آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-20, 07:34 PM   #121

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
واضح ان الجرح كبير اوى بين مروج ومالك ومابين متعاطف معاها زى رائف اللى حاول يتناسى جرحها ليه عشان يوسيها وبين امجد الحائر بين اخته وصديق عمره نلاقى ان الجرح عميق ومش عارفين ممكن يتداوى ازاى
الشيطان سالم مافيش فايدة فيه لسه الاعيبة مستمرة وحقارته مش بتخلص ياعنى دلوقتى جايب اللى اسمه هانى عشان يقهر بيه مروان ويدعى عليه ظلم هو وصبا انهم فى علاقة غير مشروعه يخربيتك ياسالم

صبا فرحت بعودة بنتها ومروان خايف على امه لو عرفت مكانه ومكبل ومش عارف يخرج من الشقة لخوفه من سالم وحقارته

يونس نفسه يقرب من لجين جدا والحب المتبادل فى الخفاء بينهم نفسه يطلع للنور

ياترى ايه جكاية ياسين وزينب

تسلم ايدك ياجميل
حقيقي التعليق وتحليل الأحداث عجبني جدا جدا يعني❤سلمت يداكِ...وتقديرك❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 07:36 PM   #122

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
فصل ملىء بالصدمات
سالم نصب فح ل مروان و صبا...
بعد ان علم بمكانهم
مالك واضح ان هناك سر فى حياتة
اضطرة للابتعاد عن مروج...
مروج متمردة ووقحة 😂😂😂
تسلم ايدك حبيبتي
تسلمي لي على رأيك يا جميلة..❤❤❤❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 07:37 PM   #123

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
مروج ما بين الكره و الحب تجاه مالك هي علقانة بالنص ما عارفة تحدد شعورها اما تكره و تنتقم منه على اللي صار زمان و تجرحه بالصميم او تسامحه يبدو على شي كان مجبور انه يعمله لكن كسرة القلب صعبة و هي بعدها للان مجروحة منه لهيك تمردها كان الاسبق بالكلمات السامة اللي رمتها عليه و جرحته بس بالمقابل هي تألمت معه بس اخفت هالشي جواتها.
مالك خذل مروج زمان و ندم على هالشي و اللي صار زمان اثأر على علاقته معهم كلهم و بالاخص امجد اللي كان مشتاق له حتى رائف رغم تعاطفه معه بس غضبه كان اقوى عشان مروج و حزنها.
سالم الزفت عرف كيف يدبر مكيدة ليوقع فيها مروان بس ليفوز على سليم و سؤال مروان بمحله هو في جد بيكره احفاده هيك هالشخص مش طبيعي ابداً و جبروت كتير كبير😒😒😒 و مكيدته نجحت لما خلى غضب هاني يعلى و يعمل اللي قله عليه سالم و يبدو خوف صبا كان بسبب هاني لانها خطيبته و استلقوا بقى التهمة بخطف جميلة😟🙄 يا ريت صبا تتصرف و تتخبى بمكان تشغل شوي عقلها و هيك بتنقذ نفسها و بتنقذ مروان معها🤔🙄
سليم بعد كل شي بعمله لمصلحتهم بيطلعوا عليه بالهالي و بيتهموه عنجد هيك كتير يعني هو مش ناقص اصلاً بحربه مع سالم عشانهم يقوموا يزيدوا عليه😠😒
تسلم ايديكي الفصل رااائع😘😘❤
حقيقي عجبني تحليلك للفصل جدا ودايما تعليقاتك مميزة❤❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 09:02 PM   #124

shosho55
 
الصورة الرمزية shosho55

? العضوٌ??? » 402502
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » shosho55 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل تحححفة ومليان احداث المخفية مروج.هي ومالك شكلهم مجروحين جداا من بعض
سالم الحقيير عمل مصيبة لمروان وصبا ربنا يستر تسلم ايد حضرتك فصل رووعة❤


shosho55 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 09:36 PM   #125

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shosho55 مشاهدة المشاركة
الفصل تحححفة ومليان احداث المخفية مروج.هي ومالك شكلهم مجروحين جداا من بعض
سالم الحقيير عمل مصيبة لمروان وصبا ربنا يستر تسلم ايد حضرتك فصل رووعة❤
حبيبتي يا شوشو تسلم يداكِ على تعليقك ودعمك يا قمراية ❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 11:12 AM   #126

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 12:30 AM   #127

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع..
======
جالسة على سريرها، تداعب خصلات شعرها بشرودٍ وكأنها تحيا عالما آخراً...عالم متنقل بين الخوف والألم، الفرحة والبؤس...تناقضات كثيرة تشعر بها بعدما أمضى سليم في أوامره...كل يومٍ يأخذها في أحضانه برفق....يداعب خصلات شعرها وكأنه يحتضن طفلة صغيرة....يبتسم لها ابتسامة هادئة لا تصل إلى عينيه....وآه من عينيه الفضيتين...عيناه تحولتا منذ فعلتها الأخيرة إلى صورة غريبة وكأنهما ازدادا قتامة....وقسوة..و...وألم يخالطه الحسرة!
هكذا لاحظت لا تعلم هل هذه حقيقة أم أنها تتوهم....معاملته الرفيقة لها تجعلها تشعر بهدهده لذيذة تقلب كيانها رأساً على عقبٍ.....لن تكذب...هي لا زالت تشعر بالنفور والكره تجاهه....هذا حقها....لكن لماذا تشعر بشعاع من فرحة غريبة بدأ يلوح لها على استحياء....لماذا تشعر بأرتياح غريب وهي معه.....
ثانية؟!
كيف؟!....كيف تشعر بالارتياح نحوه ممتزج بالكره والنفور....؟!
ببساطة..هي لا تحب السلب بالإكراه....وسليم مارس كل طرقه في الانتهاك....وأخرها ليلة أمس..
زفرت نفساً ساخناً وتوردت وجنتاها....فارتفعت أناملها ببطء متردد....تريد أن تلمس شفتيها....وكأنها تحيّ ذكرى أمس....

كانت تتحرك في الغرفة بمللٍ....تبحث على اللا شيء....فقط تريد شغل نفسها عن نظراته المتفحصة لها والجريئة...ونظراته الجريئة تصيبها بالغثيان...والنفور....لا تعلم كيف يتمالك نفسه وهو يحتضنها برفق بينما يتشنج جسده بأكمله......تشنج غريب وكأنه يمنع نفسه بقوة...
زمت شفنيها بتبرم...ثم حكت شعرها بمللٍ..فرمقها سليم بنظرة مشتعلة....والتوت شفتاه بشبه أبتسامة لم تدم كثيراً وهو يراها تقبض على شفتيها بقوة وكأنها تفرغ غضبها بتلك الحركة....انخفضت عيناه تلقائيا إلى شفتيها...وازدرد ريقه ببطء غريب...الرغبة في تقبيل هاتان الشفتان المثيرتان تتفاقم بداخله....كل يومٍ تنام بين أحضانه يختطف قبلات صغيرة لكنها لا ترضيه بالمرة......تلاقت أعينهما في حوارٍ غريب متناقض المشاعر...ما بين الشوق والرغبة....ما بين النفور و الكره...و....وشعورها الغريب....بشيء أغرب...
-تعالي يا مليكة...
قالها سليم على حين غرة منها بصوت أجش، فزمت مليكة شفتيها المرتعشتين، واسبلت جفنيها كي تتمكن من السيطرة على نفسها قبل أن تصرخ به طالبةً بالرحمة و الخلاص منه.....وحين طال وقوفها مكانها ترتجف....زفر سليم بكبتٍ...وتفصد جبينه بالعرق....لينتصب واقفاً وتحركت قدماه نحوها وضربات قلبه تزداد جنوناً...بينما التقطت أذناها صوت خطواته تقترب...فزمت شفتيها بقوة وأغمضت عينيها....تحاول وبشتى الطرق إبعاد خوفها منه...رغم شعورها بالارتياح له إلا أنها تشعر به ضئيلاً، ضئيل جدا أمام خوفها....وقف سليم أمامها يطالعها من مقدمة رأسها حتى أخمص قدميها، ظلا على وقفتهما هو يرمقها بنظرات صريحة..وهي تشعر بالوجل....إلى أن شهقت بقوة فزعاً من إمساكه المفاجئ بخصرها....فرفعت عينيها الذاهلتين ونظرت إلى عينيه الدافئتين في هذه اللحظة....حاولت التحدث أكثر من مرة لكن تلك الابتسامة الغريبة التي داعبت شفتاه جعلتها غير قادرة على التفوه بشيء..لكن هو هتف بصوت أجش :
-لم أحصل على قبلتي هذا الصباح، تأخرك عليّ يحتاج عقاباً شهياً من وجهة نظري...لذلك...
صمت فجأة ونظر له بعينين عابثتين....فعقدت جاجبيها بتساؤل، وانفرجت شفتاها تهمّ بالتحدث لكنه التهم حروفها بين شفتيه بقوة جنونية...جعلت الخوف يسيطر عليها كلياً...شفتاه كانتا ثائرتين بدرجة غريبة..
ولمساته تزداد جرأة، جرأة أصابتها بالغثيان والنفور....أغمضت عينيها بقهر.....وحاولت دفعه بكفيها لكنه لم يتأثر بل دفعها إلى الجدار خلفها بعنفٍ محكتراً شفتيها بين شفتيه الثائرتين، ثم أبتعد عنها قليلا دون أن يترك خصرها وأنفاسه اللاهثة تختلط مع صوت أنفاسها وكأنهما خرجا من سباقٍ شاق للتو...سباق شعر به بطعم الشهد...شهد زاد من ضربات قلبه فشعر وكأنها نقوس يتردد صداه بقوة مزعجة... بينما هي تشعر بأنه سباق مُنتهك وقاهر....سباق زادها نفوراً إتجاهه....و...و ارتياح بغيض يشبه النشاز بين مشاعرها المنطلقة نحوه دون أدنى رحمه.....عقلها يأمرها بصب غضبها عليه وعلى فعلته الوقحة وليست أول مرة بل لثاني مرة.....وقلبها يأمرها بالابتعاد من أمامه...لكنها امتثلت لعقلها وهتفت بصوت صلب....رغم ارتعاد جسدها واحمرار وجهها:
-أنتَ وقح، وما فعلته جعلني أشعر بنفوري نحوك يتزايد أكثر وأكثر...لديك موهبة عالية في انتهاك ما لا يحق لكَ!!!...

صوت طرقه قوية بعض الشيء على باب غرفتها أخرجها من شرودها عنوة، فزفرت مليكة بقوة، وازدردت ريقها دون أن تشعر بتورد وجنتاها تفاعلاً مع ذكرى أمس...ازداد الطرق على الباب، فرفعت رأسها وهتفت بصوت متحشرج :
-من؟!
سمعت صوت الخادمة تقول بتهذيب :
-أنا رجاء يا سيدتي....جئتُ كي أخبرك بأن صديقتك ريهام قد وصلت!
عقدت مليكة حاجبيها باستغراب شديد...وابعدت كفها عن شعرها....
صديقتها ريهام بالخارج؟!....ألم يمنعها سليم من رؤية أصدقائها....فكيف أتت ريهام إلى هنا...عند هذا الخاطر....هتفت مليكة بصوت عالٍ :
-ماذا قولتِ...ريهام جاءت لتراني؟!
-نعم سيدتي.... وهي تقف بجواري الآن!
قفزت مليكة من مكانها وأسرعت الخطى نحو باب غرفتها بابتسامة صغيرة حقيقية، فتحت الباب بسرعة، فوجدت صديقتها تقف بجوار رجاء مشبكةً كفيها بخجلٍ....جحظت عينا مليكة مبهوتةً ثمx هتفت بأنفعال :
-ريهاااام؟!....ياللهي كم اشتقت لكِ
ثم هجمت عليها تعانقها بقوة أجفلت ريهام، فتأوهت ضاربةً إياها في ظهرها :
-مهلا يا مليكة...ما كل هذا العنف يا امرأة..هل أخبرك أحد أنني أصبحتُx قوية البدن ...
ابتسمت مليكة بخفوت، ثم ابتعدت عنها وجذبتها من مرفقها إلى الداخل، أغلقت باب الغرفة بعدما صرفت الخادمة واتجها إلى الأريكة..ليجلسا عليها....
ظلا صامتين كل منهما ترمق الأخرى بنظرات غريبة...ريهام تفرك أصابعها بتوتر..ومليكة تعض على شفتيها حتى كادت تدميها...وحين طال الصمت بينهما....تنحنحت مليكة كي تجلي حلقها وهتفت بتوجس:
-لِمَ كل هذا الارتباك يا ريهام؟!
رمشت ريهام بعينيها البنيتين عدة مرات، وانفرجت شفتاها تحاول الحديث لكنها تخشى العواقب...وهذا ما لاحظته مليكة..فهتفت بهدوء وهي تربت على ذراع ريهام الرفيع:
-قولي ما تريدين قوله ولا تخشي أحد...
ازدردت ريهام ريقها بصعوبة، ثم مسحت جبينها وكأنها تمسح عرقها الغير متواجد من الأساس...لتبتسم ابتسامة مرتبكة قبل أن تهتف :
-بصراحة....منذ وطأت قدماي قصر الأميرية...شعرت برهبة جعلتني على وشكِ البكاء....قصر الأميرية رهبة لا يستطيع أحد التغلب عليها!

التوت شفتا مليكة بشبه ابتسامة ساخرة...ثم هتفت بتشدق كاذب :
-نعم نعم اعرف...رهبة تشعرين بها في كل مكانٍ هنا حتىx أشخاص هذا القصر....لكن ثانية...
صمتت لبرهة....وضاقت عيناها وهي ترمق ريهام بنظرات متوجسة...فعقدت ريهام حاجبيها بتساؤل سبق هتاف مليكة بشكٍ :
-سؤال يدور بعقلي الآن...كيف سمح لكِ سليم المجيء إلى هنا...ولا أقصد إهانة والله!
نظرت ريهام لها وقد زاداد ارتباكها أكثر مما جعل القلق يتزايد بداخلها.....وحين قررت ريهام الحديث..همست بصوت خفيض :
-سيد سليم نفسه هو من بعث ليّ رسوله كي آتِ لكِ وأجلس معكِ قليلا...
جحظت عينا مليكة مشدوهةً، وسقط فكها حتى كاد يعانق أرض الغرفة، سليم هو من بعث رسوله إلى ريهام كي تأتِ وتجلس معها...بعد ما ألقته من سمومٍ قاتلة عليه ليلة أمس!
هل أصابه الجنون أم أنه يخطط لشيء ما كي يكسرها كلياً....هنا صفق لها عقلها بطريقة مسرحية مستحسناً تفكريها....فمن وجهة نظر عقلها..سليم شخصٌ يتفنن في كسرها وانتهاك ما لا يحق له؟!
وللمرة الثانية تعترف بها لكن هذه المرة داخلياً....أما المرة الأولى فكان عقابها عنيف بعض الشيء
-مليكة....أين ذهبتِ...؟!
قالتها ريهام عاقدةً حاجبيها بتوجس من شرودها....فنظرت مليكة لها بعينين التمعتا ببريق غريب، لكنها هتفت بصوت هادئ :
-أنا معكِ...فقط شردت في شيء ما!
هزت ريهام رأسها بلا معنى، ثم عضت على زاوية شفتيها بقوة وارتبكت ملامحها بشكلٍ ملحوظ، فعلمت مليكة بأنها ستتفوه بشيء لن يعجبها، وبالفعل حين تحدثت ريهام انتابها شعوراً غريباً :
-مليكة، أنا أعلم أنكِ تزوجتِ قسراً من السيد سليم....وأنا أشعر بكم القهر الذي تشعرين به في هذا البيت.....تشعرين بالانتهاك....تشعرين وكأنك دمية يتلاعب بها سيد سليم وجدك..لذلك...
صمتت لبرهة، ورمقت مليكة بنظرات مختلسة من تحت جفنيها كي ترى رد فعلها....لكن البرود الذي اعترى ملامح وجه مليكة...جعلها تتوجس قليلا خوفاً وقلقاً، لكنها استعادة رباطة جأشها وهتفت بجدية :
-لذلك أنا على إستعداد تام لتهريبك من هنا....ولو وافقتِ سأعمل جاهدة لتخليصك من كل هذا العذاب...!
ارتفعت شفتاها للحظة لكنها عادت وزمتهما بقوة كي تتحكم في انفعالاتها...انفعالات مضطربة ما بين الفرحة والقلق....انفعالات غير محسوبة بالمرة، ظلت ساكنة لا تبدي أي ردٍ فعل، فتجرأت ريهام ورفعت عينيها لها ثم هتفت بتساؤل متوجس :
-لماذا صمتِ يا مليكة....هل تفوهت بشيء ما لم ينل إعجابك...هل كان عرضي صعباً لهذه الدرجة؟!
هزت مليكة رأسها برفضٍ، وقد خبا انفعالها خلف قناع بارد صلب يشبه قناع سليم....ترمق ريهام بنظرات غير مفهومة، ثم لم تلبث أن هتفت ببطء :
-عرضك مغرٍ بشكل آثار حماسي...لكن أنا أرفضه؟!
شهقت ريهام شهقة مكتومة، ورمقت مليكة بعينين جحظتا صدمةً بحديثها...تطالعها بنظرة غريبة وكأن ما تفوهت مليكة به ما هو إلا جنونٌ...
تابعت مليكة حديثها لكن بنبرة حزينة وقد تهدل كتفاها وكأنها تحمل هماً أثقل كاهلها :
-أرفضه لأنك لا تفهمين......هروبي من هنا يعني ثورة سليم عليّ...هروبي من هنا يعتبر ضرباً من الخيال...لن أهرب يا ريهام.....
عقدت ريهام حاجبيها بعدم فهم، ثم هتفت :
-لا أفهم...ترفضين الهروب من جدك وحفيده....ترفضين الخلاص من كل هذا....أنا لدي القدرة على مساعدتك...
أومأت مايكة برأسها، ثم اطرقتها وهتفت بصوت متحشرج :
-حتى لو لديكِ القدرة على مساعدتي....لن أهرب....لأن...لأن سليم يحميني من جدي...رغم تصرفاته الفظة معي إلا أنه يحميني منه....وهروبي منه يعني منح سالم الفرصة للقصاص منا ومن سليم شخصياً.....
ازداد انعقاد حاجبا ريهام بعدم فهم، لكنها لعقت شفتيها وهتفت :
-كما شأتِ....لكن عرضي لا يزال قائما...حين تقررين الهروب سأساعدك بكل ما أوتيت به من قوة وعزم...
رفعت مليكة رأسها ونظرت إلى ريهام بعينين التمعتا ببريق الحماس....تريد الهروب...كل كيانها يدفعها للهروب...التحرر من تسلط سليم وظلم سالم....تتمنى الهروب من كل هذا وتنعم بحياة جديدة...بشخصٍ يقدرها وليس شخصاً يبثها الخوف والرهبة..وينتزع منها ما تمتلكه عنوة....تريد الانطلاق كعصفور سجين حصل على حريته...تريد وتريد وتريد..لكن ما باليد حيلة....سليم لن يتركها أبداً...هي تعلم أنه متمسك بها بشكلٍ آثار فضولها..لكنها وببساطة لا تريده في حياتها رغم حنانه البادي عليه...ونظراته الغريبة التي يخصها بها هي فقط....عقلها غافلٌ عن كل هذا يطلب التحرير والخلاص منه، لَيتها تهرب...لَيتها تهرب بعيداً عنه قبل أن ينتزع روحها و...وقلبها المراهق...هي تعرف أن قلبها في طريق الإنحراف نحوه...إلا أنها تحكم اللجام حوله...تكبله بأوامر من عقلها السام...فهل ستقوى على التحكم به أم أنه سيضرب أوامر عقلها عرض الحائط؟!
-مليكة...ما هذا الصوت...هل يتشاجر زوجك مع أحد؟!
اجفلت مليكة على صوت ريهام المتوتر، فهزت رأسها بعدم فهم وهتفت :
-أي صوت هذا...أنا لا..
بُتِرت عبارتها عندما التقطت أذناها صوت عالٍ آتٍ من الطابق السفلي.....صوت جعلها تنتفض مكانها رعباً....لكنها تمالكت نفسها بقوة تستحق الإعجاب...ثم قفزت واقفة وهمّت بالخروج....فأمسكتها ريهام من مرفقها وهتفت بخوفٍ حقيقي :
-إلى أين ستذهبين يا مجنونة؟!
لم ترد مليكة عليها بل سحبت وشاح كبير ووضعته على شعرها بأهمال، ثم جذبت ذراعها من ريهام واتجهت إلى الباب بخطوات سريعة تزامناً مع هتافها بشجاعة :
-سأذهب إليه...ألم تسمعي صوت صراخه بالأسفل؟!
======
جالساً في غرفته يحدق بالسقف بشرود...جسده ساكن كجثة هامدة وعيناه زائغتان تعكرا بغمامة من الألم...حلقه يتحرك بصعوبة يحارب غصة مسننة تكاد تشطر حلقه نصفين....قلبه يئن وجعا وألماً من جرح بات نكأه مؤلم لدرجة الصراخ...جرح عميق سيظل يحارب كي يشفيه...
وأمام عينيه عادت ذكرى ما حدث بينه وبين مروج تتحرك ببطء متلذذة بألمه وآنات قلبه...ذكرى بغيضة ومؤلمة...ذكوى بشعار "عديم النسب"...لقب اكتسبه بحكم يُتمه....لقب لم ولن يحبه طوال حياته..لقب يراه كسكين حاده تمزق كل قطعه في كيانه....لقب يجعله يشعر بالإهانة رغم فخامة مكانته الآن....لأنه ببساطة سيظل يعاني طوال حياته...
صوت صرير باب غرفته أخرجه من شروده عنوة، فزفر مالك بسخط من ذاك المتطفل والذي هو أبنه حمزة بالتأكيد.....
شعر بجسد صغير يستلقى بجواره، ثم بكف رغم صغرها إلا أنها صفعت وجهه بقوة جعلته يصرخ بغضب معتدلاً بجسده :
-ما قلة الأدب هذه؟!....تصفع والدك!
زم حمزة شفتيه مستاءاً، ثم هز كتفيه بعدم أهتمام وهتف :
-ما بالك مشتد اليوم يا "مالك" كنت أمزح معك يا رجل؟!
شهق مالك بقوة وجحظت عيناه مشدوهاً، مالك ويا رجل لقد تعدى حمزة حدوده ويجب تأديبه، لذلك في لحظة هجم مالك عليه فصار شعر حمزة بين قبضة مالك، وذقنه بين كفه تزامناً مع صراخه الغاضب :
-أنتَ تتعدى حدودك يا ولد...أنا والدك وليس "مالك" أحترم نفسك وإلا سأقتلع شعرك الذي تتبهى به بنوعمته ولونه فتصبح أصلع....لا تقترب مني هذه الأيام كي لا ترى ما يجعلك تبلل بنطالك من الخوف...فهمت أم أقحم كلامي في رأس الفارغ هذا؟...
فغر حمزة فمه ببلاهة، وجحظت عيناه الزرقاوان بقوة مبهوتاً، جسده يرتعش وشفته تتحرك بخوف بينما مالك كان يشتعل غضباً....عيناه برقتان....وعروقه بارزة بشكلٍ جعل حمزة يرمش مرتين ويبتلع ريقه بخوفٍ حقيقي فقد بدا مالك شخصاً آخراً غير مالك الهادئ الحنون، لا يعلم بحقيقة غضبه....غضبه كان سببه ما حدث بينه وبين مروج، فجاء حمزة في الوقت الخطأ وأشعل فتيل غضبه....
سحب مالك نفساً عميقاً وترك شعر حمزة بعدما لاحظ الذعر في عينيه اللتين بدائتا في ذرف دموعهما خوفاً وذعراً من تصرفه، فرفع مالك أصابعه وتخلل بهم خصلات شعره بعنف، ثم هتف بصوت متعب وهو يربت على وجنة حمزة الباردة كالصقيع :
-لا تبكِ....لا تبكِ يا حمزة...لم أقصد أخافتك...!
زم حمزة شفتيه بقوة، ثم مسح وجهه بظاهر كفه بشيء من العنف، لكن دموعه سقطت مرة أخرى وبشكل غزير مما جعل مالك يتأوه بصوت خفيض ثم جذب عنق حمزة واحتضنه بقوة تزامناً مع همسه الأسف :
-أنا آسف....لم أقصد أخافتك....أنا...أنا فقط أشعر بالغضب ليس منكَ بل من شخصٍ لم أتوقع منه إهانتي!
وسط دموع حمزة الغزيرة عقد حاجبيه بعدم فهم، لكنه رفع ذراعه وربت على ظهر والده قائلا بصوت مذنب :
-لا يا أبي أنا من أخطأت في التمادي معكَ....بصراحة أعشق استفزازك...أنا آسف...

التوت شفتا مالك في شبه ابتسامة، ثم أبعد حمزة قليلا كي يتمكن من النظر إليه، فوجد وجهه شديد الاحمرار وشفتيه ترتشعا بشكلٍ ملحوظ، ليتنهد مالك بتعب، ثم رفع كفيه ومسح دموع حمزة برفق، وعيناه ترمقانه باسف حقيقي، لكنه هتف بصوت عادي :
-لماذا أتيت إلى غرفتي في هذا الوقت؟!...أليس هذا موعد نومك؟!

رمش حمزة بعينيه المبللتين مرتين، ثم رفع إصبعه وحك رأسه مفكراً، فرمقه مالك بعينين ضاقتا تفحصاً ومللاً، إلى أن هتف حمزة وهو يمد كفه في جيب منامته وأخرج هاتف مالك، نظر مالك إلى هتف بعدم فهم، فانفرجت شفتا حمزة وهتف بصوت شبه باكٍ :
-خذ هاتفك يا أبي...صوت رنينه كاد يصم أذناي....رنين متواصل بشكلٍ استفزني!

رفع مالك حاجبيه بتوجس، ثم جذب الهاتف من بين قبضتي ابنه، وعبثت أنامله بحثاً عن رقم المتصل، وحين وقعت عيناه على رقم المتصل، تصلبت أصابعه على شاشة الهاتف، وغارت عيناه بينما اختلج فكه عدة مرات مما وشى بقرب انفجاره، لكنه وبكل هدوء يحسد عليه هتف مداعباً وجنة حمزة بأنامل مرتعشة :
-هلا ذهبت إلى غرفتك الآن يا حمزة...وسآتِ إليكَ كي أنام بين ذراعيك!...من فضلك!
لعق حمزة شفتيه، ثم أومأ برأسه وأخفض ساقيه ليلامس الأرض، وبعدها هرول خارجاً من الغرفة وأغلق الباب خلفه بهدوء...فزفر مالك بارتباك، وأغمض عينيه بتعب، ليهمس بصوتٍ واهٍ :
-كفى كفى ألماً لم أعد أتحمل كل هذا، قلبي يحتضر وروحي تنزف، لن أتحمل!
صوت رنين هاتفه جعله يفتح عينيه ببطء مترقب، يدعو الله بتضرع بأمنية باتت شغله الشاغل، رمق رقم المتصل بعينين باردتين، وقد شحب وجهه حتى كاد يحاكي وجوه الموتى، أصبعه يتحرك بتردد، يريد إغلاق الهاتف، لكنه عاند رغبته وفتح الهاتف بملامح ممتعضة، ثم وضعه على أذنه، وهتف بفتور :
-خير....ماذا تريدين مني؟!...ألم تيأسي بعد؟!

زفرت بصوتٍ عالٍ، وهتفت بأنفعال :
-لا لم أيأس بعد يا مالك....طلبت منكَ أن آتِ إليك كي أرى الأولاد!
مالت شفتا مالك بابتسامة ساخرة، ثم هتف هازئا :
-وقولتُ لكِ أيضا لن يحدث هذا سوى على جثتي!!!...فهل أخبرك أحد بخبر موتي ؟!
كزت على أسنانها بقوة، ثم هتفت بصوت حاد مشتد :
-لَيتك تموت يا مالك....أتمناها من كل قلبي.... أريد رؤية رؤى وحمزة يا مالك...لا يحق لكَ منعي من رؤيتهما؟!...
عض مالك على زواية شفتيه بغضب، ثم هتف بصوت مرتفع صارم :
-بل لا يحق لكِ أنتِ يا عديمة الأخلاق و الأدب طلب رؤيتهما، لا يحق لكِ فكرة "الطلب" من الأساس...لأنك ببساطة لا تستحقين هذا....لن أسمح لكِ برؤيتهما!
-أذًا سأبذل قصارى جهدي كي أنتزعهما منكَ عنوة.....لن تبرد ناري منكَ إلا وهما بين ذراعي!

قالتها بصوت شرس غاضب، مما جعل مالك يضحك ضحكة شرسة بصوت عالٍ أجفلها، فأبعدت الهاتف عن أذنها حتى أنتهى من ابتسامته الفظة، لتسمع هتافه بصوت رغم خفوته إلا أنه كان حاد كنصل خنجر :
-أي نار تلك يا أستاذة....من أين لكِ بكل هذه البجاحة، ألا تمتلكين ذرة حياء...لكن أنا أقدر "تربيتك"..فلن أحملك أي خطأ....
صمت لبرهة يلتقط أنفاسه، بينما كانت هي تعض مفاصل أصابعها بقوة حتى كاد تسحقهم....منتظرة استرسال حديثه الذي أتى بارداً حد الشعور بالقشعريرة :
-لن تريهما أبدا أبدا....عيناكِ الوقحتان تلك لن تراهم أبدا...فأنتِ لا تستحقين!!!
جحظت عيناها مبهوتةً، ثم انفرجت شفتاها تهمّ بصب سيل كلماتها اللاذعة، لكن صوت صفير أخترق أذنيها كناية عن غلقه الخط في وجهها، جعلها تصرخ بوحشية ضاربةً الهاتف في الحائط أمامها، فتهشم إلى قطع مُبعثرة وسقط أرضاً لا حول له ولا قوة!

أما مالك...فقد نطق بعدة كلمات مبهمة غاضبة، ثم ألقى بالهاتف على السرير بقوة، صدره يعلو يهبط بعنف، أنفاسه لاهثة وكأنه خرج من سباق شاق للتو، عيناه متقدتان كجمرتين مشتعلتين، يجزم من يراه في هذه الحالة أنه قادرٌ على الإزهاق بروح أي شخص يقف أمامه....
سحب نفساً عميقاً، ثم حدث نفسه قائلا :
-لا بأس....لن تقوى على البحث كثيراً....سيسقط قناع المثالية ويبقى قناع الخداع والاحتيال!!
======
يتبع....


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 12:33 AM   #128

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

-كفى...كفى ضجيجاً...ماذا دهاكِ يا تمارا؟!
قالتها جود بحنقٍ أثر ثرثرة تمارا بكلمات سريعة وغير مفهومة، مما جعلها تصرخ بها بنفاذ صبر، أجفلت تمارتةا بشدة، فأرتد وجهها إلى الخلف تحاول التحكم في ثورتها، لكنها لم تقدر، فعادت وهتفت بتذمر :
-صديق ليّ سيخوض مباراة كرة قدم بعد ثلاثة أيام ويريد مني حضور المباراة....
قالت جملتها الأخيرة بخفوت تراقب رد فعل الجود التي ارتفع حاجباها توجساً، وضمت شفتيها في خط قاسٍ...بينما عيناها كانتا مظلمتين، تحدق تمارا بنظرة كانت لتردها صريعة، تحرك حلق جود ببطء ثم هتفت بصوت غريب لا يدل على خيرٍ :
-صديق لكِ....أم أنكِ أخطأتِ في التعبير والأصح أنها صديقة؟!

أسبلت تمارا جفنيها بتوتر، ثم هتفت بتلعثم :
-بلى...قصدت ما سمعتيه...
ضاقت عينا جود بشكٍ يشوبه الغضب، والتوت شفتاها بشبه ابتسامة باردة، ثم هتفت بصوت فاتر :
-منذ متى يا تمارا....منذ متى كان لديكِ أصدقاء رجال؟!...هل تظنين مني الصمت على هذا أم ماذا ؟!
ازدردت تمارا ريقها ببطء، وارتجفت شفتاها وغامت عيناها بالدموع، فزفرت جود بقوة، وهتفت بنبرة مشتدة وهي تلوح بسبابتها :
-أنا أرفض هذا التصرف الغير لائق بالمرة، لذا لن تذهبي...لا تتصرفي هذا التصرف مرة أخرى يا تمارا..

عقدت تمارا حاجبيها بشدة، وتكور فمها بغضبٍ واضح إنتقل لنبرتها :
-أنا سأذهب يا جود....لا تحاولي منعي!
بهتت ملامح جود بشكل ملحوظ، واهتزت حدقتاها، لكن تمارا لم تلحظ هذا بل أشتدت نبرتها أكثر هاتفةً :
-أنا سأذهب لأنني حرة نفسي طليقة لا تحكمني قيود بغيضة...ليس لدي أب يمنعني أو شقيق يحميني..فشقيقي أختار الهروب وتركي وحيدة عرضة لأي شيء سيء ممكن أن يتخيله.....هرب دون أن يلتفت خلفه ولو للحظة..فهل تطلبين مني التريث في تصرفاتِ....
ابتسمت جود ابتسامة غريبة، واقتربت منها بقدميها الحافيتين، هكذا أذًا....لا زال ما فعله شقيقها يؤثر عليها وعلى عقلها...تتشدق بالحرية وهي محبوسة خلف قضبان الخذلان!!!...
وقفت جود أمامها تطالعها بعينين غريبتين، فعقدت تمارا حاجبيها بعدم فهم وانفرجت شفتاها تهمّ بالسؤال لكن جود هتفت بصوت صارم مقاطعةً إياها :
-أنتِ لا تفهمين...لا تفهمين يا تمارا....بعض الأمور لا تأخذ على هذا النحو بل عليكِ التريث...ما آمرك به هو التحلي بنفسٍ عزيزة و روح شرسة تهاجم ما تتعرض لها وقبل كل هذا هو أحترامك لأصول الدين والأدب....صدقيني التهاون قد يؤدي بكِ إلى طريقٍ انحرفت له قدماي ذات يوم...وماذا الآن...أعض أصابعي ندماً وألماً!
كانت نبرتها في بداية الحديث صارمة وملامحها ثابتة لكنها تحولت إلى نبرة خافتة شاردة فبدت كهذيان، كلماتها لم تكن موجهه إلى تمارا بل كانت موجهه لنفسها...كانت تتحدث بثقة وصارمة في بادئ الأمر لكن كلماتها كانت كالحمض الذي أشعل جرحها الملتهب دون رحمة...لا زالت تعاني مما حدث لها في الماضي رغم تحولها إلى فتاة صلبة، لا تعلم شيئاً يسمى التهاون..لكن كما قالت بعض الأمور لا تأخذ على هذا النحو.....أبدا!
تراجعت تمارا للخلف دون أن تحيد بعينيها عن عيني جود، ثم هتفت وهي تهز رأسها ببطء :
-مهلا مهلا....أنا لم أقصد ما وصل لكِ......أنا أردت أن أذهب إلى هناك ليس لأجله أساسا بل سأذهب لمشاهدة المباراة ولن أذهب وحدي صديقاتي سيذهبن معي....أنا لا أفكر في هذه المواضيع....هو مجرد صديق يا جود...وإصراري على الذاهب ما هو إلا إثبات لرأي....لكن اطمئني لن أذهب وحدي ولو أردتِ الذهاب معي تعالي معي....وسأكون سعيدة جداً لو رفقتيني!

تنهدت جود بتعب، ثم رفعت أناملها وحكت جبينها بتعب قبل أن تهتف :
-سأثق بكِ تمارا...لكن آسفة لن أستطيع الذهاب معكِ لأي مكانٍ...
عقدت تمارا حاجبيها بعدم فهم، ثم هتفت بتساؤل :
-لماذا؟!
هزت جود كتفيها ببساطة، وهتفت وهي تغمض عينيها بقوة :
-لأنني أفضل الجلوس في الشقة يوم العطلة...لذا لن أستطيع الخروج معك....
أومأت تمارا برأسها، ثم طبعت قبلة سريعة على وجنة جودx وهتفت بسرعة قبل خروجها :
-آسفة على إثارة غضبك حبيبتي...
ابتسمت جود رغماً عنها، ثم تحركت قدماها نحو غرقتها علها تشعر بالراحة..راحة رحلت منذ زمن لتبقى هي أسيرة القلق والتعب والإرهاق!
======
جالساً في سيارته يحدق في الطريق بعينين غائرتين، أصابعه تنقر بلحنٍ رتيب على المقود نقرات تتسارع ثم تنخفض حد السكون، أفكاره تجذبه قسراً فيقبل هو صاغراً دون أي مقاومة وكأنه يتلذذ بتعذيب نفسه إلا يكفيه تعذيب من حوله، يحارب من جهات مختلفة كل جهه لها مكانة في قلبه سواء كانت كره أو حب...يحارب بإستماته دون اللجوء للراحة....حروبه لا تتوقف و روحه لا تشفى....تنزف ألما وتبكي ندماً....قيود كثيرة تكبله فبات الخلاص منهم مستحيلاً، روحه مثقلة بالاوجاع وقلبه هامد لا يبدي أي رد فعل سوى لها....لمن ملكته منذ سنوات...ملكته دون أن تشعر وجرحته بكل وعيها..جرحته دون أن يرف لها جفن...وكأنه رجلٌ لا يعرف طعم الجرح...و...وكأنه تمثال من حجر تقذفه بجمودها ونفورها دون أن تهتم بشروخ قد تترك في روحه آثراً لا يزول سوى بموته!!!

تنهيدة كبيرة خرجت من بين شفتيه محملة بالألم والتعب، وذكرى ما حدث بالأمس تداهمه بقوة جعلته يلبي ندائها لتتحرك أمام عينيه الغائرتين مرة أخرى...

لا يعلم كيف نظر لها بعينين متسعتين صدمة بعد عبارتها القاتلة "أنتَ وقح، وما فعلته جعلني أشعر بنفوري نحوك يتزايد أكثر وأكثر...لديك موهبة عالية في انتهاك ما لا يحق لكَ!!!..."
عبارة لم تكن قاسية إلى هذا الحد لكن أخرها كان قاسي حد الألم"لديك موهبة عالية في انتهاك ما لا يحق لكَ!!!..." عن أي موهبة تتحدث وعن أي انتهاك تتكلم...لماذا تتعامل معه وكأنه مغتصب يريد أخذ منها ما لا يستحقه عنوة...هو ليس مغتصباً بل هو زوجها ويحق له ما يفعله وأكثر....كيف تلقي على مسامعه هذا الاتهام الصريح دون أن تحكم عقلها...تتهمه بأنه مغتصب صراحةً دون أن يرف لها جفن، تعقد ساعديها وترمقه بنظرات متحدية وكأن الوضع تبدل...
ظل سليم يرمقها مبهوتاً بينما هي تحدجه ببجاحة دون أن تحيد بعينيها عن عينيه...تتظاهر بالصلابة وهي تشعر بالجبن والخوف يجثمان على صدرها بقوة كادت تزهق بأنفاسها، تريد الربح بنقطة لصالحها، تريد الإنتصار ولو للحظة لحظة تشعر بها بالتشفي...ويتراقص عقلها على لحن الفوز، لكن كل أمنياتها ضاعت هدراً وهي تشعر بذراع سليم يلتف حول خصرها مرة أخرى بقوة، ليجذبها نحوه بشيء من العنف، ثم مال نحوها فأغمضت عينيها تلقائياً، لكنه همس بصوت الأجش في أذنها :
-أنتِ قبيحة...قبيحة بشكلٍ يثير للشفقة على قباحتك و جُبنك...أنتِ قبيحة بدرجة لم أتوقعها....لا أعلم كيف اتمالك نفسي أمامك كي لا أضرك وأنتِ ببساطة تستحقين سحق رأسك تحت حذائي...أهذا ما تريدين....إهانة مماثلة لأهانتك ليّ وكأن صمتِ بطاقة السماح لكِ بالتمادي...أحذري فأنا لستُ ملاكاً أحذري غضبي يا زوجتي العزيزة لأنك لن تتحمليه...

كلماته كانت قاسية عليها، كلماته كانت باردة تكاد يقشعر جسدها...عيناه كانتا باردتين....وكأنهما فقدا شغفهما الثائر الذي ظهر في عينيه أثناء ثورته، لا تعلم كيف تمالكت نفسها كي لا تشهق بصوت عالٍ من إهانته وكلماته الناحرة...لم تشعر بسقوط دمعتين باردتين على وجهها الشاحب حتى حاكى وجوه الموتى، لم تشعر سوى بدفعته العنيفة لها كي يبعدها عنه كالمحموم...دفعته لها كانت مختلفه عن دفعته الأولى...دفعته الأولى كان شغفاً شعر به وهو يلتهم شفتيها....لكن دفعته الثانية كانت رفضاً صارحاً لها....وكأنه تحول لشخصٍ أخر والفضل يعود لها..!!
انتفضت شاهقة على صوت صفق الباب بقوة كادت تصم أذنيها، نظرت إلى الباب بعينين دامعتين، تشعر بنار الإهانة تحرق جنابات روحها، تشعر بالحقد نحوه جراء إهانته وكأن الإهانة محرمة عليه..ومتاحة لها؟!

عاد من شروده عندما وجد نفسه أمام باب القصر، فزفر بحنق ثم أوقف السيارة وترجل منها بملامح مكفهرة باردة...أغلق باب السيارة بشيء من العنف متأففاً بعصبية سببها كل ما يحيط به من كائنات يتسابق كل شخص فيهم في جرحه....وأخرهم مروان...زفر مرة أخرى ثم فتح الباب الرئيسي للقصر و أغلقه خلفه بعنف، تقدم نحو السلم....لكن صوت ما صدح من خلفه جعله يقف مكانه دون أن يلتفت....فاقترب منه صاحب الصوت بحركات تعمد أن تكون بطيئة كي يثير أهتمامه لكن سليم لم يهتم سوى بغضبه الآن...وقف صاحب الصوت خلفه...وهتف بصوت بارد :
-اهلا بحفيدي المطيع الشهم!
أغمض سليم عينيه بنفاذ صبر، وحك فكه بملل محدثاً نفسه "هذا ما كان ينقصني، استفزاز سالم وبروده....ماذا يريد مني هو الآخر"....سحب سليم نفساً عميقاً، ثم فتح عينيه والتفت إلى سالم بملامح متبلدة، يرمق سالم بنظرات تكاد تخترق جسده من قوتها، لكن سالم لم بهتم بكل هذا بل أقترب منه أكثر متابعاً :
-لم يكن هذا ظني بكَ أبدًا...منذ صغرك وأنا اتشدق بذكائك الغريب...ذكاؤك الغريب هذا الذي استخدمته في محاربتي لكنك وببساطة تصرفت بمنتهى الغباء، فانكشفت أوراقك ليّ وربحت نقطة إضافية!

ضاقت عينا سليم بعدم فهم، وارتفع حاجبه بتوجس، يشعر برائحة غير مُبشرة بالمرة، حدسه يخبره أن ما سيقوله سالم لن يرضيه بالمرة، وبالفعل حين تكلم سالم شعر سليم ببروده تسري على طول عموده الفقري :
-كنتَ أعلم مكان الطفلة التائهة، فكرت في جلبها إلى هنا ومساومة مروان كي يأتي هو ويبقى هنا معنا في قصر الأميرية....لكن حين اطلت التفكير بالأمر...وجدت أن تلك الطفلة ستكون الطُعم لكَ ولمروان...وبالفعل حين ذهبت أنتَ كي تأخد الطفلة دون أي محاولات للتخفي....كلفت من راقبك وعلم مكان مروان ومن معه!

تسمّر سليم مكانه وارتفعت ضربات قلبه بحنون، يشعر وكأن دلو من الماء البارد قد سُكِب على طول ظهره..فشعر بالبرود تسري بجسده مناقضة تصبب حبات العرق على جبينه، بينما سالم كان ينظر له بعينين خبيثتين متفحصتين، يراقب كل رد فعل يصدر من سليم كي يزيده تلذذاً، لم يتمالك سليم نفسه أكثر فصرخ بعصبية :
-ماذا فعلت به؟؟
وبعد صرخته عم الصمت المريع بينهما وسليم لا يزال على حالته منتظراً إجابته بعينين متقدتين غضباً، وبعد لحظة هتف سالم مقاطعاً هذا الصمت الثقيل :
-لم أفعل به أي شيءٍ!

تنهيدة خافتة خرجت من بين شفتي سليم، لكن سالم تابع بصوت قاسٍ :
-حتى الآن فما فعلته يعتبر جزءاً ضئيلاً...
عند هذه اللحظة لم يتمالك سليم نفسه فصرخ بقوة أجفلت سالم، ليتراجع خطوتين إلى الخلف :
-أنتَ أنتَ..مما صنعت....أجبني من أي شيء صُنِعت....أنا سئمتك....ماذا فعلت بمروان....أجبني ماذا فعلت به يا سالم!
رغم أن سالم كان يطالعه بعينين باردتين إلا أن سليم لاحظ اختلاج شفتيه، فتابع بصوت أشد قسوة وغضباً :
-ماذا فعلت به يا سالم لا تفقدني أعصابي!
كان جسد سليم ينتفض غضباً، عيناه اشتعلتا بنار هوجاء و قبضتاه مضمومتان بقوة حتى أبيضت مفاصلهما، بينما سالم انفرجت شفتاه الغليظتان وهمّ بالتحدث، لكن ظهور شخصاً ما خلف سليم أسكته، فعقد سليم حاجبيه بعدم فهم وهو يلاحظ تحديق سالم في شيء ما خلف ظهره...فالتفت سليم ببطءٍ حتى لاحظ وقوفها خلفه مباشرة تقلب عينيها بينهما بملامح عادية أقرب للبرودة، ليقترب سليم منها بملامح خطيرة وهتف من بين أسنانه هامساً :
-ماذا تفعلين هنا...يا زوجتي؟!
لم ترد مليكة عليه بل رمقته بنظرة غريبة، ثم انفرجت شفتاها وهتفت وهي تنظر إلى سالم بحقد ظاهر :
-سمعت صوت صراخكما من غرفتي...هل أنتم أطفال ؟!...
كز سليم.على أسنانه بغيظ، واشتعلت عيناه أكثر، فهمّ بدفعها نحو السلم كي ترحل، لكن سالم سبقه وهتف بصوت عالٍ قاسٍ، محدجاً إياها بقوة :
-وما شأنك أنتِ يا سليطة اللسان...عديمة الأدب صحيح...
وللمرة الثانية انفرجت شفتا سليم يهمّ بالصراخ في وجههما، لكن هذه المرة سبقته مليكة وصرخت بقوة ودون وعي منها تشبثت بمعصم سليم وكأنها تطلب الدعم منه، فتشنج جسده واهتزت حدقتاه :
-لا تشتمني.....لا تشتمني...ماذا فعلت لكَ؟!
كز سالم على أسنانه بقوة، ثم أقترب منها صارخاً بوجهها :
-لم تفعلي يا ابنة أمك....أنا من س...
-أصمتا أنتما الاثنان حالاً..
صرخ بها سليم بعدما فقط زمام أموره، بينما ذراعه الآخر جذب مليكة ليوقفها خلف ظهره مباشرةً يحميها من بطش سالم، فنظر سالم لهما بعينين شرستين غاضبتين، وهتف مشيراً بسابته نحو مليكة :
-عديمة الأدب ولا أحبك....قبيحة كأمك!
قبيحة...قبيحة
مرتين...سمعتها مرتين دون أن يرف لصاحبها جفن، سمعتها مرتين وفي كل مرة تشعر بنار الإهانة تقتل روحها، أطرقت برأسها بخزي، وتشبثت أكثر بسليم الذي كان يرمقها مختلساً يعلم ما يدور برأسها الآن لكن ما اوجعه هاتان الدمعتان المنسدلتان علپ وجنتيها، زفر دون صوت ثم عاد بنظرة إلى سالم وهتف بصوت مشتد :
-لا شأن لكَ بها يا سالم...هل سمعت؟!...لا شأن لكَ بها...
كانت عيناه متقدتين، وعروق جبينه وعنقه بارزة مما وشى بقرب انفجاره...فتراجع سالم قليلا ليهتف بخبث :
-لا تنسى البحث عن مروان ومن معه!
ثم رحل دون أن يضيف كلمة أخرى، فتيبست أنامل سليم الممسكة بمليكة، وأختلج فكه بخوفٍ حقيقي، فلم تختر مليكة سوى هذه اللحظة لتهتف بصوت باكٍ :
-هل هذا ما قدرت عليه..."لا شأن لكَ بها" كيف سمحت له بشتمي؟!..لماذا وقفت كالصنم لا تتحدث.....أجبني يا سليم أجبني....
زم سليم شفتيه بقوة وزاد من ضم قبضته الحرة محاولاً بشتى الطرق كظم انفعاله لكنها أردفت ضاربةً إياه في صدره :
-تكلم....أجبني....لماذا تركته؟!....نعتني بالقبيحة أمامك كيف صمت على إهانته!
نظر سليم لها بعينين مرهقتين يرمقها بنظرات مرهقة، فصمتت مبتلعة كلماتها، بينما سليم أبتعد عنها، ثم أطرق برأسه وهتف بصوت واهٍ وقد تهدلت كتفاه:
-أنا تعبت، تعبت منكم ومن نفسي....تعبت!!....صراع صراع والمطلوب مني التصدي لك هذا حمايتك وحماية مروان وحماية أناس كثيرة..وماذا عنّي.. ألم تترأفوا بي؟؟..
جحظت عينا مليكة المبللتين مشدوهةً، وصدرت منها شهقة صغيرة كتمتها بكفها، ترمقه بعدم تصديق ، لكن صدمتها لم تدم طويلا، فقد تحرك سليم من أمامها خارجاً من القصر مرة أخرى....خرج بسرعة كبيرة وصفق باب القصر خلفه بقوة أرتج الباب لأجلها، فانتفضت مليكة شاهقة بفزع، لكن صدمتها كانت أقوى...صدمتها من حديثه ومن شعور غريب بدا يداعبها بمراوغة!
======

======
-عمها حرر محضراً ضدكما بتهمة الخطف...فأمها ليست مؤهلة لتربيتها لأنها تعاني من اضطراب نفسي....وبحكم أنها خطيبة ذاك الرجل شقيق زوجها..فوجدك معها في شقة بمفردكنا لن يكون منصفاً لكما....
أمتقع وجه مروان، وأهتزت حدقتاه، بينما تيبست أنامله الممسكة بالباب، كلمات الضابط تدوي في أذنيه مرة تلو الأخرى، عقله وقف عن العمل وحدسه يخبره بثمة شيء ما خاطئة، لكن شروده سمح لهم بدفعه عن الباب بشيء من القوة، فارتد إلي الخلف واصطدم رأسه بالباب بقوة، مما جعله يتأوه بألم، لكنه لم يأبه لنفسه بل اعتدل بسرعة وركض نحو صبا المتسمرة مكانها جسدها يرتجف بشكلٍ مثير للشفقة، دموعها تكاد تبتلع وجهها، وذراعاها ملتفان حول أبنتها بقوة غريبة، تراجعت إلى الخلف بذعر ووجل تهز رأسها برفض، بينما هاني أندفع نحوها بملامح شيطانية، وحين وقف أمامها جذبها من مرفقها بقوة وصرخ بغضب :
-فاجرة عديمة تربية....ماذا تفعلين في شقة رجل غريب...
نظر مروان له بعينين مشتعلتين، وملامح متحفزة، وحين وقف أمامهما، صرخ بغضب جاذباً مرفق صبا منه :
-لا تلمسها بيدك يا حقير!
زمجر هاني بغضب، وأطلق سبه بذيئه جعلت مروان يرفع كفه ينوي لكمه وقد تمكن الغضب منه، لكن تدخل الضابط بهتافه الصارم منعه :
-كفى شجاراً أنتما الاثنان أمامي....ما هذا الجنون!
لهث مروان بعنف، يرمق هاني شزراً، فبادله هاني النظرة بأخرى دون الاهتمام بتلك التي تكاد تسقط خوفاً ورعباً مما يحدث تشعر بقدميها كالإسفنج الرخوط ترتجف بقوة، وتبكي بصمت ترتعش بشكلٍ مثير للشفقة، بينما جميلة صرخت بفزع من أصوات الضوضاء حولها، وحين لاحظ مروان حالتها همّ بتهدئها لكن صوت الضابط عصف أمراً أمين الشرطة :
-هيا أجذبهما وقيد كفهما...
أومأ الأمين بفهم واقترب منهم، فصرخت صبا بقوةx وحاولت الهروب منهم، لكن هاني أسرع خلفها وأمسكها من خصرها بقوة صارخاً بوجهها :
-كفى يا فاجرة...تريدين الهروب!
نظر مروان إلى ذراع هاني الملتف حول خصر صبا، فشعر بنار حارقة تنهش بصدره، ليصرخ بقوة محاولاً تخليص كفه من القيد الحديدي :
-أبعد يدك عنها...لا تلمسها!
أغمض الضابط عينيه بنفاذ صبر، ثم أقترب من هاني وجذب صبا منه فيما جذب هاني جميلة بعنفٍ جعلها تصرخ بقوة مطالبة بأبنتها، لكن هاني أندفع بها نحو الخارج وسط صراخ صبا المنهار بحالة مزرية، فقد احمرت عيناها وتشققت شفتاها، بينما وجهها ازاد شحوباً كالموتى، وجسدها يرتعد بقوة حتى كادت تسقط أرضاً، تشعر بالخوف يسيطر على قلبها فكاد يقتله، بينما مروان كان يصرخ بغضب أسود لم ترَه منه من قبل لكن الموقف كله لا يتحمل التأمل بل الجو عبارة عن حرب هوجاء بين قلب أم يحتضر، و رجل يشعر بنار حارقة تنهش بصدره وكأن ما يحدث ينتهك ما يخصه!!

نظر الضابط لهما بوجوم، بعدما أحكم القيد الحديدي حول كف صبا ومروان معاً، ثم أشار لهما وإلى الأمين قائلا :
-تحركا...هيا...
جذبهم الأمين بعنف، فتعثرت صبا بجسدها الواهن، ليسندها مروان بذراعه الآخر، صارخاً بغضب :
-مهلا عليها....هل تجر بهائم؟!
زجرة الأمين بقوة، ثم هتف بازدراء لكماً مروان في كتفه :
-بل مهلا على نفسك أنتَ يا حساس...رجل عديم الحياء!
كز مروان على أسنانه حتى كاد يسحقها، يتمنى إحراق ما حوله فغضبه فاق حدوده....بينما صبا كانت تتحرك بجسد يترنح تبكي بعنف وصوت شهقاتها يعلو شيئاً فشيء....تشعر بالقهر يجثم على صدرها، تشعر وكأن قلبها تعتصره قبضه باردة تكاد تسحقه بين أصابعها، تشعر بالذل والقهر والفقد.....وبالرغم من بكائها العنيف إلا أنها استطاعت سماع همسه الخشن :
-لا تبكِ!!!
======
انتهى الفصل السابع يا قمرات...قراءة سعيدة💙فضلا شاركوني برأيكم💙


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 01:27 AM   #129

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile23

مليكة وغباء مليكة
وغباء وخظ صبا الاغبر
مروج
ااولاد مالك اولادها يعنى هل هم انفصلو
سالم الله يهدك ياحقير
شمس
نهاية سعيد سعيدة ماتت قبل النهاية 😭😭😭😭


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 01:37 AM   #130

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
مليكة وغباء مليكة
وغباء وخظ صبا الاغبر
مروج
ااولاد مالك اولادها يعنى هل هم انفصلو
سالم الله يهدك ياحقير
شمس
نهاية سعيد سعيدة ماتت قبل النهاية 😭😭😭😭
الشخصية صاحبة الحديث المتبادل إنها وبين مالك شخصية جديدة خالص...❤تسلمي يا قمراية على تشجيعك وتقديرك❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.