وتسحب شنطتها وتوجهون يريحون بالغرف لوقت وصول الباقين : عزّ الله صدقت يا بابا ، وين كان عقلي وأنا أحط نفسي بمقارنه مع ماما ..!
-
-
-
نتوقف هنا...

أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 03:38 PM   #47

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 45


-
-
-
<< مطار الملك عبدالعزيز الدولي ، جده >>
وافقين قبال البوابة وعيونهم على المناوشة الي تصير قبالهم والي سبق وحصلت وقت مشوا من الرياض...
شد سعود كرسي الجد وقال بنبرة قاطعة: يا رجال أبعد عني هناك ، أنا باخذه معي ...
انحنى شعيل مثل سعود وشد الطرف الثاني من الكرسي وقال بنفس النبرة القاطعة: لا بالله ما قلتها ، نذر'ن ما يروح إلا معي ..؟
لفت نغم على جدها وهي تهف على نفسها وشوي وتصيح من قوة الحر والرطوبة : جدو حبيبي ، أتمنى من سعادة مقامك العالي أنه يقرر وين يركب ، لأنهم طفشوا رأسي ...
وما كملت كلمتها إلا وهي بالعة العافية من نظرة شعيل وسعود الحادة الي وجهوها لها ...
لفت برأسها على ماجد الي واقف ومستند على الشنطة بانتظار الجد ياخذ قرار ، وقالت بعباطه : ماجد شوفوهم يخوفوني ، هاوشهم ..؟
ناظرها ماجد نظرة قلة حيلة ما يدري ياخذها من هواش شعيل وسعود ولا من عباطة نغم بذا الحر ...
وهنا قالت سحر وهي تبرد على وجهها الي قلب أحمر من الحر : وهي صادقه ارحمونا ،وبعدين وقتكم تتهاوشون في ذا الحر والشموس ..؟
تنهد الجد وعيونه عليهم وداخله ابتسامة ما فارقته وهو يشوف الهوشة المُحببة لقلبه رغم الجو السئ : سعود يا أبوي ، خلك مع توق وعمتك ، وأنا أبي أكون مع شعيل ...
ضحكت نغم بكل حيلها وهي تشوف وجهة سعود المذهل من جده الي طرده ، طرده محترمه صدق ...
قالت بهبال وهي توجه كلامها لتوق الي كانت مستنده على كرسي جدتها وجنبها الجوري : وااااه الحمدالله لك يارب الي خليتي أعيش وأشوف اليوم الي سعود ينكرش فيه ...
رجعت بلعت العافية من نظرة سعود الي وجهها لها ولكن هذه المره كان لوحده بدون شعيل الي يضحك على ملامحة ، وبالمثل لفت على ماجد وقالت برجاء عبيط : ماجد شووفههه ، جالس يخوفني ..؟
هزّ ماجد رأسه بالإيجاب يجاريها بالحكي ويعطيها على جوها وسط ضحكتها ، وهو يأشر لها تمشي قدامه ...
وبالفعل تقسموا بالسيارات ، الجد سعود ومنى وهيام بسيارة شعيل ، توق وجدتها والجوري بسيارة سعود ، ونغم وسحر بسيارة ماجد ، كونهم بس هم الي نزلوا لمكة يعتمرون ، بحيث تركوا الأطفال « فراس ، شعيل. قمر والجوهرة » عند مناهل وهاله لوقت رجوعهم ...
وكانت رحلتهم سريعة بالوقت الي وصلوا فيه الحرم المكي بدوا عمرتهم بشكل متفرق ، شعيل والي كان يدف عربية الجد سعود مع بعض ، وسعود الي كان يدف عربية الجدة أمينة ومعه توق والجوري ، ومنى وهيام مع بعض وسحر ونغم مع بعض ، وماجد كان لوحده ...
لحتى انتهوا كلهم من صلاة الظهر وتوجهوا للمطعم التابع للفندق والي حجز لهم فيه وليد حجز مسبق ...
جلست هيام وهي تمدد رجعها بتوجع من المشي : اخخ أحس رجلي عضلت ...
ولكن سرعان ما وقفت تسلم على أبوها الي تقدم لهم بنظارته السوداء ، وخلفها كانت منى الي سملت على وليد بالمثل ، شدّها وليد وقال بابتسامة: تقبل الله عمرتكم ...
ردوا عليه كلهم بـ" منا ومنك " ، تقدم يسلم على ابوه والباقين وجلس بعدها ...
لف وليد لأبوه وقت سأله عن قمر ، وقال : صحيتها ، دقايق وتلقاها نازله ...
وفعلاً ماهي إلا عشر دقايق إلا وقمر متوجهه لهم بنظارتها الشمسية تخفي وجهها المنفخ من النوم ...
رفعت يدها وقالت بخمول : مساء الخير ، تقبل الله عمرتكم...
قالته وهي تتوجه لشعيل الي أشر للموظف أنه يجيب كرسي زايد لقمر ...
وقفت جنب شعيل الي وقف ولف يدة حول خصرها بخفيف بانتظار الكرسي ...
لفت برأسها لسحر الي قالت بتفحص لها : شكلك مو نايمه زين ..؟
هزّت رأسها بالايجاب وقالت : ساعتين بس ، وحرفيًا أحس الدنيا تدور فيني ...
ولفوا ناحية سعود الي تقدم وجنبه توق ماسكه الجده بيدها اليسار واليد اليمين مستنده بعصاها ومعهم الجوري، وبالمثل سلموا عليهم وجلسوا معهم ...
وصل طلبهم بعد فترة من وقت ما أخذ الموظف طلباتهم ، وسمّوا بالله وبدو يأكلون ...
لفت توق على الجوري وقالت : جيجي ، خلي البطاطس وكملي صحنك ...
قوست الجوري شفايفها بعدم اعجاب كونها تعشق شي اسمه بطاطس مقلي وما عندها مانع أنها تعيش حياتها كلها على بطاطس مقلي ، قالت بتعبر : توته ما أبي ، الفاصوليا مو حلوه طيب ..!
ابتسمت توق ابتسامة الصبر الي الجوري تعرف معناها زين ، وقالت بهدوء : جيجي ..!
نفخت الجوري شفايفها باستسلام ، وبعدها مدت يدها لحتى تاكل الفاصوليا ...
وطبعًا المنظر هذا كان اعتيادي تمامًا للجدة وسعود كونهم يشهدون هذا الموقف بكل وجبه أكل لهم ، أما الباقين فهم عارفين الوضع تمامًا وعارفين عوابة الجوري فما استنكروه وكنّهم سبق شهدوه ...
وقفت هيام بعد ما انتهت من أكلها وراحت حتى تغسل يدينها ، لكن استوقفها النداء الموجهه لها ، ولفت برأسها لثلاث بنات واقفين جنب بعض ، ردت باستغراب: تنادوني أنا ..؟
كملت بعد ما هزّت الي تتوسطهم رأسها بالايجاب: سمّي ..؟
ردت عليها البنت بابتسامة خجولة : الوالد ..؟
عقدّت هيام حواجبها بعدم فهم ولفت لمكان ما تأشر البنت بعيونها ، وابتسمت بخفيف لما شافت على مين تأشر : لا جدي ...
هنا تكلمت البنت الي على يمينهم وقالت بلطف : وجهه سمح تبارك الرحمن ، الله يحفظه ويخليه لكم ولا يحرمكم من حسّه ...
ابتسمت هيام من كلام البنت لحتى كملت الثالثة بنفس لطافتهم : ما ودي تفهمين كلامنا بشكل غلط ، ولكن والله تأثيره بالمكان مو عادي، أحسه نشر كمية طمانينة حولنا من أول ما دخل من شدة كمية السكينة والوقار الي بوجهه ...
رفعت هيام يدها لصدها بتأثر من كلامهم وعيونها تتأمل جدها الي رافع كموم ثوبه ويأكل بهدوء وناسف شماغه الأحمر و شيبه مغطي لحيته الكثيفة، قالت بشعور تعاظم داخلها : يا بعد روحي أنتم ، الله يسعدكم يارب ...
ردت عليها الأولى بنفس مستوى اللطافة: اللهم امين ، نعتذر عن الازعاج ولكن حاجه بنفسنا وحبينا نعبر عنها ، والله يحفظه ويخليه لكم ...
رجعت هيام للطاولة بعد ما استأذنت منهم ، وقالت بعبط : والله وطلع لك معجبات يا جدو ..!
بدت تسرد لهم الي صار بعد ما ناظروها كلهم بعدم فهم ، وكانت تدري وقتها ان هالكلام راح يدخل السرور بقلب جدها كونه كبير سن فمين ما كان القائل راح يبهجه هذا النوع الكلام ...
ضحكت قمر بكل حيلها وهي تشوف جدها استحى من سمع كلامهم ، عضت لسانها وهي تمثل حركات عبيطة بيدها : فديت هالشيبات أنا فديتها ...
وسرعان ما زاد ضحكهم جميع وحتى سعود وشعيل ما قدروا يقاومون ضحكتهم وهم يشوفون ملامح جدهم الممزوجة بخجل وعصبية من كلام قمر ومحارشة هيام ونغم وسحر الي ما تركوا نصيبهم عليه ...
-
-
-
<< فلة شعيل وقمر >>
جالس بالصالة السفلية عليه بنطلون ترنق بيج شتوي و بلوزه كحلية أكمامها طويله بقماش خفيف ، منحني بظهره تجاه الطاولة الصغيره قباله ، وساند كوعه اليسار على ركبه وبكفه يمسح فيهم ذقّنه ، وكف يدة اليمين يحرك فيهم الفأرة ، وتركيزه كله تجاه شاشة جهازة يراجع الإيميلات الي وصلته طول الفترة الي طافت ...
وقدامه فراس الي كان واقف قدام التلفزيون ويقلد حركات القناة الخاصه للأطفال الي بعمره والي كانت مختاره بعناية تامة سواء من قمر أو من شعيل ...
لكن سرعان ما طار كل تركيزه وجن جنونة وهو يسمع شهقات قمر الصادره من المطبخ ...
دفع الطاولة بقوة وركض بكل حيله ناحية المطبخ ، وبسرعة ركضه زاد نبض قلبه بهلع لحظي وقت مر لباله أبشع الأمور الي ممكن تصير ...
ثبتت رجولة بجمود أول ما طاحت عيونه على قمر الي كانت جالسة على طاولة المطبخ بفستانها الأسود الضيق والقصير لحد نص فخذها بأكمام طويله وفيه فتحه تدخل منه أصبعها الإبهام فقط وهاي نك عالي بقماش شتوي ، ولابسه شرابات شتوية طويلة لنص ساقها لونهم بيج وعليهم سلبر أسود ، وشعرها كانت رافعه الجزء العلوي منه بربطه وتركت أخر لفه لشعرها داخل الربطة بدون لا تكملها ...
تقدم بخطواته ناحيتها وهو يشد يدينها ويرفع ذقّنها بخوف : قمر أبوي أنتي ، شفيك ..؟
قوست شفايفها بتعبر وهي تأشر ناحية الفرن وقالت بشهقة : الطبخة..!
لف شعيل ناحية ما تأشر ، وقال باستغراب وعدم فهم : وش فيها ..؟
هنا زاد بكي قمر وقالت بزعل : احترقت..!
رمش لثواني بشكل متتالي يحاول يستوعب أن هالبكي كله كان بسبب طبخه واحترقت..!
عض على شفايفه حتى يكتم ضحكته ولكنه عجز ، وسرعان ما علت ضحكته الرنانة ...
انحنى يمسك بطنه وقت عطته قمر بقس عليه ، وقالت بحنق يتخلله نبرة بكي وهي تشوف ضحكه عليها : شعيل ، لا تضحك ..!
رفع نفسه وهو يحاول يهدي من ضحكته ويتقدم ناحيتها لحتى دخل بحضنها وهي جالسه على الطاله وسحب رأسها لحضنه واستمرت بالبكي ، قال وهو يقبّل الجهة اليمين لرأسها : الحين ليه الدموع ..؟
رفعت قمر أكتافها ، وقالت بصوت مكتوم : شعيل لا تستعبط..؟
سكر شعيل عيونه وسط ضحكته ، وقال بجدية مصطنعه : يا شيخه ما صار شي ، جت عليها يعني مو هذه الطبخة رقم ميه الي تخربينها ..؟
بعدت قمر رأسها عن حضنه وقالت بعصبيه وهي تضرب صدره وتعض على لسانها بانفعال ، كونه كان صادق بكلامه وأنها بكل مره تفشل بالطبخ : شعيل..!
رجع ضحك من جديد وهو يأشر ناحية العاملتين الي كانوا واقفين بالمطبخ أنهم ينظفون الحوسة الي سببتها ويسوون العشاء من جديد ، وكانوا واقفين من ساعات بدون ما يساعدون قمر بأمر منها ، والي عيونهم مصوبه على قمر وشعيل بذهول للي تشوفه عيونهم ...
شد خصرها ناحيته ورفعها لحضنه وهي بدورها لفت رجولها حوالين ظهره ، ولكن استوقفهم فراس الي تعلق برجل أبوه وقال بنظره تعبر زعلانه : بابا وأنا ..؟
ضحك شعيل ضحكته المعهودة وانحنى بخفيف يشيل فراس بعد ما نزلت قمر رجوها عن ظهره وصار شايلها بيدة اليمين ورجولها مرتفعه عن الأرض بشي بسيط ونتيجة شدة يده على خصرها وضحت معالم الانوثة بجسمها الي بالأصل كانت واضحه لعيونه نتيجه فستانها الضيق ...
قدمت قمر رأسها لفراس وعضّت خده بقوه شبه خفيفه وهم للأن بحضن شعيل الي يمشي فيهم ناحية الكنب ، وقالت بضحكة وهي تشوف تكشيرة فراس : اخلص من أختك تجيني أنت ..؟
عقد فراس حواجبه بعصبية وقال وهو يلف على أبوه ويأشر بخده يشكيه أمه : بابا شوف ماما ، عضتني ..؟
وجدًيا مناوشتهم هذه ما كانت إلا جرعة سعادة يتعاطاها بحياته ، وما كان هالمنظر غريب على عيونه كونه له شهور وهذا وضعهم ، تحارش قمر فراس ، وثم بعدها يشتكي فراس ، والنتيجة هو أن شعيل ياخذ حق فراس من قمر ، والي جديًا هي بذاتها تعرف أنه يسمى أي مسمى ثاني إلا أنه عقاب ، كون هالعقاب يتحول لأفواج وأفواج من القبّل المُحببه لقلبه وروحه ...
تقدم شعيل رأسه لقمر وهو يعضّ خدها مثل ما عضّت فراس ، ثانية وفراس بدأ يصفق بانتصار تحت ضحك شعيل وقمر ...
هنا نزل شعيل قمر على الأرض وفراس على الكنب الي جنبه ...
توجهت قمر ناحية الجوهره الي صار عمرها حول التسع شهور ، وجلست قدامها وهي تحارشها عشان تقوم من نومها ...
لفت برأسها وقالت بانزعاج: شعيل ليه خليتها تنام ، الحين وش يرقدها الليل ..؟
هنا شعيل قال وهو يشوف انزعاج الجوهرة : واذا ، وش صار قامت الدنيا ؟ لا، خليها نايمة ...
رفعت قمر يدها لرأسها بصبر وقالت بجدية : شعيل وربي لو تقوم الليل ، أنك لا تجلس أنت معها دامك انت الي نومتها الحين ...
هنا عضت لسانها بقوة وطلعت منها صرخة قهر وهي تشوف شعيل رجع يناظر شاشة جهازه بهدوء ...
توجهت له ووقفت وهي تكتف يدينها وقالت بتفكير : شوف عندي فكره ..؟
كملت بعد ما رفع رأسه لها بهدوء ويناظرها : راح نسوي تحدي والخسران راح يجلس معها باليل ..؟
صغرت عيونها وكملت وهي تشوفه يمثل التفكير : Deal " اتفقنا " ..؟
هز رأسه بالايجاب وقال بتكرير لكلمتها : deal ...
سحبت يده ووقفته وقالت وهي تمرن يدينها ورجولها : راح نسوي بوش اب وأول واحد يطيح هو الخسران حلو ..؟
شمّر شعيل كمومه ورفع ذاعه يمرنها وقال بحماس مماثل لحماس قمر : قدام ...
وفعلًا نزلوا أثنين يسوون تمارين الضغط وبينهم فراس الي يقلد حركاتهم دقيقه وينسدح عشر ويرجع يكمل مع العدد الي وصلوا له ...
كملوا تمرين الضغط بالتزامن مع بعض لحتى وصلوا للكرة الـ«٥٩ » ، وهنا ما قدرت قمر تكمل وهي ترمي نفسها على الأرض بانهاك ووجها أحمر من كثر ما كانت شاده أعصابها ...
صغرت عيونها بغيض وهي تشوف شعيل وصل للكرة الـ«٧٠» بدون حتى ما يبدي أي علامات للتعب ...
دفته بخفيف وقالت بتكشيره : خلاص يا بطل زمانك درينا أنك فزت وقف عاد ..!
وسرعان ما علت ضحكتها لما سحبها شعيل بيده القريبة منها ودخلها بحضنه بحيث تصير تحته وبدأ يدلدغها ، والأكيد أن فراس ما راح يترك نصيبه من دلدغة أمه ، وانتهت معركم اليومية وقت علا صوت بكي الجوهرة نتيجة ضحكهم العالي ...
-
-
-
<< فلة مشاري وهيّام >>
نزلت هيام بخطواتها ناحية الصالة السفلية وهي تدور بعيونها على قمر الصغيرة ...
تنهدت بهدوء وهي تشوف مشاري منسدح على الكنب وسادح قمر الصغيرة على حضنه ويلعب سوني ...
وحرفيًا نفس المعاناة الي تعانيها قمر مع شعيل بتدليله للجوهرة كانت هيام تعانيها مع مشاري ، ورغم هذا كله تحب وفوق الحب عشق لما تشوف مشاري يدلل قمر والي على الأكيد هي بذاتها تعرف رقّة مشاري وقت يدلل ...
توجهت لمشاري وجلست جنبه وهي تشوف العادة الي مستحيل يتوب منها وهو أنه بكل ثانيه وكل دقيقه وكل ساعه تكون قمر بحضنه ، حتى لو كانت نايمه بسريرها ، يرفعها من السرير ويحطها بحضنه ويجلس يلعب سوني أو يطقطق بجواله أو أي شغله ولكن قمر بحضنه ...
رفعت قمر عن حضن أبوها وقالت لمشاري بضيق : مشاري حرام عليك ، ارحمني من كثر ما عوتها على الشيل ، صارت ما ترضى أنزلها على الأرض وبس تصيح عشان أخذها ..!
ميل مشاري شفايفه بهدوء وهو مستوعب كلام هيام ، ولكن جديًا يعجز أنه يقاوم قمر ويتركها بحالها ...
وهنا صرخت قمر فجاءه وكنّها تعاتب أمّها على كلامها ، لحتى قالت هيام بذهول من صرخة قمر وحواجبها المعقودة: يمه يا ويل قلبي على الدلع ...
كملت وهي تقدم جسمها وتدخل نفسها بحضن مشاري وتشده ناحيتها ، وقالت لقمر وكنّها تفهم كلامها : نووو مافيه ، بابا حق ماما بس ، مو حق قْمري ...
ضحكوا ثنيهم من صرخة قمر والي صدق كنّها فهمت مقصد أمها، لحتى كملت هيام وهي تقبّل خذ مشاري بقوة وما لحقت ترفع نفسها إلا وقمر رامية رأسها على حضن أبوها بصياح عالي ...

-
-
-

نتوقف هنا...

أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 05:22 PM   #48

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 46

-
-
-
دليل على اعتراضها للي يصير والي جديًا كان يضحك من طريقة افتعالها للصياح ...
سحبتها هيام وهي تشد على خدودها بخفيف ، وقالت بنبرة تصغير بعدم مقاومة وهي تعض لسانها : واااه يا كثر الملح كثراه ...
قالته وهي تقدّم قمر لها وتقبّل انفها الصغير بكل لطف ، بالوقت الي مشاري كانت عيونه عليهم بتمعن بدون ما يرف له جفن وكنه مسحور للحظة هذه الي صار وربي كتبها له ، دام معشوقة روحة وقلبه ودنيته بين احضانه وبين احضانها بنتهم ومو أي بنت كانت قمر الي تسحرك من حلاوة اطباعها، وش يبي من الدنيا بعد ؟
ضحك بخفوت لما صرخت هيام بخفيف من عضة قمر لانفها ، ولفت على مشاري بعصبيه كذابه : سؤال ، بنتك على مين عصبية..؟
شدها مشاري لحضنه وهي يقبّل رأسها الى على صدره نتيجة عدم مقاومته لها اضافه لاستشعار وجودها بحضنه ، وهو الي لو تمر السنين والأعوام يشك أن شعوره هذا راح يطفي بيوم من الأيام ، همس بخفوت : علمي علمك ، لكن الأكيد مو عليك وأنتي جنة الله بالأرض ..؟
قاله وهو قاصد لنعومة هيام وحلاوة اطباعها الي الكل يشهد لها فيها والي علقته بهيام من الأساس ...
ابتسمت هيام وتودرت خدودها من كلامه الي مهمها مرت السنين إلا أن تأثيره عليها كنّها لأول مره تسمعه ؟ قالت وهي تطلع طرف لسانها بعباطه : واااه بس ، الله يلطف بقلبي من عذوبة كلامك ...
ضحك مشاري من تعابير هيام وانحنى قبّل شفايفها بالوقت الي قال فيه بحب صادق : وأنا مو متعبني وتسبب في هيامي غير هالقلب الي تحكين عنه ..!
-
-
-
<< فلة صقر وغيم >>
مغرب اليوم الثاني
رفعت تالين رأسها عن جوالها ، وسرعان ما صفرت بإعجاب وعيونها على غيم الي نازله من الدرج بهدوء ...
رفعت تالين يدها على رأسها بتمثيل للدوخة ، وهي تقول بانهيار معجب : الله عليك يا جمالك ..!
ضحكت غيم من تالين الي ما توقف من حركاتها ، لحتى قالت وهي تتقدم بخطواتها وتاخذ دورة قدام تالين الي كملت وهي تغمز بخبث : ترفقي بقلبه ، ناويه عليه الليلة أنتي ..؟
عقدت غيم حواجبها باحراج وحياء ، تقدمت هي تضرب رأس تالين بخفة : انتي ما تتوبين ! الله يخليك اعقلي لا تفشلينا عند سلطان ..!
مسكت تالين قلبها وقالت بمزح تغيض غيم : يمه قلبي فديته وفديت طاريه ..!
هزّت غيم رأسها بقلة حيلة يتخللها ضحكة بسيطة مستحيل تتجاوزها دام تالين سببها ...
عدلت تالين جلستها ، وقالت بجدية وهي تمسح حواجبها: غيم ، بسألك ..؟
ناظرتها غيم باهتمام اول ما حست بجدية تالين: شفيك ..؟
شتت تالين عيونها وقالت بنبرة تردد : عطيتي خلود بطاقة الدعوة..؟
تعدلت غيم أول ما عرفت تالين وش تقصد ، هزّت رأسها بالايجاب ، وقالت وهي تشوف عيون تالين المصوبة عليها باهتمام : عطيتها البطاقة وانبسطت فيها ، توصل لك سلامها ودعواتها ، وعلى كلامها بتكون أول الحاضرين ...
تنهدت تالين براحة بعد ما انتهت غيم من جملتها ، وهي الي كانت طول فترة خطوبتها بتوتر من ناحية خلود وأنها ممكن تكون ماخذه بخاطرها عليها ...
ما كان بودها تبدأ حياتها على مأساة غيرها ، ولا ودّها تسعد قلبها على حساب تعاسة غيرها ...
ولكن كون خلود أكدّت جيتها للزواج فهذا الشي كفيل أنه يزرع الراحة بقلبها لباقي العمر ...
وقفت غيم وعيونها على ساعتها وقالت بابتسامة : صقر على وصول ...
كملت وهي ترفع رأسها وتأشر بيدها على تركي الي كان قبال التلفزيون : انتبهي له، والله يعينك عليه ...
قوست تالين شفايفها وقالت بصبر : بخصوص الله يعني ، فهو الله يعيني بجد ...
قالته وهي تقصد تركي الي كان كثير الحركة وجدًا ، أو بمعنى أدق " شقي " بشكل عجيب ...
وقفت تالين وعيونها على جوالها لما وصلتها رساله من سلطان يبلغها أنه جاي ...
رفعت تالين صوتها لتركي وهي تفتح يدينها للهوى عشان ترفعه : كوكي ، تعال يالله نروح ..؟
وسرعان ما وقف تركي وركض لها بخطواته أول ما سمع كلمة " نروح " ...
رفعته لحضنها ولفّت رجوله حول خصرها ، وتوجهت فيه ناحية مجلس الرجال بعد ما بلغت العاملة حتى تجهز القهوة لسلطان...
دخلت المجلس وتقدمت بخطواتها ناحية الطاولة الي تحمل عليها صحن التشوكلت ..
وقفت قدامها وتركي مازال بحضنها ، انحنت وهي تأخذ قطعتين من التشوكلت لها ولتركي ...
صرخت بذهول وقت سحب تركي منها التشوكلت ودخلهم بفهمه بدون مقدمات ، لحتى قالت بصبر : انتظر افتحها لك طيب .!
ما رد عليها تركي وهو منشغل بقطع التشوكلت الي بيده ، نزلته بالأرض وأخذتهم منه وفتحت له وحده ومدتّها له ، وأخذت حقتها لحتى تاكلها لكن سرعان ما رجع أخذها تركي من فمها بيده الثانيه قبل لا تاكلها ..
عضت لسانها وهو تشد التشوكلت عشان يتركها وقالت : كوكي وجع ، حقتي هذه ..!
لكن سرعان ما سحبها تركي بيده الصغيره ودخلها بفمه ، وصار ياكل بيدينه الثنتين ..
كانت راح ترد عليه ، لكّن الضحكة الي وصلت لها من باب المجلس خذت كل تفكيرها ..
عدلت وقفتها ولمعت عيونها بشوق وهي تشوفه قدامها بثوبه الشتوي وجاكيته الجلد العودي وفاتح يدينه بدعوة لحضنه ...
اتسعت ابتسامة سلطان وعيونه عليها بذوبان ، جديًا حيلته قليله لا صارت هي بالموضوع ...
استند وهو يتأملها بفتنه بداية من بلوفرها الواسع ولونه سماوي و يوصل لأطراف شورت الجنز الأبيض والي عاكس سمارها بشكل مُغري تاركه بصراع مع أنوثتها الصاخبة
المعاكسة تمامًا مع رسمة البلوفر الطفولية والي كانت من شخصيات عالم ديزني " Lilo & Stitch ،ليلو وستيتش " ، نهاية لشعرها الكيرلي الجذاب...
قطع تأمله وعجز يكتم ضحكته لما بدأت تتهاوش مع تركي على قطعة التشوكلت ، لحتى فتح يدينه بعدم صبر وهو يشوفها قدامه وضحكتها الي تغللت بداخله ...
لحتى علت ضحكاته الرنانة وقت صارت بين احضانه ، وبمعنى أدق غاصت بين ثوبه وبين جاكيته العودي ولافه يدينها حول ظهره ...
لمّها لحضنه بدينه الي على خصرها وارتسمت معالم جسمها الي كانت مختفيه داخل البلوفر الواسع ...
رفعت تالين رأسها وابتسمت وهي تثبت ذقنّها بنص صدره وتتأمل قربه أو بالأصح تستشعر حضنه ...
هي الي صار لها حول السنه تتمنى النظره منه ، ومو بس نظره كانت تتمناه كله ، لسانها شاهد على عشقها المفروغ منه وقت نطق بـ" الود ودي اجي ما بين ثوبه وبينه " ...
للان تذكر اللحظه هذه الي نطق فيها لسانها ما كان يجول بعقلها من كثر ما تهوجس بسلطان...
ابتسم سلطان وهو منزل رأسه ناحية وجهه تالين الي كانت تتأمل فيه بثبات بدون ما يرف لها جفن وسانده ذقنها على صدره وجاكيته محتويها كلها...
همس بنبرة فرح تسللت له وقت قراء عيون تالين الي فضحتها : لو داري هالحضن ينتظرني كان عجلت بالجيه ..؟
عقدت حواجبها أول ما تذكرت أنها كانت زعلانه منه ، بعدت عنه وهي تضرب صدره بخفيف : صح نسيت أني زعلانه ، اطلع عشان نعيد وما أحضنك ...
ضحك وهو يسحبها من جديد ودخلها تحت ذراعه وتقدم فيها لصدر المجلس ، بالوقت الي قال بمجاراة لزعلها والي عارف سببه وهو انه ما قدر يجلس معها بعد ملكتهم لضروف عمله الي اضطر فيه أنها يسافر خارج الرياض لفترة طويله : ياهو ذنبه عظيم الي يتركك ليلة زعلانه ..؟
صغرت تالين عيونها وقالت بتأييد لكلامه : وياويله من الله بعد ..!
جلس سلطان وجلسها قريب منه وقال بحينه وهو يرجع أطراف شعرها الكيرلي للخلف : سمّي وأمري واطلبي ، ومالك إلا طيبّة الخاطر والمقدريه ..!
عضت تالين شفايفها بحياء مُحبب لقلبها ، قلبها يرقص طرب من عمق الفرحة الي هي فيها بالوقت الحالي ، وشلون ما تكون فرحانه وهي بين احضانه ويدللها بافعاله ، ويغرقها بحنانه ..!
مسكت وجهه بكفوفها النحيلة ورفعت نفسها لمستوى طوله ، وطبعت قبّله شبه عميقة بخده اليسار ...
بعدّت عنه وقالت بنبرة مليانه حب له وحده : أنا أحمد الله الي جابك وامتلى عمري رضاء ..!
اتسعت ابتسامة سلطان براحة عميقة وحب تولد وتجدد
وراح يتجدد لسنين وسنين للسمراء الي قدامه ، رفع يده وهو يقبّص خدها بخفيف وعدم مقاومة للطافتها ...
اعتدل بجلسته وقت دخلت عليهم العاملة ومعها القهوة ، ووقفت بعدها تالين تأخذها ...
أخذ سلطان الفنجان منها وعيونه على تركي الي مازال يحوس عند التشوكلت : وش مسويه بالجامعة..؟
جلست جنبه تالين وهي تنفخ شفايفها : زينه الحمدالله...
كملت بعدم وعي وهي ترخي نفسها وتتنهد : هفف متى تخلص الثلاث أسابيع طولت مره .؟!
ضحك سلطان ولمعت عيونه بخبث رغم أنه عارف أنها ما تقصد الي فهمه ولكن مستحيل يفوت فرصه يحرجها فيها ، قال وهو يغمز بعينه اليمين : مستعجلة يا بعَدي ، معليه هانت كلها كم يوم وتكونين بحضني ...
فتحت تالين فمها فهاوه وعدم فهم ولكن سرعان ما فهمت واحمر وجهها من كلامة ، خصوصًا ان زواجهم راح يكون باجازة الترم بعد ثلاث أسابيع ، وهي الي ابدًا ما كان قصدها مثل مو فاهم ، رفعت يدها وقبصّت عضده باحراج : يا كرهك ، فاهم قصدي زين ..!
ثواني خذاها سلطان بضحكه عليها لحتى هداء ورجعت تالين تكمل كلامها بجدية: صح على الطاري ، خلصت إجراءات الجامعة..؟
هزّ سلطان رأسه بالايجاب وقال بتطمين : أيه من بداية السمستر الجاي راح تدومين بجامعة الملك فيصل...
هزّة تالين رأسها بالايجاب وهي تزّم شفايفها بتفكير ، كون زواجها راح يكون بعد ثلاث أسابيع فقط وبعدها راح تنقل الشرقية مع سلطان الي راح يستقر فيها جنب اهله، بحكم انه راح يتنقل كثير لظروف عمله ...
لفت تالين برأسها ناحية تركي الي يناديها ، وسرعان ما شهقت من شكله وملابسه الي عدمهم بالتشوكلت ...
سحبت المنديل وهي تمسح فمه وقالت بنرفزة منه لانه يتحرك كثير يبيها تبعد عنه : أهجد ، أنت الواحد ما يغفل عنك ثانية .؟!
انحنى سلطان وهو يقبّل رأس تركي بخفيف ويلعب بشعره الكيرلي المشابه لشعر تالين ولكن لونه كان اسود ، ولف بعدها يقبّل رأس تالين المنشغلة بتركي ، وقال : أنا طالع للشباب أشوفك على خير ، فمان الله..!
هزّت تالين رأسها بالايجاب ووقفت معه وقالت : فمان الكريم ...
كملت كلامها وهي تمشي تركي قدامها : امش أنت ورأسك ، والله لو مو امك ، كان امداني كفختك من مبطي ...
خرج سلطان متوجه ناحية دوانية سعود المجتمعين فيها الشباب ، وتالين راحت تغير لبسها وتغير لتركي لبسه حتى تطلع للبنات الجالسين بالجلسات الخارجية ...
-
-
-
عند غيم الي كانت بالجناح الخاص فيها هي وصقر ، خذت نظره بانورامية على المكان المنسق بتنسيق أنيق ورسمي بنفس الوقت ...
لفت بجسمها لحتى تتأكد من شكلها ، لكن استوقفها دخول صقر عليها بثوبه الأسود الشتوي وغترته البيضاء ، شبكت يدينها خلف ظهرها وهي تشوفه ثابت مكانه أو بمعنى أدق "مفهي " ...
أما صقر الي غاب عن الدنيا وما فيها من لما تمثلت لعيونه غيم بأحسن صورها الي ابدع خالقه فيها...
بلع ريقه بذوبان وهو يمرر نظراته عليها بداية من الهيلز الفضي الي عكس اضاءة المكان على عدسة عيونه ، للفستان الحرير الأزرق بفتحة فخذ عاليه ، والأكيد فتحة ظهر ، لعنقها الطويل الخالي من أي عقد كونها اكتفت بحلق طويل وثقيل ، لشعرها الكثيف البني ويتخلله خصل فاتحه ، نهاية لثغرها المبروم ...
تقدم بخطواته لحتى وقف قبالها ، رفع يده لشعرها وهمس بتساؤل طلع فجاءه بدون وعي منه : شعرك ..؟
مسكت خصل شعرها الي صبغتهم اليوم ، وقالت بابتسامة وهي تتامل ردة فعله : صبغته اليوم ، مو حلو ..؟
ضحكت بخفيف لما هزّ رأسه بالنفي وهو للان مفهي فيها باعجاب ، تقدمت بخطواتها وهي تلف يدينها خلف عنقه من فوق الغتره ، وهمست عند اذنه حتى يفوق من سرحانه او عفوًا من سكرته فيها : كل عام وأنت بخير ..!
كملت وهي تفرد يدها اليمين على صدره اليسار ويدها اليسار ما زالت ثابته خلف عنقه، وميّلت رأسها على جنب بغنج وعيونها ثابته على عيونه : كل عام وانا عيدك وأنت من غيري بعيد ، وكل عام يمر يا جعلنيّ ماودعك ..!
لف صقر يدينه خلف ظهرها المكشوف ، وانحنى حتى يوصل مستواها ، طبع قبّله مطوله بين عيونها تركت قلبها يرتجف من حلاوة الشعور الي اجتاحهم ، او بمعنى أدق استشعار لعمق القبلة الي أخذت من صقر سنين من عمره كانت غيم تجهلها ...
ابعد عنها وهمس بخفيف وهو يتأمل ملامحها المحمره : الله يعظم أجري أثر سنيني من بُعدك واقفه عيّو يعدونك ..؟
ابتسمت غيم بخفيف بعد ما فهمت مقصد صقر بسنينه الي كانت بعيده عنه بحكم الشرع قبل يكون بحكم المرؤة والشهامة كونها كانت زوجه لأخوه والي كان فيها يجاهد عشان ما تطري فباله ولو لثانيه عشان ما ينتهك حرمة أخوه ...
مسكت يده وسحبته معها ناحية الطاولة ، شغلت السماعة وارتفع صوتها مع صوت المغني وهي تغني لصقر بيوم ميلاده ، تحت ابتسامة صقر الخجولة والفرحانة بالوقت ذاته ،...
وقف صقر بعد ما أكلوا حصتهم من الكيك وسحب غيم معه وتوجه فيها للكنب برفض أنه يبتل جالس على الطاوله وهي بعيده عنه ولو بسنتيمترات قليلة ، وهو الي حدد مكانها وانتهى ...
جلس وسند ظهره للخلف وجلس غيم بحضنه وتعمد يخلي صدرها ملاصق صدره ، حتى تنعم اصباعه بملمس ظهرها ، وبالأخص " الشامة " القريبة من لوح الظهر ، الي صار من سابع المستحيلات أنها تتخبى بوجود صقر ...
تنهدت غيم تحت انامل صقر الي تتحسس شامتها الي بظهرها ، والي على كثر ما يتحسسها صقر إلا أن تأثيره عليها بكل مره كنّها المره الأولى لهم ...
رفعت عيونها لصقر وناظرته بشكل مطول وصل لصقر دواخلها ، لحتى همس صقر وهو يبعد خصل شعرها من عيونها : قولي ؟ عيونك فاضحتك ..!
ضحكت بخفيف ودام الموضوع وصل للعيون فهو غير قابل للجدل ، رفعت يدها وخللت أصابعها بشعره بكفها اليسار وقالت بخفيف وهي تسحب سبحته من طرف جيبه بكفها اليمين تحت نظراته الهيمانه فيها : عشقتني بالخفاء سنين وسلمت لي قلبك على كفّ يماني ، وقلبي توصى بالامانه وزاد ونينه ...
كملت باعتراف صريح وهي تميّل رأسها وعيونهم اثنينهم موجهه ناحية السبحة الي رافعتها قدامهم : وهذه هي عيوني هلّت السبحة ..!
قالتها وهي قاصده بنظراتها العشق والحب الي تولد من أول ما جاها ورمى عليها حبه الأزلي لها وسلمها سبحته بتجسيد لقلبه ...
شدّها صقر لحضنه والود وده يدخلها داخل ضلوعه وهمس وهو يدفن وجهه بين شعرها المنثور عليه : تبقين عشقي لو يشيب الرأس والكف يتجعد ..!
-
-
-
تقدمت تالين بخطواتها للجلسة المجتمعين فيها ، وقدامها تركي يركض بخطواته الصغيره وهي تصارخ عليه عشان ما يطيح ...
وصلت لهم وألقت عليهم السلام ، وسرعان ما صرخت بفرحة وقت شافت سحر موجوده: عروستنا الحلوة فيه ..!
ضحكت سحر ووقفت عشان تسلم على تالين كونها البارح رجعت من شهر العسل ، حضنت تالين الي ما زالت تتكلم بحماس ...
بعدّت تالين عن سحر وغمزت بستلعان : يا عين محلوه حيل ! آثرر الزواج عامل عمايله...
رفعت سحر حواجبها وسط ضحكت تالين لحتى قالت بنفس الاستلعان : شايفه شلون ! ما يخالف كلها كم أسبوع ونشوف عمايل السي سيد معك ..!
شهقت تالين بخجل كونها ما توقعت من سحر أنها تستلعن مثلها ، دفتها بخفيف وقالت بخجل : وجع ..!
هنا ردت نغم على تالين وصحن الفشار بحضنها : ما تتوبين أنتي ، ما تتوبين أبدً ...
كملت وهي تأشر باصبعها الي ماسكه فيه حبة فشار على تالين : ولا تسوين نفسك طالعة منها ، وش يسوي السي سيد عندك وزواجكم باقي عليه كم أسبوع ، أقول الخلا بس ..؟
لفت نغم على الجدة أمينة وقالت وهي الي عرفت شلون تجيب رأس الجده بكلامها : ولا وش قلتي يا عميمة ..؟
هزّت رأسها الجده أمينة بتأييد لكلام نغم : هالله الله ، ما قلتي إلا الصح ، عين العقل وأنا أمك ...
هنا قالت توق بغيض وهي تتذكر كيف كانت تالين واقفه بحلقها أيام زواجها : حسافة علي يوم سمعت كلامك وما تهنيت..!
ردت عليها الجدة أمينة وهي تصغر عيونها بنقاده : وين ما تهنيتي وأنتي ليلة عرسك نايمة عنده بالدوانية ..؟
شهقت توق بخجل واحراج وهي تغطي وجهها بدينها ، وهي الي انذهلت ان جدتها كانت تدري انها نامت عند سعود وقتها ، قالت وهي ودها تختفي تحت نظرات الكل لها : تيته ..!
بعدت يدها وهي تتنحنح وتشتت عيونها عن لمياء وتالين ونغم الي يناظرونها وكنّها مسويه جريمه ...
لحتى قالت لمياء بصدمة: افا بس ، خيبتي ظني...

نتوقف هنا...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 05:26 PM   #49

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 47

-
-
-
-
-
ردت قمر عليها بسخرية: شوف مين يتكلم ، ما كنك اعتكفتي بيتكم قبل زواجك بشهر كامل ..!
هنا ردت عليها الجدة أمينة : لا تسوين عمرك بريئة تراك مثلك مثلهم ...
قوست قمر شفايفها وقالت ببراءة مضحكة: أنا ؟ والله اني بريئة يا عميمة ..؟
رفعت الجده سبابتها لعيونها وشدّت خدها للأسفل :
يا شيب عقلي منكم ...
كملت وهي تتأمل بعيونها هيام وليالي وسحر الي يضحكون على البنات برقة : يا بعد حيّي وخلي ، محد'ن صاحي منهم إلا أنتم ، يا جعل الملائكة تحب هالوجيه السمحه..!
وسرعان ما ارتفعت ضحكات سحر وهيام وليالي ومعهم منى ومناهل وهاله ، على وجيه البنات المذهولة من من الجدة ...
هنا تكلمت نغم بضحكة : والله يا أنك مسحتي فينا البلاط رايح جاي يا عميمة ، لكن تمونين...
كملت وهي ترخي نفسها : عاد والله أني مالي دخل فيهم ، شوفيني الوحيدة الي ما اعرست الحمدالله ما سويت سواتهم ...
ردت عليها الجدة وهي تمسك ذقنها باصابعها : وش الي رادك ما تعرسين ، أخبره ينتظرك ، ولا يا أم عبدالرحمن..؟
هزّت هاله رأسها بالايجاب وهي تشوف ملامح نغم الي تلونت : صادقه يا عميمة ، هذا هو ماجد تحت رهن شارتها ...
هنا قالت ليالي بضحكة لما اختها تخبت وراء ظهرها بخجل غريب عليها : تحبين تجيبين الكلام لنفس أنتي ..!
ضربتها نغم بغيض بالوقت نفسه الي قالت تالين بطفش وهي تبعد تركي عنها الي يلعب بشعرها الكيرلي : كوكي أبعد أنت وراسك ؟ والله ما أذكر أني خلفتك ونسيتك ..؟
كملت كلامها وهي تشوف شعيل واقف بكل هدوئه ويطلب من توق تفتح له الحلاوه والي أكلها بنفس الهدوء : توق ، طالبتك عطينا شوي من الهدوء الي عندكم ، لأن نقطه وبنفجر بالي وراي ..!
هنا ضحكت هيام وقالت بابتسامة : هذا اذا ما انفجرت عليك غيم قبل تنفجرين عليه ...
كشرت تالين وهي تسند خدها على كفها اليسار ، تاركه تركي يلعب بشعرها مثل ما يبي بقلة حيلة :هو محد مكبر راسه غير أمه ، أنا مدري على مين طالع ؟وراه ما طلع نفس ولد خالته ؟ يمه قلبي على اللطافة ...
قالته وهي تقصد شعيل الي مستمر ياكل الحلاوة وعيونه عليهم ببراءة ...
هنا ردت توق ببساطة : أبوه سعود وأمه حلا ، وش تتوقعين يكون يعني ...
قالته وهي تقصد هدوء شعيل الي طالع تمامًا على أمه حلا الي كانت منبع للرقّة والهدوء ، واذا عن سعود فهو ما يبعد عن حلا بالهدوء ...
وكملت عنها هاله الي قالت بابتسامة حنين : وتركي بعد ما راح بعيد ، نسخة أبوه شكل وفعل ...
كملت وهي تبلل شفايفها بهدوء : ما أكذب عليكم لو قلت أشوف تركي بولده ، حرفيًا ورثّ ولده كل طبايعه ...
وهنا بس ابتسموا جميع وتوجهت الأنظار لتركي الي كان خلف تالين ، حتى تالين نفسها سحبته لحضنها بقوه ...
كانت نظراتهم امتنان لتركي الصغير وزاد حبهم له ولشقاوته دامها ما كانت إلا نفس اطباع أبوه الي اشتاقوا له وجدًا ...
توجهت سحر ناحية التلفزيون وشغلته وشبكت جوالها بالبلوتوث ، عشان تشغل فديو زواجها والي كان قبل شهر...
اشتغل الفديو وبدت تنعرض عليهم لقطات الزواج الي ما يقل فخامة عن زواج الباقين ...
صرخوا كلهم بحماس وقت وصل الفديو للقطة رقص هاله وأخوانها وعيالها وعيال خوانها كلهم حولها ...
والي زاد اعجابهم لهذه اللقطة هو وقت نزل وليد البشت من عليه ولبسه أخته هاله بكل معاني التقدير والعزّ والفخر والشموخ ، ولا اكتفوا ببشت وليد لوحده ، من بعد وليد نزل جاسم بشته ولبسه هاله من فوق بشت وليد ، وبعده تقدم صقر بنفس التقدير والمحبة ونزل بشته وحطه على هاله من فوق بشت جاسم ...
لحتى تقدم عبدالرحمن لأمه وكمل على خواله بنفس الحركة ولبس أمه بشته ومن بعده كان ماجد الي ختم سلسله التقدير المعنوي ببشته الي حطه فوق بشت أخوه ...
وهذا كله كان يصير والباقين من حولهم يراقصون هاله بفرحة غمرتهم ، تحت تصفيرهم بعد كل واحد ينزل بشته ويلبسه هاله ...
وهنا ارتفعت اصوات البنات بحماس من هول اللقطة ، الي بسببها سرتت قشعريرة فخر بجسمهم وكنّهم يشهدون الموقف لأول مره ما كنهم شهدوه على أرض الواقع من عمق معاني التقدير الي وصلت لهم بمجرد أنهم لبسوا أختهم البشت...
بعد فترة طويلة وقفت سحر لما دق عليها قاسم عشان يروحون ، وجديًا الكل بداخلهم ضيقة كونها الوحيدة الي طلعت وسكنت خارج المجمع ، ولكن الي مهون عليهم أنها مو بعيدة عنهم كثير ...
تقدمت سحر بخطواتها الخفيفة وهي تشوف قاسم واقف مع اخوانها عبدالرحمن وماجد ...
اسرعت لحتى وصلت لهم ودخلت بحضن عبدالرحمن الي كان فاتح لها يدينه ...
شدت على حضنه بقوه وارتجف فكها بعبره ، اشتاقت لهم وجدًا، حست أنها فقدت أبوها للمره الثانيه بالفترة الي غابت عنهم فيها ...
انحنى عبدالرحمن لمستواها وقت حس برجفتها ، وهمس بخوف واهتمام : سحر يا أخوك ، فيك شي ؟ قاسم مضايقك ؟
قوست سحر شفايفها وما قدرت تكتم عبرتها من حنية أخوها عليها وتساؤله الخايف ، هزّت رأسها بالنفي ...
حتى كمل عبدالرحمن همسه بنفس الاهتمام : مرتاحة معه ، قولي وأنا أخوك لا تخبين عني شي ..؟
هنا ابتسمت سحر ورفعت نفسها لأذن أخوها وهمست بنفس الهمس الي نطقته لأمها بصباحيتها وقت ألقت عليها تساؤل مشابه لتساؤل أخوها : كانك عني تسأل؟ أحس أني في جنة الله بأرضه، وأن كانك بتسأل عنه ؟
كملت وهي توجهه نظراتها لقاسم الي واقف جنبهم لكن همسهم ما يوصل له : فهو اللِي ينقَال فيه ربيّ لاعطى، عَطى...
ابتسم عبدالرحمن بخفيف وهو يقبّل رأس سحر بحب أخوي ، وبعدها توجهت لماجد وحضنته بالمثل لعبدالرحمن ، ثواني واختفوا قاسم وسحر من أنظارهم ...
فتحت سحر باب سيارتها وسرعان ما لانت ملامحها بحب وهي تشوف بوكيه ورد الجوري الكبير الي يتوسط مقعدها والي كان مبهر بشكل يخطف القلب ...
رفعتهم بصعوبه من ثقلهم وقالت بتعبر وهي توجه كلامها لقاسم بعد ما ركبت : متى جبتهم ما شفتهم اليوم ..؟
هز رأسه وقال وهو يحرك السيارة : بعد ما نزلتك ، ما هان علي يمر يومك بدونهم ..!
تقدمت بجسمها وسحبت رأس قاسم بخفيف وقبّلت خده برقّه ونعومة بامتنان له ، كونه من تزوجوا مستمر بهذه العادة وأن ما يمر يوم إلا والورد بين يدينها ، لسببين الأول أنها كانت بعيده عن شتلاتها ووردها وازهارها الي ببيتهم ، وما حب لرقتّها أنها تذبل لعدم وجودهم معها ...
الثاني وهو تجسيد معنوي وامتثال لأوامرها العذبة على قلبه وقت الي قالت له ببداياتهم " دامك زرعت الحب فِي داخلِي ورد ، انا مابي من الناس غيرك يسقيه " ...
أما سحر فمبادرته هذه أخذت لها قلبها ، ممكن الكثير يفكر أنه تصرف طبيعي لأي زوجين ، لكن هي أخذت دواخل تصرفه وهو أنه ما رضى يمر يومها بدون ما يمليه بشي تحبه ولو كان بسيط ، وثقتها بقاسم كبيرة لدرجة أنها تأمن على حياتها معه وبين احضانه دامه يداريها لهالحد ..!

-
-
-
-
<< فلة شعيل وقمر >>
مكتبة شعيل
١١.٠٠ بالليل
كانت قمر جالسه على الكنب الطويل بنص المكتب الكبير وقبالها جهاز الآيباد ومجموعة من الأوراق موزعة حولها وكم كتاب ماخذتهم من مكتبة شعيل الي قبالها والي ممكن تفيديها في الاختبار الي راح تقدم له هي وخليل عشان تاخذ الشهادة المهنية والي لها شهور تجهز له وما بقى عليه إلا كم يوم ...
كانت لابسه شورت رياضي ضيق يوصل لفوق ركبتها بشوي بخصر عالي وعلى جنب شعار البراند ، وبودي أسود لنص البطن وعليه شعار البرند بالمثل ، وفوقهم جكيت رياضي كبير عليها يوصل لنص فخذها ومن داخله فرو دافي لونه رمادي، والواضح ان ملكيته ترجع لشعيل من ضخامة الجكيت والي طالعه نتفه داخله ، رافعه شعرها كله ومنزله كم خصله من قصتها ، ولابسة نظارة طبية على عيونها ...
تركت الورق الي بيدها بالطاولة قبالها ، ورفعت يدينها للأعلى لحتى تمرنها بعد ما مرت ثلاث ساعات متواصله وهي تذاكر بالأوراق ...
لفت بعيونها ناحية شعيل الي كان جالس بالمكتب حقه وكل تركزيه مصوب ناحية الجهاز الي قدامه وعليه بنطلون رياضي ومكتفي بتيشيرت ابيض ، ونظارات طبيه مثلها ...
ميلت شفايفها بتعب وقررت توقف وتكمل بكره ، وقفت من الكنب الي كانت جالسه عليه وتوجهت ناحية المكتبة وهي تمرر عيونها على أنواع الكتب المصففه على الأرفف بتنسيق متقن وترتيب منتظم ...
رفعت يدها وسحبت أول كتاب جذبها ولفت انتباهها ، كانت راح تبدأ تتصفحه ، لكن يدين شعيل من خلفها استوقفتها ...
أما شعيل فمن أول ما تحركت من مكانها وتوجهت ناحية الارفف وهي سارقه كل تركيزه الي تزعزع من حركتها ، استمرت عيونه تتابع تحركاتها لثواني بسيطة وكان راح يرجع عيونه ناحية جهازة ، ولكن سرعان ما رجعها عليها أول ما استوعب هوية الكتاب الي سحبته ...
رمشت قمر لثواني بسيطة ببراءة وهي تشوف الكتاب صار بيد شعيل ، قوست شفايفها باستفهام صامت منها لحركته لها ...
هنا شعيل رجع الكتاب مكانه بعناية تامه ، وقال بجديه يتخللها حنية مستحيل تفارق نبرته دامه موجها لقمر : المكتبة وصاحبها تحت تصرفك الكامل ...
سحبها من جكيته الكبير الي عليها وقربها منه، انحنى برأسه حتى يوصل لمستواها : لكن لا يتعدى فضولك هالقسم ...
رفعت حاجبها وهي تشتت عيونها بتفكير لرفضه انها تاخذ كتاب من هذا القسم ، لحتى هو جاوبها بهدوء بعد ما قراء حيرتها بعيونها : لأن مو أي أحد قادر أنه يقاوم تأثير هالكتب عليه ..!
كمل وهو يدخلها تحت ذراعه ويمشي فيها ناحية الكنب : أن كان عندك شك ولو بسيط أنك ممكن تتأثرين فيهم ، فاصرفي نظرك عنهم تمامًا...
جلس على الكنب وسند جسمه على ظهر الكنب باريحية ...

لحتى تقدمت قمر وجلست بحضنه بحركه اعتادتها هي بحياتها مع شعيل وتعود عليها شعيل منها ، بحيث يكون خصره بين ركبها ، وقالت بتساؤل بعد ما فهمت قصده كون القسم الي يقصده خاص بالأديان السماوية والكتب الي تتكلم عنها : مين الي ممكن يكون قادر أنه يقرأ هذه الكتب ..؟
رد عليها شعيل وهو يأخذ أطراف الجاكيت الي عليها ويسكر السحاب من الأسفل : إذا ما كنتي متعلمة أمور دينك الصحيحة ، و متعمقه في دينك بشكل سليم ، وفاهمة كل احكامه ، مستحيل تقاومين تأثير الكتب هذه لأنك وقتها ممكن فكرك ينحرف بشكل ما تستوعبينه ، وممكن توصلين لحد الإلحاد من هذه الكتب لأنك راح تفهمينهم بشكل خطاء وبحدود عقليتك الي ما تناسب عقلية الكتاب ...
كمل وهو يشوف نظرة الاهتمام بعيونها لكلامة : وكل الي قلته مو كافي أنه يردع الأفكار الي ممكن تغزو عقلك ، اذا ما كان قلبك قوي ، وإيمانك أقوى ...
رمشت قمر بتفكير لحتى سألت بوسط تفكيرها : طيب أنت قريتهم ما تأثرت فيهم بشكل خاطئ ...
هزّ شعيل رأسه بالايجاب وقال بصدق وتجاوب معها : قريتهم لكن أكون صادق معك ، وفقت قراءة في مرحلة أذهلتني لحد الخوف ، وحسيت وقتها أني ما عندي القدرة أني أكمل قراءتهم بالوقت الراهن ، للحد الي أتطلع بديني أكثر وأقوي الوازع الديني عندي بشكل أكبر ، وبعدها ممكن يكون عندي الجراءة اكملهم..!
ميلت قمر شفايفها وقالت ببساطة يتخلله فخر : بس أنت حافظ للقرآن ، شلون خفت ..؟
ضحك شعيل بخفه وسعاده تخللت له وقت رن باذونه نبرة الفخر بصوتها و تساؤلها البريئ : سبق وقلت حفظك للقرآن ما يعني أنك مُلمه فيه وبأحكامه ، مهم أنك تعرفين تفاسير الآيات وأسباب نزولها والحكمة منهم ، حفظك للقرآن شيء ، وفهمك له شيء ثاني تمامًا ...
ابتسمت قمر إبتسامة صادقه طلعت من قلبها وهي تسمعه ، لحتى قالت بجدية : هممم ، شعيل ...
زادت إبتسامتها بعد رده عليها بهمس خفيف : أبوي أنتي ، سمّي ..؟
كملت بعد ثانية لحتى تسترجع جديتها ألي طيرها بثواني من همسه : راح أبدا أحفظ القرآن ...
كملت باسترسال وتوضيح : الصدق ، كنت مفكره بالموضوع من زمان حيل ، ولكن ما صار فرصه أقولك عن نيتي ...
هنا ابتسم شعيل وهو يسمح رأسها بهدوء وقال بنفس الجدية الي يتخللها حنيه : أبد ، اعزمي النية ، وبكون معك لحتى أفرح فيك خاتمة للقرآن ...
ابتسمت قمر بحب تولد من مبطي ، ولكن ليومها هذا وهالحب يتغذى ويكبر ، وكله من سبايب فعول شعيل لها والي حرفيًا مو تارك للظيم في حياتها محل ...
قالت بتساؤل وهي تفكر : طيب وقتها بأكون قادرة أقراء هذه الكتب ..؟

هزّ شعيل رأسه بالنفي وقال ببساطة : مو أنا الي أحدد قدرتك من عدمها ، أنتي وقوة إيمانك تحددون وقتها قادره على مواجهة حروف الكاتب لو لا ..!
ارتخت اكتاف قمر وزمّت شفايفها بتفكير ، لكن نزلت عيونها ناحية شعيل الي قال بتساؤل وهو يأشر بعيونه ناحية حوستها : خلصتي ولا راجعة تكملين...
عقدت حواجبها وقوست شفايفها بتمثيل للتعب : لا و تعبانه حيل ، خلاص stop for today ...
رفع شعيل قبوع الجكيت على رأسها من الخلف ، وشد أطراف الجكيت لحتى يقدم وجهها ناحيته ، وهو الي عارف أنها تدعي التعب ، أو بمعنى أدق " تدلع " على رأسه ، لأنه عارف أنها أنهت ولو جزء كبير منهم ، لحتى قال بضحكة خبيثة ونبرة استلعان : يا عزّتي لقلبي دام الليلة مالي في حضن خلّي محل ..!
هنا قمر رفعت ظهرها وقالت باستغراب وهي تناظر شعيل بلهفة : مين قال ..؟
وسرعان ما غمضت عيونها وتلونت ملامحها بخجل وحياء بعد ما استوعبت نفسها ولهفتها عليه الي عجزت تقاومها ، زاد احراجها من ضحكة شعيل الرنانة عليها وهو الي كان قاصد كلامه لسبب واحد وهو انه يشوف خجلها وحلاوة ملامحها وقت تستحي...
تقدمت له وهي تدفن وجهها بين عنّقه وبين كفته لحتى تخفي ملامحها عنه وساعدها قبوع الهودي الكبير الي كان برأسها، وحرفيًا اختفت بكامل جسمها ما بينه وبين جكيته الي مكتسيها من رأسها لأسفل ظهرها ، وقالت بنبرة عصبيه يتخللها خجل : شعيل ..!
هنا بس وقف فيها شعيل وهو يلف يده حول ظهرها ، ويتوجه فيها للطابق العلوي ، بالوقت الي هي زادت من شدها له ورجولها حوالين ظهرها ...
-
-
-
رمشت قمر بخمول وهي تتحسس بأنامل يدها اليمين صدر شعيل العاري ، وبوجه الخصوص " التاتو " الي على صدره اليسار وهي سانده رأسها بصدره اليمين ، بالوقت نفسه الي كان شعيل يتحسس التاتو الي بجنبها اليسار بيدة اليمين الملفوفه من خلف ظهرها ، وهذه هي الدقيقه العاشرة الي مرت تحت صمتهم المهيب ...
بلغت ريقها قمر وهمست بهدوء وهي تنزل رأسها بضيقه : تحريتك تحكي ، ولا حكيت ..؟
رفعت رأسها له وقالت وعيونها بعيونه المحتارة : ليه ما حكيت لي عن سجنك ..؟
عقد شعيل حواجبه وهو الي كان محتار في أمرها و ضيقتها من أول ما بدأت تتحسس التاتو ، لوهله بسيطه شك أنها متضايقة من التاتو الي بصدره أو بالأصح بالذكرى الي يحملها التاتو ، لوهله بسيطة تخلله خوف داخلي أنها ممكن رجعت تتازم من هذه الذكرى ، ولكن سرعان ما تبخر كل خوفه أول ما نطقت بكلامها لحتى قال ببساطة ، وهو يرفع ذقنها بيدة اليسار : عهد'ن قطعته بيني وبين نفسي ، أكون لك عن هموم هالدنيا ظلال ! وترتجين مني أعلمك عن سواياها فيني ..؟

-
-
-

نتوقف هنا....

صباح/ مساء الخير ...
وش شعوركم مع بداية النهاية وأنا جالسه أحط النقاط على الحروف ،وأكمل الفراغات ، وأنهي السطور 🥺✨🤍؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-22, 05:32 PM   #50

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 48

-
-
-
هزّ رأسه بالنفي وقالت بنبرة قاطعة : لا بالله لأني لا أقطعها من سيره تجيب لعينك الهم ..!
تقوست شفايفها وتجمعت الدموع بعيونها من عمق كلماته إلا ما كانت إلا فعول قبل لا تنطق بها لسانه ، وسرعان ما ارتجف فكها بعدم مقاومه لحنان شعيل أول ما قال بتساؤل خايف : زعلتي مني ..؟
خايف على زعلها منه لأنه ما صرح لها بشي يضيق صدرها ! ياهو عظيم قلبه الي عليها خايف ، ويا هي شقية عينه الي تحوفها حوف ..!
هنا قمر رفعت نفسها عنه ، وقالت بابتسامة بين دموعها وهي تمسك وجهه بدينها الثنتين : تسألني عن حس الزعل ، وأنا بين أحضانك اتنعم ..!
كملت وهي تنزل بوجهها وتثبّت أنفها بأنفه : ما عهدّت قلبك جاهلـ'ـن بخلّه ..!
قالته وهي قاصدة الحالة الوحيدة الي ممكن تزعل من شعيل فيها، وهي أنها ما تزعل إلا لما تكون كثيرة الشوق له ، ومستحيل تسمح للزعل يتخللها ناحية شعيل بغير هالسبب بعد كذا ..!
هنا بس ابتسم شعيل وتوسعت ابتسامته لحتى تحولت لضحكة رنانة ما قدر يمسكها دلالة على بهجة قلبه ،
قبّص خدها بخفيف وقال بابتسامة رضاء : تلومين قلبي ..؟
كمل وهو ينحني ويطبع قبّله خفيفة على شفايفها : وأنا الي خضتك من فوق خشم الظّروف اللي بَلا مِلّه ..!
هنا نزلت قمر بجسمها ناحية صدره اليسار ، انحنت برأسها وطبعت قبّلة رقيقة شبه طويلة على التاتو معلنه لشعيل أن قلبها طاب من الذكرى الموسومة بالتاتو ، وهي الي ما غاب عن عينها خوف شعيل الخفي من شوي ، وماهي إلا دقايق لحتى غفت بحضنه بارتياح تام كونّ فعلًا السجن ما أثر فيه بشكل يذكر ، لأنها تعرف شعيل وتعرف تمامًا وقت الي يأثر عليه شي ، وقد أيش أسعدها أن شعيل ما يتأثر إلا بحاله وحده ، والحالة هذه هي بذاتها، هي الوحيدة القادرة على زعزعة ثابته وكله ، والدليل سبب خوفه من شوي ...
أما شعيل فسرعان ما ارتجف جسمه وارتفعت حرارته وثار دمه ، بعد ما تلقى عقله رسالتها المبطنة بفعلتها ، فعليًا يبيع الدنيا كلها ويشتري هذه اللحظة ، اللحظة الي تعلن قمر رضاها عنه بالفعل ، أيقن تمام اليقين أن حياته كلها تحت رهن راحتها ، هي بذاتها الي القادرة انها ترفعة لسابع سماء وتنزله لسابع أرض بفعل بسيط منها، باختصار هي الي انقال عنها " مالي وطن بالعارض إلا وطنها " هي وطنه دون الأوطان ، هي ملجأه دون الملاجئ ، هي وجهته دون الوجهات ، وهو المرهُون فـي حبّها و لا له غناه عنها ، همس بخفوت وهو يعدل اللحاف عليها و يستشعر رضاء قلبه وراحة باله وهي بين احضانه : أنشهد محد يفك القلب ياسعود منها..!

-
-
-
<< نادي الـخطار للفروسية >>
بعد ثلاث شهور
اتسعت إبتسامة هاله بفخر واعتزاز وهي تتابع بعيونها عبدالرحمن الي واقف بطوله الملفت بالأسفل وحوله عدد من الموظفين التابعين للنادي الي يعطيهم تعليماته وأوامره ...
سعادة غمرت قلبها وهي تشوف بكرها يحقق حلمه وحلم طفولته والي سعى له بكل جهده ونال مراده ..!
تابعت بنظراتها بالمكان من حولها الي تعدا كل مسميات الفخامة للحد الي يعجز الانسان عن وصفه ...
بداية من مدخل النادي الضخم والي يحمل على رأسه شعار النادي الأنيق والمبهر بالوقت ذاته وتحت الشعار اسم النادي بخط الكوفي الشرقي " نادي الـخطار للفروسية "، للممر الطويل بسجاد نيلي مميز وعلى الطرفين تماثيل خيول عتيقة ، للبوابة التابعة للساحة الخلفية الي فيها المضمار الوسيع وحوله مدرجات عالية ، ومن الطرف الثاني للمضمار مكان كبير يحمل عدد من اسطبلات الخيول المجهزة للخيول الخاصة بالمشتركين في النادي ، ومن الطرف كان فيه اسطبلات خاصه لخيول عبدالرحمن الي نقلهم من مزرعتهم للنادي ...
تابعت بعيونها ضخامة الافتتاح الي كان عبدالرحمن بنفسه قائم عليه من شهور ، وفعلًا كان قد التعب الي تعبه ، كونه راح يستضيف الكثير من الشخصيات الهامة المهتمين بالخيل داخل المملكة وخارجها ، اصحاب الاعلام الموزعين بكاميراتهم، وعدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المدعوين خصيصا للافتتاح ...
واتسعت ابتسامتها وهي تشوف الضيافة الموزعة من حولها والي بدون تفكير كان كوفي ماجد من ضمنها هو المسؤول عن المشروبات في الافتتاح بالاضافة الى أكبر محلات الضيافة والتشوكلت بالمملكة ...
كل شي من حولها يشد الانتباه ويجذب العين من جماله ،و جمال وبرودة الجو كان طاغي والهواء العليل ترك بصمته بالحدث وكمل اللوحة بكل تفصيلها ...
لفت برأسها ناحية عائلتها الي كلهم كانوا بأعلى مراحل أناقتهم سوا من الشباب بثيابهم الشتويه او من البنات بعباياتهم الشتوية والأنيقة وكان عليهم كلهم بروش لابسينه يحمل شعار النادي الي وزعها عليهم عبدالرحمن...
والي زاد الحدث لطافة هو روح العائلة وضحكتهم الي مالية المكان وبريق عيونهم الي تلمع فخر وحب للحدث اللي يعني لهم الكثير ...
لمعت عيونها بحب وتحولت ابتسامتها لضحكة لما شافت عبدالرحمن متقدم ناحية الكبينه المخصصه لهم ...
وقفت باستقبال فخور بالوقت نفسه الي عبدالرحمن زاد من سرعة خطواته حتى يوصل لها اول ما شافها واقفة ...
انحنى بجسمه وهو يقبّل رأسها وكفوفها واذنه مستمعة لدعواتها الصادقة ...
اعتدل بوقفه وهو يدخلها تحت ذراعه ويشدها له ، وعيونه ناحية طلال الي لابس ثوب شتوي رمادي وعليه سديري أسود وناسف شماغه برسمية : ماراح تركب الخيل ..؟
قاله وهو يشوف عبدالرحمن مرسم بثوب شتوي بيج وغتره بيضاء على عكس ليالي الي كانت لابسة بدلتها كامله ببطلون بيج وعليه قميص أبيض وبوت عالي أسود وفوقهم وشاح عنابي غامق كبير يوصل لركبتها بقبعة رافعتها على شعرها ، ومن خلف الوشاح مطرز عليه شعار النادي بشكل كبير...
هزّ عبدالرحمن رأسه بالنفي بالوقت نفسه الي قال فيه صقر وهو يتقدم ويدخل ليالي بحضنه ويقبّص خدها : خذها مني وأنا عمك محد'ن فينا بيشجعك وقت السباق ، فمن صالحك ما تنزل المضمار ...
ضحك عبدالرحمن بكل حيله وهو يشوف ليالي تلعب بحواجبها حتى تغيضه ، قال وهو يسمح عوارضه : يا شيخ ، المضمار وصاحبه فدوه لروحها ...
تلونت ملامح ليالي بثواني وتبدلت من مكر لخجل ، عرف شلون يطير شقاوتها ، تنحنحت وعيونها رافعتها على عمها : لكن ماراح أكون بالمضمار لوحدي يا عمي ..!
عقد صقر حواجبه باستغراب وماكان هو لوحده المستنكر كلام ليالي ، لان مين ممكن يكون خيّال بعائلتهم غير عبدالرحمن وليالي..!
وهنا بس التفتوا ناحية باب الكبينه وهم يشوفون الي دخل من خلفه ولبسه مقارب للبس ليالي باختلاف لون الوشاح كونه كان نيلي وماسك الخوذة بيده ومتقدم لهم بابتسامة عريضة تحت ذهولهم المحبب لهم وله ...
وقفت توق وسرعان ما تجمعت الدموع بعيونها وهي تشوفه بهذه الهيئة قبالها ، تقدمت بخطواتها له لحتى دخلت بحضنه بالوقت الي هو طبطب على ظهرها بفرحة ...
بعدّت عنه ورفعوا رأسهم اثنينهم ناحية ماجد الي قال باستيعاب : ولا قلت لي ولا حتى استشرتني ..!
ناظره مشاري بطرف عينه بسخريه : مشكلتك يا ولد عمتي معطي نفسك أكبر من حجمك ...
كشر ماجد لثواني وهو يناظر مشاري وكمل وهو يتلفت ناحية ليالي : أقول يا عمي انا معك ، مالي ومال هالخاين ...
قاله وهي يأشر بذقنه على فهد الي واقف بابتسامه وتوق بحضنه على جنب لكن عيونه كان مصوبه ناحية كادي الي ثبتت مكانها ولا تحركت من تاثير نظراته ...
وقفت نغم من مكانها وتوجهت ناحية الموظف الي يتقدم لهم وبيده أعلام صغيرة تحمل اللونين "عنابي و نيلي" وكل واحد ياخذ اللون الخاص بوشاح الي يشجعه ، أخذتهم من الموظف وتقدمت ناحية العائلة لحتى توزعها عليهم ...
بدأت بالجد الي ابتسم ومد يده ناحية اللون العنابي وقال بلطافه لفهد : اعذرني يا جدّي ، ما بعد ليالي أحد ...
هنا لمعت عيون توق من كلمة الجد الي قشعرت جسمها ، ولفت بنظراتها ناحية سعود الي ناظرها و وجه لها ابتسامه خاصه لها معنى ...

ورجعت بنظراتها ناحية الجد الي فعلا أعلن رضاه الكامل عنها وعن أخوها دام كلمة "يا جدي" شمّلته ...
رفع فهد يده لصدره بوّد : تمون يا عمي ، الله يخليك ...
وتقدمت نغم ناحية أبوها وعمها وليد الي أخذوا العنابي بالمثل وطلعت منهم نفس الكلمة بالوقت نفسه : أعذرني بنتي ..!
ابتسموا اثنينهم مو بسبب الكلمة لانهم فهلا يعتبرون البنات بناتهم ، لكن بسبب الطريقة الي قالوها وتناغمهم مع بعض ..!
تقدمت نغم بخطواتها ناحية طلال الي أخذ اللون النيلي ، قال وهو يناظر ليالي الي تناظره بغيض : السموحه وأنا أخوك ...
وسرعان ما تبدلت ملامح ليالي لضحكة لما مشاري أخذ اللون العنابي وقال بحب : ما عاش ما يضيق خاطرك وأخوك موجود ...
تقدمت ليالي وهي تحضن مشاري وقالت بصوت عالي باسلوب مستفز : ياروح روحي أخوي وسندي ودنيتي الي ما يتركني ، مو مثل بعض الناس ...
تقدمت نغم ناحية ماجد وقدمت له العلم العنابي بابتسامة صفراء ، اخذه ماجد وقال بفهاوه : يمه قلبي ، اروح فدوه للابتسامة انا ...
عضت نغم شفايفها تكتم ضحكتها لما اعتدل ماجد بوقفته لما وصلهم صوت ابوها الي يحاول يخليه حاد ويكتم ضحكته : ماجد ..!
تقدمت ناحية جابر الي اخد النيلي وقال باسلوب درامي وهو يضرب على صدره : لبى خويٍ ما يترك خويه ...
كشرت نغم من نبرته المستفزة : احلف بس ! يا كرهك...
طلع طرف لسانه وهو يزيد عيار الاستفزاز لكن طنشته نغم وكملت خطواتها لحتى وصلت ناحية قاسم وخليل ومدت الاعلام لهم بهدوء ورسميه يتخللهم حياء وبدون ما تتكلم ، وهم بالمثل أخذوا العلم النيلي بنفس الهدوء ...
تقدمت ناحية سعود الي ابتسم على طرف بثقل وهو يشوف نظرات الكل عليه بفضول مين بيشجع ، لف بعيونه ناحية توق الي كانت رافعة حاجبها وزامه شفايفها بتحدي وكنها تقول " بتشجع أخوي ومالك خيار !" ، وسرعان ما تبدلت ملامحها من التحدي للرضا اول ما شافته أخذ اللون النيلي معلن طاعته الكامله لها...
شهقت نغم بعباطه وقال وهي توجه كلامها لتوق : أنتي وش مسويه بولدنا ، ما اذكره خفيف كذا ..!
ضحكت توق ورفعت اكتافها بعدم معرفه وعيونها على سعود الي تنحنح وهو يعدل شماغه ...
وصلت نغم عند شعيل الي كان ملتزم الصمت ومافيه شي يتحرك فيه إلا ابهام يده اليمين الي ماسك فيها يد قمر ويتحسسها بهدوء ، وبدال لا ياخذ هو الاعلام ترك الخيار لقمر تاخذهم وتختار مين بيشجع وعليه ينفذ ...
هنا مدت قمر يدها وأخذت من كل لون واحد وقالت بصوت عالي : انا ورجلي واحد ، بنكون حياديين بنشجع الاثنين ...

تقدمت نغم ووزعت الاعلام على سحر ولمياء وهيام وغيم الي اخذوا اللون العنابي وبالمثل العلياء الي كانت جالسة على طرف بهدوء وتتابعهم بصمت واعجاب اخذت اللون العنابي...
تقدمت نغم ناحية كادي وسرعان ما سحبت اللون النيلي وعطته كادي : أعفيك عن حق الاختيار ، وبختار لك انا تفضلي ...
خذته كادي الي وجهها متلون خصوصًا من نظرات الكل لها ، وقالت بعباطه يتخلله خجل : ما يحتاج حبيبي ، من غير شي بختاره ...
رفعت نغم صوتها وهي تقلدها بالكلام ، وتقدمت بخطواتها ناحية أمها مناهل وهاله الي برضوا أخذوا اللون العنابي ، وما بقى غير علمين باللون النيلي اخذت واحد وتقدمت فيه لتوق ، والأخير صار من نصيبها ...
رفعت العلم وقالت بابتسامة وهي توجهه كلامها لفهد : واو ما توقعت اشجعك بس يالله ما يخالف ...
رفع عبدالرحمن ساعته لعيونه وتحرك بخطواته عشان ينزل المضمار الي عليه المسرح حتى يبدأ فقرات الافتتاح ، ومن خلفه نزلت ليالي ومعها فهد متوجهين عند باقي المشتركين ...
توجهت توق ناحية البنات الي جالسين ويصورون كل التفاصيل ، وجنبهم العلياء الي كانت مبتسمه بصمت ...
جلست ووجهت كلامها لعلياء بلطف : الله يسعد قلبها الخاله عائشه ، تلقين تيته متونسه معها ..!
قالته كون الجدة أمينة ما جت الافتتاح هي ومنى ومعهم الخاله عائشة ...
ردت لها العلياء الابتسامة وقالت بنفس اللطف : يا قلبي أنا ، والله خالتي الي تحصلينها مبسوطه معهم ...
ثواني ووقفوا كلهم متوجهين ناحية الحاجز وتركيزهم مع صوت عبدالرحمن الي بدا يلقي كلمة الافتتاح بعدها بدا يسرد تفاصيل دقيقة عن النادي ، وبعدها اعلن عن الأكاديمية التابعة للنادي الخاصه لتعليم الفروسية وتكلم فيها عن شروط التسجيل وغيرها ...
وما تكلم عن النادي بشكل شخصي ولا تكلم عن سبب تسميته للنادي "الخـطار " كونه اسم اول خيل يملكه ، ولا تكلم عن سبب حلمه وكيف حققه ، لأنه أكتفى بالعرض الدعائي الي اطلقه قبل فتره والي كان فديو يحمل فيه تفاصيل التفاصيل عن النادي والي حاليًا معروض بالشاشات الدعائية من حولين المضمار ...
وما ان انتهى من كلمته حتى بدأت الفرقة الموسيقية بعزف أغنية الافتتاح ...
وبعدها بدأت الفقرات لأشهر رياضات الخيل ، أول فقرة كانت بطولة الجمال للخيول ، الخيول الي اشتركت بهذه الفقرة كانت " الخطار ، الحَموم، الشيماء ، خصّاف ، سُلم" طلعوا بالترتيب تحت اشراف عبدالرحمن الي يلقي أوامره على الموظفين ...
وثاني فقرة كانت قفز الحواجز وهذه كان المشتركين فيها "عبيّة" وليالي كانت الخيالة ، و" الأجدل" وفهد كان الخيال ، وخمسه من المشتركين معهم خيولهم الخاصه ...

وكان صوت التشجيع عالي سوا من طرف العائلة الي منقسمين يشجعون فهد وليالي او من طرف الحضور الي يشجعون باق المشتركين ...
وانتهت فقرة فقز الحواجز وأخذ فيها فهد المركز الأول وليالي الثاني والثالث كان واحد من المشتركين...
توجهت ليالي ناحية عبدالرحمن الي كان يصفق بضحكة وديه ومد يده ناحيتها ولفها حول كتفها وهو يطبطب عليه ، وقال لفهد بنفس الوقت : مبروك ، كنت تستاهلها ...
رد عليه فهد بنفس الابتسامة: الله يبارك فيك ، ومبروك ليالي المركز الثاني ...
ابتسمت ليالي وردت عليه بالمثل وهم يتوجهون للأعلى ناحية كبينة العائلة ، كون الحين فقرة غنائية فاصله عن باقي الفقرات الرياضية ...
دخلوا الكبينه وصفقوا كل العائلة لهم بحب و ودّ، لحتى قال ماجد : يالله معليه ليالي المره الثانيه اكسري راسه لا اوصيك ...
ضحكت ليالي بقلة حيلة وهي تاخذ حبه تشوكلت من الموظفة وتتوجه ناحية البنات حتى تريح شوي ...
اتسعت ابتسامتها وهي تشوف العلياء الي كانت تسولف بنبره هاديه بينها وبين البنات ، لحتى قالت بلطف : العلياء صح ؟ ما صار لنا فرصه نجلس مع بعض ...
ابتسمت العلياء من تحت نقابها وقالت بنفس اللطافة: حبيبي والله ، الأيام جايه لاحقه تجلسين معي ...
لفت العلياء لسحر الي قالت بتفكير : العلياء! ينطق مع "الـ" ..؟
كملت لما هزّت العلياء رأسها بالإيجاب : أسمك جميل حيل ، وزاد جماله الـ "الـ" ...
هنا قالت توق بابتسامة: صدق العلياء ، حلو اسمك وانتي شايلته شيل ..!
هنا قالت لمياء بتساؤل لتوق : شلون هي شايله الاسم ..؟
ردت عليها توق بتوضيح لكلامها : يعني مو الاسم شايلها ورافع مكانها هي الي شايله أسمها ورافعته ...
كملت كلامها وعيونها على قمر بابتسامة : مثل قمر شايله اسمها شيل مو تاركه لأحد يشكك انها قمر ...
كملت بعد ثانيه من الصمت : يعني اسم قمر لو لوحده غيرها ما قدّرته ، ولا قدّرت جمال الاسم ، ممكن ما ترفع اسمها وحتى لما الغير يذكرها أبدًا ما يأثر اسمها فيهم شي ولا يلفت انتابهم ...
وهنا اتسعت ابتسامتها وقالت وعيونها على قمر الي تلون وجهها من كلام توق : لكن قمر غير ، قدّرت جمال اسمها وقدّرت أنها فعلا " قمر " خُلقًا وخَلقًا قبل تكون "قمر" بالأسم ..!
رفعت رأسها ناحية لمياء وقالت ببساطة : بالمختصر هي تخلي كل من يعرف أن أسمها قمر ، يتبع كلامه بـ" انشهد أنها قمر " ، هذا قصدي بانها شايله اسمها مو هو الي شايلها ...
هنا ضحكوا البنات وهم يشوفون قمر تهوي على نفسها بكفها اليمين ، اما الشباب فاكتفوا بالابتسامة كون كلام توق فعلا شدّهم ...
قالت هيام بتفكير عبيط : الحين بنتي اسمها قمر ، تتوقعون بكره تصير مثل خالتها ..؟

-
-
-

نتوقف هنا....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.