آخر 10 مشاركات
بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          عشق السلاطين(1) *متميزة ومكتملة *.. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-20, 01:42 AM   #111

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shosho55 مشاهدة المشاركة
يا ختاااي لمي لسانك يا بت يا ملييكة
تسلم ايدك الفصل جميل😍
الله يسلمك يا سكرة...❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-20, 01:44 AM   #112

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء 😂

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shosho55 مشاهدة المشاركة
الفصل جميل كالعادة ملييييكة غبية وهتستمر بغيائها رائف يا روحي عليه وعلي حنيته😭😍تسلم ايدك😍
😂عندنا اتنين أيقونة غباء ❤❤يسلملي النشيط بتعلقاته ❤منوراني يا جميلة❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 10:55 AM   #113

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 12:15 AM   #114

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

اسفة يا قمرات على التأخير الفصل فيه مشكلة وأنا بحاول احلها دقائق وينزل أسفه أسفه جدا

شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 12:40 AM   #115

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

للحظة شعرت بأن لسانها لُجِمَ ودموعها توقفت وكأنها تشاركها في صدمتها، اختلج فكها وزاغت عيناها بعيدا عن عينيه الحمراوين المرهقتين وكأنها تهرب من ذنبها....عضت على شفتيها بقوة تمنع صوت شهقتها، ثم نظرت من شق النافذة تتأمل اللاشيء..تشعر بقلبها يترنح بين ضلوعها ذبيحا باكياً مجروحاً...فبات ألمها يستنزف كل قواها...
أقترب رائف منها وملامحه تعتريها الشفقة الممتزحة بالعتاب... كل خطوه يخطوها نحوها يدوي صوتها بأهانتها...فيهز رأسه بقوة كي يحارب ألمه وجرحه منها حتى لو كان مؤقتاً....وقف أمامها ينظر لها من علو...يجول بعينيه على ملامح وجهها وارتجافها الهستري، فزم شفتيه وجلس بجانبها ممداً ساقاه...عاقداً ساعديه....والعبوس يحتل ملامحه...ظل الصمت مسيطراً بحدة في الغرفة كسكين حاد يمزق روح كلٌ منهما، إلى أن تنهد رائف بقوة ثم همس بخفوت :
-أنا وأنتِ بداخلنا جروح عميقة..لكن جرحي يختلف عن جرحك بل لا يوجد وجه مقارنة من الأساس...لكن لماذا تبكين بسبب نذل مثله...؟!!...أعلم بأنه جرحك بطريقة قتلت قلبك.....لكن البكاء لا يدل سوى على أن جرحك لا يزال حياً؟!

أغمضت عينيها تحاول التحكم في دموعها لكنها لم تقوَ فانفجرت ومعها انفجر انهيارها، لتصرخ بقوة وجسدها يهتز انفعالا :
-أنا سأموت...سأموت يا رائف...أشعر بقلبي يصرخ بدلا مني..أشعر وكأن سكين غدره لا تزال في ظهري....أتعلم بأنني أشعر بأختناق أنفاسي...أنا لا أستطيع أن اكرهه ولا أستطيع أن أحبه..قلبي عالقاً بين الماضي والحاضر....عالق بين جرح وصفح....كان مجبراً..لكن ما ذنبي أنا ما ذنبي!
اهتزت حدقتاه وهو يراها لأول مرة منهارة بهذا الشكل أمامه...وجهها شاحب يشارك روحها ألماً، عيناها تحاكيان آلاف القصص المؤلمة...شفتاها تشققتا وقد فقدا ورديتهما بشكلٍ آثار تعاطفة...
اقترب منها يحاول السيطرة على انهيارها لكنها استرسلت صراخها وكأنها انفجرت....انفجرت عندما أتى بقدميه إلى بيتهم كي يزيد عذابها وقهرها :
-أنا أريد أن أنتقم منه...أريد أن أراه يحترق أمامي وأنا ابتسم بظفر...لكن قلبي اللعين لن يتحمل...فلماذا فعل بي هذا...لانه لا يحبني يا رائف... لا يحبني فجرحني دون أن يرف له جفن...جرحني في غمضة عين!

لعق رائف شفتيه..وربت على ظهرها بحنان كي تهدأ...وجهه يعتريه الحزن..لكن هذه المرة لأجلها فقط، احتضن رأسها ضاماً إياه إلى صدره..وهتف بإصرار :
-لا زال العُمر أمامك يا صغيرة...مالك كان ماضي لا يتوجب عليكِ نبشه...بل يجب عليكِ الأقدام إلى الأمام دون أن تلتفتِ خلفك....
استكانت بين أحضانه على غير عادتها....رائف دائما يعاملها بجفاف فنمت أشجار جفافهاx نحوه، لأول مرة تشعر بأن رائف يكن حب أخوي صادق، فلم تكن هي سوى نصل حاد مزق روحه وزاد شعوره بالنقص أكثر وأكثر...اغمضت عينيها مرة أخرى..وبدأت ثورتها تتراجع وهو يربت على ظهرها برفق مسنداً ذقنه إلى رأسها...
هتف مبتسماً ابتسامة باهتةً :
-لا تحزني يا صغيرة..الحياة عبارة عن دورس منا من يتعلمها ويمدي نحو الإمام..ومنا من يشعر بالجرح وينظر إلى الماضي...فانغرست قدماه في وحل الماضي....وبات خروحه منه مستحيلا...فتذبل روحه ويشيب قلبه!!!....
كل كلمة خرجت من بين شفتيه كانت تقطر صدقاً والماً....لم يفوتها ارتعاش كفاه...ولا تذبذب نبرته..فعلمت أنه يواسيها ويواسي نفسه....
صمت دون أن يتابع حديثه...فهدأت قليلا...وتوقفت دموعها...لترفع عينيها له وتهمس بصوت واهٍ عاقدة حاجبيها :
-لماذا ترتدي هذه السترة الثقلية أنتَ لا تتحمل أي شيء ثقيل على جسدك...ولِمَ تخفي ذراعيك!

تجمدت ملامحه وتيبست شفتاه، فسؤالها كان يضفي الحمض على جرحه الملتهب...
دااهمه شعوره بالنقص مرة خرى وانغرست ابتسامة جامدة دون أن تصل إلى عينيه جعلت مروج تدرك ما تفوهت به بغباء، هز رائف رأسه بلا معنى وهتف بشرود :
-أخفيه لأنه قراري يا مروج...سأظل أرتدي ما يخفي تشوه يدي...كي لا ينكأ أي أحدٍ جرح قلبي...فأنا لم أعد أتحمل...والتنمر أسوء شيء يشعر به الإنسان يشبه السُم...يتمكن من روحك حتى يقتلها بشعور النقص!

فغرت فمها مشدوهة من مدى جرحه...فابتعدت عنه
بملامح شديدة الألم والذهول...أناملها ترتجف وفكها يتحرك دون كلام وكأنها تريد الاعتذار... لكن رائف إستقام واقفاً..ثم عدل سترته مخفضاً إياها إلى الأسفل ونظر إلى ذراعه المخفي وكأن ما فعله هو أنسب حل...ثم هتف وهو يتحرك بخطى متئدة :
-مروج...أعلم بأن تعاملي معكِ جاف...لكن لا أريد أن أراكِ حزينة رغم ما فعلتيه بي....وأنا سأكون كاذباً لو قولت لكِ سامحتك...أنا لست مثالياً إلى هذه الدرجة فنحن بشر!!!!!!
نظرت له بعينين بدأتا في ذرف الدموع مرة أخرى ندماً والماً..فأبتسم رائف لها ابتسامة صغيرة سرعان ما اختفت بعدما غلق الباب خلفه........فسيطر الألم والجرح على ملامحه!!!
فيما همست مروج لنفسها وكأنها تهذي :
-نعم نحن بشر..فالطباع تسيطر علينا...وأنا أشعر بأن التمرد هو أقوى سلاح امتلكه...!!!!!
======
جالساً على المقعد مشبكاً أصابعه على سطح الطاولة...يحدق في سقف المطبخ ويهز رأسه دون معنى...تزامناً مع تحرك ساقه على الأرض بنغمات رتيبة....لا يعلم كم ساعة مرت وهو جالس نفس الجلسة دون أن يتحرك خوفاً من مضايقتها وخجلا لا يعلم سببه من الأساس!
بصراحة...هو يرى نفسه مخبولا في تصرفاته معها... عبارة عن رجل غريب ساعد امرأة أغرب وتهور كي ينتهي به الأمر هنا....في مكانٍ من المفترض يحتمي فيه من سالم وقسوته...
وآه لو يقبل بحكم عقله في الظهور ومواجهة سالم وجهاً لوجه فهو تربى على الشجاعة والمروءة....والغريب أنه يسأل نفسه هل يوجد رجل كسالم يكره أحفاده بهذا الشكل...هلx مصنوع من شر أم أن هناك سببا قويا!!
رغم علمه بأن سالم جبروت منذ زمن طويل....قاسٍ يبطش بأي من يقف في طريقة...فكانت النتيجة سقوط والده نتيجة لبطشه؟!!!!!!
هو يعلم أن عيناه الخضروان ورثهما من أمه...كما يعلم أنه يشبه والده بطريقة غريبة....وكأنه مات تاركاً خلفه نسخة أخرى مع أختلاف بعض الصفات الطفيفة!!

تنهد مروان تنهيدة طويلة بطيئة...ثم حك فكه بملل...ماذا سيفعل الآن....وقلقه يزداد أكثر على والدته...كم مرة خانته أنامله نحو هاتفه كي يتصل بيها ليطمئن عليها..لكنها حتما ستكتشف كذبته عليها....فسيضطر لأخبارها بالحقيقة وقتها ستموت خوفاً عليه؟!!!!!
تنهد مرة أخرى بقوة يحاول مداهمة حدسه الذي يحثه على الإتصال بها....زم شفتيه بقوة فبدا كخط مستقيم حاد، امتدت أنامله إلى هاتفه ممتثلاً لرغبته لكن هاتفهx فاجئة برنينه واسم "سليم" يتراقص على شاشة الهاتف...فرفع حاجبيه بسرعة وهتف بذهول :
-لا ليس معقولا....يبدو أنه يراقبني!.....
زفر بقوة...ثم فتح الإتصال وهمّ بالتحدث لكن صوت سليم جاء صارماً آمراً :
-أفتح الباب يا كروان!!
ضافت عينا مروان بشكٍ...ثم لوح بسبابته محذراً وكأن سليم يقف أمامه :
-كم مرة قولتُ لكَ لا تناديني بكروان؟!!!!....أنا لا أرى أي صفة في تجعلك تقول هذا!!
كز سليم على أسنانه بغيظ كاظماً غضبه بشق الأنفس كي لا يصرخ فيه فينتفض ذاك الكائن الصغير المستكين بين أحضانه....ملاك يجذب النظر ويخطف القلب..نظر سليم لها مبتسما ثم هتف بفظاظة :
-لا شأن لكَ يا أبني...أفتح الباب قبل أن أكسره وافضح ما تفعله بالداخل!!

فهم مروان ما يقصده سليم، فهز رأسه رافضاً ناهراً إياه دون أن يلاحظ تشنج عضلة فكه :
-أحترم نفسك يا وقح، لا تمزح!
التوت شفتا سليم بشبه أبتسامة...ثم هتف دون أن يفقد هدوءه :
-مروان أفتح الباب أنا اقف بالخارج ومعيّ ما أتيت له إلى هنا دون ذرة تعقل....
قفز مروان من على مقعده بقوة، فاهتزت الطاولة بقوة، وأهتزت حدقتاه خوفاً من شيءٍ لا يعرفه من الأساس!
فهتف بصوت مرتعش :
-هل...تقصد أنك وجدت أبنة صبا!
زفر سليم دون صوت...ثم هز كتفيه هاتفاً ببساطة يشوبها التوجس من نبرة مروان المرتعشة :
-نعم...وجدتها فأتيت بها إليكما على الفور.....ألن تفتح ليّ الباب...أم آخذ الجميلة الصغيرة وأرحل بها...بصراحة أتمنى ذلك!!
لم يدرك مروان بأن قدميه تحركتا بالفعل متجهاً إلى الباب...وقلبه يخفق بطريقة غريبة حتى كادت صوتها يخترق أذنيه....ألقى نظرة عابرة على صبا وهي منكمشة على نفسها في وضع الجنين...ملابسها مضبوطة ولا يوجد أي خلل...حجابها محكم حول رأسها...تنهد براحة مشوبة بألم يتراقص في حدقيته...ألم غريب...
وصل إلى الباب..ثم فتحه بأطراف ترتعش ارتعاشاً....فظهر سليم أمامه بملامح ثابتة، انتقلت عيناه تلقائيا إلى الصغيرة التي يحملها سليم برفق يهزها بهدوء كي لا تستيقظ...تعلقت عيناه بها...وطافت غمامة من الدموع بهما...وأختلجت عضلة فكه بشعور قاتل..نظر سليم له بطرف عينيه وقد أنار المصباح في عقله وعرف سبب فوضى المشاعر هذا...لذلك لعق شفتيه ثم مال بوجهه مقبلاً وجنة الصغيرة المكتنزة...وهتف بنبرة يشوبها التعاطف :
-ها هي الجميلة صاحبة الإبتسامة الآسرة...طوال الطريق تضحك لي فتظهر غمزتاها....تصفق بكفيها بطريقة جعلتني أود اختطافها...لا أعلم كيف أقدمت أمها على هذا الفعل بهذه المخلوقة الجميلة!!

طافت شبه ابتسامة على شفتي مروان..وهتف بتحشرج :
-أيقونة الغباء..فماذا تنتظر منها؟!
صمت قليلا مراقباً مداعبات سليم للصغيرة....فانقبض قلبه...ليهتف بتهدج :
-هلا اعطتني إياها يا سليم...
رفع سليم رأسه بهدوء...ثم أومأ برأسه وبعدها مد ذراعيه نحوه بالصغيرة....ازدرد مروان ريقه محاربا غصه مسننه احتلت حلقه...ثم جذب الصغيرة من سليم برفق..ونظر لها بعينين غريبتين....قربها منه ممسكاً بذراعها المكتنز...ورغماً عنه ابتسم في غمرة حزنه الغريب....فالتوت شفتا سليم بابتسامة مشفقة وهتف :
-أنتَ ضعيف القلب يا مروان ... بارع في صب حنانك...لكن صب غضبك يعد الحكم بالموت على من آثاره....
هز مروان رأسه مؤيدا وعيناه لا تحيلان من على وجه الطفلة التي بدأت ترفرف اهدابها...تتثأب بطريقة جعلته يبتسم مرة أخرى..لكن صوت سليم أخرجه من تأمله :
-أنا سأرحل يا مروان...فقط أريدك أن تتجنب الخروج... قريباً جداً سأستطيع تهريبك من هنا...فسالم يعمل جاهدا كي يصل لكَ...وعلى حسب معلوماتي فقد علم سبب وجودك هنا..وهذا غير مُبشر يا مروان...وأنا أشعر بالخوف عليكَ...لَيتك تخليت عن شهماتك يا مروان...!
أسبل مروان جفنيه ناظراً بطرف عينيه إلى سليم نظرة خاطفة...ثم عاد بنظره إلى الصغيرة التي فتحت عينيها الواسعتين تحدق فيه عاقدة حاجبيها لأول وهلة ثم سرعان ما ابتسمت ابتسامة آسرة مصفقة بكفيها بطريقة جعلت شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه الحدتين...زفر ببطئ..ثم نظر إلى سليم الذي كان ينظر له بعينين ثاقبتين يراقب كل حركه تصدر منه دون أن يغفلها....فعتف مروان مهدهداً الصغيرة برفق :
-متى سأعود إلى مدينتي؟!...أنا أخشى أن تمرض أمي جراء اختفائي!
أرتفع حاجبا سليم مصطنعاً الدهشة...ثم هز رأسه ساخراً وهتف :
-الآن يا مروان...الآن تفكر فيها يا شهم؟!!....فكرت فيها بعدما غاصت قدماك في جبروت سالم...يا لكَ من ساذج نرجسي....
صمت سليم ناظراً إلى مروان بغضبٍ مكتوم...فزم مروان شفتيه بارتباك واشاح بوجهه بعيداً...ليردف سليم بجدية. تامة :
-مروان..أحذر من أتت معكَ....فعلى حسب علمي...بأن سالم بحث ورآها وأمسك بطرف الخيط!...لا أعلم ولا أريد أن أعلم من أين أتت..لكن لو كانت وسلية لأذيتك..أقسم بالله...لن تراها مرة أخرى ولن يعلم أحد مكانها!!...هل سمعت أم أقحم كلامي في رأسك الصلب هذا!

عقد مروان حاجبيه مستاءاً، فلم يشعر بنفسه وهو يهتف مدافعاً بشراسة :
-عمن تتحدث؟!..صبا التي أقدمت على الانتحار لبؤسها...؟!...بالله عليكَ كيف سيستغلها سالم ويستغل ما يخصها ضدي...وحتى لو فعل...أنا لن أترك امرأة أعرف إنها ضعيفة حد الإنهيار!...فهذا ما تربيت عليه!
فغر سليم فمه مشدوهاً من نبرة مروان وملامحه المتحفزة، وضاقت عيناه مراقباً تحرك حلقه بصعوبة... لكن مروان تابع بسخرية غير مقصودة :
-يبدو أن جلوسك مع سالم أكسبك بعضاً من النذالة والبرود...

جحظت عينا سليم مبهوتاً، فأخرج كفيه من جيبي بنطاله..يرمق مروان بنظرة نارية مشتعلة بالغضب كانت ترده ذريعاً لو كان ينظر له..لكنه كان مشيحاً بوجهه..والصمت المريع المسيطر عليهم جعله يرفع حدقتيه متردداً فهاله ملامح سليم المشتعلة... وعينيه المتقدتين..فلعق شفتيه شاتماً نفسه ولسانه...همّ بالتبرير لكن سليم رفع كفه مقاطعاً إياه وهتف دون أن يحيل عينيه عن عيني مروان...:
-أعرف بأنك تمر بحالة عصيبة...لأنك بحكم "طباعك"لا تحب الجام ثورتك...ولا تحب الاختباء والهروب..لذلك لن أحسابك على ما تفوهت به بكل سذاجة يا..."مروان"
كانت ملامحه مشتعلة وكفه الآخر ينقبض ويرتخي بطريقة وشت بمدى ضغط مروان على جرحه...لعن مروان نفسه!!...
يبدو أن غباء صبا انتقل له!!
حاول التحدث مرات عديدة...لكن سليم رمقه بنظرة حارقة...ثم أعطاه ظهره وغادر بسرعة كما أتى بسرعة!
هز مروان كتفيه بقلة حيلة..ثم أغلق الباب بقدمه وداعبت أنامله وجنة الصغيرة المبتسمة تشبك أصابعها ببعضها...نظر إليها مأخوذاً من جمال مظهرها وضحكتها، أقترب بأنفه منها ثم استنشق رائحتها الجميلة....فجميع الأطفال في عمرها الذي لم يتعدى السنتين رائحتهم تسلب العقل بطريقة تريح النفس...ابتسمت الصغيرة بصوتٍ ممتع...فاتسعت ابتسامته أكثر حتى تغضنت زوتا عينيه....والتمعتا ببريقٍ غريب...تحرك بها نحو صبا الممدة على الأريكة كجثة هامدة..يطالعها تارة ويطالع الصغيرة التي كانت تراقبه بابتسامة واناملها تربت على صدره دون هدى..تردد قليلاً في استيقاظ صبا...لكن شعوره بالشفقة نحوها ودموعها النادمة طوال جلوسهم هنا...جعلته يهتف بصوت مرتعش :
-صبا...صبا!
لم تستيقظ ولم تبدِ أي رد فعل...فنظر إلى الصغيرة وهمس مداعباً أنفها :
-أمك تشبه من ضُرِبَ على رأسه يا...ترى ماذا اسمتك صبا...أعتقد من معاشرتي لها...وأعلم غباءها..فعلى ما أعتقد أسمتك اعتماد....أنا لا أستبعد عن أمك هذا يا جميلة والله!!
أغمضت الصغيرة عينيها وابتسامتها تزين ثغرها الجميل....فغمز مروان لها مداعباً ثم عاد بنظره إلى صبا ومال بجذعه بحذر متشبثاً بالصغيرة...هزها بقوة وهتف بصوت شبه صارخ :
-صبا... صبا...صباااا....حريق...حريق...
اجفلت الصغيرة منتفضة بين ذراعيه وتكور فمها وكأنها على وشك البكاء...فنظر مروان لها بأعتذار وهزها برفق مداعباً شعرها...بينما صبا انتفضت بفزع لاهثة من صوته وما تفوه به...فقزت على الأريكة تنظر يميناً ويساراً صارخة بفزع :
-أين أين الحريق....هل أصابني ش..
ابتلعت كلماتها المتبقية...وتسمرت عيناها على ابنتها...تطالعه فاغرة الفاه مرتعشة الكفين وجسدها يرتعش ارتعاشاً...تسأل نفسها..هل تتخيل كل هذا أم أنها تحلم....للحظة اهتزت حدقتاها متخلية عن ذهولها..فهبطت من فوق الأريكة بقدمين شعرت بهما كالإسفنج الرخو...ترتعش بطريقة تثير للشفقه....دموعها منسدلة على خديها وفكها يتحرك دون كلام...تأملها مروان مشفقاً...فاقترب منها وطال الصمت بينهما إلى أن قطعه مخاطباً الصغيرة :
-أمك تنظر لكِ وكأنك حلمٌ يا ابنتي....فهل أخبرها بالحقيقة...أم اتركها كما هي تستشعر لوعة الاشتياق والفقد!

نقلت صبا نظرها إلى مروان بعينين مرهقتين ووجه أزداد شحوباً....فزم شفتيه وشعوره بالشفقة نحوها يتزايد...
ظلت صبا مكانها لا تتكلم ولا تفعل أي شيءٍ إلى أن هتفت بلوعة مشيرةً إلى الصغيرة بسابتها المرتعشة :
-هل...هل هي حقيقة..جميلة ابنتي حقيقة!..أرجوك أرجوك أخبرني أنها حقيقة...

أبتسم مروان ابتسامة باهتةً...فقد انقبض قلبه وهو يلاحظ ترنح جسدها وارتعاده، ليسندها بذراعه الحر بتلقائية..وهتف :
-هوني على نفسك يا صبا...لماذا ترتعشين بهذه الطريقة بالله عليكِ...
نظرت صبا له بعينين زائغتين، ثم انفرجت شفتاها وهتفت بتشتت :
-هل أنتَ مجنون؟!
أجفل مروان من هتافها، فعاد برأسه إلى الخلف مرتاباً من تحولها...ثم هتف وهو يهز رأسه بوعيد :
-نعم أنا مجنون يا صبا... وسأخلع حذائي كي أقذفه بكِ....غباء.. غباء غباء...لكن ما قولتيه للتو...ما هو إلا دليلٌ على تحسن حالتك...والآن!
صمت ضاغطاً على اسنانه بقوة، يرمقها بنظرة مستاءة...ثم نظر إلى الصغيرة التي رفعت ذراعها تشير نحو صبا بابتسامة واسعة وكأنها تعرفها...وكم كانت تلك الحركة البسيطة شديدة التأثير على صبا وهي تشهق عالياً بشكل جعل جميلة تتململ وتمتعض ملامحها بشكلٍ أوحى بقرب بكاءها..زفر مروان مرة أخرى يرمق صبا بطرف عينيه..ثم عاد بنظره إلى الصغيرة مبتسماً مدلالا إياها برفق...تزامناً مع هتافه متابعا :
-أنا لا أريد منك سوى الهدوء يا صبا والتحكم في عواطفك..أخطأتِ وأنا أعلم ذلك...وأعلم ما تشعرين به من تحقير لنفسك جراء ما أقدمتِ عليه وكدتِ تفقدين ابنتك الوحيدة...أهدأي أن سمحتي وخذِ الصغيرة كي تتمتعين بعناقها وتتأسفين لها عما فعلتِه!!!...لكن بطريقتك الأموية وليس بأنهيارك هذا!!
صمت لبرهة ورفع عينيه يطالعها مبهوتاً من سكونها المفاجئ..وعينيها الغائرتين تجريان على ملامح جميلة بنهمٍ جعل ابتسامته تزاد اتساعاً....فمدت صبا ذراعيها
إلى الصغيرة وانشلتها من مروان ثم احتضنتها بقوة ودموعها منهمرة من عينيها دون توقف...شهقتها تعلو شيئا فشيء...وجسدها يرتعد...فنظر مروان لها بشفقة ثم ساعدها على الجلوس تاركاً دوامة ندمها تدور بها بكل الطرق فما تشعر به الآن تستحقه بل تستحق أكثر من هذا!
أما صبا كانت تقبل وجه أبنتها بقوة وتضمها بين صدرها حتى كادت تكسرها...قلبها يخفق بجنون..وجسدها يرتعد ارتعاداً...تشعر وكأن روحها هادت لها بعد عناءٍ...تشعر بالفرحة والخوف
مزيج غريب لكن هي الوحيدة التي تعلم سبب هذا المزيج...
-ها قد عادت لكِ ابنتك..فلماذا أشعر بالخوف يعتري ملامحك!
قالها مروان على حين غرة فانتزعها من دوامة شعورها التي كادت تبتلعها دون رحمة... رفعت عينيها الحمرواين له تنظر له بتشتت..فعقد مروان حاجبيه بتوجس وجلس بجوارها منتظراً تفسيرها....
ظل الصمت المريع يحيط بينهما إلا من صوت الصغيرة...لكنه لم يهتم بكل هذا سوى بالخوف البادي على ملامح صبا وتوقف عيناها عن ذرف دموعها وكأنها أدركت للتو شيئاً لا يعرفه هو...
لعقت صبا شفتيها، ورمشت بعينيها...ثم هتفت بهلع :
-مروان!....أنا خائفة!!
أزداد انعقاد حاجباه، وبرقت عيناه لوهلة...ثم هتف بشكٍ :
-لماذا؟!...ألم تشعرين بالراحة بعدما رأيتِ ابنتك ؟!...ماذا بكِ!
أطرقت صبا بوجهها...وعضت شفتيها حتى ادمتها....فشعر مروان بوتيرة قلقه ترتفع أكثر...وارتبكت ملامحه...لتهتف صبا بصوت باكٍ :
-لا..أنا..ياللهي!
صمتت غير قادة على التبرير..عيناها زائغتان وملامح وجهها شاحبة حتى كادت تحاكي وجوه الموتى...لا يعلم كيف أبتسم ابتسامته الجانبية تلك..وهتف مداعباً شعر الصغيرة :
-فرحتك بالصغيرة جعلتك تتلعثمين في الحديث...أهدأي قليلا...فقط امنحي لنفسك فرصة للتنفس...وتأمل هذا الملاك!
نظرت صبا له بطرف عينيها..ثم نظرت إلى جميلة المبتسمة بطفولة، فابتسمت رغماً عنها ودست أنفها في عنق جميلة تستنشق رائحتها الجميلة!
تأملها مروان وعلى شفتيه ابتسامة باهتةً، يعلم مدى فرحتها لكن شعورها بالوجل يكاد يقتلها!
فما بالها حزينة خائفة بعدما وجدت أبنتها..أهناك سر وراءها أم أنه يتوهم؟؟
======
-أنا أعلم مكانها....وسأساعدك!
قالها سالم مسنداً ذقنه إلى عصاه الابنوسية، يتأمل الرجل الماثل أمامه بملامح متحفزة مرتبكة بعض الشيء من هيبة سالم...يشعر بنشوة الإنتصار بعدما كان يبحث عنها وعن أبنتها هنا وهناك...
ازدرد الرجل ريقه، ثم هتف بصوته الأجش :
-أنا أريدها الآن يا حاج!!....أنا من يجب أن تلجأ له لا أنتَ؟!...فبحكم كبار العائلة أنا خطيبها!

أبتسم سالم ابتسامة خبيثة...داعبت شفتاه الغليظتان....ثم هز رأسه قائلا بذهول كاذب مشيرا لنفسه بسبابته :
-من قال لكَ هذا يا أستاذ هاني....خطيبتك تجلس مع رجل غريب الآن في شقة واحدة يغلق عليهما باب واحد!!....
جحظت عينا هاني مشدوهاً..واشتعلت عيناه بنار هوجاء...ليضرب سطح المكتب بعنف...وقد تغضنت ملامحه بغضبٍ أعمى جعله يصرخ بغضب أجفل سالم شخصياً :
-عمن تتحدث يا حاج؟!...عن خطيبتي...صبا!!...زوجة شقيقي رحمه الله...هل تعلم فحاشة ما تفوهت به لتوك؟!!!!
نظر سالم له بعينين متقدتين...وقفز من مقعده صارخاً بغضبٍ :
-لا ترفع صوتك عليّ في بيتي ..هل نسيت نفسك....من أنتَ أساسا....أنا من جلبتك إلى هنا كي أدلك على طريق "خطيبتك"....فما ذنبي أنا وأنتَ من سمحت لها التصرف بهذا الفجور...تتحرك بحرية عابثة في شرفك وشرف أخاك؟!!!!!!!

ها قد نجح سالم في زيادة غضب هاني...فقد برقت عيناه بغضبٍ أسود وتشنجت عضلاته بشكلٍ وشى بمدى غضبه وعصبية....
أبتسم سالم أبتسامة باردة...وهتف بصرامة مشيراً بكفه إلى مقعد هاني..:
-أجلس يا هاني كما كنت....أنا سأساعدك كي تصل لها وتكسر عينيها...وهذا لن يحدث سوى بتخطيطي أنا!..ولا أظنك ستعترض!
لهث هاني بعنف...واشتعلت عيناه بغضبٍ أهوج غير قادر على كظمه...لكن نبرة سالم تحمل شيئا من الثقة والصرامة...فلِمَـ يعترض وهو لا يعلم مكانها من الأساس...سحب هاني نفساً عميقاً لعله يهدأ من لهيب صدره...ثم جلس على المقعد على مضض....فأبتسم سالم ابتسامة لم تصل إلى عينيه، ثم عاد ليحتل مقعده تزامناً مع هتافه بحزمٍ :
-أنتَ الواصي على ابنة شقيقك؟!
أومأ هاني برأسه وهو يمسح العرق المتصبب من جبينه، فأردف سالم بصرامة :
-جيد..لذا ستخبر الشرطة بكل هذا وستعطيها العنوان كي تقوم بالقبض عليها هي ومن معها؟!!!
======
واقفاً يتأمل السماء بعينين شاردتين شاخصتين في الفراغ...يتنفس ببطء وكأن أنفاسه قد حُبِست في صدره، أطرافه ترتشع ارتعاشاً منتظراً وصولها بل الأصح منتظراً قتل نفسه حياً دون رحمه أو شفقة...فقد طلب من أمجد أن يراها ولو لثانية واحدة.. وبالرغم من الرفض والغضب الذي اعترى ملامح أمجد ساعتها إلا أنه لم يتنازل عن طلبه...ولَيته تنازل وخضع إلى حكم القدر... لَيته كظم شوقه لها وإلى رؤية ملامحها...يريد أن يروي ظمأه...يريد أن يرتوي ويرتوي من ملامحها لا يعلم انه سيرتوي قسوتها وتمردها وفظاظة كلماتها!!
فقد كانت تقف بعيداً عنه تتأمله من مقدمة رأسه حتى أخمص قدميه بعينين متقدتين ناريتين....مرهقتين!!
ترمقه بغضب ممتزج بالاشتياق لكنها تمتلك قدرة تحسد عليها في كظم شعورها الغير المحبب ورسم ابتسامة باردة لا تحمل أي شيء يسمى المرح بل ابتسامتها تثير الخوف والقلق...اقتربت منه دون أن تصدر أي صوتاً بل كانت. تقترب منه متمهلة..تكتم دموعها بقوة وتزم شفتيها الحادتين فبدت كخط مستيم حاد فاطر....وقفت خلفه مباشرةً..دون أن تتحدث... بل كتفت ذراعيها ورفعت انفها بتعالٍ غير منصف بالمرة...بالنسبة لملابسه الفخمة التي تحمل اسما شهرياً فهي حثالة بجوارة.ك لا تساوى جنية....لكنها وبكل بساطة تغاضت عن هذا والتمعت عيناها بجذوة تمرد وهتف بصوت كالخرير :
-ماذا تريد مني يا مالك؟!...
تجمدت أطراف مالك غير قادرٍ على الالتفات، فبدا كالمشلول لا يستطيع التحرك..عيناه تعكرتا بغمامة من الألم وفكه تحرك. دون كلام..وملامحه اكتست بحزن وألم زاد من سنة أكثر وأكثر...
ضاقت عينا مروج تراقب حركاته بعينين ثاقبتين...لتلاحظ انقباض كفه وتشنج عضلاته..فابتسمت أبتسامة ساخرة واستدارت واقفة. أمامه...ثم رفعت وجهها له ترمقه بعينين باردتين...ووجه جامد يماثل عينيها...ليغمض هو عينيه بقوة كي يمنع عينيه من. رؤية. كرهها له...لكنها هتفت ساخرة تضفي الحامض على جرحه :
-لماذا أغمضت عينيك؟!...تخشى أن ترى الكره في عيني يا مالك..لا تخف فكرهي لك يتعدى كل هذا...كرهي لكَ في قلبي...!
زاد مالك من اغماض عينيه وارتفع كفه كي يبعد نظراته عن عينيه...أنامله ترتجف بشكلٍ مثير للشفقة وحلقه يتحرك بصعوبة واشياً بمدى ألمه وندمه..لكنها لم ترأف به وبألمه..بل لكمته في ذراعه بقوة وهتف بصوت عالٍ شرس.........متألم حد الصراخ وهذا ما شعر به بسهولة :
-أكرهك كما أحببتك يا مالك...أتمنى لكَ الشر لانك لا تستحق سواه...أنتَ رجلٌ نذل...بل..
صمتت لبرهة تراقب تقلبات وجهه وانقباض كفه بقوة غاضباً من أهانتها حتى أبيضت مفاصله...لكنها أردفت بعينين متبجحتين دون أن تجفل :
-وعديم الكرامة!!!
كز مالك على اسنانه بقوة..متراجعاً إلى الخلف جراء اهانتها، فتلون وجهه بلون أحمر..وفتح عينيه على وسعهما يطالعها بنظرات اشتعلت بنار الذل والمهانة..فارتدت خطوة إلى الخلف مُبتلعة لسانها....لكنه قبض على ذراعها بقوة جعلتها تتأوه بخفوت قبل أن يهتف مالك أمام وجهها الشاحب بنبرة رغم خفوتها إلا أنها شعرت بها تنحرها دون رحمة :
-أنا لن أسمح لكِ بإهانة رجولتي...لن أسمح لكِ يا مروج...!
بهتت ملامح مروج وتيبست شفتاها...لتطرق برأسها وقد تغضنت ملامحا بحزن...فانعقد حاجباه متعاطفاً...وقرر التخفيف من قبضته لكنها رفعت وجهها بسرعة غريبة وقد تحولت ملامحها من الحزن والألم إلى تمرد والكره...لتهتف بغضب جامح تتلوى كمهرة جامحة :
-وسمحت لنفسك بجرحي....سمحت لنفسك بكسر قلبي...وتحطيم روحي...سمحت لنفسك بكسر..بكسر عيني أمام أصدقائي...أنتَ عديم القلب يا مالك...أكرهك وأكره وجهك....لكن من تربى يتيماً مثلك مجهول النسب لا يلقى عليه أي لوم...صد...
للحظة شعر وكأنها لكمته في معدته....
شعر بوجعٍ مبرح جعله يغمض عينيه بقوة وهدر دافعاً إياها بقوة حتى اصطدم ظهرها بالجدار فتأوهة. بألم :
-أخرسي....لا أريد سماع صوتك.. اخرسي....أنا أنا لستُ يتيماً....لست مجهول النسب....لا تقولي لي هذا...لا تقولي لي هذا......أرجوكِ لا تقولينها مرة. أخرى...أرجوكِ آنها تألمني....تزكي نيران قلبي!!.....تجعلني اشعر بالمهانة!!
في بادئ حديثه كان يصرخ بقوة اجفلتها فانتقلت عيناها إلى باب السطح تراقب انتفاضة أي من أمجد او رائف نحوه..لكن عندما تحولت نبرته من الغضب إلى الألم والتهدج عادت بعينيها الدامعتين له ترمقه بنظرة متأسفة غاضبة في آنٍ واحد..حالها غريب...لكنها تعلم ان حديثها ما هو إلا نصل حاد أخترق قلبه وروحه فجأة فشعر بالم حاد يحرق كرامته ورجولته...يجب أن تشعر بالتشفي الآن...لكنها وببساطة أطرقت برأسها تبكي في صمتٍ....أما مالك فقد لسعت عيناه دموع القهر والمهانة والندم لكنه تحكم فيها بشق الأنفس..فأسبلهما ورفع رأسه إلى السماء يشعر بحمل جاثم يكاد يكتم على أنفاسه...يشعر بالحزن والألم و الندم..والتحقير من نفسه...وهذا ما يحرق روحه دون أدنى رحمة!
نظر بطرف عينيه إلى وجه مروج المطرق..نظر لها نظرة خاطفة...جعلتها تشهق بقوة واجهشت في بكاء عنيف لا تعلم هل قلبها يؤلمها إلى هذه الدرجة أم أن روحها كُسِرت إلى شظايا يصعب عليها ترميمها...انكسرت روحها بفعل الخداع!!!!....
-أبتعد يا أمجد أترك ذراعي...لن أتركه يا أمجد...أنا سمعت صوت صراخها بأذني....وسمعت صوت صراخه بها..من يظن نفسه!
صرخ بها رائف بعنف وهو يتسلق درجات السلم المؤدي إلى سطح المنزل وخلفه أمجد يمسك ذراعه بقوة كي يتحكم في غضبه..لكن رائف كان مشتعل الملامح متقد العينين...مكفهر الملامح ..فيما انتفضا كلٌ من مروج ومالك جراء صراخ رائف الغاضب...لتجذب مرفقها من قبضته بسرعة وتبتعد عنه كالمحمومة ترمقه بنظرات عاتبة محتقرة...ابتعدت عنه بسرعة وركضت إلى رائف الذي أندفع بكل قوته نحو مالك. متأهباً لضربه حتى لو كان فارق السن بيتهما يمثل عائقاً له...رمت مروج نفسها أمام رائف هاتفة بذعر :
-لا يا رائف لا....أتركه وشأنه..أنا لا أريده وانتهى الأمر فلماذا التهور...أرجوك هيا بنا وهو سيرحل دون أن يعود إلى هنا مرة. أخرى....
لكن رائف لم يستمع لكل هذا بل ازاح مروج بعنف..واندفع نحو مالك رافعاً ذراعه متأهباً للكمه....
تجمدت ملامحه فجأة وهي يرى أمجد يقف أمام مالك متجهم الملامح عاقداً ساعديه...منتظراً من رائف ردة فعله...دون أن تهتز عضله به....ليخفض رائف ذراعه هاتفاً بغضبٍ مكتوم :
-أبتعد يا أمجد أرجوك...ألم تسمع صوت صراخها ومظهرها...لماذا سمحت لها برأيته من الأساس...أبتعد أريد أن أعلمه درساً لنx ينساه!
هنا لم يستطيع مالك تمالك غضبه أكثر...فضرب الحائط خلفه بقوة..وهدر بغضبٍ وقد برزت عروق جبينه وعنقه :
-تأدب يا رائف!!
اشتعلت عينا رائف بغضب اهوج...فبات غير قادرٍ على تحكيم عقله....ليهتف :
-سأريك الأدب يا مالك عندما الكمك في وجهك...يا عديم. الن...
-أخرس.....إياك وقولها إياك...تريد ضربه يا محترم....هكذا تتصرف...بذراعك دون أن تلجأ إلى عقلك...
هدر بهاx أمجد وسط غضبهما المشتعل..وهدير انفاسهما يرتفع بشكلٍ مفزع...فتمالك. مالك نفسه واشاح بوجهه بعيداً دون أن يبارح الألم عيناه....أما رائف أبتلع كلماته متداركاً وقاحته وصعوبة ما أوشك على التفوه به....ليمتقع وجهه بشكلٍ ملحوظ...وترتجف شفتاه تأثراً بالم مالك....
نظر أمجد له بعينين غضبتين عاتبتين.....ثم. أشار بذقنه. إلى مالك الواقف خلفه قائلا بصوت مشتد صارم :
-مالك لنx يخرج من حياتنا يا رائف...مالك سيأتي بأبنائه ويمكث في مكان قريباً منا.....والآن أعتذر له....
قال أمجد عبارته الأخيرة بصوت أشبه بالصراخ وعينيه تزداد اشتعالاً....فانفرجت شفتا رائف يهمّ بالاعتذار لكن مالك رفع كفه مقاطعاً إياه بهتافه الحازم وعينيه تحاصران تلك المنكشة على نفسها ترتعش :
-لا أريد أعتذارا منك أو منها....أنا أعلم أنك اندفعت ولم تقصد ما قولته...وهذا يجعلني لا اشعر بالغضب نحوك...فهناك من قالها بكل تبجح دون أن يرف له جفن!
ثم رحل بعدها مسرعاً ملقياً على مروج نظره آسفه متألمه.. لكنها أشاحت بوجهها في عنف....
الجروح بعضها تؤلم في بدايتها حد الصراخ...وبعضها يظل أثرها باقيا حتى النهاية؟!!!!
======

-لا أريد أن أسمع صوتكما...أنتما الاثنان تمتلكان لساناً قادراً على الذبح!
هدر بها أمجد في بهو المنزل بعينين متقدتين وجسد يهتز غضباً...فأشاح رائف بوجهه وزمت مروج شفتيها المرتجفتين...تضم ذراعيها إليها وكأنها تمنح نفسها الدعم...فشعورها بالانكسار يكاد يقتلها....رأى عقلها اللعين أن أهانتها لمالك ما هي ردٌ مناسب على ما فعله..بينما رائف كان يشعر بالغضب من مالك ومن نفسه...من نفسه لانه لا يحب أن يلجأ إلى هذا الأسلوب الرخيص في صب غضبه......أسلوب رخيص كي يجرح مالك بشيء لم يختاره لنفسه من الأساس!!!
رمقهما أمجد بنظرة غاضبة...ثم هتف ملوحاً بذراعه بغضب مكتوم :
-أنا لا أدافع عنه لانه مُخطئ وأنا أعلم ذلك....لكنني لا أحب أن تجرحا مالك بهذا الشيء خصوصا.... أنا أعلم أن رائف لم ولن يقصد ما أوشك على التفوه به...لكن أنتِ أنتِ بالتأكيد بصقتيها في وجهه بعينيكِ الباردتين وقلبك المتحجر...تريدين الثأر لنفسك وقلبك!!!.
انتفض رأسها ونظرت له بعينين اشتعلتا بنار هوجاء ملامحها لا تنم على شيء وقبضتيها اوشكتا على التهشم من قوة ضمها....
سقطت دموع القهر على وجنتيها..وتحرك حلقها بصعوبة لتهتف بصوت قوي ظاهرياً وقلب يترنح ذبيحا باكياً بين ضلوعها باطنيا :
-لا دخل لك بما تفوهت به...أنا لا أريد ان أتحدث في هذا الموضوع مرة أخرى..
جحظت عينا أمجد مبهوتاً...وتحرك حلقه ببطء محارباً غصته...امتقعت ملامحه بشكلٍ ملحوظ...بينما مروج تراجعت خطوتين إلى الخلف بعدما القت سمها عليه...تشعر بالندم يشوبه الاستحسان...نظرت إلى رائف بطرف عينيها فوجدته يبادلها نفس النظرة مزدرية غاضبة، ازدردت ريقها ببطء وهمّت بالتحدث، لكن صوت أمجد عصف مقاطعاً إياها :
-اذهبي إلى غرفتك لا أريد ان أراكِ...هيا أغربي عن وجهي قبل أن أفقد أعصابي!
لم تنتظر ثانية أخرى، فاندفعت إلى غرفتها بخطوات تكاد تعدو...دموعها تنسدل على وجنتيها بشكل غير مناسب بالمرة......
مروج عبارة عن شخصين وهي ثالثهم.....قاسية حد الوجع....متمردة حد التهور....متألمه حد الصراخ..!!!
صوت صفق باب غرفتها هز جدران البيت... فرمش أمجد بيعينه مرتين...ثم عاد بنظره إلى رائف بعينين متقدتين....رفع كفه ثم.x مده اليه قائلا بصوت بارد ناقض نبرته منذ دقائق :
-تعال...تعال يا "كابتن"...
نظر رائف يمينه وسياره باحثاً عن اللاشيء..ثم استقرت عيناه وهتف مشيراً لنفسه بسبابته :
-هل تحدثني أنا!
-بالتأكيد يا "حبيبي"...تعال كي أعانقك....اشتقت لكَ!
هتف بها أمجد بابتسامة باردة لم تصل إلى عينيه....فازدرد رائف ريقه بخوف مصطنع قبل أن يقترب منه ممتثلاً لطلبه.....
وقف أمام أمجد وأطرق برأسه معانقا الأرض بعينيه، ظل أمجد صامتاً إلى دقائق شعر رائف بهما دهراً...فرفع رأسه مختلساً نظره إلى أمجد الذي التمعت عيناه ببريقٍ غريب...وتجهمت ملامحه...ليهتف بصوت حاد، قاسٍ :
-أين كنتَ يا رائف...أريد الحقيقة !
رفع رائف عينيه الحمرواين له....وزاغتا في محاولة بائسة للكذب... فهتف متلعثماً :
-كنت في مكانٍ ما....!
انطلقت أبتسامه ساخرة من بين شفتي أمجد، ثم هز رأسه مستهزئا وهتف :
-حقاً..كنت في مكان ما...عيبٌ عليّ والله...كنت أظنك تحت الماء؟!....
صما لبرهة مراقباً رائف بشفتيه المضمومتين وكأنه يكظم ضحكته بشق الأنفس، لكن أمجد لم يأبه له وأردف بصوت مشتد :
-أين كنت يا رائف؟!.....أنا لا أحب هذا الأسلوب في الهروب من الجواب!
رمش رائف بعينيه مرتين، ثم انفرجت شفتاه وهتف بارتباك :
-كنت...كنت...عند صديقي!
أرتفع حاجبا أمجد بتوجس...وهتف بشكٍ :
-صديق؟؟...أنتَ دائما منعزل يا رائف.....ولا تحتك بأي شخصٍ...فكيف تعرفت على صديقك هذا؟!
زفر رائف بقوة..ورفع أصابعه إلى جبهته يحكها بقوة....لن يستطيع أخبار أمجد بمكان انعزاله.....لكن كيف سيقنعه كيف؟!
وأمام عيني أمجد المحاصرتين له...مال رائف بجذعه إلى الامام وهتف مغمضاً عينيه :
-لن أستطيع أخبارك يا أمجد...اعذرني!
ضاقت عينا أمجد، وهتف ببساطة دون أن يحيل عينيه عنه في نظرات متفحصة :
-كما شأت...لن أجبرك...لكن...
صمت مرة أخرى كي يسترعى أنتباه رائف الذي اعتدل في وقفته ثم رمق أمجد بتساؤل....فأمسكه أمجد من قميصه وحدقه بقوة هاتفاً بنبرة محذرة :
-إياك إياك والخروج من هذا البيت دون أخباري.....ولماذا خرجت من الأساس...ألم تكن غرفتك كافية لعزلتك يا...كابتن؟!
زم رائف شفتيه بقوة مانعاً ابتسامته ثم هز رأسه دون معنى.....ليصرخ أمجد به وقد اشتعل غضبه :
-لا تضحك...لا تضحك أنا اعنفك لا ألقي نكته سخيفه عليكَ...أحترم عمري يا ولد!
رفع رائف حاجبيه مرتاباً...ثم نظر إلى أمجد بذهول مصطنع قائلا :
-هل تلبستك روح الحاج متولي رحمه الله..أي عمر هذا يا أمجد...أنتَ في الثالثة والثلاثون من عمرك؟!......
زفت أمجد بسخط، ثم هتف من بين أسنانه وهو يهز رائف مغتاظاً :
-لا شأن لكَ بي...أن سمحتx لا تترك البيت مرة أخرى يا رائف لأني كدت أموت خوفاً عليكَ....أنا تعبت من دلالكم....تعبت...
تهدجت نبرته في نهاية حديثه وقد تغضنت ملامحه بالتعب...فاكتست ملامح رائف بالندم...وهتف معتذراً :
-أنا آسف لن أفعلها مرة أخرى!....هل سمحتني؟!
قال عبارته الأخيرة ببراءة... فأبتسم أمجد رغماً عنه...ثم ضم رأسه إلى صدره وقال بحنان :
-سامحتك يا متخلف...لكن هناك من جرحته غيري ويجب عليكَ الاعتذار له....
-مالك.... أليس كذلك...
قالها رائف بملامح مكفهرة ونبرة جمعت بين الغضب والندم...فأومأ أمجد برأسه...وهاف بحزم :
-نعم، يجب عليكَ الاعتذار منه....ما أوشكت على التفوه به يعتبر جريمة في حقه حتى أن كنت غاضباً منه...هذا لا يصح يا رائف!!!!!
======
جلس على مقعده مسنداً ذقنه إلى كفه...رمق والده بنظرات مرتبكة...وعيناه زائغتان.....فنظر والده له بطرف عينيه وهتف بصوت هادئ :
-ماذا بك يا ياسين....؟!
أجفل ياسين وأبعد كفه عن ذقنه بسرعة....ثم اعتدل في جلسته وغمغم بصوت بدا مهتزاً :
-أبي...أنا أريد أخبارك بشيء ما!!
عقد والده حاجبيه بتوجس....فرفع كفه وأبعد نظارته ليضعها جانباً...ثم التفت له بكامل جسده قبل أن يهتف بصوته الهادئ :
-أخبرني...ماذا تريد؟!...أنا أسمعك!

زم ياسين شفتيه بارتباك...ورفع أصابعه إلى جبينه يدلكه بيطء...ظل على هذه الحالة المرتبكة لمدة خمس دقائق...ثم هتف بصوت واهٍ :
-أنا أريد ان أتزوج يا أبي...
أبتسم والده بخشونة، ثم هز رأسه وهتف ممازحاً ضارباً كفيه ببعضما :
-كل هذا الارتباك والقلق لانك تريد الزواج؟!...هل أنتَ مجنون...أخبرني هل أنتَ مجنون!!...
أبتسم ياسين بارتباك..وزاد تصبب حبات العرق في جبينه....فضاقت عينا الرجل وهتف بشكٍ :
-ياسين....لماذا كل هذا الارتباك يا ولدي...تزوج وتمتع بحياتك...لكن قبل أي شيء من هي صاحبة الدلال التي اوقعت بك....!!...بالتأكيد تمتلك موهبة جبارة!
حين أنهى والده حديثه....أبتسم ياسين أبتسامة حقيقية...ثم هتف بعينين التمعتا ببريق غريب :
-تمتلك سحراً يسمى الهدوء والأدب يا أبي...هي عبارة...عبارة عن امرأة تمنحك السكينة بمجرد النظر إلى وجهها الطبيعي دون أدوات الخداع تلك!!
نبرته المبهورة وكفاه اللتان لوح بهما في الهواء بابتسامة واسعة جعلت والده يبتسم ابتسامة ملء شدقيه.....فانفرجت شفتاه وهتف متسألا :
-وأين رأيتها يا ياسين؟!!..
تجهمت ملامح ياسين وأختلج فكه بحركة وشت بأن ما سيقوله لن يسر والده أبدا..وبالفعل حين أجاب ياسين بكلمات مقتضبة جعلت عينيه تجحظا بدهشة :
-رأيها في المشفى يا أبي..تعمل ممرضة!!
نظر والده له بذهول، ثم هتف :
-ممرضة لكن..
قُطِعت عبارته عندما أرتفع رنين جرس الباب بقوة أجفلتهم...وصوت صراخ فتاة تنتحب بقوة يدوي في الخارج....فانتفض ياسين من مكانه مندفعاً نحو الباب بخوف حقيقي بعدما تعرف على هوية الفتاة...فتح الباب بسرعة فاندفعت الفتاة إلى الداخل محتمية في ظهر ياسين وصوت بكاءها يقطع القلب...حاول ياسين التحدث معها لكنها كانت تهذي بكلمات غير مرتبة :
-ضربني...و...و.... أحرق ليّ شعري يا ياسين...
ثم انخرطت في بكاء عنف وأناملها المتشبثه بمنامة ياسين القطنية ترتعش ارتعاشا وجسدها يماثلهx الارتعاش.... عقد ياسين حاجبيه بغضب...واكتست ملامحه بغضب أسود...فامتدت أنامله كي يجذب مفتاح عربته لكن شخصاً ما صعد السلم مندفعاً ثم هجم عليهم في الشقة صارخاً بصوت جهوري جعل أبواب الجيران تفتح متعجبة من صراخه :
-زينب...والله لأشبعك ضرباً يا قليلة الحياء...تحتمين مني خلف أبن عمك...تعالِ معي!
ثم امتد كفه كي يقبض على مرفقها وملامحه يعتريها غضب أسود جعلها تشهق بفزع وزادت تمسكها بياسين الذي قبض على كف الرجل الممتددة ثم قام بليهاx وراء ظهره صارخاً بصوت غاضب حاد :
-كيف تجرأت يداك على ضربها...كيف يا نذل يا عديم الرجولة....
زمجر الرجل بغضبٍ....ثم صرخ بقوة مماثلة ونظراته مثبته على تلك المرتعشة وراء ياسين بوجهها الشحاب وشفتيها الزرقواتين المتشققتين...عيناها غائرتين تائتين..وخوفها يكاد يخنقها :
-وما شأنك أنتَ يا جلف.....لماذا تقحم نفسك بيننا...أترك ليّ زوجتي...وإلا سأضربها أمامك وأمام عمها....

اشتعلت عينا ياسين بغضب أسود....نفرت عروق جبينه ورقبته بشكل مفزع....فقد تمكن غضبه منه كلياً....فلم يشعر بنفسه وهو يصرخ بزينب ضارباً رأس زوجها في الجدار خلفه :
-زينب....أذهبي إلى غرفتك.....هيا....
امتثلت زينب إلى أمره راكضة إلى غرفتها تكاد تتعثر من ترنح جسدها....فعاد ياسين وصرخ بصوت مبحوح :
-أنتَ عديم الرجولة واشك بأنك رجلٌ من الأساس....أقسم بالله يا "عماد"لأكسر يدك التي تجرأت وضربت زينب...سأكسرها وأكسر معها رقبتك يا عديم الرجولة!!
ثم تابع قوله بفعله لتشتد أصابعه على ذراعه بقوة جعلته يتألم بصوت عالٍ فلم يشعر بذراعه الآخر وهو يلكم ياسين في فكه بقوة افرغ بها ألمه....وحين أشتد الخناق بينهما بعد لكمة عماد التي جعلت ياسين يصرخ بهياج متابعاً ضربه..تدخل والد ياسين وبعض من سكان العمارة بعضاً منهم يجذب عماد والبعض الآخر يحاول تكبيل حركة ياسين ومع سيل الشتائم المتبادلة بينهماx هدر والد ياسين بصوت مشتد حازم :
-اصمتا انتما الاثنان....هذا يكفي....

وبالفعل صمت كلٌ من ياسين وعماد فجأة إلا من صوت لهاثهم...واحمرار وجه ياسين بشكل مفزع...بينما عماد كان حاد الملامح واسع العينين دون أي حرج.....
رمقهما والد ياسين بنظرات نارية...ثم أردف بصوت أشد حزماً مشيراً إلى عماد بأحتقار :
-أنتَ ستخرج من بيتي دون أي كلمة....ولا أريد أن أراك هنا...زينب تعتبر ابنتي وليست ابنة اخي...وما فعلته يعتبر جريمة وسأعاقبك عليها لكن بطريقتي...والآن...
صمت ثم أندفع إلى عماد جاذباً إياه من مرفقه وقد تركه الرجال....جذبه والد ياسين ودفعه خارج الشقة هاتفاً بصوت حاد :
-أخرج من بيتي يا عديم الرجولة هيا!
رمقه عماد بنظرة نارية...يكز على أسنانه بقوة محاولا التمسك بكل ذرة تعقل يمتلكها رغم اندلاع نيران هوجاء في صدره تكاد تحرقه بغضب أسود غريب...وحين أطال عماد نظرته المتبجحة إلى والد ياسين...حاول ياسين التحرر من القبضات المحكمة على ذراعيه تزامناً مع صراخه بهياج :
-لا تنظر هذه النظرة إلى أبي.....
ثم أطلق ياسين سبه بذيئه جعلت اباه يزجره بقوة ثم دفع عماد إلى السلم دفعاً، فقرر عماد التنازل ولو لمدة قصيرة وهبط درجات السلم بسرعة حتى كاد يتعثر في درجاته...
التفت والد ياسين إلى السكان وغمغم بعدة كلمات شاكرة وبعد رحيلهم....التفت إلى أبنه بملامح مكفهره يراقب صدر ياسين الذي صار يرتفع ويهبط بشكلٍ عنيف...فاقترب منه ولمس جانب شفتيه برفق هاتفاً بسخرية :
-لكمك لكمة عنيفة سيظل أثرها باقياً إلى أسابيع...!
تأوه ياسين بصوت مسموع ثم ابتعد بوجهه إلى الخلف وجسده يرتعد من شدة الغضب....فانفرجت شفتاه وهتف بغضبٍ مكتوم :
-سيندم على فعلته يا أبي..أقسم بالله سيندم لن أتركه....!
زم الرجل شفتيه...ثم جذب ياسين من مرفقه نحو الأريكة...وهتف مشيراً بذقنه إلى باب غرفة زينب قائلا بحزن :
-ماذا سنفعل...لقد كُسِرت الفتاة يا ولدي!
زفر ياسين بقوة...ثم لوح بذراعيه بغضب قائلا :
-هي من فعلت بنفسها هذا يا أبي....هي من وافقت عليه دون تفكير!!......كان يجب عليها التفكير بهدوء وتعقل!
رمقه الرجل بغموض...ثم هتف بصوت غامض :
-تدابير القدر يا ولدي لا دخل لنا بها...!!....
عقد ياسين حاجبيه بعدم فهم لكن والده أبتسم ابتسامة باردة وبعدها غادر المكان تاركاً ياسين خلفه يكاد يشتعل غضباً..
======
كل يوم يراها يشعر بدقات قلبه تزداد جنوناً....وتسرى في أوردته سخونة غريبة...رؤيتها أمامه تؤجج نيران الفقر بداخله....يريد أن يمتلكها لكن ما باليد الحيلة...وما يؤلمه أنها حتماً ستجد من يقدرها ويقدر نقاء روحها..ستجد من يستحقها....المقارنة بينه وبين أي رجلٍ أخر لن تكون منصفه....فحاله يعتبر تحت الصفر بدرجة غريبة......
تنهد يونس بكبت ودوامة تفكيره تكاد تبتلعه...ليرفع عينيه إلى شرفة غرفتها....باحثاً بلهفة عنها...لكن ارتسم البؤس على ملامحه فقد كانت الشرفة مغلقة وهي لن تخرج اليوم بالتأكيد...ماذا سيفعل الآن إلى متى سيظل مختلس؟!
إلى متى وإلى متى الاسئلة تطرح نفسها دون رحمة أو رأفه بحالته المسكينة...
وللمرة الثانية تنهد بكبت وعاد يباشر عمله...يبعد الغبار عن الكتب والروايات بحرص شديد ورغم شرود عيناه وذهنه إلا أن أذنيه لمرهفتين التقتطا صوت خطوات متمهلة تقترب...شعر بجسده يتصلب وبداخله يدعي بتضرع أن تكون هي صاحبة الخطوات...فأغمض عينيه بقوة...ثم التفتت ببطء دون أن يفتحهما...أما هي فقد كانت مترددة بعض الشيء إلا أن حسمت أمرها واتت إليه كي تبتاع رواية جديدة او هكذا تقنع نفسها!...نظرت إليه مبهوتةً وهي تراه مطبقاً جفنيه بشدة ممسكاً في كفه الأيمن خرقة نظيفة وفي كفه الأيسر رواية يقوم بمسحها...لينعقد حاحباها بتوجس...ثم همست بصوت مرتعش :
-أستاذ يونس؟!....هل آتِ في وقتٍ آخر!
ها قد وقع قلبه في قدميه وأنتهى الأمر...نبرة صوتها تصيبه بقشعريرة غريبة وتلذذ أغرب...فتح عينيه ببطء فأبصرها تقف عند باب المحل مرتدية عباءة واسعة تلف رأسها بوشاح بسيط..أبتسم...لكن كانت ابتسامة لا تحمل من الثقة شيئاً بل كانت كما شعرت بها منقوصة!.. غريبة..
عضت على شفتيها بقوة ثم أسبلت جفنيها فتأمله لها اشعرها بالارتباك والارتياح.....منذ التقت أعينهما شعرت بضربات قلبها تزداد جنوناً ووجنتيها تزداد تورداً....أنتبه يونس لنفسه...ثم هتف بصوت خرج رغما عنه مرتبك :
-هل تريدين شيئاً يا آنسة لجين!
أومأت برأسها في هدوء دون أن تجرأ في رفع عينيها...فهتفت بصوت هادئ واثق :
-نعم يا أستاذ يونس..أتيت لشيئين...اول شيء أريد رواية(...)...بعد إذنك!
أبتسم يونس لها ابتسامة هادئة....ثم استدار على عقبيه باحثاً عن طلبها...وككل مرة تتجرأ هي وترفع عينيها تراقب ظهره بعينين دامعتين وابتسامة حالمة تداعب شفتيها الصغيرتين....تتمنى ولو حتى كذب أن يعترف لها بحبه....تتمنى أن تشعر بأنه يبادلها نفس الشعور ولو بقليلٍ!!
تنهدت دون صوت..ثم اخفضت عينيها بسرعة عندما التفت لها ممسكاً بطلبها بعدما وضع ما بيده جانباً... أقترب منها مرة أخرى ثم وقف أمامها ومد كفه بالرواية مبتسماً نفس الإبتسامة لكنها كانت مرتبكة بعد الشيء وما كان يخشاه هو ضربات قلبه المجنونه التي كادت يسمع صوتها بأذنيه من قوتها.....وهي أيضا كانت تشعر بنفس الشعور....وتبتسم نفس الإبتسامة..
امتد كفها بارتباك ثم جذبت الرواية بكف وامتد كفها الآخر بالنقود لكن عينيه كانتا مثبتتين على وجنتيها المحمرتين بشكل اسلب له عقله مما جعله غير منتبه لكفها الممتد فعقدت حاجبيها بتوجس غافلة عن نظراته المشتعلة...لتهتف بصوت حاد نوعاً :
-ألن تأخذ مالك يا أستاذ؟!
اجفل يونس..ثم أخفض رأسه إلى كفها الممتد بالمال فهمّ برفضة لكن ذكرى مشابهه جعلته يأخذها منها على مضض واضعاً إياهم على سطح المكتي الخشبي البسيط....ثم عاد بعينيه لها وهتف بصوت عذب :
-والشيء الثاني!
رمشت لجين بعينيها مرتين...ثم عضت جانب شفتيها بقوة جذبت نظره إليهما وهذا ما كان ينقصه ليزدرد ريقه ببطء...
هتفت بعد دقيقة بصوت خافت :
-كنت شديدة الفظاظة معك حين كنت أنتظر أمجد....لذلك أنا أعتذر منكَ....
ابتسم ابتسامته الجميلة أم أنها تتوهم...لا أبتسم بالفعل وتألقت عيناه الجميلتان بلونهما المتقلب بين الأسود والبني...أبتسم ابتسامة جعلتها تسبل جفنيها بخجل وهمّت بالرحيل... فهتف هو بلهفة مسرعاً :
-لكن هذا حدث منذ فترة؟!...أنا نسيت الموقف من الأساس...!

أمتقع وجهها وارتجفت شفتاها....فعقد حاجبيه بتوجس غافلاً عن ألمها الداخلي فقد فسرت جملته الأخيرة تفسير غبي...أنه لا يهتم بأي شيءٍ يخصها من الأساس وهذا التفكير جعلها على وشك البكاء...وقلبها يؤلمها بشدة...فالتفتت بسرعة وأعطته ظهرها متأهبة للرحيل..قبل أن تغمغم بفتور ظاهري :
-لا تهتم... أنا فقط أردت أن أعتذر لكَ....بعد أزنك!
ثم رحلت بسرعة وخطوات مندفعة تاكد تعدو وشعورها بالألم والخذلان يكاد يطبع على أنفسها...فقررت العودة.إلى بيتها...أما يونس فغر فمه بعدم فهم...وارتبكت ملامحه مغمغماً بصوت باهت :
-ماذا قولت لها جعلها تحزن بهذا الشكل ويمتقع وجهها هل أخطأت!
لم يجد أجابه على سؤاله ونار القلق تنبش في صدره لكنه ببساطة أختار عدم التفكير في الأمر ككل مرة..!!
======
أصوات غريبة تداخلت مع بعضها حتى كادت تصيبه بالصمم...صوت صراخ أطفال...واصتطدام حاد أشبه بالانفجار....أنفجار شعر به يمزق روحه وهو يرى جثث هامدة على الأرض الصلبة الدماء تبتلع وجههم بشكلٍ مفزع....ينظر لهم بعينين متورمتين...ووجه تغطيه الكدامات....
دم...دم...وجثث أطفال صغيرة تحيط به من كل إتجاه وهو ينظر لهم وكأنه تائهة غير مصدقٍ ما يحدث...يشعر بهذا المشهد كالسوط لسع قلبه وروحه بقوة حتى كاد يسمع صوت صراخهما....عيناه الخضروان قاتمتين...وأطرافه ترتعش ارتعاشاً....صدره يعلو ويهبط بعنف وكأنه يبحث عن الهواء كي يخمد النار المشتعلة بصدره...نار مشتعلة في صدره وفي مكان قريباً منه....نار يزداد سعيرها أمام عينيه....نار شعر بها تقترب وتقترب كي تحرقه هو!!!!!!

انتفض فجأة بجذعه جبينه يتصبب عرقاً وجسده ينتفض انتفاضاً حقيقياً...ازدرد ريقه بصعوبة ثم جالت عيناه في المكان وصدره يهبط ويعلو بعنف......
للحظة تسأل أين هو...ومن هذه الجاثية على ركبتيها أمامه تربت على ظهره بفزع من مظهره وصوت صراخه أثناء نومه جعلها تشعر بالخوف...وقفت عيناه عليها عاقداً حاجبيه بتوجس....ثم أخفض نظره إلى تلك الطفلة الباكية بفزع...ظل عاقداً حاجبيه وقلبه يؤلمه بقوة جراء ذلك الكابوس القبيح....
فجأة عاد إدراكه له وهمس بصوت لا يكاد يسمع...صوت دل على مدى تألمه وتألم روحه...عيناه كانتا دامعتين بشكلٍ مثير للشفقة :
-م...ماذا حدث....لماذا أنتِ جالسه بجواري وابنتك تبكي بهذا الشكل!
تنهدت صبا بارتياح...ثم هتفت بصوت شبه باكٍ وبكلمات متلعثمة :
-كنت تصرخ وتقول نار..دم....وأطفال....جسدك كان ينتفض بشكل افزعني...ووجهك أغرقه العرق... على ما يبدو كان كابوساً قبيحاً!
رفع مروان كفيه المرتعشين إلى وجهه الشاحب...ثم مسحه براحتيه....يحاول السيطرة على أنفاسه اللاهثة...وانتفاضة جسده....
لماذا لماذا عاد له هذا الكابوس والآن؟!
لماذا تذكر شيئاً وأده بنفسه...وأده كي لا يزيد من ألم قلبه وتمزق روحه، أغمض مروان عينيه بقوة...ثم زفر ببطء وهب واقفاً متجهاً إلى الحمام كي يغسل وجهه...
رمقته صبا بملامح وجله...وشفتين مرتعشتين....راقبته بعينيها الدامعتين حتى اختفى داخل الحمام...تشعر وكأنه يخفي وراءه أشياء ليست بسيطة بالمرة...
أما مروان أغلق باب الحمام بهدوء...ثم أسند ظهره إليه....رافعاً عيناه إلى السقف...ملامحه شاحبة وكأن الدماء سُحِبت من وجهه، قبضتاه مضمومتان بقوة كي يتحكم في مشاعره المضطربة الآن...يشعر بالخوف والألم والتمزق.....وبصداع مفزع يسيطر على رأسه...
تحرك من مكانه متجهاً إلىx الماء.... فتحها بسرعة ثم وضع رأسه بأكملها تحت الماء لعلها تهدأ من ثورتها ومن صداعه الغريب...انسدل الماء البارد على رأسه غزيراً كسيل ذكرياته...ظل على حالته دون أن يغلق الماء...رغم برودة الطقس إلا أنه لا يشعر سوى بجسده يثور بحرارة غريبة....وحين شعر بهدوء حالته واتزان نفسه...أغلق الماء....ثم سحب منشفة مهترئة ومسح بها وجهه..فضل إلا يخرج الآن كي لا يرى الشفقة في عينيها أو يتحمل غباءها الآن فهو غير قادرٍ على التحمل بل يريد أن يفرغ توتره وغضبه في شيء ما ولن يكون هي بالتأكيد...لكن صوت طرق عنيف على باب الشقة اجفله.....طرقات عنيفة كادت تكسر الباب من قوتها...عقد حاجبيه بقلق...ثم فتح باب الحمام بسرعة واندفع نحو الباب وفي طريقه وجد صبا تضم طفلتها بقوة، تهز رأسها برفض هستري وشفتيها تتحركان دون حديث...ازداد انعقاد حاجباه وهمّ بالتوجه إليها...لكن صوت الطرقات زاد قوة فهرول نحوه وفتحه بعنف صارخاً بغضب :
-ماذا حدث...لماذا تطرق الباب بهذا الشكل..ب....
بُتِرت عبارته عندما لاحظx عدد كبير من رجال الشرطة ومعهم رجل اعترت ملامحه بغضب أسود....لا يعرف لماذا شعر بالقلق والخوف وهو يرى ذاك الرجل يرمقه بنظرات نارية....شعر بثمة شيءٍ ما خطأ...ورن جرس الأنظار في عقله.....لينظر إلى صبا الواقفة خلفه بطرف عينيه...ثم عاد بنظره إليهم وهتف بصوت مشتد وهو يجذب باب الشقة كي لا يروها :
-أريد أن افهم ماذا يحدث هنا؟!...وما سبب وجود الشرطة أمام باب شقتي؟!!!!!
كز هاني أسنانه بقوة وهدر بصوت غاضب وعينيه تحبثان عن صبا :
-أين صبا يا لوح أنتَ ؟!
اندفع وجه مروان كالرصاصة نحو هاني...ثم هتف بصوت مشتد حاد، غاضب بدرجة مخيفة :
-عفواً....وما شأنك أنتَ؟!.....
زفر هاني بغضب، وهمّ بالصراخ مرة أخرى لكن الشرطي تدخل هاتفاً بصوته الحازمx :
-أنت متهم بخطف الطفلة جميلة عابد...والسيدة صبا هي من شجعتك على ذلك....والآن يجب أن تأتي أنت وهي معي!
فغر مروان فمه بعدم فهم، فانفرجت شفتاه وهتف بارتباك يشوبه الغضب :
-كيف؟؟!...وهل تخطف الأم أبنتها؟!...ما هذا الجنون!
قال عبارته الأخيرة بصوت شبه صارخ...فاشتعلت عينا الضابط بغضب...وهتف :
-أحترم نفسك...ولا تصرخ بوجهي...باختصار
صمت ثم أشار بسبابته إلى هاني... واردف:
-عمها حرر محضراً ضدكما بتهمة الخطف...فأمها ليست مؤهلة لتربيتها لأنها تعاني من اضطراب نفسي....وبحكم أنها خطيبة ذاك. الرجل شقيق زوجها..فوجدك معها في شقة بمفردكنا لن يكون منصفاً لكما....
======
انتهى الفصل السادس.. قراءة سعيدة....شاركوني بأراكم يا قمرات..❤❤
آسفة للتأخير كان في مشكلة في الفصل


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 03:22 PM   #116

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Cool

سالم الحقير دبر مكيدة لمروان ياالله
ماهذا البؤس الذى به صبا وجرت مروان معها وكان صيدا سهلا لجدة الشيطان
ياسين شكلة مان بيحب بنت عمة

مروج حقا قاسية القلب
لا اتعاكفىمعها لانها ذات لسان حاد وسئ
مالك يوجد سر خفى فى حياتة 🤔🤔


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 03:35 PM   #117

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
سالم الحقير دبر مكيدة لمروان ياالله
ماهذا البؤس الذى به صبا وجرت مروان معها وكان صيدا سهلا لجدة الشيطان
ياسين شكلة مان بيحب بنت عمة

مروج حقا قاسية القلب
لا اتعاكفىمعها لانها ذات لسان حاد وسئ
مالك يوجد سر خفى فى حياتة 🤔🤔
عجبني تعليقك جدا ومش أول مرة❤❤تسلمي يا جميلة على تقديرك❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 04:07 AM   #118

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

واضح ان الجرح كبير اوى بين مروج ومالك ومابين متعاطف معاها زى رائف اللى حاول يتناسى جرحها ليه عشان يوسيها وبين امجد الحائر بين اخته وصديق عمره نلاقى ان الجرح عميق ومش عارفين ممكن يتداوى ازاى
الشيطان سالم مافيش فايدة فيه لسه الاعيبة مستمرة وحقارته مش بتخلص ياعنى دلوقتى جايب اللى اسمه هانى عشان يقهر بيه مروان ويدعى عليه ظلم هو وصبا انهم فى علاقة غير مشروعه يخربيتك ياسالم

صبا فرحت بعودة بنتها ومروان خايف على امه لو عرفت مكانه ومكبل ومش عارف يخرج من الشقة لخوفه من سالم وحقارته

يونس نفسه يقرب من لجين جدا والحب المتبادل فى الخفاء بينهم نفسه يطلع للنور

ياترى ايه جكاية ياسين وزينب

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 02:49 PM   #119

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل ملىء بالصدمات
سالم نصب فح ل مروان و صبا...
بعد ان علم بمكانهم
مالك واضح ان هناك سر فى حياتة
اضطرة للابتعاد عن مروج...
مروج متمردة ووقحة 😂😂😂
تسلم ايدك حبيبتي


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 07:18 PM   #120

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

مروج ما بين الكره و الحب تجاه مالك هي علقانة بالنص ما عارفة تحدد شعورها اما تكره و تنتقم منه على اللي صار زمان و تجرحه بالصميم او تسامحه يبدو على شي كان مجبور انه يعمله لكن كسرة القلب صعبة و هي بعدها للان مجروحة منه لهيك تمردها كان الاسبق بالكلمات السامة اللي رمتها عليه و جرحته بس بالمقابل هي تألمت معه بس اخفت هالشي جواتها.
مالك خذل مروج زمان و ندم على هالشي و اللي صار زمان اثأر على علاقته معهم كلهم و بالاخص امجد اللي كان مشتاق له حتى رائف رغم تعاطفه معه بس غضبه كان اقوى عشان مروج و حزنها.
سالم الزفت عرف كيف يدبر مكيدة ليوقع فيها مروان بس ليفوز على سليم و سؤال مروان بمحله هو في جد بيكره احفاده هيك هالشخص مش طبيعي ابداً و جبروت كتير كبير😒😒😒 و مكيدته نجحت لما خلى غضب هاني يعلى و يعمل اللي قله عليه سالم و يبدو خوف صبا كان بسبب هاني لانها خطيبته و استلقوا بقى التهمة بخطف جميلة😟🙄 يا ريت صبا تتصرف و تتخبى بمكان تشغل شوي عقلها و هيك بتنقذ نفسها و بتنقذ مروان معها🤔🙄
سليم بعد كل شي بعمله لمصلحتهم بيطلعوا عليه بالهالي و بيتهموه عنجد هيك كتير يعني هو مش ناقص اصلاً بحربه مع سالم عشانهم يقوموا يزيدوا عليه😠😒
تسلم ايديكي الفصل رااائع😘😘❤


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.